You are on page 1of 21

‫الملكية الفكرية للمصنفات الرقمية‬

‫‪IP- Digital Works‬‬


‫‪ .1‬في تحديد المصنفات الرقمية ‪.‬‬

‫‪ 1.1‬ما هو المصنف الرقمي ؟؟‬


‫يمكننا ان ندعي ان تحديد مفهوم المصنف الرقمي سيبقى مثار جدل الى حين سيما وانه اصطالح‬
‫لم ينتشر بعد في حقل الدراسات القانونية ‪ ،‬وربما يحتاج تحديد مفهومه الى شجاعة فقهية ليطلق‬
‫احد ما تعريفا او توصيفا له ويصار الى الحوار حوله تمهيدا للوصول الى راي غالب او اجماع‬
‫حوله ‪ ،‬ولسنا من مدعي الريادية في التعامل مع المفاهيم القانونية ‪ ،‬لكننا نجد لزاما علينا في هذه‬
‫الدراسة تحديدا ان نحدد مفهوم المصنف الرقمي من واقع دراساتنا ومعارفنا في حقل دراسات‬
‫القانون وتقنية المعلومات ‪ ،‬وهو مفهوم مطروح للبحث والحوار وفي ذات الوقت االطار الذي‬
‫نعتمده لتحديد المصنفات الرقمية ‪.‬‬
‫كلنا يعلم ان علم الحوسبة برمته قام على العددين (صفر وواحد) ‪ ،‬وان البرمجيات هي ترتيب‬
‫الوامر تتحول الى ارقام تبادلية ‪ ،‬وان نقل البيانات ‪ ،‬رموزا او كتابة او اصواتا عبر وسائل‬
‫االتصال انتقل من الوسائل الكهربية وااللكترومغناطيسية والتناظرية الى الوسائل الرقمية ‪ ،‬وان‬
‫الصورة وكذا الصوت والموسيقى والنص في احدث تطور لوسائل إنشائها وتبادلها اصبحت‬
‫رقمية على نحو ما اوضحنا في القسم االول من هذا الكتاب ‪ ،‬وحتى عنوان الموقع على االنترنت‬
‫وكذا العنوان البريدي االلكتروني ‪ ،‬تتحول من العبارات المكتوبة باالحرف الى ارقام تمثل هذه‬
‫المواقع وتتعامل معها الشبكة بهذا الوصف ‪ .‬وصحيح انه لما يزل هناك تبادل تناظري ال رقمي ‪،‬‬
‫فالقارئ االلي في نظام الكمبيوتر ( سكانر ) يدخل الرسم وحتى الوثيقة على شكل صورة وليس‬
‫على شكل نص ‪ ،‬وصحيح ان العديد من المواقع على االنترنت واغلبها العربية ومواقع اللغات‬
‫غير االنجليزية لما تزل تستخدم الوسائل التناظرية في تثبيت المواد على الموقع وليس الوسائل‬
‫الرقمية ‪ .‬لكن الموقع نفسه ‪ ،‬وعبر مكوناته ‪ ،‬يتحول شيئا فشيئا نحو التبادل الرقمي لما يحققه من‬
‫سرعة وجودة واداء فاعل قياسا بالوسائل غير الرقمية‪.‬‬
‫ومن الوجهة القانونية ‪ ،‬تعاملت النظم القانونية والدراسات القانونية والقواعد التشريعية مع‬
‫مصنفات المعلوماتية بوصفها تنتمي الى بيئة الكمبيوتر ‪ ،‬وهو اتجاه تعبر عنه دراسات فرع‬
‫قانون الكمبيوتر في النظم المقارنة ‪ ،‬وقد شملت هذه المصنفات ابتداء من منتصف اوائل‬
‫السبعينات وحتى وقتنا الحاضر ثالثة انواع من المصنفات ‪ -:‬البرمجيات ‪ ،‬وقواعد البيانات‬
‫وطبوغرافيا الدوائر المتكاملة ‪ .‬وهي مصنفات جاءت وليدة علوم الحوسبة مستقلة عن علوم‬
‫االتصال وتبادل المعطيات وشبكات المعلومات ‪ ،‬ومع ظهور شبكات المعلومات ‪ ،‬والتي ارتبطت‬
‫في الذهنية العامة بشبكة االنترنت كمعبر عنها وعن التفاعل والدمج بين وسائل الحوسبة‬
‫واالتصال ‪ ،‬ظهرت انماط جديدة من المصنفات او عناصر مصنفات تثير مسألة الحاجة الى‬
‫الحماية القانونية وهي ‪ -:‬اسماء النطاقات او الميادين او المواقع على الشبكة ‪Domain‬‬
‫‪ ، Names‬وعناوين البريد االلكتروني ‪ ،‬وقواعد البيانات على الخط التي تضمها مواقع‬
‫االنترنت ‪ ،‬تحديدا ما يتعلق بالدخول اليها واسترجاع البيانات منها والتبادل المتعلق بمحتواها‬
‫الحاصل على الخط ‪ ،‬وهو تطور لمفهوم قواعد البيانات السائدة قبل انتشار الشبكات التي كان‬
‫مفهوما انها مخزنة داخل النظام او تنقل على واسطة مادية تحتويها ‪ .‬ومادة او محتوى موقع‬
‫االنترنت من نصوص ورسوم واصوات ومؤثرات حركية (يطلق على المؤثرات الصوتية‬
‫والحركية لوسائط المتعددة ‪ ) Multimedia -‬ونحن نرى ان المصنف الرقمي يشمل كافة‬
‫المصنفات المتقدمة ‪ ،‬فبرنامج الكمبيوتر من حيث البناء واالداء مصنف رقمي ‪ ،‬وقاعدة البيانات‬

‫‪1‬‬
‫من حيث آلية ترتيبها وتبويبها واالوامر التي تتحكم بذلك تنتمي الى البيئة الرقمية ‪ ،‬وذات القول‬
‫يرد بالنسبة لكافة العناصر المتقدمة ‪ ،‬وبالتالي نرى ان أي مصنف ابداعي عقلي ينتمي الى بيئة‬
‫تقنية المعلومات يعد مصنفا رقميا وفق المفهوم المتطور لالداء التقني وفق اتجاهات تطور‬
‫التقنية في المستثبل القريب ‪ ،‬وهذا ال يؤثر على انتماء المصنف بذاته الى فرع او آخر من فروع‬
‫الملكية الفكرية ‪ ،‬ونقصد هنا ان اسماء النطاقات مثال ينظر لها كاحد المسائل المتعين اخضاعها‬
‫لنظام االسماء والعالمات التجارية بسبب ما اثارته من منازعات جراء تشابهها بالعالمات‬
‫واالسماء التجارية وتطابقها في حاالت عديدة او لقيامها بذات المهمة تقريبا في البيئة الرقمية ‪،‬‬
‫والبرمجيات وقواعد المعلومات حسم الجدل بشانها بان اعتبرت مصنفات ادبية تحمى بموجب‬
‫قوانين حق المؤلف ‪ -‬مع وجود اتجاه حديث وتحديدا في امريكا واوروبا يعيد طرح نجاعة‬
‫حمايتها عبر آلية حماية براءات االختراع ‪ -‬وسيثير محتوى موقع االنترنت جدال واسعا ‪ ،‬فهل‬
‫تحمى محتوياته كحزمة واحدة ضمن مفهوم قانون حق المؤلف ‪ ،‬ام يجري تفصيل هذه العناصر‬
‫ليسند اسم الموقع الى اإلسماء التجارية وشعار الموقع الى العالمات التجارية ‪ -‬كعالمة خدمة‬
‫مثال ‪ -‬والنصوص والموسيقى والرسوم الى قانون حق المؤلف كمصنفات ادبية ؟؟؟‬

‫‪ 1-2‬تحديد المصنفات الرقمية ‪.‬‬


‫من الوجهة التاريخية ابتدأ التفكير بحماية اجهزة الكمبيوتر واالتصاالت (المادية) بوصفها معدات‬
‫ووسائل تقنية المعلومات ‪ ،‬فكان نظام براءات االختراع هو النظام المتناسب مع هذا الغرض‬
‫باعتبار براءة االختراع ترد بشان مخترع جديد يتصف باالبتكارية والجدة وبالقابلية لالستغالل‬
‫الصناعي‪ .‬وتتمثل المصنفات الرقمية ببرامج الحاسوب ( الكمبيوتر ) وبقواعد البيانات‬
‫وبالدوائر المتكاملة ‪ ،‬اما في بيئة االنترنت فتتمثل باسماء نطاقات او مواقع االنترنت ‪،‬‬
‫وبمحتوى المواقع من مواد النشر االلكتروني نصوصا وصورا ومواد سمعية ومرئية‬
‫( الوسائط المتعددة ) ‪.‬‬

‫‪ 1-2-1‬برامج الحاسوب ‪-:‬‬


‫تعد برامج الحاسوب اول واهم مصنفات المعلوماتية او تقنية المعلومات التي حظيت باهتمام كبير‬
‫من حيث وجوب االعتراف بها وتوفير الحماية القانونية لها ‪ ،‬والبرمجيات هي الكيان المعنوي‬
‫لنظام الكمبيوتر دونها ال يكون ثمة أي فائدة للمكونات المادية من االجهزة والوسائط وهي بوجه‬
‫عام تنقسم من الزاوية التقنية الى برمجيات التشغيل المناط بها اتاحة عمل مكونات النظام معا‬
‫وتوفير بيئة عمل البرمجيات التطبيقية ‪ ،‬وتمثل البرمجيات التطبيقية النوع الثاني من انواع‬
‫البرمجيات وهي التي تقوم بمهام محددة كبرمجيات معالجة النصوص او الجداول الحسابية او‬
‫الرسم او غيرها ‪ ،‬وقد تطور هذا التقسيم للبرمجيات باتجاه ايجاد برمجيات تطبيقية ثابتة وانواع‬
‫مخصوصة من البرمجيات تزاوج في مهامها بين التشغيل والتطبيق ‪ ،‬هذا من ناحية تقنية مبسطة‬
‫جرى ايضاحه تفصيال في القسم االول من هذا الكتاب ‪ ،‬اما من ناحية الدراسات والتشريعات‬
‫القانونية فقد اثير فيها عدد من المفاهيم المتصلة بانواع البرمجيات ‪ ،‬ابرزها برمجيات المصدر‬
‫وبرمجيات االلة والخوارزميات ولغات البرمجة وبرامج الترجمة ‪ ،‬ونعرض فيما يلي بايجاز‬
‫لهذه المفاهيم ‪-:‬‬
‫‪ -1‬برنامج المصدر ‪ -:‬هي االوامر التي يضعها المبرمج او مؤلف البرنامج وتكون مدركة له‬
‫لكنها غير مدركة لاللة التي هي الكمبيوتر كجهاز مادي (وحدة المعالجة تحديدا) ويستخدم في‬
‫تأليفها او وضعها لغات البرمجة التي شهدت تطورا مذهال عبر السنوات الخمسين المنصرمة ‪،‬‬
‫هذه اللغات التي تختلف من حيث سهولتها وتعقيدها ومن حيث فعاليتها في انجاز البرنامج‬
‫للغرض المخصص له ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬برنامج االلة ‪ -:‬وهو عكس مفهوم برنامج المصدر تماما ‪ ،‬اذ تدركه االلة وتستطيع التعامل‬
‫معه وتشغيله ‪ ،‬وبين برنامجي المصدر وااللة توجد برامج ذات غرض تحويلي او ( برامج‬
‫ترجمة ) بموجبها تتحول برامج المصدر الى برامج آلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الخوارزميات ‪ -:‬العناصر والرموز الرياضية التي يتكون منها بناء البرنامج وهي كاالفكار‬
‫والحقائق العلمية ليست محل حماية النها ليست موضعا لالستئثار ( مادة ‪ 9/2‬من اتفاقية تربس )‬
‫لكنها متى ما نظمت على شكل اوامر ابتكارية لتحقيق غرض معين اصبحنا امام برنامج ‪ ،‬وهو‬
‫بهذا الوصف ان توفرت له عناصر الجدة واالبتكار واالصالة محل للحماية شانه شان أي من‬
‫مصنفات الملكية الفكرية االدبية االخرى ‪.‬‬
‫وقد اثارت برامج الحاسوب جدال واسعا في مطلع السبعينات بشان طبيعتها وموضع حمايتها‬
‫من بين تشريعات الملكية الفكرية ‪ ،‬وترددت االراء بين من يدعو لحمايتها عبر نظام براءات‬
‫االختراع لما تنطوي عليه من سمة االستغالل الصناعي واتصالها العضوي بمنتج مادي صناعي‬
‫‪ ،‬وبين من ذهب الى حمايتها عبر نظام االسرار التجارية اذ تنطوي في الغالب على سر تجاري‬
‫يتجلى باالفكار التي انبنى عليها او الغرض من ابتكارها ‪ ،‬وبين داع الى حمايتها عن طريق‬
‫الشروط العقدية التي تجد مكانها في رخص االستخدام او اتفاقيات االستغالل ‪ .‬لكن كافة هذه‬
‫االراء لم تصمد امام الراي الذي وجد في البرمجيات عمال ابتكاريا ادبيا ‪ ،‬يضعها ضمن نطاق‬
‫مصنفات الملكية االدبية (حق المؤلف) اذ هي افكار وترتيب لخوارزميات تفرغ ضمن شكل‬
‫ابتكاري ابداعي ‪ ،‬وسماتها وصفاتها المميزة تتقابل مع عناصر الحماية لمصنفات الملكية االدبية‬
‫‪ ،‬وبالرغم من استمرار وجود نظم قانونية توفر الحماية للبرمجيات عبر واحد او اكثر من االليات‬
‫المتقدم االشارة اليها اال ان االتجاه التشريعي الغالب اعتبرها اعماال ادبية وحماها بموجب‬
‫تشريعات حق المؤلف سيما بعد ان وضعت منظمة الوايبو القانون النموذجي او االرشادي عام‬
‫‪ 1978‬بشأن حماية البرمجيات وبعد سلسلة اجتماعات خبراء الوايبو ومنظمة اليونسكو عامي‬
‫‪ 1983‬و‪ 1985‬التي اسفرت عن توجه عام العتبارها من قبيل االعمال االدبية ‪ ،‬كما ان اتفاقية‬
‫تربس اذ اعتبرتها كذلك واضافتها الى المصنفات االدبية والفنية محل الحماية بموجب اتفاقية‬
‫بيرن (م ‪ ) 10/1‬فيكون االتجاه الدولي قد حسم لصالح هذا الموقف ‪.‬‬
‫ووفق اتفاقية تربس فان البرمجيات محل للحماية سواء اكانت بلغة االلة ام المصدر(م ‪)10/1‬‬
‫ولمؤلفها كافة الحقوق المالية والمعنوية لمصنفات حق المؤلف اضافة الى حقه في اجازة او منع‬
‫تأجيرها ‪ -‬شأنها شأن التسجيالت الصوتية والمرئية (م ‪ ، )11‬ويستثنى وفق هذه المادة حالة‬
‫التأجير التي ال يكون فيها البرنامج الموضوع االساسي للتأجير ‪ .‬واما بخصوص مدة الحماية‬
‫فانها تمتد الى ‪ 50‬عاما محسوبة على اساس حياة الشخص الطبيعي فان لم تكن كذلك فمن نهاية‬
‫السنة التي اجيز فيها النشر او تم فيها انتاج العمل (م ‪ 12‬تربس) ‪.‬‬

‫‪ 1-2-2‬قواعد البيانات ‪-: Database‬‬

‫قواعد البيانات هي تجميع مميز للبيانات يتوافر فيه عنصر االبتكار او الترتيب او التبويب عبر‬
‫مجهود شخصي باي لغة او رمز ويكون مخزنا بواسطة الحاسوب ويمكن استرجاعه بواسطتها‬
‫ايضا ‪.‬‬
‫ومناط حماية قواعد البيانات ‪ -‬بوجه عام ‪ -‬هو االبتكار كما عبرت عنه االتفاقيات الدولية في‬
‫هذا الحقل ‪ ،‬فالمادة ‪ 10/2‬من اتفاقية تربس نصت على انه ‪ -:‬تتمتع بالحماية البيانات المجمعة‬
‫او المواد االخرى سواء كانت في شكل مقروء آليا او أي شكل آخر اذا كانت تشكل خلقا فكريا‬
‫نتيجة انتفاء وترتيب محتواها ‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 5‬من االتفاقية العالمية للملكية الفكرية لسنة‬
‫‪ - 1996‬غير نافذة ‪ -‬على انه ‪ -:‬تتمتع مجموعات البيانات او المواد االخرى بالحماية‬
‫بصفتها هذه ايا كان شكلها اذا كانت تعتبر ابتكارات فكرية بسبب محتواها او ترتيبها ‪ .‬لكن ال‬

‫‪3‬‬
‫تجرى كافة النظم القانونية والقوانين على هذا النهج ‪ ،‬فالتوجيهات الصادرة عن االتحاد االوروبي‬
‫في ‪ 11/3/1996‬والقانون الفرنسي الصادر في عام ‪ 1998‬ال يشترطان شرط االبتكار لحماية‬
‫قواعد البيانات ‪ ،‬بل يكفي ما بذل من جهد مالي او بشري او مادي وما انفق من اجل اعداد قاعدة‬
‫البيانات وسندا لذلك فان القانون الفرنسي المشار اليه يحمي قواعد البيانات لمدة خمس عشرة‬
‫سنة ويحظر أي اعادة استعمال سواء لجزء او لمادة كلية من قاعدة البيانات عن طريق توزيع‬
‫نسخ او االيجار او النقل على الخط ويحظر النقل الكلي او الجزئي ‪ -‬الجوهري ‪ -‬من محتوى‬
‫قاعدة البيانات باي شكل ‪ ،‬متى كان الحصول او تقديم هذا المحتوى فد استلزم استثمارات‬
‫جوهرية كما وكيفا ‪ ،‬وسواء اكان النقل دائما ام مؤقتا على دعامة باي وسيلة او تحت أي شكل ‪.‬‬
‫واالبتكار يستمد اما من طبيعة البيانات نفسها واما من طريقة ترتيبها او اخراجها او تجميعها او‬
‫استرجاعها ‪ ،‬ومحتوى البيانات في حد ذاته ال يعتبر عمال ابتكاريا ‪ ،‬ومن هنا فان االبتكار ال‬
‫يتحقق اال اذا عكست قاعدة البيانات سمات شخصية لواضعها ‪ ،‬وقد قضت محكمة ( نانت )‬
‫التجارية الفرنسية في عام ‪ 1998‬بان االبتكار الذي يتعلق بقاعدة بيانات على االنترنت يقتضي‬
‫توافر جهد جاد في البحث واالختيار والتحليل والذي عندما يقارن بمجرد التوثيق تظهر اهمية‬
‫الجهد المبتكر للعمل [مشار الى هذا القرار في مؤلف جينشار وآخرين ‪ ،‬االنترنت والقانون ‪ ،‬منشورات مون كريستان ‪،‬‬
‫‪ 1999‬باريس ‪ ،‬ص ‪ ] 192‬اما قضاء محكمة النقض المصرية فانه يتوسع في مفهوم االبتكار ‪ ،‬فقد‬
‫قضت محكمة النقض المصرية عام ‪ 1964‬بان فهرسة احدى كتب االحاديث النبوية يعد عمال‬
‫ابتكاريا النه يكفي ان يكون عمل واضعه حديثا في نوعه ويتميز بطابع شخصي خاص وانه‬
‫يعتبر من قبيل االبتكار في الترتيب او التنسيق او باي مجهود آخر ان يتسم بالطابع الشخصي‪.‬‬
‫[ نقض مدني في ‪ 7‬يوليو ‪ - 1964‬مجموعة النقض المدني المصري سنة ‪ ، 1964‬ص ‪] . 920‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فان البيانات او المعلومات المخزنة في نظم الحواسيب ( بشكل مجرد) ليست محل حماية‬
‫‪ ،‬كما بالنسبة للقوانين واالنظمة وقرارات القضاء مثال ‪ ،‬لكنها متى ما افرغت ضمن قاعدة بيانات‬
‫وفق تصنيف معين وبآلية استرجاع معين ومتى ما خضعت لعملية معالجة تتيح ذلك فانها تتحول‬
‫من مجرد بيانات الى قاعدة معطيات ‪ ،‬وينطوي انجازها بهذا الوصف على جهد ابتكاري‬
‫وابداعي يستوجب الحماية ‪ ،‬وبتزايد اهمية المعلومات ‪ ،‬ولما حققته بنوك المعلومات من اهمية‬
‫قصوى في االعمال والنشاط االنساني بوصفها امست ذات قيمة مالية كبيرة بما تمثله ‪ ،‬وباعتماد‬
‫المشروعات عليها ‪ ،‬ولتحول المعلومة الى محدد استراتيجي لرأس المال ‪ ،‬بل ان البعض يراه‬
‫مرتكزا ال محددا فقط ‪ ،‬نشط االتجاه التشريعي في العديد من الدول لتوفير الحماية القانونية‬
‫لقواعد البيانات ( انظر جدول ‪. ) 1‬‬
‫واالعتراف لقواعد البيانات بالحماية جاء وليد جهد واسع لمنظمة الوايبو ولمجلس اوروبا ال ذي‬
‫وضع عام ‪ 1996‬قواعد ارشادية وقرارا يقضي بالنص على حماية قواعد البيانات ضمن قوانين‬
‫حق المؤلف ‪.‬‬

‫طوبوغرافيا الدوائر المتكاملة ‪Topographies of integrated Circuits‬‬


‫‪1-2-3‬‬
‫مثلت اشباه الموصالت فتحا جديدا ومميزا في حقل صناعة االلكترونيات وتطوير وظائف التقنية‬
‫العالية اعتبارا من منتصف القرن المنصرم ‪ ،‬ومع تطور عمليات دمج الدارات االلكترونية على‬
‫الشريحة للقيام بمهام ووظائف الكترونية اصبح التميز والخلق االبداعي يتمثل بآلي ات ت رتيب‬
‫وتنظيم الدوائر المدمجة على شريحة شبه الموصل ‪ ،‬بمعنى ان طوبوغرافيا الش ريحة انط وى‬
‫على جهد ابداعي مكن من تطوير اداء نظم الحواسيب بشكل متس ارع وهائل وباالعتم اد على‬
‫مشروع قانون الحماية ال تي اعدته اللجنة االوروبية اص در مجلس اوروبا ع ام ‪ 1986‬دليال‬
‫لحماية الدوائر المتكاملة بغرض توفير االنسجام التشريعي بين دول اوروبا به ذا الخص وص ‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1989‬ابرمت اتفاقية واشنطن بشان الدوائر المتكاملة ( أي المنتج ات ال تي يك ون‬
‫غرضها اداء وظيفة الكترونية ) ووفقا الحصاء ‪ 1999‬فان عدد الدول الموقعة على هذه االتفاقية‬

‫‪4‬‬
‫‪ 8‬دول ليس من بينها سوى دولة عربية واحدة هي مصر ‪ ،‬ولم تدخل هذه االتفاقية حيز التنفيذ بعد‬
‫‪ ،‬لكن تنظيم اتفاقية تربس لقواعد حماية الدوائر المتكاملة( المواد ‪ ) 38 - 35‬ساهم في تزايد‬
‫الجهد التشريعي في هذا الحقل باعتبار ان من متطلبات العضوية انفاذ موجبات اتفاقية تربس التي‬
‫من بينها اتخاذ التدابير التش ريعية المتفقة مع قواع دها ومن بينها طبعا قواعد حماية ال دوائر‬
‫المتكاملة ‪ .‬ويظهر الجدول رقم ‪ 1‬التدابير تشريعية المتخذة من مختلف دول العالم بش ان حماية‬
‫الدوائر المتكاملة ‪.‬‬

‫المصنفات الرقمية في بيئة االنترنت‬ ‫‪1.2.4‬‬

‫من الوجهة القانونية تثير االنترنت العديد من المشكالت على نحو مستقل عن عالم الحوسبة‬
‫واالتصاالت ‪ ،‬وان كانت هذه المشكالت في حقيقتها تمثل جزءا من مشكالت تقنية المعلومات‬
‫برمتها ومثارة في بيئتها ‪ ،‬ويمكن تاطير هذه المشاكل ضمن ثالث طوائف ‪-:‬‬
‫االولى ‪ -:‬مشكالت عقود االنترنت ابتداء من عقود االشتراك في الخدمة مرورا بالعقود ذات‬
‫المحتوى التقني ‪ ،‬وعقود الجهات ذات العالقة بمواقع االنترنت او عقود المستخدمين مع المواقع‬
‫بما فيها عقود طلب الخدمات والتسوق االلكتروني وعقود الخدمات المدفوعة والمجانية كعقود‬
‫البريد االلكتروني ورخص استخدام وتنزيل البرامج وعقود ورخص نقل التكنولوجيا وغيرها من‬
‫العقود التي تقع في نطاق العقود االلكترونية او العقود المبرمة عبر المراسالت االلكترونية ‪.‬‬
‫والجامع المشترك بين هذه العقود والتصرفات المتصلة باالنترنت انها تتعلق بالتنظيم القانوني‬
‫للتعامل مع االنترنت وعبرها‪.‬‬
‫والثانية ‪ -:‬مشكالت حماية حقوق المستخدمين والمتعاملين في بيئة االنترنت وتضم حقوق‬
‫المستهلك بوجه عام وحماية الحق في الحياة الخاصة وحماية حقوق الملكية الفكرية في بيئة‬
‫االنترنت ‪.‬‬
‫اما الثالثة ‪ -:‬فتتصل بمشكالت امن المعلومات سواء بالنسبة لمواقع االنترنت او انظمة‬
‫المستخدمين ‪.‬‬
‫اما عن الطائفة االولى فان محل تناولها دراسات االعمال اإللكترونية والتجارة اإللكترونية‬
‫والبنوك اإللكترونية ‪ ،‬وبالنسبة للطائفة الثانية ‪ ،‬فان موضع دراستها يستتبع الفرع محل الدراسة ‪،‬‬
‫فدراسة حماية الحياة الخاصة مناطه دراسات حقوق االنسان وتاثرها بتقنية المعلومات او‬
‫الدراسات الجنائية الخاصة بامن العلومات محل دراسة الطائفة الثانية المشار اليها ‪ ،‬ودراسة‬
‫حماية المستهلك يكون مناطه الدراسات القانونية في حقل ميادين حماية المستهلك من المخاطر‬
‫االقتصادية والصحية والثقافية واالجتماعية وغيرها ‪ .‬وبالنسبة لحماية حقوق الملكية الفكرية في‬
‫بيئة االنترنت فان محل تناولها دراسات الملكية الفكرية عموما ودراسات حق المؤلف على وجه‬
‫الخصوص ‪ .‬اما الطائفة الثالثة فان محل تناولها دراسات امن المعلومات وجرائم الكمبيوتر‬
‫واالنترنت واالتصاالت ‪،‬‬
‫والحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية في بيئة االنترنت تثير التساؤل ابتداء بشان تحديد حقوق‬
‫الملكية الفكرية في بيئة االنترنت ‪ ،‬وتحديد المصنفات محل الحماية ‪ ،‬واستقصاء الحماية الالزمة‬
‫لمواجهة االعتداءات والمخاطر التي تعترض هذه الحقوق ‪ ،‬وتقييم ما اذا كانت القواعد القائمة‬
‫ضمن تشريعات الملكية الفكرية او غيرها من التشريعات كافية لتوفير الحماية لهذه الحقوق ام ان‬
‫هناك ثمة حاجة لتشريعات خاصة بالمصنفات محل الحماية في بيئة االنترنت ‪ ،‬وهذه المسائل لما‬
‫تزل مثار جدال ومحل بحث ‪ ،‬ونعرض فيما يلي البرز المسائل المتصلة باسماء النطاقات والنشر‬
‫االلكتروني والوسائط المتعددة او محتوى الموقع كمقدمة لدراسات اكثر تعمقا فيما تثيره هذه‬
‫الموضوعات من اشكاالت قانونية ‪.‬‬
‫اسماء نطاقات ( عناوين ) االنترنت ‪Domain names‬‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫اسم النطاق أو الميدان أو الموقع ( دومين نيم ‪ ) Domain name -‬هو في الحقيقة عنوان‬
‫إنترنت ‪ ،‬فالهاتف له رقم معين ( مثل ‪ )0096-6-555555‬والعنوان البريدي له رقم صندوق‬
‫مميز ورمز منطقة مميز ( وسط البلد ص‪.‬ب ‪ 2325‬رمز ‪ ) 11118‬ولإلنترنت أيضا عنوان‬
‫مميز مثل ( ‪) www.arablaw.org‬‬
‫ويتكون الدومين نيم من أجزاء متعددة ‪ .‬الجزء األكثر أهمية ومعرفة من قبل المستخدمين هو ما‬
‫يعرف باسم النطاق األعلى( ‪ ) top-level Domains‬وهو الجزء األخير من العنوان ( ‪)com‬‬
‫وتدل على الشركات التجارية ‪ )edu( ،‬وتدل على مؤسسات التعليم ‪ )gov( ،‬وتدل على المواقع‬
‫الحكومية ‪ ) net ( ،‬وهي الشبكات وعادة ما تقدم خدمات عامة ‪ )mil( ،‬وهي للجيش األمريكي‬
‫(‪ )org‬وهي للمنظمات ‪.‬‬
‫أما الجزء الثاني من اسم النطاق ‪ ،‬وهو على يسار اسم النطاق األعلى ( أو الجزء المتوسط بين‬
‫ثالثة أجزاء ) فهو اسم أو رمز أو اختصار المؤسسة أو الشخص أو الجهة صاحبة الموقع (‬
‫‪ ) CNN‬مثال أو ( ‪… ) Arablaw‬الخ‬
‫وقد احتدم النزاع حول أسماء نطاقات االنترنت ‪ ،‬ومعمارية شبكة االنترنت والجهات التي تسيطر‬
‫عليها ‪ ،‬وستكون مسائل اسماء المواقع اكثر المسائل اثارة للجدل التنظيمي والقانوني في الفترة‬
‫القريبة القادمة ‪ ،‬وقد حسم جانب من الجدل مؤخرا حول اضافة مميزات جديدة للميزات‬
‫المشهورة (‪ ) com,net,org,gov,edu‬وذلك باقرار اضافة سبعة مميزات اخرى [‪INFO BIZ ,‬‬
‫‪ ، ] ,PRO, NAME, AERO, COOP, MUSEUM‬ويرجع الخبراء مشكالت اسماء النطاقات‬
‫في بيئة االنترنت الى استراتيجيات الشركات الكبرى في هذا الشأن ‪ ،‬فهي التي قادت لواء‬
‫معارضة توسيع اسماء النطاقات ‪ ،‬حماية ألسمائها التجارية ‪ ،‬بل وتشكو في الوقت ذاته ‪ ،‬من‬
‫صعوبة السيطرة على النظام الحالي فهذه الشركات تخشى من أن تضطر لتسجيل مئات من‬
‫عناوين المواقع على شبكة ويب ‪ ،‬تفاديا للوقوع فريسة " المتوقعين الفضائيين" ‪، cybersquatters‬‬
‫الذين يعتمدون على التوقعات لكسب االموال ( مثل ما يحدث في سوق العالمات التجارية‬
‫والمضاربات المالية ) ‪ ،‬والذين يقومون ‪ ،‬في عصر االنترنت ‪ ،‬بحجز أسماء نطاقات شائعة‬
‫االستعمال ‪ ،‬لبيعها مستقبال لمن يرغب ‪.‬‬
‫غير أن المسألة ليست مقتصرة على هذا الجانب وحده ‪ ،‬اذ توجد مسائل تقنية تستدعي االجابة‬
‫عليها ‪ ،‬مثل ‪ :‬كم عنوانا يلزم اضافته ؟ وأي منها ؟ ومن الذي يتحكم بها ؟ ومن يبيع العناوين‬
‫الجديدة ؟ ومن الذي سيفصل في النزاعات التي ستنشأ ؟‬
‫لقد اوجدت الحكومة االمريكية في عام ‪ ، 1998‬مؤسسة تسجيل اسماء وأرقام انترنت ‪Internet‬‬
‫‪ ، Corporation for Assigned Names and Numbers - ICANN‬وهي منظمة غير ربحية ‪،‬‬
‫مقرها في لوس انجلوس ‪ ،‬لالشراف على نظام أسماء النطاقات على انترنت ‪ ،‬غير أن ‪ICANN‬‬
‫تورطت منذ انشائها ‪ ،‬في نزاع مكلف ومرير ‪ ،‬حول ميثاقها ‪ ،‬بشأن السماح لشركات جديدة ببيع‬
‫أسماء نطاقات شبكة ويب ذات االمتداد ‪ com.‬و ‪ net.‬و ‪ org.‬وهي عملية مدرة لالرباح كانت‬
‫مقيدة حصرا بشركة ‪ ، Network Solutions Inc‬بموجب عقد لها مع الحكومة االمريكية ‪ .‬وقد‬
‫توصلت شركة ‪ ، Network Solutions‬ومنظمة ‪ ، ICANN‬الى تسوية خالفاتهما ‪ ،‬بموجب‬
‫اتفاقية ‪ ،‬تحتفظ بموجبها ‪ ، Network Solutions‬بقائمة أساسية ألسماء النطاقات التجارية الحالية‬
‫على شبكة ويب ‪ ،‬مدة اربع سنوات اخرى مقابل دفع مبلغ لمنظمة ‪. ICANN‬‬
‫ان السنوات القليلة القادمة ستشهد حربا طاحنة بشان سياسات التعامل مع عن اوين المواقع على‬
‫االنترنت وكما تذهب المعالجات والدراسات االستراتيجية التي تنشر يش كل مكثف على ش بكة‬
‫االنترنت ‪ ،‬فان من يسيطر على مقدرات هذا الموضوع سيسيطر على طريق المعلومات السريع‬
‫‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وتعمل شركات عالمية في حقل تسجيل المواقع اضافة الى خدمات استضافتها وتص ميمها ‪ ،‬اما‬
‫المواقع ال تي تنتهي باسم الدولة فتختص بها جهة واح دة اض افة الى هيئة معنية في الدولة ‪،‬‬
‫ونشارك البعض اعتقادهم ان تاسيس هيئة ‪ ICANN‬خطوة للتمهيد الى خلق ما يس مى حكومة‬
‫االنترنت التي ستسيطر على مقدرات طريق المعلومات السريع وتتحكم بمصادر المعلومات في‬
‫العالم ‪.‬‬
‫وحتى االن ال توجد ثمة تشريعات شاملة ناظمة لمسائل اسماء النطاقات وما اثارته من اشكاالت‬
‫قانونية خاصة عندما يكون االسم مطابقا او مقاربا او مشابها السم تج اري او عالمة تجارية ‪-‬‬
‫طبعا اذا ما استثنينا القواعد التشريعية التنظيمية للخ دمات التقنية على الخط ومع ايير تق ديمها‬
‫وقواعد حماية المستخدم من مخاطر المحتوى الضار التي سنتها العديد من الدول الغربية ‪ ، -‬اال‬
‫ان القضاء االوروبي وتحديدا في فرنسا تصدى لنظر عدد من الدعاوى بهذا الخص وص ‪ ،‬لكن‬
‫مناط التطبيق بشانها كان قوانين العالم ات التجارية وقواعد حماية العالم ات التجارية وليس‬
‫قواعد قانونية خاصة باسماء النطاقات ‪ ،‬وقد اثير في هذه الدعاوى مسائل التشابه بين اسم النطاق‬
‫والعالمة التجارية للغير او االسم التجاري للغير ‪ ،‬وظهر جليا من ه ذه ال دعاوى ان التح دي‬
‫القريب القادم سيكون في حقل ايجاد قواعد قانونية تنظم تسجيل اس ماء النطاق ات وتص نيفها‬
‫وعالقتها بالعالمات واالسماء التجارية ‪ .‬وتعد االستراتيجية التي انجزنها منظمة الوايبو في حقل‬
‫اسماء النطاقات ‪ ،‬وما تقوم به من نظر مثل هذه المنازعات عبر مركز التحكيم والوساطة الت ابع‬
‫للمنظمة الجهد االميز نحو بناء نظام قانوني السماء المواقع وسنعمد ‪ -‬على نحو تفصيلي ‪ -‬الى‬
‫بيان ما يتصل بهذه االستراتيجية ومحتواها وسياسات فض منازعات اسماء المواقع والعالم ات‬
‫التجارية في الكتاب الثالث من هذه الموسوعة‪.‬‬

‫‪ ‬النشر االلكتروني والوسائط المتعددة ( محتوى مواقع االنترنت)‬

‫االنترنت ‪ ،‬بوصفها طريقة اتصال تتيح تبادل المعلومات ونقلها بكافة ص ورها ‪ ،‬مكتوبة ومرئية‬
‫ومسموعة ‪ ،‬وباعتبارها ليست مجرد صفحات للمعلومات بل مكانا للتسوق وموض عا لالعم ال‬
‫والخدمات ‪ ،‬وفضاء غير متناه من الصفحات لنشر االخبار والمعالجات والمؤلف ات واالبح اث‬
‫والمواد ‪ ،‬فان محتوى مواقعها يتض من االعالن التج اري والم ادة المؤلفة والبث الم رئي ‪،‬‬
‫والتسجيل الصوتي و…‪ .‬الخ ‪ ،‬وهذا يثير التساؤالت حول مدى القدرة على حماية حقوق الملكية‬
‫الفكرية على ما تتضمنه المواقع ‪ ،‬والذي قد يكون عالمة تجارية او اسما او نموذجا ص ناعيا او‬
‫مادة تأليفية او مادة اعالن فنية او رسما او صورة او … الخ ‪.‬‬

‫ليس ثمة اشكال يثار في حالة كان محتوى الموقع مصنفا او عنصرا من عناصر الملكية الفكرية‬
‫التي يحظى بالحماية بشكل مجرد بعيدا عن موقع االنترنت ‪ ،‬كعالمة تجارية لمنتجات ش ركة ما‬
‫تتمتع بالحماية اس تخدمتها الش ركة على موقعها على االن ترنت ‪ ،‬فما ينشر على الموقع هو‬
‫باالساس محل حماية بواحد او اكثر من تشريعات الحماية في حقل الملكية الفكرية ‪ ،‬لكن االشكال‬
‫يثور بالنسبة للمواد والعالمات واالشكال والرسومات التي ال يكون ثمة وجود لها اال عبر الموقع‬
‫‪ ،‬وبشكل خاص عناصر وشكل تصميم الموقع والمواد المكتوبة التي ال تجد طريقا للنشر اال عبر‬
‫الخط ( أي على االنترنت ) ‪ ،‬ان هذه االشكاالت لما تزل في مرحلة بحث وتقصي واس عين من‬
‫قبل خبراء القانون والملكية الفكرية في مختلف الدول ‪ ،‬سيما بعد ش يوع التج ارة االلكترونية‬
‫وانجاز العديد من الدول قوانين تنظمها ‪ ،‬باعتبار ان احد تحديات التج ارة االلكترونية مس ائل‬
‫الملكية الفكرية ‪ ،‬وفي هذا الصدد فانه من المفيد االشارة الى ان لجنة التج ارة الدولية في هيئة‬
‫االمم المتحدة (اليونسترال) قد وضعت مشروع قانون نموذجي للتجارة االلكترونية عام ‪1996‬‬
‫اعتمد اساسا لصياغة ووضع العديد من التشريعات االجنبية المنظمة للتج ارة االلكترونية ‪ ،‬لكن‬

‫‪7‬‬
‫هذا القانون النموذجي لم يتعرض لمسائل الملكية الفكرية المثارة في بيئة التجارة االلكترونية لما‬
‫تنطوي عليه من اشكاليات وتناقضات حادة ‪.‬‬

‫اما بالنسبة للوسائط المتعددة المستخدمة على نحو متنام في ميدان بناء ومحتوى مواقع االنترنت ‪،‬‬
‫فانه يقصد بها وسائل تمثيل المعلومات باستخدام اكثر من نوع من الوسائط مثل الصوت‬
‫والصورة والحركة والمؤثر ويتميز هذا المصنف ‪ -‬ان جاز اعتباره كذلك ‪ -‬بمزج عدة عناصر‬
‫‪ -:‬نص ‪ ،‬صورة ‪،‬صوت ‪ ،‬وتفاعلها معا ‪،‬عن طريق برنامج من برامج الكمبيوتر ‪ ،‬وتسوق‬
‫تجاريا عن طريق دعامة مادية مثل الدسك او السي دي ( ‪ )CD‬او يتم توزيعها او انزالها عن‬
‫طريق خط االتصال بشبكة االنترنت ‪ ،‬ويرى جانب من الفقه ان هذه المصنفات محمية بموجب‬
‫القواعد العامة لحماية المصنفات االدبية دون حاجة الفراد قواعد جديدة ‪ ،‬باعتبارها ‪ -‬لدى‬
‫البعض ‪ -‬تتميز بتدخل برنامج كمبيوتر يسمح بالتفاعل بين وسائل التعبير المتعددة ( وبرنامج‬
‫الكمبيوتر محل حماية ) او النها بمفرداتها محل حماية باعتبار هذه المفردات من المصنفات‬
‫االدبية اصال ‪ -:‬المواد المكتوبة ‪ ،‬المواد السمعية والمرئية ‪ ،‬االداء ‪ ..‬الخ ‪ .‬وكلما توفر فيها‬
‫عنصر االبتكار تحقق شرط الحماية المطلوب لحماية المصنفات االدبية ‪ .‬او باعتبارها من قبيل‬
‫قواعد البيانات المحمية بموجب نصوص صريحة ‪.‬‬
‫واالبتكار في ميدان االنترنت ليس شرط حماية فقط ‪ ،‬بل عنصرا رئيسا في وجود الموقع وتحقيق‬
‫النجاح والقدرة على المنافسة ‪ ،‬ويظهر االبتكار في تصميم صفحة الويب (الموقع) وما تتضمنه‬
‫من رسومات او ما يصاحبه من موسيقى او عناصر حركية كما يتوفر االبتكار في المواد‬
‫الصحفية والتقارير االخبارية المنشورة عبر االنترنت‬
‫ان موضوع حق المؤلف والبيانات الرقمية ‪ Copyright and Digital Data‬ال يزال في نطاق‬
‫البحث والتقصي ‪ ،‬ومع ذلك فقد انجز الكثير منه في الوقت الحاضر سواء على المستوى الدولي‬
‫ام الوطني ‪ ،‬وتهيء اتفقيتا المنظمة العالمية للملكية الفكرية بشان حق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫لعام ‪ 1996‬الى االنطالق نحو بناء نظام قانوني لحماية المحتوى الرقمي ‪ ،‬وهو ما سنتناوله‬
‫تفصيال في الكتاب الثالث من هذه الموسوعة ‪ .‬ونكتفي في هذا المقام بالقول ان أحد اكثر األخطاء‬
‫الشائعة في حقل قانون الكمبيوتر أن حق المؤلف ال ينطبق على البيانات الرقمية ( ‪Digital‬‬
‫‪ ) Data‬وتحديدا في بيئة اإلنترنت ‪ .‬ان قوانين حق المؤلف قد تنطبق على بيئة اإلنترنت وفقا‬
‫للنظام القانوني مدار البحث وثمة جهد دولي واسع لتمتد الحماية للبيئة الرقمية تماما كما تحققت‬
‫في عالم الموجودات والحسيات ‪ ،‬وليس معنى تخلف الحماية واحيانا الجدل حول توفرها اهدار‬
‫حق المؤلف مثال في بيئة االنترنت ‪ ،‬فحتى في بيئة اإلنترنت ‪ ،‬فانك ال تزال بحاجة الى إذن‬
‫المؤلف ( ‪) Author's permission‬‬

‫‪ .2‬االتجاه التشريعي لالعتراف بالحماية القانونية للمصنفات الرقمية‬


‫ان حماية البرمجيات وقواعد البيانات وطوبوغرافيا الدوائر المتكاملة ‪ ،‬كان واحدا من اهتمامات‬
‫المؤسسات التشريعية في العديد من الدول منذ الثمانينات ( وبعضها قبل ذلك ) ‪ ،‬وتعد موجة‬
‫التشريع في حقل حماية هذه المصنفات الموجة الثالثة لتشريعات عصر المعلومات او ما يطلق‬

‫‪8‬‬
‫عليه قانون الكمبيوتر سبقتها – كما اوضحنا في الفصل االول ‪ -‬تشريعات حماية البيانات‬
‫الخاصة (الخصوصية) وتشريعات جرائم الكمبيوتر ‪.‬‬
‫وقد خضعت تشريعات الملكية الفكرية في هذا الحقل الى العديد من التعديالت الناجمة عن‬
‫ضرورة التقاطع والتواؤم مع الطبيعة المتغيرة والسريعة لحقائق وابتكارات عصر المعلومات‪،‬‬
‫الذي كانت سمته التحوالت الدراماتيكية في زمن قياسي ‪.‬‬
‫ان الوقوف التفصيلي على محتوى هذه التشريعات واتجاهات الحماية وقواعدها سيكون موضوع‬
‫الكتاب الثالث من هذه الموسوعة ‪ ،‬ونكتفي في هذا المقام بابراز ما اظهره البحث التحليلي بشان‬
‫السمات العامة لهذه التشريعات ‪ ،‬وتعداد قائمة القوانين الوطنية التي تناولت بالمعالجة والتنظيم‬
‫الحماية القانونية لمصنفات المعلوماتية المذكورة ‪ ،‬وتسهيال للعرض فاننا نظمنا جداول تحدد‬
‫السمات العامة والمحتوى العام لتشريعات حماية البرمجيات وقواعد البيانات والدوائر المتكاملة‬
‫وقائمة بهذه التشريعات على نحو ما انتهجنا بالنسبة لبقية موضعات قانون الكمبيوتر (انظر‬
‫الجدول رقم ‪ 1‬وتفرعاته) ‪ .‬اما بالنسبة للنشر االلكتروني واسماء المواقع فكما قدمنا فان الجهود‬
‫التشريعية لما تزل في مرحلة المخاض حتى بالنسبة للدول التي قطعت شوطا في التدابير‬
‫التشريعية في هذا الحقل ‪ ،‬اذ لما تزل عناصر هاتين المسالتين محل جدل واسع تلقي بظاللها على‬
‫محتوى التشريع وقواعد التنظيم ‪. .‬‬

‫الجدول رقم ‪1‬‬


‫تشريعات حماية الملكية الفكرية (‪ ) Protection of Intellectual Property‬في حقل ( البرمجيات –‬
‫‪ ، computer programs‬وقواعد المعلومات ‪ - databases‬والدوائر الطوبغرافية‪) topographies -‬‬

‫جدول ‪ 1-1‬خصائص ومحتوى تشريعات حماية الملكية الفكرية المتصلة بتقنية المعلومات‬
‫قوانين حق المؤلف ‪ /‬الملكية الفكرية ( ‪) copyright laws‬‬ ‫مسماها الشائع‬
‫تشريعات حماية حقوق المؤلف المادية والمعنوية على انتاجه من البرمجيات‬
‫وقواعد المعلومات ودوائر الطبوغرافيا ( الدوائر المتكاملة ) ‪ ،‬اضافة الى االتجاه‬
‫وصفها العام‬
‫الحديث لحماية اسماء النطاقات ومحتوى المواقع على االنترنت والمواد محل‬
‫التجارة االلكترونية ‪.‬‬
‫سنت هذه التشريعات لتوفير الحماية القانونية للمصنفات المتصلة بالتقنية العالية‬
‫الموضوعة من قبل مؤلفيها ضمن جهدهم الفكري ‪ ،‬وبعد حسم الجدل حول نظام‬
‫الحماية من حيث اخضاعها ( وتحديدا البرامج وقواعد البيانات ) للحماية الفكرية‬
‫االدبية والفنية وليس الملكية الصناعية ( براءات االختراع ) مع مراعاة ان‬
‫المنتجات التقنية الصناعية كاجهزة او نحوها التي تصلح لالستغالل الصناعي تعد‬
‫من قبيل براءات االختراع اضافة الى ان حماية الدوائر المتكاملة يقع ضمن نطاق‬
‫خاص لما ينطوي عليه من عناصر تتصل بحماية الملكية االدبية وحماية الملكية‬
‫مبرر وجودها‬
‫الصناعية ‪ .‬وقد تزايد االتجاه نحو هذه التشريعات بسبب االتفاقيات الدولية‬
‫وتحديدا اتفاقية تربس العالمية ( واحدة من اتفاقيات منظمة التجارة الدولية )‬
‫وبسبب اتفاقية واشنطن للدوائر المتكاملة ‪ ،‬وبسبب اعتبار برامج الحاسوب من‬
‫بين مصنفات اتفاقية برن للملكية االدبية والفنية بموجب االضافة التي نصت‬
‫عليها اتفاقية تربس المذكورة ‪.‬‬
‫وتخضع هذه التشريعات للتطوير واعادة البحث بسبب ما ظهر من تحديات في ظل‬
‫النشر االلكتروني وحماية مواقع المعلومات على االنترنت ‪.‬‬
‫توفير الحماية القانونية للحق في االبداع في حقل مصنفات التقنية العالية والحق‬
‫في االستغالل العادل والمشروع لعائدات هذه المصنفات وذلك ضمن تنظيم وقواعد‬ ‫هدفها ونطاقها‬
‫ادارية ومدنية وجزائية ‪.‬‬
‫ثالث موجة تشريعية انطلقت بوجه عام في الثمانينات مع ان بعض الدول اهتمت‬ ‫الحقبة الزمنية‬
‫بموضوعها قبل ذلك (الفلبين تحديدا) ‪ ،‬لكن انطالقها الفعلي تم في الثمانينات بعد‬ ‫النطالقها وترتيبها‬
‫حسم الجدل حول محل الحماية ‪ ،‬اهي تشريعات حق المؤلف ام براءات االختراع ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وخضعت لتعديالت متتالية والى تنظيم خالل الثمانينات والتسعينات ‪ .‬وال تزال‬
‫تخضع للتطوير والتعديل بسبب استحقاقات االتفاقات الدولية ‪.‬‬
‫قانون الملكية الفكرية في النظم التي تقر بوجوده استقالال ‪ ،‬اما في النظم التي ال‬
‫تسلك هذا المسلك فتتوزع قواعده بين القانون المدني ‪ ،‬والقانون الجنائي‬
‫(المسؤولية الجزائية عن االعتداء على الحقوق المعنوية والمالية للمؤلف بالنسخ‬ ‫الفرع القانوني ذو‬
‫غير المشروع واعادة االنتاج والتقليد ) ‪ ،‬القانون االداري (التنظيم االداري‬ ‫العالقة‬
‫للجهات المناط بها حماية حقوق المؤلف ‪ /‬وزارات الثقافة والصناعة والتجارة‬
‫واالعالم – مكاتب الحماية والمكتبات الوطنية )‪.‬‬
‫البرمجيات التشغيلية والتطبيقية الموجودة على اقراص ووسائط التخزين‬
‫المستقلة او المخزنة داخل النظم والشبكات اضافة الى قواعد المعلومات التي تمثل‬ ‫محلها ذو العالقة‬
‫تنظيما وتبويبا لمعلومات ضمن اطار تشغيل وتطبيق برمجي يميزها عن غيرها ‪،‬‬ ‫بالتكنولوجيا‬
‫والدوائر التقنية المتكاملة ذات البرمجة من مصدرها (جهة الصنع)‬
‫القواعد القانونية المنظمة للحقوق المعنوية والمالية لمؤلف المصنفات التقنية‬
‫محل الحماية ‪ ،‬والقواعد المنظمة لنطاق ومدة الحماية واالستثناءات عليها‬
‫وقواعد التنظيم االداري لجهات الضبط والحماية الحكومية ‪ ،‬وقواعد المسؤولية‬ ‫محتواها بوجه عام‬
‫المدنية والجزائية المتعلقة بالمخلين بحقوق المؤلف والجزاءات المقررة ونطاق‬
‫صالحيات القضاء واجراءاته التحفظية والعقابية والتكميلية وتدابيره االحترازية‪.‬‬

‫جدول ‪2-1‬‬
‫قائمة تشريعات الملكية الفكرية في حقل التقنية لمختلف دول العالم‬
‫سنة‬
‫‪W‬‬
‫التشريعات وتاريخ سنها واعادة سنها وتعديالتها‬ ‫الدولة‬
‫االساس‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 49‬تاريخ ‪.14/11/1972‬‬ ‫الفلبين‬
‫‪1972‬‬
‫‪The Presidential Decree No. 49 of 14 November 1972.‬‬ ‫‪Philippine‬‬
‫‪ W‬حق المؤلف لسنة‬‫‪-1‬قانون حق المؤلف لبرامج الحاسوب لسنة ‪ 1980‬المعدل لقانون‬
‫‪ (. 1974‬حماية البرمجيات )‬
‫‪1- The Computer Software Copyright Act 1980 amending the‬‬
‫‪Copyright Act 1974 (17 U.S.C. §§ 101, 117‬‬
‫‪ W‬المعدل لعام ‪ . 1982‬و قانون حق المؤلف المعدل لسنة‬
‫‪ -2‬قانون القرصنة والتقليد‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪ (. 1980‬حماية قواعد المعلومات )‬ ‫األمريكية‬ ‫‪1980‬‬
‫‪The Piracy and Counterfeiting Amendment Act of 24 May 1982‬‬ ‫‪USA‬‬
‫‪(17 U.S.C. § 506) and the Copyright Act as amended 1980 (17 U.S.C.‬‬
‫‪§§ 502‬‬
‫‪ -3‬قانون حماية شرائح اشباه الموصالت لعام ‪.1984‬‬
‫‪The Semiconductor Chip Protection Act of 8 November 1984.‬‬
‫‪ W‬رقم ‪ 406‬تاريخ ‪.29/7/1981‬المتعلق باالجراءات العاجلة ضد النسخ‬ ‫القانون‬ ‫‪-‬‬
‫‪)W‬‬ ‫غير المشروع واعادة اإلنتاج (برمجيات وقواعد البيانات‬
‫‪Law No. 406 of 29 July 1981 Concerning Urgent Measures Against‬‬ ‫‪W‬‬
‫ايطاليا‬
‫‪1981‬‬
‫‪the Unlawful Copying, Reproduction.‬‬ ‫‪Italy‬‬
‫‪ -2‬النصوص المتعلقة بحماية تصميم اشباه الموصالت لسنة ‪. 1987‬‬
‫;‪the Provisions Protecting Semiconductor Product Design of 1987‬‬
‫‪-1‬القانون رقم ‪ 284‬لسنة ‪ – 1982‬قواعد معلومات ‪.‬‬
‫‪Law No. 284 of 19 May 1982‬‬
‫‪ -2‬قانون حماية تصاميم دوائر اشباه الموصالت رقم ‪1425‬لسنة ‪1986‬‬
‫‪The Act on the Protection of the Layout-Design of the Circuitry in‬‬ ‫السويد‬
‫‪1982‬‬
‫‪Semiconductor Products, Law No. 1425 of 18 December 1986‬‬ ‫‪Sweden‬‬
‫‪ -3‬قانون حق المؤلف المعدل لسنة ‪ – 1989‬برمجيات‬
‫‪the Copyright Amendment Act of 1989 1 July 1989‬‬
‫‪ -1‬القانون المعدل لقانون حق المؤلف لألعوام ‪ 82‬و‪ 83‬و‪ – 88‬قواعد المعلومات ‪.‬‬ ‫‪W‬‬
‫بريطانيا‬
‫‪The Copyright Act 1956 (Amendment) Act 1982 of 13 June 1982, the‬‬ ‫‪United‬‬
‫‪Copyright Amendment Act 1983, and the Copyright, Designs and‬‬ ‫‪Kingdom‬‬
‫‪Patents Act 1988 (which by Section 107 extends liability to a person‬‬

‫‪10‬‬
who "knows or had reason to believe that the article in question is
an infringing copy of a copyright work"
. 1986 ‫ قانون حق المؤلف على البرمجيات المعدل لسنة‬-2
The Copyright (Computer Software) Amendment Act 1986;
. 1984 ‫ نظام حماية انتاج اشباه الموصالت لسنة‬-3
The Semiconductor Product – Protection of Topography –
Regulations 1987.
‫ –البرمجيات‬1983 ‫ لسنة‬15 ‫مرسوم وزارة الثقافة رقم‬ ‫هنجاريا‬
1983
Decree No. 15 of the Minister of Culture of 12 July 1983; Hungary
. ‫ المتعلق بالمعلوماتية –البرمجيات‬1984 ‫ حق المؤلف لسنة‬W ‫القانون المعدل لقانون‬ ‫استراليا‬
1984
The Copyright Amendment Act 1984 on Informatics Australia
. ‫برمجيات‬- 1984 ‫ حق المؤلف لسنة‬W ‫القانون المعدل لقانون‬ ‫الهند‬
The Copyright Amendment Act No. XIX of 1984 India
. ‫ – البرمجيات‬1984 ‫ لسنة‬114 ‫ حق المؤلف رقم‬W ‫القانون المعدل لقانون‬ ‫المكسيك‬
The Copyright Amendment Act No. 114 of 8 October 1984; Mexico
‫ ذوات األرقام‬1984 ‫ قوانين حق المؤلف المعدلة لقانون األعمال األدبية والفنية لسنة‬-1
. ‫ البرمجيات و قواعد المعلومات‬1995 ‫ لعام‬446 ‫ و‬93 ‫ لعام‬418 ‫ و‬91 ‫ لعام‬34
The Copyright Amendment Acts No. 34/1991 of 11 January 1991,
No. 418/1993 of 7 May 1993 and No. 446/1995 of 24 March 1995 the ‫فنلندا‬
Act Amending the Act Relating to Copyright in Literary and
Finland
Artistic Works (Law No. 442) of 8 June 1984.
91 ‫ لسنة‬32 ‫ قانون حماية طوبوغرافية اشباه الموصالت رقم‬-2
The Act on the Protection of Semiconductor Topographies
No. 32/1991 of 11 January 1991.
. ‫ – برمجيات‬85 ‫قانون الملكية الفكرية لعام‬ ‫تشيلي‬
1985
The Law on Intellectual Property of 7 October 1985 Chile
. ‫ – برمجيات‬93 ‫ والمعدل مرة اخرى عام‬85 ‫ القانون المعدل لقانون حق المؤلف لعام‬-1
The Copyright Amendment Act of 24 June 1985 and further
amendments in Second Act to Amend the Copyright Act of
9 June 1993
90 ‫ المعدل عام‬87 ‫قانون حماية طوبوغرافية الشرائح اإللكترونية ألشباه الموصالت لعام‬-2
. ‫ ألمانيا‬Germany
W
The Act on the Protection of Topographies of Micro-Electronic
Semiconductor Products of 22 October 1987 as amended 1990
.1997 ‫ المادة السابعة من قانون خدمات المعلومات واالتصاالت لعام‬-3
Article 7 Information and Communication Services Act of
22 July 1997 .
. ‫ – برمجيات‬1985 ‫ لعام‬660 ‫ القانون رقم‬-1
Law No. 85 660 of 3 July 1985 ‫فرنسا‬
. 1987 ‫ لسنة‬890 ‫ قانون حماية طوبوغرافية منتجات اشباه الموصالت رقم‬-2
France
The Act on the Protection of the Topographies of Semiconductor
Products, Law No. 87 890 of 4 November 1987.
. 1985 ‫ قانون المعدل لقانون حق المؤلف لعام‬-1
The Copyright Amendment Act of 7 June 1985 W
‫اليابان‬
. 1985 ‫ قانون الدوائر المتكاملة واشباه الموصالت لعام‬-2
Japan
The Act Concerning the Circuit Layout of a Semiconductor
Integrated Circuit of 31 May 1985 .
. 1985 ‫قانون حق المؤلف لعام‬ ‫تايوان‬
The Copyright Law of 1985 China\ Taiwan
. 1987 ‫ لسنة‬646 ‫القانون رقم‬ ‫البرازيل‬
1987
Law No. 7.646 of 18 December 1987 . Brazil
. ‫ قواعد معلومات‬-1987 ‫ حق المؤلف المعدل لسنة‬W ‫ من قانون‬42 ‫ القسم‬-1
Section 42 Copyright Act as amended in 1987
‫ برمجيات‬-1988 ‫ قانون حق المؤلف المعدل لعام‬-2 ‫كندا‬
The Copyright Amendment Act 1988 Canada
. 1990 ‫قانون دوائر الطوبوغرافية المتكاملة لعام‬
The Integrated Circuit Topography Act (S.C. 1990 .
. 1996 ‫ المتعلق بالملكية الفكرية وفق اخر تعديل لعام‬87 ‫ لسنة‬22 ‫ قانون رقم‬-1 W
‫إسبانيا‬
Law No. 22/1987 on Intellectual Property of 11 November 1987, Spain

11
‫‪latest version passed by R.D. 1/1996 on 12 April 1996‬‬
‫‪ -2‬قانون الحماية القانونية لطوبوغرافية اشباه الموصالت لعام ‪. 1988‬‬
‫‪Law on the Legal Protection of the Topographies of Semiconductor‬‬
‫;‪Products of 3 May 1988‬‬
‫‪ W‬الجنائي لعام ‪. 1995‬‬ ‫‪ -3‬المادة ‪ 270‬من القانون‬
‫‪Articles 270 et seq. Criminal Code 1995.‬‬
‫‪ W‬االصلية لمنتجات اشباه الموصالت ‪.‬‬
‫‪ -1‬قانون ‪ 1987‬لحماية الطوبغرافيا‬
‫‪The Act of 28 October 1987 on the Protection of Original‬‬ ‫هولندا‬
‫‪Topographies of Semiconductor Products‬‬
‫‪ -2‬قانون حق المؤلف لعام ‪ – 1994‬برمجيات وقواعد معلومات‬ ‫‪Netherlands‬‬
‫‪Copyright Act of 7 July 1994.‬‬
‫‪ -1‬قانون حماية انتاج اشباه الموصالت رقم ‪ 778‬لسنة ‪. 1987‬‬
‫‪The Act on the Protection of Semiconductor Products, Law No. 778‬‬ ‫الدنمارك‬
‫‪of 9 December 1987‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 153‬لسنة ‪. 1988‬‬ ‫‪Denmark‬‬
‫‪Law No. 153 of 14 January 1988‬‬
‫أمر ‪ /‬تعليمات حق المؤلف رقم ‪ 1911‬كما عدلت عام ‪. 1988‬‬ ‫( إسرائيل )‬
‫‪The Copyright Ordinance 1911 as amended in 1988‬‬ ‫‪Israel‬‬ ‫‪1988‬‬

‫‪ -1‬قانون حماية اشباه الموصالت رقم ‪ 372‬لسنة ‪.1988‬‬


‫‪The Semiconductor Protection Act ( 1988/372).‬‬
‫‪ -2‬قانون حق المؤلف رقم ‪ 93‬لسنة ‪ 1993‬المعدل رقم ‪ 151‬لسنة ‪ ( . 1996‬برمجيات‬ ‫‪ Austria‬النمسا‬
‫وقواعد معلومات )‬
‫‪Copyright Amendment Act 1993 )1993/93) as amended in 1996/151.‬‬
‫قانون حق المؤلف المعدل لعام ‪. 1990‬‬ ‫النرويج‬
‫‪1990‬‬
‫‪The Copyright Amendment Act of 15 June 1990.‬‬ ‫‪Norway‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 22‬بسنة ‪ 1992‬قانون حماية حق المؤلف المعدل بالقانون ‪ 14‬لسنة‬
‫األردن‬
‫‪ 1998‬و‪ 29‬لسنة ‪. 1999‬ويشمل حماية البرمجيات وقواعد البيانات‪.‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪ -‬قانون حماية التصاميم للدوائر المتكاملة رقم ‪ 10‬لسنة ‪2000‬‬ ‫‪Jordan‬‬
‫القانون االتحادي رقم ‪ 40‬لسنة ‪ 1992‬والئحته التنفيذية ويتضمن حماية برامج الحاسوب ‪.‬‬ ‫االمارات العربية‬
‫المتحدة‬
‫القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ - 1993‬برامج الحاسوب محل حماية‬ ‫البحرين‬ ‫‪1993‬‬
‫‪ 1954 W‬وتضمن حماية برامج الحاسوب وقواعد‬ ‫قانون ‪ 29‬لسنة ‪ 1994‬المعدل لقانون‬
‫مصر‬ ‫‪1994‬‬
‫البيانات ‪.‬‬
‫القانون ‪ 36‬لسنة ‪. 1994‬‬ ‫تونس‬
‫قانون ‪ 25‬لسنة ‪ - 1995‬حماية برامج الحاسوب‬ ‫قطر‬ ‫‪1995‬‬
‫‪ W‬حق المؤلف لعام ‪. 1972‬‬ ‫قانون ‪ 1995‬المعدل لقانون‬
‫لوكسمبورغ‬
‫‪The Act of 24 April 1995 amending the Copyright Act of‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪Luxembourg‬‬
‫;‪29 March 1972‬‬
‫قانون ‪ 47‬لسنة ‪1996‬‬ ‫عمان‬ ‫‪1996‬‬
‫قانون ‪ 10‬لسنة ‪1997‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪1997‬‬
‫‪)W‬‬‫قانون ‪ 75‬لسنة ‪ ( 1999‬برامج وقواعد بيانات‬ ‫لبنان‬ ‫‪1999‬‬
‫المرسوم بقانون رقم ‪ 5‬لسنة ‪ ، 1999‬البرامج وقواعد البيانات‬ ‫الكويت‬
‫‪ .3‬قواعد واشكاالت حماية مصنفات المعلوماتية‬

‫شهدت المنطقة العربية مؤخرا جملة من دعاوى الملكية الفكرية بخصوص ب رامج الحاس وب‬
‫والتسجيالت الصوتية اضافة الى عدد من المنازعات في مي دان االلع اب االلكترونية بمختلف‬
‫انواعها ‪ ،‬ويعزى النشاط المتزايد في هذا الميدان الى ما تق رر من تفعيل تط بيق ق وانين حق‬
‫المؤلف والى نشاط الشركات االجنبية المترافق مع سياسات تحرير التجارة في السلع والخ دمات‬
‫والوفاء باستحقاقات عضوية منظمة التجارة العالمية ‪.‬‬

‫‪ 3-1‬الخلفية التاريخية لدعاوى الملكية الفكرية ‪-:‬‬


‫‪ ‬دعاوى قديمة – جديدة‬

‫‪12‬‬
‫قد يعتقد البعض ‪ -‬خطأ – ان دع اوى الملكية الفكرية حديثة ومس تجدة ‪ ،‬لكن الحقيقة انها من‬
‫الدعاوى القائمة منذ فجر القرن معتمدة على طائفة من التش ريعات واالتفاقي ات الدولية ال تي‬
‫انطلقت مع نهايات الق رن التاسع عشر ‪ ،‬ففي االردن مثال – كما في ع دد من ال دول العربية‬
‫المجاورة ‪ -‬ظل قانون حق المؤلف العثماني ساريا اعتبارا من عام ‪ 1906‬الى ان تدخلت الدول‬
‫بوضع تشريعات اكثر شمولية في ضوء موجبات االتفاقيات الدولية التي تديرها المنظمة العالمية‬
‫للملكية الفكرية – الوايبو – ( وعددها لالن ‪ 21‬اتفاقية ) الى جانب اتفاقيتين لم تنفذا بعد في حقل‬
‫حق المؤلف والحقوق المجاورة ‪ .‬وفي عدد من الدول العربية ‪-‬كاالردن مثال تم الغاء قانون حق‬
‫التاليف العثماني واستبداله بتشريعات حماية حق المؤلف ‪ ،‬وشهدت التس عينات موجة تش ريعية‬
‫واسعة في المنطقة اعربية ابرز مالمحها اضافة برامج الكمبيوتر وقواعد البيان ات الى نط اق‬
‫المصنفات محل الحماية بموجب تشريع حق المؤلف ‪.‬‬
‫وانصبت الدعاوى في السنوات بل العقود السابقة على حماية اصحاب االنتاج المعرفي وتحدي دا‬
‫في حقل الكتب والمصنفات الفنية ‪ ،‬وحملت تلك ال دعاوى في نطاقها نكهة ال دفاع عن المب دع‬
‫العربي في موطنه العربي ضد االنشطة التي تمثل اعت داء على نت اج عقله من الكتب ومختلف‬
‫مصنفات االدب والفن ولم تلبث ان انطفت جذوة ه ذه ال دعاوى لس بب حقيقي واحد وهو ان‬
‫قرصنة مثل هذه المصنفات لم يعد بالعمل المجدي لمرتكبه اذا ما انتهج الطريق القانوني الق ويم‪،‬‬
‫بل ان المستخدم لم يعد يتقبل النسخ المقلدة او المصورة او المستنسخة من المصنفات ما دام سعر‬
‫االصل يقارب ان لم يكن اقل من سعر المستنسخ ‪ ،‬بمعنى ان استراتيحيات التس عير والتس ويق‬
‫ساهمت وحدها بمحاربة نشاط القرصنة في حقل الكتاب ‪ ،‬مع بقاء استثناءات محصورة في حقل‬
‫الكتب االكاديمية وتجارتها التي جاء القانون ليحد منها من خالل وسيلة ال ترخيص االجب اري‬
‫الممنوح للسلطة الحكومية حفاظا على االحتياجات الثقافية والعلمية‪ .‬والنتيجة ان الواقع العربي لم‬
‫يشهد الكثير من دعاوى الملكية الفكرية على مدى سنوات ‪ ،‬وال نبالغ ان قلنا ان الق وانين العربية‬
‫في هذا الحقل لم تمتحن جميعها في التطبيق لغياب المنازعات في هذا الحقل ‪.‬‬

‫‪W‬اوى المليكة‬ ‫‪W‬ذوة دع‪W‬‬ ‫‪ ‬انطالقة عصر تحرير الخدمات والتوجه لالقتصاد الرقمي يعيد ج‪W‬‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫بالرغم من انطالق الجهد الدولي المنظم في حقل تحرير التجارة منذ عام ‪ 1947‬الذي شهد والدة‬
‫اتفاقيات الجات ‪ ،‬اال ان تحرير التجارة في السلع بقي يواجه معيقات ك برى اهمها ع دم قب ول‬
‫الواليات المتحدة طائفة كبيرة من اتفاقيات تحرير التجارة برغم الجوالت التفاوضية السبعة التي‬
‫سبقت جولة االورغواي (‪ ، )1994-1986‬وفي جولة االورغواي للتفاوض بش ان تحرير‬
‫التجارة في السلع ‪ ،‬انتقل العالم الى واقع جديد حين فاجأته الواليات المتحدة بقبول غالبية ما كانت‬
‫ترفضه من اتفاقيات في حقل تجارة البضائع ‪ ،‬ولم يكن هذا الموقف خاليا من رؤية اس تراتيجية‬
‫للمصالح االمريكية في المستقبل ‪ ،‬بل هو وليد دراسات وتخطيط استراتيجي ساهمت فيه مختلف‬
‫الشركات العمالقة متعددة الجنسيات ‪ ،‬حيث اقحمت القوى الغربية في جولة االورغواي – برغم‬
‫معارضة الدول النامية – موضوع الملكية الفكرية (اتفاقية تربس) وموضوع تحرير التجارة في‬
‫الخدمات ‪ ،‬لجهة خلق واقع جديد يتيح لمالكي المعرفة والكفاءة االفادة من كافة االس واق العالمية‬
‫وتعزيز استثماراتهم فيها ‪ ،‬وفعال تحقق هذا الهدف باقرار اتفاقية ت ربس بش ان الملكية الفكرية‬
‫ليخلق الول مرة منذ اكثر من مائة عام مركز اخر للملكية الفكرية غير المنظمة العالمية ( الوايبو‬
‫) ولتصبح اتفاقية تربس االطار االكثر شمولية لمعالجة كافة مس ائل الملكية الفكرية ‪ .‬واق رت‬
‫ايضا اتفاقية تحرير الخدمات ( جاتس ) التي تتيح لمقدمي الخدمة تعامال مماثال للجهات الوطنية‬
‫في الدولة وترفع من امامهم معيقات الوصول لالسواق الخارجية ‪ .‬وفي هذا االطار ك ان يتعين‬
‫على كل دولة ترغب بعضوية المنظمة ان تقبل هذه االتفاقيات التي تف رض التزام ات تنظيمية‬
‫وتشريعية من بينها ان تتواءم تشريعاتها في حقل الملكية الفكرية مع اتفاقية تربس ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وفي هذا االطار شهدت الدول العربية موجة واس عة من تع ديل التش ريعات القائمة او وضع‬
‫تشريعات جديدة ‪ ،‬واحدثت ثورة حقيقة في النظام القانوني للملكية الفكرية في الوطن الع ربي ال‬
‫تزال مالمحها غير واضحة ‪ ،‬فاذا ك انت الخطط المعلنة هي تعزيز الملكية الفكرية الس تجالب‬
‫االستثمار االجنبي باعتبار ذلك من االمور المرغبة لجهات االستثمار واحيانا من مطالبها ‪ ،‬ف ان‬
‫حركة االستثمارات االجنبية في االسواق العربية ال تشير الى تحقق هذا الغرض ب الرغم من ان‬
‫دوال عربية اقرت تشريعات تحمي الملكية الفكرية اكثر نضجا وش مولية مما هو ق ائم في دول‬
‫اجنبية ‪ .‬وبنفس الوقت ظه رت في الواقع العملي ظ اهرة نش اط الش ركات االجنبية لتنظيف‬
‫االسواق العربية مما يسمونه خطرا على استثمارتها ونقصد بذلك ما يثار حول مخاطر القرصنة‬
‫‪ ،‬ولم تكتف هذه الجهات بالخطط الحكومية الطموحة لتحقيق هذا الغرض ‪ ،‬فباشرت بذاتها حملة‬
‫تق اض – هي حق لها من الوجهة القانونية ومن وجهة نظر العدالة – مترافقة مع حملة تع ديل‬
‫التشريعات الى المدى التي ظن البعض اننا امام تشريعات جديدة وان حماية ب رامج الحاس وب‬
‫انطلقت مع هذه القوانين ‪ ،‬مع ان الحماية مقررة منذ نحو عشرة سنوات ‪.‬‬

‫‪ 3-2‬النطاق القانوني لحماية برامج الكمبيوتر وقواعد البيانات في البيئة العربية ‪.‬‬
‫تتضمن قوانين حماية حق المؤلف العربية عموما النص على حماية الكتب والكتيبات وغيرها‬
‫من المواد المكتوبة ‪ ،‬والمصنفات التي تلقى شفاها كالمحاضرات والخطب والمواعظ ‪ ،‬و‬
‫المصنفات المسرحية والمسرحيات الغنائية والموسيقية والتمثيل االيمائي ‪ ،‬والمصنفات الموسيقية‬
‫‪ ،‬و المصنفات السينمائية واالذاعية السمعية والبصرية ‪ ،‬واعمال الرسم والتصوير والنحت‬
‫والحفر والعمارة والفنون التطبيقيــــة والزخرفية ‪ ،‬و الصور التوضيحية والخرائط‬
‫والتصميمات والمخططات واالعمال المجسمة المتعلقة بالجغرافيا والخرائط السطحية لالرض ‪،‬‬
‫وبرامج الحاسوب ( كما في طائفة منها ) وفي اعقاب سريان اتفاقية تربس في عدد من الدول‬
‫العربية اصبحت الحماية تمتد الى البرمجيات سواء كانت بلغة المصدر أو االلة ‪ ،‬اضافة الى‬
‫حماية ما يمكن ان يسمى قواعد المعلومات المجمعة وتحديدا حماية طريقة التجميع سواء اكانت‬
‫بطريقة تقليدية أم آلية ( قواعد البيانات ) ‪ .‬وذلك للتوافق مع متطلبات المادة ‪ 10‬من اتفاقية‬
‫تربس العالمية ( اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية )‬
‫وتحمى برامج الحاسوب وقواعد البيانات وفقا لقوانين حق المؤلف – بوجه عام ‪ -‬طيلة حياة‬
‫المؤلف ولمدة خمسين عاما بعد وفاته ‪ ،‬ويوجه خبراء التقنية والقانون الدوليين انتقادا لمدة الحماية‬
‫هذه باعتبارها طويلة ال تتناسب مع الطبيعة المتغيرة والمتسارعة للبرمجيات واستغاللها لمدد‬
‫قصيرة ‪ ،‬أما إذ كان مالك حقوق المؤلف شخصا معنويا ‪ -‬وهو الفرض الغالب بالنسبة‬
‫للبرمجيات ‪ ،‬فان مدة الحماية تقل عن مدة حماية حقوق االشخاص الطبيعين كما في عدد من‬
‫قوانين الدول العربية ‪.‬‬
‫وتشمل الحماية الحقوق المعنوية للمؤلف والحقوق المالية الستغالل المصنف وهي حماية‬
‫استئثارية للمؤلف وحده يمنع بموجبها أي استغالل أو استعمال يضر بمصلحة المؤلف ‪،‬‬
‫وتعطي للمؤلف وحده الحق في استنساخ مصنفه واجازة استعماله ‪ ،‬وفقا لشرائط تقررها القوانين‬
‫العربية في هذا الحقل تتصل بمباشرة حقوق المؤلف ونطاق االستغالل ومحتواه ‪ ،‬تنص الوانين‬
‫ايضا – على تباين بينها – على استثناءات معينة ترد على مباشرة حقوق المؤلف ‪ ،‬وال تعد من‬
‫قبيل التعدي ‪ ،‬مثالها اجازة استخدام المصنف دون اذن المؤلف أو مالك الحق في معرض تقديم‬
‫المصنف عرضا أو القاءا خالل اجتماع عائلي أو في مؤسسة تعليمية أو ثقافية أو اجتماعية على‬
‫سبيل التوضيح أو االستعانة بالمصنف الغراض شخصية بعمل نسخة واحدة دون تعارض مع‬
‫االستغالل العادي ‪ ،‬واستعماله في االيضاح التعليمي واالستشهاد بفقرات منه في انتاج ووضع‬
‫مصنف آخر ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ومن اكثر التحديات في حقل االستثناءات مفهوم االستعمال الشخصي للمصنف ومداه ونطاقه‬
‫اضافة الى االشكاالت المتصلة بمدى ونطاق االستثناء الخاص باستخدام المصنفات لغايات علمية‬
‫او بحثية او في معرض االستعمال العارض ‪.‬‬
‫وتجيز بعض القوانين للسلطات اصدار امر بالترخيص االجباري للمصنف االجنبي رغما عن‬
‫مالكه لجهة واعادة انتاجها وبيعها بالسعر المساوي لمثيالتها في السوق او السعر العادل ضمن‬
‫ضوابط وشروط يراعى فيها تعويض مؤلف المصنف أو صاحب الحق عن هذا الترخيص‬
‫االجباري ‪ .‬وتتبع الدول طريقة الترخيص االجباري حماية الحتياجات المجتمع والعملية التعليمية‬
‫‪ ،‬وتتباين المواقف حول نطاق الترخيص االجباري إذ يحدد القانون عادة المصنفات القابلة لمثل‬
‫هذا االجراء ‪ ،‬وهو أيضا اجراء هام لمواجهة سياسات االحتكار ومنعا للتحكم في رواج الفائدة‬
‫المتوخاة من المصنف‪.‬‬
‫وبسبب االثر الذي احدثته اتفاقية تربس ‪ ،‬لم يعد شرط ايداع المصنفات مطلوبا لغايات الحماية‬
‫القضائية ‪ ،‬وهو ما ادى الى تعديل عدد من تشريعات حق المؤلف العربية لتعكس هذا الحكم كما‬
‫ان التشريعات الحديثة منها نصت ايضا على عدم اشتراط االيداع ‪.‬‬

‫‪ 3-3‬اشكاالت حماية البرمجيات وقواعد البيانات‪.‬‬

‫‪ ‬محل الحماية ‪-:‬‬

‫بالرجوع للدراسات المقارنة والتطبيقات القضائية الشهيرة يظهر ان تحديد مفهوم البرنامج‬
‫ونطاقه خلق إشكاليات عديدة ‪ ،‬اولها ما اذا كان إعادة انتاج البرنامج باقتباس اجزاء منه ‪ ،‬أو‬
‫باستخدام طريقة الهندسة العكسية أو باتباع وسائل برمجية ( معنوية ) غير المتبعة في انتاجه‬
‫اصال ‪ ،‬يعد من قبيل النسخ غير المشروع أو التقليد ‪ ،‬ويتفق القضاء على ان التقليد أو النسخ‬
‫لكامل المنتج بغرض االستغالل المالي ال يثير اشكاال في التطبيق ‪ ،‬لكن ما يثير االشكال اقتباس‬
‫الخوارزميات المحتواة ضمن البرنامج ‪ ،‬ومرد ذلك ان القضاء االجنبي في معرض نظره‬
‫لدعاوى حقوق المؤلف على البرمجيات اتسق مع احكام االتفاقيات الدولية بشأن عدم شمول‬
‫الخوارزميات والحقائق للحماية ‪ ،‬وهذا ما يعني ان االقتباس فيما ال يتجاوز النسخ الجزئي‬
‫وطريقة الهندسة العكسية المتبعة في إعادة بناء البرنامج تخضع لمعايير معينة قبل القول بحصول‬
‫النسخ أو االعتداء على حق المؤلف ‪.‬‬
‫ويثور االشكال أيضا بالنسبة لحماية لغة البرمجة ‪ ،‬وتعديالت استخدام برامج التشغيل للتوافق مع‬
‫بيئات العمل التقني أو لجهة اصالح اخطائه ‪ ،‬ومفهوم ان الشائع في حقل القرصنة بالعموم انما‬
‫هو برمجيات التشغيل الشهيرة وبرامج التطبيق الشائعة ‪ ،‬لكن االشكال يثور حول النسخ‬
‫التجريبية التي يزود بها المستخدمون ‪ ،‬فهي ليست المصنف النهائي المثبت ملكيته ‪ ،‬ويثبت ذلك‬
‫بالمعايير الفحصية عبر الخبرة ‪ ،‬ومعلوم ان الشائع والسائد في الدول النامية النسخ التجريبية‬
‫التي يتلقاها في وقتنا الحاضر معظم المستخدمون عبر شبكة االنترنت أو حتى من بائع االجهزة‬
‫بحصوله عليها من الوسائط التي تمأل العالم ضمن سياسات الترويج االعالمي التي اتبعتها‬
‫وتتبعها المؤسسات المنتجة للبرمجيات ‪ .‬وفي هذا الصدد نشير الى ان عددا من الدعاوى قد‬
‫اقيمت على عدد من المحال بخصوص االلعاب االلكترونية ‪ ،‬وان عددا من هذه الدعاوى قد استند‬
‫الى ضبط برمجيات تتضمن العابا غير مصرح ببيعها ليتبين بالخبرة الفنية واحيانا ( تغيب هذه‬
‫الحقيقة ) ان هذه البرمجيات ال تضم اكثر من نسخة دعائية للعبة او (ديمو) مصغر او نسخة‬
‫تجريبية ‪ ،‬مما ينفي ارتكاب المخالفة لقانون حق المؤلف ‪ ،‬باعتبار ان الشركات االجنبية تروج‬
‫طويال لمنتجاتها قبل طرحها فعليا في االسواق ‪ ،‬وغياب المعرفة التقنية وحقائق البرمجيات‬
‫يستغل من البعض في االيهام بان النسخ التجريبية او الدعائية نسخ مقرصنة ‪ .‬وهذه مسالة ال‬

‫‪15‬‬
‫تحسمها غير الخبرة المؤهلة ‪ ،‬ال في حقل التقنية فقط ‪ ،‬بل في حقل االعمال وتجارة سوق التقنية‬
‫التي تنطوي على سياسات واستراتيجيات يتعين على جهات الخبرة والقضاء والمحاماة معرفتها‬
‫سيما انها اصبحت في متناول اليد من خالل مواقع هذه الشركات على سبكة االنترنت ‪.‬‬

‫‪ ‬شرط ملكية الحق اساس الدعوى وال دعوى دون توفر الصفة في التقاضي ‪-:‬‬

‫ان حماية أي المصنف توجب ان يثبت الحق بملكيته لطالب الحماية ‪ ،‬سواء تعلق اجراء الحماية‬
‫بالمطالبة المدنية ( الدعوى المدنية بشقيها الموضوعي والطلبات المستعجلة ) أو الدعوى‬
‫الجزائية ( الشكوى ) أو االجراء االداري عبر مكتب الحماية ‪ .‬وشرط ثبوت تملك الحق‬
‫المعنوي أو حق االستغالل المالي ‪ ،‬شرط مصلحة وصفة ‪ ،‬بل انه ابتداء عنصر رئيس لتفعيل‬
‫عمل نصوص الحماية ‪ ،‬بمعنى انه الشرط الموجب لقبول الدعوى ‪ ،‬فال دعوى دون ان يثبت‬
‫زاعم االعتداء انه المالك الحقيقي والقانوني لحقوق المؤلف على المصنف ‪ ،‬وهذه من اكثر‬
‫االشكاالت التي تواجه دعاوى الملكية الفكرية في الساحة العربية ‪ ،‬فااليداع لم يعد متطلبا وفقا‬
‫التفاقية تربس وقد اعتقدت العديد من الجهات ان ذلك يعفيها من اثبات الملكية او انها جهات‬
‫شهيرة الى مدى يعرف القاضي انها المالكة للحق على برنامج ما ‪ ،‬وهذا ليس صحيحا‪ ،‬اذ على‬
‫فرض صحته فان القاضي ال يحكم بعلمه عوضا عن ان مباشرة حقوق حماية المصنف تتطلب ان‬
‫تتم وتتم فقط من المؤلف وحده الذي منح حق الدفاع عن مصنفه ‪ ،‬وتصبح المشكلة اكثر تعقيدا‬
‫عندما يتصدى لرفع الدعوى وكيل عن مالك الحق ‪ ،‬وما لم تثبت وكالته القانونية انه وكيل‬
‫بالخصومة وبنوع هذه الخصومة فانه ال وجه لقبول الدعوى ابتداء‪ .‬ويشترط ان يثبت ملكية حق‬
‫الخصومة والتقاضي لمن يباشر دعوى أو طلب الحماية عندما ال يكون هو المؤلف أو المتنازل‬
‫اليه من المؤلف مباشرة عن حق االستغالل المالي ‪ ،‬أما ذا كان طالب الحماية باالجراء المعين‬
‫وكيال أو موزعا فانه ال يملك غير المقاضاة المدنية بما تعرض له هو بصفته هذه ‪ ،‬ال بما تعرض‬
‫له مؤلف المصنف أو مالك الحق فيه ‪ ،‬الن نطاق وصحة المطالبة تتحدد بسببها ‪ ،‬فان امتد سبب‬
‫المطالبة الى ادعاء االعتداء على حق المؤلف فهو‪ -‬اي المؤلف وحده ‪ -‬من يحمي الحق أو من‬
‫يحق ان يوكل غيره في الخصومة القضائية لهذه الغاية تحديدا ‪ ،‬وكل ذلك مرهون بنصوص‬
‫عقود واتفاقيات الوكالة والرخص ‪ ،‬وهو ما يدعونا في هذا المقام للتنبيه الى ان كثيرا من‬
‫المؤسسات كانت محال لتعاقدات غير عادلة مع االطراف االجنبية بسبب عوامل كثيرة اهمها‬
‫مدى كفاءة المفاوض وعدم توفر المشورة القانونية المؤهلة المتخصصة في هذا الحقل الهام ‪.‬‬

‫‪ ‬مرخص ام غير مرخص – اكثر الحقائق الغائبة‬

‫لقد وقعت العديد من الشركات والمؤسسات العربية ضمن نطاق تاثير الموزعين والوكالء بل‬
‫وسماسرة السوق ‪ ،‬وتعرضوا لاليهام بان اوضاعهم القانونية مخالفة للقانون مع ان وضعهم‬
‫القانوني قد يكون سليما وال غبار عليه ‪ ،‬ومثال ذلك اعتبار مؤسسة ما غير مرخصة مع انها تملك‬
‫اجهزة حواسيب ذات ماركات عالمية منتجة من شركات عقدت اتفاقيات داخلية مع جهات انتاج‬
‫البرامج تعتبر بموجبها اجهزتها مرخصة حكما حتى لو لم تتحقق معايير الترخيص المقررة لدى‬
‫جهة انتاج البرامج ‪ .‬ومثال أخر اعتبار حائز التسجيالت التي سبق له شراؤها من احد الوكالء‬
‫السابقين مخالف للقانون الن وكالة الوكيل التجارية تحظر عليه ابقاء اي مخزون لدى التجار في‬
‫نهاية مدة وكالته ‪ ،‬فيخل بالتزامه ويعرض التجار للمسؤولية امام الوكيل الجديد الذي ال يفترض‬
‫غير ان التاجر قد نسخ مصنفاته دون اذن ‪.‬‬
‫ومثال ثالث استغالل عدم معرفة العديد من المؤسسات بانها مرخصة اصال لعدم معرفتها بماهية‬
‫الرخصة ذاتها ‪ ،‬واشير في هذا المقام الى ان االسواق العربية تشيع فيه ممارسات من قبل بائعي‬

‫‪16‬‬
‫االجهزة التقنية (مارسات السوق ) من ضمنها مثال تنزيل نسخة واحدة من البرنامج عن قرص‬
‫واحد على عدد من االجهزة رغم ان المشتري كان قد اشترى عددا من البرمجيات المرخصة‬
‫يساوي عدد االجهزة ‪ ،‬بحيث تظهر كافة االجهزة محملة بنفس رقم البرنامج فتتعرض التهامها‬
‫بنسخ البرنامج على اجهزتها ‪ ،‬مع ان الواقع غير ذلك ‪ .‬ومن الممارسات ايضا عدم ارسال كتيب‬
‫الرخص من قبل البائع على اعتبار انه كتيب تعليمات لتتفاجأ الشركة بعد ذلك انها غير مرخصة‬
‫النها لم تحضر رخص برمجياتها من البائع الذي يكون قد اودعها مخزنه او مستودعا ما او ربما‬
‫اعتبرها من مخلفات االجهزة كعبوات التغليف والكتيبات فاتلفها او القاها الى حيث يلقي مخلفاته‬
‫غير الهامة ‪ .‬ومثل هذه الممارسة قد تتم من الشركة المشترية التي ال تعير الكتيبات واالدلة‬
‫واالوراق المصاحبة للجهاز اهتماما كافيا او ال تعير اهمية لالحتفاظ بالرخص في موضع يمنع‬
‫فقدها وضياعها ‪.‬‬
‫ومن المخاطر الحقيقة لعدم الوعي السائد بشان التراخيص استغالل البعض لهذه الممارسات التي‬
‫ال دخل للمستخدمين بها بسبب غياب المعايير والمواصفات التقنية وغياب استراتيجيات تنظيم‬
‫السوق التقني في البيئة العربية ‪ ،‬واوضح مثال على ذلك ان بعض الجهات التقنية تعتبر المستخدم‬
‫غير مرخص الستخدام برنامج معين حتى لو ابرز الرخصة المطابقة نوعا وتاريخا للبرنامج‬
‫لكنها ال تتطابق مع البرنامج من حيث رقم المنتج ‪ ،‬اذ قد يختلف رقم البرنامج الموجود على‬
‫الجهاز مع رقم المنتج الوارد على الرخصة السباب كثيرة ‪ ،‬منها – كما ذكرنا – ان بعض‬
‫الجهات تقوم بانزال البرنامج على عدة اجهزة عن قرص واحد لتوفر وقت انزال كل برنامج من‬
‫القرص الخاص به وباعتبارها جميعا نسخا متطابقة عن البرنامج ‪ .‬او قد يتم محو القرص‬
‫الصلب بكامله لغايات الصيانة او التطوير فال تراعي جهة الصيانة تنزيل النسخة الموجودة عند‬
‫العميل وتنزل من طرفها نسخة عن ذات البرنامج فيختلف الرقم ‪ ،‬وقد يختلف الرقم الي سبب‬
‫آخر باعتباره من الناحية التقنية قابل للتغيير بتدخل شخصي او نتيجة عمليات مؤتمة مما يجعل‬
‫الرقم مغايرا للرقم الموجود على الرخصة ‪ ،‬وهذا ال يعني ان المستخدم غير مرخص له باستخدام‬
‫البرنامج ‪ ،‬الن رقم المنتج ليس معيارا للترخيص وال هو متطلب له ‪ ،‬والمعيار فقط توفر وثيقة‬
‫الرخصة ذاتها المطابقة للبرنامج نوعا وتاريخا فقط ‪ ،‬اذ ال يعتد بما يقبل التغييركالرقم وال اهمية‬
‫له وال دور يقوم به من ناحية الترخيص ‪ ،‬وهو موجود فقط لتسهيل عميالت الدعم والصيانة‬
‫( للمسجلين لدى الشركة المنتجة فقط مع االشارة الى ان التسجيل اختياري وليس متطلبا قانونيا‬
‫لصحة االستخدام) او يستخدم الرقم داخل المنشأة لغايات التوثيق وصرف العهدة على‬
‫المستخدمين عند تعددهم ‪.‬‬
‫لهذه الممارسات التي ننشأت عن تشوه سوق التقنية وغياب المعايير والمواصفات على مدى‬
‫السنوات السابقة ‪ ،‬علينا جميعا ان نعيد التفكير بشعار مكافحة القرصنة الذي يتعين ان يسبقه‬
‫معرفة حقيقة وسليمة بالواقع المعاش وباستراتيجيات جهات الترخيص واالنتاج ‪ ،‬فمن مصلحة‬
‫المنتج ان يعتبر اي فعل من قبيل االعتداء على فرص ربحه ‪ ،‬لكن من حقنا ايضا ان نعرف ما اذا‬
‫كان فعال يعتمد على استراتيجية تتفق والقانون القائم ‪ ،‬ام انه يتحدث عن نظامه القانوني‬
‫واستراتيجياته التي يرغب ان تكون قانونا لكنه ال يملك ذلك في ظل اعتبارات السيادة الوطنية‪.‬‬
‫ان االتفاقيات الدولية وبقدر ما منحت المبدع حقوقا على نتاج ابداعه بقدر ما حمت المستهلك من‬
‫التضليل وااليهام ‪ ،‬وعلينا ان ندرك ان ايفاءنا بالتزاماتنا تجاه الغير – وهو امر مطلوب‬
‫ومرغوب لدينا بسبب التركيبة االجتماعية والثقافة لسائدة في مجتمعنا – يتعين ان يرافقه تمسكنا‬
‫بحقوقنا التي تنطلق اوال من المعرفة والوعي بالحدود الفاصلة بين الحق وااللتزام في هذا الحقل‪.‬‬
‫ان الموضوعية تقتضي منا االشادة العالية باتجاهات القضاء في هذا الحقل ‪ ،‬حيث اظهرت بعض‬
‫الوقائع العملية ان القضاء يعتمد على نفسه اوال وعلى خبرات فنية يقلبها بعناية للوصول الى‬
‫الحقيقة ‪ ،‬ففي قرار صادر عن محكمة االستئناف االردنية [محكمة استئناف عمان في الدعوى‬
‫رقم ‪ 1313/2000‬تاريخ ‪ ] 18/5/2000‬بوصفها المرجع القضائي االخير للطلبات المستعجلة‬

‫‪17‬‬
‫قضى فيه ببطالن ضبط تسجيالت صوتية ‪ ،‬قررت المحكمة اخضاع كافة الضبوط في ميدان‬
‫الملكية الفكرية الى شرائط القانون ووالحكم بعدم قبول اي ضبط دون خبرة قاطعة بحصول‬
‫السلوك الجرمي من الشخص المنسوب اليه الفعل بذاته ‪ ،‬وينظر القضاء لالمر بكل عناية‬
‫وموضوعية ‪ .‬وقد اظهرت الدعاوى المنظورة وعدد من المفصولة حتى االن اتجاها قضائيا يقوم‬
‫على تمحيص الحقائق الى ابعد مدى لتبين الحقائق حول التراخيص سيما في ظل تنوعها وفي‬
‫ظل ما يعلن على المأل من امكان الترخيص الالحق للبرامج القائمة ‪ ،‬بل في ظل صفقات‬
‫الترخيص المسماة ( التواؤم مع متطلبات القانون) فهي – ونحن لسنا ضدها على االطالق بل‬
‫نشجعها ‪ -‬تثير من الوجهة القانونية التساؤل حول بعض الخبرات الفنية التي ال تقبل تراخيص‬
‫بزعم مخالفتها لمعايير مقررة لدى جهات الترخيص التي هي الشركات االجنبية المنتجة ذاتها ‪،‬‬
‫كالمغايرة بين رقم الرخصة والبرنامج مع انه غير متطلب ابتداءا ‪ ،‬واالساس – كما ذكرنا ‪-‬‬
‫التطابق بين الرخصة ونوع البرنامج وتاريخ تنزيله ‪ ،‬فجهات الترخيص عند عقد الصفقات تكيف‬
‫معاييرها لتمرير صفقاتها التجارية ‪ ،‬لكنها في ساحات القضاء قد تتمسك بمعاييرها هي لضمان‬
‫مركز افضل امام القضاء ‪ .‬ومن هنا فان كافة الخبراء الفنيين العرب مدعوون للتعامل الدقيق‬
‫والحذر مع الحاالت المكلفين بها ‪ ،‬الن العلم ال يقبل التطويع لحساب سياسات نفعية ‪ ،‬والقضاء‬
‫يبذل كل جهد للوصول الى الحقائق الموضوعية ‪ ،‬والن كثيرا من المفاهيم تغيب في اوقات‬
‫يفترض ان ال تغيب ‪ ،‬وكثير مما يعتقد انه حقيقة علمية ال يعدو مجرد سياسة تسويقية لشركة‬
‫مستفيدة او منتفعة ‪.‬‬
‫وفي ميدان البرمجيات ‪ ،‬تثور مشكلة نطاق التراخيص وحجيتها وانواعها المستجدة ‪ ،‬إذ لم تقف‬
‫تراخيص التصرف بالبرمجيات واستعمالها عند حد الرخصة المكتوبة الموقعة من طرفيها ‪ ،‬بل‬
‫اصبحت البرمجيات تباع كحزم جاهزة في اماكن البيع العام ‪ ،‬تتضمن رخصا نموذجية غير موقع‬
‫عليها ‪ ،‬توجب التزام مشتري البرنامج بشرائطها بمجرد فض العبوة ونزع الغالف ‪ ،‬كما ان من‬
‫البرامج وتحديدا تلك المشتراة على الخط أو المنزلة والمثبتة عبر الشبكات كاالنترنت واالنترانت‬
‫الخاصة بتسويق البرمجيات ما ترتبط فيها الرخصة بقبول الشروط المكتوبة والمنشورة على‬
‫الموقع بحيث يصبح الشخص ملزما بمحتواها بمجرد القبول واحيانا االستعمال ‪ ،‬وبعضها‬
‫تتضمن الرخصة بشكل الكتروني ضمن مقدمة البرنامج ذاته ‪ ،‬مع مرافقة ذلك باجراءات تسجيل‬
‫تتم احيانا بشكل مادي على مستنداتها أو بشكل الكتروني عبر الشبكة ‪ ،‬وال يترتب على عدم القيام‬
‫بها في حاالت عديدة آثار على صحة االستخدام في حين ان شروط بعض الرخص تربط صحة‬
‫االستخدام باتمام التسجيل وهذه الرخص تثير إشكاليات قانونية في التطبيق توجب التدقيق في‬
‫طبيعتها والبت بامر حجيتها في ضوء احكام قانون البينات وتحديده لالدلة المقبولة قانونا ‪.‬‬
‫ان مشكالت عدم االطالع فعليا على هذه الشروط في كثير من الحاالت ‪ ،‬مشكالت عدم معرفة‬
‫قواعد االثبات القائمة لهذه الشروط المخزنة داخل النظم كشروط نموذجية تثبت عناصر‬
‫والتزامات التعاقد ‪ ،‬لعدم التوقيع عليها وعدم ثبوت توجيهها لشخص بعينه ‪ ،‬وثبوت عدم‬
‫مناقشتها بين االطراف ‪ ،‬كل ذلك وغيره استوجب التدخل التشريعي لتنظيم آلية ابرام العقد التقني‬
‫أو شروط حجيته وموثوقيته ‪ ،‬سواء نتحدث عن العقد المتصل بالمبيع أو عن رخص االستخدام‬
‫بوصفها التزاما بين جهتين ‪.‬‬
‫وتثور أيضا مشكلة رخص الملكية الفكرية المغلفة مع المبيع ‪ ،‬وكذلك ‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‬
‫في ميدان النشر االلكتروني خصوصا مع تزايد االستيالء على التصاميم التي يستخدمها موقع ما‬
‫‪ ،‬وحقوق الملكية الفكرية على اسماء المواقع ‪ ،‬وعلى ملكية الموقع نفسه ‪ ،‬وحقوق الملكية الفكرية‬
‫بالنسبة للعالمات التجارية للسلع ‪ ،‬واالسماء التجارية ‪ ،‬وكذلك حقوق المؤلفين على محتوى‬
‫البرمجيات التقنية التي تنزل على الخط أو تسوق عبر مواقع التجارة اإللكترونية ‪ ،‬ان كل هذه‬
‫المشكالت التي ضاعفت سطوتها التجارة اإللكترونية استلزمت مراجعة شاملة للقواعد القانونية‬
‫الخاصة بالملكية الفكرية وربطها باالنشطة التجارية الدولية في ميدان البضائع والخدمات ‪ ،‬وهي‬

‫‪18‬‬
‫المبرر أيضا القرار اتفاقية تربس العالمية كواحدة من اتفاقيات منظمة التجارة الدولية التي تلتزم‬
‫بها الدول االعضاء ‪ ،‬وال نضيف جديدا اذا قلنا ان العديد من الدول ارتجلت قواعد في ميدان‬
‫الملكية الفكرية دون النظر الى متطلبات التجارة اإللكترونية ‪ ،‬وهو ما جعل قواعدها ‪ ،‬رغم‬
‫حداثة تشريعها ووضعا ‪ ،‬غير متوائمة مع متطلبات التجارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫ومن بين مشكالت البت بمشروعية االستخدام ‪ ،‬حالة الترخيص باستعمال برنامج ما لمؤسسة أو‬
‫جهة ومن ثم استخدامه من قبل عدد آخر من المستخدمين ‪ ،‬أو استخدامه ضمن نظام يرتبط بشبكة‬
‫بين شركاء أو حلفاء المستخدم أو ربما موظفيه عندما تكون االعمال مدارة عبر شبكة انترانت‬
‫خاصة ضمن مفهوم وسياسة االعمال اإللكترونية ‪ ،‬ومثل هذه المشكالت تحددها طبيعة الرخص‬
‫ذاتها ما اذا كانت لمستخدم واحد متصلة بشخصه ‪ -‬وليس بعدد اجهزته أم لجهاز واحد أم‬
‫رخصة جماعية ‪ -‬وهي على انواع متعددة ‪ -‬كما في رخصة الموقع أو رخصة المؤسسة ‪ ،‬ومن‬
‫المهم هنا القول ان الرخصة تظل أيضا من العقود التي تخضع لقواعد التفسير ‪ ،‬فان كان‬
‫المستخدم يلجا لقواعد القانون للحصول على افضل مركز لدفاعه ‪ ،‬فان مانح حق الترخيص أيضا‬
‫يلجا لذات القواعد لتحقيق افضل مركز واثبات حصول االستخدام غير المشروع ‪.‬‬
‫ومن بين إشكاليات الترخيص ‪ ،‬تطلب حصول المستخدم واثباته رخصة استخدام كل نسخة من‬
‫نظام التشغيل حتى لو كان النظام قد خضع لتغيير لغة التطبيق ( عبر برنامج الترجمة التقني)‬
‫وهذا امر محل نظر باعتبار ان البرنامج لدى حمايته في بلد المنتج أو الحماية الدولية له وفقا‬
‫لنظام الحماية الذي اختاره صاحب الحق ‪ ،‬قد ال يكون اكثر من تحديد للمنتج باسمه التجاري‬
‫وطبعته ‪ ،‬وبالتالي فان الحصول على هذا الترخيص يتضمن ترخيص كل تطوير له وكل استخدام‬
‫لذات البرنامج بعد خضوعه للترجمة في بيئة االستخدام ‪ .‬وبالتالي ال تمتد الحماية للبرنامج‬
‫المترجم ما لم يكن بلغته المستخدمة محال للحماية ابتداء ومسجال بهذه الصفة ‪.‬‬
‫ان ابرز مشكالت التعامل مع الرخص غياب المعرفة بانماطها وتحديد مدى الصحة من عدمه‬
‫ولعل هذا ما دعا مختلف الدول العربية لعقد عشرات البرامج التوعوية والتدريبية في حقل‬
‫التراخيص ‪ ،‬وقد اظهرت هذه البرامج حقائق مذهلة حتى بالنسبة للخبراء الذين لم يسبق لهم‬
‫معرفتها ‪ ،‬وهذا يضع مجتمعنا وكل الجهات العاملة في حقل الملكية الفكرية تحد علينا تجاوزه‬
‫بكل فعالية ‪ ،‬وهو التاهيل الصحيح البعيد عن الغرض لموضوع التراخيص منطلقين من حاجة‬
‫الوطن ومؤسساته لبناء نظام تراخيص تفاوضي ومعرفي وقانوني وتنظيمي فيه الصالح الوطني‬
‫عمادا وعنوانا ‪.‬‬

‫‪ ‬ثبوت اركان الجرم على نحو ما حدده القانون فقط وبدليل مشروع‬

‫مما يثار في حقل اشكاالت الدعاوى الجزائية المتعلقة بالمليكة الفكرية ‪ ،‬المفاهيم العامة التي‬
‫تطلق في االتهام احيانا وحتى في الدفاع من قبل بعض جهات الدفاع ‪ ،‬كالقول ان الدعوى تقوم‬
‫على فعل مخالف لقانون حق المؤلف في حين ان القانون الجزائي ال يعمل وفق هذه العمومية‬
‫المرفوضة بموجب مبدا المشروعية ‪ ،‬واال لكنا نحيل السارق والقاتل والمزور بتهمة واحدة وهي‬
‫مخالفة قانون العقوبات ‪.‬‬
‫ان دعاوى المساءلة الجزائية في حقل الملكية الفكرية ‪ ،‬تخضع شأنها شأن غيرها لقواعد‬
‫المشروعية الجنائية ‪ ،‬و يتعين ان تثبت عناصر الجرم وفقا لنموذجه القانوني فقط ‪ ،‬وتخضع‬
‫ايضا من حيث اثبات المسؤولية لمبدا مشروعية الدليل من حيث مصدره وانتفاء احتماالت الشبهة‬
‫والغاية فيمن يعتمد عليه الثبات الجرم ‪ .‬وال تثبت كافة العناصر وكذا ال تقبل االدلة على سبيل‬
‫االحتمال ‪ ،‬وانما على سبيل الجزم واليقين شانها شان غيرها من الدعاوى الجزائية‪ ،‬ويتعين ان‬
‫يحدد مرتكبها دون شك ‪ ،‬الن المسؤولية الجزائية شخصية ‪ ،‬والن نطاق مسؤولية االشخاص‬
‫المعنوية توجب اثبات قيام ممثل الشخص المعنوي قانونا أو من في حكمه بارتكاب الجرم المتوفر‬

‫‪19‬‬
‫فيه كافة االركان المقررة قانونا ‪ ،‬المادي والمعنوي ووفق النموذج القانوني المحدد في نص‬
‫التجريم ‪.‬‬
‫ان القضاء المقارن قد قرر وجوب ثبوت تحقق االستنساخ أو التقليد بمعنى ثبوت مقارفة السلوك‬
‫المادي المكون للجريمة وفق ما نص عليها القانون ‪ ،‬وبشكل ال يظهر منه ان محل النسخ واحدة‬
‫من عمليات االقتباس أو ما عرف بنسق الهندسة العكسية في بيئة انتاج البرمجيات ‪ ،‬وهذه مسائل‬
‫تتطلب الخبرة القانونية والفنية ‪ ،‬وهي لجدتها في ميدان التقاضي تثير عشرات الدفوع والمسائل‬
‫الفرعية التي سيكون للخبرة فيها دورا حاسما واساسيا ‪ ،‬مع التأكيد ان الخبير االعلى انما هو‬
‫القاضي ‪ ،‬وهو الذي يحكم في المواد الجزائية بقناعته الذاتية ووجدانه المستقى والمستخلص على‬
‫نحو سائغ من ادلة الدعوى ‪.‬‬
‫ان محكمة االستئناف االردنية وفي احدث احكامها [الدعوى االستئنافية رقم‪ 207/2001‬الصادر قرارها‬
‫بتاريخ ‪ ] 2001 / 21/2‬في ميدان دعاوى المسؤولية عن قرصنة برامج الكمبيوتر ‪ ،‬حللت بكل دقة‬
‫وعمق النصوص الجنائية المقررة في قانون حق المؤلف االردني ‪ ،‬وتوصلت بوضوح الى ان‬
‫االنشطة المجرمة في هذا الحقل تنحصر بانشطة االستغالل المالي المتمثلة بالعرض للبيع او‬
‫التاجير وفي حدود غرض محدد فقط وهو االستغالل المالي ومن هنا قررت بوضوح ان‬
‫االستخدام دون االستغالل المالي ال يعد جرما وفق قانونا ‪ ،‬وانهت نهاية موضوعية وعادلة‬
‫واحدة من دعاوى الملكية الفكرية التي طالت واحدة من المؤسسات المالية الكبرى ‪ ،‬وال نبالغ ان‬
‫قلنا ان حماية االبداع بكل صوره في ميدان الملكية االدبية والصناعية قام على اساس الموازنة‬
‫بين احتياجات المبدع لصيانة ابداعه ومنحه الفرصة (المؤقتة بمدة معينة ) الستثمار نتاج عقله ‪،‬‬
‫وبين حاجة المجتمع للمعرفة ووسائلها ‪ ،‬هذه الموازنة التي تمنع احتكار صاحب المصنف‬
‫لمصنفه وتجيز ترخيصه اجباريا لحماية الثقافة وتلبية احتياجات التنمية والتطور في المجتمع ‪.‬‬
‫واذا كان من حق مالك حقوق اي مصنف ان يحمي ابداعه ‪ ،‬فان من حق مجتمعنا علينا ان ال‬
‫تكون هذه الحماية على نحو يمس عناصر تطوره ويخل بميزان التناسب بين الحماية الخاصة‬
‫واالحتياجات الجماعية ‪.‬‬

‫‪ ‬حماية البرمجيات بين تطبيق القانون وآثره على الدول النامية ‪-:‬‬

‫البرمجيات حصيلة نشاط عالمي متطور اعلى قيم اإلبداع وقيم االفكار والعقل وتعبر عن االتجاه‬
‫نحو التحوالت االستراتيجية في مفهوم محددات راس المال ‪ ،‬ومن هنا كانت وسيلة عبور عصر‬
‫المعلومات بكل افرازاته ‪ ،‬لذا هي متطلبة للدولة النامية ‪ ،‬واهم موضوعات مشكلة شمال‬
‫المعلومات وجنوبها ‪ ،‬انه التجاذب والتضاد بين مالك المعلومة( البرنامج ) ومستخدمها ‪ ،‬وتقاس‬
‫في العصر الراهن درجة التقدم بمقدار امتالك وانتاج المعرفة ‪ ،‬ومن اسف ان الدول النامية‬
‫مستهلكة النتاج الدول المتقدمة المعرفي ‪ ،‬مع ان الخوارزميات التي تكتب بها برامج الحاسوب‬
‫من وضع عالم الرياضيات العربي (الخوارزمي ) ومنسوبة السمه‪ ،‬وهو ما يضع الدول النامية‬
‫أمام تحد اكبر ان ارادت تجاوز معيقات نمائها ‪ ،‬فالدولة النامية وان كان وجودها الضعيف لم‬
‫ينته باستهالك االنتاج المادي للغرب ‪ ،‬فان وجودها الحقيقي مرهون بانتاج معارفها الخاصة‬
‫خشية الذوبان المطلق في معارف الغير‪ ،‬ولعل هذا ما يتعين فهمه من تحديات العولمة ‪ ،‬ودون‬
‫الخوض في اشكالية الموقف منها ‪ ،‬ولو ضيقنا مفهومها من حيث البعد التقني الى القدرة على‬
‫انتاج المعرفة التقنية ‪ ،‬ونموذجها البرمجيات ‪ ،‬فان معنى هذا اننا بامس الحاجة المتالك ادوات‬
‫هذه المعرفة ‪ ،‬واستلهام المميز من معارف االخرين ‪ ،‬ال لتبرير االعتداء على حقوق الغير ‪،‬‬
‫ولكن ضمن سياسة الحصول على افضل ميزات من منتجي ما نحتاجه من برامج لهذا الغرض ‪.‬‬
‫وقد حققت دول عربية كمصر واالمارات شروطا تفاوضية ايجابية مع اتحاد منتجي البرمجيات‬
‫والشركات الدولية الكبرى ‪ ،‬تركزت حول اجازة استخدام البرمجيات ببدالت رمزية أو مخفضة‬

‫‪20‬‬
‫من قيمة بدالتها التسويقية مع حلول للمنتجات الموجودة في السوق وصلت حد سحب غير‬
‫المرخص منها وتزويد نسخ مطورة كبديل عنها ‪ ،‬واالتفاق على ما سمي باتفاقات االستخدام‬
‫التعليمية أو االنتاجية أو غيرها ‪ ،‬وبكل الحاالت فان المنتج االجنبي مستفيد أيا كانت تنازالته ‪،‬‬
‫الن قبوله التعاون بشروط لصالح الدولة النامية سيحقق له ضمانة لتطويق انشطة القرصنة وانهاء‬
‫اسواقها السوداء وسيساهم في خلق قبول جماعي للتعاطي مع متطلبات نظام الملكية الفكرية ‪.‬‬
‫ان التفاوض مع المنتج االجنبي مترافقا مع تنظيم السوق اراديا وضمن سياسات التعاون على‬
‫تخفيف االثار المتوقعة النفاذ نظام الحماية ‪ ،‬ومراعاة احتياجات الدول النامية المعرفية وظروفها‬
‫االقتصادية وحاجاتها نحو االتجاه الى صناعة البرمجيات وتطويرها وانمائها ‪ ،‬كل تلك روافع‬
‫اساسية لتطبيق القانون ‪ ،‬دون ان نتناسى ان الحديث عن القرصنة يجب ان يوضع في اطاره‬
‫الموضوعي والواقعي دون مبالغة ‪.‬‬
‫ان نماء استخدام االنترنت يضع اصحاب الحقوق على البرمجيات في تحد هائل ‪ ،‬وتطور اسواق‬
‫القرصنة عالميا عبر الشبكة وعبر وسائل ال تطالها القانون في كثير من االحيان يجعلها مدركة‬
‫لطلبات الدول النامية المشروعة سيما وان استخدام التقنية حصيلة لسياسات ضخ المنتجات‬
‫لالستهالك في الدول النامية ‪ ،‬وهي سياسات لم تخترها هذه الدول وإنما ارادتها الشركات‬
‫المنتجة ‪ ،‬لذا ليس صعبا ان تسمع متطلبات االنفاذ السلس والصحيح لنظم الحماية لمنتجاتها ‪.‬‬
‫وما نقوله في هذا المقام ليس مطالبات أو منح انما التزام قررته االتفاقيات الدولية ذات العالقة ‪،‬‬
‫واال ما تفسيرنا لمبدا الدولة االولى بالرعاية ومبدا منع االحتكار ورفض السياسات االغراقية ‪،‬‬
‫ومباديء حماية المنتج الوطني ‪ ،‬ومباديء حظر قيود الملكية الفكرية كلما كانت ذات اثر سلبي‬
‫على انماء حركة التجارة ‪ ،‬وغيرها الكثير من المباديء التي اقرتها اتفاقيات التجارة الدولية‬
‫وغيرها ‪ ،‬فاذا كان انفاذ هذه االتفاقيات يوجب تنفيذ الدولة النامية اللتزاماتها فان ما طالبت به‬
‫الدول النامية في ملتقيات التفاوض الدولية انما هو التفعيل المتوازي لهذه المباديء عند انفاذ‬
‫وتفعيل قواعد ومتطلبات االلتزام ‪.‬‬
‫اننا في العالم العربي نتجه نحو سياسات طموحة وهامة في حقل تقنية المعلومات وصناعة‬
‫البرمجيات ‪ ،‬وهذا يطرح تحديات كبرى امامنا ال تقل عن تحدي تهيئة فرص االستثمار ‪ ،‬ولعل‬
‫ما نرى اهميته االولى ‪ -‬بعيدا عن التعارض في الموقف من نظام الحماية ‪ -‬تنظيم سوق‬
‫البرمجيات والخدمات التقنية ‪ ،‬الن مثل هذا التنظيم يتيح اعتماد المعايير والمواصفات ويتيح‬
‫اشاعة قواعد مهنية تحدد السلوك التجاري ويتيح سهولة تحقيق القطاع لمتطلباته في التفاوض مع‬
‫الجهات الدولية واالقليمية ‪ ،‬ومن هنا ندعو الى وقفة اكثر جدة لجهة تنظيم القطاع وتحديد‬
‫متطلبات نموه وتطوير ادائه ‪ ،‬فالتنظيم رافعة من روافع انفاذ القانون بشكل ارادي مقبول للكافة‬
‫وفوق ذلك اهم روافع إنجاز مكاسب جماعية للوطن كله في العالقة مع االطراف االخرى ‪ .‬وهو‬
‫الوسيلة لحل مشكالت القطاع بين مالكي الحقوق ومستخدمي المنتجات والعاملين في تسويقها ‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like