Professional Documents
Culture Documents
العرض السابع في مادة الملكية الفكرية
العرض السابع في مادة الملكية الفكرية
عرض بعنوان:
العلمية ،التي سهلت على الباحثين وطلب العلم كثيرا من الصعاب ،ويسرت لهم سبل البحث و التأليف وبالقابل لكل هذا
سهلت عمليات التقليد والتزوير لكثير من السلع والنتجات املختلفة ،وانتشرت عمليات السرقة العلمية واألدبية لؤلفات
َّ
اآلخرين ونتاجهم الفكري والعلمي ،وكثرت عمليات النسخ للمؤلفات املختلفة ،مما جعل العالم كله يسعى جاهدا في سبيل
الحماية لهذه الحقوق والمتلكات ،و وضع األنظمة التي تحكمها وتثبتها ألصحابها وفرض العقوبات الزاجرة والرادعة عن
التعدي عليـها.
أما نظام حق الؤلف فيرجع إلى اختراع الحروف الطبعية واآللة الطابعة على يد يوهانس غوتنبرغ عام 1440م .ومع تقدم
ّ
الزمن "أصبحت الحاجة ماسة وجلية إلى حماية دولية للملكية الفكرية ،وما دعم ذلك حادثة إحجام دول أصحاب العارض
األجانب عن الشاركة في العرض العالي للختراعات ،الذي أقيم في مدينة فيينا سنة (1873م) ،خشية سرقة أفكارهم
ً
واستغللها تجارّيا في بلدان أخرى .
ّ ّ ّ
الصناعية" ،وهي تعد العاهدة الكبرى التي وتفيد الوثائق أن عام (1883م) شهد ميلد "اتفاقية باريس لحماية اللكية
ّ ّ
الفكرية في بلدان أخرى .وفي عام (1884م) دخلت اتفاقية تستهدف مساعدة مواطني بلد ما في الحصول على حماية إبداعاتهم
1
ّ ّ
باريس ّحيز التنفيذ ،بعدد أعضاء بلغ آنذاك ( )14دولة عضوا ،وبمقتضاها تم إنشاء مكتب دولي يضطلع بالهام اإلدارّية،
مثل تنظيم اجتماعات الدول األعضاء.
ّ
اللكية ّ ّ
األدبية وفي عام (1886م) دخلت حقوق النشر والتأليف الساحة الدولية ،من خلل إبرام اتفاقية (برن) لحماية
ّ والفنية ،والتي كان الهدف منها مساعدة مواطني الدول األعضاء بها ،في الحصول على حماية دولية ّّ
لحقهم في التحكم
في أعمالهم االبتكارّية.
ّ ّ ّ
ومثلما كان الحال مع اتفاقية باريس؛ فقد تم بمقتض ى "اتفاقية برن" إنشاء مكتب دولي ليضطلع بالهام اإلدارية .وفي عام
ّ ّ ّ ّ
الفكرية" (العروفة (1893م) اتحد هذان الكتبان لتشكيل منظمة دولية سميت "بالكاتب الدولية التحدة لحماية اللكية
ّ
الفرنسية .)"BIRPI باختصارها باللغة
ّ ّ ّ
تغير هيكلها مع ازدياد ّ
الفكرية؛ ففي عام (1960م) انتقلت أهمية اللكية شكل منظمة "البيربي" لم يبقى على حاله ،بل
ّ
النظمة من مدينة برن إلى مدينة جنيف ،لتكون أقرب من منظمة األمم التحدة وغيرها من النظمات األخرى في هذه الدينة،
ّ ّ ّ
وبعد مرور عقد من الزمن؛ تغيرت منظمة "البيربي" لتصبح منظمة "الويبو" في أعقاب دخول اتفاقية تأسيس النظمة العالية
ّ
الفكرية ّحيز النفاذ .
ّ للملكية
ّ ّ ّ ّ
الفكرية العترف وفي عام (1974م) ،أصبحت "الويبو" وكالة متخصصة في منظومة األمم التحدة ،مكلفة بإدارة شؤون اللكية
ّ ّ
بها من قبل الدول األعضاء باألمم التحدة .ووسعت "الويبو" دورها؛ بل وأوضحت على نطاق أوسع أه ّّمية حقوق اللكية
ّ ّ ّ
الفكرية في إدارة التجارة ذات الطابع العولي ،من خلل دخولها في اتفاق تعاون مع منظمة التجارة العالية ،حيث تم بتاريخ
14نيسان عام 1994إقرار اتفاق جوانب حقوق اللكية الفكرية التصلة بالتجارة والعروفة باسم «تريبس)."GATT (1واآلن
ً ً
(الويبو)؛ تدير 24معاهدة (بالتعاون مع منظمات دولية أخرى في ثلث منها) وتنفذ برنامج عمل ثريا ومتنوعا من خلل الدول
األعضاء.
ومما سبق فالحماية القانونية لحقوق الؤلف تقوم من خلل وسائل متعددة تسهم جميعها في توفير هذه الحماية وإن
اختلفت فيما بين ـها من حيث طبيعت ـها ووسائل وإجراءات تطبيقها ومدى شدت ـها في ردع العتدين على حقوق الؤلف فذلك
نتيجة طبيعية لتنوع أشكال االعتداء الواقع على حقوق الؤلفين األدبية والالية.
إشكالية املوضوع:
يطرح االشكال حول أبرزاآلليات القانونية لحماية حقوق املؤلف والحقوق املجاورة ومدى فعاليتها على املستوى الوطن ـي
والدولي.
2
المبحث األول :آليات الحماية المدنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة
3
المبحث األول :الحماية المدنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة
لفرض الحماية الدنية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة من محاولة االعتداء سواء بالنسبة للمؤلف بنفسه أو حتى من
يخلفه في حالة الوفاة ،ولهذا سنحاول معالجة هذه اإلشكالية من خلل املطل الول سنذكر فيه الشروط الضرورية لتنزيل
وتطبيق حماية إجرائية لحقوق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفهم بعد الوفاة ،وأما في حالة وقوع تجاوزات
سنرى ما هي اإلجراءات القررة لحماية قانونا لحماية حق الؤلف والحقوق املجاورة في املطل الثاني.
المطلب األول :شروط تطبيق الحماية اإلجرائية لحق المؤلف والحقوق المجاورة
من خلل مقتضيات القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة الذي تم تغييره وتتميمه بمقتضيات
القانون رقم 34-05يشترط لنح الحماية اإلجرائية لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إلبداعاتهم الفنية
واألدبية ،وقوع اعتداء على أحد هذه الحقوق مثل التقليد أو البيع أو إيجار أو توزيع أو تشويه للحقوق بدون الحصول على
الوافقة الكتابية من صاحب أو أصحاب الحق من أجل مباشرة هذه التصرفات 1وتكون لها صبغة قانونية.
ومن خلل ما سبق ،فالشروط الضرورية للحصول على الحماية اإلجرائية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة تتمثل في:
الشرط الول :وقوع اعتداء على حق من حقوق الؤلف والحقوق املجاورة والذي سنتطرق له في "الفقرة األولى".
الشرط الثاني :عدم حصول العتدي على إذن خطي من صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفهم.
«الفقرة الثانية.
-1محمد محبوبي ،مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي ،الطبعة األولى ،مطبعة المعارف الجديدة ،ص .214
4
ويرى رأي آخر بأن الحق العنوي للمؤلف هو "حق لصيق بشخص الؤلف الذي ال يجوز التصرف فيه أو التنازل عنه،
وال يسقط بالتقادم ،وإن أي تصرف عليه يعد باطل ،وأنه امتداد لشخصية الؤلف وبه يظهر إبداعه الفكري ".وقال آخرون
بأنه" :ما يترتب على جهد العالم في التصنيف من اختصاصات أدبية تستوجب نسبة مصنفه إليه واحترامه فيما كتب مع
احتفاظه بحقه في تعديله وتنقيحه ".ويرى آخرون القول بأن" :السلطة التي يتمتع ب ـ ـها الؤلف بعد التنازل الكامل عن الحق
الالي في الدفاع عن مصنفه من أي اعتداء قد يصيبه سواء في التشويه أو التحريف من فعل الناشر أو الغير".
ويمكن القول بأن الحق األدبي للمؤلف هو(:سلطة مغايرة في طبيعته القانونية عن الحق الالي ،ألنه صلة تربط الصنف
بمؤلفه وتعطيه صلحيات وسلطات تهدف إلى إثبات العائدية للمؤلف وحماية الصنف باعتباره امتدادا لشخصية مؤلفه).2
إن الحق العنوي أو األدبي للمؤلف ي ـهدف بشكل مباشر إلى الحماية الدنية للمؤلف من أي اعتداء عليه أو على مصنفه ،إال
أن تحديد الطبيعة القانونية للحق العنوي للمؤلف قد أثارت جدال كبيرا على الستويين املحلي والدولي ،حيث وجد رجال
الفقه والقضاء صعوبات في تحديد تلك الطبيعة ،فقيلت آراء ونظريات كثيرة فيه .حيث أوردت القوانين املحلية على سبيل
الثال الذكرة اإليضاحية للقانون الصري لحماية حق الؤلف بالقول إلى عدم التقيد بنظرية معينة وعدم ورود نص للطبيعة
القانونية لحق الؤلف على أن يترك ذلك تقديره إلى اجتهادات رجال الفقه والقضاء ،ألن ـها تخضع إلى تطور دائم لإللتصاقها
بتطور اإلنسان.
وحسب ما نصت عليه الفقرة الثانية من الادة 25من القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم
تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم 34-05على أنه " وتعتبر الحقوق املعنوية غير محددة في الزمان وغير قابلة للتقادم
أو اإللغاء وتنتقل بعد وفاة املؤلف أو ذوي حقوقه".
وبنا ًء على ما سبق ،فإن أي مساس بهذه الحقوق يشكل اعتداء علي ـها كما لو قام شخص آخر غير صاحب الحق بنسبة
الصنف إليه أو شارك مالكه في هذه النسبة ،أو أن يقوم الناشر ببتر اسم الؤلف من مصنفه دون وجود اتفاق يقض ي
بذلك .ففي جميع هذه الحاالت يحق لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إثبات وقوع اعتداء على حقهم بجميع
يقصد بالحق الادي هو احتكار صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة استغلل إبداعاتهم وابتكاراتهم الفنية
ً
واألدبية استغلال ماليا وبأية صورة من صور االستغلل عن طريق نقلها إلى الجمهور إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
-2رسالة لنيل دبلوم الماجستير في القانون الخاص ،الحماية المدنية للحق المعنوي للمؤلف في التشريعين األردني والعراقي ،كلية الحقوق جامعة الشرق األوسط،
،2018ص.9
-3محمد محبوبي ،مرجع س ،ص .217
5
وأوجه النقل الباشر النصوص علي ـها في القانون الغربي والتمثلة في عرض الحقوق االبتكارية أو اإلبداعية إلى الجمهور
بصورة مباشرة سواء عن طريق التلوة العلنية أو التوقيع الوسيقي أو التمثيل السرحي أو العرض العلني أو اإلرسال اللسلكي
بما في ذلك األقمار االصطناعية أو للعرض بأية وسيلة آلية كالسينما أو التلفزيون سواء تم ذلك في مكان أو أمكنة مختلفة،
حيث يوجد أو يمكن أن يوجد أشخاص خارج دائرة األسرة ومحيطها الباشر من التقاط البث .ويطلق على هذه الوسائل
جميعها (األداء العلني) .4وإما بالنقل غير الباشر وهو ما يطلق عليه النسخ ويتم بنسخ صورة من الصنف تكون في متناول
الجمهور سواء تم ذلك بطريقة الطباعة أو الرسم أو التصوير أو الصب في قوالب أو التسجيل أو النسخ على أسطوانات
أو أشرطة مسموعة أو مرئية أو بأية طريقة أخرى.
وحري بالبيان أن مدة االستفادة من الحق الادي تختلف بين حقوق الؤلف والحقوق املجاورة .فمدة االستفادة من الحق
الادي بالنسبة لحقوق الؤلف هي طيلة حياة املؤلف ،وبعد وفاته ينتقل إلى خلفاءه ويصبح حينها حقا مؤقتا ينقض ي بمض ي
الدة املحددة في القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى قانون رقم
.34-05أما فيما يخص الصلحيات الادية ألصحاب الحقوق املجاورة فهي ال يمكن االستئثار بها مطلقا بل هناك حدود لذلك
إما في إطار االستعماالت الحرة النصوص عليها في الواد 54و55و 56من القانون رقم 2-00الذكور أعله ،أو في إطار
املحدودية في الزمان عن طريق التنصيص عن مدة الحماية في الواد 57و58و 59من القانون رقم 2-00التعلق بحقوق
ى قانون رقم5.34-05 الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض
الفقرة الثانية :عدم حصول المعتدي على إذن خطي من صاحب حق المؤلف وأصحاب الحقوق المجاورة
أو ممن يخلفه
إذا كان الشرع قد حصر التصرف بالحقوق العنوية لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وحدهم باعتبار أن ـها
تعبر عن أفكارهم ومعتقداتهم ،وبالتالي هي لصيقة بـهم وال تقبل التنازل ،فإنه في القابل أجاز لهم أن يقوموا باستغلل
مصنفهم بنفسهم أو أن يعهدوا بهذا االستغلل للغير .وهذا يعن ـي أن حقوقهم الادية و إن توفرت في ـها صفة االحتكار
واالستئثار إال أن ـها تقبل التصرف واالنتقال ،سواء عن طريق اإلرث أو التصرف القانوني ،دون أن يؤثر ذلك على الحقوق
العنوية الثابتة العنوية لصاحب حق الؤلف و أصحاب الحقوق املجاورة وهذا ما تؤكد عليه الفقرتان األولى والثانية من
الادة 39من القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم
34-05إذ تنصان على أنه " إن الحقوق الادية قابلة للتخلي عنها بنقلها بين األحياء وبحكم القانون في حالة الوفاة.6
أما الحقوق العنوية فل يجوز التخلي عنها فيما بين األحياء إال بحكم القانون في حالة الوفاة ".إال أننا نلحظ ومن أجل حماية
الحقوق الادية لصاحب حق الؤلف و أصحاب الحقوق املجاورة فقد اشترط الشرع أن يكون التخلي عنها أو الترخيص
6
باستغللها للغير مكتوبا ،وعلى من يدعي أن له حق في بيع أو إيجار أو ترخيص أو توزيع واستيراد أو تصدير مصنف يعود
لصاحب حق معين يجب إثبات ذلك خطيا ،وإال فإن ذلك يعد اعتداء على حق الؤلف والحقوق املجاورة ما لم يصدر منه
أو ممن يخلفه في حالة وفاته إذن مكتوب بالتخلي أو الترخيص ،وهذا ما تؤكد عليه الادة 41من القانون رقم 2-00التعلق
بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم 34- 05بحيث تنص على أنه " بخلف
مقتضيات مغايرة ،تبرم عقود التخلي عن الحقوق املادية أو الترخيص من أجل إنجاز أعمال تتضمنها الحقوق املادية
كتابة" .والواضح من خلل هذا النص أن التخلي عن الحقوق الادية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة أو الترخيص
باستغللها يعتبر باطل إذا لم يكن مكتوبا كأن يكون شفويا حتى ولو أقره صاحب حق الؤلف أو أصحاب الحقوق .فالكتابة
هنا تعتبر شرطا لصحة انعقاد التصرف وليس إثباته.
وإذا كان الشرع قد اشترط إبرام عقد التخلي عن الحقوق الادية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة أو الترخيص باستغللها
كتابة ،فإن األمر ال يختلف بالنسبة لعقد النشر فيتعين أيضا أن يكون مكتوبا وواضحا وصريحا وهذا ما نصت عليه الادة
45من القانون رقم 2-00الذكور أعله على أنه " يج تحت طائلة البطلن أن يبرم العقد كتابة وأن ينص على تعويض
لفائدة املؤلف أو ذوي حقوقه يكون متناسبا وأرباح االستغلل أو على تعويض جزافي.
وتكتس ي مو افقة املؤلف الشخصية صبغة إجبارية حتى لو تعلق المر بمؤلف قاصر بحكم القانون ما عدا في حالة
عدم قدرة بدنية ،على أن تراعى في ذلك مقتضيات النصوص الجارية على العقود التي يبرمها القاصرون واملحجورعليهم .
وال تطبق مقتضيات الفقرة الثانية من هذه املادة إذا أبرم عقد النشرمن طرف خلف املؤلف ".
وأخيرا فإذا حدث ونشر شخص من الغير الصنف دون أن يحصل على إذن من صاحبه أو من خلفه فإن الشرع وضع بين
يد صاحب حق الؤلف أو أصحاب الحقوق املجاورة سلحا فعاال يتمثل في إمكانية اتخاذ التدابير اإلجرائية املختلفة لحماية
حقهم على مصنفهم.7
فما هي إذن هذه التدابير اإلجرائية املختلفة لحماية حق املؤلف والحقوق املجاورة؟ وهو ما سنحاول اإلجابة عليه
في الطلب الثاني.
7
الفقرة األولى :الحجز التحفظي
يقع الحجز التحفظي على الصنفات حسب القانون رقم 2-00في الادتين 61و 62منه على الصنفات ،ولتعرف على بعض
شروطه "أوال" ،ثم بعد ذلك نذكر بعض الواد التي تكون محل للحجز "ثانيا".
وفقا لنص الادة ( )62-61من قانون 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة وكذا قانون السطرة الدنية فإن هناك
شروط ألجل إيقاع الحجز التحفظي على الصنف القلد وهي:
–تقديم طلب الحجز من صاحب الحق على الصنف القلد ،سواء الؤلف أو ورثته أو خلفه أو الوص ى إلـيهم أو الناشر،
إذ أن طلب الحجز ال يجوز أن يقدم إال ممن له صفة ومصلحة بالصنف العتد عليه.
–أن يكون العتد األصلي قد تم االعتداء عليه ونسخه بصورة غير مشروعة مخالفة للقانون وأن يثبت الطالب أنه قد تم
التعدي على الصنف أو أن التعدي عليه بات قريبا وأن هناك خطورة من ضياع األدلة التعلقة بفعل التعدي.
– أن يتم تقديم طلب الحجز إلى املحكمة املختصة وهي املحكمة االبتدائية وفق ما نصت عليه الادة ( )452من قانون
السطرة الدنية كما نصت الادة ( )149من القانون نفسه على أن رئيس املحكمة االبتدائية هو وحده املختص بالبت بصفته
قاضيا للمستعجلت.
– إجراء وصف تفصيلي وشامل للمصنف الذي تم االعتداء عليه وذلك حتى تستطيع املحكمة التأكد من أن الصنف
هو من الصنفات الشمولة بالحماية (كون هذه الصنفات ال تشملها الحماية) وكذا التأكد من أن هناك اعتداء على الصنف
وأنه تم نشره بصورة غير مشروعة ،وذلك بعد دراسة أسباب الحجز القدمة من صاحب الحق أو خلفائه.8
إال أن الادة ( )457من قانون السطرة الدنية الغربي قد أسندت هذا اإلجراء الوصفي إلى الغير بالقول“ :يقدم الغير املحجوز
لديه عند التبليغ إذا كان املحجوز منقوال وصفا تفصيليا لهذا املحجوز”…
-8جورج جبور ،في الملكية الفكرية ،حقوق المؤلف ،الطبعة األولى ،دار الفكر ،دمشق ،سوريا ،سنة .1996
8
ثانيا :املواد التي تكون محل للحجز
الحجز التحفظي باعتباره عمل ماديا فإنه البد أن يقع على ش يء مادي واألصل أنه يقع على النسخ القلدة من الصنف الذي
كان محل للعتداء إال أن قانون حقوق الؤلف شأنه شأن التشريعات الحديثة األخرى قد خول للمحكمة املختصة األمر
بإيقاع الحجز التحفظي على الصنف والسجلت الصوتية القلدة وعلى نسخه وصوره وأغلفة هذه النسخ واألدوات
الستعملة إلنجاز هذه النسخ.
ويشمل هذا اإلجراء الحجز على نسخ الصنفات أو السجلت الصوتية التي انتقلت إلى الغير بصور غير مشروعة والشتبه
في كونها أنجزت أو استوردت وفي إطار التصدير بدون ترخيص من صاحب الحق املحمي.9
–األمر بالحجز على الواد التي تستعمل إلنجاز النسخ غير الشروعة
وتتمثل في جميع الواد والوسائل الادية التي تستخدم في إعادة نشر الصنفات أو إنجاز النسخ غير الشروعة وكذا آية أجهزة
أو معدات يكون استيرادها خصيصا للقيام بإنجاز النسخ غير الشروعة10
هنا يجب الحجز على الوثائق والحسابات واألوراق اإلدارية التعلقة بهذه النسخ وكذلك الحجز على اإليراد الناتج عن
استغلل الصنف من خلل األداء العلني.
-9األزهر محمد ،حقوق المؤلف في القانون المغربي :دراسة مقارنة :الملكية األدبية والفنية ،الدار بيضاء مطبعة دار النشر المغربية،1994 ،
ص.299
-10يحي محمد حسين راشد الشعيبي ،م س ،ص.366
9
الفقرة الثانية :دور القضاء االستعجالي في حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة
حفاظا على حق الؤلف من استمرار فعل التعدي أو خوفا من ضياع األدلة التعلقة بفعل التعدي ،نظمت قوانين حق الؤلف
الوطنية إجراءات وقائية يجب إتباعها لنع االعتداء الواقع على أي حق محمي قانونا وإتاحة الفرصة لصاحب حق الؤلف
لرفع دعوى وقف االعتداء على حقه.11
فالادة 61من قانون رقم 2-00تنص على أنه “يخول للمحكمة املختصة…
–إصدار حكم بمنع أو أمر بإنهاء خرق أي حق محمي بموجب هذا القانون
–األمر بحجز نسخ الصنفات أو السجلت الصوتية التي يشتبه في كونها أنجزت أو استوردت أو في طور التصدير بدون
ترخيص صاحب حق محمي بموجب هذا القانون وكذلك األمر بالنسبة ألغلفة هذه النسخ ،واألدوات التي يمكن أن تكون قد
استعملت إلنجاز النسخ وأغلفتها والحسابات واألوراق اإلدارية التعلقة بهذه النسخ”.
وبعد االطلع على النص أعله يتبين أن اإلجراءات التحفظية لحماية حقوق الؤلف تتمثل في:
إذا تبين للمحكمة من ظاهر البيانات أن هناك خرقا لحق محمي (تعدي على الصنف فعليها أن تتخذ اإلجراء الناسب لوقف
هذا الخرق على الصنف.
فقد خولت الادة 61من قانون حقوق الؤلف الغربي املحكمة املختصة سلطته إصدار حكم أو األمر بإنهاء نشر الصنف
أو منع تداوله كلما كان هناك مساس أو نيل من حقوق الؤلف ال يمكن التهاون أو التسامح فيه .كما أعطت للمحكمة
املختصة حق اتخاذ أي من التدابير التحفظية التي تقي الصنف من أي اعتداء يقع عليه وفقا لا تراه ملئما مع مراعاة أحكام
قانون السطرة الدنية والجنائية وعلى الرغم أن الادة 61قد بينت في الفقرة األولى أن الجهة املختصة باتخاذ أي من
اإلجراءات التحفظية هي املحكمة املختصة ،فإنها لم تضع من هي الجهة املختصة ولن تكون صلحيات الفصل عند طلب
-11يحي محي راشد الشعيبي ،الحماية المدنية والجنائية لحق المؤلف ،ص.358
10
الحماية ،أهي لرئيس املحكمة االبتدائية أم أن هناك قضاء مستعجل لدى املحكمة االبتدائية .وللتأكد من ذلك رجعنا إلى
قانون السطرة الدينة في الادة 452أن القاض ي املختص بالنظر والفصل في أي من اإلجراءات التحفظية هو رئيس املحكمة
االبتدائية باعتباره قاضيا لألمور الستعجلة.
لذا نرى مما تقدم أنه يتطلب من الشرع الغربي ضرورة تحديد االختصاص وعدم التعميم فإذا كان األمر يتعلق بطلب حماية
وقتية بخصوص مصنف تم التعدي عليه فعل ،فاالختصاص في نظر طلب وقف التعدي يكون للمحكمة املختصة وهي
املحكمة االبتدائية التي يقع في دائرتها موطن الدعى عليه أو املحكمة الطلوب حصول اإلجراء في دائرتها.
أما إذا كان األمر يتعلق بطلب حماية تحفظية لصنف أصبح التعدي عليه وشيكا فاالختصاص يكون لقاض ي األمور
الستعجلة الذي يكون له أن يتخذ أي من اإلجراءات التحفظية لنع فعل التعدي من الحدوث أو يهدف الحفاظ على دليل
له علقة بفعل التعدي 12ومن مطالعة نص الادة 61الفقرة األولى من قانون حقوق الؤلف يتبين لنا ضمنيا إنه يعالج
موضوع الحماية الوقائية مبينا صاحب الحق في الحماية ،واالختصاص الكاني للجهة املختصة باتخاذ إجراءات الحماية.
صاح الحق في طل الحماية :يشترط فيمن يرغب بتقديم طلب الحماية اإلجرائية التحفظية أن يكون صاحب -1
صفة ومصلحة في طلب الحماية سواء كان الؤلف أو أيا من ورثته أو خلفه كون النص ينطبق على الحق األدبي والحق الالي
للمؤلف بدليل استعمال الشرع في نص الادة السالفة (خرق أي حق محمي) مما يعني شمول الحق األدبي والالي معا.
-2االختصاص املكاني للجهة املختصة باتخاذ إجراءات الحماية :الجهة املختصة في نظر الدعوى التضمنة طلب
اتخاذ إجراء مؤقت أو مستعجل هي املحكمة االبتدائية التي يقع في دائرتها الدعى عليه ،أو املحكمة الطلوب حصول
اإلجراء في دائرت ـ ـها.
في الفترة الواقعة بين طلب وقف أو منع االعتداء والفصل فيه ،قد يتضرر الؤلف من االستفادة الادية للمعتدي ،لذا منح
القانون للمؤلف أو الستأثر بحق استغلل الصنف حق الطلب من املحكمة بإصدار األمر بوضع الصنف تحت يد القضاء
عن طريق الحجز كإجراء تحفظي وقائي ،بغية منع العتدي من التصرف فيه إلى أن يصبح الحكم تنفيذيا يوم صدوره
النهائي.13
11
فالحجز الذي نحن بصدده هو مجرد حجز وقائي تحفظي الهدف منه وقف الضرر الذي ينتج عن االعتداء على حقوق
الؤلف وكذلك حصر الضرر الذي وقع فعل من جراء االعتداء واتخاذا إجراءات من شأنها املحافظة على حقوق الؤلف
ومحو هذا الضرر ،فالحجز الذي يوقعه الؤلف على الصنف .القلد يهدف أوال إلى وقف االعتداء على مصنفه الشمول
بالحماية كما يهدف إلى منع وقف وتداول الصنف القلد ونسخ وصوره ووضعه تحت يد املحكمة خوفا من تلفه أو منعا
لتصرف العتدي به ،كما يهدف إلى ضمان حصول الؤلف على التعويض عن الضرر اللحق عند صدور قرار من املحكمة
املختصة إذ يتم التنفيذ على الال املحجوز وبيعه لصالح الؤلف.14
يتمثل األشخاص الذين يحق لهم رفع دعوى السؤولية الدنية أمام املحكمة املختصة في كل من أصحاب حق الؤلف
وأصحاب الحق املجاور (الفقرة الولى) .لكن بالرجوع إلى القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم
والغير بقانون رقم 34-05نجد أن الشرع أعطى للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين باعتباره هيئة إدارية حق الدفاع على حقوق
الؤلف والحقوق املجاورة (الفقرة الثانية).
صاحب الحق الادي والعنوي هو مؤلف الصنف .فيدخل في هذا الصطلح كل من تطلق عليه كلمة (الؤلف) الواردة في
القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف و الحقوق املجاورة التمم والغير بقانون رقم 34-05فمعنى الؤلف في هذا القانون
ً ً
تشمل أي شخص طبيعي ابتكر مصنفا ثم نشره باسمه أو منسوبا إليه بأي طريقة من الطرق التبعة في نسبة الصنفات
لؤلفيها ،أو بطريقة يتم اختراعها في الستقبل ما لم يقم الدليل على غير ذلك ،15وكذلك مفهوم لفظ مصنف 16ال يقتصر
12
على تأليف الكتب وحدها بل يشمل كل عمل أدبي أو مسرحي أو موسيقي أو غنائي ،أو أي لوحة وزخرفة ،ونحت تصميم
أو شريط مسجل أو أسطوانة أو أغنية أو فيلم سينمائي لم يسبق نشره ،فبهذا العنى الشامل للكلمة مصنف يتسع املجال
لحقيقة معنى الؤلف فيعتبر الكاتب واألديب والشاعر والفنان والوسيقار والصور الفوتوغرافي والصور التشكيلي ومنتج
األفلم السينمائية ،وفنان رسم اللوحات اللونة ،فكل هؤالء مؤلفين وأصحاب حق أصيل في نظر القانون فيما يقومونه به
من تأليف لصنفات بهذا العنى الواسع.
وفي حالة الصنفات الشتركة ،فيعتبر الجميع شركاء في ملكية حق الؤلف على الصنف ،وال يجوز ألحد منهم أن يتفرد
ً
بمباشرة حقوق الؤلف القررة بمقتض ى أحكام هذا القانون ،ما لم يتفق الشركاء فيه كتابة على غير ذلك ،أما إذا كان مقدورا
على تمييز إسهام كل من األشخاص الذين اشتركوا في إخراج الصنف الشترك ،يجوز لكل منهم الحق في استغلل الجزء
الخاص به بشرط أن ال يترتب على استغلله ضرر يقع على بقية الشركاء ،كما يجوز ألي منهم مباشرة حقوق الؤلف القررة
في هذا القانون مع عدم اإلخلل بحقوق الشريك أو الشركاء في العائد الادي ،وفي هذا اإلطار تنص الادة 32من القانون رقم
2-00التعلق بحقوق الؤلف و الحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم 34-05على أنه " يعتبر املؤلفون
املشاركون في مصنف مشترك فيه ،املالكين الولين للحقوق املعنوية واملادية لهذا املصنف ،ولكن إذا أمكن تقسيم
املصنف املشترك إلى أجزاء مستقلة (أي أن أجزاء املصنف يمكن استنساخها أو أداؤها أو تمثيلها أو استعمالها بشكل
آخر بكيفية منفصلة فبإمكان املؤلفين املشاركين االستفادة بشكل مستقل من هذه الجزاء في الوقت الذي يبقون فيه
مالكين لحقوق املصنف املشترك ككل" .ولهذا فإن دعوى السؤولية الدنية ترفع من قبل جميع الؤلفين ،ألن العمل غير
الشروع لحقهم جميعا ،أما في حالة إذا لم يرغب أحدهم في رفع الدعوى فيتم إعمال مبدأ نسبية األحكام أي أن الحكم
ال يستفيد منه إال الشخص الذي رفع الدعوى.
ج) المحاضرات والكلمات والخطب والمواعظ والمصنفات األخرى المكتوبة بكلمات أو المعبر عنها شفاهيا؛
د) المصنفات الموسيقية سواء كانت مصحوبة أو غير مصحوبة بكلمات
هـ) المصنفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية
و) المصنفات الخاصة بالرقص واإليماء
ز) المصنفات السمعية -البصرية بما في ذلك المصنفات السينماتوغرافية والفيديوغرا م
ح) مصنفات الفنون الجميلة بما فيها الرسوم والرسوم الزيتية والمنتوجات وأعمال النقش والمطبوعات الجلدية وجميع مصنفات الفنون الجميلة
األخرى
ط) المصنفات الخاصة بالهندسة المعمارية
ي( المصنفات الفوتوغرافية
ك) المصنفات الخاصة بالفنون التطبيقية
ل) الصور والرسوم التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصاميم والرسوم األولية واإلنتاجات الثالثية األبعاد الخاصة بالجغرافيا ومسح األراضي
والهندسة المعمارية والعلوم
م) التعابير الفولكلورية واألعمال المستمدة من الفولكلور
ن) رسوم إبداعات صناعة األزياء.
ال ترتبط الحماية بنوع التعبير وال بشكله وال بنوعية المصنف وهدفه".
13
أما بخصوص الصنف الجماعي فإن الدعوى ترفع إما من طرف الشخص الذاتي أو العنوي الذي تحمل مسؤولية إيداع
الصنف البدع باسمه.17
أصحاب الحق املجاور في التشريع الغربي والذين يحق لهم رفع دعوى السؤولية الدنية أمام املحكمة املختصة ،هم فنانو
األداء 18ومنتجو السجلت الصوتية 19وهيأت اإلذاعة .وتشمل كذلك المثل والغني والوسيقار أو الراقص عندما يكون
الدور الذي يقوم به أحد منهم ينحصر في األداء فقط دون التأليف.
فصاحب الحق املجاور ليس مؤلفا ولكن أسهم في نشر الؤلف بأدائه مثل قيام النتج بتنظيم وتمويل إنتاج الصنف السمعي
البصري أو التسجيل الصوتي ،فمبدأ العدالة القانونية يقتض ي أن ُيشترط له من الحقوق وعليه أن يتحمل كذلك من
التزامات ،وبمعنى آخر يشترط عليه أخذ اإلذن من صاحب الحق األصيل في الصنف عند القيام بأدائه بأي وجه من وجوه
ً
األداء ،ويشترط له في ذات الوقت حقا يتفق عليه مع صاحب الحق األصيل بالتراض ي بينهما ،كما عليه االلتزام بأحكام القانون
التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة وكذلك يجب على صاحب الحق املجاور االلتزام بالشروط الواردة في عقد النشر،
ً
وعقد التمثيل واألداء ،علما بأن عقد النشر هو اتفاق مكتوب بين الؤلف والناشر لنشر عمل ما وتوزيعه للجمهور بغرض
مكافأة الؤلف ،أما عقد التمثيل واألداء العام هو عقد يقوم الؤلف بموجبه بالتنازل عن حقه في العمل ألي شخص طبيعي
أو معنوي في مقابل مكافأة مالية كذلك ،وعليه عند انتقال ملكية حقوق الؤلف العنوية والادية لطرف آخر يجب على
ً
الستعمل لتلك الحقوق االلتزام التام باستغلل الصنف وفقا لشروط وبنود عقد انتقال تلك الحقوق ،وعلى الؤلف أن
يمتنع من القيام بأي عمل من شأنه تعطيل استعمال الحق الأذون به بموجب العقد الشار إليه ومع ذلك يجوز للمؤلف
سحب مصنفه من التداول ،إلجراء أي تعديل أو حذف أو إضافة فيه بعد االتفاق مع الشخص الأذون له بمباشرة الحق،
ً ً
وفي حالة عدم وجود اتفاق يقض ي بذلك يلزم الؤلف بتعويض الشخص الأذون له تعويضا عادال تقدره املحكمة إذا تضرر
من سحب الؤلف مع مراعاة بطلن التصرفات الخاصة بانتقال حقوق الؤلف في الصنفات الستقبلية.
-17تنص المادة 33من القانون رقم 1-0المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى ن رقم 34-05على أنه " يعتبر
الشخص الذاتي أو المعنوي الذي اتخذ المبادرة وتحمل مسؤولية إبداع المصنف المبدع باسمه ،المالك األول للحقوق المعنوية والمادية لمصنف
جماعي".
-18ينص البند 23من المادة األولى من القانون رقم 2-2المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم -05
34على أنه " يقصد بعبارة "فنانو األداء" ،الممثلون والمغنون والعازفون الموسيقيون والراقصون ،واألشخاص اآلخرون الذين يقدمون
أو يتلون أو ينشدون أو يؤدون بأي طريقة أخرى المصنفات الفنية واألدبية والتعبيرات الفولكلورية".
-19ينص البند 26من المادة األولى من القانون رقم 2002المذكور أعاله على أنه " يراد بعبارة "منتج المسجل الصوتي" ،الشخص الذاتي
أو المعنوي الذي يأخذ المبادرة ويتولى المسؤولية في التثبيت األول لألصوات المتأتية من غناء أو أداء أوعرض ،أو ألي أصوات أخرى
أو لعروض صوتية".
14
الفقرة الثانية :تخويل المكتب المغربي لحقوق المؤلفين حق التقاضي
تنص الادة 1-6من القانون رقم 2-00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم
34-05على أنه " للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين حق التقاض ي من أجل الدفاع عن الصالح العهود بها إليه فمن خلل هذه
الادة يمكن للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين اللجوء إلى القضاء من أجل الدفاع وحماية حقوق الؤلف والحقوق املجاورة
من األفعال غير الشروعة ،حيث يملك في كافة األحوال وكالة عامة في الدفاع عن أصحاب الحقوق والتقاض ي باسمهم.
غير أنه رغم تخويل الكتب الغربي لحقوق الؤلفين صلحية التقاض ي ،فهذا ال يعني تجريد صاحب حق الؤلف وأصحاب
الحق املجاور من حقهم في اللجوء إلى القضاء من أجل الطالبة بالتعويض وفي هذا اإلطار جاء في قرار صادر عن محكمة
االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ 28مارس 2011على أنه "حيث إن الادة 1-60سالفة البيان أعله لئن كانت قد خولت
الكتب الغربي لحقوق الؤلفين حق التقاض ي ،فإن ذلك ال يعني تجريد الؤلف من حقه في الطالبة بالتعويض عن العمل
الضار به أصالة عن نفسه ،بدليل أن الشرع لم ينص على أن هذا الحق مخول تحت طائلة عدم القبول أي قبول الطلبات
القدمة من قبل غير الكتب الذكور" .20ومن أجل حماية حقوق الؤلف والحقوق املجاورة وطبقا للمادة 20من القانون رقم
2-00الذكور سابقا ،منح الشرع الغربي أعوان الكتب الغربي لحقوق الؤلفين النتدبون من لدن السلطة العهود إليها
بالوصاية على الكتب واملحلفون وفقا للشروط النصوص عليها في التشريع الجاري به العمل الخاص باليمين التي يؤديها
األعوان محررو املحاضر ،القيام بمعاينة املخالفات وحجز السجلت الصوتية والسمعية البصرية وكل وسائل التسجيل
الستعملة وكذا كل العدات التي استخدمت في االستنساخ غير القانوني .21ولكن رغم إعطاء القانون صلحية معاينة
املخالفات من طرف الكتب الذكور أعله ،فإن محكمة الوضوع يبقى لها كامل الصلحية في االعتماد على الخبرة كوسيلة من
وسائل التحقيق ،هذا ما نص عليه قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ 28مارس 2011على أنه "حيث إنه لئن
كانت الادة 22-03من قانون 15فبراير 2000تنص على أن أعوان الكتب الغربي لحقوق الؤلفين مؤهلون لعاينة املخالفات
ألحكام هذا القانون ،فإن محكمة الوضوع يبقى لها كامل الصلحية في االعتماد على الخبرة كوسيلة من وسائل التحقيق عمل
بمقتضيات الفصل 55من قانون السطرة الدنية وال ش يء يمنعها من ذلك.22
-20قرار رقم 937 - 936 - 935صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ 28مارس 2011منشور بمجلة المقال العدد 3
و .4/2011ص203 :
-21محمد محبوبي :حماية حقوق الفنان وفقا للقانون المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المرجع السابق ص .92
-22قرار رقم 937 - 936 - 935صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ 28مارس 2011منشور بمجلة المقال العدد 3
و .4/2011ص204 :
15
وذلك برفع دعوى السؤولية الدنية ،وهذه األخيرة تكون نتيجة كل فعل يلحق ضررا بحق األفراد ،وعندما يكون عندنا شخص
متضرر فإن القانون يكفل له التعويض في إطار السؤولية التقصيرية وبالخصوص السؤولية الدنية.
ومن خلل هذا الطلب سنبين عناصر السؤولية الدنية لتوضيحها في (الفقرة الولى) ،ثم إلى اآلثار التي تترتب عن هذه
السؤولية في (الفقرة الثانية).
أوال :الخطأ
عرف الشرع الغربي الخطأ في الفقرة األخيرة من الفصل 78من ظهير االلتزامات والعقود على أنه "ترك ما كان يج فعله
أو فعل ما كان يج اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث الضرر" .ورغم أن التعاريف هي من إختصاص الفقه فإن
الشرع الغربي حسنا فعل عندما عرف الخطأ ليكون واضحا ومقيدا للقضاء.
إن الخطأ إذا جاء في إطار عقد فإنه يسمى خطأ عقدي ،وهذه الحالة تكون عندما يكون االعتداء على حقوق الؤلف والحقوق
املجاورة من طرف من تعاقد مع صاحب الحق العتدي عليه ،مثل الناشر الذي يقوم بإدخال تغييرات بالزيادة أو النقصان
دون إذن الؤلف أو متعهد الحفلت الذي يخل بإحدى بنود عقد التبليغ الباشر ،وعلى العموم كل شخص ارتبط مع صاحب
الحق بشأن استغلل الصنف .24وقد يكون تقصيريا حين يرتكب الخطأ من طرف الغير ،الذي ال تربطه بصاحب حق الؤلف
وأصحاب الحقوق املجاورة أي علقة تعاقدية وإنما أخل بواجب قانوني مع إدراكه لهذا االخلل وذلك كمن يقوم بإعادة
النشر أو إستنساخ أو ترجمة مصنف محمي.25
إن الخطأ قد يكون عمديا وهو الذي يقصد بسوء نية االضرار بالغير وقد أشار إليه الشرع الغربي في الفصل 77من ظهير
االلتزامات والعقود على أنه " كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة وإختيار ،ومن غيرأن يسمح له به القانون ،فأحدث ضررا
ماديا أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر ،إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السب املباشر في حصول الضرر
وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر".
23عبد الراشد مأمون ،الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها) ،دار النهضة العربية ،1995 ،ص 447
24عبد الراشد مأمون ،الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها) ،ص 456
25راجع المواد من 12إلى 24من القانون رقم 2.00المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم 34.05
16
ومثل ذلك كالناشر الذي يعلم أن مدة إستغلل حقوق مصنف ما قد انتهت فيعمد إلى إخراج طبعة أخرى ،أو اللحن الذي
ينسب لنفسه لحنا موسيقيا ثم يعمل على إذاعته .وقد أشار الشرع الغربي إلى هذا الخطأ العمدي من خلل الفقرة األولى
من الادة 62من القانون رقم 2.00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم 34.05على
أنه " في حالة خرق حق معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون ،يحق لصاح الحقوق الحصول من
مقترف الخرق ،على تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق".
وقد يكون الخطأ نتيجة إهمال دون نية االضرار ،كأن يقوم الناشر بإصدار طبعة جديدة من كتاب دون االنتباه إلى أن مدة
االستغلل قد انتهت أو متعهد الحفلت الذي يقوم بعرض مسرحية دون استئذان ورثة الؤلف ضانا أن مدة الحماية
القانونية التي خولها الشرع قد انتهت ،وأن النص السرحي أصبح في اللك العام.
وتجب اإلشارة إلى أنه فيما يخص السؤولية التقصيرية ،فإن إثبات الخطأ يقع على عاتق صاحب حق الؤلف وأصحاب
الحقوق املجاورة وأنه في هذه الحالة ال يفترض .26أما فيما يتعلق بالسؤولية العقدية يتعين التفرقة بين حالة العقد الذي لم
يشتمل على ضرر في تنفيذه ففي هذه الحالة سيكون الخطأ مفترضا ،والحالة الثانية والتي يكون فيها العقد اشتمل تنفيذه
على ضرر ،وفي هذه الحالة يكون صاحب الحق ملزما بإثبات الخطأ27.
ثانيا :الضرر
ال يكفي لتحقيق السؤولية أن يقع الخطأ ،بل ال بد أن يترتب عن الخطأ الضرر ،وهو الركن الثاني من أركان السؤولية الدنية،
وعليه إذا ما انتفى الضرر ،انتفت السؤولية ولو كان الخطأ مؤكدا.28
ويقصد بالضرر كل أذى يصيب الشخص في حق من حقوقه ،أو مصلحة مشروعة له فهو الساس بمصلحة الضرور ،سواء
أكانت هذه الصلحة مالية ،ويوصف عندئذ بأنه ضرر مادي ،أو كانت مصلحة معنوية أو أدبية ويوصف عندئذ بأنه معنوي
أو أدبي.29
ويشترط لقيام السؤولية التقصيرية في القانون الدني ،أن يكون الفعل ضارا ،وفي مجال السؤولية العقدية هو عدم تنفيذ
الدين اللتزامه الناش ئ من العقد 30كما لو امتنع التعاقد مع الؤلف عن تنفيذ كل إلتزاماته أو بعضها أو يتأخر في تنفيذه،
كما هو الحال في عقد النشر ،فإذا امتنع الناشر عن نشر الصنف أو نشر بدون إذن الؤلف أحد مصنفاته التي عهد إليه
بطبعها أو نشرها فإن ذلك يشكل اعتداء على حقوق الؤلف الالية واألدبية.31
26محمد األزهر ،حقوق المؤلف في القانون المغربي دراسة مقارنة ،المرجع السابق ،ص 273
27مأمون الكزبري ،قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الجزء األول ،مصادر االلتزامات ،الطبعة الثالثة ،1974 ،ص 395
28عبد الراشد مأمون ،الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها) ،مرجع سابق ،ص 447
29إدريس العلوي العبدالوي ،شرح القانون المدني "النظرية العامة لاللتزام" ،الجزء الثاني ،الناشر مطبعة النجاح الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،ص .176
30محمود عبد الرحمن محمد ،النظرية العامة لاللتزامات ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،الناشر دار النهضة العربية ،2006 ،ص .327
31سعيد سعد عبد السالم ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في ظل حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82لسنة ،2002الناشر دار النهضة العربية،
،2004ص .212
17
وقد اشترطت الفقرة األولى من الادة 62من القانون رقم 2.00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير
بمقتض ى القانون رقم 34.05حصول الضرر حيت نصت على أنه " :في حالة خرق حق معترف به لصاحب حقوق محمية
بموجب هذا القانون ،يحق لصاحب الحقوق الحصول من مقترف الخرق ،على تعويضات عن الضرر الذي تعرض له بسبب
فعل الخرق.
وتجدر اإلشارة إلى أنه يشترط لتوفر عنصر الضرر في االعتداء على حقوق الؤلف والحقوق املجاورة ،أن يكون الضرر محققا،
والضرر يكون محققا إذا كان حاال ،أي وقع فعل.
وال يلتزم صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة بإثبات الضرر الذي لحق بهم نتيجة االعتداء على حقهم العنوي،
حيث يرى جانب من الفقه أنه من الستحيل على صاحب الحق إثبات ما أصابه من ضرر من جراء االعتداء على حقه العنوي،
ألنه الوحيد الذي يستطيع أن يقدر تحقيق االعتداء على مصنفه من عدمه ،وبالتالي فإن سلطة قاض ي الوضوع ستنحصر
فقط في تحديد نطاق األضرار التي أصابت صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وذلك دون التطرق لسألة إثبات
وجودها .وقد اعتبر القضاء الغربي الفعل غير مشروع لم يحصل فاعله على مبلغ مالي من جراء الفعل أنه سبب ضرر
وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف في إحدى قراراتها على أنه " :الثابت فعل أن الستأنفة ارتكبت املخالفة الذكورة
وقامت بنسخ برنامج الستأنف عليها وتصرفت فيه بتقديم نسخ أصلية باملجان لزبنائها دون إذن من الستأنف عليها وأن
الفعل ألحق بها دون شك ضررا يوجب التعويض".32
غير أن هناك جانب أخر من الفقه يرى بأنه يتعين على صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إتباع القواعد العامة
التي تلزمهم بإثبات الضرر الذي لحق بهم نتيجة االعتداء على حقهم العنوي ،وال يستطيع العتدي أن يثبت أن ما قام به من
إعتداء لم يسبب لصاحب الحق أي أضرار أدبية ،وذلك ألن هذه السألة من إختصاص صاحب حق الؤلف وأصحاب
الحقوق املجاورة وحدهم نظرا لرابطة األبوة التي تربطهم بمصنفهم ،على أن يكون للقاض ي السلطة التقديرية في التثبت من
الضرر الذي أصاب صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة.33
وعليه فإنه يشترط لقيام السؤولية الدنية وجود علقة سببية مباشرة بين الخطأ والضرر ،وهذا ما أكده الشرع الغربي
في الفصل 77من ظهير االلتزامات والعقود على أنه ":كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة وإختيار ،ومن غيرأن يسمح له به
32القرار عدد 01/165الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في الملف التجاري عدد 14/2000/2898بتاريخ 17يونيو ،2000منشور بمجلة
المعيار عدد 35يونيوو ،2006ص 221
33عبد الرشيد مأمون ،الحق األدبي للمؤلف ،النظرية العامة وتطبيقاتها ،المرجع السابق ،ص 443و444
18
القانون ،فأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر ،إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السب
املباشرفي حصول الضرر .وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر" .وكذلك الفقرة األولى من الادة 62من القانون رقم
2.00الذكور سابقا التي تنص على أنه "في حالة خرق حق معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون ،يحق
لصاح الحقوق الحصول من مقترف الخرق على تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق".
وكلما توفرت عناصر السؤولية الدنية الثلث كان لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة الحق في رفع الدعوى
أمام القضاء للمطالبة بإزالة الضرر.
غير أن هذه العلقة السببية تنتفي إذا ساهم في حدوث الضرر سببا أجنبيا ،كتوافر القوة القاهرة أو خطأ الغير أو خطأ
الضرور نفسه ،وال يمكن حينها قبول دعوى السؤولية الدنية والطالبة بالتعويض .وتقدير توفر العلقة السببية لقيام
السؤولية الدنية وعدم توفرها يعد من السائل الوضوعية التي يترك تقديرها للمحكمة املختصة.
كما أنه من بين اآلثار الترتبة عن السؤولية الدنية هو تقادمها في حالة عدم لجوء صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق
املجاورة إلى القضاء من أجل الطالبة بالتعويضات نتيجة االعتداء على حقوقهم الادية والعنوية من طرف العتدي.
وعليه سنحاول من خلل هذه الفقرة التطرق ألشكال التعويض عن الضرر الحاصل لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق
املجاورة (أوال) ثم إلى تقادم دعوى السؤولية الدنية (ثانيا).
إذا توفرت عناصر السؤولية الدنية ،فإنه يكون لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة الحق في الحصول على
تعويض عادل ،تراعي املحكمة في تقديره مكانة صاحب الحق األدبية والثقافية والفنية ومدى استغلل الصنف .وخاصة أن
القاعدة العامة تقض ي بأن كل خطأ سبب ضررا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض ،وقد نص الشرع الغربي في الفقرة األولى
من الفصل 77من قانون االلتزامات والعقود على ذلك.
فأساس التعويض مبني على الخطأ والضرر والعلقة السببية بينهما ونصت الفقرة األولى من الادة 62من القانون رقم 2.00
التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم 34.05التي تنص على أنه "في حالة خرق حق
-34عبد الرزاق بوطاهري ،آليات حماية حقوق المؤلف ،المرجع السابق ،ص .25
19
معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون ،يحق لصاح الحقوق الحصول من مقترف الخرق على
تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق".
ويشمل التعويض ما لحق الدعي من أضرار وما فاته من كسب طبقا للقواعد العامة للمسؤولية الدنية ،ونصت الفقرة
الثانية من الادة 62من القانون رقم 2.00الذكور أعله على مبالغ التعويض عن الضرر التي يتم تحديدها طبقا لقتضيات
القانون الدني مع مراعاة حجم الضرر الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق ،وكذا حجم األرباح التي حصل عليها
مقترف الخرق من فعله.
وال شك أن الهدف األساس ي من التعويض ،هو جبر الضرر الذي أصاب صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وأن
جبر الضرر يختلف بإختلف طبيعة الواد التضررة ،فإذا كان باإلمكان إزالة الضرر نهائيا بإعادة الش يء إلى ما كان عليه سابقا
كان التعويض عينيا ،أما إذا لم يكن باإلمكان جبر الضرر بالتعويض العيني ،فل يكون أمام القضاء سوى اللجوء
إلى التعويض غير العيني سواء كان مبلغ من النقود أو غير ذلك.35
يقصد بالتعويض العين ـي هو ما يتم بغير النقود ،وي ـهدف إلى إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل وقوع الضرر وهو أفضل من
التعويض بمقابل ،ألنه يؤدي إلى محو الضرر الذي أصاب صاحب الحق ،بدال من بقاء الضرر وإعطاء صاحب حق الؤلف
وأصحاب الحقوق املجاورة مبلغا من الال.
والتعويض العيني في مجال حقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم 34.05نلحظ أن الشرع
الغربي نظم بعض صور التعويض العيني في الادة 62وهي على الشكل التالي:
يقصد بالتعويض الادي هو ذلك التعويض الذي يقدر بمبلغ من النقود كمقابل للضرر الذي أصاب الضرور ،ويلجأ إليه
القاض ي عندما يتعذر إصلح الضرر الناجم عن االعتداء على الصنف بطريق التعويض العيني.
35محمد سامي عبد الصادق ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في ضوء قانون حماية حقوق الملكية الفكرية الجديد رقم 82لسنة ،2002الكتاب األول "حق المؤلف"،
الناشر دار النهضة العربية ،ص 509
20
والتعويض الادي ال يقتصر على الضرر الادي بل أيضا يشمل الضرر العنوي الذي يصيب صاحب حق الؤلف وأصحاب
الحقوق املجاورة نتيجة االعتداء على حقوقهم ،ومن واجب املحكمة الرفوع إليها الدعوى عند تقديرها التعويض أن تأخذ
بعين االعتبار الضرر الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق ،وفي هذا االطار قضت محكمة االستئناف التجارية بالدار
البيضاء "بأداء الشركة S.O.S informatiqueلشركة Microsoftتعويضا قدره 60000درهم من جراء العمل غير الشروع
اتجاه برامجها36".
وبالرجوع إلى القانون رقم 2.00التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم 34.05نجد أن
الشرع الغربي أشار إلى أنه عند تقدير التعويض يكون من واجب املحكمة أن تأخذ بعين االعتبار فضل عن حجم الضرر
الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق ،حجم األرباح التي حصل عليها مقترف الخرق من فعله غير الشروع.37
وطبقا للفقرة الثالثة من الادة 62من القانون رقم 2.00الذكور سابقا يجوز لصاحب الحقوق االختيار بين التعويض عن
األضرار التي لحقت به فعل باإلضافة إلى كل األرباح الترتبة عن النشاط المنوع والتي لم تؤخذ بعين االعتبار في حساب
التعويض الذكور أو التعويض عن األضرار املحدد سلفا في 5000درهم على األقل و 25000درهم كحد أقص ى حسب ما
تعتبره املحكمة عادال لجبر الضرر الحاصل.
يتضح مما سبق أن هناك عدة اعتبارات يجب على املحكمة أن تأخذها بعين االعتبار عند تقدير التعويض للمؤلف التضرر
جراء االعتداء على حقوقه ،وهذه االعتبارات هي:
-1مكانة صاحب الحق الثقافية والعلمية والفنية :يقصد بذلك مكانة صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة
التضررين بين بقية نفس أصحاب الحقوق وشهرتهم بين الناس ومركزهم االجتماعي والعلمي والفني.
-2قيمة الصنف العتدى عليه األدبية أو العلمية أو الفنية :فاالعتداء على حقوق الؤلف لصنف فني يختلف عن
الصنفات األدبية أو العلمية ،باعتبار أن الصنفات الفنية خاصة ما يتعلق منها بالوسيقى واألغاني والسينما تنتشر
بسرعة أكبر بين الناس ،كما أن االعتداء على قصة أدبية ليس كاالعتداء على كتاب يتضمن أسرارا خطيرة.
-3مدى استفادة العتدى من استغلل الصنف :القاعدة التي تحكم تقدير التعويض أنه يقدر بمقدار الضرر الواقع
فعل بغض النظر عما جناه العتدي من جراء اعتدائه على الصنف كما يجب على املحكمة أن تؤخذ بعين االعتبار
الردود الالي للمعتدي عند تقدير التعويض لصاحب الحق التضرر.
21
ثانيا :تقادم دعوى املسؤولية املدنية
التقادم 38هو تنظيم قانوني يترتب عليه اكتساب حق أو فقد حق بعد مض ي فترة زمنية محددة ،فهو إذا نوعان :تقادم مكسب
وتقادم مسقط .والتقادم الكسب يرتكز على فكرة الحيازة ويتم بموجبه أن يكسب الشخص حق ملكية العين الذي قام
بوضع يده عليها فترة معينة وبشرط أن تكون حيازته لتلك العين قد اتسمت بالهدوء واالستقرار وعدم النازعة .أما التقادم
السقط فإنه يرد على الحقوق العينية وعلى الحقوق الشخصية ،فالشخص الذي ال يستعمل العين الملوكة له فترة زمنية
محددة يفقد حقه على تلك العين مع مراعاة أحكام العقار املحفظ وكذلك الشخص الذي يتراخى في الطالبة بحقه مدة
معينة ،يفقد ذلك الحق .ويختلف التقادم الكسب عن التقادم السقط في أن األول يمكن التمسك به عن طريق الدفع وعن
طريق الدعوى ،أما التقادم السقط فإنه ال يمكن التمسك به إال عن طريق الدفع.39
وللتقادم أهمية بالغة في العمل القانوني ألنه يقوم على أساس اعتبارات تتصل بالصالح العام للمجتمع فضل عن الصالح
الخاصة التي يحميها هذا النظام .ولهذا فهو يعد مؤسسة ال غنى عنها في عدة مجاالت سواء كانت اقتصادية أو إجتماعية
أو أمنية .بحيث لوال التقادم الضطرت املحاكم إلى سماع القضايا التي مر عليها زمن طويل مع ما يخلفه ذلك من اضطرابات
وتشويش على العدالة بسبب فقدان األدلة مع مرور الوقت.40
ثم إن نظام التقادم يعمل على ضمان استقرار العاملت واألحوال وبالتالي فهو يقوم على فكرة وجوب احترام األوضاع
الستقرة التي مر عليها فترة من الزمن ولهذا فإن أغلب التشريعات أجازته في جميع العاملت سواء أكانت مدنية أو تجارية.
وفيما يخص القانون التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة لم يشر إلى تقادم دعوى السؤولية الدنية في نصوصه بخلف
القانون 17.97التعلق بحماية اللكية الصناعية الذي حدد مدة تقادم دعوى النافسة غير الشروعة من خلل فقرته الثالثة
من الادة 205بمض ي ثلث سنوات على األفعال التي تسببت في إقامتها.
ولهذا ال مناص لنا من الرجوع إلى القواعد العامة التي تحكم التقادم وخاصة الفصل 106من ظهير االلتزامات والعقود،
الذي نص على أنه "إن دعوى التعويض من جراء جريمة أو شبه جريمة تتقادم بمض ي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي
بلغ فيه إلى علم الفريق التضرر الضرر ومن هو السؤول عنه ،وتتقادم في جميع األحوال بمض ي عشرين سنة تبتدئ من وقت
حدوث الضرر" .في هذا الصدد جاء في إحدى قرارات محكمة االستئناف بالدار البيضاء على أنه "حيث إنه لا كان التقليد
والقرصنة من األعمال غير الشروعة ،فإن التقادم بشأنهما يخضع لقتضيات الفصل 106من ظهير االلتزامات والعقود.
39محمد محبوبي ،أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان ،الناشر دار أبي رقراق ،الطبعة األولى ،2012 ،ص 105
40محمد محبوبي ،أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان ،مرجع سابق ،ص 105
22
حيث إن التقادم عمل بمقتضيات الفصل 106من ظهير االلتزامات والعقود محدد في خمس سنوات تبتدئ من يوم العلم
بالضرر ومن هو السؤول عنه".41
41القرارات رقم 937/936/935الصادر بتاريخ 28مارس 2011ملف رقمه بالمحكمة االبتدائية 2008/1/3690و 2008/1/3610و 2008/1/3611منشور بمجلة
المقال ،العدد 3و 4سنة ،2001ص 204
23
خاتمة
وفيما يخص الحماية الفعلية لحقوق اللكية الفكرية للمؤلف والحقوق املجاورة في النطقة العربية نجدها تحتاج لبذل
تحول مواد القانون إلى فعل حقيقي على أرض الواقع ،فقد ثبت من خلل ما نشهده من تعد صارخ على حقوق جهود كبيرة ّ
الؤلفين والكتاب والصحفيين من سلب وقرصنة في أكثر من بلد عربي أن سن القوانين والتشريعات لوحده ال يكفي ،وإنما
العبرة في التنفيذ والتطبيق ،ولعل من يطلع على التشريعات والقوانين العربية العنية بحماية حقوق الؤلف والحقوق
املجاورة مقارنة باالتفاقيات والمارسات الدولية سيشهد بوضوح مدى قصور العديد منها ،فبعضها ضعيف ويتضمن غغرات
ّ
واآلخر ال يواكب التطور ويعاني من قصور أو من خلل في التطبيق أو تساهل في العقوبات وهو ما يلقي بظلله على النمو
االقتصادي ،األمر الذي يتطلب استنفارا من أجل تطوير وتحديث القوانين وتهيئة بيئة تشريعية مناسبة كي تتماش ي مع روح
العصر ،ألن أي معالجة آنية للمشاكل التعلقة بحقوق اللكية الفكرية بالنطقة العربية ال تكون البيئة التشريعية أساسا
ً ً
للنطلق بها .ستفشل حتما والغريب أن الدول العربية بدال من أن تستفيد من تجاربها وخبرتها أو إرثها التاريخي في مجال
اللكية الفكرية ،نجد لألسف أن "نسبة القرصنة واالعتداء على حقوق الؤلف الزالت عالية بشكل كبير في العالم العربي و
السبب الرئيس ي لذلك كما أسلفنا هو ضعف تطبيق وإنفاذ الحقوق من قبل األجهزة العنية" ،لذا هناك الكثير من
االنتقادات التي توجه للقضاء العربي أقلـها "أنه ال يأخذ دائما مسألة تعويض الدعى عليه بالجدية الكافية وكذلك ال يتم
تقدير قيمة الضمانات والكفاالت التي يتم فرضها أحيانا لضمان هذه التعويضات ,كما في حالة اإلجراءات االحتياطية ,بشكل
واقعي وكافي لتعويض الدعى عليه .ومن خلل االطلع على أغلب القوانين العربية في مجال اللكية الفكرية نجد أن-هناك
ً
تفاوتا بينها لجهة النص والتطبيق.
24
الئحة املراجع
-محمد محبوبي ،مظاهر حماية حقوق اللكية الفكرية في ضوء التشريع الغربي ،مطبعة العارف الجديدة ،الطبعة األولى2015 ،
-محمد محبوبي ،أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان ،الناشر دار أبي رقراق ،الطبعة األولى2012 ،
-عبد الراشد مأمون ،الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها) ،دار النهضة العربية1995 ،
-إدريس العلوي العبدالوي ،شرح القانون الدني "النظرية العامة لللتزام" ،الجزء الثاني ،الناشر مطبعة النجاح الدار البيضاء ،الطبعة األولى.
-محمود عبد الرحمن محمد ،النظرية العامة لللتزامات ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،الناشر دار النهضة العربية.2006 ،
-سعيد سعد عبد السلم ،الحماية القانونية لحق الؤلف والحقوق املجاورة في ظل حماية حقوق اللكية الفكرية رقم 82لسنة ،2002الناشر
دار النهضة العربية.2004 ،
-جورج جبور ،في اللكية الفكرية ،حقوق الؤلف ،الطبعة األولى ،دار الفكر ،دمشق ،سوريا ،سنة .1996
-محمد سامي عبد الصادق ،حقوق الؤلف والحقوق املجاورة في ضوء قانون حماية حقوق اللكية الفكرية الجديد رقم 82لسنة ،2002
الكتاب األول "حق الؤلف".
-سهيل الفتلوي ،حقوق الؤلف العنوية في القانون العراقي ،منشورات وزارة الثقافة بغداد ،سنة .1987
-مصطفى مجرد هرجة ،أحكام وآراء منازعات التنفيذ الرقمية ،الطبوعات الجامعية اإلسكندرية سنة 1989يحي محي راشد الشعيبي ،الحماية
الدنية والجنائية لحق الؤلف.2002،
-األزهر محمد ،حقوق الؤلف في القانون الغربي :دراسة مقارنة :اللكية األدبية والفنية ،الدار بيضاء مطبعة دار النشر الغربية.1994 ،
الرسائل والطروحات:
-رسالة لنيل دبلوم الاجستير في القانون الخاص ،الحماية الدنية للحق العنوي للمؤلف في التشريعين األردني والعراقي ،كلية الحقوق جامعة
الشرق األوسط.2018 ،
25
الفهرس
املقدمة 1 .....................................................................................................................................................................................................................
املبحث الول :الحماية املدنية لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة 4 .....................................................................................................................
املطل الول :شروط تطبيق الحماية اإلجرائية لحق املؤلف والحقوق املجاورة 4 .......................................................................................
الفقرة الولى :وقوع اعتداء على حق من حقوق املؤلف والحقوق املجاورة4 .............................................................................................
الفقرة الثانية :عدم حصول املعتدي على إذن خطي من صاح حق املؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفه 6 ..............
املطل الثاني :اإلجراءات املقررة لحماية حق املؤلف والحقوق املجاورة 7 .....................................................................................................
الفقرة الولى :الحجزالتحفظي 8 ....................................................................................................................................................................
الفقرة الثانية :دورالقضاء االستعجالي في حماية حق املؤلف والحقوق املجاورة10 ................................................................................
املبحث الثاني :الحماية املوضوعية لحقوق املؤلف الحقوق املجاورة 12 ............................................................................................................
املطل الول :الشخاص الذي يحق لهم رفع دعوى املسؤولية املدنية 12 .....................................................................................................
الفقرة الولى :أصحاب حق املؤلف وأصحاب الحق املجاور 12 ...................................................................................................................
الفقرة الثانية :تخويل املكت املغربي لحقوق املؤلفين حق التقاض ي 15 ..................................................................................................
املطل الثاني :تحديد عناصراملسؤولية و آثارها 15 ..........................................................................................................................................
الفقرة الولى :تحديد عناصراملسؤولية املدنية 16 .......................................................................................................................................
الفقرة الثانية :اآلثاراملترتبة عن املسؤولية املدنية 19 ..................................................................................................................................
خاتمة 24 .....................................................................................................................................................................................................................
الئحة املراجع 25 .........................................................................................................................................................................................................
26