You are on page 1of 34

‫مجلـة الرواق للدراسات االجتماعية وإالنسانية‬

‫املجلد ‪ / 70‬العـــدد‪ ،(2721) 71 :‬ص ‪52 037-‬‬ ‫‪EISSN 2602-6767ISSN: 2437 - 0363‬‬

‫حماية حق املؤلف في املؤلفات متعددة الوسائط في‬


‫التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬
‫‪Copyright Protection in Multimedia Literature in National Legislation and‬‬
‫‪International Conventions.‬‬
‫كنزة مباركي‬
‫كلية علوم إالعالم واالتصال ‪ -‬جامعة الجزائر ‪( 3‬الجزائر)‪mebarki.kenza@univ-alger3.dz ،‬‬
‫تاريخ النشر‪7572/50/73 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪7572/50/52 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪7572/50/72 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يطرح ال بحث إشكالية حماية حق املؤلف في املؤلفات متعددة الوسائط في التشريع الجزائري‬
‫واالتفاقيات الدولية‪ ،‬في ظل التحديات القانونية ولالخالقية إاا النشر والتداول الواسعن للمتت‬
‫الفكري ولادبي والفني في البيئة الرقمية دو مراعاة حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ .‬ونظرا‬
‫لخصوصية املؤلفات الرقمية املتتجة بصيغة الوسائط املتعددة؛ يمكن وصف مسألة تصنيفها‬
‫وحمايتها بالصعبة مع ما تطرحه إالنترنت الي وم من سهولة في النشر والتصفح‪ .‬واعتم دنا على املتهج الوصفي‬
‫التحليلي املتاسب لتحقيق أهداف البحث الرامية إلى التعرف على توافق القوانن واالتفاقي ات الدولي ة والتش ريع‬
‫الجزائري مع التطور التكتولوجي في مجال توفنر الحماية القانونية لحقوق التأليف في‬
‫املصتفات الرقمية‪ ،‬وال سيما املؤلفات متعددة الوسائط‪ .‬كما استخدمتا أداتي املالحظة والتحليل‬
‫الوثائقي للقوانن واملراجع والدراسات التي تت اولت املوضوع‪ .‬وتوصل البحث إلى أ حقوق املؤلف‬
‫والحقوق املجاورة في مصتفات الوسائط املتعددة لم تحظ بالعتاي ة واالهتمام ال دقيقن في االتفاقي ات الدولي ة‬
‫وفي التشريع الجزائ ري وال سيما المر ‪ 50/53‬املتعلق بحق املؤل ف والحقوق املجاورة‪ ،‬وق دمتا مقترحات‬
‫أهمها؛ ضرورة تحين الترسانة القانونية التاظمة ملجال امللكية الفكرية في البيئة الرقمية بما‬
‫يكفل حق املؤلف والحقوق املجاورة بشكل عادل ومتصف‪ .‬ودعوة املشرع الجزائري إلشراك‬
‫متخصصن في مجال التكتولوجي ات الحديث ة‪ ،‬والتطبيق ات الرقمي ة وتطبيق ات الوس ائط املتعددة‪ ،‬والوس ائط‬
‫املتعددة التفاعلية للوصول إلى تحدي د الطبيعة القانوني ة لهذه املصتفات بشكل دقي ق حتى تكف ل حق وق امل ؤلفن‬
‫بصفة عادلة تضع حدا أمام استغالل مصتفاتهم على شبكة االنترنت بصفة غنر‬
‫قانونية والألخالقية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬حق املؤلف؛ حقوق مجاورة؛ مصتف رقمي؛ ملكية فكرية؛ وسائط متعددة‪.‬‬

‫‪036‬‬
‫ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬D‫لؤلف في امل‬D‫حماية حق ام‬

Abstract:
The research raises the problem of copyright protection in multimedia literature in
Algerian legislation and international conventions, given the legal and ethical challenges to
the widespread dissemination, circulation of intellectual, literary and artistic product in the
digital environment without regard to copyright and related rights. Given the specificity of
digital multimedia literature, the issue of classifying and protecting them can be described
as difficult with the ease of publishing and browsing that the Internet poses today. We
have relied on the appropriate analytical descriptive approach to achieve research
objectives aimed at identifying the compatibility of international laws, conventions and
Algerian legislation with technological development in providing legal protection for
copyrights in digital works, particularly multimedia literature. We also used my observation
tools and documentary analysis of laws, references and studies on the subject. The
research found that copyright and related rights in multimedia works did not receive
careful attention and attention in international conventions and in Algerian legislation,
particularly copyright and related rights, and we made proposals: the legal arsenal
governing the intellectual property field in the digital environment must be revived to
ensure copyright and neighboring rights fairly and equitably. The Algerian legislator's call
for the involvement of specialists in modern technologies, digital applications, multimedia
applications and interactive multimedia to reach out to determine the exact legal nature of
these works in order to ensure the rights of authors fairly puts an end to the illegal and
immoral exploitation of their works on the Internet.
Keywords: Copyright; Neighboring rights; Intellectual property; Digital work; Multimedia.
‫*املؤلف املرسل‬

6
‫كنزة مباركي‬

‫‪ 1.‬مقدمة‪:‬‬
‫بعد انتها الحرب العاملية الثانية‪ ،‬جا ت ثورة الحاسب آاللي لتكو أول الثورات‬
‫املؤسسة للبنية التحتية الولية للقطاعات الحكومية والصتاعية املعلوماتية وملختلف‬
‫القطاعات االجتماعية‪ .‬وبالتوااي معها‪ ،‬في الحقبة التاريخية نفسها‪ ،‬جا ت ثورة‬
‫)الشيمي‪ ،1990،‬ص )‪ ،22‬وهكذا تأثر‬ ‫املعلومات‪ ،‬لتلحق بهما سريعا ثورة االتصاالت‬
‫العالم بشكل كبنر بما حملته هذه الثورات الثالث من تغينرات شاملة‪.‬‬
‫وتغنر إثر ذل ك نمط التواصل واالتصال‪ ،‬والنشر والتوايع ملختلف املتتجات ذات‬
‫املضمو ال فكري‪ ،‬الثقافي‪ ،‬الترفيهي وغنر ذلك‪ .‬ونقلت التكتولوجيا الحديثة وتقتيات النشر‬
‫إاللكتروني املؤلفات واملصتفات الدبية والفتية إلى البيئة الرقمية‪ ،‬وأصبح نشر وتداول‬
‫وتصفح واستغالل هذه املصتفات بأشكال النشر إاللكتروني املختلفة؛ إلكترونيا‪ ،‬رقميا‪،‬‬
‫افتراضيا‪ ،‬على الخط وتفاعليا‪ ،‬مع التشديد على االلختالفات الجوهرية بن كل هذه‬
‫الشكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد ش كل هذا التحول متعطفا جديدا لواقع النشر الدبي والفني من جهة‪ ،‬وملسألة‬
‫ُ‬
‫امللكية ال فكرية ولادبية والفتية من جهة ألخرى‪ .‬غنر أنه ط ِر َحت الكثنر من إالشكاالت‬
‫املتعلقة تب غطية التصوص التشريعية ملختلف الجوانب املر بت طة بحماية امللكية الفكرية‬
‫في املدلخالت الرقمية الجديدة‪ ،‬فكثنرا ما وصفت هذه التصوص بالقصور في إالحاطة‬
‫قانونيا بأنوا ٍع مستحدثة من املصتفات الرقمية على غرار الوسائط املتعددة التي ال تزال‬
‫القوانن التي تشملها بالحماية بحاج ٍة للتعديل واملراجعة حتى تكو أكثر مرونة واستيعابا‬
‫لحقوق املؤلف‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫إشكالية‬
‫لم يعد للتأ يل ف الدبي وإالبداع الفني صلة وثيقة بالشكل والتمط التقليدين فيما‬
‫نعيشه ونعايشه ونشهده في العصر الحالي الذي يعرف حتمية التحول الرقمي‪ ،‬فقد امتثل‬
‫كل ما له عالقة بالنشاط إالنساني (الفكري‪ ،‬الفني‪ ،‬الدبي‪ ،‬العلمي‪ ،‬ال تجاري‪ ،‬الخدماتي‪،‬‬
‫الترفيهي) الشتراطات التكتولوجيات الحديثة‪ ،‬والتحق كل ذلك بالبيئة الرقمية والعالم‬
‫االفتراض ي إنتاجا‪ ،‬توايعا وتل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ق‪ .‬واتساقا مع ذلك‪ ،‬أصبحت امللكية الفكرية عام ة‪ ،‬وامللكية الدبية والفتية لخاص ة‬
‫لخاضعة الشتراطات التكتولوجيا الحديثة‪ ،‬وترتب عن ذلك‪ ،‬ضرورة مراجعة املتظومة‬
‫القانونية وتكييف املصتفات الجديدة التي نشأت في الب ئي ة الرقمية والحقوق املرتبطة بها في قوانن‬
‫حماية حق املؤلف والحقوق املجاورة‪ .‬فمع ما تطرحه إالنترنت اليوم من سهولة‬
‫في النشر والتصفح؛ ثت ار تحديات قانونية وألخالقية إاا النشر والتداول الواسعن للمتت‬
‫الفكري ولادبي والفني في البيئة الرقمية دو مراعاة حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪.‬‬
‫إ مجال حق املؤلف والحقوق املجاورة "توسع بصورة هائلة بفضل التقدم‬
‫التكتولوجي الذي شهدته مختلف العقود اللخنرة والذي أدى الى استحداث وسائل جديدة‬
‫لنشر االبداعات بمختلف طرق االتصال العاملية مثل البث عبر الساتل أو القراص‬
‫املدمجة‪ .‬وكا توايع املصتفات عبر شبكة انترنت آلخر وجه للتطور الذي ال يزال ثي نر‬
‫تساؤالت جدي دة ذات صلة بحق املؤل ف‪ .‬وتشارك الويب و عن كثب في الحوار الج اري على‬
‫الصعيد ال دولي بغي ة ارس ا معاينر جدي دة لحماي ة حق املؤل ف في الفضا االلك تروني‪ .‬وت دير‬
‫املتظمة معاهدة الويبو بشأ حق املؤلف ومعاهدة الويبو بشأ الدا والتسجيل الصوتي‬
‫(املعروفتن م ًعا باسم "معاهدتي االنترنت" في كثنرم ن الحيا ‪ ).‬ووضعت هاتا املعاهدتا‬
‫قواعد دولية ترمي الى متع التفاذ الى املصتفات االبداعية أو االنتفاع بها على شبكة‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫االنترنت أو شبكات رقمية ألخرى دو تصريح بذلك"‪( .‬جمعية إالمارات للملكية الفكرية‪،‬‬
‫‪)2721‬‬
‫وتطرح مسألة تجميع قدر من املعلومات املختلفة املحمولة في أكثر من وسيط‬
‫مدمجة في شكل وسائط متعددة إشكالية كبرى عتد التفكنر في تصنيفها كاملة وحتى في تصنيف‬
‫محتوياتها مجزأة وتوصف مسألة حمايتها باملعقدة والصعبة‪ ،‬بالرغم من الجهود‬
‫إلحاطة املصتفات الرقمية وضمنها الوسائط املتعددة بالحماية‬ ‫الحثيثة املبذولة دوليا‬
‫والتصنيف‪.‬‬
‫لقد صدرت بعض التصوص املتظمة لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة في البيئة الرقمية‬
‫في اتفاقية التريبس ‪ ،TRIPS‬ثم تالها التتظيم الوارد في معاهدتي الويبو ‪ WIPO‬الصادرتن عام‬
‫‪ 2990‬واملع روفتن باس م (معاه دتا إالن ترنت) تحت مس مى "معاه دة الويبو بشأ حق‬
‫املؤل ف"‪ ،‬و"معاهدة الويبو بشأ الدا والتسجيل الصوتي"‪ ،‬ول ذلك ف إ الصعوبات العملي ة‬
‫املرتبطة بالتقتيات الحديثة‪ ،‬أو باستخدام شبكة إالنترنت تت جاوا الحلول‬
‫املطروح ة من لخال ل املع اينر‬
‫الدولية‪ .‬و تب ا ً على ما سبق‪ ،‬نحاول في بحثتا هذا تقديم قرا ة للوضع الذي تشهده امللكية‬
‫الفكرية وباأللخص حقوق املؤلف والحقوق املجاورة في البيئة الرقمية‪ ،‬وآلي ات الحماي ة لهذه‬
‫الحق وق ال تي أصبحت تواجه أام ة إالتاحة والت داول اليس نرين دو ض وابط وحدود في‬
‫االنترنت‪ ،‬مركزين في طرحتا على متاقشة إشكا يل ة حماية حق املؤلف في املؤلفات متعددة‬
‫الوسائط في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وبتا ً على ذلك‪ ،‬نطرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫هل ضمن املشرع الجزائري واالتفاقيات الدولية حق املؤلف في املصنفات متعددة‬
‫الوسائط؟‬
‫تساؤالت البحث‬
‫تتفرع عن إشكاليتتا مجموعة من التساؤالت الفرعية نوردها كما يلي‪:‬‬
‫‪ 2.‬ماهي امللكية الفكرية؟ وما معنى حقوق املؤلف والحقوق املجاورة؟‬
‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ 7.‬ماهي املصتفات الرقمية؟ واملصتفات متعددة الوسائط؟‬


‫‪ 3.‬ما هي الطبيعة القانونية ملصتفات الوسائط املتعددة؟ ‪ 4.‬كيف‬
‫نظرت املتظومة التشريعية الجزائرية والدو يل ة للمصتفات متعددة‬
‫الوسائط؟ وماهي أوجه حماية حق املؤلف فيها؟‬
‫أهداف البحث‬
‫يهدف البحث الى الكشف عن لخصوصية املصتفات الرقمية في صيغة الوسائط‬
‫املتعددة‪ ،‬وأهمية تصنيفها وتكييفها في قوانن حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬مع‬
‫إالشارة إلى ما تت سم به هذه الوسائط من صب غة إبداعية بما تحمله من مضامن فكرية‪،‬‬
‫أدبية وفتية مختلفة تم دمجها وتجميعها في وسيط متعدد‪ .‬كما يهدف إلى التعرف على‬
‫التكييف القانوني للوسائط املتعددة في املتظومة التشريعية الجزائرية واالتفاقات‬
‫الدولية‪ ،‬وأوجه حماية حقوق املؤلف فيها‪.‬‬
‫منهجية البحث وأدواته‬
‫يعتمد بحثتا على املتهج الوصفي التحليلي املتاسب لتحقيق أهداف البحث الرامية‬
‫إلى التعرف على مدى تواف ق وتجاوب الق وانن واالتفاقي ات الدولي ة والتش ريع الجزائ ري م ع‬
‫التطور التكتولوجي في مجال توفنر الحماية القانونية لحقوق الت أليف في املصتفات الرقمي ة‪،‬‬
‫وال سيما املؤلفات متعددة الوسائط‪ .‬ويس تعن البحث ب أداتي املالحظة والتحلي ل الوث ائقي للق وانن‬
‫واملراجع والدراسات التي تت اولت املوضوع للوصول إلى نتائ نقدم على‬
‫ضوئها مقترحات حلول الستغال ٍل متص ف للمصتفات الرقمية املعتمدة على برام‬
‫وتطبيقات الوسائط املتعددة على شبكة إالنترنت‪.‬‬
‫تحديد املصطلحات واملفاهيم‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫تعريف حق املؤلف‪ :‬قبل تعريف حق املؤلف‪ ،‬نقوم بتعريف املؤلف أوال؛ إذ يعرفه املشرع‬
‫الجزائري كما يلي‪" :‬يعتبر مؤلف مصتف أدبي أو فني في مفهوم هذا المر الشخص الطبيعي‬
‫الذي أبدعه‪.‬‬
‫ً‬
‫يمكن اعتبار الشخص املعتوي مؤلف ا في الحاالت املتصوص عليها في هذا المر"‪( .‬‬
‫أالمر ‪ 05-03‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪2775).،D‬‬
‫يعتبر مالك حقوق املؤلف‪ ،‬ما لم ثي بت‬‫وتتص امالدة ‪ 23‬من المر ‪ 53-50‬أنه‪" :‬‬
‫لخالف ذلك‪ ،‬الشخص الطبيعي أو املعتوي الذي يصرح باملصتف باسمه أو يضعه بطريق‬
‫ً‬
‫مشروعة في متتاول الجمهور‪ ،‬أو يقدم تصريح ا باسمه لدى الديوا الوطني لحقوق‬
‫املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬املتصوص عليه في املادة ‪ 232‬من هذا المر‪.‬‬
‫إذا نشرا ملصتف بدو اسم مؤلفه‪ ،‬فإ الشخص الذي يضعه بطريقة مشروعة في‬
‫متتاول الجمهور يعد ممثال ملالك الحقوق‪ ،‬ما لم ثي بت لخالف ذلك‪.‬‬
‫إذا نشر املصتف املجهول الهوية دو إالشارة الى هوية من يضعه في متتاول‬
‫الجمهور‪ ،‬فإ ممارسة الحقوق تي والها الديوا الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‬
‫الى أ تي م التعرف على هوية مالك الحقوق‪( .‬أالمر ‪ 03-05‬املتعلق بحقوق املؤلف‬

‫والحقوق املجاورة‪2775).،‬‬
‫تعريف الحقوق املجاورة‪ :‬يرد تعريف الحقوق املجاورة في املوقع الرسمي للمتظمة‬
‫العاملية للملكية الفكرية الويبو كما يلي" هي مجموعة متفصلة من الحقوق التي تكتس ي طابع حق‬
‫ُ‬
‫املؤلف و تمتح لبعض الشخاص أو الهيئات التي تساعد على إتاحة املصتفات‬
‫للجمهور‪ .‬واملستفيدو من الحقوق املجاورة في التشريعات الوطتية هم عادة فتانو الدا‬
‫ومتتجو التسجيالت الصو يت ة وهيئات البث"‪( .‬الحقوق املجاورة‪2021(D،‬‬
‫ويمكن أ يشنر املصطلح أيضا إلى الحقوق املمتوحة ألشخاص أو هيئات ممن تنت‬
‫موضوعا يحتوي على ما يكفي من إالبداع أو املهارة التقتية أو التتظيمية لت برير االعتراف به‬

‫‪6‬‬
‫من لخالل حق مماثل لحق املؤلف‪ ،‬حتى وإ كا ال يستوفي الشروط ل ُيعتبر من املصتفات‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫ضمن أنظمة حق املؤلف لبعض البلدا ‪ .‬وتوضح بعض القوانن أنه ال ينبغي أ تمتزج‬
‫ممارسة الحقوق املجاورة بحماية حق املؤلف وال ينبغي أ تؤثر فيها بأي شكل من‬
‫الشكال‪.‬‬
‫تعريف املصنف الرقمي‪ :‬يعرف املصتف الرقمي بأنه " مصتف إبداعي عقلي ير بت ط بتقتية‬
‫املعلومات‪ ،‬ويتم التعامل معه بشكل رقمي("‪.‬العيدوني‪ ،2717 ،‬ص )‪4‬‬
‫وهي أيضا‪" :‬مصتفات جا ت وليدة علوم الحوسبة‪ ،‬ومع ظهور شبكات املعلومات‪،‬‬
‫ظهرت أنماط جديدة من املصتفات ثت نر مسألة الحاجة إلى الحماية القانونية وهي‪:‬‬
‫‪-‬أسما التطاقات أو امليادين أو املواقع على الشبكة ‪ ،Names Domain‬وعتاوين البريد‬
‫االلكتروني ‪ ،‬وقواعد البيانات على الخط التي تضمها مواقع االنترنت ‪ ،‬وهو تطور ملفهوم‬
‫قواعد البيانات السائدة قبل انتشار الشبكات التي كا مفهوما أنها مخزنة دالخل التظام‬
‫أو تت قل على واسطة مادية تحتويها ‪ .‬ومحتوى موقع االنترنت‪ ،‬من نصوص ورسوم‬
‫وأصوات( يطلق على املؤثرات الصو يت ة والحركية لوسائط املتعددة‪–MultiMedia‬‬
‫("سيدهم‪2710) ،‬‬
‫جا ت‬ ‫ذكرت دراسات علمية أ كلمة ملكية ‪PROPERTY‬‬ ‫تعريف امللكية الفكرية‪:‬‬
‫من‬
‫الكلمة الالتينية ‪ PROPERTY‬التي تعني حق املالك أي حقوق إالنسا فيما تي علق ثب مرة‬
‫فكره‪ ،1‬وأ مصطلح فكري فهي صفة من الالتينية '‪ ، INTELLECTUALAS‬وتعني أيضا غنر‬
‫مادي‪ ،‬غنر محسوس وماله حقيقة معتوية باالستقالل عن أي دعم مادي‪ ،‬أما الحق‬
‫الفكري أو الذهني صفة من الالتينية ‪ ،DROIT INTELLECTUEL‬اسم يعطى أحيانا‬
‫وامللكية الفكرية‬ ‫غنر املادية وموضوعها فكري صرف وغنر مادي‬ ‫للملكيات‬
‫ب ح ت‪.‬‬

‫‪6‬‬
1
Jermy Philips ;Alisen Fifth .Introduction to intellectual proprety
low .1990.P.3

6
‫كنزة مباركي‬

‫تعبنر عام يشتمل على امللكية الدبية والفتية وامللكية‬ ‫‪PROPRIETE INTELECTUELLE‬‬
‫الفكرية‪ .‬وامللكية الصناعية وهي ماال تي علق تب حقيق عمل وإنما تب صوره بخالف مادي‪.‬‬
‫(صونية‪،2712 ،‬ص )‪23‬‬
‫وتعرف امللكية الفكرية بأنها‪ " :‬القواعد القانونية املقررة لحماية إالبداع الفكري‬
‫(امللكية الفتية ولادبية) أو حماية العتاصر املعتوية‬ ‫املفرغ ضمن مصتفات مدركة‬
‫ً‬
‫(امللكية الصتاعية)‪ ،‬وهي تت قسم بوجه عام أيض ا إلى‬ ‫للمشاريع الصتاعية والتجارية‬
‫امللكية الفتية أو الدبية وامللكية الصتاعية" (عرب‪ ،‬نظام امللكية الفكرية‬ ‫طائفتن ‪:‬‬
‫ملصنفات املعلوماتية‪ ،‬ص)‪15‬‬
‫كما يشنر مصطلح امللكية الفكرية أيضا إلى أحد صور امللكية بمفهومها الواسع‬
‫والشامل والتي حمتها كافة التشريعات السماوية والوضعية على مر العصور باعتباره ا أح د‬
‫االرك ا الرئيس ة ال تي يق وم عليه ا التظ ام االجتم اعي واالقتص ادي والحض اري للمجتمع ات‬
‫والدول‪ ،‬فهتاك التزام على الدولة في حماية ملكية الفرد والتزام على الفرد في حماية ملكية‬
‫الدولة‪ ،‬فحماي ة امللكية بمختلف صورها وأنواعها هو الضمانة الوحي دة الس تقرار ال دول‬
‫وتحفنز االفراد على العمل مما يدفع عجلة التمو االقتصادي واالجتماعي‬
‫والحضاري(‪.‬الطراونة‪ ،2775 ،‬ص‪) 2‬‬
‫و"يقصد بامللكي ة الفكري ة‪ ،‬بمعتاها الواسع‪ ،‬الحق وق القانوني ة ال تي يمكن أ تق تر ب أي نش اط‬
‫فكري يكو له تعبنر أو نات ملموس في امليادين الصتاعية والعلمية ولادبية‬
‫والفتية‪ .‬ويمكن أ تت خذ امللكية الفكرية عدة أوجه‪ ،‬منها مث ال‪:‬‬
‫‪- 2‬حقوق املؤلف والحقوق املرتبطة بها‬
‫‪- 7‬برا ات االلختراع واملعلومات السرية (لاسرار التجارية)‬
‫ً‬
‫‪- 3‬التصميمات الصتاعية (التي تعرف أحيان ا بـاسم "برا ات الختراع التصميمات)"‬
‫‪- 4‬العالمات التجارية‬
‫‪6‬‬
‫‪- 0‬العالمات الجماعية وعالمات التصديق‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪- 0‬ا‪-‬ملؤشرات الجغرافية" (الفكرية‪ ،‬الوحدة ‪ ،55‬ص ص‪2) 1 :‬‬


‫تت كو اللفظة املركبة ‪ MultiMedia‬ذات الصل اللغوي‬ ‫تعريف الوسائط املتعددة‪:‬‬
‫إالنجلنزي من مقطعن هما‪ Multi :‬وتعني متعددة و ‪ Media‬وتعني وسائط‪ .‬ومعتاهما معا‬
‫"استخدام جملة من وسائل االتصال مثل الصوت ‪ Audio‬والصورة ‪ Visual‬والحركة‪ ،‬أو‬
‫فیلم فیدیو‪ ،‬أو برنام كمبیوتر بصورة متدمجة ومتكاملة لزیادة التفاعلیة(‪".‬فرجون‪،‬‬
‫ص ‪)121 2004،‬‬
‫وتعرف تاي فوغا الوسائط املتعددة بأنها‪" :‬دم التص‪ ،‬الصورة‪ ،‬الصوت‪ ،‬الرسوم‬
‫وتؤكد فوغا على الحد الدنى لتسمية الوسائط‬ ‫املتحركة والفيديو في عمل واحد"‬
‫‪.‬‬
‫املتعددة بجمع وسيطن اثتن ‪,p5) 2001, (Vaughan .‬‬
‫وتعرف الوسائط املتعددة أيضا بأنها‪" :‬تركيب أنواع مختلفة من املستتدات التصية‬
‫والرسومات والصور ولاصوات‪ ،‬في دعامة واحدة‪ ،‬أو في اتجاه واحد‪ ،‬مع إمكانية االبحار‬
‫بن‬
‫هذه املعلومات املتتوعة مهما كا شكلها)"‪.‬لعقاب‪ ،2713 ،‬ص)‪14‬‬
‫التعريف إالجرائي للوسائط املتعددة‪ :‬تحدد الباحثة تعريفا إجرائيا ملصطلح الوسائط‬
‫املتعددة يعكس مفهومها في هذا الحث واملراد به من لخاللها‪ ،‬بأنها‪ :‬تطبيقات تجمع‬
‫وسيطن فأكثر من (نص‪ ،‬صورة‪ ،‬صوت‪ ،‬فيديو‪ ،‬بث حي‪ ،‬رسوم يب انية‪ ،‬لخرائط‪ ،‬جداول‪،‬‬
‫ألوا ‪ ،‬واقع افتراض ي)‪ ،...‬توظف لتقديم محتوى فكري‪ ،‬أدبي أو فني في موقع إلكتروني أو‬
‫عبر مواقع التواصل االجتماعي املختلفة‪.‬‬
‫‪ 2.‬الوسائط املتعددة كمصنفات رقمية مرتبطة بشبكة االنترنت‬
‫تعتبر الوسائط املتعددة من املصتفات الرقمية التي تشتغل في البيئة إاللكترونية‪،‬‬
‫ونتجت عن تزاوج تكتولوجيا االتصاالت مع تكتولوجيا املعلومات‪ ،‬فعملية الدم بن مختلف‬
‫املصتفات املكونة لها تتم بوجود الحاسب آاللي والتطبيقات التي توفرها شبكة‬
‫‪6‬‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫الطبيعة القانونية ملصنفات الوسائط املتعددة‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬


‫نظرا للطبيعة الخاصة للوسائط املتعددة التي تجمع معلومات ومضامن مختلفة‬
‫يحدث كث نرا أ تك و أدبي ة‪ ،‬إبداعي ة فتي ة وفكري ة في حوام ل ومص تفات متع ددة تم‬
‫جمعها فيما يب نه ا ودمجها بطريق ة فتي ة مبتك رة؛ فق د دار جدل ق انوني وفقهي كب نر حول‬
‫إشكاالت عديدة متعلقة تب صنيفها وتحديد طبيعتها القانونية‪ ،‬وسبل ضما حق املؤل ف أو املؤلفن‬
‫ملحتوياته ا من ( نص وص مكتوب ة‪ ،‬أدا ص وتي‪ ،‬رس وم‪ ،‬ص ور وغنرها)‪ ،‬وانقس مت آالرا بن‬
‫التي اعتبرتها نوعا من املصتفات الخاصة بالسمعي البصري والتي اعتبرتها من‬
‫برام إالعالم آاللي وقواعد البيانات‪ ،‬علما أنه يوجد تمينز واضح بن النواع الثالثة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬مصنف الوسائط املتعددة باعتباره برنامج إعالم آلي‪:‬‬
‫انتقد باحثو ومختصو تصنيف الوسائط املتعددة كبرام إعالم آلي‪ ،‬لكونها ال‬
‫تعتمد في اشتغالها على برام إالعالم آاللي لوحدها‪ ،‬فهمي تجمع بن البرام وأنظمة‬
‫تشغيل وتسينر قواعد البيانات‪ ،‬وتضم معلومات ومحتويات فكرية أو أدبية أو فتية في‬
‫مصتفات متعددة (نصوص‪ ،‬صور ثابتة ومتحركة‪ ،‬صوت)‪ ...‬يتم دمجها وتسينرها برام‬
‫إالعالم آاللي التي تضمن نشرها وإتاحتها عبر شبكة االنترنت أين تي م التفاعل معها‪ .‬وقد جعلت‬
‫هذه السمات مصتفات الوسائط املتعددة تحظى بحماية مزدوجة عن طريق‬
‫امللكية الدبية والفتية من جهة‪ ،‬وعن طريق القوانن الخاصة برام إالعالم آاللي‪.‬‬
‫لقد تم إلخضاع مصتفات الوسائط املتعددة للحماية ضمن التظام القانوني لبرام‬
‫إالعالم آاللي لكونهم ا يش تركا في الكث نر من التق اط‪ ،‬فهم ا تي جزا على دعام ة رقمي ة‪،‬‬
‫إضافة لكو مصتف الوسائط املتعددة یحت وي على ب رام إالعالم آاللي‪ .‬مع هذا‪ ،‬ف إ لك ال‬
‫املصتفن طبيعته الخاصة‪ ،‬فمصتف الوسائط املتعددة الذي يحتوي على برام إالعالم‬
‫آاللي املتحكمة في تس ينره‪ ،‬يحت وي أيضا على مصتفات ألخ رى (نص وص‪ ،‬ص ور‪ ،‬ص وت‪ ...).‬وبت ا‬
‫على هذه الطبيعة الخاصة ملصتفات الوسائط املتعددة‪ ،‬أفض ى التقاش بشأ طرق‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في املؤلفات متعددة الوسائط في الت‪D‬شريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫حمايتها كبرام إعالم آلي إلى حمايتها عن طريق برا ة االلختراع وامللكية الدبية والفتية معا‪.‬‬
‫)‪(Frederique, 1996,p55‬‬
‫وفي الجزائر‪ ،‬تخضع برام إالعالم آاللي للحماية عن طريق المر ‪ 50/53‬املتعلق‬
‫بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬أل املشرع يرفض إلخضاعها للحماية في إطار التظام‬
‫القانوني املطبق على برا ة االلختراع وفقا أللمر ‪ 53/52‬املتعلق برا ات االلختراع‪ ،‬لعدم‬
‫استيفا هذه البرام شروطا تقتية دقيقة تت علق تب أكيد نطاق اال تب كار املمتوح لصاحبه‪.‬‬
‫(شریقي‪ ،2714 ،‬ص )‪25‬‬
‫وقد أصدرت البلدا االوربية أحكاما لخاصة بضما حماية لبرام إالعالم آاللي‬
‫صادقت عليه عدة لب دا م ن يب نها فرنسا بمقتض ى قانو صدر تب اريخ ‪ 22‬ماي ‪2994‬‬
‫يطبق فيه مبدأ الحماية على برام إالعالم آاللي فحسب‪ ،‬ومرسوم تطبيقي صدر تب اريخ ‪57‬‬
‫يتعلق بامللكية الدبية والفتية ويطبق على مصتفات الوسائط املتعددة‪.‬‬ ‫فيفري ‪2990‬‬
‫)‪(Frederique, 1996,p56‬‬
‫‪ 3.2‬مصنف الوسائط املتعددة باعتباره مصنف سمعي بصري‪:‬‬
‫دعا مختصو إلى تصنيف م صتفات الوسائط املتعددة كمصتفات سمعية بصرية‬
‫لكنهم لم يقدم وا دالئل قوية وواضحة ملقترح هذا التصنيف‪ ،‬مكتفن بالتركنز على كو‬
‫مضمو مصتف الوسائط املتعددة يقدم في شكل سمعي بصري‪( .‬صالح‪ ،2770 ،‬ص‬
‫‪)402‬‬
‫وجا تصنیف املصتف م تعدد الوسائط ضمن مصتفات السمعي البصري‬
‫لخصوصيات القانو التاظم لهذه اللخنرة‪ ،‬إال أ آالرا التي رفضت هذا التصنيف ناجم‬
‫عن عدة مبررات أهمها أ مصتفات الوسائط املتعددة ليست مجرد تحريك ملشاهد‬
‫وصور‪ ،‬عدا إمكانية احتوا قواعد البيانات املشكلة لها لعدة مصتفات ألخرى مكتوبة‪،‬‬
‫صو يت ة‪ ...‬وغنرها م ن املصتفات التي تخضع للقواعد الخاصة الواردة في قانو امللكية‬
‫الفكرية في مجال املصتفات السمعية البصرية‪ ،‬وفي املقابل‪ ،‬فإ هذه املصتفات متعددة‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫الوسائط يمكن استخدامها وتداولها بطريقة تفاعلية على شبكة التت بواسطة برام‬
‫إالعالم آاللي‪( .‬صالح‪ ،2770 ،‬ص )‪ 400‬لقد‬
‫أهمل تكييف مصتفات الوسائط املتعددة على أنها مصتفات سمعية بصریة‬
‫عتصر التفاعلیة الذي يعتبر من أهم الخصائص املمنزة لهذه الوسائط على شبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكن أ يوفر هذا التكييف الحماية الكاملة ملؤلف أو مؤلفي هذه‬
‫املصتفات التي تحتوي على إعارات ملصتفات سابقة وهذا ما يؤدي إلى اعتبار كل مؤلف‬
‫للمصتفات املعارة كمؤلف مشارك ملصتف سمعي بصري‪( .‬صالح‪ ،2770 ،‬ص )‪400‬‬
‫مصنف الوسائط املتعددة باعتباره قواعد بيانات‬ ‫‪4.2‬‬
‫مما أفراه الجدل القائم حول تصنيف مصتفات الوسائط املتعددة اتجاه بعض‬
‫آالرا‪ ,‬إلى اعتبارها نوعا من مصتفات قواعد البيانات لعدة مبررات واعتبارات تقتية‪.‬‬
‫ُ‬
‫تعرف قواعد البيانات بأنها " تجميع وترتيب منسق ومنهجي للمعلومات أو املواد على‬
‫نحو مبتكر وأصيل‪ .‬كما تعرف أيضا على أنها مصتفات رقمية مبتكرة وأصيلة تت خذ شكل‬
‫تر يت ب منسق ومتظم لجملة من املعلومات ذات الصلة بنشاط معن "‪( .‬الجياللي‪ ،‬ص)‪127‬‬
‫ولحماية قواعد البيانات يشترط توفر االبتكار وفقا مال جا‪,‬ت به االتفاقيات الدولية‬
‫أنه‪" :‬تتمتع بالحماية البيانات‬ ‫اتفاقية تربس التي نصت املادة ‪ 7/25‬منها على‬ ‫التي منها‬
‫املجمعة او املواد االلخرى سوا‪ ,‬كانت في شكل مقرو‪ ,‬آليا او أي شكل آلخر اذا كانت تشكل‬
‫لخلقا فكريا نتيجة انتفا‪ ,‬وترتيب محتواها ‪ ،‬كما نصت امالدة ‪ 0‬من االتفاقية العاملية‬
‫للملكية الفكرية لستة ‪ - 2990‬التي نفذت مؤلخرا ‪ -‬على أنه ‪ :-‬تت متع مجموعات البيانات او املواد‬
‫االلخرى بالحماية بصفتها هذه أيا كا شكلها اذا كانت تعتبر ابتكارات فكرية بسبب‬
‫محتواها او ترتيبها لكن ال تجرى كافة التظم القانونية والقوانن على هذا التهج‪،‬‬
‫فالتوجيهات الصادرة عن االتحاد االوروبي في ‪ 2990/3/22‬والقانو الفرنس ي الصادر في‬

‫عام ‪ 2991‬ال يشترطا شرط االبتكار لحماية قواعد البيانات‪ ،‬بل يكفي ما بذل من جهد‬
‫إعداد قاعدة البيانات‪ .‬وستدا لذلك فا‬ ‫ل أج‬ ‫من وما انفق‬ ‫أو‬

‫‪6‬‬
‫مادي‪،‬‬ ‫أو بشري‬ ‫مالي‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫الفرنس ي املشار اليه يحمي قواعد البيانات ملدة لخمس عشرة ستة ويحظر أي‬
‫القانو‬
‫أو مالدة كلية من قاعدة البيانات عن طريق توايع نسخ او‬ ‫إعادة استعمال سوا‪ ,‬لجز‪,‬‬
‫االيجار او التقل على الخط ويحظر التقل الكلي أو الجزئي ‪-‬الجوهري ‪-‬من محتوى قاعدة‬
‫البيانات باي شكل‪ ،‬متى كا الحصول او تقديم هذا املحتوى فد استلزم استثمارات‬
‫جوهرية كما وكيفا‪ ،‬وسوا‪ ,‬اكا التقل دائما أم مؤقتا على دعامة باي وسيلة أو تحت أي‬
‫شكل"‪( .‬عرب‪ ،‬التدابير التشريعية العربية‪ D‬لحماية املعلومات واملصنفات الرقمية)‬
‫‪ 3.‬شروط توفير الحماية القانونية ملصنفات الوسائط املتعددة‬
‫تختلف شروط حماية املصتفات الرقمية عنها بالنسبة للمصتفات التقليدية‪،‬‬
‫وشرط الصالة واال تب كار باألساس الذي يمثل أهم شروط حماية املصتفات جميعها‪ ،‬يكو في‬
‫مجال املصتفات التقليدية ابتكارا أدبيا أو فتيا أو علميا‪ ،‬فيما يوصف باالبتكار‬
‫إاللكتروني التقني في حالة املصتفات الرقمية‪.‬‬
‫‪ 1.3‬شرط اال تب كار في مصنفات الوسائط املتعددة‪:‬‬
‫من أهم املستحدثات التكتولوجية التي تعمل على "نقل‬ ‫الوسائط املتعددة‬ ‫تعد‬
‫الفكار والبحث عن املعلومات وتجربة الفكار الجديدة ألي اتصال ثم تطویره‪ ،‬والقسم‬

‫ولافالم والرسوم الفتیة والكتب واملجالت والتسجیالت‬ ‫التلفزیو‬ ‫الكبر من برام‬


‫إالذاعیة والرسوم املتحركة هي جز من مشاریع وسائط متعددة"‪( .‬وآخرون‪،2772 ،‬‬
‫‪,‬‬
‫ص)‪ ،12‬لكن‪ ،‬مع ذلك كله‪ ،‬لم تحظ هذه املصتفات بتوفنر الحماية املراعية لطبيعتها‬
‫الخاصة‪ ،‬ولم يمتح املؤلف أو املؤلفو ملحتويات املصتفات املكونة لها الحق الكامل في‬
‫االعتراف بحقوقه‪ ،‬العتبارات عديدة ومبررات منها أنها تقدم متتجا معلوماتيا مختلفا عن‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فهذه الخاصية هي ما يؤكد عتصر اال تب كار في‬ ‫املصتفات التي تت كو منها‪.‬‬
‫مصتفات الوسائط املتعددة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ 2.3‬الظهور بشكل محسوس (أالسلوب التعبيري‪):‬‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة شرط الظهور بشكل‬ ‫اشترط االمر ‪50/53‬‬
‫محسوس للمصتفات الرقمية ومن يب نها مصتفات الوسائط املتعددة لتضمن حمايتها‪،‬‬
‫فإلى جانب شرط االبتكار‪ ،‬يجب وصف املصتف أو التعبنر عته بأية وسيلة مثبتة على‬
‫دعامة مادية بلغة يفهمها الحاسب آاللي (شرائط مغتاطيسية‪ ،‬أقراص مغتاطيسية مرنة‪،‬‬
‫أقراص صلبة ‪( ...).‬مشري‪ ،2713،‬ص )‪131‬‬
‫ويصعب تحديد السلوب التعبنري بمفهومه التقليدي لقواعد البيانات‪ ،‬ويصعب‬
‫بموجب ذلك تحديد أصالة مصتف قواعد البيانات‪ .‬وعليه‪ ،‬تشدد بعض آالرا‪ ,‬على‬
‫"ضرورة التوسع في مدلول السلوب التعبنري بهدف الوصول إلى إمكا ين ة التحقق الفعلي من مدى‬
‫وجود أو عدم وجود أصالة البيانات‪ ،‬ومن هتا يفضل اللخذ بمعيار الجهد الفكري‬
‫في إعداد قاعدة البيانات والتي يظهر من لخالل الدا‪ ,‬الوظيفي لها‬ ‫الذي بي ذله املؤلف‬
‫بحيث تي مثل هذا الدا‪ ,‬في أسا يل ب إدلخال البيانات وإلخراج املعلومات وتتظيميا وكفا‪,‬ة هذه‬
‫الساليب‪ ،‬فإذا كا الدا‪ ,‬متمنزا ومختلفا عن قواعد ألخرى فتكو قاعدة البيانات‬
‫مستحقة للحماية"‪( .‬مشري‪ ،2713،‬ص )‪131‬‬
‫‪ 4.‬مصنفات الوسائط املتعددة الي شملها املشرع الجزائري واالتفاقيات الدولية‬
‫بالحماية‬
‫أولى املشرع الجزائري اهتماما وحماية ملصتفات الوسائط املتعددة من لخالل المر‬
‫‪ ،50/53‬واعتبر املشرع هذه املصتفات نوعا من املصتفات إاللكترونية التي ال يحق ألحد‬
‫وركزت مواد المر على املصتفات متعددة‬ ‫نشرها على الجمهور بغنر إذ ٍ من مؤلفها‪،‬‬
‫الوسائط التالية‪:‬‬
‫لتوفنر حماية للصورة الرقمية يتم‬ ‫يعتبر االبتكار شرطا أساسا‬ ‫‪ 1.4‬الصورة الرقمية‪:‬‬
‫بموجبها متح صاحبها الحق في االعتراف بحقوقه املادية واملعتوية‪ .‬وتستثنى من الحمایة‬

‫الشیا‪ ,‬املصورة التي ال تنسب في ابتكارها لشخص معن ‪ ،‬فتصویر الشيا‪ ,‬املوجودة سلفا‬
‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫من دو الحصول على إذ صاحبها أو أصحابها ال یمكن اعتباره مبتكرا‪ ،‬وال تدلخل حمایته‬
‫في نطاق حمایة حقوق املؤلف‪( .‬شریقي‪ ،2714،‬ص )‪27‬‬
‫أو‬ ‫وهي الوثائق املكتوبة على شكل نص ولیس على نوع‬ ‫النصوص الرقمية‪:‬‬ ‫‪2.4‬‬
‫وعا‪,‬‬
‫مح ددي‪ ،‬سوا‪ ,‬أك انت نصوص ا مجمع ة في ش كل كت اب رقمي أو دوری ة أو موس وعة أو‬
‫غنرها‪ .‬وتحمى ه ذه التص وص بمقتض ى حق وق املؤل ف بت وفر ش رط اال تب ك ار في ه ذه‬
‫التص وص أدبي ة ك انت أم علمي ة‪ ،‬أم تقتي ة‪ ،‬بغض التظر عن حجمه ا وع دد أس طرها‬
‫وصفحاتها‪ ،‬وعن‬
‫(ورقة‪ ،‬أسطوانة لنزرية‪ ،‬موقع الكتروني‪ ...).‬كما تدلخل في هذا‬ ‫الدعامة التي بث تت فيها‬
‫التطاق من الحماية على شبكة االنترنت كل املؤلفات التقليدية املحمية بموجب حق‬
‫املؤلف‪ .‬وتشمل الحماية كذلك‪ ،‬املحاضرات والخطب ولاعمال الشفهية اللخرى‪( .‬طوني‪،‬‬
‫ص‪)173 2000‬‬
‫‪ 3.4‬أالعمال السمعية البصرية الرقمية‪ :‬تت تشر بشكل كبنر املؤلفات السمعية البصرية‬
‫عبر شبكة االنترنت بفضل التقتيات املتطورة التي أتاحت ذلك‪ ،‬مثلما أتاحت عملي ات التحمي ل‬
‫واالستغالل لتلك امللفات املتضمتة أفالما ومق اطع موسيقية‪ .‬وتطورت الم ور إلى ظه ور املكتب ات‬
‫الرقمية املتخصصة في الفالم ومقاطع الفي ديو واملق اطع املوس يقية‪ ،‬مما طرح إش كاالت متعلق ة‬
‫بحقوق املؤلف واملواع‪ ،‬السيما املا يل ة‪ .‬وتطلب هذا الوضع ضرورة‬
‫حماية هذه املصتفات املتاحة واملتداولة في البيئة الرقمية‪.‬‬
‫ويوفر املشرع الجزائري الحماية ملصتف الوسائط املتعددة في حال وقوع االعتدا‪,‬‬
‫على حقوق صاحبها من لخالل مجموعة من الوسائل القانونية التي تكفل حقه‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الحم ـایـة املـدنیـة‪ :‬تی متع مصتف الوسائط املتعددة بالحمایة املدنیة ویحق ملن‬
‫وقع التعدي على حقه إقامة دعوى مدنیة تأسیسا على دعوى املتافسة غنر املشروعة‪‬التي‬

‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫عرفتها اتفاقية باریس بأنها "كل متافسة تت عارض مع العادات الشریفة في الشؤو الصتاعیة أو التجاریة‪".‬‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫ال يوجد لها تعريف واضح في القانو الجزائري‪ ،‬يب تما يعبر عنها أو يشار إليها بمصطلحات‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫عديدة في عدة قوانن ألخرى‬
‫‪ ‬الحماية الجزائية‪ :‬في حال توافر جتحة التقليد تقوم الدعوى الجزائية‪ ،‬غنر أ‬
‫أغلب قوانن امللكية الفكرية ومن يب نها الجزائرية قامت تب حديد الفعال التي تك ّو جتحة‬
‫التقليد ولم تقدم تعريفات محددة لها‪.‬‬
‫ففي املادة ‪ 202‬من المر ‪ 53/50‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة جا‪ ,‬ما يلي‪" :‬‬
‫يعد مرتكبا لجتحة التقليد كل من يقوم باألعمال آال يت ة‪- :‬‬
‫الكشف غنر املشروع للمصتف أو املساس بسالمة مصتف أو أدا‪ ,‬لفتا مؤد أو‬
‫عااف‪،‬‬
‫‪ -‬استنساخ مصتف أو أدا‪ ,‬بأي أسلوب من الساليب في شكل نسخ مقلدة‪،‬‬
‫‪ -‬استنراد أو تصدير نسخ مقلدة من مصتف أو أدا‪،,‬‬
‫‪ -‬يب ع نسخ مقلدة ملصتف أو أدا‪،,‬‬
‫‪ -‬تأجنر أو وضع رهن التداول لنسخ مقلدة ملصتف أو أدا"‪ ( ,.‬أالمر ‪ 05-03‬املتعلق‬
‫بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ، 2005D،‬ص ص‪50D-52) :‬‬
‫وعلى صعيد دولي‪ ،‬ضمتت معاهدة ال ويبو بشأ حق املؤلف تحقيق التواا بن‬

‫حق املؤلف وحق الجمهور في االطالع على املبتكرات من لخالل حرصها على إقرار الحماية‬
‫للمصتفات الرقمية التي تنشر عبر شبكة إالنترنت‪ ،‬وفي هذا الشأ ‪ ،‬نص امالدة ‪ 1‬منها على‬
‫في التصريح تب قل‬ ‫ما يلي‪" :‬يتمتع مؤلفو املصتفات الدبية والفتية بالحق االستئثاري‬
‫مصتفاتهم إلى الجمهور بأي طريقة سلكية أو السلكية‪ ،‬بما في ذلك إتاحة مصتفاتهم‬

‫‪ ‬في المر ‪ 53 -53‬املتعلق باملتافسة تعد ممارسا ٍت معرقل ٍة لحریة املتافسة كل املمارسات ولاعمال واالتفاقيات‬
‫الصریحة أو الضمتیة الهادفة إلى عرقلة حریة املتافسة أو إاللخالل بها في ال سوق أو الحد من ممارسة النشاطات التجاریة‬

‫‪6‬‬
‫في السوق‪ ،‬ويفرض على مرتكبيها جزا‪,‬ات قانونیة تضمتتها املواد ‪ 00‬إلى ‪ 07‬من المر نفسه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫للجمهور بحيث يكو في استطاعة أي شخص من الجمهور االطالع على لت ك املصتفات‬


‫من مكا وفي وقت يختارهما أي فرد من الجمهور تب فسه“‪( .‬عواشرية‪)،‬‬
‫‪2021‬‬
‫ألخذت معاهدة الويبو باملستوى الول من مستويات الحماية‪ ،‬حيث فرضت‬ ‫وقد‬
‫التزاما على الدول الطراف ب أ تت ص قوانينها على جزا‪,‬ات فعال ة ضد التحاي ل على الت دابنر‬
‫التكتولوجية التي تستعمل لحماية املصتفات إذا كانت لت ك التدابنر تمتع من مباشرة أعم ال لم‬
‫يصرح بها املؤلفو أو ال يسمح بها القانو ‪ .‬وهذا يعنى أنه إذا كا الحصول على املصتف أو‬
‫نسخه مشروعا بسبب موافقة صاحب حق املؤلف‪ ،‬أو أل املصتف ذاته غنر محمي قانون ا‬
‫عن طريق حق املؤلف‪ ،‬أو أل القانو يسمح للغنر بنسخه أو نس خ أجزا‪ ,‬مت ه رغم أن ه‬
‫تي متع بالحماية املقررة لحق املؤلف وذلك تطبيقا لتظرية االستعمال العادل‪ ،‬ففي‬
‫كل هذه الحاالت يكو التحايل على التدابنر التكتولوجية التي تقتر باملصتف مشروعا‪.‬‬
‫(عواشرية‪2021)،‬‬
‫و"ن ظرا لعجز القوانن الوطتية عن توفنر الحماية الكافية للمصتفات التي تنشر على‬
‫فقد بدأت الحماية تعتمد على آليات ألخرى ابتدعها أصحاب الحقوق‬ ‫شبكة إالنترنت‪،‬‬
‫لحماية مصتفاتهم‪ .‬ويطلق على هذا التوع عبارة الحماية الخاصة‪ .‬واملقصود بذلك هو‬

‫توفنر الحماية للمصتفات بمعرفة أصحاب الحقوق أنفسهم باستخدام وسائل تكتولوجية‬
‫غنر أنه سرعا ما ظهرت أسا يل ب تكتولوجية مضادة تهدف إلى إبطال‬ ‫(مثل التشفنر‪)...‬‬
‫مفعول التدابنر التكتولوجية التي ابتدعها أصحاب الحقوق أو التحايل عليها أو تغينر‬
‫املعلومات الضرورية إلدارة الحقوق‪ ،‬من أجل الحصول على املصتفات الرقمية‬
‫واالستفادة منها بدو دفع أي مقابل ألصحاب الحقوق‪.‬‬
‫ولذلك لم تغفل معاهدة الويبو بشأ حق املؤلف ‪ 2990‬هذا املوضوع ونصت على‬
‫االلتزامات املتعلقة بالتدابنر التكتولوجية في امالدة ‪ 22‬من االتفاقية حيث نصت على أنه‪ ” :‬على‬
‫‪6‬‬
‫الطراف املتعاقدة أ تت ص في قوانينها على حماية متاسبة وعلى جزا‪,‬ات فعالة ضد‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫التحايل على التدابنر التكتولوجية الفعالة التي يستعملها املؤلفو لدى ممارسة حقوقهم‬
‫تب ا‪ ,‬على هذه املعاهدة أو اتفاقية بر والتي تمتع من مباشرة أعمال لم يصرح بها املؤلفو‬
‫املعتيو أو لم يسمح بها القانو ‪ ،‬فيما تي علق بمصتفاتهم‪( ”.‬عواشرية‪2021)،‬‬
‫‪ 5.‬حق املؤلف في مصنفات الوسائط املتعددة‬
‫ورد في نصوص معظ ــم التشـ ــريعات واالتفاقي ــات الخاصة بامللكية الفكرية إشارة‬
‫إلى الحق الدبي (املعتوي) وامالدي(اماللي) كتوعن من حق املؤل ـف عل ـ ـى مص ـ ـتفه‪.‬‬
‫‪ 1.5‬الحق أالدبي(املعنوي)م‪D‬لؤلف مصنف الوسائط املتعددة‪:‬‬
‫لم يتفـ ــق الفقـ ـه علـ ــى تحدي ـ ـد معـ ـنى واح ـ ـد للحـ ــق الدبي‪ ،‬ف ـ ـذهب بعض ـ ــ هم الى‬

‫القـ ـول بان ـ ـه ال ـ ـدرع ال ـ ـواقي ال ـ ـذي بمس ـ ــاعدته ثي ب ـ ـت املؤل ـ ـف شخص ـ ـيته بمواجه ـ ـة‬
‫معاصـ ــريه ومواجه ـ ـة االجي ـ ــ ال امالض ـ ـية والقادم ـ ـة )‪ (45‬وذه ـ ـب الخ ـ ـرو الى ا الح ـق االدبي‬
‫ه ــو ح ــق س ـلبي أكث ــر متـ ـه يإ ج ــابي‪ ...‬ولقـ ـد نصت اتفاقية نب ر على الحق االدبي للمؤلف ‪،‬‬
‫فتصت امالدة ‪ 50‬على‪" :‬بغ ـض التظ ـر ع ـن الحقـ ـوق املالي ـة للمؤل ـف ب ـل وح ـتى بعـ ـد انتق ـال‬
‫هـ ـذه الحق ـوق فـ ـا املؤل ـف يح ـ ـتفظ ـبـ ـالحق في املطالب ـ ـة بنس ـ ـب املصـ ـتف إلي ـ ـه‬
‫واالع ـ ـتراض علـ ــى تحري ـ ـف أو تش ـ ــويه أو أي تع ـديل الخ ـر له ـذا املصـ ـتف اوكـ ـل مسـ ــاس الخ ـر‬
‫بـ ـذات املص ـتف يكـ ـو ضـ ـارا بشـ ـرفه وسمعتـ ـه"‪( .‬صونية‪ ،2712 ،‬ص ص‪32D-33) :‬‬
‫ويتيح هذا الحق لصاحبه مجموعة من الصالحيات والسلطات املتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬الحق في تقرير نشرم‪D‬صنفه‬
‫‪ ‬الحق في نسبة مصنفه إليه‬
‫‪ ‬الحق في سحب مصنفه من التداول‬
‫‪ ‬الحق في تعديل العمل‬
‫‪ ‬الحق في دفع االعتداء‬
‫‪ 2.5‬الحق املالي (املادي) ملؤلف مصنف الوسائط املتعددة‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫يطرح إشكال على مستوى إقرار الحق املالي للمؤلف في التشريع الجزائري‪ ،‬إذ لم تي م بيا‬
‫لخصائص هذا الحق مثلما هو موضح ومبن في الحق الدبي‪ .‬و"بمقتض ى ه ـذا الح ـق‬
‫يك ـو للمؤل ـف ح ـق اسـ ـتثمار مص ـتفه والحص ـول مـ ـن ورا‪ ,‬نش ـره أو اذاعت ـه أو ترويج ـ ـه أو‬
‫أو الس ـ ـماح باس ـ ـتعماله عل ــى م ـ ـدالخيل مادي ـ ـة "مالي ـ ـة" وه ـ ـذه الحق ـ ـوق تخض ـع‬ ‫نس ـ ـخه‬
‫لجمي ــع التص ــرفات القانوني ـة وتشـ ـمل ‪ :‬ح ــق النش ــر أي حـ ـق طبـ ـع املص ـتف وتوايع ـه‬
‫أو دورية‬ ‫وبيع ـه‪ ،‬وله عدة صور هي حق نشر السلسلة الولى في جريدة أو صحيفة‬
‫حق‬
‫نشرا ملصتف على شكل كتاب‪ ،‬حق نشر الكتاب بعتوا آلخر في لب د آلخر‪ ،‬حق إعادة الطبع‬
‫حق ترجمة املصتف ونشره لب غة ألخرى حق إالذاعة ول ادا‪ ,‬التلفزيوني‬ ‫ملرات متتالية‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫والتسجيل على االسطوانات والكاسيتات واالشرطة ح ــق التمثيـ ـل املس ــرحي والسيتمائي‬

‫وح ــق التح ــوير واالعـ ـداد ملجـ ــالت االطفـ ـال وطب ــع التص ــوص املختص ــرة واالش ـتراك في‬
‫كت ـب املختـ ـارات وهـ ـي مـ ـا يع ـرف بـ ـالحقوق املشـ ـتقة("‪.‬صونية‪ ،2712 ،‬ص ص‪30D-30 ) :‬‬
‫‪ 0.‬خاتمة‪:‬‬
‫نصل في لخالصة بحثتا هذا إلى القول بأ حقوق املؤلف والحقوق املجاورة في‬
‫مصتفات الوسائط املتعددة لم تحظ بالعتاي ة واالهتمام ال دقيقن في االتفاقيات الدولي ة وفي التش ريع‬
‫الجزائري وال سيما المر ‪ 50/53‬املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬فهذه الق وانن ال‬
‫تزال قاصرة عن استيعاب الطبيعة الخاصة للوسائط املتعددة باعتبارها تحمل متتجا فكري ا‪،‬‬
‫أدبي ا أو فتي ا ينت عن اتحاد وتجمي ع ودم مجموعة من املص تفات اللخ رى‪ ،‬ويتم اس تخدام‬
‫محتواه عبر الحواسب آاللية‪ ،‬كما تي م تداوله عبر االنترنت بشكل‬
‫تفاعلي‪.‬‬
‫وفي سبيل تحقيق ذلك‪ ،‬نقدم مجموعة من املقترحات‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم دراسات وقرا‪,‬ات جديدة ومتجددة في مجال حقوق امللكية الفكرية في الب ئي ة‬
‫‪6‬‬
‫الرقمية‪ ،‬تؤكد على ضرورة مواكبة التطور التكتولوجي املتسارع والتكييف القانوني‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫للمتتجات الفكرية ولادبية‪ ،‬الفتية والعلمية املتضمتة في مصتفات رقمية‪ ،‬السيما‬


‫متعددة الوسائط‪- .‬‬
‫تحتاج القوانن والتشريعات الخاصة بامللكية الفكرية وحق املؤلف أ تواكب بشكل مستمر‬
‫التطورات التكتولوجية املتسارعة واملتالحقة‪ ،‬وأ تقوم تب حين الترسانة القانونية التاظمة‬
‫ملجال امللكية الفكرية في البيئة الرقمية بما يكفل حق املؤلف‬
‫والحقوق املجاورة بشكل عادل ومتصف في ظل ما توفره هذه التكتولوجيات من‬
‫سهولة في التداول للمعلومات واملتتجات بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫في مجال التكتولوجيات الحديثة‪،‬‬ ‫‪ -‬دعوة املشرع الجزائري إلشراك متخصصن‬
‫والتطبيقات الرقمية وتطبيقات الوسائط املتعددة‪ ،‬والوسائط املتعددة التفاعلية للوصول إلى‬
‫بصفة عادلة‬ ‫تحديد الطبيعة القانونية لهذه املصتفات بشكل دقيق حتى تكفل حقوق املؤلفن‬
‫تضع حدا لكل التجاواات القانونية ولالخالقية في حق‬
‫مصتفاته املتاحة عبرش بكة االنترنت‪.‬‬
‫‪ 5.‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪1 Frederique, A.-O. e. (1996). le droit du multimedia, que sais-je? .‬‬
‫‪2 Philips, J., & Fifth, A. (1990). Introduction to intellectual‬‬
‫‪proprety low .‬‬
‫‪3 Vaughan, T. (2001). MultiMedia: Making It Work (Fifth‬‬
‫‪Edition ed.). New York: Osborne/McGraw-Hill,.‬‬
‫‪ 4‬الحقوق املجاورة ‪. ,sur Récupéré 19). 02 (2021‬موقع املتظمة العاملية للملكية‬
‫الفكرية ويبو ‪:‬أسئلة متك ّررة بشأ حق املؤلف(‪0 )wipo.int‬‬
‫العيدوني‪ ،‬وداد أحمد ‪. 07/06( ,04 .)2010‬حماية امللكية الفكرية في البيئة الرقمية برام‬
‫الحاسوب وقواعد البيانات نموذجا ‪ .‬أمن املعلومات املؤتمر السادس لجمعية‬
‫املكتبات واملعلومات السعودية بعتوا ‪:‬البيئة آالمتة لل معلومات املفاهيم والتشريعات‬
‫والتطبيقات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية حق ام‪D‬لؤلف في امل‪D‬ؤلفات متعددة الوسائط في التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ 0‬المر ‪ 03-05‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاور (‪. .)2005‬الجزائر ‪:‬الديوا‬


‫ة‬
‫الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة واارة الثقافة‪.‬‬
‫‪ 2‬املتظمة العاملية للملكية الفكرية( ‪.‬بال تاريخ )‪.‬الوحدة ‪ :55‬حلقة العمل بشأ رسم‬
‫السياسات لصو التراث الثقافي غنر امالدي‪.‬‬
‫‪ 1‬جمعية إالمارات للملكية الفكرية ‪. 20( ,02 .)2021‬حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‬
‫‪.‬ت م‬
‫الفكرية ‪:‬‬ ‫للملكية‬ ‫إالمارات‬ ‫جمعية‬ ‫من‬ ‫االسترداد‬
‫‪https://www.eipa.ae/ar/ip/classification/rights/Pages/default.aspx‬‬
‫‪ 9‬حسني عبد الرحمن الشيمي(‪. 1990‬م رجب‪ 1410‬هـ‪.) ،‬نحن والالورقية ‪ .‬عالم‬
‫الكتب‪،‬‬
‫‪ ،)1(11‬صفحة ص‪.28‬‬
‫‪ 25‬حقاص صونية (‪. .)2012‬حماية امللكية الفكرية الدبية والفتية في البيئة الرقمية في ظل‬
‫التشريع الجزائري ‪ .‬رسالة ماجستنر في تخصص املعلومات إاللكترونية‪ ،‬االفتراضية‬
‫واستراتيجية البحث عن املعلومات ‪.‬جامعة متتوري‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 22‬لخالد محمد فرجو (‪. .)2004‬الوسائط املتعددة بن التتظنر والتطبیق( إالصدار ‪.)1‬‬
‫الكويت ‪:‬دار الفالح للنشر والتوایع‪.‬‬
‫‪ 27‬راضية مشري ‪. ,06( .)2013‬الحماية الجزائية للمصتفات الرقمية في ظل حق املؤلف ‪.‬‬
‫مجلة التواصل في العلوم إالنسانية واالجتماعية(‪.)34‬‬
‫‪ 23‬رقية عواشرية ‪. 18( ,02 .)2021‬الحماية القانونية لل مصتفات املنشورة إلكترونيا في ظل‬
‫معاهدة الويبو لحقوق املؤلف – ‪ 1996‬دراسة تق يمية ‪.‬تم االسترداد من موقع مركز جيل‬
‫البحث العلمي ‪:‬الحماية القانونية للمصتفات املنشورة إلكترونيا في ظل معاهدة‬
‫الويبو لحقوق املؤلف – ‪ 1996‬دراسة تقييمية ‪/‬رقية عواشرية ‪| Home | JiL.Center‬‬
‫)‪(jilrc.com‬‬
‫‪ 24‬سامر الطراونة ‪. 10/09( ,04 .)2005‬مدلخل إلى امللكية الفكرية ‪.‬ورقة بحثية مقدمة في‬
‫ندوة الويبو الوطتية حول امللكية الفكرية ‪.‬املتظمة العاملية للملكية الفكرية (الويبو)‬
‫‪6‬‬
‫بالتعاو مع واارة إالعالم وغرفة تجارة وصتاعة البحرين‪ ،‬املتامة‪.‬‬
‫‪ 20‬سيدهم ‪,‬خ ‪.‬ه ‪. ,2017( 04 .)04‬حماية حقوق امللكية الفكرية لل مصتفات الرقمية في بيئة‬
‫إالنترنت ‪. sur Récupéré‬موقع مركز جيل البحث العلمي ‪:‬حماي ـة حقوق امللكية‬

‫‪6‬‬
‫كنزة مباركي‬

‫الفكرية للمصتف ــ ات الرقمي ـة ف ـي بيئ ـة إالنترن ـت | لخالـدة هتـا‪ ,‬سيدهـم | ‪| JiL.Center‬‬


‫)‪Home (jilrc.com‬‬
‫‪ 20‬عجة الجياللي(بال تاريخ)‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية والحقوق املجاورة‪( ،‬إالصدار)‪،2‬‬
‫نب روت لبتا ‪:‬منشورات اين الحقوقية‪.‬‬
‫‪ 22‬عیس ى طوني (‪. .)2000‬التتظيم القانوني لشبكة االنترنت ‪.‬بنروت ‪ :‬الدار العر یب ة للعلوم‪.‬‬
‫‪ 21‬فرحة ارواوي صالح (‪. .)2006‬الكامل في القانو التجاري الجزائري ‪ -‬الحقوق الفكریة‬
‫‪.-‬‬
‫الجزائر ‪:‬ابن لخلدو للنشر والتوایع‪.‬‬
‫‪ 29‬محمد لعقاب (‪. .)2013‬مهارات الكتابة إللعالم الجديد ‪ .‬الجزائر ‪:‬دار‬
‫هومة‪ 75 .‬مراد شلبایه وآلخرو (‪. .)2002‬تطبیقات الوسائط املتعددة (إالصدار )‪ ،2‬عما‬
‫‪:‬دار‬
‫املسنرة للنشر والتوایع والطباعة‪.‬‬
‫‪ 72‬نسرین شریقي (‪. .)2014‬حقوق امللكية الفكرية‪-‬حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪،‬‬
‫حقوق امللكية الصتاعیة ‪.‬الجزائر ‪:‬دار بلقیس‪77 .‬‬
‫يونس عرب( ‪.‬بال تاريخ )‪.‬نظام امللكية الفكرية ملصتفات املعلوماتية ‪.‬ورقة ضمن بحث شامل‬
‫بعتوا ‪:‬البتا‪ ,‬القانوني لعصر تقتية املعلومات‪ ،‬دليل امللكية الفكرية ‪.‬املركز‬
‫العربي للقانو والتقتية العاملية‪.‬‬
‫‪ 73‬يونس عرب( ‪.‬بال تاريخ )‪.‬التدابنر التشريعية العر يب ة لحماية املعلومات واملصتفات‬
‫الرقمية ‪.‬ورقة عمل مقدمة امام التدوة العلمية الخامسة حول دور التو يث ق واملعلومات‬
‫في تب ا‪ ,‬املجتمع العربي ‪ .‬دمشق ‪:‬التادي العربي للمعلومات‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like