Professional Documents
Culture Documents
1
من حيث آلية ترتيبها وتبويبها واالوامر التي تتحكم بذلك تنتمي الى البيئة الرقمية ،وذات القول
يرد بالنسبة لكافة العناصر المتقدمة ،وبالتالي نرى ان أي مصنف ابداعي عقلي ينتمي الى بيئة
تقنية المعلومات يعد مصنفا رقميا وفق المفهوم المتطور لالداء التقني وفق اتجاهات تطور
التقنية في المستثبل القريب ،وهذا ال يؤثر على انتماء المصنف بذاته الى فرع او آخر من فروع
الملكية الفكرية ،ونقصد هنا ان اسماء النطاقات مثال ينظر لها كاحد المسائل المتعين اخضاعها
لنظام االسماء والعالمات التجارية بسبب ما اثارته من منازعات جراء تشابهها بالعالمات
واالسماء التجارية وتطابقها في حاالت عديدة او لقيامها بذات المهمة تقريبا في البيئة الرقمية ،
والبرمجيات وقواعد المعلومات حسم الجدل بشانها بان اعتبرت مصنفات ادبية تحمى بموجب
قوانين حق المؤلف -مع وجود اتجاه حديث وتحديدا في امريكا واوروبا يعيد طرح نجاعة
حمايتها عبر آلية حماية براءات االختراع -وسيثير محتوى موقع االنترنت جدال واسعا ،فهل
تحمى محتوياته كحزمة واحدة ضمن مفهوم قانون حق المؤلف ،ام يجري تفصيل هذه العناصر
ليسند اسم الموقع الى اإلسماء التجارية وشعار الموقع الى العالمات التجارية -كعالمة خدمة
مثال -والنصوص والموسيقى والرسوم الى قانون حق المؤلف كمصنفات ادبية ؟؟؟
2
-2برنامج االلة -:وهو عكس مفهوم برنامج المصدر تماما ،اذ تدركه االلة وتستطيع التعامل
معه وتشغيله ،وبين برنامجي المصدر وااللة توجد برامج ذات غرض تحويلي او ( برامج
ترجمة ) بموجبها تتحول برامج المصدر الى برامج آلة .
-3الخوارزميات -:العناصر والرموز الرياضية التي يتكون منها بناء البرنامج وهي كاالفكار
والحقائق العلمية ليست محل حماية النها ليست موضعا لالستئثار ( مادة 9/2من اتفاقية تربس )
لكنها متى ما نظمت على شكل اوامر ابتكارية لتحقيق غرض معين اصبحنا امام برنامج ،وهو
بهذا الوصف ان توفرت له عناصر الجدة واالبتكار واالصالة محل للحماية شانه شان أي من
مصنفات الملكية الفكرية االدبية االخرى .
وقد اثارت برامج الحاسوب جدال واسعا في مطلع السبعينات بشان طبيعتها وموضع حمايتها
من بين تشريعات الملكية الفكرية ،وترددت االراء بين من يدعو لحمايتها عبر نظام براءات
االختراع لما تنطوي عليه من سمة االستغالل الصناعي واتصالها العضوي بمنتج مادي صناعي
،وبين من ذهب الى حمايتها عبر نظام االسرار التجارية اذ تنطوي في الغالب على سر تجاري
يتجلى باالفكار التي انبنى عليها او الغرض من ابتكارها ،وبين داع الى حمايتها عن طريق
الشروط العقدية التي تجد مكانها في رخص االستخدام او اتفاقيات االستغالل .لكن كافة هذه
االراء لم تصمد امام الراي الذي وجد في البرمجيات عمال ابتكاريا ادبيا ،يضعها ضمن نطاق
مصنفات الملكية االدبية (حق المؤلف) اذ هي افكار وترتيب لخوارزميات تفرغ ضمن شكل
ابتكاري ابداعي ،وسماتها وصفاتها المميزة تتقابل مع عناصر الحماية لمصنفات الملكية االدبية
،وبالرغم من استمرار وجود نظم قانونية توفر الحماية للبرمجيات عبر واحد او اكثر من االليات
المتقدم االشارة اليها اال ان االتجاه التشريعي الغالب اعتبرها اعماال ادبية وحماها بموجب
تشريعات حق المؤلف سيما بعد ان وضعت منظمة الوايبو القانون النموذجي او االرشادي عام
1978بشأن حماية البرمجيات وبعد سلسلة اجتماعات خبراء الوايبو ومنظمة اليونسكو عامي
1983و 1985التي اسفرت عن توجه عام العتبارها من قبيل االعمال االدبية ،كما ان اتفاقية
تربس اذ اعتبرتها كذلك واضافتها الى المصنفات االدبية والفنية محل الحماية بموجب اتفاقية
بيرن (م ) 10/1فيكون االتجاه الدولي قد حسم لصالح هذا الموقف .
ووفق اتفاقية تربس فان البرمجيات محل للحماية سواء اكانت بلغة االلة ام المصدر(م )10/1
ولمؤلفها كافة الحقوق المالية والمعنوية لمصنفات حق المؤلف اضافة الى حقه في اجازة او منع
تأجيرها -شأنها شأن التسجيالت الصوتية والمرئية (م ، )11ويستثنى وفق هذه المادة حالة
التأجير التي ال يكون فيها البرنامج الموضوع االساسي للتأجير .واما بخصوص مدة الحماية
فانها تمتد الى 50عاما محسوبة على اساس حياة الشخص الطبيعي فان لم تكن كذلك فمن نهاية
السنة التي اجيز فيها النشر او تم فيها انتاج العمل (م 12تربس) .
قواعد البيانات هي تجميع مميز للبيانات يتوافر فيه عنصر االبتكار او الترتيب او التبويب عبر
مجهود شخصي باي لغة او رمز ويكون مخزنا بواسطة الحاسوب ويمكن استرجاعه بواسطتها
ايضا .
ومناط حماية قواعد البيانات -بوجه عام -هو االبتكار كما عبرت عنه االتفاقيات الدولية في
هذا الحقل ،فالمادة 10/2من اتفاقية تربس نصت على انه -:تتمتع بالحماية البيانات المجمعة
او المواد االخرى سواء كانت في شكل مقروء آليا او أي شكل آخر اذا كانت تشكل خلقا فكريا
نتيجة انتفاء وترتيب محتواها ،كما نصت المادة 5من االتفاقية العالمية للملكية الفكرية لسنة
- 1996غير نافذة -على انه -:تتمتع مجموعات البيانات او المواد االخرى بالحماية
بصفتها هذه ايا كان شكلها اذا كانت تعتبر ابتكارات فكرية بسبب محتواها او ترتيبها .لكن ال
3
تجرى كافة النظم القانونية والقوانين على هذا النهج ،فالتوجيهات الصادرة عن االتحاد االوروبي
في 11/3/1996والقانون الفرنسي الصادر في عام 1998ال يشترطان شرط االبتكار لحماية
قواعد البيانات ،بل يكفي ما بذل من جهد مالي او بشري او مادي وما انفق من اجل اعداد قاعدة
البيانات وسندا لذلك فان القانون الفرنسي المشار اليه يحمي قواعد البيانات لمدة خمس عشرة
سنة ويحظر أي اعادة استعمال سواء لجزء او لمادة كلية من قاعدة البيانات عن طريق توزيع
نسخ او االيجار او النقل على الخط ويحظر النقل الكلي او الجزئي -الجوهري -من محتوى
قاعدة البيانات باي شكل ،متى كان الحصول او تقديم هذا المحتوى فد استلزم استثمارات
جوهرية كما وكيفا ،وسواء اكان النقل دائما ام مؤقتا على دعامة باي وسيلة او تحت أي شكل .
واالبتكار يستمد اما من طبيعة البيانات نفسها واما من طريقة ترتيبها او اخراجها او تجميعها او
استرجاعها ،ومحتوى البيانات في حد ذاته ال يعتبر عمال ابتكاريا ،ومن هنا فان االبتكار ال
يتحقق اال اذا عكست قاعدة البيانات سمات شخصية لواضعها ،وقد قضت محكمة ( نانت )
التجارية الفرنسية في عام 1998بان االبتكار الذي يتعلق بقاعدة بيانات على االنترنت يقتضي
توافر جهد جاد في البحث واالختيار والتحليل والذي عندما يقارن بمجرد التوثيق تظهر اهمية
الجهد المبتكر للعمل [مشار الى هذا القرار في مؤلف جينشار وآخرين ،االنترنت والقانون ،منشورات مون كريستان ،
1999باريس ،ص ] 192اما قضاء محكمة النقض المصرية فانه يتوسع في مفهوم االبتكار ،فقد
قضت محكمة النقض المصرية عام 1964بان فهرسة احدى كتب االحاديث النبوية يعد عمال
ابتكاريا النه يكفي ان يكون عمل واضعه حديثا في نوعه ويتميز بطابع شخصي خاص وانه
يعتبر من قبيل االبتكار في الترتيب او التنسيق او باي مجهود آخر ان يتسم بالطابع الشخصي.
[ نقض مدني في 7يوليو - 1964مجموعة النقض المدني المصري سنة ، 1964ص ] . 920
وعليه ،فان البيانات او المعلومات المخزنة في نظم الحواسيب ( بشكل مجرد) ليست محل حماية
،كما بالنسبة للقوانين واالنظمة وقرارات القضاء مثال ،لكنها متى ما افرغت ضمن قاعدة بيانات
وفق تصنيف معين وبآلية استرجاع معين ومتى ما خضعت لعملية معالجة تتيح ذلك فانها تتحول
من مجرد بيانات الى قاعدة معطيات ،وينطوي انجازها بهذا الوصف على جهد ابتكاري
وابداعي يستوجب الحماية ،وبتزايد اهمية المعلومات ،ولما حققته بنوك المعلومات من اهمية
قصوى في االعمال والنشاط االنساني بوصفها امست ذات قيمة مالية كبيرة بما تمثله ،وباعتماد
المشروعات عليها ،ولتحول المعلومة الى محدد استراتيجي لرأس المال ،بل ان البعض يراه
مرتكزا ال محددا فقط ،نشط االتجاه التشريعي في العديد من الدول لتوفير الحماية القانونية
لقواعد البيانات ( انظر جدول . ) 1
واالعتراف لقواعد البيانات بالحماية جاء وليد جهد واسع لمنظمة الوايبو ولمجلس اوروبا ال ذي
وضع عام 1996قواعد ارشادية وقرارا يقضي بالنص على حماية قواعد البيانات ضمن قوانين
حق المؤلف .
4
8دول ليس من بينها سوى دولة عربية واحدة هي مصر ،ولم تدخل هذه االتفاقية حيز التنفيذ بعد
،لكن تنظيم اتفاقية تربس لقواعد حماية الدوائر المتكاملة( المواد ) 38 - 35ساهم في تزايد
الجهد التشريعي في هذا الحقل باعتبار ان من متطلبات العضوية انفاذ موجبات اتفاقية تربس التي
من بينها اتخاذ التدابير التش ريعية المتفقة مع قواع دها ومن بينها طبعا قواعد حماية ال دوائر
المتكاملة .ويظهر الجدول رقم 1التدابير تشريعية المتخذة من مختلف دول العالم بش ان حماية
الدوائر المتكاملة .
من الوجهة القانونية تثير االنترنت العديد من المشكالت على نحو مستقل عن عالم الحوسبة
واالتصاالت ،وان كانت هذه المشكالت في حقيقتها تمثل جزءا من مشكالت تقنية المعلومات
برمتها ومثارة في بيئتها ،ويمكن تاطير هذه المشاكل ضمن ثالث طوائف -:
االولى -:مشكالت عقود االنترنت ابتداء من عقود االشتراك في الخدمة مرورا بالعقود ذات
المحتوى التقني ،وعقود الجهات ذات العالقة بمواقع االنترنت او عقود المستخدمين مع المواقع
بما فيها عقود طلب الخدمات والتسوق االلكتروني وعقود الخدمات المدفوعة والمجانية كعقود
البريد االلكتروني ورخص استخدام وتنزيل البرامج وعقود ورخص نقل التكنولوجيا وغيرها من
العقود التي تقع في نطاق العقود االلكترونية او العقود المبرمة عبر المراسالت االلكترونية .
والجامع المشترك بين هذه العقود والتصرفات المتصلة باالنترنت انها تتعلق بالتنظيم القانوني
للتعامل مع االنترنت وعبرها.
والثانية -:مشكالت حماية حقوق المستخدمين والمتعاملين في بيئة االنترنت وتضم حقوق
المستهلك بوجه عام وحماية الحق في الحياة الخاصة وحماية حقوق الملكية الفكرية في بيئة
االنترنت .
اما الثالثة -:فتتصل بمشكالت امن المعلومات سواء بالنسبة لمواقع االنترنت او انظمة
المستخدمين .
اما عن الطائفة االولى فان محل تناولها دراسات االعمال اإللكترونية والتجارة اإللكترونية
والبنوك اإللكترونية ،وبالنسبة للطائفة الثانية ،فان موضع دراستها يستتبع الفرع محل الدراسة ،
فدراسة حماية الحياة الخاصة مناطه دراسات حقوق االنسان وتاثرها بتقنية المعلومات او
الدراسات الجنائية الخاصة بامن العلومات محل دراسة الطائفة الثانية المشار اليها ،ودراسة
حماية المستهلك يكون مناطه الدراسات القانونية في حقل ميادين حماية المستهلك من المخاطر
االقتصادية والصحية والثقافية واالجتماعية وغيرها .وبالنسبة لحماية حقوق الملكية الفكرية في
بيئة االنترنت فان محل تناولها دراسات الملكية الفكرية عموما ودراسات حق المؤلف على وجه
الخصوص .اما الطائفة الثالثة فان محل تناولها دراسات امن المعلومات وجرائم الكمبيوتر
واالنترنت واالتصاالت ،
والحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية في بيئة االنترنت تثير التساؤل ابتداء بشان تحديد حقوق
الملكية الفكرية في بيئة االنترنت ،وتحديد المصنفات محل الحماية ،واستقصاء الحماية الالزمة
لمواجهة االعتداءات والمخاطر التي تعترض هذه الحقوق ،وتقييم ما اذا كانت القواعد القائمة
ضمن تشريعات الملكية الفكرية او غيرها من التشريعات كافية لتوفير الحماية لهذه الحقوق ام ان
هناك ثمة حاجة لتشريعات خاصة بالمصنفات محل الحماية في بيئة االنترنت ،وهذه المسائل لما
تزل مثار جدال ومحل بحث ،ونعرض فيما يلي البرز المسائل المتصلة باسماء النطاقات والنشر
االلكتروني والوسائط المتعددة او محتوى الموقع كمقدمة لدراسات اكثر تعمقا فيما تثيره هذه
الموضوعات من اشكاالت قانونية .
اسماء نطاقات ( عناوين ) االنترنت Domain names
5
اسم النطاق أو الميدان أو الموقع ( دومين نيم ) Domain name -هو في الحقيقة عنوان
إنترنت ،فالهاتف له رقم معين ( مثل )0096-6-555555والعنوان البريدي له رقم صندوق
مميز ورمز منطقة مميز ( وسط البلد ص.ب 2325رمز ) 11118ولإلنترنت أيضا عنوان
مميز مثل ( ) www.arablaw.org
ويتكون الدومين نيم من أجزاء متعددة .الجزء األكثر أهمية ومعرفة من قبل المستخدمين هو ما
يعرف باسم النطاق األعلى( ) top-level Domainsوهو الجزء األخير من العنوان ( )com
وتدل على الشركات التجارية )edu( ،وتدل على مؤسسات التعليم )gov( ،وتدل على المواقع
الحكومية ) net ( ،وهي الشبكات وعادة ما تقدم خدمات عامة )mil( ،وهي للجيش األمريكي
( )orgوهي للمنظمات .
أما الجزء الثاني من اسم النطاق ،وهو على يسار اسم النطاق األعلى ( أو الجزء المتوسط بين
ثالثة أجزاء ) فهو اسم أو رمز أو اختصار المؤسسة أو الشخص أو الجهة صاحبة الموقع (
) CNNمثال أو ( … ) Arablawالخ
وقد احتدم النزاع حول أسماء نطاقات االنترنت ،ومعمارية شبكة االنترنت والجهات التي تسيطر
عليها ،وستكون مسائل اسماء المواقع اكثر المسائل اثارة للجدل التنظيمي والقانوني في الفترة
القريبة القادمة ،وقد حسم جانب من الجدل مؤخرا حول اضافة مميزات جديدة للميزات
المشهورة ( ) com,net,org,gov,eduوذلك باقرار اضافة سبعة مميزات اخرى [INFO BIZ ,
، ] ,PRO, NAME, AERO, COOP, MUSEUMويرجع الخبراء مشكالت اسماء النطاقات
في بيئة االنترنت الى استراتيجيات الشركات الكبرى في هذا الشأن ،فهي التي قادت لواء
معارضة توسيع اسماء النطاقات ،حماية ألسمائها التجارية ،بل وتشكو في الوقت ذاته ،من
صعوبة السيطرة على النظام الحالي فهذه الشركات تخشى من أن تضطر لتسجيل مئات من
عناوين المواقع على شبكة ويب ،تفاديا للوقوع فريسة " المتوقعين الفضائيين" ، cybersquatters
الذين يعتمدون على التوقعات لكسب االموال ( مثل ما يحدث في سوق العالمات التجارية
والمضاربات المالية ) ،والذين يقومون ،في عصر االنترنت ،بحجز أسماء نطاقات شائعة
االستعمال ،لبيعها مستقبال لمن يرغب .
غير أن المسألة ليست مقتصرة على هذا الجانب وحده ،اذ توجد مسائل تقنية تستدعي االجابة
عليها ،مثل :كم عنوانا يلزم اضافته ؟ وأي منها ؟ ومن الذي يتحكم بها ؟ ومن يبيع العناوين
الجديدة ؟ ومن الذي سيفصل في النزاعات التي ستنشأ ؟
لقد اوجدت الحكومة االمريكية في عام ، 1998مؤسسة تسجيل اسماء وأرقام انترنت Internet
، Corporation for Assigned Names and Numbers - ICANNوهي منظمة غير ربحية ،
مقرها في لوس انجلوس ،لالشراف على نظام أسماء النطاقات على انترنت ،غير أن ICANN
تورطت منذ انشائها ،في نزاع مكلف ومرير ،حول ميثاقها ،بشأن السماح لشركات جديدة ببيع
أسماء نطاقات شبكة ويب ذات االمتداد com.و net.و org.وهي عملية مدرة لالرباح كانت
مقيدة حصرا بشركة ، Network Solutions Incبموجب عقد لها مع الحكومة االمريكية .وقد
توصلت شركة ، Network Solutionsومنظمة ، ICANNالى تسوية خالفاتهما ،بموجب
اتفاقية ،تحتفظ بموجبها ، Network Solutionsبقائمة أساسية ألسماء النطاقات التجارية الحالية
على شبكة ويب ،مدة اربع سنوات اخرى مقابل دفع مبلغ لمنظمة . ICANN
ان السنوات القليلة القادمة ستشهد حربا طاحنة بشان سياسات التعامل مع عن اوين المواقع على
االنترنت وكما تذهب المعالجات والدراسات االستراتيجية التي تنشر يش كل مكثف على ش بكة
االنترنت ،فان من يسيطر على مقدرات هذا الموضوع سيسيطر على طريق المعلومات السريع
.
6
وتعمل شركات عالمية في حقل تسجيل المواقع اضافة الى خدمات استضافتها وتص ميمها ،اما
المواقع ال تي تنتهي باسم الدولة فتختص بها جهة واح دة اض افة الى هيئة معنية في الدولة ،
ونشارك البعض اعتقادهم ان تاسيس هيئة ICANNخطوة للتمهيد الى خلق ما يس مى حكومة
االنترنت التي ستسيطر على مقدرات طريق المعلومات السريع وتتحكم بمصادر المعلومات في
العالم .
وحتى االن ال توجد ثمة تشريعات شاملة ناظمة لمسائل اسماء النطاقات وما اثارته من اشكاالت
قانونية خاصة عندما يكون االسم مطابقا او مقاربا او مشابها السم تج اري او عالمة تجارية -
طبعا اذا ما استثنينا القواعد التشريعية التنظيمية للخ دمات التقنية على الخط ومع ايير تق ديمها
وقواعد حماية المستخدم من مخاطر المحتوى الضار التي سنتها العديد من الدول الغربية ، -اال
ان القضاء االوروبي وتحديدا في فرنسا تصدى لنظر عدد من الدعاوى بهذا الخص وص ،لكن
مناط التطبيق بشانها كان قوانين العالم ات التجارية وقواعد حماية العالم ات التجارية وليس
قواعد قانونية خاصة باسماء النطاقات ،وقد اثير في هذه الدعاوى مسائل التشابه بين اسم النطاق
والعالمة التجارية للغير او االسم التجاري للغير ،وظهر جليا من ه ذه ال دعاوى ان التح دي
القريب القادم سيكون في حقل ايجاد قواعد قانونية تنظم تسجيل اس ماء النطاق ات وتص نيفها
وعالقتها بالعالمات واالسماء التجارية .وتعد االستراتيجية التي انجزنها منظمة الوايبو في حقل
اسماء النطاقات ،وما تقوم به من نظر مثل هذه المنازعات عبر مركز التحكيم والوساطة الت ابع
للمنظمة الجهد االميز نحو بناء نظام قانوني السماء المواقع وسنعمد -على نحو تفصيلي -الى
بيان ما يتصل بهذه االستراتيجية ومحتواها وسياسات فض منازعات اسماء المواقع والعالم ات
التجارية في الكتاب الثالث من هذه الموسوعة.
االنترنت ،بوصفها طريقة اتصال تتيح تبادل المعلومات ونقلها بكافة ص ورها ،مكتوبة ومرئية
ومسموعة ،وباعتبارها ليست مجرد صفحات للمعلومات بل مكانا للتسوق وموض عا لالعم ال
والخدمات ،وفضاء غير متناه من الصفحات لنشر االخبار والمعالجات والمؤلف ات واالبح اث
والمواد ،فان محتوى مواقعها يتض من االعالن التج اري والم ادة المؤلفة والبث الم رئي ،
والتسجيل الصوتي و… .الخ ،وهذا يثير التساؤالت حول مدى القدرة على حماية حقوق الملكية
الفكرية على ما تتضمنه المواقع ،والذي قد يكون عالمة تجارية او اسما او نموذجا ص ناعيا او
مادة تأليفية او مادة اعالن فنية او رسما او صورة او … الخ .
ليس ثمة اشكال يثار في حالة كان محتوى الموقع مصنفا او عنصرا من عناصر الملكية الفكرية
التي يحظى بالحماية بشكل مجرد بعيدا عن موقع االنترنت ،كعالمة تجارية لمنتجات ش ركة ما
تتمتع بالحماية اس تخدمتها الش ركة على موقعها على االن ترنت ،فما ينشر على الموقع هو
باالساس محل حماية بواحد او اكثر من تشريعات الحماية في حقل الملكية الفكرية ،لكن االشكال
يثور بالنسبة للمواد والعالمات واالشكال والرسومات التي ال يكون ثمة وجود لها اال عبر الموقع
،وبشكل خاص عناصر وشكل تصميم الموقع والمواد المكتوبة التي ال تجد طريقا للنشر اال عبر
الخط ( أي على االنترنت ) ،ان هذه االشكاالت لما تزل في مرحلة بحث وتقصي واس عين من
قبل خبراء القانون والملكية الفكرية في مختلف الدول ،سيما بعد ش يوع التج ارة االلكترونية
وانجاز العديد من الدول قوانين تنظمها ،باعتبار ان احد تحديات التج ارة االلكترونية مس ائل
الملكية الفكرية ،وفي هذا الصدد فانه من المفيد االشارة الى ان لجنة التج ارة الدولية في هيئة
االمم المتحدة (اليونسترال) قد وضعت مشروع قانون نموذجي للتجارة االلكترونية عام 1996
اعتمد اساسا لصياغة ووضع العديد من التشريعات االجنبية المنظمة للتج ارة االلكترونية ،لكن
7
هذا القانون النموذجي لم يتعرض لمسائل الملكية الفكرية المثارة في بيئة التجارة االلكترونية لما
تنطوي عليه من اشكاليات وتناقضات حادة .
اما بالنسبة للوسائط المتعددة المستخدمة على نحو متنام في ميدان بناء ومحتوى مواقع االنترنت ،
فانه يقصد بها وسائل تمثيل المعلومات باستخدام اكثر من نوع من الوسائط مثل الصوت
والصورة والحركة والمؤثر ويتميز هذا المصنف -ان جاز اعتباره كذلك -بمزج عدة عناصر
-:نص ،صورة ،صوت ،وتفاعلها معا ،عن طريق برنامج من برامج الكمبيوتر ،وتسوق
تجاريا عن طريق دعامة مادية مثل الدسك او السي دي ( )CDاو يتم توزيعها او انزالها عن
طريق خط االتصال بشبكة االنترنت ،ويرى جانب من الفقه ان هذه المصنفات محمية بموجب
القواعد العامة لحماية المصنفات االدبية دون حاجة الفراد قواعد جديدة ،باعتبارها -لدى
البعض -تتميز بتدخل برنامج كمبيوتر يسمح بالتفاعل بين وسائل التعبير المتعددة ( وبرنامج
الكمبيوتر محل حماية ) او النها بمفرداتها محل حماية باعتبار هذه المفردات من المصنفات
االدبية اصال -:المواد المكتوبة ،المواد السمعية والمرئية ،االداء ..الخ .وكلما توفر فيها
عنصر االبتكار تحقق شرط الحماية المطلوب لحماية المصنفات االدبية .او باعتبارها من قبيل
قواعد البيانات المحمية بموجب نصوص صريحة .
واالبتكار في ميدان االنترنت ليس شرط حماية فقط ،بل عنصرا رئيسا في وجود الموقع وتحقيق
النجاح والقدرة على المنافسة ،ويظهر االبتكار في تصميم صفحة الويب (الموقع) وما تتضمنه
من رسومات او ما يصاحبه من موسيقى او عناصر حركية كما يتوفر االبتكار في المواد
الصحفية والتقارير االخبارية المنشورة عبر االنترنت
ان موضوع حق المؤلف والبيانات الرقمية Copyright and Digital Dataال يزال في نطاق
البحث والتقصي ،ومع ذلك فقد انجز الكثير منه في الوقت الحاضر سواء على المستوى الدولي
ام الوطني ،وتهيء اتفقيتا المنظمة العالمية للملكية الفكرية بشان حق المؤلف والحقوق المجاورة
لعام 1996الى االنطالق نحو بناء نظام قانوني لحماية المحتوى الرقمي ،وهو ما سنتناوله
تفصيال في الكتاب الثالث من هذه الموسوعة .ونكتفي في هذا المقام بالقول ان أحد اكثر األخطاء
الشائعة في حقل قانون الكمبيوتر أن حق المؤلف ال ينطبق على البيانات الرقمية ( Digital
) Dataوتحديدا في بيئة اإلنترنت .ان قوانين حق المؤلف قد تنطبق على بيئة اإلنترنت وفقا
للنظام القانوني مدار البحث وثمة جهد دولي واسع لتمتد الحماية للبيئة الرقمية تماما كما تحققت
في عالم الموجودات والحسيات ،وليس معنى تخلف الحماية واحيانا الجدل حول توفرها اهدار
حق المؤلف مثال في بيئة االنترنت ،فحتى في بيئة اإلنترنت ،فانك ال تزال بحاجة الى إذن
المؤلف ( ) Author's permission
8
عليه قانون الكمبيوتر سبقتها – كما اوضحنا في الفصل االول -تشريعات حماية البيانات
الخاصة (الخصوصية) وتشريعات جرائم الكمبيوتر .
وقد خضعت تشريعات الملكية الفكرية في هذا الحقل الى العديد من التعديالت الناجمة عن
ضرورة التقاطع والتواؤم مع الطبيعة المتغيرة والسريعة لحقائق وابتكارات عصر المعلومات،
الذي كانت سمته التحوالت الدراماتيكية في زمن قياسي .
ان الوقوف التفصيلي على محتوى هذه التشريعات واتجاهات الحماية وقواعدها سيكون موضوع
الكتاب الثالث من هذه الموسوعة ،ونكتفي في هذا المقام بابراز ما اظهره البحث التحليلي بشان
السمات العامة لهذه التشريعات ،وتعداد قائمة القوانين الوطنية التي تناولت بالمعالجة والتنظيم
الحماية القانونية لمصنفات المعلوماتية المذكورة ،وتسهيال للعرض فاننا نظمنا جداول تحدد
السمات العامة والمحتوى العام لتشريعات حماية البرمجيات وقواعد البيانات والدوائر المتكاملة
وقائمة بهذه التشريعات على نحو ما انتهجنا بالنسبة لبقية موضعات قانون الكمبيوتر (انظر
الجدول رقم 1وتفرعاته) .اما بالنسبة للنشر االلكتروني واسماء المواقع فكما قدمنا فان الجهود
التشريعية لما تزل في مرحلة المخاض حتى بالنسبة للدول التي قطعت شوطا في التدابير
التشريعية في هذا الحقل ،اذ لما تزل عناصر هاتين المسالتين محل جدل واسع تلقي بظاللها على
محتوى التشريع وقواعد التنظيم . .
جدول 1-1خصائص ومحتوى تشريعات حماية الملكية الفكرية المتصلة بتقنية المعلومات
قوانين حق المؤلف /الملكية الفكرية ( ) copyright laws مسماها الشائع
تشريعات حماية حقوق المؤلف المادية والمعنوية على انتاجه من البرمجيات
وقواعد المعلومات ودوائر الطبوغرافيا ( الدوائر المتكاملة ) ،اضافة الى االتجاه
وصفها العام
الحديث لحماية اسماء النطاقات ومحتوى المواقع على االنترنت والمواد محل
التجارة االلكترونية .
سنت هذه التشريعات لتوفير الحماية القانونية للمصنفات المتصلة بالتقنية العالية
الموضوعة من قبل مؤلفيها ضمن جهدهم الفكري ،وبعد حسم الجدل حول نظام
الحماية من حيث اخضاعها ( وتحديدا البرامج وقواعد البيانات ) للحماية الفكرية
االدبية والفنية وليس الملكية الصناعية ( براءات االختراع ) مع مراعاة ان
المنتجات التقنية الصناعية كاجهزة او نحوها التي تصلح لالستغالل الصناعي تعد
من قبيل براءات االختراع اضافة الى ان حماية الدوائر المتكاملة يقع ضمن نطاق
خاص لما ينطوي عليه من عناصر تتصل بحماية الملكية االدبية وحماية الملكية
مبرر وجودها
الصناعية .وقد تزايد االتجاه نحو هذه التشريعات بسبب االتفاقيات الدولية
وتحديدا اتفاقية تربس العالمية ( واحدة من اتفاقيات منظمة التجارة الدولية )
وبسبب اتفاقية واشنطن للدوائر المتكاملة ،وبسبب اعتبار برامج الحاسوب من
بين مصنفات اتفاقية برن للملكية االدبية والفنية بموجب االضافة التي نصت
عليها اتفاقية تربس المذكورة .
وتخضع هذه التشريعات للتطوير واعادة البحث بسبب ما ظهر من تحديات في ظل
النشر االلكتروني وحماية مواقع المعلومات على االنترنت .
توفير الحماية القانونية للحق في االبداع في حقل مصنفات التقنية العالية والحق
في االستغالل العادل والمشروع لعائدات هذه المصنفات وذلك ضمن تنظيم وقواعد هدفها ونطاقها
ادارية ومدنية وجزائية .
ثالث موجة تشريعية انطلقت بوجه عام في الثمانينات مع ان بعض الدول اهتمت الحقبة الزمنية
بموضوعها قبل ذلك (الفلبين تحديدا) ،لكن انطالقها الفعلي تم في الثمانينات بعد النطالقها وترتيبها
حسم الجدل حول محل الحماية ،اهي تشريعات حق المؤلف ام براءات االختراع .
9
وخضعت لتعديالت متتالية والى تنظيم خالل الثمانينات والتسعينات .وال تزال
تخضع للتطوير والتعديل بسبب استحقاقات االتفاقات الدولية .
قانون الملكية الفكرية في النظم التي تقر بوجوده استقالال ،اما في النظم التي ال
تسلك هذا المسلك فتتوزع قواعده بين القانون المدني ،والقانون الجنائي
(المسؤولية الجزائية عن االعتداء على الحقوق المعنوية والمالية للمؤلف بالنسخ الفرع القانوني ذو
غير المشروع واعادة االنتاج والتقليد ) ،القانون االداري (التنظيم االداري العالقة
للجهات المناط بها حماية حقوق المؤلف /وزارات الثقافة والصناعة والتجارة
واالعالم – مكاتب الحماية والمكتبات الوطنية ).
البرمجيات التشغيلية والتطبيقية الموجودة على اقراص ووسائط التخزين
المستقلة او المخزنة داخل النظم والشبكات اضافة الى قواعد المعلومات التي تمثل محلها ذو العالقة
تنظيما وتبويبا لمعلومات ضمن اطار تشغيل وتطبيق برمجي يميزها عن غيرها ، بالتكنولوجيا
والدوائر التقنية المتكاملة ذات البرمجة من مصدرها (جهة الصنع)
القواعد القانونية المنظمة للحقوق المعنوية والمالية لمؤلف المصنفات التقنية
محل الحماية ،والقواعد المنظمة لنطاق ومدة الحماية واالستثناءات عليها
وقواعد التنظيم االداري لجهات الضبط والحماية الحكومية ،وقواعد المسؤولية محتواها بوجه عام
المدنية والجزائية المتعلقة بالمخلين بحقوق المؤلف والجزاءات المقررة ونطاق
صالحيات القضاء واجراءاته التحفظية والعقابية والتكميلية وتدابيره االحترازية.
جدول 2-1
قائمة تشريعات الملكية الفكرية في حقل التقنية لمختلف دول العالم
سنة
W
التشريعات وتاريخ سنها واعادة سنها وتعديالتها الدولة
االساس
المرسوم الرئاسي رقم 49تاريخ .14/11/1972 الفلبين
1972
The Presidential Decree No. 49 of 14 November 1972. Philippine
Wحق المؤلف لسنة-1قانون حق المؤلف لبرامج الحاسوب لسنة 1980المعدل لقانون
(. 1974حماية البرمجيات )
1- The Computer Software Copyright Act 1980 amending the
Copyright Act 1974 (17 U.S.C. §§ 101, 117
Wالمعدل لعام . 1982و قانون حق المؤلف المعدل لسنة
-2قانون القرصنة والتقليد الواليات المتحدة
(. 1980حماية قواعد المعلومات ) األمريكية 1980
The Piracy and Counterfeiting Amendment Act of 24 May 1982 USA
(17 U.S.C. § 506) and the Copyright Act as amended 1980 (17 U.S.C.
§§ 502
-3قانون حماية شرائح اشباه الموصالت لعام .1984
The Semiconductor Chip Protection Act of 8 November 1984.
Wرقم 406تاريخ .29/7/1981المتعلق باالجراءات العاجلة ضد النسخ القانون -
)W غير المشروع واعادة اإلنتاج (برمجيات وقواعد البيانات
Law No. 406 of 29 July 1981 Concerning Urgent Measures Against W
ايطاليا
1981
the Unlawful Copying, Reproduction. Italy
-2النصوص المتعلقة بحماية تصميم اشباه الموصالت لسنة . 1987
;the Provisions Protecting Semiconductor Product Design of 1987
-1القانون رقم 284لسنة – 1982قواعد معلومات .
Law No. 284 of 19 May 1982
-2قانون حماية تصاميم دوائر اشباه الموصالت رقم 1425لسنة 1986
The Act on the Protection of the Layout-Design of the Circuitry in السويد
1982
Semiconductor Products, Law No. 1425 of 18 December 1986 Sweden
-3قانون حق المؤلف المعدل لسنة – 1989برمجيات
the Copyright Amendment Act of 1989 1 July 1989
-1القانون المعدل لقانون حق المؤلف لألعوام 82و 83و – 88قواعد المعلومات . W
بريطانيا
The Copyright Act 1956 (Amendment) Act 1982 of 13 June 1982, the United
Copyright Amendment Act 1983, and the Copyright, Designs and Kingdom
Patents Act 1988 (which by Section 107 extends liability to a person
10
who "knows or had reason to believe that the article in question is
an infringing copy of a copyright work"
. 1986 قانون حق المؤلف على البرمجيات المعدل لسنة-2
The Copyright (Computer Software) Amendment Act 1986;
. 1984 نظام حماية انتاج اشباه الموصالت لسنة-3
The Semiconductor Product – Protection of Topography –
Regulations 1987.
–البرمجيات1983 لسنة15 مرسوم وزارة الثقافة رقم هنجاريا
1983
Decree No. 15 of the Minister of Culture of 12 July 1983; Hungary
. المتعلق بالمعلوماتية –البرمجيات1984 حق المؤلف لسنةW القانون المعدل لقانون استراليا
1984
The Copyright Amendment Act 1984 on Informatics Australia
. برمجيات- 1984 حق المؤلف لسنةW القانون المعدل لقانون الهند
The Copyright Amendment Act No. XIX of 1984 India
. – البرمجيات1984 لسنة114 حق المؤلف رقمW القانون المعدل لقانون المكسيك
The Copyright Amendment Act No. 114 of 8 October 1984; Mexico
ذوات األرقام1984 قوانين حق المؤلف المعدلة لقانون األعمال األدبية والفنية لسنة-1
. البرمجيات و قواعد المعلومات1995 لعام446 و93 لعام418 و91 لعام34
The Copyright Amendment Acts No. 34/1991 of 11 January 1991,
No. 418/1993 of 7 May 1993 and No. 446/1995 of 24 March 1995 the فنلندا
Act Amending the Act Relating to Copyright in Literary and
Finland
Artistic Works (Law No. 442) of 8 June 1984.
91 لسنة32 قانون حماية طوبوغرافية اشباه الموصالت رقم-2
The Act on the Protection of Semiconductor Topographies
No. 32/1991 of 11 January 1991.
. – برمجيات85 قانون الملكية الفكرية لعام تشيلي
1985
The Law on Intellectual Property of 7 October 1985 Chile
. – برمجيات93 والمعدل مرة اخرى عام85 القانون المعدل لقانون حق المؤلف لعام-1
The Copyright Amendment Act of 24 June 1985 and further
amendments in Second Act to Amend the Copyright Act of
9 June 1993
90 المعدل عام87 قانون حماية طوبوغرافية الشرائح اإللكترونية ألشباه الموصالت لعام-2
. ألمانياGermany
W
The Act on the Protection of Topographies of Micro-Electronic
Semiconductor Products of 22 October 1987 as amended 1990
.1997 المادة السابعة من قانون خدمات المعلومات واالتصاالت لعام-3
Article 7 Information and Communication Services Act of
22 July 1997 .
. – برمجيات1985 لعام660 القانون رقم-1
Law No. 85 660 of 3 July 1985 فرنسا
. 1987 لسنة890 قانون حماية طوبوغرافية منتجات اشباه الموصالت رقم-2
France
The Act on the Protection of the Topographies of Semiconductor
Products, Law No. 87 890 of 4 November 1987.
. 1985 قانون المعدل لقانون حق المؤلف لعام-1
The Copyright Amendment Act of 7 June 1985 W
اليابان
. 1985 قانون الدوائر المتكاملة واشباه الموصالت لعام-2
Japan
The Act Concerning the Circuit Layout of a Semiconductor
Integrated Circuit of 31 May 1985 .
. 1985 قانون حق المؤلف لعام تايوان
The Copyright Law of 1985 China\ Taiwan
. 1987 لسنة646 القانون رقم البرازيل
1987
Law No. 7.646 of 18 December 1987 . Brazil
. قواعد معلومات-1987 حق المؤلف المعدل لسنةW من قانون42 القسم-1
Section 42 Copyright Act as amended in 1987
برمجيات-1988 قانون حق المؤلف المعدل لعام-2 كندا
The Copyright Amendment Act 1988 Canada
. 1990 قانون دوائر الطوبوغرافية المتكاملة لعام
The Integrated Circuit Topography Act (S.C. 1990 .
. 1996 المتعلق بالملكية الفكرية وفق اخر تعديل لعام87 لسنة22 قانون رقم-1 W
إسبانيا
Law No. 22/1987 on Intellectual Property of 11 November 1987, Spain
11
latest version passed by R.D. 1/1996 on 12 April 1996
-2قانون الحماية القانونية لطوبوغرافية اشباه الموصالت لعام . 1988
Law on the Legal Protection of the Topographies of Semiconductor
;Products of 3 May 1988
Wالجنائي لعام . 1995 -3المادة 270من القانون
Articles 270 et seq. Criminal Code 1995.
Wاالصلية لمنتجات اشباه الموصالت .
-1قانون 1987لحماية الطوبغرافيا
The Act of 28 October 1987 on the Protection of Original هولندا
Topographies of Semiconductor Products
-2قانون حق المؤلف لعام – 1994برمجيات وقواعد معلومات Netherlands
Copyright Act of 7 July 1994.
-1قانون حماية انتاج اشباه الموصالت رقم 778لسنة . 1987
The Act on the Protection of Semiconductor Products, Law No. 778 الدنمارك
of 9 December 1987
-2القانون رقم 153لسنة . 1988 Denmark
Law No. 153 of 14 January 1988
أمر /تعليمات حق المؤلف رقم 1911كما عدلت عام . 1988 ( إسرائيل )
The Copyright Ordinance 1911 as amended in 1988 Israel 1988
شهدت المنطقة العربية مؤخرا جملة من دعاوى الملكية الفكرية بخصوص ب رامج الحاس وب
والتسجيالت الصوتية اضافة الى عدد من المنازعات في مي دان االلع اب االلكترونية بمختلف
انواعها ،ويعزى النشاط المتزايد في هذا الميدان الى ما تق رر من تفعيل تط بيق ق وانين حق
المؤلف والى نشاط الشركات االجنبية المترافق مع سياسات تحرير التجارة في السلع والخ دمات
والوفاء باستحقاقات عضوية منظمة التجارة العالمية .
12
قد يعتقد البعض -خطأ – ان دع اوى الملكية الفكرية حديثة ومس تجدة ،لكن الحقيقة انها من
الدعاوى القائمة منذ فجر القرن معتمدة على طائفة من التش ريعات واالتفاقي ات الدولية ال تي
انطلقت مع نهايات الق رن التاسع عشر ،ففي االردن مثال – كما في ع دد من ال دول العربية
المجاورة -ظل قانون حق المؤلف العثماني ساريا اعتبارا من عام 1906الى ان تدخلت الدول
بوضع تشريعات اكثر شمولية في ضوء موجبات االتفاقيات الدولية التي تديرها المنظمة العالمية
للملكية الفكرية – الوايبو – ( وعددها لالن 21اتفاقية ) الى جانب اتفاقيتين لم تنفذا بعد في حقل
حق المؤلف والحقوق المجاورة .وفي عدد من الدول العربية -كاالردن مثال تم الغاء قانون حق
التاليف العثماني واستبداله بتشريعات حماية حق المؤلف ،وشهدت التس عينات موجة تش ريعية
واسعة في المنطقة اعربية ابرز مالمحها اضافة برامج الكمبيوتر وقواعد البيان ات الى نط اق
المصنفات محل الحماية بموجب تشريع حق المؤلف .
وانصبت الدعاوى في السنوات بل العقود السابقة على حماية اصحاب االنتاج المعرفي وتحدي دا
في حقل الكتب والمصنفات الفنية ،وحملت تلك ال دعاوى في نطاقها نكهة ال دفاع عن المب دع
العربي في موطنه العربي ضد االنشطة التي تمثل اعت داء على نت اج عقله من الكتب ومختلف
مصنفات االدب والفن ولم تلبث ان انطفت جذوة ه ذه ال دعاوى لس بب حقيقي واحد وهو ان
قرصنة مثل هذه المصنفات لم يعد بالعمل المجدي لمرتكبه اذا ما انتهج الطريق القانوني الق ويم،
بل ان المستخدم لم يعد يتقبل النسخ المقلدة او المصورة او المستنسخة من المصنفات ما دام سعر
االصل يقارب ان لم يكن اقل من سعر المستنسخ ،بمعنى ان استراتيحيات التس عير والتس ويق
ساهمت وحدها بمحاربة نشاط القرصنة في حقل الكتاب ،مع بقاء استثناءات محصورة في حقل
الكتب االكاديمية وتجارتها التي جاء القانون ليحد منها من خالل وسيلة ال ترخيص االجب اري
الممنوح للسلطة الحكومية حفاظا على االحتياجات الثقافية والعلمية .والنتيجة ان الواقع العربي لم
يشهد الكثير من دعاوى الملكية الفكرية على مدى سنوات ،وال نبالغ ان قلنا ان الق وانين العربية
في هذا الحقل لم تمتحن جميعها في التطبيق لغياب المنازعات في هذا الحقل .
Wاوى المليكة Wذوة دعW انطالقة عصر تحرير الخدمات والتوجه لالقتصاد الرقمي يعيد جW
الفكرية.
بالرغم من انطالق الجهد الدولي المنظم في حقل تحرير التجارة منذ عام 1947الذي شهد والدة
اتفاقيات الجات ،اال ان تحرير التجارة في السلع بقي يواجه معيقات ك برى اهمها ع دم قب ول
الواليات المتحدة طائفة كبيرة من اتفاقيات تحرير التجارة برغم الجوالت التفاوضية السبعة التي
سبقت جولة االورغواي ( ، )1994-1986وفي جولة االورغواي للتفاوض بش ان تحرير
التجارة في السلع ،انتقل العالم الى واقع جديد حين فاجأته الواليات المتحدة بقبول غالبية ما كانت
ترفضه من اتفاقيات في حقل تجارة البضائع ،ولم يكن هذا الموقف خاليا من رؤية اس تراتيجية
للمصالح االمريكية في المستقبل ،بل هو وليد دراسات وتخطيط استراتيجي ساهمت فيه مختلف
الشركات العمالقة متعددة الجنسيات ،حيث اقحمت القوى الغربية في جولة االورغواي – برغم
معارضة الدول النامية – موضوع الملكية الفكرية (اتفاقية تربس) وموضوع تحرير التجارة في
الخدمات ،لجهة خلق واقع جديد يتيح لمالكي المعرفة والكفاءة االفادة من كافة االس واق العالمية
وتعزيز استثماراتهم فيها ،وفعال تحقق هذا الهدف باقرار اتفاقية ت ربس بش ان الملكية الفكرية
ليخلق الول مرة منذ اكثر من مائة عام مركز اخر للملكية الفكرية غير المنظمة العالمية ( الوايبو
) ولتصبح اتفاقية تربس االطار االكثر شمولية لمعالجة كافة مس ائل الملكية الفكرية .واق رت
ايضا اتفاقية تحرير الخدمات ( جاتس ) التي تتيح لمقدمي الخدمة تعامال مماثال للجهات الوطنية
في الدولة وترفع من امامهم معيقات الوصول لالسواق الخارجية .وفي هذا االطار ك ان يتعين
على كل دولة ترغب بعضوية المنظمة ان تقبل هذه االتفاقيات التي تف رض التزام ات تنظيمية
وتشريعية من بينها ان تتواءم تشريعاتها في حقل الملكية الفكرية مع اتفاقية تربس .
13
وفي هذا االطار شهدت الدول العربية موجة واس عة من تع ديل التش ريعات القائمة او وضع
تشريعات جديدة ،واحدثت ثورة حقيقة في النظام القانوني للملكية الفكرية في الوطن الع ربي ال
تزال مالمحها غير واضحة ،فاذا ك انت الخطط المعلنة هي تعزيز الملكية الفكرية الس تجالب
االستثمار االجنبي باعتبار ذلك من االمور المرغبة لجهات االستثمار واحيانا من مطالبها ،ف ان
حركة االستثمارات االجنبية في االسواق العربية ال تشير الى تحقق هذا الغرض ب الرغم من ان
دوال عربية اقرت تشريعات تحمي الملكية الفكرية اكثر نضجا وش مولية مما هو ق ائم في دول
اجنبية .وبنفس الوقت ظه رت في الواقع العملي ظ اهرة نش اط الش ركات االجنبية لتنظيف
االسواق العربية مما يسمونه خطرا على استثمارتها ونقصد بذلك ما يثار حول مخاطر القرصنة
،ولم تكتف هذه الجهات بالخطط الحكومية الطموحة لتحقيق هذا الغرض ،فباشرت بذاتها حملة
تق اض – هي حق لها من الوجهة القانونية ومن وجهة نظر العدالة – مترافقة مع حملة تع ديل
التشريعات الى المدى التي ظن البعض اننا امام تشريعات جديدة وان حماية ب رامج الحاس وب
انطلقت مع هذه القوانين ،مع ان الحماية مقررة منذ نحو عشرة سنوات .
3-2النطاق القانوني لحماية برامج الكمبيوتر وقواعد البيانات في البيئة العربية .
تتضمن قوانين حماية حق المؤلف العربية عموما النص على حماية الكتب والكتيبات وغيرها
من المواد المكتوبة ،والمصنفات التي تلقى شفاها كالمحاضرات والخطب والمواعظ ،و
المصنفات المسرحية والمسرحيات الغنائية والموسيقية والتمثيل االيمائي ،والمصنفات الموسيقية
،و المصنفات السينمائية واالذاعية السمعية والبصرية ،واعمال الرسم والتصوير والنحت
والحفر والعمارة والفنون التطبيقيــــة والزخرفية ،و الصور التوضيحية والخرائط
والتصميمات والمخططات واالعمال المجسمة المتعلقة بالجغرافيا والخرائط السطحية لالرض ،
وبرامج الحاسوب ( كما في طائفة منها ) وفي اعقاب سريان اتفاقية تربس في عدد من الدول
العربية اصبحت الحماية تمتد الى البرمجيات سواء كانت بلغة المصدر أو االلة ،اضافة الى
حماية ما يمكن ان يسمى قواعد المعلومات المجمعة وتحديدا حماية طريقة التجميع سواء اكانت
بطريقة تقليدية أم آلية ( قواعد البيانات ) .وذلك للتوافق مع متطلبات المادة 10من اتفاقية
تربس العالمية ( اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية )
وتحمى برامج الحاسوب وقواعد البيانات وفقا لقوانين حق المؤلف – بوجه عام -طيلة حياة
المؤلف ولمدة خمسين عاما بعد وفاته ،ويوجه خبراء التقنية والقانون الدوليين انتقادا لمدة الحماية
هذه باعتبارها طويلة ال تتناسب مع الطبيعة المتغيرة والمتسارعة للبرمجيات واستغاللها لمدد
قصيرة ،أما إذ كان مالك حقوق المؤلف شخصا معنويا -وهو الفرض الغالب بالنسبة
للبرمجيات ،فان مدة الحماية تقل عن مدة حماية حقوق االشخاص الطبيعين كما في عدد من
قوانين الدول العربية .
وتشمل الحماية الحقوق المعنوية للمؤلف والحقوق المالية الستغالل المصنف وهي حماية
استئثارية للمؤلف وحده يمنع بموجبها أي استغالل أو استعمال يضر بمصلحة المؤلف ،
وتعطي للمؤلف وحده الحق في استنساخ مصنفه واجازة استعماله ،وفقا لشرائط تقررها القوانين
العربية في هذا الحقل تتصل بمباشرة حقوق المؤلف ونطاق االستغالل ومحتواه ،تنص الوانين
ايضا – على تباين بينها – على استثناءات معينة ترد على مباشرة حقوق المؤلف ،وال تعد من
قبيل التعدي ،مثالها اجازة استخدام المصنف دون اذن المؤلف أو مالك الحق في معرض تقديم
المصنف عرضا أو القاءا خالل اجتماع عائلي أو في مؤسسة تعليمية أو ثقافية أو اجتماعية على
سبيل التوضيح أو االستعانة بالمصنف الغراض شخصية بعمل نسخة واحدة دون تعارض مع
االستغالل العادي ،واستعماله في االيضاح التعليمي واالستشهاد بفقرات منه في انتاج ووضع
مصنف آخر .
14
ومن اكثر التحديات في حقل االستثناءات مفهوم االستعمال الشخصي للمصنف ومداه ونطاقه
اضافة الى االشكاالت المتصلة بمدى ونطاق االستثناء الخاص باستخدام المصنفات لغايات علمية
او بحثية او في معرض االستعمال العارض .
وتجيز بعض القوانين للسلطات اصدار امر بالترخيص االجباري للمصنف االجنبي رغما عن
مالكه لجهة واعادة انتاجها وبيعها بالسعر المساوي لمثيالتها في السوق او السعر العادل ضمن
ضوابط وشروط يراعى فيها تعويض مؤلف المصنف أو صاحب الحق عن هذا الترخيص
االجباري .وتتبع الدول طريقة الترخيص االجباري حماية الحتياجات المجتمع والعملية التعليمية
،وتتباين المواقف حول نطاق الترخيص االجباري إذ يحدد القانون عادة المصنفات القابلة لمثل
هذا االجراء ،وهو أيضا اجراء هام لمواجهة سياسات االحتكار ومنعا للتحكم في رواج الفائدة
المتوخاة من المصنف.
وبسبب االثر الذي احدثته اتفاقية تربس ،لم يعد شرط ايداع المصنفات مطلوبا لغايات الحماية
القضائية ،وهو ما ادى الى تعديل عدد من تشريعات حق المؤلف العربية لتعكس هذا الحكم كما
ان التشريعات الحديثة منها نصت ايضا على عدم اشتراط االيداع .
بالرجوع للدراسات المقارنة والتطبيقات القضائية الشهيرة يظهر ان تحديد مفهوم البرنامج
ونطاقه خلق إشكاليات عديدة ،اولها ما اذا كان إعادة انتاج البرنامج باقتباس اجزاء منه ،أو
باستخدام طريقة الهندسة العكسية أو باتباع وسائل برمجية ( معنوية ) غير المتبعة في انتاجه
اصال ،يعد من قبيل النسخ غير المشروع أو التقليد ،ويتفق القضاء على ان التقليد أو النسخ
لكامل المنتج بغرض االستغالل المالي ال يثير اشكاال في التطبيق ،لكن ما يثير االشكال اقتباس
الخوارزميات المحتواة ضمن البرنامج ،ومرد ذلك ان القضاء االجنبي في معرض نظره
لدعاوى حقوق المؤلف على البرمجيات اتسق مع احكام االتفاقيات الدولية بشأن عدم شمول
الخوارزميات والحقائق للحماية ،وهذا ما يعني ان االقتباس فيما ال يتجاوز النسخ الجزئي
وطريقة الهندسة العكسية المتبعة في إعادة بناء البرنامج تخضع لمعايير معينة قبل القول بحصول
النسخ أو االعتداء على حق المؤلف .
ويثور االشكال أيضا بالنسبة لحماية لغة البرمجة ،وتعديالت استخدام برامج التشغيل للتوافق مع
بيئات العمل التقني أو لجهة اصالح اخطائه ،ومفهوم ان الشائع في حقل القرصنة بالعموم انما
هو برمجيات التشغيل الشهيرة وبرامج التطبيق الشائعة ،لكن االشكال يثور حول النسخ
التجريبية التي يزود بها المستخدمون ،فهي ليست المصنف النهائي المثبت ملكيته ،ويثبت ذلك
بالمعايير الفحصية عبر الخبرة ،ومعلوم ان الشائع والسائد في الدول النامية النسخ التجريبية
التي يتلقاها في وقتنا الحاضر معظم المستخدمون عبر شبكة االنترنت أو حتى من بائع االجهزة
بحصوله عليها من الوسائط التي تمأل العالم ضمن سياسات الترويج االعالمي التي اتبعتها
وتتبعها المؤسسات المنتجة للبرمجيات .وفي هذا الصدد نشير الى ان عددا من الدعاوى قد
اقيمت على عدد من المحال بخصوص االلعاب االلكترونية ،وان عددا من هذه الدعاوى قد استند
الى ضبط برمجيات تتضمن العابا غير مصرح ببيعها ليتبين بالخبرة الفنية واحيانا ( تغيب هذه
الحقيقة ) ان هذه البرمجيات ال تضم اكثر من نسخة دعائية للعبة او (ديمو) مصغر او نسخة
تجريبية ،مما ينفي ارتكاب المخالفة لقانون حق المؤلف ،باعتبار ان الشركات االجنبية تروج
طويال لمنتجاتها قبل طرحها فعليا في االسواق ،وغياب المعرفة التقنية وحقائق البرمجيات
يستغل من البعض في االيهام بان النسخ التجريبية او الدعائية نسخ مقرصنة .وهذه مسالة ال
15
تحسمها غير الخبرة المؤهلة ،ال في حقل التقنية فقط ،بل في حقل االعمال وتجارة سوق التقنية
التي تنطوي على سياسات واستراتيجيات يتعين على جهات الخبرة والقضاء والمحاماة معرفتها
سيما انها اصبحت في متناول اليد من خالل مواقع هذه الشركات على سبكة االنترنت .
شرط ملكية الحق اساس الدعوى وال دعوى دون توفر الصفة في التقاضي -:
ان حماية أي المصنف توجب ان يثبت الحق بملكيته لطالب الحماية ،سواء تعلق اجراء الحماية
بالمطالبة المدنية ( الدعوى المدنية بشقيها الموضوعي والطلبات المستعجلة ) أو الدعوى
الجزائية ( الشكوى ) أو االجراء االداري عبر مكتب الحماية .وشرط ثبوت تملك الحق
المعنوي أو حق االستغالل المالي ،شرط مصلحة وصفة ،بل انه ابتداء عنصر رئيس لتفعيل
عمل نصوص الحماية ،بمعنى انه الشرط الموجب لقبول الدعوى ،فال دعوى دون ان يثبت
زاعم االعتداء انه المالك الحقيقي والقانوني لحقوق المؤلف على المصنف ،وهذه من اكثر
االشكاالت التي تواجه دعاوى الملكية الفكرية في الساحة العربية ،فااليداع لم يعد متطلبا وفقا
التفاقية تربس وقد اعتقدت العديد من الجهات ان ذلك يعفيها من اثبات الملكية او انها جهات
شهيرة الى مدى يعرف القاضي انها المالكة للحق على برنامج ما ،وهذا ليس صحيحا ،اذ على
فرض صحته فان القاضي ال يحكم بعلمه عوضا عن ان مباشرة حقوق حماية المصنف تتطلب ان
تتم وتتم فقط من المؤلف وحده الذي منح حق الدفاع عن مصنفه ،وتصبح المشكلة اكثر تعقيدا
عندما يتصدى لرفع الدعوى وكيل عن مالك الحق ،وما لم تثبت وكالته القانونية انه وكيل
بالخصومة وبنوع هذه الخصومة فانه ال وجه لقبول الدعوى ابتداء .ويشترط ان يثبت ملكية حق
الخصومة والتقاضي لمن يباشر دعوى أو طلب الحماية عندما ال يكون هو المؤلف أو المتنازل
اليه من المؤلف مباشرة عن حق االستغالل المالي ،أما ذا كان طالب الحماية باالجراء المعين
وكيال أو موزعا فانه ال يملك غير المقاضاة المدنية بما تعرض له هو بصفته هذه ،ال بما تعرض
له مؤلف المصنف أو مالك الحق فيه ،الن نطاق وصحة المطالبة تتحدد بسببها ،فان امتد سبب
المطالبة الى ادعاء االعتداء على حق المؤلف فهو -اي المؤلف وحده -من يحمي الحق أو من
يحق ان يوكل غيره في الخصومة القضائية لهذه الغاية تحديدا ،وكل ذلك مرهون بنصوص
عقود واتفاقيات الوكالة والرخص ،وهو ما يدعونا في هذا المقام للتنبيه الى ان كثيرا من
المؤسسات كانت محال لتعاقدات غير عادلة مع االطراف االجنبية بسبب عوامل كثيرة اهمها
مدى كفاءة المفاوض وعدم توفر المشورة القانونية المؤهلة المتخصصة في هذا الحقل الهام .
لقد وقعت العديد من الشركات والمؤسسات العربية ضمن نطاق تاثير الموزعين والوكالء بل
وسماسرة السوق ،وتعرضوا لاليهام بان اوضاعهم القانونية مخالفة للقانون مع ان وضعهم
القانوني قد يكون سليما وال غبار عليه ،ومثال ذلك اعتبار مؤسسة ما غير مرخصة مع انها تملك
اجهزة حواسيب ذات ماركات عالمية منتجة من شركات عقدت اتفاقيات داخلية مع جهات انتاج
البرامج تعتبر بموجبها اجهزتها مرخصة حكما حتى لو لم تتحقق معايير الترخيص المقررة لدى
جهة انتاج البرامج .ومثال أخر اعتبار حائز التسجيالت التي سبق له شراؤها من احد الوكالء
السابقين مخالف للقانون الن وكالة الوكيل التجارية تحظر عليه ابقاء اي مخزون لدى التجار في
نهاية مدة وكالته ،فيخل بالتزامه ويعرض التجار للمسؤولية امام الوكيل الجديد الذي ال يفترض
غير ان التاجر قد نسخ مصنفاته دون اذن .
ومثال ثالث استغالل عدم معرفة العديد من المؤسسات بانها مرخصة اصال لعدم معرفتها بماهية
الرخصة ذاتها ،واشير في هذا المقام الى ان االسواق العربية تشيع فيه ممارسات من قبل بائعي
16
االجهزة التقنية (مارسات السوق ) من ضمنها مثال تنزيل نسخة واحدة من البرنامج عن قرص
واحد على عدد من االجهزة رغم ان المشتري كان قد اشترى عددا من البرمجيات المرخصة
يساوي عدد االجهزة ،بحيث تظهر كافة االجهزة محملة بنفس رقم البرنامج فتتعرض التهامها
بنسخ البرنامج على اجهزتها ،مع ان الواقع غير ذلك .ومن الممارسات ايضا عدم ارسال كتيب
الرخص من قبل البائع على اعتبار انه كتيب تعليمات لتتفاجأ الشركة بعد ذلك انها غير مرخصة
النها لم تحضر رخص برمجياتها من البائع الذي يكون قد اودعها مخزنه او مستودعا ما او ربما
اعتبرها من مخلفات االجهزة كعبوات التغليف والكتيبات فاتلفها او القاها الى حيث يلقي مخلفاته
غير الهامة .ومثل هذه الممارسة قد تتم من الشركة المشترية التي ال تعير الكتيبات واالدلة
واالوراق المصاحبة للجهاز اهتماما كافيا او ال تعير اهمية لالحتفاظ بالرخص في موضع يمنع
فقدها وضياعها .
ومن المخاطر الحقيقة لعدم الوعي السائد بشان التراخيص استغالل البعض لهذه الممارسات التي
ال دخل للمستخدمين بها بسبب غياب المعايير والمواصفات التقنية وغياب استراتيجيات تنظيم
السوق التقني في البيئة العربية ،واوضح مثال على ذلك ان بعض الجهات التقنية تعتبر المستخدم
غير مرخص الستخدام برنامج معين حتى لو ابرز الرخصة المطابقة نوعا وتاريخا للبرنامج
لكنها ال تتطابق مع البرنامج من حيث رقم المنتج ،اذ قد يختلف رقم البرنامج الموجود على
الجهاز مع رقم المنتج الوارد على الرخصة السباب كثيرة ،منها – كما ذكرنا – ان بعض
الجهات تقوم بانزال البرنامج على عدة اجهزة عن قرص واحد لتوفر وقت انزال كل برنامج من
القرص الخاص به وباعتبارها جميعا نسخا متطابقة عن البرنامج .او قد يتم محو القرص
الصلب بكامله لغايات الصيانة او التطوير فال تراعي جهة الصيانة تنزيل النسخة الموجودة عند
العميل وتنزل من طرفها نسخة عن ذات البرنامج فيختلف الرقم ،وقد يختلف الرقم الي سبب
آخر باعتباره من الناحية التقنية قابل للتغيير بتدخل شخصي او نتيجة عمليات مؤتمة مما يجعل
الرقم مغايرا للرقم الموجود على الرخصة ،وهذا ال يعني ان المستخدم غير مرخص له باستخدام
البرنامج ،الن رقم المنتج ليس معيارا للترخيص وال هو متطلب له ،والمعيار فقط توفر وثيقة
الرخصة ذاتها المطابقة للبرنامج نوعا وتاريخا فقط ،اذ ال يعتد بما يقبل التغييركالرقم وال اهمية
له وال دور يقوم به من ناحية الترخيص ،وهو موجود فقط لتسهيل عميالت الدعم والصيانة
( للمسجلين لدى الشركة المنتجة فقط مع االشارة الى ان التسجيل اختياري وليس متطلبا قانونيا
لصحة االستخدام) او يستخدم الرقم داخل المنشأة لغايات التوثيق وصرف العهدة على
المستخدمين عند تعددهم .
لهذه الممارسات التي ننشأت عن تشوه سوق التقنية وغياب المعايير والمواصفات على مدى
السنوات السابقة ،علينا جميعا ان نعيد التفكير بشعار مكافحة القرصنة الذي يتعين ان يسبقه
معرفة حقيقة وسليمة بالواقع المعاش وباستراتيجيات جهات الترخيص واالنتاج ،فمن مصلحة
المنتج ان يعتبر اي فعل من قبيل االعتداء على فرص ربحه ،لكن من حقنا ايضا ان نعرف ما اذا
كان فعال يعتمد على استراتيجية تتفق والقانون القائم ،ام انه يتحدث عن نظامه القانوني
واستراتيجياته التي يرغب ان تكون قانونا لكنه ال يملك ذلك في ظل اعتبارات السيادة الوطنية.
ان االتفاقيات الدولية وبقدر ما منحت المبدع حقوقا على نتاج ابداعه بقدر ما حمت المستهلك من
التضليل وااليهام ،وعلينا ان ندرك ان ايفاءنا بالتزاماتنا تجاه الغير – وهو امر مطلوب
ومرغوب لدينا بسبب التركيبة االجتماعية والثقافة لسائدة في مجتمعنا – يتعين ان يرافقه تمسكنا
بحقوقنا التي تنطلق اوال من المعرفة والوعي بالحدود الفاصلة بين الحق وااللتزام في هذا الحقل.
ان الموضوعية تقتضي منا االشادة العالية باتجاهات القضاء في هذا الحقل ،حيث اظهرت بعض
الوقائع العملية ان القضاء يعتمد على نفسه اوال وعلى خبرات فنية يقلبها بعناية للوصول الى
الحقيقة ،ففي قرار صادر عن محكمة االستئناف االردنية [محكمة استئناف عمان في الدعوى
رقم 1313/2000تاريخ ] 18/5/2000بوصفها المرجع القضائي االخير للطلبات المستعجلة
17
قضى فيه ببطالن ضبط تسجيالت صوتية ،قررت المحكمة اخضاع كافة الضبوط في ميدان
الملكية الفكرية الى شرائط القانون ووالحكم بعدم قبول اي ضبط دون خبرة قاطعة بحصول
السلوك الجرمي من الشخص المنسوب اليه الفعل بذاته ،وينظر القضاء لالمر بكل عناية
وموضوعية .وقد اظهرت الدعاوى المنظورة وعدد من المفصولة حتى االن اتجاها قضائيا يقوم
على تمحيص الحقائق الى ابعد مدى لتبين الحقائق حول التراخيص سيما في ظل تنوعها وفي
ظل ما يعلن على المأل من امكان الترخيص الالحق للبرامج القائمة ،بل في ظل صفقات
الترخيص المسماة ( التواؤم مع متطلبات القانون) فهي – ونحن لسنا ضدها على االطالق بل
نشجعها -تثير من الوجهة القانونية التساؤل حول بعض الخبرات الفنية التي ال تقبل تراخيص
بزعم مخالفتها لمعايير مقررة لدى جهات الترخيص التي هي الشركات االجنبية المنتجة ذاتها ،
كالمغايرة بين رقم الرخصة والبرنامج مع انه غير متطلب ابتداءا ،واالساس – كما ذكرنا -
التطابق بين الرخصة ونوع البرنامج وتاريخ تنزيله ،فجهات الترخيص عند عقد الصفقات تكيف
معاييرها لتمرير صفقاتها التجارية ،لكنها في ساحات القضاء قد تتمسك بمعاييرها هي لضمان
مركز افضل امام القضاء .ومن هنا فان كافة الخبراء الفنيين العرب مدعوون للتعامل الدقيق
والحذر مع الحاالت المكلفين بها ،الن العلم ال يقبل التطويع لحساب سياسات نفعية ،والقضاء
يبذل كل جهد للوصول الى الحقائق الموضوعية ،والن كثيرا من المفاهيم تغيب في اوقات
يفترض ان ال تغيب ،وكثير مما يعتقد انه حقيقة علمية ال يعدو مجرد سياسة تسويقية لشركة
مستفيدة او منتفعة .
وفي ميدان البرمجيات ،تثور مشكلة نطاق التراخيص وحجيتها وانواعها المستجدة ،إذ لم تقف
تراخيص التصرف بالبرمجيات واستعمالها عند حد الرخصة المكتوبة الموقعة من طرفيها ،بل
اصبحت البرمجيات تباع كحزم جاهزة في اماكن البيع العام ،تتضمن رخصا نموذجية غير موقع
عليها ،توجب التزام مشتري البرنامج بشرائطها بمجرد فض العبوة ونزع الغالف ،كما ان من
البرامج وتحديدا تلك المشتراة على الخط أو المنزلة والمثبتة عبر الشبكات كاالنترنت واالنترانت
الخاصة بتسويق البرمجيات ما ترتبط فيها الرخصة بقبول الشروط المكتوبة والمنشورة على
الموقع بحيث يصبح الشخص ملزما بمحتواها بمجرد القبول واحيانا االستعمال ،وبعضها
تتضمن الرخصة بشكل الكتروني ضمن مقدمة البرنامج ذاته ،مع مرافقة ذلك باجراءات تسجيل
تتم احيانا بشكل مادي على مستنداتها أو بشكل الكتروني عبر الشبكة ،وال يترتب على عدم القيام
بها في حاالت عديدة آثار على صحة االستخدام في حين ان شروط بعض الرخص تربط صحة
االستخدام باتمام التسجيل وهذه الرخص تثير إشكاليات قانونية في التطبيق توجب التدقيق في
طبيعتها والبت بامر حجيتها في ضوء احكام قانون البينات وتحديده لالدلة المقبولة قانونا .
ان مشكالت عدم االطالع فعليا على هذه الشروط في كثير من الحاالت ،مشكالت عدم معرفة
قواعد االثبات القائمة لهذه الشروط المخزنة داخل النظم كشروط نموذجية تثبت عناصر
والتزامات التعاقد ،لعدم التوقيع عليها وعدم ثبوت توجيهها لشخص بعينه ،وثبوت عدم
مناقشتها بين االطراف ،كل ذلك وغيره استوجب التدخل التشريعي لتنظيم آلية ابرام العقد التقني
أو شروط حجيته وموثوقيته ،سواء نتحدث عن العقد المتصل بالمبيع أو عن رخص االستخدام
بوصفها التزاما بين جهتين .
وتثور أيضا مشكلة رخص الملكية الفكرية المغلفة مع المبيع ،وكذلك ،حقوق الملكية الفكرية
في ميدان النشر االلكتروني خصوصا مع تزايد االستيالء على التصاميم التي يستخدمها موقع ما
،وحقوق الملكية الفكرية على اسماء المواقع ،وعلى ملكية الموقع نفسه ،وحقوق الملكية الفكرية
بالنسبة للعالمات التجارية للسلع ،واالسماء التجارية ،وكذلك حقوق المؤلفين على محتوى
البرمجيات التقنية التي تنزل على الخط أو تسوق عبر مواقع التجارة اإللكترونية ،ان كل هذه
المشكالت التي ضاعفت سطوتها التجارة اإللكترونية استلزمت مراجعة شاملة للقواعد القانونية
الخاصة بالملكية الفكرية وربطها باالنشطة التجارية الدولية في ميدان البضائع والخدمات ،وهي
18
المبرر أيضا القرار اتفاقية تربس العالمية كواحدة من اتفاقيات منظمة التجارة الدولية التي تلتزم
بها الدول االعضاء ،وال نضيف جديدا اذا قلنا ان العديد من الدول ارتجلت قواعد في ميدان
الملكية الفكرية دون النظر الى متطلبات التجارة اإللكترونية ،وهو ما جعل قواعدها ،رغم
حداثة تشريعها ووضعا ،غير متوائمة مع متطلبات التجارة اإللكترونية .
ومن بين مشكالت البت بمشروعية االستخدام ،حالة الترخيص باستعمال برنامج ما لمؤسسة أو
جهة ومن ثم استخدامه من قبل عدد آخر من المستخدمين ،أو استخدامه ضمن نظام يرتبط بشبكة
بين شركاء أو حلفاء المستخدم أو ربما موظفيه عندما تكون االعمال مدارة عبر شبكة انترانت
خاصة ضمن مفهوم وسياسة االعمال اإللكترونية ،ومثل هذه المشكالت تحددها طبيعة الرخص
ذاتها ما اذا كانت لمستخدم واحد متصلة بشخصه -وليس بعدد اجهزته أم لجهاز واحد أم
رخصة جماعية -وهي على انواع متعددة -كما في رخصة الموقع أو رخصة المؤسسة ،ومن
المهم هنا القول ان الرخصة تظل أيضا من العقود التي تخضع لقواعد التفسير ،فان كان
المستخدم يلجا لقواعد القانون للحصول على افضل مركز لدفاعه ،فان مانح حق الترخيص أيضا
يلجا لذات القواعد لتحقيق افضل مركز واثبات حصول االستخدام غير المشروع .
ومن بين إشكاليات الترخيص ،تطلب حصول المستخدم واثباته رخصة استخدام كل نسخة من
نظام التشغيل حتى لو كان النظام قد خضع لتغيير لغة التطبيق ( عبر برنامج الترجمة التقني)
وهذا امر محل نظر باعتبار ان البرنامج لدى حمايته في بلد المنتج أو الحماية الدولية له وفقا
لنظام الحماية الذي اختاره صاحب الحق ،قد ال يكون اكثر من تحديد للمنتج باسمه التجاري
وطبعته ،وبالتالي فان الحصول على هذا الترخيص يتضمن ترخيص كل تطوير له وكل استخدام
لذات البرنامج بعد خضوعه للترجمة في بيئة االستخدام .وبالتالي ال تمتد الحماية للبرنامج
المترجم ما لم يكن بلغته المستخدمة محال للحماية ابتداء ومسجال بهذه الصفة .
ان ابرز مشكالت التعامل مع الرخص غياب المعرفة بانماطها وتحديد مدى الصحة من عدمه
ولعل هذا ما دعا مختلف الدول العربية لعقد عشرات البرامج التوعوية والتدريبية في حقل
التراخيص ،وقد اظهرت هذه البرامج حقائق مذهلة حتى بالنسبة للخبراء الذين لم يسبق لهم
معرفتها ،وهذا يضع مجتمعنا وكل الجهات العاملة في حقل الملكية الفكرية تحد علينا تجاوزه
بكل فعالية ،وهو التاهيل الصحيح البعيد عن الغرض لموضوع التراخيص منطلقين من حاجة
الوطن ومؤسساته لبناء نظام تراخيص تفاوضي ومعرفي وقانوني وتنظيمي فيه الصالح الوطني
عمادا وعنوانا .
ثبوت اركان الجرم على نحو ما حدده القانون فقط وبدليل مشروع
مما يثار في حقل اشكاالت الدعاوى الجزائية المتعلقة بالمليكة الفكرية ،المفاهيم العامة التي
تطلق في االتهام احيانا وحتى في الدفاع من قبل بعض جهات الدفاع ،كالقول ان الدعوى تقوم
على فعل مخالف لقانون حق المؤلف في حين ان القانون الجزائي ال يعمل وفق هذه العمومية
المرفوضة بموجب مبدا المشروعية ،واال لكنا نحيل السارق والقاتل والمزور بتهمة واحدة وهي
مخالفة قانون العقوبات .
ان دعاوى المساءلة الجزائية في حقل الملكية الفكرية ،تخضع شأنها شأن غيرها لقواعد
المشروعية الجنائية ،و يتعين ان تثبت عناصر الجرم وفقا لنموذجه القانوني فقط ،وتخضع
ايضا من حيث اثبات المسؤولية لمبدا مشروعية الدليل من حيث مصدره وانتفاء احتماالت الشبهة
والغاية فيمن يعتمد عليه الثبات الجرم .وال تثبت كافة العناصر وكذا ال تقبل االدلة على سبيل
االحتمال ،وانما على سبيل الجزم واليقين شانها شان غيرها من الدعاوى الجزائية ،ويتعين ان
يحدد مرتكبها دون شك ،الن المسؤولية الجزائية شخصية ،والن نطاق مسؤولية االشخاص
المعنوية توجب اثبات قيام ممثل الشخص المعنوي قانونا أو من في حكمه بارتكاب الجرم المتوفر
19
فيه كافة االركان المقررة قانونا ،المادي والمعنوي ووفق النموذج القانوني المحدد في نص
التجريم .
ان القضاء المقارن قد قرر وجوب ثبوت تحقق االستنساخ أو التقليد بمعنى ثبوت مقارفة السلوك
المادي المكون للجريمة وفق ما نص عليها القانون ،وبشكل ال يظهر منه ان محل النسخ واحدة
من عمليات االقتباس أو ما عرف بنسق الهندسة العكسية في بيئة انتاج البرمجيات ،وهذه مسائل
تتطلب الخبرة القانونية والفنية ،وهي لجدتها في ميدان التقاضي تثير عشرات الدفوع والمسائل
الفرعية التي سيكون للخبرة فيها دورا حاسما واساسيا ،مع التأكيد ان الخبير االعلى انما هو
القاضي ،وهو الذي يحكم في المواد الجزائية بقناعته الذاتية ووجدانه المستقى والمستخلص على
نحو سائغ من ادلة الدعوى .
ان محكمة االستئناف االردنية وفي احدث احكامها [الدعوى االستئنافية رقم 207/2001الصادر قرارها
بتاريخ ] 2001 / 21/2في ميدان دعاوى المسؤولية عن قرصنة برامج الكمبيوتر ،حللت بكل دقة
وعمق النصوص الجنائية المقررة في قانون حق المؤلف االردني ،وتوصلت بوضوح الى ان
االنشطة المجرمة في هذا الحقل تنحصر بانشطة االستغالل المالي المتمثلة بالعرض للبيع او
التاجير وفي حدود غرض محدد فقط وهو االستغالل المالي ومن هنا قررت بوضوح ان
االستخدام دون االستغالل المالي ال يعد جرما وفق قانونا ،وانهت نهاية موضوعية وعادلة
واحدة من دعاوى الملكية الفكرية التي طالت واحدة من المؤسسات المالية الكبرى ،وال نبالغ ان
قلنا ان حماية االبداع بكل صوره في ميدان الملكية االدبية والصناعية قام على اساس الموازنة
بين احتياجات المبدع لصيانة ابداعه ومنحه الفرصة (المؤقتة بمدة معينة ) الستثمار نتاج عقله ،
وبين حاجة المجتمع للمعرفة ووسائلها ،هذه الموازنة التي تمنع احتكار صاحب المصنف
لمصنفه وتجيز ترخيصه اجباريا لحماية الثقافة وتلبية احتياجات التنمية والتطور في المجتمع .
واذا كان من حق مالك حقوق اي مصنف ان يحمي ابداعه ،فان من حق مجتمعنا علينا ان ال
تكون هذه الحماية على نحو يمس عناصر تطوره ويخل بميزان التناسب بين الحماية الخاصة
واالحتياجات الجماعية .
حماية البرمجيات بين تطبيق القانون وآثره على الدول النامية -:
البرمجيات حصيلة نشاط عالمي متطور اعلى قيم اإلبداع وقيم االفكار والعقل وتعبر عن االتجاه
نحو التحوالت االستراتيجية في مفهوم محددات راس المال ،ومن هنا كانت وسيلة عبور عصر
المعلومات بكل افرازاته ،لذا هي متطلبة للدولة النامية ،واهم موضوعات مشكلة شمال
المعلومات وجنوبها ،انه التجاذب والتضاد بين مالك المعلومة( البرنامج ) ومستخدمها ،وتقاس
في العصر الراهن درجة التقدم بمقدار امتالك وانتاج المعرفة ،ومن اسف ان الدول النامية
مستهلكة النتاج الدول المتقدمة المعرفي ،مع ان الخوارزميات التي تكتب بها برامج الحاسوب
من وضع عالم الرياضيات العربي (الخوارزمي ) ومنسوبة السمه ،وهو ما يضع الدول النامية
أمام تحد اكبر ان ارادت تجاوز معيقات نمائها ،فالدولة النامية وان كان وجودها الضعيف لم
ينته باستهالك االنتاج المادي للغرب ،فان وجودها الحقيقي مرهون بانتاج معارفها الخاصة
خشية الذوبان المطلق في معارف الغير ،ولعل هذا ما يتعين فهمه من تحديات العولمة ،ودون
الخوض في اشكالية الموقف منها ،ولو ضيقنا مفهومها من حيث البعد التقني الى القدرة على
انتاج المعرفة التقنية ،ونموذجها البرمجيات ،فان معنى هذا اننا بامس الحاجة المتالك ادوات
هذه المعرفة ،واستلهام المميز من معارف االخرين ،ال لتبرير االعتداء على حقوق الغير ،
ولكن ضمن سياسة الحصول على افضل ميزات من منتجي ما نحتاجه من برامج لهذا الغرض .
وقد حققت دول عربية كمصر واالمارات شروطا تفاوضية ايجابية مع اتحاد منتجي البرمجيات
والشركات الدولية الكبرى ،تركزت حول اجازة استخدام البرمجيات ببدالت رمزية أو مخفضة
20
من قيمة بدالتها التسويقية مع حلول للمنتجات الموجودة في السوق وصلت حد سحب غير
المرخص منها وتزويد نسخ مطورة كبديل عنها ،واالتفاق على ما سمي باتفاقات االستخدام
التعليمية أو االنتاجية أو غيرها ،وبكل الحاالت فان المنتج االجنبي مستفيد أيا كانت تنازالته ،
الن قبوله التعاون بشروط لصالح الدولة النامية سيحقق له ضمانة لتطويق انشطة القرصنة وانهاء
اسواقها السوداء وسيساهم في خلق قبول جماعي للتعاطي مع متطلبات نظام الملكية الفكرية .
ان التفاوض مع المنتج االجنبي مترافقا مع تنظيم السوق اراديا وضمن سياسات التعاون على
تخفيف االثار المتوقعة النفاذ نظام الحماية ،ومراعاة احتياجات الدول النامية المعرفية وظروفها
االقتصادية وحاجاتها نحو االتجاه الى صناعة البرمجيات وتطويرها وانمائها ،كل تلك روافع
اساسية لتطبيق القانون ،دون ان نتناسى ان الحديث عن القرصنة يجب ان يوضع في اطاره
الموضوعي والواقعي دون مبالغة .
ان نماء استخدام االنترنت يضع اصحاب الحقوق على البرمجيات في تحد هائل ،وتطور اسواق
القرصنة عالميا عبر الشبكة وعبر وسائل ال تطالها القانون في كثير من االحيان يجعلها مدركة
لطلبات الدول النامية المشروعة سيما وان استخدام التقنية حصيلة لسياسات ضخ المنتجات
لالستهالك في الدول النامية ،وهي سياسات لم تخترها هذه الدول وإنما ارادتها الشركات
المنتجة ،لذا ليس صعبا ان تسمع متطلبات االنفاذ السلس والصحيح لنظم الحماية لمنتجاتها .
وما نقوله في هذا المقام ليس مطالبات أو منح انما التزام قررته االتفاقيات الدولية ذات العالقة ،
واال ما تفسيرنا لمبدا الدولة االولى بالرعاية ومبدا منع االحتكار ورفض السياسات االغراقية ،
ومباديء حماية المنتج الوطني ،ومباديء حظر قيود الملكية الفكرية كلما كانت ذات اثر سلبي
على انماء حركة التجارة ،وغيرها الكثير من المباديء التي اقرتها اتفاقيات التجارة الدولية
وغيرها ،فاذا كان انفاذ هذه االتفاقيات يوجب تنفيذ الدولة النامية اللتزاماتها فان ما طالبت به
الدول النامية في ملتقيات التفاوض الدولية انما هو التفعيل المتوازي لهذه المباديء عند انفاذ
وتفعيل قواعد ومتطلبات االلتزام .
اننا في العالم العربي نتجه نحو سياسات طموحة وهامة في حقل تقنية المعلومات وصناعة
البرمجيات ،وهذا يطرح تحديات كبرى امامنا ال تقل عن تحدي تهيئة فرص االستثمار ،ولعل
ما نرى اهميته االولى -بعيدا عن التعارض في الموقف من نظام الحماية -تنظيم سوق
البرمجيات والخدمات التقنية ،الن مثل هذا التنظيم يتيح اعتماد المعايير والمواصفات ويتيح
اشاعة قواعد مهنية تحدد السلوك التجاري ويتيح سهولة تحقيق القطاع لمتطلباته في التفاوض مع
الجهات الدولية واالقليمية ،ومن هنا ندعو الى وقفة اكثر جدة لجهة تنظيم القطاع وتحديد
متطلبات نموه وتطوير ادائه ،فالتنظيم رافعة من روافع انفاذ القانون بشكل ارادي مقبول للكافة
وفوق ذلك اهم روافع إنجاز مكاسب جماعية للوطن كله في العالقة مع االطراف االخرى .وهو
الوسيلة لحل مشكالت القطاع بين مالكي الحقوق ومستخدمي المنتجات والعاملين في تسويقها .
21