You are on page 1of 4

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الجامعة التكنولوجية‬

‫اعداد الطالب‪ :‬معتز مجدي ابراهيم‬

‫نظم معلومات محاسبية‬

‫لمحة عن البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر‬

‫على الرغم من محاوالت العديد" من الكتاب والمبرمجين حول العالم في التعريف بمبادئ حركة البرمجيات الحرة ومفتوحة‬

‫المصدر‪ ،‬إال أن هذا الفهم ( وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص) ما زال يشوبه الكثير من اللغط وعدم الدقة‪ .‬أضف إلى‬

‫ذلك اإلشكالية اللغوية المتمثلة في عدم توفر مفردتين مختلفتين في اللغة اإلنكليزية للتعبير عن مفهومي الحرية والمجانية‪ ،‬إذ أن‬

‫‪.‬تستخدم لإلشارة إلى هذين المفهومين المختلفين كلية )‪ (Free‬كلمة واحدة‬

‫لنتمكن من تجاوز هذه اإلشكالية واستيعاب مبادئ حركة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر‪ ،‬دعنا نستعرض بإيجاز السياق‬

‫‪.‬التاريخي لهذه الحركة‬

‫في العام ‪ 1984‬حين بدأ العمل على تطوير ‪ Richard Stallman‬تبلورت أولى أفكار هذه الحركة على يد ريتشارد ستولمان‬

‫بغية إتاحة توزيعه بحرية لمن يشاء ودون مقابل‪ ،‬وذلك تعبيراً عن سخطه على تحول غالبية ‪ GNU‬نظام تشغيل أسماه‬

‫البرمجيات المتاحة في تلك الفترة إلى برمجيات مغلقة تتحكم بها مصالح الشركات التجارية‪ .‬أسس ريتشارد في العام ‪1985‬‬
‫بهدف الترويج ألفكاره في ضرورة بناء قاعدة حرة من البرمجيات ‪ Free Software Foundation‬مؤسسة البرمجيات الحرة‬

‫التي يمكن ألي مستخدم تعديلها وتطويرها أو إعادة توزيعها دون أية قيود قد تفرضها المصالح التجارية أو السياسية للشركات‬

‫‪.‬أو الدول التي تطور هذه البرمجيات‬

‫في أثناء بحثه عن أداة فاعلة لتمكين مطوري البرمجيات من تضمين مفاهيم الحرية هذه في برمجياتهم إذا شاؤوا‪ ،‬قام ريتشارد‬

‫والتي تضمن للمطور والمستخدم على حد )‪ GNU General Public License (GPL‬بكتابة إتفاقية الترخيص العمومية‬

‫سواء انتقال الحريات المترافقة مع أي برنامج يوزع وفق هذه اإلتفاقية إلى جميع المستخدمين الالحقين‪ ،‬وتحول دون إمكان‬

‫‪.‬استغالل هذا البرنامج بما يتعارض مع هذه الحريات‬

‫سرعان ما استقطبت مؤسسة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر اهتمام الكثير من المطورين حول العالم‪ ،‬والذين قاموا نتيجة‬

‫إيمانهم بهذه المبادئ بتطوير العديد من البرمجيات التي أطلقت ضمن إتفاقية الترخيص العمومية وسميت بـ (البرمجيات الحرة)‪.‬‬

‫إال أن الهدف الرئيس لريتشارد من وراء إنشاء مؤسسة البرمجيات الحرة لبناء نظام تشغيل حر متكامل ظل بعيد المنال نتيجة‬

‫‪.‬كثير من الصعوبات التقنية‬

‫من جامعة هلسنكي ببناء نوا ة لنظام تشغيل حر ‪ Linux Torvalds‬في تلك األثناء‪ ،‬قام شاب فنلندي يدعى لينوس تورفالدز‬

‫وذلك في العام ‪ .1991‬إستخدم لينوس لبناء نواة نظامه الجديد األدوات البرمجية التي )‪ Linux‬لينوكس( أسميت تيمنا ً به‬

‫طورتها مؤسسة البرمجيات الحرة‪ .‬وبعدما تم إطالق اإلصدارة األولى من لينكس تشكلت لدى العديد من المطورين قناعة مفادها‬

‫أن لينكس هو الخطوة المنتظرة في اإلتجاه الصحيح إلتمام العمل الذي بدأه ريتشارد‪ ،‬كونها قد تجاوزت القسط األكبر من‬

‫وهكذا اندمج نتاج مؤسسة البرمجيات الحرة مع جهود لينوس ‪ GNU.‬المشاكل التقنية التي تواجه إكمال بناء نظام التشغيل‬

‫‪ GNU/Linux،‬باإلضافة إلى آالف المطورين في جميع أنحاء العالم في ما أصبح يعرف باسم نظام التشغيل غنو‪ /‬لينكس‬

‫‪.‬والذي نمى بتسارع مضطرد ليضحي منافسا ً عتيداً ألنظمة التشغيل التجارية‬

‫يعود الفضل األكبر في نجاح وانتشار مفاهيم البرمجيات الحرة إلى نظام التشغيل لينكس والنجاح الذي حققه في فترة قياسية‪ .‬إال‬

‫وعلى رأسهم إريك ريموند( أن هذا النجاح شابه ما تم تفسيره على أنه انقسام ضمن أنصار هذه الحركة‪ .‬فقد ارتأى بعضهم‬

‫في ‪ Free‬بأن اإللتباس المترافق مع عدم وضوح مغزى كلمة )يؤيده في ذلك لينوس تورفالدز وآخرون – ‪Eric Raymond‬‬

‫اإلشارة إلى الحرية قد أدى إلى تفسيرها بشكل خاطئ كرمز إلى مجانية البرمجيات‪ ،‬وهو ما اعتبروه عائقا ً في سبيل تزايد‬

‫انتشار البرمجيات الحرة في األوساط التجارية نتيجة توجس هذه الشركات خيفةً من تأثير هذا المفهوم على مصالحها التجارية‪.‬‬
‫في حين أن المفهوم األساسي للبرمجيات الحرة ال يمنع اإلستغالل التجاري وتحقيق النفع المادي من هذه البرمجيات شريطة‬

‫‪.‬احترام مبادئ الحرية التي بنيت عليها‬

‫لإلشارة بما ال )‪ Open Source Software‬البرمجيات مفتوحة المصدر( لتجاوز هذه اإلشكالية‪ ،‬ابتكر إريك ورفاقه مصطلح‬

‫يترك مجاالً للشك وال لسوء الفهم إلى المبدأ األساسي في حرية تعديل وتوزيع البرمجيات عبر إرفاقها مع شيفرتها المصدرية‬

‫وتمكن مستخدميها من إدخال أية تعديالت يرتأيها على هذه الشيفرة المصدرية‪ .‬ولنشر هذا المصطلح أسست مبادرة المصادر‬

‫‪.‬كمؤسسة ال تهدف للربح غايتها الترويج لهذه األفكار ودعمها ‪ Open Source Initiative‬المفتوحة‬

‫مع أن مصطلحي البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر يستخدمان على نطاق واسع لإلشارة إلى نفس األفكار والمفاهيم‪ ،‬إال أنهما‬

‫عمليا ً يشيران إلى مبدأين" مختلفين‪ ،‬على األقل جزئياً‪ .‬لذلك ولتجنب أية إشكاالت قد تنتج" عن اإلشارة الخاطئة باستخدام مفهوم‬

‫كحل وسط )‪ Free and Open Source Software‬البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر( بدل اآلخر‪ ،‬فقد ابتكر مصطلح‬

‫يفترض أن يرضي جميع األطراف‪ .‬لذا فإننا سنستخدم هذا المصطلح من اآلن فصاعداً لإلشارة إلى البرمجيات التي تحمل‬

‫‪.‬مفاهيم الحرية عبر توزيعها مع شيفرتها المصدرية وإتاحة تعديلها وتطويرها وإعادة توزيعها ألي كان‬

‫اللغة العربية‬

‫على الرغم من اإلنتشار الواسع الذي حققته البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر في جميع أنحاء العالم‪ ،‬إال أن نظرة سريعة على‬

‫واقع تقنية المعلومات في الدول العربية تظهر بوضوح مدى تأخر هذه الدول في تبني فلسفة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر‬

‫سواء على صعيد القطاع الحكومي أو المؤسسات والشركات الخاصة‪ .‬هذا التباطؤ في إدراك أهمية وميزات هذه الفلسفة سيؤدي‬

‫إلى حرمان الدول العربية من الفوائد الجمة التي قد تكسبها جراء استخدامها للبرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر‪ ،‬بدءاً من توفير‬

‫المبالغ الفلكية التي تصرف سنويا ً ثمنا ً لتراخيص استخدام البرمجيات التجارية المغلقة وانتهاء باستقاللية القرار السياسي‬

‫‪.‬والتجاري لهذه الدول‬

‫‪‬‬ ‫تتيح مبادئ واتفاقيات ترخيص البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر ألي مستخدم تعديل أو تطوير هذه البرمجيات بما‬

‫يتالءم مع حاجاته ومتطلباته دون الرجوع إلى المطور أو المصدر األساسي‪ ،‬وذلك عبر توفير الشيفرة المصدرية لكل‬

‫برنامج وإتاحة تعديلها ضمن إتفاقية الترخيص المرفقة‪ .‬ولقد استثمرت هذه الميزة من قبل الكثير من الدول والشعوب‬

‫لتعديل البرمجيات المتاحة ضمن حركة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر وتطويعها لتتالءم مع المتطلبات الخاصة‬

‫للغاتهم وثقافاتهم‪ ،‬مما أدى بالنتيجة إلى إثراء هذه الحركة ومنحها المرونة الالزمة لتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية‬
‫بين جميع أصقاع المعمورة‪ ،‬وإزالة أية عوائق قد تمنع أي إنسان على وجه البسيطة من اإلستفادة من معطيات ثورة‬

‫‪.‬تقنيات المعلومات‪ ،‬سواء كانت لغوية أم ثقافية أم مادية أم سياسية‬

You might also like