You are on page 1of 71

‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫دروس يف االقتصاد اجلزئي‬

‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬


‫‪Première Partie : La demande et la théorie du consommateur‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫مقدمة في التحليل اإلقتصادي‬


‫‪INTRODUCTION A L’ANALYSE ECONOMIQUE‬‬

‫‪ .I‬ظهور المبادالت التجارية ‪:‬‬


‫عمر اإلنسان األرض منذ آالف السنني‪ ،‬وكانت احلياة يف تلك احلقبة الزمنية تسري على حنو خمالف مما نعرفه‬
‫اليوم‪ .‬فاجملتمع البدائي كان مشكال من جمموعة من األفراد الذين يرحتلون من مكان إىل آخر‪ ،‬وكانت تقوم النساء‬
‫جبين الثمار والفواكه من احلقول الطبيعية واألشجار‪ ،‬أما الرجال فكانت مهمتهم محاية العشرية أو اجملموعة و الدفاع‬
‫عنها (من احليواانت املتوحشة وغارات العشائر األخرى) والصيد الربي للحصول على اللحم واجللود (اللباس)‪ .‬بعد‬
‫هذا‪ ،‬اكتشف اإلنسان الصيد البحري ومن مث احلبوب الربية ‪ ،Les Céréales sauvages‬حيث أدرك أنه إبمكانه‬
‫احلصول على كميات أخرى منها إذا ما قام بنثرها على األرض وتغطيتها ابلرتبة‪ .‬من هنا‪ ،‬نقصت وترية الرتحال ‪Le‬‬
‫‪ nomadisme‬وبدأ اإلنسان يف اإلستقرار (‪ )Sédentarisation‬وتشكلت املعمورات واملدن‪.‬‬
‫أما عن املبادالت‪ ،‬فكانت يف ابدئ األمر تقتصر على ما يتقامسه أفراد اجلماعة من حماصيل اجلين والصيد‪ ،‬ولكن‬
‫مع مرور الوقت ومع تزايد عدد األفراد وظهور أدوات وآالت‪ ،‬جاءت للتخفيف من قسوة احلياة ومشقة األعمال‪،‬‬
‫رف جديدة‪ ،‬فزادت ابلتايل درجة تعقيد اجملتمع وظهر ما يسمى ابلتخصص ‪La‬‬ ‫ظهرت أنشطة و ِحَ ٍ‬
‫‪ ،spécialisation‬فاحلارس حيرس‪ ،‬والصياد يصطاد‪ ،‬واملزارع يزرع‪...،‬حيث تفرغ كل واحد لنشاط معني‪ .‬فكيف‬
‫للحارس مثال‪ ،‬احلصول على ما يشتهيه من مسك ؟ و احلطاب ما يريده من قمح؟ ابملقايضة ‪ Le troc‬ابلطبع أي‬
‫ابستبدال سلعة بسلعة أخرى (من دون اللجوء إىل وسيط نقدي)‪ ،‬لكن احلضارة اإلنسانية ما لبثت أن وصلت إىل‬
‫مرحلة من التقدم‪ ،‬اهنار فيها هذا النظام بعد أن أصبح عاجزا عن لعب دوره يف املبادالت‪ ،‬فقد أصبح من العسري‬
‫إجياد الكميات املوافقة لكل سلعة مع السلع األخرى‪ ،‬كما أن العديد منها (أي السلع) غري قابل للتجزئة أو‬
‫للتخزين‪ ،‬مما عقد أكثر مقايضة السلع فيما بينها‪ ،‬وهذا ما عجل بظهور وسيط يسهل املبادالت بني أفراد اجملتمع‬
‫ويصلح عيوب املقايضة‪ ،‬وهذا الوسيط هو النقود مبفهومها العام‪ .‬فاستعمل الصينيون الشاي؛ سكان غينيا اجلديدة‪،‬‬
‫أسنان الكالب؛ سكان احمليط اهلادي‪ ،‬أسنان احليتان‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫لكن املعادن كانت أكثر إستعماال وانتشارا وخاصة الذهب والفضة‪ ،‬واليت كانت قابلة للتجزئة إىل قطع صغرية‬
‫يسهل محلها ومعرتف بقيمتها يف غالبية األقطار‪ ،‬وأصبحت تلعب أو تليب الشروط الثالثة التالية‪: 1‬‬

‫‪Une unité de mesure de la valeur des biens‬‬ ‫‪ .1‬تستعمل كوحدة لقياس قيمة السلعة‬
‫‪Un intermédiaire dans les échanges‬‬ ‫‪ .2‬وسيط يف املبادالت التجارية‬
‫‪Une réserve de valeur‬‬ ‫‪ .3‬احتياط مايل‬
‫ومع مرور الزمن تطور مفهوم النقود وتعددت أنواعها وأشكاهلا ‪ :‬النقود الورقية ‪ ،Monnaie de papier1‬النقود‬
‫املعدنية ‪ ،M. Métallique‬النقود اإللكرتونية ‪ ،M. Electronique‬الصكوك (‪...)M. Scripturale‬اخل‪.‬‬
‫‪ . 1‬قد نجد في بعض المراجع دور رابع يثمت في اعتبار النقود اداة في يد الحكام لتوجيه السياسة االقتصادية ‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫)‪« Un instrument de politique économique » (c.f. Ahmed Silem, J.M Albertini et al ; "Lexique d’Economie". p474‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .II‬تطور الفكر اإلقتصادي ‪:‬‬


‫أصل كلمة اقتصاد هو اليواننية ‪ ،Oikonomia‬املشتقة بداهتا من ‪ Oikonomos‬واملشكلة من "بيت = ‪"Oïkos‬‬
‫و"قواعد = ‪ ."Nomos‬فقام ارسطو ‪ Aristote‬بتجزئة العلوم إىل أخالقية (تعتم ابلشخص وذاته)‪ ،‬سياسية (متس‬
‫املدينة‪-‬الدولة؛ ‪ )La Cité-Etat‬وإقتصادية (اليت تتفرغ إىل النشاط العائلي)‪ .‬فهو حسب أرسطو (أي اإلقتصاد)‪،‬‬
‫ذلك العلم (حىت وإن مل يكتسي بعد طابعا علميا) الذي يهتم بدراسة القواعد اليت حتكم وتسري شؤون البيت‪ ،‬أي‬
‫العائلة‪،‬الوحدة البنيوية وحجر أساس اجملتمع‪.‬‬
‫لكن اإلقتصاد بقي‪ ،‬ولقرون عديدة‪ ،‬إال جمموعة من اآلراء والنظرايت املنفصلة واخلاصة بتلك احلالة أو تلك‪،‬‬
‫ومل يصبح علما إال يف القرن الثامن عشر‪ ،‬بعد أن مر أبربع مراحل أساسية‪.2‬‬

‫‪ .1.II‬المرحلة الما‪ -‬قبل علمية (من العصور القديمة حتى ‪1750‬م) ‪:La Phase Pré-Scientifique‬‬
‫كما ذكر سابقا‪ ،‬مل يكن اإلقتصاد يف هذه الفرتة علما‪ ،‬بل جمموعة من اآلراء واألفكار‪ ،‬وكان أرسطو من‬
‫القالئل الذين تعمقوا يف حتليل ظواهر ذات طابع إقتصادي ‪ :‬فهو الذي عرف اإلقتصاد على أنه علم الثروات وخرج‬
‫بنتائج مهمة حول دور النقود‪ ،‬األسعار وقيمة السلع واألشياء‪ .‬فيحق القول أن اليواننيون آابء اإلقتصاد‪ ،‬أما‬
‫احلضارات القدمية األخرى‪ ،‬كالرومان او املصريون مثال‪ ،‬فلم تلعب دورا ملموس يف تطور الفكر اإلقتصادي‪.‬‬
‫خالل العصور أو القرون الوسطى‪ ،‬ظهرت أفكار جديدة ختص اإلقتصاد ومرتبطة إرتباطا وثيقا ابلعقيدة‬
‫املسيحية أو ابلالهوت‪ :‬إجياد الثمن املناسب‪ ،‬التشهري والتهجم على تطبيق نسب الفائدة والقرض‪ ...3‬إخل‪.‬‬
‫لكن مع عصر النهضة‪ ،‬اجنلت مرحلة جديدة يف الفكر اإلقتصادي‪ ،‬حيث ظهر وشاع ميول إىل تغيري احلياة‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬و ذلك إنطالقا من حتليل األحداث والتجربة‪ ،‬بدل اإلستناد إىل عقيدة دينية‪ ،‬فانفصل ابلتايل األخالقي‬
‫‪ L’Ethique‬عن العقائدي أو الالهويت ‪ .Le Théologique‬كما ظهر تيار اثين يعتمد على مناقشة املشاكل امللموسة‬
‫أو اليت هتم مباشرة اإلنسان واجملتمع‪ ،‬بدل اخلوض يف أمور ومسائل ميتافيزيقية أو فلسفية جمردة‪ ،‬واألهم من ذلك‪،‬‬
‫فقد ظهر أول التيارات اإلقتصادية ‪ :‬املركنتيلية ‪.Le Mercantilisme‬‬
‫وكان الشغل الشاغل للمركنتيليني (أو التجاريني) بني القرنني ‪16‬و‪ 17‬م ‪ ،‬إجياد أجنع الطرق والوسائل للحصول‬
‫على أكرب قدر ممكن من املعادن النفيسة (الذهب والفضة خاصة) اليت يعتربوهنا أساس الثروة ومصدر قوة وهيبة األمري‬
‫الذي جيسد الدولة‪ .‬وتفرع هذا التيار إىل تيارات‪ ،‬اختص كل واحد منها ببلد أو مبجموعة من البلدان‪ ،‬وينص على‬
‫ما جيب فعله لبلوغ اهلدف املنشود ‪:‬‬
‫۞ ففي إسبانيا والربتغال‪ ،‬حث أنصار املركنتيلية (الذين لقبوا بـ ‪ Bullionistes‬من االجنليزية ‪ Bullion‬و اليت تعين‬
‫سبيكة) على اإلبقاء على الذهب والفضة املنهوبني من األمريكيتني داخل البالد‪ ،‬فعملوا على منعها من خروج البالد‬
‫وذلك مبنع السلع األجنبية من الدخول أي فرض قوانني محائية‪ ،‬فنجم عن ذلك اختناق اإلقتصاد األيبريي‪.‬‬
‫۞ أما الفرنسيون (‪ ،)Les Industrialistes‬فقد اعتربوا أن الوسيلة األمثل لتكديس املعادن الثمينة تتمثل يف تطوير‬
‫الصناعة الداخلية (اليت مازالت تقليدية ألن عهد الثورة الصناعية مل حيل بعد) وتصدير أكرب قدر ممكن من السلع‬
‫واملنتوجات مع إسترياد إال ما هو الزم أو ضروري‪.‬‬

‫‪ Monnaie fiduciaire‬عندما نستطيع استبدالها في البنوك مقابل الدهب او الفضة‪.‬‬ ‫‪ . 1‬تطلق عليها كدلك تسمية‬
‫‪2‬‬
‫‪. Raymond Barre & Fréderic Tenlon ; ‘‘Economie Politique’’, Tome 1, p 31.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪. Ibid ; p31‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫۞ الربيطانيون‪ ،‬رأوا أن أكثر الطرق آماان للحصول على الثروات يكون بتطوير التجارة واإلحبار‪ ،‬فجهزوا أسطوال ال‬
‫مثيل له يف "العامل القدمي"‪ ،‬وأصدروا مراسيم وقوانني‪ 1‬عززت من سيطرهتم على املبادالت التجارية بني القارات‪.‬‬
‫أما عن املسامهة الفعلية هلؤالء (التجاريني عامة) يف تطور الفكر اإلقتصادي‪ ،‬فقد كانت بسيطة‪ ،‬ألن حتاليلهم وآرائهم‬
‫مل ختص إال بعض اجلوانب و اليت كانت متعلقة ابلتجارة اساسا‪.‬‬

‫‪ -2.II‬ميالد علم اإلقتصاد (‪1750‬م – ‪1870‬م) ‪:La naissance de la science économique‬‬


‫بزغت منذ ‪ 1750‬م تقريبا‪ ،‬أصوات تدعو إىل مل مشل الفكر االقتصادي والقضاء على التشتت الذي مييزه‪،‬‬
‫وعبد الطريق أمام هذا اإلجتاه اجلديد إصدار كتابني أساسني ‪:‬‬
‫۞ "اجلدول اإلقتصادي" ‪ ،Le Tableau Economique‬سنة ‪ 1756‬م‪ ،‬ملؤلفه الطبيب فرانسوا كيين ‪François‬‬
‫‪ ،Quesnay‬مؤسس املدرسة الفيزيوقراطية‪.‬‬
‫۞ كتاب "حبث حول طبيعة وأسباب ثروة األمم ‪Recherche sur la nature et les causes de la richesse des‬‬
‫‪ nations‬عام ‪ 1776‬م آلدم مسيث ‪ Adam Smith‬مؤسس املدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫‪ .1‬المدرسة الفيزيوقراطية ‪:Les Physiocrates‬‬


‫مؤسس هذه املدرسة كما ذكران‪ ،‬هو كيين ‪ ،Quesnay‬وفكرهتا األساسية جتعل من "األرض" (أي الزراعة)‬
‫مصدر كل ثراء أو املصدر احلقيقي لثراء األمم‪ .‬كما أهنا أقرت بوجود قواعد وقوانني طبيعية اثبتة وكونية ‪lois‬‬
‫‪Des naturelles, immuables et universelle‬؛ مصدرها إهلي‪ ،‬ويتوجب على اإلنسان إستخدام فكره إلستكشافها‬
‫والعمل هبا بعد دلك‪ .‬وقام كيين بتقسيم الوظائف يف اجملتمع إىل ثالثة ‪:‬‬
‫أ‪ .‬طبقة املالك ‪ :Classe des propriétaires‬املشكلة من مالكي األرض الذين يؤجرون حق إستعماهلا للفالحني‪.‬‬
‫ب‪ .‬طبقة الفالحني ‪ :Classe des fermiers‬الذين سيستغلون األرض وسيتخرجون منها الثروات اليت يصبون جزءا‬
‫منها إىل املالك‪ ،‬وجزءا إىل الطبقة الثالثة وحيتفظون ابلباقي‪.‬‬
‫ج‪ .‬الطبقة العقيمة ‪ :La classe stérile :‬واليت تتشكل من الصناعيني‪ ،‬احلرفيني‪ ،‬التجار وأصحاب األعمال احلرة‪،‬‬
‫اليت تتلقى جزءا من مال الفالحني واملالك مقابل السلع واخلدمات اليت تقدمها وتعطي جزءا من املال املكتسب إىل‬
‫الفالحني للحصول على ما يلزمها من غذاء‪ ،‬فعقيمة هي ألهنا ال تنتج أو ابألحرى‪ ،‬ال تضاعف املنتوج بل حتول‬
‫فقط ما تتلقاه من الفالحني‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن هذا التيار جاء ليفضح عيوب املركانتيلية‪ ،‬اليت يعتربها جشعة وغري أخالقية‪ ،‬فسدت اجملتمع‬
‫وابلغت من تسيطر وهيمنة الدولة أي األمري علي الشعب‪.‬‬

‫‪ . 2‬المدرسة الكالسيكية ‪: L’école classique‬‬


‫مؤسسها آدم مسيث و ما عجل من ظهورها‪ ،‬الثورة الصناعية يف أواسط القرن ‪18‬م‪ .‬فظهور الصناعة و املاكنات‬
‫خلق نظما إجتماعية جديدة‪ ،‬استنبط من خالهلا مفكرون امثال جون ابتيست ساي ‪ Jean baptiste Say‬دافيد‬
‫ريكاردو ‪ David Ricardo‬و سيتوارت ميل ‪ ،John Stuart Mil‬نظما إقتصادية سائدة أو منوذجية أي كالسيكية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪. Les actes de navigation de Cromwell et de Charles II‬‬ ‫‪.1‬مراسيم ابحار كرومول وشارل الثاني‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪‬الفكرة األساسية هلذا التيار تتمحور حول قدرة اإلقتصاد املبين على احلرية الفردية على حتقيق الرفاه اإلجتماعي‪،‬‬
‫فهو إذن تيار ليبرياىل حيد من تدخل الدولة يف اإلقتصاد ويشجع املقاولة احلرة ‪ ،La libre entreprise‬استنادا على‬
‫مبدأ "دعه يعمل‪ ،‬أتركه مير"‪ 1‬كما يعترب أصحاب هذه املدرسة أن العمل (‪ )Le travail‬هو الذي حيدد ويعطي قيمة‬
‫للشيء فهو إذن مصدر الثراء‪ .‬فسعر السلعة يعزى أساسا إىل العمل املبذول إلنتاجها وعلى قابلية إستبداهلا بسلعة‬
‫أخرى (أي القيمة اإلستبدالية ‪ )la valeur d’échange‬وليس إىل مدى إحتياج اإلنسان هلا (القيمة اإلستعمالية ‪la‬‬
‫‪ )valeur d’usage‬فاملاء‪ ،‬مثال ذو قيمة إستعمالية كبرية لكن قيمته اإلستبدالية ضعيفة ألنه متوفر بكثرة وال حيتاج‬
‫إنتاجه إىل جهد كبري‪ ،‬وهو عكس الذهب‪ ،‬الذي ال يروي من العطش لكنهُ ميكننا من شراء ما نريد فقيمته‬
‫اإلستعمالية ضعيفة لكن قيمته االستبدالية كبرية‪.‬‬

‫‪ -3.II‬مرحلة إستكشاف ووضع األسس النظرية الرئيسية (‪ 1870‬م‪ 1930-‬م)‬


‫‪La découverte et l’élaboration des principes théoriques fondamentaux :‬‬
‫يف أثناء هذه الفرتة‪ ،‬وضع اإلقتصاد على أسس متينة‪ ،‬حيث إهتم الكثري من املفكرين ابجلانب النظري وابلركائز‬
‫اليت جيب أن يعتمد عليها‪ .‬كما ظهرت مفاهيم جديدة وابن تيار جديد عرف "ابلينوكالسيكي" او الكالسيكي‬
‫اجلديد ‪ ،Néoclassique‬ضم املفكرين كارل مينجر ‪ ،Carl Menger‬ستانلي جيفونس ‪ ،Stanley Jevons‬وليون‬
‫والراس ‪ Leon Walras‬وآخرين‪ ،‬والذين وافقوا الكالسيك يف أمور وخالفوهم يف أخرى ؛ فهم أي النيوكالسيك‪،‬‬
‫يعت ربون اإلقتصاد أنه علم الندرة وإستعمال املوارد‪ ،‬وأن قيمة السلع وطريقة حتديد األسعار مرتبط مبفهوم املنفعة احلدية‬
‫الذي إبتكروه‪ ،‬وإستنبطوا قوانني العرض والطلب‪ ،‬وركزوا على أنواع التوازانت (اجلزئية والكلية)‪ ،‬كما جعلوا اإلقتصاد‬
‫أكثر تقنية وذلك ابللجوء أكثر فأكثر للطرق الرايضية يف التحليل اإلقتصادي ولدراسة سلوك اإلنسان اإلقتصادي‬
‫‪.L’homo Oeconomicus‬‬
‫وأغلبية ما سندرسه يف هذا املقياس مستمد من نظرايت التيار النيوكالسيكي (كما سنتطرق اىل بعض النظرايت‬
‫اخلاصة ابملدارس والتيارات األخرى)‪.‬‬

‫‪ - 4.II‬الجهد الحالي للتعميق والتمديد (منذ ‪ 1930‬م)‪:‬‬


‫‪L’effort contemporain d’approfondissement et d’extension depuis 1930 :‬‬
‫اإلقتصاديون املعاصرون ال ينفون أي شيء مما جاء به العلماء يف القرن املاضي‪ ،‬بل طوروا املفاهيم وتعمقوا‬
‫فيها واهتموا ابجلوانب اليت كانت مهملة (عن قصد أو عن دون قصد) وظهرت طرق حتليلية جديدة كاإلقتصاد‬
‫الكلي (ما سبق كان مبين على اإلقتصاد اجلزئي)‪.‬‬
‫من أبرز عناصر هذه احلقبة ‪ :‬جون مايناركاينز ‪John Maynard Keynes‬؛ صاحب كتاب "النظرية العامة‬
‫للشغل‪ ،‬الفائدة والنقود ‪ ،"Théorie générale de l’emploi, de l’intérêt et de la monnaie‬إدوارد شامربالن‬
‫‪ Edward Chamberlain‬مؤلف كتاب "نظرية اإلحتكار التنافسي ‪"The Theory of Monopolistic Competition‬؛‬
‫كورنو ‪ Cournot‬وستاكلربغ ‪ ،Stackelberg‬أصحاب إحتكار القلة‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪ .III‬تعريف اإلقتصاد‪ ،‬أنواعه وأسس التحليل اإلقتصادي ‪:‬‬


‫‪ .« Laisser faire les hommes, laisser passer les marchandises ». 1‬صاحب هده المقولة الشهيرة هو الفيزيوقراطى فانسان دي ڤورني ‪Vincent‬‬
‫‪ de Gournay‬وليس ادم سميث كما هو شائع‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .1.III‬تعريف اإلقتصاد‪:‬‬
‫‪Une‬‬ ‫قبل أن نعرف اإلقتصاد‪ ،‬يتوجب علينا حتديد مكانته وسط العلوم األخرى‪ ،‬فاإلقتصاد علم إنساين‬
‫‪ science humaine‬واجتماعي‪ Une science sociale‬يف آن واحد‪ .‬إنساين ألنه يهتم ابإلنسان (اإلقتصادي)‬
‫واجتماعي ألنه يدرس كذلك تصرفات هذا اإلنسان وسلوكه يف اجملتمع‪.‬‬
‫كما رأينا من قبل‪ ،‬تطور مفهوم اإلقتصاد عرب العصور‪ ،‬فالذي كان حسب أرسطو "علم تسيري أمالك البيت"‪،‬‬
‫اصبح عند املاركسيون‪" :‬دراسة العالقات االجتماعية لإلنتاج"‪ ،‬وحسب النيوكالسيكيون "علم توزيع وختصيص املواد‬
‫‪ ،"L’allocation des ressources‬لكن التعريف الذي تتوافق عليه األغلبية هو ذلك الذي أعطاه جون ابتيست‬
‫ساي ‪ ،Jean Baptiste Say‬عندما عرف اإلقتصاد على أنه "العلم الذي يدرس إنتاج (‪ ،)La production‬تقسيم‬
‫(‪ ،)La répartition‬توزيع (‪ )La distribution‬واستهالك (‪ )La consommation‬الثروات يف اجملتمع"‪.‬‬

‫‪ .2.III‬فروع اإلقتصاد‪:‬‬
‫ميكننا تقسيمه إىل عدة فروع ابإلعتماد على معايري خمتلفة ؛ فليس هناك ابلتايل تقسيم بل تقسيمات لإلقتصاد‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا أخذان كمعيار‪" ،‬اإلجتاه املعتمد"‪ ،‬فنجد أن اإلقتصاد فرعني ‪ :‬إجيايب ومعياري‪.‬‬
‫۞ اإلقتصاد اإلجيايب ‪ : L’économie Positive‬وهو ذلك الفرع الذي يهدف إىل وصف وتفسري ما هو موجود‬
‫وجتنب إصدار أي حكم أو رأي سياسي أو "نصيحة" على ما جيب فعله أو على ما كان جيب فعله‪.‬‬
‫۞ اإلقتصاد املعياري ‪ : L’économie Normative‬يهتم ويركز على الطريقة األمثل لتحقيق الرفاهية والعيش الرغيد‬
‫ألفراد اجملتمع‪ ،‬فهو إذن "جمموعة آراء"‪.‬‬
‫مثال‪: 1‬‬
‫نسبة البطالة يف اجلزائر مرتفعة ‪ ‬إقتصاد إجيايب‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫نسبة البطالة يف اجلزائر مرتفعة‪ ،‬وسبب ذلك عدم قدرة احلكومة على خلق مناصب جديدة ‪...‬لدى‬ ‫‪o‬‬

‫يتوجب عليها أن‪  ..‬إقتصاد معياري‪.‬‬


‫‪ .2‬هناك معيارا آخر يرتكز عليه‪ ،‬وهو الطريقة التحليلية املنتهجة أو املستعملة‪ ،‬و ميكننا ابلتايل متييز ثالث أنواع‬
‫من اإلقتصاد ‪:‬‬
‫۞ أوهلا اإلقتصاد اجلزئي ‪ : La Micro Economie‬وموضوعه (موضوع دراسته)‪ ،‬الوحدات اإلقتصادية الفردية من‬
‫مستهلك ومنتج ومالك لعوامل اإلنتاج‪ .‬فهو يدرس الشروط اليت حتكم اخليارات اليت تقوم هبا هذه الوحدات من أجل‬
‫املوافقة بني املصادر النادرة اليت متتلكها واألهداف اليت تطمح إليها واليت تتلخص يف "حتقيق أكرب قدر من الرضا"‪.‬‬
‫فالتحليل اإلقتصادي اجلزئي يف بداية املطاف‪ ،‬دراسة للتوازن اخلاص مبختلف الوحدات اإلقتصادية ويف أخره‪ ،‬حتليل‬
‫للتوازن العام لإلقتصاد‪ ،‬املستخلص من توازانت الوحدات اإلقتصادية الفردية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫جتدراالشارة أن اإلقتصاد اجلزئي مبين على "الفردانية أو الفردية النموذجية" ‪L’individualisme‬‬
‫‪ ،Méthodologique‬الطريقة التحليلية اخلاصة بعلوم اإلجتماع واليت تقضي أبنه ميكننا تفسري الظواهر اإلجتماعية‬
‫واإلقتصادية اخلاصة ابجملتمع‪ ،‬إنطالقا من دراسة السلوكات الفردية‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫۞ اثنيها اإلقتصاد الكلي ‪ : La Macro Economie‬وهو إقتصاد على املستوى القومي‪ ،‬فهو يدرس الكميات الكلية‬
‫يف كنف إقتصاد معني (الناتج الوطين ‪ ،PNB‬الدخل الوطين ‪ ،RN‬اإلستهالك اإلمجايل ‪ ،CG‬اإلستثمار اإلمجايل‬
‫‪ ...IG‬إخل)‪ .‬كما أنه يبحث عن العالقات اليت تتولد بني هذه الكميات‪ ،‬واليت ترتجم نشاط جمموعات مشكلة من‬
‫عمالء إقتصاديني (وليس وحدات فردية)‪.‬‬
‫فاإلقتصاد الكلي يعاجل القضااي اإلقتصادية من خالل رؤية شاملة وعامة‪ ،‬فكما يقول رميون ابر ‪Raymond‬‬
‫‪" ،Barre‬يدرس اخلصائص العامة للغابة بصفة مستقلة عن األشجار اليت تشكلها"‪.1‬‬
‫فهو يعتمد على طريقة التحليل اإلجتماعي املدعوة بـ "العامة" أو "الكاملة" ‪( Le Holisme‬من اليواننية ‪holos‬‬
‫= اتم‪ ،‬كامل) واليت تنص على أن السبب األساسي لظاهرة إجتماعية معينة يتواجد بني الظواهر اإلجتماعية السالفة‬
‫وليس يف الضمري الفردي‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬فسلوك الفرد يندرج يف إطار عام ومعني (اجملتمع‪ ،‬القبيلة)‪ ،‬فدراسة اجملتمع‬
‫برمته أجنع وأمثل لفهم احلقائق اإلقتصادية‪ ،‬بدل اإلهتمام ابلشخص والفرد كوحدة ‪.Unité‬‬

‫‪Stuart‬‬ ‫۞ اثلثها اإلقتصاد الوسيط أو الوسطي ‪ : La Meso Economie‬وهي كلمة إبتكرها ستيوارت هوالند‬
‫‪ Holland‬عام ‪ 1975‬م وأطلقها على امليزات اليت ختص التحليل اخلاص ابجملموعات الصناعية الكربى واملهيمنة على‬
‫اإلقتصاد الكينيزي الكلي (‪ )L’économie Keynésienne‬واملسيطرة على اإلقتصاد اجلزئي‪ ،‬فهو إذن وسيط بني‬
‫اإلقتصاد الكلي واجلزئي ويركز على قطاع النشاط (فالحة‪ ،‬صناعة‪ ،‬خدمات) أو على الفرع (الصحة‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫النقل‪ ...‬إخل) بدل اإلهتمام ابلفرد (إقتصاد جزئي) أو األمة (اإلقتصاد الكلي) لتفسري ما حيدث من ظواهر‬
‫إقتصادية‪.‬‬

‫‪ .IV‬أسس التحليل اإلقتصادي الجزئي ‪:‬‬


‫‪ .1.IV‬عن التحليل اإلقتصادي عامة ‪:‬‬
‫حيلل اإلقتصاد‪ ،‬األمور امللموسة عرب النظرايت‪ .‬فالنظرية العلمية تبىن بطريقتني ‪:‬‬
‫‪ ‬ننطلق من مالحظة الواقع ‪ L’observation de la réalité‬ونستخلص منها قوانني عمل ‪Des lois de‬‬
‫‪.fonctionnement‬‬
‫‪ ‬أو نبىن فرضيات ‪ Hypothèses‬نستخلص منها قوانني ونظرايت ‪.Des lois et des Théories‬‬
‫فالفرضية هي كل عبارة حتتوى على "إذا‪-‬إذن" "‪ ،"Si-Alors‬إذا حتققت ما تتنبأ به‪ ،‬أصبحت نظرية ‪ ،Théorie‬وهذه‬
‫هي الطريقة املنتهجة يف اإلقتصاد ‪:‬اي الطريقة اإلفرتاضية– اإلستنتاجية (أو االستنباطية) ‪La méthode‬‬
‫‪ hypothético-déductive‬وهي تعتمد على مبدأ التنفيذ ‪ : La Réfutabilité‬إذا بينت األحداث أن إقرتاح أو فرضية‬
‫ال تتماشى مع احلقيقة‪ ،‬نرفضها وأنيت أبخرى‪.‬‬

‫‪ .2.IV‬عن التحليل اإلقتصادي الجزئي خاصة ‪:‬‬


‫‪8‬‬ ‫اإلقتصاد كما عرفناه سابقا‪ ،‬هو العلم الذي يدرس إنتاج‪ ،‬توزيع ‪ ...‬إخل؛ لكن هذا التعريف يثري العديد من‬
‫األسئلة ‪:‬‬
‫‪ .‬ماذا مييز ذاك املستهلك عن ذاك املنتج وعن بقية الناس ؟‬
‫‪1‬‬
‫; ‪.« Elle étudie les aspects généraux de la foret, indépendamment des arbres qui la composent ».Raymond Barre & Teulon‬‬
‫‪Economie politique ; Tome 1, p 230.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .‬ما هي طبيعة هذه الثروات ؟‬


‫‪ .‬ما هي خصائص هذا اجملتمع ومما يتكون ؟‬
‫اإلجابة عن هذه األسئلة ضرورية لتجنب أي إلتباس يف احملاور والفصول القادمة‪ ،‬وسوف جنيب عنها بدون‬
‫إحرتام الرتتيب الذي جاءت به‪.‬‬
‫‪ ‬يهتم اإلقتصاد اجلزئي التحليلي‪ ،‬ليس بسلوك اإلنسان بل بسلوك اإلنسان اإلقتصادي ‪L’homo‬‬
‫‪ ،Oeconomicus‬والذي يتميز أبنه ‪:‬‬
‫‪ o‬كائن حمسوس ‪ ،Abstrait‬أي ال وجود له يف الواقع وإفرتاض وجوده ليس إال لتفسري بعض الظواهر‪ ،‬كما أنه‬
‫يتسم ابلعقالنية ‪ ،Le rationalisme‬مبفهومها الفلسفي‪.‬‬
‫‪ o‬ال جنسية ال سن(عمر) وال جنس له‪ ،‬وال دين يتبعه‪.‬‬
‫‪ o‬فهو إذن عميل إقتصادي ‪ ،Un agent Economique‬يقوم إبختياراته وفق دراية اتمة ‪ :‬قادر على ترتيب‬
‫األشياء حسب تفضيالته‪ ،‬ويستطيع التنبؤ واحلساب بسرعة فائقة عما سينجم من أفعاله‪.‬‬
‫‪ o‬يلمح العميل أن يكون يف "أحسن حال"‪ ،‬فسلوكه ابلتايل‪" ،‬تعظيمي" ‪ : Maximiste‬فاملنتج يريد تعظيم‬
‫رحبه واملستهلك تعظيم رضاه‪ ،‬ويريد كالمها التقليل من األعباء والتكاليف‪.‬‬
‫لكن كل هذه اخلصائص وامليزات القت إنتقادات الذعة من طرف العديد من املفكرين وحىت من اإلقتصاديني؛‬
‫تتعلق أساسا مببدأ الدراية التامة كما بينه هريبرت سيمون ‪ Herbert Simon‬يف ‪ 1947‬م ‪ ،‬فاملستهلكني كما يقول ال‬
‫ميتلكون القدرات الكافية اليت جتعل منهم كائنات عقالنية بشكل كامل وغالبا ما يطبع على تصرفهم "الروتينية"‪ .‬لكن‬
‫فريدمان ميلتون ‪ Friedman Milton‬يعترب هذه اإلشكالية بسيطة‪ ،‬ألن صحة فرضية اإلنسان اإلقتصادي غري متعلقة‬
‫بواقعيتها بل بقدرهتا على اخلروج بنتائج صحيحة حول اجملتمع وأفراده أو وحداته البنيوية ‪ :‬املنتج‪ ،‬املستهلك‪ ،‬ومالك‬
‫عوامل اإلنتاج (قد يكون هو املنتج نفسه)‪.‬‬
‫أما عن الثروات‪ ،‬أو ابألحرى السلع اليت جيب إنتاجها‪ ،‬فيتوجب قبل هذا تعريف السلع‪:‬‬
‫۞ فالسلع احلرة هي تلك اليت تتواجد بوفرة يف الطبيعة‪ ،‬وال يتطلب إنتاجها تكاليف أو القيام جبهد معني ‪ ،‬كاهلواء‪،‬‬
‫ضوء الشمس‪ ،‬املاء‪...‬إخل‪.‬‬
‫۞ أما السلع اإلقتصادية‪ ،‬فهي تلك اليت تستوجب القيام بعمل أو بذل جمهود‪ ،‬وصرف تكاليف إلنتاجها‪ ،‬ألهنا غري‬
‫متواجدة بصفة طبيعية‪ ،‬أو املواد الداخلة يف إنتاجها اندرة‪.‬‬

‫ميكننا اآلن تلخيص كل ما قلناه‪ ،‬أن اإلقتصاد بفروعه وأنواعه‪ ،‬حياول إجياد حل لإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫"لألفراد إحتياجات غري متناهية‪ ،‬لكن املوارد املوجودة واملستعملة إلنتاج ما جيب إنتاجه‪ ،‬حمدودة واندرة‪،‬‬
‫فبالتايل يتوجب على املنتجني واملستهلكني القيام خبيارات عقالنية"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الفصل األول‪ :‬الطلب‬


‫‪CHAPITRE I : LA DEMANDE‬‬

‫سوف نتطرق يف هذا الفصل إىل حتديد مفاهيم عديدة كطلب املستهلك (الطلب الفردي)‪ ،‬مقياس الطلب‪،‬‬
‫طلب السوق (الطلب الكلي)‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ .I‬الطلب وخصائصه ‪:La demande et ses caractéristiques‬‬


‫يقصد ابلطلب الفردي ‪ ،La demande individuelle‬الكميات املختلفة من سلعة ما واليت يكون "املستهلك‬
‫الفرد" على إستعداد لشرائها عند األمثان (األسعار) املختلفة يف خالل فرتة زمنية معينة‪ .1‬فاألمر ال يتعلق بكمية‬
‫واحدة أو سعر واحد‪ ،‬بل أبسعار وبكميات مرتبطة مع بعضها البعض وتعكس عقالنية املستهلك‪ ،‬الرامية إىل حتقيق‬
‫أكرب منفعة ممكنة من خالل إقتناء السلع إبستعمال كامل لدخله أو للميزانية املخصصة لتلك السلع‪.‬‬

‫‪ -1.I‬العوامل املؤثرة على الطلب الفردي ‪: Les facteurs influant sur la demande individuelle‬‬
‫يتغري الطلب الفردي على سلعة ما تبعا لتغري عدة عوامل‪ ،‬ميكن حصرها يف أربع‪ 2‬مؤثرات أساسية ‪:‬‬

‫‪. Le Prix du bien en lui-même.‬‬ ‫‪ .‬سعر السلعة في حد ذاتها‬


‫‪.P‬‬
‫‪. Le revenu du consommateur ou de l’acheteur‬‬ ‫‪ .‬دخل المستهلك أوالمشتري ‪ R‬أو ‪.M‬‬
‫‪. Le prix des autres biens.‬‬ ‫‪ .‬سعر السلع األخرى ‪.Pam‬‬
‫‪. Les goûts et les préférences du consommateur.‬‬ ‫‪ .‬تفضيالت وأذواق المستهلك‪.Pgc‬‬

‫و بقدر ما ختتلف هذه العوامل عن بعضها البعض‪ ،‬بقدر ما خيتلف مدى أتثريها على الكمية املطلوبة‪ .‬فمنها‬
‫من أتثريه عكسي‪ ،‬ومنها من يؤثر طرداي ‪ :‬فإخنفاض سعر السلعة مثال‪ ،‬يؤثر ابلزايدة على الكمية املطلوبة‪ ،‬فتأثريه إذن‬
‫عكسي‪ ،‬أما الدخل فهو يؤثر طرداي‪ ،‬حيث يزداد الطلب على السلع العادية عندما يرتفع دخل املستهلك‪ .‬أما عن‬
‫سعر السلع األخرى‪ ،‬فقد يكون أتثريه عكسيا‪ ،‬طرداي أو منعدما‪ ،‬حسب نوع السلعة أو ابألحرى‪ ،‬حسب نوع‬
‫العالقة اليت تربط بني السلعة املدروسة والسلعة األخرى‪ .‬وأخريا عن أتثري تفضيالت املستهلك على الكميات املطلوبة‬
‫من سلعة ما‪ ،‬فاألمر هنا أكثر تعقيدا‪ ،‬ألنه خيتلف من شخص آلخر أو من طائفة ألخرى أو من جمموعة ألخرى‪،‬‬
‫حسب العادات الشخصية‪ ،‬قيم اجملتمع‪ ،‬العقائد الدينية‪ ...‬إخل‪ ،‬إذن فال ميكننا يف هذه احلالة‪ ،‬إجياد قاعدة تنطبق‬
‫على اجلميع‪.‬‬
‫فالطلب إذن حمدد أو بداللة كل هذه العوامل وميكننا ابلتايل كتابة "العالقة العامة للطلب الفردي على السلعة‬
‫‪:x‬‬
‫‪Qdx = f (Px ; M ; Pam ; Pgc) ..........‬‬
‫حيث ‪:‬‬

‫‪ . 1‬محمد دويدار‪" .‬مباديء االقتصاد السياسي"‪ .‬ص‪.251‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪ . 2‬هناك من يضيف بعض العوامل األخرى مثل اإلشهار‪ ،‬القروض الممنوحة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ = Qdx.‬الطلب الفردي على السلعة ‪.x‬‬


‫‪ = P.‬سعر السلعة ‪.x‬‬
‫‪ = M.‬دخل المستهلك‪.‬‬
‫‪ =Pam .‬سعر السلع األخرى‬
‫‪ = Pgc.‬تفضيالت وأذواق المستهلك‬
‫لكن دراسة الطلب من خالل كل هذه العوامل جمتمعة‪ ،‬يف غاية من التعقيد‪ ،‬إن مل نقل شبه مستحيل‪.‬‬
‫فالتعامل مع كل واحد منها على حدة أمر الزم وهلذا نعتمد على منهجية أو نظرية ‪ Ceteris Paribus‬أو "بقاء كل‬
‫شيء على حالة‪ " Toute chose égale par ailleurs‬؛ أي ال يتغري ‪ ،‬فنثبت كل العوامل ماعدا واحد منها‪.‬‬
‫أهم العوامل أتثريا هو سعر السلعة ‪ ،Px‬فنجعله املتغري الوحيد ونثبت العوامل األخرى‪ ،‬مث ندرس مدى أتثري‬
‫العوامل األخرى "األقل أمهية"‪ ،‬كل واحد على حدة الستخالص بعض القوانني‪.‬‬

‫‪:Fonction, Barème et courbe de la demande individuelle‬‬ ‫‪ -2.I‬دالة‪ ،‬مقياس ومنحنى الطلب الفردي‬
‫عند تثبيت كل العوامل ما عدا السعر ‪ ،Px‬تصبح العالقة ‪ ‬من الشكل ‪:‬‬
‫) ‪Qdx = f ( Px ; M ; Pam; Pgc ) = f ( Px‬‬
‫إذن فالدالة العامة للطلب الفردي على السلعة هي )‪ Qdx = f (Px‬وتسمى كذلك بدالة الطلب الفردي بداللة‬
‫السعر‪.‬‬
‫عندما نغري السعر ‪( Cet.Par‬مع ثتبيث العوامل األخرى) فسوف تتغري الكمية املطلوبة‪ ،‬فعند إعطاء قيم خمتلفة لـ‬
‫‪ ،Px‬حنصل على القيم املقابلة من ‪ Qdx‬وعند مجعها يف نفس اجلدول حنصل على "مقياس الطلب الفردي" (أو‬
‫جدول الطلب الفردي) ‪.Barème de la demande‬‬

‫مثال‪ : 1‬لتكن دالة الطلب الفردي اخلاصة ابلسلعة ‪: x‬‬


‫(السعر فقط هو الذي يؤثر على الكميات املطلوبة) ‪Qdx = 8 – Px Cet. Par.‬‬
‫نعطي قيما لـ ‪ ،Px‬فنحصل على مقادير خمتلفة من السلعة ‪( x‬أي من ‪ ،)Qdx‬خاصة بفرتة زمنية معينة (يوم‪ ،‬شهر‪،‬‬
‫سنة‪.)...‬‬

‫)‪Px (u.m‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫)‪Qdx (u‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬

‫الجدول ‪1.1‬‬

‫‪12‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫أما التمثيل البياين للجدول ‪( 1.1‬مقياس الطلب)‪،‬‬


‫فيعطينا "منحىن الطلب الفردي على السلعة ‪،"x‬‬
‫ويرمز له بـ ‪( dx‬الشكل ‪.)1.1‬‬

‫مالحظات هامة‪:‬‬
‫‪‬املنحىن ‪ dx‬ال يعرب عن الكمية املطلوبة‪ ،‬لكن‬
‫عن اإلجتاه العام للطلب‪.‬‬
‫‪ ‬ليس شرطا أن يكون هذا املنحىن مستقيم‪ ،‬فقد‬
‫الشكل ‪":1.1‬التمثيل البياني لمنحنى الطلب"‬ ‫يكون مقعر‪ ،‬لكن من أجل التبسيط‪ ،‬نعتربه‬
‫مستقيمٵ‪.‬‬
‫‪ ‬قد يعرب هذا املنحىن عن "عدد الراغبني يف اقتناء السلعة ‪ "x‬بداللة السعر‪ ،‬بدل كمية الطلب‪.‬‬
‫فس َِر ‪ )La variable explicative‬على الكميات املطلوبة(املتغري‬‫‪ ‬مبا أننا هنتم بدراسة أتثري السعر (املتغري امل ِ‬
‫ُ‬
‫املفسر ‪ ،)La variable expliquée‬فمن املفرتض أن منثل الكميات على احملور العمودي (حمور العينات) والسعر على‬
‫ُ‬
‫احملور األفقي (حمور السينات)؛ لكننا قمنا بعكس ذلك‪ ،‬وهذا أمر متفق عليه يف اإلقتصاد اجلزئي‪ ،‬ألن الكمية عنصر‬
‫مشرتك مع العديد من املتغريات ‪ :‬الدخل‪ ،‬اإليراد‪ ،‬الربح‪...،‬اخل‪ ،‬لذا إتفق علماء اإلقتصاد على جعله دائما على حمور‬
‫السينات (إال يف بعض احلاالت االستثنائية)‪.‬‬
‫‪ ‬اذا عربان عن السعر بداللة الكمية (‪ ،Px= f )Qdx‬فإننا حنصل على "دالة الطلب الفردي العكسية"‪ ،‬ومتثيلها‬
‫بيانيا يعطي تقريبا نفس املنحىن ‪ ، dx‬لكن يف هده احلالة تكون الكميات ممثلة على حمور العينات واألسعار على‬
‫حمور السينات‪.‬‬

‫‪ .II‬قانون الطلب المتناقص و حركات منحنى الطلب ‪: La loi décroissante de la demande‬‬


‫بعد دراسة اجلدول ‪ ،1.1‬يتبني لنا أن الكميات اليت يكون املستهلك على إستعداد لشرائها (‪ )Qdx‬تتناقص مع‬
‫زايدة سعر السلعة‪ ،)Px( x‬فالعالقة إذن عكسية‪ ،‬وهي موضحة يف الشكل ‪ 1.1‬ابمليل السالب للمنحىن ‪ .dx‬بعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬فكلما غلت السلعة‪ ،‬قل الطلب عليها والعكس صحيح‪ ،‬وهذا ما نسميه بـ ‪ :‬قانون الطلب املتناقص‪ ،‬وهو‬
‫صاحل ألغلب السلع ما عدا بعض احلاالت االستثنائية واليت نذكر منها ‪:‬‬
‫۞ سلع ﭬيفن ‪( Les biens de Giffen‬ندرسها يف الفصل الثاين)‪.‬‬
‫۞ احلالة اليت يكون فيها مستهلك سلعة ما‪ ،‬هو منتج هلا يف آن واحد‪ ،‬فعند زايدة السعر ‪ ،Px‬سوف يزيد من‬
‫إنتاجها (للربح) ويزيد ابلتايل من الكميات اليت يستهلكها منها (ألن حجم إنتاجه زاد)‪.‬‬

‫‪ .1.II‬تغيرات الطلب وحركات منحنى الطلب الفردي ‪: dx‬‬


‫قد ذكران سابقا أن السعر أهم عامل مؤثر على الكمية املطلوبة‪ ،‬لكن هذا ال يلغي أتثري العوامل األخرى (اليت‬
‫تبثناها)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫لو رفعنا شرط "‪"Ceteris Paribus‬عن السعر‪ ،‬أي نغري من قيم العوامل األخرى كلها أو واحدا منها (ما عدا‬
‫السعر)‪ ،‬ففي هذه احلالة يتغري الطلب كليا أي أنه يتحرك ‪ dx‬إىل مكان آخر ؛ لكن التغيري يف السعر فقط‪ ،‬يغري من‬
‫الكمية املطلوبة على طول املنحىن ‪ ،dx‬من دون أن يتحرك هذا األخري (يبقى يف مكانه)‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة أن تسمية "منحىن الطلب" تطلق على كل منحىن يربط بني الكميات املطلوبة من سلعة ما‬
‫وسعرها‪ ،‬حصراي‪ ،‬وأي منحىن آخر يربط بني الكميات املطلوبة وعامل آخر (‪ )…Gpc,Pam ,M‬ال حيق لنا تسميته‬
‫مبنحىن طلب‪ ،‬بل أيخذ إمسا خاص به حسب العامل املتغري‪.‬‬

‫مثال ‪ : 2‬لنغري من دخل الشخص ونبقي العوامل األخرى اثبتة ‪:‬‬


‫‪ ‬إذا رمسنا منحىن ميثل تغري الكمية بداللة الدخل ])‪ [Qdx = f (M‬فسوف حنصل منحىن إينقل (‪ )Engel‬والذي‬
‫سنراه يف الفصل الثالث‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا أخذان املنحىن ‪[Qdx = f (Px)] ,dx‬‬
‫أو منحىن الطلب الفردي‪ ،‬املتحصل عليه من املثال السابق‬
‫(الشكل ‪ )1.1‬ودرسنا أتثري زايدة يف الدخل على هذا‬
‫املنحىن‪ ،‬فإن هذا املنحىن سوف يتحرك بكامله حنو اليمني‪،‬‬
‫ونقصان يف الدخل حيركه حنو اليسار‪.‬‬
‫فإذا الحظنا الشكل‪،2.1‬نرى أنه إذا كان السعر‬
‫‪ 5‬ون كانت الكمية اليت يطلبها املستهلك هي ‪ 3‬وحدات‪.‬‬
‫بقي السعر اثبت (‪ 5‬ون)لكن الدخل إرتفع‪ ،‬حيث‬
‫الشكل ‪":2.1‬تحرك منحنى الطلب عند تغير الدخل"‬ ‫أصبح املستهلك يتقاضى أجرا ’‪ M‬بدل ‪ ،M‬فهو‬

‫ابلتايل سوف يزيد من إستهالكه‪ 1‬للسلعة ‪ x‬ويطلب ‪ 5,5‬وحدات (أي ‪،)2,5+‬وهو ما يعرب عنه بيانيا إبنتقال منحىن‬
‫الطلب الفردي من ‪ dx‬إىل‪( d’x‬الشكل‪.)2.1‬‬

‫أما إذا اهتممنا بسعر السلع األخرى (‪)Pam‬‬


‫ومدى أتثريه على الكمية (منحىن الطلب)‪،‬‬
‫فحركة املنحىن ‪ dx‬بزايدة (حنو اليمني) أو‬
‫بنقصان (حنو اليسار) مرتبطة أساسا ابلعالقة‬
‫اليت تربط بني السلعتني ‪:‬‬

‫‪.1‬إذا كانت السلعة ‪ ، x2‬سلعة إستبدالية لتلك‬


‫اليت ندرسها (أي ‪ ،)x1‬فإخنفاض سعر ‪،)Px2) x2‬‬
‫ينقص من إستهالك السلعة املدروسة ‪ ،x1‬أي‬
‫الشكل ‪":3.1‬تحرك منحنى الطلب عند تغير سعر‬
‫سلعة بديلة أو مكملة "‬

‫‪ . 1‬نشير أن هذا األمر صحيح في حالة السلع العادية فقط‪ ،‬فما يحدث للسلع الدنيا هو عكس ذلك‪،‬كما سنراه الحقا‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫يتحرك املنحىن ‪ dx‬إىل ’’‪ dx‬كما هو موضح يف الشكل‪ 3.1‬والعكس صحيح‪.‬‬


‫للتوضيح أكثر‪ ،‬نفرض أن ‪ dx‬ميثل الطلب الفردي علي املارغرين (‪ .)x1‬إذا إخنفض سعر سلعة بديلة كالزبدة‬
‫مثال (‪ ،)x2‬فإن بعض الناس سوف ينقصون من الطلب على الكمية املستهلكة من املارغرين ويعوضوهنا ابلزبدة ألهنا‬
‫أفضل‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فإذا إرتفع سعر الزبدة‪ ،‬يلجأ بعض من يستهلكوهنا إىل شراء املارغرين بدهلا‪ ،‬مما حيرك‬
‫املنحىن ‪ ،dx‬لكن هذه املرة حنو اليمني‪.‬‬

‫‪ .2‬أما إذا كانت السلعتني مكملتني (خلية هاتف نقال مثال)‪ ،‬فعند إخنفاض سعر احديهما (اخللية مثال)‪ ،‬يزيد‬
‫الطلب على اهلواتف‪ ،‬أي تكون حركة حنو اليمني للمنحىن ‪ ،dx‬فيصبح ‪ ،d’x‬كما هو موضح يف الشكل‪..3.1‬‬
‫وأخريا وعن تفضيالت املستهلك‪ ،‬فثاثريها يف غاية من التعقيد ويرتبط بعوامل اجتماعية أو عقائدية خارجة عن‬
‫اإلطار االقتصادي وخيرج ابلتايل (يف نظر احلديني) من موضوع دراسة االقتصاد اجلزئي اخلاص ابلطلب‪.‬‬
‫من كل هذا‪ ،‬جيب إذن التفريق بني تغري الكمية املطلوبة‪ ،‬الراجع إىل السعر لوحده‪ ،‬والتغري يف الطلب‪ ،‬املتعلق هو‬
‫ابلعوامل الثالثة املتبقية‪.‬‬

‫‪ .III‬الطلب الكلي في السوق ‪:La demande totale sur le marché‬‬


‫كما ذكران يف بداية الفصل‪ ،‬الوصول إىل حتديد التوازن يستلزم تعيني الطلب والعرض الكليني وليس الفرديني‪.‬‬
‫فالطلب الكلي خيص كامل املستهلكني للسلعة املدروسة أما الفردي‪ ،‬فكما يدل عليه امسه‪ ،‬ال يهتم إال ابلفرد‬
‫الواحد‪.‬‬
‫الطلب الكلي خاضع لنفس العوامل املؤثرة يف الطلب الفردي‪ ،‬فهو إذن جمموع الطلبات للفردية لكامل‬
‫املستهلكني ويرمز له بـ ‪ ،QDx‬حيث ‪:‬‬

‫‪QDx = Qd1x + Qd2x + … + Qdnx‬‬


‫‪n‬‬
‫) ‪(n  N‬‬ ‫‪QDx = Σ Qdix‬‬
‫‪i=1‬‬

‫وهناك عامل آخر يؤثر يف الطلب الكلي‪ ،‬أال وهو عدد املشرتين يف السوق للسلعة ‪.x‬‬
‫‪ ‬إذا كان معرب عن الطلبات الفردية مبعادالت من الشكل ( ‪ ،) Qdx = −aP + b‬فيتم احلصول علي الطلب الكلي‬
‫‪ Dx‬جبمع هذه املعادالت طرف بطرف‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كان معرب عنها مبقاييس (جداول) فالطلب الكلي يتمثل يف حاصل مجع الكميات املطلوبة عند كل‬
‫مستوى من مستوايت األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬أخريا‪ ،‬إذا كانت على شكل منحنيات‪ ،‬فالطلب الكلي هو ذاك املنحىن املرموز له بـ ‪ Dx‬والناجم من "اجلمع‬
‫األفقي" للكميات عند كل سعر‪.‬‬

‫‪500‬‬ ‫مثال‪ :3‬نفرض وجوده ‪ 250‬مستهلك‪ ،‬يتميز كل واحد منهم بدالة الطلب الفردي ‪ Qd´x = 16 – 2Px :‬و‬
‫آخرون بدالة ط‪.‬ف ‪ ،Qd´´x = 8 - Px :‬فالطلب الكلي هو إذن ما يطلبه ‪ 750‬مستهلك‪ ،‬و حنصل عليه جبمع‬
‫معادالت كل فرد ‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪Qd´1x = 16 – 2 Px‬‬
‫‪Qd´2x = 16 – 2 Px‬‬
‫‪ 250‬مستهلك‬
‫‪Qd´3x = 16 – 2 Px‬‬
‫‪………………..‬‬
‫‪Qd´250x = 16 – 2 Px‬‬

‫‪QD´x = Qd1x + Qd2x + Qd3x + ….+ Qdnx‬‬


‫)‪QD´x = (16 – 2 Px) + (16 – 2 Px) + (16 – 2 Px) + …+ (16 – 2 Px‬‬

‫‪ 250‬مرة‬
‫‪QD´x = 250 (16 – 2 Px) = 4000 – 500 Px‬‬
‫‪ ‬نقوم بنفس العملية على ال ‪ 500‬مستهلك املتبقون‪ ،‬حيث يكون إستهالكهم ‪: QD´´x‬‬
‫‪QD´´x = 500 (8 – Px) = 4000 – 500 Px‬‬
‫إذن‪ ،‬فالطلب الكلي ‪ QDx‬هو ‪:‬‬
‫‪QDx = QD´x + QD´´x = 8000 – 1000 Px‬‬
‫مثال‪ :4‬إذا كان اجلدول‪ 2.1‬يعرب عن الطلب اخلاص أبربعة مستهلكني‪ ،‬فالطلب الكلي يكون جبمع ‪،Qd1x‬‬
‫‪ Qd3x ،Qd2x‬و‪ Qd4x‬عند كل سعر‪:‬‬
‫)‪Px (u.m‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬
‫)‪Qd1x (u‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫)‪Qd2x (u‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬
‫)‪Qd3x (u‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬
‫)‪Qd4x (u‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫)‪QDx (u‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫الجدول ‪2.1‬‬
‫أما إذا إعتربان سوقا مشكال من مستهلكني اثنني فقط وليكون معرب عن طلبهما بـ ‪ Qd1x‬و ‪ ،Qd2x‬فإذا‬
‫مثلنامها على معلم مبنحنيي الطلب الفردي ‪ d1x‬و ‪ ، d2x‬فإن ‪ Dx‬انجم من اجلمع األفقي للكميات ‪:‬‬

‫الشكل ‪":4.1‬كيفية الحصول على منحنى الطلب الكلي هندسيا"‬

‫وقد يتحرك املنحىن ‪ Dx‬كما سنراه الحقا حنو اليمني أو حنو اليسار عند تغري أحد العوامل املؤثرة على الطلب‬
‫الفردي أو تغري عدد املشرتين‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أنواع السلع‪ ،‬العالق ات التي قد تربط بينها‪ ،‬و قياس المرونات‬
‫‪CHAPITRE III : LES TYPES DE BIENS, LES LIENS QUI PEUVENT LES UNIR ET LA‬‬
‫‪MESURE DES ELASTICITES‬‬

‫سنقوم يف هذا الفصل بتقسيم السلع‪ ،‬ابإلعتماد على معايري خمتلفة وذلك من أجل حتديد‪ :‬خصائص كل نوع‪،‬‬
‫طبيعة الطلب عليه‪ ،‬تفاعله مع الدخل‪ ،‬أتثره ابلسعر وابلسلع األخرى‪...‬اخل ؛ مث سنتعمق يف النتائج املتحصل عليها‬
‫للخروج مبفهوم املرونة‪ ،‬اليت تسمح لنا ابلتعيني املباشر لنوع تلك السلعة أو تلك من دون الوقوف على "شكلها" و‬
‫حتديد العالقة اليت قد تربط بني السلع‪.‬‬

‫‪ .I‬السلع وأنواعها ‪: Les types de biens‬‬


‫‪ 1.I‬السلع اإلقتصادية واإلحتياجات الفردية‪:‬‬
‫ذكران سابقا أن علم اإلقتصاد ال يهتم إال ابلسلع اإلقتصادية ويهمل السلع احلرة‪ .‬وحىت تكون السلعة‬
‫إقتصادية‪ ،‬جيب أن تتوفر فيها ثالث شروط أساسية‪: 1‬‬
‫‪ .1‬وجود حاجة أو إحتياج ملموس عند الفرد‪ ،‬ووجود عالقة أو طريقة يربط هبا هذا الفرد بني إحتياجه‬
‫والشيء (السلعة) القادر على إرضائه أو سد إحتياجه هذا‪.‬‬
‫‪ .2‬قدرة الفرد على إستعمال الشيء لقضاء حاجته أي وجود الشيء)‪.)l’existence du bien‬‬
‫‪ .3‬قلة الكميات املتوفرة مقارنة مع حاجيات اإلنسان فال معىن إلنتاجها أو الستبداهلا إن مل تكن هذه‬
‫الكميات أو هذه السلع أو املواد الداخلة يف إنتاجها اندرة‪.‬‬
‫هدا وقد اقرتح يف بداية اخلمسينيات من هذا القرن‪ ،‬العامل النفساين "ابراهام ماسلو" ‪ ABRAHAM MASLOW‬هرما‬
‫يرتب اإلحتياجات الفردية حسب األولوية أو االمهية اليت يعطيها هلا اإلنسان العادي‪: 2‬‬

‫عبادة‪،‬‬
‫ثقافة‪،‬‬
‫ابتكار‬
‫سيارة‬
‫خاصة‪،‬‬
‫منزل‬
‫فخم‪...‬‬
‫التقاسم مع‬
‫الغير‪،‬المواساة‪...‬‬

‫إحتياط‪،‬‬
‫تخزين‪،‬‬
‫توفير‪...‬‬
‫أكل‪ ،‬شراب‪،‬‬
‫نوم‪...‬‬
‫الشكل ‪":1.2‬هرم ماسلو لإلحتياجات"‬

‫و توجد تقسيمات أخرى لالحتياجات‪ ،‬تعتمد على مقاييس خمالفة لكنها‪ ،‬تتقارب كلها فيما بينها‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Raymond Barre & Fréderic Tenlon ; ‘‘Economie Politique’’, Tome 1, p10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean yves Daoust et al. ; ‘‘Economie globale’’, 2ème Edition, p15‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪. Ahmed Silem et al . " Lexique d’Economie", p84.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .2.I‬تقسيم السلع‪:‬‬
‫هناك العديد من املعايري اليت تسمح لنا بتصنيف السلع وتقسيمها إىل أنواع‪ ،‬ألنه من األسهل دراسة‬
‫"خصائص اجملموعة" على اإلهتمام "خبصائص الوحدة"‪.‬‬

‫‪ .1‬التقسيم حسب "طريقة اإلستعمال" ‪:La typologie selon le mode d’emploi‬‬


‫وهنا جند نوعني من السلع حسب طريقة إستعماهلا ( لإلنتاج أو لإلستهالك) ‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلع واخلدمات اإلستهالكية النهائية ‪ :Biens et services de consommation finaux‬وهي‬
‫كل السلع اليت تليب الرغبة أو تشبع اإلحتياج مباشرة ابستهالكها مثل املواد الغذائية‪ ،‬األشربة‪...‬اخل‪.‬‬
‫ب‪ .‬السلع واخلدمات اإلنتاجية ‪ :Biens et services de production‬وهي تلك اليت تستعمل إلنتاج‬
‫سلع أو خدمات أخرى هنائية (النوع األول الذي ذكرانه)‪ :‬كالطاقة الكهرابئية‪ ،‬املواد األولية‪ ،‬اآلالت و‬
‫املاكنات‪...‬اخل‪.‬‬
‫و يعترب البعض أن كل السلع الداخلة يف إنتاج سلع أخرى على أهنا سلع وسطية أو وسيطة‪ ،‬لكن البعض‬
‫اآلخر‪ 1‬يفرق بني السلع الوسطية ‪ les biens intermédiaires‬و السلع اإلستهالكية الوسطية ‪les biens de‬‬
‫‪( :consommation intermédiaires‬أنظر الشكل ‪)2.2‬‬
‫فالسلع الوسطية هي سلع إنتاجية تستعمل يف إنتاج سلع أخرى‪ ،‬لكنها تبقى أو حتافظ على هيئتها‬ ‫‪o‬‬

‫األوىل‪ :‬فالعجالت املطاطية سلع داخلة يف صناعة سلع أخرى كالسيارات لكنها (أي العجالت) تبقى‬
‫على حاهلا بعد إنتاج السيارة‪.‬‬
‫أما السلع اإلستهالكية الوسطية فهي تلك اليت تستعمل يف إنتاج السلع األخرى لكنها ختتفي عند‬ ‫‪o‬‬

‫عملية اإلنتاج أو تفقد هيئتها أو شكلها األويل مثل احلديد اخلام الذي يكون على شكل صفائح أو‬
‫قوالب يتم تذويبها لتصنيع مكوانت السيارات‪.‬‬

‫‪ .2‬التقسيم حسب مدة اإلستعمال‪: Selon la durée de vie 2‬‬


‫و هنا نفرق بني ثالث أنواع من السلع‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلع الدائمة ‪ :Les biens durables‬هي اليت تستعمل بتكرار أو بصفة مستمرة ملدة طويلة‪ :‬ثالجة‪،‬‬
‫سيارة‪...‬اخل‪.‬‬
‫ب‪ .‬السلع النصف دائمة ‪ :Les biens semi-durables‬وهي تلك اليت تستعمل بتكرار‪ ،‬لكنها تتدهور‬
‫بعد مدة قصرية (نسبيا) من اإلستعمال كاملالبس‪.‬‬
‫ج‪ .‬السلع الغري دائمة ‪ :Les biens consomptibles‬استعماهلا يؤدي حتما إىل تدمريها كالطعام‪.‬و من‬
‫الواضح أن تقسيم كل السلع ابستعمال معيار املدة الزمنية‪ ،‬مبهم ومعقد‪ ،‬وتكمن املشكلة يف صعوبة إجياد مدة‬
‫معيارية تسمح لنا بتصنيف كل السلع إىل دائمة‪ ،‬غري دائمة أو نصف دائمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Id.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪. Ahmed Silem et al . " Lexique d’Economie", p89.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫سلع نهائية‬ ‫تشبع الحاجة أو تلبي‬


‫الر بة عند إسته كها‬

‫السلع و ال دمات‬
‫اإلقتصادية‬
‫سلع إستهالكية‬ ‫فقد هي تها في‬
‫وسطية‬ ‫السلعة الجديدة‬

‫تستعمل إلنتا‬
‫سلع أخرى‬

‫سلع‬ ‫بقيت على هي تها‬


‫وسطية‬ ‫في السلعة‬
‫الجديدة‬

‫اإلستعمال"‬
‫اإلستعمال‬ ‫حسب‬‫طريقة‬ ‫تصنيفحسب‬
‫السلع‬ ‫تقسيم السلع‬‫الشكل ‪":2.2‬‬
‫الشكل ‪:2‬‬

‫‪ .3‬التقسيم حسب العالقة بين إستهالك السلعة و دخل المستهلك أو تقسيم إنقل‬
‫‪La typologie selon la relation entre la consommation d’un bien et le revenu du‬‬
‫‪consommateur ou Typologie d’Engel1:‬‬
‫تنقسم السلع حسب هذا املعيار (العالقة بني اإلستهالك و الدخل) إىل أربع أقسام أساسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلع العادية ‪ :Les biens Normaux‬وهي اليت يزيد إستهالكها عندما يرتفع أو يزيد دخل املستهلك و‬
‫العكس صحيح‪ .‬وهي يف حد ذاهتا على نوعني‪:‬‬
‫‪ o‬السلع الكمالية ‪ : Les biens de luxe‬وهي السلع اليت يزداد الطلب عليها عندما يزداد األجر لكن نسبة‬
‫إزدايد الطلب أكرب من نسبة إزدايد األجر‪.‬‬
‫‪ o‬السلع الضرورية ‪ : Les biens nécessaires‬هي كذلك يزداد عليها الطلب مع زايدة األجر لكن تكون‬
‫نسبة إزدايد الطلب أصغر من نسبة إزدايد االجر‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬ليكن ‪ R0‬دخل املستهلك يف الفرتة ‪ ، T0‬و ‪ D0‬الطلب على سلعة ‪ x‬يف نفس الفرتة‪.‬‬
‫‪ ‬يرتفع الدخل من‪ R0‬إىل ‪ R1‬يف الفرتة ‪ T1‬ويصبح الطلب على السلعة ‪ x‬هو‪.D1‬‬
‫‪ ‬نالحظ أن ‪ % ∆ R < % ∆ D‬فالسلعة إذن ضرورية (الشكل ‪.)3.2‬‬

‫‪ . 1‬نشير أن األمر يتعلق هنا بعالم اإلحصاء "إيرنست إينجل ‪ " Ernest Engel.‬و ليس باإلقتصادي السياسي "فريدريش إينجلس ‪" Friedrich Engels‬‬
‫‪20‬‬ ‫رفيق نضال كارل ماركس‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪R0 = 1.000 u.m‬‬ ‫‪D0 = 10 u‬‬

‫‪%ΔR = +50%‬‬ ‫‪%ΔD = +25%‬‬

‫‪R 1 = 1.500 u.m‬‬ ‫‪D1 = 12,5 u‬‬

‫‪%ΔR > %ΔD‬‬

‫الشكل ‪ :3‬العالقة بين الدخل و اإلستهالك في حالة سلعة ضرورية‬

‫م حظة‪ =( %Δ :‬نسبة تغير) ≠ ‪ = ( Δ‬تغير )‬

‫نفرض اآلن وجود سلعة أخرى ‪ y‬يكون الطلب عليها يف الفرتة ‪ T0‬هو ‪ D'0‬و ذلك عندما يكون الدخل‬
‫‪: R'0‬‬
‫‪ ‬عندما ير تفع الدخل يف الفرتة ‪ T1‬إىل ‪ R'1‬يزداد الطلب على ‪ y‬ويصبح ‪. D'1‬‬
‫‪‬نالحظ يف هذا املثال أن '‪ % ∆ R' > % ∆ D‬فالسلعة إذن كمالية (الشكل ‪.)4.2‬‬

‫‪R̀0 = 1.000 u.m‬‬ ‫‪D̀'0 = 10 u‬‬

‫‪%Δ R' = +50%‬‬ ‫‪%Δ D' = +100%‬‬

‫‪R̀' 1 = 1.500 u.m‬‬ ‫‪D'1 = 20 u‬‬

‫'̀‪%Δ R̀' < %Δ D‬‬

‫الشكل ‪ :4‬العالقة بين الدخل و اإلستهالك في حالة سلعة كمالية‬

‫ب‪ .‬السلع الدنيا ‪ :Les biens inférieurs‬و هي كل السلع اليت ينقص عليها الطلب عندما يزيد دخل‬
‫املستهلك‪ ،‬فهو بعد إرتفاع دخله ميتنع عن استهالكها ويفضل إستعمال أو إستهالك سلعة أخرى أحسن منها‬
‫يف نظره‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫مثال‪ :2‬فإذا كان مثال شخص يتقاضى ‪10.000‬ون شهراي وكان يستهلك اللحم اجملمد فقط و إرتفع دخل هذا‬
‫املستهلك إىل ‪15.000‬ون ‪ ،‬فمن احملتمل أن يتنازل املستهلك عن اللحم اجملمد و يشرتي بدله حلما طازجا‪ ،‬فاللحم‬
‫اجملمد هو سلعة دنيا يف نظر هذا املستهلك‪.‬‬

‫ج‪ .‬السلع احليادية ‪ :Les biens neutres‬ال يزيد الطلب عنها و ال ينقص (ال تتأثر) بزايدة أو بنقصان الدخل‪.‬‬

‫د‪ .‬سلع ﭬيفن ‪ :Les biens de Giffen‬و هي سلع من نوع خاص فهي يف احلقيقة سلع ضرورية لكن‬
‫إستهالكها ليس مرهون مباشرة بدخل املستهلك‪ ،‬بل مبيزانيته و بسعر السلع األخرى أو ابألحرى بسلته‪son ( 1‬‬
‫‪ )panier‬أي ابلدخل احلقيقي و القدرة الشرائية‪:‬‬
‫الحظ ﭬيفن يف القرن ‪ 19‬أن القرويني األيرلنديني زادوا من استهالكهم للخبز‪ 2‬عندما ازداد سعر هذا‬
‫األخري(بسبب احملصول الرديء للقمح تلك السنة)‪ ،‬حيث كان من املنتظر أن حيدث عكس ذلك‪ ،‬أي أن ينقص‬
‫الطلب على اخلبز‪ .‬السبب يف ذلك هو ضعف القدرة الشرائية هلؤالء القرويني بعد ارتفاع سعر اخلبز‪ ،‬حيث وجدوا‬
‫أنفسهم عاجزين عن استهالك أو شراء السلع األخرى " االقل ضرورة" و االكثر غالء ( كاللحم)‪ ،‬ففضلوا تعويض‬
‫الضرر الناجم عن ختليهم عن هذه السلع أو ( عن كميات منها) ابستهالك كميات أكرب من السلع األقل غالء نسبيا‬
‫و اليت تتجسد هنا ابخلبز‪ 3‬و العكس صحيح‪ ،‬فاملستهلكون ينقصون من استهالك اخلبز عند اخنفاض سعر هدا‬
‫األخري‪ ،‬من اجل شراء كميات اكرب من السلع األخرى‪.‬‬
‫لكن إجياد سلع ﭬيفن‪ ،‬أمر استثنائي ‪ exceptionnel‬و ظريف ‪ conjoncturel‬ويتوجب وجودها‪،‬‬
‫حتقق عوامل وشروط عديدة و "ظروف مواتية"‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ o‬أن تكون السلعة اليت يزيد سعرها‪ ،‬ضرورية ابلنسبة ملستهلكيها و أن تكون السلع البديلة هلذه السلعة‬
‫قليلة‪.‬‬
‫‪ o‬أن يكون دخل مستهلكي هده السلعة ضعيف و حمدود‪.‬‬
‫‪ o‬أن يكون التغري يف القدرة الشرائية كبري أي أن تكون زايدة سعر السلعة كبرية ويبقى األجر الذي‬
‫يكون منخفض أصال‪ ،‬اثبت أو يزيد بقدر ضعيف‪.‬‬
‫‪ o‬أن يكون االقتصاد الذي تعيش فيه الطبقات االجتماعية اليت تعترب هده السلعة أهنا ضرورية‪ ،‬اقتصادا‬
‫نقداي‪.‬‬

‫‪ . 1‬يقصد بسلة المستهلك ‪ ،‬مختلف السلع و الخدما التي ينفق من أجلها المستهلك ماالً للحصول عليها‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ . 2‬نجد في بعض المراجع‪،‬مثل كتاب » ‪ « Introduction à la Microéconomie‬لصاحبه ‪( Gilbert Abraham Frois‬ص‪ ، )145‬أن األمر تعلق‬
‫بالبطاطا و ليس بالخبز كما هو مدكور هنا ‪.‬‬
‫‪ . 3‬منحنى طلب سلع ڤيفن " ير عادي" ‪،‬فالع قة طردية بين ‪ P‬و ‪ ;Q‬و هدا ما يفضي إلى منحنى طلب دو ميل موجب‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .II‬العالق ات بين السلع‪:‬‬


‫رأينا يف الفصل السابق أن الطلب على سلعة ما يتأثر مبجموعة من العوامل‪ ،‬وأحدها هو "سعر السلع‬
‫االخرى" تكاملية كانت أم تبديلية‪.‬‬
‫إذن قد توجد عالقة تربط بني الكمية املطلوبة من سلعة ‪ x‬وسعر سلعة ‪ ،y‬كما قد ال توجد‪ ،‬فهناك ابلتايل‬
‫ثالث حاالت أو ‪ 3‬أنواع من عالقات الربط هذه‪:‬‬

‫‪ .1.II‬السلع اإلستبدالية ‪:Les biens substituables‬‬


‫تكون السلعتني ‪ x‬و ‪ y‬استبداليتني أو بديلتني‪ 1‬إذا أدى إرتفاع سعر السلعة ‪ y‬إىل زايدة الطلب (أو‬
‫اإلستهالك) على السلعة ‪ x‬رغم بقاء سعر هذه األخرية اثبت و العكس صحيح‪.‬‬
‫مثال‪ :3‬إرتفاع مثن حلم اخلروف يزيد من إستهالك حلم االبقار مثال‪ ،‬أو إرتفاع األسعار املطبقة من طرف‬
‫اصحاب سيارات االجرة‪ ،‬يزيد من وترية استعمال احلافلة من طرف املستهلكني للتنقل‪.‬‬

‫‪ .2.II‬السلع المكملة أو المتكاملة ‪: Les biens complémentaires‬‬


‫نقول عن السلعتني ‪ x‬و ‪ y‬أهنما متكاملتني‪ ،2‬إذا أدى إرتفاع سعر السلعة ‪ y‬إىل إخنفاض الطلب على السلعة‬
‫‪ ( x‬أو التقليل من إستهالكها) و العكس صحيح‪.‬‬
‫مثال‪ :4‬إخنفاض سعر اخلالاي (‪ )les puces‬قد يزيد من الطلب على اهلواتف النقالة (مع ثباث سعرها) و العكس‬
‫صحيح‪ ،‬لكن علينا أن نتوخى احلذر إدا ما حاولنا الربط بني اخنفاض سعر اهلواتف و زايدة الطلب على اخلالاي‪،‬‬
‫فرغم بقاء العالقة التكاملية بينهما‪،‬إال أن درجة التكامل سوف ختتلف‪،‬وهدا ما سنراه يف الفقرة اخلاصة ابملرونة‬
‫املتقاطعة (نفس الشئ ابلنسبة لإلستبدال)‪.‬‬

‫‪ .3.II‬السلع الحيادية ‪: Les biens neutres‬‬


‫قد التكون هناك عالقة بني سلعتني أساسا‪ ،‬أي أن ليس هناك أتثري الرتفاع سعر السلعة ‪ y‬أو اخنفاضه على‬
‫الطلب على السلعة ‪.x‬‬
‫جتدر اإلشارة أن عالقة استبدالية يف مكان أو يف زمان معني‪ ،‬تصبح عالقة تكاملية يف مكان أو زمان آخر‪ ،‬أو‬
‫أن احلياد بني سلعتني يف منطقة ما‪ ،‬يكون تكامال أو استبداال يف منطقة أخرى و هذا يتعلق أساسا ابلعادات‬
‫الغذائية‪ ،‬أبذواق املستهلكني‪ ،‬ابلعقائد الدينية‪...‬اخل‪.‬‬
‫مثال‪ :5‬اللحوم احلمراء و البيضاء استبدالية عند املسلمني لكنها قد تكون حيادية ابلنسبة للبوذيني أو النباتيني ‪Les‬‬
‫‪ ، végétariens‬كما أن احلليب و الشاي قد يكوان حياديني أو استبداليني يف البلدان العربية‪ ،‬لكنهما متكاملني يف‬
‫بريطانيا أينُ يستهلك الشاي ابحلليب‪.‬‬

‫‪.1‬هناك سلع تدعى باالستبدالية الكاملة أو التامة ‪ :substituts parfaits‬النسبة التي ينخفض بها الطلب على ‪ x‬تساوي النسبة التي يزيد بها الطلب على ‪ Y‬و‬
‫‪23‬‬ ‫العكس صحيح‪.‬‬

‫‪ . 2‬أما التكامل التام ‪ :complémentarité parfait‬يكون عندما تتساوى نسبة زيادة الطلب على ‪ x‬مع نسبة زيادىة الطلب على‪ Y‬و العكس صحيح‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الشكل ‪":5.2‬أنواع السلع حسب العالقة التي ترب بين الطلب و الدخل"‬

‫سعر السلعة ‪y‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ثباث الطلب‬
‫على ‪x‬‬

‫‪x‬و‪y‬‬
‫حياديتين‬

‫الطلب‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الطلب‬ ‫الطلب‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الطلب‬


‫على السلعة ‪x‬‬ ‫على السلعة ‪x‬‬ ‫على السلعة ‪x‬‬ ‫على السلعة ‪x‬‬

‫‪x‬و‪y‬‬
‫متكاملتين‬

‫‪x‬و‪y‬‬
‫إستبداليتين‬ ‫الطلب على ‪x‬‬ ‫سعر ‪y‬‬

‫‪+-‬‬
‫تكامل‬
‫‪-+‬‬
‫‪++‬‬
‫إستبدال‬
‫‪--‬‬
‫السلعسلعتين"‬
‫بين بين‬
‫التيتربقد ترب‬
‫العالقات قد‬ ‫‪":‬أنواع‬
‫العالقات التي‬ ‫‪: 66.2‬‬ ‫الشكل‬
‫الشكل‬ ‫‪+‬‬
‫‪24‬‬ ‫حياد‬
‫‪-‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .III‬تعريف المرونات ‪ ،‬أنواعها و طرق حسابها‪:‬‬


‫ذكران من قبل أن الكميات املطلوبة تتغري (عكسيا عامة) و الكميات املعروضة (طرداي) بتغري السعر أو الثمن‬
‫يف السوق‪ .‬لكن "درجة االستجابة" تتغري هي كذلك من سلعة إىل أخرى‪ .‬فنتساءل عن مدى و سرعة استجابة‬
‫الطلب أو العرض لتغري معني يف السعر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫درجة االستجابة هذه‪ ،‬هي املرونة مبفهومها اخلاص‪".‬مبفهومها اخلاص" يعين أن هناك "مروانت" أخرى ذو‬
‫خصائص خمتلفة و غاايت أو أهداف متغرية‪ ،‬حتسب أو تعني ألجلها‪.‬‬

‫‪.1.III‬مرونة سعر الطلب أو مرونة الطلب بالنسبة للسعر ‪: L’élasticité du prix de la demande‬‬
‫يقيس معامل مرونة السعر أو مرونة سعر الطلب‪ ،℮p 2‬نسبة التغري يف الكمية املطلوبة )‪ (%Q‬من السلعة ‪x‬‬
‫النامجة من تغري نسيب لسعر تلك السلعة ‪. % ∆P‬‬
‫‪ .1‬تعيين المرونة ( حسابها)‪:‬‬
‫املستهلكون على‬ ‫نفرض يف فرتة ‪ T0‬وجود طلب ابتدائي مقدر بكمية ‪ . Q0‬السعر املقابل أو الذي يكون‬
‫استعداد لدفعه للحصول على ‪ Q0‬هو ‪. P0‬‬
‫حنن اآلن يف ‪ ، T1‬وتغري السعر لسبب من األسباب و أصبح مساواي ل ‪ ،P1‬و الكمية املقابلة ‪.Q1‬‬
‫‪ ‬لنعني نسبة التغري يف الكميات هذه النامجة من تغري األسعار ‪:‬‬

‫‪Q0 : T0‬‬
‫عند‬
‫تغير الكمية (أو الفارق بين الفترتين ‪ T0‬و ‪ T1‬في الكمية) = ‪.∆Q‬‬
‫‪Q1 : T1‬‬
‫عند‬
‫‪ΔQ = Q1 – Q0‬‬ ‫إذن‪:‬‬
‫‪ ‬نفس الشيء ابلنسبة ل ‪: P‬‬
‫‪ΔP = P1 – P0‬‬

‫‪ ‬نفرض اآلن أن الكمية "االبتدائية" ‪ Q0‬متثل نسبة ‪ %100‬فما هي إذن نسبة تغري الكمية "‪ "∆Q‬مقارنة‬
‫مع ‪ Q0‬؟‬
‫‪Q0‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪α‬‬

‫‪α = % ΔQ = ΔQ‬‬ ‫‪x 100‬‬


‫‪Q0‬‬

‫=‪α‬‬ ‫‪Q1 – Q0 x 100‬‬


‫‪Q0‬‬ ‫‪ ‬نفس الشيء ابلنسبة للسعر ‪:‬‬
‫‪P0‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪ΔP‬‬ ‫‪β‬‬
‫‪β‬‬
‫‪β = % ΔP = ΔP x 100‬‬
‫‪P0‬‬
‫‪β = P1 – P0 x 100‬‬
‫‪P0‬‬

‫‪ . 1‬صاحب مفهوم المرونة في اإلقتصاد هو ألفريد مارشال الذي أعاره من علم الطبيعة‪.‬‬
‫‪ . 2‬أما أول من إقترح هدا المفهوم ‪ ،‬فهو أنطوان أو وستان كورنو ‪ ،Antoine Augustin Cournot‬الفيلسوف و الرياضي الفرنسي الدي عاش في القرن‬
‫‪25‬‬ ‫‪β‬‬ ‫الثامن عشر‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬مبا أن ‪ ℮p‬هي إصطالحا˝ نسبة تغري الكمية النامجة من تغري نسيب يف السعر‪ ،‬إذن‪:‬‬
‫‪%ΔQ‬‬
‫= ‪eP‬‬ ‫‪%ΔP‬‬

‫= ‪eP‬‬ ‫‪α‬‬ ‫أي‪:‬‬


‫‪β‬‬

‫‪ ‬بتعويض قيم ‪ α‬و‪ β‬املتحصل عليها‪ ،‬جند‪:‬‬


‫‪ΔQ x 100‬‬
‫‪Q0‬‬
‫= ‪eP‬‬
‫‪ΔP x 100‬‬
‫‪P0‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪P0‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪ΔP‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Q0‬‬

‫)‪PX (u.m‬‬ ‫‪Q1 - Q0‬‬ ‫‪P0‬‬


‫= ‪ep‬‬ ‫‪P1 - P0‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Q0‬‬

‫‪P1‬‬
‫زيادة‬ ‫‪ ‬لنحدد اآلن إشارة ‪ :℮p‬مبا أن العالقة اليت تربط بني الكميات و‬
‫‪P0‬‬ ‫األسعار عكسية (الشكل ‪ ،)7.2‬فكل زايدة إذن يف السعر ينجم‬
‫نقصان‬ ‫عنها نقصان يف الكميات املطلوبة و العكس صحيح‪ .‬فسوف‬
‫‪Q1‬‬ ‫‪Q0‬‬ ‫)‪QX (u‬‬
‫تكون ‪ ℮p‬يف حالة سلعة عادية سالبة ال حمالة‪ .1‬لكن سلع ﭬيفن و‬
‫تلك اليت يزداد عليها الطلب مع زايدة السعر‪ ،‬تكون مرونتها موجبة‪.‬‬
‫سبية بين السعر و‬ ‫الشكل ‪":7.2‬العالقة ا‬
‫الشكل ‪7‬‬
‫الطلب في حالة سلعة عادية "‬ ‫مثال‪ :6‬يعطي اجلدول ‪ 1.2‬مقياس الطلب على سلعة ‪ .x‬املطلوب‬
‫منا هو حساب معامل املرونة ( مرونة سعر الطلب) ‪،℮p‬‬
‫من ‪ B‬إىل ‪ ،D‬أي عندما ينخفض السعر من ‪ 7‬ون إىل ‪ 5‬ون‪:‬‬
‫)‪Qx (Unité‬‬ ‫)‪Px (u.m‬‬ ‫النقطة‬
‫مبا أننا نريد حساب ‪ ℮p‬من ‪ B‬إىل‪ D‬فسوف يكون‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪A‬‬ ‫• ‪ PB‬هو السعر اإلبتدائى( ‪)P0‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪B‬‬ ‫• ‪ QB‬هي الكمية اإلبتدائية(‪)Q0‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪C‬‬ ‫• ‪ PD‬هو السعر النهائى (‪(P1‬‬
‫‪3000‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪D‬‬
‫• ‪ QD‬هي الكمية النهائية (‪)Q1‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪5000‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪ΔQ‬‬ ‫‪P0‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪ΔP‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Q0‬‬
‫‪6000‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪7000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪L‬‬
‫‪8000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪M‬‬

‫الجدول ‪1.2‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪ . 1‬نجد في بعض المراجع‪. ep = - Q x P / P x Q :‬فالهدف من إدخال إشارة ‪ ө‬هو التخلص من اإلشارة السالبة ل ‪ẹ p‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪Q1 − Q0 P0‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪x‬‬
‫‪P1 − P0 Q0‬‬
‫‪Q − QB PB‬‬
‫‪ep = D‬‬ ‫‪x‬‬
‫‪PD − PB QB‬‬
‫‪( 3 − 1 ) x 103‬‬ ‫‪7‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪x 3 = −7‬‬
‫‪5−7‬‬ ‫‪10‬‬
‫هذا يعين بكل بساطة أنه عندما يتغري السعر ب ‪ ، %1‬فإن الكمية املطلوبة تتغري هي كذلك‪ ،‬لكن يف اإلجتاه‬
‫املعاكس بنسبة ‪ ، %7‬أو‪ ،‬إذا تغري السعر ب ‪ %10‬تتغري الكمية املطلوبة ب ‪. %70‬‬
‫لنثبت هذا‪:‬‬
‫‪ ‬مبا أن السعر نقص من ‪ 7‬إىل ‪ 5‬ون‪ ،‬إدن‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪5-7‬‬ ‫‪λ‬‬

‫‪λ = -2 x 100 = - 28,75%‬‬


‫‪7‬‬
‫فكيف سيؤثر هذا على الكمية املطلوبة؟‬
‫‪ ‬نعلم أن ‪:‬‬
‫نقصان السعر ب ‪)%10-( %10‬‬ ‫زيادة الكمية ب ‪%70‬‬
‫‪ δ‬نقصان السعرب ‪)% 28,75 -( % 28,75‬‬

‫‪δ = - 28,75 x 70 x 100 = 199%  200%‬‬


‫‪-10‬‬

‫إذن سوف يتزايد الطلب ﺒ ‪ %200‬مما كان عليه ( يصبح ‪:)%300‬‬


‫‪1.000 Unité‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪μ‬‬ ‫‪200 %‬‬

‫‪μ = 2000 u‬‬

‫أي زايدة ‪ 2.000‬وحدة عن ال ‪ 1.000‬وحدة اإلبتدائية‪ ،‬أو مباشرة ‪:‬‬


‫‪1.000 Unité‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪ψ‬‬ ‫‪300 %‬‬

‫‪ψ = 3000 u‬‬

‫أي تصبح الكمية النهائية مساوية ل ‪ 3.000‬وحدة ‪ ‬وهي نفس القيمة املقابلة لسعر ‪5‬ون ( أنظر اجلدول‪.)2.1‬‬

‫‪27‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .2‬المرونة القوسية و المرونة الدقيقة » ‪:L’élasticité d’arc et l’élasticité ponctuelle ou « point‬‬


‫لكل تغري يف السعر مرونة خاصة به‪ ،‬أي أن املرونة ختتلف من نقطة إىل نقطة أو من مقطع إىل آخر يف نفس‬
‫املنحىن‪ .‬هذه املرونة تدعى ( ابملرونة القوسية) وحساهبا ال يكون مهما إال يف بعض احلاالت‪.‬‬
‫هناك مرونة "أخرى" ختص تغريا طفيفا ‪ Infinitésimal‬يف السعر (و ابلتايل يف الكمية) ‪ ،‬وكلما كان هذا‬
‫التغري صغري كلما كانت دقة املرونة أكرب أي و كأننا حنسب املرونة يف نقطة واحدة‪ ،‬و هذه إذن املرونة الدقيقة أو‬
‫النقطية ‪ ،‬و ميكننا حساهبا إبحدى الطرق التالية‪:‬‬

‫أ‪.‬الطريقة اجلربية ‪:La méthode Algébrique‬‬


‫لتوضيح هده الطريقة‪ ،‬نعود مرة اثنية إىل املثال ‪:6‬‬
‫‪ ،‬أي بدل أن يكون اخنفاض يف السعر‪ ،‬سيكون هناك ارتفاع‬ ‫ماذا حيدث لو حسبنا املرونة ‪ ℮P‬من ‪ D‬إىل ‪B‬‬
‫من ‪ 5‬إىل ‪ 7‬ون؟ ‪:‬‬
‫‪ ‬يف هذه احلالة‪:‬‬
‫‪1000 – 3000‬‬ ‫‪5‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪7 – 5‬‬
‫‪x‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪≈ 1,67‬‬

‫هذا يعين أن ارتفاع السعر ب ‪ %10‬ينقص من الطلب (الكمية ابلطبع) ب ‪ ، %16,7‬و لو حاولنا إثبات ذلك‬
‫مثلما فعلنا مع القياس األول للمرونة ( من ‪ B‬إىل ‪ ) D‬لوجدان القيمة احملسوبة‪ ،‬نفسها تلك اليت تقابل السعر ‪7‬ون‬
‫واملعطاة يف اجلدول ‪.1.2‬‬
‫لكن أي قيمة للمرونة ‪ ℮P‬أنخذ؟و هل هده القيمة صاحلة ألي إرتفاع أو إخنفاض يف السعر؟‪.‬‬
‫‪ ‬اإلجابة عن هده التساؤالت تكون ابلقول أن هده القيم ال تصلح إال "يف اإلجتاه" الذي عُينت من أجله (من ‪B‬‬
‫إىل ‪ D‬أو من ‪ D‬إىل ‪ ،)B‬أما القيمة اليت تتماشى مع اإلجتاهني يف آن واحد‪ ،‬فتكون بني ‪ B‬و ‪ D‬أي يف املنتصف‪،‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪P B + PD‬‬
‫= ‪P0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪QB + QD‬‬
‫= ‪Q0‬‬
‫‪2‬‬ ‫إذن‪:‬‬

‫‪= Q x B‬‬
‫‪P + PD‬‬
‫‪ep‬‬‫‪BD‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪QB + QD‬‬

‫)‪(3000 – 1000‬‬ ‫) ‪( 7+5‬‬ ‫‪12‬‬


‫‪ep‬‬ ‫‪BD‬‬ ‫=‬
‫)‪(5 – 7‬‬
‫‪x‬‬
‫)‪(3000+1000‬‬
‫‪= -‬‬
‫‪4‬‬
‫‪=-3‬‬

‫)‪(1000 – 3000‬‬ ‫) ‪( 7+5‬‬ ‫‪12‬‬


‫‪ep‬‬ ‫‪DB‬‬ ‫=‬
‫)‪(7 – 5‬‬
‫‪x‬‬
‫)‪(1000+3000‬‬
‫‪= -‬‬
‫‪4‬‬
‫‪=-3‬‬

‫أي ‪:‬‬
‫‪ep‬‬ ‫‪BD‬‬ ‫‪= epDB‬‬

‫‪28‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫بعبارة أخرى‪ ،‬فإن كل تغري يف السعر بنسبة ‪ ،%10‬إبتداءا من هده النقطة‪ ،‬يتسبب يف تغري معاكس يف‬
‫الكميات املطلوبة ودلك بنسبة ‪%30‬‬
‫فمثال‪ ،‬مادا حيدث للكميات املطلوبة لو إخنفض السعر إىل ‪2‬ون؟‬
‫نقطة اإلنطالق هي ‪ ،C‬أين يكون )‪:(Q ; P) = (2.000 ; 6‬‬
‫‪ ‬إخنفض السعر إىل ‪2‬ون‪ ،‬أي بنسبة ‪:σ‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪2-6‬‬ ‫‪σ‬‬

‫‪σ = -4 x 100 = - 66,66%‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ ‬و نعلم حنن أن اخنفاض يف السعر بنسبة ‪ %10‬يتسبب يف إرتفاع الكميات املطلوبة بنسبة ‪ ،%30‬إدن‪:‬‬
‫‪- 10%‬‬ ‫‪+ 30 %‬‬
‫‪- 66,66%‬‬ ‫‪φ‬‬

‫‪φ = -66,66 x 30 = + 200%‬‬


‫‪- 10‬‬
‫‪ ‬إذن اخنفاض يف السعر بنسبة ‪ %66,66‬يتسبب يف إرتفاع الكميات املطلوبة بنسبة ‪ ،%200‬فتصبح مساوية‬
‫لنسبة ‪ %300‬مما كانت عليه يف البداية (‪2.000‬ون)‪ ،‬أي‪:‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪100 %‬‬
‫‪ω‬‬ ‫‪300 %‬‬

‫‪ω = 300 x 2000 = 6000 unité‬‬


‫‪100‬‬

‫نستنتج إذن‪ ،‬أن املرونة يف ‪ C‬تساوي ‪ ،3-‬فإذا إنطلقنا من هده النقطة‪ ،‬أين يكون السعر مساوي ل ‪6‬ون إىل‬
‫نقطة أخرى‪ ،‬السعر فيها ‪2‬ون‪ ،‬ترتفع الكمية املطلوبة من ‪ 2.000‬إىل ‪ 6.000‬وحدة؛ وهي القيمة اليت جندها حقا يف‬
‫السطر ‪ H‬من اجلدول ‪.2.1‬‬

‫ب‪.‬الطريقة التحليلية ( ابستعمال املشتقات) )‪:La méthode analytique (par dérivation‬‬


‫نفرض أن الطلب معطى بدالة من الشكل ‪:‬‬
‫‪Qx = - a Px + b …..‬‬
‫‪ ‬نعلم أن‪:‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪ΔQ x P0‬‬
‫‪ΔP‬‬ ‫‪Q0‬‬
‫‪ ‬إذا أردان حساب ‪ ℮p‬يف مقطع صغري جدا ‪ ،‬أي يف نقطة واحدة‪ ،‬جيب أن حنسب املرونة عندما يؤول تغري‬
‫السعر إىل الصفر‪ .‬ويعرب عن هدا رايضيا ب‪:‬‬
‫‪ep = lim‬‬ ‫‪ΔQx x P0‬‬ ‫‪= dQx x P0‬‬
‫‪P 0‬‬ ‫‪ΔPx Q0‬‬ ‫‪dPx Q0‬‬
‫فمرونة النقطة هي إذن مشتقة دالة الطلب للسعر‪ .‬فلو أخذان املعادلة ‪ ، θ‬جند ‪:‬‬

‫= ‪ep‬‬ ‫‪dQx x P0 = - a x P0‬‬


‫‪dPx Q0‬‬ ‫‪Q0‬‬

‫‪29‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫مالحظة‪ :‬فرضنا هنا بطريقة غري مباشرة أن دالة الطلب أو منحناها على شكل مستقيم‪ ،‬و سوف نرى يف احلصص التطبيقية كيف حنسب ‪ ℮p‬عندما يكون منحىن‬
‫الطلب على شكل فرع قطع زائد‪.‬‬

‫‪:La‬‬ ‫ج‪ .‬الطريقة اهلندسية ‪méthode Géométrique‬‬


‫‪PX‬‬ ‫ليكن ‪ dx‬منحىن الطلب على سلعة ‪ .x‬نريد حساب املرونة يف‬
‫‪A‬‬ ‫نقطة واحدة من هذا املنحىن‪ ،‬ولتكن ‪:C‬‬
‫‪ ‬نعلم من جهة أن‪:‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪P0‬‬
‫= ‪ep‬‬ ‫‪ΔP‬‬
‫‪x‬‬ ‫‪….‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Q0‬‬
‫‪ ‬ومن جهة أخرى‪:‬‬
‫‪C‬‬
‫‪M‬‬
‫‪ΔP‬‬
‫‪tg α = ΔQ = NC ….‬‬
‫‪NB‬‬
‫‪dx‬‬
‫‪‬‬ ‫‪P = OA – MA‬‬ ‫ألن‪:‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪B‬‬
‫الشكل ‪":8.2‬التعيين الهندسي للمرونة‬
‫‪QX‬‬
‫‪Q = OB – ON‬‬
‫و‪:‬‬
‫الشكل‬
‫طلب‪8‬مستقيم)"‬ ‫(حالة منحنى‬
‫‪Qc = Qo = ON‬‬ ‫و‬ ‫‪Pc = Po = OM = NC‬‬ ‫‪‬نالحظ كذلك أن‪:‬‬
‫نعوض هبده القيم يف املعادلة‪ ‬و حنصل على‪:‬‬
‫‪PX‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫‪NB‬‬
‫‪eP = ON x NC‬‬
‫‪A‬‬
‫‪NB‬‬
‫‪eP = ON‬‬

‫‪C‬‬
‫‪M‬‬ ‫لو كان املنحىن ‪ dx‬على شكل فرع قطع زائد أو منحىن‬
‫برسم‪ d‬مماس‬
‫حمدب (ابلنسبة للمبدأ)‪ ،‬فحساب املرونة ‪ еp‬يف نقطة معينة (‪ (C‬يكون‬
‫‪x‬‬

‫‪‬‬ ‫املنحىن ‪ dx‬يف هذه النقطة مث نقوم ابإلسقاط على حماور ‪Рx‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪QX‬‬ ‫و ‪ Qx‬و نتبع اخلطوات السابقة (حالة ‪ dx‬مستقيم) ونستخرج‬
‫الشكل ‪":9.2‬التعيين الهندسي للمرونة‬
‫الشكل ‪9‬‬
‫طلب محدب)"‬ ‫(حالة منحنى‬ ‫‪( еp‬أنظر الشكل‪.)9.2‬‬

‫مثال ‪ :7‬نفرض أن الطلب معطى ابلدالة‪.Qdx =12- 2 Рx :‬‬


‫سنعني املرونة ‪ еp‬يف نقطة معينة ابستعمال كل الطرق اليت رأيناها‬
‫)‪Qx (Unité‬‬ ‫)‪Px (U.m‬‬ ‫النقطة‬
‫سابقا‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪B‬‬ ‫• الطريقة اجلربية‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪ ‬نضع قبل كل شيء مقياس الطلب‪ ،‬مث خنتار النقطة اليت‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪D‬‬
‫‪F‬‬
‫نريد حساب ‪ еp‬فيها‪ ،‬و لتكن ‪ D‬مثال‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪ ‬حىت حنسب املرونة يف هذه النقطة جيب أن نستعمل‬
‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪QF - Qc‬‬ ‫)‪(PF + Pc‬‬ ‫املعادلة‪:‬‬
‫‪ep‬‬ ‫=‬
‫‪PF - Pc‬‬
‫‪x‬‬
‫)‪(QF + Q c‬‬
‫الجدول ‪2.2‬‬
‫من ‪ F‬إلى ‪ C‬أو من ‪C‬‬
‫إلى ‪ ، F‬نفس الشي‬
‫‪30‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ep‬‬ ‫‪4-8‬‬ ‫)‪(4+2‬‬


‫‪= 4 2 x ( 4 + 8 ) = -1‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ ‬و جند‪:‬‬

‫الطريقة التحليلية‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ep = dQx‬‬‫‪x P0‬‬
‫‪dPx Q0‬‬ ‫نعلم أن‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ ‬و هنا‪ ، QD = Q0 , PD = P0 :‬إذن‪:‬‬
‫‪ep = -2‬‬ ‫‪x‬‬
‫‪6‬‬
‫‪= -1‬‬

‫• الطريقة اهلندسية‪:‬‬
‫نرسم املنحىن ‪ dx‬إبستعمال قيم اجلدول ‪،2.2‬‬
‫مث نعني النقطة ‪ D‬على هذا املنحىن ونسقطها‬
‫على احملورين العمودي واألفقي‪:‬‬
‫‪NK‬‬ ‫) ‪(12 - 6‬‬
‫‪ep‬‬ ‫‪= ON = ( 6 - 0 ) = 1‬‬

‫الشكل ‪":10.2‬التعيين الهندسي للمرونة (ال اصة بالمثال ‪")7‬‬

‫وجدان نفس القيمة ابستعمال ثالثة طرق خمتلفة‪ ،‬لكن نالحظ أنه يف الطريقة اهلندسية‪ ،‬حنصل على ‪ ep‬موجبة‪،‬‬
‫وهذا أمر طبيعي‪ ،‬ألنه ليس هناك أطوال "سالبة"‪ ،‬فنضع حنن إشارة (‪ )-‬لتجنب الوقوع يف أخطاء أتويلية‪.‬‬

‫‪ .3‬المجاالت التي تنحصر فيها مرونة الطلب وبعض القيم الملموسة ل ‪: ep‬‬
‫أ‪ .‬اجملاالت‪:‬‬
‫إذن أتخد مرونة الطلب قيما خمتلفة و حمصورة يف حالة السلع العادية‪ ،‬يف اجملال] ‪ ،[0 ،∞-‬وهناك حاالت‬
‫تكون فيها املرونة اثبتة على طول املنحىن ( يف أي نقطة منه)‪.‬جتزئة اجملال املذكور سابقا تسمح لنا بتقسيم مرونة‬
‫الطلب إىل مخسة أصناف‪:‬‬
‫‪ o‬عندما يكون "∞‪  " eP = -‬نقول عن الطلب انه" مرن متاما" ‪Parfaitement Elastique‬‬
‫أو"الهنائي املرونة"‪ ‬وهذا يعين أن نسبة زايدة السعر منعدمة(يبقى السعر اثبت ) ‪ ‬الشكل ‪12.2‬أ‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون "‪  "- ∞ < eP< -1‬الطلب مرن ‪  Elastique‬نسبة زايدة الطلب أكرب من‬
‫نسبة نقصان السعر ابلقيمة املطلقة والعكس صحيح ‪ ‬الشكل ‪12.2‬ب‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون"‪  " eP= -1‬مرونة وحدوية ُ‪ Elasticité Unitaire‬أو متكافئ املرونة ‪ ‬نسبة‬
‫زايدة الطلب مساوية لنسبة نقصان السعر ابلقيمة املطلقة والعكس صحيح ‪ ‬الشكل ‪12.2‬ج‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون" ‪  Demande Rigide  "-1 > eP> 0‬نسبة زايدة الطلب أقل من نسبة زايدة‬
‫السعر ابلقيمة املطلقة والعكس صحيح ‪ ‬الشكل‪12.2‬د‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ o‬أخريا عندما يكون ‪  " eP = 0" ،‬طلب عدمي املرونة ‪Demande Parfaitement Inélastique‬‬
‫‪ ‬نسبة زايدة الطلب منعدمة عندما تتغري األسعار ‪ ‬الشكل ‪12.2‬ه‪.‬‬
‫كل هذه احلاالت ممثلة ابألشكال ‪ 11.2‬و ‪( 12.2‬أ‪،‬ب‪،‬ج‪،‬د) ‪:‬‬

‫سلع قيفن و السلع التي يزداد‬


‫عليها الطلب مع زيادة السعر‬

‫‪∞−‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪0‬‬

‫الطلب‬
‫الطلب مرن تماما‬ ‫الطلب مرن‬
‫متكافيء المرونة‬
‫الطلب ير مرن‬ ‫الطلب عديم المرونة‬

‫‪11‬ي تنحصر فيها مرونة الطلب"‬


‫الشكلت الت‬
‫الشكل ‪":11.2‬المجاال‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬

‫أ‪ -‬الطلب مرن تماما‬ ‫ب‪ -‬الطلب مرن‬

‫‪d‬‬ ‫‪ΔP‬‬ ‫‪d‬‬

‫‪ΔQ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬
‫‪Qd‬‬ ‫‪Qd‬‬
‫∞ ‪ep = −‬‬ ‫‪− ∞ < ep < - 1‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬

‫‪ -‬مرونة وحدوية‬ ‫د‪ -‬الطلب ير مرن‬ ‫ه‪ -‬الطلب عديم المرونة‬


‫‪ΔP‬‬
‫‪ΔP‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪ΔP‬‬ ‫‪d‬‬
‫‪d‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬
‫‪Qd‬‬ ‫‪Qd‬‬ ‫‪Qd‬‬
‫‪ep = - 1‬‬ ‫‪- 1 < ep < 0‬‬ ‫‪ep = 0‬‬

‫التي قد تكون عليها مرونة الطلب"‬ ‫الشكل ‪":12.2‬التمثيل البياني لم تلف الشكل‬
‫الحاالت ‪12‬‬

‫‪32‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫ب‪ .‬بعض األمثلة امللموسة عن مرونة الطلب وعن العوامل املؤثرة عليها‪:‬‬
‫يعطي اجلدول‪ 13.2‬بعض األمثلة عن مروانت الطلب لبعض السلع يف أربع بلدان أوروبية‪ 2‬بني ‪1960‬‬
‫و‪:1968‬‬
‫‪ep‬‬ ‫السلعة‬
‫لكن هذه األرقام ثثري يف دهننا سؤاال أساسيا‪:‬‬
‫‪-0,01‬‬ ‫النقل الشخصي‬
‫هل هذه املروانت(القيم) اثبثة يف الزمن؟ وما هي العوامل اليت جتعل تلك املرونة اكرب‬
‫‪-0,19‬‬ ‫املواد الغدائية‬
‫من تلك أو اصغر منها؟‬
‫‪-0,19‬‬ ‫النقل اجلماعي‬
‫‪-0,38‬‬ ‫اللباس‬
‫‪-0,41‬‬ ‫الصحة‬
‫جييب علماء اإلقتصاد عن هذه األسئلة ابلقول أن ‪ ep‬تتغري مع الزمن‪،‬وهناك عدة‬
‫‪-0,58‬‬ ‫عوامل تتسبب يف ذلك‪ :‬غياب شروط الكمال يف السوق‪ ،‬عادات الفراغ و اللهو‬
‫املستهلك‪....‬إخل‪ .‬فكل هذه العوامل تبطئ من التجاوب بني التغري يف السعر و التغري‬
‫الجدول ‪3.2‬‬
‫يف الكمية‪ ،‬حيث ينخفض السعر أو يرتفع لكن الكمية تبقى اثبثة ملدة معينة قبل أن تتغري بدورها‪ ،‬فبالتايل أتخد‬
‫املرونة عند تغري السعر قيمة‪ ،‬وأتخد قيمة أخرى عند جتاوب الكمية مع ذلك التغري‪.‬‬
‫ميكننا اآلن اخلروج بنتائج عامة حول مرونة الطلب‪:‬‬
‫‪ o‬كلما كانت للسلعة بدائل كلما كانت مرونتها كبرية (ابلقيمة املطلقة)‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون سعر السلعة مرتفع( سلعة كمالية)‪ ،‬فإن اخنفاضا طفيفا يف السعر قد يزيد من الطلب عليها‪ ،‬و‬
‫هده حالة السلع الكمالية اليت تكون ابلتايل ‪ ep‬اخلاصة هبا‪ ،‬مرتفعة (ابلقيمة املطلقة)‪.‬‬
‫‪ o‬تقل مرونة السلع اليت يكون سعرها منخفض أو تلك اليت ليس هلا بدائل‪ ،‬أو السلع الضرورية‪ ،‬فالتغري يف‬
‫السعر ال يؤثر كثريا على الكمية املطلوبة‪.‬‬
‫هذا رأي البعض‪ ،3‬لكن البعض اآلخر ال يوافقهم‪ :‬فال جمال للتعميم‪ ،‬ألن الدراسات أثبتت أن املرونة املرتفعة أو‬
‫املنخفضة ال ترتبط بنوع السلعة من كمالية‪ ،‬ضرورية أوحيادية‪ ...‬فقد تكون لسلعة كمالية مرونة كبرية‪ ،‬ولسلعة كمالية‬
‫أخرى‪ ،‬مرونة صغرية‪ ،‬فمثال‪ ،‬من املؤكد أن مرونة "اخلضار" مأخوذة كسلعة واحدة‪ ،‬ضعيفة‪ ،‬ألنه البد يل هلا إذا ما‬
‫اعتربانها "ككل" ‪ ،Comme en ensemble‬لكن إذا أخذانها واحدة واحدة فاألمر خيتلف‪ :‬فارتفاع سعر اجلزر قد‬
‫يقلل من الطلب عليه ويزيد من اإلقبال على اخليار مثال‪ ،‬ابلتايل‪ ،‬قد تكون مرونة اجلزر كبرية رغم أنه من اخلضروات‪.‬‬

‫‪ 2.III‬مرونة الدخل أو مرونة الطلب ابلنسبة للدخل ‪:Elasticité revenue de la demande‬‬


‫يقيس معامل مرونة الدخل ‪( eR‬أو ‪ eM‬يف بعض املراجع املرتمجة من اإلجنليزية‪ ،(4‬حساسية الطلب جتاه دخل‬
‫املشرتين أو املستهلكني‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬هو التغري النسيب يف الكمية الناجم من تغري نسيب يف الدخل‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪eR = ΔQ‬‬
‫‪ΔR‬‬
‫‪x‬‬
‫‪R0‬‬
‫‪Q0‬‬

‫ختتلف طريقة استجابة السلع مع زايدة األجر‪ ،‬فكل نوع منها‪ ،‬يتأثر بطريقة معينة‪:‬‬
‫‪ o‬إذا كان ‪ eR‬سالب ‪ ‬السلعة الدنيا ‪ ‬الزايدة يف الدخل تنقص من الطلب ألن املستهلك يتخلى عن‬
‫‪6‬‬

‫هذه السلعة ويفضل أخرى "أفضل" منها‪.‬‬


‫‪ o‬إذا كان ‪ eR‬معدوما ‪ ‬السلعة حيادية ‪ ‬زايدة يف الدخل التؤثر على الطلب والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.Gardes.F ; "Introduction à la Microeconomie", p159.‬‬
‫‪ . 2‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬هولندا و ألمانيا الغربية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Raymond Barre & Fréderic Tenlon ; ‘‘Economie Politique’’, Tome 1, p514‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Dominick Salvatore; ‘‘Microéconomie, Cours et Problèmes’’, Série Schaum, p41.‬‬
‫‪33‬‬
‫المنتهجة في تعيين ع قة ‪.eP‬‬‫‪ . 5‬نحصل على هده الع قة باتباع نفس الخطوا‬
‫‪ . 6‬و ليس الكمية المطلوبة (انظر الفقرة الخاصة بمؤثراث الطلب‪ ،‬ص‪. )11‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬سلعة كمالية‪.‬‬ ‫‪eR > 1‬‬ ‫‪ o‬إذا كان ‪ eR‬موجبا ‪ ‬السلعة عادية وهنا جند حالتني‪:‬‬
‫‪  0 < eR  1‬سلعة ضرورية‪.‬‬
‫كل هذه احلاالت معرب عنها يف الشكل ‪:13.2‬‬

‫‪∞−‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪∞+‬‬

‫سلعة دنيا‬ ‫سلعة حيادية‬ ‫سلعة ضرورية‬ ‫سلعة كمالية‬

‫‪15‬و مرونة الدخل ال اصة بها"‬ ‫الشكل‬


‫السلع‬ ‫الشكل ‪":13.2‬أنواع‬

‫هذه احلاالت‪ ،‬ستاتيكية‪ ،‬أي أهنا ختص فرتة حمددة‪ ،‬يزيد فيها الدخل أو ينقص‪ .‬لكن مادا لو درسنا ‪ eR‬يف‬
‫حالة يتغري فيها الدخل ويزداد ابستمرار (أي حالة ديناميكية)؟‬
‫عندها جند أن ‪ eR‬تتغري هي كذلك ابستمرار‪ ،‬فتكون نفس السلعة‪ ،‬دنيا يف األول مث تصبح ضرورية وبعدها‬
‫كمالية‪ ،‬وكل هذا مع تغري الدخل الذي يتقاضاه الشخص‪.‬‬

‫مثال‪ :8‬نفرض أن اجلدول‪ 4.2‬ميثل الطلب على قمصان قطنية بداللة الدخل‪.‬‬
‫‪ o‬نالحظ أنه عندما تكون ‪ eR‬أكرب من الواحد‪ ،‬يعترب املستهلك هذه السلعة على أهنا كمالية‪ ،‬فدخله‬
‫منخفض‪ ،‬وهو ال يستطيع السماح لنفسه بشراء كميات كبرية من املالبس القطنية‪ ،‬لكن زايدة طفيفة يف‬
‫الدخل‪ ،‬حتفزه وتشجعه‪ ،‬وهنا نالحظ كذلك أن ‪ ،%R > %Q‬وهذا ما ذكرانه سابقا عندما‬
‫تكلمنا عن أنواع السلع يف بداية هذا احملور‪.‬‬
‫‪ o‬إذن سوف يزداد الدخل (يتواصل يف االرتفاع)‪ ،‬وعند حد معني (‪ )12.000>R >20.000‬تصبح‬
‫ابلنسبة له سلعة ضرورية‪ ،‬فقد ختلى عن ارتداء املالبس األقل نوعية ( أقمشة صناعية مثال) وأصبح‬
‫يرتدي حصراي‪ ،‬مالبس قطنية‪.‬‬
‫‪ o‬يتواصل الدخل يف اإلرتفاع ‪،‬لكن عند حد معني (‪ )20.000>R>28.000‬يفضل عن املالبس‬
‫القطنية‪ ،‬مالبس أخرى أحسن منها كاحلرير مثال‪ ،‬وتصبح املالبس القطنية يف نظره على أهنا سلعة دنيا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫نوع السلعة‬ ‫نسبة تغري الدخل‬


‫سبة تغري الكمية‬ ‫الكمية‬
‫‪er‬‬ ‫‪%ΔR‬‬ ‫الدخل‬
‫)يف نظر املستهلك(‬ ‫‪%ΔQ‬‬ ‫‪Qx‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪8.000‬‬
‫كمالية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪12.000‬‬
‫كمالية‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪33,33‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪16.000‬‬
‫ضرورية‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪20.000‬‬
‫ضرورية‬ ‫‪0,56‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪11,11‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪24.000‬‬
‫دنيا‬ ‫‪-0,3‬‬ ‫‪16,67‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪28.000‬‬
‫دنيا‬ ‫‪-0,37‬‬ ‫‪14,29‬‬ ‫‪-5,26‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪32.000‬‬

‫الجدول ‪4.2‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫= ‪%Q‬‬ ‫‪ΔQ x 100‬‬
‫‪%ΔQ‬‬
‫‪Qi‬‬
‫= ‪ eR‬‬ ‫‪%ΔR‬‬
‫= ‪%R‬‬ ‫‪ΔR x 100‬‬
‫‪Ri‬‬

‫إذن‪ ،‬عند زايدة الدخل من ‪ 16.000‬إىل ‪ 20.000‬و ن‪:‬‬


‫= ‪%R‬‬ ‫‪20000 - 16000 x 100 = 25%‬‬
‫‪16000‬‬

‫= ‪%Q‬‬ ‫‪18 - 15 x 100 = 20%‬‬


‫‪15‬‬

‫‪20%‬‬
‫= ‪eR‬‬ ‫سلعة ضرورية ‪= 0,8 ‬‬
‫‪25%‬‬

‫متثل استجابة الطلب على الدخل أحد األسباب الرئيسية إلعادة توزيع املوارد اإلقتصادية بني فروع النشاطات‬
‫املختلفة يف اإلقتصاد الرأمسايل‪1‬؛ فيتخلى املنتجون أو املستثمرون عن األنشطة اإلقتصادية اليت تكون فيها مرونة‬
‫الدخل ابلنسبة للسلعة اليت ينتجوهنا ضعيفة‪ ،‬وحيولون رؤوس أمواهلم إىل أنشطة أخرى تكون فيها هذه املرونة أكرب‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كانت ‪ еR‬منخفضة ‪ ‬القطاع الصناعي الذي تنتمي إليه هده السلعة (إنتاجها) يف حالة‬
‫انكماش‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كانت ‪ еR‬مرتفعة ‪ ‬القطاع يف هده احلالة يف توسع‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪ . 1‬محمد دويدار؛ "اإلقتصاد السياسي" ‪ ،‬ص‪.293‬‬


‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .3.III‬المرونة الدقيقة للطلب واإلنفاق الكلي ‪:L'Elasticité Ponctuelle et la dépense Totale‬‬


‫ذكران سابقا أنه يف منحىن طلب مستقيم (أو غريه) تتغري املرونة على طول نقاط املنحىن وأتخد قيما خمتلفة( إال‬
‫حاالت تكو ن فيها ‪ eP‬اثبتة يف أي نقطة من املنحىن)‪.‬‬
‫يف احلقيقة‪ ،‬تكون ‪ eP‬يف حالة ‪ dx‬مستقيم‪ ،‬أكرب من الواحد فوق النقطة اليت تقسم املستقيم إىل نصفني‬
‫متساويني‪ ،‬مساوية للواحد يف تلك النقطة وأقل من الواحد حتتها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬هناك عالقة وثيقة تربط بني اإلنفاق الكلي ‪ La dépense totale‬و ‪ .eP‬هذه العالقة موضحة‬
‫‪1‬‬

‫يف اجلدول ‪ 5.2‬و الشكل ‪.14.2‬‬


‫نوع ‪ep‬‬
‫طلب غري مرن‬ ‫دو مرونة وحدوية‬ ‫طلب غري مرن‬
‫تطور‪P‬‬
‫اخنفاض االنفاق‬ ‫إنفاق اثبث‬ ‫زايدة االنفاق‬ ‫ارتفاع االسعار‬
‫ارتفاع االنفاق‬ ‫إنفاق اثبث‬ ‫اخنفاض االنفاق‬ ‫اخنفاض االسعار‬
‫الجدول ‪5.2‬‬
‫إرتفاع ‪Px‬‬

‫اإلنفاق الكلي‬
‫إنخفاض ‪Px‬‬

‫‪- 1 < ep < 0‬‬ ‫‪ep = Cte = -1‬‬ ‫‪− ∞ < ep < - 1‬‬

‫الدخل‬
‫الدخل‬
‫الشكل‬
‫الشكل ‪":14.2‬العالقة بين اإلنفاق الكلي و مرونة الطلب"‬
‫‪13‬‬

‫مثال‪ :9‬متثل اخلاانت ‪ 1،2‬و‪ 3‬من اجلدول‪ ،6.2‬مقياس الطلب على اللحم اجملمد‪.‬اخلانة ‪ 4‬من هذا اجلدول متثل‬
‫اإلنفاق الكلي على اللحم اجملمد وحتصلنا‬
‫‪ep‬‬ ‫‪Dep‬‬ ‫‪Qx‬‬ ‫‪Px‬‬
‫النقطة‬
‫)‪(U.m‬‬ ‫)‪(Unité‬‬ ‫)‪(U.m‬‬ ‫على هذه القيم من حاصل جداء السعر‬
‫‪ Px‬والكمية ‪ .Qx‬أما اخلانة األخرية‪ ،‬فهي‬
‫‪/‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪-7‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪-3‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪C‬‬ ‫مرونة الطلب ‪ ،ep‬وحسبناها ابستعمال‬
‫‪-5/3‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪D‬‬ ‫الطريقة اهلندسية (ابإلسقاط) ابستعمال‬
‫‪-1‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪F‬‬
‫‪-3/5‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪G‬‬ ‫منحىن الطلب ‪( dx‬الشكل ‪.)15.2‬‬
‫‪-1/3‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪-1/7‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪L‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪M‬‬

‫كلما زاد الدخل (وابلتايل اإلنفاق) كلما اخنفضت املرونة حىت‬


‫الجدول ‪6.2‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ = P x Q‬اإلنفلق الكلي= ‪.Depense totale‬‬
‫‪-  < ep < -1‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫تصبح وحدوية عند النقطة ‪ ، F‬وهنا يصل اإلنفاق إىل ذروته‪.‬‬


‫بعد هذا كل زايدة يف الدخل تنقص يف اإلنفاق لكنهاتقلل‬
‫كذلك من املرونة ويصبح الطلب غري مرن أي أنه ال يتأثر‬
‫ابألسعار‪ .‬ففي املرحلة األوىل‪ ،‬كلما اخنفض السعر كلما زاد‬
‫املستهلك من طلبه على اللحم اجملمد حىت يكتفي أي يشبع‬
‫كامل حاجاته‪ ،‬وهنا يصبح اإلنفاق اثبتا‪ ،‬بعد هذا إذا اخنفض‬
‫السعر جمددا فإن هذا لن يؤثر على الكمية املطلوبة فسينقص‬
‫اإلنفاق‪ ،‬ألن هذا يكون مرافقا لزايدة إضافية يف الدخل تؤدي‬
‫ابملستهلك إىل التخلي عن اللحم اجملمد وشراء حلم أرقى(حلم‬
‫طازج)‪.‬‬

‫‪ .4.III‬مرونة الطلب بالنسبة لألسعار األخرى أو المرونة المتقاطعة‬


‫‪L'Elasticité de la demande par rapport aux prix des autres biens ou l'élasticité croisée:‬‬
‫إذا فرضنا ثبات سعر السلعة‪ ،‬دخل املستهلك و تفضيالته فإن الطلب على سلعة ما‪ ،‬يتأثر بتغريات أمثان‬
‫السلع األخرى‪ .‬فمعامل مرونة التقاطع لسلعة ‪ x‬ابلنسبة لسلعة ‪ y‬أو‪ ،exy،‬ميثل التغري النسيب يف الكمية املطلوبة من‬
‫السلعة ‪ )%Qx( x‬الناجم من تغري نسيب يف سعر السلعة ‪ ،%Py، y‬وتعطى ابلعالقة‪:‬‬

‫‪%ΔQx‬‬
‫= ‪exy‬‬ ‫‪%ΔPy‬‬

‫‪exy = ΔQ‬‬‫‪x‬‬
‫‪ΔPy‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Py0‬‬
‫‪Qx0‬‬

‫حيث‪ Py0 :‬و ‪ ، Qx0‬السعر) ل ‪ (y‬والكمية ) ل ‪ ( x‬االبتدائيتني‪.‬‬


‫قد تكون ‪ exy‬سالبة‪ ،‬منعدمة أو موجبة‪:‬‬
‫‪x‬‬ ‫‪ o‬إذا كان ‪ exy‬سالب ‪ ‬السلعتني ‪ x‬و ‪ y‬متكاملتني ‪ ‬زايدة سعر‪ y‬ينقص من الطلب على‬
‫والعكس (كلما كانت ‪ exy‬السالبة‪ ،‬صغرية ابلقيمة املطلقة‪ ،‬كلما كان التكامل كبري والعكس)‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كان ‪ exy‬منعدم ‪ ‬السلعتني حياديتني ‪ ‬زايدة أو نقصان ‪( Py‬سعر السلعة ‪ ) y‬ال يؤثر إطالقا‬
‫على طلب السلعة ‪. x‬‬
‫‪ o‬إذا كان ‪ exy‬موجب ‪ ‬السلعتني إستبداليتني ‪ ‬زايدة سعر السلعة ‪ y‬ينقص من الطلب على السلعة‬
‫‪( x‬كلما كانت ‪ exy‬املوجبة‪ ،‬صغرية‪ ،‬كلما كانت درجة اإلستبدال ضعيفة والعكس)‪.‬‬
‫‪%ΔQy‬‬
‫مالحظة‪ ،eyx ≠ exy :‬حيث أن ‪ eyx‬تدرس الطلب على السلعة ‪ y‬عند تغري سعر السلعة ‪) exy = %ΔPx ( x‬‬

‫‪T1‬‬ ‫‪T0‬‬
‫مثال‪ :10‬يعطي اجلدول‪ ،7.2‬األسعار والكميات‬
‫‪Q‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪P‬‬
‫السلعة‬ ‫املطلوبة من الشاي )‪ (x‬والقهوة (‪ ، )y‬يف الفرتة ‪T0‬‬
‫‪37‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الشاي (‪)x‬‬ ‫‪ ،‬ويف الفرتة ‪ T1‬واليت يتغري فيها سعر القهوة (زاد من ‪4‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4‬‬ ‫القهوة (‪)y‬‬
‫إىل‪ 6‬ون)‪:‬‬
‫الجدول ‪7.2‬‬
‫‪ΔQx Py0‬‬ ‫) ‪( 50 - 40‬‬ ‫‪4‬‬
‫= ‪exy‬‬ ‫‪x‬‬ ‫=‬ ‫‪x‬‬ ‫‪ x‬و ‪ y‬سلعتين إستبداليتين ‪= + 0,5 ‬‬
‫‪ΔPy Qx0‬‬ ‫)‪(6-4‬‬ ‫‪40‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪Q‬‬
‫‪T1‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪Q‬‬
‫‪T0‬‬
‫‪P‬‬
‫السلعة‬ ‫أما اجلدول‪ 8.2‬فهو يعطي األسعار والكميات‬
‫‪35‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الشاي (‪)x‬‬ ‫املطلوبة من الشاي )‪ (x‬والسكر(‪ (z‬يف فرتتني ‪T0‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السكر (‪)z‬‬ ‫و‪( T1‬يزيد سعر السكر من ‪1‬إىل ‪ 2‬و ن)‪.‬‬
‫الجدول ‪8.2‬‬
‫‪ΔQx PZ 0‬‬ ‫) ‪( 35 - 40‬‬ ‫‪1‬‬
‫= ‪exZ‬‬ ‫‪x‬‬ ‫=‬ ‫‪x‬‬ ‫‪ x‬و ‪ y‬سلعتين متكاملتين ‪= - 0,125 ‬‬
‫‪ΔPZ Qx0‬‬ ‫)‪(2-1‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪ 5 .III‬مرونة سعر العرض أو مرونة العرض ‪:Elasticité prix de l’offre ou élasticité de l’offre‬‬
‫ميكننا دراسة جوانب إضافية من العرض‪ ،‬ابستعمال املروانت‪ .‬فمقابل مرونة الطلب اخلاصة ابملستهلك‪ ،‬توجد‬
‫مرونة العرض و اخلاصة هي ابملنتج‪:‬‬
‫يقيس معامل مرونة العرض ‪ еs‬التغري النسيب للكمية املعروضة يف فرتة معينة‪ ،‬والناجم من تغري نسيب يف سعر‬
‫تلك السلعة أي‪:‬‬
‫‪%ΔQsx‬‬
‫= ‪es‬‬ ‫‪%ΔPx‬‬

‫‪ΔQsx‬‬ ‫‪Px0‬‬
‫= ‪es‬‬ ‫‪ΔPx‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Qx0‬‬

‫عندما يكون ملنحىن العرض ميل موجب‪ ،‬يكون التناسب بني السعر والكمية طردي‪ ،‬فتكون ابلتايل إشارة‬
‫‪ еs‬موجبة‪.‬‬
‫منيز يف احلقيقة ستة حاالت‪:‬‬
‫‪ o‬عندما يكون ‪  -∞ < еs >0‬مرونة العرض سالبة ‪ ‬العرض ذو مرونة عكسية أو سالبة‪ ،‬حيث‬
‫أن العالقة اليت تربط بني ‪ P‬و‪ Q‬عكسية‪( 1‬الشكل ‪16.2‬أ)‪.‬‬
‫‪ o‬ملا ‪  еs= 0‬العرض عدمي املرونة ‪ ‬ال يستجيب العرض لتغريات السعر‪ ،‬فاملنتجون يستمرون يف‬
‫اإلنتاج مهما كانت اإليرادات اليت حيصلون عليها (الشكل ‪16.2‬ب)‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون ‪  0 < еs >1‬العرض غري مرن ‪ ‬نسبة زايدة العرض أصغر من نسبة زايدة السعر‬
‫و نالحظ هنا أن ‪ sx‬يقطع حمور السينات (الشكل ‪16.2‬ج)‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون ‪  еs =1‬العرض متكاىفء املرونة أو ذي مرونة وحدوية ‪ ‬وهذا حيدث عندما تكون‬
‫نسبة زايدة الكمية املعروضة مساوية لزايدة السعر أي أن ‪ Qsx‬مير من املبدأ و ميله يساوي ‪)°45( 1‬‬
‫(الشكل ‪16.2‬د)‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون ‪  еs <1‬العرض مرن ‪ ‬فنسبة زايدة العرض أكرب من نسبة زايدة السعر‪ ،‬وهنا ‪sx‬‬
‫يقطع حمور العينات (الشكل ‪16.2‬ه)‪.‬‬
‫‪ o‬عندما يكون ∞ = ‪  еs‬عرض ال هنائي املرونة ‪ ‬ال يكون هناك إنتاج إال عندما يصل السعر إىل‬
‫حد معني‪ ،‬لكن تغري طفيف يف السعر يتسبب يف إنتاج كميات كبرية جدا من السلعة (الشكل ‪16.2‬‬
‫‪38‬‬

‫و)‪.‬‬

‫‪ .‬أنظر اجلزء الثاين املخصص للعرض و اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬


‫‪s‬‬
‫‪ -‬عرض ير مرن‬ ‫ا‪ -‬العرض دو مرونة‬
‫‪s‬‬ ‫ب‪ -‬عرض عديم‬ ‫سالبة أو عكسية‬
‫المرونة‬ ‫‪ΔP‬‬
‫‪ΔP‬‬ ‫‪ΔP‬‬
‫‪s‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬
‫‪Qs‬‬ ‫‪Qs‬‬ ‫‪Qs‬‬
‫‪0 < es < 1‬‬ ‫‪es = 0‬‬ ‫س‬ ‫‪- ∞ < es < 0‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬


‫‪s‬‬
‫‪s‬‬
‫و ‪ -‬عرض ال نهائي‬
‫المرونة‬ ‫‪ΔP‬‬ ‫د‪ -‬عرض ذي مرونة وحدوية‬
‫ه ‪ -‬عرض مرن‬ ‫أو متكاف المرونة‬
‫‪s‬‬ ‫‪ΔP‬‬

‫‪ΔQ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬


‫‪Qs‬‬ ‫‪Qs‬‬ ‫‪Qs‬‬
‫∞ ‪es = +‬‬ ‫‪+∞ > es > 1‬‬ ‫‪es = 1‬‬

‫‪16‬قد تكون عليها مرونة العرض"‬


‫التي‬ ‫الشكل ‪":16.2‬التمثيل البياني لم تلف الحاالت‬
‫الشكل‬

‫تعيني املرونة القوسية والدقيقة اخلاصة ابلعرض يكون بنفس الطريقة اليت رأيناها يف مرونة الطلب‪.‬‬

‫مثال ‪ :11‬ليكن مقياس العرض التايل واملمثل يف اجلدول ‪.9.2‬‬

‫‪ ‬حنسب مرونة العرض ‪ ، еs‬من‪ А‬إىل ‪:С‬‬


‫‪- 4000‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪es‬‬ ‫‪AC‬‬ ‫=‬
‫‪-2‬‬
‫‪x‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪= 1,5‬‬

‫‪ ‬من ‪ C‬إىل ‪: A‬‬

‫)‪Qx(Unité‬‬ ‫)‪Px(u.m‬‬ ‫النقطة‬


‫‪8000‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪6000‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪ ‬و بينهما أي يف ‪:B‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪= Q x‬‬
‫‪P‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪es‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪Q‬‬
‫الجدول ‪9.2‬‬ ‫‪es‬‬ ‫‪CA‬‬ ‫=‬
‫‪2‬‬
‫‪x‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪=2‬‬
‫‪39‬‬

‫نستعمل اآلن الطريقة اهلندسية حلساب ‪ еs‬يف النقطة ‪ В‬أي املرونة الدقيقة للعرض‪:‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬يتوجب علينا رسم املنحىن ‪: sx‬‬

‫و نالحظ أن ‪" Рx‬ينطلق" من النقطة (‪،F )0 ; 2‬‬


‫لكن لتعيني الزاوية ‪ α‬يتوجب علينا متديده مث‬
‫إتباع اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪BG‬‬ ‫‪ΔP  1 = ΔQ = GJ‬‬


‫= ‪tg α‬‬ ‫=‬
‫‪GJ‬‬ ‫‪ΔQ‬‬ ‫‪tg α ΔP‬‬ ‫‪BJ‬‬
‫‪α‬‬
‫‪PB = BJ‬‬ ‫‪PB = BJ‬‬
‫‪QB‬‬ ‫‪OJ‬‬
‫الشكل ‪":17.2‬تعيين مرونة العرض هندسيا‬ ‫‪QB = OJ‬‬
‫الشكل ‪17‬‬
‫(المثال ‪")11‬‬ ‫إذن‪:‬‬
‫‪es = ΔQs‬‬
‫‪ΔP‬‬
‫‪x‬‬
‫‪Pi‬‬
‫‪Qi‬‬

‫‪es= BJ‬‬
‫‪OJ‬‬
‫‪x‬‬
‫‪GJ‬‬
‫‪BJ‬‬
‫‪= 10000 / 6000 = 1,67‬‬

‫وهي نفس القيمة اليت وجدانها سابقا‪ ،‬أي أن تغري يف السعر بنسبة ‪ ،%10‬يزيد من الكمية املعروضة بنسبة‬
‫‪.%16,7‬‬

‫‪40‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الفصل الثالث‪ :‬نظرية اختيارات (أو سلوك) المستهلك‬


‫‪CHAPITRE 3 : THEOREME DES CHOIX (OU DU COMPORTEMENT) DU‬‬
‫‪CONSOMMATEUR‬‬

‫نرمي من خالل هذا الفصل إىل إظهار كيف يوفق املستهلك بني أذواقه أو تفضيالته‪ ،‬وبني ما تسمح له به‬
‫إمكانياته وشروط السوق‪ .‬وسيساعدان هذا على التنبؤ مبا سيفعله املستهلك يف حالة حدوث تغري يف السوق (تغري يف‬
‫األسعار أو‪/‬و يف الدخل)‪ .‬كما سنقوم بدراسة الطرق اليت تسمح لنا ابستخراج منحىن الطلب ابستعمال مفهوم‬
‫املنفعة‪ .‬و يرى العديد من العلماء (وخاصة النيوكالسيكيون)‪ ،‬أن الطلب على سلعة ما‪ ،‬أتثره ابلسعر وابلدخل‪ ،‬وحىت‬
‫شكل منحناه‪ ،‬راجع أساسا إىل رغبات املستهلكني‪ :‬فاحلاجة إىل سلعة ما متعلق ابلرضى (أو ابملنفعة أو ابلفائدة)‬
‫اليت يستمدها منها املستهلك‪ ،‬سواء من استهالكه أو من حيازته هلا‪ ،‬فوراء الطلب إذن تكمن املنفعة‪.‬‬
‫لكن هناك تيارين أو اجتاهني لتفسري املنفعة هذه‪:‬‬

‫التيار األول هو تيار املنفعة القابلة للقياس والتيار الثاين هو تيار املنفعة القابلة للتفضيل أو الرتتيب‪ ،‬لكن بني‬
‫هذين التيارين‪ ،‬منهجية مشرتكة‪ ،‬تعتمد على األمور التالية‪:‬‬
‫• اهلدف من دراسة املنفعة هو دراسة أو شرح سلوك املستهلك‪ ،‬والذي حيدد بدوره شكل منحىن‬
‫الطلب‪ ،‬أي خصائصه‪.‬‬
‫• يدرس التيارين سلوك اإلنسان االقتصادي‪ ،‬الذي يسعى دائما إىل حتقيق أكرب مستوى من الرضى‬
‫ابستعمال كامل دخله‪.‬‬
‫• لدراسة املنفعة‪ ،‬هنتم أساسا ابلعوامل اليت تؤثر على الطلب‪ ،1‬لكن يتوجب أخذها واحدة (فرضية‬
‫‪.)Cet.Par2‬‬

‫‪:Théorie de l’utilité cardinale‬‬ ‫‪ .I‬نظرية المنفعة الق ابلة للقياس‬


‫‪ 1.I‬المنفعة الكلية‪:‬‬
‫يفرتض أصحاب هدا التيار‪ ،3‬أن املنفعة شيء أو ظاهرة ميكن قياسها‪ ،‬أي حتديدها كميا‪:‬فاملنفعة هي ذلك‬
‫الشعور ابلرضى الذي يكتسي املستهلك عند استهالكه لسلعة أو لكميات خمتلفة من سلعة ما‪ .‬فكلما زادت الكمية‬
‫املستهلكة من سلعة‪ ،‬كلما زاد رضى املستهلك‪ ،‬أي منفعته الكلية (حىت حد معني)‪ ،‬واليت يرمز هلا ب ‪Utilité (Ut‬‬

‫‪ ،)Totale‬ووحدهتا‪ ،‬افرتاضية وامسها »‪ . « Util 4‬وقد يعرب عن املنفعة جبدول (مقياس املنفعة)‪ ،‬بدالة (دالة‬
‫املنفعة) أو مبنحىن (منحىن الرضى أو املنفعة)‪.‬‬

‫‪ . 1‬أنظر الفصل األول ص ‪.11‬‬


‫‪ . 2‬ص ‪ 12‬من نفس الفصل‪.‬‬
‫‪ . 3‬أمثال مينجر ‪ , Menger‬والراس ‪ Walras‬و مارشال ‪.Marshall‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪. Dominick Salvatore ;  Microéconomie – Cours et Problèmes ; Série Schaum, P62.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫)‪QX (u‬‬ ‫)‪Ut (util‬‬ ‫مثال‪ :1‬نفرض يف ابدئ األمر أن سلة املستهلك مشكلة من سلعة واحدة‪ :‬السلعة ‪ ،x‬و‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ميثل اجلدول‪ 3.1‬املقياس االفرتاضي للمنفعة الكلية ‪.Ut‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪18‬‬
‫‪24‬‬
‫نالحظ أن ‪ Ut‬تتزايد مع تزايد الكميات حىت حد معني (‪ ،)Q= 5u‬مث تصبح اثبتة‬
‫‪4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫بني (‪ Q=5u‬و ‪ )Q=6u‬وتتناقص بعد ذلك (بعد ‪ .) Q=6‬إذا فرضنا أن ‪ x‬هي اخلبز‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫فاملستهلك يكون جائعا قبل استهالكه للخبز (‪ ،)Q=0‬لكن شبعه يتزايد مع تزايد‬
‫‪7‬‬ ‫‪28‬‬
‫الكميات‪ ،‬حىت يشبع متاما‪ ،‬وإذا ما استهلك كميات إضافية‪ ،‬أمله بطنه‪ ،‬وأصبحت املنفعة‬
‫الجدول ‪1.3‬‬
‫مضرة (تتناقص)‪.1‬‬

‫‪ .2.I‬المنفعة الحدية وقانون تناقص المنفعة ‪:‬‬


‫لكن مفهوم املنفعة احلدية مل يكن كافيا لتفسري العالقة اليت تربط بني تفضيالت املستهلك والطلب على سلعة‬
‫ما‪ ،‬ومثال "حبرية اجلواهر"‪ 2‬خري دليل على ذلك‪ .‬فقام "هريمان قوسن ‪ ،"Herman Gossen‬بتطوير فكرة جديدة أو‬
‫مفهوم جديد‪ ،‬مساه ب "احلدي ‪ ، "le marginal‬ووضع قانوان‪ ،‬ينص على أن استهالك وحدة إضافية من سلعة ما‪،‬‬
‫يرفع من املنفعة الكلية‪ ،‬لكن بقدر أقل من ما سامهت به الوحدة اليت سبقتها‪ ،‬ويسمى هذا القانون ب "قانون املنفعة‬
‫املتناقصة ‪ ."La loi de l’utilité décroissante‬املنفعة النامجة من استهالك وحدة إضافية (آخر وحدة) ‪ ،‬هي إذن‬
‫املنفعة احلدية‪. (Um) L’Utilité Marginale‬‬
‫)‪Qx (u‬‬ ‫)‪Ut (Util‬‬ ‫)‪Um (Util‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العمود‪2‬‬ ‫مثال‪ :2‬نعد اثنية إىل اجلدول‪ ،1.3‬ونقوم بطرح كل قيمة من‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪18‬‬
‫‪24‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫(‪ )Ut‬من القيمة اليت تسبقها يف نفس العمود‪ ،‬ونضع احلاصل يف العمود‬
‫‪4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ ( Um) 3‬و حنصل على اجلدول ‪ :2.3‬نالحظ أن تزايد ‪ Ut‬يتوافق مع‬
‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تناقص ‪ .Um‬و عندما يبلغ ‪ Ut‬أقصاه (‪ ،)Ut = 30‬تنعدم ‪ ،Um‬وهذه‬
‫‪7‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الجدول ‪2.3‬‬
‫هي نقطة اإلشباع‪ ،‬فإذا جتاوزها املستهلك‪ ،‬أي يستهلك وحدات‬
‫‪ ،Um‬فتأخذ هنا قيما سالبة بسبب‬ ‫إضافية‪ ،‬تبدأ ‪ Ut‬يف التناقص‪ ،‬فبدل أن تكون منفعة‪ ،‬تصبح هناك مضرة‪ .‬أما‬
‫املشاكل النامجة عن اإلفراط يف االستهالك أو عدم القدرة على التخزين‪.3‬‬

‫‪Δ Ut‬‬
‫‪Um‬‬ ‫=‬ ‫‪…….…‬‬ ‫ميكننا إذن كتابة العالقة‪:‬‬
‫‪ΔQ‬‬

‫‪ . 1‬نفرض هنا أن السلعة ‪ x‬ير قابلة للتخزين‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪. Le paradoXe de la rivière de diamant. Cf. Microéconomie de David Begg et alli, p 115.‬‬

‫‪ .3‬أي أننا نتجاهل عنصر الزمن‪ ،‬فما يهمنا هو المنفعة "اآلن" وليس "فيمابعد"‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪∆Q‬‬ ‫‪ ‬أما إذا كانت ‪ Ut‬معطاة على شكل دالة‪ ،‬فاملنفعة احلدية هي مشتقة ‪ Ut‬ابلنسبة للكميات‪ ،‬وهنا نفرض أن‬
‫تتغري تغريا طفيفا‪:‬‬
‫‪Um‬‬ ‫=‬ ‫‪lim Δ Ut‬‬ ‫=‬ ‫‪d Ut‬‬
‫‪=…….…‬‬
‫‪ΔQ 0‬‬
‫‪ΔQ‬‬ ‫‪dQ‬‬
‫‪ ‬ويف حالة ما إذا كانت سلة املستهلك مشكلة من عدة سلع (‪ y‬و‪ x‬مثال) فإن العالقة ‪ ‬تصبح‪:‬‬
‫‪Δ Ut‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫‪dqdq‬‬
‫‪Δ Qx‬‬

‫‪Δ Ut‬‬
‫= ‪Umy‬‬ ‫‪dqdq‬‬
‫‪Δ Qy‬‬

‫‪d Ut‬‬ ‫والعالقة ‪: ‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫‪dqdq‬‬
‫‪d Qx‬‬

‫‪d Ut‬‬
‫= ‪Umy‬‬ ‫‪dqdq‬‬
‫‪d Qy‬‬

‫مالحظة‪ :‬تسمى ‪ Umx‬و ‪ Umy‬بالمنافع الحدية الجزئية ‪.Les utilités marginales partielles‬‬

‫‪ .3.I‬التمثيل البياني لـ ‪ Ut‬و‪:Um‬‬


‫سوف نستعني هنا ابملثال التايل‪:‬‬
‫مثال ‪:3‬منثل اآلن قيم ‪ Ut‬و ‪ Um‬املعطاة يف اجلدول‪ 2.3‬على معلمني منفصلني‪ ،‬لكن يكون أحدمها "فوق" اآلخر‪،‬‬
‫وفيما خيص منحىن ‪ ،Um‬جيب أن تكون كل قيمة من ‪ Um‬يف منتصف املسافة الفاصلة بني الكمية املستهلكة ‪Qn‬‬

‫النامجة عنها ‪ Um‬هذه‪ ،‬والكمية اليت تسبقها ‪ .Qn-1‬فمثال‪ ، Um = 4 ،‬انمجة من مرور االستهالك من ‪ 3‬إىل ‪4‬‬
‫وحدات‪ ،‬فسوف تكون على املنحىن‪ ،‬بني هاتني الكميتني(الحظ الشكل ‪.)2.3‬‬

‫‪44‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪U‬‬

‫‪QX‬‬
‫الشكل ‪":1.3‬التمثيل البياني للمنفعة الكلية"‬

‫‪U‬‬

‫‪QX‬‬

‫الشكل ‪":2.3‬التمثيل البياني للمنفعة الحدية"‬

‫ما ميكن قوله من كل هذا‪ ،‬أن ما يهم أكثر املستهلك العقالين‪ ،‬ال يكمن فقط يف رضاه الكلي‪ ،‬بل يف الرضى‬
‫الذي جتلبه له الوحدة األخرية اليت يستهلكها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .II‬المنفعة الترتيبية ‪: L’utilité ordinale‬‬


‫‪ .1.II‬الغاية منها‪ ،‬تعريفها و خصائصها‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريفها‪:‬‬
‫لنظرية املنفعة القياسية حدود أو نقو صات ‪ ،‬فأصحاهبا يفرضون أننا‪:‬‬
‫• نستطيع القيام بعمليات حسابية على منفعة شخص معني‪.‬‬
‫• نستطيع املقارنة بني املستهلكني أو بني السلع من خالل هذه املنفعة ( قيمها العددية)‪.‬‬
‫لكن مفهوم املنفعة "حسي‪-‬شخصي" و "داخلي"‪ ،‬أي أهنا ختتلف من شخص آلخر ابلنسبة لنفس السلعة‪،‬‬
‫هلذا السبب إقرتح "فيلفريدو ابريتو ُ‪ ،"Vilfredo Pareto‬مفهوما جديدا أو تفسريا أكثر واقعية فيما خيص املنفعة؛‬
‫حيث يقول أنه من غري املمكن أو من غري الواقعي إعطاء املنفعة قيما عددية واثبتة‪ ،‬وال ميكن حىت قياسها‪ ،‬وهلذا‬
‫فيكفي لفهم اختيارات املستهلك معرفة تفضيالته وترتيب ومقارنة "سلله" ‪.ses paniers‬‬
‫فتحليل االستهالك يبدأ من عالقة اختيارية بني جممل ما يستهلكه املستهلك‪ ،‬وليس إبمكاننا تفسري هذه‬
‫العالقة‪ ،‬بل ميكننا مالحظتها واستنتاجها فقط‪ :‬فاملستهلك سيختار بكل عقالنية ومنطقية‪ ،‬الرتتيبة أو التوفيقة من‬
‫السلع اليت تناسبه أكثر‪ ،‬وهو آخذ بعني االعتبار ابلطبع‪ ،‬سعر هذه السلع والدخل الذي حبوزته‪.‬‬

‫‪ .2‬خصائص نظرية المنفعة الترتيبية وشروطها‪:‬‬


‫يتوجب أن تتوفر يف عالقة التفضيالت‪ ،‬جمموعة من الشروط‪:‬‬
‫• هي عالقة كامل ‪ :Une relation complète‬فكل عنصر من جمموعة اإلستهالك قابل للمقارنة مع عنصر‬
‫آخر‪ ،‬فإذا كان ‪ Q1‬و ‪ Q2‬ينتميان إىل نفس اجملموعة‪ ،‬فسوف يكون ‪:‬‬
‫‪Q1  Q2  Q2  Q1‬‬
‫• عالقة انعكاسية ‪ : Une relation réflexive‬كل سلة أو ترتيبة ‪ ،Q1‬مفضلة أو مماثلة لنفسها أي ‪:‬‬
‫‪Q1  Q1‬‬
‫• عالقة متعدية ‪ :Une relation transitive‬إذا كان ‪ Q1‬مفضل على ‪ Q1‬و ‪ Q2‬مفضل على ‪ Q1 ،Q3‬مفضل‬
‫(أو أحسن ) من ‪: Q3‬‬
‫‪Si :‬‬ ‫‪Q1  Q2  Q2  Q3‬‬
‫‪Alors :‬‬ ‫‪Q1  Q3‬‬
‫‪ ‬توفر كل هذه العالقات‪ ،‬يف عالقة التفضيل جيعل منها "تنظيم مسبق كامل ‪ "Pré Ordre Complet‬وجيعلها‬
‫ابلتايل قابلة للخضوع إىل حتاليل و نظرايت التيار الرتتييب‪.‬‬

‫‪ .3‬الفرضيات الخاصة أو متفردة بنظرية المنفعة الترتيبية‪:‬‬


‫يتوجب وضع فرضيات ابتدائية قبل اخلوض يف دراسة نظرايت هذا التيار‪:‬‬
‫• اإلعالم‪ :‬حىت يتمكن من اإلختيار (أو التفضيل) بني السلع‪ ،‬جيب على املستهلك أن يكون ملما‬
‫إملاما اتما بكل السلع املوجودة وعلى دراية بكل خصائصها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫• الزمن‪ :‬جيب أن تكون الفرتة الزمنية اليت ندرس فيها تفضيالت املستهلك‪ ،‬قصرية حيث ال يكون هناك‬
‫جمال حلدوث تغيريات يف تفضيالت املستهلك‪.‬‬
‫• عدم جواز التعدي عند دراسة جمموعات من املستهلكني‪ ،‬وهو ما سنوضحه يف الفقرة التالية حتت‬
‫عنوان‪ :‬التناقض الظاهري لكوندورسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .4‬مشكلة تجميع التفضيالت أو التناقض الظاهري لكوندورسي‬
‫‪Le problème de l’agrégation des préférences ou le paradoxe de Condorcet :‬‬
‫نفرض وجود ثالث جمموعات من املستهلكني‪ 2 ،1 :‬و‪ ،3‬كل واحدة منهم تضم عدة أفراد‪ ،‬ولكل واحد منهم‬
‫تفضيالت خاصة به‪.‬‬
‫‪ ‬مجعنا تفضيالت اجملموعة ‪ 1‬والحظنا أهنم يفضلون عامة ‪ A‬على ‪ B‬و ‪ B‬على ‪( C‬حيث ‪ B ،A‬و‪ C‬ترتيبات أو‬
‫‪ABC‬‬ ‫سلل)‪ ،‬إذن‪:‬‬
‫‪ ‬أما ابلنسبة للمجموعة ‪ ،2‬فهم يفضلون ‪ B‬على ‪ C‬و ‪ C‬على ‪ ،A‬أي‪:‬‬
‫‪BCA‬‬
‫‪ ‬و أخريا يفض ل أفراد اجملموعة‪ C ،3‬على ‪ A‬و‪ A‬على ‪:B‬‬
‫‪CAB‬‬
‫إذا قاران بني هاته اجملموعات الثالث‪ ،‬لالحظنا أن جمموعتني اثنثني من ثالثة (‪ 1‬و‪ )3‬تفضالن ‪ A‬على ‪ B‬و‬
‫جمموعتني من ثالثة (‪ 1‬و‪ )2‬تفضالن ‪ B‬على‪ C‬إذن ميكننا القول من خالل هذا أن ‪ A‬مفضل من طرف األغلبية‪،‬‬
‫لكن هذا غري صحيح‪ ،‬ألن اجملموعات ‪ 2‬و‪ 3‬تفضالن كلتيهما ‪ C‬على ‪.A‬‬
‫‪ ‬لتجنب الوقوع يف هذا التناقض‪ ،‬فإنه يتوجب علينا عند مجع تفضيالت مستهلكني يف جمموعات‪ ،‬عدم استعمال‬
‫عالقة التعدي عند مقارنة هذه اجملموعات‪ ،‬أي‪:‬‬
‫‪AB‬‬ ‫المجموعة ‪:1‬‬
‫‪BC‬‬

‫‪BC‬‬
‫‪ ‬لم يعد هناك تناقض‬ ‫المجموعة ‪:2‬‬
‫‪CA‬‬

‫‪CA‬‬
‫‪AB‬‬
‫المجموعة ‪:3‬‬

‫‪ 2.П‬منحنيات السواء وخريطة السواء‪:‬‬


‫فإذا كان التحديد الكمي لتفضيالت املستهلك غري ممكن‪ ،‬هناك إذن طريقة أخرى متكننا من دراسة تفضيالته‬
‫هذه‪ ،‬ويكون ذلك بتمثيلها بنقاط‪ ،‬الربط بينها يعطي منحنيات السواء‪.Les courbes .d’indifférence‬‬
‫فمنحىن سواء مستهلك ذي سلة مشكلة من سلعتني ‪ x‬و‪ ،y‬ميثل خمتلف الرتتيبات‪ combinaisons 2‬من‬
‫هاتني السلعتني واليت ترجع على املستهلك بنفس الرضى أو مبنفعة متساوية‪.‬‬

‫‪ . 1‬نقصد بتناقض ظاهري ‪ ، Paradoxe‬كل إدعاء يصبح منطقيا أو غير متناقضا إذا نظرنا إليه من بعد مختلف أو فرضنا فرضيات تقضي على ذاك التناقض‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪ . 2‬أو التركيبات أو التوفيقات أو التوليفات‪.‬‬


‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫كلما كان منحىن السواء مرتفعا‪ ،1‬كلما كان مستوى املنفعة كبري والعكس صحيح‪ ،‬فمنحنيات السواء تسمح‬
‫لنا بقياس ترتييب للمنفعة‪ ،‬من دون أن تكون هناك ضرورة إلعطاء قيمة عددية أو كمية لتلك املنفعة‪.‬‬
‫‪ ‬جيب هنا أن نفرتض أبن السلع املشكلة لسلة املستهلك بديلة لبعضها البعض وأن جتزئتها إىل وحدات‬
‫صغرية‪ ،‬أمر ممكن‪.‬‬
‫مثال‪ :4‬جند يف اجلدول ‪ ،3.3‬ترتيبات‪ 3‬مستوايت خمتلفة يف الرضى (املنفعة)‪:‬‬
‫منحىن السواء ‪CI 1 1‬‬ ‫منحىن السواء ‪CI 2 2‬‬ ‫منحىن السواء ‪CI 3 3‬‬
‫‪Point‬‬ ‫‪Point‬‬ ‫‪Point‬‬
‫‪QX‬‬ ‫‪QY‬‬ ‫‪QX‬‬ ‫‪QY‬‬ ‫‪QX‬‬ ‫‪QY‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪C‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6,2‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪W‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5,5‬‬
‫‪F‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5,2‬‬
‫‪G‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4,9‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪J‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫الجدول ‪3.3‬‬
‫إذا مثلنا هذه النقاط على نفس املعلم وربطنا بني تلك اليت تنتمي إىل نفس مستوى املنفعة(العمود)‪ ،‬حصلنا‬
‫على ثالث منحنيات سواء‪ CI2 ،CI1 :‬و ‪ ،CI3‬وهي تلك املبينة يف الشكل‪:3.3‬‬

‫‪M‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪G‬‬

‫الشكل ‪":3.3‬منحنيات السواء (خريطة عدم اإلهتمام)"‬

‫‪ ‬النقاط )‪ A(1x ;10y‬و )‪ G(7x ; 0,8y‬مثال متواجدة على نفس منحىن السواء ‪ ، CI1‬فاملستهلك ال يبايل إذا‬
‫كانت قفته‪ A‬أو ‪ G‬ألهنا تعود عليه بنفس املنفعة‪ .‬نفس الشيء ابلنسبة للنقاط (الرتتيبات) ‪ M‬و ‪ N‬من ‪ CI2‬أو‬
‫للنقاط ‪ V‬و ‪ S‬من منحىن السواء ‪.CI3‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪ . 1‬بالنسبة للمبدأ أو باألحرى‪ ،‬بالنسبة لمستقيم يمر من المبدأ ويصنع معه زاوية قدرها ‪.°45‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬لكن نالحظ أن ‪ M‬مثال‪ ،‬متواجدة على منحىن أعلى من ذاك الذي تتواجد عليه النقطة ‪ G‬و النقطة ‪ Z‬على‬
‫آخر أكثر علوا منهما اإلثنني‪ ،‬إذن فكل نقاط أو سلل أو ترتيبات ‪ CI3‬حتقق مستوى منفعة أعلى من نقاط ‪،CI2‬‬
‫واليت تعطي بدورها منفعة أكرب من ترتيبات ‪.CI1‬‬
‫‪ ‬ومل حنتاج هنا إىل إعطاء قيما ملستوايت املنفعة هذه‪ ،‬لرتتيب تفضيالت املستهلك‪ ،‬وكل ما احتجنا إليه‪،‬‬
‫هو"سلم تفضيالت املستهلك"(اجلدول‪.)3.3‬‬
‫يدعى الشكل الذي ميثل كل منحنيات السواء اخلاصة بنفس املستهلك و املتواجدة على نفس املعلم (أي‬
‫الشكل‪ ،)3.3‬خبريطة السواء أو خريطة عدم االهتمام ‪.La carte d’indifférence‬‬
‫وهناك من ميثل خريطة السواء كما يف الشكل‪:4.3‬‬
‫نالحظ هنا أن ‪ A‬أكثر ارتفاعا من ‪ ،B‬ابلتايل‬
‫هي إذا حتقق منفعة أكرب)‪ ، (U1>U2‬أما ‪ B‬و ‪C‬‬

‫فهي "على نفس املستوى" فتعطي إذن نفس املنفعة‬


‫‪ .U1‬وهي نفس الطريقة املنتهجة يف اجلغرافيا و‬
‫الطوبوغرافيا ‪ ،‬لرسم أو لتمثيل اجلبال‪ ،‬أين متثل‬
‫"خطوط املستوايت ‪ ، Les Isoclines‬االرتفاعات‬
‫املختلفة جلبل أو لسطح ما‪.‬‬
‫الشكل ‪ ":4.3‬تمثيل منحنيات السواء‬
‫باستعمال ثالث محاور"‬
‫‪ .3.П‬المعدل الحدي لإلحالل ‪: TMS‬‬
‫ميثل املعدل احلدي لإلحالل للسلعة ‪ x‬إىل السلعة ‪ ، (Le Taux marginal de substitution de x à y) y‬أو‬
‫‪ TMSxy‬الكمية من ‪ y‬اليت يقبل املستهلك التنازل عنها من أجل احلصول على وحدة إضافية من ‪ ،x‬مع بقائه على‬
‫نفس منحىن السواء‪ .‬ويعطى ‪ TMSXY‬ابلعالقة‪:‬‬
‫‪Δ Qy‬‬
‫‪TMSXY‬‬ ‫=‬ ‫‪2‬‬
‫‪Δ Qx‬‬
‫األمثلة السابقة فإننا سنضطر إىل التنازل عن‬ ‫‪CI1‬‬ ‫املتواجدتني على‬ ‫‪C‬‬ ‫مثال‪ :5‬إذا انتقلنا من النقطة ‪ B‬إىل النقطة‬
‫وحدتني (‪ )2‬من ‪ y‬مقابل احلصول على وحدة(‪ )1‬إضافية من ‪ ،x‬إذن‪:‬‬
‫‪Δ Qy‬‬ ‫‪QyC - QyB‬‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪TMSXY‬‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫==‬ ‫‪= -2‬‬
‫‪Δ Qx‬‬ ‫‪QxC - QxB‬‬ ‫‪3-2‬‬

‫نقوم بنفس العمل ابلنسبة لكامل نقاط اجلدول‪ 3.3‬ونضع قيم ‪ TMSXY‬يف اجلدول ‪. 3.4‬‬

‫‪49‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪CI 1‬منحنى السواء ‪1‬‬ ‫‪CI 2‬منحنى السواء ‪2‬‬ ‫‪CI 3‬منحنى السواء ‪3‬‬
‫‪Point‬‬ ‫‪Point‬‬ ‫‪Point‬‬
‫‪QX‬‬ ‫‪QY TMSXY‬‬ ‫‪QX‬‬ ‫‪QY TMSXY‬‬ ‫‪QX‬‬ ‫‪QY TMSXY‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪C‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪-0,7‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪-0,8‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪-0,8‬‬
‫‪E‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪-0,6‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪-0,7‬‬ ‫‪W‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫‪-0,7‬‬
‫‪F‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪-0,5‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪-0,3‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5,2‬‬ ‫‪-0,3‬‬
‫‪G‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪-0,4‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-0,2‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-0,2‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪-0,3‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪-0,1‬‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪-0,1‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫‪-0,2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪J‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪-0,1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫الجدول ‪4.3‬‬
‫و (‪ M (5x ;5y‬مثال‪:‬‬ ‫(‪K (3x ;10y‬‬ ‫يكون ال‪ TMSXY‬بني النقطتني‬
‫‪5 - 10‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪TMSXY‬‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫‪= -2,5‬‬
‫‪5-3‬‬ ‫‪2‬‬
‫ما نالحظه من قيم هذا اجلدول (قيم ‪ ،)TMSxy‬هو تناقص املعدل احلدي لإلحالل(ابلقيمة املطلقة) كلما نزلنا‬
‫على طول منحىن ما‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪ ،‬فكلما زادت الكميات املكتسبة من ‪ x‬واليت مبقابلها تنازل املستهلك عن‬
‫كميات من ‪ y‬كلما نقصت قيمة ‪ ، x‬ألنه يستهلك أو ميتلك منها الكثري بينما ‪ y‬أصبحت عنده قليلة‪ ،‬فتزيد قيمتها‬
‫يف نظره بسبب ندرهتا‪ ،‬ويطلب ابلتايل كميات أقل فأقل من‪ y‬مقابل التنازل عن كميات اثبتة من ‪. x‬‬
‫مثال‪ :6‬نفرض سلة مستهلك مشكلة من سلعتني فقط‪ :‬األقالم )‪ (S‬والكراريس )‪.(C‬‬
‫تكون سلة املستهلك مشكلة من‪:‬‬ ‫‪T0‬‬ ‫أقالم‪ .‬إذن عند‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ ‬يكون عند املستهلك يف البداية ‪ 20‬كراس و‬
‫)‪Panier T0 = (20C ; 10S‬‬
‫سلة مشكلة من‬ ‫‪T1‬‬ ‫أقالم فيصبح عند‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ ‬يريد املستهلك احلصول على كراس إضايف‪ ،‬فيضطر التخلي على‬
‫نقطتني‪:‬‬
‫)‪Panier T1 = (21C ; 5S‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ ‬يريد اآلن احلصول على كراس إضايف‪ ،‬لكن إذا ختلى كما يف املرة السابقة عن ‪ 5‬أقالم فسوف يصبح عنده‬
‫كراسا‪ ،‬لكن وال قلم يكتب به‪ ،‬فلن يرضى بذلك‪ ،‬ويشرتط مقابل احلصول على كراس إضايف‪ ،‬التخلي عن عدد أقل‬
‫من ‪ 5‬أقالم‪ ،‬وليكن ثالثة مثال‪ ،‬إذن‪ ،‬عند ‪ T2‬يصبح عندان‪:‬‬
‫)‪Panier T2 = (22C ; 2S‬‬
‫‪ ‬يريد احلصول على كراس إضايف‪ ،‬لكن مل يبقى لديه إال قلمني اثنني‪ ،‬فلن يتخلى مقابل الكراس اإلضايف إال عن‬
‫قلم واحد‪ ،‬حيث تصبح قفته عند ‪ T3‬كالتايل‪:‬‬
‫)‪Panier T3 = (23C ; 1S‬‬
‫‪ ‬نتوقف عند هذا احلد وندرس تطور " ‪ ، "TMSCS‬أي تطور الكميات اليت ختلى عنها من األقالم‪ ،‬مقابل‬
‫حصوله على كميات إضافية من الكراريس‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪Δ Qs‬‬ ‫‪Qs1 - Qs0‬‬ ‫‪5 - 10‬‬


‫‪TMScs‬‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫==‬ ‫‪= -5‬‬ ‫بين ‪ T0‬و ‪:T1‬‬
‫‪Δ Qc‬‬ ‫‪Qc1 - Qc0‬‬ ‫‪21 - 20‬‬

‫‪2-5‬‬
‫‪TMScs‬‬ ‫=‬ ‫‪= -3‬‬ ‫بين ‪ T1‬و ‪:T2‬‬
‫‪22 - 21‬‬

‫‪1-2‬‬
‫‪TMScs‬‬ ‫=‬ ‫‪= -1‬‬ ‫بين ‪ T2‬و ‪:T3‬‬
‫‪23 - 22‬‬

‫‪ ‬حناول اآلن إجياد قيمة أو ما يساويه قلم واحد من كراس‪:‬‬

‫إذن عند ‪:T1‬‬


‫‪5 S ⎯→ 1C‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫=‬
‫‪1 S ⎯→ ‬‬
‫‪dqdq‬‬
‫‪5‬‬

‫أي أن كل قلم يعادل خمس كراس )‪(1S = 0,2 C‬‬


‫عند ‪:T2‬‬
‫‪5 S ⎯→ 1C‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫=‬ ‫=‪d‬‬ ‫‪0,33‬‬
‫‪1 S ⎯→ ‬‬ ‫‪3‬‬
‫أي ‪1S=0,33C‬‬

‫عند ‪:T3‬‬
‫‪5 S ⎯→ 1C‬‬ ‫‪=1‬‬
‫‪1 S ⎯→ ‬‬
‫‪1S=1C‬‬ ‫أي‬

‫‪C‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪TMSCS‬‬ ‫‪1S = ?C‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ ‬جنمع كل املعلومات السابقة يف اجلدول ‪ ، 5.3‬نالحظ بكل وضوح‬
‫‪21‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪0,2‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪0,33‬‬ ‫أن تناقص ‪ (TMSCS‬ابلقيمة املطلقة) يتزامن مع ارتفاع "قيمة" األقالم‬
‫‪23‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪1‬‬
‫ابلنسبة للكراريس‪ ،‬أي تناقص ‪ ΔQY‬وبقى ‪ ΔQ X‬اثبت‪.‬‬
‫الجدول ‪5.3‬‬

‫‪ .4 .II‬خصائص منحنيات السواء‪:‬‬


‫قبل التطرق إىل هذه اخلصائص‪ ،‬نشري إىل أنه إذا نقصت املسافة الفاصلة بني ترتيبتني أو قفتني على نفس‬
‫املنحىن‪ ،‬حىت تنطبقان على بعضهما البعض‪ ،‬فسوف تصبح ‪ TMSxy‬يف هذه احلالة مساوية مليل مماس املنحىن يف‬
‫هذه النقطة ابلذات‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪dQy‬‬
‫= ‪TMS‬‬ ‫‪b‬‬
‫‪dQx‬‬

‫من جهة أخرى‪:‬‬


‫‪TMSxy  TMSyx‬‬

‫‪Δ Qy‬‬ ‫ألن‪:‬‬


‫‪TMSxy‬‬ ‫=‬ ‫‪2‬‬
‫‪Δ Qx‬‬

‫‪Δ Qx‬‬
‫‪ ‬هي الكمية اليت يتخلى عنها من‬ ‫= ‪TMSyx‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Δ Qy‬‬
‫‪ x‬مقابل احلصول على وحدة إضافية‬
‫من‪.y‬‬
‫إذن‪ ،‬يكون عند نفس الرتتيبة من ‪ x‬و ‪:y‬‬
‫‪1‬‬
‫‪TMSxy‬‬ ‫=‬ ‫‪2‬‬
‫‪TMSyx‬‬

‫‪ .1‬خصائص منحنيات السواء‪:‬‬


‫ملنحنيات سواء مستهلك ما‪ ،‬ثالث خصائص أساسية‪:‬‬
‫• ميلها سالب ‪.‬‬
‫• حمدبة ابلنسبة للمبدأ‪.‬‬
‫• ال تتقاطع فيما بينها‪.‬‬
‫‪ ‬مبا أن ‪ TMSxy‬يتناقص ابلقيمة املطلقة كلما نزلنا على طول منحىن سواء‪ ،‬ومبا أن ال ‪ TMSxy‬يف نقطة ما‬
‫هو ميل منحىن السواء يف نفس النقطة‪ ،‬إذن‪ ،‬فامليل يتناقص كلما نزلنا على منحىن سواء‪ ،‬فمنحنيات السواء‬
‫ابلتايل حمدبة ابلنسبة للمبدأ‪.‬‬
‫‪ ‬ومبا أن ‪ ،TMSxy =Δy/ Δx‬أي أن زايدة يف ‪ x‬ينجم عنها نقصان يف ‪ y‬والعكس صحيح فاملعدل‬
‫احلدي لإلحالل سالب‪ ،‬ومبا أنه ميل منحىن السواء ‪ ،‬فميل هدا األخري سالب كذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أما لربهنة اخلاصية الثالثة‪ ،‬فيتوجب علينا االستعانة ابلشكل اآليت‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الشكل ‪":5.3‬الربهنة على استحالة تقاطع منحنيات السواء"‬

‫و نستعمل الربهان ابلنقيض‪:‬‬


‫‪ G ‬و ‪ H‬نقطتني متواجدتني على نفس منحىن السواء‪ ،‬فتعطيان ابلتايل نفس مستوى املنفعة )‪ (CI1‬ومن جهة‬
‫أخرى ‪ G ،‬و ‪ J‬متواجدتني على منحىن سواء مماثل )‪ (CI2‬فهن تعطيان نفس املنفعة كذلك ‪،‬إذن مبا أن‪:‬‬
‫‪UG = UH‬‬
‫و‬
‫‪UG = UJ‬‬
‫إذن‪:‬‬
‫‪UH = UJ‬‬
‫أي ‪ H‬و ‪ J‬تعطيان نفس املنفعة أي تتواجدان على نفس منحىن السواء وهذا غري ممكن إذا ما نظران إىل‬
‫الشكل ‪.5.3‬‬

‫‪ .2‬األشكال "استثنائية"لمنحنيات السواء‪:‬‬


‫‪ .1‬عدم اكرتاث ابلنسبة للسلعة‪ :‬أي عدم احتياج املستهلك هلا‪:‬فثبات الكمية ‪ y‬وتغري الكمية ‪ x‬يبقي‬
‫املستهلك على نفس منحىن السواء‪ ،‬مهما كان هذا التغري يف ‪ ، x‬وقد نقول إن املستهلك "شبعان" من‬
‫‪ ،x‬أي انه حقق املنفعة القصوى من استهالك كمية معينة منها‪ ،‬وأي كمية إضافية ال تزيد من املنفعة بل‬
‫تبقيها اثبتة (الشكل ‪6.3‬أ)‪.‬‬
‫‪ .2‬تكامل اتم‪ :‬ال حيتوى مستوى السواء إال على نقطة ذات أمهية اقتصادية‪ ،‬حيث ال يستعمل املستهلك أو‬
‫ال يستهلك إىل قدر معني من ‪ x‬و من ‪ y‬وأي زايدة يف ‪ x‬أو ‪ y‬ال تؤثر على مستوى الرضا (ثبات املنفعة)‬
‫مثل خلية اهلاتف واهلاتف النقال‪ ،‬حذاء امين و حذاء أيسر (الشكل ‪6.3‬ب)‪.‬‬
‫‪ .3‬تبادل اتم‪ ،‬أي انه إذا أراد املستهلك البقاء على نفس منحىن السواء واإلنقاص من ‪ y‬بقدر معني فعليه أن‬
‫يزيد من ‪ x‬بنفس املقدار والعكس صحيح (الشكل ‪6.3‬ج)‪.‬‬
‫‪ .4‬تبادل غري اتم‪ :‬وهو احلالة اليت ندرسها أو درسناها يف الفقرات السابقة (الشكل ‪6.3‬د)‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .5‬وجود مضرة‪ :‬وهنا تكون ملنحنيات السواء‪ ،‬أميال موجبة وهذا حيدث عندما تكون احدى السلعتني‬
‫مصدر مضرة‪ ،‬وللسلعة األخرى خاصية تقضي على تلك املضرة ‪ ،‬أي إذا كانت ‪ Qx‬عمل شاق‪ ،‬و زاد‬
‫منها املستهلك ( زاد من العمل)‪ ،‬فعليه أن يزيد من استهالك ‪ ،Qy‬غداء يزوده ابلطاقة اليت تساعده على‬
‫حتمل شقاء عمله (الشكل ‪6.3‬ھ )‪.‬‬

‫الشكل ‪ 3.6‬أ‬

‫‪ 3.6‬ج‬ ‫الشكل‬ ‫الشكل‪ 3.6‬ب‬

‫‪ 3.6‬د‬ ‫الشكل‬ ‫الشكل ‪ 3.6‬ھ‬

‫الشكل ‪" :6.3‬األشكال الم تلفة لمنحنيات السواء (حاالت خاصة)"‬

‫‪54‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪:‬‬ ‫‪La contrainte budgétaire et l’équilibre du consommateur‬‬ ‫‪ .III‬قيد امليزانية وتوازن املستهلك‬
‫‪ .1.III‬قيد ومستقيم أو( خ ) الميزانية ‪:‬‬
‫‪ ‬نفرض سلة املستهلك مشكلة من ‪ n‬سلعة‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫)‪Panier = (n1, n2 , n3,…,ni‬‬
‫‪ ‬نفرض كذلك أن املستهلك يتقاضى أجرا أو دخال قدره ‪ R‬والذي يصرف كامال القتناء الكميات‬
‫)‪ )Qn1 ,Qn2,Qn3,…,Qni‬من السلة املذكورة أعاله ابألسعار) ‪ (Pn1 ,Pn2,Pn3,…,Pni‬على التوايل‪ .‬ميكننا إذن كتابة‬
‫العالقة‪:‬‬
‫‪R = Qn1Pn1+ Qn2Pn2+ Qn3Pn3+… +Qni Pni........... ‬‬
‫‪ ‬أنخذ للتبسيط‪ ،‬سلة مشكلة من سلعتني فقط‪ x :‬و ‪ ،y‬أسعارها على التوايل ‪ PX‬و ‪ .PY‬تصبح العالقة ‪ ‬يف‬
‫احلالة‪:‬‬
‫‪R = QXPX+ QYPY‬‬
‫‪ ‬فاملستهلك يصرف كامل دخله ‪ R‬لشراء الكمية ‪ x‬بسعر ‪ PX‬والكمية ‪ y‬ابلسعر ‪ ،PY‬فهو ابلتايل مقيد بدخله‬
‫‪ ،R‬وال يستطيع شراء الكميات من ‪ x‬ومن ‪ ،y‬إال يف حدود دخله هذا‪ ،‬أي الرتتيبات املتواجدة يف حقل إمكانياته‬
‫‪ ، son champ de possibilités‬بعبارة أخرى املساحة اليت تقع حتت خط أو مستقيم ميزانية‪.‬‬
‫و يعرف خط أو مستقيم امليزانية ‪ La droite budgétaire‬على انه التمثيل البياين أو اهلندسي لقيد امليزانية‪،‬‬
‫والذي يعترب مبثابة احلدود الفاصلة بني ما يستطيع املستهلك احلصول عليه ‪ ،‬وما هو خارج عن نطاق إمكانياته‪.‬‬

‫مثال‪ :7‬لتكن سلعة ‪ x‬سعرها ‪ PX =1u.m‬للوحدة وسلعة ‪ y‬سعرها ‪ PY =1u.m/u‬ويريد املستهلك تشكيل سلة من‬
‫‪x‬ومن ‪ .y‬فما هي الكميات ‪ QX‬و‪ QY‬اليت يستطيع احلصول عليها علما أن دخله يساوي ‪ 10‬ون ؟‬

‫‪R = QXPX+ QYPY  10=QX+QY‬‬ ‫‪ ‬قيد امليزانية هو‪:‬‬


‫‪ ‬إذا خصص املستهلك كامل دخله لشراء ‪ x‬فقط‪ ،‬فسوف حيصل إذن على ‪ 10‬وحدات منها‪:‬‬
‫‪QY = 0  QX + 0 = 10‬‬
‫‪QY  QX = 10‬‬
‫‪ ‬نفس الشيء فيما خيص ‪ y‬أي أنه مبقدوره احلصول على ‪ QY= 10u‬إذا قرر عدم شراء كميات من ‪.x‬‬

‫‪ ‬إذن سوف حنصل على نقطتني ‪ A‬و‪ ،B‬حيث ‪:‬‬


‫)‪A(QXA ; QYA) = (10; 0‬‬
‫)‪B(QXB ; QYB) = (0 ; 10‬‬
‫‪ ‬إذا مثلنــا هــاتني النقطتــني علــى معلــم متعامــد ومتجــانس وربطنــا بينهمــا حصــلنا علــى مســتقيم أو خــط امليزانيــة‬
‫واملمثل ابلشكل‪:7.3‬‬

‫‪55‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪O‬‬

‫الشكل ‪":7.3‬خ أو مستقيم الميزانية"‬

‫استعمال كامل لدخل املستهلك يسمح ابحلصـول علـى ترتيبـات )كميـات( مـن ‪ y‬ومـن ‪ x‬متواجـدة علـى خـط‬
‫امليزانيـة ‪ KL‬أمـا الرتتيبـات أو النقـاط املتواجـدة علـى مسـاحة املثلـث ‪ KOL‬فهـي تعـين أن املسـتهلك مل يصـرف كامـل‬
‫دخله‪ ،‬وتسمى هذه املساحة احملددة خبط امليزانية ‪ KL‬من فوق وابلقطعة ‪ OK‬من اليسار املتواجدة و املطابقة حملور‬
‫‪ QY‬وابلقطعة ‪ OL‬من األسفل و املطابقة حملور ‪ QX‬ب‪" :‬حقل اإلمكانيات"‪.‬‬
‫كل النقاط الواقعة "فوق" خط امليزانية ‪ KL‬ترتيبات مستحيلة أو غري ممكنة حيث ال ميكن للمستهلك احلصول‬
‫على الكميات ‪ QX‬و‪ QY‬اليت تشكل كل واحدة منها‪ ،‬ألهنا تتجاوز إمكانياته النقدية‪ ،‬أي أن دخله ال يسمح بذلك‪.‬‬

‫‪ .2.III‬توازن المستهلك ‪:‬‬


‫ﱟ‬
‫صرف‬ ‫نقول عن املستهلك أنه يف توازن )‪ ، (L’équilibre du consommateur‬إذا حصل من نفقاته أو من‬
‫كامل لدخله‪ ،‬على منفعة كلية قصوى‪ .‬بعبارة أخرى إذا خصص املستهلك كل دخله القتناء كميات معينة من السلع‬ ‫ﱟ‬
‫وحصل من خالل هذه الكميات على أكرب قدر ممكن من املنفعة(أعلى مستوى من الرضى)‪ ،‬فهو إذن يف توازن‪ .‬و‬
‫ختتلف طريقة تعيني التوازن (إن وجد) ابختالف الطريقة اليت مثلت هبا تفضيالت املستهلك وابختالف نظرية املنفعة‬
‫املنتهجة (قياسية أو ترتيبية)‪.‬‬
‫‪ .1‬باستعمال منحنيات السواء وخط الميزانية‪:‬‬
‫نلجأ إىل هذه الطريقة يف حالة العمل بنظرية ترتيب املنفعة ويتوجب علينا هنا إعطاء صيغة جديدة ملفهوم توازن‬
‫املستهلك‪ ،‬حيث انه يتمثل يف أعلى نقطة تالمس خط امليزانية مع منحنيات سواء خريطة عدم االهتمام ملستهلك‬
‫معني‪.‬‬

‫مثال‪ :8‬أنخذ خريطة عدم االهتمام املعطاة يف الشكل ‪ 3.3‬وخط ميزانية الشكل ‪ 7.3‬ونضعها على نفس املعلم‪ .‬فهل‬
‫‪56‬‬
‫يستطيع املستهلك املعين هبذه املنحنيات أن يكون يف توازن؟ وما هي هده النقطة إن وجدت؟‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫́́ ‪M‬‬
‫́́ ́́ ‪N‬‬

‫́́‪M‬‬
‫́́ ‪N‬‬

‫́́ ́́ ‪M‬‬

‫الشكل ‪ ":8.3‬التعيني اهلندسي لنقطة التوازن"‬

‫نالحظ من هذا الشكل‪ ،‬أن خط امليزانية يتقاطع مع منحنيات السواء وأعالها هي النقطة ‪ M‬املتواجدة على‬
‫منحىن السواء ‪ CI2‬فهي نقطة التوازن إذن‪ .‬لكن ملاذا مل أنخذ النقطة ́ ‪ M‬؟ أو النقطة ˝‪ M‬فكلها "نقاط‬
‫تقاطع" بني خط امليزانية ومنحنيات سواء‪:‬‬
‫‪ ‬صحيح أنه من شروط التوازن‪ ،‬أن يصرف املستهلك كامل دخله‪ ،‬أي توجب وجود نقطة التوازن على خط‬
‫امليزانية‪ ،‬لكن من جهة أخرى‪ ،‬جيب توفر شرط اثن وهو حتقيق أكرب قدر ممكن من املنفعة‪ .‬يف هذه احلالة أي‬
‫من هذه النقاط ( ́ ‪ )M ; M˝; M‬حتقق هذا الشرط؟ النقطة ‪ M‬ابلطبع ألهنا متواجدة على‪ CI2‬الذي ميثل‬
‫‪ M N‬و˝‪ ،M‬فالنقطة ‪ M‬حتقق‬ ‫النقاط́ ́‬
‫́‬ ‫مستوى منفعة أكرب من ‪ ،CI1‬منحىن السواء الذي تتواجد عليه‬
‫للمستهلك أعلى مستوى من الرضا الذي ميكنه منه قيد امليزانية أو دخله وأسعار ‪ y‬و‪.x‬‬
‫‪ ‬مل خنتار النقطة ́ ‪ N‬ألهنا مل حتقق شرطا من الشرطني فهي متواجدة حتت خط امليزانية‪ ،‬أي مل يصرف املستهلك‬
‫كامل دخله ومل يبلغ فيها أكرب منفعة ممكنة )‪.(CI2‬‬
‫‪ ‬أما عدم اختياره للنقطة ˝‪ ، N‬فهو راجع إىل عدم قدرته (املستهلك) على بلوغ ‪ ،CI3‬ألن دخله ال يسمح له‬
‫بذلك (وكذا أسعار‪ x‬و‪ ،) y‬فامليزانية مبثابة القيد أو احلد الذي ال ميكن جتاوزه‪.‬‬

‫‪ .2‬باستعمال دالة المنفعة وقيد الميزانية‪:1‬‬


‫نعمل هبذه الطريقة‪ ،‬إذا كان معرب عن منفعة املستهلك بدالة منفعة من الشكل‪:‬‬
‫)‪Ut = f (QX،QY‬‬

‫فتوازن املستهلك هو ترتيبة مشكلة من كميات من ‪ (QX) x‬وكميات من ‪ ،(QY) y‬ينفق عليها املستهلك‬
‫‪57‬‬
‫كامل دخله‪ ،‬حمققا أكرب منفعة هبذه الكميات‪ .‬إذن فإجياد التوازن يتمثل يف إجياد هذه الرتتيبة أو بعبارة أخرى‪،‬‬
‫اإلحداثيات اليت حتقق شرط صرف كامل للدخل و شرط حتقيق أكرب منفعة‪.‬‬
‫‪ . 1‬وليس خط الميزانية الذ ي استعملناه في الطريقة السابقة‪ ،‬أين اعتمدنا على تمثيل هندسي للتوازن‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫هناك طرق جربية عديدة إلجياد التوازن‪ ،‬نذكر منها‪ :‬طريقة املطابقة ‪ ،‬طريقة الﭭرانج و طريقة كوب دوغالس‪:‬‬
‫ا‪ .‬طريقة املطابقة ‪:‬‬

‫اهلدف هو إجياد ‪ QX‬و ‪ ،QY‬أي جمهولني إثنني‪ ،‬ويستوجب هذا إذن إجياد معادلتني اثنتني تربطان بينهما‪.‬‬

‫• املعادلة األوىل هي معادلة قيد امليزانية اليت رأيناها سابقا‪:‬‬


‫‪R = QXPX+ QYPY ……..‬‬

‫• أما إجياد املعادلة الثانية‪ ،‬يستوجب الربط بني نظرية املنفعة القياسية ونظرية املنفعة الرتتيبية‪:‬‬

‫‪R = QXPX+ QYPY  QY PY =R - QXPX‬‬ ‫‪ ‬نعلم أن‪:‬‬

‫‪R‬‬ ‫‪PX‬‬
‫‪QY‬‬ ‫=‬ ‫_‬ ‫‪QX……..‬‬
‫‪PY‬‬ ‫‪PY‬‬

‫املعادلة ‪ ،‬معادلة مستقيم ميله معامل ‪ ،QX‬أي ‪ , a‬و الذي يساوي ‪. –Px‬‬
‫‪PY‬‬
‫لكن ملادا ذكران يف احملاور السابقة أن ‪ a‬هو مقلوب امليل ‪ tgα‬مضروب يف مقياس الرسم‪ ،‬و نقول عكس‬
‫دلك اآلن؟‬

‫‪ ‬رأينا أن‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Telles Unités de longueur de l’aXe Y‬‬ ‫‪Telles unités de X‬‬


‫= ‪tgα‬‬ ‫•‬ ‫•=‬ ‫=‬
‫‪a‬‬ ‫‪Représentent telle unité de Y‬‬ ‫‪sont représentées par telles Unités de longueur de l’aXe X‬‬

‫‪φ‬‬ ‫‪τ‬‬
‫‪1‬‬
‫= ‪tgα‬‬ ‫‪•φ• τ‬‬
‫‪a‬‬
‫‪‬لكن هدا كان عندما فرضنا أن‪ ، QX = f(PY) :‬أي ‪ PY‬على حمور العينات و ‪ QX‬على حمور السينات‪ .‬ومن جهة‬
‫=‬
‫أخرى عرفنا ‪ a‬على أنه يعرب عن التغري يف الكمية (املتغري املتواجد على يسار مساواة دالة الطلب‪ )QX :‬الناجم من‬
‫تغري يف السعر (املتغري املتواجد على ميني املساواة‪ ،‬أي املتواجد بني قوسني‪ ،)PY :‬أي‪:‬‬

‫‪58‬‬

‫‪ΔQX‬‬
‫‪a‬‬ ‫=‬
‫‪ΔPY‬‬

‫‪ΔPY‬‬
‫=‬
‫= ‪tgα‬‬ ‫‪•φ• τ‬‬
‫‪ΔQX‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬أما اآلن فعندان )‪ ،QY = f (QX‬فإذا حافظنا على نفس تعريف ‪ ، a‬يصبح هدا األخري على أنه التغري يف‬
‫الكمية املتواجدة على يسار املساواة‪ ،‬أي ‪ ،QY‬الناجم من تغري يف الكمية املتواجدة على ميني املساواة‪ ،‬أي ‪ .QX‬إذن‪،‬‬
‫تصبح ‪:a‬‬
‫‪ΔQY‬‬
‫‪a‬‬ ‫=‬
‫‪ΔQX‬‬

‫=‬ ‫‪ ‬و تصبح العالقة ‪:‬‬


‫‪Telles Unités de longueur de l’axe Y‬‬ ‫‪Telles unités de X‬‬
‫• ‪tgα = a‬‬ ‫•=‬ ‫=‬
‫‪Représentent telles unité de Y‬‬ ‫‪sont représentées par telles Unités de longueur de l’axe X‬‬

‫إدا كان معرب عن ‪ QX‬و ‪ QY‬بنفس الوحدة‪ ،‬وكان املعلم متعامد و متجانس‪ ،‬إذن‪:‬‬
‫‪− Px‬‬
‫‪tgα‬‬ ‫=‪=a‬‬ ‫‪Y.........‬‬ ‫;; ‪‬‬
‫‪Py‬‬

‫‪ ‬وهذا يثبت ما قلناه سابقا عن ميل املعادلة ‪.‬‬

‫‪ ‬من جهة أخرى‪ ،‬منحىن السواء قطع مكافئ ميله متغري‪ ،‬وذكران سابقا أن ميل منحىن السواء يف نقطة ما‪ ،‬هو يف‬
‫احلقيقة املعدل احلدي لإلحالل ‪ TMS‬يف تلك النقطة ابلذات‪.‬‬
‫‪Δ QY‬‬
‫‪TMS‬‬ ‫=‬ ‫= ميل منحنى السواء‬ ‫=‬ ‫أي‪:‬‬
‫‪Δ QX‬‬
‫نقطة التوازن هي نقطة تالمس خط امليزانية مع منحىن سواء‪ ،‬فهي إذن متواجدة عليهما مها اإلثنان يف آن واحد‪ ،‬و‬
‫مبا أن لكل نقطة ميل واحد فقط‪ ،‬إذن يكون يف نقطة التوازن‪:‬‬

‫‪Δ QY‬‬ ‫‪- PX‬‬


‫‪TMS‬‬ ‫=‬ ‫= ميل ‪M‬‬ ‫=‬ ‫‪……..‬‬
‫‪Δ QX‬‬ ‫‪PY‬‬

‫ألنها متواجدة كذلك‬ ‫ألنها متواجدة على‬


‫على منحنى سواء‬ ‫خط الميزانية‬

‫‪59‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬رأينا كذلك يف املنفعة القياسية أن‪:‬‬


‫‪ΔUt‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫‪dq ΔUt = Umx ΔQX ……..‬‬
‫‪ΔQX‬‬

‫‪ΔUt‬‬
‫= ‪Umy‬‬ ‫‪d  ΔUt = Umy ΔQY ……..qdq‬‬
‫‪ΔQY‬‬

‫إدا أراد املستهلك أن يزيد من ‪ ، x‬فعليه أن ينقص من ‪ ( y‬بسبب دخله)‪ :‬زايدة كميات من ‪ x‬سوف تزيد‬
‫من املنفعة النامجة من استهالك ‪ x‬وتنقص من املنفعة النامجة من ‪ ، y‬ألن كميات ‪ y‬نقصت ‪ ،‬ومبا أن املنفعة الكلية‬
‫هي حاصل املنافع النامجة من استهالك كل السلع ‪ ،‬فزايدة منفعة ‪ x‬ونقصان منفعة ‪ y‬قد ينقلنا إىل منحىن سواء أدىن‬
‫أو أعلى إال إذا أردان البقاء على م‪.‬س األصلي ( قبل زايدة ‪ x‬ونقصان‪ )y‬ويف هذه احلالة يتوجب أن تكون الزايدة يف‬
‫املنفعة النامجة من زايدة كميات ‪ x‬مساوية للمنفعة الضائعة من اإلنقاص من‪ ، y‬أي حاصل مجع هذه " اإلضافات‬
‫والنقوصات " معدوم ‪:‬‬

‫‪ ‬كانت املنفعة الكلية يف األصل تساوي ‪. UT‬‬


‫‪ ‬زادت ‪ QX‬ب ‪ ∆QX‬إذن تزيد املنفعة الكلية ب ‪. ∆UT1‬‬
‫‪ ‬تنقص ابملقابل ‪ QY‬ب ‪، ∆QY‬إذن‪ ،‬تنقص املنفعة الكلية ب ‪∆UT2‬‬

‫‪ ‬البقاء على نفس م‪.‬س أي اإلبقاء على ‪ Ut‬كما كانت يف األصل‪ ،‬يستوجب ‪:‬‬
‫‪ΔUt1 + ΔUt2 = 0‬‬ ‫‪……..‬‬
‫‪ ∆UT1 ‬هي منفعة انمجة من تغري يف ‪ x‬أي ‪ , ∆QX‬إذن ‪:‬‬
‫‪ΔUt1 = Umx ΔQX …….. ‬‬
‫أي ‪ ∆QY‬إذن ‪:‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫هي منفعة انمجة من تغري يف‬ ‫‪∆UT2 ‬‬
‫‪ΔUt2 = Umy ΔQY ……..‬‬

‫بتعويض ‪ ‬و ‪ ‬يف ‪ ‬حنصل على‪:‬‬


‫‪Umx ΔQX + Umy ΔQY = 0‬‬
‫‪ Umx ΔQX = - Umy ΔQY‬‬

‫‪- Umx‬‬ ‫‪ΔQY‬‬


‫‪‬‬ ‫=‬ ‫‪……….‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪ΔQX‬‬

‫رأينا أنه يف نقطة التوازن تتحقق العالقة‪:‬‬


‫‪Δ QY‬‬ ‫‪- PX‬‬
‫=‬ ‫…‬
‫‪Δ QX‬‬ ‫‪PY‬‬
‫‪60‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ،‬ميكننا القول أن يف نقطة التوازن يكون‪:‬‬ ‫ابملطابقة بني هده العالقة و املعادلة‬
‫‪- PX‬‬ ‫‪- Umx‬‬ ‫‪Umx‬‬ ‫‪Umy‬‬
‫=‬ ‫‪.‬‬ ‫=‬ ‫‪.‬‬
‫‪PY‬‬ ‫‪Umy‬‬ ‫‪PX‬‬ ‫‪PY‬‬

‫حتصلنا اآلن على معادلتني تربطان بني ‪ QX‬و ‪:1 QY‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫‪PX‬‬
‫=‬ ‫‪.‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪PY‬‬

‫‪R = QXPX+ QYPY‬‬

‫‪Y‬‬ ‫و ‪ QY‬التوازن ‪ ،‬يكفي اشتقاق ‪ Ut‬ابلنسبة لـ ‪( x‬أي إجياد ‪ ،)Umx‬اشتقاق ‪ Ut‬ابلنسبة لـ‬ ‫‪QX‬‬ ‫إذن إلجياد‬
‫و أخريا حل املعادلتني املتحصل عليهما‪.‬‬ ‫‪ PX‬و‪PY‬‬ ‫(أي إجياد ‪ ،)Umy‬التعويض بقيم ‪،R‬‬

‫مثال‪ :9‬لتكن منفعة مستهلك ما كالتايل‪.Ut =Uxy = 10 Q2x + 5 Q2y :‬‬


‫دخل هذا املستهلك مساوي لـ ‪ 20‬ون‪ ،‬سعر ‪ x‬هو ‪ PX = 4 um‬وسعر ‪ y‬هو ‪.PY = 3 Um‬‬
‫املطلوب منا إجياد الكميات من ‪ x‬ومن ‪ y‬أي ‪ QY ،QX‬اليت حتقق أكرب قدر ممكن من املنفعة‪ ،‬أي آخذين بعني‬
‫اإلعتبار دخل املستهلك وسعر السلع ‪ x‬و ‪( y‬أي قيد ميزانية هذا املستهلك)‪.‬‬

‫‪ ‬لدينا عند التوازن‪:‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫‪Px‬‬ ‫‪4‬‬
‫=‬ ‫‪.‬‬ ‫=‬ ‫‪.‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪Py‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪R = QXPX+ QYPY  20 = 4 QX + 3 QY‬‬

‫‪d Ut‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫‪dq= 20 QX dq‬‬
‫‪d Qx‬‬

‫‪d Ut‬‬
‫= ‪Umy‬‬ ‫‪dq= 10 QY‬‬
‫‪d Qy‬‬

‫‪6 QX - 4 QY = 0 ………..‬‬
‫‪20 QX‬‬ ‫‪4‬‬
‫=‬ ‫‪.. ‬‬
‫‪10 QY‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4 QX + 3 QY = 20‬‬ ‫‪4 QX - 3 QY = 20………..‬‬

‫‪61‬‬
‫لهذا لم نعتبرها كالمعادلة الثانية الالزمة إليجاد إحداثيات نقطة التوازن‪.‬‬ ‫‪، Q‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪ . 1‬المعادلة ‪ ‬ال تربط بين ‪ QX‬و ‪ QY‬بل بين ‪ QX‬و‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪18 QX - 12 QY = 0‬‬
‫‪‬‬
‫‪16 QX - 12 QY = 80‬‬

‫‪‬‬ ‫‪34 QX = 80‬‬


‫‪‬‬ ‫‪QX = 2,35 u‬‬
‫يف معادلة‬ ‫‪QY‬‬ ‫نعوض بقيمة ‪ QX‬يف ‪ ‬أو ‪ β‬وحنصل على ‪ ، QY = 3,53 u‬و نتحقق من النتيجة بتعويض ‪ QX‬و‬
‫‪R= 4 (2,35) + 3 (3,53) = 20‬‬ ‫قيد امليزانية‪:‬‬
‫أما عن املنفعة املتحصل عليها فهي تساوي ‪Ut = 10 (2,35)² + 5 (3,53)² ≈ 117,53 Utils :‬‬

‫حلساب ‪ QX‬و ‪ ،QY‬هذا يعين أن هاتني األخريتني ختصان نقطة التوازن‪،‬‬ ‫‪Umx Px‬‬
‫=‬ ‫مبا أننا إستعملنا الشرط‬
‫‪Umy Py‬‬
‫هي أكرب‬ ‫‪117,53 Utils‬‬ ‫أي نقطة تعظيم للمنفعة حسب قيد امليزانية اخلاص هبذا املستهلك (الشرط الثاين)‪ ،‬إذن‬
‫منفعة يستطيع املستهلك احلصول عليها هبذه األسعار وهبذا الدخل وبدالة ‪ Ut‬املعطاة أعاله‪.‬‬

‫ب‪ .‬طريقة الﭬرانج ‪: la méthode de Lagrange‬‬

‫ذكران من قبل أن اهلدف من حساب إحداثيات نقطة التوازن‪ ،‬هو إجياد ‪ QX‬و ‪ QY‬اليت حتققان أكرب منفعة‬
‫ممكنة حتت قيد امليزانية‪ ،‬أي بعبارة أخرى‪:‬‬
‫)‪Max U(QX , QY‬‬
‫‪s.c : QXPX+ QYPY = R‬‬
‫نستطيع حل معادلة تعظيم ‪ ،Une fonction de maximisation‬حتت قيد ‪ ،Sous contrainte‬إبتباع طريقة الﭬرانج‪:‬‬
‫‪ ‬تعتمد هذه الطريقة على" دالة الﭬرانج" أو"الدالة اإلضافية (الفرعية) ‪ "La fonction Auxiliaire‬و اليت تتشكل‬
‫من فرعني‪:‬‬
‫• الدالة املوضوعية ‪ = la fonction objective‬و هي دالة املنفعة ‪.Ut‬‬
‫= و هي معادلة قيد امليزانية مضروبة يف معامل الﭬرانج "‪"λ‬‬ ‫• دالة القيد‬
‫‪la fonction contrainte‬‬

‫(الذي سندرسه الحقا)‪.‬‬


‫إذن دالة الﭬرانج لسلعتني ‪ x‬و ‪ y‬تكون من الشكل‪:‬‬

‫) ‪L( x , y‬‬ ‫=‬ ‫)*‪U ( x*, y‬‬ ‫) ‪− ( x * . Px + y * . Py − R‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪La fonction Auxilliaire‬‬ ‫‪La fonction Objective‬‬ ‫‪La fonction de Contra int e‬‬
‫‪ou f ( x ) de Lagrange‬‬

‫إىل كميات التوازن ‪ QX‬و ‪.QY‬‬ ‫*‪ x‬و*‪y‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬ترمز هنا‬

‫‪62‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬اختيار مثايل (أو تعظيمي ) للمنفعة ‪،‬يهدف إىل إجيار (*‪ 1)y*, x‬أي الكميات من ‪ x‬ومن ‪ y‬اليت حتقق اكرب‬
‫قدر ممكن من املنفعة ( دائما حتت قيد امليزانية ) و يتطلب هذا مراعاة شروط الدرجة األوىل ‪،‬أي أن تكون "مشتقات‬
‫" ‪ L‬معدومة‪،‬أي‪:‬‬

‫‪ dL‬‬ ‫) ‪dU ( x , y‬‬


‫‪‬‬ ‫‪=0‬‬ ‫) ‪− Px = 0 ( 1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪dx‬‬ ‫‪dx‬‬
‫‪ dL‬‬ ‫) ‪dU ( x , y‬‬
‫‪‬‬ ‫‪=0‬‬ ‫) ‪− Py = 0 ( 2‬‬
‫‪ dy‬‬ ‫‪dy‬‬
‫‪ dL‬‬
‫‪‬‬ ‫) ‪= 0  x.Px + y .Py − R = 0 ( 3‬‬
‫‪ d‬‬

‫أي وكأننا يف طريقة املطابقة؛ لكن نفضل‬ ‫‪Umx Px‬‬


‫=‬ ‫مالحظة ‪ :‬بقسمة ‪ ‬على ‪ ،‬جند أنفسنا امام املعادلة‬
‫‪Umy Py‬‬
‫استخراج ‪ λ‬من هاتني املعادلتني واملطابقة إلستخراج ‪ x‬بداللة ‪ y‬او العكس ؛ و السبب يف ذلك هو اننا سندرس‬
‫الحقا معامل الﭬرانج ‪ λ‬و حيبذ ان تكون لدينا فكرة مسبقة عن طريقة حسابه ‪.‬‬
‫مثال ‪ : 10‬لتكن سلة مستهلك مشكلة من سلعتني ‪ x‬و ‪ ، y‬دالة منفعة هذا املستهلك هي (‪ U )x,y‬حيث ‪:‬‬
‫‪U (x,y) = ½ ln x + ¼ ln y‬‬
‫‪PY = 1um /u ،y‬‬ ‫ودخله ‪ R = 100 um‬وسعر ‪ PX =2 um /u ، x‬وسعر‬
‫‪ ‬نستعمل طريقة الﭬرانج إلجياد *‪ x‬و *‪:y‬‬

‫‪ dL‬‬ ‫) ‪dU ( x , y‬‬


‫‪‬‬ ‫‪=0‬‬ ‫) ‪− 2 = 0 ( 1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪dx‬‬ ‫‪dx‬‬
‫‪ dL‬‬ ‫) ‪dU ( x , y‬‬
‫‪‬‬ ‫‪=0‬‬ ‫) ‪−  = 0 ( 2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪dy‬‬ ‫‪dy‬‬
‫‪ dL‬‬
‫‪‬‬ ‫) ‪= 0  2 x + y = 100 ( 3‬‬
‫‪ d‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ ‬من ‪ ‬و ‪ ‬جند‪:‬‬


‫‪λ‬‬ ‫=‬ ‫‪2‬‬
‫‪4x‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪x=y‬‬
‫‪λ‬‬ ‫=‬ ‫‪2‬‬
‫‪4y‬‬ ‫نعوض هبذه املساواة يف املعادلة ‪:‬‬

‫‪2x + x – 100 = 0  3x = 100‬‬


‫‪ x = y = 33,33 u.‬‬

‫‪ . 1‬تضع من اجل التبسيط ‪(QY = y* = y) :‬و )‪. (QX = x* = x‬‬


‫‪63‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪U(x,y) = ½ ln 33 + ¼ ln33 = 2,62 Utils.‬‬ ‫و سوف تكون املنفعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫و ميكننا التحقق من قيم ‪ x‬و‪ y‬أبهنا قيم تعظيمية للمنفعة كالتايل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫نعلم أن‪:‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫‪PX‬‬
‫=‬ ‫‪.‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪PY‬‬

‫‪dUt‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫‪dUtils‬‬
‫‪dx‬‬ ‫‪2X‬‬ ‫‪66,66‬‬

‫‪dUt‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪Umy‬‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫‪dUtils‬‬
‫‪dy‬‬ ‫‪4Y‬‬ ‫‪133,32‬‬

‫‪Umx‬‬ ‫‪1‬‬
‫=‬ ‫‪. 133,32 ≈ 2 .‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪66,66‬‬

‫‪PX‬‬ ‫‪2‬‬ ‫من جهة أخرى‪:‬‬


‫=‬ ‫‪= 2‬‬
‫‪PY‬‬ ‫‪1‬‬
‫إذن‪:‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫‪PX‬‬
‫=‬ ‫‪= 2‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪PY‬‬

‫و هذا هو املطلوب‪ ،‬أي أن ‪ x‬و ‪ y‬اللوايت وجدانها بدالة الﭬرانج‪ ،‬حتققان شرط توازن تعظيم املنفعة (الشرط‬
‫األول)‪.‬‬

‫ج‪ .‬إبستعمال معادالت كوب‪ -‬دو غالس ‪:Méthode de Cobb-Douglas‬‬


‫تستعمل هذه الطريقة يف حالة إذا ما كانت دالة الرضى من شكل كوب‪ -‬دو غالس‪ ،‬أي ‪، Ut = A X Y :‬‬
‫حيث ‪ α , A‬و ‪ β‬أعداد طبيعية‪ .‬و جتدر اإلشارة أن أغلب معادالت املنفعة تنتمي إىل هدا النوع‪.‬‬
‫إجياد أو الربهنة على معادليت ‪ x‬و ‪ y‬ابتداءا من هذه املعادلة معقد نوعا ما‪ ،‬هلذا نعطيها مباشرة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪‬‬ ‫‪x‬‬ ‫=‬ ‫‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ +  Px‬‬
‫‪‬‬
‫‪y =  . R‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ +  Py‬‬

‫‪64‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫د‪ .‬ابستعمال مقياس املنفعة‪:‬‬

‫ذكران يف طريقة املطابقة أن نقطة التوازن أو كميات التوازن حتقق الشرطني‪:‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫‪PX‬‬
‫=‬ ‫=‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪PY‬‬

‫‪R = QXPX+ QYPY‬‬

‫ميكننا صياغة الشرط األول كالتايل‪:‬‬


‫‪Umx‬‬ ‫‪Umy‬‬
‫=‬ ‫=‬
‫‪PX‬‬ ‫‪PY‬‬

‫وهــذا يعــين أنــه عنــد الت ـوازن تكــون املنفعــة احلديــة ‪ Umx‬آلخــر وحــدة نقديــة مصــروفة علــى ‪ ،x‬مســاوية للمنفعــة‬
‫احلدية ‪ Umy‬املكتسبة من آخر وحدة نقدية مصروفة على ‪ .y‬لتوضيح هذه الطريقة‪ ،‬نستعني ابملثال التايل‪:‬‬

‫)‪QX (u‬‬ ‫)‪Umx (util‬‬ ‫)‪Umy (util‬‬ ‫مثال ‪ :11‬لتكن منفعة خاصة مبستهلك يشرتي أو يستهلك سلعتني ‪ x‬و‬
‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ y‬ومعطاة ابجلدول ‪:6.3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫نفرض أن ‪ PY =1um‬و ‪ PX = 2um‬للوحدة‪ ،‬ودخل الشخص هو ‪ 12‬ون‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ ‬يصرف هذا املستهلك كامل دخله القتناء كميات من ‪ x‬وأخرى من‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .y‬لكن ما هي الرتتيبة من ‪ x‬و‪ y‬اليت حتقق له أكرب قدر ممكن من املنفعة‬
‫وهبذه املعطيات(‪.)R. PY,PX,‬‬
‫= ‪Ut = 132‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪ ‬مبا أن هذا املستهلك عقالين‪ ،‬فهو سيضع إذن "خمطط استهالك"‬
‫الجدول ‪6.3‬‬
‫لكل وحدة نقدية يصرفها‪.‬‬
‫‪ ‬فمثال‪ ،‬إذا صرف الوحدة النقدية األوىل والثانية القتناء ‪ x‬واحدة(ألن ‪ )PX= 2um/u‬فإنه سوف حيصل على‬
‫منفعة كلية مساوية ملا يستهلكه أي ما جينيه من وحدة واحدة من ‪ ، x‬أي ‪( 16 Utils‬أنظر اجلدول‪ )6.3‬لكن إذا‬
‫استعمل هاتني الوحدتني النقديتني للحصول على وحدتني اثنني من ‪( y‬ألن ‪ )PY=1um‬فسيحصل على منفعة كلية‬
‫قدرها‪:‬‬
‫‪Ut = 11 + 10 = 21 Utils‬‬

‫منفعة الوحدة‬ ‫منفعة الوحدة‬


‫األولى من ‪y‬‬ ‫الثانية من ‪y‬‬

‫فهو سيفضل احلصول على وحدتني من‪ y‬بدل وحدة واحدة من ‪ x‬ألن املنفعة اليت جينيها يف هذه احلالة تكون أكرب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫مالحظة‪ :‬املنفعة اليت حصل عليها من آخر وحدة نقدية يصرفها على ‪ x‬تساوي‪ ،16 / 2 = 8 Utils :‬أما املنفعة اليت‬
‫حيصل عليها من آخر "وحدة نقدية" يصرفها على‪ y‬فتساوي‪.10 / 1 = 10 Utils :‬‬

‫‪ ‬وعليه‪ ،‬نتبع نفس الطريقة اليت إنتهجها املستهلك يف ختطيطه لكيفية إستعماله للوحدات النقدية األوىل والثانية‪،‬‬
‫حىت ينتهي من صرف كامل دخله‪ ،‬و النتائج املتحصل عليها جممعة يف اجلدول ‪:7.3‬‬
‫‪Qx , Qy‬‬ ‫‪u.m de R‬‬ ‫‪Utilité cumulée de x‬‬ ‫‪Utilité cumulée de y‬‬ ‫‪Utilité cumulée de x et de y‬‬
‫‪1,0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0,2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11+10=21‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11+10=21‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪0,4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11+10+9‬‬ ‫‪+8=38‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪0,6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11+10+9+8+7+6=51‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11+10+9+8=38‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪1,6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11+10+9+8+7+6=51‬‬ ‫‪67‬‬
‫‪2,4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16+14=30‬‬ ‫‪11+10+9+8=38‬‬ ‫‪68‬‬
‫‪2,6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16+14=30‬‬ ‫‪11+10+9+8+7+6=51‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪3,4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16+14+12=42‬‬ ‫‪11+10+9+8=38‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪3,6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16+14+12=42‬‬ ‫‪11+10+9+8+7+6=51‬‬ ‫‪93‬‬
‫‪2,8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16+14=30‬‬ ‫‪11+10+9+8+7+6+5+4=60‬‬ ‫‪90‬‬
‫الجدول ‪7.3‬‬
‫‪ ‬قــد يكــون املســتهلك علــى اســتعداد للوصــول إىل منفعــة كليــة قصــوى قــدرها ‪ 132Utils‬لكــن دخلــه ال يســمح لــه‬
‫بذلك‪ ،‬فعند انتهاء نقوده (‪ 12‬ون)‪ ،‬حيصل على أكرب منفعة ممكنة أي ‪ ،93Utils‬وذلك إبقتنائه لـ ‪ 3‬وحدات مـن ‪x‬‬
‫و‪ 6‬وحدات من ‪.y‬‬
‫‪ ‬أي ترتيبية أخرى ال تنفع ألهنا تعطيه منفعة أقل من ‪ 93 Utils‬و نتحقق من هذا كالتايل‪:‬‬
‫• اقتىن ‪ 3‬وحدات من ‪ ،x‬ومنفعة الوحدة الثالثة ‪ ،12 Utils‬إذن ‪. Umx3 = 12 = 6 :‬‬
‫‪Px‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Umx6 6‬‬
‫‪= =6‬‬ ‫• وأقتىن ‪ 6‬وحدات من ‪ ،y‬ومنفعة الوحدة السادسة ‪ ،6 Utils‬إذن‪:‬‬
‫‪Py‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ‬الشرط األول حمقق إذن‪ ،‬حيث‪ ، Umx = Umx = 6 :‬و من جهة أخرى‪:‬‬
‫‪Px‬‬ ‫‪Px‬‬
‫‪xPX + yPY = (2 . 3) + (6 . 1) = 12 um‬‬
‫‪ ‬هو دخل املستهلك‪ ،‬فالشرط الثاين حمقق كذلك‪ ،‬إذن النقطة أو الرتتيبة )‪ (x ; y) = (3;6‬هي نقطة‬
‫توازن املستهلك ‪.‬‬

‫جلأان إليها لتوضيح مبدأ تساوي منافع آخر الوحدات النقدية املصروفة على ‪y‬‬ ‫هذه الطريقة طويلة ومعقدة ‪،‬‬
‫و‪ x‬؛ لكن هناك طريقة أبسط وأسرع و تعتمد على نفس املبدأ‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ ‬أنخذ قيم اجلدول ‪ ،6.3‬ونضيف عمودين ‪ Umx / PX :‬و ‪ Umy / PY‬و نضع القيم املناسبة (اجلدول ‪. )8.3‬‬
‫)‪Q (u‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪Umx / PX‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Umy / PY‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫الجدول ‪8.3‬‬ ‫مث‬
‫حندد النقاط اليت حتقق الشرط األول‪ ، Umx = Umy :‬فنحصل على جمموعة من الرتتيبات‪ ،‬وبعد هذا نرى من فيها‬
‫‪Px‬‬ ‫‪Py‬‬
‫اليت حتقق الشرط اخلاص بقيد امليزانية‪ ،‬وتلك هي نقطة التوازن‪.‬‬

‫‪ ‬الرتكيبات اليت حتقق الشرط األول هي ‪:‬‬


‫} )‪(QX ,QY) = { (1,4) ; (2,5) ; (3,6) ; (4,7) ; (5,8‬‬

‫مل يصرف كامل دحله‬ ‫التوازن‬ ‫تتطلب دخال‬


‫أكرب من ‪12‬‬
‫‪( 2.3 ) + ( 6.1 ) = 12 um‬‬ ‫إذن )‪ (3;6) = (x;y‬هي اإلحداثية اليت حتقق الشرط الثاين أو قيد امليزانية‪:‬‬
‫وحنصل منها على ‪:‬‬
‫‪Ut = (Umx1 + Umx2 + Umx3) + (Umy1 + Umy2 + Umy3+ Umy4 + Umy5+ Umy6) = 93 Utils‬‬

‫‪ .IV‬آاثر تغريات السعر والدخل على تفضيالت املستهلك‪:‬‬


‫‪ 1.IV‬عالقة معامل النقرانح بتغري الدخل‪:‬‬
‫رأينا عندما تطرقنا إىل طريقة الﭬرانج‪ ،‬أنه يف نقطة التوازن يكون‪:‬‬
‫‪Umx – λPX = 0………‬‬

‫‪Umy – λ PY = 0 ……...‬‬

‫ميكننا كتابة املعادالت ‪ ‬و ‪ ‬كالتايل ‪:‬‬


‫‪Umx‬‬
‫‪PX‬‬ ‫=‬ ‫‪=………..‬‬
‫‪λ‬‬

‫‪Umy‬‬
‫‪PY‬‬ ‫=‬ ‫‪..………‬‬
‫‪λ‬‬
‫=‬

‫‪67‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫نعلم كذلك أنه إذا زادت ‪ x‬بـ ‪ ∆x‬و ‪ y‬بـ ‪( ∆y‬حيث ‪ QX = x‬و ‪ ،) QY = y‬فإن املنفعة الكلية ‪ Ut‬تزداد بـ ‪، ∆UT‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ΔUt = ΔUt1 + ΔUt2 = 0‬‬ ‫‪……..‬‬
‫مع‪ = ∆UT1 :‬زايدة يف ‪ ∆UT‬انمجة من تغري يف ‪.x‬‬
‫و ‪ = ∆UT 2 :‬زايدة يف ‪ ∆UT‬انمجة من تغري يف ‪.y‬‬
‫‪ΔUt1‬‬ ‫إذن‪:‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫=‬ ‫‪dq ΔUt1 = Umx Δx‬‬
‫‪Δx‬‬

‫‪ΔUt2‬‬
‫‪Umy‬‬ ‫=‬ ‫‪dq ΔUt2 = Umy Δy‬‬
‫‪Δy‬‬
‫فتصبح املعادلة ‪:‬‬
‫‪ΔUt = Umx Δx + Umy Δy = 0 …….. ‬‬
‫‪Δx‬‬ ‫من جهة أخرى وإذا زاد الدخلب ‪ ΔR‬فسوف يستعمل املستهلك هذه الزايدة القتناء كميات إضافية من ‪ x‬أي‬
‫وكميات إضافية من ‪ y‬أي ‪ Δy‬إذن‪:‬‬
‫‪ΔR = PX Δx + PY Δy‬‬ ‫‪…….. ‬‬
‫بعد التعويض بقيم ‪ PX‬و‪ PY‬املتحصل عليها يف املعادالت ‪‬و‪ ‬يف املعادلة ‪ ، ‬تصبح هده األخرية‪:‬‬
‫‪Umx‬‬ ‫‪Umy‬‬
‫‪ΔR‬‬ ‫=‬ ‫‪Δx +‬‬ ‫‪=Δy‬‬
‫‪λ‬‬ ‫‪λ‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ΔR‬‬ ‫=‬ ‫) ‪( Umx Δx + Umy Δy‬‬
‫‪λ‬‬

‫‪ Δx‬النامجة من زايدة ‪ Δx = x‬النامجة من الزايدة يف ‪.R‬‬ ‫نفرض أن‪:‬‬


‫و‬
‫‪ " " " Δy = y " " "Δy‬يف ‪.R‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ΔR‬‬ ‫=‬ ‫‪ΔUt  ΔUt = λ ΔR‬‬
‫‪λ‬‬
‫إذن يسمح لنا معامل الﭬرانج ‪ λ‬مبعرفة ما تصبح عليه املنفعة ‪ UT‬بعد التغري يف الدخل ‪ ΔR‬حيث‪:‬‬

‫‪ΔR = 0  ΔUt = λ ΔR‬‬ ‫قبل تغري الدخل‪:‬‬ ‫•‬


‫‪ Ut0 = Ut0 + ΔUt = Ut0‬‬
‫‪ΔR  0  ΔUt = λ ΔR‬‬ ‫وبعد تغري الدخل‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ Ut1 = Ut0 + ΔUt‬‬
‫‪ Ut1 = Ut0 + λ ΔR‬‬

‫‪68‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .2.IV‬منحنى إينڤل أو منحنى االستهالك‪-‬الدخل‪:‬‬


‫نفرض أن مستهلك ما يف توازن‪ ،‬أي أنه يصرف كامل دخله القتناء كميات خمتلفة من ‪ x‬ومن ‪ y‬واليت تعطيه‬
‫أكرب قدر ممكن من املنفعة‪ .‬النقطة املمثلة هلذا التوازن معطاة ب ‪ F‬على الشكل‪ ، 9.3‬و الذي إستعملنا فيه نفس‬
‫معطيات األمثلة السابقة ( خط امليزانية‪ ،‬منحنيات السواء‪ ،‬وأسعار ‪ x‬و‪.)y‬‬

‫‪ ‬يتغري الدخل و يرتفع من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬مث إىل ‪ 14‬ون‪ ،‬إذن يتغري مستقيم امليزانية‪ ،‬فبعد أن يكون معرب عليه‬
‫ابملستقيم ‪ ،I‬يصبح عند ارتفاع الدخل إىل ‪ 10‬ون‪ ،‬املستقيم ‪ ،II‬مث يصبح املستقيم ‪ III‬بعد ارتفاع الدخل اثنية إىل ‪14‬‬

‫ون‪.‬‬
‫‪ ‬إذن عندما يكون ‪ ،R= 60 um‬يبلغ املستهلك توازنه يف النقطة ‪ F‬من ‪ ،CI1‬ويستهلك أو يقتين عندها ‪ 3x‬و‬
‫‪.3y‬‬
‫‪ ‬يرتفع الدخل إىل ‪ R= 100 um‬وهنا يكون املستهلك يف توازن عند النقطة ‪ CI2‬من ‪ E‬وذلك ابحلصول على‬
‫‪ 5x‬و ‪. 5 y‬‬
‫‪ ‬وأخريا عندما يبلغ ‪ R=140 um‬يبلغ التوازن يف ‪ S‬حيث حيصل على ‪ 5x‬و ‪.5y‬‬
‫‪ ‬إذا وصلنا بني ‪ ( S, E, F‬نقاط التوازن املختلفة) فإننا حنصل على منحىن االستهالك‪-‬الدخل املوضح يف الشكل‬
‫‪.9.3‬‬

‫‪III‬‬

‫‪S‬‬
‫‪II‬‬
‫‪E‬‬

‫‪I‬‬ ‫‪F‬‬

‫الشكل ‪":9.3‬كيفية الحصول على منحنى اإلستهالك الدخل"‬

‫أما منحىن إينﭭل‪ ،‬فهو الذي يعطي العالقة بني مستوايت الدخل والكميات املتحصل عليها من ‪ x‬و ‪ y‬وحنصل‬
‫عليه إبسقاط نقاط التوازن على معلم جديد ووضع كميات ‪ x‬أو كميات ‪ ( y‬حسب الضرورة) على حمور السينات‬
‫والدخل ‪ R‬على حمور العينات‪( 1‬الشكل‪.)10.3‬‬
‫يسمح لنا منحىن إينﭭل مبعرفة نوع السلعة‪ ،‬حيث منيز من خالله بني ثالث أنواع من السلع‪:‬‬
‫• السلع العادية الضرورية‪ :‬ويكون منحىن إينﭭل اخلاص هبا حمدب أو مستقيم وذو ميل موجب‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫‪ . 1‬أو العكس في بعض المراجع‪.‬‬


‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫• السلع العادية الكمالية‪ :‬منحىن إينﭭل يف هذه احلالة مقعر ابلنسبة للمبدأ وميله موجب‪.‬‬
‫• السلع الدنيا‪ :‬ويكون ميلها سالب‪ ،‬وعادة ما يكون منحىن إينﭭل اخلاص هبا حمدب ( ابلنسبة للمبدأ)‪.‬‬

‫الشكل ‪ ":10.3‬منحنى إينڤل ال اص بسلعة عادية"‬

‫مالحظة‪ :‬طور إينﭭل أفكاره وعمق حتاليله بدراسته للعالقة اليت تربط بني تطور الدخل والطلب على سلعة ما يف بلد‬
‫ما‪ ،‬وخرج بثالث قوانني حتمل امسه‪ :‬قوانني إينﭭل ‪. Les lois d'Engel‬‬
‫• يتناقص القسط املخصص من املصاريف ( من امليزانية) القتناء املواد الغذائية مع تزايد الدخل ‪ ‬وهذا‬
‫يتحقق دائما‪.‬‬
‫• يبقى القسط املخصص من ميزانية عائلة ما القتناء األلبسة والسكن‪ ،‬اثبت‪ ،‬مع زايدة الدخل ‪‬مل تعد‬
‫حمققة يف أايمنا هذه‪.‬‬
‫• يتزايد القسط املخصص من امليزانية القتناء السلع األخرى(صحة‪،‬تنقل‪،‬ثقافة‪ )..‬مع تزايد الدخل ‪ ‬دائما‬
‫حمقق‪.‬‬
‫هلذه القوانني عالقة مباشرة مع األولوية اليت يعطيها املستهلك الحتياجاته ( هرم ماسلو مثال)‪ ،‬لكن اإلنقاص من‬
‫القسط املخصص يف امليزانية لسلعة معينة‪ ،‬ال يعين ابلضرورة اإلنقاص من الكميات املستهلكة منها والعكس غري‬
‫صحيح‪:‬‬
‫وحدات ابلسعر‬ ‫‪10‬‬ ‫مثال‪ :12‬ليكن الدخل عند ‪ T0‬هو ‪ ،R0= 1000 um‬ولتكن الكمية املقتناة من سلعة ‪ x‬هي‬
‫الوحدوي ‪ .PX=10 um‬إذن القسط املخصص القتناء السلعة ‪ x‬هو‪:‬‬
‫‪Dep = P . Q = 100 u.m‬‬

‫‪1.000 um ⎯→ 100%‬‬
‫‪100 um ⎯→ x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫=‬ ‫‪10%‬‬
‫‪70‬‬ ‫أي خيصص هذا املستهلك ‪ %10‬من دخله القتناء هذه الكميات من ‪ x‬وهبذا السعر‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫=‪(PX‬‬ ‫‪ ‬يصبح الدخل عند ‪ ،R1= 1500 um :T1‬وتصبح الكمية املستهلكة من ‪ 12 ،x‬وحدة مع ثبات سعرها‬
‫)‪10 um‬‬
‫ويصبح القسط املخصص القتناء ‪:x‬‬
‫‪1.500 um ⎯→ 100%‬‬
‫‪120 um ⎯→ y‬‬ ‫‪y‬‬ ‫=‬ ‫‪8%‬‬

‫أي خيصص ‪ %8‬من دخله القتناء ‪ .x‬إذن بتزايد الدخل تزايدت الكميات املقتناة من ‪ x‬رغم تناقص القسط‬
‫املخصص القتنائها ‪ ‬قد تكون يف هذه احلالة السلعة ‪ x‬ضرورية ( مواد غدائية مثال)‪ ،‬أي نعود إىل القانون األول‬
‫إلينﭭل‪ ،‬حيث أن االحتياج الكبري هلذا النوع من السلع جيعل املستهلك يقتين منها ما يسد هبا إحتياجه‪ ،‬زاد دخله أم‬
‫مل يزداد‪.‬‬
‫قولنا "العكس غري صحيح" يعين أنه إذا زادت النسبة أو القسط املخصص من الدخل القتناء سلعة ما أبسعار‬
‫معينة‪،‬فإن هدا يقتضي ابلضرورة زايدة الكميات من هذه السلعة‪.‬‬

‫‪ 3.IV‬منحنى اإلستهالك‪ -‬السعر ومنحنى طلب المستهلك‪:‬‬


‫وتفضيالت املستهلك‪ ،‬فإننا حنصل على منحىن‬ ‫‪R‬‬ ‫إذا غريان يف سعر السلعة ‪ x‬وأبقينا اثبثا سعر ‪ ،y‬األجر‬
‫االستهالك ‪ -‬السعر أو منحىن الطلب على السلعة ‪.x‬‬
‫منحىن "االستهالك‪ -‬السعر" انجم من ربط خمتلف مواقع أو نقاط التوازن والنامجة بدورها عن تغري يف سعر‬
‫السلعة‪ .‬أما منحىن الطلب‪ ،‬فهو كما ذكران يف السابق‪ ،‬عبارة عن متثيل للكميات املطلوبة من سلعة ما وفق عن تغري‬
‫يف سعرها( ‪.) Cet.Par‬‬
‫مثال‪ :13‬يظهر الشكل ‪ 11.3‬نقطيت توازن‪ ،‬عندما يكون سعر ‪ x‬يساوي ‪ 1‬و‪.‬ن وعندما يصبح مساواي ل ‪ 0,5‬ون‪،‬‬
‫كل العوامل األخرى اثبتة (يبقى الدخل اثبت ومساوي ‪10‬و ن و‪ PY‬ل ‪1‬ون)‪.‬‬
‫‪ ‬إذن يكون املستهلك يف توازن عند النقطة ‪ E‬من ‪ .CI2‬اخنفاض سعر السلعة ‪ x‬يتسبب يف حدوث دوران خلط‬
‫امليزانية‪ ،‬حول النقطة‪( K‬أي حمور الدوران) واليت تتواجد على حمور العينات)‪(QY‬‬
‫‪ ‬يصبح خط امليزانية اجلديد‪ KJ:‬ونقطة التوازن اجلديدة‪ T‬على‪.CI3‬‬
‫‪ ‬إذا وصلنا بني النقطتني‪ E‬و‪ ،T‬فإننا حنصل على منحىن االستهالك‪ -‬السعر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أسقطنا هذا املنحىن على معلم جديد وأبقينا على ‪ QX‬يف احملور األفقي‪ ،‬ووضعنا ‪ PX‬بدل ‪ R‬يف احملور‬
‫العمودي‪ ،‬فإننا حنصل على منحىن طلب السلعة ‪ x‬عندما يكون السعر حمصور بني ‪ 0,5‬و ‪ 1‬ون (الشكل‪.)12.3‬‬
‫إذن ميكننا القول اآلن أن النقاط املشكلة ملنحىن طلب مستهلك ما على سلعة ما‪ ،‬هي نقاط توازن‪ ،‬أي أهنا‬
‫تعرب عن االختيار األمثل الذي خيتاره املستهلك عند سعر معني ودخل معني( والذي يبقى اثبت)‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫الشكل ‪":11.3‬طريقة الحصول على منحنى اإلستهالك ‪ -‬السعر "‬

‫‪Px‬‬

‫الشكل ‪ ":12.3‬منحنى الطلب‬


‫على السلعة ‪" x‬‬

‫‪ .4.IV‬التمييز بين أثر أو مفعول الدخل واثر االستبدال‪:‬‬


‫رأينا يف األمثلة السابقة أن اخنفاض يف السعر(سعر ‪ (x‬يزيد من الكمية املستهلكة أو من الطلب على هذه‬
‫السلعة‪ .‬هذه الزايدة راجعة يف احلقيقة إىل فعلني أو أثرين‪:‬‬

‫‪ .1‬أثر االستبدال (أو أثر السعر)‪:‬‬


‫عندما يتغري سعر السلعة ‪ x‬مثال‪ ،‬وليكن هذا التغري ابلنقصان‪ ،‬فإن هذه السلعة تكتسي طابعا أكثر أمهية من‬
‫السلعة ‪ y‬ألهنا أصبحت أكثر جاذبية من السابق بسبب اخنفاض سعرها‪ ،‬وسيدفع هذا ابملستهلك إىل اإلستغناء عن‬
‫كميات من‪ y‬مقابل احلصول على أخرى من ‪( x‬أي يشرتي كميات إضافية من ‪ x‬بدل شراء كميات من ‪ y‬اليت بقي‬
‫‪72‬‬ ‫سعرها اثبتا)‪.‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .2‬أثر الدخل أو أثر القدرة الشرائية‪:‬‬


‫إن التغيري يف سعر السلع يؤثر على القدرة الشرائية‪ ،‬فاخنفاض سعر السلعة ‪ x‬مثال‪ ،‬جيعل املستهلك قادرا على‬
‫طلب أو استهالك كميات إضافية من ‪ x‬أو حىت كميات إضافية من ‪.y‬‬
‫إذن األثر الكلي الناجم عن تغيري سلعة ما )‪ (ET‬يساوي حاصل مجع أثر الدخل)‪ (ER‬وأثر السعر)‪، (ES‬أي‪:‬‬
‫‪ER=ET+ES‬‬
‫هناك طريقتني إلظهار هذه "اآلاثر"‪ :‬طريقة هيكس ‪ )1946( Hicks‬وطريقة سلوتسكي ‪.)1915( Slutsky‬‬
‫ا‪ .‬طريقة سلوتسكي‪:‬‬
‫لتكن سلعتني ‪ x‬و‪ ،y‬ينخفض سعر السلعة ‪ x‬وحناول إجياد أثر الدخل واثر السعر‪ .‬يقرتح سلوتسكي لبلوغ‬
‫هذا اهلدف‪ ،‬اللجوء إىل قياس اإلبدال بتثبيت القدرة الشرائية‪:‬‬
‫‪ ‬تكون نقطة التوازن االبتدائية هي ‪ E‬املتواجدة على‪( CI1‬الشكل ‪.)13.3‬‬
‫األصلية‪ ،‬فهدا يعين أن‬ ‫‪E‬‬ ‫مير من‬ ‫‪II‬‬ ‫‪ ‬إذن ميثل ‪،I‬خط امليزانية االبتدائي ويصبح ‪ II‬بعد اخنفاض سعر‪ .x‬مبا أن‬
‫القدرة الشرائية مل تتغري‪ ،‬لكن من جهة أخرى يالمس ‪ ،II‬املنحىن ‪ CI2‬يف النقطة ‪.E‬‬
‫‪ ‬متثل النقطة ‪ E‬السلة اليت خيتارها املستهلك‪ ،‬إذا مل تتغري القدرة الشرائية وتغري سعر‪.x‬‬
‫‪ ‬مبا أنه اخنفض سعر ‪ ،x‬فسوف يزيد املستهلك منها وهذا على حساب ‪ y‬اليت بقي سعرها اثبت‪:‬‬
‫‪.E(x ; y) :E‬‬ ‫• كان عندان يف‬
‫‪.E(x ; y) :E‬‬ ‫• أصبح عندان يف‬
‫)‪(x – x‬‬‫حيث‪ :‬زادت‪ x‬ب‪:‬‬
‫نقصت ‪ y‬ب‪(y - y) :‬‬

‫‪ ‬وهذا هو أثر السعر‪ ،‬و الذي وصلنا إىل حتديده بتثبيت الدخل‪.‬‬
‫‪ ،III‬إذن‪:‬‬ ‫لكن يف احلقيقة عندما يتغري السعر‪ ،‬فإننا ننتقل من‪ E‬إىل*‪ E‬ويصبح خط امليزانية هو‬
‫من‪ E*  E :‬هو األثر الكلي‪ET‬‬

‫‪ES‬‬ ‫من‪ E  E :‬هو أثر السعر‬


‫‪ET=ER+ES  ER=ET-ES‬‬ ‫إذن‪:‬‬
‫‪ ‬كان عندان يف ‪.E(x ; y) : E‬‬

‫)*‪E*(x* ; y‬‬ ‫‪ ‬أصبح عندان يف ‪:E‬‬


‫)‪(x* – x‬‬ ‫حيث زادت‪ x‬ب‪:‬‬
‫نقصت ‪ y‬ب‪(y* - y) :‬‬

‫‪ ‬وهذا هو أثر الدخل‪.‬‬


‫ابختصار‪ ،‬إلجياد أثر اإلبدال وأثر الدخل بطريقة سلوتسكي ‪ ،‬نلجأ أو نعمل ابخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬نقوم برسم خط امليزانية االبتدائي ‪ I‬و نعني نقطة التوازن األصلية ‪. E‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫‪ .2‬نرسم خط امليزانية ‪  III‬النقطة النهائية*‪.E‬‬


‫‪ .3‬نرسم خط موازي لـ ‪ III‬و ننزله حىت مير من ‪  E‬أي يصبح ‪ II‬والتوازن اجلديد‪. E‬‬
‫‪ .4‬نسقط كل من‪ E*، E ،E :‬على حماور ‪ QX‬و ‪.QY‬‬

‫‪ .5‬أثر السعر هو ‪ ، x'-x‬أثر الدخل هو املقطع '‪ x*- x‬و األثر الكلي هو ‪.x*- x‬‬

‫الشكل ‪ ":13.3‬إظهار أثر أإلبدال و أثر الدخل بإستعمال طريقة سلوتسكي "‬

‫مالحظة‪ :‬االنتقال من ‪ III‬إىل ‪ =I‬اخنفاض يف الدخل‪ +‬احملافظة على امليل ‪،‬يعين نقصان يف القدرة الشرائية‪.‬‬

‫ب‪ .‬طريقة هيكس ‪: La méthode de Hicks‬‬


‫تعتمد هذه الطريقة على إجياد أثر االبدال بتثبيت مستوى املنفعة‪.‬‬
‫إذا كان لدى املستهلك يف النقطة األصلية من التوازن ‪ ،E‬منفعة قدرها ‪ ،U‬وإذا اخنفض سعر ‪ ،x‬فقد تكون هناك‬
‫نقطة تعرب عما كان سيختاره املستهلك بنسبة األسعار اجلديدة (‪ (PX/PY‬من دون أن يغري من منفعته‪.‬‬
‫إذن مبنفعة متساوية واثبتة‪ ،‬يصبح التوازن يف ‪ ،E‬وميثل أثر السعر‪ ،‬أي الزايدة يف كميات ‪ x‬النامجة من إخنفاض‬
‫سعرها‪:‬‬
‫حيث‪ :‬التغري يف ‪(x – x) = x‬‬
‫التغري يف‪(y - y) = y‬‬
‫‪ ‬إذن فاالنتقال من ‪ E‬إىل * ‪ E‬هو أثر الدخل‪ ،‬أي‪:‬‬
‫الزايدة يف ‪(x* – x) :x‬‬
‫الزايدة يف ‪(y* - y) : y‬‬
‫‪74‬‬ ‫ابختصار‪ ،‬إلجياد أثر اإلبدال وأثر الدخل بطريقة هيكس‪ ،‬نلجأ أو نعمل ابخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬نعني نقطة التوازن األصلية ‪ E‬برسم خط امليزانية األصلي ‪.I‬‬
‫طافر زهير‬ ‫الجزء األول‪ :‬الطلب و نظرية المستهلك‬

‫* ‪.E‬‬‫‪ .2‬نرسم خط امليزانية النهائي ‪ III‬ونعني نقطة التوازن النهائية‬


‫‪ .3‬نرسم خط موازي لـ ‪ III‬وننزله حىت يصبح مماس ملنحىن السواء الذي تتواجد عليه ‪.E‬‬
‫‪ .4‬حنصل إذن على ‪ E‬وعلى خط امليزانية ‪.II‬‬
‫‪ .5‬تسقط ‪ E ،E‬و *‪ E‬على احملورين العمودي واألفقي‪.‬‬
‫‪ .6‬أثر الدخل هو املقطع‪ ،x * – x  :‬أثر السعر هو املقطع‪ x  – x :‬و األثر الكلي هو املقطع‪.x * – x :‬‬

‫الشكل ‪":14.3‬إظهار أثر أإلبدال و أثر الدخل بإستعمال طريقة هيكس"‬

‫الفرق إذن بني طريقة هيكس وطريقة سلوتسكي‪ ،‬ينحصر يف تعريفهم للقدرة الشرائية‪:‬‬
‫‪ ‬فحسب سلوتسكي‪ :‬ثبات القدرة الشرائية يعين ثبات الكمية املشرتاة‪.‬‬
‫‪ ‬و حسب هيكس‪ :‬ثبات القدرة الشرائية يعين ثبات مستوى املنفعة‪.‬‬
‫مالحظة مهمة‪ :‬الحظنا سواء يف طريقة هيكس أو يف طريقة سلوتسكي‪ ،‬و هدا يف حالة اخنفاض سعر ‪ ،x‬أن‪:‬‬
‫• أثر الدخل موجب‪.‬‬
‫• ‪ ET‬على ميني ‪ ER‬و‪. ES‬‬
‫هذا يكون يف حالة السلع العادية‪ ،‬أما ابلنسبة للسلع الدنيا‪ ،‬فاألمر خيتلف‪ ،‬حيث رأينا سابقا أن الطلب على‬
‫هذا النوع من السلع ينخفض مع زايدة الدخل‪ ،‬إذن سيكون ‪ ET‬على يسار ‪ ER‬و ‪.ES‬‬
‫أما إشارة ‪ ET‬فتتعلق بـ ‪: ES‬‬
‫• إذا كان‪ ET  ES < ER :‬موجب‪.‬‬
‫‪ ET  ES > ER‬سالب‪.‬‬ ‫•‬

‫‪75‬‬

You might also like