Professional Documents
Culture Documents
الحماية المدنية للملكية الفكرية
الحماية المدنية للملكية الفكرية
تشكل حقوق الملكية الصناعية إنتاجا فكريا أساسه ملكة العقل التي تميز بها اإلنسان عن باقي
المخلوقات ،ذلك أن اإلنتاج الذهني صاحب اإلنسانية منذ عصور قديمة لقدرته الحسية على فعل اإلبداع
واالبتكار ،وكون حب اإلبداع ورغبة االكتشاف واالختراع حاجة مكنت البشرية من الخروج من ظلمات
الجهل إلى عالم النور والمعرفة.
غير أن هذا اإلبداع واالبتكار ظل دون حماية تذكر أمام غياب قواعد حمائية خاصة ،حيث كانت
هذه الحماية تجد سندها في أنواع الملكية األخرى بشكل عام ،رغم ما تمتاز به هذه الحقوق من خصائص
ومميزات عن حق الملكية؛ األكثر من ذلك كان هذا التطور يصطدم بظاهرتين تشكالن عائقا يحول دون
أي تقدم صناعي أو حضاري ،وتلحقان الضرر الفادح بالفرد المعني و المجتمع وفي هذا يقول بعض الفقه
أن " ظاهرة االعتداء على االختراع أو االكتشاف بالتقليد والتزييف والمحاكاة والقرصنة ،وظاهرة كثمان
سر االختراع واإلبداع خوفا من االعتداء والسرقة واستثمار المنتوج المخترع أو المكتشف دون حق ،فقد
يموت المخترع فيدفن معه سر اختراعه واكتشافه إلى األبد ،وفيه ضياع المجتمع واإلنتاج االقتصادي
1
واإلنسانية بأكملها".
ظهرت بوادر حقوق الملكية الصناعية خالل العصور الوسطى في شكل عالقات تجارية التي
اتخذها المنتج رمزا لمهارته ليميز المنتج عن منتجات منافسيه ،غير أن هذه الحقوق لم يتم تأكيد كيانها و
نظامها القانوني إال في منتصف القرن التاسع عشر حين بدأت الثورة التكنولوجية.2
إال أن انتشار وسائل المواصالت وسرعتها وكذا طبيعة الحياة التجارية التي تتطلب انتقال السلع
من بلد اإلنتاج إلى بلدان االستهالك أوجد حاجة ملحة لحماية حقوق الملكية الصناعية في داخل إقليم
مصدرها كما في خارجه ،فظهرت الحماية الدولية لحقوق الملكية الصناعية بمقتضى اتفاقية باريس لسنة
3
، 1883التي تعد حجر الزاوية في إبرام عدة اتفاقيات خاصة بمختلف حقوق الملكية الصناعية.
وضمن هذا السياق عرف المغرب سن ثالثة قوانين مرتبطة بالملكية الصناعية و ذلك حسب كل منطقة
استعمار قسم إليها المغرب :
بالنسبة للمنطقة التي كانت خاضعة لالستعمار الفرنسي ،فإن قانون الملكية الصناعية لسنة
1916الخاص بالمحافظة على الملكية المتعلقة بالصانع كان أول قانون للملكية الفكرية يعرفه المغرب .و
هذا القانون مقتبس من القانون الفرنسي ل 23يونيو ،1857و تم إدخاله إلى النظام المغربي في إطار
2أ مينة حربي ،مدى إلزامية محضر الحجز الوصفي إلثبات التزييف في حقوق الملكية الصناعية ،مجلة الملف ،العدد ،17أكتوبر ،2010
ص.118
3محمد محبوبي ،حماية حقوق الملكية الصناعية من التزييف ،المجلة المغربية لقانون األعمال والمداوالت ،العدد ،12أبريل ،2007ص .39
1
اإلصالحات التي باشر تها سلطات الحماية بعد دخولها إلى المغرب .و قد وضع هذا القانون لتطبيقه في
إطار منطقة الحماية الفرنسية فقط ،و ظل ساري التطبيق إلى غاية حصول المغرب على االستقالل.
بعد ذلك جرى نسخ قانون 1916بدخول القانون الجديد للملكية الصناعية حيز التنفيذ بتاريخ 18
ديسمبر . 2004كما تم إدخال بعض اإلصالحات الطفيفة على هذا القانون في فترة الحماية باإلضافة إلى
سن مقتضيات تشريعية أخرى مثل القرار الوزيري الخاص بالمحافظة المؤقتة على االختراعات المقدمة
ألول مرة في المعارض ،المؤرخ في 12غشت 1918والذي ألغي فيما بعد بمقتضى ظهير 1أكتوبر
.41920
أما المنطقة الشمالية التي كانت خاضعة لالستعمار اإلسباني ،فلم يكن بها قانون خاص للملكية
الصناعية ،بل كانت خاضعة للقانون اإلسباني و قد صدر ظهير خليفي بتاريخ 19فبراير 1919يقضي
بالعمل بالقانون اإلسباني للملكية الصناعية المؤرخ في 16ماي ،1902أما تسجيل حقوق الملكية
الصناعية فقد كان يختص به مكتب الملكية الصناعية بمدريد عبر محاكم المنطقة اإلسبانية .إال أنه بعد
استقالل المغرب ،أصبحت المنطقة خاضعة لظهير 23يونيو ،1916إذ تم تمديد مقتضيات هذا الظهير
لهذه المنطقة بتاريخ 31ماي .51958
ونظرا للوضعية التي كان يوجد عليها المغرب أثناء فترة الحماية ،فإن ظهير 23يونيو 1916لم
يكن يطبق سوى في المنطقية الفرنسية في حين كانت منطقة طنجة تتوفر على نص خاص يها و هو
قانون 4أكتوبر .1938و قد حدد هذا القانون اختصاصات مكتب طنجة للملكية الصناعية ،إضافة إلى
تنظيمه للتصرفات القانونية ،التي ترد على حقوق الملكية الصناعية ،من تنازل و رهن و ترخيص ،ثم
6
تحديد الجزاءات المترتبة على المساس بهذه الحقوق.
ب عد االستقالل كانت هذه القوانين التزال سارية المفعول إلى حين صدور القانون رقم 17.97
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.00.19المؤرخ في 9ذي القعدة 15(1420فبراير .)2000و
الذي جاء لتتويج مجهود العديد من الفاعلين القانونيين و االقتصاديين وأيضا بمساهمة المنظمة العالمية
للملكية الفكرية في وقت شعر فيه المغرب بضرورة توحيد التشريع على مجموع التراب الوطني و ما
يقتضيه ذلك من مواكبة لتطور الواقع االقتصادي الدولي والوطني بفعل تدويل المبادالت التجارية العالمية
التي تقودها الشركات العالمية ،و التي غالبا ما ترى في التشريعات القديمة عقبة أمام استثماراتها
لضعف حماية مصالحها و ضمان استئثارها باستغالل االختراعات المتمثلة في المنتجات التي تروجها ،
4إدريس الفاخوري ،حقوق الملكبة الفكرية في التشريع المغربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،2018،ص.162.
5محمد محبوبي ،مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،2015،ص.28.
6محمد محبوبي ،المرجع السابق ،ص.28.
2
كما كان المغرب من أوائل الدول العربية التي وقعت على اتفاقية الجات ,7 GATTو كذا االتفاقية حول
جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة سنة . 1994فكان من الضروري مراجعة اإلطار القانوني
المنظم للملكية الصناعية و إحداث قانون يساهم في إضفاء جو من الثقة الالزم لجلب رؤوس األموال
األجنبية و االستثمارات.
و قد أدت التغييرات التشريعية التي عرفها القانون المغربي للملكية الصناعية بعد تتميم القانون
رقم 17.97و تعديله بمقتضى القانون ، 31.05ثم القانون 23.13لسنة 2014إلى إضفاء أهمية قصوى
على حماية الملكية الصناعية ،و إرساء نظام حمائي لها عبر آليات وقائية مؤسساتية و أخرى قضائية
جنائية ومدنية.
و من خالل هذا البحث سنحاول اإلجابة عن اإلشكالية التالية " :ماهي آليات الحماية المدنية
للملكية الصناعية ونطاق تطبيقها ؟ ".
و يتفرع عنها أسئلة فرعية تتمثل في :
-ما مفهوم الملكية الصناعية ؟ما طبيعتها القانونية ؟ و ما هي أهميتها ؟
-ما هي أنواع الملكية الصناعية ؟و ما هي الحقوق التي ترد عليها؟
-ما المقصود بدعوى التزييف المدنية ؟ ماهي شروطها و الجزاءات المترتبة عنها ؟
-ما المقصود بدعوى المنافسة غير المشروعة ؟ و كيف نميزها عن باقي األعمال المشابهة؟
وماهي شروطها و الجزاءات المترتبة عنها ؟
لإلجابة على اإلشكاليات المطروحة و وعيا منا بأهمية استيعاب موضوع الحماية المدنية للملكية
الصناعية ،ارتأينا تقسيم العرض إلى مبحثين:
المبحث األول :ماهية الملكية الصناعية أنواعها و الحقوق المترتبة عنها
المبحث الثاني :الحماية المدنية للملكية الصناعية
7تعتبر الجات ، GATTاختصار عن اللغة اإلنجليزية( :االتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة) وعقدت في أكتوبر 1947م ،بين عدد من
البلدان نحو 23دولة ،وبلغت 117دولة في اتفاقية مراكش لسنة .1994
3
المبحث األول :ماهية الملكية الصناعية و أنواع الحقوق المترتبة عنها
تنتمي حقوق الملكية الصناعية والتجارية إلى طائفة حقوق الملكية الفكرية ،وهي عبارة عن حقوق
استئثارية مؤقتة يقرها القانون فتعطي ألصحابها حق اإلستئثار مؤقتا باستغالل ابداعاتهم الصناعية أو
التجارية ،وسنسعى من خالل هذا المبحث تبيان ماهية و أهمية الملكية الصناعية (المطلب األول) ،ثم
أنواع الحقوق المترتبة عنها (المطلب الثاني).
من أجل دراسة ماهية حقوق الملكية الصناعية وجب علينا التطرق إلى بيان مفهومها (الفقرة
األولى) و طبيعتها القانونية و أهميتها (الفقرة الثانية).
وانطالقا من التعريف أعاله يمكننا القول إن المشرع المغربي أخد بالمفهوم الواسع للملكية
الصناعية بحيث يشمل الصناعة و التجارة و الخدمات ،زيادة على كل إنتاج في الصناعات الفالحية و
اإلستراتيجية ،إض افة إلى جميع المنتجات المصنوعة أو الطبيعية كاألنعام و المعادن و المشروبات.
تتعدد التعاريف الفقهية لحقوق الملكية الصناعية حيث عرفها األستاذ محمد محبوبي بأنها'':
الحقوق المختلفة التي تكون ثمرة النشاط اإلبداعي الخالق للفرد في مجال الصناعة و التجارة و هي تخول
لصاحبها سلطة مباشرة على ابتكاره أو محل حقه ،للتصرف فيه بكل حرية ،و إمكانية مواجهة الغير
بها'' .8و عرفتها األستاذة سميحة القليوبي بأنها '':الحقوق التي ترد على م بتكرات جديدة كاإلختراعات و
الرسوم و النماذج الصناعية ،أو على شارات مميزة تستخدم إما في تمييز المنتجات (العالمة التجارية) ،أو
4
في تمييز المنشآت التجارية (اإلسم التجاري) و تمكن صاحبها من اإلستئثار بإستغالل إبتكاره أو عالمته
التجارية ،أو إسمه التجاري في مواجهة الكافة''.9
كما عرفها أحد الباحثين بأنها '':حقوق معنوية تخول صاحبها اإلستئثار بها اتجاه الكافة بإستغالل
ابتكاره الجديد سواء كان في الموضوع أو الشكل أو هما معا و حقه في إستغالل عالمة مميزة لتمييز
منتجاته أو منشآته أو مصدر منتجاته''.10
و رغم تعدد التعاريف الفقهية للملكية الصناعية إال أنها تصب في معنى واحد يفيد أن حقوق
الملكية الصناعية هي حقوق تخول لصاحبها حق اإلستئثار قبل الكافة باستغالل إبتكار جديد أو إشارة
مميزة.
تعتبر حقوق الملكية الصناعية من حيث طبيعتها حقوق مالية معنوية مؤقتة فهي حقوق معنوية
ألنها ترد على على شيء غير مادي ال يدركه الحس أال وهو اإلنتاج الفكري؛و هي حقوق مالية حيث
يكون لصاحب الحق فيها االستئثار باستغاللها اقتصاديا أي اإلفادة منها ماليا ،وذلك بالتصرف فيها وإجراء
تعامالت عليها كما يمكن الحجز عليها.
و هي حقوق مؤقتة ال يستأثر بها صاحبها إلى األبد بل لمدة محدودة ،و يرجع ذلك إلى ارتباطها
بتحقيق المصلحة العامة ألجل دفع المخترعين لتجديد وتطوير إبداعاتهم المتصلة بالصناعة والتجارة ،وقد
حصر القانون حق اإلستئثار في مدة معينة يسقط بانقضائها ويصبح ماال مشاعا .كما تسقط نتيجة عدم
االستغالل أو االستعمال الجدي بدون سبب مشروع. 11
أما من حيث أهميتها فإن الملكية الصناعية تلعب دورا مهما في تنظيم حماية حق المخترع من
جهة وذلك من شأنه دفع حركة اإلبتكار و اإلختراع و ظهور منتجات جديدة ،و قيام مشروعات إقتصادية
إلنتاج هذه المنتجات و ازدياد حركة التجارة الداخلية و ازدياد الصادرات و اتجاه ميزان المدفوعات
لصالح الدولة و زيادة الدخل القومي و ارتفاع مستوى المعيشة ،فنظام براءات اإلختراع بما يمنحه من حق
إحتكار للمخترع يرد على ثمرة إنتاجه الفكري ،هو حافز يدفع إلى تشجيع الملكات الخالقة.
ساهم التطور الصناعي بشكل كبير في تعدد صور حقوق الملكية الصناعية التي تنقسم إلى قسمين
رئيسيين،حيث سنخصص الفقرة األولى لحقوق الملكية الصناعية المستمدة من االبتكارات كبراءات
االختراع وتصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة والرسوم والنماذج الصناعية ،ثم ننتقل لحقوق
الملكية الصناعية المستمدة من العالمات والبيانات المميزة في الفقرة الثانية
تنصب ح قوق الملكية الصناعية المستمدة من االبتكارات على اإلختراعات واإلبداعات ذات
طبيعة صناعية وتتضمن كل من براءة اإلختراع (أوال) ،تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة
(ثانيا) و الرسوم والنماذج الصناعية (ثالثا).
تعتبر براءة االختراع أهم تطبيق للملكية الصناعية سواء من حيث طبيعة االمتيازات التي تخولها
للمخترعين أو ذوي حقوقهم أو من حيث وسائل الحماية المقررة قانونا لهذه االمتيازات ،فالمالحظ بالنسبة
للقوانين التي تنظم الملكية الصناعية كشق للملكية الفكرية أنها تجعل المقتضيات المتعلقة ببراءات
13
االختراع على رأس ما تفرده للملكية الصناعية من مقتضيات.
و قد عرف المشرع المغربي براءة االختراع في المادة 17من القانون 17.97أن "سند الملكية
الصناعية الذي يحمي االختراعات هو براءة االختراع المسلمة لمدة حماية تستغرق عشرين سنة ابتداء من
تاريخ إيداع الطلب".
كما عرفها بعض الفقه بأنها "الوثيقة التي يمنحها المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية
للمخترع ليتمتع اختراعه بالحماية القانونية داخل الدولة المانحة للبراءة وكذا حتى يستطيع احتكار استغالل
14
اختراعه لمدة محددة وبقيود معينة
باإلضافة الى هذه الشروط الموضوعية السالف ذكرها ،يتعين كذلك توفر شروط شكلية معينة
للحصول على براءة االختراع من المكتب المغربي للملكية الصناعية ،حيث يتوجب على األشخاص
الذين تتوفر فيهم شروط تقديم طلب الحصول على براءة اإلختراع (المخترع/وكيل المخترع /طلب
مشترك /األجير) ،إيداع طلبهم لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية و تعزيزه بمجموعة من الوثائق
حددها المشرع في المادة 15 31من القانون 17.97المتعلق بالملكية الصناعية.
و يخول القانون لصاحب براءة اإلختراع أو لذوي حقوقه ،الحق االستئثاري في استغالل أو
استعمال أو تفويت الحق المرتبط بموضوع هذه البراءة ضمن نطاق زمني و مكاني محدد،حيث نصت
المادة 17أن ":سند الملكية الصناعية الذي يحمي االختراعات هو براءة االختراع المسلمة لمدة حماية
تستغرق عشرين سنة ابتداء من تاريخ إيداع الطلب".
ويتحدد النطاق المكاني لهذا الحق في البلد الذي سلم براءة االختراع إال في حالة قيام صاحب
هذه البراءة باإلج راءات الالزمة من أجل حماية اختراعه على المستوى الدولي.
17.97على أن " ... :مصطلح التصميم عرفها المشرع في المادة 90من القانون
(طبوغرافية) :أي ترتيب ثالثي األبعاد للعناصر ،على أن يكون أحد العناصر على األقل عنصرا نشطا،
ولبعض الوصالت أو كلها لدائرة مندمجة ،أو ذلك الترتيب ثالثي األبعاد المعد لدائرة مندمجة بغرض
التصنيع؛ وبمصطلح "الدائرة المندمجة" :كل منتوج تكون فيه العناصر ،على أن يكون أحد العناصر على
وعرف الفقه القانوني التصاميم (الطبوغرافية) كونها "مخترعات كذلك إال أنها تتعلق بالميدان
االلكتروني وهي تقوم على إدماج عدد كبير من الوظائف الكهربائية في مكون صغير عن طريق ترتيب
ثالثي األبعاد العناصر ،أحدها على األقل نشط ،لبعض أو كل وصالت دائرة مندمجة ،والدائرة المندمجة
هي منتج يتكون من عناصر ،أحدها على األقل نشط ،ومن وصالت كلها أو بعضها يشكل جزءا ال يتجزأ
من المادة يكون الغرض منه أداء وظيفة إلكترونية".16
وما يالحظ أن جل التعريفات يصعب فهمها لما تتضمنه من مصطلحات تتطلب رصيدا معرفيا
تقنيا كافيا من أجل استيعابها ،وتمتد مدة حماية شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة
؛ يخول خاللها صاحب 17
باعتبارها سند للملكية الصناعية إلى عشر سنوات من تاريخ إيداع الطلب
الشهادة أو ذوي حقوقه ،الحق االستئثاري في استغالل أو استعمال أو تفويت الحق المرتبط بموضوع هذه
الشهادة ضمن نطاق زمني و مكاني محدد .كما أن شروط إيداع الطلب وتسليم الشهادة باإلضافة إلى
الحقوق المرتبطة بها تبقى مماثلة لتلك التي تم التنصيص عليها بالجزء المخصص لبراءة اإلختراع.18
ترد حقوق الرسوم والنماذج الصناعية على شكل المنتجات أو المظهر الخارجي لها فقط ،وهذا
النوع يندرج ضمن االبتكارات الجديدة ذات القيمة الجمالية ،حيث عرفها المشرع في المادة " 104يعتبر
رسما صناعيا حسب مدلول هذا القانون كل تجميع للخطوط أو األلوان ويعد نموذجا صناعيا كل صورة
تشكيلية تخالطها أو ال تخالطها خطوط أو ألوان ،بشرط أن يعطي التجميع أو الصورة المذكورة مظهرا
خاصا ألحد المنتجات الصناعي ة أو الحرفية وأن يتأتى استخدامه نموذجا لصنع منتج صناعي أو حرفي.
يجب أن يكون الرسم أو النموذج الصناعي المذكور مختلفا عن أمثاله إما بتشكل مستقل يتيسر التعرف
عليه ويعطيه طابع الجدة وإما ب واحد أو أكثر من اآلثار الخارجية التي تضفي عليه شكال جديدا خاصا به".
وتمنح شهادة تسجيل الرسم أو النموذج الصناعي وفق اإلجراءات والشروط المنصوص عليها
سلفا و يشترط في الرسوم و النماذج الصناعية كذلك عنصر الجدة واإلبداع و أن يكون قابال لالستخدام
الصناعي وغير مخالف للنظام العام أو اآلداب العامة ،و "تسري آثار تسجيل الرسم أو النموذج الصناعي
ويجب أن يتم تجديد التسجيل خالل ستة أشهر قبل انصرام مدة صالحيته " 19و يخول القانون
لصاحب الشهادة أو لذوي حقوقه ،الحق االستئثاري في استغالل أو استعمال أو تفويت الحق المرتبط
بموضوع هذه الشهادة ضمن نطاق زمني و مكاني محدد.
يقصد بمصطلح "الملكية الصناعية المستمدة من العالمات والبيانات المميزة" عالمات الصنع أو
التجارة أو الخدمة (أوال) ،االسم التجاري وبيانات المصدر وتسميات المنشأ (ثانيا) ثم المكافآت الصناعية
(ثالثا).
عرف المشرع العالمة أنها...":كل شارة قـابلة للتجسـيد تمكن من تمييز منتجات أو خدمات
شخص طبيعي أو معنوي" ، 20فتكون عالمة الصنع أو التجارة أو الخدمة هي التسمية أو الشارة التي
يعطيها الصانع لمنتجه ،أو التاجر للسلعة التي يسوقها ،أو صاحب الخدمة للخدمة التي يقدمها ،لتمييزها
عن المنتجات والسلع والخدمات المنافسة ،بحيث تصبح مع مرور الوقت دالة على المنتوج أو السلعة أو
الخدمة ،وعلى جودتها ،فتمكن من جلب الزبائن والحفاظ عليهم .21
ويشترط أن تكون العالمة قابلة للتجسيد الخطي كما يجب أن تكون ذات طابع مميز و مشروعة
لكي تشكل وعاء لعالمة صنع أو تجارة أو خدمة،و بتوفر هذه الشروط و بعد تسجيل العالمة في السجل
الوطني لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية و التجارية وفق المسطرة المنصوص عليها في القانون
، 17.97ف يصبح لصاحب شهادة تسجيل عالمة الصنع أو الصنع أو التجارة الحق في االستغالل
االستئثاري لعالمته ضمن نطاق زمني حدده المش رع في مدة عشر سنوات قابلة للتجديد الى ما النهاية،
22
كما يمكن أن تكون محال لتفويت أو لترخيص باالستغالل.
هو التسمية أو الشارة المميزة التي تستغل بها منشأة من المنشآت (المادة 177من القانون
)19.97لذلك فهو يشكل االسم الذي يظهر ويشتهر به األصل التجاري في السوق سواء كان مستغال من
قبل تاجر فرد أو شركة تجارية .و هو يشكل بذلك أداة تميزه عن غيره من األصول التجارية المنافسة ،و
للتاجر كامل الحرية مبدئيا الختيار الشارة التي يراها مناسبة لتعيين أصله لتجاري.23
ويشترط في االسم التجاري أن يتسم بطابع مميز ،وأن يكون متاحا ال يتصل به حقوق الغير ،وأن
يكون مشروعا .وباعتبار االسم التجاري أحد عناصر األصل التجاري ،فإن أداة حمايته القانونية هي
دعوى المسؤولية المدنية ،التي إما أن تتخذ شكل دعوى المنافسة غير المشروعة أوالمنافسة الطفيلية ،أو
دعوى التعسف في استعمال الحق .هذا إضافة إلى الدعوى الجنائية التي تتدخل في بعض الحاالت
الخاصة .24
المؤشر الجغرافي هو " كل مؤشر يهدف إلى التعريف بمنشأ منتج ما ،والذي ينتمي إما إلى إقليم
أو موقع من ذلك اإلقليم حين تكون الجودة ،السمعة أو أي سمة من السمات األخرى للمنتج راجعة
25
باألساس إلى منشأها الجغرافي"...
عرفها المشرع كونها " االسم الجغرافي الذي يطلق على بلد ،جهة أو مكان ويستعمل لتعيين
منتج يكون متأصال منه وترجع جودته أو سمعته أو مميزاته األخرى المحددة بصورة حصرية أو أساسية
26
إلى الوسط الجغرافي الذي يشتمل على عوامل طبيعية وعوامل بشرية"..
و بناء على المادة 1-182فإن بيانات المصدر و تسميات المنشأ تعتبر من حقوق الملكية
الصناعية حيث تقيد الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية طلبات حماية البيانات الجغرافية وتسميات المنشإ في
" سجل يسمى السجل الوطني للبيانات الجغرافية وتسميات المنشإ " تمسكه وفق اإلجراءات المحددة بنص
تنظيمي".
اعتبر المشرع المغربي المكافآت الصناعية من ضمن حقوق الملكية الصناعية دون أن يقوم
بتعريف المقصود منها وهو ما حاول بعض الفقه التصدي له ،حيث جاء في أحد التعاريف "يقصد
بالمكافآت الصناعية تلك الجوائز أو األوسمة أو الميزات أو الصفات أو شهادات التقدير كيفما كان نوعها
التي تم الحصول عليها في معارض دولية رسمية أو معترف بها رسميا منظمة في أراضي أحد البلدان
المنتمية لالتحاد الدولي لحماية الملكية الصناعية". 27
وحسب مقتضيات قانون حماية الملكية الصناعية فإنه ال يجوز للمستفيدين من المكافآت الصناعية
أو ذوي حقوقهم استعمالها لغرض صناعي أو تجاري إال بعد تسجيلها لدى المكتب المغربي للملكية
الصناعية.
سعى المشرع المغربي إ لى حماية الملكية الصناعية عبر سن نظام يحمي المتضرر من أفعال قد
تمس حقه االستئثاري ،فباإلضافة إلى الحماية الوقائية المؤسساتية التي يشرف عليها كل من المكتب
المغربي للملكية الصناعية و كذلك إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ،لحماية حقوق الملكية عبر
مجموعة من اإلجراءات و التدابير على الحدود و التي تؤثر ال محالة على أمن و استقرار التجارة
العالمية.
إال أننا من خالل هذا المبحث سنركز على الحماية التي يوفرها الجهاز القضائي بالتطرق إلى أهم
دعويين و هما دعوى التزييف المدنية و دعوى المنافسة غير المشروعة.
غير أنه وإن كانت الدعويين ترميان إلى حماية الملكية الصناعية فإن كل دعوى تختلف عن
األخرى ،من حيث أن دعوى المنافسة غير المشروعة هي أداة لتدارك نتائج اإلخالل بالتزام قانوني،
يتمثل في التعسف في ممارسة حرية المنافسة التجارية وهي دعوى مسؤولية مدنية تهدف إلى إقرار
التعويض عن الضرر الناتج عن االستحواذ على زبائن المؤسسة التجارية بوسائل غير مشروعة ،أما
دعوى التزييف فهي دعوى ذات طبيعة مختلطة ،حيث تهدف إلى حماية الحق االستئثاري لمالك حق
الملكية الصناعية والتجارية ،و في نفس الوقت تمكننا من الحصول على التعويض عن الضرر الذي لحقه
نتيجة التزييف.
وعليه ،سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين ،دعوى التزييف المدنية (المطلب األول) ودعوى المنافسة غير
المشروعة(المطلب الثاني).
تعتبر دعوى التزييف آلية جد مهمة للمحافظة على حق الملكية الصناعية وعدم المساس به من
لدن الغير ،حيث سنت جزاءات متعددة نص عليها القانون رقم ،17.97األمر الذي سيشجع أصحاب الحق
على القيام بإيداع وتسجيل حقوقهم لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية وحمايتها من التزييف الذي
سنسعى من خالل هذا المطلب من تبيان ماهيته (الفقرة األولى) ثم تحديد صوره(الفقرة الثانية).
يعتبر فعل التزييف من األعمال التي تهدد حقوق الملكية الصناعية ،ولمواجهته منح المشرع
المغربي للمبدع أو المخترع حق االستئثار باالستغالل لمنع أي مساس يمكن أن يصدر عن األغيار يمكن
12
أن يطال هذا الحق ،ومن خالل هذه الفقرة سنتناول مفهوم التزييف (أوال) ثم شروط إقامة دعوى التزييف
المدنية (ثانيا).
يقصد بالتزييف نقل العالمة نقال حرفيا وتاما بحيث تصبح العالمة المزيفة صورة طبق األصل
من العالمة الحقيقية وال يمكن تفرقتها عنها أما إذا اقتصر النقل المكون للجريمة على مجرد نقل العناصر
األساسية للعالمة أو نقل بعضها نقال حرفيا مع إضافة شيء فإن هذا ال يعد تزييفا وإنما تقليدا لها.
من أجل ضبط مفهوم التزييف سنقدم تعريفا له (أ) ثم نحدد صوره (ب) .
أ-تعريف تزييف:
وضع المشرع المغربي بمقتضى المادة 201من القانون رقم 17.97المتعلق بحماية الملكية
الصناعية ،تعريفا للتزييف يشمل كافة صور الملكية الصناعية ،حيث ورد في الفقرة األولى من هذه المادة
على أنه "يعتبر تزييفا كل مساس بحقوق مالك براءة اختراع أو تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر
المندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة مسجلة أو اسم بيان
جغرافي أو تسمية منشأ كما هي معرفة على التوالي في المواد 53و 54و 99و 123و 124و 154و
155و 182أعاله".
ما يالحظ من خالل هذا التعريف أنه جاء عاما بالشكل الذي ترك مفهوم التزييف غامضا ،الشيء
الذي فتح المجال أمام الفقه لتبسيط تعاريفه حيث عرفه األستاذ محبوبي محمد كونه "قيام المزيف بإدخال
التحويرات والتعديالت على حقوق الملكية الصناعية حتى تتشابه في مظهرها مع الحقوق األصلية أو
قيامه بصنع مبتكرات جديدة أو وضع عالمات فارقة غير حقيقية تشبه في شكلها المبتكرات الجديدة أو
28
العالمات الفارقة الصحيحة ولكنها تختلف عنها في حقيقتها اختالفا كليا ".
بالنظر إلى القانون رقم 17.97نرى أن المادة 201تعرضت إلى صور التزييف وهي:
-عرض حقوق الملكية الصناعية المزيفة للتجارة :سواء كان العرض عبارة عن محل أو إعالنات طالما
أن حقوق الملكية الصناعية معروضة في أمكنة يمكن للمستهلك أن يراها.
-استنساخ حقوق الملكية الصناعية :مهما كانت الطريقة أو الوسيلة المستعملة في االستنساخ.
28
محمد محبوبي ،مرجع سابق،ص.159.
13
-استعمال حقوق الملكية الصناعية المزيفة :حتى ولو كان االستعمال لغرض شخصي غير تجاري.
-حيازة حقوق الملكية الصناعية المزيفة :حيث اشترط المشرع المغربي أن تكون الحيازة قصد االستعمال
أو العرض للتجارة.
الفقرة الثانية :دعوى التزييف المدنية كوسيلة لحماية حقوق الملكية الصناعية
يمارس المالك أومن يحل محله في حقوقه دعوى التزييف ضد مرتكب أفعال التزييف عند المس
بحقوقه ،إال أنه البد من اإلشارة إلى وجود دعوى مدنية وأخرى جنحية ،فرغم اشتراكهما في الغاية
األساسية من وراء رفعهما والمتمثلة باألساس في إيقاف عمليات التزييف ووضع حد لها غير أنهما
يختلفان في نطاقات عدة .فمن حيث العقوبات نجد أن الدعاوى المدنية تقتصر على الجزاءات ذات الطبيعة
المدنية كالتعويض عن األضرار ومنع مواصلة أعمال التزييف ومصادرة األشياء المزيفة ،أما في
الدعاوى الج نائية فتتميز بطابعها الزجري الذي قد يصل إلى حد العقوبات السالبة للحرية .كما تختلفان
30
أيضا في الجهة التي لها الحق في رفع الدعوى.
14
لدراسة المسطرة المتبعة في دعوى التزييف المدنية سنتطرق إلى أطراف الدعوى (أ) ثم إلى
المحكمة المختصة بالنظر في هذه الدعوى (ب) ثم أجل دعوى التزييف (ج) وأخيرا وسائل اإلثبات
الخاصة بها (د).
يحق لصاحب حقوق الملكية الصناعية رفع دعوى التزييف المدنية على مرتكب الفعل الضار أو المسؤول
عنه ،وقد أكد المشرع على ذلك من خالل مقتضيات المادة 202من القانون رقم .17.97
-1المدعي
يقيم دعوى التزييف مالك براءة االختراع أو شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة
أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صناعية أو تجارية أو خدماتية مسجلة.
كما يجوز للمستفيد من حق استغالل استئثاري ما لم ينص على خالف ذلك في عقد الترخيص ،أن
يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم المالك هذه الدعوى بعد إعذار يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه عون
31
قضائي أو كاتب ضبط.
-2المدعى عليه
هو كل شخص مرتكب للفعل الضار أو المسؤول عنه ،وقد يكون شخصا ذاتيا أو معنويا وفي حالة
التعدد يمكن توجيه دعوى التزييف ضدهم جميعا بصفة تضامنية.
حدد المشرع المغربي في القانون رقم 17.97قواعد االختصاص سواء تعلق األمر باالختصاص
النوعي أو المحلي.
-1االختصاص النوعي
تختص المحاكم التجارية وحدها في البث في المنازعات المترتبة عن تطبيق هذا القانون باستثناء
32
الدعاوي الجنائية والقرارات اإلدارية المنصوص عليها فيه.
-2االختصاص المحلي
15
تختص بحماية الملكية الصناعية ،المحكمة التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار أو
المحكمة التابع لها مقر وكيل ه أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد فيه مقر الهيئة المكلفة بالملكية
33
الصناعية إذا كان موطن هذا األخير بالخارج.
يجوز ألصحاب حقوق الملكية الصناعية إثبات التزييف بجميع وسائل اإلثبات من خالل
مقتضيات المواد 211و 218و 219من القانون رقم 17.97كما يمكن إثبات التزييف عن طريق الحجز
أو الوصف المفصل للمنتجات أو الطرائق المدعى تزييفها كإمكانية يسمح بها هذا القانون ،لتقديم دليل
35
خاص بدعوى التزييف.
تتنوع الجزاءات المترتبة عن دعوى التزييف المدنية لتشمل المنع (أ) مصادرة األشياء المزيفة
(ب) التعويض(ج) ونشر الحكم (د) و الحرمان من العضوية في الغرف المهنية (ه).
يجوز لرئيس المحكمة التجارية المرفوعة إليها دعوى التزييف أن يأمر بصفته قاضي
المستعجالت ،بالمنع المؤقت من مواصلة األعمال المدعى أنها تزييف شريطة التأكد من جديتها بعد
الفحص الظاهر للوثائق و أن يقدم المدعي الطلب داخل أجل ثالثين يوما من اليوم الذي علم فيه باألفعال
36
المدعى أنها تزييف.
يجوز للمحكمة أن تأمر لفائدة المدعي (الطرف المتضرر) بناء على طلبه وبقدر ما هو ضروري
لضمان المنع من مواصلة التزييف ،بمصادرة األشياء التي ثبت أنها مزيفة والتي هي ملك للمزيف في
يعتبر التعويض عن الضرر الناتج عن التزييف أهم جزاء من طبيعة مدنية ،فمن خالله يمنح
تعويض عادل إلى صاحب الحق في االستغالل و يجب أن يكون بمقدار ما حصل من الضرر الذي فوته
التزييف من ربح على صاحب الحق وما تسبب له فيه من خسارة.
د -نشر الحكم
تأمر المحكمة المصدرة للحكم في دعوى التزييف بنشر هذا الحكم متى صار نهائيا على نفقة المحكوم عليه
،و الهدف من نشره هو إخبار األغيار خاصة الزبائن المحتملين بالتزييف كما يلعب دورا ردعيا كذلك
38
تجاه المزيفين المحتملين.
إضافة إلى الجزاءات المذكورة أعاله ،يمكن أن يحرم األشخاص المحكوم عليهم بمقتضى دعوى
39
التزييف من حق العضوية في الغرف المهنية طوال مدة ال تزيد على خمس سنوات.
17
الفقرة األولى :مفهوم المنافسة غير المشروعة و الشروط الالزمة لقيام الدعوى المرتبطة بها
من بين أوجه الحماية التي أقرها المشرع في قانون الملكية الصناعية نجد دعوى المنافسة غير
المشروعة ،و هي دعوى مدنية وذلك طبقا للمادة 185من القانون رقم 17.97المتعلق بحماية الملكية
الصناعية التي تنص على أنه "ال يمكن أن تقام على أعمال المنافسة غير المشروعة إال دعوى مدنية
لوقف األعمال التي تقوم عليها ودعوى المطالبة بالتعويض".
سنتطرق في هذه الفقرة إلى تعريف المنافسة غير المشروعة (أوال) و تمييز المنافسة غير
المشروعة عن األعمال المشابهة لها (ثانيا) ثم التطرق لشروط دعوى المنافسة غير المشروعة (ثالثا)
بخالف العديد م ن التشريعات التي لم تضع تعريفا للمنافسة غير المشروعة ،قام المشرع المغربي
بتعريفها في المادة 184من قانون الملكية الصناعية على أنه ":يعتبر عمال من أعمال المنافسة الغير
المشروعة ،كل عمل منافسة يتنافى وأعراف الشرف في الميدان الصناعي أو التجاري" .وبهذا يكون
المشرع قد تبنى التعريف الذي أورده القضاء في العديد من األحكام ،منها ما جاء في حكم صادر عن
المحكمة التجارية بالدار البيضاء و الذي يعتبر بأن المنافسة غير المشروعة هي ":كل فعل يرمي من
وراءه التاجر عن سوء نية على تحويل أو محاولة تحويل الحرفاء أو الزبناء و إما اإلضرار أو محاولة
اإلضرار بمصالح المنافس عن طريق إس تخدام وسائل منافية أو العادات أو الشرف المهني"41
فيما عرفها الفقه المغربي على أنها " :هي التزاحم على الحرفاء أو الزبناء عن طريق إستخدام
وسائل منافية للقانون أو الدين أو العرف أو العادة أو اإلستقامة التجارية أو الشرف المهني". 42
وعرفها أيضا محمد المسلومي بأنها "هي التي تتحقق بإ ستخدام التاجر لوسائل منافية للعادات واألعراف
والقوانين التجارية و المضرة بمصالح المنافسين أو التي من شأنها التشويش على السمعة التجارية وإثارة
الشك حول جودة منتجاته لنزع الثقة من منشآته أو وضع بيانات غير صحيحة على السلع بهدف تضليل
الجمهور".43
41قرار محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء رقم 200/403ملف عدد 14446/99/110بتاريخ 22فبراير 2000،أورده محمد محبوبي،
النظام القانوني للعالمة التجارية في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحقوق الملكية الصناعية و االتفاقيات الدولية ،دار أبي رقراق للطباعة و
النشر ،الطبعة الثانية 2011،ص ، 174.مأخوذ عن محمد محبوبي ،مرجع سابق ،ص. 194.
42أمحد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن ،الجزء الثالث1414 ،هـ1993 /م مطبعة المعارف الجديدة ص.417.
43محمد المسلومي :الرسوم والنماذج الصناعية وحماتها ،المرجع السابق .ص.787. :
18
ثانيا :تمييز المنافسة غير المشروعة عن األعمال المشابهة لها
نظرا لما قد يقع من خلط بين المنافسة غير المشروعة وبين مجموعة من األفعال المشابهة لها،
فإننا سنحاول العمل على إبراز الفرق والتمييز بينها وبين هذه األفعال كالمنافسة الممنوعة مثال والتزييف
والتقليد كذلك.
يقصد بالمنافسة الممنوعة أو المنافسة غير القانونية كل األفعال التي يأتيها التاجر وتكون مخالفة
للقوانين .وهي تفترض وجود حظر قانوني على القيام بنشاط معين ،حيث تمنع عندئذ المنافسة نهائيا سواء
أكانت الوسائل المستعملة مشروعة أو غير مشروعة .44
وباإلضافة إلى المنافسة الممنوعة بموجب نص قانوني نجد كذلك تلك المنافسة المحظورة أو الممنوعة
بالعقد أو اإل تفاق ،وهي تلك التي تقوم على شرط صريح أو ضمني للعقد ،هذا الخرق الذي يرتب
المس ؤولية العقدية المنصوص عليها في الفصل 230وما يليه من قانون االلتزامات والعقود.
فالمنافسة غير المشروعة تختلف عن المنافسة الممنوعة من عدة جوانب ،فهي تختلف من حيث
األساس أوال في كون أساس المنع أو التحريم في المنافسة الممنوعة هو القانون أو االتفاق ،أما األساس في
المنافسة غير المشروعة فال يقوم سوى على مجرد استخدام الوسائل المنافية للقانون أو العادات أو الشرف
أو الدين .و تختلف كذلك من حيث الجزاء و يتمثل بالتعويض ووقف أعمال المنافسة غير المشروعة وهذا
ما أكدته المادة 185من القانون رقم ،17.97أما الجزاء في دعاوى المنافسة الممنوعة فإنه قد يصل إلى
حد إغالق محل ممارسة النشاط التجاري وكذا العقوبة الجنائية متى تعلق األمر بانتحال صفة أو غيرها
من المخالفات التي يعاقب عليها جنائيا(مثال المادتين 230و 232من القانون السالف الذكر).45.
قد يقع خلط بين المنافسة غير المشروعة وبين تزييف حقوق الملكية الصناعية والتجارية والحال
أن هناك اختالفا جوهريا بينهم من عدة نواحي ،فالمنافسة غير المشروعة تشكل عمال يكون موضوع
دعوى مدنية ،أما دعوى التزييف فإنها تشكل فعال جنائيا أساسيا يخضع للعقاب الجنائي وبالتالي فإن
دعواه هي دعوى جنائية وقد تكون مدنية كذلك وتسمى بدعوى التزييف المدنية ،فهذه األخيرة إذا كانت
تمكن كل من له حق الملكية الصناعية أو التجارية من المطالبة بالتعويض عن الضرر الناتج طبعا عن
التزييف فإنها بطبيعتها أداة لحماية حق الملكية كحق استئثاري يمنع معه على الغير مزاحمة صاحبه في
تختلف كذلك المنافسة غير المشروعة عن التقليد في كون هذا األخير يشكل فعال جنائيا أساسيا
يخضع للعقاب الجنائي ودعواه تعد دعوى جنائية تتقرر لحماية الملكية الصناعية أو بعض العناصر
المعنوية المكونة للمتجر أو الملك التجاري كبراءة االختراع مثال .47أما دعوى التقليد تفترض أساسا بأن
هناك حقا قد تم اإل عتداء عليه ( اعتداء مس بحق المدعي ) بينما في دعوى المنافسة غير المشروعة فإن
المدعي ينتقد موقف أو تصرف المدعى عليه الغير الالئق ،كما أنه ال يمكن إقامة دعوى التقليد إال في حالة
استجماعها لكافة شروطها الخاصة ،وبذلك يمكن القول أن دعوى التقليد أضيق نطاقا من دعوى المنافسة
غير المشروعة.
لدراسة شروط دعوى المنافسة غير المشروعة سنتطرق إلى الخطأ وإلى الضررثم أخيرا إلى
العالقة السببية بينهما.
أ -الخـطـأ
يعتبر ركن الخطأ شرطا في المنافسة غير المشروعة وهو يستلزم توفر عنصرين وهما :ضرورة
وجود منافسة ثم عدم المشروعية.
*العنصر األول ضرورة وجود منافسة :يشترط أن يكون المعتدي والمتضرر يزاوالن نفس التجارة أو
الصناعة أو ال خدمة وأن تكون ثمة منافسة بينهما .
*العنصر الثاني عدم مشروعية المنافسة :يشترط لقيام ركن الخطأ أن تكون هناك منافسة غير مشروعة،
وتكون كذلك كلما كان الفعل غير مشروع مخالفا ألعراف الشرف في الميدان الصناعي والتجاري حسب
مدلول المادة 184من القانون رقم 17.97المتعلق بحماية الملكية الصناعية .وهي أعراف وعادات
تختلف من ميدان إلى آخر وتخضع للسلطة التقديرية للمحكمة.
ب-الضرر:
تنشأ العالقة السببية بين الخطأ والضرر لقيام المسؤولية التقصيرية التي يترتب عنها التعويض
للمتضرر إذا كانت هناك منافسة غير مشروعة ،وهذا يعني أن يكون الخطأ الذي إرتكبه المعتدي أو
المنافس هو الذي أدى إلى إلحاق الضرر بالمنافسين اآلخرين .وتجدر اإلشارة إلى أن تحديد فكرة الرابطة
السببية بين الخطأ والضرر من األمور الدقيقة ويرجع ذلك إلى سببين:
السبب األول :هو أنه كثيرا ما تساهم عدة أسباب في إحداث الضرر و بذلك فمن الالزم معرفة مدى
مساهمة كل من هذه األسباب في إحداث الضرر وتسمى هذه الحالة بتعدد األسباب و وحدة الضرر.
السبب الثاني :فيتمثل في حالة حدوث خطأ واحد يكون سببا في إحداث عدة أضرار متتالية وتسمى هذه
الحالة بوحدة السبب وتسلسل األحداث.
الفقرة الثانية :دعوى المنافسة غير المشروعة كوسيلة لحماية حقوق الملكية الصناعية
إن توفر جميع شروط دعوى المنافسة غير المشروعة يسمح للمتضرر باللجوء إلى القضاء من
أجل رفع الضرر عنه وفق مسطرة متبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة (أوال) أمام محكمة مختصة
مما يترتب عنها عدة جزاءات (ثانيا) .
لدراسة المسطرة المتبعة في دعوى التزييف المدنية البد من اإلشارة إلى أطراف الدعوى (أ) ثم إلى
المحكمة المختصة بالنظر في هذه الدعوى (ب) .
21
المدعي هو كل شخص لحقه ضرر من عمل المنافسة غير المشروعة وفي حالة تعدد المتضررين أمكن
رفع هذه الدعوى من طرف كل متضرر على حدة أو من طرف مجموع المتضررين إذا كانت تجمع بينهم
مصلحة مشتركة.
المدعى عليه هو كل شخص مرتكب للفعل الضار أو مسؤول عنه وقد يكون شخصا ذاتيا أو معنويا وفي
حالة التعدد يمكن توجيه دعوى المنافسة غير المشروعة ضدهم جميعا بصفة تضامنية.
بالرجوع إلى المادة 15من القانون رقم 17.97نرى أن المشرع المغربي أعطى للمحاكم
التجارية وحدها االختصاص للبت في المنازعات المترتبة عن تطبيق هذا القانون باستثناء القرارات
اإلدارية والدعاوى الجنائية المنصوص عليهما فيه .
أما فيما يتعلق باالختصاص المحلي فإن المادة 214من نفس القانون حددت المحكمة التابع لها
موطن المدعى عليه الحقيق ي أو المختار أو المحكمة التابع لها مقر وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي
يوجد به مقر الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية إذا كان موطن هذا األخير في الخارج ،كمحكمة مختصة
بالنظر في دعوى المنافسة غير المشروعة.
وفقا للمادة 185من القانون رقم 17-97المتعلق بحماية الملكية الصناعية فإن المحكمة تقضي
بعدة جزاءات تتجلى في المنع من مواصلة المنافسة غير المشروعة ووقف األعمال ثم التعويض عن
األضرار.
أجاز المشرع لرئيس المحكمة التجارية بصفته قاضيا للمستعجالت أن يمنع مؤقتا تحت طائلة
الحكم بغرامة تهديدية مواصلة األعمال المدعى أنها منافسة غير مشروعة أو يربط مواصلتها بوضع
ضمانات ترصد لتأمين منح التعويض لمالك سند الملكية الصناعية أو للمستفيد من حق استغالل حصري.
إال أنه ال يمك ن قبول طلب المنع أو وضع الضمانات إال إذا تبين أن الدعوى جدية في موضوعها وأقيمت
داخل أجل أقصاه 30يوما يحتسب ابتداء من اليوم الذي علم فيه المالك باألفعال التي أسس الطلب بناء
عليها .
22
يعتبر وقف األعمال من أهم الجزاءات التي تقضي بها المحكمة في دعوى المنافسة غير
المشروعة حيث تمنع الفاعل من التمادي في ممارسة األعمال المنافية لقواعد األمانة والشروط المؤطرة
للميدان التجاري ،وهذا ال يعني أ ن وقف األعمال غير المشروعة يضع حدا للنشاط التجاري أو الصناعي
أو الحرية بصفة نهائية ،ألن ذلك ال يمكن إتخاذه إال حالة المنافسة الممنوعة فقط ،بل يقصد بذلك أن
تصرح المحكمة في حكمها بإتخاذ اإلجراءات الالزمة و وضع الضوابط التي من شأنها أن تحد من
إستمرار الفعل الضار ،كأ ن تأمر بإزالة اللبس والخلط الواقع في أذهان الزبناء بين عناصر مؤسسة
49
تجارية محمية بصفة قانونية والعناصر المكونة للعمل غير المشروع.
ووقف األعمال غير المشروعة ال يعني إزالة التجارة أو الصناعة أو الخدمة بصفة نهائية ألن ذلك
ال يتأتى إال في حالة المنافسة الممنوعة وحدها .والقصد من المشرع هو أن تقوم المحكمة بإتخاذ التدابير
الالزمة لمنع إستمرار الوضع غير القانوني .وقد يكون الحكم على المتعدي بوقف األعمال التي تشكل
منافسة غير مشروعة الباعث الرئيسي في عدم وقوع الزبناء في الغلط وكذا الحفاظ على سمعة صاحب
الحق في العالمة .و وقف األعمال ال تشمل المنتجات عامة وإنما فقط المنتجات التي تحمل العالمات التي
توقع الجمهور في الغلط واللبس. 50
ج -التعويض عن األضرار
إن استحقاق التعويض مرتبط بضرورة إثبات وجود الضرر وأ ن يكون مبلغ التعويض المحكوم به
قادرا على تغطية الضرر الحاصل ،وقد يصعب تحديد التعويض عن الضرر الالحق من جراء المنافسة
غير المشروعة لذلك تلجأ المحاكم في هذه الحالة إلى الخبرة مادامت ال تتوفر على العناصر الكافية
والضرورية لتحديد التعويض وقد تلجأ إلى الحكم بالتعويض بصفة جزافية إذ ثبت لها مثال أن البائع
51
لمنتوج مقلد ال يتوفر سوى على عينات قليلة أو أن المنتج ال يعرف رواجا كبيرا داخل السوق.
وفي هذا اإلطار تعامل المشرع المغربي مع موضوع الحماية المدنية للملكية الصناعية بنوع من
الجدية الالزمة ،وعيا منه بحجم األضرار التي قد تترتب عن أي مساس ألصحاب الحقوق لذلك أقر نظاما
حمائيا ضم مجموعة من اآلليات المؤسساتية والقضائية ،إضافة الى كونه قد أخذ بالمفهوم الواسع لمفهوم
الملكية الصناعية.
ومن خالل بحثنا تطرقنا إلى دعويين مدنيتين وهما دعوى المنافسة غير المشروعة و دعوى
التزييف المد نية و تبيان مفهومها و نطاق الحماية التي توفرهما لمختلف صور الملكية الصناعية باإلضافة
الى الجزاءات المترتبة عنهما مما يبرز المجهودات الجبارة التي قام بها المشرع المغربي بخصوص
مراجعة ترسانته القانونية في مجال الملكية الصناعية و ذلك ما يظهر من خالل التعديلين اللذين لحقا
بالقانون رقم 17.97محاولة منه لسد كل الثغرات التي يلتجئ إليها كل متعد على الحقوق الواردة على
حقوق الملكية الصناعية.
إال أن اإلشكال الذي يثار في هذا السياق هو ما مدى نجاعة القضاء في التطبيق السليم لمقتضيات
هذا القانون أثناء البت في النزاعات المعروضة أمامه لتمكين ذوي الحقوق من حقهم اإلستئثاري.
24
قائمة المراجع
الكتب العامة
-أمحد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي و المقارن ،الجزء الثالث1414 ،هـ/
1993م مطبعة المعارف الجديدة .
-محبوبي محمد ،مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي ،مطبعة المعارف
الجديدة ،الرباط. 2015،
-معالل فؤاد ،محاضرات في الملكية الفكرية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية . 2021-2020
-الفاخوري إدريس ،حقوق الملكية الفكرية في التشريع المغربي ،مطبعة الجسور ،وجدة. 2018،
-ملخص محاضرات الملكية الصناعية ملخص السنة األولى ماستر ،بوترفاس حفيظة.
الكتب المتخصصة
-بنونة يونس ،العالمة التجارية بين التشريع واالجتهاد القضائي ،المطبعة غير مذكورة. 2006،
-لفروجي محمد ،الملكية الصناعية و التجارية تطبيقاتها و دعاواها المدنية و الجنائية ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء 12،شتنبر . 2002
-القليوبي سميحة ،الملكية الصناعية ،دار النهضة العربية ،القاهرة. 1993 ،
-محبوبي محمد ،النظام القانوني للمبتكرات الجديدة في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحقوق الملكية
الصناعية و اإلتفاقيات الدولية ،الطبعة األولى ،الناشر دار أبي رقراق2005 ،
25
-المسلومي محمد ،الرسوم و النماذج الصناعية و حمايتها ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون
الخاص ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة
الجامعية .1996/1995
-الحجاج سعيد ،الحماية الجنائية للعالمة التجارية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،جامعة عبد المالك السعدي.2014/2013 ،
النصوص القانونية
-القانون رقم 17.97الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.00.19بتاريخ 9ذي القعدة 15( 1420
فبراير )2000المتعلق بحماية الملكية الصناعية؛ الجريدة الرسمية عدد 4776بتاريخ 2ذي الحجة
9( 1420مارس .)2000
المقاالت
حربي مينة ،مدى إلزامية محضر الحجز الوصفي إلثبات التزييف في حقوق الملكية الصناعية ،مجلة
الملف ،العدد ،17أكتوبر .2010
محبوبي محمد ،حماية حقوق الملكية الصناعية من التزييف ،المجلة المغربية لقانون األعمال والمداوالت،
العدد ،12أبريل .2007
26
الفهرس
مقدمة…1…………………………………………………………………...............
الفقرة الثانية :دعوى التزييف المدنية كوسيلة لحماية حقوق الملكية الصناعية 14..........................
الفقرة األولى :مفهوم المنافسة غير المشروعة و الشروط الالزمة لقيام الدعوى المرتبطة بها18.......
الفقرة الثانية :دعوى المنافسة غير المشروعة كوسيلة لحماية حقوق الملكية الصناعية21................
خاتـــمــــة 24................................................................................................................
27