Professional Documents
Culture Documents
الحماية القانونية لحق المؤلف في التشريع الجزائري
الحماية القانونية لحق المؤلف في التشريع الجزائري
بر )2017
باإلضافة اىل حق املتضرر يف التعويض عما حلقه من ضرر ماديا كان أو معنويا ،هذا على
املستوى الداخلي ،اما على املستوى الدويل فقد مت عقد عدة اتفاقيات ومؤمترات إقليمية ودولية.
Abstract :
Copyright, which requires protection, especially in light of the
technological revolution in the world, so that it is easy to attack this right,
which prompted the National Legislature to establish rules to address any
infringement of copyright, through the establishment of rules to punish the
perpetrators of these crimes, In addition to the right of the injured party to
compensate for the material or moral damage that he suffered, at the internal
level. At the international level, several regional and international conventions
and conferences were held.
مقدمـ ــة:
ظهرت مشكلة امللكية الفكرية بصفة عامة مع بداية انتشار الطباعة ،اما العصور
القدمية فقد كانت جتهل حق املؤلف األديب ،1وبعد ان تبلورت فكرة محاية احلق االديب للمؤلف
يف الفقه والتشريع الدويل 2وجهود القضاء يف هذا اجملال . 3
فامللكية الفكرية هي إنتاج فكري يرد على أشياء غري مادية وتقسم إىل نوعني ملكية
أدبية وفنية وملكية صناعية وجتارية ،تنصب األوىل على اجنازات عقلية تعطي لصاحبها حقوقا
تعرف حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة ،فيكون لصاحبها حقوقا مادية وأخرى معنوية تتمثل
احلقوق املادية يف كوهنا حقوق استئثارية مؤقتة بإستغالل املصنف واالستفادة منه ماديا ،أما
احلق الثاين فهو حق معنوي وهو من احلقوق اللصيقة بشخصية املؤلف ،وغري قابلة للتنازل
وال للتقادم ،يتضمن احلق املعنوي احلق يف الكشف واحرتام سالمة املصنف واحلق يف نسبة
املصنف ملؤلفه وحقه يف تعديله أو سحبه.
واذا كان تقسيم احلقوق إىل حقوق مالية وحقوق غري مالية يعترب تقسيما غري دقيقا
وقاطعا حيث أن هناك من احلقوق ما يوجد على احلدود من الطائفتني فقد أدى التطور يف
اجملاالت املختلفة وخاصة يف جمال العلوم واآلداب والفنون إىل ظهور اإلنتاج الفكري والذهين
31 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
لإلنسان ،وقد أدى التطور يف الصياغة القانونية إىل ظهور ما يسمى باحلقوق الذهنية ،وهذه
احلقوق أثارت خالفا فقهيا حول تكيفها ،فأول احملاوالت اجتهت إىل إدخاهلا يف التقسيمات
التقليدية املوجودة من قبل ،ولذلك أطلق عليها اسم امللكية األدبية أو الفنية أو الصناعية ،مث
ما لبث أن استدرك الفقه اختالف طبيعة هذه احلقوق عن حق امللكية يف املفهوم التقليدي
ولذلك أطلق عليها اسم احلقوق الذهنية أو املعنوية مث شاع مصطلح احلقوق الذهنية يف الفقه
بعد ذلك.4
ونظرا ملكانة حق املؤلف باعتباره من احلقوق اللصيقة بالشخصية وجب محايته من
كل اشكال االعتداء ،وعليه ،هل حظي هذا احلق باحلماية الالزمة من كافة اشكال
االعتداءات؟
سنتطرق يف البداية اىل تعريف حق املؤلف مث طليعته القانونية ،مث نستعرض احلماية
اليت حظي هبا على املستوى الدويل و على املستوى الوطين على النحو التايل:
شخصيته ومالزمة له و بالتايل ال تنفصل عنه وهي مرتبطة به وقد اعترب ان االستغالل املايل
هلذا احلق مصدره املصنف ذاته الذي هو مظهر شخصية املؤلف وبالتايل فان هذه االرباح ال
تتعدى كوهنا جمرد ارباح مالية جينيها املؤلف شاهنا االسهم شأن املالية للشركات واملؤسسات
اما احلق اساس هذه االرباح وهو املصنف فهو بعيد عن الذمة املالية للشخص و قد تأثر هبذا
االجتاه املشرع الفرنسي عند وضعه لقانون 1957/03/11بقوله أن حق املؤلف واملخرتع
حق ملكية غري عادية . 12
هذه النظرية متيل كثريا حنو املؤلف والفوائد اليت حيصل عليها مقابل ما يصيب اجلماعة
العامة من ضرر ،فوفق هذه النظرية أن حق املؤلف بعد وفاته او اثناء حياته ال ميكن للدولة
االستيالء عليه للمصلحة العامة مهما كان بالغ االمهية .13
وما يؤخذ على هذا االجتاه انه عيد عن الصحة نظرا ملا تتطلبه احلقوق الشخصية من
رابطة قانونية بني شخصني الن حمله هو القيام او االمتناع عن عمل ما و ذلك ال ينطبق على
حقوق امللكية الفكرية فال ميكن تصور ان العالقة ميكن ان تقوم بني شخص و فكرة تظهره
يف صورة منوذج صناعي او رسم او عالمة جتارية .14
غري ان غالبية الفقه و القضاء 15تعارض فكرة حق املؤلف يف شكل ملكية ألن
عبارة ملكية ال تربز سوى اجلانب االقتصادي للحق ،كما أن حق امللكية ال يرد اال على
شيء مادي ،و احلقيقة أن للمؤلف حقا معنويا اىل جانب حقه يف استغالل انتاجه ،االمر
الذي دعا بالبعض اىل املناداة بفكرة احلق املزدوج ،مبعىن أن للمؤلف احلق يف محاية مصاحله
املادية واملعنوية معا ،16ونتيجة هذه االنتقادات اليت القتها النظريتني ظهر فريق من الفقهاء
للتوفيق بني احلق االديب واملايل للمؤلف ،فبعض احلقوق تنطوي حتت احلق املايل وبعضها
االخر معنوي وهي ما يعرف بالنظرية املزدوجة.
االتجاه الثالث :حق المؤلف ذو طبيعة مزدوجة
يرى انصار هذا االجتاه ازدواج حق املؤلف فال يغلبون احدمها على االخر ،ويف هذا
االجتاه ذهب الكثري اىل القول بان طبيعة حق املؤلف هي طبيعة مزدوجة ،فاحلق االديب للمؤلف
34 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
هو حق من احلقوق الشخصية مثل حق االبوة واحلق املادي مستقل ايضا وقائم حبد ذاته
فهو حق عيين اصلي وهو مال منقول.
كما أن احلق املادي للمؤلف خيتلف عن احلق االديب ،اذ ان االول جيوز التنازل عنه
وهو مؤقت ينقضي بعد مدة معينة من وفاة املؤلف ،اما احلق االديب فال جيوز التنازل عنه وهو
دائم ينتقل باملرياث يف بعض جوانبه ويبقى حىت بعد انتهاء مدة احلماية اليت حددها القانون،
لذا فان حق املؤلف هو حق مزدوج ،ولقد ايدت اتفاقية "برين" هذا االجتاه حيث نصت املادة
" : /6ثانيا ووفقا لنظرية االزدواج فانه ال ميكن ان جتعل من حق املؤلف حقا مرتبطا
بالشخصية ألننا نكون بذلك قد امهلنا احد جوانب احلق وهو اجلانب املادي كما انه ال
ميكن جعله حقا عينيا ألنه جيد اساسه يف احليازة واالستيالء على شيء مادي ،حبيث ان حق
املؤلف ليس شيئا ماديا امنا هو نتاج فكر وعقل ".17
وعلى الرغم من ان حق املؤلف مزيج من احلق االديب واملايل ،18اال ان ذلك ال يعين
أهنما متساويان فاحلق االديب يسمو على احلق املايل وذلك الختالف اهلدف بينهما ،فهو
حيمي نتاج فكر املؤلف من التحريف والتعديل والتشويه كي يضل صورة صادقة عن افكاره،
اما احلق املادي فانه يهدف اىل االستغالل املادي للمؤلف و احلصول على عائد هذا
االستغالل وبالتايل فان املصاحل اليت حيميها احلق االديب امسى من املصاحل اليت حيميها احلق
املادي ،وهذا اجلانب املعنوي هو الذي يهمنا يف هذه الدراسة ،حبيث يعطي املؤلف جمموعة
من امليزات أمهها :حق املؤلف يف نشر أو عدم نشر مؤلفه ،ويف اختيار طريقة النشر ،ويف ان
حيمل املصنف امسه ،يف سحب املصنف من التداول ،اىل غري ذلك من احلقوق ،19كما أن
احلقوق املعنوية للمؤلف تتميز عن غريها من احلقوق يف أهنا حقوق ترتبط بشخصية املؤلف
فال جيوز التصرف فيها أو التخلي عنها أو احلجز عليها أو متلكها بالتقادم طبقا لنص املادة
2/21من القانون 05/03املتعلق حبقوق املؤلف و احلقوق اجملاورة .
35 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
وجتدر االشارة أن حقوق املؤلف من املسائل اليت أثريت أمام القضاء خاصة حول
تكييفها القانوين ،حيث قضت غرفة العرائض يف فرنسا بتاريخ 1887/07/25 :أن حقوق
املؤلف امتياز خيول لصاحبه حق االستغالل التجاري املؤقت.20
ومهما تكن اآلراء اليت قيلت حول طبيعة احلقوق املعنوية أو الذهنية ،فإن هذه احلقوق
اصبحت اليوم موضع اهتمام العديد من االتفاقيات الدولية ،21والتشريعات الوطنية ،22اليت
هتدف اىل محاية حق املؤلف من اعتداءات الغري طوال حياته وحىت بعد موته.
-3الحماية المقررة في التشريع الجزائري:
إن حق املؤلف مؤسس على فكرة أنه ال توجد ملكية أكثر تعلقا بشخصية صاحبها
من إنتاجه الفكري ،فال ميكن أن ننكر ما وصلت إليه البشرية من حضارة مدنية و تقدم
علمي ،أديب ،فين إىل فكر العلماء و املؤلفني مند فجر التاريخ إىل وقتنا احلايل و من الطبيعي
أن يلقى هدا الفكر كل محاية و مكافأة و تقدير و دلك بإجياد تعويض مادي و كذلك من
الناحية املعنوية حيث أن املصنف انعكاس لشخصية املؤلف يف أن يلقى االحرتام و التقدير
وضمان بقاءه على الصورة اليت يراها مرضية و هده احلماية مكرسة مبوجب اتفاقية برن 9
سبتمرب 1886صادقت عليها 88دولة 23و تعطي هده االتفاقية للمؤلفني أعلى درجات
احلماية و توفر هلم أكثر الضمانات الفعلية فاملعاهدة تسعى إىل محاية املؤلفني ليس فقط على
رعاياها بل حىت البلدان األعضاء و هبده النصوص بسط املشرع اجلزائري محايته على املصنفات
اليت يبدعها املؤلفون مهما كان نوعها و منط تفسريها و درجة استحقاقها فتكونت حقوق
املؤلف من خالل نصوص قانونية تضمن للمؤلف التمتع حبماية قانونية على مؤلفاته من الناحية
املالية و من الناحية املعنوية .
بالرجوع اىل التشريع اجلزائري ،كانت احلماية املقررة حلقوق املؤلف هو ما كان مطبقا
يف القانون الفرنسي واليت ظلت سارية املفعول اىل غداة االستقالل ،وبتاريخ1966/02/25 :
صدر االمر 48/66الذي يقضي بانضمام اجلزائر اىل اتفاقية باريس حلماية امللكية
الصناعية.24
36 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
القرار يف نص املادة الثالثة منه ان السرقة العلمية هي كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ
الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك يف
عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات
علمية أو بيداغوجية أخرى.
كما الزم القرار اجلامعات باقتناء جهاز كاشف السرقة لرتصد عمليات السرقة العلمية
باإلضافة اىل تأسيس قاعدة بيانات لكل األعمال املنجزة من قبل الطلبة واألساتذة تشمل
مذكرات التخرج ومذكرات املاسرت واملاجستري وأطروحات الدكتوراه وتقارير الرتبص امليدانية
ومشاريع البحث واملطبوعات البيداغوجية ،مع تأسيس قاعدة بيانات رقمية ألمساء األساتذة
وشعبهم وختصصاهتم وسريهتم الذاتية وجماالت اهتماماهتم العلمية والبحثية لالستعانة خبربهتم
من أجل تقييم أعمال وأنشطة البحث العلمي.
وينص القرار ذاته على تعيني جملس آداب وأخالقيات املهنة اجلامعية لكل مؤسسة
جامعية ،يتكون من 10أعضاء من خمتلف التخصصات يلتزمون بقواعد النزاهة والسرية
املوضوعية واإلنصاف.
من جهة أخرى ،تضمن القرار عقوبات صارمة ضد املتورطني ،تضاف إىل العقوبات
املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم املعمول هبما السيما احملددة يف القرار رقم 317املؤرخ
يف 11جوان ،2014يتعرضون مبوجبها إلبطال املناقشة وسحب اللقب احلائزين عليه.
-3موقف القضاء من حق المؤلف:
اما يف جمال االجتهاد القضائي يف هذا الصدد جند أن القضاء الفرنسي حافل باألحكام
القضائية فقد قضى بأن نشر أحد الكتب أحاديث سياسية ألحد رجال السياسة بدون اذن
صاحب هذه األحاديث يعترب اعتداء على احلق االديب للمؤلف خيول له االحتفاظ بكافة
حقوقه طبقا للمادة الثالثة من قانون 11مارس .34 1957
والتعدي على حقوق املؤلف قد يسبب نوعني من االضرار األدبية واملالية وقد يسبب
ضررا واحدا ،فقيام الشخص بنشر مصنف وعرضه على اجلمهور يلحق باملؤلف ضررين أديب
38 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
و أخر مادي فهذا األخري يتمثل يف عدم أخذه مقابل االستغالل املايل ملصنفه ،أما الضرر
املعنوي أو األديب 35فيتمثل يف االعتداء على شخصيته األدبية وذلك بعرض املصنف للتداول
دون إذن مؤلفه.
وعلى املؤلف أن يثبت الضرر املادي بكافة طرق اإلثبات أما الضرر املعنوي فقد ثار
خالف حول إلزامية إثباته أم ال ،ذهب اجتاها فقهيا إىل ضرورة التفرقة بني األضرار املادية
واألضرار األدبية فاألضرار املادية جيب إثباهتا إذ أهنا ختضع ألحكام القواعد العامة .36
إذ ال يقصد بتعويض الضرر حموه وإزالته من الوجود .وإال فالضرر األديب ال ميحى
وال يزول بتعويض مادي .ولكن يقصد بالتعويض أن يستحدث املضرور لنفسه بديالً عما
أصابه من الضرر األديب .فاخلسارة ال تزول ،ولكن يقوم إىل جانبها كسب يعوض عنها .
وعلى هذا املعىن ميكن تعويض الضرر األديب .فمن أصيب يف شرفه واعتباره جاز أن يعوض
عن ذلك مبا يرد اعتباره بني الناس ،وغن جمرد احلكم على املسئول بتعويض ضئيل ونشر هذا
احلكم لكفيل برد اعتبار املضرور .
حيث قضت حمكمة باريس يف احدى قراراهتا بأنه " :حدث مساس باحلق االديب
للمؤلف يستوجب التعويض ،عندما نشرت الصحافة صورا من انشاء مهندس معماري متعلقة
ببناء املطاعم وذلك دون تصريح من املهندس ودون أن تشري اىل امسه " .37
كما اقرت حمكمة النقض ما ذهبت اليه حمكمة االستئناف من احلكم بالتعويض
ملهندس معماري ضد مدينة "ليل" التعديل الذي ادخل على " التصميمات" اليت وضعها لبناء
أحد العقارات بدون موافقته ،وقد أحدث هذا التعديل تشويها هلذه التصميمات .
وقد اعتربت احملكمة ان هذا التعديل أحدث ضررا أدبيا للمهندس صاحب
التصميمات".38
كما أن اعادة نشر املصنف مثال بدون موافقة أو إذن صاحبه يلحق به أضرار معنوية موجبة
للتعويض ،وال فرق بني ما اذا كان املصنف مت نشره أو توزيعه يف أول األمر باجملان أو باملقابل،
ألن اعادة نشر املصنف أو حتريره أو مراجعته حق خالص للمؤلف دون غريه .39
39 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
واهلدف من هذا النوع من احلماية هو تكريس التعويض عن الضرر الذي حلق باملؤلف
أو بذوي احلقوق ويتم تكريس هذه احلماية بعد رفع دعوى مدنية امام اجلهات املختصة
وتكون من اختصاص القضاء املدين وهذا ما نصت عليه املادة 143من االمر .40 05/03
الخاتمة:
لقد حظي احلق املعنوي للمؤلف حبماية تشريعية سواء على املستوى الداخلي أو
الدويل من خالل االتفاقيات اليت مت عقدها العربية منها و االقليمية و العاملية ،سواء من الناحية
اجلنائية من خالل جترمي االعتداء على هذا احلق من و سببه يرجع إىل أن املؤلف قد يتعرض
العتداءات خطرية على حقوق األدبية و املالية توجب فرض مثل هذه اجلزاءات اجلنائية على
مرتكبيها كعامل ردع و زجر فعال يدفع بالغري إىل االبتعاد عن انتهاك حقوق املؤلف .
باإلضافة اىل احلماية املقررة من الناحية املدنية واملتمثلة يف التعويض عن االضرار اليت
حلقت باملؤلف أو بذوي حقوقه .
ورغم كل هذه االليات املكرسة حلماية هذا احلق سواء على املستوى الدويل أو
الداخلي اال ان هذا احلق ال يزال يشهد انتهاكات و اعتداءات يومية وخاصة يف ظل التقدم
العلمي و التكنولوجي وما وفره من وسائل جد متطورة يف االعتداء على هذا احلق ،لذا وجب
مراجعة هذه التشريعات حىت تواكب التطور احلاصل.
الهوامش:
1فاضلي ادريس ،حقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة ،دم.ج ، 2008 ،اجلزائر ،ص .13
2يف ضوء احلداثة النسبية حلماية احلقوق املعنوية و منها حقوق امللكية الذهنية على وجه اخلصوص فإن أول تنسيق دويل
لتلك احلماية مل يبدأ إال مع التوقيع على اتفاقية برن يف التاسع من سبتمرب عام . 1886و املكملة يف باريس يف 4مايو
1896مث خضعت للتعديالت و املراجعة يف برلني يف 13نوفمرب 1908و املكملة يف برن مرة أخرى يف 20مارس
1914و مت تعديلها مرة أخرى يف روما يف 2يونيو 1928و بر وكسل يف 26يونيو 1948و إستكهومل يف 14يوليه
1967و أخريا يف باريس يف 24يوليه ( 1971و عدلت يف 28سبتمرب .)1979
40 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
3قام القضاء املصري بدور فعال يف محاية حق املؤلف وخاصة أنه وجد نفسه أمام دعاوي متعددة متعلقة باعتداءات قد
وقعت علي مصنفات أدبية وفنية يف وقت مل يكن هناك فيه نصاَ تشريعياً ميكن للقضاء أن يستند عليه وبالرغم من ذلك مل
حيجم القضاء عن التدخل لسد هذا الفراغ التشريعي معتمداً يف توفري احلماية حلق املؤلف علي مبادئ القانون الطبيعي وقواعد
العدالة .
وقد ظهرت فكرة محاية احلق األديب حلق املؤلف يف القضاء املختلط يف وقت مبكر عندما أصدرت حمكمة استئناف اإلسكندرية
حكماً هلا يف 30مايو 1923حيث قضت بأنه ال ميكن أن نشبه التخلي الكامل من جانب املؤلف عن إنتاجه األديب
الذي وقع عليه بامسه والذي يعد انبثاقاً لشخصيته وتعبرياً عن آراءه ببيع بضاعة معينة حيث أن خلق املصنف األديب والفين
يكون بالنسبة لصاحبه ملكية جتد أساسهاً يف القانون الطبيعي .أنظر حمكمة االستئناف املختلطة 30مايو سنة – 1923
بلتان التشريع والقضاء املصري السنة 35ص ، . 477مشار اىل هذا احلكم يف مرجع :عبد الرشيد مأمون شديد " احلق
األديب للمؤلف النظرية العامة وتطبيقاهتا " ،دار النهضة العربية ،مصر ، ، 1978 ،ص 147
4نبيل إبراهيم سعد ،مدخل للعلوم القانونية نظرية احلق ،منشأة املعارف ،االسكنديرية ، 2001،ص .109
5عبد املنعم فرج الصدة ،أصول القانون ،دار النهضة العربية . ،بريوت .ص .360
6حممدي فريدة زواوي .مدخل للعلوم القانونية نظرية احلق ،ديوان املطبوعات اجلامعية .طبعة 2002.ص46
7عبد املنعم فرج الصدة ،املرجع السابق ،ص .361-360
8فقد ذهبت حمكمة باريس اىل القول يف حكم هلا بتاريخ 1853/12/18اىل القول بان خلق مصنف اديب أو فين يرتب
للمؤلف ملكية مصدرها القانون الطبيعي ،ولكن كيفية استغالله تنظمها قواعد القانون املدين .فاضلي ادريس ،املرجع
السابق ،ص .14
9يوسف امحد،النوافلة ،احلماية القانونية حلق املؤلف ،االردن ، 2004 ،ص .19
10حممد سعد رحاحلة ،ايناس اخلالدي ،مقدمات يف امللكية الفكرية ،دار احلامد ،ط ، 1عمان ، 2012 ،ص .49
11حممد سعد رحاحلة ،املرجع السابق ،ص .43
12السعيد مقدم ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي يف املسؤولية املدنية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر ، 1992 ،
ص .166
13يوسف امحد،النوافلة ،احلماية القانونية حلق املؤلف ،االردن ، 2004 ،ص. 22
14صالح زين الدين ،املدخل اىل امللكية الفكرية ،دار الثقافة ،ط ، 1عمان ، 2006 ،ص .90
15ان الطبيعة القانونية حلقوق املؤلف قد جتد أحسن وصف هلا فيما قضت به حمكمة السني املدنية بتاريخ1927/11/15 :
واليت قضت بان " الفنان الذي يلقى يف احدى صناديق املهمالت اليت بالطريق العام البعض من لوحاته بعد أن ألقاها يف
صندوق املهمالت ،فأدجمها أحد املارة فليس هلذا االخري على هذه اللوحات اال امللكية املادية و على ذلك ال حيق أن يصلح
ما هبذه اللوحات من تلف أو جيمع أجزاءه ا ويعرضها يف مكان عام ،اذ بذلك يعترب معتديا على احلق االديب للرسام ،ذلك
أن هذا االخري عندما ألقى بأجزاء من مصنفه الفين بعد أن مزقها ،وشطبها باملدد و شوهها إمنا نيته مل تتجه إال اىل ترك
الشيء املادي ،وليس على املناظر نفسها واليت تعود ملوهبته . "..فاضلي ادريس ،املرجع السابق ،ص ص .15-14
41 مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية -مخبر المؤسسات الدستورية والنظم السياسية (العدد الثالث -سبتمبر )2017
, p 288.
33املادة 26من االمر 06/03املؤرخ يف 2003/04/19 :املتعلق بالعالمات ،املادة 56من االمر 07/03املؤرخ
يف 2003/07/19 :املتعلق برباءات االخرتاع ،املادة 35من االمر 08/03املتعلق حبماية التصاميم الشكلية للدوائر
املتكاملة ،اجلريدة الرمسية لسنة ، 2003العدد .44املادة 32من االمر 86/66املؤرخ يف 1966/04/23 :املتعلق
بالرسوم والنماذج ،اجلريدة الرمسية لسنة ، 1966العدد .35
34حمكمة باريس االبتدائية يف ، 1986/05/28ذكره :ياسني حممد حيي ،املرجع السابق ،ص .99
35حيث قضت احملكمة الفدرالية السويسرية عام 1932عندما اعتربت من قبيل االعتداءات الواقعة على حق املؤلف يف
نسبة مصنفه اليه قيام شخص بوضع امسه على مصنف شخص آخر ،والزامه بالتعويض على اساس أن للمؤلف احلق يف
االنفراد مبعارضة أية حماولة هتجف اىل تشويه مصنفه أو حترير ه او ادخال اي تغيري على حمتواه ،ألن صور هذه االعتداءات
تسبب للمؤلف اضرارا متس شرفه و مسعته .انظر :السعيد مقدم ،املرجع السابق ،ص .167
36بن دريس حليمة ،املرجع السابق ،ص. 132
37حمكمة باريس ،الدائرة الرابعة ،يف . 1988/02/25انظر :ياسني حممد حيي ،املرجع السابق ،ص .100
38نقض مدين يف ، 1987/12/01انظر :ياسني حممد حيي ،املرجع السابق ،ص .101
39السعيد مقدم ،املرجع السابق ،ص .168
40القرار رقم 368024املؤرخ يف ، 2007/11/28 :اجمللة القضائية لسنة ، 2008العدد .1