You are on page 1of 27

‫‪Apogée : 17021365‬‬

‫ماستر‪ :‬قانون المقاولة‬


‫شعبة‪ :‬القانون الخاص‬
‫الفصل‪ :‬الثالث‬
‫الوحدة‪ :‬الملكية الفكرية ‪2‬‬
‫العرض السابع‬

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫الحماية المدنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫القطبي مهدي‬
‫د‪ .‬محمد محبوبي‬
‫الهوس رضا‬
‫واسو عتمان‬

‫السنة الجامعية‪2023-2024 :‬‬


‫املقدمة‬
‫ُجبلت النفس البشرية على األنانية التي تجعل اإلنسان يسعى إلى تحقيق مصالحه الـشخصية والفردية‪ ،‬فيعتدي على حقوق‬
‫اآلخرين ويسلب ـها إما عنوة أو بالحيلة والخديعة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى إثارة األزمات والصراع بين األفراد في املجتمع؛ ومن هنا‬
‫جاءت القوانين كضوابط ومعايير كحاجة ملحة لحماية حقوق أفراد املجتمع سواء أكانت مادية أم معنوية‪.‬‬
‫َّ‬
‫وال نبالغ في القول إن قلنا أن ا مللكية تعد أبرز سمات هذا العصر الذي اتسم بالتقدم في كل جوانب الحياة البشرية‪ ،‬بما‬
‫فيـها الجوانب االقتصادية‪ ،‬هذا التقدم الذي صاحبه تطور اللكية الخاصة‪ ،‬و ظهور أنواع من الحقوق التعلقة بها‪ ،‬لم تكن‬
‫معروفة من قبل‪ ،‬وقد شهد العالم كله هذا التطور الذهل في ظل تطور رهيب في مجال الصناعات واالبتكارات العلمية‬
‫و التكنولوجية الحديثة الت ـي أنتجها العقل البشري الفكر‪ ،‬و كذا التطور السريع في مجال الطباعة‪ ،‬وكثرة الؤلفات بأنواعها‬
‫شتى املجاالت العلمية واألدبية والفنية ‪ ،‬وصاحب ـها في هذا العصر حركة البرمجة اآللية لكثير من الؤلفات‬ ‫املختلفة في َّ‬

‫العلمية‪ ،‬التي سهلت على الباحثين وطلب العلم كثيرا من الصعاب‪ ،‬ويسرت لهم سبل البحث و التأليف وبالقابل لكل هذا‬
‫سهلت عمليات التقليد والتزوير لكثير من السلع والنتجات املختلفة‪ ،‬وانتشرت عمليات السرقة العلمية واألدبية لؤلفات‬
‫َّ‬
‫اآلخرين ونتاجهم الفكري والعلمي‪ ،‬وكثرت عمليات النسخ للمؤلفات املختلفة ‪ ،‬مما جعل العالم كله يسعى جاهدا في سبيل‬
‫الحماية لهذه الحقوق والمتلكات ‪ ،‬و وضع األنظمة التي تحكمها وتثبتها ألصحابها وفرض العقوبات الزاجرة والرادعة عن‬
‫التعدي عليـها‪.‬‬

‫وكلمحة تاريخية عن نشأة حماية حقوق املؤلف وامللكية الفكرية في العالم‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نتفق جميعا أن سرد أي تاريخ يكون دائما جزئيا‪ ،‬فمن الصعب جدا اإلحاطة بكامل العلومات‪ ،‬وفيما يخص موضوعنا‬
‫وبالعودة إلى ما توفر من وثائق ومعطيات عن جذور نشأة اللكية الفكرية نجد بأن الشرارةـ األولى «قد أوقدت في شمال إيطاليا‬
‫في عصر النهضة‪ ،‬حيث صدر في مدينة البندقية عام ‪1474‬م قانون خاص يوفر الحماية للختراعات‪ ،‬واعتمد على منح‬
‫املخترع حقوقه كافة‪.‬‬

‫أما نظام حق الؤلف فيرجع إلى اختراع الحروف الطبعية واآللة الطابعة على يد يوهانس غوتنبرغ عام ‪1440‬م‪ .‬ومع تقدم‬
‫ّ‬
‫الزمن "أصبحت الحاجة ماسة وجلية إلى حماية دولية للملكية الفكرية‪ ،‬وما دعم ذلك حادثة إحجام دول أصحاب العارض‬
‫األجانب عن الشاركة في العرض العالي للختراعات‪ ،‬الذي أقيم في مدينة فيينا سنة (‪1873‬م)‪ ،‬خشية سرقة أفكارهم‬
‫ً‬
‫واستغللها تجارّيا في بلدان أخرى ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصناعية"‪ ،‬وهي تعد العاهدة الكبرى التي‬ ‫وتفيد الوثائق أن عام (‪1883‬م) شهد ميلد "اتفاقية باريس لحماية اللكية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفكرية في بلدان أخرى‪ .‬وفي عام (‪1884‬م) دخلت اتفاقية‬ ‫تستهدف مساعدة مواطني بلد ما في الحصول على حماية إبداعاتهم‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باريس ّحيز التنفيذ‪ ،‬بعدد أعضاء بلغ آنذاك (‪ )14‬دولة عضوا‪ ،‬وبمقتضاها تم إنشاء مكتب دولي يضطلع بالهام اإلدارّية‪،‬‬
‫مثل تنظيم اجتماعات الدول األعضاء‪.‬‬
‫ّ‬
‫اللكية ّ‬ ‫ّ‬
‫األدبية‬ ‫وفي عام (‪1886‬م) دخلت حقوق النشر والتأليف الساحة الدولية‪ ،‬من خلل إبرام اتفاقية (برن) لحماية‬
‫ّ‬ ‫والفنية‪ ،‬والتي كان الهدف منها مساعدة مواطني الدول األعضاء بها‪ ،‬في الحصول على حماية دولية ّ‬‫ّ‬
‫لحقهم في التحكم‬
‫في أعمالهم االبتكارّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومثلما كان الحال مع اتفاقية باريس؛ فقد تم بمقتض ى "اتفاقية برن" إنشاء مكتب دولي ليضطلع بالهام اإلدارية‪ .‬وفي عام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفكرية" (العروفة‬ ‫(‪1893‬م) اتحد هذان الكتبان لتشكيل منظمة دولية سميت "بالكاتب الدولية التحدة لحماية اللكية‬
‫ّ‬
‫الفرنسية ‪.)"BIRPI‬‬ ‫باختصارها باللغة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تغير هيكلها مع ازدياد ّ‬
‫الفكرية؛ ففي عام (‪1960‬م) انتقلت‬ ‫أهمية اللكية‬ ‫شكل منظمة "البيربي" لم يبقى على حاله‪ ،‬بل‬
‫ّ‬
‫النظمة من مدينة برن إلى مدينة جنيف‪ ،‬لتكون أقرب من منظمة األمم التحدة وغيرها من النظمات األخرى في هذه الدينة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد مرور عقد من الزمن؛ تغيرت منظمة "البيربي" لتصبح منظمة "الويبو" في أعقاب دخول اتفاقية تأسيس النظمة العالية‬
‫ّ‬
‫الفكرية ّحيز النفاذ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للملكية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفكرية العترف‬ ‫وفي عام (‪1974‬م)‪ ،‬أصبحت "الويبو" وكالة متخصصة في منظومة األمم التحدة‪ ،‬مكلفة بإدارة شؤون اللكية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بها من قبل الدول األعضاء باألمم التحدة‪ .‬ووسعت "الويبو" دورها؛ بل وأوضحت على نطاق أوسع أه ّّمية حقوق اللكية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفكرية في إدارة التجارة ذات الطابع العولي‪ ،‬من خلل دخولها في اتفاق تعاون مع منظمة التجارة العالية‪ ،‬حيث تم بتاريخ‬
‫‪ 14‬نيسان عام ‪ 1994‬إقرار اتفاق جوانب حقوق اللكية الفكرية التصلة بالتجارة والعروفة باسم «تريبس‪)."GATT (1‬واآلن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(الويبو)؛ تدير ‪ 24‬معاهدة (بالتعاون مع منظمات دولية أخرى في ثلث منها) وتنفذ برنامج عمل ثريا ومتنوعا من خلل الدول‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫ومما سبق فالحماية القانونية لحقوق الؤلف تقوم من خلل وسائل متعددة تسهم جميعها في توفير هذه الحماية وإن‬
‫اختلفت فيما بين ـها من حيث طبيعت ـها ووسائل وإجراءات تطبيقها ومدى شدت ـها في ردع العتدين على حقوق الؤلف فذلك‬
‫نتيجة طبيعية لتنوع أشكال االعتداء الواقع على حقوق الؤلفين األدبية والالية‪.‬‬

‫إشكالية املوضوع‪:‬‬

‫يطرح االشكال حول أبرزاآلليات القانونية لحماية حقوق املؤلف والحقوق املجاورة ومدى فعاليتها على املستوى الوطن ـي‬
‫والدولي‪.‬‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية سنحاول تقسيم هذا الوضوع إلى مبحثين‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آليات الحماية المدنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫المبحث الثان‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق المؤلف الحقوق المجاورة‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الحماية المدنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫لفرض الحماية الدنية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة من محاولة االعتداء سواء بالنسبة للمؤلف بنفسه أو حتى من‬
‫يخلفه في حالة الوفاة‪ ،‬ولهذا سنحاول معالجة هذه اإلشكالية من خلل املطل الول سنذكر فيه الشروط الضرورية لتنزيل‬
‫وتطبيق حماية إجرائية لحقوق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفهم بعد الوفاة‪ ،‬وأما في حالة وقوع تجاوزات‬
‫سنرى ما هي اإلجراءات القررة لحماية قانونا لحماية حق الؤلف والحقوق املجاورة في املطل الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط تطبيق الحماية اإلجرائية لحق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫من خلل مقتضيات القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة الذي تم تغييره وتتميمه بمقتضيات‬
‫القانون رقم ‪ 34-05‬يشترط لنح الحماية اإلجرائية لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إلبداعاتهم الفنية‬
‫واألدبية‪ ،‬وقوع اعتداء على أحد هذه الحقوق مثل التقليد أو البيع أو إيجار أو توزيع أو تشويه للحقوق بدون الحصول على‬
‫الوافقة الكتابية من صاحب أو أصحاب الحق من أجل مباشرة هذه التصرفات‪ 1‬وتكون لها صبغة قانونية‪.‬‬

‫ومن خلل ما سبق‪ ،‬فالشروط الضرورية للحصول على الحماية اإلجرائية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة تتمثل في‪:‬‬

‫الشرط الول‪ :‬وقوع اعتداء على حق من حقوق الؤلف والحقوق املجاورة والذي سنتطرق له في "الفقرة األولى"‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬عدم حصول العتدي على إذن خطي من صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفهم‪.‬‬
‫«الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وقوع اعتداء على حق من حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬


‫يترتب عن اكتساب حق الؤلف والحقوق املجاورة نوعين من الحقوق تنشأ عن ملكيتهم األدبية والفنية وهما‪ :‬الحق املعنوي‬
‫والحق الدبي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحق المعنوي‬


‫إن الحق العنوي للمؤلف من الحقوق الفكرية التي تعود إلى أشياء غير ملموسة بل أشياء معنوية؛ لذلك فهو يتمتع بطبيعة‬
‫خاصة تميزه عن غيره من الحقوق‪ ،‬وهذه الطبيعة جعلت هذا الحق يصعب شمله بتعريف وافي يبين خصائصه وعناصره‪،‬‬
‫حتى إن غالبية الفقهاء اختلفوا على نحو واضح في بيان مفهوم هذا الحق‪ ،‬ومرد ذلك كون التشريعات لم تعط تعريفا للحق‬
‫العنوي للمؤلف‪ .‬وقد كان آلراء الفقه واجتهادات القضاء دور في محاولة تعريف الحق العنوي للمؤلف‪.‬‬
‫فذهب البعض في تعريفه إلى القول بأنه‪ :‬الدرع الواقي‪ ،‬الذي بمساعدته يثبت للمؤلف شخصيته في مواجهة معاصريه‬
‫وفي مواجهة األجيال الاضية وكذلك الستقبلية ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد محبوبي‪ ،‬مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪4‬‬
‫ويرى رأي آخر بأن الحق العنوي للمؤلف هو "حق لصيق بشخص الؤلف الذي ال يجوز التصرف فيه أو التنازل عنه‪،‬‬
‫وال يسقط بالتقادم‪ ،‬وإن أي تصرف عليه يعد باطل‪ ،‬وأنه امتداد لشخصية الؤلف وبه يظهر إبداعه الفكري ‪".‬وقال آخرون‬
‫بأنه‪" :‬ما يترتب على جهد العالم في التصنيف من اختصاصات أدبية تستوجب نسبة مصنفه إليه واحترامه فيما كتب مع‬
‫احتفاظه بحقه في تعديله وتنقيحه ‪".‬ويرى آخرون القول بأن‪" :‬السلطة التي يتمتع ب ـ ـها الؤلف بعد التنازل الكامل عن الحق‬
‫الالي في الدفاع عن مصنفه من أي اعتداء قد يصيبه سواء في التشويه أو التحريف من فعل الناشر أو الغير"‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن الحق األدبي للمؤلف هو‪(:‬سلطة مغايرة في طبيعته القانونية عن الحق الالي‪ ،‬ألنه صلة تربط الصنف‬
‫بمؤلفه وتعطيه صلحيات وسلطات تهدف إلى إثبات العائدية للمؤلف وحماية الصنف باعتباره امتدادا لشخصية مؤلفه)‪.2‬‬
‫إن الحق العنوي أو األدبي للمؤلف ي ـهدف بشكل مباشر إلى الحماية الدنية للمؤلف من أي اعتداء عليه أو على مصنفه‪ ،‬إال‬
‫أن تحديد الطبيعة القانونية للحق العنوي للمؤلف قد أثارت جدال كبيرا على الستويين املحلي والدولي‪ ،‬حيث وجد رجال‬
‫الفقه والقضاء صعوبات في تحديد تلك الطبيعة‪ ،‬فقيلت آراء ونظريات كثيرة فيه‪ .‬حيث أوردت القوانين املحلية على سبيل‬
‫الثال الذكرة اإليضاحية للقانون الصري لحماية حق الؤلف بالقول إلى عدم التقيد بنظرية معينة وعدم ورود نص للطبيعة‬
‫القانونية لحق الؤلف على أن يترك ذلك تقديره إلى اجتهادات رجال الفقه والقضاء‪ ،‬ألن ـها تخضع إلى تطور دائم لإللتصاقها‬
‫بتطور اإلنسان‪.‬‬

‫وحسب ما نصت عليه الفقرة الثانية من الادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم‬
‫تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم ‪ 34-05‬على أنه " وتعتبر الحقوق املعنوية غير محددة في الزمان وغير قابلة للتقادم‬
‫أو اإللغاء وتنتقل بعد وفاة املؤلف أو ذوي حقوقه‪".‬‬

‫وبنا ًء على ما سبق‪ ،‬فإن أي مساس بهذه الحقوق يشكل اعتداء علي ـها كما لو قام شخص آخر غير صاحب الحق بنسبة‬

‫الصنف إليه أو شارك مالكه في هذه النسبة‪ ،‬أو أن يقوم الناشر ببتر اسم الؤلف من مصنفه دون وجود اتفاق يقض ي‬

‫بذلك‪ .‬ففي جميع هذه الحاالت يحق لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إثبات وقوع اعتداء على حقهم بجميع‬

‫وسائل اإلثبات‪ ،‬ما دام األمر يتعلق بواقعة مادية‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحق المادي‬

‫يقصد بالحق الادي هو احتكار صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة استغلل إبداعاتهم وابتكاراتهم الفنية‬
‫ً‬
‫واألدبية استغلال ماليا وبأية صورة من صور االستغلل عن طريق نقلها إلى الجمهور إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ -2‬رسالة لنيل دبلوم الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬الحماية المدنية للحق المعنوي للمؤلف في التشريعين األردني والعراقي‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الشرق األوسط‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬محمد محبوبي‪ ،‬مرجع س‪ ،‬ص ‪.217‬‬

‫‪5‬‬
‫وأوجه النقل الباشر النصوص علي ـها في القانون الغربي والتمثلة في عرض الحقوق االبتكارية أو اإلبداعية إلى الجمهور‬
‫بصورة مباشرة سواء عن طريق التلوة العلنية أو التوقيع الوسيقي أو التمثيل السرحي أو العرض العلني أو اإلرسال اللسلكي‬
‫بما في ذلك األقمار االصطناعية أو للعرض بأية وسيلة آلية كالسينما أو التلفزيون سواء تم ذلك في مكان أو أمكنة مختلفة‪،‬‬
‫حيث يوجد أو يمكن أن يوجد أشخاص خارج دائرة األسرة ومحيطها الباشر من التقاط البث‪ .‬ويطلق على هذه الوسائل‬
‫جميعها (األداء العلني)‪ .4‬وإما بالنقل غير الباشر وهو ما يطلق عليه النسخ ويتم بنسخ صورة من الصنف تكون في متناول‬
‫الجمهور سواء تم ذلك بطريقة الطباعة أو الرسم أو التصوير أو الصب في قوالب أو التسجيل أو النسخ على أسطوانات‬
‫أو أشرطة مسموعة أو مرئية أو بأية طريقة أخرى‪.‬‬

‫وحري بالبيان أن مدة االستفادة من الحق الادي تختلف بين حقوق الؤلف والحقوق املجاورة ‪.‬فمدة االستفادة من الحق‬
‫الادي بالنسبة لحقوق الؤلف هي طيلة حياة املؤلف‪ ،‬وبعد وفاته ينتقل إلى خلفاءه ويصبح حينها حقا مؤقتا ينقض ي بمض ي‬
‫الدة املحددة في القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى قانون رقم‬
‫‪ .34-05‬أما فيما يخص الصلحيات الادية ألصحاب الحقوق املجاورة فهي ال يمكن االستئثار بها مطلقا بل هناك حدود لذلك‬
‫إما في إطار االستعماالت الحرة النصوص عليها في الواد ‪ 54‬و‪55‬و ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 2-00‬الذكور أعله‪ ،‬أو في إطار‬
‫املحدودية في الزمان عن طريق التنصيص عن مدة الحماية في الواد ‪57‬و‪58‬و‪ 59‬من القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق‬
‫ى قانون رقم‪5.34-05‬‬ ‫الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم حصول المعتدي على إذن خطي من صاحب حق المؤلف وأصحاب الحقوق المجاورة‬
‫أو ممن يخلفه‬
‫إذا كان الشرع قد حصر التصرف بالحقوق العنوية لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وحدهم باعتبار أن ـها‬
‫تعبر عن أفكارهم ومعتقداتهم‪ ،‬وبالتالي هي لصيقة بـهم وال تقبل التنازل‪ ،‬فإنه في القابل أجاز لهم أن يقوموا باستغلل‬
‫مصنفهم بنفسهم أو أن يعهدوا بهذا االستغلل للغير‪ .‬وهذا يعن ـي أن حقوقهم الادية و إن توفرت في ـها صفة االحتكار‬
‫واالستئثار إال أن ـها تقبل التصرف واالنتقال ‪ ،‬سواء عن طريق اإلرث أو التصرف القانوني ‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك على الحقوق‬
‫العنوية الثابتة العنوية لصاحب حق الؤلف و أصحاب الحقوق املجاورة وهذا ما تؤكد عليه الفقرتان األولى والثانية من‬
‫الادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم‬
‫‪ 34-05‬إذ تنصان على أنه " إن الحقوق الادية قابلة للتخلي عنها بنقلها بين األحياء وبحكم القانون في حالة الوفاة‪.6‬‬

‫أما الحقوق العنوية فل يجوز التخلي عنها فيما بين األحياء إال بحكم القانون في حالة الوفاة ‪".‬إال أننا نلحظ ومن أجل حماية‬
‫الحقوق الادية لصاحب حق الؤلف و أصحاب الحقوق املجاورة فقد اشترط الشرع أن يكون التخلي عنها أو الترخيص‬

‫‪ -4‬محمد محبوبي‪ ،‬مرجع س‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪-5‬محمد محبوبي‪ ،‬مرجع س‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -6‬محمد محبوبي‪ ،‬مرجع س‪ ،‬ص ‪.218‬‬

‫‪6‬‬
‫باستغللها للغير مكتوبا‪ ،‬وعلى من يدعي أن له حق في بيع أو إيجار أو ترخيص أو توزيع واستيراد أو تصدير مصنف يعود‬
‫لصاحب حق معين يجب إثبات ذلك خطيا‪ ،‬وإال فإن ذلك يعد اعتداء على حق الؤلف والحقوق املجاورة ما لم يصدر منه‬
‫أو ممن يخلفه في حالة وفاته إذن مكتوب بالتخلي أو الترخيص‪ ،‬وهذا ما تؤكد عليه الادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق‬
‫بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى القانون رقم‪ 34- 05‬بحيث تنص على أنه " بخلف‬
‫مقتضيات مغايرة ‪ ،‬تبرم عقود التخلي عن الحقوق املادية أو الترخيص من أجل إنجاز أعمال تتضمنها الحقوق املادية‬
‫كتابة"‪ .‬والواضح من خلل هذا النص أن التخلي عن الحقوق الادية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة أو الترخيص‬
‫باستغللها يعتبر باطل إذا لم يكن مكتوبا كأن يكون شفويا حتى ولو أقره صاحب حق الؤلف أو أصحاب الحقوق‪ .‬فالكتابة‬
‫هنا تعتبر شرطا لصحة انعقاد التصرف وليس إثباته‪.‬‬

‫وإذا كان الشرع قد اشترط إبرام عقد التخلي عن الحقوق الادية لحقوق الؤلف والحقوق املجاورة أو الترخيص باستغللها‬
‫كتابة‪ ،‬فإن األمر ال يختلف بالنسبة لعقد النشر فيتعين أيضا أن يكون مكتوبا وواضحا وصريحا وهذا ما نصت عليه الادة‬
‫‪ 45‬من القانون رقم ‪ 2-00‬الذكور أعله على أنه " يج تحت طائلة البطلن أن يبرم العقد كتابة وأن ينص على تعويض‬
‫لفائدة املؤلف أو ذوي حقوقه يكون متناسبا وأرباح االستغلل أو على تعويض جزافي‪.‬‬

‫وتكتس ي مو افقة املؤلف الشخصية صبغة إجبارية حتى لو تعلق المر بمؤلف قاصر بحكم القانون ما عدا في حالة‬
‫عدم قدرة بدنية‪ ،‬على أن تراعى في ذلك مقتضيات النصوص الجارية على العقود التي يبرمها القاصرون واملحجورعليهم ‪.‬‬
‫وال تطبق مقتضيات الفقرة الثانية من هذه املادة إذا أبرم عقد النشرمن طرف خلف املؤلف ‪".‬‬

‫وأخيرا فإذا حدث ونشر شخص من الغير الصنف دون أن يحصل على إذن من صاحبه أو من خلفه فإن الشرع وضع بين‬
‫يد صاحب حق الؤلف أو أصحاب الحقوق املجاورة سلحا فعاال يتمثل في إمكانية اتخاذ التدابير اإلجرائية املختلفة لحماية‬
‫حقهم على مصنفهم‪.7‬‬

‫فما هي إذن هذه التدابير اإلجرائية املختلفة لحماية حق املؤلف والحقوق املجاورة؟ وهو ما سنحاول اإلجابة عليه‬
‫في الطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلجراءات المقررة لحماية حق المؤلف والحقوق المجاورة‬


‫لدراسة اإلجراءات القررة قانونا لحماية حق الؤلف والحقوق املجاورة البد للتعرف على الحجز التحفظي وشروطه في الفقرة‬
‫الولى‪ ،‬ثم ننتقل إلى بعد ذلك للتعرف على دور القضاء االستعجالي في حماية حق الؤلف والحقوق املجاورة في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫‪ -7‬محمد محبوبي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪7‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحجز التحفظي‬

‫يقع الحجز التحفظي على الصنفات حسب القانون رقم ‪ 2-00‬في الادتين ‪ 61‬و‪ 62‬منه على الصنفات‪ ،‬ولتعرف على بعض‬
‫شروطه "أوال"‪ ،‬ثم بعد ذلك نذكر بعض الواد التي تكون محل للحجز "ثانيا"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط إيقاع الحجز التحفظي على المصنف‬

‫وفقا لنص الادة (‪ )62-61‬من قانون ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة وكذا قانون السطرة الدنية فإن هناك‬
‫شروط ألجل إيقاع الحجز التحفظي على الصنف القلد وهي‪:‬‬

‫–تقديم طلب الحجز من صاحب الحق على الصنف القلد‪ ،‬سواء الؤلف أو ورثته أو خلفه أو الوص ى إلـيهم أو الناشر‪،‬‬
‫إذ أن طلب الحجز ال يجوز أن يقدم إال ممن له صفة ومصلحة بالصنف العتد عليه‪.‬‬

‫–أن يكون العتد األصلي قد تم االعتداء عليه ونسخه بصورة غير مشروعة مخالفة للقانون وأن يثبت الطالب أنه قد تم‬
‫التعدي على الصنف أو أن التعدي عليه بات قريبا وأن هناك خطورة من ضياع األدلة التعلقة بفعل التعدي‪.‬‬

‫– أن يتم تقديم طلب الحجز إلى املحكمة املختصة وهي املحكمة االبتدائية وفق ما نصت عليه الادة (‪ )452‬من قانون‬
‫السطرة الدنية كما نصت الادة (‪ )149‬من القانون نفسه على أن رئيس املحكمة االبتدائية هو وحده املختص بالبت بصفته‬
‫قاضيا للمستعجلت‪.‬‬

‫– إجراء وصف تفصيلي وشامل للمصنف الذي تم االعتداء عليه وذلك حتى تستطيع املحكمة التأكد من أن الصنف‬
‫هو من الصنفات الشمولة بالحماية (كون هذه الصنفات ال تشملها الحماية) وكذا التأكد من أن هناك اعتداء على الصنف‬
‫وأنه تم نشره بصورة غير مشروعة‪ ،‬وذلك بعد دراسة أسباب الحجز القدمة من صاحب الحق أو خلفائه‪.8‬‬

‫إال أن الادة (‪ )457‬من قانون السطرة الدنية الغربي قد أسندت هذا اإلجراء الوصفي إلى الغير بالقول‪“ :‬يقدم الغير املحجوز‬
‫لديه عند التبليغ إذا كان املحجوز منقوال وصفا تفصيليا لهذا املحجوز”…‬

‫‪ -8‬جورج جبور‪ ،‬في الملكية الفكرية‪ ،‬حقوق المؤلف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬سنة ‪.1996‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ :‬املواد التي تكون محل للحجز‬

‫الحجز التحفظي باعتباره عمل ماديا فإنه البد أن يقع على ش يء مادي واألصل أنه يقع على النسخ القلدة من الصنف الذي‬
‫كان محل للعتداء إال أن قانون حقوق الؤلف شأنه شأن التشريعات الحديثة األخرى قد خول للمحكمة املختصة األمر‬
‫بإيقاع الحجز التحفظي على الصنف والسجلت الصوتية القلدة وعلى نسخه وصوره وأغلفة هذه النسخ واألدوات‬
‫الستعملة إلنجاز هذه النسخ‪.‬‬

‫–األمر بالحجز على نسخ الصنفات أو السجلت الصوتية القلدة‪.‬‬

‫ويشمل هذا اإلجراء الحجز على نسخ الصنفات أو السجلت الصوتية التي انتقلت إلى الغير بصور غير مشروعة والشتبه‬

‫في كونها أنجزت أو استوردت وفي إطار التصدير بدون ترخيص من صاحب الحق املحمي‪.9‬‬

‫–األمر بالحجز على الواد التي تستعمل إلنجاز النسخ غير الشروعة‬

‫وتتمثل في جميع الواد والوسائل الادية التي تستخدم في إعادة نشر الصنفات أو إنجاز النسخ غير الشروعة وكذا آية أجهزة‬
‫أو معدات يكون استيرادها خصيصا للقيام بإنجاز النسخ غير الشروعة‪10‬‬

‫–األمر بالحجز على اإليراد الناتج عن استغلل الصنف النشور‬

‫هنا يجب الحجز على الوثائق والحسابات واألوراق اإلدارية التعلقة بهذه النسخ وكذلك الحجز على اإليراد الناتج عن‬
‫استغلل الصنف من خلل األداء العلني‪.‬‬

‫‪ -9‬األزهر محمد‪ ،‬حقوق المؤلف في القانون المغربي‪ :‬دراسة مقارنة‪ :‬الملكية األدبية والفنية‪ ،‬الدار بيضاء مطبعة دار النشر المغربية‪،1994 ،‬‬
‫ص‪.299‬‬
‫‪ -10‬يحي محمد حسين راشد الشعيبي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.366‬‬

‫‪9‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور القضاء االستعجالي في حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫حفاظا على حق الؤلف من استمرار فعل التعدي أو خوفا من ضياع األدلة التعلقة بفعل التعدي‪ ،‬نظمت قوانين حق الؤلف‬
‫الوطنية إجراءات وقائية يجب إتباعها لنع االعتداء الواقع على أي حق محمي قانونا وإتاحة الفرصة لصاحب حق الؤلف‬
‫لرفع دعوى وقف االعتداء على حقه‪.11‬‬

‫فالادة ‪ 61‬من قانون رقم ‪ 2-00‬تنص على أنه “يخول للمحكمة املختصة…‬

‫–إصدار حكم بمنع أو أمر بإنهاء خرق أي حق محمي بموجب هذا القانون‬

‫–األمر بحجز نسخ الصنفات أو السجلت الصوتية التي يشتبه في كونها أنجزت أو استوردت أو في طور التصدير بدون‬
‫ترخيص صاحب حق محمي بموجب هذا القانون وكذلك األمر بالنسبة ألغلفة هذه النسخ‪ ،‬واألدوات التي يمكن أن تكون قد‬

‫استعملت إلنجاز النسخ وأغلفتها والحسابات واألوراق اإلدارية التعلقة بهذه النسخ‪”.‬‬

‫وبعد االطلع على النص أعله يتبين أن اإلجراءات التحفظية لحماية حقوق الؤلف تتمثل في‪:‬‬

‫منع أو إنهاء االعتداء على املصنف؛‬ ‫‪‬‬

‫نسخ املصنفات غيراملرخصة؛‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬منع أو إنهاء االعتداء على المصنف‬

‫إذا تبين للمحكمة من ظاهر البيانات أن هناك خرقا لحق محمي (تعدي على الصنف فعليها أن تتخذ اإلجراء الناسب لوقف‬
‫هذا الخرق على الصنف‪.‬‬

‫فقد خولت الادة ‪ 61‬من قانون حقوق الؤلف الغربي املحكمة املختصة سلطته إصدار حكم أو األمر بإنهاء نشر الصنف‬
‫أو منع تداوله كلما كان هناك مساس أو نيل من حقوق الؤلف ال يمكن التهاون أو التسامح فيه‪ .‬كما أعطت للمحكمة‬
‫املختصة حق اتخاذ أي من التدابير التحفظية التي تقي الصنف من أي اعتداء يقع عليه وفقا لا تراه ملئما مع مراعاة أحكام‬
‫قانون السطرة الدنية والجنائية وعلى الرغم أن الادة ‪ 61‬قد بينت في الفقرة األولى أن الجهة املختصة باتخاذ أي من‬
‫اإلجراءات التحفظية هي املحكمة املختصة‪ ،‬فإنها لم تضع من هي الجهة املختصة ولن تكون صلحيات الفصل عند طلب‬

‫‪ -11‬يحي محي راشد الشعيبي‪ ،‬الحماية المدنية والجنائية لحق المؤلف‪ ،‬ص‪.358‬‬

‫‪10‬‬
‫الحماية‪ ،‬أهي لرئيس املحكمة االبتدائية أم أن هناك قضاء مستعجل لدى املحكمة االبتدائية‪ .‬وللتأكد من ذلك رجعنا إلى‬
‫قانون السطرة الدينة في الادة ‪ 452‬أن القاض ي املختص بالنظر والفصل في أي من اإلجراءات التحفظية هو رئيس املحكمة‬
‫االبتدائية باعتباره قاضيا لألمور الستعجلة‪.‬‬

‫لذا نرى مما تقدم أنه يتطلب من الشرع الغربي ضرورة تحديد االختصاص وعدم التعميم فإذا كان األمر يتعلق بطلب حماية‬
‫وقتية بخصوص مصنف تم التعدي عليه فعل‪ ،‬فاالختصاص في نظر طلب وقف التعدي يكون للمحكمة املختصة وهي‬
‫املحكمة االبتدائية التي يقع في دائرتها موطن الدعى عليه أو املحكمة الطلوب حصول اإلجراء في دائرتها‪.‬‬

‫أما إذا كان األمر يتعلق بطلب حماية تحفظية لصنف أصبح التعدي عليه وشيكا فاالختصاص يكون لقاض ي األمور‬
‫الستعجلة الذي يكون له أن يتخذ أي من اإلجراءات التحفظية لنع فعل التعدي من الحدوث أو يهدف الحفاظ على دليل‬
‫له علقة بفعل التعدي ‪12‬ومن مطالعة نص الادة ‪ 61‬الفقرة األولى من قانون حقوق الؤلف يتبين لنا ضمنيا إنه يعالج‬
‫موضوع الحماية الوقائية مبينا صاحب الحق في الحماية‪ ،‬واالختصاص الكاني للجهة املختصة باتخاذ إجراءات الحماية‪.‬‬

‫صاح الحق في طل الحماية‪ :‬يشترط فيمن يرغب بتقديم طلب الحماية اإلجرائية التحفظية أن يكون صاحب‬ ‫‪-1‬‬
‫صفة ومصلحة في طلب الحماية سواء كان الؤلف أو أيا من ورثته أو خلفه كون النص ينطبق على الحق األدبي والحق الالي‬
‫للمؤلف بدليل استعمال الشرع في نص الادة السالفة (خرق أي حق محمي) مما يعني شمول الحق األدبي والالي معا‪.‬‬

‫‪ -2‬االختصاص املكاني للجهة املختصة باتخاذ إجراءات الحماية‪ :‬الجهة املختصة في نظر الدعوى التضمنة طلب‬
‫اتخاذ إجراء مؤقت أو مستعجل هي املحكمة االبتدائية التي يقع في دائرتها الدعى عليه‪ ،‬أو املحكمة الطلوب حصول‬
‫اإلجراء في دائرت ـ ـها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجز نسخ المصنفات غير المرخصة‬

‫في الفترة الواقعة بين طلب وقف أو منع االعتداء والفصل فيه‪ ،‬قد يتضرر الؤلف من االستفادة الادية للمعتدي‪ ،‬لذا منح‬
‫القانون للمؤلف أو الستأثر بحق استغلل الصنف حق الطلب من املحكمة بإصدار األمر بوضع الصنف تحت يد القضاء‬
‫عن طريق الحجز كإجراء تحفظي وقائي‪ ،‬بغية منع العتدي من التصرف فيه إلى أن يصبح الحكم تنفيذيا يوم صدوره‬
‫النهائي‪.13‬‬

‫‪ -12‬يحي محي راشد الشعيبي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.360‬‬


‫‪ -13‬مصطفى مجرد هرجة‪ ،‬أحكام وآراء منازعات التنفيذ الرقمية‪ ،‬المطبوعات الجامعية اإلسكندرية سنة ‪ ،1989‬ص‪.195‬‬

‫‪11‬‬
‫فالحجز الذي نحن بصدده هو مجرد حجز وقائي تحفظي الهدف منه وقف الضرر الذي ينتج عن االعتداء على حقوق‬
‫الؤلف وكذلك حصر الضرر الذي وقع فعل من جراء االعتداء واتخاذا إجراءات من شأنها املحافظة على حقوق الؤلف‬
‫ومحو هذا الضرر‪ ،‬فالحجز الذي يوقعه الؤلف على الصنف‪ .‬القلد يهدف أوال إلى وقف االعتداء على مصنفه الشمول‬
‫بالحماية كما يهدف إلى منع وقف وتداول الصنف القلد ونسخ وصوره ووضعه تحت يد املحكمة خوفا من تلفه أو منعا‬
‫لتصرف العتدي به‪ ،‬كما يهدف إلى ضمان حصول الؤلف على التعويض عن الضرر اللحق عند صدور قرار من املحكمة‬
‫املختصة إذ يتم التنفيذ على الال املحجوز وبيعه لصالح الؤلف‪.14‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق المؤلف الحقوق المجاورة‬


‫المطلب األول‪ :‬األشخاص الذي يحق لهم رفع دعوى المسؤولية المدنية‬

‫يتمثل األشخاص الذين يحق لهم رفع دعوى السؤولية الدنية أمام املحكمة املختصة في كل من أصحاب حق الؤلف‬
‫وأصحاب الحق املجاور (الفقرة الولى)‪ .‬لكن بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم‬
‫والغير بقانون رقم ‪ 34-05‬نجد أن الشرع أعطى للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين باعتباره هيئة إدارية حق الدفاع على حقوق‬
‫الؤلف والحقوق املجاورة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أصحاب حق المؤلف وأصحاب الحق المجاور‬


‫أصحاب الحق الادي والعنوي في التشريع الغربي طائفتين‪ :‬الطائفة الولى تشمل أصحاب حق الؤلف والثانية تشمل طائفة‬
‫أصحاب الحق املجاور‪.‬‬

‫أوال) أصحاب حق املؤلف‪:‬‬

‫صاحب الحق الادي والعنوي هو مؤلف الصنف‪ .‬فيدخل في هذا الصطلح كل من تطلق عليه كلمة (الؤلف) الواردة في‬
‫القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف و الحقوق املجاورة التمم والغير بقانون رقم ‪ 34-05‬فمعنى الؤلف في هذا القانون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تشمل أي شخص طبيعي ابتكر مصنفا ثم نشره باسمه أو منسوبا إليه بأي طريقة من الطرق التبعة في نسبة الصنفات‬
‫لؤلفيها‪ ،‬أو بطريقة يتم اختراعها في الستقبل ما لم يقم الدليل على غير ذلك‪ ،15‬وكذلك مفهوم لفظ مصنف‪ 16‬ال يقتصر‬

‫‪ -14‬سهيل الفتالوي‪ ،‬حقوق المؤلف المعنوية‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.279‬‬


‫‪ -15‬عرف المشرع المغربي المؤلف من خالل البند األول من المادة األولى من القانون رقم ‪ 2002‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم ‪ 34-05‬التي تنص على أنه " يقصد بالمصطلحات الواردة في هذا القانون وبدائلها المختلفة المعاني التالية‪:‬‬
‫‪" -1‬المؤلف" ‪ :‬هو الشخص الذاتي الذي أبدع المصنف ؛ وكل إشارة إلى الحقوق المادية للمؤلفين في هذا القانون حينما يكون المالك األصلي‬
‫لهذه الحقوق شخصا ذاتيا أو معنويا آخر غير المؤلف ‪ ،‬فهي تعني حقوق المالك األصلي للحقوق"‪.‬‬
‫‪ -16‬لقد حدد المشرع المصنفات في المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 22-03‬المذكور أعاله والتي تنص على أنه " يسري هذا القانون على المصنفات‬
‫األدبية والفنية المسماة فيما بعد "بالمصنفات" التي هي إبداعات فكرية أصلية في مجاالت األدب والفن مثل‪:‬‬
‫أ) المصنفات المعبر عنها كتابة‬
‫ب) برامج الحاسوب‬

‫‪12‬‬
‫على تأليف الكتب وحدها بل يشمل كل عمل أدبي أو مسرحي أو موسيقي أو غنائي‪ ،‬أو أي لوحة وزخرفة‪ ،‬ونحت تصميم‬
‫أو شريط مسجل أو أسطوانة أو أغنية أو فيلم سينمائي لم يسبق نشره‪ ،‬فبهذا العنى الشامل للكلمة مصنف يتسع املجال‬
‫لحقيقة معنى الؤلف فيعتبر الكاتب واألديب والشاعر والفنان والوسيقار والصور الفوتوغرافي والصور التشكيلي ومنتج‬
‫األفلم السينمائية‪ ،‬وفنان رسم اللوحات اللونة‪ ،‬فكل هؤالء مؤلفين وأصحاب حق أصيل في نظر القانون فيما يقومونه به‬
‫من تأليف لصنفات بهذا العنى الواسع‪.‬‬

‫وفي حالة الصنفات الشتركة‪ ،‬فيعتبر الجميع شركاء في ملكية حق الؤلف على الصنف‪ ،‬وال يجوز ألحد منهم أن يتفرد‬
‫ً‬
‫بمباشرة حقوق الؤلف القررة بمقتض ى أحكام هذا القانون‪ ،‬ما لم يتفق الشركاء فيه كتابة على غير ذلك‪ ،‬أما إذا كان مقدورا‬
‫على تمييز إسهام كل من األشخاص الذين اشتركوا في إخراج الصنف الشترك‪ ،‬يجوز لكل منهم الحق في استغلل الجزء‬
‫الخاص به بشرط أن ال يترتب على استغلله ضرر يقع على بقية الشركاء‪ ،‬كما يجوز ألي منهم مباشرة حقوق الؤلف القررة‬
‫في هذا القانون مع عدم اإلخلل بحقوق الشريك أو الشركاء في العائد الادي‪ ،‬وفي هذا اإلطار تنص الادة ‪ 32‬من القانون رقم‬
‫‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف و الحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم ‪ 34-05‬على أنه " يعتبر املؤلفون‬
‫املشاركون في مصنف مشترك فيه ‪ ،‬املالكين الولين للحقوق املعنوية واملادية لهذا املصنف ‪ ،‬ولكن إذا أمكن تقسيم‬
‫املصنف املشترك إلى أجزاء مستقلة (أي أن أجزاء املصنف يمكن استنساخها أو أداؤها أو تمثيلها أو استعمالها بشكل‬
‫آخر بكيفية منفصلة فبإمكان املؤلفين املشاركين االستفادة بشكل مستقل من هذه الجزاء في الوقت الذي يبقون فيه‬
‫مالكين لحقوق املصنف املشترك ككل"‪ .‬ولهذا فإن دعوى السؤولية الدنية ترفع من قبل جميع الؤلفين‪ ،‬ألن العمل غير‬
‫الشروع لحقهم جميعا‪ ،‬أما في حالة إذا لم يرغب أحدهم في رفع الدعوى فيتم إعمال مبدأ نسبية األحكام أي أن الحكم‬
‫ال يستفيد منه إال الشخص الذي رفع الدعوى‪.‬‬

‫ج) المحاضرات والكلمات والخطب والمواعظ والمصنفات األخرى المكتوبة بكلمات أو المعبر عنها شفاهيا؛‬
‫د) المصنفات الموسيقية سواء كانت مصحوبة أو غير مصحوبة بكلمات‬
‫هـ) المصنفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية‬
‫و) المصنفات الخاصة بالرقص واإليماء‬
‫ز) المصنفات السمعية ‪-‬البصرية بما في ذلك المصنفات السينماتوغرافية والفيديوغرا م‬
‫ح) مصنفات الفنون الجميلة بما فيها الرسوم والرسوم الزيتية والمنتوجات وأعمال النقش والمطبوعات الجلدية وجميع مصنفات الفنون الجميلة‬
‫األخرى‬
‫ط) المصنفات الخاصة بالهندسة المعمارية‬
‫ي( المصنفات الفوتوغرافية‬
‫ك) المصنفات الخاصة بالفنون التطبيقية‬
‫ل) الصور والرسوم التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصاميم والرسوم األولية واإلنتاجات الثالثية األبعاد الخاصة بالجغرافيا ومسح األراضي‬
‫والهندسة المعمارية والعلوم‬
‫م) التعابير الفولكلورية واألعمال المستمدة من الفولكلور‬
‫ن) رسوم إبداعات صناعة األزياء‪.‬‬
‫ال ترتبط الحماية بنوع التعبير وال بشكله وال بنوعية المصنف وهدفه"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أما بخصوص الصنف الجماعي فإن الدعوى ترفع إما من طرف الشخص الذاتي أو العنوي الذي تحمل مسؤولية إيداع‬
‫الصنف البدع باسمه‪.17‬‬

‫ثانيا) أصحاب الحق املجاور‪:‬‬

‫أصحاب الحق املجاور في التشريع الغربي والذين يحق لهم رفع دعوى السؤولية الدنية أمام املحكمة املختصة‪ ،‬هم فنانو‬
‫األداء‪ 18‬ومنتجو السجلت الصوتية‪ 19‬وهيأت اإلذاعة‪ .‬وتشمل كذلك المثل والغني والوسيقار أو الراقص عندما يكون‬
‫الدور الذي يقوم به أحد منهم ينحصر في األداء فقط دون التأليف‪.‬‬

‫فصاحب الحق املجاور ليس مؤلفا ولكن أسهم في نشر الؤلف بأدائه مثل قيام النتج بتنظيم وتمويل إنتاج الصنف السمعي‬
‫البصري أو التسجيل الصوتي‪ ،‬فمبدأ العدالة القانونية يقتض ي أن ُيشترط له من الحقوق وعليه أن يتحمل كذلك من‬
‫التزامات‪ ،‬وبمعنى آخر يشترط عليه أخذ اإلذن من صاحب الحق األصيل في الصنف عند القيام بأدائه بأي وجه من وجوه‬
‫ً‬
‫األداء‪ ،‬ويشترط له في ذات الوقت حقا يتفق عليه مع صاحب الحق األصيل بالتراض ي بينهما‪ ،‬كما عليه االلتزام بأحكام القانون‬
‫التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة وكذلك يجب على صاحب الحق املجاور االلتزام بالشروط الواردة في عقد النشر‪،‬‬
‫ً‬
‫وعقد التمثيل واألداء‪ ،‬علما بأن عقد النشر هو اتفاق مكتوب بين الؤلف والناشر لنشر عمل ما وتوزيعه للجمهور بغرض‬
‫مكافأة الؤلف‪ ،‬أما عقد التمثيل واألداء العام هو عقد يقوم الؤلف بموجبه بالتنازل عن حقه في العمل ألي شخص طبيعي‬
‫أو معنوي في مقابل مكافأة مالية كذلك‪ ،‬وعليه عند انتقال ملكية حقوق الؤلف العنوية والادية لطرف آخر يجب على‬
‫ً‬
‫الستعمل لتلك الحقوق االلتزام التام باستغلل الصنف وفقا لشروط وبنود عقد انتقال تلك الحقوق‪ ،‬وعلى الؤلف أن‬
‫يمتنع من القيام بأي عمل من شأنه تعطيل استعمال الحق الأذون به بموجب العقد الشار إليه ومع ذلك يجوز للمؤلف‬
‫سحب مصنفه من التداول‪ ،‬إلجراء أي تعديل أو حذف أو إضافة فيه بعد االتفاق مع الشخص الأذون له بمباشرة الحق‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وفي حالة عدم وجود اتفاق يقض ي بذلك يلزم الؤلف بتعويض الشخص الأذون له تعويضا عادال تقدره املحكمة إذا تضرر‬
‫من سحب الؤلف مع مراعاة بطلن التصرفات الخاصة بانتقال حقوق الؤلف في الصنفات الستقبلية‪.‬‬

‫‪ -17‬تنص المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 1-0‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى ن رقم ‪ 34-05‬على أنه " يعتبر‬
‫الشخص الذاتي أو المعنوي الذي اتخذ المبادرة وتحمل مسؤولية إبداع المصنف المبدع باسمه‪ ،‬المالك األول للحقوق المعنوية والمادية لمصنف‬
‫جماعي"‪.‬‬
‫‪ -18‬ينص البند ‪ 23‬من المادة األولى من القانون رقم ‪ 2-2‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم ‪-05‬‬
‫‪ 34‬على أنه " يقصد بعبارة "فنانو األداء"‪ ،‬الممثلون والمغنون والعازفون الموسيقيون والراقصون‪ ،‬واألشخاص اآلخرون الذين يقدمون‬
‫أو يتلون أو ينشدون أو يؤدون بأي طريقة أخرى المصنفات الفنية واألدبية والتعبيرات الفولكلورية"‪.‬‬
‫‪ -19‬ينص البند ‪ 26‬من المادة األولى من القانون رقم ‪ 2002‬المذكور أعاله على أنه " يراد بعبارة "منتج المسجل الصوتي"‪ ،‬الشخص الذاتي‬
‫أو المعنوي الذي يأخذ المبادرة ويتولى المسؤولية في التثبيت األول لألصوات المتأتية من غناء أو أداء أوعرض‪ ،‬أو ألي أصوات أخرى‬
‫أو لعروض صوتية"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تخويل المكتب المغربي لحقوق المؤلفين حق التقاضي‬
‫تنص الادة ‪ 1-6‬من القانون رقم ‪ 2-00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم‬
‫‪ 34-05‬على أنه " للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين حق التقاض ي من أجل الدفاع عن الصالح العهود بها إليه فمن خلل هذه‬
‫الادة يمكن للمكتب الغربي لحقوق الؤلفين اللجوء إلى القضاء من أجل الدفاع وحماية حقوق الؤلف والحقوق املجاورة‬
‫من األفعال غير الشروعة‪ ،‬حيث يملك في كافة األحوال وكالة عامة في الدفاع عن أصحاب الحقوق والتقاض ي باسمهم‪.‬‬

‫غير أنه رغم تخويل الكتب الغربي لحقوق الؤلفين صلحية التقاض ي‪ ،‬فهذا ال يعني تجريد صاحب حق الؤلف وأصحاب‬
‫الحق املجاور من حقهم في اللجوء إلى القضاء من أجل الطالبة بالتعويض وفي هذا اإلطار جاء في قرار صادر عن محكمة‬
‫االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬على أنه "حيث إن الادة ‪ 1-60‬سالفة البيان أعله لئن كانت قد خولت‬
‫الكتب الغربي لحقوق الؤلفين حق التقاض ي‪ ،‬فإن ذلك ال يعني تجريد الؤلف من حقه في الطالبة بالتعويض عن العمل‬
‫الضار به أصالة عن نفسه‪ ،‬بدليل أن الشرع لم ينص على أن هذا الحق مخول تحت طائلة عدم القبول أي قبول الطلبات‬
‫القدمة من قبل غير الكتب الذكور"‪ .20‬ومن أجل حماية حقوق الؤلف والحقوق املجاورة وطبقا للمادة ‪ 20‬من القانون رقم‬
‫‪ 2-00‬الذكور سابقا‪ ،‬منح الشرع الغربي أعوان الكتب الغربي لحقوق الؤلفين النتدبون من لدن السلطة العهود إليها‬
‫بالوصاية على الكتب واملحلفون وفقا للشروط النصوص عليها في التشريع الجاري به العمل الخاص باليمين التي يؤديها‬
‫األعوان محررو املحاضر‪ ،‬القيام بمعاينة املخالفات وحجز السجلت الصوتية والسمعية البصرية وكل وسائل التسجيل‬
‫الستعملة وكذا كل العدات التي استخدمت في االستنساخ غير القانوني‪ .21‬ولكن رغم إعطاء القانون صلحية معاينة‬
‫املخالفات من طرف الكتب الذكور أعله‪ ،‬فإن محكمة الوضوع يبقى لها كامل الصلحية في االعتماد على الخبرة كوسيلة من‬
‫وسائل التحقيق‪ ،‬هذا ما نص عليه قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬على أنه "حيث إنه لئن‬
‫كانت الادة ‪ 22-03‬من قانون ‪ 15‬فبراير ‪ 2000‬تنص على أن أعوان الكتب الغربي لحقوق الؤلفين مؤهلون لعاينة املخالفات‬
‫ألحكام هذا القانون‪ ،‬فإن محكمة الوضوع يبقى لها كامل الصلحية في االعتماد على الخبرة كوسيلة من وسائل التحقيق عمل‬
‫بمقتضيات الفصل ‪ 55‬من قانون السطرة الدنية وال ش يء يمنعها من ذلك‪.22‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديد عناصر المسؤولية وآثارها‬


‫وعيا من الشرع الغربي أن عليه حماية حقوق الؤلف وكذلك أصحاب الحقوق املجاورة فإنه قد منح لهم التمتع بالحماية‬
‫القانونية على حقوقهم الادية والعنوية‪ ،‬ففي حالة االعتداء عليها يمكنهم اللجوء للمحكمة املختصة لهدف رفع هذا االعتداء‬

‫‪ -20‬قرار رقم ‪ 937 - 936 - 935‬صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬منشور بمجلة المقال العدد ‪3‬‬
‫و ‪ .4/2011‬ص‪203 :‬‬
‫‪ -21‬محمد محبوبي‪ :‬حماية حقوق الفنان وفقا للقانون المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المرجع السابق ص ‪.92‬‬
‫‪ -22‬قرار رقم ‪ 937 - 936 - 935‬صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬منشور بمجلة المقال العدد ‪3‬‬
‫و ‪ .4/2011‬ص‪204 :‬‬

‫‪15‬‬
‫وذلك برفع دعوى السؤولية الدنية‪ ،‬وهذه األخيرة تكون نتيجة كل فعل يلحق ضررا بحق األفراد‪ ،‬وعندما يكون عندنا شخص‬
‫متضرر فإن القانون يكفل له التعويض في إطار السؤولية التقصيرية وبالخصوص السؤولية الدنية‪.‬‬

‫ومن خلل هذا الطلب سنبين عناصر السؤولية الدنية لتوضيحها في (الفقرة الولى)‪ ،‬ثم إلى اآلثار التي تترتب عن هذه‬
‫السؤولية في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد عناصر المسؤولية المدنية‬


‫عند وضع تقعيد للمسؤولية الدنية فإن الفقه وإلى جانبه القضاء أجمع على أن أركان السؤولية الدنية سواء كانت تعاقدية‬
‫أو تقصيرية هي ثلثة أركان وهي الخطأ والضرر والعلقة السببية بينهما‪ ،‬وعند اجتماع هذه العناصر الثلث فنحن نكون أمام‬
‫مسؤولية‪ 23‬تستوجب التعويض الادي ألن الضرر يجبر‪ .‬رغم أن هذه النظرية كلسيكية ألن هناك مسؤولية ال تحتاج الخطأ‬
‫بل تستوجب حدوث الضرر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الخطأ‬
‫عرف الشرع الغربي الخطأ في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 78‬من ظهير االلتزامات والعقود على أنه "ترك ما كان يج فعله‬
‫أو فعل ما كان يج اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث الضرر"‪ .‬ورغم أن التعاريف هي من إختصاص الفقه فإن‬
‫الشرع الغربي حسنا فعل عندما عرف الخطأ ليكون واضحا ومقيدا للقضاء‪.‬‬

‫إن الخطأ إذا جاء في إطار عقد فإنه يسمى خطأ عقدي‪ ،‬وهذه الحالة تكون عندما يكون االعتداء على حقوق الؤلف والحقوق‬
‫املجاورة من طرف من تعاقد مع صاحب الحق العتدي عليه‪ ،‬مثل الناشر الذي يقوم بإدخال تغييرات بالزيادة أو النقصان‬
‫دون إذن الؤلف أو متعهد الحفلت الذي يخل بإحدى بنود عقد التبليغ الباشر‪ ،‬وعلى العموم كل شخص ارتبط مع صاحب‬
‫الحق بشأن استغلل الصنف‪ .24‬وقد يكون تقصيريا حين يرتكب الخطأ من طرف الغير‪ ،‬الذي ال تربطه بصاحب حق الؤلف‬
‫وأصحاب الحقوق املجاورة أي علقة تعاقدية وإنما أخل بواجب قانوني مع إدراكه لهذا االخلل وذلك كمن يقوم بإعادة‬
‫النشر أو إستنساخ أو ترجمة مصنف محمي‪.25‬‬

‫إن الخطأ قد يكون عمديا وهو الذي يقصد بسوء نية االضرار بالغير وقد أشار إليه الشرع الغربي في الفصل ‪ 77‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود على أنه " كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة وإختيار‪ ،‬ومن غيرأن يسمح له به القانون‪ ،‬فأحدث ضررا‬
‫ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السب املباشر في حصول الضرر‬
‫وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر"‪.‬‬

‫‪ 23‬عبد الراشد مأمون‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1995 ،‬ص ‪447‬‬
‫‪ 24‬عبد الراشد مأمون‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها)‪ ،‬ص ‪456‬‬
‫‪ 25‬راجع المواد من ‪ 12‬إلى ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 2.00‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم ‪34.05‬‬

‫‪16‬‬
‫ومثل ذلك كالناشر الذي يعلم أن مدة إستغلل حقوق مصنف ما قد انتهت فيعمد إلى إخراج طبعة أخرى‪ ،‬أو اللحن الذي‬
‫ينسب لنفسه لحنا موسيقيا ثم يعمل على إذاعته‪ .‬وقد أشار الشرع الغربي إلى هذا الخطأ العمدي من خلل الفقرة األولى‬
‫من الادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2.00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم ‪ 34.05‬على‬
‫أنه " في حالة خرق حق معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون‪ ،‬يحق لصاح الحقوق الحصول من‬
‫مقترف الخرق‪ ،‬على تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق"‪.‬‬

‫وقد يكون الخطأ نتيجة إهمال دون نية االضرار‪ ،‬كأن يقوم الناشر بإصدار طبعة جديدة من كتاب دون االنتباه إلى أن مدة‬
‫االستغلل قد انتهت أو متعهد الحفلت الذي يقوم بعرض مسرحية دون استئذان ورثة الؤلف ضانا أن مدة الحماية‬
‫القانونية التي خولها الشرع قد انتهت‪ ،‬وأن النص السرحي أصبح في اللك العام‪.‬‬

‫وتجب اإلشارة إلى أنه فيما يخص السؤولية التقصيرية‪ ،‬فإن إثبات الخطأ يقع على عاتق صاحب حق الؤلف وأصحاب‬
‫الحقوق املجاورة وأنه في هذه الحالة ال يفترض‪ .26‬أما فيما يتعلق بالسؤولية العقدية يتعين التفرقة بين حالة العقد الذي لم‬
‫يشتمل على ضرر في تنفيذه ففي هذه الحالة سيكون الخطأ مفترضا‪ ،‬والحالة الثانية والتي يكون فيها العقد اشتمل تنفيذه‬
‫على ضرر‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون صاحب الحق ملزما بإثبات الخطأ‪27.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرر‬
‫ال يكفي لتحقيق السؤولية أن يقع الخطأ‪ ،‬بل ال بد أن يترتب عن الخطأ الضرر‪ ،‬وهو الركن الثاني من أركان السؤولية الدنية‪،‬‬
‫وعليه إذا ما انتفى الضرر‪ ،‬انتفت السؤولية ولو كان الخطأ مؤكدا‪.28‬‬

‫ويقصد بالضرر كل أذى يصيب الشخص في حق من حقوقه‪ ،‬أو مصلحة مشروعة له فهو الساس بمصلحة الضرور‪ ،‬سواء‬
‫أكانت هذه الصلحة مالية‪ ،‬ويوصف عندئذ بأنه ضرر مادي‪ ،‬أو كانت مصلحة معنوية أو أدبية ويوصف عندئذ بأنه معنوي‬
‫أو أدبي‪.29‬‬

‫ويشترط لقيام السؤولية التقصيرية في القانون الدني‪ ،‬أن يكون الفعل ضارا‪ ،‬وفي مجال السؤولية العقدية هو عدم تنفيذ‬
‫الدين اللتزامه الناش ئ من العقد‪ 30‬كما لو امتنع التعاقد مع الؤلف عن تنفيذ كل إلتزاماته أو بعضها أو يتأخر في تنفيذه‪،‬‬
‫كما هو الحال في عقد النشر‪ ،‬فإذا امتنع الناشر عن نشر الصنف أو نشر بدون إذن الؤلف أحد مصنفاته التي عهد إليه‬
‫بطبعها أو نشرها فإن ذلك يشكل اعتداء على حقوق الؤلف الالية واألدبية‪.31‬‬

‫‪ 26‬محمد األزهر‪ ،‬حقوق المؤلف في القانون المغربي دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪273‬‬
‫‪ 27‬مأمون الكزبري‪ ،‬قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزامات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1974 ،‬ص ‪395‬‬
‫‪ 28‬عبد الراشد مأمون‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪447‬‬
‫‪ 29‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح القانون المدني "النظرية العامة لاللتزام"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الناشر مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 30‬محمود عبد الرحمن محمد‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الناشر دار النهضة العربية‪ ،2006 ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ 31‬سعيد سعد عبد السالم‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في ظل حماية حقوق الملكية الفكرية رقم ‪ 82‬لسنة ‪ ،2002‬الناشر دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.212‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد اشترطت الفقرة األولى من الادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2.00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير‬
‫بمقتض ى القانون رقم ‪ 34.05‬حصول الضرر حيت نصت على أنه‪ " :‬في حالة خرق حق معترف به لصاحب حقوق محمية‬
‫بموجب هذا القانون‪ ،‬يحق لصاحب الحقوق الحصول من مقترف الخرق‪ ،‬على تعويضات عن الضرر الذي تعرض له بسبب‬
‫فعل الخرق‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يشترط لتوفر عنصر الضرر في االعتداء على حقوق الؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬أن يكون الضرر محققا‪،‬‬
‫والضرر يكون محققا إذا كان حاال‪ ،‬أي وقع فعل‪.‬‬

‫وال يلتزم صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة بإثبات الضرر الذي لحق بهم نتيجة االعتداء على حقهم العنوي‪،‬‬
‫حيث يرى جانب من الفقه أنه من الستحيل على صاحب الحق إثبات ما أصابه من ضرر من جراء االعتداء على حقه العنوي‪،‬‬
‫ألنه الوحيد الذي يستطيع أن يقدر تحقيق االعتداء على مصنفه من عدمه‪ ،‬وبالتالي فإن سلطة قاض ي الوضوع ستنحصر‬
‫فقط في تحديد نطاق األضرار التي أصابت صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وذلك دون التطرق لسألة إثبات‬
‫وجودها‪ .‬وقد اعتبر القضاء الغربي الفعل غير مشروع لم يحصل فاعله على مبلغ مالي من جراء الفعل أنه سبب ضرر‬
‫وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف في إحدى قراراتها على أنه‪ " :‬الثابت فعل أن الستأنفة ارتكبت املخالفة الذكورة‬
‫وقامت بنسخ برنامج الستأنف عليها وتصرفت فيه بتقديم نسخ أصلية باملجان لزبنائها دون إذن من الستأنف عليها وأن‬
‫الفعل ألحق بها دون شك ضررا يوجب التعويض"‪.32‬‬

‫غير أن هناك جانب أخر من الفقه يرى بأنه يتعين على صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة إتباع القواعد العامة‬
‫التي تلزمهم بإثبات الضرر الذي لحق بهم نتيجة االعتداء على حقهم العنوي‪ ،‬وال يستطيع العتدي أن يثبت أن ما قام به من‬
‫إعتداء لم يسبب لصاحب الحق أي أضرار أدبية‪ ،‬وذلك ألن هذه السألة من إختصاص صاحب حق الؤلف وأصحاب‬
‫الحقوق املجاورة وحدهم نظرا لرابطة األبوة التي تربطهم بمصنفهم‪ ،‬على أن يكون للقاض ي السلطة التقديرية في التثبت من‬
‫الضرر الذي أصاب صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة‪.33‬‬

‫ثالثا‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬


‫تعتبر علقة السببية بين الخطأ والضرر في التشريع الغربي ركن أساس ي في السؤولية الدنية‪ ،‬وذلك ألنه من البديهي أال يسأل‬
‫مرتكب الفعل إال عن األضرار التي تنتسب لفعله‪.‬‬

‫وعليه فإنه يشترط لقيام السؤولية الدنية وجود علقة سببية مباشرة بين الخطأ والضرر‪ ،‬وهذا ما أكده الشرع الغربي‬
‫في الفصل ‪ 77‬من ظهير االلتزامات والعقود على أنه‪ ":‬كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة وإختيار‪ ،‬ومن غيرأن يسمح له به‬

‫‪ 32‬القرار عدد ‪ 01/165‬الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في الملف التجاري عدد ‪ 14/2000/2898‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ ،2000‬منشور بمجلة‬
‫المعيار عدد ‪ 35‬يونيوو ‪ ،2006‬ص ‪221‬‬
‫‪ 33‬عبد الرشيد مأمون‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف‪ ،‬النظرية العامة وتطبيقاتها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 443‬و‪444‬‬

‫‪18‬‬
‫القانون‪ ،‬فأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السب‬
‫املباشرفي حصول الضرر‪ .‬وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر"‪ .‬وكذلك الفقرة األولى من الادة ‪ 62‬من القانون رقم‬
‫‪ 2.00‬الذكور سابقا التي تنص على أنه "في حالة خرق حق معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون‪ ،‬يحق‬
‫لصاح الحقوق الحصول من مقترف الخرق على تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق"‪.‬‬

‫وكلما توفرت عناصر السؤولية الدنية الثلث كان لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة الحق في رفع الدعوى‬
‫أمام القضاء للمطالبة بإزالة الضرر‪.‬‬

‫غير أن هذه العلقة السببية تنتفي إذا ساهم في حدوث الضرر سببا أجنبيا‪ ،‬كتوافر القوة القاهرة أو خطأ الغير أو خطأ‬
‫الضرور نفسه‪ ،‬وال يمكن حينها قبول دعوى السؤولية الدنية والطالبة بالتعويض‪ .‬وتقدير توفر العلقة السببية لقيام‬
‫السؤولية الدنية وعدم توفرها يعد من السائل الوضوعية التي يترك تقديرها للمحكمة املختصة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عن المسؤولية المدنية‬


‫تتمثل اآلثار الترتبة عن السؤولية الدنية في التعويض الذي يحصل عليه التضرر من الفعل غير الشروع‪ ،‬وذلك استنادا‬
‫إلى البدأ القانوني الذي يقر بأن الضرر يجبر والقاعدة الشرعية التي تقض ي بأن الضرر يزال‪.34‬‬

‫كما أنه من بين اآلثار الترتبة عن السؤولية الدنية هو تقادمها في حالة عدم لجوء صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق‬
‫املجاورة إلى القضاء من أجل الطالبة بالتعويضات نتيجة االعتداء على حقوقهم الادية والعنوية من طرف العتدي‪.‬‬

‫وعليه سنحاول من خلل هذه الفقرة التطرق ألشكال التعويض عن الضرر الحاصل لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق‬
‫املجاورة (أوال) ثم إلى تقادم دعوى السؤولية الدنية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أشكال التعويض عن الضررالحاصل لصاح حق املؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة‬

‫إذا توفرت عناصر السؤولية الدنية‪ ،‬فإنه يكون لصاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة الحق في الحصول على‬
‫تعويض عادل‪ ،‬تراعي املحكمة في تقديره مكانة صاحب الحق األدبية والثقافية والفنية ومدى استغلل الصنف‪ .‬وخاصة أن‬
‫القاعدة العامة تقض ي بأن كل خطأ سبب ضررا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض‪ ،‬وقد نص الشرع الغربي في الفقرة األولى‬
‫من الفصل ‪ 77‬من قانون االلتزامات والعقود على ذلك‪.‬‬

‫فأساس التعويض مبني على الخطأ والضرر والعلقة السببية بينهما ونصت الفقرة األولى من الادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪2.00‬‬
‫التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم ‪ 34.05‬التي تنص على أنه "في حالة خرق حق‬

‫‪ -34‬عبد الرزاق بوطاهري‪ ،‬آليات حماية حقوق المؤلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪19‬‬
‫معترف به لصاح حقوق محمية بموج هذا القانون‪ ،‬يحق لصاح الحقوق الحصول من مقترف الخرق على‬
‫تعويضات عن الضررالذي تعرض له بسب فعل الخرق‪".‬‬

‫ويشمل التعويض ما لحق الدعي من أضرار وما فاته من كسب طبقا للقواعد العامة للمسؤولية الدنية‪ ،‬ونصت الفقرة‬
‫الثانية من الادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2.00‬الذكور أعله على مبالغ التعويض عن الضرر التي يتم تحديدها طبقا لقتضيات‬
‫القانون الدني مع مراعاة حجم الضرر الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق‪ ،‬وكذا حجم األرباح التي حصل عليها‬
‫مقترف الخرق من فعله‪.‬‬

‫وال شك أن الهدف األساس ي من التعويض‪ ،‬هو جبر الضرر الذي أصاب صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة وأن‬
‫جبر الضرر يختلف بإختلف طبيعة الواد التضررة‪ ،‬فإذا كان باإلمكان إزالة الضرر نهائيا بإعادة الش يء إلى ما كان عليه سابقا‬
‫كان التعويض عينيا‪ ،‬أما إذا لم يكن باإلمكان جبر الضرر بالتعويض العيني‪ ،‬فل يكون أمام القضاء سوى اللجوء‬
‫إلى التعويض غير العيني سواء كان مبلغ من النقود أو غير ذلك‪.35‬‬

‫أ‪ -‬التعويض العيني‪:‬‬

‫يقصد بالتعويض العين ـي هو ما يتم بغير النقود‪ ،‬وي ـهدف إلى إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل وقوع الضرر وهو أفضل من‬
‫التعويض بمقابل‪ ،‬ألنه يؤدي إلى محو الضرر الذي أصاب صاحب الحق‪ ،‬بدال من بقاء الضرر وإعطاء صاحب حق الؤلف‬
‫وأصحاب الحقوق املجاورة مبلغا من الال‪.‬‬

‫والتعويض العيني في مجال حقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم ‪ 34.05‬نلحظ أن الشرع‬
‫الغربي نظم بعض صور التعويض العيني في الادة ‪ 62‬وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬إتلف النسخ القلدة وتلفيفها‪،‬‬


‫‪ -‬تدمير جميع العدات واألجهزة التي استعملت من أجل ارتكاب أعمال تمثل خرقا‪،‬‬
‫‪ -‬وقف األعمال‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعويض املادي‪:‬‬

‫يقصد بالتعويض الادي هو ذلك التعويض الذي يقدر بمبلغ من النقود كمقابل للضرر الذي أصاب الضرور‪ ،‬ويلجأ إليه‬
‫القاض ي عندما يتعذر إصلح الضرر الناجم عن االعتداء على الصنف بطريق التعويض العيني‪.‬‬

‫‪ 35‬محمد سامي عبد الصادق‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في ضوء قانون حماية حقوق الملكية الفكرية الجديد رقم ‪ 82‬لسنة ‪ ،2002‬الكتاب األول "حق المؤلف"‪،‬‬
‫الناشر دار النهضة العربية‪ ،‬ص ‪509‬‬

‫‪20‬‬
‫والتعويض الادي ال يقتصر على الضرر الادي بل أيضا يشمل الضرر العنوي الذي يصيب صاحب حق الؤلف وأصحاب‬
‫الحقوق املجاورة نتيجة االعتداء على حقوقهم‪ ،‬ومن واجب املحكمة الرفوع إليها الدعوى عند تقديرها التعويض أن تأخذ‬
‫بعين االعتبار الضرر الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق‪ ،‬وفي هذا االطار قضت محكمة االستئناف التجارية بالدار‬
‫البيضاء "بأداء الشركة ‪ S.O.S informatique‬لشركة ‪ Microsoft‬تعويضا قدره ‪ 60000‬درهم من جراء العمل غير الشروع‬
‫اتجاه برامجها‪36".‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون رقم ‪ 2.00‬التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة التمم والغير بمقتض ى القانون رقم ‪ 34.05‬نجد أن‬
‫الشرع الغربي أشار إلى أنه عند تقدير التعويض يكون من واجب املحكمة أن تأخذ بعين االعتبار فضل عن حجم الضرر‬
‫الادي والعنوي الذي تعرض له صاحب الحق‪ ،‬حجم األرباح التي حصل عليها مقترف الخرق من فعله غير الشروع‪.37‬‬

‫وطبقا للفقرة الثالثة من الادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2.00‬الذكور سابقا يجوز لصاحب الحقوق االختيار بين التعويض عن‬
‫األضرار التي لحقت به فعل باإلضافة إلى كل األرباح الترتبة عن النشاط المنوع والتي لم تؤخذ بعين االعتبار في حساب‬
‫التعويض الذكور أو التعويض عن األضرار املحدد سلفا في ‪ 5000‬درهم على األقل و ‪ 25000‬درهم كحد أقص ى حسب ما‬
‫تعتبره املحكمة عادال لجبر الضرر الحاصل‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن هناك عدة اعتبارات يجب على املحكمة أن تأخذها بعين االعتبار عند تقدير التعويض للمؤلف التضرر‬
‫جراء االعتداء على حقوقه‪ ،‬وهذه االعتبارات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬مكانة صاحب الحق الثقافية والعلمية والفنية‪ :‬يقصد بذلك مكانة صاحب حق الؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة‬
‫التضررين بين بقية نفس أصحاب الحقوق وشهرتهم بين الناس ومركزهم االجتماعي والعلمي والفني‪.‬‬
‫‪ -2‬قيمة الصنف العتدى عليه األدبية أو العلمية أو الفنية‪ :‬فاالعتداء على حقوق الؤلف لصنف فني يختلف عن‬
‫الصنفات األدبية أو العلمية‪ ،‬باعتبار أن الصنفات الفنية خاصة ما يتعلق منها بالوسيقى واألغاني والسينما تنتشر‬
‫بسرعة أكبر بين الناس‪ ،‬كما أن االعتداء على قصة أدبية ليس كاالعتداء على كتاب يتضمن أسرارا خطيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى استفادة العتدى من استغلل الصنف‪ :‬القاعدة التي تحكم تقدير التعويض أنه يقدر بمقدار الضرر الواقع‬
‫فعل بغض النظر عما جناه العتدي من جراء اعتدائه على الصنف كما يجب على املحكمة أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫الردود الالي للمعتدي عند تقدير التعويض لصاحب الحق التضرر‪.‬‬

‫‪ 36‬ملف تجاري رقم ‪ 14/2000/2898‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2002‬قرار غير منشور‪.‬‬


‫‪ 37‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2.00‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المتمم والمغير بمقتضى القانون رقم ‪ 34.05‬على أنه "يتم تحديد‬
‫مبالغ التعويض عن الضرر طبقا لمقتضيات القانون المدني مع مراعاة حجم الضرر المادي والمعنوي الذي تعرض له صاحب الحق‪ ،‬وكذا حجم األرباح التي حصل‬
‫عليها مقترف الخرق من فعله"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقادم دعوى املسؤولية املدنية‬

‫التقادم‪ 38‬هو تنظيم قانوني يترتب عليه اكتساب حق أو فقد حق بعد مض ي فترة زمنية محددة‪ ،‬فهو إذا نوعان‪ :‬تقادم مكسب‬
‫وتقادم مسقط‪ .‬والتقادم الكسب يرتكز على فكرة الحيازة ويتم بموجبه أن يكسب الشخص حق ملكية العين الذي قام‬
‫بوضع يده عليها فترة معينة وبشرط أن تكون حيازته لتلك العين قد اتسمت بالهدوء واالستقرار وعدم النازعة‪ .‬أما التقادم‬
‫السقط فإنه يرد على الحقوق العينية وعلى الحقوق الشخصية‪ ،‬فالشخص الذي ال يستعمل العين الملوكة له فترة زمنية‬
‫محددة يفقد حقه على تلك العين مع مراعاة أحكام العقار املحفظ وكذلك الشخص الذي يتراخى في الطالبة بحقه مدة‬
‫معينة‪ ،‬يفقد ذلك الحق‪ .‬ويختلف التقادم الكسب عن التقادم السقط في أن األول يمكن التمسك به عن طريق الدفع وعن‬
‫طريق الدعوى‪ ،‬أما التقادم السقط فإنه ال يمكن التمسك به إال عن طريق الدفع‪.39‬‬

‫وللتقادم أهمية بالغة في العمل القانوني ألنه يقوم على أساس اعتبارات تتصل بالصالح العام للمجتمع فضل عن الصالح‬
‫الخاصة التي يحميها هذا النظام‪ .‬ولهذا فهو يعد مؤسسة ال غنى عنها في عدة مجاالت سواء كانت اقتصادية أو إجتماعية‬
‫أو أمنية‪ .‬بحيث لوال التقادم الضطرت املحاكم إلى سماع القضايا التي مر عليها زمن طويل مع ما يخلفه ذلك من اضطرابات‬
‫وتشويش على العدالة بسبب فقدان األدلة مع مرور الوقت‪.40‬‬

‫ثم إن نظام التقادم يعمل على ضمان استقرار العاملت واألحوال وبالتالي فهو يقوم على فكرة وجوب احترام األوضاع‬
‫الستقرة التي مر عليها فترة من الزمن ولهذا فإن أغلب التشريعات أجازته في جميع العاملت سواء أكانت مدنية أو تجارية‪.‬‬

‫وفيما يخص القانون التعلق بحقوق الؤلف والحقوق املجاورة لم يشر إلى تقادم دعوى السؤولية الدنية في نصوصه بخلف‬
‫القانون ‪ 17.97‬التعلق بحماية اللكية الصناعية الذي حدد مدة تقادم دعوى النافسة غير الشروعة من خلل فقرته الثالثة‬
‫من الادة ‪ 205‬بمض ي ثلث سنوات على األفعال التي تسببت في إقامتها‪.‬‬

‫ولهذا ال مناص لنا من الرجوع إلى القواعد العامة التي تحكم التقادم وخاصة الفصل ‪ 106‬من ظهير االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫الذي نص على أنه "إن دعوى التعويض من جراء جريمة أو شبه جريمة تتقادم بمض ي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي‬
‫بلغ فيه إلى علم الفريق التضرر الضرر ومن هو السؤول عنه‪ ،‬وتتقادم في جميع األحوال بمض ي عشرين سنة تبتدئ من وقت‬
‫حدوث الضرر"‪ .‬في هذا الصدد جاء في إحدى قرارات محكمة االستئناف بالدار البيضاء على أنه "حيث إنه لا كان التقليد‬
‫والقرصنة من األعمال غير الشروعة‪ ،‬فإن التقادم بشأنهما يخضع لقتضيات الفصل ‪ 106‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪ 39‬محمد محبوبي‪ ،‬أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان‪ ،‬الناشر دار أبي رقراق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012 ،‬ص ‪105‬‬
‫‪ 40‬محمد محبوبي‪ ،‬أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪105‬‬

‫‪22‬‬
‫حيث إن التقادم عمل بمقتضيات الفصل ‪ 106‬من ظهير االلتزامات والعقود محدد في خمس سنوات تبتدئ من يوم العلم‬
‫بالضرر ومن هو السؤول عنه"‪.41‬‬

‫‪ 41‬القرارات رقم ‪ 937/936/935‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬ملف رقمه بالمحكمة االبتدائية ‪ 2008/1/3690‬و‪ 2008/1/3610‬و‪ 2008/1/3611‬منشور بمجلة‬
‫المقال‪ ،‬العدد ‪3‬و‪ 4‬سنة ‪ ،2001‬ص ‪204‬‬

‫‪23‬‬
‫خاتمة‬
‫وفيما يخص الحماية الفعلية لحقوق اللكية الفكرية للمؤلف والحقوق املجاورة في النطقة العربية نجدها تحتاج لبذل‬
‫تحول مواد القانون إلى فعل حقيقي على أرض الواقع‪ ،‬فقد ثبت من خلل ما نشهده من تعد صارخ على حقوق‬ ‫جهود كبيرة ّ‬

‫الؤلفين والكتاب والصحفيين من سلب وقرصنة في أكثر من بلد عربي أن سن القوانين والتشريعات لوحده ال يكفي‪ ،‬وإنما‬
‫العبرة في التنفيذ والتطبيق‪ ،‬ولعل من يطلع على التشريعات والقوانين العربية العنية بحماية حقوق الؤلف والحقوق‬
‫املجاورة مقارنة باالتفاقيات والمارسات الدولية سيشهد بوضوح مدى قصور العديد منها‪ ،‬فبعضها ضعيف ويتضمن غغرات‬
‫ّ‬
‫واآلخر ال يواكب التطور ويعاني من قصور أو من خلل في التطبيق أو تساهل في العقوبات وهو ما يلقي بظلله على النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬األمر الذي يتطلب استنفارا من أجل تطوير وتحديث القوانين وتهيئة بيئة تشريعية مناسبة كي تتماش ي مع روح‬
‫العصر‪ ،‬ألن أي معالجة آنية للمشاكل التعلقة بحقوق اللكية الفكرية بالنطقة العربية ال تكون البيئة التشريعية أساسا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للنطلق بها ‪.‬ستفشل حتما والغريب أن الدول العربية بدال من أن تستفيد من تجاربها وخبرتها أو إرثها التاريخي في مجال‬
‫اللكية الفكرية‪ ،‬نجد لألسف أن "نسبة القرصنة واالعتداء على حقوق الؤلف الزالت عالية بشكل كبير في العالم العربي و‬
‫السبب الرئيس ي لذلك كما أسلفنا هو ضعف تطبيق وإنفاذ الحقوق من قبل األجهزة العنية"‪ ،‬لذا هناك الكثير من‬
‫االنتقادات التي توجه للقضاء العربي أقلـها "أنه ال يأخذ دائما مسألة تعويض الدعى عليه بالجدية الكافية وكذلك ال يتم‬
‫تقدير قيمة الضمانات والكفاالت التي يتم فرضها أحيانا لضمان هذه التعويضات‪ ,‬كما في حالة اإلجراءات االحتياطية‪ ,‬بشكل‬
‫واقعي وكافي لتعويض الدعى عليه‪ .‬ومن خلل االطلع على أغلب القوانين العربية في مجال اللكية الفكرية نجد أن‪-‬هناك‬
‫ً‬
‫تفاوتا بينها لجهة النص والتطبيق‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الئحة املراجع‬

‫الكت باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -‬محمد محبوبي‪ ،‬مظاهر حماية حقوق اللكية الفكرية في ضوء التشريع الغربي‪ ،‬مطبعة العارف الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪2015 ،‬‬

‫‪ -‬محمد محبوبي‪ ،‬أساسيات في أدوات الدفع واالئتمان‪ ،‬الناشر دار أبي رقراق‪ ،‬الطبعة األولى‪2012 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الراشد مأمون‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف (النظرية العامة وتطبيقاتها)‪ ،‬دار النهضة العربية‪1995 ،‬‬

‫‪ -‬محمد األزهر‪ ،‬حقوق الؤلف في القانون الغربي دراسة مقارنة‪.‬‬


‫‪ -‬مأمون الكزبري‪ ،‬قانون االلتزامات والعقود الغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزامات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1974 ،‬‬

‫‪ -‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح القانون الدني "النظرية العامة لللتزام"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الناشر مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬محمود عبد الرحمن محمد‪ ،‬النظرية العامة لللتزامات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الناشر دار النهضة العربية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬سعيد سعد عبد السلم‪ ،‬الحماية القانونية لحق الؤلف والحقوق املجاورة في ظل حماية حقوق اللكية الفكرية رقم ‪ 82‬لسنة ‪ ،2002‬الناشر‬
‫دار النهضة العربية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -‬جورج جبور‪ ،‬في اللكية الفكرية‪ ،‬حقوق الؤلف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬سنة ‪.1996‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق بوطاهري‪ ،‬آليات حماية حقوق الؤلف‬

‫‪ -‬محمد سامي عبد الصادق‪ ،‬حقوق الؤلف والحقوق املجاورة في ضوء قانون حماية حقوق اللكية الفكرية الجديد رقم ‪ 82‬لسنة ‪،2002‬‬
‫الكتاب األول "حق الؤلف"‪.‬‬

‫‪ -‬سهيل الفتلوي‪ ،‬حقوق الؤلف العنوية في القانون العراقي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة بغداد‪ ،‬سنة ‪.1987‬‬

‫‪ -‬مصطفى مجرد هرجة‪ ،‬أحكام وآراء منازعات التنفيذ الرقمية‪ ،‬الطبوعات الجامعية اإلسكندرية سنة ‪1989‬يحي محي راشد الشعيبي‪ ،‬الحماية‬
‫الدنية والجنائية لحق الؤلف‪.2002،‬‬

‫‪ -‬األزهر محمد‪ ،‬حقوق الؤلف في القانون الغربي‪ :‬دراسة مقارنة‪ :‬اللكية األدبية والفنية‪ ،‬الدار بيضاء مطبعة دار النشر الغربية‪.1994 ،‬‬

‫الرسائل والطروحات‪:‬‬

‫‪ -‬رسالة لنيل دبلوم الاجستير في القانون الخاص‪ ،‬الحماية الدنية للحق العنوي للمؤلف في التشريعين األردني والعراقي‪ ،‬كلية الحقوق جامعة‬
‫الشرق األوسط‪.2018 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫الفهرس‬
‫املقدمة ‪1 .....................................................................................................................................................................................................................‬‬
‫املبحث الول‪ :‬الحماية املدنية لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة ‪4 .....................................................................................................................‬‬
‫املطل الول‪ :‬شروط تطبيق الحماية اإلجرائية لحق املؤلف والحقوق املجاورة ‪4 .......................................................................................‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬وقوع اعتداء على حق من حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪4 .............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم حصول املعتدي على إذن خطي من صاح حق املؤلف وأصحاب الحقوق املجاورة أو ممن يخلفه ‪6 ..............‬‬
‫املطل الثاني‪ :‬اإلجراءات املقررة لحماية حق املؤلف والحقوق املجاورة ‪7 .....................................................................................................‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬الحجزالتحفظي ‪8 ....................................................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دورالقضاء االستعجالي في حماية حق املؤلف والحقوق املجاورة‪10 ................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية املوضوعية لحقوق املؤلف الحقوق املجاورة ‪12 ............................................................................................................‬‬
‫املطل الول‪ :‬الشخاص الذي يحق لهم رفع دعوى املسؤولية املدنية ‪12 .....................................................................................................‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬أصحاب حق املؤلف وأصحاب الحق املجاور ‪12 ...................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تخويل املكت املغربي لحقوق املؤلفين حق التقاض ي ‪15 ..................................................................................................‬‬
‫املطل الثاني‪ :‬تحديد عناصراملسؤولية و آثارها ‪15 ..........................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬تحديد عناصراملسؤولية املدنية ‪16 .......................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثاراملترتبة عن املسؤولية املدنية ‪19 ..................................................................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪24 .....................................................................................................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع ‪25 .........................................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪26‬‬

You might also like