You are on page 1of 61

‫مقدمة‬

‫يعود أقدم استعمال لمصطلح الملكية الفكرية‪ intellectual property‬بالصيغة‬


‫اإلنجليزية‪ ،‬إلى سنة ‪ ،1845‬الذي أُط ِلق على ما ُ‬
‫سمي بـ"أعمال العقل"‪ 1‬ومن مجرد ظهوره‬
‫مرة واحدة في تقارير المحاكم الفيدرالية األمريكية قبل عام ‪1900‬م إلى طهوره مرتين في‬
‫الثالثينات‪ ،‬وست في األربعينات‪ ،‬فإنه يقفز إلى ‪ 287‬مرة في الثمانينات‪ ،‬ثم إلى ‪ 829‬مرة‬
‫في التسعينات‪ ،2‬ومنذ ظهور هذا المصطلح‪ ،‬وارتباطه بهذا الوصف وهذا القفز‪ ،‬دار جدل‬
‫فلسفي وقانوني واقتصادي وسياسي ش َّكل ما يُس َّمى بـ (نظرية الملكية الفكرية)‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أهمية مصطلح (النظرية) هنا‪ ،‬إال أن التداول الشائع في االستعمال‬
‫هو (قانون الملكية الفكرية)‪ .‬وال شك أن ثمة فروقا ً ودالالت مهمة تكمن وراء تغييب األبعاد‬
‫النظرية‪ ،‬ومن ثم وراء التأكيد واإلبراز لألبعاد القانونية التي ال تشكل إال عنصرا ً من‬
‫عناصر موضوع نظرية الملكية الفكرية‪ ،‬وأتصور أننا في سياق الثقافة العربية بحاجة ماسة‬
‫إلى تأكيد واستثمار إيجابيات البعد األول في قضية الملكية الفكرية‪ ،‬أي البعد النظري‪ ،‬وذلك‬
‫باعتبار أن هذا المنظور يم ّكن من جعل هذه القضية نسقا ً مفتوحا ً إلعمال الفكر‪ ،‬وللتخلص‬
‫من آفة التبعية الذهنية‪ ،‬أي إعمال نوع من النقد الثقافي على تلك العمليات الداخلية‬
‫والخارجية التي تنتج هذه القوانين‪ .‬فأي قانون هو في نهاية األمر خطاب‪ ،‬أي ترجمة‬
‫لعالقات السلطة والقوة واإليديولوجيات في سياق تاريخي اجتماعي وسياسي واقتصادي‬
‫معين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م‬ ‫‪ -‬مقاااااااالملاااااااكلمة مأخوااااااارمة خلتااااااارممااااااا ك ممااااااا مة ااااااالة مة اااااااا‬
‫‪http://www.csmonitor.com/2006/0511/p14s01-lire.html‬‬
‫‪2‬‬
‫مف مة لجمر‪.‬م(سأسأرمفأس ر)‪.‬م(دةرمة طأوعرم–م ولوت‪-‬م‬ ‫معبدمة عا‬ ‫‪ -‬عبدمة سالمم‬
‫‪2001‬م)مص‪19‬‬

‫‪1‬‬
‫ولعل قدرا ً من التتبع والتأمل في تطور السياق التاريخي لنظرية الملكية الفكرية يمكن‬
‫أن يصل إلى جملة من االستنتاجات والدالالت التي تشير إلى ما تشهده هذه القضية –‬
‫خاصة بدءا ً من تسعينيات القرن الميالدي الماضي‪ -‬من تحوالت فكرية بالغة األهمية بالنسبة‬
‫لنا‪ ،‬وبخاص ة على ضوء المشكالت التي تفاقمها النظرية القائمة فيما يتعلق بسياسات‬
‫االحتكار العلمي والثقافي والمعرفي الذي تمارسه دول المركز الرأسمالي‪ ،‬والترسيخ‬
‫المتنامي إلمبراطورية شركات الناشرين‪ ،‬وما يترتب على كل ذلك من توسيع الفجوة في‬
‫المشاركة الثقافية في العصر الحاضر وفي المستقبل‪.‬‬

‫إن هذه الحركة الفكرية النقدية استطاعت أن تطرح للمساءلة والتمحيص مرتكزات‬
‫أساسية قامت عليها المفاهيم القانونية واالقتصادية والمعرفية في النظرية التقليدية للملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬حتى وصل األمر إلى درجة تنبؤ أحد المفكرين – خوليو كول‪ -‬بموت هذه النظرية‬
‫التقليدية‪ 3‬وأرجو أن نتأمل معا ً داللة عناوين عينة الدراسات التالية التي تمثل ثالثة اتجاهات‬
‫في نقد هذه النظرية‪:‬‬

‫‪ -‬هل براءات االختراع وحقوق النشر مبررة أخالقياً؟ لـ‪ :‬توم بالمر‪1990 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬البراءات وحقوق الملكية‪ :‬هل تفوق الفوائد التكاليف؟ لـ‪ :‬خوليو كول‪2001 -‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬ضد الملكية الفكرية‪ .‬لـ‪ :‬ستيفن كانسيلال‪2001 -‬م‪.‬‬

‫فالدراسة األولى تكشف عن غياب التبرير األخالقي للنظرية القائمة‪ ،‬والدراسة الثانية تكشف‬
‫عن تهاوي التبرير االقتصادي لها‪ ،‬والدراسة الثالثة تقدم هجوما ً نقديا شامالً‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Cole, Jolio: Patents and Copyrights: Do the Benefits Outweigh the Costs? , (2001) -‬‬
‫‪15 J. LIBERTARIAN STUD. p.95‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Kensella, N. Stephan (2001): "Against Intellectual Property" Journal of Libertarian -‬‬
‫‪Studies. Vol. 15, n. 2. 1-53. in: www.mises.org‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي هذا السياق النقدي يفيض عدد من المفكرين في تقويض أسس المماثلة بين الملكية‬
‫المادية والملكية الفكرية‪ .‬فعالقة مالك سيارة بسيارته ال تماثل عالقة شاعر بقصيدته‪ :‬في‬
‫الحالة األولى يؤدي االستعمال إلى االستنفاد واالستهالك‪ .‬أما في الحالة الثانية فيؤدي‬
‫االستعمال إلى النمو واالزدياد واالنتشار‪ .‬في الحالة األولى يؤدي الحصول على أي قدر من‬
‫ناتج الملكية (أجرة مقابل توصيل مثالً) إلى منع اآلخر من استعمال هذا القدر‪ ،‬أو حرمانه‬
‫منه‪ .‬أما في الحالة الثانية فإن ملكية القصيدة لشاعرها ال تمنع اآلخرين من قراءتها‪ ،‬أو‬
‫االقتباس منها‪ ،‬أو االستشهاد بأبياتها‪ ،‬أو التناص مع ثيماتها وصورها‪ .‬هذه الفروق قادت‬
‫‪5‬‬
‫بعض المفكرين إلى القول بأن "كل فعل من أفعال االستهالك هو عمل من أعمال التأليف"‬
‫وأن "العمل الذي ينجزه المشاهدون والمشجعون‪ ،‬من القراءة إلى إعادة الكتابة‪ ،‬يضيف قيمة‬
‫إلى السلعة اإلبداعية"‪ .‬بل وصل األمر في الفكر الفلسفي إلى القول بأن "الترجمة ترقى إلى‬
‫مستوى الكتابة اإلبداعية ذاتها"‪،‬ولذا يفضل دريدا أن يطلق عليها مصطلح (التحويل)‪.6‬‬

‫إن الحجة التي تستند إليها النظرية التقليدية في المماثلة بين الملكية الفكرية والملكية‬
‫المادية هي أن المالك في الحالتين يملك جسده وعمله‪ ،‬ومن ثم فمن حقه الطبيعي أن يملك‬
‫الناتج من جسده وعمله‪ ،‬وأن يكون له العائد من هذا الناتج‪ .‬ولكن هذه المقارنة تغفل أمرا ً‬
‫مهما وهو اختالف أساس الملكية ومصدرها في الحالتين‪ :‬فملكية قطعة أرض مثالً مستمدة‬
‫مورث‪ ،‬أو متنازل‪ ،‬وبعد انتقال ملكيتها تنقطع عالقتها‬
‫ِّ‬ ‫دائما ً من مالك محدد‪ :‬بائع‪ ،‬أو‬
‫بالمالك القديم‪ .‬أما العمل الفكري الذي يضعه مؤلف ما فهو يستمد مكونا ً جوهريا ً في وجوده‬
‫من مصادر متعددة ومتنوعة‪ :‬األفكار والمعارف والمعاني الثقافية والمعرفية واإلبداعية‬
‫السابقة في الحقل أو في المجال‪ .‬فهو إذن وجود ليس منقطع العالقة عن ملكية عامة هي‬
‫تاريخ األفكار وتحوالتها في السياق المعين الذي يسميه بورديو بـ"الحقل الثقافي" حيث يشير‬

‫‪5‬‬
‫مة (االاعاتمة دةعواارم(عااا م‬ ‫‪ -‬جااكهمرااار(أ م(م االر)م(لجماارم اادرمة سااودمسااأوماهمة لفاااع‬
‫ة معلفرم–مأ لتلم‪-2007‬مة خكتت)‪.‬مص‪154‬‬

‫‪6‬‬
‫مفا مة لجمار‪.‬م(سأساأرمفأسا ر)‪.‬م(دةرمة طأوعارم–م والوت‪-‬م‬ ‫‪ -‬عبادمة ساالمم ا معبادمة عاا‬
‫‪2001‬م)مص‪19‬‬

‫‪3‬‬
‫إلى أن "تطور الحقول (الثقافية) هو عملية تاريخية مطولة ‪ ...‬لنوع معين من المعرفة التي‬
‫تراكمت في أعمال سابقة"‪7،‬وقد يتطرف هذا النمط من التفكير ليصل إلى حد القول بأن‬
‫اإلبداع إنما هو "نسخة منقحة"‪ .‬ولكن ما يبدو أقرب إلى منطق األشياء هو ما تذهب إليه‬
‫جوليي كوهن –أستاذة القانون في جامعة جورج تاون‪ -‬من أنه "ال المبدعون األفراد‪ ،‬وال‬
‫النماذج االجتماعية والثقافية‪ ،‬هو ما ينتج الثقافة الفكرية والفنية‪ ،‬وإنما التفاعالت الحيوية‬
‫بين الطرفين"‪ ،‬فاإلبداعية الفكرية والفنية في جوهرها عملية عالقية‪ 8،‬أي عملية حوارية؛‬
‫ومن ثم فإن كل عمل من أعمال الفكر إنما هو "عمل مشتق"ولقد ترتب على هذه‬
‫االجتهادات المعرفية – وبخاصة تلك التي اعتمدت على استبصارات مابعد الحداثة‪ -‬أن ت َّم‬
‫تقويض فكرة أساسية في النظرية التقليدية للملكية الفكرية وهي‪ :‬فكرة فرادة المؤلف‬
‫وعبقريته‪ .‬وهو تقويض استمد استدالالت قوية من التاريخ التحليلي لفكرة (المؤلف) في‬
‫سياق الثقافة الغربية‪ .‬ففي العصور الوسطى مثالً يقدم القديس بونافينتورا التصنيف التالي‪:‬‬
‫"قد يكتب الشخص أعمال اآلخرين‪ ،‬فال يضيف وال يغير‪ ،‬فهو في هذه الحالة يس َّمى‬
‫(الناسخ ‪ .)scribe‬وقد يكتب آخر عمل آخرين مع إضافات ليست له؛ فيسمى‬
‫(المص ِنّف ‪ .) Compiler‬وقد يكتب آخر عمل آخرين وعمله‪ ،‬ولكن الصدارة تكون لعمل‬
‫اآلخرين؛ فيسمى في هذه الحالة (المعلق)‪ ...‬ويكتب آخر عمله وعمل آخرين ولكن الصدارة‬
‫لعمله مع إضافة عمل اآلخرين للتأكيد‪ ،‬فهنا يجب أن يسمى (المؤلف)"‪ 9.‬كذلك فإن هذا‬
‫التقويض استثمر معطيات فكرية حديثة مثل نظرية روالن بارت في (موت المؤلف)‬
‫لحساب القارئ‪ ،‬ونظرية ميشيل فوكو في (المؤلف الوظيفة ‪ ،)author function‬أي‬
‫المؤلف بوصفه وظيفة في الخطاب‪ ،‬وليس كما جرت عادة النظر إليه "بوصفه الشخص‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬دت واادمغليأو ا م &جااكهمريسااكهم(( لتاال)م(لجماار مد‪.‬م وأ ا مة مكسااك ‪-‬مملةجعاارمد‪.‬مم ماادم‬
‫مطلقم ألؤترم(عا مة معلفرم–مة خكتت‪-‬متك وك‪2007‬م)مص‪.254‬‬ ‫ة جكرل مسكسوك كجوامة‬

‫ة (لاعاتمة دةعور‪.‬مص‪.150‬‬ ‫‪-8‬‬


‫‪9‬‬
‫‪Cohen, Julie E., (2007): "Creativity and‬‬ ‫‪ -‬ةلظلمغقالةرمألادمة قةااألمةيمالتخوو م اي مفا‬
‫‪.Culture in Copyright Theory" p.1162- 1163‬‬

‫‪4‬‬
‫البطولي الذي يتعالى على التاريخ أو يخطو خارجه" فالمؤلف إذن لحظة تاريخية؛ أي أنه ال‬
‫يملك "أفكارا ً جديدة بشكل كلي"‪ ،‬وتمثل له "األفكار السابقة أحجار األساس سواء بقبوله لها‬
‫أم برفضها" ولقد قدمت منهجية توماس كون في (بنية الثورات العلمية) أقوى دعم فلسفي‬
‫‪10‬‬
‫لهذه الفكرة‪.‬‬

‫نخلص من كل ذلك إلى أن نظرية الملكية الفكرية التقليدية التي انبثقت منها القوانين‬
‫واالتفاقيات الدولية القائمة حتى اآلن ال تبدي نجاعة إال في حالة واحدة وهي حالة االستيالء‬
‫والسلب؛ أي سرقة العمل بكامله‪ ،‬أو سرقة جزء منه بنصه الحرفي‪ ،‬دون عزو إلى صاحبه‪،‬‬
‫ومع ترتيب أثر تربحي مادي أو معنوي على ذلك‪ .‬أما ما عدا ذلك من تفاعالت األعمال‬
‫الفكرية واإلبداعية‪ ،‬واشتقاق بعضها من بعض‪ ،‬وتعليقات بعضها على بعض‪ ،‬فهو –من‬
‫جهة أولى‪ -‬خاضع ألحكام القيمة الثقافية التي يتداولها ويستشرف آفاق الجدة واإلضافة فيها‬
‫أهل اختصاص الحقل الثقافي المعين‪ ،‬وليس القانونيون‪ ،‬وهو خاضع –من جهة ثانية‪ -‬للتنقية‬
‫الذاتية التي تكرسها األخالقيات العامة؛ أي أنه خاضع لقواعد المسئولية‪ ،‬وليس لقواعد‬
‫‪11‬‬
‫وفي هذا اإلطار فإن نقاد قوانين الملكية الفكرية يدعون إلى أن تنظر هذه القوانين‬ ‫الملكية‪.‬‬
‫إلى الثقافة الفكرية والفنية "ليس بوصفها فئة من المنتجات‪ ،‬وإنما بوصفها فئة من الشبكات‬
‫‪12‬‬
‫العالقية المتبادلة االرتباطات من الفاعلين‪ ،‬والموارد‪ ،‬والممارسات اإلبداعية النامية"‬

‫ولعل ذلك يذكرنا بالمغزى الحواري بين النصوص الذي يتجلى في التأليف العربي‬
‫القديم حيث حوار الحواشي والتعليقات والشروح مع المتن‪ ،‬فضالً عن حوار التعالق النصي‬
‫بين متون الحقل الواحد‪ .‬وعلى هذا الضوء يمكن القول إننا بحاجة إلى تأسيس نظرية للملكية‬
‫الفكرية ال تقوم على مبدأ (المنافسة) الذي يفضي إلى االحتكار فالندرة فالصراع‪ ،‬وإنما على‬

‫‪ -10‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪rewa, B. Olufunmilayo: "The Freedom to Copy: Copyright, -11‬‬


‫‪Creation and Context" p. 482- 483‬‬

‫‪ -12‬نفس المرجع السابق‪Cohen, J., p. 118 :‬‬

‫‪5‬‬
‫مبدأ (اإلتقان) الذي يفضي إلى اإلبداع‪ ،‬اإلتقان بوصفه قيمة عليا مرغوبة لذاتها‪ ،‬ولما‬
‫يترتب عليها من تقدم جماعي حقيقي‪ .‬وهنا ال بد أن نشير إلى تلك القاعدة المنهجية‪:‬‬
‫المعرفية واألخالقية معا ً التي تقدمها الحضارة اإلسالمية‪" :‬إن هللا يحب إذا عمل أحدكم‬
‫عمالً أن يتقنه"‪.‬‬

‫و حتى يسهل علينا الوقوف على مفهوم الملكية الفكرية بشكل أدق‪ ،‬لنصل بعد ذلك إلى‬
‫إستجالء أهم التطورات التي وصلت إليه هاته األخيرة من خالل قوانينها (المبحث األول) و‬
‫بالتالي إستخالص أبرز مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية التي وصلنا إليها (المبحث‬
‫الثاني)‪ ،‬وهو ما سنحاول الغوص فيه عبر معالجة اإلشكالية المحورية التالية‪ :‬إلى أي حد‬
‫يمكن القول أن المغرب شهد تطورات إيجابية و ملموسة على مستوى الحماية القانونية‬
‫للملكية الفكرية؟‬

‫و اإلجابة عن هاته اإلشكالية إقتضت منا تجزيئها إلى إشكاليات جزئية كالتالي ‪:‬‬

‫ما هي أهم التطورات و التغييرات التي شهدتها الملكية الفكرية عبر التاريخ ؟‬

‫و إلى أي حد يمكن القول أن التغييرات التي عرفتها إيجابية من خالل إنعكاساتها على‬
‫على الفرد و المجتمع؟‬

‫و ماهي أبرز مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية على ضوء التشريع المغربي؟‬

‫و ما الذي يمكن تكهنه في ظل التطورات المستمرة التي مازالت تشهدها الملكية الفكرية‬
‫في المغرب؟‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي و القانوني للملكية الفكرية‬
‫مما الجدال فيه أن مفهوم الملكية الفكرية يعرف تعقيدات كبيرة‪ ،‬بالنظر إلختالف مبادئه‬
‫و أسسه و معاييره من دولة إلى أخرى و من حضارة إلى أخرى و حتى من منطقة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬و يبقى المحدد القانوني هو األساس العلمي و العملي ألي دولة للوقوف على حدود‬
‫الملكية الفكرية‪ ،‬و بالنظر لتشعب مفهوم الملكية الفكرية سنعمل على إستجالء هذا األخير‬
‫محاولين تقريب المهتمين عبر إعطاء صورة نوعا ما واضحة لمفهومه (المطلب األول)‪ ،‬ثم‬
‫التطرق لإلطار القانوني للملكية الفكرية عن طريق جرد أهم مراحل تطور مسلسل‬
‫اإلصالحات القانونية في هذا الصدد و بالت الي محاولة مقاربة المفهوم المعمول به حاليا‬
‫إعتبارا لكون النصوص القانونية عادة ما تكون مصدرا من مصادر إستخالص المفهوم‬
‫المعتد به داخل الدولة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التدقيق المفاهيمي للملكية الفكرية‪.‬‬


‫إن محاولة مقاربة مفهوم الملكية الفكرية بشكل دقيق وواضح تستلزم ضرورة إستحضار‬
‫بعض مظاهر التطور التاريخي لهذا المفهوم‪ ،‬إعتبارا ألهميته في اإلحاطة بمفهوم الملكية‬
‫الفكرية (الفقرة األولى)‪ ،‬على أن نعمل عبر فقرة ثانية على إستجالء أهم ماوصل إليه من‬
‫تطورات و مستجدات‪ ،‬مستنتجين المظاهر اإليجابية للتطور التي عرفها(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬السياق التاريخي لمفهوم الملكية الفكرية‪.‬‬


‫عرفت الحضارات القديمة كثيرا ً من المفاهيم األساسية المرتبطة بالملكية الفكرية‬
‫‪13‬‬
‫التي كان لها أثرا ً كبيرا ً في تطوير مفهوم اإلنتاج الفكري وحمايته‪.‬‬

‫‪ -13‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ – .‬مجلة مدارات‪ .‬ع‪.)2000( 2‬‬

‫‪7‬‬
‫و عليه ظهر فن الطباعة ألول مرة بالصين في الفترة ما بين (‪1401-1048‬م)‪،‬‬
‫ويرجع الكثير من الباحثين الفضل إلى الصينيين في صناعة الورق‪ ،‬التي كان لها أثر بالغ‬
‫في نشر اإلنتاج الفكري‪.‬‬

‫ويدل تاريخ الطباعة على أن اليونانيين القدماء قد تنبهوا إلى ضرورة حماية الملكية‬
‫الفكرية ف أصدر حكامهم براءات للمؤلفين تحمي حقوقهم على إنتاجهم الفكري لقاء إيداع عدد‬
‫من نسخ إنتاجهم في مكتبة الدولة الوطنية … حيث كان يودع في مكتبة أثينا نسخ رسمية‬
‫من مسرحيات كبار المسرحيين اليونان وذلك بهدف عدم تسرب نصوص هذه المسرحيات‬
‫خارج البالد‪ ،‬وعدم السماح بسرقتها أو سوء استعمالها‪.14‬‬

‫وعرف الرومان حق الملكية باعتباره حقا ً ذا طابع شعبي يلقي قبوالً من كافة الناس‪ .. ،‬كان‬
‫الناشرون يبرمون اتفاقات مع المؤلفين يشترون بموجبها أصول كتبهم‪ ،‬كما كانوا يدونون‬
‫الكثير من نسخ المصنفات لطرحها في السوق ‪ ..‬لذا كان المؤلفون يفقدون حقوقهم‪ ،‬ألن‬
‫المصنف بمجرد صدوره‪ ،‬يعتبر في متناول الجميع ‪ ..‬ومما الشك فيه أن االعتداء على حق‬
‫المؤلف باالستنساخ من إنتاجه الفكري ونشره بدون موافقته‪ ،‬قد تسبب في بعض المشاكل‪،‬‬
‫مما أدى إلى وضع بعض االقتراحات من أهمها إعطاء المؤلف الحق في التظلم من االعتداء‬
‫عرف باالعتداء الذي يكون فيه مساس بكبرياء الغير (‬
‫على إنتاجه الفكري؛ أو ما ُ‬
‫)‪ ،Injurious Action‬ألن معيار الحفاظ على هذه الحقوق وحمايتها كان يرجع إلى مكان‬
‫أصحابها ونفوذهم ‪ ..‬وقد تأثرت باألفكار الرومانية هذه؛ القوانين الفرنسية التي صدرت بعد‬
‫‪15‬‬
‫الثورة الفرنسية والخاصة بالملكية الفكرية ‪.‬‬

‫‪ -14‬حقوووق المؤلووف فووي الوووطن العربووي بووين التشووريع والتطبيووق ‪ :‬المنظمووة العربيووة للتربيووة‬
‫والثقافة والعلوم‪ ،‬إدارة و ثقافة‪.‬‬

‫‪ -15‬عصووام محموود عبوود الماجوود‪ – .‬الخرطوووم ‪ :‬دار جامعووة السووودان للعلوووم والتكنولوجيووا‪،‬‬
‫‪ -.1998‬أصوول هووذه األبحوواث قوودم فووي نوودوة عوون التووأليف والنشوور (‪ 19‬نوووفمبر ‪– .)1997‬‬

‫‪8‬‬
‫ويرجع الكثير من الباحثين تاريخ نشأة حق المؤلف إلى تاريخ اختراع الطباعة في‬
‫أوربا في القرن الخامس عشر‪ ،‬على يد الطابع األلماني يوهان جوتنبرغ الذي يعتبر نقطة‬
‫تحول في تاريخ الملكية الفكرية وحمايتها‪.‬‬

‫وأدرك الحكام أهمية وخطورة اآلثار التي ترتبت على طباعة الكتب الذي جاء نتيجة‬
‫لتطور الطباعة في أوربا إذ رأوا في المطبعة أداة قوية وخطيرة لها تأثيرها السياسي‬
‫واالجتماعي الذي يهدد سلطانهم‪ ،‬فبدءوا يوجهون اهتمامهم إلى كيفية الرقابة والسيطرة على‬
‫إنتاج المطابع ‪ ..‬وبادر بعض الحكام إلى منح االمتيازات الخاصة بمطبوعات معينة إلى‬
‫أصحاب مطابع معينين‪ .. ،‬مما أدى إلى أن يصبح نظام امتيازات الطباعة في نهاية القرن‬
‫‪16‬‬
‫الخامس عشر وسيلة الحتكار نسخ مصنفات معينة ووسيلة لحمايتها في نفس الوقت‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حول دالالت الواقع الراهن لمفهوم الملكية‬


‫الفكرية‪.‬‬
‫إن كلمة الفكر أو التفكير تعني‪ :‬أن يُ ْعمل اإلنسان عقله بما فيه من قدرات وملكات‬
‫مع االستعانة بمعلومات ومعطيات معينة متوفرة لديه؛ ليتوصل في النهاية إلى حل مشكلة‬
‫معينة‪ ،‬أو تأسيس نظرية معينة‪ ،‬أو تحديد وتفسير عالقة معينة بين شيئين أو أكثر‪ ،‬أو‬
‫تصوير الواقع لقضية معينة‪ ،‬أو إيجاد بدائل لشيء ما‪ ،‬أو محاولةً منه لتطوير وتحسين ذلك‬
‫الشيء‪ ،‬أو ابتكار شيء جديد‪.‬‬

‫نُظمووت بواسووطة جامعووة السووودان للعلوووم والتكنولوجيووا باالشووتراك مووع جامعووة جوبووا‪ – .‬ص‪.‬‬
‫‪.48-39‬‬

‫‪ -16‬محمد عزت بوابكر‪ ،‬الملكيوة الفكريوة ‪ :‬الماضوي والحاضور والمسوتقبل (واحود)‪ – .‬مجلوة‬
‫مدارات‪ -2000 .‬ص ‪.8-5‬‬

‫‪9‬‬
‫الفكر هو الوسيلة التي يستخدمها اإلنسان في المجاالت العلمية واألدبية المختلفة‪ ،‬وعن‬
‫طريق الفكر يتحقق اإلبداع والتطور والتنمية‪ ،‬وقد تنامى الفكر وثارت المعرفة بشكل كبير‬
‫في زماننا‪ ،‬وبخاصة المعرفة التكنولوجية‪ ،‬حتى ظهر ما يعرف بـ (اقتصاد المعرفة)‪ ،‬حيث‬
‫أصبح رأس المال الفكري من العناصر األساسية في اإلنتاج‪ ،‬وأصبح يزاحم عناصر اإلنتاج‬
‫األخرى المادية‪ .‬ومن هنا جاءت أهمية المحافظة على حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬وحماية‬
‫أصحابها من السرقة والتعدي والتطاول‪.‬‬
‫تعرف الملكية الفكرية بأنها‪ :‬حق يمتلكه شخص معين أو مجموعة أشخاص أو جهة ما‪،‬‬
‫ويحفظ هذا الحق ألصحابه األعمال الفكرية اإلبداعية التي ينتجونها وبشتى أنواعها‪،‬‬
‫كالمؤلفات األدبية والعلمية واالختراعات والعالمات التجارية وغير ذلك‪.‬‬
‫قامت الكثير من الدول برعاية وحماية حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬وأصدرت العديد من القوانين‬
‫التي تكفل هذا األمر‪ ،‬باإلضافة لوجود العديد من المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي أبرمت‬
‫من أجل التعاون على حماية حقوق الملكية الفكرية ونشر الوعي حولها‪ ،‬ويوجد في األردن‬
‫‪17‬‬
‫ما يقارب العشرة قوانين التي تم إصدارها والعمل بها لحماية حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬

‫و عليه فالملكية الفكرية بمعناها الواسع و بعد المسلسل الطويل من التطورات التي عرفها‬
‫هذا المفهوم أضحى من الممكن مقاربة مفهومها على أنه الحقوق القانونية التي تنتج من‬
‫األنشطة الفكرية في المجاالت الصناعية والعلمية واألدبية والفنية‪ .‬وقد أصدرت دول العالم‬
‫المختلفة قوانين لحماية الملكية الفكرية لسببين رئيسيين‪ .‬السبب األول هو حماية الحقوق‬
‫المعنوية واالقتصادية للمبدعين وتنظيم وتسهيل سبل استفادة المجتمع من هذه اإلبداعات‪،‬‬
‫والسبب اآلخر لضمان ممارسات ومعامالت تجارية عادلة تسهم في التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية للشعوب‪ ،‬وعموما ً فإن قوانين الملكية الفكرية تهدف إلى حماية المبدعين‬
‫والمنتجين للمنتجات والخدمات الفكرية عن طريق إعطائهم حقوقا مقننة ومحددة بمدد زمنية‬
‫للتحكم في استخدام هذه المنتجات‪.‬‬

‫‪ -17‬أزهوور محموود ‪:‬حقوووق المؤلووف فووي القووانون المغربي‪:‬دراسووة مقارنووة للملكيووة األدبيووة و‬
‫الفكرية ص‪.17‬‬

‫‪10‬‬
‫و نجد أن مفهوم الملكية الفكرية‪ ،‬بدأ يتردد ويرتفع صداه كثيرا ً فى المغرب‪ ،‬وفى دول العالم‬
‫المختلفة‪ ،‬وأيضا ً فى صدارة المفاوضات االقتصادية والسياسية‪ ،‬ومفاوضات اإلصالح‬
‫االقتصادى فى العالم أجمع منذ سنوات قليلة‪ .‬وبدأت الكثير من الدول المختلفة‪ ،‬خاصة‬
‫الدول الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية‪ ،‬إعادة النظر وترتيب أوراقها‪ ،‬ومراجعة‬
‫قوانينها المحلية للتعامل مع هذا المفهوم بمستوى حضارى‪ ،‬بدالً من العشوائية فى مجال‬
‫حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬فالملكية الفكرية هى عبارة عن "خالصة المعلومات المعرفية النافعة‬
‫للجنس البشرى" والملكية الفكرية بمفهوم القانون الدولى‪ :‬هى "حصة فى ملكية معلومات‬
‫نافعة‪ ،‬أو معرفة نافعة "‪ ،‬وكلمة نافعة هنا تعنى أنه يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب مادية‬
‫ألصاحب تلك الحقوق‪ .‬فقد خلق هللا اإلنسان‪ ،‬وحباه بنعمة العقل عن سائر المخلوقات‪ ،‬وهو‬
‫يعمل ذلك العقل فى تطويع الطبيعة للحفاظ على حياته واستمرارها‪ ،‬وهو كان ومازال‬
‫األقوى‪ ،‬برغم ضعفه البدنى بالمقارنة بقسوة الطبيعة والكثير من المخلوقات األخرى‪ ،‬وذلك‬
‫بفضل تميزه بالعقل‪ ،‬ولذلك فإن اإلنسان دون سائر المخلوقات يحركه عقله‪ ،‬وحاجاته‬
‫الضرورية ‪ .‬وهذان العنصران العقل والحاجة محركان رئيسيان للمواهب واإلبداعات‬
‫البشرية‪ ،‬وهما من العناصر األساسية لدفعه فى طريق االبتكارات واإلبداعات‬
‫واالختراعات‪ ،‬وتطوير الوسائل التى تمكنه من االستمرار فى حياته‪ ،‬وهو ما أسهم بشكل‬
‫جذرى فى انتقال اإلنسان وتطويره لوسائل حياته‪ ،‬من العصر الحجرى إلى العصر المذهل‬
‫‪18‬‬
‫الذى نعيشه اآلن فى القرن الحادى والعشرين‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬فإن من حق اإلنسان الذى يبدع فى خلق شىء له قيمة مادية‪ ،‬أن يملك‬
‫هذا الشىء‪ ،‬وقيمته المادية‪ ،‬وتلك الحقوق تسمى حقوق الملكية الفكرية‪ .‬فإذا كانت اإلبداعات‬
‫البشرية مستمرة‪ ،‬منذ خلق اإلنسان األول على وجه هذه األرض فما هو سبب االهتمام‬
‫بالملكية الفكرية فى هذا العصر بالذات؟ واإلجابة هى ما يلى‪ :‬أن التطورات المذهلة التى‬
‫يشهدها العالم حاليا ً‪ ،‬واختراع وسائل االتصاالت الحديثة من محطات أقمار صناعية‪،‬‬

‫‪ -18‬الشرقاوي الغزواني نور الدين‪ :‬حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة ص ‪.67‬‬

‫‪11‬‬
‫إلرسال البرامج والمعلومات عن طريق وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة عبر األقمار‬
‫الصناعية‪ ،‬واإلنترنت‪ ،‬وظهور علوم ما يسمى تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬مما قرب المسافات‬
‫بين الشعوب فتعرفت أكثر على عادات بعضها‪ ،‬وأصبح االكتشاف أو االختراع أو اإلبداع‬
‫العلمى فى دولة معينة‪ ،‬يعرف على مستوى العالم‪ ،‬فى أسرع وقت‪ ،‬وبعد سقوط النظام‬
‫الشيوعى وإتاحة استخدام الكمبيوتر واإلنترنت للعالم كله‪ ،‬أدى كل ذلك إلى ما نراه اآلن من‬
‫توسعات ضخمة فى التبادل التجارى الدولى والمحلى‪ ,‬وفى هجرة العمالة ورئوس األموال‬
‫بين الدول‪ ...‬إلخ‪ ,‬مما ساعد على سرعة إيجاد التكامل االقتصادى بين دول غرب أوروبا‬
‫‪19‬‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪ ,‬والكثير من دول العالم األخرى‪.‬‬

‫وترتب على كل هذا نقل التكنولوجيات المتطورة من الدول الصناعية الغنية إلى الدول‬
‫النامية الفقيرة‪ ،‬وبدأت الشركات والدول المتقدمة فى منح تراخيص اإلنتاج واستخدام‬
‫اختراعاتها وتقديم الخدمات المتطورة‪ ،‬ليس فقط داخل دولها‪ ،‬ولكن أيضا ً فى الدول‬
‫‪20‬‬
‫وعلى هذا كان البد من حماية حقوق تلك الشركات والمؤسسات والدول‪ ،‬وتشمل‬ ‫النامية‪،‬‬
‫عناصر اإلبداعات البشرية للملكية الفكرية الحقوق المتعلقة بما يلى‪:‬‬

‫* المصنفات األدبية والفنية والعلمية‪.‬‬

‫* منجزات الفنانين القائمين باألداء والفونوغرامات ( اإلنتاج الصوتى) وبرامج اإلذاعة‬


‫والتليفزيون‪.‬‬

‫* االختراعات فى جميع مجاالت االجتهاد اإلنسانى‪ ,‬واالكتشافات العلمية‪.‬‬

‫* الرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬

‫‪ -19‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ – .‬مجلة مدارات‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ -20‬نبهان‪ ،‬فيكتور‪ .‬خبير الملكيوة الفكريوة‪ – .‬مجلوة مودارات‪ – .‬ع‪ – .)2000( 2‬ص‪-74 .‬‬
‫‪.75‬‬

‫‪12‬‬
‫* العالمات التجارية وعالمات الخدمة واألسماء والسمات التجارية‪.‬‬

‫* الحماية من المنافسة غير المشروعة‪.‬‬

‫* جميع الحقوق األخرى الناتجة عن النشاط الفكرى فى المجاالت الصناعية والعلمية‬


‫واألدبية والفنية‪.‬‬

‫لذلك قامت منظمة األمم المتحدة عن طريق منظمة التجارة العالمية )‪ ،(WTO‬بإنشاء‬
‫المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية )‪ ،(WIPO‬للحفاظ على حقوق الدول واألفراد‪،‬‬
‫ولحماية حقوق الملكية الفكرية المنتشرة فى العالم بشكل لم يسبق له مثيل‪ ،‬وقامت بإنشاء‬
‫اتفاقية مجلس تنظيم مظاهر التجارة فى حقوق الملكية الفكرية ‪Trade-Related Aspects‬‬
‫‪ of Intellectual Property Rights (TRIPS),‬وهى مرفقة كملحق اتفاقية منظمة‬
‫‪21‬‬
‫التجارة العالمية‪.‬‬

‫وتعتبر الدول األعضاء الموقعة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية‪ ،‬موقعة بالتبعية على‬
‫االتفاقيات الملحقة بها‪ .‬والمغرب من الدول الموقعة على معاهدة االنضمام لتلك المنظمة‪،‬‬
‫وكان المغرب سباق فى التجاوب مع العالم المتحضر‪ ،‬واستجابة للمجتمع الدولى ومنظمة‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬أصدرت عدة قوانين فى هذا الشأن‪ ،‬تتوافق مع اتفاقية المعاهدة الدولية‬
‫لحماية الملكية الفكرية )‪ ،(WIPO‬والمنظمة العالمية للملكية الفكرية‪.22‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬حقوق المؤلف في الوطن العربي بين التشريع والتطبيق ‪ :‬المنظمة العربية للتربيوة والثقافوة والعلووم‪،‬‬
‫إدارة الثقافة‪ – .‬تونس‪1996 ،‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ – .‬مجلة مدارات‪ .‬ع‪.)2000( 2‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني للملكية الفكرية‪.‬‬
‫تستمد حقوق الملكية الفكرية قواعدها من عدة مصادر وذلك من أجل حمايتها من‬
‫التزييف والتقليد‪ .‬وتتجلى هذه المصادر في كل من التشريع الذي يعد مصدرا وطنيا‬
‫واالتفاقيات والمعاهدات الدولية اعتبارها مصدرا دوليا‪ ،‬لذلك سنحاول التعرض إلى كل من‬
‫المصادر الوطنية لحقوق الملكية الفكرية ( الفرع األول ) ثم إلى المصادر الدولية لهذه‬
‫الحقوق ( الفرع الثاني )‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المصادر الوطنية لحقوق الملكية الفكرية‬


‫ي عتبر التشريع المصدر الرسمي والمثالي لقوانين الملكية الفكرية‪ .‬فقد بدأت‬
‫التشريعات األوروبية تعنى بسن قواعد الملكية الفكرية منذ القرن ‪ ،15‬ثم ازداد نشاطها أكثر‬
‫في منتصف القرن ‪ ،19‬أما بخصوص التشريعات العربية‪ ،‬فقد كانت متأخرة في إصدار‬
‫تشريعات من هذا النوع‪ ،‬ويمكن رد ذلك التأخير إلى ما كان سائدا في معظم الدول العربية‬
‫من أنظمة االمتيازات األجنبية التي كانت ال تتالءم وفرض عقوبات جزائية على األجانب‬
‫وعلى تلك التي تستوجبها غالبا حماية حقوق الملكية الفكرية‪ .‬ويمكن أن تستشف هذه‬
‫الوضعية التشريعية في المغرب حيث أبرم عدة معاهدات التي تكرس تشجيع مثل هذه‬
‫االمتيازات األجنبية وذلك خالل القرنين ‪ 18‬و‪ 19‬مع مختلف الدول نذكر من بينها على‬
‫سبيل المثال ال الحصر‪ :‬ألمانيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إنكلترا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬البرتغال‪ .‬ومع التوقيع على‬
‫‪23‬‬
‫معاهدة الحماية سنة ‪ ،1912‬بدأت تظهر بوادر تطور قوانين الملكية الفكرية بالمغرب‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سنحاول التطرق إلى تطور قوانين الملكية الصناعية بالمغرب في (الفقرة األولى)‬
‫ثم إلى تطور قوانين الملكية األدبية والفنية بالمغرب في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ -23‬سميحة القليوبي‪ :‬الملكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة الطبعة الخامسة ‪ 2005‬ص‪.17‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تطور قوانين الملكية الصناعية بالمغرب‪.‬‬
‫موع فوورض الحمايووة علووى المغوورب سوونة ‪ 1912‬قسوومت الووبالد إلووى ثووالث منوواطق هووي ‪ :‬منطقووة‬
‫الحماية الفرنسية ومنطقة النفوذ اإلسباني ومنطقوة طنجوة الدوليوة‪ ،‬فوتم سون تشوريع خواص بكول‬
‫‪24‬‬
‫منطقة على حدة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬قانون منطقة الحماية الفرنسية‪.‬‬

‫يعد ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬المقتبس من القانون الفرنسي المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ 1857‬هو‬


‫القانون المنظم لحماية حقوق الملكية الصناعية والذي صدر في أوائل عهد الحماية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد اكتفى بإدخال تعديالت أو تغييرات على قانون‬
‫‪ 1916‬بمقتضى ظهائر ومراسيم وقرارات وزارية‪ .‬ومما يالحظ على هذا القانون أنه قد جمع‬
‫بين جميع حقوق الملكية الصناعية فخصص لكل منها بابا مستقال‪.‬‬

‫وقد تم سن مقتضيات تشريعية أخرى كالقرار الوزيري الخاص بالمحافظة المؤقتة على‬
‫االختراعات المستحقة لفائدة االختراع في المعارض المؤقتة المؤرخ في ‪ 4‬ذي القعدة ‪1336‬‬
‫الموافق ل ‪12‬غشت ‪ 1918‬وقد تم إلغاءه بمقتضى ظهير ‪ 1‬أكتوبر ‪ .1920‬وكذا الظهير الشريف‬
‫المؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ 1918‬الخاص بعدم إجراء العمل مؤقتا ببعض مقتضيات ظهير الملكية‬
‫الصناعية لسنة ‪ 1916‬بسبب الحرب العالمية‪ .‬مثل ذلك ما أشار إليه الفصل ‪ 5‬منه على عدم‬
‫جواز استغالل براءة االختراع أو استعمال عالمة صناعية بالمغرب أثناء الحرب من طرف‬
‫‪25‬‬
‫رعايا أو محمي الدول المعادية كألمانيا والنمسا وتركيا وبلغاريا ولو أودعت بواسطة آخر‪.‬‬

‫‪-24‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ :‬سميحة القيلوبي ص ‪.18‬‬

‫‪ -25‬لدكتور صالح زين الدين‪ :‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬دار الثقافة األردن ‪ 2004‬ص ‪.24‬‬

‫‪15‬‬
‫ومحافظة على النظام العام للبالد أثناء الحرب‪ ،‬فإن ظهيرا مؤرخا في ‪ 14‬مارس ‪ 1940‬قد‬
‫أقر تمليك االختراعات أو التصرف فيها على سبيل الكلفة في كافة اإلقليم المغربي بما فيه المياه‬
‫اإلقليمية وذلك لسد حاجيات البالد‪.‬‬

‫إال أنه رغم التعديالت التي وردت على قانون ‪ 1916‬لم تساير خصائص البالد وواقعه‬
‫االقتصادي المستعمر إذ جاء ذلك الظهير متأثر بالقانون الفرنسي القديم كما هو الحال بالنسبة‬
‫لقوانين المغرب العربي كتونس والجزائر‪ ،‬وإن كان القانون الجزائري الجديد لسنة ‪ 1963‬قد‬
‫‪26‬‬
‫حاول أن يبتعد خطوات كبيرة عن القانون الفرنسي القديم المؤرخ في ‪ 5‬يوليو ‪.1844‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قانون منطقة طنجة‪.‬‬


‫نظرا للوضعية التي كان يوجد عليها المغرب أثناء فترة الحماية فإن ظهير ‪ 23‬يونيو‬
‫‪ ،1916‬لم يكن يطبق سوى في المنطقة الفرنسية في حين كانت منطقة طنجة تتوفر على نص‬
‫خاص بها وهو قانون ‪ 4‬أكتوبر ‪ .1938‬وقد خصص هذا القانون الباب األول منه لتعريف‬
‫الملكية الصناعية مع أخذ ببعض مبادئ اتفاقية باريس بمبدأ المساواة بين رعايا االتحاد وآجال‬
‫األولوية‪ ،‬كما خصص لكل حق من حقوق الملكية الصناعية بابا مستقال‪ ،‬وحدد اختصاصات‬
‫مكتب طنجة للملكية الصناعية‪ ،‬إضافة إلى تنظيمه للتصرفات القانونية التي ترد على حقوق‬
‫الملكية الصناعية من تنازل ورهن وترخيص وتحديد الجزاءات المترتبة على المساس بهذه‬
‫‪27‬‬
‫الحقوق‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قانون المنطقة الشمالية‬


‫أما فيما يتعلق بالمنطقة الشمالية التي كانت خاضعة لالستعمار اإلسباني فلم يكن بها قانون‬
‫خاص بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬بل كانت خاضعة للقانون اإلسباني وقد صدر ظهير خليفي‬

‫‪ -26‬نفس المرجع السابق‪ :‬صالح الدين الزين ص ‪.23‬‬

‫‪ -27‬البرجي محمد ‪ :‬أصل الملكية الفكرية (دراسة تاريخية) ص ‪.44‬‬

‫‪16‬‬
‫مؤرخ في ‪ 19‬فبراير ‪ 1919‬المتعلق بالملكية الصناعية‪ ،‬ويتضمن ثالثة فصول‪ ،‬وينص على‬
‫إجراء العمل في المنطقة المذكورة بالقانون اإلسباني المؤرخ في ‪ 16‬ماي ‪ 1902‬والمقتضيات‬
‫المكملة له‪ ،‬أما تسجيل حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬كان يتم بمدريد عبر المحاكم التي كانت بالمنطقة‬
‫اإلسبانية‪ ،‬إال أنه بعد استقالل المغرب أصبحت المنطقة خاضعة لظهير ‪ 23‬يونيو ‪ ،1916‬إذ تم‬
‫‪28‬‬
‫تمديد مقتضيات هذا الظهير لهذه المنطقة بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪.1958‬‬

‫رابعا ‪ :‬قانون رقم ‪ 17-97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‬


‫خالل السنوات األخيرة بدل المشرع المغربي مجهودات جبارة بخصوص‬
‫وتحديث ترسانته التشريعية وذلك من أجل وضع نصوص قانونية حديثة ومالئمة‪،‬‬ ‫مراجعة‬
‫هذه المجهودات أدت إلى وضع قوانين جديدة من بينها يمكن أن نذكر القانون المحدث للمحاكم‬
‫التجارية‪،‬القانون المتعلق بالشركات‪ ،‬مدونة التجارة ‪.‬‬

‫‪ -28‬نفس المرجع السابق‪ :‬البرجي محمد ص ‪.33‬‬

‫‪17‬‬
‫أما فيما يخص الملكية الصناعية فإن المشرع أصدر قانونا جديدا وهو قانون رقم ‪ 17-97‬المتعلق‬
‫بحماية الملكية الصناعية وذلك بمقتضى ظهير شريف رقم ‪ 1-00-19‬صادر في ‪ 15‬فبراير ‪.2000‬‬
‫وقد تم وضع هذا القانون طبقا لمقتضيات االتفاق حول جوانب حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة‬
‫وتم إعداده وفقا لخصوصيات الواقع االجتماعي واالقتصادي للمغرب ومسايرة للتطورات الناجمة عن‬
‫تدويل المبادالت التجارية العالمية خصوصا بعد التوقيع على االتفاق النهائي لمفاوضات الكات‬
‫بمراكش في ‪ 15‬أبريل ‪ 1994‬والذي تمخض عنه ميالد المنطقة العالمية للتجارة وكذا دخول االتفاق‬
‫حول جوانب حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة حيز التنفيذ ال سيما وأن المغرب أصبح عضوا‬
‫‪29‬‬
‫في هذه المنظمة المذكورة‪.‬‬

‫إال أن هناك عدة مبررات أساسية دفعت بالمتهمين في التفكير في إصالح التشريع القديم‬
‫الصادر بمقتضى ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬وهي ‪:‬‬

‫أ) عدم مسايرة التشريع القديم للتطورات التي عرفها االقتصاد العالمي في الفترات‬
‫األخيرة وبصفة خاصة بعد ميالد المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫ب ) إن النظام القانوني لحماية الملكية الصناعية كان يعرف ازدواجية في القانون ذلك‬
‫أن هذه الحماية كانت منظمة بمقتضى قوانين ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬الذي يسري على إقليم‬
‫المملكة باستثناء منطقة طنجة التي يسري عليها قانون ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1938‬هذه االزدواجية‬
‫كانت نتيجة تلك اإلرث الذي خلفه االستعمار‪.‬‬

‫وليس من المعقول لبلد حصل على االستقالل أزيد من ‪ 45‬سنة يعيش في هذه الوضعية‬
‫ولهذا كان من الضروري أن يصدر هذا القانون الجديد ليضع حدا الزدواجية القوانين التي كانت‬
‫مطبقة في المغرب في ميدان الملكية الصناعية‪.‬‬

‫‪ -29‬الوودكتور عبوود الوورحيم عنتوور عبوود الرحمووان‪ ،‬بووراءة اإلختووراع و معووايير حمايتهووا‪-‬دار الفكوور الجووامعي‬
‫اإلسكندرية ‪2009‬م ص ‪.70‬‬

‫‪18‬‬
‫وذلك بتوحيد التشريع المطبق في هذا الميدان وجعله ساري المفعول على كافة أرجاء‬
‫التراب الوطني‪.‬‬

‫ج) وضع تشريع وطني فعال يضمن حماية قانونية فعالة لحقوق الملكية الصناعية‬
‫ويوفر مناخا قانونيا مالئما للمستثمرين الوطنيين واألجانب يساعد على جلب المزيد من‬
‫‪30‬‬
‫رؤوس األموال األجنبية قصد االستثمار في المغرب‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تطور قوانين الملكية األدبية والفنية‬


‫بالمغرب‪.‬‬
‫عرف المغرب عبر مراحله التاريخية تشجيعا للثقافة والفكر‪ ،‬سيما في عهد الدولة‬
‫الموحدية باألخص على يد عبد المومن حيث جمع إلى حسن سياسته حسن التصرف في‬
‫األدب والفنون‪ .‬كما عرف المغرب استقرارالسلطة المركزية في عهد أحمد المنصور‬
‫الذهبي وكذا خالل القرن ‪ 18‬في عهد موالي محمد بن عبد هللا وهذا حافز لتشجيع الثقافة‬
‫والفكر كما عرف عهد المنصور الذهبي إرسال البعثات للمشرق العربي تربط جسور ثقافة‬
‫في مصر‪ ،‬أما موالي عبد الرحمان فقد قدم معونات مالية ألغراض علمية ومع ذلك لم نجد‬
‫إشارة إلى حماية حقوق المؤلف إال فيما يخص بعض المكافآت التي يمكن إدراجها في إطار‬
‫‪31‬‬
‫الحقوق المالية‪.‬‬

‫وكان أول مشروع لحماية حق المؤلف هو ظهير ‪ 21‬شعبان ‪ 1334‬الموافق ل ‪23‬‬


‫يونيو ‪ 1916‬أي بعد فرض الحماية الفرنسية بنحو أربع سنوات‪ ،‬ومما جاء في الفصل‬
‫األول من هذا الظهير هو حماية حقوق المؤلف كيفما كانت جنسيته لمؤلفاته األدبية ويالحظ‬

‫‪-30‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ :‬الدكتور عنتر عبد الرحيم عبد الرحمان ص ‪.23‬‬

‫‪ -31‬أحمد محمد موسى‪ :‬التطور الكرونولووجي للملكيوة الفكريوة بوالمغرب دار الفكور طبعوة ‪ 1‬سونة ‪1999‬‬
‫ص ‪.44‬‬

‫‪19‬‬
‫من خالل هذا الفصل أن الحماية تشمل الوطنيين واألجانب‪ .‬وهذا ربما ناتجا عن كون‬
‫المغرب لم يدخل بعد إطار االتفاقيات الدولية‪ ،‬إلى أن صدر أول ظهير‬

‫بتطبيق اتفاقية برن المتعلقة بحماية المصنفات األدبية والفنية التي وقعت في برن في‬
‫‪ 09‬شتنبر ‪ 1886‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ 1917‬ثم ظهير ‪ 09‬يونيو ‪ 1926‬المطبق في منطقة‬
‫طنجة الدولية ثم ظهير ‪ 06‬جمادى الثانية ‪ 1351‬موافق ‪ 07‬أكتوبر ‪ 1932‬المتعلق باإليداع‬
‫القانوني للمطبوعات‪ ،‬من طرف صاحب المطبعة أو المنتج وكذا الناشر في اإلدارة‬
‫المخصصة بذلك في كل ناحية إدارية أو تبعت رأسا إلى المكتبة العامة للدولة فظهير ‪16‬‬
‫يوينو ‪ 1916‬المتعلق بتمديد الحماية لحقوق المؤلف بسبب الحرب ثم ظهير ‪24‬‬
‫دجنبر ‪ 1934‬الذي يعطي الصالحية للمكتب األفريقي لحقوق التأليف والمكتب األفريقي‬
‫لرجال األدب والمؤلفين وكتاب المحاضرات في إدارة حقوق المؤلفين بالمغرب‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫بدأت تصدر بين الفينة واألخرى ظهائر ومراسيم تنظيمية كظهير‪ 10‬دجنبر ‪ 1963‬المتعلق‬
‫بتصريحات المداخيل ومراقبتها وفي ‪ 08‬مارس ‪ 1965‬يصدر وكيل الوزارة في األنباء‬
‫والسياحة والفنون الجميلة والصناعة التقليدية قرار رقم ‪ 64.721‬يطبق بموجبه في المنطقة‬
‫السابقة للحماية اإلسبانية وإقليم طنجة‪ ،‬التشريع الخاص باإليداع القانوني للمؤلفات األدبية‬
‫والفنية وحمايتها أي ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬المتعلق بحقوق التأليف وظهير أكتوبر ‪1932‬‬
‫المتعلق باإليداع القانوني وكذا ظهير ‪ 24‬دجنبر ‪ 1943‬بشأن المكتب اإلفريقي لحقوق‬
‫المؤلفين ومكتبة رجال األدب وكتاب المحاضرات وظهير ‪ 18‬يونيو ‪ 1951‬بشأن تطبيق‬
‫اتفاقية برن وقد صدر هذا القرار بناء على مقتضيات ظهير ‪ 31‬ماي ‪ 1958‬بشأن توحيد‬
‫التشريع في مجموع أنحاء التراب المغربي‪ ،‬ويالحظ أنه في اليوم نفسه أي ‪ 08‬مارس‬
‫‪ 1965‬وبمقتضى مرسوم رقم ‪ 2.64.406‬الصادر عن الوزير األول بتاريخ ‪ 8‬مارس‬
‫‪ 1965‬ثم إحداث المكتب المغربي لحقوق التأليف مكان المكتب اإلفريقي لحقوق المؤلفين‬

‫‪20‬‬
‫والمكتب اإلفريقي لرجال األدب وكتاب المحاضرات وفي ‪ 29‬يوليو ‪ 1970‬صدر ظهير‬
‫‪32‬‬
‫رقم‪ 1.69.135‬بشأن حماية المؤلفات األدبية والفنية الذي ألغى ظهير ‪ 23‬يونيو ‪.1916‬‬

‫وقد اشتمل ظهير ‪ 29‬يونيو ‪ 1970‬على ‪ 65‬مادة موزعة في ‪ 9‬أبواب يحمل كل باب‬
‫منها عنوانا‪.‬‬

‫ونظرا للتحوالت التي عرفها المجتمع الدولي على أثر التوقيع على اتفاقية الكات والتي‬
‫تمخضت عنها ميالد المنظمة العالمية للتجارة التي دعت جميع الدول النامية تحديث‬
‫ترسانتها التشريعية قام المشرع المغربي بإصدار ظهير شريف رقم ‪ 1-00-20‬بتاريخ ‪09‬‬
‫ذي القعدة ‪ 1420‬الموافق ل ‪ 15‬فبراير بتنفيذ القانون رقم ‪ 2-00‬المتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة الذي حل محل القانون القديم بحيث نصت المادة ‪ 71‬من القانون الجديد‬
‫بنسخ الظهير الشريف رقم ‪ 1-69-135‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬جمادى األولى ‪ 1370‬الموافق‬
‫‪33‬‬
‫لـ ‪ 29‬يونيو ‪ 1970‬بشأن حماية المؤلفات األدبية والفنية‪.‬‬

‫هذا القانون الجديد يشمل على ‪ 71‬مادة موزعة على ‪ 6‬أبواب‪.‬‬

‫يتعلق الباب األول ‪ :‬بحقوق المؤلف‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬حقوق فناني األداء ومنتجي المسجالت الصوتية وهيآت اإلذاعة (‬
‫الحقوق المجاورة )‪.‬‬

‫الباب الثالث ‪ :‬التسيير الجماعي‬

‫الباب الرابع ‪ :‬التدابير والطعون والعقوبات ضد القرصنة والمخالفات األخرى‪.‬‬

‫‪ -32‬نفس المرجع السابق‪ :‬أحمد محمد موسى ص ‪.45‬‬

‫‪ -33‬الدكتور حسام الدين عبد الغني الصغير‪ ،‬التعريف بحقوق الملكية ندوة الويبو‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الباب الخامس ‪ :‬ميدان تطبيق القانون‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الباب السادس ‪ :‬أحكام مختلفة وختامية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المصادر الدولية لحقوق الملكية الفكرية‬


‫يقصد بالمصادر الدولية المعاهدات واالتفاقيات الدولية سواء تعلق األمر باالتفاقيات‬
‫الجماعية أو الثنائية وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل سنة ‪ 1883‬لم تكن حقوق الملكية الفكرية‬
‫محمية دوليا‪ ،‬حيث كان لكل دولة مطلق الحرية في سن تشريعاتها كما تريد بدون قيد وال‬
‫شرط‪ ،‬لكن مع تطور التجارة وانتقال السلع والبضائع خارج إقليم الدولة دون أن تجد إطارا‬
‫قانونيا بحميها من التزييف والتقليد‪ ،‬مما بدأ التفكير في توحيد قوانين الملكية الفكرية بإبرام‬
‫‪35‬‬
‫اتفاقيات دولية‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم هذه االتفاقيات إلى نوعين ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬وهو ذلك النوع الذي يشكل اإلطار العام لحماية الملكية الفكرية أو ما‬
‫يعبر عنه باالتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ينحصر موضوعه في االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫‪ -34‬نفس المرجع السابق ‪ :‬الدكتور حسام الدين عبد الغني الصغير‪.‬‬


‫‪-35‬‬
‫الدكتورة وداد العيدوني‪ :‬النظام القانوني للملكية الفكرية يونس عرب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية‬
‫المرتبطة بالتجارة‪.‬‬
‫يعتبر موضوع حماية حقوق الملكية الفكرية من أكثر المواضيع صعوبة وتشابكا‬
‫سواء أكان فيما يتعلق بالتفاوض حول التوصل إلى اتفاقية دولية بشأنها‪ ،‬أو صياغة‬
‫التشريعات الوطنية الخاصة بها‪ ،‬أو وضع تلك التشريعات الوطنية موضع التنفيذ وتعتبر‬
‫االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة التجارة التي أسفرت عنها جولة أورغواي‬
‫للمفاوضات التجارية المتعددة األطراف خير مثال على ذلك ويجري تطبيق هذه االتفاقية في‬
‫إطار المنظمة العالمية للتجارة التي تم إنشاءها بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ 1994‬في إطار اتفاقية‬
‫مراكش‪ ،‬وشرعت في العمل في فاتح يناير ‪ 1995‬بمدينة جنيف ويبلغ عدد الدول في هذه‬

‫المنظمة ‪ 154‬دولة إلى غاية ‪ 5‬فبراير ‪.2003‬وقد أقرت االتفاقية المتعلقة بحقوق‬
‫الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة بمبدأين أساسين في مجال حماية الملكية الفكرية وهما‬
‫مبدأ المعاملة الوطنية وكذلك مبدأ الدولة األولى بالرعاية‪.‬‬

‫وقد نص الجزء الثاني من اتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة‪،‬‬
‫على المعايير الدنيا لحماية حقوق الملكية الفكرية من حيث توفرها ونظامها واستعمالها‪.‬‬
‫ويحتوي هذا الجزء على ثمانية أقسام تتعلق على التوالي بحق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة والعالمات والبيانات الجغرافية والنماذج الصناعية والبراءات وتصاميم تشكل (‬
‫طبوغرافية ) الدوائر المندمجة وحماية المعلومات السرية والرقابة على الممارسات غير‬
‫التنافسية في التراخيص التعاقدية‪.36‬‬

‫‪ -36‬عز الدين يسني‪ :‬دراسوات فوي القوانون التجواري المغربوي‪ ،‬الجوزء الثواني األصول التجواري مطبعوة‬
‫النجاح الجديدة الطبعة األولى ‪.2001‬‬

‫‪23‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق‬
‫الملكية الفكرية‪.‬‬
‫تتجلى االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬في االتفاقيات الخاصة‬
‫بحماية حقوق الملكية الصناعية واالتفاقيات الخاصة بحماية الملكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بحماية الملكية الصناعية‪.‬‬


‫خالل القرن ‪ 19‬وقبل إصدار أي اتفاقية دولية في مجال الملكية الصناعية‪ ،‬كان من‬
‫الصعب إلى حد ما الحصول على حق حماية الملكية الصناعية في مختلف دول العالم بسبب‬
‫اختالف القوانين اختالفا كبيرا‪ ،‬إال أنه خالل النصف الثاني من القرن ‪ ،19‬ظهرت الحاجة‬
‫الملحة إلى تنسيق قوانين الملكية الصناعية‪ ،‬على أساس دولي وعلى أساس عالمي‪ .‬والسبب‬
‫في ذلك يرجع إلى تزايد التدفق التكنولوجي على الصعيد الدولي وكذلك زيادة حجم التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬مما جعل هذا التنافس ضرورة ملحة في مجالي البراءات والعالمات التجارية‪.‬‬
‫وبرزت فكرة وضع اتفاقية دولية لحماية الملكية الصناعية بشكل عام خالل مؤتمر باريس‬
‫الدولي الذي انعقد سنة ‪ ،1878‬تمخض عنه الدعوى إلى عقد مؤتمر دولي‬
‫ديبلوماسي لغايات تحديد قواعد اإلطار التشريعي في حقل الملكية الصناعية‪ ،‬وعلى إثر‬
‫ذلك قامت حكومة فرنسا في عام ‪ 1880‬بتحضير مسودة نهائية تقترح اتحادا عالميا لحماية‬
‫الملكية الصناعية‪ ،‬وأرسلت تلك المسودة مع بطاقات دعوة لسائر الدول للحضور إلى‬
‫باريس لمناقشة تلك المسودة‪ .‬وقد حوت هذه األخيرة في جوهرها المواد الرئيسة التي‬
‫مازالت تشكل الخطوط العريضة لما يسمى باتفاقية باريس‪ ،‬ثم عقد مؤتمر ديبلوماسي في‬
‫باريس في ‪ 20‬مارس ‪ 1883‬حضرته إحدى عشر دولة وهي ‪ :‬بلجيكا والبرازيل‬
‫‪37‬‬
‫والسلفادور وفرنسا وغواتيماال وإيطاليا وهولندا والبرتغال وصربيا وإسبانيا وسويسرا‪.‬‬

‫‪ -37‬الدكتور سعد بن عبود هللا حموود المعشوري‪ ،‬حقووق الملكيوة الصوناعية‪ ،‬دراسوة فقهيوة مقارنوة فوي ظول‬
‫التشريع العماني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة طبعة ‪ 2010‬ص ‪ 40‬و ‪.41‬‬

‫‪24‬‬
‫فأخرجت إلى الوجود اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية لسنة ‪ 1883‬وقد بدأ‬
‫سريانها في ‪ 7‬نونبر ‪.1884‬‬

‫وهذه االتفاقية تشكل العمود الفقري في حماية الملكية الصناعية‪ ،‬وقد تم تعديلها عدة‬
‫مرات‪ .‬إن أعضاءها يتزايدون باستمرار إذ انتقل العدد من ‪ 11‬دولة لسنة ‪ 1883‬إلى ‪164‬‬
‫دولة إلى غاية ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،2003‬وأصبح المغرب طرفا في هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 30‬يونيو‬
‫‪.1917‬‬

‫إلى جانب اتفاقية باريس بشأن حماية الملكية الصناعية سمحت هذه األخيرة من خالل‬
‫مادتها ‪ 19‬ألعضائها بإبرام اتفاقيات أخرى فيما بينها‪ ،‬شريطة أال تتعارض مع المبادئ‬
‫األساسية التي أتت بها االتفاقية‪.‬‬

‫وبالفعل فقد أبرمت عدة اتفاقيات خاصة بحماية المبتكرات الجديدة وأخرى خاصة‬
‫‪38‬‬
‫بحماية االشارات المميزة‪.‬‬

‫من بين أبرز االتفاقيات التي أبرمت لحماية المبتكرات الجديدة نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ )1‬معاهدات واشنطن بشأن التعاون في ميدان البراءات ‪:‬‬

‫طرأت فكرة إعداد معاهدة التعاون الدولي في مجال البراءات على ذهن الواليات‬
‫المتحدة األمريكية في الستينات بهدف مواجهة مشكلة ازدياد طلبات براءات االختراع و‬
‫نفقات اختيار مدى جدة االختراعات‪ ،‬كذلك تكرار هذه االختيارات في كل دولة يطلب‬
‫المخترع فيها حماية اختراعه لديها‪ .‬وقد بادرت اللجنة التنفيذية التحاد باريس لحماية الملكية‬
‫الصناعية سنة ‪ 1966‬إلى دراسة الحلول الممكنة الكفيلة للقضاء على كل عمل غير مجد‬
‫ليس فقط بالنسبة للمكاتب الوطنية التي تستقبل طلبات الحصول على البراءات‬

‫‪ -38‬نفس المرجع السابق‪ :‬الدكتور سعد بن عبد هللا حمود المعشري ص ‪.42‬‬

‫‪25‬‬
‫بل كذلك للمودعين لهذه الطلبات‪ .‬وفي سنة ‪ 1967‬هيأت المكاتب الدولية المتحدة‬
‫لحماية الملكية الفكرية ‪ BIRPI‬مشروع للمعاهدة وعرضته على أنظار لجنة من الخبراء‪،‬‬
‫وبعد العديد من المفاوضات تم المصادقة على معاهدة التعاون بشأن البراءات وذلك‬
‫بالمناظرة الديبلوماسية التي تم عقدها بواشنطن بتاريخ ‪ 19‬يونيو‪ .1970‬وقد تم تعديل هذه‬
‫المعاهدة سنة ‪ 1979‬وسنة ‪ 1984‬وكذا سنة ‪ 2001‬ويبلغ عدد الدول أطراف هذه المعاهدة‬
‫‪ 123‬دولة إلى غاية ‪ 15‬أكتوبر ‪ .2003‬ومن بينها المغرب الذي صادق على هذه المعاهدة‬
‫‪39‬‬
‫بمقتضى ظهير شريف رقم ‪ 1-99-121‬بتاريخ ‪ 8‬يونيو ‪.1999‬‬

‫‪ )2‬اتفاقية استراسبورغ بشأن التصنيف الدولي لبراءات االختراع ‪:‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 1971‬ودخلت حيز التنفيذ سنة ‪،1975‬‬
‫وبموجبه أصبحت المنظمة العالمية للملكية الفكرية تكفل وحدها بمسؤولية إدارة التصنيف‬
‫الدولي لبراءات االختراع دون المجلس األوروبي‪ .‬وقدم تعديل هذه االتفاقية سنة ‪.1979‬‬
‫ويبلغ عدد الدول األطراف في االتفاقية ‪ 54‬دولة ليس من بينها المغرب إلى غاية ‪15‬‬
‫أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪ )3‬معاهدة واشنطن بشأن الملكية الفكرية فيما يخص الدوائر المتكاملة‪:‬‬

‫أبرمت هذه المعاهدة في ‪ 26‬ماي ‪ .1989‬فحسب المادة ‪ 15‬من المعاهدة يجوز لكل‬
‫دولة عضو في المنظمة العالمية للملكية الفكرية أو في األمم المتحدة أن تصبح طرفا في‬
‫المعاهدة‪ .‬وتصبح كل دولة أو منظمة دولية حكومية طرفا في المعاهدة بموجب إيداع وثائق‬
‫‪40‬‬
‫تصديقها أو موافقتها أو انضمامها لدى المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية‪.‬‬

‫‪ -39‬لدكتور صالح الدين الناهي‪ :‬الوجيز في الملكية الصناعية و التجارية دار العرفان عمان‪.‬‬

‫‪ -40‬سووميحة القليوووبي‪ :‬مرجووع سووابق‪ :‬الملكيووة الصووناعية‪ ،‬دار النهضووة العربيووة‪ ،‬القوواهرة الطبعووة الخامسووة‬
‫‪ 2005‬ص‪.10‬‬

‫‪26‬‬
‫وبالرغم من عدم دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ فقد أدرجت في االتفاقية المتعلقة‬
‫بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة باإلحالة عليها‪ .‬وقد أدخلت على هذه المعاهدة عدة‬
‫تعديالت وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬أصبحت مدة الحماية ‪ 10‬سنوات عوض ‪ 8‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -2‬أصبح حق االستثمار يشمل أيضا المنتجات التي تتضمن دوائر متكاملة فيها تصميم‬
‫محمي‪.‬‬

‫‪ -3‬زاد تقييد الظروف التي يجوز فيها االنتفاع بالتصميمات دون موافقة أصحاب‬
‫الحقوق‪.‬‬

‫اتفاقية الهاي بشأن اإليداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬

‫لقد تم التوقيع على هذه االتفاقية في ‪ 6‬يونيو ‪ 1925‬ودخلت حيز التنفيذ سنة ‪،1928‬‬
‫وقد تمت مراجعة هذه االتفاقية عدة مرات خصوصا بلندن سنة ‪ 1934‬وبالهاي سنة‬
‫‪ .1960‬وأصبح المغرب طرفا في اتفاقية الهاي لسنة ‪ 1925‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 1930‬ثم‬
‫أصبح طرفا في عقد لندن ‪ 1934‬بتاريخ ‪ 21‬يناير‪ 1941‬ثم أصبح طرفا في كل من عقد‬
‫الهاي لسنة ‪ 1960‬وعقد استوكهولم لسنة ‪ 1967‬بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1999‬وذلك بمقتضى‬
‫ظهير ‪ 19‬ماي ‪ ،2000‬وقد وصل عدد الدول في اتحاد الهاي على ‪ 36‬دولة إلى غاية ‪15‬‬
‫‪41‬‬
‫أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪ )5‬اتفاقية لوكارنو بشأن التصنيف الدولي للرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ 1968‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 28‬أبريل ‪.1971‬‬
‫وقد بلغ عدد الدول األطراف في هذه االتفاقية ‪ 43‬دولة إلى غاية ‪ 15‬أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪ -41‬نفس المرجع السابق‪ :‬ص ‪.12‬‬

‫‪27‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقيات خاصة بحماية الشارات المميزة‬
‫اتفاقية مدريد بشأن التسجيل الدولي للعالمات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ 1891‬ودخلت حيز التنفيذ ‪ ،1892‬كما عرفت‬
‫عدة تعديالت‪ .‬وقد صادق المغرب على هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 30‬يوليو ‪.1917‬ويهدف‬
‫االتفاق إلى تيسير إجراءات تنظيم الحماية الدولية للعالمات‬

‫والتوفير في النفقات‪ .‬كما وضعت المنظمة العالمية للملكية الفكرية بروتوكوال وذلك‬
‫بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ 1989‬وقد صادق عليه المغرب بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪.1991‬‬

‫اتفاقية مدريد المتعلق بمعاقبة بيانات المصدر المزورة أو الخادعة للمنتجات ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ 1891‬وعدلت عدة مرات وقد أصبح المغرب‬
‫عضوا في اتفاق مدريد بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪1917‬وأصبح طرفا في عقد لشبونة لسنة ‪1958‬‬
‫بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪ 1967‬وتهدف االتفاقية إلى حماية السلع والخدمات الصادرة من جهة أو‬
‫بلد أو مكان محدد‪ ،‬حيث تركز في العنصر الجغرافي‪ .‬وبذلك فهي تساهم في مكافحة الغش‬
‫‪42‬‬
‫الدولي في السلع والمنتجات‪.‬‬

‫اتفاقية لشبونة لحماية تسميات المنشأ ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1958‬وعدلت باستوكهولم بتاريخ ‪ 14‬يونيو‬


‫‪ 1967‬وقد صادق عليها المغرب‪.‬‬

‫‪ -42‬الدكتور هاني دويرار‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية ‪ 2004‬ص‪.217‬‬

‫‪28‬‬
‫والتفاق لشبونة أهمية كبرى بالنسبة للدول التي تتميز منتجاتها الزراعية أو صناعاتها‬
‫اليدوية بجودة عالية من حيث حماية تسميات مصدر المنتجات على المستوى الدولي في‬
‫‪43‬‬
‫األسواق الخارجية‪.‬‬

‫‪ -4‬معاهدة فيينا المتعلقة بسجل العالمات التجارية ‪:‬‬

‫أبرمت هذه المعاهدة بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 1973‬وتنص على التسجيل المباشر من طرف‬
‫المودع إذ أن التسجيل الدولي يتم على أساس طلب دولي‪ .‬وإن المغرب لم يصادق على هذه‬
‫المعاهدة كبقية الدول النامية لكونه ال يملك الوسائل التجارية والفنية والبشرية لمراقبة‬
‫صالحية عالمة أجنبية التي من شأن آثارها أن تسري مباشرة فوق ترابها والحال أنها تكون‬
‫لم تتلق على األقل‪ ،‬مراقبة دولية في البلد األصلي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بحماية الملكية األدبية والفنية‪.‬‬


‫بدأ التفكير في حماية حقوق الملكية األدبية والفنية على الصعيد الدولي حوالي منتصف‬
‫القرن ‪ 19‬تقريبا على أساس االتفاقيات الثنائية‪ .‬وكانت هذه االتفاقيات الثنائية تنص على‬
‫االعتراف المتبادل بالحقوق ولكنها لم تكن شاملة بما فيه الكفاية كما لم تكن من نمط موحد‪.‬‬

‫أفضت الحاجة إلى نظام موحد إلى إعداد واعتماد اتفاقية برن بشأن حماية المصنفات‬
‫األدبية والفنية في ‪ 9‬شتنبر ‪ .1886‬وهي أقدم اتفاقية دولية في مجال الملكية األدبية والفنية‬
‫واالشتراك فيها متاح لجميع الدول‪ .‬وتودع وثائق التصديق أو االنضمام إلى المدير العام‬
‫للمنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ ،‬لقد تعرض نص االتفاقية األصلي لمراجعات عديدة منذ‬
‫اعتمادها لتحسين النظام الدولي للحماية الذي توفره االتفاقية‪ .‬وقد صادق على هذه االتفاقية‬
‫‪ 151‬دولة إلى غاية ‪ 15‬أكتوبر ‪ 2003‬صادق المغرب عليها بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪.1917‬‬

‫‪ -43‬عبد اللطيف هداية هللا‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1984-83‬ص ‪.221‬‬

‫‪29‬‬
‫وهدف اتفاقية برن كما هو مذكور هو حماية حقوق المؤلفين في مصنفاتهم‬
‫األدبية أقصى حد ممكن‪.‬‬

‫بعد تبني االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة تزايد العمل‬
‫التحضيري الخاص بالمعايير الجديدة لحق المؤلف والحقوق المجاورة في لجان الويبو وذلك‬
‫لمعالجة المشاكل التي لم يتناولها اتفاق تريبس‪ ،‬ولتحقيق هذا الهدف تبنى مؤتمر الويبو‬
‫الديبلوماسي حول مسائل معينة خاصة بحق المؤلف والحقوق المجاورة عام ‪1996‬‬
‫‪44‬‬
‫والمعاهدتين هما معاهدة الويبو لحق المؤلف ومعاهدة الويبو لألداء والتسجيالت الصوتية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية‬


‫وفق التشريع المغربي‪.‬‬
‫إن األعمال الفكرية سواء أكانت أدبية أم فنية أو موسيقية أو صناعية في حاجة إلى‬
‫حماية وطنية ودولية لفائدة مؤلفها ال سيما ان وسائل النسخ العصرية تعرض المؤلفين الى‬
‫ضياع مجهوداتهم وفقدان حقوقهم وتثبيط معنوياتهم‪.‬‬

‫تعتبر الملكية الفكرية ظاهرة حديثة مقارنة بالمواضيع االخرى التي عالجها القانون منذ‬
‫ظهوره وبسط نفوذه‪.‬‬

‫ان ظاهرة االدب والفن واالكتشافات واالختراعات سواء نظرنا اليها من حيث طبيعتها‬
‫الذاتية او من حيث الوظائف واالهداف فانها كلها تعد واحدة من التجليات االساسية للعقل‬
‫البشري منذ فجر التاريخ‪.‬‬

‫ان مرحلة الالقانون التي عرفها اانسان في تنظيم هذه الموضوعات ومانتج عنها من تقلص‬
‫في االبداع الفكري والمجهود الفردي لم تكن قدرا محتوما بل مانفك ان بسط القانون نفوذه‪.‬‬

‫‪ :‬ص ‪.67‬‬ ‫‪ -44‬نفس المرجع السابق‬

‫‪30‬‬
‫وللغوص في مظاهر الحماية القانونية للملكية سنعمل على جرد أهميتها (المطلب األول)‪،‬‬
‫على أن نتطرق في مبحث ثاني إلى مظاهر القانونية سواء الدولية أو الوطنية للملكية‬
‫الفكرية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أهمية الملكية الفكرية‪.‬‬


‫قال سقراط قديما‪":‬أن ابتداع الفكر أعلى درجات اللذة النفسية التي يمكننا أن نحصل عليها في‬
‫حياتنا"‪.‬‬
‫لقد بذل الكثير من فطاحل الفن واألدب والعلم الجهود المضنية وأبدعوا في كل أنواع اإلنتاج‬
‫الذهني وبذلوا عصارة فكرهم وصحتهم الثمينة في سبيل رفاهية اإلنسانية وتقدمها‪.‬‬

‫صحيح أنه كلما كبرت النفوس ضاقت األبدان ذرعا بها وتعبت في تحقيق مرادها وأمانيها‪.‬‬
‫لقد بدأ اإلنتاج الذهني لإلنسان منذ العصر السحيقة بل ومنذ استطاعته مالحظة تفهم ما يحيط‬
‫به وقبل أن يبدأ بالتعبير عن رأيه بالكالم ويتقن فن البيان‪.‬‬

‫كان لدى المجتمعات البدائية أقوام يتفوقون على غيرهم في إظهار شعورهم وإحساسا تهم عن‬
‫طريق الرقص‪ ،‬وحركات العبير عن الفرح والحزن قبل أن يخترعوا ويتقنوا فن نحت‬
‫األحجار وصقلها‪ ،‬وعمل شباك صيد الحيوانات وهذا البصيص األول لنور اإلنتاج الذهني‬
‫ذلك اإلنتاج الذي يسطع من الذهن ليغير باستمرار معالم المدنية ويمال على التطور والتقدم‪،‬‬
‫وهو يشمل كل إبداع ذهني سواء كان شعرا أو نثرا‪ ..‬أو موسيقى أو رسما‪ ..‬أو صورة‪ ..‬أو‬
‫تمثاال أو اختراعا‪...‬‬

‫إن الملكية الفكرية في صورتها الراهنة قد ظهرت نتيجة التطور والتقدم العلمي‬

‫والتكنولوجي الذي يسود عصرنا الحاضر‪ ،‬وأن الملكية الفكرية بفرعيها سواء ما اصطلح‬
‫على تسميته بالملكية األدبية والفنية أو حق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬أو ما أصطلح على‬
‫تسميته بحق المخترع أو الملكية الصناعية‪ ,‬فهي جميعها حقوق ذهنية‪ ,‬من إنتاج الذهن وخلقه‬

‫‪31‬‬
‫وابتكاره ومع ذلك فلكل من نوع الملكيتين له مراحل تطوره وظهوره وخصوصيته كما‬
‫سنرى ذلك في حينه‪....‬‬

‫أما يجب توفره في الشيء محل الملكية الفكرية فيمكن اختصاره في‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ال يكون هذا الشيء خارجا عن دائرة التعامل سواء بطبيعته أو بحكم القانون (‪)75‬‬
‫ومن ثم ال يستطيع أحد أن يقوم بتسجيل اختراع أو اكتشاف جديد باسمه إذا كان ذا االبتكار‬
‫مخال بالنظام واآلداب العامة ومخالفا ألحكام القانون‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون محل الملكية شيأ غير مادي أي غير محسوس كاألفكار واالختراعات‪ ،‬على‬
‫عكس الملكية العينية فالشيء يكون ماديا محسوسا‪ ،‬كاألرض‪ ،‬والمباني‪.‬‬

‫‪ -3‬يشترط في محل الملكية الفكرية أن يكون منقوال‪ ،‬ويدخل ضمن هذا المعني الكتب‪،‬‬
‫والمصنفات األدبية والفنية‪ ،‬والموسيقية والرسومات‪ ،‬والنماذج الصناعي‪ ...‬وكل أنواع‬
‫الملكية الفكرية من أفكار وإبداعات ذهنية عقلية‪.‬‬

‫إن األفكار ومنتجات الذهن كثيرة ومتعددة تبعا لتعدد واختالف أوجه االبتكار اإلنساني‪ ،‬منها‬
‫ما يتعلق بالجوانب الصناعية كاالختراعات‪ ،‬واالكتشافات والنماذج والرسومات الصناعية‪...‬‬
‫ومنها ماله طابع تجاري كالعالمات التجارية‪ ،‬واالسم التجاري والسمعة التجارية والمحل‬
‫التجاري‪..‬‬
‫إن لكل نوع من هذا اإلنتاج الفكري نظام يحكمه ويبين ماهيته وبهذا فالملكية الفكرية في‬
‫عمومها تأتي على كل شيء غير مادي‪ ،‬تخول صاحبها احتكا استغالل ذلك اإلنتاج أن هذه‬
‫القيمة فهي سلطة مباشرة تمكنه من االستئثار واالنتفاع المالي لثمرة عمل أو جهد صاحب‬
‫الحق الذهني أو لنشاطه دون إعراض وذلك خالل المدة المحددة قانونا‪. 45‬‬

‫‪ -45‬راجع في موضوع حماية مصنفات الفنون الجميلة‪ :‬ياسر عمر أمين أبو النصر‪ ،‬موسوعة ‪ ˮ‬الجـاموـع‬
‫اليـاســر في حق المؤلـف وقانـون سـوق الفـن في مصـر وفرنسـا‟‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪32‬‬
‫وإجماال‪ :‬فحقوق الملكية الفكرية هي مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى تنظيم طائفتين‬
‫رئيسيتين من الحقوق هما‪:‬‬

‫‪ -1‬حقوق المؤلفين والمنتجين والفنانين أو ما يطلق عليه مصطلح "الملكية األدبية والفنية‪".‬‬
‫‪ -2‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬وهي مجموعة من الحقوق المعنوية ترد على أشياء غير مادية‬
‫تخول ألصحابها الحق فيها‪ ،‬حقا مانعا في استغاللها أو استعمالها‪ ،‬ويدخل في نطاقها كل ما‬
‫يرد من ابتكارات صناعية جديدة كبراءات االختراع والرسوم والنماذج الصناعية التي‬
‫تستعمل لتمييز منتجات معينة من تلك المشابهة أو المنافسة لها‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -3‬وتبدو أهمية الملكية الفكرية على مستوى كل دولة كمؤشر لتقدم الدولة أو تخلفها ‪.‬‬
‫فمتى كانت مسرحا لالختراعات واالكتشافات‪ ،‬واالبتكارات األدبية والفنية والتكنولوجية‪،‬‬
‫والصناعة والتجارة تنعدم فيها مظاهر التطور واإلبداع‪ ،‬كانت الدولة متطورة والعكس‬
‫صحيح ونظرا ألهمية اإلنتاج الفكري وحيويته سارعت كل دولة في إلى سن قوانين لحماية‬
‫ما تم التوصل إليه من ابداع‪.46‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحماية القانونية الدولية و الوطنية‬


‫للملكية الفكرية‪.‬‬
‫عرفت الملكية الفكرية تطورات متسارعة على المستوى الدولي و الوطني‪ ،‬و لعل تبرير‬
‫هذا راجع باألساس إلى التنوع القانوني لجميع أنوع الملكية الفكرية سواء الصناعية أو‬
‫التجارية أو األدبية و الفنية‪ ،‬و حيث أن التطورات التي شهدها المغرب كانت إنعكاسا‬
‫للتطورات الدولية في هذا الصدد‪ ،‬و بالنظر ألهمية هذا األخير سنعمل على إستجالء بعض‬
‫مظاهر الحماية القانونية الدولية للملكية الفكرية (الفرع األول)‪ ،‬و التي أخذ منها المغرب‬
‫الكثير وفق خصوصياته اإلقتصادية و الفكرية و األدبية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -46‬مرجع سابق‪ :‬ياسر عمر أمين أبو النصر‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪33‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية‬
‫دوليا‪.‬‬
‫يمكن إبراز مظاهر الحماية القانونية للملكية دوليا عبر إنشاء العديد من المنظمات‬
‫العالمية من أجل السهر و الدفاع عن الحقوق القانونية للملكية الفكرية و تبقى أبرزها المنظمة‬
‫العالمية للملكية الفكرية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم الهيئات الدولية الخاصة من قبيل الجمعية الفرنسية‬
‫للمؤلفين و الملحنين و ناشري الموسيقى( الفقرة الثانية)‪ ،‬أما على مستوى المجتمع العربي‬
‫لحماية الملكية الصناعية و الذي أسس سنة ‪( 1967‬الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‬


‫إن االهتمام العالمي بالملكية الفكرية عامة وحماية عمليات اإلبداع واالبتكار أدى إلى‬
‫تأسيس المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي يشار إليها بلفظ الويبو وباإلنجليزية ‪WIPO‬‬
‫وبالفرنسية ‪ O.M.P.I‬وذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها في استكهولم بتاريخ ‪1967-07-17‬‬
‫تحت عنوان‪ :‬اتفاقية إنشاء المنظمة العامية للملكية الفكرية‪ ،‬وفور اإلعالن عن اشائها‬
‫سارعت الدول إلى االنضمام إليها ووصل عددها إلى ‪ 175‬دولة عام ‪ 2000‬أي ما يعادل‬
‫‪ %90‬من دول العالم‪.‬‬

‫وقد انضمت الجزائر إلى المنظمة بمقتضى أمر رقم ‪ 2-75‬مكرر المؤرخ في ‪-01-09‬‬
‫‪.1975‬‬
‫يقع مقر الويبو في جنيف وتعتبر إحدى الوكاالت الستة عشر التابعة لمنظمة األمم المتحدة‪،‬‬
‫وتهدف إلى ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬دعم الملكية الفكرية في كل أنحاء العالم بفضل تعاون الدول بعضها مع بعض‬
‫‪ -‬ضمان التعاون اإلداري فيما بين اتحادات الملكية الفكرية‪.47‬‬

‫وفي ‪ 1995- 01- 01‬كانت الويبو تشرف على االتحادات التالية‪ :‬إتحاد برن بشان حماية‬
‫المصنفات األدبية والفنية‪.‬‬

‫اتفاقية روما بشان حماية فناني األداء ومنتجي التسجيالت الصوتية وهيئات االذاعة التي تتم‬
‫ادارتها بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واتفاقية جنيف بشان حماية منتجي‬
‫الفونوغرامات من استنساخ فونوغراماتهم دون تصحيح‪.‬‬

‫اتفاقية بروكسل بشان توزيع االشارات الحاملة للبرامج المرسلة عبر التوابع الصناعية‪.‬‬
‫وتتمثل عناصر الملكية الفكرية طبقا لنص المادة ‪ 8/2‬من التفاقية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المصنفات االدبية والفنية والعلمية‪.‬‬


‫‪ -2‬منجزات الفنانين القائمين باالداء‪ ،‬الفونوغرامات‪ ،‬وبرامج االذاعة والتلفزيون‪.‬‬
‫‪ -3‬االختراعات في جميع مجاالت االجتهاد االنساني‪.‬‬

‫‪-4‬االكتشافات العلمية‪.‬‬

‫‪ -5‬الرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬

‫وجميع الحقوق االخرى الناتجة عن النشاط الفكري في المجاالت الصناعية والعلمية واالدبية‬
‫والفنية‪.‬‬

‫‪ -47‬دراسة تحليلية وتأصيلية للنظام القانوني لألعمال الفنية (مصنفات الفنون الجميلة والفن المعاصر) في‬
‫ضووء القوانون المودني وقوانون حوق المؤلوف‪ ،‬دار النهضوة العربيوة‪ ،‬القواهرة‪ ،‬الطبعوة األولوى ‪ ،2013‬ص‬
‫‪.67‬‬

‫‪35‬‬
‫مهمة المنظمة االدارية‬

‫تقوم المنظمة بالمهام اإلدارية التحاد باريس واتحاد برن بمقتضى اتفاقية باريس سنة ‪1883‬‬
‫واتفاقية برن الخاصة بحماية المصنفات األدبية والفنية سنة‪.1886‬‬

‫كما يجوز للمنظمة ان تتولى المهام اإلدارية الناشئة عن أي اتفاق دولي يهدف الى دعم حماية‬
‫الملكية الفكرية‪.‬‬

‫ان الويبو مسؤولة عن اتخاذ التدابير المناسبة طبقا لوثيقتها األساسية وللمعاهدات التي‬
‫تشرف على إدارتها من اجل تشجيع النشاط الفكري الخالق مع مراعاة اختصاصات األمم‬
‫المتحدة وهيئاتها وسائر الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬وتسترشد الويبو‬
‫عند تخطيط وممارسة أنشطتها لمصلحة البلدان النامية بأهداف الدولي في سبيل التنمية‬
‫بالحرص بخاصة على االنتفاع بالملكية الفكرية إلى اقصى حد من أجل تشجيع النشاط‬
‫الفك ري الخالق على الصعيد المحلي وتسير اكتساب التيكنولوجية واالنتفاع بالصفقات األدبية‬
‫والفنية األجنبية وتسهيل اجراءات الحصول على المعلومات العلمية والتكنولوجية الواردة في‬
‫الماليين من وثائق البراءات‪ ،‬مما يسهم في دفع عجلة التنمية الثقافية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية في البلدان النامية‪.48‬‬

‫أجهزة المنظمة‪:‬‬

‫م قر المنظمة حاليا جنيف‪ ،‬وتسير شؤونها أربعة أجهزة هي‪ :‬الجمعية العامةـ المؤتمر ـ لجنة‬
‫التنسيق ـ المكتب الدولي‪.‬‬

‫‪-48‬‬
‫نفس المرجع السايق ص ‪.68‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .1‬الجمعية العامة‪:‬‬

‫تتكون الجمعية العامة من جميع الدول األعضاء في أي من االتحاد المشار إليها طبقا‬
‫لنص المادة (‪ )6‬من االتفاقية‪.‬‬

‫وتتمثل مهام الجمعية العامة فيما يلي‪:‬‬

‫تعيين المدير لعام للمنظمة بناء على ترشيح لجنة التنسيق‬ ‫‪-‬‬
‫تنظر في تقارير المدير العام وتعتمدها‪ ،‬كما تنظر في تقارير لجنة اللتنسيق وتعتقدها‬ ‫‪-‬‬
‫أيضا المادة (‪/5‬بند ‪.)261‬‬
‫إقرار الالئحة المالية للمنظمة‪ ،‬وتقرير الميزانية لمدة ثالث سنوات لتغطية النفقات‬ ‫‪-‬‬
‫المشتركة بين االتحادات‪ ،‬المادة (‪/10‬بند‪ )2‬والمادة (‪/6‬بند ‪.3‬د‪.‬ز‪.‬‬
‫تحديد لغات نعمل السكرتارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد من يسمح لهم حضور اجتماعاتها كمراقبين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وطبقا لنص المادة (‪/3‬بند ـ أ‪،‬ب) تجتمع الجمعية العامة مرة كل ثالث سنوات‪ ،‬وفي‬ ‫‪-‬‬
‫دورة غير عادية‪ ،‬بناء معلى دعوة من المدير‪ ،‬بتوجيه من لجنة التنسيق‪ ،‬أو بناء على‬
‫طلب ربع عدد الدول األعضاء في الجمعية العامة‪.49‬‬

‫‪ -2‬المؤتمر‪:‬‬

‫يتشكل المؤتمر من كل الدول األطراف في االتفاقية سواء كانت هذه الدول عضوا في‬
‫االتحادا ت الدولية السابقة الذكر أو لم تكن كذلك‪ ،‬وتتمثل مهمة المؤتمر طبقا للمادة (‪)7‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -49‬تقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية سنة ‪ 1976‬ص ‪.403‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬مناقشة الموضوعات ذات األهمية العامة في مجال الملكية الفكرية‪ ،‬واتخاذ التوصيات‬
‫في هذا الشأن‪.50‬‬

‫‪ -‬اقرار ميزانية السنوات الثالث الخاصة بالمؤتمر‪.‬‬

‫‪ -‬وضع برنامج المساعدة‪.‬‬

‫‪ -‬إقرار التعديالت لهذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد من يسمح لهم بحضور اجتماعاته كمراقبين‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المبالغ الخالصة بحصص الدول األطراف في األعضاء في االتحادات المذكورة‪.‬‬


‫‪ -‬وضع الئحة إجراءاته‪.‬‬

‫‪ -‬ينعقد المؤتمر في دورة عادية‪ ،‬بدعوة من المدير‪ ،‬كما ينع عادية بطلبه‪ ،‬أو بناء على‬
‫طلب أغلبية الدولة األعضاء‪.‬‬

‫‪-3‬لجنة التنسيق‪:‬‬

‫تتشكل لجنية التنسيق التي نصت عليها المادة(‪ )8‬من الدول اللجنة التنفيذية التحاد باريس‬
‫أو اللجنة التنفيذية التحاد برن‪،‬‬

‫وتتمثل مهمة لجنة التنسيق فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬ـ تقديم المشورة ألجهزة االتحاد والجمعية العامة‪ ،‬والمؤتمر في المسائل المالية‪،‬‬
‫واإلدارة‪ ،‬والفنية إلخ‪.‬‬

‫‪ -50‬تقديم المستشار الدكتور‪ /‬حسن عبد المنعم البدراوي والووزير المفووض الودكتورة‪ /‬مهوا بخيوت زكوي‪،‬‬
‫ص ‪.90‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-‬تعد مشروع جدول أ‘مال الجمعية الجمعية العامة والمؤتمر‪.‬‬

‫‪ -‬ترشح لمنصب المدير العام وتعرض اسم المرشح على تجمع لجنة التنسيق مرة مرة كل‬
‫سنة بدعوة من المدير العام وبمبادرة منه و بناء على طلب رئيس لجنة التنسيق أو ربع‪.‬‬

‫‪ -4‬المكتب الدولى للمنظمة ‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )9‬من االتفاقية على تشكيل المكتب الدولى يديره المدير العوام‪ ،‬ويعاونوه نائبوان‬
‫أو أكثووور‪ ،‬تحووودد الجمعيوووة الواجوووب توافرهوووا لتشوووغيل هوووذا المنصوووب‪ ،‬لمووودة ال تقووول عووون سوووتة‬
‫للتجديووووووووووووووووووووود‪.‬وتتمثل مهوووووووووووووووووووووام المووووووووووووووووووووودير العوووووووووووووووووووووام فيموووووووووووووووووووووا يلوووووووووووووووووووووي‪:‬‬
‫هووووووووووووو الوووووووووووورئيس التنفيووووووووووووذي للمنظمووووووووووووة وهووووووووووووو الووووووووووووذي يمثلهووووووووووووا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬يقوووووووووووووودم تقريووووووووووووووره للجمعيووووووووووووووة العامووووووووووووووة ويعموووووووووووووول وفووووووووووووووق توجيهاتهووووووووووووووا‪.‬‬
‫يقوووووووووم بتعيووووووووين الموووووووووظفين الالزمووووووووين لتسوووووووويير عموووووووول المكتووووووووب الوووووووودولي‬ ‫‪-3‬‬
‫يعووووووووود تقوووووووووارير النشووووووووواط الدوريوووووووووة ويبلغهوووووووووا إلوووووووووى حكوموووووووووات الووووووووودول‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬يترك في اجتماعات الجمعية العاموة‪ ،‬والموؤتمر‪ ،‬ولجنوة التنسويق أو غيرهوا مون اللجوان أو‬
‫يكلووووووووووووووووووف موووووووووووووووووون ينوبووووووووووووووووووه موووووووووووووووووون موووووووووووووووووووظفي المكتووووووووووووووووووب الوووووووووووووووووودولي‪.‬‬
‫‪ -6‬يتفاوض بخصووص مقور المنظموة‪ ،‬وموع المنظموات الدولوة الحكوميوة وغيور الحكوميوة مون‬
‫أجل إقامة عالقات عمل تعواون‪ ،‬يتوولى التوقيوع معهوا نيابوة عون المنظموة ‪ ..‬ويخطور حكوموات‬
‫الدول األعضاء بهوذه التوقيعوات ‪ ..‬وبإيوداع وثوائق التصوديق ووثوائق االنضومام أو االنسوحاب‪،‬‬
‫وبالموافقة على تعديل االتفاقات‪. 51‬‬

‫‪ -51‬نفس المرجع ص ‪.77‬‬

‫‪39‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الهيئات الدولية الخاصة لحماية حقوق‬
‫المؤلف‪.‬‬
‫‪ -1‬الجمعية الفرنسية للمؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى‪:‬‬
‫‪ -2‬جمعية المؤلفين والملحنين المسرحين الفرنسية ‪:‬‬
‫‪ -3‬الجمعية اإليطالية للمؤلفين والناشرين‪:‬‬
‫‪ -4‬جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين األمريكية ‪:‬‬
‫يرمز إلى هذه الجمعية باألحرف ‪ A.S.C.A.P‬وينتمي إلى هذه لجمعية كثير من المؤلفين‬
‫والملحنين وناشري الموسيقى من مختلف انحاء العالم‪.‬‬
‫تتولى الدفاع عن حقوقهم الثابتة بواسطة فروعها ومكاتبها المختلفة‪ ،‬وباتخاذ اإلجراءات ضد‬
‫من يعتدي على حق من حقوقهم كما تقوم بتحصيل مقابل األداء العلني من الملزمين له قانونا‪،‬‬
‫وتتولى توزيع الحصيلة على أصحابها دوريا‪.52‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الهيئات اإلقليمية المحلية‪.‬‬


‫الهيئات اإلقليمية‬
‫لقد ادى االهتمام بالملكية الفكرية إلى إنشاء المجتمع لعربي لحماية الملكية الصناعية والذي‬
‫أعلن تأسيسه عام ‪.1987‬‬
‫من اهداف هذا المجتمع إرساء األسس بتطوير مواضيع حماية الملكية الفكرية في العالم‬
‫العربي‪ ،‬وتحديث القوانين واقتراحها إلى الدول العربية التي ال يوجد بها تشريعات للحماية‪،‬‬
‫وتدريب الموظفين المحليين على تطبيق القوانين الخاصة بالملكية الفكرية ونشر الوعي في‬
‫مجال حقوق هذه الملكية‪ ،‬وتمثيل الدولة العربية في المحافل الدولية المعينة بصياغة لمعايير‬
‫واألنظمة الشمولية‪.‬‬

‫‪ -52‬نفس المرجع ( تقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية) ص ‪.23‬‬

‫‪40‬‬
‫وكذلك تعزيز الوعي بضرورة الحماية لدى المعنيين في الوطن العربي وتوحيد التشريعات‬
‫العربية لي هذا المجال وتطوير المواثيق بما يتالءم مع نصوص اتفاقية باريس وما تالها من‬
‫مواثيق في مجال حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫ومن أهداف المجتمع تنظيم المهنة الصناعية وتنشيطها ورفع مكانتها لما يخدم المنتسبين‬
‫إليها‪ ،‬والعمل على توفير وسائل التدريب الالزمة إلطارات هذه المهنة‪ ،‬مما يحقق بالتالي‬
‫رواجا وتنمية اقتصادية منشودة‪ ،‬كما يعمل على تشجيع البحث العلمي في حقل الملكية‬
‫الفكرية بصفة عامة‪.‬‬
‫وقد تم تسجيل عدة نشاطات أقام بها المجتمع‪ ،‬من األمثلة على مساهمات المجتمع في‬
‫تقديم المساعدات والمشورة الالزمة في مجال الملكية الفكرية لمختلف الدول العربية‪ ،‬إبرامه‬
‫بتاريخ ‪ 1994/12/29‬اتفاقا مع األكاديمية العربية المتقدمة للعلوم والتكنولوجية‬
‫التابعة لجامعة الدول العربية ولتحقيق ما يصبو إليه المجتمع وهو الوصول غألى برنامج‬
‫تأهيل خبراء ملكية فكرية يتم من خالله تأهيل وتدريب وتخريج خبراء عرب في مجال‬
‫الملكية الفكرية‪ ،‬كي يتسنى لهم المساهمة في إثراء النشاط بمجال حماية الملكية الفكرية‬
‫والمشاركة في سن القوانين ونشر المفاهيم المتعلقة بهذا المجال‪.53‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحماية القانونية الوطنية للملكية‬


‫الفكرية‪.‬‬
‫وكما شهدت الحماية القانونية دولية جملة من المظاهر الممثلة في إنشاء منظمات حماية‬
‫للملكية الفكرية‪ ،‬فالمغرب بدوره شهد مظاهر عدة في هذا المسار و التي كللت بإنشاء بعض‬
‫الهيئات‪ ،‬كالديوان الوطني لحقوق المؤلف (الفرع األول)‪ ،‬و في هذا عرف المغرب جملة من‬
‫اإلجراءات المتقدمة حماية لحقوق المؤلف(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪-53‬‬
‫الدكتور محمد حسام محمد لطفي‪ ،‬المالمح األساسية للحماية القانونية لبراءات اإلختراع ص ‪.28‬‬

‫‪41‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الديوان الوطني لحقوق المؤلف‪.‬‬
‫تم انشاء الديوان الوطني لحقوق المؤلفين بمقتضى تشريع رقم ‪ 46-73‬الصادر بتاريخ ‪25‬‬
‫جوليت ‪ ،1973‬وذلك بناء على تشريع رقم ‪73‬ـ ‪ 14‬المؤرخ في ‪ 03‬أفريل ‪ 1973‬والمتعلق‬
‫بحق المؤلف الملغى بتشريع رقم ‪ 10-97‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق لمجاورة‪.‬‬
‫نصت المادة األولى منه بأنه‪ :‬تحدث مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري وتتمتع‬
‫بالشخصية المدنية واالستغالل المالي‪ ،‬الديوان الوطني لحق المؤلف‬

‫يوضع الديوان الوطني لحق المؤلف تحت وصاية وزارة األخبار والثقافة وتخضع عالقته مع‬
‫الغير بصفة خاثة األمر ‪ 14-73‬المؤر في ‪ 3‬أفريل سنة ‪ 1973‬والمتعلقة بحق المؤلف‪.‬‬
‫الجهاز اإلداري للديوان الوطني لحق المؤلف‪:‬‬

‫يتشكل المكتب الوطني من مدير عام‪ ،‬ومجلس إدارة ومراقب مالي‪.‬‬

‫يرأس الجهاز اإلداري المدير العام‪ ،‬ويمثله أمام المحاكم‪ ،‬بعين بمقتضى مرسوم بناء على‬
‫اقتراح وزير األخبار والثقافة ويتشكل المجلس من‪ :‬مدير الثقافة أو نائبه من وزارة الثقافة‪،‬‬
‫ممثلون عن رئاسة مجلس الوزراء ووزارات الداخلية‪ ،‬التعليم االبتدائي والثانوي‪ ،‬والتعليم‬
‫العالي ومؤلفين‪ ،‬والمدير العام الوطني للتجارة وصناعة السينما‪.‬‬

‫اختصاصات المكتب الوطني لحق المؤلف‪:‬‬

‫نصت المادتي من تشريع رقم ‪ 46-73‬بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف يتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يضمن دون غيره حماية المصالح المعنوية والمنادة لمنتجي األعمال الفكرية والذي‬
‫حقوقهم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -2‬أن يضمن الحماية المعنوية لألعمال التابعة لمجموعة انتاجية والمستغلة سواء في الجزائر‬
‫أو في الخارج وأن يقبض جميع الحقوق‪.54‬‬

‫‪ -3‬أن يقوم بإدارة وممارسة جميع الحقوق المتعلقة بالتمثيل العمومي ألعمال المؤلفين وكذلك‬
‫استغاللها بجميع الوسائل‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يقوم بتوزيع الحقوق الناتجة كمن استغالل األعمال التابعة لمجموة انتاجية بين ذوي‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يلتقى ويسجل هو وحده في الجزائر جميع التصريحات الخاصة باألعمال‪.55‬‬

‫‪ -6‬أن يشجع انتاج األعمال الفكرية بخلق الظروف المالئمة لذلك‪.‬‬

‫‪ -7‬أن يقوم بانجاز عمل اجتماعي لصالح منتجي األعمال الفكرية‪.‬‬

‫‪ -8‬أن يضمن حماية العمال التي تدخل ضمن التراث الثقافي التقليدي والفولكلور بالجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذلك أعمال المواطنين التابعة للملك العام‪.‬‬

‫‪ -9‬أن يقوم بجميع األعمال األخرى المشرو التي تساعد على تحقيق هذه األهداف بما في ذلك‬
‫وبصفة خاصة االنضمام إلى المنظمات الدولية للمؤلفين التي تضم هيئات لها مماثلة‪.‬‬

‫‪ -10‬أن يحدث أعماال ثقافية لتشجيع االنتاج والستعمال المؤلفات الفكرية‬

‫‪ -11‬أن يبحث على الحلول اإليجابية للمشاكل المتعلقة بالنشاط المهني للمؤلفين‪.‬‬

‫‪ -54‬المادتي ‪ 15‬و ‪ 16‬من تشريع رقم ‪ 46-73‬بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف‪.‬‬

‫‪ -55‬المادتي ‪ 15‬و ‪ 16‬من تشريع رقم ‪ 46-73‬بأن موضوع المكتب الوطني لحق المؤلف‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق حماية حقوق المؤلف‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬اإلجراءات التحفظية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أحكام المادة ‪:33‬‬
‫تنص المادة ‪ 33‬من التشريع بأنه‪ :‬يتولى فضال عن ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬يؤهل األعوان‬
‫المحلفون التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة للقيام بصفة تحفيظية‬
‫بحجز النسخ المقلدة والمزروعة من المصنف و‪ /‬أو من دعائم المصنفات أو االداءات الفنية‬
‫شريطة وضعها تحت حراسة الديوان‪.‬‬

‫ويخطر فورا رئيس الجهة القضائية المتصلة إقليميا استنادا إلى محضر مؤرخ وموقع يثبت‬
‫النسخ المقلدة المحجوزة‪.‬‬

‫تفصل الجهة القضائية في طلب الحجز التحفظي خالل ثالثة أيام على األكثر من تاريخ‬
‫إخطارها‪.‬‬
‫يقوم بمهمة المعاينة عند المساس بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ضباط الشرطة القضائية‬
‫وهذا دور عادي مألفوف فيقومون بتحرير محضر في حدود االختصاص اإلقليمي باعتبار‬
‫الفعل مخالفا للنظام العام إذ ال يمس الصلحة الخاصة للمؤلف‪ ،‬بل ويعتبر مسا بالمصالح‬
‫الجوهرية للجماعة أي تلك التي يتوقف على مراعاتها بقاء المجتمع واستمراره‪ ..‬ناهيك أن‬
‫حماية الفرد من كل اعتداء أضحي نقطة مرجعية في سلم القيم القانونية‪ ،‬ويمثل استجابة‬
‫واضحة لمطلب أخالقي جماعي‪.‬‬

‫وفي ميدان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة أجازت المادة المذكورة أعاله أن تناط نفس‬
‫المهمة بأعوان محلفين تابعين للديوان الوطني لحقوق المؤلف يقمون بصفة تحفظية بحجز‬
‫النسخ المقلدة والمزورة من المصنف‪ ،‬وهم اختصاص استثنائي‪ ،‬له نظير في مرافق‬
‫الجمارك‪ ،‬ولدى مصالح الضرائب وفي قطاع المالية بصفة عامة والضمان االجتماعي‪ ،‬وفي‬
‫تنظيم العمران ‪..‬إلخ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫يستفاد من أحكام المادة المذكورة أعاله أن عملية الحجز على النسؤخ المقلدة أو المزورة من‬
‫المصنف التي تعتبر صورة من صور االعتداء على حقوق المؤلف الذي قد يكون كتابا‪،‬‬
‫صورا أو رسومات أو أسطوانات أو تماثيل‪.56‬‬

‫تعتبر صورة من صور االعتداء على حقوق المؤلف أو الحقوق المجاورة‪.‬‬

‫ومن شروط صحة هذه االجراءات أن توضع النسخ المقلدة أو المزورة المحجوز تحت‬
‫حراسة الديوان‪ ،‬يشترط على الفور إخطار رئيس الجهة القضائية المختصة بمحضر الحجز‬
‫مؤرخ وموقعا من طرف األعوان‪.‬‬

‫المنتدبين لهذه المهمة الذي تنحصر مهمتهم في القيام بإجراءات الحجز بعد التأكيد من صفة‬
‫صاحب الحق وحدوث صورة من صور االعتداء‪.‬‬

‫يقدم طلب الحجز من المؤلف نفسه أو لمن آلت حقوق المؤلف من وارث أو ناشر بعد القيام‬
‫بالمعاينة التي يجريها ضباط الشرطة القضائية أو األعوان الملحقون التابعون للديوان وفي‬
‫ظرف ثالثة أيام على األكثر من تاريخ اإلخطار بالحجز تفصل الجهة القضائية في طلب‬
‫الحجز التحفظي‪.57‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أحكام المادة (‪.)47‬‬


‫تقضي المادة (‪ ) 147‬من التشريع بأنه‪ :‬يمكن رئيس لجهة القضائية المختصة إقليميا وبطلب‬
‫من مالك الحقوق أو من يمثله‪ ،‬أن يأمر بإيقاف أية عملية صنع جارية ترمي إلى استنساخ‬
‫غير المشروع للمصنف أو األداء الفني المحمين‪ ،‬والقيام بحجز الدعائم المقلدة واإليرادات‬
‫المتو لدة عن االستغالل غير المشروع للمصنفات واألداءات المذكورة ولو خارج األوقات‬
‫القانونية‪.‬‬

‫‪ -56‬برادعي أناس ‪ :‬قراءة تحليلية في القانون ‪ 73-46‬حول حقوق المؤلف ص ‪.32‬‬

‫‪ -57‬نفس المرجع السابق ص ‪.34‬‬

‫‪45‬‬
‫يتضح من هذا النص أن المشرع مكن مالك الحقوق أو من يمثله بااللتجاء إلى القضاء في‬
‫حالة حصول اعتداء على مصنفة سواء كان ذلك ‪:‬‬

‫‪1‬ـ عن طريق صناعته واستنساخه بدون إذن بقصد استخراج نسخ منه‪ ،‬في المجموعة بشرط‬
‫أن تكون بقصد إعادة نشر المصنف ويستثنى من ذلك حسب أغلب التشريعات استبعاد الحجز‬
‫على المطبعة وعلى الحروف غير المجموعة والورق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ عن طريق األداء العلني للمصنف أمام الجمهور بإقاعه أو تمثيله أو إلقائه‪ ،‬ومنع استمرار‬
‫العرض القائم أو حظره مستقبال‪.‬‬

‫كما يشمل الحجز اإليراد الناتج من النشر أو العرض واالستغالل غير المشروع للمصنف‪.‬‬
‫كما أعطى المشرع لعملية الحجز في مثل هذه األحوال صبغة استعجالة يقع بشأنها النظر‬
‫واألمر ولو خارج األوقات القانونية المحددة للعمل‪.‬‬

‫وتحديد جهة االختصاص للنظر في طبيعة النزاع أو في توقيع الحجز بمناسبة حماية حقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬فإنها تتحدد فيما إذا كن الحق مدنيا تكون حمايته اماما المحاكم‬
‫المدنية وإذا كان الحقوق ذات صبغة تجارية وصناعية تكون من اختصاص الفرار‬
‫التجاري‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وبالسبة لتوقيع لحجز يتحدد االختصاص القضائي بالمكان الذي تجري فيه عملية النسيخ‬
‫المقلدة‪ ،‬أو مكان البيع‪ ،‬لو التوزيع‪ ،‬أو مكان البث الصوتي السمعي البصري‪ ،‬أو مكان أداء‬
‫‪58‬‬
‫المصنف للجمهور ‪..‬إلخ ‪.‬‬

‫‪ -58‬نفس المرجع السابق‪ :‬ص ‪.35‬‬

‫‪46‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫من المواضيع التي تحظى بعناية الباحثين‪ ،‬موضوع تأصيل حماية المؤلف جنائيا‪،‬‬
‫والبحث عن طبيعة ومبررات تدخل القانون الجنائي في مجال حق المؤلف بصفة عامة‪،‬‬
‫ومجمل القول أن أهمية حماية االنتاج الفكري حق المؤلف بصفة عامة‪ ،‬ومجمل القول أن‬
‫أهمية حماية االنتاج الفكري بالنسبة للمؤلف تبرز من حيث كون االنسان يسعى بطبعة ليس‬
‫فقط إألى تلبية رغابته ا لمادية‪ ،‬وإنما إلى اشباع حاجاته الثقافية أيضا‪ ،‬باعتبار أن االزدهار‬
‫الفكري للفرد هو أسمى مظاهر تحقيق الذات‪ ،‬إن تشجيع اإلبداعات الفكرية وتأمين حمايتها‬
‫يساهمان يشكل فعال في تطوير المجتمع ثقافيا واقتصاديا‪.‬وبعبارة أخرى‪ ،‬أنه يتعلق األمر‬
‫بحقوق التأليف ال يكون موضوع االهتمام منحصرة في فئة من األشخاص محدودة العدد‬
‫وإنما يرتبط بأكثر من مصلحة من مصالح المجتكمع وبمقتضى نص المادة ‪ 158‬يتقدم مالك‬
‫الحقوق المحمية أو من بمثله بشكوى للجهة القضائية إذا كان ضحية األفعال المنصوص‬
‫‪59‬‬
‫عليها في المواد من (‪ 149‬إلى ‪.)152‬‬

‫أوال‪ :‬جنحة التقليد والتزوير‪:‬‬


‫المنصوص عليها في المادتين ‪150 ،149 :‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 149‬بأنه ‪ :‬يعد مرتكبا جنحة التقليد والتزوير كل من يقوم باألعمال‬
‫األتية‪:‬‬
‫‪-‬الكشف غير المشروع عن مصنف أو أداء فني‪.‬‬

‫‪-‬المساس بسالمة مصنفة أو أداء فني‪.‬‬

‫‪ -59‬الدكتور محسن شفيق‪ :‬القانون التجاري الجزء األول ‪.1949‬‬

‫‪47‬‬
‫‪-‬استنساخ مصنف أو أداء فني بأي أسلوب من األساليب في شكل نشسخ مقلدة ومزورة‪.‬‬
‫‪-‬بيع نسخ مزورة من مصنف أو أداء فني‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪-‬تأجير مصنف أو أداء فني مقلد أو مزور أو عرضة للتداول‪.‬‬

‫‪2‬ـ تنص المادة ‪ 150‬بأنه ‪ :‬يعد مرتكبا جنحة للتزوير والتقليد كل من يقوم بابالغ المصنف أو‬
‫األداء الفني للجمهور عن طريق التمثبل أو األداء العلني أو البث السمعي و‪/‬أو السمعي‬

‫البصري‪ ،‬أو بوساطة التوزيع أو أية وسيلة أخرى لبث اإلشارات الحاملة لألصوات أو‬
‫الصور واألصوات معا أو بأي نظام من نظم المعالجة المعلوماتية‪."61‬‬

‫ثانيا ‪:‬اإلجراءات التحفظية‪.‬‬


‫تنص المادة (‪ )152‬بأنه ‪ ":‬يعد مرتكبا الجنحة المنصوص عليها في المادة ‪ 149‬من هذا‬
‫األمر ويستوجب العقوبة المقررة في المادة ‪ 151‬أعاله‪ ،‬كل من يشارك بعمله أو بالوسائل‬
‫المجاورة‪".‬‬ ‫أي مالك للحقوق‬ ‫أو‬ ‫المؤلف‬ ‫بحقوق‬ ‫للمساس‬ ‫التي يحوزها‬
‫)‪2‬تنص المادة (‪ )153‬بأنه ‪" :‬يعد مرتكبا جنحة التقليد والتزوير كل من يرفض عمدا المكافأة‬
‫المستحقة بمقتضى الحقوق المقررة للمؤلف أو أي مالك آخر للحقوق المعترف بها‪ ،‬ويعاقب‬
‫بنفس العقوبة المنصوص عليها في المادة ‪ 151‬أعاله"‪.‬‬

‫يتضح من نص المواد األربعة المذكورة أعاله‪ ،‬أن المشرع لم يقتصر على الطريق المدني‬
‫في حماية حق المؤلف‪ ،‬بل جعل جريمة التقليد والتزوير للمصنف جنحة يعاقب عليها‬

‫‪ -60‬مووووووون مقوووووووال موووووووأخوذ تحوووووووت عنووووووووان الملكيوووووووة الفكريوووووووة و الموووووووأخوذ مووووووون الووووووورابط التوووووووالي‪:‬‬
‫‪http://ecipit.org.eg/arabic/Copyright_A_2.aspx‬‬

‫‪ -61‬نفس المرجع السابق من مقال الملكية الفكرية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪62‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة للعقوبة األصلية‪:‬‬


‫قرر المشرع عقاب مرتكب جنحة التقليد والتزوير لمصنف أداء فني المنصوص عليه في‬
‫المادتين (‪ )1،149‬بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر إلى ثالث (‪ )3‬سنوات وبالغرامة المالية من‬
‫(‪ )500.000‬در إلى (‪ )1000.000‬در ‪،‬سواء تمت عملية النشر في الجزائر أو في خارج‪.‬‬
‫وقرر المشرع معاقبة كل من يشارك بعمله أو بالوسائل التي يحوزها للمساس بحقوق‬
‫المؤلف‪ ،‬وكذلك من يرفض دفع المكافأة المستحقة بمقتضى الحقوق المقررة للمؤلف أو أي‬
‫مالك آخر للحقوق المجاورة خرقا للحقوق المعترف بها‪ .‬ويكون العقاب من ستة(‪ )6‬أشهر إلى‬
‫‪63‬‬
‫(‪ )3‬ثالث سنوات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة لعقوبة التبعية‬


‫نص المشرع على العقوبة التبعية في نص المادة(‪ ،)155‬إذ قرر مصادرة المبالغ المساوية‬
‫ألقساط اإليرادات المحصلة من االستغالل غير المشروع لمصنف‪ ،‬وكل عتاد أنشىء‬
‫خصيصا للقيام بالنشاط غير المشروع وكل النسخ واألشياء المقلدة والمزورة‪.‬‬
‫أما في حالة العود فتضاعف العقوبة المنصوص عليها في المادة (‪.)151‬‬

‫أو بغلق المؤسسة التي يستغلها المقلد والمزور وشريكه لمدة ال تتعدى ستة(‪ )6‬أشهر‪ ،‬أو‬
‫‪64‬‬
‫بالغلق النهائي عند االقتضاء‬

‫‪ -62‬عبد السعيد الشرقاوي‪ :‬المشرع الحضاري الشامل( الملكية الفكرية) أبجديوة العولموة العودد األول ص‬
‫‪.424‬‬

‫‪ -63‬نفس المرجع السابق‪ :‬عبد السعيد الشرقاوي ص ‪.432‬‬

‫‪ -64‬عبد السعيد الشرقاوي‪ :‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬أسس الحضارة و العمران و تكريم للحق و الخلق ص‬
‫‪.323‬‬

‫‪49‬‬
‫رابعا‪:‬التعويض المدني‪:‬‬
‫إذا وقع اعتداء على حق المؤلف والحقوق المجاورة جاز لصاحب الحق في التعويض وفقا‬
‫لنص المادة(‪ )156‬من التشريع وبطلب أمام القضاء بنشر أحكام اإلدانة كاملة أو مجزأة في‬
‫الصحف التي تعينها وتعليق هذه األحكام في األماكن العمومية التي يحددها‬

‫كما يجوز لصاحب الحق في التعويض أن يطلب تسليمه العتاد أوالنسخ المقلدة والمزورة أو‬
‫قيمتها في جميع الحاالت المذكورة في نص المواد من‪ 148:‬إلى ‪ ،150‬وكذا اإليرادات‬
‫وأقساط اإليرادات التي تمت مصادرتها إلى المؤلف أو أي مالك للحقوق أو ذوي حقوقها‪.‬‬

‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫إن الملكية الفكرية بانواعها جزء ال يتجزء من حقوق االنسان المتعلقة بالحيازة‬
‫واالمتالك‪ ،‬بل هي اهم قوانين حماية الملكية الفردية‪ ،‬فليس هناك اعز عل المرء من ثمرة‬
‫اخرجها بفضل جده ونشاطه واعماله الفكرية‪ ،‬في سبيلها ناله السهر الطويل وأضناه العمل‬
‫الشاق والعسير ولما كانت عنده كل هذه االهمية والقيمة الروحية والمادية فانه لما يؤلم‬
‫االنسان أشد األ لم عندما يقع االعتداء على هذا النوع من الملكية بالذات‪ ،‬بل االكيد انه بمجرد‬
‫شعوره بضعف او انعدام حمايتها تفتر همته وينصرف عن االبداع‪.65‬‬

‫و تبقى حقوق المؤلف والحقوق المجاورة من الحقوق الممنوحة للمبدعين فى مجال‬


‫األعمال األدبية والفنية‪ ،‬وتشكل تلك الحقوق فرعا ً رئيسيا ً من فروع الملكية الفكرية ‪،‬‬
‫ويشمل ذلك حماية المصنفات المبتكرة فى اآلداب مثل الكتب أو القصائد الشعرية أو برامج‬

‫‪ -65‬صووالح الوودين النوواهي‪ ،‬الوووجيز فووي الملكيووة الصووناعية والتجاريووة (ص ‪ )60‬؛ د‪ .‬النشوومي‪ ،‬الحقوووق‬
‫المعنوية‪ ،‬ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي بجدة‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس‬
‫(‪.2286/3‬‬

‫‪50‬‬
‫الحاسب وقواعد البيانات واألعمال الموسيقية مثل النوت الموسيقية والفنون الجميلة كالرسم‬
‫و النحت والخرائط والصور الفوتوغرافية ‪ ،‬واألعمال السمعية البصرية مثل األفالم‬
‫‪66‬‬
‫السينمائية وأفالم الفيديو‪.‬‬

‫وهناك حقوق ذات صلة بحقوق المؤلف ويشار لها بالحقوق المجاورة أو الحقوق المرتبطة‬
‫بحق المؤ لف والتي يتم من خاللها منح الحماية لفناني األداء‪ ،‬ومنتجي التسجيالت الصوتية‬
‫وهيئات اإلذاعة والتي تساعد المبتكرين على إيصال رسالتهم للجمهور ونشر أعمالهم‪ .‬ذا‬
‫ومن المعروف أنه ال تسرى الحماية علي األفكار المجردة واإلجراءات وطرق التشغيل‬
‫والقوانين والقرارات واألحكام والمفاهيم الرياضية طالما كانت في صورتها األولية ولم‬
‫‪67‬‬
‫يترتب علي تجميعها وفهرستها وترتيبها أي جهد إبداعي أو ابتكاري‪.‬‬

‫هذا ومن المعروف أنه ال تسرى الحماية علي األفكار المجردة واإلجراءات وطرق التشغيل‬
‫والقوانين والقرارات واألحكام والمفاهيم الرياضية طالما كانت في صورتها األولية ولم‬
‫يترتب علي تجميعها وفهرستها وترتيبها أي جهد إبداعي أو ابتكاري‪.‬‬

‫هذا وينقسم حق المؤلف إلى شقين شق أدبي (معنوي) وهو حق ال يجوز التنازل عنه أو‬
‫سقوطه بالتقادم ‪ ،‬وهذا الشق يعطي مجموعة من الحقوق للمؤلف علي مصنفه وهي حق‬
‫تقرير نشر المصنف ‪ ،‬وحق نسبة المؤلف إلي مؤلفه ‪ ،‬والحق في االعتراض علي تشويه أو‬
‫تحريف المصنف وحق المؤلف في سحب مصنفه من التداول إذا كان به ما يسئ إلي سمعته‬
‫أو شرفه أو معتقداته وأفكاره‪ .‬والشق األخر هو الجانب المادي أو المالي والذي يتمثل فى‬
‫الحق فى استغالل هذه اإلبداعات بأي صورة من صور االستغالل التجاري‪ .‬ومنها إتاحة‬
‫المصنف للجمهور بأي وسيلة مثال ذلك النشر أو البث لمصنفه بشكل سلكي أو السلكي أو‬

‫‪ -66‬محموود تقووي العثموواني‪ ،‬بيووع الحقوووق المجو َّوردة‪ ،‬ضوومن بحوووث الوودورة الخامسووة لمووؤتمر مجمووع الفقووه‬
‫اإلسووووووووووووووووووووووووالمي بجوووووووووووووووووووووووودة‪ ،‬مجلووووووووووووووووووووووووة المجمووووووووووووووووووووووووع‪ ،‬العوووووووووووووووووووووووودد الخوووووووووووووووووووووووووامس‬
‫‪(3/2385) .‬‬

‫‪ -67‬األزهر‪ ،‬حقوق المؤلف ( الملكية األدبيوة والفنيوة ) (ص ‪ 53‬وموا بعودها ) بحووث فوي فقوه المعوامالت‬
‫المالية المعاصرة (ص ‪.436-435‬‬

‫‪51‬‬
‫من خالل التقنيات الحديثة مثال ذلك شبكة االنترنت ‪ ،‬وله أيضا الحق في أداء المصنف أمام‬
‫‪68‬‬
‫الجمهور مثال ذلك إلقاء الشعر أو المسرحيات أو المصنفات الموسيقية‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون المصنف من تأليف مجموعة من األشخاص وهنا‬
‫يثور تساؤل حول نسبة إسهام كل شخص في تأليف المصنف وحقوقه‪ ،‬ويتم ذلك إما‬
‫بالتساوي أو باتفاق األطراف علي نسبة مساهمة ونصيب كل منهم في المصنف‪.‬‬

‫هذا وتحدد اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية الحد األدنى لحماية حق المؤلف‬
‫وتشمل فترة حياة المؤلف ومدة خمسين سنة بعد وفاته‪ ،‬وفي حالة اشتراك أكثر من مؤلف‬
‫في العمل الواحد فإن مدة الحماية تمتد طوال فترة حياتهم ولمدة خمسين سنة تبدأ من تاريخ‬
‫وفاة أخر شخص فيهم ‪ .‬إال أنه يجوز للدول أن ترفع مدد الحماية المقررة في تشريعاتها عن‬
‫‪69‬‬
‫الحد األدنى الوارد باتفاقية برن‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن حماية حقوق المؤلفين ال تعتمد علي إجراءات رسمية إلنفاذ هذا الحق‬
‫حيث يعتبر المصنف محميا ً بمجرد االنتهاء منه وتثبيته علي دعامة مادية سواء أكانت‬
‫مدونة علي ورق أو مثبتة علي شريط سينمائي أو علي اسطوانة ضوئية أو علي قرص‬
‫صلب أو غيرها من وسائل الحفظ المختلفة ‪ ،‬إال أنه يوجد في معظم الدول مكاتب وطنية‬
‫تقوم علي عملية إيداع وتسجيل تلك المصنفات كوسيلة إثبات عند إثارة منازعات قضائية‬
‫في حال ما تم انتهاك لتلك المصنفات‪ .‬وجدير باإلشارة إلي إنه يتم إيداع وتسجيل برامج‬
‫الحاسب اآللي وقواعد البيانات في مصر بمكتب حماية البرمجيات وقواعد البيانات بهيئة‬
‫تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬ويتم إيداع المصنفات األدبية األخرى مثل الكتب‬

‫‪ -68‬د‪ .‬البوطي‪ ،‬الحقوق المعنوية‪ ،‬ضومن بحووث الودورة الخامسوة لموؤتمر مجموع الفقوه اإلسوـالمي بجودة‪،‬‬
‫مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس (‪.)2407 ،2397/3‬‬

‫‪ -69‬األزهر‪ ،‬حقوق المؤلف (ص ‪ )82-57‬؛ مجلة عالم الكتب‪ ،‬الصادرة في الرياض‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ربيع‬
‫الثوواني (‪1402‬هووـ)‪ ،‬حقوووق المؤلووف المعنويووة فووي القووانون العراقووي (ص ‪ 9‬ومووا بعوودها) ؛ الحقوووق علووى‬
‫المصنَّفات (ص ‪ 9‬وما بعدها) ؛ فقه النوازل (‪ 115/2‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫والمصنفات السمعية والبصرية بوزارة الثقافة ويتم الحصول علي تراخيص البث اإلذاعي‬
‫‪70‬‬
‫والتليفزيوني من وزارة اإلعالم‪.‬‬

‫من هذا المنطلق جاءت التشريعات الدولية والوطنية لحماية هذا الحق الذي به تتواصل‬
‫وتيرة النشاط واالبداع والتطور وتحفظ لصاحبه حقه المعنوي والمادي وتشعهره باالمان الذي‬
‫يدفعه دوما نحو المزيد ‪ ،‬إال أنه و على الرغم مما سبق وذلك بالنظر للعديد من الحقوق و‬
‫القوانين التي أنتجتها األلة التشريعية سواء الدولية أو الوطنية‪ ،‬نجد أن اإلشكال خاصة على‬
‫المستوى الوطني ليس بالضرورة في األليات و القوانين بل في اإلنتاج الفكري الذي يبقى‬
‫ضعيفا‪ ،‬و بالتالي فاإلنتاج الفكري مازال يحتاج إلى المزيد من التطور و التقدم و الذي‬
‫اليمكن الوصول إليه سوى عبر العمل على تحسين النظام التعليمي‪ ،‬حيث فإنه اليمكن إعتبار‬
‫المغرب في الفترة الراهن سوى مستورد للفكر سواء الصناعي أو األدبي أو الفني ‪ ،‬و في‬
‫هذا الصدد نجد المغرب يقوم بمجموعة من التفاعالت المهمة من أجل تحسين وضعه في هذا‬
‫اإلطار و لعل أهمها تبرز من خالل اإلرادة الملكية المستمرة و التي يمكن تأكيدها عبر‬
‫الخطب الملكية األخيرة التي تدعو إلى تحسين التعليم‪ ،‬إعتبار لكون هذا األخير يعتبر محور‬
‫التقدم في جميع المجاالت‪.‬‬

‫‪ -70‬محموود تقووي العثموواني‪ ،‬بيووع الحقوووق المجووردة‪ ،‬ضوومن بحوووث الوودورة الخامسووة لمووؤتمر مجمووع الفقووه‬
‫اإلسالمي بجدة‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس(‪ )2386/3‬؛ عبد الحميد طهماز‪ ،‬حوق التوأليف‪ ،‬ضومن حوق‬
‫االبتكار في الفقه اإلسالمي المقارن (ص ‪.170‬‬

‫‪53‬‬
‫المراجع المعتمدة‬
‫الكتب القانونية بالعربية‪:‬‬

‫‪ -)1‬حقوق المؤلف فيي اليوطن العربيي بيين التشيريع والتطبييق ‪ :‬المنظمية العربيية للتربيية‬
‫والثقافة والعلوم‪ ،‬إدارة و ثقافة‪.‬‬

‫‪ -)2‬عصييام محمييد عبييد الماجييد‪ – .‬الخرطييوم ‪ :‬دار جامعيية السييودان للعلييوم والتكنولوجيييا‪،‬‬
‫‪ -.1998‬أصل هذه األبحاث قدم في ندوة عن التأليف والنشر (‪ 19‬نوفمبر ‪.)1997‬‬

‫‪ -)3‬مديفيد إنغليز &جون هغسون (تحرير) ترجمة‪ :‬د‪ .‬ليلى الموسيوي‪ -‬مراجعية د‪ .‬محميد‬
‫الجييوهري‪ :‬سوسيييولوجيا الفيين‪ :‬طييرق للرؤييية (عييالم المعرفيية – الكويييت‪ -‬يوليييو‪2007‬م)‬
‫ص‪.254‬‬

‫‪ -)4‬انظيير إقييرار أحييد القضيياة األمييريكيين بييذلف فييي‪Cohen, Julie E., (2007): :‬‬
‫‪."Creativity and Culture in Copyright Theory" p.1162- 1163‬‬

‫‪ -)5‬مجون هارتلي (محرر) ترجمة بدر السيد سليمان الرفاعي‪ :‬الصناعات اإلبداعية (عيالم‬
‫المعرفة – أبريل ‪ -2007‬الكويت)‪.‬‬

‫‪ -)6‬عبد السالم بن عبد العالي‪ :‬في الترجمة‪( .‬سلسلة فلسفة)‪( .‬دار الطليعة – بيروت‪-‬‬
‫‪2001‬م)‪.‬‬

‫‪ -)7‬عبد السالم بن عبد العالي‪ :‬في الترجمة‪( .‬سلسلة فلسفة)‪( .‬دار الطليعة – بيروت‪-‬‬
‫‪2001‬م‬

‫‪ -)8‬سميحة القليوبي‪ :‬الملكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة الطبعة الخامسة‬
‫‪ 2005‬ص‪.5‬‬

‫‪ -)9‬الدكتور صالح زين الدين‪ :‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬دار الثقافة األردن ‪ 2004‬ص‬
‫‪.24‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -)10‬الدكتور مصطفى كمال طه وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪.‬‬

‫‪ -)11‬الدكتور عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني(حق الملكية)‬


‫منشورات(بيروت) ‪1991‬م‪.‬‬

‫‪ -)12‬الدكتور عبد الرحيم عنتر عبد الرحمان‪ ،‬براءة اإلختراع و معايير حمايتها‪-‬دار الفكر‬
‫الجامعي اإلسكندرية ‪2009‬م‪.‬‬

‫‪ -)13‬الدكتور حسام الدين عبد الغني الصغير‪ ،‬التعريف بحقوق الملكية ندوة الويبو‪.‬‬

‫‪ -)14‬الدكتور مصطفى كمال طه وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪.‬‬

‫‪ -)15‬الدكتور هاني دويرار‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية ‪2004‬‬
‫ص‪.273‬‬

‫‪ -)16‬عبد اللطيف هداية هللا‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1984-83‬ص ‪.221‬‬

‫‪ -)17‬عز الدين يسني‪ :‬دراسات في القانون التجاري المغربي‪ ،‬الجزء الثاني األصل‬
‫التجاري مطبعة النجاح الجديدة الطبعة األولى ‪.2001‬‬

‫‪ -)18‬الدكتور فؤاد معالل شرح القانون التجاري الجديد الطبعة الثانية ص‪.208‬‬

‫‪ -)19‬الدكتورة وداد العيدوني‪ :‬النظام القانوني للملكية الفكرية يونس عرب‪.‬‬

‫‪ -)20‬الدكتور نبيل إبراهيم سعد الحقوق العينية‪ ،‬دار الجامعة للنشر اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -)21‬الدكتور سعد بن عبد هللا حمود المعشري‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬دراسة فقهية‬
‫مقارنة في ظل التشريع العماني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة طبعة ‪ 2010‬ص ‪ 36‬و ‪.37‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -)22‬الدكتور صالح الدين الناهي‪ :‬الوجيز في الملكية الصناعية و التجارية دار العرفان‬
‫عمان‪.‬‬

‫‪ -)23‬عماد الدين شرف الدين‪ :‬إكتشافات و إختراعات بالصدفة‪ ،‬دار العلم و الثقافة‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -)24‬الدكتور محسن شفيق‪ :‬القانون التجاري الجزء األول ‪.1949‬‬

‫‪ -)25‬الدكتور محمد حسام محمد لطفي‪ ،‬المالمح األساسية للحماية القانونية لبراءات‬
‫اإلختراع ‪.‬‬

‫‪ - -)26‬محمد تقي العثماني‪ ،‬بيع الحقوق المجردة‪ ،‬ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر‬
‫مجمع الفقه اإلسالمي بجدة‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس(‪.)2386/3‬‬

‫‪-)27‬األزهر‪ ،‬حقوق المؤلف (ص ‪ )82-57‬؛ مجلة عالم الكتب‪ ،‬الصادرة في الرياض‪،‬‬


‫العدد الرابع‪ ،‬ربيع الثاني (‪1402‬هـ)‪ ،‬حقوق المؤلف المعنوية في القانون العراقي (ص ‪9‬‬
‫وما بعدها) ؛ الحقوق على المصنَّفات (ص ‪ 9‬وما بعدها) ؛ فقه النوازل (‪ 115/2‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪ -)28‬صالح الدين الناهي‪ ،‬الوجيز في الملكية الصناعية والتجارية (ص ‪ )211‬؛ د‪.‬‬


‫النشمي‪ ،‬الحقوق المعنوية‪ ،‬ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫بجدة‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس (‪.2287/3‬‬

‫‪ -)29‬البوطي‪ ،‬الحقوق المعنوية‪ ،‬ضمن بحوث الدورة الخامسة لمؤتمر مجمع الفقه‬
‫اإلسـالمي بجدة‪ ،‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد الخامس (‪.2407 ،2397/3‬‬

‫‪ -)30‬أزهر ‪ :‬حقوق المؤلف في القانون المغربي‪ :‬دراسة مقارنة للملكية األدبية و الفنية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -)31‬الشرقاوي الغزواني نور الدين ‪ :‬حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬شرح ‪-78‬‬
‫‪.347‬‬

‫القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوانين‪:‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 102‬من القانون المدني المصري النالف الشيء وحده في حدود‬


‫القانون حق إستعمال و إستغالل و التصرف فيه‪.‬‬

‫‪-‬قانون رقم ‪ 97-17‬يتعلق بحماية الملكية الصناعية سلسلة نصوص‬


‫تشريعية و تنظيمية العدد ‪.52‬‬

‫المجالت و الجرائـــــــــــــــــــــــــــــــد‪:‬‬

‫‪-‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4740‬بتاريخ نونبر ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪-‬مجلة حماية الملكية الفكرية الجمع العربي لحماية الملكية الصناعية‬


‫عدد‪ 42‬عمان األردن ‪.1994.‬‬

‫الكتب القانونية باإلنجليزية‪:‬‬

‫‪1)-Cole, Jolio: Patents and Copyrights: Do the Benefits‬‬


‫‪Outweigh the Costs? , (2001) 15 J. LIBERTARIAN‬‬
‫‪STUD. p.95‬‬

‫‪57‬‬
2)-Kensella, N. Stephan (2001): "Against Intellectual
Property" Journal of Libertarian Studies. Vol. 15, n. 2.
1-53. in: www.mises.org.

58
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 ...............................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي و القانوني للملكية الفكرية ‪7 .................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التدقيق المفاهيمي للملكية الفكرية‪7 ........................................... .‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬السياق التاريخي لمفهوم الملكية الفكرية‪7 ................................... .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حول دالالت الواقع الراهن لمفهوم الملكية الفكرية‪9 ........................ .‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلطار القانوني للملكية الفكرية‪14 ........................................... .‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المصادر الوطنية لحقوق الملكية الفكرية ‪14 ....................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تطور قوانين الملكية الصناعية بالمغرب‪15 .................................. .‬‬

‫أوال ‪ :‬قانون منطقة الحماية الفرنسية‪15 ....................................................... .‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قانون منطقة طنجة‪16 .................................................................... .‬‬

‫ثالثا ‪ :‬قانون المنطقة الشمالية ‪16 .................................................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬قانون رقم ‪ 17-97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية ‪17 ..............................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تطور قوانين الملكية األدبية والفنية بالمغرب‪19 ............................ .‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المصادر الدولية لحقوق الملكية الفكرية ‪22 ....................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬االتفاقية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة‪23 ............ .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بكل نوع من حقوق الملكية الفكرية‪24 .................. .‬‬

‫أوال ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بحماية الملكية الصناعية‪24 ........................................ .‬‬

‫‪59‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقيات خاصة بحماية الشارات المميزة ‪28 ............................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬االتفاقيات الخاصة بحماية الملكية األدبية والفنية‪29 ....................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية وفق التشريع المغربي‪30 ...... .‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أهمية الملكية الفكرية‪31 ....................................................... .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحماية القانونية الدولية و الوطنية للملكية الفكرية‪33 ............ .‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مظاهر الحماية القانونية للملكية الفكرية دوليا‪34 ............................. .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية ‪34 .............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الهيئات الدولية الخاصة لحماية حقوق المؤلف‪40 ........................... .‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الهيئات اإلقليمية المحلية‪40 ..................................................... .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الحماية القانونية الوطنية للملكية الفكرية‪41 ........................ .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الديوان الوطني لحقوق المؤلف‪42 ............................................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق حماية حقوق المؤلف‪44 ................................................... .‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬اإلجراءات التحفظية‪44 .......................................................... .‬‬

‫أوال‪ :‬أحكام المادة‪44 ........................................................................... :33‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أحكام المادة (‪45 ...................................................................... .)47‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬الدعوى الجزائية‪47 .............................................................. .‬‬

‫أوال‪ :‬جنحة التقليد والتزوير‪47 .................................................................. :‬‬

‫ثانيا ‪:‬اإلجراءات التحفظية‪48 ..................................................................... .‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لعقوبة التبعية ‪49 ...................................................................‬‬

‫رابعا‪:‬التعويض المدني‪50 .........................................................................:‬‬

‫‪60‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪50 ...................................... :‬‬

‫المراجع المعتمدة ‪54 ................................................................................‬‬

‫‪61‬‬

You might also like