‫المؤلف‬

‫إن لفظ المؤلف يشمل كل من وضع مصنفا مبتكرا من نتاج ذهنه أيا كان نوعه وأهميته‬
‫وطريق ة التعب ير عن ه طالم ا ك ان على ق در من االبتك ار فم وجب الق انون الجزائ ري لحماي ة ح ق‬
‫المؤلف إن المقصود بالمؤلف هو كل من ينتج إنتاجا ذهنيا مبتكرا في األدب والفنون والعلوم أيا‬
‫ك ان نوع ه ووس يلة التعب ير عن ه بالكتاب ة أو ش فاهة أو بالخ ط أو ب اللون أو ب الحفر أو النحت أو‬
‫أو بالحرك ة‪ ....‬ك ل واح د من الم ذكورين يع د مؤلف ا للمص نف المبتك ر المنس وب‬ ‫العم ارة‬
‫إليه ويتمتع بحماية القانون له بصفته صاحب حق‪ ،‬وبالتالي كل من أنتج إنتاجا ذهنيا مبتكرا يملك‬
‫حق المؤلف عليه والقانون يحميه من كل اعتداء أو انتهاك على ما أنتجه‪.‬‬
‫إن شخص المؤلف وفقا ألحكام هذا القانون هو الشخص الذي نشر المصنف المنسوب إليه سواء‬
‫بذكر اسمه على المصنف أو بذكر اسم مستعار أو بأي طريقة أخرى‪،‬وهذه طريقة بسيطة غير‬
‫قاطعة يجوز إثبات عكسها بكل طرق اإلثبات لتعلقها بواقعة مادية‪.‬‬
‫والمؤلف يكون شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬ويعد شخصا طبيعيا إذا كان النشاط الفكري المنسوب‬
‫إليه من مبتكرات عقله كما ورد في المادة‪ 12 :‬من ق ح م‪ ،‬وقد يكون المؤلف شخصا معنويا أو‬
‫اعتباريا عندما يتكفل بنشر المصنف الذي اشتركت في وضعه جماعة تعمل تحت توجيهه وتحت‬
‫إدارته وباسمه‪،‬وعلى هذا األساس تختلف المصنفات كما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬المصنف الفردي‪ :‬هو المصنف الذي ينفرد في وضعه شخص واحد‪ ،‬ويعتبر مؤلفا الشخص‬
‫الذي نشر المصنف منسوبا إليه سواء كان ذلك بذكر اسمه على المصنف أو بأي طريقة أخرى‬
‫إال إذا قام الدليل على عكس ذلك ويسري هذا الحكم على االسم المستعار بشرط أن ال يقوم أدنى‬
‫شك في حقيقة شخصية المؤلف‪.‬‬
‫‪ /2‬حالة المصنف المش ترك‪ :‬المص نف المش ترك ه و المص نف ال ذي يش ترك في إبداع ه أك ثر من‬
‫شخص طبيعي بحيث تكون هناك عالقة قوية بين جهودهم وهدف هذه الجهود‪ ،‬يأتي في مقدمة‬
‫ك ل ه ذا الط ابع اإلبتك اري في ه ذه المص نفات‪ ،‬ومن المعل وم أن االبتك ار ش رط رئيس ي للمص نف‬
‫ح تى تش مله الحماي ة القانوني ة‪ ،‬ومث ال ه ذه المص نفات كث يرة ج دا منه ا المص نفات األدبي ة كت أليف‬
‫كتاب مشترك أو شعر‪ ،‬أو مصنفات فنية كتأليف أغنية كلماتها لحنها الموسيقى حركات راقصة‪،‬‬
‫أو المصنفات السمعية البصرية كتأليف أو إنتاج أفالم ‪.‬‬
‫ولكي يتواف ق المص نف المش ترك م ع طبيعت ه يجب أن تك ون لك ل مش ترك في اإلخ راج واإلع داد‬
‫جه ود جدي ة وال يظه ر علي ه اإلهم ال لكي ينس جم م ع هدف ه الرئيس ي في اإلخ راج وه و إخ راج‬
‫المصنف بصورة مبتكرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والج دير بالمالحظ ة أن المص نفات المش تركة نوع ان‪ ،‬المص نف المش ترك ال ذي ال يمكن فص ل‬
‫نصيب كل شريك والمصنف الذي يمكن فصل نصيب كل شريك‪.‬‬
‫ونظ را الختالف طبيع ة التنظيم الق انوني لك ل من ه ذين الن وعين من المص نفات فإن ه بالض رورة‬
‫تختلف حقوق الشركاء في كل نوع منها‬
‫ــ أ‪ /‬المصنف المشترك الذي ال يمكن فصل نصيب كل شريك في العمل المشترك‪.‬‬
‫في هذه الحالة يعتبر كل الشركاء أصحاب المصنف بالتساوي فيما بينهم إال إذا تم االتفاق على‬
‫خالف ذلك‪،‬وفي هذه الحالة ال يمكن مباشرة الحقوق المترتبة على حق المؤلف إال باتفاق جميع‬
‫الم ؤلفين المش تركين ويعت بر ك ل واح د منهم وكيال عن اآلخ رين ويك ون الح ق لك ل واح د من‬
‫المشتركين في التأليف الحق في رفع دعوى الحماية عند وقوع اعتداء على حق المؤلف‪.‬‬
‫ـ ب‪ /‬المصنف المشترك الذي يمكن فصل نصيب كل من الشركاء في العمل المشترك‪:‬‬
‫وه و مص نف يمكن في ه أن نم يز ونفص ل نص يب ك ل مش ترك في الت أليف ويك ون ذل ك بس بب‬
‫اختالف الفن ون واآلداب والعل وم ال تي يس اهم فيه ا ك ل منهم مثال واح د يكتب القص ة‪،‬الث اني يؤل ف‬
‫و المخرج يقوم باإلخراج فجمع هؤالء الشركاء في المصنف الفني‪ ،‬ففي هذه الحالة‬ ‫السيناريو‬
‫يكون لكل واحد منهم الحق في االنتفاع بالجزء الذي ساهم به على حدة بشرط أن ال يضر ذلك‬
‫باس تغالل المص نف المش ترك م ا لم يتم االتف اق على غ ير ذل ك و ه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة‪15 :‬‬
‫ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬‬
‫‪ /3‬حالة المصنف الجماعي‪:‬‬
‫ه و المص نف ال ذي يش ترك في وض عه جماع ة بتوجيه وإ رش اد ش خص ط بيعي أو اعتب اري‬
‫ويتولى نشره تحت إدارت ه واسمه‪،‬وين دمج عمل المش تركين في اله دف العام ال ذي قص د إليه هذا‬
‫الشخص الطبيعي أو االعتباري بحيث ال يمكن فصل كل من المشتركين وتمييزه على حدة‪.‬‬
‫وتظه ر ه ذه الحال ة من الت أليف لغ رض تغطي ة حاج ة مح ددة بطريق ة معين ة فيب ادر إلى تكلي ف‬
‫جماع ة من الم ؤلفين لوض ع العم ل المطل وب بص ورة جماعي ة تحت إدارت ه ومن قبي ل ذل ك‬
‫الموسوعات العلمية القوانين وفي هذه الحالة يكون الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي بادر إلى‬
‫ابتكار المصنف وتحت إشرافه هو المالك األصلي لحقوق المؤلف المالية إال إذا نص على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬ومع ذلك يحق للمؤلفين المكلفين بوضع المصنف إظهار أسمائهم على المصنف وهذا وفق‬
‫نص المادة‪ 18 :‬ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬‬
‫ــ الفرق بين المصنف المشترك و الجماعي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫يظهر الخالف في العالقة التي تربط المشتركين في التأليف‪،‬ففي المصنف الجماعي تظهر‬
‫العالقة في شكل التبعية الفعلية للشخص الطبيعي أو المعنوي القائم بالمبادرة في التوجيه والرقابة‬
‫وه ذا األم ر غ ير موج ود تمام ا في الت أليف المش ترك بحيث تك ون العالق ة بين كاف ة الش ركاء في‬
‫إطار عقد لهم نفس الحقوق بالمساواة بينهم ويسمى بعقد المشاركة‪.‬‬
‫ــ المصنف‪:‬‬
‫يعت بر مص نفا ك ل مبتك ر أدبي أو علمي أو ف ني أي ا ك ان نوع ه أو طريق ة التعب ير عن ه‬
‫أو أهميته أو الغرض من تصنيفه‪ ،‬وأن شرط حماية المصنفات يعتمد في المقام األول على توافر‬
‫عنصر االبتكار فيها حيث يكون هناك مجهود فكري يضفي من خالله المؤلف طابعه الشخصي‬
‫على المصنف محل الحماية‪.‬‬
‫ــ أوال‪ /‬المصنفات المشمولة بالحماية‬
‫حدد المشرع في المادة‪ 04 :‬المصنفات المشمولة بالحماية القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬المصنفات األدبية المكتوبة‪ ،‬الروايات‪،‬القصص‪،‬برامج الحاسوب محاضرات الخطب‬
‫‪ -2‬المصنفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية‬
‫‪ -3‬مصنفات موسيقية مغناة أو صامتة‬
‫‪ -4‬المصنفات السينمائية السمعية والبصرية‬
‫‪ -5‬مصنفات الفنون التشكيلية‪ ،‬الرسم‪ ،‬النحت‪ ،‬النقش‪ ،‬فن الزرابي‬
‫‪ -6‬الرسوم‪ ،‬والرسوم التخطيطية والمخططات والنماذج الهندسية‬
‫‪ -7‬الرسوم البيانية والخرائط‬
‫‪ -8‬المصنفات التصويرية‬
‫‪ -9‬مبتكرات األلبسة لألزياء والوشاح‬
‫كما نصت المادة‪ 05 :‬ق ح م على أنها مصنفات محمية‬
‫‪ -‬أعمال التوجيه واالقتباس‬
‫‪ -‬مصنفات التراث الثقافي التقليدي‬
‫ــ ثانيا‪ /‬المصنفات غير المشمولة بالحماية‬
‫لق د تبنت الم ادة‪ 07:‬ق ح م األعم ال غ ير المش مولة بالحماي ة القانوني ة ال تي هي األفك ار‬
‫والمف اهيم والمب ادئ والمن اهج‪ ،‬وك ذلك م ا نص ت علي ه الم ادة‪ 11:‬من الق وانين والعق ود واألحك ام‬
‫القض ائية والتش ريعات‪ ،‬األخب ار اليومي ة ص حفية أو أنب اء‪ ،‬األفك ار واإلج راءات‪ ،‬أس اليب العم ل‬
‫والمفاهيم الرياضية والحقائق المجردة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ــ العناصر األساسية للمصنفات المحمية‪:‬‬
‫سبق ورأينا أن ه يجب أن يكون المؤلف قد أتى بخلق جديد في ع الم الفكر يطبق به قدرا‬
‫جديدا إلى ما هو معروف من قبل غير أن الفقهاء قد اختلفوا في تحديد العناصر األساسية ال واجب‬
‫توافرها في المصنف حتى يتمتع مؤلفه بالحماية القانونية‬
‫بينما يرى جانب من الفقه (محمد جمال الدين زكي) إلى اعتبار االبتكار هو األساس الذي تقوم‬
‫عليه الحماية القانونية‪ ،‬وذهب البعض اآلخر (رمضان أبو السعود) إلى وجوب توافر عنصرين‬
‫في المص نف‪ ،‬أولهما قس ط من االبتك ار في ع الم األفك ار‪ ،‬والث اني انتق ال الفك رة من ذهن المؤلف‬
‫إلى الع الم الخ ارجي‪ ،‬وذهب رأي ث الث(مخت ار القاض ي) إلى وج وب ت وافر ثالث ة عناص ر في‬
‫المصنف الفكرة‪ ،‬التصميم‪ ،‬التعبير‪.‬‬
‫والواقع أن المذهب الثاني والثالث ما هو إال شرح لعملية االبتكار‪،‬وعليه فإن االبتكار وحده هو‬
‫العنصر األساس للحماية القانونية إلى جانب عدم مخالفة النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫ــ أوال‪ /‬عنصر االبتكار‬
‫أخذ القانون الجزائري بشرط االبتكار في المادة‪ 03:‬في منحه الحماية لكل صاحب إبداع‬
‫أصلي لمصنف‪،‬و عليه يجدر بنا أن نتكلم بشيء من التفصيل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم االبتكار‪:‬‬
‫لم يعرف االبتكار في أغلب القوانين غير أنها عمدت إلى بيان الجهود التي تبرز شخصية‬
‫المؤل ف‪ ،‬أم ا في الفق ه ف الرأي الغ الب ي ذهب إلى أن المقص ود باالبتك ار‪ (:‬أن يك ون للمؤل ف دور‬
‫يبرز شخصيته سواء كان ذلك من حيث موضوع المصنف أو من حيث التعبير عن الفكرة ‪.‬‬
‫أو كما عرفه البعض بأنه تقديم إنتاج جديد له مالمحه الفريدة التي ال يشاركه إنتاج آخر‪ ،‬أو هو‬
‫ميالد لكيان متكامل كامل الجدة وله خصائصه تميزه عن غيره من األعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬ظاهرة االبتكار‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في تفسير ظاهرة االبتكار إلى قسمين‪:‬‬
‫هن اك من ي رى أن ه ق درة فطري ة س ايكولوجية يتص ف به ا بعض الن اس دون غ يرهم‪ ،‬ألن أس باب‬
‫االبتك ار قليل ة ال تتهي أ إال لع دد مح دود من األف راد ال ذين لهم ملك ة واس تعداد تمنحهم الق درة على‬
‫اإلبداع‪ ،‬وعبقرية تقود صاحبها إلى الكثير الذي ال يهتدي إليه الكثير من الناس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وهن اك قس م آخ ر يعت بر االبتك ار حال ة طبيعي ة ال منحرف ة وال ش اذة‪ ،‬وه و عملي ة فكري ة كس ائر‬
‫العمليات العقلية التي يمارسها الدماغ عند تعامله مع المحيط‪.‬‬
‫خالصة لما سبق بيانه فإن االبتكار هو إحداث شيء على غير مثال وهذا يحتاج إلى قدرة‬
‫عقلي ة عظيم ة وخاص ة في ال وقت ال ذي تس اهم في العوام ل االقتص ادية واالجتماعي ة وإ لى ج انب‬
‫العوامل الوراثية‪.‬‬
‫‪ -3‬عملية االبتكار‪:‬‬
‫إن عملي ة االبتك ار تش به عملي ة نش وء الج نين‪،‬بحيث تك ون فك رة بس يطة يلتقطه ا الفن ان أو األديب‬
‫ويحتضنها في رحم أفكاره وثقافته وإ ضافاته اليومية ليخرجها بعد ذلك في أحسن وأروع تكوين‪.‬‬
‫وعملية االبتكار تمر بأربع مراحل هي‪:‬‬
‫ــ اإلعداد‪ :‬وهو البحث في مختلف جوانب موضوع االبتكار المعلومات الالزمة ‪.‬‬
‫ــ االحتض ان‪ :‬اين يم ر المبتك ر بأوق ات حرج ة‪ ،‬القل ق الت وتر للبحث عن الفك رة وعالجه ا التحقي ق‬
‫فيما يدور في ذهنه وانتقاد الفكرة والعودة إليها بعيون متفتحة ‪.‬‬
‫ــ اإللهام‪ :‬مرحلة العمل الدقيق الحاسم للعقل في عملية االبتكار التي تتولد فيها الفكرة الجديدة مع‬
‫الشعور بالثقة وظهور إطار واضح و بلورة الفكرة الجديدة ‪.‬‬
‫ــ التحقيق‪ :‬وهو الطور النهائي لتنقيح الفكرة إليصال العمل اإلبتكاري إلى كماله‪.‬‬
‫‪ -4‬صور االبتكار‪:‬‬
‫إن االبتكار كشرط للحماية القانونية له عدة صور ودرجات متفاوتة ويقال‪( :‬يكفي لتوافره‬
‫أن يكون المؤلف قد أضاف من جهده وعبقريته جديدا) فعرض ألهم الصور‪:‬‬
‫ــ الصورة األولى‪ :‬مصنفات مطلقة االبتكار‪:‬‬
‫تنص المادة‪ 04 :‬ق ح م على أنه تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية أو فنية محمية‪،‬‬
‫أين يتبين لنا من مدلول هذه المادة أنه يقصد المصنفات التي أوجدها صاحبها من خالل استئثار‬
‫قوته العقلية بصورة مباشرة دون أن يتأثر باإلنتاج الفكري ألناس آخرين أو يقتبس من أعمالهم‪.‬‬
‫ونج ده اس تخدم في الم ادة‪ 05 :‬عب ارة وتعت بر أيض ا مص نفات محمي ة أعم ال الترجم ة واالقتب اس‬
‫وهذا لغرض التمييز بين المصنفات األصلية والمصنفات المشتقة‪ ،‬ويترتب على هذا التمي يز نت ائج‬
‫مهم ة ه و أن المؤل ف في الحال ة األولى ه و لوح ده من ينتف ع من إنتاج ه العقلي‪ ،‬أم ا في الح االت‬
‫األخرى يدخل معه حقوق أشخاص آخرين ليتقيد االنتفاع بالمصنف‪.‬‬
‫ــ الصورة الثانية‪ :‬مصنفات نسبية االبتكار‬

‫‪5‬‬
‫وهي المص نفات المش تقة من مص نفات أص لية عن طري ق إع ادة إظهاره ا بع د التوجي ه‬
‫أو االقتب اس أو تحويله ا من ل ون إلى ل ون آخ ر وتلخيص ها وتحريره ا وش رحها وإ ع ادة ال ترتيب‬
‫والتعليق بحيث تتضمن ابتكارا نسبيا وقدرا من المصنفات نسبية االبتكار هي‪:‬‬

‫‪ -1‬ترجمة المصنف إلى لغة أو لهجة أخرى‪:‬‬

‫فترجم ة نص أدبي أو ف ني من لغ ة إلى أخ رى تع د عمال ابتكاري ا يتطلب المه ارة العالي ة‬
‫والخ برة الفائق ة والمعرف ة الواس عة واإلحاط ة الكامل ة بقواع د وأص ول كلت ا اللغ تين األجنبي ة‬
‫والوطنية‪ ،‬ويتمتع مترجم المصنف بالحماية القانونية ألن له دور في اختيار األلفاظ والتعابير ال تي‬
‫قد تعطيها نكهة فنية خاصة‪ ،‬مما ال يحرف المعنى األصلي للمصنف المترجم‪.‬‬
‫‪ -2‬تحويل المصنف من لون األدب والفنون إلى لون آخر‪:‬‬
‫وتعطى الحماي ة القانوني ة أيض ا لجمي ع المص نفات ال تي يق وم بتحويله ا الناش ر مؤلف ا ك ان أو‬
‫غ يره من ل ون األدب والفن ون إلى ل ون آخ ر‪،‬م تى ك ان فيه ا عنص ر األص الة والج دة‪ ،‬كأعم ال‬
‫السينما والمسرح عند تحويل نص أدبي بشرط أال يفقد المصنف الجديد عناصر المصنف األص لي‬
‫وإ ال أصبح أصلي بدوره‪.‬‬
‫‪ -3‬تلخيص أو تحوير أو شرح أو إعادة‪:‬‬
‫إذا تحققت المهارة واإلبداع الفني لمؤلف هذه الصور كان له حق المؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬التلخيص ويقصد به اختيار األسلوب المناسب إلعادة طرح جوهر األفكار الواردة في المصنف‬
‫األصلي‪.‬‬
‫‪ -‬تحوير وتعديل‪ :‬إعادة نشر المصنف األصلي بعد إجراء تعديل عليه أساسي وأصلي فيه‬
‫‪ -‬اع ادة ت رتيب المص نف‪ :‬يق وم المؤل ف بإع ادة ت رتيب جدي د لمص نف أص لي وف ق خط ة متم يزة‬
‫مبتكرة كتجميع الحصص والمختارات‪.‬‬
‫ــ ثانيا‪ -‬التعبير عن االبتكار‪:‬‬
‫إن الشرط الثاني إلسباغ الحماية القانونية على اإلنتاج العقلي وإلتمام مفهوم المصنف وه و‬
‫أن يكون إنتاج العقل معبر عنه بشتى الوسائل‪ ،‬وتختلف هذه الوسائل باختالف طبيعة المصنف‬
‫إلخراج الفكرة الكامنة في النفس الى الوجود بإحدى الوسائل المحسوسة التي هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكتابة‪ :‬وهي إحدى الوسائل للتعبير عن األفكار الكامنة في نفس المؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬الصوت‪ :‬وسيلة للتعبير عن اإلنتاج العقلي إليصاله إلى الجمهور باإللقاء الشفهي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -3‬الرسم والتصوير‪ :‬يستعمالن للتعبير عن االنتاج العقلي عن طريق الخطوط وااللوان‪ ،‬الحفر‪،‬‬
‫النحت والتصوير الفوتوغرافي‪.‬‬
‫‪ -4‬الحركة‪ :‬وسيلة للتعبير عن االبتكار العقلي اليصاله إلى الجمهور كفنون الرقص والباليه‪.‬‬

‫ــ مضمون حق المؤلف‪:‬‬

‫تنص مختل ف الق وانين على أن ه للمؤل ف وح ده الح ق في تقري ر نش ر مص نفه وفي تع يين‬
‫طريقة هذا النشر وله الحق أيضا في اإلنتفاع من مصنفه بأي طريقة مشروعة يختارها وال يجوز‬
‫لغيره مباشرة هذا الحق دون إذن مسبق منه أو ممن يؤول إليه هذا الحق‪.‬‬
‫وينشؤ من هذا التوجه أن حق المؤلف مزدوج حقوق مالية ومعنوية اي عنصرين ادبي ومالي‪،‬‬
‫لذلك استقرت مختلف التشريعات المدنية الحديثة على تكييفه بأنه حق من نوع خاص‪.‬‬
‫ـ أوال‪ :‬الحق االدبي للمولف‬
‫سوف نتكلم في هذه المسألة على مضمون الحق االدبي للمؤلف ثم عن خصائصه ‪.‬‬
‫ــ ‪ :1‬مضمون الحق األدبي للمؤلف‬
‫إن الحق األدبي للمؤلف يوجد قبل الحق المالي ويستمر حتى بعد انقضاء الم الي‪ ،‬ويعد‬
‫الجانب األدبي في حق المؤلف هو الجانب األرجح لنه يستند في نشأته على هذا العنصر المعن وي‬
‫وحده‪ ،‬و أن الجانب المالي يظهر فيه نتيجة لمباشرة صاحبه باستغالل نتاج ذهنه‪.‬‬
‫ان هذا العنصر المعنوي يعتبر من قبل الحقوق اللصيقة بالشخصية بالنظر إلى اإلرتباط الوثيق‬
‫بش خص ص احبه‪ ،‬ف المبتكرات العقلي ة تع د ج زءا من فك ر اإلنس ان وملكات ه والح ق األدبي يمكن‬
‫صاحبه من عدة سلطات حال حياته و بعد وفاته‪.‬‬
‫ــ أ ‪ :‬السلطات التي يخولها الحق األدبي حال حياة المؤلف‬
‫إن ق انون حماي ة ح ق المؤل ف ق د خ ول المؤل ف مجموع ة من الس لطات ح ال حيات ه وهي‬
‫سلطة تقرير نشر مصنفه وتعيين طريقة هذا النشر وسلطة نسبة المصنف إليه وسلطة التعديل و‬
‫التحوير وسلطة سحب المصنف من التداول‪ ،‬وسلطة ارغام الغير باحترام مصنفه‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة تقرير نشر المصنف وتعيين طريقة نشره‬
‫يعتبر المؤلف وحده صاحب السلطان المطلق في تقرير نشر مصنفه أو عدم نشره‪ ،‬لن أث ر‬
‫النش ر يرج ع على س معته‪ ،‬وه ذه الس لطة المطلق ة تمت د إلى تع يين طريق ة النش ر‪ ،‬ف إذا ق ام المؤل ف‬
‫بنش ر مص نفه بطريق ة معين ة ال يج وز للغ ير أن يعي د نش ر المص نف بطريق ة مغ ايرة دون إذن‬

‫‪7‬‬
‫المؤل ف‪ ،‬وح ق تقري ر النش ر يتمت ع ب ه المؤل ف م رة واح دة ابت داءا عن دما يق رر المؤل ف إخ راج‬
‫ابتكاره الكامن في النفس إلى العالم الخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬نسبة المصنف إلى المؤلف‪:‬‬

‫للمؤلف وحده الحق في أن ينسب إليه المصنف ويبنى على ذلك أن يكون له نشره باس مه أو‬
‫باسم مستعار أو بدون اسم‪ ،‬وفي كلتا الحالتين األخيرتين بطل له حق في أن يعلن عن شخصيته‬
‫في أي وقت‪ ،‬وإ ذا نشر المصنف منسوبا إلى شخص آخر كان له الحق في إثبات نسبة المصنف‬
‫إليه وال يكون نزول المؤلف عن نسبة المصنف إليه مانعا من الرجوع فيه لن اإلتفاق في أصله‬
‫باطل لمخالفة النظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة التعديل والتحوير‪:‬‬
‫للمؤلف وحده الحق في إدخال ما يرى من تعديالت أو تحوير في مصنفه فيكون له وحده‬
‫القيام بحق التغيير الذي يراه مناسبا سواء باإلنقاص أو الزيادة أو تحويله من لون إلى لون األدب‬
‫والفنون والعلوم‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة السحب من التداول‪:‬‬
‫مادام القانون يعترف للمؤلف بحق النشر فإنه ينبغي أيضا أن يعترف له بالحق في سحب‬
‫هذا المصنف من التداول‪ ،‬وقف نشره أو عرضه أو إذاعته‪ ،‬فقد يرى المؤلف ان مصنفه أصبح‬
‫غير مالئم مع تطور فكره ويضر بسمعته األدبية والفنية وأنه لم يعد منسجما مع القيم والمعتقدات‬
‫السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫ولما كان استعمال هذا الحق يؤدي باإلضرار بمن آلت إليه حقوق اإلنتفاع لذا فإن استعماله‬
‫لسلطة السحب من التداول ال يتم إال بحكم من المحكمة التي لها سلطة تقرير ذل ك‪،‬على أن ي راعى‬
‫تعويض من آلت إليه حقوق اإلنتفاع‪.‬‬
‫ــ ب‪ :‬سلطات حق المؤلف األدبي بعد وفاته‬
‫بم ا أن الح ق األدبي للمؤل ف من الحق وق اللص يقة بالشخص ية يف ترض أن ينتهي بوف اة‬
‫صاحبه ‪،‬ولكن احتراما لذكرى المتوفى وبالنظر إلى أن المصنف يظل له وحده وإ لى األبد تقرر‬
‫القوانين انتقال بعض السلطات التي يخولها الحق األدبي للمؤلف إلى خلفه وفي حدود معينة بغية‬
‫تمكينهم من المحافظة على سمعة المؤلف األدبية والفنية على الوجه الذي كان يسعى إليه المؤلف‬

‫‪8‬‬
‫نفسه حال حياته‪ ،‬فيكون للورثة وحدهم الحق في تقريرحق نشر مؤلفات مورثهم التي لم تنش ر في‬
‫حياته ما لم يوصي بما يخالف ذلك كأن يكون المؤلف قد حدد موعدا لنشره‪،‬فال يجوز نشر هذا‬
‫المصنف قبل هذا الموعد‪.‬‬
‫كما للورثة الحق في المحافظة على نسبة المصنف إلى المؤلف وعلى بقاء المصنف بحالته التي‬
‫أرادها دون حذف أو تغيير ودفع أي اعتداء على هذا الحق والمطالبة بتعويض عن هذا الضرر‪،‬‬
‫وفي األخ ير ف إن ح ق س حب المص نف من الت داول يعت بر من الحق وق الشخص ية ال تي يمارس ها‬
‫المؤلف وحده وال تنقل إلى الورثة بعد وفاته‪.‬‬
‫ــ ‪ :2‬خصائص الحق األدبي للمؤلف‬
‫لم ا ك ان الح ق األدبي متص ال بش خص المؤل ف فإن ه يتم يز كس ائر الحق وق الشخص ية‬
‫األخرى بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم قابلية الحق األدبي التصرف فيه‪:‬‬
‫فال يجوز التصرف في هذا الحق تبرعا كان هذا التص رف أو معاوضة حال حياة‬
‫المؤل ف أو بع د وفات ه ل ذا فق د نص ت الم ادة‪ 145 :‬ق‪.‬ح‪.‬م ببطالن ك ل تص رف ي رد على أي ح ق‬
‫أدبي‪ ،‬والحقوق المشار إليها في هذا النص هي من حق المؤلف في تقرير نشر مصنفه‪ ،‬وحق ه في‬
‫تعديله وحقه في نسبته إليه و حق سحب المصنف من التداول‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق األدبي ال يجوز الحجز عليه‪:‬‬
‫أي إمكان عدم التصرف في الحق األدبي يستلزم عدم جواز الحجز عليه من قبل دائني‬
‫المؤل ف م ادام أن ه ذا الحج ز في نهاي ة المط اف ي ؤدي إلى ال دائن الح اجز من مباش رة ح ق نش ر‬
‫المصنف‪ ،‬وقد رأينا سابقا أن هدا الحق أو سلطة التقرير إال للمؤلف دون سواه‪.‬‬
‫إال أن ذلك ال يمنع الحجز على نسخ المصنف الذي تم نشره بصفتها أشياء مادية ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق المعنوي حق دائم‪:‬‬
‫يبقى الحق المعنوي طيلة حياة المؤلف كما يظل قائما بعد وفاته‪ ،‬فميزة الحق المعنوي‬
‫أنه يبقى قائما بذاته بشكل مؤبد‪ ،‬في حين ينقضي الحق المادي بعد مرور مهلة من الزمن‪.‬‬

‫‪9‬‬
10