You are on page 1of 29

‫الملكية الفكرية‬

‫يقسم الفقه الحقوق المالية إلى قسمين ‪:‬‬


‫‪ - 1‬الحقوق العينية ‪ :‬هي سلطة مباشرة يقرها القانون لشخص معين على شيء‬
‫محدد بالذات‪ ،‬وحق الملكية خير مثال على الحقوق العينية‪.‬‬
‫‪ - 2‬الحقوق الشخصية ‪ :‬وهي رابطة قانونية بين دائن ومدين بموجبها يستطيع‬
‫الدائن أن يطالب المدين بنقل حق عيني كالتزام بائع العقار بنقل ملكية المبيع إلى‬
‫المشتري أو القيام بعمل كالتزام المدين بدفع مبلغ من النقود إلى الدائن أو االمتناع عن‬
‫عمل كالتزام البائع لمحل تجاري بعدم فتح محل مماثل بنفس المنطقة خالل مدة‬
‫محددة‪.‬‬
‫غير أن هذا التقسيم التقليدي للحقوق المالية لم يعد كافيا الستيعاب كل أنواع‬
‫الحقوق المالية‪ ،‬إذ ظهرت منذ القرن ‪ 81‬أنواع جديدة من الحقوق تجمع بين‬
‫الطابع المعنوي والمالي نتيجة الثورة الصناعية والعلمية وما صاحبهما من تغيير‬
‫في األوضاع االقتصادية والصناعية والعلمية‪ ،‬وأطلق عليها مصطلح حقوق الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬وتشمل جميع مجاالت الملكية التي ترد على أشياء غير مادية‪ ،‬كحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة وحقوق الملكية الصناعية‪ ،‬والملكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫* تعريف الملكية الفكرية ‪:‬‬

‫تشكل الملكية الفكرية مجموع الحقوق التي تنشأ عن أي نشاط أو جهد فكري‬
‫يؤدي إلى ابتكار في إحدى المجاالت األدبية أو الفنية أو الصناعية أو العلمية‬
‫ولذلك تعد حقوق الملكية الفكرية أرقى وأسمى حقوق الملكية على وجه اإلطالق‬
‫ألن هذا السمو يتصل بأسمى ما يملكه اإلنسان وهو العقل في إبداعاته وتجلياته‪.‬‬
‫* التطور التاريخي لحقوق الملكية الفكرية بالمغرب ‪:‬‬

‫إن حماية المؤلف والحقوق المجاورة لم يبدأ بالمغرب إال مع بداية القرن ‪ 02‬بعد فرض‬
‫الحماية الفرنسية‪ ،‬والواقع أنه لم تكن هناك ضرورة ملحة إلصدار قانون لحماية‬
‫هذه الحقوق خالل تلك المرحلة لعدم ازدهار النشر والتأليف‪ ،‬وإنما أرادت فرنسا‬

‫‪1‬‬
‫حماية اإلبداعات الفكرية التي قد يتوصل إليها رعاياها‪ ،‬فأصدرت بتاريخ ‪32‬‬
‫يونيو ‪ 8181‬أول قانون مغربي لحماية حقوق المؤلف‪ ،‬وقد جاء في الفصل األول‬
‫من هذا الظهير أن الغاية منه "حماية اإلبداعات األدبية والفنية للمؤلفين بغض‬
‫النظر عن جنسياتهم"‪ ،‬وبذلك فإن الحماية تشمل الوطنيين واألجانب‪ ،‬وهذا راجع‬
‫إلى كون المغرب لم يكن قد صادق بعد على االتفاقيات المنظمة لهذه الحقوق‪.‬‬
‫ولقد بقي العمل مستمرا بظهير ‪ 8181‬إلى غاية صدور ظهير ‪ 02‬يوليوز‬
‫‪ 0292‬كنتيجة الزدهار الطباعة والتأليف والنشر والمصنفات وظهور التلفزة‬
‫واإلذاعة‪ ،‬وبالنظر للتطور التقني في مجال نشر المصنفات الفكرية بفضل ما عرفه‬
‫الميدان السمعي البصري من تطور من خالل السينما ونظام الكابل واإلنترنت‬
‫والتصوير الفوتوغرافي‪ ،‬حيث أصبح الحصول على هذه المصنفات في متناول‬
‫الجمهور وبسهولة تامة وبأثمان زهيدة‪ ،‬فكان طبيعيا أن يطالب المؤلفون بجعل‬
‫االستئثار باالستغالل المعترف به لهم شامل للوسائل الجديدة لنشر مصنفاتهم ونقلها‪،‬‬
‫فأصدر المشرع ظهير ‪ 01‬فبراير ‪ 0222‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬وهو القانون الذي الزال ساري المفعول إلى يومنا هذا‪ ،‬والذي عدل‬
‫بدوره بالقانون رقم ‪ 50.21‬الصادر بتاريخ ‪ 02‬فبراير ‪.0222‬‬
‫المؤلف والمص َّنف‬
‫*تعريف َ‬

‫وبالرجوع إلى الفصل األول من هذا الظهير نجده يعرف المؤلف أنه ‪ " :‬هو‬
‫الشخص الذاتي الذي أبدع المصنف" ‪ ،‬وبذلك فإن المؤلف الذي تشمله الحماية هو‬
‫الشخص الذي ابتكر إنتاجا جديدا سواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا‪.‬‬
‫وقد عرف المشرع المصنَّف بأنه "كل إبداع أدبي أو فني"‪ ،‬فالعبرة في‬
‫اإلنتاج الجديد بالفكرة التي تكونت وعبر عنها بأي وسيلة من الوسائل التي تجعلها‬
‫تصل إلى علم الجمهور‪ ،‬أما الفكرة المجردة (الذهنية) التي تظل حبيسة ذهن‬
‫صاحبها فهي غير قابلة للحماية‪.‬‬
‫ومن أمثلة اإلبداعات الفكرية في مجال األدب والفن ‪:‬‬
‫‪ - 8‬المصنفات المعبر عنها كتابة‪.‬‬
‫‪ -3‬برامج الحاسوب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ - 2‬المحاضرات والكلمات والخطب‪.‬‬
‫‪ -4‬المصنفات الموسيقية سواء كانت مصحوبة أو غير مصحوبة بكلمات‪.‬‬
‫‪ - 5‬المصنفات المسرحية‪.‬‬
‫‪ - 1‬المصنفات الخاصة بالرقص واإليماء‪.‬‬
‫‪ -7‬المصنفات السمعية البصرية بما في ذلك المصنفات السينماتوغرافية‬
‫والفينوغرافية‪.‬‬
‫‪ - 1‬مصنفات الفنون الجميلة بما فيها الرسوم والرسوم الزيتية وأعمال النقش‬
‫والمطبوعات الجلدية وجميع مصنفات الفنون الجميلة األخرى‪.‬‬
‫‪ - 1‬المصنفات الخاصة بالهندسة المعمارية‪.‬‬
‫‪ - 81‬المصنفات الفوتوغرافية‪.‬‬
‫‪ - 88‬المصنفات الخاصة بالفنون الفونغرافية‪.‬‬
‫‪ -83‬الصور والرسوم التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصاميم والرسوم‬
‫األولية واالنتاجات ثالثية األبعاد الخاصة بالجغرافية ومسح األراضي والهندسة‬
‫المعمارية والعلوم‪.‬‬
‫‪ - 82‬رسوم إبداعات صناعة األزياء‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أنه ال يثار أي مشكل حينما يقوم مؤلف بمفرده‬
‫بإنجاز مصنف من المصنفات‪ ،‬حيث يتمتع بالحماية الالزمة على مصنفه‪ ،‬لكن‬
‫المشكلة تثار حينما يعمل على وضع المصنف جملة من المؤلفين كما هو الشأن في المصنف‬
‫الجماعي والمصنف المشترك والمصنف المشتق والمصنف المجمع‪:‬‬
‫‪ -1‬المصنف الجماعي ‪ :‬ويقصد به كل مصنف تم إبداعه من قبل مجموعة من‬
‫المؤلفين بإيعاز من شخص ذاتي أو معنوي يتولى نشره على مسؤوليته وباسمه‬
‫وتكون المشاركة الشخصية لمختلف المؤلفين المساهمين في إبداع المصنف ذائبة‬
‫في مجموع المصنف من غير أن يتأتى تمييز مختلف اإلسهامات وتحديد‬
‫أصحابها‪ ،‬ومن أمثلة المصنفات الجماعية الكتب المدرسية التي تصدرها وزارة‬
‫التربية الوطنية دون اإلشارة إلى األشخاص الطبيعيين الذين قاموا بالعمل‪.‬‬
‫والواقع أن هذا النوع من المصنفات يثير جدال كبيرا للوضعية غير المألوفة‬
‫في مجال الملكية األدبية‪ ،‬على اعتبار أن المشرع المغربي يجعل الشخصية‬
‫االعتبارية تتمتع بصفة المؤلف على نفس الدرجة من المساواة مع الشخص‬
‫‪3‬‬
‫الطبيعي على الرغم من أن طبيعة الشخص االعتباري يستحيل معها القيام بعملية‬
‫اإلبداع الفكري‪.‬‬
‫‪ -2‬المصنف المشترك ‪ :‬أو المتعاون فيه‪ ،‬وهو كل مصنف أسهم في إبداعه‬
‫مؤلفان أو عدة مؤلفين‪ ،‬ومن الطبيعي إسناد حق المؤلف إلى جميع المشاركين في‬
‫تأليف هذا المصنف خصوصا وأن كل مؤلف يبذل جهدا يندرج في المصنف‬
‫المشترك حيث يتعذر معه الكشف عن صاحب النصيب الغالب والفعال‪.‬‬
‫واالشتراك في المصنف ال يعني أن يساهم كل المؤلفين بأنصبة متساوية‪ ،‬بل‬
‫يكفي أن يواكب كل مؤلف عملية التأليف إلى أن يأخذ المصنف شكله النهائي‪.‬‬
‫‪ -3‬المصنف المشتق ‪ :‬وهو كل إبداع جديد تم تصوره وإنتاجه انطالقا من‬
‫مصنف أو مصنفات موجودة من قبل‪ ،‬ما دامت الحياة تعرف تطويرا واجتهادات‬
‫البتكارات سابقة‪ ،‬إال أن المجهود الفكري للمؤلف يلزم أن يكون بارزا في الشكل‬
‫النهائي للمصنف ومتسما بالحداثة ومتميزا بالطابع الشخصي للمؤلف حتى تشمله‬
‫الحماية القانونية‪.‬‬
‫‪ -4‬المصنف المجمع ‪ :‬وهو كل مصنف جديد يدمج فيه مصنف موجود من قبل‬
‫دون تعاون مع مؤلفه‪.‬‬

‫الحقوق التي يخولها المصنف للمؤلف‬

‫إن المؤلف الذي يقوم بإبداع مصنف سواء كان أدبيا أو فنيا يتمتع بحقين‬
‫مستقلين‪ :‬حق أدبي‪ ،‬وهو حق يحدد العالقة الوجدانية بين المؤلف والمصنف‪،‬‬
‫وحق مالي وهو حق مؤقت يخول للمؤلف حق التصرف في مصنفه‪.‬‬
‫‪ - 1‬الحق األدبي ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي الحق األدبي وإنما اكتفى بإبراز المزايا التي‬
‫يخولها للمؤلف‪ ،‬ويمكن تعريفه بأنه ‪" :‬حق لصيق بشخصية المؤلف يخوله‬
‫مجموعة من االمتيازات غير المادية "‪.‬‬
‫*الخصائص المميزة للحق األدبي للمؤلف‪:‬‬

‫‪ -‬حق غير قابل للتصرف فيه ما دام أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بشخصية المؤلف‪،‬‬
‫إال أنه استثناء أجاز المشرع المغربي التنازل عن الحق األدبي في مجال‬
‫المصنف الجماعي وعدم قابلية التصرف في الحق األدبي بأكمله‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز الحجز عليه ما دام أنه ليست له قيمة مالية‪ ،‬وبالتالي يلزم أن يكون‬
‫بعيدا عن الدائنين ألن السماح للدائن بإمكانية ممارسة الحجز على الحق األدبي‬
‫سيكون اعتداء على شخصية المؤلف نتيجة المساس بأحد الحقوق المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ -‬ويتميز الحق األدبي أيضا بصفة الدوام وعدم قابليته للتقادم‪ ،‬إذ أنه ينتقل للورثة جيال‬
‫بعد جيل‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 1‬من ظهير ‪ 85‬فبراير ‪" : 3111‬حماية حقوق‬
‫المؤلف" على مجموعة من الحقوق التي يخولها الحق المعنوي‪.‬‬
‫*الحقوق األدبية التي يملكها المؤلف‪:‬‬

‫إن مؤلف المصنف بصرف النظر عن حقوقه المادية‪ ،‬وحتى في حالة تخليه‬
‫عنها يمتلك الحق فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يطالب بانتساب مصنفه له وبالخصوص أن يوضع اسمه على جميع‬
‫نسخ هذا المصنف في حدود اإلمكان وبالطريقة المألوفة ارتباطا مع كل استعمال‬
‫لهذا المصنف‪.‬‬
‫‪ -0‬أن يبقى اسمه مجهوال أو أن يستعمل اسما مستعارا‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يعترض على كل تحريف أو بتر أو أي تغيير لمصنفه أو كل مساس‬
‫به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه أو سمعته‪.‬‬
‫فالمؤلف تظل له الهيمنة الكاملة على اإلبداع منذ لحظة تكوينه في ذهنه إلى‬
‫ما بعد نشره‪ ،‬فإن ‪ :‬أهم االمتيازات والحقوق التي يخولها الحق األدبي للمؤلف هي ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫وهو المتحكم وحده في تحديد‬ ‫* له مطلق الحرية في‬
‫االحتفاظ بمصنفه أو نشره‬
‫وقت وطريقة وظروف نشر مصنفه‪.‬‬
‫* االحتفاظ بالحق في نسبة المصنف إليه‪ ،‬وذلك من خالل كتابة اسمه على‬
‫المصنف وله الخيار في أن يضع اسمه الحقيقي أو اسما مستعارا‪ ،‬أو بدون ذكر‬
‫أي اسم‪.‬‬
‫* له الحق في التصدي ألي اعتداء على حقه‪ ،‬حيث أن له أن يمنع كل سرقة أدبية‬
‫أو تقليد لمصنفه‪ ،‬أو تحريف أو بتر‪ ،‬كما أنه ال يجوز إدخال أي تعديل على هذا‬
‫المصنف إال بإذن المؤلف وإال اعتبر مساسا بالحق األدبي للمؤلف‪.‬‬
‫فالناشر الذي يرتئي إجراء تعديالت على مصنف ما يكون ملزما بالحصول على‬
‫الموافقة المسبقة للمؤلف‪.‬‬
‫* وقد أجاز المشرع الفرنسي للمؤلف إمكانية سحب مؤلفه من التداول باعتباره‬
‫امتيازا يخوله الحق األدبي‪ ،‬وقيد المشرع المصري ذلك بضرورة استصدار قرار‬
‫من المحكمة‪ ،‬في حين نجد المشرع المغربي لم يشر إلى المسالة‪ ،‬ذلك أن هناك‬
‫بعض المفكرين الذين يؤلفون الكتب سرعان ما يغيرون مذاهبهم أو يتبنون أفكارا‬
‫جديدة فيفضلون سحب مصنفاتهم األولى من التداول بحيث يحق لهم ذلك شريطة‬
‫دفع تعويض للناشر الذي تكبد مشقة نشر وتوزيع المؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق المالي ‪:‬‬
‫إن المجهود الفكري للمؤلف ال بد له من مقابل عن المعاناة التي تكبدها‬
‫إلخراج الفكرة إلى الوجود‪ ،‬فال يعقل أن تذهب جهوده سدا دون االستفادة المادية‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫ولحماية المؤلف من أي غبن أو استغالل نظم المشرع مجال التصرف في‬
‫المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬وهكذا فإن التخلي عن التبليغ المباشر (حق العرض)‬
‫ال يترتب عنه التخلي عن حق التبليغ غير المباشر (حق إعادة النشر)‪ .‬فمثال إذا‬
‫تخلى المؤلف للناشر عن مصنفه كمسرحية مثال قصد طبعها ونشرها فال يجوز‬
‫للناشر أن يقدمها في عرض عمومي بالتمثيل واإللقاء‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫*خصائص الحق المالي للمؤلف ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحق المالي للمؤلف حق قابل للتصرف فيه ‪:‬‬
‫يحق للمؤلف التصرف في مصنفه بجميع أنواع التصرفات بعوض أو بغير عوض‪،‬‬
‫ودون الحاجة إلى أي ترخيص‪.‬‬
‫*شروط التصرف في الحق المالي للمؤلف ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يثبت التخلي عن الحقوق المالية للمؤلِّف كتابة ألن الكتابة شرط‬
‫لالنعقاد وليست مجرد وسيلة إثبات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تحديد مجال التصرف‪ ،‬أي مجال االستغالل‪ ،‬وذلك بتحديد وسائل‬
‫االستغالل (كاالستغالل عن طريق النشر مثال)‪ ،‬وتحديد النطاق المكاني‬
‫لالستغالل (داخل الوطن أو خارجه مثال)‪ ،‬وتحديد النطاق الزمني لالستغالل (‬
‫خمس سنوات مثال)‪ ،‬ألن التخلي عن المصنَّف قد يكون نهائيا يشمل جميع‬
‫الحقوق؛ أي التبليغ المباشر وغير المباشر‪ ،‬وقد يكون مؤقتا ولفترة محددة تسمح‬
‫للناشر باستغالل المصنف لمدة زمنية معينة مقابل مبلغ جزافي يأخذه المؤلف‪ ،‬أو‬
‫مقابل نسبة مئوية من مداخيل المبيعات‪.‬‬
‫‪ -2‬قابلية الحق المالي للحجز عليه ‪:‬‬
‫حقوق المؤلف األدبية تعتبر من الحقوق التي ال يمكن الحجز عليها باعتبارها‬
‫حقوقا معنوية ال تكتسب القيمة المادية ‪ .‬أما الحق المالي فاألصل أنه قابل‬
‫للتصرف واالنتقال إلى الورثة بسبب الوفاة‪ ،‬وبالتالي يجوز الحجز على هذه‬
‫األموال ألنها قابلة للتقويم وتدخل في إطار الذمة المالية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه يمنع التصرف في اإلنتاج الفكري الذي ينتظر إصداره‪ ،‬إذ‬
‫يعتبر ملغى وال أساس له‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق المالي للمؤلف حق مؤقت ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫بعد انقضاء المدة المقررة لحماية المؤلف‪ ،‬تدخل المصنفات في نطاق‬
‫الممتلكات العامة بحيث تصبح جزءا من التراث الثقافي للمجتمع يستطيع أي‬
‫شخص أن يستخدمها دون موافقة المؤلف ودون أي مقابل مادي‪ ،‬وبمجرد دخول‬
‫المصنف في األمالك العامة للدولة تنقضي حقوق المؤلف إلى األبد‪.‬‬
‫وجدير باإلشارة أن الحق الذي يؤول للملك العام هو الحق المالى دون الحق‬
‫األدبي الذي ال ينقضي مهما مر عليها الزمان‪.‬‬
‫‪ -5‬الحق المالي حق قابل لالنتقال إلى الخلف العام (الورثة)‬

‫يعتبر الحق المالي حقا قابال لالنتقال للورثة حيث يجوز لهم إجراء جميع‬
‫التصرفات القانونية على المصنف في حدود نصيب كل وارث طيلة مدة الحماية‬
‫(طيلة حياة المؤلف و ‪ 71‬سنة بعد وفاته)‪ ،‬وتحتسب ‪ 71‬سنة ابتداء من نهاية السنة‬
‫التي توفي فيها المؤلف (فمثال لو توفي المؤلف بتاريخ ‪ 81‬يناير ‪ 3111‬فان مدة ‪71‬‬
‫سنة تبتدئ في ‪ 28‬دجنبر ‪ 3111‬وبالتالي فان الحماية تستمر إلى غاية ‪ 28‬دجنبر‬
‫‪ .3171‬وبالنسبة للمصنفات المشتركة فان مدة ‪ 71‬سنة تبتدئ من نهاية السنة التي‬
‫توفي فيها آخر مؤلف مشارك‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمصنفات الخفية االسم وتلك المنشورة تحت اسم مستعار‪،‬‬
‫وكذلك المصنفات الجماعية فإن مدة الحماية تبتدئ من تاريخ نشر المصنف‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤلفات التي يتم نشرها بعد وفاة المؤلف؛ إذ قد يتولى المؤلف‬
‫كتابة مصنف ويوصي بنشره بعد وفاته‪ ،‬أو قد يكون المصنَّف قيد الطبع ثم يتوفى‬
‫المؤلف في تلك الفترة‪ ،‬فالتشريعات المقارنة منقسمة بين اتجاه يحتسب المدة من‬
‫تاريخ النشر‪ ،‬في حين نجد أن المشرع المغربي لم ينظم المسألة‪ ،‬ونرى من جهتنا‬
‫أن يتم احتساب المدة من تاريخ وفاة المؤلف وذلك للحيلولة دون أن يتراخى‬
‫ورثته في نشر المصنف مما قد يؤدي إلى وضعه في طي النسيان أو تنصرف‬
‫عنه الفائدة خاصة إذا كان من المصنفات العلمية التي تعرف تطورات سريعة‪.‬‬
‫والمالحظ أن بعض التشريعات قد نصت على حق التتبع باعتباره أحد الحقوق‬
‫المالية التي خولها للمصنف‪ ،‬ويقصد به حق المؤلف وورثته في اقتطاع نسبة‬
‫مئوية من البيوعات الموالية للبيع األول للمصنفات الخاصة بالرسم والفن‬
‫‪8‬‬
‫التشكيلي‪ ،‬سواء بيعت هذه المصنفات عن طريق المزاد العلني أو عن طريق‬
‫التاجر‪.‬‬
‫والمالحظ أن القانون رقم ‪( 0.22‬ظهير ‪ 85‬فبراير ‪ )3100‬لم ينص على حق‬
‫التتبع وذلك راجع إلى عدم ازدهار البيوعات الخاصة بالمصنفات التشكيلية بالمغرب‬
‫(الرسم مثال) خصوصا البيع عن طريق المزاد العلني‪.‬‬

‫القيود التي ترد على حق المؤلف‬

‫ويقصد بها اإلباحات التي تحد من سلطة المؤلف على مصنفه الذي خرج‬
‫إلى حيز الوجود وتم تداوله بين الناس‪ .‬و هذه القيود فرضتها المصلحة العامة ما‬
‫دام للمجتمع حق على المصنفات الجديدة باعتبارها تطويرا للمصنفات السابقة‪،‬‬
‫فاألجيال المتعاقبة هي التي تساهم في تكوين المؤلفات خاصة أنه بانعدام‬
‫التنصيص على هذا االستثناء فان ذلك قد يحد من تقدم المجال األدبي والفني‪.‬‬
‫وقد عالج المشرع المغربي هذا الموضوع في إطار الفصول من ‪ 83‬الى ‪34‬‬
‫حيث نصت على مجموعة من الحاالت التي تحد من الحقوق المادية للمؤلف وهي ‪:‬‬
‫‪ -8‬حرية االستنساخ لالستعمال الشخصي‪.‬‬
‫‪ - 3‬االستنساخ المؤقت‪.‬‬
‫‪ - 2‬حرية االستنساخ التي تكتسي طابعا استشهاريا‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية استعمال المصنفات لغرض التعليم‪.‬‬
‫‪ -5‬حرية االستنساخ من طرف الخزانات ومصالح التوثيق‪.‬‬
‫‪ -1‬ايداع المصنفات المستنسخة بالمحفوظات الرسمية‪.‬‬
‫‪ -7‬حرية استعمال المصنفات ألغراض إخبارية‪.‬‬
‫‪ - 1‬حرية استعمال المصنفات ألغراض قضائية وإدارية‪.‬‬
‫‪ -1‬حرية استعمال المصنفات لصور موجودة بصفة دائمة بأماكن عمومية‪.‬‬
‫‪ -81‬حرية استعمال برامج الحاسوب واقتباسها‪.‬‬
‫‪ -88‬حربة التسجيل المؤقت من قبل هيئات اإلذاعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -83‬حرية التمثيل أو األداء العلني‪.‬‬
‫‪ -82‬االستيراد ألغراض شخصية‪.‬‬
‫‪ -1‬حرية االستنساخ لالستعمال الشخصي‪:‬‬

‫لقد أجاز المشرع استنساخ مصنف منشور من أجل االستعمال الشخصي دون‬
‫الحصول على إذن من المؤلف ودون أداء أي تعويض‪ ،‬شريطة عدم االتجار فيه‪.‬‬
‫ويستوي في ذلك أن يتم النسخ عن طريق آلة النسخ أو بخط اليد أو باآللة الكاتبة؛ إذ‬
‫أجاز المشرع استعمال الوسائل التقنية الحديثة إلعادة النشر؛ ألن العبرة ليست في‬
‫وسيلة نسخ المصنف وإنما في االستعمال الشخصي له والحيلولة دون تداوله بين‬
‫الناس ولو مجانا‪ ،‬ألن المستفيد من هذه النسخة لم يضيع على المؤلف إال ثمن نسخة‬
‫واحدة وهي خسارة هينة‪ ،‬لكن بتداولها بين الناس فان الخسارة تزداد بتزايد‬
‫المستفيدين من هذه النسخة‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع قد أجاز من حيث األصل استنساخ مصنف من أجل االستعمال‬
‫الشخصي فقد أورد على ذلك بعض االستثناءات بالنظر للقيمة االقتصادية لبعض المصنفات ومنها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬استنساخ مصنفات الهندسة المعمارية المجسدة على شكل عمارات أو‬
‫بنايات أخرى مماثلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬استنساخ طبق األصل لكتاب كامل أو مصنف موسيقي‪.‬‬
‫ج‪ -‬استنساخ قواعد البيانات وإعادة نشر برامج الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية االستنساخ التي تكتسي طابعا استشهاريا‪:‬‬

‫ويتعلق األمر بإعادة نشر فقرات وتصوير لوحات وتماثيل من مؤلف سبق‬
‫عرضه على العموم في مؤلف جديد ألجل اإليضاح أو النقد أو االستشهاد‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن هذا ال يكتسي طابع االبتكار واألصالة فان المشرع قد‬
‫أجازه شريطة أن يتم من مصنفات مشمولة بالحماية‪ ،‬أما إذا كان النقل من الوثائق‬
‫الرسمية وقوائم األسعار اليومية فمثل هذه المصنفات غير مشمولة بالحماية أصال‬
‫مما يجعل النقل الكلي مباحا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫على أن المشرع قد اشترط لذلك أن يستعمل االستشهاد لغايات حسنة وبقدر ما‬
‫يبرر تلك الغاية المراد تحقيقها‪ ،‬وعليه يمكن االستشهاد بفقرات قصيرة بحيث ال‬
‫يغني الكتاب قارئه من الرجوع إلى الكتاب األصلي‪ .‬وكتعويض لصاحب‬
‫المصنف األصلي فان صاحب المؤلف الجديد ملزم باإلشارة إلى المصنف‬
‫األصلي واسم مؤلفه وهو بذلك يقدم اعترافا بأهمية المؤلف األصلي بل إنه‬
‫يخدمه بذكر اسمه مما يساهم في زيادة شهرته‪.‬‬
‫وقد أجاز المشرع أيضا االستشهاد بلوحات زيتية أو تماثيل منحوتة في‬
‫كتاب مصور يتعلق بالفن عندما يدمج ذلك قصد التوثيق‪ ،‬مما يمكن النقاد من‬
‫التعليق على ذلك المصنف خاصة‪ ،‬كما أن إعادة النشر تساهم في تغيير شكل‬
‫المصنف من مصنف مجسم إلى مصنف مصور‪.‬‬
‫كما أجاز المشرع كذلك نقل بعض الفقرات الموسيقية ألغراض علمية؛‬
‫كمن يؤلف كتابا عن تاريخ الموسيقي ويستشهد بفقرات من سمفونيات موزارت‬
‫أو بتهوفن‪ ،‬لكن إذا عزفها ونسبها إلى نفسه فيعتبر ذلك تقليدا‪.‬‬
‫كما أجاز المشرع كذلك االستشهاد بفقرات من مصنفات مرئية في إطار‬
‫برامج تلفزية‪ ،‬كما لو قامت هذه األخيرة بتصوير لقطات من مهرجان قدمت فيه‬
‫عدة أفالم سينمائية أو عروض مسرحية؛ إذ يلزم تقديم هذه الفقرات في حيز‬
‫قصير في إطار البرنامج دون اإلضرار بحقوق المؤلف‪.‬‬
‫‪ -3‬حرية استعمال المصنفات لغرض التعليم ‪:‬‬

‫لقد أجاز المشرع استعمال مصنف منشور بصفة مشروعة في حدود الدائرة‬
‫التعليمية سواء بتسجيله أو تصويره أو إذاعته أو كتابته‪ ،‬وذلك لتوضيح األفكار‬
‫ومناقشتها متى كانت ستساهم في مزيد من التحصيل والتعلم‪ ،‬فكل ذلك يعتبر‬
‫مشروعا مادام أنه يتم داخل مؤسسات التعليم في إطار األنشطة التي ال تستهدف‬
‫الربح التجاري شريطة استعمال هذا االستثناء في حدود معينة باعتباره وسيلة‬
‫إيضاح مع ضرورة اإلشارة إلى اسم المؤلف والمؤلف‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية االستنساخ طبق األصل من قبل الخزانات ومصالح التوثيق ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫لقد أجاز المشرع للخزانات ومصالح التوثيق التي ال تستهدف أنشطتها الربح‬
‫التجاري استنساخ مصنّف متى كان هذا األخير عبارة عن مقال أو مصنف‬
‫قصير أو مقاطع قصيرة من كتابات منشورة ضمن سلسلة من المصنفات أو‬
‫ضمن عدد في جريدة أو دورية متى كان الهدف من ذلك هو االستجابة لطلب أحد‬
‫رواد هذه الخزانة‪.‬‬
‫وقد سمح المشرع أيضا باستنساخ المصنفات التي فقدت أو أتلفت أو‬
‫أصبحت غير قابلة لالستعمال وذلك بهدف تعويض المصنفات السالفة الذكر‪ ،‬إال‬
‫أن المشرع قد استثنى من هذه المصنفات برامج الحاسوب التي ال يمكن‬
‫استنساخها في مثل هذه الحاالت‪.‬‬
‫‪ -5‬حرية استعمال المصنفات ألغراض إخبارية ‪:‬‬

‫لقد سمح المشرع ودون إذن من المؤلف بنشر المصنفات والمقاالت‬


‫االقتصادية والسياسية والدينية والخطب السياسية والمحاضرات وذلك لتسهيل‬
‫تداول األنباء واألخبار‪ ،‬سواء بواسطة الجرائد أو اإلذاعة أو التلفزة أو السينما‪،‬‬
‫إذ يعتبر هذا العمل مشروعا بقدر ما يبرر ذلك الغاية اإلخبارية المراد تحقيقها‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي قد وسع من مجال إعادة نشر المصنفات‬
‫ألهداف إخبارية؛ إذ جعلها تشمل جميع أنواع المصنفات المرئية منها‬
‫والمسموعة‪ ،‬وبذلك فإن اإلباحة تشمل إعادة نشر جميع التبليغات التي سبق وأن‬
‫قدمت للعموم والتي تشغل الرأي العام في وقت معين‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألخبار والمعلومات التي تنشرها الصحف فإنها ال تدخل في‬
‫عداد المؤلفات التي يحميها القانون ألنه ال يوجد ابتكار وبالتالي فإنه يجوز‬
‫للجرائد األخرى نقل تلك المعلومات دون قيد إال إذا كان مقاال تحليليا حيث يمكن‬
‫حمايته عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة‪ .‬كما يجوز لجرائد أخرى نشر‬
‫نفس المقال شريطة ذكر المصدر واسم المؤلف إذا تضمنه المصدر‪.‬‬
‫‪ -6‬حرية االستعمال لصور المصنفات الموجودة بصفة دائمة في أماكن عمومية‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫المقصود هنا المصنفات المعمارية والفنون الجميلة والفوتوغرافية‬
‫والفنون التطبيقية المعروضة بأماكن عمومية‪ ،‬حيث يجيز القانون إعادة نشر‬
‫هذه المصنفات سواء بواسطة السينما أو التلفزيون أو الفن التصويري‪ ،‬شريطة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون هذا المصنف هو الموضوع الرئيسي للشريط‪ - ،‬وأن ال يتم ذلك‬
‫ألغراض تجارية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد صدر قرار عن القضاء الفرنسي بشأن صورة نشرت على‬
‫سبيل الدعاية لنوع من السيارات التي تظهر في مقدمة الصورة بينما يظهر في‬
‫خلفها مصنف هندسي‪ ،‬حيث قررت بأن المصنف ال يشكل سوى إحدى ملحقات‬
‫الموضوع الرئيسي أي السيارة وبالتالي ليس هناك أي مس بحق إعادة النشر‪.‬‬
‫‪ -7‬حرية استعمال برامج الحاسوب واقتباسها ‪:‬‬

‫بالنظر للقيمة االقتصادية لبرامج الحاسوب فإن المشرع قد منع إعادة‬


‫نشرها؛ إذ ال يمكن استنساخ البرامج باستعمالها في عدة حواسيب ولو كانت‬
‫مملوكة لشخص واحد إال أنه استثناء أجاز المشرع استنساخ برنامج الحاسوب‬
‫ألغراض توثيقية‪ ،‬وذلك من أجل تعويض النسخة األصلية في حالة ضياعها أو‬
‫إتالفها أو عدم قابليتها لالستعمال‪.‬‬

‫العالمات التجارية والصناعية و عالمات الخدمة‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫أصبحت العالمة جزء ال يتجزأ من الحياة اليومية‪ ،‬فبالنظر لتكاثر السلع‬
‫والخدمات المعروضة في األسواق كان لزاما على المنتجين وضع عالمات على‬
‫هذه السلع والخدمات لتمييزها عن غيرها‪ ،‬وهذا ما دفع إلى تزايد تقليد العالمات‬
‫سواء على المستوى الوطني أو الدولي‪ ،‬حتى أصبح تقليد العالمة تجارة مزدهرة‬
‫اتخذت أشكاال متعددة حيث أصبح حجم السلع المقلدة يصل إلى ‪ %1‬من حجم‬
‫التجارة الدولية ويمثل ماليير الدوالرات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وإذا كانت في الماضي قد انحصرت على المنتجات الثمينة فإنها اليوم تشمل‬
‫كل السلع‪ ،‬ويعتبر من بين الدول المعروفة بعمليات التقليد دول آسيا والصين‬
‫والبرازيل والهند وتركيا‪.‬‬
‫مفهوم العالمة وأهميتها ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 822‬من القانون ‪ 87.17‬لحماية الملكية الصناعية ‪" :‬يراد‬


‫بعالمة الصنع أو التجارة أو الخدمة ‪ :‬كل شارة قابلة للتجسيد‪ ،‬تمكن من تمييز‬
‫منتجات أو خدمات‪ ،‬شخص ذاتي أو معنوي"‪ .‬يتبين من خالل هذا التعريف أن‬
‫العالمة قد تكون صناعية أو تجارية أو عالمة خدمة‪.‬‬
‫ويقصد بالعالمة الصناعية ‪ :‬تلك التي يضعها الصانع لتمييز المنتجات التي‬
‫يقوم بصنعها عن مثيالتها من المنتجات‪.‬‬
‫أما العالمة التجارية ‪ :‬فهي التي يستخدمها التاجر في تمييز المنتجات التي‬
‫يقوم ببيعها بعد شرائها من المنتج‪.‬‬
‫أما عالمة الخدمة ‪ :‬فهي التي تستخدمها مؤسسة الخدمات لتمييز خدماتها‬
‫عن خدمات المؤسسات األخرى كمؤسسات النقل واألبناك والمطاعم‪.‬‬
‫وبذلك فان العالمة التجارية تشير إلى مصدر البيع‪ ،‬في حين تشير العالمة‬
‫الصناعية إلى مصدر اإلنتاج‪ ،‬وإن كان يصعب أحيانا التمييز بين العالمتين ألن‬
‫العالمة قد تكون صناعية وتجارية في آن واحد متى كانت المؤسسة التي تقوم‬
‫بإنتاج البضاعة هي التي تقوم بالتوزيع والبيع للمستهلك‪ ،‬كما أنه ليست هناك أية‬
‫أهمية للتمييز بين العالمة التجارية والصناعية وعالمة الخدمة إذ تنطبق عليها‬
‫نفس المقتضيات القانونية‪.‬‬
‫وتبرز أهمية العالمة في أنها ‪:‬‬

‫‪ -0‬تساعد على تمييز منتجات وخدمات المنتج أو التاجر عن منتجات‬


‫وخدمات المنتجين أو التجار اآلخرين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -0‬تساعد المستهلك على التعرف على المنتجات والخدمات التي اعتاد‬
‫اقتناءها من األسواق‪ ،‬وبالتالي فهي تشكل وسيلة لتقوية عالقات المستهلك‬
‫بالمنتجات وتساعد على وضع نوع من الثقة لدى المستهلك والحلول دون تضليله‪.‬‬
‫‪ -5‬تسمح للمستهلك بالتعرف على مصدر المنتج أو الخدمة من خالل التعرف‬
‫على المؤسسة مالكة العالمة‪.‬‬
‫إن العالمة ال تمنح ضمانة الجودة‪ ،‬إال أنها مع ذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬تعني بأن المنتجات والخدمات التي تحمل عالمة معينة تتمتع بنوع ثابت‬
‫من الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬وتسمح العالمة للسلطات العمومية بمراقبة جودة المنتجات والخدمات‬
‫المعروضة‪.‬‬
‫‪ -‬كما تسمح بالتعرف على تلك التي ال تستجيب للمعايير المطلوبة‪.‬‬
‫وقد تصبح العالمة أهم عنصر من عناصر المؤسسة فتتمتع بالتالي بقيمة‬
‫مادية كبيرة جراء انتشار المنتجات التي تحمل العالمة في األسواق العالمية‬
‫وإذاعتها في الصحافة والمجالت واستعمالها على نطاق واسع في العالم‪.‬‬
‫تمييز العالمة عن االسم التجاري ‪:‬‬

‫كثيرا ما وقع الخلط بين االسم التجاري والعالمة التجارية نظرا ألوجه الشبه‬
‫العديدة بينهما‪ ،‬إال أنهما يظالن مميزين عن بعضها البعض في عدة جوانب وهي ‪:‬‬
‫‪ -0‬يستعمل االسم التجاري لتمييز المؤسسة‪ ،‬بينما تستعمل العالمة لتمييز سلعة‬
‫وخدمات المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -0‬ال تتوفر المؤسسة التجارية على اسم تجاري واحد‪ ،‬في حين يمكن أن‬
‫تتوفر على عدة عالمات تجارية‪.‬‬
‫‪ -5‬يترتب على إيداع العالمة بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‬
‫حمايتها في سائر تراب المملكة‪ ،‬في حين تنحصر حماية االسم التجاري في‬

‫‪15‬‬
‫دائرة المحكمة التي تم فيها التقييد‪ ،‬وال يمكن أن تمتد الحماية إلى كافة التراب‬
‫الوطني إال إذا طالب بها المعني باألمر‪.‬‬
‫‪ -0‬إن وضع عالمة على المنتجات تبقى مسألة اختيارية؛ إذ يجوز للتاجر‬
‫عرض منتجاته للبيع دون أن تحمل أيه عالمة‪ ،‬في حين يعتبر استعمال االسم‬
‫التجاري من طرف المؤسسة مسالة إلزامية‪.‬‬
‫ويمكن لالسم التجاري أن يكون جزء من العالمة فيحظى بذلك بالحماية‬
‫المزدوجة شريطة أن يتم تسجيله بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‬
‫لحمايته كعالمة وتقييده في السجل التجاري المحلي لحمايته كاسم تجاري‪ ،‬حيث‬
‫أن هناك استقالال بينهما‪ ،‬بمعنى أنه عند انقضاء العالمة وسقوطها في الملك العام فان‬
‫ذلك ال يؤدي إلى انقضاء االسم التجاري بل يظل متمتعا بالحماية القانونية باعتبار‬
‫أن المشرع المغربي ال يستلزم تجديد تسجيل االسم التجاري بخالف العالمة التي‬
‫يلزم تجديد تسجيلها كل ‪ 81‬سنوات‪.‬‬
‫أشكال وصور العالمة ‪:‬‬

‫يستفاد من المادة ‪ 822‬من القانون رقم ‪ 87.17‬المتعلق بحماية الملكية‬


‫الصناعية أن العالمة يجب أن تكون في شكل شارة قابلة للتجسيد الخطي‪.‬‬
‫وقد تتخذ هذه الشارة عدة أشكال ال يمكن حصرها‪ ،‬على أن المشرع قد‬
‫وضع الئحة على سبيل المثال من األشكال التي يمكن أن تعتبر شارة‪:‬‬
‫‪ - 0‬التسميات ‪ :‬كيفما كان شكلها كالعالمات المشتقة من اسم معين أو‬
‫مجموعة كلمات واألسماء العائلية والشخصية والجغرافية والمستعارة والحروف‬
‫واألرقام والمختصرات‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يجوز استعمال اسم الغير كعالمة إال بعد الحصول‬
‫على موافقته‪ ،‬كأسماء الممثلين والفنانين؛ حيث يجوز لهؤالء الرجوع بالتعويض‬
‫ضد مستعملي هذه األسماء‪ ،‬كما يجوز استعمال التسمية الجغرافية كعالمة‪ ،‬لكن ذلك‬
‫يتطلب شرطين ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫أ‪ -‬ضرورة إضافة بيان إلى التسمية الجغرافية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون ذلك المنتج متأصال من تلك الرقعة الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -0‬الشارة التصويرية والرسوم واللصائق والطوابع والرسوم باألبعاد‬
‫الثالثية والشعارات المرسومة ومجموعات األلوان والحواشي والمبرزات‬
‫والصور المركبة واألشكال والسيما التي تتعلق بالمنتج أو الوظيفة وغيرها‪.‬‬
‫فالعالمة يمكن أن تكون رسما من الرسوم لها مميزات أو صورة من‬
‫الصور سواء كانت للشخص أو منطقة معينة أو حيوان‪ ،‬كما أن العالمة قد توضع‬
‫على منتوج بطرق مختلفة؛ إما عن طريق الختم أو النقش البارز أو مجرد الكتابة‪.‬‬

‫الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف‬


‫إن المتتبع للمسار التاريخي للحقوق المجاورة‪ ،‬كحقوق المؤلف وألسباب‬
‫وجودها تجعله يربط ظهور هذه الحقوق باالنقالب الذي أحدثه التقدم التقني في‬
‫مجال نشر المصنفات الذهنية‪.‬‬
‫أصحاب الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫وهم الذين يساهمون في إيصال أو تبليغ المصنَّف إلى الجمهور‪ ،‬مثل كات ِ‬
‫ب‬
‫كلمات كتب أغنية وآخر قام بتلحينها في حين قام آخر بالتوزيع الموسيقي‪ ،‬كل هذا‬
‫الجهد وهي ال تزال حبيسة مكانها‪ ،‬إلى أن جاء المغني الذي أوصل اإلبداع أو‬
‫المصنف إلى الجمهور‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الهيئات اإلدارية تساعد على إيصال ذلك المصنَّف أو اإلبداع‬
‫إلى المستهلكين؛ إذ بفضل التصوير الفوتوغرافي والسينما والتلفزيون منحت‬
‫للمؤلفين فرص غير محدودة لنشر مؤلفاتهم‪ ،‬كما ساهمت اإلعالميات إلى جانب‬
‫األقمار االصطناعية ونظام الكابل في توزيع وسائل استغالل المصنفات ونشرها‬
‫حتى تكون في متناول الجمهور بأثمان بسيطة‪.‬‬
‫وفي خضم هذه التحوالت بشأن نشر هذه المصنفات ظهرت عدة فئات تساهم‬
‫إلى جانب المؤلف في تبليغ هذا المصنف‪ ،‬بل أحيانا هناك من المؤلفين الذين‬
‫يربطون نجاح أو فشل مؤلفاتهم بمدى أهمية هذه الفئات‪ ،‬ومن بين أصحاب‬
‫الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف فناني األداء ومنتجي التسجيالت الصوتية‬
‫والهيئات اإلذاعية‪.‬‬
‫وبالمقابل ظهرت عدة إشكاليات بشأن كيفية حماية مصالح هؤالء األشخاص‪ ،‬فإذا كانت‬
‫القواعد القانونية الواردة في قانون االلتزامات والعقود قد تكفل ‪-‬إلى حد ما‪-‬‬
‫مقدارا معينا من الحماية استنادا إلى دعوى المنافسة غير المشروعة أو إلى‬
‫اإلثراء بال سبب لضمان حقوقهم المالية أو من خالل نظرية الحقوق الشخصية‬
‫لحماية مصالحهم األدبية‪ ،‬إال أنه مع ذلك تظل هذه المقتضيات غير كافية لتكريس‬
‫الحماية المنشودة لهذه الفئات مما جعل هذه األخيرة تنادي بضرورة شمولها‬
‫بمقتضيات حقوق المؤلف‪.‬‬
‫وقد ظهرت عدة إشكاليات حول إمكانية تطبيق قانون حقوق المؤلف‬
‫عليهم‪ ،‬ومدى إمكانية اعتبارهم مؤلفين بما تحمله الكلمة من معنى أو مجرد‬
‫مؤلفين عارضين‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -1‬حقوق فناني األداء ‪:‬‬
‫المقصود بفنان األداء الممثل أو الموسيقي أو المغني وكل شخص يقوم بأداء‬
‫مصنفات أدبية أو فنية بما في ذلك المصنفات الفلكلورية‪ .‬فالفنان هو الذي يبث الحياة‬
‫في المصنف ويخرجه من الخفاء‪ ،‬على اعتبار أنه ال قيمة لمصنف مسطر على‬
‫الورق ما لم ينطق به فم فنان أو تترجمه يد عازف‪.‬‬
‫وفي ظل التقدم التقني الذي طرأ على ميدان الصوت والصورة‪ ،‬بعد ظهور‬
‫اإلذاعة والتلفزيون لم يعد األداء الفني عمال يزول بمجرد عرضه على العموم‬
‫دون إمكانية تكراره مرة ثانية‪ ،‬مما يمكن معه تصور استعماله رغما عن إرادة‬
‫الفنان‪ ،‬عن طريق إعادة بثه مرة أخرى أو تثبيته في قالب مادي دون موافقة‬
‫مسبقة من طرف فنان األداء‪.‬‬
‫وهو نفس األمر الذي قد يعرفه تسجيل بعض األسطوانات دون تصريح من‬
‫الفنان المؤدي؛ فاألسطوانة التي يتم إنجازها بفضل الجهد الكبير الذي يبذله الفنان‬
‫تصنع منها آالف النسخ ويجري نشرها وتداولها في سائر أرجاء المعمورة‪.‬‬
‫كما أن األداء الميكانيكي والذي ال يجني منه المغني أو الملقي أي نفع مادي‬
‫أخذ يحل محل األداء الحي أو الشخصي الذي كان يدر أجرا محترما على صاحبه‪.‬‬
‫ففي ظل هذه األخطار التي نشأت وصارت تهدد وتعرقل عمل فناني األداء‬
‫كلما تعلق األمر بتسجيل أعمالهم وأمام قصور الحماية العقدية لتأمين حقوقهم‬
‫ومصالحهم خولت المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 52.55‬فنان األداء وحده الحق في القيام أو الترخيص‬
‫بالعمليات التالية ‪:‬‬

‫* البث اإلذاعي ألوجه أدائه‪ ،‬والموافقة على بث المصنَّف على أمواج‬


‫اإلذاعة والتلفزة ما لم يكن قد سبق لفنان األداء الموافقة على إدراج أدائه في‬
‫تثبيت الصورة أو الصوت والصورة معا حيث أنه في هذه الحالة ال يتمتع بهذا‬
‫الحق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وهو نفس الحكم في الحالة التي يتم فيها إعادة بث مرخص به من طرف‬
‫هيئة اإلذاعة التي كانت سباقة في بث أوجه أدائه‪ ،‬حيث يفقد فنان األداء‬
‫االستئثار بهذا الحق‪.‬‬
‫* وينفرد فنان األداء وحده بالحق في تبليغ أوجه أدائه للجمهور إال في‬
‫الحالة التي يتم التبليغ انطالقا من بث إذاعي ألوجه األداء‪ .‬بل إن فنان األداء‬
‫يستأثر وحده بتحديد أوجه األداء التي يُلقى بها المصنف‪ ،‬مادام لم يتم تثبيته على‬
‫دعم مادي كاالسطوانة أو الكاسيط أو باالستنساخ‪ ،‬أي تثبيت أوجه أداء المصنف‪.‬‬
‫* ويستغل فنان األداء القيام بأول توزيع على الجمهور ألوجه أدائه من‬
‫خالل عملية البيع‪ ،‬كما يحق لفنان األداء إيجار أو إعارة أوجه أدائه للعموم‪ ،‬كما‬
‫يجوز له وحده استيراد تثبيت أوجه أدائه‪.‬‬
‫* كما يحق لفنان األداء وحده السماح بتداول أدائه المثبت على مسجل‬
‫صوتي بوسيلة سلكية أو السلكية بين الجمهور بكيفية تجعل كل شخص قادر‬
‫على التوصل إليه في المكان والزمان الذي يختاره بشكل فردي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الترخيص الذي يخوله القانون لفناني األداء الخاص بالبث اإلذاعي يختلف‬
‫مضمونه حسب الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -0‬الترخيص بالبث اإلذاعي ال يعني السماح لهيئات إذاعية أخرى ببث‬


‫أوجه األداء‪ ،‬مثال ‪ :‬إذا رخص إلذاعة معينة ببث إذاعي معين فإن هذه األخيرة ال‬
‫يمكنها أن تعطيه إلذاعة أخرى‪ ،‬مثال ‪ :‬قنوات الجزيرة عندما تشتري موضوعا‬
‫تعده من أجل االستعمال الخاص ويكون بثمن معين‪ ،‬في حين أن االستعمال‬
‫العمومي الذي يكون في المقاهي يكون بثمن مختلف‪.‬‬
‫‪ -0‬الترخيص بالبث اإلذاعي هذا ال يعني الترخيص بتثبيت أوجه األداء‪ ،‬مثال‬
‫‪ :‬إذا أعطي لشخص ما الترخيص من أجل نقل سهرة غنائية‪ ،‬فهذا ال يبيح له تثبيتها‬
‫ونشرها متى أراد الشخص ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬الترخيص اإلذاعي وتثبيت أوجه األداء ال يعني الترخيص باستنساخ‬
‫التثبيت‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -0‬الترخيص بتثبيت أوجه األداء واستنساخ هذا التثبيت‪ ،‬ال يعني الترخيص‬
‫بالبث اإلذاعي ألوجه األداء انطالقا من التثبيت أو من نسخه‪.‬‬
‫ويسمح القانون لفناني األداء بالتخلي عن حقوقهم المادية دون المعنوية ألن هذه‬
‫األخيرة تبقى غير محددة في الزمان وغير قابلة للتقادم؛ إذ تنتقل بعد وفاة فنان‬
‫األداء إلى ذوي حقوقه‪ ،‬حيث يحتفظ فنان األداء ولو بعد تخليه عن حقوقه المادية‬
‫بحقه في اشتراط اإلشارة إلى أدائه الصوتي المثبت على المسجالت الصوتية‪ ،‬إال‬
‫إذا كانت كيفية استعمال أوجه األداء تفرض االستغناء عن اإلشارة إلى هذه‬
‫العبارة‪ ،‬و له الحق في االعتراض على كل تحريف أو بتر أو تعديل يمكن أن‬
‫يلحق أوجه أدائه والذي من شأنه اإلضرار بسمعته‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بالحقوق المادية وهي ليست مطلقة فهناك‬
‫حاالت يمكن فيها استعمال‬
‫المصنف دون تعويض‪ ،‬مثال ‪ :‬أحد المغنين أجرى سهرة فنية يمكن أن يثبتها في ظرف‬
‫ضيق‪ ،‬أما إذا بقيت مدة طوية فهذا غير مقبول‪ ،‬وكذلك يمكن استنساخ ذلك ولكن‬
‫من أجل البحث العلمي فقط أو من أجل أغراض التعليم‪.‬‬
‫هناك حاالت يسمح‬ ‫فهذه الحقوق المادية ال يستأثر بها فنان األداء بصفة مطلقة بل‬
‫مقابل هذه‬ ‫فيها بالقيام ببعض العمليات دون الحاجة إلى موافقة هذا الفنان أو خلفه أو أداء مكافأة‬
‫االستعماالت وهي كاآلتي‪:‬‬
‫* في إطار ملخص ألحداث الساعة بشرط أال يتم استعمال سوى مقتطفات‬
‫قصيرة من األداء‪ ،‬من تسجيالت صوتية أو برنامج إذاعي‪.‬‬
‫* االستنساخ بغرض البحث العلمي‪.‬‬
‫* االستنساخ في إطار أنشطة التعليم‪ ،‬إال إذا كانت األداءات أو التسجيالت‬
‫الصوتية قد تم إنتاجها بصفتها أدوات مخصصة للتعليم‪.‬‬
‫* االستشهاد بمقتطفات قصيرة من األداءات من مسجل صوتي أو برنامج‬
‫إذاعي‪ ،‬بشرط أن تستعمل االستشهادات لغايات حسنة‪ ،‬وبقدر ما تبرر ذلك الغاية‬
‫اإلخبارية المراد تحقيقها منها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وقد حصرت المادة ‪ 19‬من قانون حقوق المؤلف فترة الحماية الواجب توفيرها‬
‫بموجب هذا القانون لألداءات هي سبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية التي‬
‫تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة‪ ،‬وإذا لم يتم هذا النشر المرخص له‬
‫خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع المصنف‪ ،‬فسبعون سنة ابتداء من‬
‫نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع‪.‬‬
‫هذا في ما يتعلق بفنائي األداء الذين لهم حقوق ألن بفضلهم يصل ذلك اإلبداع‬
‫أو المسجل الصوتي إلى عدة أماكن‪ ،‬وبالتالي يجب عليهم أن يحصلوا على مكافأة‬
‫إضافية‪.‬‬

‫‪ -2‬حقوق منتجي المسجالت الصوتية ‪:‬‬


‫*المشاكل التي تهدد متجي المسجالت الصوتية ‪:‬‬

‫قد أصبح دور اإلنتاج والفيديوغرامات والفيتوغرامات تلعب دورا هاما في‬
‫تمكين المصنفات من التداول واالنتشار والزيادة في شهرة الفنان؛ فقد يودع‬
‫صوته عن طريق األسطوانات والكاسيط واألقراص المدمجة‪ ،‬إال أنه أمام هذا‬
‫التقدم التقني كثرت في المقابل مخاوف الفنان من امتداد استعمال أدائه إلى ما‬
‫وراء الحدود التي أبدى موافقته بشأنها‪.‬‬
‫فازدادت بذلك الكثير من المظاهر التي أضحت تهدد منتجي المسجالت‬
‫الصوتية بسبب ظهور القرصنة نتيجة تطور التقنيات اإللكترونية في ميدان‬
‫التسجيالت والنظم المعلوماتية وما سببته القرصنة من األضرار بالمصالح المادية‬
‫والمعنوية لمنتجي المسجالت الصوتية؛ فإذا كان المنتج الذي يقرر إنتاج‬
‫أسطوانات عليه توظيف رأس مال ضخم واستئجار فرقة موسيقية على حسابه‬
‫والحصول على عدد من المعدات واآلالت‪ ،‬فضال عن ضرورة امتالك‬

‫‪22‬‬
‫استوديوهات خاصة بالتسجيل‪ ،‬فإن القرصنة مكنت الغير من االستثمار بهذا‬
‫العمل بأزهد التكاليف عن طريق صنع األسطوانات أو الكاسيط أو تحميلها عبر‬
‫االنترنيت دون أن تستجيب إلى معايير الجودة والقيام بطرحها للتداول التجاري‪،‬‬
‫وكانت النتيجة حدوث خسائر فادحة للمنتج تؤثر بشكل كبير على االستثمار في‬
‫هذا الميدان‪.‬‬
‫وقد كشف الواقع عن عدة استعماالت أخرى ألحقت أضرارا بالمنتج بشكل‬
‫كبير‪ ،‬خاصة في الحالة التي تكون فيها األسطوانات موجهة ومحدد ثمنها‬
‫لالستعمال الخاص لتصبح بعد ذلك محال لإلرسال اإلذاعي أو النقل إلى العموم‬
‫بطريقة أخرى‪ ،‬هذا الواقع فرض على المنتجين ضرورة تحصينهم بحماية أكثر‬
‫فعالية تخول لهم سلطة االعتراض على أن يكون إنتاجهم موضوعا لالستعمال في‬
‫أي مكان أو بأي طريقة‪ ،‬وبحقهم في االستفادة من أجر إضافي في كل استعمال‬
‫آخر‪ ،‬ما عدا االستعمال الخاص بحقهم في الترخيص أو منع استنساخ‬
‫أسطواناتهم‪.‬‬
‫* تعريف منتج المسجالت الصوتية ‪:‬‬

‫يقصد بمنتج التسجيل الصوتي كل شخص ذاتي أو معنوي يأخذ المبادرة‬


‫ويتولى المسؤولية في التثبيت األول لألصوات المتأتية عن غناء أو أداء أو‬
‫عروض‪.‬‬

‫* الحماية القانونية لمنتجي المسجالت الصوتية ‪:‬‬

‫وفي خضم تزايد األخطار التي أصبحت تهدد منتجي المسجالت الصوتية‬
‫تدخل المنتظم الدولي من خالل إقرار اتفاقية روما الموقعة بروما في ‪ 31‬أكتوبر‬
‫‪.8118‬‬
‫أما بالنسبة للمغرب فقد كان حديث العهد بتكريس الحماية لمنتجي المسجالت‬
‫الصوتية من خالل ظهير ‪ 85‬فبراير ‪ 3111‬الذي نظم حقوق الترخيص لهذه‬
‫الفئة‪ ،‬واالستعمال الحر للمسجالت الصوتية ومدتها وتدابير هذه الحماية‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫فالمادة ‪ 58‬تخول لمنتج المسجالت الصوتية وحده الحق في القيام بالعمليات التالية‪:‬‬
‫* إعادة النسخ المباشر وغير المباشر للمسجالت الصوتية‪.‬‬
‫* استيراد نسخ من المسجالت الصوتية بغرض توزيعها على العموم‪.‬‬
‫* وضع نسخة من مسجالته الصوتية رهن إشارة العموم عن طريق البيع‬
‫أو أية طريقة أخرى لنقل الملكية والتي لم يسبق أن كانت موضوع توزيع‬
‫مرخص بها من طرف المنتِج‪.‬‬
‫* إيجار أو إعارة العموم نسخا من مسجالته الصوتية‪.‬‬
‫* وضع مسجالته الصوتية رهن إشارة الجمهور عن طريق وسيلة سلكية‬
‫أو السلكية بكيفية تجعل كل واحد قادر على التوصل بها في المكان والزمان الذي‬
‫يختاره بشكل فردي‪.‬‬
‫* تبليغ مسجالته الصوتية إلى الجمهور‪.‬‬
‫* إذاعة مسجالته الصوتية‪.‬‬
‫إال أن هذه الحقوق المادية التي يستأثر بها المنتِج ترد عليها بعض االستثناءات‪ ،‬التي تحد‬
‫من سلطة المنتِج وتخول لمستعملي المسجالت الصوتية استعمالها دون ترخيص‬
‫أو أداء مكافاة لمنتجيها متى كان استخدامها قد تم في إطار ‪:‬‬
‫‪ -‬ملخص ألحداث الساعة‪.‬‬
‫‪ -‬االستنساخ بغرض البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬االستنساخ في إطار أنشطة التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬االستشهاد بمقتضيات قصيرة من المسجل الصوتي‪.‬‬
‫وقد فرضت المادة ‪ 15‬عند استخدام مسجل صوتي ألغراض تجارية أو‬
‫نسخة من هذا المسجل الصوتي‪ ،‬استخداما مباشرا لإلذاعة أو إليصال أي إعالم‬
‫للجمهور في مكان عمومي دون أن يكون هناك أي بث تفاعلي‪ ،‬فإن المستعمل يدفع‬
‫مكافأة عادلة مرة واحدة لفناني األداء أو لمنتجي المسجالت الصوتية‪ ،‬حيث‬
‫يحسب المبلغ الناتج عن هذا االستعمال بنسبة ‪ % 51‬للمنتج و‪ % 51‬لفناني األداء‬

‫‪24‬‬
‫الذين يقتسمون هذا المبلغ المحصل عليه من المنتج فيما بينهم أو يستعملونه حسب‬
‫االتفاق القائم بينهم‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع في المادة ‪ 15‬فترة الحماية الواجب توفيرها بموجب هذا‬
‫القانون للمسجالت الصوتية وهي سبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية‬
‫التي تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة‪ ،‬وإذا لم يتم هذا النشر‬
‫المرخص له خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع المصنف‪ ،‬فسبعون‬
‫سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق هيئات اإلذاعة ‪:‬‬
‫*التحديات التي تواجه حقوق هيئات اإلذاعة ‪:‬‬

‫ساهم ظهور هيئة اإلذاعة في انتشار وتداول المصنفات‪ ،‬فلم تعد شخصية‬
‫المؤلف كفيلة باكتسابه الشهرة‪ ،‬بل كان لهيئات اإلذاعة دور كبير في اتساع دائرة‬
‫تبليغ المصنف للعموم‪ ،‬وقد ساعد تطور بث البرامج اإلذاعية عن طريق األقمار‬
‫االصطناعية وظهور التكنولوجية الرقمية في وصول المصنفات إلى جميع أنحاء‬
‫العالم‪.‬‬
‫كما فتح المجال للعديد من االعتداءات التي أصبحت تتعرض لها هيئات‬
‫اإلذاعة من قرصنة لبرامجها وإعادة بثها دون الحصول على إذن مسبق‪ ،‬خاصة‬
‫إذا علمنا أن كل بث أو إرسال إذاعي أو تلفزي يفرض على هيئة اإلذاعة‬
‫والتلفزيون أداء مقابل مادي لمؤلفيها‪.‬‬
‫وأمام هذا التحدي الذي ال يزال يواجه ممثلي هيئات اإلذاعة والتلفزة لحماية‬
‫البرامج اإلذاعية من كل استعمال يقوم به الغير دون إذن‪ ،‬فإن هذه الهيئات ما‬
‫فتئت تطالب بإقرار حقها في الموافقة أو االعتراض على إعادة البرامج أو‬
‫تسجيلها أو االستقبال العلني لإلرسال التلفزيوني الذي يتم خارج الدائرة العائلية‬
‫الخاصة‪ ،‬هذه المتطلبات استجابت لها العديد من التشريعات واالتفاقيات الدولية‬
‫لبسط الحماية على البرامج اإلذاعية اعترافا منها بالخدمات التي تسديها الهيئات‬

‫‪25‬‬
‫اإلذاعية لألداء والفنون‪ ،‬إال أن هذه الحماية ال ترقى إلى تلك المقررة لفائدة‬
‫المؤلف‪.‬‬
‫على اعتبار أن التثبيت الميكانيكي واإلرسال اإلذاعي ليس إال حصيلة لعملية‬
‫تقنية متجردة عن البعد الشخصي‪ ،‬هذه االعتبارات فرضت ضرورة إفراز هذه‬
‫"الهيئات المساعدة على الخلق الذهني" حماية خاصة لالعتراف لها بحقوق ذهنية‬
‫مجاورة لحقوق المؤلف وبصالحيات مادية أو أدبية‪ ،‬من خالل إقرار حقوق‬
‫استئثارية للهيئات اإلذاعية على برامجها خصوصا بعد اكتساح اإلرسال عبر‬
‫األقمار االصطناعية على سائر القارات‪.‬‬
‫*الحماية القانونية لهيئات اإلذاعة ‪:‬‬

‫وتعتبر اتفاقية روما الموقعة بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 8118‬أهم اتفاقية دولية منحت‬
‫لهيئات اإلذاعة حقوقا مجاورة لحقوق المؤلف من خالل اعترافها للهيئات‬
‫اإلذاعية بحقوق استئثارية على برامجها التلفزية بموجبها تملك الحق في اإلذن أو‬
‫االعتراض في إعادة بث برامجها وتوزيعها للعموم بواسطة كابل وتبليغها للعموم‬
‫بكل وسيلة ناقلة لإلشارات واألصوات والصور أو تثبيت برامجها أو استنساخ‬
‫هذا التثبيت‪.‬‬
‫أما في المغرب فإن ظهير ‪ 85‬فبراير نص صراحة من خالل المادة ‪ 53‬على‬
‫أحقية هيئات اإلذاعة في القيام أو الترخيص بالعمليات التالية ‪:‬‬
‫‪ -8‬إعادة بث برامجها‪.‬‬
‫‪ -3‬تثبيث برامجها االذاعية‪.‬‬
‫‪ -2‬استنساح لتثبيت برامجها اإلذاعية‪.‬‬
‫‪ -0‬تبليغ الجمهور ببرامجها اإلذاعية‪.‬‬
‫إال أن هذا الحق ليس مطلقا بل يعفي مستعمل هذه البرامج من الحصول على‬
‫اإلذن من هيئات اإلذاعة وعلى أداء مكافأة من هذه األخيرة ‪:‬‬
‫‪-‬متى استعملت مقتطفات من البرنامج اإلذاعي ألغراض إخبارية يتضمنها‬
‫ملخص ألحداث الساعة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪-‬أو متى تم استنساخه لغرض البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬أو لغرض أنشطة تعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬أو استخدمت مقتطفات قصيرة من البرنامج اإلذاعي بشرط أن تستعمل من‬
‫أجل االستشهاد بها ولغايات حسنة وبقدر ما تبرر ذلك الغاية اإلخبارية المراد‬
‫تحقيقها منها‪.‬‬
‫على أن اإلشكال الذي يطرح يتعلق بمسألة االستقبال العلني للبرامج واإلرساليات‬
‫اإلذاعية وما إذا كان صاحب جهاز االستقبال ملزما بأداء مكافأة لمؤلف مصنفات‬
‫اإلذاعة‪ ،‬فقد سبق للقضاء المغربي أن بث في نزاع يتعلق باالستقبال العلني في‬
‫المحالت العمومية للبث التلفزي؛ حيث أصدر المجلس األعلى سابقا قرارا بتاريخ‬
‫‪ 38‬ماي ‪ 8175‬بمناسبة نزاع قائم بين المكتب المغربي لحقوق المؤلف وصاحب‬
‫مقهى كان يلتقط برامج تلفزية ويعرضها على الزبناء دون إذن من المكتب حيث‬
‫أعطي الحق لكل ذي جهاز استقبال إمكانية استغالل البرامج اإلذاعية دون الحاجة‬
‫إلى إذن أو أداء تعويض باستثناء ما يؤديه مالك الجهاز التلفزي للدولة‪ ،‬وقد خلف‬
‫هذا القرار عدة اتجاهات في الهيئة‪:‬‬
‫‪ -0‬فهناك من اعتبره عمال يضر بحقوق مؤلفي المصنفات‪ ،‬وهذا المنطق‬
‫يفرض على صاحب المقهى أداء مكافأة لفائدة مؤلفي هذه المصنفات المذاعة‪.‬‬
‫‪ -0‬يذهب إلى أن القانون المغربي ال يتضمن أية إشارة تمنع المحالت‬
‫العمومية من استغالل البرامج اإلذاعية عن طريق جهاز تلفزيون أو فرض‬
‫واجبات عن هذا االستعمال‪ .‬إال أنه مع ذلك كان يتعين إلزام الهيئات اإلذاعية بدفع‬
‫مكافأة ثانية للمؤلف كلما كان هناك استقبال علني للبرامج اإلذاعية في أماكن‬
‫عمومية‪.‬‬
‫‪ -5‬ذهب إلى أنه مادام المصنف الواحد يمكن أن يكون محال لألداء أو التنفيذ‬
‫مرات عديدة وممارسة متكررة للحق االستئثاري فإن ذلك يؤدي إلى تعدد‬
‫المكافآت المستحقة للمؤلف‪ ،‬بعضها عن االستقبال العلني والبعض اآلخر عن‬
‫اإلرسال اإلذاعي واألداء العلني للمصنف‪ ،‬وبالتالي فمن شأن هذا االستقبال خلق‬
‫جمهور جديد يختلف عن الجمهور الموجه إليه النقل العلني‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أما ظهير ‪ 01‬فبراير ‪ 0222‬فقد اعتبر النقل إلى الجمهور بأنه البث سلكيا أو‬
‫السلكيا بالصوت أو بالصورة أو بالصوت والصورة معا‪ ،‬بمصنف أو تمثيل أو‬
‫أداء أو مسجل صوتي بكيفية يمكن معها ألشخاص خارج دائرة األسرة ومحيطها‬
‫المباشر من التقاط البث في مكان أو عدة أمكنة بعيدة عن المكان األصلي للبث‪.‬‬
‫كما أن المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 20.22‬ربطت عدم أداء الهيئة اإلذاعية‬
‫للمكافآت أو الحصول على اإلذن المسبق بضرورة حصول هذه المؤسسات على‬
‫حق بث البرامج في كل مرة يذاع فيها تثبيث برنامج إذاعي أو استنساخ هذا‬
‫التثبيت‪ ،‬مما يفيد ضمنيا عدم معالجة مقتضيات هذا الظهير بشكل صريح لمسألة‬
‫االستقبال العلني‪ ،‬وإن كان قد ألزم هيئة اإلذاعة بأداء مكافأة للمؤلف أو للفنان‬
‫المؤدي في حالة بث البرنامج وإعادة إذاعة تثبيته دون الحصول على موافقة‬
‫مسبقة منهما‪.‬‬
‫وإذا كان القانون قد سمح لمحطات اإلذاعة والتلفزة بإذاعة عمل على العموم‬
‫وتسجيله قصد إذاعته في وقت الحق بواسطة البث المرئي أو المسموع ودون‬
‫أداء مكافأة منفصلة‪ ،‬فإنه اشترط أن يتم هذا التسجيل المؤقت بوسائلها الخاصة‬
‫وألجل برامجها الخاصة كما حدد مدة زمنية لالحتفاظ بهذا التسجيل وهي ‪ 1‬أشهر‬
‫قابلة للتمديد حسب اتفاق األطراف‪ .‬أما أي بث آخر فيستحق عنه المؤلف‬
‫تعويضا جديدا من طرف الجهة القائمة بالبث‪ ،‬كما ال يمكن لهيئة اإلذاعة التخلي‬
‫عن المصنف للغير أو إعارته أو إكرائه أو تبادله مع هيئة إذاعية أخرى‪ ،‬ما لم‬
‫يكن هناك اتفاق يسمح بذلك من طرف مؤلف ذلك المصنف‪.‬‬
‫* استثناء ‪:‬‬

‫على أنه يمكن للهيئة اإلذاعية االحتفاظ بنسخة فريدة من هذا التسجيل‬
‫ألغراض توثيقية فقط‪ ،‬متى كان لهذا العمل قيمة تراثية أو تاريخية أو وثائقية‬
‫ودون اإلضرار بحقوق المؤلف‪ ،‬فقد حدد المشرع في المادة ‪ 12‬أن فترة الحماية‬
‫الواجب توفيرها بموجب هذا القانون للبرامج اإلذاعية هي سبعون سنة ابتداء من‬
‫نهاية السنة الشمسية التي تم فيها نشر المصنف المرخص له ألول مرة‪ ،‬وإذا لم‬

‫‪28‬‬
‫يتم هذا النشر المرخص له خالل أجل خمسين سنة ابتداء من تاريخ إبداع‬
‫المصنف فسبعون سنة ابتداء من نهاية السنة الشمسية لهذا اإلبداع‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like