‫الحماية‬

‫التشريعية للمحتوى الرقمي‬

‫إعداد‬
‫المـستشـار مالك رضـوان أمـيــــن‬
‫عضـو الجمعية الدولية لمكافحة االجرام السيبيري في فرنسـا‬
‫المستشار في محاكم الجمهورية العربية السورية‬
‫‪00963944 541962‬‬ ‫موبايـل ‪:‬‬
‫‪Malekamien @ maktoob.com‬‬

‫الفصل األول‬
‫( فصــل تمهيــــــدي )‬
‫المبحث األول‬
‫( التنظيم القانوني للمصنف )‬
‫باعتبار أن أغلب المحتوى الرقمي يشكل الركن الثالث من المصنف الفكري لذا ندرسه عبر دراسة حقوق ملكية المؤلف ‪.‬‬
‫المطلب األول ــ ضرورة التنظيم القانوني لحقوق المؤلف في المجال الرقمي ‪:‬‬
‫ثبت أن مع كل تقدم تكنولوجي جديد‪ ,‬وجب وضع قواعد قانونية تنظم استخدامه محليًا ودوليًا ‪ ,‬حيث اقتضى انتشار المركبات إصدار‬
‫قانون السير والمركبات ‪ ,‬وانتشار الطيران المدني اقتضى إصدار قوانين المالحة الجوية ‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة للمحتوي الرقمي‬
‫عبر شبكة االنترنت التي اتسعت خدماتها لتشمل جميع جوانب العالقات البشرية ‪.‬‬
‫وقد ثبت في التاريخ اإلنساني أن حرية الفكر هي طريق االبداع واالبتكار ‪ ,‬إذ في هذه البيئة فقط ولدت الثورة الصناعية ‪ ,‬وكذلك‬
‫كان األمر بالنسبة للثورة المعلوماتية المذهلة ‪ ,‬المتمثلة في نمو قطاع تكنولوجيا االتصاالت وتبادل المعلومات ‪ ,‬الذي ساهم وسيساهم‬
‫في تقدم ورفاهية البشر ‪ .‬إذ يحتل اآلن المحتوي الرقمي صناعة ومضمونًا ‪ ,‬أغلب التبادل التجاري واإلستثماري في العالم فأصبح‬
‫عصب الحياة وقوامها ‪ ,‬والطريق إلى نمو الدول وتقدمها‪.‬‬
‫إن الدول المتقدمة وإليمانها بذلك ‪ ,‬عمدت إلى سن التشريعات الالزمة لضمان حرية الفكر ‪ ,‬حتى انها اعتبرت ذلك من الحقوق‬
‫الدستورية العليا ‪ ,‬حيث جاء في الدستور السوري حيث في الفقرة ‪ /2/‬من المادة ‪: /24/‬‬
‫( تحمي الدولة حقوق المؤلفين والمخترعين التي تخدم مصالح الشعب )‬
‫لذا ال يمكن ألي مجتمع بشري أن يتقدم إال بإعمال الفكر ‪ ,‬واإلنسان ال يمكن أن يقدم ما لديه من إبداع وابتكار ذهني إال في بيئة‬
‫األول ‪ :‬الحرية الالزمة لممارسة الفكر ‪.‬‬ ‫تضمن له أمرين ‪:‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن يكون حصاده مشموًال بالحماية القانونية الالزمة ‪.‬‬
‫في فضاء االنترنت المفتوح للغاية ‪ .‬وفي فضاء العولمة التي أتاحتها ‪.‬‬
‫وخالل ما يتضمنه المحتوى الرقمي من أفكار ومعلومات حيث يتمتع بحرية االنتقال واالنتشار ‪ ,‬بما يحمل من أفكار وثقافات‬
‫وأيديولوجيات ينشرها إلى جميع شعوب األرض ‪ ,‬لم يعد من المناسب أن نبحث كعرب عن صناعة المحتوي الرقمي العربي دون أن‬
‫نبحث في التأثير المتبادل بينه وبين المحتوي الرقمي غير العربي ‪ ,‬الذي جزء منه يحمل العداء للعرب والمسلمين ‪.‬‬
‫من هنا تظهر أهمية المحتوي الرقمي العربي ‪ ,‬وبالتالي تظهر ضرورة تنظيمه تشريعيا ‪ ,‬و تأمين الحماية القانونية له ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ــ حماية حقوق المؤلف الرقمية في التشـريعات السوريـة التقليديـة ‪:‬‬
‫يدور في ذهن رجال القانون تساؤل هل النصوص القانونية التقليدية الموضوعة قبل عصرالمعلومات تصلح لمعالجة الخروقات‬
‫المستحدثة في بيئة العالم االفتراضي ؟ و هل يجب ان تشميل حقوق المؤلف ذات البيئة االفتراضية ( الرقمية ) أو المنشورة رقميًا في‬
‫مظلة القواعد القانونية لحماية حقوق المؤلف أم براءة االختراع ؟ إن النصوص التقليدية السورية في قانون العقوبات العام والقانون‬
‫المدني ‪ ,‬لم تعالج الكيان المنطقي بشكل واضح وصريح ‪ .‬لذا يعود األمر تقدير وقناعة قاضي الموضوع‪ .‬لذلك شمل المشرع‬
‫السوري بموجب القانون رقم ‪ /12/‬لعام ‪ 2001‬المصنفات الرقمية ضمن حقوق المؤلف ‪.‬‬
 ‫المطلب الثالث ــ موقف االتفاقيات الدولية من النشر اإللكتروني ( المصنف ) ‪:‬‬
‫(اتفاقية برن ‪ ,1883‬و معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ‪ ) 1996‬أظهر استخدام اإلنترنت مشكالت قانونية متعددة من بينها ما‬
‫يتعلق بكيفية حماية المصنفات األدبية والفنية المتاحة عبر الشبكة ‪ .‬ونظرا لقصور اتفاقية برن (تعديل ‪ )1971‬في تقديم حلول لتلك‬
‫المشكالت حيث أنها لم تعالج النشر اإللكتروني للمصنفات الفنية واألدبية ‪ ،‬فقد دعت الحاجة إلى البحث عن حلول لمواجهة ما أظهره‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال االتصاالت من مشكالت ‪ .‬واتجهت الجهود الدولية التي بذلت تحت مظلة الويبو في أول األمر‬
‫إلى العمل على ادخال تعديالت على اتفاقية برن لعالج ما أظهره النشر اإللكتروني للمصنفات عبر شبكة اإلنترنت من مشكالت ‪,‬‬
‫ولكنه ظهر في مرحلة متقدمة من المفاوضات التي جرت بين الدول تحت مظلة الويبو أن من األفضل إصدار اتفاقية جديدة التاحة‬
‫قدر أكبر من المرونة في تلبية رغبات الدول األعضاء في الويبو ‪ ،‬وهو ما تسمح به المادة ‪ 20‬من اتفاقية برن التي تجيز للدول‬
‫األعضاء في اتحاد برن أن تبرم فيما بينها اتفاقيات خاصة طالما أن تلك االتفاقيات تمنح للمؤلفين حقوقا تفوق الحقوق المنصوص‬
‫عليها في اتفاقية برن ‪.‬وقد اسفرت الجهود الدولية في نهاية األمر عن إبرام اتفاقية خاصة تطبيقا لحكم المادة ‪ 20‬من اتفاقية برن وهي‬
‫معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ‪ , 1996‬كما أبرمت اتفاقية أخرى تتوافق معها هي معاهدة الويبو بشأن فناني األداء ومنتجي‬
‫التسجيالت الصوتية ويطلق على هاتين االتفاقيتين اتفاقيتا االنترنت ألنهما توفران الحماية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عبر‬
‫وجدير بالذكر أن معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ‪ 1996‬قد حرصت في المادة ‪ 4‬منها على تأكيد أن برامج‬ ‫شبكة االنترنت ‪.‬‬
‫الحاسب اآللي تعتبر من قبيل المصنفات األدبية كما أكدت االتفاقية في المادة ‪ 8‬منها حماية المصنفات الرقمية التي تنشر عبر شبكة‬
‫االنترنت ( عن ورقة عمل أ ‪ .‬األهواني )‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫( الـــمـصــنـــــف )‬
‫المطلب األول ــ تعريف المصنف ‪:‬‬
‫المصنف في قانون حماية حقوق المؤلف رقم ‪ /12/‬لعام ‪ 2001‬هو ‪ ( :‬المصنف هو الوعاء المعرفي الذي يحمل انتاجًا ادبيًا أو علميًا‬
‫أو فنيًا مبتكرًا مهما كان نوعه أو أهميته أو طريقة التعبير فيه أو الغرض من تصنيفه ) ‪.‬‬
‫فالمصنف هو إنتاج ذهني أو فكري ‪ .‬ويشترط لحمايته وفق أحكام هذا القانون ‪ ,‬أن يكون مبتكرًا بحيث يستبين منه ان المؤلف خلع‬
‫عليه شيئًا من شخصيته ‪.‬وال يكفي أن يكون المصنف مجرد فكرة تدور في الذهن إنما يجب أن توضع هذه الفكرة في إطار مادي‬
‫ملموس تبرز فيه الى الوجود ‪ ,‬بحيث يكون قابال للنشر ‪ .‬إذ يجب أن يكون مظهر التعبير عن الفكرة قد بلغ من الغاية من الوضع‬
‫المستقر بحيث يشكل آلية صالحة للتخاطب مع الناس بالكالم أو بالصوت أو بالصورة أو بالحركة الجسدية ‪ ....‬ويرى الدكتور عبد‬
‫الرزاق السنهوري ‪( :‬إن العبرة ‪ ,‬في أن يكون المصنف قد أفرغ في صورة مادية يبرز فيها الى الوجود وأن يكون معدا للنشر ‪ ,‬ال أن‬
‫يكون مجرد فكرة يعوزها االطار الذي تنجسم فيه ) الوسيط جزء ‪ 8‬صـ ‪891‬‬
‫المصنف الرقمي ‪ :‬لقد ذهبت بعض االراء الى تعريف المصنف الرقمى بأنه ‪ :‬أي عمل ابداعى من بيئة تكنولوجيا المعلومات ‪.‬وقد‬
‫شملت هذه المصنفات ابتداء وحتى االن ثالث انواع من المصنفات ‪ -:‬البرمجيات ‪ ،‬وقواعد البيانات وطبوغرافيا الدوائر المتكاملة ‪.‬‬
‫ثم ظهرت انماط جديدة من المصنفات تثير مسألة الحاجة الى الحماية القانونية وهي ‪,‬اسماء النطاقات او الميادين او المواقع على‬
‫الشبكة ‪ ,‬وعناوين البريد االلكتروني ‪ ،‬وقواعد البيانات على الخط التي تضمها مواقع االنترنت ‪ ,‬ومادة او محتوى موقع االنترنت‬
‫من نصوص ورسوم واصوات ومؤثرات حركية (يطلق على المؤثرات الصوتية والحركية لوسائط المتعددة ) والمصنف الرقمي‬
‫يشمل المصنفات التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ برامج الحاسب ( الكمبيوتر ) ‪ 2‬ـ مصنفات قواعد البيانات ‪ 3‬ـ مصنفات الدوائر المتكاملة ‪ 4‬ـ اسماء النطاقات او مواقع‬
‫االنترنت ‪ 5 ،‬ـ محتوى المواقع ( الوسائط المتعددة (‪ ( .‬وفق ورقة عمل أ ‪ .‬ألطاف و أ‪ .‬أحمد عاصم )‬
‫المطلب الثاني ـ األركان القانونية للمصنف ‪:‬‬
‫اتجه أغلب الفقه الى أن المصنف يتألف من ثالثة أركان يكتمل باكتمالها ‪ ,‬وينتفي بانتفاء أحدها (د‪ .‬عمر يونس ) وهي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الركن األول ‪:‬ويسمى ( عنوان المصنف ) ويطلق عليه أيضا بالركن الشكلي ‪ .‬ويتحقق عبر طريقين ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الطريق المادي ‪ :‬الغاية منه وضع المصنف في إطار الحماية المادية وليس القانونية ‪ .‬وذلك باعطائه شكال معينا يميزه عن غيره من‬
‫الناحية الشكلية ‪ .‬والعادة هي أن يتحدد شكل المصنف المادي وفق منهجه وموضوعه ‪.‬‬
‫الطريق القانوني ‪ :‬والغاية من سلوك الطريق القانوني هي تأمين الحماية القانونية للمؤلف على مصنفه ‪ .‬وتقوم بتسجيل المصنف‬
‫رسميا وإ يداع نسخة منه لدى الجهة المختصة باإليداع‪ .‬ان المؤلف عندما يستكمل اإلجراءات الشكلية و المادية ‪ ,‬ينقل عبء اإلثبات‬
‫إلى الجهة التي تدعي خالف ما هو مسجل لدى الجهات المختصة بالتسجيل ‪.‬وهذا مهم في سير الدعوى ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الركن الثاني ‪ :‬و يقصد به حق األبوة الذهنية للمؤلف على مصنفه ‪ ,‬و يعني اسم المؤلف ‪ .‬و المؤلف كما عرفه المشرع‬
‫في المادة ‪ /1/‬من القانون بأنه ‪ (( :‬المؤلف من ينشر المصنف منسوبًا إليه سواء بذكر اسمه على المصنف أم بأية طريقة أخرى بما‬
‫في ذلك استعماله اسمًا مستعارًا ‪ ,‬إال إذا قام الدليل على غير ذلك )) "‬
‫فالمؤلف هو الشخص الذي خلق أو ابتكر المصنف و هو صاحب الحق في حقوق المؤلف ‪ .‬مصنفه فإذا اشترك عدة أشخاص في‬
‫ابتكار و خلق المصنف كانوا جميعًا أصحاب هذا الحق‪ .‬كما يعتبر مؤلفًا من ينشره بدون اسم أو باسم مستعار أو بأية طريقة أخرى ‪,‬‬
‫بشرط أال يقوم شك في معرفة حقيقة شخصية المؤلف ‪ ,‬فإذا قام الشك اعتبر ناشر المصنف أو منتجه نائبًا عن المؤلف في مباشرة‬
‫حقوقه ‪ ,‬إلى ان يتم التعرف على حقيقة شخصية المؤلف ( وفقا لرأي المستشار محمد الكعبي) و المقصود بالنشر هو نقل المصنف أو‬
‫إيصاله بأسلوب مباشر أو غير مباشر إلى الجمهور أو استخراج نسخ أو صور منه أو من أي جزء من أجزائه يمكن قراءتها ‪ ,‬أو‬
‫سماعها أو رؤيتها أو أداؤها ‪ ..‬و الغاية من اعتبار اسم المؤلف ركنًا من أركان المصنف هو من اجل تحديد صاحب الحق في حمايته‬
‫و الدفاع عنه ‪ ,‬و هو ما يسمى في نظر القضـاء بصاحب المصلحة في إقامة الدعوى و متابعتها ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الركن الثالث ‪ :‬و يشكل قوام المصنف و عماده أي مادته و موضوعه ‪ ,‬و يقصد به محتواه سواء كان ادبيًا أو علميًا ‪ ,‬أو‬
‫من برمجيات الحاسوب أو إبداع فني مسرحي أو سينمائي أو إيمائي أو اإلبداع في مجال الفن التشكيلي بالرسم أو النحت أو التصوير‬
‫‪ ....‬فالموضوع هو الفكرة في ذهن المؤلف التي يصدرها بواحد من األطر المادية التي حددها المشرع ‪.‬‬
‫المحتوى الرقمي ‪ :‬هو كل مادة ( موضوع ) يمكن فهمها أو إدراكها منشورة بشكل رقمي على شبكة االنترنت أو على الحاسوب أو‬
‫على ‪ , CD‬سواء كانت تشكل أثرًا أدبيًا أو فنيًا أو أدائيًا أو موسيقيًا أو تشكيليًا ‪ ,‬أيا كان شكله أو شكل الموضوع الذي يتناوله سواء‬
‫كان سياسيًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا أو تجاريًا أو ترفيهيا ‪ ,‬يشكل الركن الثالث من المصنف ‪.‬‬
‫ويقصد بالمحتوى الرقمي العربي ‪ :‬المواد المعرفية المكتوبة باللغة العربية والتي تعد للنشر على شبكة االنترنت والشبكات الرديفة‬
‫لها ‪ ,‬سواء كان هذا المحتوى يأخذ شكل النص العربي أو المادة السمع بصرية أو األشكال أو البرامج والقطع البرمجية‪ .‬ويشترط في‬
‫المادة حتى تعتبر محتوى عربي أن تكون منشورة للعموم بحيث يستفيد منها متصفح االنترنت دون الحاجة إلى الدخول بكلمة مرور‪،‬‬
‫كما يشترط أن تكون المادة موثقة ومفهرسة بشكل يسهل التعامل معها وليس االكتفاء بتكديس مواد كما وردت من المصدر على‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫( حقوق المؤلف على مصنفه )‬
‫المادة ‪ /1/‬من القانون ‪ (( :‬حق ملكية المؤلف هو مجموعة المصالح المعنوية و المادية التي تثبت للشخص على مصنفه )) هي ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحقوق األدبية ( المعنوية ) للمؤلف على مصنفه ‪:‬‬
‫‪ : 1‬حق األبوة ( النسب ) ‪ :‬جاء في المادة ‪ /7/‬من القانون ‪ ( :‬ينسب المصنف إلى مؤلفه بذكر اسمه عند تنفيذ أي عمل من األعمال‬
‫الوارد ذكرها في المادتين ( ‪ 5‬و ‪ ) 6‬من هذا القانون و يستثنى من ذلك عرضًا الحاالت التي يرد فيها المصنف عرضًا في ثنايا بث‬
‫اذاعي أو تلفزيوني الحداث جارية ) ‪.‬‬
‫‪ :2‬الحق في تقرير نشر المصنف ألول مرة ‪ :‬و يسمى بحق النشر و النشر وفق المادة ‪ /1/‬من القانون‪ (( :‬النشر ‪ :‬نقل المصنف أو إيصاله‬
‫بأسلوب مباشر أو غير مباشر إلى الجمهور أو استخراج نسخ أو صور منه أو من أي جزء من أجزائه يمكن قراءتها أو سماعها أو‬
‫رؤيتها أو أداؤها )) ‪ .‬إذ للمؤلف لوحده دون غيره الحق في تحديد لحظة إصدار مصنفه و عرضه إلى الجمهور كما يعود له الحق في‬
‫تحديد طريقة النشر أو العرض كتابيًا أو عن طريق اإلذاعة أو التلفزيون أو مباشرة إلى الجمهور ‪ ,‬و ان قيام الغير بذلك بدون إذن منه‬
‫يعد اعتداء على المصنف مستوجبًا للعقاب و التعويض ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪ :3‬الحق في تعديل المصنف أو ترجمته ‪ :‬اقر المشرع للمؤلف في المادة السادسة حقه في ‪ ((:‬للمؤلف إدخال ما يرى من التعديل أو‬
‫التحوير على مصنفه و له الحق في ترجمته إلى لغة أخرى و ال يجوز لغيره ان يمارس ذلك إال باذن كتابي منه أو ممن يخلفه ))‬
‫‪ : 4‬الحق في سحب المصنف من التداول ‪ :‬هو ما يطلق عليه اسم حق الندم إذ يستطيع المؤلف إذا ما طرأت أسباب ما ان يسحب مصنفه‬
‫من التداول و ان يوقف عرضه أو اذاعته ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ـ الحقوق المالية ( المادية ) للمؤلف على مصنفه ‪:‬‬
‫تتمثل الحقوق المالية للمؤلف بالعائد المادي الستثمار واستغالل المصنف مقابل جهده ‪ .‬وله الحق و لخلفه من بعده تقاضي المقابل‬
‫النقدي أو العيني نظير نقله حق أو أكثر من حقوق االستغالل المالي للمصنف إلى الغير ‪ .‬و للمؤلف ان ينقل هذا الحق إلى الغير في‬
‫مباشرة حقوق االستثمار المنصوص عليها في المادتين ( المادة رقم ‪/ 5/‬النشر و طريقته ـ المادة رقم‪/ 6 /‬حق التعديل و التحوير و‬
‫الترجمة ) ‪ ,‬على ان يتم ذلك بصورة كتابية مع وجوب تحديد واضح لكل حق في التصرف على حدة " المادة ‪ / 13 /‬من القانون و‬
‫للمؤلف إلزام الغير بالتعويض المناسب إذا قام باإلعتداء على أيا من الحقوق المذكورة أعاله المادة ‪. /18/‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المصنفات محل الحماية ومدتها ‪:‬‬
‫وقد حدد المشرع السوري أشكال المصنفات المحمية بالقانون بما يلي ‪ :‬أ ـ المصنفات المكتوبة ‪.‬ب ـ المصنفات الفنية ـ مسرح ـ‬
‫سينما ـ موسقى ـ رقص ) ج ـ مصنفات الفنون التشكيلية د ـ مصنفات المصورات والخرائط والتصوير الفوتوغرافي هـ ـ مصنفات‬
‫البرمجيات الحاسوبية ‪ .‬وجعل لكل مصنف مدة حماية معينة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫( جرائم الـمـصنف الرقمــي )‬
‫المبحث األول‬
‫( الجرائم الواقعـة على المصنف )‬
‫لالنتشار الواسع للمصنف عبر شبكة االنترنت ‪ .‬و الستطاعة أيا كان فردًا أو جماعة و بتكلفة زهيدة ‪ ,‬ان يبث عبر شبكة االنترنت ما‬
‫يشاء من ألوان المحتوى الرقمي ‪ .‬وتبعًا لتنوع ألوان المحتوى الرقمي ‪ ,‬فقد تنوعت الجرائم المرتكبة ضده ‪ ,‬التي تمس كافة أنواع‬
‫النشاط اإلنساني العلمي و األدبي و الفني و الثقافي و التجاري و األمني لذا تنوعت النصوص القانونية المعنية ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحماية القانونية للمصنف وفق قانون حماية حقوق المؤلف رقم ‪/12/‬عام ‪: 2001‬‬
‫صدر القانون رقم ‪ 12‬لعام ‪ 2001‬لحماية حقوق المؤلف آخذًا بعين االعتبار المصنف الرقمي ‪ .‬مشمآل إياه بالحماية القانونية مثله‬
‫مثل سائر المصنفات التقليدية ‪.‬إذ حدد في المواد ‪ 5/‬و ‪ 6‬و ‪ /7‬منه حقوق المؤلف على مصنفه بما يلي ‪ :‬حقوق المؤلف في نشر‬
‫مصنفه و في اختيار طريقة النشر ( المادة ‪ , ) 5‬وفي إدخال ما يرى من تعديل أو تحوير أو ترجمة المادة (‪ ,) 6‬و حقه في نسبة‬
‫المؤلف له ـ حق األبوة ـ ( المادة ‪ .) 7‬و الحق في دفع أي اعتداء يقع على مصنفه ‪ ,‬ومنع أي تشويه أو تحريف أو تعديل أو مس من‬
‫شأنه اإلساءة إلى المؤلف ‪ .‬و أسبغ عليها الحماية الجزائية بموجب المادة ‪ /40/‬من القانون بعقوبة الحبس و الغرامة ‪:‬‬
‫(( يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنتين و بغرامة ال تقل عن مئة ألف ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬
‫اوًال ‪ :‬كل من اعتدى على حق من الحقوق المشمولة بالحماية في المواد ( ‪ ) 7 -6 -5‬من هذا القانون ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬كل من نسب لنفسه مصنفًا ليس من تأليفه ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬كل من تصرف أو حاز أو عرض للبيع أو أذاع على الجمهور بأية وسيلة كانت أو ادخل إلى أراضي الجمهورية العربية‬
‫السورية مصنفًا مخالفًا أحكام الحماية المقررة بموجب هذا القانون بقصد االستغالل التجاري ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬كل من أعاد في الجمهورية العربية السورية مصنفات مجمعة مخالفًا أحكام هذا القانون و كذلك كل من باع هذه المصنفات أو‬
‫أصدرها أو تولى نقلها أو نشرها أو تأجيرها و هو يعلم بالمخالفة ‪ ,‬و تتعدد العقوبات بتعدد المصنفات موضوع االعتداء )) ‪ .‬لذلك‬
‫يمكن تحديد الجرائم التي تقع على المصنف بموجب أحكام القانون ‪ 12‬لعام ‪ 2001‬بما يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬جرائم االعتداء على حقوق المؤلف المقرة له في المواد ( ‪: ) 7 -6 -5‬‬
‫في الفقرة األولى من المادة ‪ /40/‬من القانون اعتبر المشرع كل اعتداء على المصنف جرمًا يستحق العقاب ‪ .‬والمشرع لم يحدد معنى‬
‫اإلعتداء ‪ ,‬و ال ما هيته ‪ ,‬و ال صوره ‪ ,‬و ال نوعه ‪ ,‬و ال مقدار الضرر الناتج عنه ‪ ,‬بل ترك األمر مطلقًا ‪ ,‬و المطلق يجري على‬
‫إطالقه ‪ ,‬و عليه فان أي شكل من أشكال االعتداء على المصنف يعتبر جرمًا ‪ .‬ويبقى تقدير ذلك لمحاكم الموضوع وال رقابة لمحكمة‬

‫‪4‬‬
 ‫النقض عليها طالما كان استنتاجها مستساغا ‪ .‬ويتحقق الركن المادي بتحقق قيام الجاني ألي فعل من شأنه ان ينال أيا من حقوق‬
‫المؤلف المنصوص عنها في المواد ( ‪ , )7 -6-5‬كما يتحقق ايضًا إذا وقع االعتداء على أي ركن من أركان المصنف الثالثة‬
‫( عنوان المصنف – اسم المؤلف – موضوع المصنف ) عمًال بقاعدة ‪ ( :‬تفريد التجريم وفق أركان المصنف ) و قد اشترط المشرع‬
‫أن يقوم الفعل به بدون إذن كتابي من المؤلف‪ ,‬و ال يكفي االذن الشفهي ‪ .‬و غاية من الدليل الخطي هو تحديد قواعد اإلثبات التي يجب‬
‫على قضاة الحكم تطبيقها في أي نزاع قانوني في هذا المجال ‪ ,‬و عدم ترك األمر للقواعد العامة المنصوص عنها في قانون البينات‬
‫السوري ‪ ,‬حيث يدخل فيه المانع األدبي ‪.‬أما الركن المعنوي الواجب توافره هو صورة القصد الجنائي العام الذي يقوم على العلم و‬
‫اإلرادة فيكفي علم الجاني بعناصر الركن المادي ‪ ,‬بان يقوم بفعل االعتداء على الحقوق المالية أو األدبية لهذا المؤلف وأن تتجه إرادته‬
‫إلى هذا الفعل ‪ .‬محل جريمة االعتداء وفق المادة ‪: / 40/‬‬
‫البند األول ‪ :‬جرائم اإلعتداء على حق المؤلف في نشر مصنفه و طريقة نشره ‪,‬المقرة له في المادة ( ‪ )5‬من القانون ‪:‬‬
‫( لمؤلف المصنف المشمول بالحماية الحق في تقرير نشر مصنفه و في اختيار طريقة هذا النشر ) المقصود هنا الجريمة الواقعة على‬
‫الركن األول من أركان المصنف و هو عنوانه ‪ ,‬أي شكل المصنف وهو يشمل ـ حق النشر وحق طريقة النشر ‪.‬‬
‫البند الثاني ‪ :‬جرائم اإلعتداء على حق المؤلف في تعديل وتحوير وترجمة مصنفه ‪ ,‬المقرة في المادة ‪ /6/‬من القانون ‪:‬‬
‫(( للمؤلف إدخال ما يرى من التعديل أو التحوير على مصنفه و له الحق في ترجمته إلى لغة أخرى و ال يجوز لغيره ان يمارس‬
‫ذلك إال بإذن كتابي منه أو ممن يخلفه ‪ )).‬فالتحوير ‪ :‬هو تغير الكالم ‪ .‬والتعديل ‪ :‬هو تقويم الكالم ‪ .‬و المصنف يعني تعديله ‪:‬‬
‫تقويمه ‪ .‬أما الترجمة ‪ :‬والمقصود بها نقل لغة المصنف من لغته األصلية التي كتب بها إلى لغة أخرى غيرها ‪ .‬فاإلبداع اإلنساني ال‬
‫يقف عند حد ‪ ,‬والكمال ال يتحقق في مصنف ‪ ,‬لذا تبقى لدى المؤلف رغبة دائمة في تعديل وتحوير مؤلفه‪ .‬لذا حصر المشرع هذا‬
‫الحق محصور به ‪ ,‬ويسمي الدكتور األهواني حق تعديل وتحوير وترجمة المصنف بالحقوق المشتقة ‪.‬‬
‫البندالثالث ‪ :‬جرائم االعتداء على حق المؤلف في نسب المصنف له ‪ ,‬المقرة له في المادة ‪: /7/‬‬
‫النص ‪ ( :‬ينسب المصنف إلى مؤلفه بذكر اسمه عند تنفيذ أي عمل من األعمال الوارد ذكرها في المادتين ‪ /6-5/‬من هذا القانون‬
‫ويستثنى من ذلك الحاالت التي يرد فيها المصنف عرضًا في ثنايا بث إذاعي أو تلفزيوني ألحداث جارية )إن حاالت االعتداء على‬
‫حقوق النسب المقرة للمؤلف المنصوص عنها في المواد ‪ 5 /‬ـ ‪/ 6‬هي ‪:‬حالة نشر المصنف ألول مرة رقمي أو تقليدي ‪ .‬وحالة تعديل‬
‫طريقة النشر ‪ ,‬أو إعادته بطريقة أخرى غير التي نشر بموجبها أول مرة إذ ان الكثير من المصنفات الكتابية يعاد نشرها بطريقة‬
‫درامية ‪.‬في حال قيام المؤلف بتعديل أو تحوير مصنفه بزيادة تكميلية أو توضيحية للفكرة األساسية تنقيحًا أو زيادة وكذلك في حال‬
‫ترجمته إلى لغة أخرى ‪ .‬كما تنتقل حقوق المؤلف الى المصنف المشتق ‪ .‬لذا ال يجوز سلب نسبها منه أو إنكارها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬جريمة نسب الجاني لنفسه مصنفًا ليس من تأليفه ‪ ,‬المنصوص عنها في الفقرة الثانية من المادة ‪: /40/‬‬
‫إن محل الجرم في هذه الفقرة هو الركن الثاني من أركان المصنف ‪ ,‬وهو ( حق األبوة الذهنية ) ‪ .‬ويقوم الركن المادي بقيام‬
‫الجاني بأي فعل كان ـ قوال أوشفاهة أو كتابة ـ وكل ما من شأنه ان يجعل الجمهور يدرك بأنه هو الذي ألف المصنف ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬جرائم االستغالل التجاري للمصنف ‪ ,‬المنصوص عنه في الفقرة الثالثة من المادة ‪: /40/‬‬
‫يعاقب بالحبس كل من تصرف أو حاز أو عرض للبيع أو أذاع على الجمهور بأية وسيلة كانت أو أدخل إلى أراضي الجمهورية‬
‫العربية السورية مصنفًا مخالفًا بذلك أحكام الحماية المقررة بموجب هذا القانون بقصد استغالل التجاري ‪.‬المقصود هنا حماية الحقوق‬
‫المالية للمؤلف ‪ ,‬من الجرائم التي تقع عليه من قيل الغير المرتكبة بقصد استغالله تجاريًا ‪ .‬بأحد األفعال التالية ‪:‬‬
‫التصرف ‪ :‬التصرف بأموال الغير أو أشياءهم يعني ان المال أو الشيء موضوع التصرف قد سلم إلى شخص بطريقة مشروعة ـ على‬
‫سبيل األمانة أو الوكالة أو العارية ‪ ...‬ـ فتصرف فيها بيعًا أو رهنًا أو مقايضة ‪ .‬أي قيام من سلم المال إليه بطريقة مشروعة في‬
‫إخراجه من ملكية صاحبه إلى الغير وهو ال يملك حق إجراء هذا التصرف‪.‬‬
‫في المادة ‪ /641/‬عقوبات يعتبر التصرف بأموال الغير احتياًال ‪ ,‬وفي القانون المدني ‪ :‬هو إما تقرير حق عيني على الشيء‬
‫المتصرف فيه ‪ ,‬أو تقرير حقوق شخصية عليه ‪ ,‬لذلك فإن تصرف الغير ـ الذي استلم المصنف بشكل مشروع ‪ ,‬عارية ‪ ,‬أمانة ‪,‬‬
‫وكالة ـ وأخرج من ملكية صاحبه أي حق من حقوق المؤلف المنصوص عنها في هذا القانون يعد جرمًا مستوجبًا العقاب ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الحيازة ‪ :‬المشرع السوري لم يضع تعريفًا محددًا للحيازة ‪ ,‬تاركًا مهمة ذلك للفقه والقضاء ‪ ,‬إال أنه ورد تعريف الحيازة في المذكرة‬
‫اإليضاحية للقانون المدني المصري والذي منه أخذ المشرع السوري أحكامه ‪ ( :‬الحيازة من حيث أحكامها العامة وضع مادي به‬
‫يسيطر الشخص سيطرة فعلية على شيء يجوز التعامل فيه وترد الحيازة على األشياء المادية والحقوق المعنوية على السواء وتكسب‬
‫بأعمال يقوم بها هذا الوضع المادي وتنتقل باالتفاق مصحوبًا بالتسليم وتزول بزوال السيطرة الفعلية ) ‪.‬فالحيازة تقوم بعنصرين ‪,‬‬
‫العنصر المادي ‪ :‬وهو مجموعة األعمال المادية التي يمارسها الحائز على الشيء المحوز ‪ .‬واالجتهاد القضائي استقر بأن على‬
‫القاضي أن يراعي لدى مناقشته طبيعة وشكل الحيازة‪ ,‬ماهية الشيء المحوز‪ .‬وإ ن مباشرة الحيازة تكون وفقا للغرض الذي خصص له‬
‫الشيء ) لذلك فإن مباشرة حيازة الكيان المنطقي ‪ ,‬تكون وفقًا لطبيعته االفتراضية ‪ ,‬لذا ال يشترط أن تكون حيازته مادية ‪ ,‬وعليه‬
‫فإن حيازة الكيان المنطقي مجردا عن دعامته المادية بشكل غير مشروع يعد جرمًا ‪ .‬لذا فإن حيازة المصنف من أجل إستغالله‬
‫تجاريا دون مسوغ قانوني يعتبر إعتداء مستوجبًا للعقاب ‪.‬‬
‫العرض للبيع ‪ :‬هوإ ظهارالشيء لذوي الرغبة فيه ليشتروه ‪.‬والمشرع لم يحدد طريقة العرض أو شكله لذلك فإن كل فعل يجعل الغير‬
‫على علم أكيد بأن الجاني يرغب في بيع أي حق من حقوق المؤلف على المصنف ‪ ,‬يحقق الركن المادي لجرم العرض بالبيع سواء‬
‫كان العرض مباشرًا أو باالذاعة أو التلفزيون أو بالكتابة أو عبر االنترنت ‪.‬‬
‫أذاع ‪ :‬في اللغة ذاع الخبر وغيره ‪ :‬فشا وانتشر ‪.‬وأذاع الخبر أو السر ‪ :‬أفشاه ونشره ‪ ,‬أو نادى به في الناس ‪ .‬المقصود بذلك هو‬
‫الفعل الذي يؤدي الى نشر المصنف بأي شكل كان الى الجمهور ‪ ,‬بقصد اإلستغالل التجاري ‪.‬‬
‫أد خل إلى القطر مصنفا ‪ :‬كما يعتبر اعتداء كل من يدخل الى القطر مصنفا محميا من الخارج ألجل االستغالل التجاري ويشترط في‬
‫هذه الحالة توفر الشروط التالية ‪ 1 :‬ـ أن يكون االدخال من أجل اإلستغالل التجاري ‪ 2‬ـ أن يكون المصنف منشورا في الخارج ‪ 3‬ـ‬
‫أن يكون المصنف مشموال بالحماية القانونية ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬جرائم نسخ المصنفات المحمية وبيعها ونشرها وتأجيرها ونقلها واصدارها ‪:‬‬
‫(( يعاقب بالحبس ‪....‬‬
‫رابعا ـ كل من أعاد في الجمهورية العربية السورية انتاج مصنفات محمية مخالفا أحكام هذا القانون وكذلك كل من باع هذه المصنفات‬
‫أو أصدرها أو تولى نقلها أو نشرها أو تأجيرها وهو يعلم بالمخالفة ‪ ,‬وتتعدد العقوبات بتعدد المصنفات موضوع اإلعتداء ‪ )) .‬اعتبر‬
‫المشرع أي فعل من األفعال التالية اعتداء مستوجبا للعقاب إذا وقعت على مصنف محمي‪ .‬فالمقصود بإعادة انتاج مصنفات محمية ‪.‬‬
‫هواعادة االنتاج بعمل نسخة أو أكثر من مصنف أو تسجيل صوتي ‪ ,‬أو برامج اذاعية ‪ ,‬أو أي أداء ‪ ,‬في أي شكل أو صورة ـ والنشر‬
‫هو اتاحة المصنف أو التسجيل للحمهور ـ أما النقل فهو نقل كل أو جزء من مصنف ‪ .‬وتحويله من مالكه الى مالك الموضع الذي‬
‫انتقل اليه هذا الكل أو الجزء من المصنف ‪ .‬وال يعد االستشهاد بالمصنف نقال ‪.‬ـ أما البيع والتأجير فالمقصود منهما بالواقع العملي‬
‫نشر المصنف المنسوخ بشكل دائم أو مؤقت ‪ ,‬فاذا كان دائما فهو البيع‪ ,‬والمؤقت أيجارا‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجرائم الواقعة على حقوق المؤلف بموجب قانون العقوبات العام ‪:‬‬
‫ونقصرها في هذا البحث على الجرائم الواقعة على األموال ‪ ,‬وجرائم التزوير ‪.‬‬
‫الفرع األول ـ جرائم األموال المنصوص عنها في قانون العقوبات العام الواقعة على المحتوى الرقمي ‪:‬‬
‫خالل التطبيق العملي وجدنا أن القضاء السوري بما يتعلق بالكيان المنطقي للمعلومات كان قد سار في اتجاهين هما ‪:‬‬
‫‪ -‬االتجاه األول ‪ :‬يرى ان الكيان المنطقي ال يصلح ألن يكون محًال لجرائم األموال لعدم اتصافه بالشيء المادي ‪ ,‬وقد ظهر ذلك من‬
‫خالل نظره في دعوى موضوعها قيام بعض الطالب بنقل أوراق أسئلة اإلمتحان ثم إعادتها ‪.‬‬
‫فالقضاء لم يعتبر المعلومة المجردة من وعائها المادي ماًال منقوًال ‪.‬‬
‫االتجاه الثاني ‪ :‬يرى ان الكيان المنطقي يعد ماًال منقوًال يصلح ألن يكون محًال للحقوق المالية وبالتالي محًال للجريمة ‪ .‬وذلك في‬ ‫‪-‬‬
‫حكم قضائي موضوعه سرقة التيار الكهربائي ‪.‬‬
‫إن النصوص القانونية الجزائية التقليدية ال تفيد على سبيل الجزم بأن الكيان المنطقي يعتبر ماال متقوما ‪ ,‬وبالتالي ال يفيد بأن حقوق‬
‫المؤلف المنشورة بشكل رقمي تصلح محًال للجريمة ‪.‬‬
‫لذلك كان على المشرع السوري أن يحدد موقفه بشكل صريح وواضح وأن يصدر التشريعات القانونية الالزمة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫الفرع الثاني ‪ :‬جرائم التزوير الواقعة على المحتوى الرقمي وفق في قانون العقوبات العام ‪:‬‬
‫عرف المشرع السوري التزوير في المحررات في المادة ‪ 443‬عقوبات عام ‪ (( :‬التزوير هو تحريف مفتعل للحقيقة في الوقائع‬
‫والبيانات التي يراد إثباتها بصك أو مخطوط يحتج بهما يمكن أن ينجم عنه ضرر مادي أو معنوي أو اجتماعي )) لذا يشترط ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تحريف الحقيقة بقصد جرمي ‪ – 2‬أن يكون التحريف وقع في محرر يمكن أن يحتج به ‪3‬ـ أن يقع ضرر أو يحتمل وقوعه‪.‬‬
‫في جريمة التزوير يتطلب قيام المدعى عليه بنشاط يتمثل في تغيير الحقيقة ويتطلب أيضًا أن ينصب هذا النشاط على محرر ‪ ،‬بوسيلة‬
‫نص علها القانون ‪ ،‬بما يحدث أو يحتمل أحداث الضرر من ذلك ‪ 0‬والتزوير هو التغيير والتبديل حذفًا أو إضافة أو إتالفًا‪0‬‬
‫وجريمة التزوير التتكامل عناصرها إال أذا حدث تغيير وتبديل في حقيقة ماهو مسطور في المحرر أو في حقيقة ماتقرر تسطيره فيه ‪،‬‬
‫وتحريف الحقيقة من عبارات وأرقام أو عالمات ذات مدلول ‪ ,‬هو أهم عنصر في جريمة التزوير إذا التقوم إال به ‪0‬‬
‫صفات المحرر ‪ :‬حتى يمكن اعتبا ر محل الجريمة محررآ البد من أن تجتمع الشروط التالية معًا ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يتخذ شكًال كتابيًا ‪ 2 0‬ـ يجب أن تكون الكتابة منسوبة لشخص معين معروفًا أو يمكن معرفته ‪ - 3‬يجب أن يكون صالحًا‬
‫ألحداث اثر قانوني ‪ 0‬إن صفة المحرر في قانون العقوبات ال تنطبق على المحرر في المجال المعلوماتي ‪ ,‬لذا فان اغلب الرأي يتجه‬
‫الى عدم شمول هذه النصوص لجرائم التزوير في المجال المعلوماتي الختالف مفهوم المحرر بينهما ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الجرائم الواقعة على المستند اإلليكتروني ‪:‬‬
‫وتشمل الجرائم المنصوص عنها وفق قانون السجل المدني المؤتمت ‪ ,‬وقانون التوقيع الرقمي ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجرائم الواقعة على المحتوى الرقمي في إطار نصوص قانون السجل المدني المؤتـمـت ‪:‬‬
‫السجل المدني المؤتمت هو السجل الذي تدون فيه واقعات األحوال المدنية استنادا الى وثائق هذه الواقعات ‪ ,‬ويكون هذا السجل ورقيا‬
‫أو حاسوبيا ‪ .‬وقد حصر المشرع الجرائم المتعلقة به في المادة ‪ /73/‬منه وهي ‪:‬‬
‫البند األول ‪ :‬جرائم االعتداء على الكيان المادي لنظام السجل المدني المؤتمت ‪:‬‬
‫بموجب الفقرات ‪ /‬آ ـ ب ‪ /‬من المادة ‪ 73‬من المرسوم ‪.‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جريمة تعطل أو إتالف الكيان المادي للسجل المدني قصدا ‪:‬الجاني ‪ :‬هو أي شخص كان موظفا في السجل المدني أم ال‪ ,‬محل‬
‫الجريمة ‪ :‬هو الكيان المادي للسجل المدني ‪ ,‬والركن المادي ‪ :‬هو التعطيل أو اإلتالف فالتعطيل هي كل فعل من شأنه ‪ ,‬أن يؤدي‬
‫الى إعاقة الشيء عن العمل كليا أو جزئيا ‪ .‬واإلتالف هي كل فعل من شأنه أن يجعل المال غير صالح لإلستعمال‬
‫‪ 2‬ـ جريمة تعطيل أو إتالف الكيان المادي للسجل المدني نتيجة ( اإلهمال أو قلة اإلحتراز أو عدم مراعاة الشرائع واألنظمة ‪:‬‬
‫تماثل الفقرة ‪ /‬ب ‪ /‬الفقرة ‪ /‬آ ‪ /‬لجهة الجاني ومحل الجريمة والركن المادي‪.‬ويختلف بالركن المادي لجهة القصد‪.‬‬
‫البند الثاني ‪ :‬جرائم اإلعتداء على الكيان المعنوي لنظام السجل المدني المؤتمت ‪:‬‬
‫تم النص عليها بالفقرات ‪ /‬ج ـ د ‪ /‬من المادة ‪ 73‬من مرسوم السجل المدني المؤتمت وتتضمن‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جرائم العمل التي يرتكبها الموظف المخول بالدخول الى النظام بشكل مخالف للتعليمات الخاصة بصالحية بالعمل ‪ .‬فالجاني هو‬
‫كل موظف مخول بالدخول الى نظام السجل المدني المؤتمت ‪.‬والركن المادي هو العمل في النظام بشكل مخالف للتعليمات الخاصة‬
‫بصالحيات عمله على محل الجريمة نظام السجل المدني المؤتمت ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جرائم تعديل بيانات وبرامج معلومات السجل المدني بقصد ‪.‬فالجاني هو‪ 1‬ـ كل من يدخل الى معلومات السجل المدني المؤتمت‬
‫وهو غير مخول بالدخول ‪2 .‬ـ كل عامل بالوزارة مخول أو غير مخول بالدخول الى معلومات السجل المدني المؤتمت الركن المادي ‪:‬‬
‫تعديل بيانات السجل أو برامجه ( حذف ـ إضافة ـ تعديل ) محل الجريمة هو معلومات السجل المدني المؤتمت‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الجرائم الواقعة على المحتوى الرقمي في إطار نصوص قانـون التوقيـع الرقمـي ‪:‬‬
‫صدر قانون التوقيع الرقمي وخدمات شبكة المرفق ‪ ,‬بتاريخ ‪ 25/2/2009‬يتألف من ستة فصول الفصل الخامس يتضمن العقوبات‬
‫المفروضه على مرتكبي جرائم بحق التوقيع الرقمي بموجب المادة ‪ / 31 /‬منه ‪:‬‬
‫(( مع عدم اإلخالل بأي عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون نافذ ‪:‬‬
‫آ ـ يعاقب بالحبس من سنة الى ثالث سنوات وبالغرامة من خمسمئة الف ليرة سورية الى مليوني ليرة سورية ‪ ,‬كل من قام قصدا‬
‫بارتكاب أحد األفعال التالية ‪:‬‬

‫‪7‬‬
 ‫‪ 1‬ـ اصدار شهادات تصديق إلكتروني أو تقديم اية خدمات تتعلق بالتوقيع اإللكتروني للعموم دون الحصول على الترخيص الالزم‬
‫لذلك من الهيئة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تزوير أو تحريف توقيع الكتروني أو بيانات أو منظومة إنشاء توقيع إلكتروني بأي طريق كان ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ استعمال توقيع الكتروني محرفة أو شهادة تصديق إلكتروني مزورة ‪ ,‬مع علمه بذلك ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ التوصل بأية وسيلة كانت إلى الحصول بغير حق على بيانات إنشاء توقيع إلكتروني أو منظومة إنشاء توقيع الكتروني أو وثيقة‬
‫الكترونية ‪ ,‬أو اختراق أي منها أو اعتراضها أو تعطيلها عن أداء وظيفتها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تقديم أوراق أو معلومات مزورة أو غير صحيحة بقصد الحصول على شهادة تصديق إلكتروني أو تعليق العمل فيها أو الغائها ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ إفشاء أية بيانات تتعلق باستخدام التوقيع اإللكتروني أو التحقق من عائديته ‪ ,‬أو استخدامها في غير الغرض الذي قدمت من أجله‬
‫من قبل أحد العاملين لدى مزود خدمات التصديق اإللكتروني ‪ .‬ويكون في هذه الحالة مسؤوال بالتضامن عن الوفاء بما يحكم به العامل‬
‫من غرامات إذا ثبت أن إخالل المسؤول عن اإلدارة الفعلية للمزود بواجباته قد أسهم في وقوع هذه الجريمة ‪.‬‬
‫ب ـ وتكون العقوبة األشغال الشاقة المؤقتة إضافة الى الغرامة المذكورة في الفقرة السابقة إذا ارتكب تزوير التوقيع اإللكتروني أو‬
‫استعمل التوقيع المزور على وثيقة رسمية ‪.‬‬
‫ج ـ وفي جميع األحوال يحكم بنشر حكم اإلدانة في جريدتين يوميتين واسعتي اإلنتشار على األقل ‪ ,‬وعلى شبكات المعلومات‬
‫اإللكترونية المفتوحة ‪ ,‬وذلك على نفقة المحكوم عليه ‪.)) .‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫( جرائـم أداتـها المحتـوى الرقمـي )‬
‫المطلب األول ‪ :‬جرائم ذات بعد دولي ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬جرائم اإلرهاب عبر شبكة األنترنت ‪ :‬هو العدوان أو التخويف أو التهديد المادي أو المعنوي الصادر من الدول أو‬
‫الجماعات أو األفراد على اإلنسان‪ ،‬في دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق‪ ,‬باستخدام الموارد المعلوماتية والوسائل‬
‫اإللكترونية ( المحتوى الرقمي ) ‪ ,‬بشتى صنوف العدوان وصور اإلفساد‪ ( .‬ورقة عمل أ ‪ .‬عبداهلل العجالن ) ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬جرائم المخدرات عبر شبكة األنترنت ‪ :‬يلعب المحتوى الرقمي عبر شيكة األنترنت دورا كبيرا في التحريض على تعاطي‬
‫المخدرات وعلى تسويغ تعاطيها ‪ .‬كما يلعب دورا مهما آخر هو تسهيل تجارة المخدرت ‪ (.‬ورقة أ ‪ .‬الغافري )‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬جرائم كراهية األجانب والتمييز العنصري ‪ :‬يرى مجلس أوروبا أن القانون المحلي والدولي في حاجة الى توفير‬
‫استجابات قانونية مالئمة تجاه الدعاية ذات الطبيعة العنصرية وكراهية األجانب التي ترتكب من خالل أنظمة الكومبيوتر ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬جرائم اإلتـجـار بالبـشـر ‪ . :‬االتجار باإلشخاص يمثل ثالث أكثر تجارة غير مشروعة مربحة في العالم‪ ،‬يمكن تحديد‬
‫أنواع االتجار في البشر – عن طريق االستغالل – في ثالثة أنواع ـ االستغالل الجنسي‪ .‬ـ السخرة في العمل‪ .‬ـ تجارة األعضاء‬
‫البشرية‪ .‬وقد ساعدت شبكة األنترنت فيها كثيرا ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬جـرائـم أخـرى ( جرائم النشر اإللكتروني ) ‪:‬‬
‫أن أهم الجرائم التي ترتكب عبر المحتوى الرقمي في القوانين التقليدية هي التي تسمى بجرائم النشر ‪ .‬وإ ن العديد من الجرائم اليقوم‬
‫ركنها المادي إال إذا وقع الفعل الجرمي على المجني عليه ‪ ،‬بشكل علني وفق احد الطرق المنصوص عنها في القانون وهي وسائل‬
‫العالنية بالمادة ‪ 208‬عقوبات عام ‪ 0‬ألن الفعل ينال من المجني عليه في سمعته وكرامته وبالتالي مكانته االجتماعية إذا كان فردًا‬
‫معنيًا بالذات ‪ ،‬وينال من اآلداب العامة ‪ 0‬إن قانون العقوبات لم يراعي هذه الجرائم اذا ارتكبت عبر شبكة األنترنت ‪.‬‬
‫أما وبعد ظهور انترنت وانتشارها الواسع يصح القول بأن التعبير بشكل علني بموجب أحد الطرق القولية أو الفعلية أو الكتابية‬
‫التقليدية أقل فاعلية وتأثيرًا وانتشارًا عما تحققه شبكة االنترنت من عالنية ‪ ,‬وبالرغم من ذلك فلم يصدر حتى هذا التاريخ نصًا قانونيًا‬
‫يجرم ذلك ‪ ،‬وبقي األمر خاضعا لتقدير القضاء ‪ ,‬وهذا يشكل مسألة خالفية على الشرع أن يضع لها حدًا ‪0‬‬
‫ونظرا لخطورة ما يرتكب عبر المحتوى الرقمي من جرائم تعتبر ذات بعد دولي ‪ ,‬وألن بعض الدول ال تحاكم رعاياها إذا ارتكبوا أيا‬
‫منها ‪ ,‬كما تحاكم غير رعاياها ‪ ,‬فتصدر أحكاما مختلفة بقضايا متشابهة ‪ ,‬مما يخل بقواعد العدل والمساواة على صعيد القانون الدولي‬
‫‪ ,‬لذا دعينا في المؤتمر الدولي األول المنعقد في القاهرة ‪ 2‬ـ ‪ 4‬حزيران ‪ 2008‬الى تحقيق العولمة في القانون الجنائي الدولي ‪,‬‬

‫‪8‬‬
 ‫وإ نشاء آلية دولية ( محكمة دولية خاصة ) تكفل محاكمة عادلة لمرتكبي جرائم ذات بعد دولي عبر شبكة األنترنت ‪ ,‬مهما كانت‬
‫جنسيتهم أولونهم أودياناتهم أوعرقهم أوانتمائهم السياسي أواآليديولوجي ‪ ,‬وقد ذكرنا مؤيدات ومعوقات ذلك‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫( النتائــــج والتـوصـيـــات )‬
‫أوال ـ النتائــــج ‪:‬‬
‫‪ ‬المحتوى الرقمي ال يعترف بالحدود القانونية وال السياسية وال الجغرافية للدول ‪.‬‬
‫‪ ‬يشكل المحتوى الرقمي أفضل وأوسع وسائل النشر الحالية في العالم ‪ ,‬وبتكلفة زهيدة ‪.‬‬
‫‪ ‬يشكل المحتوى الرقمي أداة فاعلة في نشر الثقافة والعلوم من جهة ‪ ,‬وفي نشر ثقافة الفساد واالنحالل الخلقي من جهة أخرى‪.‬‬
‫تشكل صناعة المحتوى الرقمي والبرمجيات والبيانات وملحقاتها ‪ ,‬أغلب التبادل التجاري واالستثماري في العالم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر المحتوى الرقمي أداة فاعلة في ارتكاب جرائم بحق الفرد والدولة والمجتمع الدولي كمايشكل محال وهدفا لجرائم خطرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك محتوى رقميًا ما قد يعتبر في إقليم قانوني ما فكرًا عنصريًا إرهابيًا مناهضًا لإلنسانية وبذات الوقت قد يعتبر في إقليم أخر‬ ‫‪‬‬
‫فاعًال في محاربة األفكار العنصرية واإلرهابية وفاعًال في تحقيق األمن والسلم الدوليين وعلة ذلك هو االختالف بين سياسات‬
‫وآيديولوجيات الدول ‪ ,‬ونواياها اتجاه غيرها من الدول األخرى ‪.‬‬
‫يواجه المحتوي الرقمي العربي ‪ ,‬محتوي رقميًا معاديًا شرسا تقوده إسرائيل واليمين المتطرف في أمريكا وغيرها من دول العالم‬ ‫‪‬‬
‫يهدف إلى طمس الهوية العربية وسرقة ثقافتها ومعالمها ‪ ,‬حتى وصل األمر إلى سرقة المطعم العربي ‪.‬‬
‫ثانيا ـ التوصيات ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة تأمين الحرية الالزمة لإلبداع بكافة ألوانه خاصة في المجال الرقمي ‪.‬‬
‫ضرورة تأمين الحماية التشريعية لكافة ألوان االبداع اإلنساني خاصة في المجال الرقمي ‪ ,‬بإصدار التشريعات الالزمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة تحقيق التوازن بين حقوق المؤلف ‪ ,‬وحقوق الجمهور في تناول المعلومة المنشورة رقميا‪ ,‬وهو أمر هام جدا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتراف بالقيمة المالية للمعلومات المنشورة بشكل رقمي ‪ ,‬حتى في حالة تجردها من حاملها المادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة تحقيق تعاون دولي في مجال تبادل المعلومات ‪ ,‬ومكافحة الجرائم المعلوماتية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تدريب القضاة والشرطة وأصحاب العالقة ‪ ,‬بكيفية التعامل مع الجرائم المعلوماتية خاصة المتعلقة بحقوق الملكية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل على وضع تعريفات دولية لإلرهاب ‪ ,‬وأعمال التمييز العنصري وكراهية األجانب ‪ ,‬وتمييزها عن أعمال المقاومة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توجيه المحتوى الرقمي العربي ليتبنى عاداتنا ومعتقداتنا وهويتا ورسالتنا ‪ ,‬وإ عداده ليواجه المحتوي الرقمي المعادي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المصــــــــــادر‬
‫ـ د‪ .‬سليمان أحمد فضل ـ المواجهة التشريعية واالمنية للجرائم الناشئة عن استخدام شبكة األنترنت دار النهضة العربية ‪.2007‬‬
‫ـ د‪ .‬محمد سامي الشوا ـ ثورة المعلومات وانعكاساتها على قانون العقوبات دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬هشام القاسم ـ المدخل الى علم القانون ـ جامعة دمشق لعام ‪. 1978‬‬
‫ـ المستشار محمد عبيد الكعبي ـ االستخدام غير المشروع لشبكة األنترنت دار النهضة العربية القاهرة ‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬عمر محمد أبو بكر يونس ـ الجرائم الناشئة عن استخدام الكومبيوتر دار النهضة العربية ‪. 2004‬‬
‫ـ أ‪ .‬عفيفي كامل عفيفي ـ جرائم الكومبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية منشورات الجلبي الحقوقية القاهرة‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬أشرف توفيق شمس الدين ـ الحماية الجنائية للمستند اإللكتروني دار النهضة الغربية القاهرة ‪2006‬‬
‫ـ المحامي عبد الوهاب بدرة ـ جرائم التزوير ‪.‬‬
‫أوراق عمل مقدمة الى المؤتمر الدولي األول لحماية أمن المعلومات والخصوصية بالقاهرة ‪ , 2008‬وغيره ‪.‬‬
‫ـ أ‪ .‬د ماجد عثمان ـ حماية البيانات المتداولة عبر الشبكات ‪.‬‬
‫ـ رئيس المحكمة عبد الرحمن ألطاف ـ تحديات حماية الملكية الفكرية للمصنفات الرقمية ‪.‬‬
‫ـ د ‪ .‬حسام الدين عبد الغني الصغير ـ التكنولوجيا الرقمية والملكية الفكرية ‪.‬‬
‫ـ المستشار مالك رضوان أمين ـ ضرورة تحقيق المسؤولية الجنائية الشخصية في القانون الدولي ‪ ,‬ومحاكمة مرتكبي جرائم عبر‬

‫‪9‬‬
 ‫شبكة األنترنت ذات بعد دولي ‪ ,‬أمام محاكم جنائة دولية خاصة ‪.‬‬
‫ـ أ ‪ .‬عبداهلل بن عبد العزيز بن فهد العجالن‪ .‬عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء السعودية ـ اإلرهاب اإللكتروني ‪.‬‬
‫ـ لواء دكتور فؤاد جمال عبد القادر ـ إطاللة على قانون حماية الملكية الفكرية في نصر ‪.‬‬
‫ـ القاضي أحمد عاصم أحمد عجيلة ـ الحماية الجنائية لبرامج الحاسب اآللي ‪.‬‬
‫ـ المحامي يونس عرب ـ التدابير التشريعية لحماية المعلومات والمصنفات الرقمية ‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬حسين بن سعيد الغافري ـ الحماية القانونية للخصوصية المعلوماتية في ظل مشروع قانون المعامالت اإللكتروني العماني‪.‬‬
‫ومراجع أخرى عديدة ‪.‬‬ ‫ـ د‪ .‬حسام الدين كامل األهواني ـ حماية حقوق المؤلف في مجال األنترنت ‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫الفصل األول ‪ :‬فصل تمهيدي‬
‫المبحث األول ‪ :‬ضرورة التنظيم القانوني للمصنف ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الـمـصـنـف تعريفه و اركانه‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬حقوق المؤلف على مصنفه ‪ :‬المعنوية و المادية ـ مدة الحماية ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جرائم المصنف الرقمي‬
‫المبحث األول ‪ :‬الجرائم الواقعـة على المصنف وفق قانون ‪ :‬حقوق المؤلف ‪ ,‬العقوبات العام ‪ ,‬التوقيع الرقمي والسجل مدني‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬جرائـم أداتـها المحتـوى الرقمـي ‪ :‬جرائم ذات بعد دولي ـ جرائم النشر والعالنية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬النتائــج والتـوصـيـات ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى بعونه تعالى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪10‬‬