Professional Documents
Culture Documents
تشكل الملكية الفكرية مجموع الحقوق التي تنشأ عن أي نشاط أو جهد فكري
يؤدي إلى ابتكار في إحدى المجاالت األدبية أو الفنية أو الصناعية أو العلمية
ولذلك تعد حقوق الملكية الفكرية أرقى وأسمى حقوق الملكية على وجه اإلطالق
ألن هذا السمو يتصل بأسمى ما يملكه اإلنسان وهو العقل في إبداعاته وتجلياته.
* التطور التاريخي لحقوق الملكية الفكرية بالمغرب :
إن حماية المؤلف والحقوق المجاورة لم يبدأ بالمغرب إال مع بداية القرن 02بعد فرض
الحماية الفرنسية ،والواقع أنه لم تكن هناك ضرورة ملحة إلصدار قانون لحماية
هذه الحقوق خالل تلك المرحلة لعدم ازدهار النشر والتأليف ،وإنما أرادت فرنسا
1
حماية اإلبداعات الفكرية التي قد يتوصل إليها رعاياها ،فأصدرت بتاريخ 32
يونيو 8181أول قانون مغربي لحماية حقوق المؤلف ،وقد جاء في الفصل األول
من هذا الظهير أن الغاية منه "حماية اإلبداعات األدبية والفنية للمؤلفين بغض
النظر عن جنسياتهم" ،وبذلك فإن الحماية تشمل الوطنيين واألجانب ،وهذا راجع
إلى كون المغرب لم يكن قد صادق بعد على االتفاقيات المنظمة لهذه الحقوق.
ولقد بقي العمل مستمرا بظهير 8181إلى غاية صدور ظهير 02يوليوز
0292كنتيجة الزدهار الطباعة والتأليف والنشر والمصنفات وظهور التلفزة
واإلذاعة ،وبالنظر للتطور التقني في مجال نشر المصنفات الفكرية بفضل ما عرفه
الميدان السمعي البصري من تطور من خالل السينما ونظام الكابل واإلنترنت
والتصوير الفوتوغرافي ،حيث أصبح الحصول على هذه المصنفات في متناول
الجمهور وبسهولة تامة وبأثمان زهيدة ،فكان طبيعيا أن يطالب المؤلفون بجعل
االستئثار باالستغالل المعترف به لهم شامل للوسائل الجديدة لنشر مصنفاتهم ونقلها،
فأصدر المشرع ظهير 01فبراير 0222المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق
المجاورة ،وهو القانون الذي الزال ساري المفعول إلى يومنا هذا ،والذي عدل
بدوره بالقانون رقم 50.21الصادر بتاريخ 02فبراير .0222
المؤلف والمص َّنف
*تعريف َ
وبالرجوع إلى الفصل األول من هذا الظهير نجده يعرف المؤلف أنه " :هو
الشخص الذاتي الذي أبدع المصنف" ،وبذلك فإن المؤلف الذي تشمله الحماية هو
الشخص الذي ابتكر إنتاجا جديدا سواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا.
وقد عرف المشرع المصنَّف بأنه "كل إبداع أدبي أو فني" ،فالعبرة في
اإلنتاج الجديد بالفكرة التي تكونت وعبر عنها بأي وسيلة من الوسائل التي تجعلها
تصل إلى علم الجمهور ،أما الفكرة المجردة (الذهنية) التي تظل حبيسة ذهن
صاحبها فهي غير قابلة للحماية.
ومن أمثلة اإلبداعات الفكرية في مجال األدب والفن :
- 8المصنفات المعبر عنها كتابة.
-3برامج الحاسوب.
2
- 2المحاضرات والكلمات والخطب.
-4المصنفات الموسيقية سواء كانت مصحوبة أو غير مصحوبة بكلمات.
- 5المصنفات المسرحية.
- 1المصنفات الخاصة بالرقص واإليماء.
-7المصنفات السمعية البصرية بما في ذلك المصنفات السينماتوغرافية
والفينوغرافية.
- 1مصنفات الفنون الجميلة بما فيها الرسوم والرسوم الزيتية وأعمال النقش
والمطبوعات الجلدية وجميع مصنفات الفنون الجميلة األخرى.
- 1المصنفات الخاصة بالهندسة المعمارية.
- 81المصنفات الفوتوغرافية.
- 88المصنفات الخاصة بالفنون الفونغرافية.
-83الصور والرسوم التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصاميم والرسوم
األولية واالنتاجات ثالثية األبعاد الخاصة بالجغرافية ومسح األراضي والهندسة
المعمارية والعلوم.
- 82رسوم إبداعات صناعة األزياء.
ومما تجدر اإلشارة إليه أنه ال يثار أي مشكل حينما يقوم مؤلف بمفرده
بإنجاز مصنف من المصنفات ،حيث يتمتع بالحماية الالزمة على مصنفه ،لكن
المشكلة تثار حينما يعمل على وضع المصنف جملة من المؤلفين كما هو الشأن في المصنف
الجماعي والمصنف المشترك والمصنف المشتق والمصنف المجمع:
-1المصنف الجماعي :ويقصد به كل مصنف تم إبداعه من قبل مجموعة من
المؤلفين بإيعاز من شخص ذاتي أو معنوي يتولى نشره على مسؤوليته وباسمه
وتكون المشاركة الشخصية لمختلف المؤلفين المساهمين في إبداع المصنف ذائبة
في مجموع المصنف من غير أن يتأتى تمييز مختلف اإلسهامات وتحديد
أصحابها ،ومن أمثلة المصنفات الجماعية الكتب المدرسية التي تصدرها وزارة
التربية الوطنية دون اإلشارة إلى األشخاص الطبيعيين الذين قاموا بالعمل.
والواقع أن هذا النوع من المصنفات يثير جدال كبيرا للوضعية غير المألوفة
في مجال الملكية األدبية ،على اعتبار أن المشرع المغربي يجعل الشخصية
االعتبارية تتمتع بصفة المؤلف على نفس الدرجة من المساواة مع الشخص
3
الطبيعي على الرغم من أن طبيعة الشخص االعتباري يستحيل معها القيام بعملية
اإلبداع الفكري.
-2المصنف المشترك :أو المتعاون فيه ،وهو كل مصنف أسهم في إبداعه
مؤلفان أو عدة مؤلفين ،ومن الطبيعي إسناد حق المؤلف إلى جميع المشاركين في
تأليف هذا المصنف خصوصا وأن كل مؤلف يبذل جهدا يندرج في المصنف
المشترك حيث يتعذر معه الكشف عن صاحب النصيب الغالب والفعال.
واالشتراك في المصنف ال يعني أن يساهم كل المؤلفين بأنصبة متساوية ،بل
يكفي أن يواكب كل مؤلف عملية التأليف إلى أن يأخذ المصنف شكله النهائي.
-3المصنف المشتق :وهو كل إبداع جديد تم تصوره وإنتاجه انطالقا من
مصنف أو مصنفات موجودة من قبل ،ما دامت الحياة تعرف تطويرا واجتهادات
البتكارات سابقة ،إال أن المجهود الفكري للمؤلف يلزم أن يكون بارزا في الشكل
النهائي للمصنف ومتسما بالحداثة ومتميزا بالطابع الشخصي للمؤلف حتى تشمله
الحماية القانونية.
-4المصنف المجمع :وهو كل مصنف جديد يدمج فيه مصنف موجود من قبل
دون تعاون مع مؤلفه.
إن المؤلف الذي يقوم بإبداع مصنف سواء كان أدبيا أو فنيا يتمتع بحقين
مستقلين :حق أدبي ،وهو حق يحدد العالقة الوجدانية بين المؤلف والمصنف،
وحق مالي وهو حق مؤقت يخول للمؤلف حق التصرف في مصنفه.
- 1الحق األدبي :
4
لم يعرف المشرع المغربي الحق األدبي وإنما اكتفى بإبراز المزايا التي
يخولها للمؤلف ،ويمكن تعريفه بأنه " :حق لصيق بشخصية المؤلف يخوله
مجموعة من االمتيازات غير المادية ".
*الخصائص المميزة للحق األدبي للمؤلف:
-حق غير قابل للتصرف فيه ما دام أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بشخصية المؤلف،
إال أنه استثناء أجاز المشرع المغربي التنازل عن الحق األدبي في مجال
المصنف الجماعي وعدم قابلية التصرف في الحق األدبي بأكمله.
-عدم جواز الحجز عليه ما دام أنه ليست له قيمة مالية ،وبالتالي يلزم أن يكون
بعيدا عن الدائنين ألن السماح للدائن بإمكانية ممارسة الحجز على الحق األدبي
سيكون اعتداء على شخصية المؤلف نتيجة المساس بأحد الحقوق المرتبطة بها.
-ويتميز الحق األدبي أيضا بصفة الدوام وعدم قابليته للتقادم ،إذ أنه ينتقل للورثة جيال
بعد جيل ،وقد نصت المادة 1من ظهير 85فبراير " : 3111حماية حقوق
المؤلف" على مجموعة من الحقوق التي يخولها الحق المعنوي.
*الحقوق األدبية التي يملكها المؤلف:
إن مؤلف المصنف بصرف النظر عن حقوقه المادية ،وحتى في حالة تخليه
عنها يمتلك الحق فيما يلي :
-0أن يطالب بانتساب مصنفه له وبالخصوص أن يوضع اسمه على جميع
نسخ هذا المصنف في حدود اإلمكان وبالطريقة المألوفة ارتباطا مع كل استعمال
لهذا المصنف.
-0أن يبقى اسمه مجهوال أو أن يستعمل اسما مستعارا.
-5أن يعترض على كل تحريف أو بتر أو أي تغيير لمصنفه أو كل مساس
به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه أو سمعته.
فالمؤلف تظل له الهيمنة الكاملة على اإلبداع منذ لحظة تكوينه في ذهنه إلى
ما بعد نشره ،فإن :أهم االمتيازات والحقوق التي يخولها الحق األدبي للمؤلف هي :
5
وهو المتحكم وحده في تحديد * له مطلق الحرية في
االحتفاظ بمصنفه أو نشره
وقت وطريقة وظروف نشر مصنفه.
* االحتفاظ بالحق في نسبة المصنف إليه ،وذلك من خالل كتابة اسمه على
المصنف وله الخيار في أن يضع اسمه الحقيقي أو اسما مستعارا ،أو بدون ذكر
أي اسم.
* له الحق في التصدي ألي اعتداء على حقه ،حيث أن له أن يمنع كل سرقة أدبية
أو تقليد لمصنفه ،أو تحريف أو بتر ،كما أنه ال يجوز إدخال أي تعديل على هذا
المصنف إال بإذن المؤلف وإال اعتبر مساسا بالحق األدبي للمؤلف.
فالناشر الذي يرتئي إجراء تعديالت على مصنف ما يكون ملزما بالحصول على
الموافقة المسبقة للمؤلف.
* وقد أجاز المشرع الفرنسي للمؤلف إمكانية سحب مؤلفه من التداول باعتباره
امتيازا يخوله الحق األدبي ،وقيد المشرع المصري ذلك بضرورة استصدار قرار
من المحكمة ،في حين نجد المشرع المغربي لم يشر إلى المسالة ،ذلك أن هناك
بعض المفكرين الذين يؤلفون الكتب سرعان ما يغيرون مذاهبهم أو يتبنون أفكارا
جديدة فيفضلون سحب مصنفاتهم األولى من التداول بحيث يحق لهم ذلك شريطة
دفع تعويض للناشر الذي تكبد مشقة نشر وتوزيع المؤلف.
-2الحق المالي :
إن المجهود الفكري للمؤلف ال بد له من مقابل عن المعاناة التي تكبدها
إلخراج الفكرة إلى الوجود ،فال يعقل أن تذهب جهوده سدا دون االستفادة المادية
من ذلك.
ولحماية المؤلف من أي غبن أو استغالل نظم المشرع مجال التصرف في
المصنفات األدبية والفنية ،وهكذا فإن التخلي عن التبليغ المباشر (حق العرض)
ال يترتب عنه التخلي عن حق التبليغ غير المباشر (حق إعادة النشر) .فمثال إذا
تخلى المؤلف للناشر عن مصنفه كمسرحية مثال قصد طبعها ونشرها فال يجوز
للناشر أن يقدمها في عرض عمومي بالتمثيل واإللقاء.
6
*خصائص الحق المالي للمؤلف :
-1الحق المالي للمؤلف حق قابل للتصرف فيه :
يحق للمؤلف التصرف في مصنفه بجميع أنواع التصرفات بعوض أو بغير عوض،
ودون الحاجة إلى أي ترخيص.
*شروط التصرف في الحق المالي للمؤلف :
-يجب أن يثبت التخلي عن الحقوق المالية للمؤلِّف كتابة ألن الكتابة شرط
لالنعقاد وليست مجرد وسيلة إثبات.
-ضرورة تحديد مجال التصرف ،أي مجال االستغالل ،وذلك بتحديد وسائل
االستغالل (كاالستغالل عن طريق النشر مثال) ،وتحديد النطاق المكاني
لالستغالل (داخل الوطن أو خارجه مثال) ،وتحديد النطاق الزمني لالستغالل (
خمس سنوات مثال) ،ألن التخلي عن المصنَّف قد يكون نهائيا يشمل جميع
الحقوق؛ أي التبليغ المباشر وغير المباشر ،وقد يكون مؤقتا ولفترة محددة تسمح
للناشر باستغالل المصنف لمدة زمنية معينة مقابل مبلغ جزافي يأخذه المؤلف ،أو
مقابل نسبة مئوية من مداخيل المبيعات.
-2قابلية الحق المالي للحجز عليه :
حقوق المؤلف األدبية تعتبر من الحقوق التي ال يمكن الحجز عليها باعتبارها
حقوقا معنوية ال تكتسب القيمة المادية .أما الحق المالي فاألصل أنه قابل
للتصرف واالنتقال إلى الورثة بسبب الوفاة ،وبالتالي يجوز الحجز على هذه
األموال ألنها قابلة للتقويم وتدخل في إطار الذمة المالية.
والجدير بالذكر أنه يمنع التصرف في اإلنتاج الفكري الذي ينتظر إصداره ،إذ
يعتبر ملغى وال أساس له.
-3الحق المالي للمؤلف حق مؤقت :
7
بعد انقضاء المدة المقررة لحماية المؤلف ،تدخل المصنفات في نطاق
الممتلكات العامة بحيث تصبح جزءا من التراث الثقافي للمجتمع يستطيع أي
شخص أن يستخدمها دون موافقة المؤلف ودون أي مقابل مادي ،وبمجرد دخول
المصنف في األمالك العامة للدولة تنقضي حقوق المؤلف إلى األبد.
وجدير باإلشارة أن الحق الذي يؤول للملك العام هو الحق المالى دون الحق
األدبي الذي ال ينقضي مهما مر عليها الزمان.
-5الحق المالي حق قابل لالنتقال إلى الخلف العام (الورثة)
يعتبر الحق المالي حقا قابال لالنتقال للورثة حيث يجوز لهم إجراء جميع
التصرفات القانونية على المصنف في حدود نصيب كل وارث طيلة مدة الحماية
(طيلة حياة المؤلف و 71سنة بعد وفاته) ،وتحتسب 71سنة ابتداء من نهاية السنة
التي توفي فيها المؤلف (فمثال لو توفي المؤلف بتاريخ 81يناير 3111فان مدة 71
سنة تبتدئ في 28دجنبر 3111وبالتالي فان الحماية تستمر إلى غاية 28دجنبر
.3171وبالنسبة للمصنفات المشتركة فان مدة 71سنة تبتدئ من نهاية السنة التي
توفي فيها آخر مؤلف مشارك.
أما بالنسبة للمصنفات الخفية االسم وتلك المنشورة تحت اسم مستعار،
وكذلك المصنفات الجماعية فإن مدة الحماية تبتدئ من تاريخ نشر المصنف.
أما بالنسبة للمؤلفات التي يتم نشرها بعد وفاة المؤلف؛ إذ قد يتولى المؤلف
كتابة مصنف ويوصي بنشره بعد وفاته ،أو قد يكون المصنَّف قيد الطبع ثم يتوفى
المؤلف في تلك الفترة ،فالتشريعات المقارنة منقسمة بين اتجاه يحتسب المدة من
تاريخ النشر ،في حين نجد أن المشرع المغربي لم ينظم المسألة ،ونرى من جهتنا
أن يتم احتساب المدة من تاريخ وفاة المؤلف وذلك للحيلولة دون أن يتراخى
ورثته في نشر المصنف مما قد يؤدي إلى وضعه في طي النسيان أو تنصرف
عنه الفائدة خاصة إذا كان من المصنفات العلمية التي تعرف تطورات سريعة.
والمالحظ أن بعض التشريعات قد نصت على حق التتبع باعتباره أحد الحقوق
المالية التي خولها للمصنف ،ويقصد به حق المؤلف وورثته في اقتطاع نسبة
مئوية من البيوعات الموالية للبيع األول للمصنفات الخاصة بالرسم والفن
8
التشكيلي ،سواء بيعت هذه المصنفات عن طريق المزاد العلني أو عن طريق
التاجر.
والمالحظ أن القانون رقم ( 0.22ظهير 85فبراير )3100لم ينص على حق
التتبع وذلك راجع إلى عدم ازدهار البيوعات الخاصة بالمصنفات التشكيلية بالمغرب
(الرسم مثال) خصوصا البيع عن طريق المزاد العلني.
ويقصد بها اإلباحات التي تحد من سلطة المؤلف على مصنفه الذي خرج
إلى حيز الوجود وتم تداوله بين الناس .و هذه القيود فرضتها المصلحة العامة ما
دام للمجتمع حق على المصنفات الجديدة باعتبارها تطويرا للمصنفات السابقة،
فاألجيال المتعاقبة هي التي تساهم في تكوين المؤلفات خاصة أنه بانعدام
التنصيص على هذا االستثناء فان ذلك قد يحد من تقدم المجال األدبي والفني.
وقد عالج المشرع المغربي هذا الموضوع في إطار الفصول من 83الى 34
حيث نصت على مجموعة من الحاالت التي تحد من الحقوق المادية للمؤلف وهي :
-8حرية االستنساخ لالستعمال الشخصي.
- 3االستنساخ المؤقت.
- 2حرية االستنساخ التي تكتسي طابعا استشهاريا.
-4حرية استعمال المصنفات لغرض التعليم.
-5حرية االستنساخ من طرف الخزانات ومصالح التوثيق.
-1ايداع المصنفات المستنسخة بالمحفوظات الرسمية.
-7حرية استعمال المصنفات ألغراض إخبارية.
- 1حرية استعمال المصنفات ألغراض قضائية وإدارية.
-1حرية استعمال المصنفات لصور موجودة بصفة دائمة بأماكن عمومية.
-81حرية استعمال برامج الحاسوب واقتباسها.
-88حربة التسجيل المؤقت من قبل هيئات اإلذاعة.
9
-83حرية التمثيل أو األداء العلني.
-82االستيراد ألغراض شخصية.
-1حرية االستنساخ لالستعمال الشخصي:
لقد أجاز المشرع استنساخ مصنف منشور من أجل االستعمال الشخصي دون
الحصول على إذن من المؤلف ودون أداء أي تعويض ،شريطة عدم االتجار فيه.
ويستوي في ذلك أن يتم النسخ عن طريق آلة النسخ أو بخط اليد أو باآللة الكاتبة؛ إذ
أجاز المشرع استعمال الوسائل التقنية الحديثة إلعادة النشر؛ ألن العبرة ليست في
وسيلة نسخ المصنف وإنما في االستعمال الشخصي له والحيلولة دون تداوله بين
الناس ولو مجانا ،ألن المستفيد من هذه النسخة لم يضيع على المؤلف إال ثمن نسخة
واحدة وهي خسارة هينة ،لكن بتداولها بين الناس فان الخسارة تزداد بتزايد
المستفيدين من هذه النسخة.
وإذا كان المشرع قد أجاز من حيث األصل استنساخ مصنف من أجل االستعمال
الشخصي فقد أورد على ذلك بعض االستثناءات بالنظر للقيمة االقتصادية لبعض المصنفات ومنها :
أ -استنساخ مصنفات الهندسة المعمارية المجسدة على شكل عمارات أو
بنايات أخرى مماثلة.
ب -استنساخ طبق األصل لكتاب كامل أو مصنف موسيقي.
ج -استنساخ قواعد البيانات وإعادة نشر برامج الحاسوب.
-2حرية االستنساخ التي تكتسي طابعا استشهاريا:
ويتعلق األمر بإعادة نشر فقرات وتصوير لوحات وتماثيل من مؤلف سبق
عرضه على العموم في مؤلف جديد ألجل اإليضاح أو النقد أو االستشهاد.
وعلى الرغم من أن هذا ال يكتسي طابع االبتكار واألصالة فان المشرع قد
أجازه شريطة أن يتم من مصنفات مشمولة بالحماية ،أما إذا كان النقل من الوثائق
الرسمية وقوائم األسعار اليومية فمثل هذه المصنفات غير مشمولة بالحماية أصال
مما يجعل النقل الكلي مباحا.
10
على أن المشرع قد اشترط لذلك أن يستعمل االستشهاد لغايات حسنة وبقدر ما
يبرر تلك الغاية المراد تحقيقها ،وعليه يمكن االستشهاد بفقرات قصيرة بحيث ال
يغني الكتاب قارئه من الرجوع إلى الكتاب األصلي .وكتعويض لصاحب
المصنف األصلي فان صاحب المؤلف الجديد ملزم باإلشارة إلى المصنف
األصلي واسم مؤلفه وهو بذلك يقدم اعترافا بأهمية المؤلف األصلي بل إنه
يخدمه بذكر اسمه مما يساهم في زيادة شهرته.
وقد أجاز المشرع أيضا االستشهاد بلوحات زيتية أو تماثيل منحوتة في
كتاب مصور يتعلق بالفن عندما يدمج ذلك قصد التوثيق ،مما يمكن النقاد من
التعليق على ذلك المصنف خاصة ،كما أن إعادة النشر تساهم في تغيير شكل
المصنف من مصنف مجسم إلى مصنف مصور.
كما أجاز المشرع كذلك نقل بعض الفقرات الموسيقية ألغراض علمية؛
كمن يؤلف كتابا عن تاريخ الموسيقي ويستشهد بفقرات من سمفونيات موزارت
أو بتهوفن ،لكن إذا عزفها ونسبها إلى نفسه فيعتبر ذلك تقليدا.
كما أجاز المشرع كذلك االستشهاد بفقرات من مصنفات مرئية في إطار
برامج تلفزية ،كما لو قامت هذه األخيرة بتصوير لقطات من مهرجان قدمت فيه
عدة أفالم سينمائية أو عروض مسرحية؛ إذ يلزم تقديم هذه الفقرات في حيز
قصير في إطار البرنامج دون اإلضرار بحقوق المؤلف.
-3حرية استعمال المصنفات لغرض التعليم :
لقد أجاز المشرع استعمال مصنف منشور بصفة مشروعة في حدود الدائرة
التعليمية سواء بتسجيله أو تصويره أو إذاعته أو كتابته ،وذلك لتوضيح األفكار
ومناقشتها متى كانت ستساهم في مزيد من التحصيل والتعلم ،فكل ذلك يعتبر
مشروعا مادام أنه يتم داخل مؤسسات التعليم في إطار األنشطة التي ال تستهدف
الربح التجاري شريطة استعمال هذا االستثناء في حدود معينة باعتباره وسيلة
إيضاح مع ضرورة اإلشارة إلى اسم المؤلف والمؤلف.
-4حرية االستنساخ طبق األصل من قبل الخزانات ومصالح التوثيق :
11
لقد أجاز المشرع للخزانات ومصالح التوثيق التي ال تستهدف أنشطتها الربح
التجاري استنساخ مصنّف متى كان هذا األخير عبارة عن مقال أو مصنف
قصير أو مقاطع قصيرة من كتابات منشورة ضمن سلسلة من المصنفات أو
ضمن عدد في جريدة أو دورية متى كان الهدف من ذلك هو االستجابة لطلب أحد
رواد هذه الخزانة.
وقد سمح المشرع أيضا باستنساخ المصنفات التي فقدت أو أتلفت أو
أصبحت غير قابلة لالستعمال وذلك بهدف تعويض المصنفات السالفة الذكر ،إال
أن المشرع قد استثنى من هذه المصنفات برامج الحاسوب التي ال يمكن
استنساخها في مثل هذه الحاالت.
-5حرية استعمال المصنفات ألغراض إخبارية :
12
المقصود هنا المصنفات المعمارية والفنون الجميلة والفوتوغرافية
والفنون التطبيقية المعروضة بأماكن عمومية ،حيث يجيز القانون إعادة نشر
هذه المصنفات سواء بواسطة السينما أو التلفزيون أو الفن التصويري ،شريطة :
-أن ال يكون هذا المصنف هو الموضوع الرئيسي للشريط - ،وأن ال يتم ذلك
ألغراض تجارية.
وفي هذا الصدد صدر قرار عن القضاء الفرنسي بشأن صورة نشرت على
سبيل الدعاية لنوع من السيارات التي تظهر في مقدمة الصورة بينما يظهر في
خلفها مصنف هندسي ،حيث قررت بأن المصنف ال يشكل سوى إحدى ملحقات
الموضوع الرئيسي أي السيارة وبالتالي ليس هناك أي مس بحق إعادة النشر.
-7حرية استعمال برامج الحاسوب واقتباسها :
13
وإذا كانت في الماضي قد انحصرت على المنتجات الثمينة فإنها اليوم تشمل
كل السلع ،ويعتبر من بين الدول المعروفة بعمليات التقليد دول آسيا والصين
والبرازيل والهند وتركيا.
مفهوم العالمة وأهميتها :
14
-0تساعد المستهلك على التعرف على المنتجات والخدمات التي اعتاد
اقتناءها من األسواق ،وبالتالي فهي تشكل وسيلة لتقوية عالقات المستهلك
بالمنتجات وتساعد على وضع نوع من الثقة لدى المستهلك والحلول دون تضليله.
-5تسمح للمستهلك بالتعرف على مصدر المنتج أو الخدمة من خالل التعرف
على المؤسسة مالكة العالمة.
إن العالمة ال تمنح ضمانة الجودة ،إال أنها مع ذلك :
-تعني بأن المنتجات والخدمات التي تحمل عالمة معينة تتمتع بنوع ثابت
من الجودة.
-وتسمح العالمة للسلطات العمومية بمراقبة جودة المنتجات والخدمات
المعروضة.
-كما تسمح بالتعرف على تلك التي ال تستجيب للمعايير المطلوبة.
وقد تصبح العالمة أهم عنصر من عناصر المؤسسة فتتمتع بالتالي بقيمة
مادية كبيرة جراء انتشار المنتجات التي تحمل العالمة في األسواق العالمية
وإذاعتها في الصحافة والمجالت واستعمالها على نطاق واسع في العالم.
تمييز العالمة عن االسم التجاري :
كثيرا ما وقع الخلط بين االسم التجاري والعالمة التجارية نظرا ألوجه الشبه
العديدة بينهما ،إال أنهما يظالن مميزين عن بعضها البعض في عدة جوانب وهي :
-0يستعمل االسم التجاري لتمييز المؤسسة ،بينما تستعمل العالمة لتمييز سلعة
وخدمات المؤسسة.
-0ال تتوفر المؤسسة التجارية على اسم تجاري واحد ،في حين يمكن أن
تتوفر على عدة عالمات تجارية.
-5يترتب على إيداع العالمة بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية
حمايتها في سائر تراب المملكة ،في حين تنحصر حماية االسم التجاري في
15
دائرة المحكمة التي تم فيها التقييد ،وال يمكن أن تمتد الحماية إلى كافة التراب
الوطني إال إذا طالب بها المعني باألمر.
-0إن وضع عالمة على المنتجات تبقى مسألة اختيارية؛ إذ يجوز للتاجر
عرض منتجاته للبيع دون أن تحمل أيه عالمة ،في حين يعتبر استعمال االسم
التجاري من طرف المؤسسة مسالة إلزامية.
ويمكن لالسم التجاري أن يكون جزء من العالمة فيحظى بذلك بالحماية
المزدوجة شريطة أن يتم تسجيله بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية
لحمايته كعالمة وتقييده في السجل التجاري المحلي لحمايته كاسم تجاري ،حيث
أن هناك استقالال بينهما ،بمعنى أنه عند انقضاء العالمة وسقوطها في الملك العام فان
ذلك ال يؤدي إلى انقضاء االسم التجاري بل يظل متمتعا بالحماية القانونية باعتبار
أن المشرع المغربي ال يستلزم تجديد تسجيل االسم التجاري بخالف العالمة التي
يلزم تجديد تسجيلها كل 81سنوات.
أشكال وصور العالمة :
16
أ -ضرورة إضافة بيان إلى التسمية الجغرافية.
ب -أن يكون ذلك المنتج متأصال من تلك الرقعة الجغرافية.
-0الشارة التصويرية والرسوم واللصائق والطوابع والرسوم باألبعاد
الثالثية والشعارات المرسومة ومجموعات األلوان والحواشي والمبرزات
والصور المركبة واألشكال والسيما التي تتعلق بالمنتج أو الوظيفة وغيرها.
فالعالمة يمكن أن تكون رسما من الرسوم لها مميزات أو صورة من
الصور سواء كانت للشخص أو منطقة معينة أو حيوان ،كما أن العالمة قد توضع
على منتوج بطرق مختلفة؛ إما عن طريق الختم أو النقش البارز أو مجرد الكتابة.
17
وهم الذين يساهمون في إيصال أو تبليغ المصنَّف إلى الجمهور ،مثل كات ِ
ب
كلمات كتب أغنية وآخر قام بتلحينها في حين قام آخر بالتوزيع الموسيقي ،كل هذا
الجهد وهي ال تزال حبيسة مكانها ،إلى أن جاء المغني الذي أوصل اإلبداع أو
المصنف إلى الجمهور.
وبالتالي فإن الهيئات اإلدارية تساعد على إيصال ذلك المصنَّف أو اإلبداع
إلى المستهلكين؛ إذ بفضل التصوير الفوتوغرافي والسينما والتلفزيون منحت
للمؤلفين فرص غير محدودة لنشر مؤلفاتهم ،كما ساهمت اإلعالميات إلى جانب
األقمار االصطناعية ونظام الكابل في توزيع وسائل استغالل المصنفات ونشرها
حتى تكون في متناول الجمهور بأثمان بسيطة.
وفي خضم هذه التحوالت بشأن نشر هذه المصنفات ظهرت عدة فئات تساهم
إلى جانب المؤلف في تبليغ هذا المصنف ،بل أحيانا هناك من المؤلفين الذين
يربطون نجاح أو فشل مؤلفاتهم بمدى أهمية هذه الفئات ،ومن بين أصحاب
الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف فناني األداء ومنتجي التسجيالت الصوتية
والهيئات اإلذاعية.
وبالمقابل ظهرت عدة إشكاليات بشأن كيفية حماية مصالح هؤالء األشخاص ،فإذا كانت
القواعد القانونية الواردة في قانون االلتزامات والعقود قد تكفل -إلى حد ما-
مقدارا معينا من الحماية استنادا إلى دعوى المنافسة غير المشروعة أو إلى
اإلثراء بال سبب لضمان حقوقهم المالية أو من خالل نظرية الحقوق الشخصية
لحماية مصالحهم األدبية ،إال أنه مع ذلك تظل هذه المقتضيات غير كافية لتكريس
الحماية المنشودة لهذه الفئات مما جعل هذه األخيرة تنادي بضرورة شمولها
بمقتضيات حقوق المؤلف.
وقد ظهرت عدة إشكاليات حول إمكانية تطبيق قانون حقوق المؤلف
عليهم ،ومدى إمكانية اعتبارهم مؤلفين بما تحمله الكلمة من معنى أو مجرد
مؤلفين عارضين.
18
-1حقوق فناني األداء :
المقصود بفنان األداء الممثل أو الموسيقي أو المغني وكل شخص يقوم بأداء
مصنفات أدبية أو فنية بما في ذلك المصنفات الفلكلورية .فالفنان هو الذي يبث الحياة
في المصنف ويخرجه من الخفاء ،على اعتبار أنه ال قيمة لمصنف مسطر على
الورق ما لم ينطق به فم فنان أو تترجمه يد عازف.
وفي ظل التقدم التقني الذي طرأ على ميدان الصوت والصورة ،بعد ظهور
اإلذاعة والتلفزيون لم يعد األداء الفني عمال يزول بمجرد عرضه على العموم
دون إمكانية تكراره مرة ثانية ،مما يمكن معه تصور استعماله رغما عن إرادة
الفنان ،عن طريق إعادة بثه مرة أخرى أو تثبيته في قالب مادي دون موافقة
مسبقة من طرف فنان األداء.
وهو نفس األمر الذي قد يعرفه تسجيل بعض األسطوانات دون تصريح من
الفنان المؤدي؛ فاألسطوانة التي يتم إنجازها بفضل الجهد الكبير الذي يبذله الفنان
تصنع منها آالف النسخ ويجري نشرها وتداولها في سائر أرجاء المعمورة.
كما أن األداء الميكانيكي والذي ال يجني منه المغني أو الملقي أي نفع مادي
أخذ يحل محل األداء الحي أو الشخصي الذي كان يدر أجرا محترما على صاحبه.
ففي ظل هذه األخطار التي نشأت وصارت تهدد وتعرقل عمل فناني األداء
كلما تعلق األمر بتسجيل أعمالهم وأمام قصور الحماية العقدية لتأمين حقوقهم
ومصالحهم خولت المادة 55من القانون رقم 52.55فنان األداء وحده الحق في القيام أو الترخيص
بالعمليات التالية :
19
وهو نفس الحكم في الحالة التي يتم فيها إعادة بث مرخص به من طرف
هيئة اإلذاعة التي كانت سباقة في بث أوجه أدائه ،حيث يفقد فنان األداء
االستئثار بهذا الحق.
* وينفرد فنان األداء وحده بالحق في تبليغ أوجه أدائه للجمهور إال في
الحالة التي يتم التبليغ انطالقا من بث إذاعي ألوجه األداء .بل إن فنان األداء
يستأثر وحده بتحديد أوجه األداء التي يُلقى بها المصنف ،مادام لم يتم تثبيته على
دعم مادي كاالسطوانة أو الكاسيط أو باالستنساخ ،أي تثبيت أوجه أداء المصنف.
* ويستغل فنان األداء القيام بأول توزيع على الجمهور ألوجه أدائه من
خالل عملية البيع ،كما يحق لفنان األداء إيجار أو إعارة أوجه أدائه للعموم ،كما
يجوز له وحده استيراد تثبيت أوجه أدائه.
* كما يحق لفنان األداء وحده السماح بتداول أدائه المثبت على مسجل
صوتي بوسيلة سلكية أو السلكية بين الجمهور بكيفية تجعل كل شخص قادر
على التوصل إليه في المكان والزمان الذي يختاره بشكل فردي.
وتجدر اإلشارة إلى أن الترخيص الذي يخوله القانون لفناني األداء الخاص بالبث اإلذاعي يختلف
مضمونه حسب الحاالت التالية :
21
وقد حصرت المادة 19من قانون حقوق المؤلف فترة الحماية الواجب توفيرها
بموجب هذا القانون لألداءات هي سبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية التي
تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة ،وإذا لم يتم هذا النشر المرخص له
خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع المصنف ،فسبعون سنة ابتداء من
نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع.
هذا في ما يتعلق بفنائي األداء الذين لهم حقوق ألن بفضلهم يصل ذلك اإلبداع
أو المسجل الصوتي إلى عدة أماكن ،وبالتالي يجب عليهم أن يحصلوا على مكافأة
إضافية.
قد أصبح دور اإلنتاج والفيديوغرامات والفيتوغرامات تلعب دورا هاما في
تمكين المصنفات من التداول واالنتشار والزيادة في شهرة الفنان؛ فقد يودع
صوته عن طريق األسطوانات والكاسيط واألقراص المدمجة ،إال أنه أمام هذا
التقدم التقني كثرت في المقابل مخاوف الفنان من امتداد استعمال أدائه إلى ما
وراء الحدود التي أبدى موافقته بشأنها.
فازدادت بذلك الكثير من المظاهر التي أضحت تهدد منتجي المسجالت
الصوتية بسبب ظهور القرصنة نتيجة تطور التقنيات اإللكترونية في ميدان
التسجيالت والنظم المعلوماتية وما سببته القرصنة من األضرار بالمصالح المادية
والمعنوية لمنتجي المسجالت الصوتية؛ فإذا كان المنتج الذي يقرر إنتاج
أسطوانات عليه توظيف رأس مال ضخم واستئجار فرقة موسيقية على حسابه
والحصول على عدد من المعدات واآلالت ،فضال عن ضرورة امتالك
22
استوديوهات خاصة بالتسجيل ،فإن القرصنة مكنت الغير من االستثمار بهذا
العمل بأزهد التكاليف عن طريق صنع األسطوانات أو الكاسيط أو تحميلها عبر
االنترنيت دون أن تستجيب إلى معايير الجودة والقيام بطرحها للتداول التجاري،
وكانت النتيجة حدوث خسائر فادحة للمنتج تؤثر بشكل كبير على االستثمار في
هذا الميدان.
وقد كشف الواقع عن عدة استعماالت أخرى ألحقت أضرارا بالمنتج بشكل
كبير ،خاصة في الحالة التي تكون فيها األسطوانات موجهة ومحدد ثمنها
لالستعمال الخاص لتصبح بعد ذلك محال لإلرسال اإلذاعي أو النقل إلى العموم
بطريقة أخرى ،هذا الواقع فرض على المنتجين ضرورة تحصينهم بحماية أكثر
فعالية تخول لهم سلطة االعتراض على أن يكون إنتاجهم موضوعا لالستعمال في
أي مكان أو بأي طريقة ،وبحقهم في االستفادة من أجر إضافي في كل استعمال
آخر ،ما عدا االستعمال الخاص بحقهم في الترخيص أو منع استنساخ
أسطواناتهم.
* تعريف منتج المسجالت الصوتية :
وفي خضم تزايد األخطار التي أصبحت تهدد منتجي المسجالت الصوتية
تدخل المنتظم الدولي من خالل إقرار اتفاقية روما الموقعة بروما في 31أكتوبر
.8118
أما بالنسبة للمغرب فقد كان حديث العهد بتكريس الحماية لمنتجي المسجالت
الصوتية من خالل ظهير 85فبراير 3111الذي نظم حقوق الترخيص لهذه
الفئة ،واالستعمال الحر للمسجالت الصوتية ومدتها وتدابير هذه الحماية.
23
فالمادة 58تخول لمنتج المسجالت الصوتية وحده الحق في القيام بالعمليات التالية:
* إعادة النسخ المباشر وغير المباشر للمسجالت الصوتية.
* استيراد نسخ من المسجالت الصوتية بغرض توزيعها على العموم.
* وضع نسخة من مسجالته الصوتية رهن إشارة العموم عن طريق البيع
أو أية طريقة أخرى لنقل الملكية والتي لم يسبق أن كانت موضوع توزيع
مرخص بها من طرف المنتِج.
* إيجار أو إعارة العموم نسخا من مسجالته الصوتية.
* وضع مسجالته الصوتية رهن إشارة الجمهور عن طريق وسيلة سلكية
أو السلكية بكيفية تجعل كل واحد قادر على التوصل بها في المكان والزمان الذي
يختاره بشكل فردي.
* تبليغ مسجالته الصوتية إلى الجمهور.
* إذاعة مسجالته الصوتية.
إال أن هذه الحقوق المادية التي يستأثر بها المنتِج ترد عليها بعض االستثناءات ،التي تحد
من سلطة المنتِج وتخول لمستعملي المسجالت الصوتية استعمالها دون ترخيص
أو أداء مكافاة لمنتجيها متى كان استخدامها قد تم في إطار :
-ملخص ألحداث الساعة.
-االستنساخ بغرض البحث العلمي.
-االستنساخ في إطار أنشطة التعليم.
-االستشهاد بمقتضيات قصيرة من المسجل الصوتي.
وقد فرضت المادة 15عند استخدام مسجل صوتي ألغراض تجارية أو
نسخة من هذا المسجل الصوتي ،استخداما مباشرا لإلذاعة أو إليصال أي إعالم
للجمهور في مكان عمومي دون أن يكون هناك أي بث تفاعلي ،فإن المستعمل يدفع
مكافأة عادلة مرة واحدة لفناني األداء أو لمنتجي المسجالت الصوتية ،حيث
يحسب المبلغ الناتج عن هذا االستعمال بنسبة % 51للمنتج و % 51لفناني األداء
24
الذين يقتسمون هذا المبلغ المحصل عليه من المنتج فيما بينهم أو يستعملونه حسب
االتفاق القائم بينهم.
وقد حدد المشرع في المادة 15فترة الحماية الواجب توفيرها بموجب هذا
القانون للمسجالت الصوتية وهي سبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية
التي تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة ،وإذا لم يتم هذا النشر
المرخص له خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع المصنف ،فسبعون
سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع.
-3حقوق هيئات اإلذاعة :
*التحديات التي تواجه حقوق هيئات اإلذاعة :
ساهم ظهور هيئة اإلذاعة في انتشار وتداول المصنفات ،فلم تعد شخصية
المؤلف كفيلة باكتسابه الشهرة ،بل كان لهيئات اإلذاعة دور كبير في اتساع دائرة
تبليغ المصنف للعموم ،وقد ساعد تطور بث البرامج اإلذاعية عن طريق األقمار
االصطناعية وظهور التكنولوجية الرقمية في وصول المصنفات إلى جميع أنحاء
العالم.
كما فتح المجال للعديد من االعتداءات التي أصبحت تتعرض لها هيئات
اإلذاعة من قرصنة لبرامجها وإعادة بثها دون الحصول على إذن مسبق ،خاصة
إذا علمنا أن كل بث أو إرسال إذاعي أو تلفزي يفرض على هيئة اإلذاعة
والتلفزيون أداء مقابل مادي لمؤلفيها.
وأمام هذا التحدي الذي ال يزال يواجه ممثلي هيئات اإلذاعة والتلفزة لحماية
البرامج اإلذاعية من كل استعمال يقوم به الغير دون إذن ،فإن هذه الهيئات ما
فتئت تطالب بإقرار حقها في الموافقة أو االعتراض على إعادة البرامج أو
تسجيلها أو االستقبال العلني لإلرسال التلفزيوني الذي يتم خارج الدائرة العائلية
الخاصة ،هذه المتطلبات استجابت لها العديد من التشريعات واالتفاقيات الدولية
لبسط الحماية على البرامج اإلذاعية اعترافا منها بالخدمات التي تسديها الهيئات
25
اإلذاعية لألداء والفنون ،إال أن هذه الحماية ال ترقى إلى تلك المقررة لفائدة
المؤلف.
على اعتبار أن التثبيت الميكانيكي واإلرسال اإلذاعي ليس إال حصيلة لعملية
تقنية متجردة عن البعد الشخصي ،هذه االعتبارات فرضت ضرورة إفراز هذه
"الهيئات المساعدة على الخلق الذهني" حماية خاصة لالعتراف لها بحقوق ذهنية
مجاورة لحقوق المؤلف وبصالحيات مادية أو أدبية ،من خالل إقرار حقوق
استئثارية للهيئات اإلذاعية على برامجها خصوصا بعد اكتساح اإلرسال عبر
األقمار االصطناعية على سائر القارات.
*الحماية القانونية لهيئات اإلذاعة :
وتعتبر اتفاقية روما الموقعة بتاريخ 31أكتوبر 8118أهم اتفاقية دولية منحت
لهيئات اإلذاعة حقوقا مجاورة لحقوق المؤلف من خالل اعترافها للهيئات
اإلذاعية بحقوق استئثارية على برامجها التلفزية بموجبها تملك الحق في اإلذن أو
االعتراض في إعادة بث برامجها وتوزيعها للعموم بواسطة كابل وتبليغها للعموم
بكل وسيلة ناقلة لإلشارات واألصوات والصور أو تثبيت برامجها أو استنساخ
هذا التثبيت.
أما في المغرب فإن ظهير 85فبراير نص صراحة من خالل المادة 53على
أحقية هيئات اإلذاعة في القيام أو الترخيص بالعمليات التالية :
-8إعادة بث برامجها.
-3تثبيث برامجها االذاعية.
-2استنساح لتثبيت برامجها اإلذاعية.
-0تبليغ الجمهور ببرامجها اإلذاعية.
إال أن هذا الحق ليس مطلقا بل يعفي مستعمل هذه البرامج من الحصول على
اإلذن من هيئات اإلذاعة وعلى أداء مكافأة من هذه األخيرة :
-متى استعملت مقتطفات من البرنامج اإلذاعي ألغراض إخبارية يتضمنها
ملخص ألحداث الساعة.
26
-أو متى تم استنساخه لغرض البحث العلمي.
-أو لغرض أنشطة تعليمية.
-أو استخدمت مقتطفات قصيرة من البرنامج اإلذاعي بشرط أن تستعمل من
أجل االستشهاد بها ولغايات حسنة وبقدر ما تبرر ذلك الغاية اإلخبارية المراد
تحقيقها منها.
على أن اإلشكال الذي يطرح يتعلق بمسألة االستقبال العلني للبرامج واإلرساليات
اإلذاعية وما إذا كان صاحب جهاز االستقبال ملزما بأداء مكافأة لمؤلف مصنفات
اإلذاعة ،فقد سبق للقضاء المغربي أن بث في نزاع يتعلق باالستقبال العلني في
المحالت العمومية للبث التلفزي؛ حيث أصدر المجلس األعلى سابقا قرارا بتاريخ
38ماي 8175بمناسبة نزاع قائم بين المكتب المغربي لحقوق المؤلف وصاحب
مقهى كان يلتقط برامج تلفزية ويعرضها على الزبناء دون إذن من المكتب حيث
أعطي الحق لكل ذي جهاز استقبال إمكانية استغالل البرامج اإلذاعية دون الحاجة
إلى إذن أو أداء تعويض باستثناء ما يؤديه مالك الجهاز التلفزي للدولة ،وقد خلف
هذا القرار عدة اتجاهات في الهيئة:
-0فهناك من اعتبره عمال يضر بحقوق مؤلفي المصنفات ،وهذا المنطق
يفرض على صاحب المقهى أداء مكافأة لفائدة مؤلفي هذه المصنفات المذاعة.
-0يذهب إلى أن القانون المغربي ال يتضمن أية إشارة تمنع المحالت
العمومية من استغالل البرامج اإلذاعية عن طريق جهاز تلفزيون أو فرض
واجبات عن هذا االستعمال .إال أنه مع ذلك كان يتعين إلزام الهيئات اإلذاعية بدفع
مكافأة ثانية للمؤلف كلما كان هناك استقبال علني للبرامج اإلذاعية في أماكن
عمومية.
-5ذهب إلى أنه مادام المصنف الواحد يمكن أن يكون محال لألداء أو التنفيذ
مرات عديدة وممارسة متكررة للحق االستئثاري فإن ذلك يؤدي إلى تعدد
المكافآت المستحقة للمؤلف ،بعضها عن االستقبال العلني والبعض اآلخر عن
اإلرسال اإلذاعي واألداء العلني للمصنف ،وبالتالي فمن شأن هذا االستقبال خلق
جمهور جديد يختلف عن الجمهور الموجه إليه النقل العلني.
27
أما ظهير 01فبراير 0222فقد اعتبر النقل إلى الجمهور بأنه البث سلكيا أو
السلكيا بالصوت أو بالصورة أو بالصوت والصورة معا ،بمصنف أو تمثيل أو
أداء أو مسجل صوتي بكيفية يمكن معها ألشخاص خارج دائرة األسرة ومحيطها
المباشر من التقاط البث في مكان أو عدة أمكنة بعيدة عن المكان األصلي للبث.
كما أن المادة 12من القانون رقم 20.22ربطت عدم أداء الهيئة اإلذاعية
للمكافآت أو الحصول على اإلذن المسبق بضرورة حصول هذه المؤسسات على
حق بث البرامج في كل مرة يذاع فيها تثبيث برنامج إذاعي أو استنساخ هذا
التثبيت ،مما يفيد ضمنيا عدم معالجة مقتضيات هذا الظهير بشكل صريح لمسألة
االستقبال العلني ،وإن كان قد ألزم هيئة اإلذاعة بأداء مكافأة للمؤلف أو للفنان
المؤدي في حالة بث البرنامج وإعادة إذاعة تثبيته دون الحصول على موافقة
مسبقة منهما.
وإذا كان القانون قد سمح لمحطات اإلذاعة والتلفزة بإذاعة عمل على العموم
وتسجيله قصد إذاعته في وقت الحق بواسطة البث المرئي أو المسموع ودون
أداء مكافأة منفصلة ،فإنه اشترط أن يتم هذا التسجيل المؤقت بوسائلها الخاصة
وألجل برامجها الخاصة كما حدد مدة زمنية لالحتفاظ بهذا التسجيل وهي 1أشهر
قابلة للتمديد حسب اتفاق األطراف .أما أي بث آخر فيستحق عنه المؤلف
تعويضا جديدا من طرف الجهة القائمة بالبث ،كما ال يمكن لهيئة اإلذاعة التخلي
عن المصنف للغير أو إعارته أو إكرائه أو تبادله مع هيئة إذاعية أخرى ،ما لم
يكن هناك اتفاق يسمح بذلك من طرف مؤلف ذلك المصنف.
* استثناء :
على أنه يمكن للهيئة اإلذاعية االحتفاظ بنسخة فريدة من هذا التسجيل
ألغراض توثيقية فقط ،متى كان لهذا العمل قيمة تراثية أو تاريخية أو وثائقية
ودون اإلضرار بحقوق المؤلف ،فقد حدد المشرع في المادة 12أن فترة الحماية
الواجب توفيرها بموجب هذا القانون للبرامج اإلذاعية هي سبعون سنة ابتداء من
نهاية السنة الشمسية التي تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة ،وإذا لم
28
يتم هذا النشر المرخص له خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع
المصنف فسبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع.
29