You are on page 1of 22

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪Ministry Of High Education And Scientific Research‬‬

‫جام ـعـة محمد البشير إلابراهيمي ‪ -‬برج بوعريريج‬


‫‪Univercity Of Mohamed El Bachir El Ibrahimi BBA‬‬

‫كليــة الحقوق والعلوم السياسية‬


‫‪Faculty Of Law Political Scientific‬‬

‫مـقـيـ ــاس‪:‬‬

‫املـل ـك ـ ــية الـف ـك ــريـة‬


‫محاضرات في مقياس امللكية الفكرية‬
‫موجهة لطلبة السنة الثالثة حقوق‬

‫ألاستـاذ‪ :‬بــوزيـان صـالح الـديـن‬

‫السنة الجامعية ‪2022 - 2021 :‬‬


‫‪2‬‬

‫املبحث ألاول ‪:‬التعريف بامللكية الفكرية‬


‫إن للعقل إبداعات وتجليات فكرية ما يتجاوز حدود املنطق واملعقول بما حبى هللا إلانسان من ملكات فكرية أسهمت في رقي‬
‫البشرية‪ ،‬ألجل ذلك كان إلاعتراف وحده بهذا املجهود غير كافي لحماية هذا الحق‪ ،‬بل يجب العمل على على تثمين هذا الجهد‬
‫بتوفير الحماية القانونية الكفيلة بالرقي بمجهود العقل البشري تدعيما لحسن تسخيره‪.‬‬
‫ولقد حاول القانون وضع املعايير املطلوبة في الحق الفكري حتى يستفيد من حماية القانون‪ ،‬لكن إذا كان القانون في أصله‬
‫يوجه سلوكات أفراد املجتمع في إلاتجاه الذي يريد‪ ،‬في حين أن الفكر أصله حرية إلابداع وإلابتكار دون قيود‪ ،‬وإذا كان الفكر‬
‫يهتم باملستقبل والقانون يهتم بالحاضر‪ ،‬فإنه يجدر بعلماء القانون املوازنة بين ألامرين لجعل القانون واجهة للفكر ولكي تكون‬
‫هذه الواجهة حقيقية ينبغي على القانون لعب دور املرافق للفكر ولن يتأتى ذلك إال بتخلي الدولة عن لعب دور الدولة الحارسة‬
‫أو دور رجل ألامن‪ ،‬وأن تلعب دور دولة الرفاهية لينعم الفكر والقانون باإلستقرار وإلازدهار‪ ،‬وإال تم النظر إلى كل منتوج فكري‬
‫على أنه خروج عن النظام العام وآلاداب العامة‪،‬‬
‫ألجل ذلك يجب علينا التركيز على الحماية القانونية لهذه املوائمة القائمة على أساس تعريف حقوق امللكية الفكرية وتحديد‬
‫نطاقها وسبل حمايتها‪.‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬مفهوم امللكية الفكرية‬
‫لقد ساهم سعي إلانسان نحو التقدم والرقي في خلق حقوق جديدة ذات صبغة معنوية من نتاج العقل تمس جميع نواحي‬
‫الحياة‪ ،‬مما فرض على القانون ضرورة إلاحاطة بمضمون هذه الحقوق والتعريف بها لتحظى بالحماية كسائر الحقوق ألاخرى‪،‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا املطلب الوقوف على املقصود بهذه الحقوق والتعرف على الطبيعة القانونية لها‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬املقصود بامللكية الفكرية‬
‫إن من حق الفرد أن يعمل عقله في إلابداع وإلاختراع ونسبة هذا إلابداع وإلاختراع إليه‪ ،‬وأن يستغل إنتاجه الفكري الذي‬
‫حققه‪ ،‬كما أن الطابع غير املادي لهذه الحقوق يجعل من الصعب تحديد طبيعتها القانونية وذلك بالنظر إلى الخصائص التي‬
‫تتميز بها هذه الحقوق‪.‬‬
‫أوال مدلول امللكية الفكرية‪-‬‬
‫نعني بها حق املؤلف في نتاج ثمرة إبداعه سواء من الناحية املادية أو املعنوية محفوظ‪ ،‬وأن القوانين الوطنية واملواثيق الدولية‬
‫حريصة على توفير كافة سبل الحماية‪ ،‬وتكفل له التعويض املادي وألادبي الكافيين في حالة تعرض حقه لنصب أو إقتباس أو‬
‫إنتهاك أزمة املفاهيم تم نسجها الساسة ورجال املال وإلاقتصاد فهي بذلك أزمة مفتعلة بالغ فيها فقهاء القانون‬
‫حتى يتمكنوا من إصباغ مفهوم قانون امللكية الفكرية باللون الذي يرغبونه ألن ألامر تحكمه املصالح‪ ،‬ألنه في الواقع هي أزمة‬
‫مفهوم وليست أزمة نظام قانوني الحقوق الذهنية هي " تلك الحقوق التي ترد على أشياء معنوية‪ ،‬فهي حقوق تثبت على قيم‬
‫غير مادية ألنها من نتاج الذهن ونتاج الفكر‪ ،‬وهذه الحقوق تخول لصاحبها سلطة إستغالل نتاجه الذهني أو الفكري‬
‫ونسبة هذا الفكر إليه وحق الحصول على ثمراته" وهناك من عرفها بأنها"مجموعة مصالح محمية بنص قانوني مستمدة من‬
‫منتوجات ذهنية يدعي أصحابها ملكيتهم لها على أساس إلابداع وإلابتكار وإلاختراع وألاصالة" وهناك من عرف الحق الذهني‬
‫بأنه" ذلك النوع من الحقوق الذي يرد على أشياء معنوية من خلق نتاج الذهن والفكر فيثبت لصاحبه الحق الذهني أو الفكري‬
‫أبوة هذا الخلق ونسبته إليه وحده نص إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان في مادته ‪ 17‬على حق التملك بأنه " لكل فرد حق‬
‫التملك‪ ،‬بمفرده أو باإلشتراك مع غيره‪ ،‬وال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا‪ ،" 2‬ألجل ذلك يحتفظ املالك بثالث مكنات هي‪:‬‬
‫مكنة التملك‪ ،‬ومكنة إلاتالف ومكنة التصرف‪ ،‬بعد الوفاء بحقوق آلاخرين إن وجدت فالقانون عندما ينظم بقواعده سلوك‬
‫وعالقات ألاشخاص في املجتمع‪ ،‬فهو إذن يقوم بهذا الدور إنما يحدد في الوقت ذاته املصالح املشروعة لكل شخص‪ ،‬ويعترف‬
‫له في حدود معينة بسلطة القيام ببعض ألاعمال تحقيقا لهذا الغرض‪ ،‬مما يجعله في مركز قانوني ممتاز بالنسبة لكافة‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫ألاشخاص آلاخرين‪ ،‬بحيث يلتزمون باحترام هذا املركز وبعدم التعرض لصاحبه فيما يمارسه من قدرات أو سلطات وصالحيات‬
‫وألن الحق هو مصلحة معينة خاصة بشخص معين أو بفئة معينة من ألاشخاص مرسومة الحدود يحميها القانون الذي يخول‬
‫لهم سلطة التصرف والتمتع دون غيرهم ‪ 5 .‬فإن مصطلح" فكرية "هو مصطلح قانوني يدل على ما ينتجه العقل البشري من‬
‫أفكار تتم ترجمتها إلى أشياء ملموسة‪ ،‬فيدخل في نطاقها كافة الحقوق الناتجة عن النشاط الفكري لإلنسان في الحقول الفنية‬
‫وألادبية والعلمية والصناعية‪ ،‬والتجارية‪،‬‬
‫عرفتها املنظمة العاملية للملكية الفكرية بأنها " تشير إلى أعمال الفكر إلابداعية من إلاختراعات واملصنفات ألادبية والفنية‬
‫والرموز وألاسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية"‬
‫حيث نصت املادة ‪ 44‬من دستور الجزائر لسنة ‪ 2016‬على أن" حرية إلابتكار الفكري والفني والعلمي مضمون للمواطن ‪.‬حقوق‬
‫املؤلف يحميها القانون‪".‬‬
‫ثانيا خصائص امللكية الفكرية‪-‬‬
‫تقترب امللكية الفكرية من الحق العيني من حيث إمكانية التنازل عنه‪ ،‬إذ يمكن التنازل عن الش يء‪-‬‬
‫الوارد عليه هذه امللكية‪ ،‬ويتم ذلك بمحض إلارادة املنفردة لصاحبها؛ أما بالنسبة للحق الشخص ي فال يجوز التنازل عنه أو‬
‫التخلي عن الش يء الوارد عليه هذا الحق إال باإلتفاق مع املدين أو على ألاقل إعالمه بذلك تضع امللكية الفكرية على الكافة‬
‫إلتزاما سلبيا يقض ي بعدم التعرض للمبتكر الذي يكون في موقع‪-‬‬
‫"الدائن "وبذلك هي تشبه الحق الشخص ي الذي يفرض على املدينين تجاه الدائن إلتزاما بعدم التعرض‪ ،‬ذلك أن الدائن في‬
‫الحق الشخص ي له أن يطلب املدين بالقيام بعمل أو باإلمتناع عن العمل‪ ،‬وبصدد امللكية الفكرية فإن صاحب إلابتكار يضع‬
‫على الكافة إلتزاما سلبيا بعدم القيام بأي عمل من شأنه املساس باإلبتكار أو التعرض لصاحبه أو منافسته منافسة غير‬
‫مشروعة تختلف امللكية الفكرية عن الحق العيني الذي يتمتع بصفة ألابدية‪ ،‬فحق امللكية الفكرية مرتبط بمدة‪-‬‬
‫معينة شأنه في ذلك شأن الحق الشخص ي الذي يتفق معه في الصفة املؤقتة ‪ 9 .‬فصاحب حق امللكية الفكرية إذا لم يقم خالل‬
‫املدة املعينة إلستعمالها أو إستغاللها ضمن هذه املدة أصبحت ماال عاما يمكن ألي شخص آخر قادر على تسخيرها لإلنتفاع‬
‫العام‪ ،‬ويمكنه ذلك دون الحصول على إذن خاص من قبل صاحبها‬
‫ثالثا نطاق امللكية الفكرية‪-‬‬
‫تنقسم امللكية الفكرية إلى قسمين هما امللكية ألادبية والفنية التي تضم كل من حماية حق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬حيث‬
‫تعنى هذه ألاخيرة بآداء املصنف كالتسجيالت الصوتية‪ ،‬وتنقسم إلى ملكية صناعية يتنافس فيها املنتجون على جذب العمالء‬
‫إلى السلع والخدمات التي ينتجونها من خالل إستعمال فنون إنتاجية وإستعمال عناصر مميزة للمنتجات فحق امللكية‬
‫الصناعية هو سلطة مباشرة يمنحها القانون للشخص بحيث تعطيه حق إلاستئثار بكل ما ينتج عن فكرة من مردود مالي‬
‫متعلق بنشاطه الصناعي كإمتياز لإلختراع‪ ،‬حيث ترد امللكية الصناعية عن كل مبتكر جديد في مجال العمل الصناعي ‪ 2.‬يقتصر‬
‫مضمون امللكية الصناعية في الجزائر على براءة إلاختراع‪ ،‬الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬العالمات‪ ،‬التصاميم الشكلية والدوائر‬
‫املتكاملة‪ ،‬وتسمية املنشأ‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الطبيعة القانونية للملكية الفكرية‬
‫كيفها بعض الفقهاء بأنها" امللكية ألادبية والفنية والصناعية"‪ ،‬باعتبارها حق الشخص على إنتاجه الذهني فهو" حق ملكية"‪،‬‬
‫شأنه في ذلك شأن ملكية ألاشياء املادية‪ ،‬فوصف بامللكية" حق املؤلف"‪ ،‬و"حق املخترع"؛ تبنى هذا الرأي املشرع الفرنس ي في‬
‫قانون ‪ 11‬مارس ‪ 1957‬الذي إعتبر حق املؤلف واملخترع بأنه" حق ملكية معنوية مانع ونافذ في مواجهة الناس كافة" حيث تم‬
‫تكييف الرابطة القانونية املوجودة بين املبتكر ومصنفه على أنها عالقة ملكية وأن املنتوج املعنوي الناتج عن هذه العالقة هو‬
‫مال يخضع في قواعده لنظرية ألاموال املنصوص عليها في القانون‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫املدني‪ ،‬نادى به الفقيه الفرنس ي المارتين‪ ،‬تزعمه الفقيه ‪ Robin‬والفقيه ‪ ، Robier‬يبرر هذا إلاتجاه تملك إلانسان لثمار ذهنه‪،‬‬
‫بكون هذه امللكية نابعة من عقل إلانسان وتتجسد فيها شخصيته وبذلك فهي أولى بالحماية من امللكية املادية التي ال تعدو أن‬
‫تكون سيطرة مادية للمالك على أشياء مادية‪ ،‬عقار أو منقول قد ال تكون من صنع يده أو من إنتاج ذهنه لكن وجه لهذا إلاتجاه‬
‫جملة من إلانتقادات تمثلت في آلاتي‪ ،‬حق امللكية حق ملموس فهو حق عيني محله ش يء مادي‪ ،‬عقار أو منقول‪ ،‬في حين أن‬
‫محل الحق الفكري ش يء غير ملموس‪ ،‬ليس له مظهرا ماديا إال إذا تم إفراغ الفكرة املبتكرة في دعامة مادية ككتاب أو قرص‬
‫أو آلة‪ ،‬فهذه ألاشياء هي بطبيعتها منقوالتمادية‪ ،‬يجوز تملكها كما أن املالك يكون مالكا ملا ينتجه في حق امللكية الفكرية مع أنه‬
‫ال يكون له سوى الحق في املقابل‪ ،‬ألن مكنة التملك ال تعتمد على رغبة ألاشخاص‪ ،‬وإنما بحسب ما تمليه طبيعة ألاشياء‪،‬‬
‫فتوزيع ألاشياء بين ألافراد هو الذي يعطيها أكبر قيمة إقتصادية‪ ،‬أما ألافكار التي تكون من خلق الذهن فتختلف في طبيعتها‬
‫عن املاديات إختالفا تاما‪ ،‬فاألفكار ال يتم إلاستفادة منها إال إذا إنتشرت بينهم‪ ،‬ألن امللكية املادية يفترض فيها إستئثار املالك‬
‫بالحيازة وإلانتفاع يبرر حق امللكية في كونه نابع من عقل إلانسان وتتجسد فيه شخصيته‪ ،‬وهذا يعتبر خلط بين الحق‬
‫الشخص ي من جهة والحق العيني من جهة أخرى ‪ 1 .‬ألن إلاختالف واضح بين عالم املادة وعالم الفكر‪ ،‬فهذا ألاخير جزء من‬
‫الشخصية وأن نتاج الفكر مقيد على إعتبار أن الحق ألادبي للمؤلف على إنتاجه يعطيه حق املراجعة أو إلاسترداد والسحب‬
‫من التداول إذا تم نشره وباإلرادة املنفردة للمؤلف‪.‬‬
‫فالحق املعنوي يختلف عن الحق الشخص ي الذي موضوعه القيام بعمل‪ ،‬ويختلف في محله أيضا عن الحق العيني ألن هذا‬
‫ألاخير محله ش يء مادي‪ ،‬كما أن مصدر الحق املعنوي يتمثل في الجهد الذهني الذي يبذله صاحبه للوصول إليه‪ ،‬في حين‬
‫مصدر الحق الشخص ي هو العقد وإلارادة املنفردة والفعل الضار والفعل النافع والقانون‪ ،‬ومصادر الحق العيني هي امليراث‬
‫والوصية والضمان والعقود الشخصية وألاولوية والحيازة أما إلاتجاه املنكر لصفة امللكية الفكرية فيتزعمه الفقيه الفرنس ي‬
‫‪Prodhon‬حيث يرى أن حق املؤلف أو املخترع ال يعقل أن يكون حق ملكية‪ ،‬ألن هذا ألاخير يعتبر أن املقصود بعبارة" امللكية‬
‫ألادبية والفنية والصناعية "هو مجرد تأكيد على أن حق املؤلف واملخترع جدير بالحماية شأنه في ذلك شأن املالك للش يء‬
‫املادي‪ ،‬وأن إستعمال هذا املصطلح كان في سبيل الدعاية والكفاح لحماية حق املؤلف ال أكثر‪ ،‬أما إذا كان املقصود منه أنه‬
‫هو وحق امللكية املادية سيان فهذا ألامر مردود عليه‪ ،‬ذلك أن الش يء املعنوي ش يء غير محسوس ال يدرك إال بالفكر املجرد‬
‫بينما الش يء املادي فهو ش يء محسوس وله جسم يتمثل فيه‪ ،‬كما أن الش يء املعنوي غير قابل بطبيعته لإلستئثار باعتباره‬
‫صفا مالزما للحق العيني بل هو بطبيعته حق قابل لإلستئثار أو إلاذاعة بين الجمهور عن طريق وسائل النشر املختلفة كما‬
‫يشترك التأليف وإلاختراع مع امللكية املادية في أنهما عمل ومجهود شاق‪ ،‬لكن هذا املجهود ليس حتما جزاءه حق امللكية بل إن‬
‫جزاءه هو ألاجرة أو املكافأة التي يتلقاها املبدع أو املخترع جراء إبداعه أو إبتكاره‬
‫كما أن مسألة إحتكار صاحب الحق الفكري ملنتوجه الذهني ال تعني أن هذا إلاحتكار هو حق ملكية ألن هذا إلاحتكار قد يكون‬
‫مرتبطا بحياة صاحب الحق أو بعد فترة من حياته كحق املؤلف مثال ‪ ،‬في حين أن حق امللكية يبقى في يد املالك ومن بعده‬
‫ورثته الذين يرثونه جيال من بعد جيل مالم تنتقل امللكية إلى الغير بأي وجه من أوجه التصرف ‪ .‬ومنه تختلف طبيعة الفكر‬
‫عن طبيعة امللكية من زاويتين هما‪:‬‬
‫ألاولى هي كون الحق الفكري يتكون من عنصرين هما‪ ،‬عنصر معنوي لصيق بشخصية املؤلف أو املخترع يتميز بكونه حقا‬
‫مؤبدا‪ ،‬وعنصرا ماليا يجعل املصنف أو إلاختراع شيئا قابال للتصرف فيه وهو حق مؤقت‪ ،‬في حين نجد أن حق امللكية هو حق‬
‫بات ونهائي‪.‬‬
‫الثانية كون الحق الفكري يعتبر تراث مشترك لإلنسانية وجزءا ال يتجزأ من املصلحة العامة ودين على عاتق املؤلف واملخترع‬
‫تجاه املجتمع‪ ،‬فلوال التراكمات املعرفية للمجتمع ملا توصل إلى هذا إلابتكار‪ ،‬ولذلك إعتبره أغلب املشرعين حقا قابال للسقوط‬
‫في الدومين العام‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫ولقد كان الرأي الراجح في النهاية هو إعتبار امللكية الفكرية ذات طبيعة مزدوجة‪ ،‬تعطي لصاحبها سلطة مباشرة على الش يء‬
‫الوارد عليه هذه امللكية من إستعمال لهذا الش يء‪ ،‬وإستغالله والتصرف فيه‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالشق املادي؛ ومن جهة‬
‫أخرى يرتبط املالك شخصيا بما أبدعه‪ ،‬فيكون له عليه حق الحماية من إعتداء الغير على ما أنتجه‪ ،‬كما يتمتع بأن ينسب‬
‫إليه إنتاجه الذهني باعتبار ما أنتجه إمتداد لشخصيته وهو الشق املعنوي‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مصادر قانون امللكية الفكرية‬
‫نعني باملصادر القانونية أصل القاعدة القانونية أي من أين تستمد القاعدة القانونية قوتها امللزمة‪ ،‬أي املصادر املادية أو‬
‫الحقيقة التي يلتزم بها القاض ي في إصدار أحكامه في حالة النزاع‪ ،‬فاملصادر القانونية للملكية الفكرية شمل املصادر الوطنية‬
‫وكذا الدولية‪ ،‬تتعلق ألاولى بالنصوص القانونية التي أقرها املشرع الجزائري لحماية امللكية الفكرية‪ ،‬أما املصادر الدولية‬
‫فترتكز على إلاتفاقيات واملعاهدات الدولية التي تمت في هذا املجال‪ ،‬والتي صادق عليها رئيس الجمهورية لتصبح بعد نشرها‬
‫في الجريدة الرسمية جزء من القانون الداخلي للدولة تتعدد املصادر القانونية التي تدخل في تكوين قانون امللكية الفكرية ألن‬
‫تنظيم حقوق امللكية الفكرية بمقتض ى قوانين خاصة ال يعني أنها في عزلة عن باقي القوانين‪ ،‬بل تتضافر عدة مصادر مادية‬
‫من جهة وأخرى شكلية في تكوينه ‪.‬حيث تخضع لطبيعة النظام املهيمن على تنظيم حقوق امللكية الفكرية‪.‬‬
‫حيث نعني باملصادر املادية لقانون امللكية الفكرية العوامل إلاقتصادية أو السياسية أو إلاجتماعية أو الثقافية‪ ،‬فهي تتكون‬
‫من املعتقدات والقيم وألانظمة التي لها عالقة باملنتوج الذهني لإلنسان فكرا أو صناعة أو فنونا أيا كان الشكل الذي يتخذه‬
‫هذا املنتوج سواء كان منتوجا فيزيائيا كاإلختراع أو الرسوم والنماذج الصناعية أو جاءت في شكل مصنفات أدبية أو فنية‪.‬‬
‫أما املصادر الشكلية لقانون امللكية الفكرية وهي املصادر املكتوبة تتميز بخاصيتين هما خاصية التدويل ألنه قانون وطني‬
‫ودولي‪ ،‬وخاصية التدوين‪ ،‬فتتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬املصادر الوطنية‬
‫طبقا ملا جاء في نص املادة ‪ 687‬من القانون املدني الجزائري فإن ألاشياء غير املادية تنظمها قوانين خاصة‪ ،‬وهو ما أخذ به‬
‫املشرع الجزائري فيما يلي‪:‬‬
‫أوال النصوص الخاصة بقانون امللكية الفكرية‪-‬‬
‫يستمد قانون امللكية الفكرية أحكامه من نصوص قانونية خاصة به في شكل تشريعات أو تنظيمات‪.‬‬
‫‪1‬بصدد التشريع ‪ :‬قنن املشرع الجزائري حقوق امللكية الفكرية بمقتض ى التشريعات التالية‪:‬‬
‫ألامر ‪ - 03 / 05‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬الصادرة في‬
‫‪23‬جويلية‪2003 .‬‬
‫أما بصدد حقوق امللكية الصناعية فتم تنظيمها بمقتض ى ألاوامر التالية‪: -‬‬
‫ألامر ‪ - 03 / 06‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬املتعلق بالعالمات‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬الصادرة في ‪23‬جويلية‪2003 .‬‬
‫ألامر ‪ - 03 / 07‬الصادر في جويلة ‪ 2003‬املتعلق ببراءات إلاختراع‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية‪2003 .‬‬
‫ألامر ‪ - 03 / 07‬الصادر في جويلية ‪ 2003‬املتعلق بحماية التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬الصادرة‬
‫في ‪ 23‬جويلية‪2003 .‬‬
‫القانون ‪ - 05 / 03‬الصادر في ‪ 06‬فيفري ‪ ، 2005‬املتعلق بالبذور والشتائل وحماية الحيازة النباتية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪، 11‬‬
‫الصادرة في ‪ 09‬فيفري‪2005 .‬‬
‫ألامر ‪ - 66 / 86‬الصادر في ‪ 28‬أفريل ‪ ، 1966‬املتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 35‬الصادرة في ‪03‬‬
‫ماي‪1966 .‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫ألامر ‪ - 76 / 65‬الصادر في ‪ 16‬جويلية ‪ ، 1976‬املتعلق بتسميات املنشأ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 59‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪1976‬‬
‫‪.2‬بصدد التنظيمات ‪ :‬وردت في شكل مراسيم تنفيذية تخضع ألحكام حقوق امللكية الفكرية كاآلتي‪:‬‬
‫أ التنظيمات الخاصة بحقوق امللكية ألادبية والفنية‪-‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ - 05 / 356‬الصادر في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 2005‬املتضمن القانون ألاساس ي للديوان الوطني لحقوق املؤلف‬
‫والحقوق املجاورة وتنظيمه وسيره‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 65‬الصادرة في ‪ 21‬سبتمبر ‪2005 .‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ - 05 / 375‬الصادر في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ، 2005‬املتعلق بتحديد كيفيات التصريح واملراقبة املتعلقين باإلتاوة على‬
‫النسخة الخاصة‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 65‬الصادرة في ‪ 21‬سبتمبر‪2005 .‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ - 05 / 378‬الصادر في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ، 2005‬املتعلق بتحديد كيفيات ممارسة حق التتبع ملؤلف مصنف من‬
‫منفات الفنون التشكيلية‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 65‬الصادرة في ‪ 21‬سبتمبر‪2005 .‬‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ - 05 / 316‬الصادر في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2005‬املتعلق بتشكيلة هيئة املصالحة املكلفة بالنظر في منازعات‬
‫إستعمال املصنفات وألاداءات التي يديرها ديوان حقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 62‬الصادرة في ‪11‬‬
‫سبتمبر‪2005 .‬‬
‫ب التنظيمات الخاصة بحقوق امللكية الصناعية‪-‬‬
‫املرسوم ‪ - 76 / 121‬الصادر في ‪ 16‬جويلية ‪ 1976‬املتعلق بكيفيات تسجيل وإشهار تسميات املنشأ وتحديد الرسوم املتعلقة‬
‫بها‪،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 59‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية‪ 1967 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ - 98 / 68‬الصادر في ‪ 21‬فيفري ‪، 1998‬‬
‫املتضمن إنشاء املعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية ويحدد قانونه ألاساس ي‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 11‬الصادرة في ‪01‬‬
‫مارس‪ 1998 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ - 05 / 275‬الصادر في ‪ 02‬أوت ‪ 2005‬املتعلق بكيفيات إيداع براءات إلاختراع وإصدارها‪،‬‬
‫جريدة رسمية ررقم ‪ ، 54‬الصادرة في‪ 07 / 2005 .‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ - 05 / 276‬الصادر في ‪ 02‬أوت ‪ 2005‬املتعلق بكيفيات‬
‫إيداع التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة وتسجيلها‪ ،‬جريدة رسمية ررقم ‪ ، 54‬الصادرة في‪07 / 2005 .‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ - 05 / 277‬الصادر في ‪ 02‬أوت ‪ 2005‬املتعلق بكيفيات إيداع العالمات وتسجيلها‪ ،‬جريدة رسمية ررقم‬
‫‪ ،54‬الصادرة في‪ 07 / 2005 .‬ثانيا القضاء‪-‬‬
‫له دور كبير في إرساء معالم امللكية الفكرية رغم تخلف القضاء الفرنس ي نوعا ما عن القضاء ألاوروبي الذي كان سبباقا‬
‫كعادته‪ ،‬فبالرغم من أن إلاجتهاد القضائي ال يعتبر ضمن املصادر الرسمية للقانون إذ يأخذ به القاض ي على سبيل إلاستأناس‬
‫باعتباره مصدرا تفسيريا‪ ،‬لكن القاض ي وحتى املحاكم تطبق في مجال امللكية الفكرية القواعد العامة ومبادئ العدالة مستندة‬
‫إليها في دعوى املنافسة غير املشروعة‪ ،‬ودعوى التعويض عن العمل غير املشروع‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬املصادر الدولية للملكية الفكرية‬
‫بعد الثورة الصناعية بدأت مبادرات الدول الكبرى إلبرام إتفاقيات بشأن حقوق امللكية الفكرية نظرا لتزايد إلاهتمام بها من‬
‫جهة وكثرة إلاعتداءات عليها من جهة أخرى‪ ،‬فتوصلت هذه الدول إلى إبرام إتفاقيتين دوليتين هما إتفاقية باريس بخصوص‬
‫حقوق امللكية الصناعية وإتفاقية بيرن بشأن حقوق امللكية ألادبية والفنية‪ ،‬فكانتا سببا في التأسيس لقانون دولي للملكية‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫أوال القانون الدولي للملكية الصناعية‬
‫توصلت بعض الدول ألاوروبية في إجتماع لها بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 1883‬بحضور ‪ 11‬دولة ‪ ،‬إلى وضع مبادئ مشتركة لحماية حقوق‬
‫امللكية الصناعية‪ ،‬ترتب عنه إبرام إتفاقية باريس بخصوص حقوق امللكية الصناعية‪ ،‬وتتناول هذه إلاتفاقية عند تأسيسها‬
‫حماية براءات إلاختراع‪ ،‬والعالمات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬وتنظيم دعوى املنافسة غير املشروعة‪ ،‬ولقد تم‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫تعديلها عدة مرات إلى غاية تعديل ستوكهولم في ‪ 14‬جويلية ‪ 1967.‬كانت هذه إلاتفاقية بمثابة دستور امللكية الصناعية كما‬
‫وصفها الفقه نظرا ألهميتها على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫كماعرف القانون الدولي للملكية الصناعية إلى جانب هذه إلاتفاقية إبرام إتفاقيات دولية متخصصة كإتفاقية مدريد بتاريخ‬
‫‪14‬أفريل ‪ 1891‬املتعلقة بالتسجيل الدولي للعالمات ‪ ،‬واملعدلة في استوكهولم بتاريخ ‪14‬جويلية ‪ 1967.‬أما براءة إلاختراع‬
‫فأبرمت بشأنها إلاتفاقية الدولية املتعلقة بالتعاون الدولي بشأن براءات إلاختراع بتاريخ ‪ 19‬جوان ‪ 1970‬بواشنطن‬
‫وبالنسبة للرسوم والنماذج الصناعية أبرمت بشأنها إتفاقية دولية بشأن إلايداع الدولي لها‪ ،‬تم التوقيع‬
‫عليها بتاريخ ‪ 06‬نوفمبر ‪ ، 1925‬تهدف إلى تنظيم طلب إلايداع الدولي الذي قد يقدم مباشرة إلى املكتب الدولي للمنظمة العاملية‬
‫للملكية الفكرية‪ ،‬كما قد يقدم بطريقة غير مباشرة من خالل املكاتب الوطنية للملكية الصناعية‪ ،‬حيث يعد إلايداع قرينة‬
‫على ملكية الرسم أو النموذج إلى حين إثبات العكس‪.‬‬
‫بالنسبة لتسمية املنشأ فقد أبرمت إتفاقية دولية بشأنها في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1958‬حيث تتناول هذه إلاتفاقية كيفية التسجيل‬
‫الدولي لتسميات املنشأ ومدة الحماية أما الكائنات الدقيقة فقد تمت حمايتها بموجب إلاتفاقية الدولية املبرمة سنة ‪1977‬‬
‫ببودابست‪ ،‬تتناول كيفية إيداع الكائنات لدى هيئة دولية وطرق حمايتها‪.‬‬
‫إلى جانب إتفاقيات اخرى ذات صلة بالحقوق الصناعية هي ‪:‬إتفاقية لوكارنو للتصنيف الدولي للرسوم والنماذج الصناعية‬
‫بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪ 1968‬موضوعها وضع رمز مناسب لكل رسم أو نموذج‪ ،‬إتفاقية استراسبورغ بشأن التصنيف الدولي‬
‫للبراءات املوقع عليها بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ 1971‬تتناول أصناف املواد املبرأة‬
‫إتفاقية فينا بشان التصنيف الدولي للعناصر التصويرية للعالمات املوقع عليها بتاريخ ‪ 12‬جوان ‪،1973‬حيث يقع على عاتق‬
‫كل عضو تبرير رموز التصنيف املناسبة في املستندات والنشريات الرسمية املتعلقة بتسجيل العالمة وتحديدها ‪.‬‬
‫ثانيا القانون الدولي للملكية ألادبية والفنية‪-‬‬
‫لقد إستلهمت معاهدة بيرن املؤرخة في ‪ 19‬سبتمبر ‪ 1886‬املتعلقة بحماية املصنفات ألادبية والفنية من تصورات فلسفية‬
‫مفادها أن حقوق املؤلف عبارة عن حقوق طبيعية يشترك فيها كل البشر‪ ،‬ألجل ذلك إرتأى الفقهاء أنه يمكن تصور قانون‬
‫موحد يحمي حقوق امللكية ألادبية والفنية‪ ،‬وقعت عليها ‪ 10‬دول عند التأسيس لكن وصل العدد سنة ‪ 2005‬إلى ‪ 160‬دولة‪.‬‬
‫تقوم معاهدة بيرن على ثالثة مبادئ أساسية هي ‪:‬مبدأ املعاملة الوطنية‪ ،‬مبدأ الحماية آلالية لحق املؤلف دون إشتراط‬
‫تسجيله‪ ،‬وأخيرا مبدأ إلاستقاللية‪ ،‬إلى جانب هذه إلاتفاقية شهد القانون الدولي للملكية ألادبية والفنية ظهور إتفاقيات أخرى‬
‫أهمها‪:‬‬
‫إلاتفاقية العاملية لحقوق امللكية الفكرية املبرمة في جنيف بتاريخ ‪ 06‬سبتمبر ‪ 1952‬املعدلة بباريس في ‪ 24‬جوان ‪ ، 1971‬ترمي‬
‫في دباجتها إلى تفعيل حماية حقوق املؤلف عبر املستوى الدولي والوصول إلى نظام دولي يتماش ى مع جميع ألامم يعمل على‬
‫إحترام حقوق الفرد ويشجع على تنمية آلاداب والعلوم والفنون‪ ،‬حيث يخضع الحماية في ظل هذه إلاتفاقية ملبدأ املعاملة‬
‫باملثل وبحد أدناه لحماية ال يقل عن ‪ 25‬سنة‬
‫إلاتفاقية الدولية لحماية فناني آلاداء ومنتجي التسجيالت الصوتية والبث السمعي البصري املبرمة في ‪26‬أكتوبر ‪ 1961‬بروما‬
‫تتضمن منح املؤيدين حق نشر وإذاعة أداآتهم مع توفير الحماية لهم من أي تعد أو قرصنة‪ ،‬في حين يتمتع منتجي التسجيالت‬
‫الصوتية بحق التصرف في التسجيالت ومنع الغير من إستنساخها‪،‬‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة إلى البث السمعي والبصري حيث يجوز الصحاب البث إذاعة أو منع إذاعة أعمالهم املثبتة على دعامة‬
‫مادية‪.‬‬
‫إلاتفاقية الدولية لحماية الفونوجرامات من النسخ غير املرخص به املبرمة في جنيف ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،1971‬تتكون من ‪ 13‬مادة‬
‫تتناول تنظيم الحماية الدولية لفونوجرامات‪ ،‬حيث تلزم هذه إلاتفاقية الدول‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫املتعاقدة بتوفير الحماية القانونية ملنتجي الفونوجرامات من مواطني الدول املتعاقدة ضد عمل نسخ دون رضاء املنتج وضد‬
‫إستيراد مثل هذه النسخ شرط أن يكون غرض هذا العمل أو غرض إلاستيراد هو التوزيع على الجمهور‪ ،‬وتحدد مدة الحماية‬
‫الدنيا حسب هذه إلاتفاقية ب ‪ 20‬سنة تحسب إبتداء من نهاية العام الذي تم فيه تثبيت ألاصوات التي يحتويها الفونوجرام‬
‫أو السنة التي نشر فيها الفونوجرام ألول مرة إلاتفاقية الدولية لحماية حقوق إلاشارات الحاملة للبرامج عبر ألاقمار الصناعية‬
‫املبرمة في ‪ 02‬ماي ‪1974‬حيث تجيز هذه إلاتفاقية للدول املتعاقدة الحق في توزيع إلاشارات الناقلة للبرامج على أراضيها‬
‫بإستثناء إلاشارات الصادرة عن التوابع الصناعية املذاعة مباشرة أو تلك إلاشارات املخصصة ألغراض‬
‫تعليمية للبحث العلمي‪.‬‬
‫ولقد تمكن املجتمع الدولي بعد كل هذه إلاتفاقيات من صياغة نظريته بشأن الحماية الدولية لحقوق امللكية الفكرية وبالتالي‬
‫وجود قانون دولي للملكية الفكرية يتميز بما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬أنه قانون دولي ملزم‪ ،‬حيث تتجلى مظاهر إلالزام في ‪:‬جانب مستمد من مبدأ حسن النية في تنفيذ إلاتفاقية‪-،‬‬
‫وجانب آخر مستمد من الطابع الردعي املنصوص عليه في هذه إلاتفاقيات والذي يؤسس ملسؤولية دولية لكل دولة متعاقدة‬
‫أخلت بواجباتها إلاتفاقية بشأن حماية حقوق امللكية الفكرية‪،‬‬
‫أنه قانون إتفاقي مكتوب يتكون من مجموعتين من إلاتفاقيات الدولية إتفاقيات دولية لحماية امللكية‪-‬‬
‫الصناعية‪ ،‬وإتفاقيات دولية لحماية امللكية ألادبية والفنية من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعليه توصل توصل الفقه إنطالقا من هذه الخصائص إلى تعريف القانون الدولي للملكية الفكرية باعتباره "مجموعة القواعد‬
‫إلاتفاقية النابعة من مجمل إلاتفاقيات الدولية ذات صلة بحقوق امللكية الفكرية‪ ،" 2‬ومع توفر إلاطار القانوني لهذا القانون‬
‫تم في إنشاء آليات لتنفيذه‪ ،‬وذلك بإنشاء املنظمة العاملية للملكية الفكرية بتاريخ ‪14‬جويلية ‪ 1967‬في ستوكهولم لتأطير‬
‫وتنسيق التعاون الدولي في مجال حماية امللكية الفكرية باعتبارها منظمة دولية متخصصة في هذا املجال ‪.‬‬
‫تتكفل هذه املنظمة بدعم حماية امللكية الفكرية في في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع جميع الدول‪ ،‬تشجيع إبرام إلاتفاقات‬
‫الدولية التي تهدف إلى تدعيم حماية امللكية الفكرية ‪ 4‬؛ باعتبارها جهازا تنفيذيا لإلتفاقيات الدولية ذات الصلة‪ ،‬وبذلك إكتمل‬
‫البناء القانوني للقانون الدولي للملكية الفكرية مع توفر إلاطار املؤسساتي للحماية الدولية لهذه الحقوق ‪.‬‬
‫وألن هذا القانون من إنتاج الدول الصناعية الكبرى‪ ،‬إرتأت فيه الدول النامية إجحافا في حقها ألنه صنع في غيابها‪ ،‬حيث جاء‬
‫تجسيدا ملصالح الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬كما يعيق فكرة نقل التكنولوجيا لهذه الشعوب‪ ،‬مما أفض ى بهذه ألاخيرة إلى‬
‫طرح فكرة نظام عالمي جديد يهدف إلى إلاستفادة من ثمار املعرفة الحديثة باعتبارها إرث مشترك بين البشرية جمعاء‪ ،‬فكان‬
‫أهم مشروع هو " مشروع قانون السلوك الدولي لنقل التكنولوجيا املنجز من قبل مؤتمر ألامم املتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬وألنه‬
‫يخدم مصالح الدول الصناعية الكبرى لم يرى النور‪ ،‬كما تزامن مع نهاية الحرب الباردة وسقوط املعسكر الشيوعي والتوجه‬
‫نحو ألاحادية القطبية بزعامة الواليات املتحدة ألامريكية التي إتجهت نحو إنشاء املنظمة العاملية للتجارة ( ‪ ( omc‬كوجه آخر‬
‫إلصالح القانون الدولي للملكية الفكرية‪ ،‬تم إنشاؤه في مؤتمر مراكش سنة ‪ ، 1994‬فحلت هذه املنظمة محل ( ‪ ، ) GATT‬حيث‬
‫تجسدت أهم نتائج هذا املؤتمر في إبرام إتفاقية دولية تتعلق بالجوانب املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكرية تريبس )‬
‫( ‪Trips‬التي تجسد هذه إلاتفاقية نظرة الدول الصناعية الكبرى لحقوق امللكية الفكرية بتغليبها الطابع التجاري على الطابع‬
‫إلانساني وإلاجتماعي لهذه الحقوق‪ ،‬فأصبحت هذه الحقوق قيمة تجارية تحتكرها املؤسسات املنتجة للمعارف التكنولوجية‪،‬‬
‫*أضحت حقوق امللكية الفكرية سلعة تخضع لقواعد هذه ألاخيرة من عرض وطلب متجردة من قيمتها إلانسانية‪ ،‬ليصبح‬
‫القانون الدولي للملكية الفكرية قانونا يحمي هذه الحقوق كقيمة تجارية تخدم مصالح الدول الصناعية الكبرى‪ ،‬ال تهدف في‬
‫الواقع إلى مكافأة املخترعين واملبدعين بل إلى معاملة املالكين لهذه الحقوق كرجال أعمال‪ ،‬بتكريس فكرة إلاحتكار للخواص‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬نطاق الحقوق الفكرية‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫يضم مصطلح" امللكية الفكرية "تحت طياته‪ ،‬كل عمل يتمتع بالجدة والحداثة وإلابتكار أنتجه العقل وأبدع فيه‪ ،‬وسنتناول‬
‫من خالل هذا املبحث مايلي‪:‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬نطاق امللكية ألادبية والفنية‬
‫نعني بحق املؤلف ذلك الحق الذي يثبت لكل مؤلف على مصنفه الفكري الذي نتج عن ذهنه وفكره سواء كان مصنفا علميا‬
‫أو أدبيا أو فنيا‪ ،‬وأيا كانت وسيلة التعبير عنه بالكتابة أو النحت أو التصوير أو الرسم أو الصوت أو غير ذلك من الصور التي‬
‫تعبر عن نتاج الذهن أو الفكر‪.‬‬
‫كما عرف أيضا بأنه حق الشخص على نتاج ذهنه وقريحته وخاطره وثمرة فكره وأيا كان املظهر الذي يتخذه هذا النتاج فيكون‬
‫له ناحية أدبية ترتبط بالشخص برابطة وثيقة‪ ،‬إضافة إلى الجانب املالي‪ ،‬فال توجد ملكية أكثر إرتباطا بشخصية إلانسان‬
‫كتلك الناتجة عن عمله الفكري‪.‬‬
‫فحق املؤلف إذن هو ذلك الحق الذي ينسب لكل مؤلف على مصنفه الفكري الذي نتج عن ذهنه وفكره سواء كان مصنفا‬
‫علميا أو أدبيا أو فنيا‪ ،‬وأيا كانت وسيلة التعبير‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬متطلبات املصنف املشمول بالحماية‬
‫إن الجهد الفكري للمؤلف والذي يتبلور في النهاية في شكل مصنف لجدير بالحماية القانونية له‪ ،‬لكن هذه الحماية تتقرر له‬
‫متى تحققت شروط هذه الحماية التي سنبينها أدناه‪ ،‬كما أن باب إلابداع يسع الجميع ألجل ذلك نجد بعض املصنفات يؤلفها‬
‫أكثر من مؤلف وتحظى هي أيضا بنفس الحماية‪.‬‬
‫وألن ميدان التأليف شاسع منفتح على كل العلوم فإن مواضيع املصنفات أيضا تتعدد لتأخذ في النهاية الوصف الذي يتالئم‬
‫وامليوالت ألادبية والفنية والعلمية لكل مؤلف‪ ،‬وهو ما سنراه من خالل هذا الفرع‪.‬‬
‫أوال مدلول املصنف‪-‬‬
‫نعني به إلانتاج الفكري أو العمل الفكري الذي يتوصل إليه الفرد‪ ،‬فيصبح لهذا ألاخير حقوق تأليف على هذا املصنف‪ ،‬حيث‬
‫يشمل حق التأليف جميع صور إلابداع الفكري ألاصيل في املجاالت العلمية وألادبية والفنية الناتجة من وحي العقل والتي‬
‫يمكن التعبير عنها في صورة خلق مادي‪ ،‬أيا كانت أهمية ذلك العمل والغرض من إنتاجه‪ ،‬وأيا كان مظهر التعبير عنه‪ ،‬حيث‬
‫تتعدد مظاهر هذا العمل فقد يأخذ مظهر الكتاب أو الصوت أو النحت أو الرسم أو التصوير أو الحركة‪.‬‬
‫إن حماية املصنف تشمل حماية املضمون وحماية عنوان املصنف‪ ،‬ألن العنوان جزء ال يتجزأ من املصنف‪ ،‬وحتى يحظى‬
‫بالحماية ال بد من ظهوره فعال على املصنف وأن يتمتع بقدر من إلابتكار‪ ،‬وهو ما جاء في املادة ‪ 06‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق‬
‫بحقوق املؤلف بأنه " يحظى عنوان املصنف‪ ،‬إذا إتسم باألصلية‪ ،‬بالحماية املمنوحة للمصنف ذاته " ‪ ،‬كما نرى من خالل هذه‬
‫املادة أن املشرع إشترط ألاصلية في العنوان‪ ،‬لذلك ال يجب أن يكون العنوان تقليدا لغيره‪ ،‬لكن قد يكون العنوان مشتقا من‬
‫غيره وبالتالي يفتقد عنصر ألاصالة‪ ،‬ألجل ذلك كان يجدر باملشرع إشتراط عنصر إلابتكار في العمل دون ألاصالة ‪.‬‬

‫‪2‬شروط الحماية القانونية للمصنف‪-‬‬


‫تعنى بالحماية القانونية إال املصنفات ألاصلية أو املشتقة من ألاصل متى توفر فيها عنصر إلابداع أو إلابتكار‪ ،‬نص عليها املشرع‬
‫الجزائري في املادة ‪ 03‬من ألامر ‪ 03 / 05‬التي نصت على أنه " يمنح كل صاحب إبداع أصلي ملصنف أدبي أو فني الحقوق‬
‫املنصوص عليها في هذا ألامر"‪ ،‬لم يعرف املشرع الجزائري املصنف رغم أنه مصطلح تقني يجد ربه تعريفه‪ ، 4‬ولكي يحظى‬
‫املصنف أو العمل الفكري بالحماية القانونية يجب أن تتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫أ ضرورة وجود إلابداع‪-‬‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫جاء في نص املادة ‪ 03‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة الجزائري‪ ،‬بأنه"يمنح كل صاحب إبداع أصلي‬
‫ملصنف أدبي أو فني الحقوق املنصوص عليها في هذا ألامر"‪ ،‬ونظرا إلختالف إلابداع من مصنف آلخر ترك املشرع الجزائري أمر‬
‫تعريف إلابداع للفقه والقضاء ‪ ،‬حيث نالحظ من خالل هذه املادة الحماية تتقرر لكل عمل ذو إبداع أصلي‪.‬‬
‫حيث نعني باإلبداع أي إلابتكار الطابع الشخص ي الذي يعطيه املؤلف ملصنفه‪ ،‬ويسمح بتمييز املصنف عن سواه من املصنفات‬
‫املنتمية إلى نفس النوع‪ ،‬فاإلبتكار مجهود ذهني يتجلى فيه جانب من شخصية املؤلف‪ ،‬وال يكون نسخة من عمل سابق‪ .‬وما‬
‫عنته املادة ‪ 03‬من ألامر ‪ 03 / 05‬هو أن يكون إلابداع يتمتع بقدر من ألاصالة‪ ،‬ألن الاصالة هي التي تجعل إلابداع مصنفا فكريا‬
‫يحميه القانون‪ ،‬ومن املبدع مؤلفا أو مالكا أصليا للحقوق‪ ،‬ألجل ذلك ال يمكن أن يكون املؤلف إال شخصا طبيعيا ‪ 7 .‬حيث يرى‬
‫الفقه أن إلابداع يعتمد على ثالثة عناصر أو مراحل هي‪:‬‬
‫‪1‬الفكرة ‪:‬باعتبارها أول عنصر يبنى عليه العمل سواء كانت هذه الفكرة فنية أو علمية أو أدبية ‪ ،‬ونعني بها أيضا مرحلة نمو‬
‫ألافكار في ذهن صاحبها وألامل فيها‪.‬‬
‫‪2‬إطار الفكرة‪ :‬ونعني بها املرحلة رسوخ الفكرة واستقرارها‪ ،‬مرحلة التصور والتحليل والتركيب والتنسيق والتقويم والتقييم‬
‫للفكرة في مخيلة صاحبها ففي إلاطار الذي تبرزه من خالله الفكرة‪.‬‬
‫‪3‬التعبير عن الفكرة ‪:‬وهي مرحلة إخراج العمل إلى الوجود والتعبير عنه سواء بالكتابة أو الرسم أو النحت‪ -‬أو بأي وسيلة‬
‫من وسائل التعبير‪ ، 6‬نعني بها الكيان املادي للفكرة بخروجها إلى الوجود املادي ليتقرر لصاحبها منذ هذه اللحظة على مصنفه‬
‫حقا أدبيا وحقا ماليا يمنع الغير من إلاعتداء عليه‪ .‬ولقد إستقر عليه العمل على املستوى الدولي عند تحديد معنى إصطالح‬
‫التعبير عن املصنف بأنه "الطريقة التي تسمح بإدراك أي مصنف حسيا أو عقليا بما في ذلك التمثيل أو آلاداء أو التالوة أو‬
‫التثبيت أو التشكيل املادي أو أية طريقة مناسبة أخرى‪" .‬‬
‫ألن الحماية املقررة للمصنف تنصب على التعبير ألاصيل عن أفكار املؤلف‪ ،‬على أساس أن شرط ألاصالة حاضر في املصنفات‬
‫املبتكرة بغض النظر عن نوعيتها أو طريقة التعبير عنها وغرضها أو الغاية منها أو قيمتها العلمية‪ ،‬املهم أن تتجسد في فن‬
‫محسوس لتقص ي ألافكار املوجودة في ذهن املؤلف أو املبدع إلى حين خروجها للوجود في شكل يدركه إلانسان بالسمع أو النظر‬
‫أو اللمس‪.‬‬
‫حيث يقدر الفقه إلابداع على حسب العمل موضوع املعالجة‪ ،‬ألن املشرع الجزائري في ألامر ‪ 03 / 05‬لم يحدد املعايير التي على‬
‫أساسها يتم تقدير إلابداع على مستوى كل مصنف‪ ،‬وإنما تركها للفقه والقضاء‪،‬‬
‫ففي ألاعمال ألادبية ينظر إلى ألافكار ومدى ترابطها وشكل التعبير عنها من قبل املؤلف‪ ،‬أما إذا إقتصر العمل على جمع‬
‫املستندات أو املعلومات وتنسيقها وتصنيفها مضيفا عليها مالمح خاصة به يكون العمل مبتكرا‪.‬‬
‫كما أن مسألة ألاصالة مسألة واقعية تخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع‪ ،‬يختلف تقديرها باختالف املصنفات سواء‬
‫كانت علمية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬أدبية‪ ،‬أو مشتقة‪ ،‬وأيضا حسب املستوى التجاري ‪.‬ألنها تظهر في مقومات الفكرة التي يعرضها املؤلف‬
‫أي في تركيبها وإنشاءها‪ ،‬وهو ما جاء في املادة ‪ 07‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره‪ ،‬كما تكمن في الكيفية أو الطريقة التي يعبر‬
‫بها املؤلف عن أفكاره وفي العبارات املستعملة في ذلك‪ ،‬وبذلك تتجلى ألاصالة في أشكال التعبير ال في ألافكار‬
‫ب إشتراط إلايداع وأثره على حماية املصنف‪-‬‬
‫إلايداع إجراء إجباري في التشريع الجزائري يلزم به كل شخص طبيعي أو معنوي له إنتاج فكري أو فني طبقا للمادة ‪ 02‬فقرة‬
‫‪1‬من ألامر ‪ 96 / 16‬املتعلق باإليداع القانوني‪ ، 1‬إال أنه ال يمس بحقوق امللكية املمنوحة للمؤلف وملنتج الوثائق املودعة ألن له‬
‫طابع الحفظ فقط طبقا للمادة ‪ 06‬من نفس ألامر‪ ،‬وهو عبارة عن إجراء يساعد على توثيق املعرفة الفنية وألادبية والعلمية‬
‫التي يتوصل إليها مبدعي ألامم‪ ،‬كما يعتبر أداة تساعد كل شغوف للمعرفة في إكتشافها ومتابعة تطورها‪.‬‬
‫ولقد ألزمت إتفاقية بيرن لحماية املصنفات ألادبية والفنية الدول املوقعة في املادة ‪ 05‬فقرة ‪ 2‬على أنه"‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫ال يخضع التمتع أو ممارسة هذه الحقوق ألي إجراء شكلي‪ ،‬فهذا التمتع وهذه املمارسة مستقالن عن وجود الحماية في دولة‬
‫منشأ املصنف ‪".‬لكن الفقه يرى أنه من ألافضل إيداع املصنف لضرورات إلاثبات خصوصا أن مدعي التقليد عليه أن يثبت‬
‫أسبقية عمله بالنسبة للعمل املقلد وقد يكون من الصعب عليه تحديد لحظة إبتكاره للعمل‪ ،‬ألن إلايداع ال يشكل سوى قرينة‬
‫على ملكية املودع للعمل أو التسجيل أو آلاداء أو البرامج إلاذاعية أو التلفزيونية أي إثبات بأن العمل يعود إلى تاريخ سابق‪،‬‬
‫لكنها قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها بكافة طرق إلاثبات‪.‬‬
‫ثانيا تعريف املؤلف‪-‬‬
‫إن وصف مصطلح املؤلف يعد في الدول الالتينية " مسألة واقع "ألن هذا الوصف يمنح فقط متى تحققت واقعة معينة هي‬
‫"إلابتكار "أي " ‪ " la création‬للعمل الذهني‪ ،‬فال يمنح هذا الوصف في هذه الدول إال على من قام بالعمل الذهني‪ ،‬وال تنتقل‬
‫هذه الصفة إلى غيره‪ ،‬أما الدول ألانجلوسكسونية وعلى رأسها الواليات املتحدة ألامريكية فإن وصف املؤلف يقوم على إفتراض‬
‫قانوني " ‪ " fiction juridique‬مفادها أن صفة املؤلف تمنح ألشخاص محددين ولو لم يكونوا هم من قاموا بابتكار العمل‬
‫ذاته‪ ،‬ألن مسألة تحديد صفة املؤلف في هذه الدول هي مسألة قانون‪ ،‬ذلك أن املؤلف ليس فقط مبتكر العمل الذهني‪ ،‬وإنما‬
‫قد تتوافر هذه الصفة للناشر أو لرب العمل الذي يعمل لديه العامل املبتكر‪.‬‬
‫حيث يعتبر مؤلفا للمصنف الشخص الطبيعي الذي أبدع املصنف كما جاء في نص املادة ‪ 12‬من ألامر ‪03 / 05‬السابق ذكره‬
‫"يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا ألامر الشخص الطبيعي الذي أبدعه"‪ ،‬لكن هذا ألامر لم يمنع الشخص‬
‫املعنوي من أن يكون مؤلفا لكن في حاالت محددة ‪.‬‬

‫فيعتبر بذلك املالك ألاصلي لحق التأليف كما جاء في املادة " ‪ 13‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره ‪ "...‬ما لم يثبت خالف ذلك‪،‬‬
‫الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يصرح باملصنف باسمه أو يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور‪ ،‬أو يقدم تصريحا‬
‫باسمه لدى الديوان الوطني للحقوق املجاورة‪ ،‬املنصوص عليها في املادة ‪131‬من هذا ألامر_"‬
‫أ املجهول‪-‬‬
‫قد يختار املؤلف نشر مصنفه تحت إسم مجهول وهو أمر أقره القانون وبذلك ال يفقده حقه على مصنفه‪،‬لكن يجد ربه تعيين‬
‫وكيال أو وسيطا يحترم سرية شخصية من يمثله لكي ينوب عنه في مباشرة حق التمثيل وحق إلابالغ ‪.‬نصت عليه املادة ‪ 13‬من‬
‫ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره‪ "،‬إذا نشر املصنف املجهول الهوية دون إلاشارة إلى هوية من يضعه في متناول الجمهور‪ ،‬فإن‬
‫ممارسة الحقوق يتوالها الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة إلى أن يتم التعرف مالك الحقوق‪".‬‬
‫ب حالة إلاسم املستعار‪-‬‬
‫يمكن للمؤلف بمقتض ى حق ألابوة أن يختار إسما مستعارا ال يضر بالغير‪ ،‬حيث نقصد به إسم غير إلاسم الحقيقي للمؤلف‬
‫الذي يتخذه إلانسان لنفسه بمناسبة نشاط معين‪ ،‬منهي‪ ،‬فني‪ ،‬أدبي‪ ،‬غالبا يكون الهدف من اتخاذ هذا إلاسم إخفاء الشخصية‬
‫الحقيقية للشخص كالفنان أو الكاتب‪ ،‬حيث يحظى هذا إلاسم بنفس الحماية التي تكفلها القوانين وألانظمة لإلسم الحقيقي‬
‫وإسم الشهرة‪.‬‬
‫‪2‬املصنفات املنجزة من عدة أشخاص‪-‬‬
‫قد يتعدد املؤلفون فيكون بذلك الناشر بمناسبة نشره ملصنف مشترك التأليف بحاجة إلى إذن كل مؤلف ساهم في تأليف‬
‫هذا املصنف‪.‬‬
‫أ املصنف املشترك‪ :‬هو مصنف الذي يشارك في إبداعه أو إنجازه عدة مؤلفين‪ ،‬تعود حقوق املصنف إلى جميع مؤلفيه ممارسة‬
‫هذه الحقوق تخضع لإلتفاق بينهم‪ ،‬وإذا لم يتم إلاتفاق تطبق ألاحكام املتعلقة بحالة الشيوع ‪.‬كما أن إستغالله يخضع ملوافقة‬
‫الجميع حسبما ما إتفقوا عليه‪ ،‬وال يمكن معارضة ذلك إال بمبرر‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫لكن املشرع الجزائري يسمح لكل مؤلف مصنف مشترك بإستغالل الجزء الذي ساهم به في املصنف الذي تم الكشف عنه‪،‬‬
‫ما لم يلحق ضررا بإستغالل املصنف ككل مع إلزامية ذكر املصدر‪ ،‬ويعد باطال كل شرط مخالف لذلك‪.‬‬
‫ب املصنف املركب ‪ -‬هو املصنف الذي يدمج فيه باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مصنفات أصلية‬
‫دون مشاركة مؤلف املصنف ألاصلي أو عناصر املصنف املدرجة فيه ‪.‬تعود الحقوق على هذا املصنف للشخص الذي يبدع‬
‫املصنف مع مراعاة حقوق مؤلف املصنف ألاصلي‪.‬‬
‫ج املصنف الجماعي ‪ -‬هو املصنف الذي يشارك في إبداعه عدة مؤلفين‪ ،‬بمبادرة شخص طبيعي أو معنوي وإشرافه‪ ،‬ينشره‬
‫بإسمه‪ ،‬وعلى خالف املصنف املشترك ال تمنح املساهمة في املصنف الجماعي حقا مميزا لكل واحد من املشاركين في مجمل‬
‫املصنف املنجز؛ قد يؤلف املصنف شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬املؤلف شخص يتقاض ى أجرا من مستخدمه في إطار عالقة‬
‫عمل عقد حيث يتولى املستخدم ملكية حقوق املؤلف‪ - -‬إلستغالل املصنف للغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن ثم شرط‬
‫مخالف طبقا للماد ‪ 19‬من نفس ألامر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬ألاعمال املشمولة بالحماية‬
‫تضمن ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة املصنفات املحمية بحقوق املؤلف‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى املادة ‪ 04‬منه نجد أن املشرع الجزائري صنف املصنفات) ألاعمال ( إلى مصنفات أدبية‪،‬‬
‫ومصنفات موسيقية‪ ،‬ومصنفات سينيمائية ومصنفات سمعية بصرية‪.‬‬
‫تكون هذه ألاعمال واملصنفات مشمولة بالحماية القانونية متى كانت إبداعا أصليا ‪.‬حيث توجد ألاعمال ألاصلية وألاعمال‬
‫املشتقة من ألاصل كأعمال الترجمة وإلاقتباس والتعديالت املوسيقية وغيرها‪ ،‬هذه ألاخيرة أيضا محمية بنفس القانون دون‬
‫املساس بحقوق املصنفات ألاصلية ‪.‬سيتم تناولها في آلاتي‪:‬‬
‫أوال املصنفات ألاصلية‪-‬‬
‫نعني باملصنفات ألاصلية املصنفات التي وضعها مؤلفوها بصورة مباشرة دون أن تقتبس من مصنفات سابقة‪ ،‬ألنها تستمد‬
‫أصالتها من أفكار مؤلفيها مباشرة ‪.‬تتمثل في آلاتي‪:‬‬
‫‪1‬املصنفات ألادبية املكتوبة‪-‬‬
‫نعني بها املصنفات التي تكون الكتابة مظهرا للتعبير عنها‪ ،‬سواء كانت في مجال العلوم أو الفنون أو آلاداب ‪ ، 5‬تشمل املصنفات‬
‫املحمية املكتوبة مجال التاريخ الجفراقيا الفلسة‪ ،‬القانون‪ ،‬الطب الهندسة‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الفيزياء‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬الشعر‪.‬‬
‫فهي كل املحاوالت ألادبية والبحوث العلمية والتقنية والروايات والقصص والقصائد الشعرية ومصنفات برامج الحاسوب‪،‬‬
‫يتميز هذا النوع من املصنفات بأن نقله للجمهور يتم عن طريق الكتابة سواء تمت الكتابة على ألاوراق أو على أقراص‬
‫مضغوطة ‪ ،‬خاصة منها‪:‬‬
‫أ الكتب والكتيبات‪ ،‬حيث تساعد في إيصال املعلومة إلى الجمهور عن طريق النشر والتوزيع ‪ ،‬مع أن الكتيبات تكون أقل‬
‫حجما من الكتاب فال تزيد صفحاتها عن ‪ 49‬صفحة سواء في مجال ألادب أو العلوم ب برامج الحاسوب نعني بالبرنامج الكيان‬
‫املعنوي لنظام الحاسوب‪ ،‬مصنوع من أجزاء متداخلة مقسومة‪-‬‬
‫لقسمين‪ ،‬قسم مادي ‪ hard ware‬وقسم معنوي ‪ ، Soft ware‬لديها هدف مشترك‪ ،‬وهو القيام باستقبال البيانات ومعالجتها‬
‫عن طريق آداء العمليات الحسابية‪ ،‬واتخاذ القرارات املنطقية على البيانات الرقمية‬
‫بوسائل إلكترونية وتسلسل منطقي‪ ،‬للحصول على النتائج املطلوبة بسرعة عالية وتخزين هذه النتائج بعد ذلك تحت تصنيف‬
‫وترتيب النتائج مع إمكانية استرجاعها‪ ،‬ويتم ذلك كله تحت تحكم البرامج املخزنة فيه‪.‬‬
‫وهو عبارة عن كافة العناصر غير املادية الالزم ة للتعامل مع الجهاز‪ ،‬ومجموع ة البرامج واملناهج والقواعد وكافة الوثائق‬
‫املتعلقة بتشغيله ليتعامل مع املعطيات املوجودة به فاملعالجة آلالية للمعلومات والبيانات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫إال أن الحماية القانونية ال تشمل كل املصنفات املكتوبة‪ ،‬إذ هناك من املصنفات ما هو مستبعد من الحماية في التشريع‬
‫الجزائري نهائيا‪ ،‬وحتى في بعض التشريعات ومنها‪:‬‬
‫أ مجرد ألافكار وإلاجراءات وألاساليب والطرق‪-‬‬
‫جلي بالذكر أن الحماية تتقرر متى توفر الركن الشكلي واملوضوعي الذين تقتضيهما الحماية القانونية لهذا املصنف‪ ،‬حيث‬
‫نعني بالركن الشكلي إفراغ املصنف في شكل مادي ملموس ليتجاوز املؤلف الفكرة ويلج بها إلى حيز الوجود ‪ 4.‬أما الركن‬
‫املوضوعي فينصرف إلى أسلوب وطريقة التعبير عن هذه الفكرة بإبراز بصمته الشخصية على هذا العمل‪.‬‬
‫ألجل ذلك يعنى بالحماية الشخص الذي يعبر عن أفكاره‪ ،‬أما إلاجراءات وأساليب العمل وطرق التشغيل املرتبطة بالفكرة فال‬
‫تتمتع بالحماية لغياب الطابع إلابتكاري ‪ 6 .‬وهو ما نص عليه أيضا املشرع الجزائري في ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق بحقوق املؤلف‬
‫والحقوق املجاورة في مادته رقم‪07 .‬‬
‫ب ألاخبار الصحفية‪-‬‬
‫نعني بها ألاخبار والوقائع التي تصدر عن وكاالت ألانباء بطريقة دورية ومستمرة‪ ،‬مثل قناة النهار‪ ،‬البالد‪ ،‬فرنس ‪ ، 24‬وغيرها‬
‫ألنها مجرد أفكار صحفية عادية وحوادث عادية ال تنم عن أي طابع إبتكاري‪ .‬إستبعدها املشرع الجزائري من الحماية بحقوق‬
‫املؤلف‪ ،‬وألامر ذاته في املادة ‪ 141‬من قانون امللكية الفكرية املصري‬
‫إال أن املشرع املصري خصها بالحماية بمقتض ى حق املؤلف في حالة تجميع هذه ألاخبار أو الوقائع وترتيبها وعرضها بطريقة‬
‫مبتكرة تجسد الطابع الشخص ي وإلابتكار لصاحب العمل‪.‬‬
‫ج الوثائق الرسمية‪-‬‬
‫نعني بها ألاعمال الصادرة عن مؤسسات الدولة‪ ،‬من نصوص القوانين والتنظيمات‪ ،‬والعقود إلادارية الصادرة عن مؤسسات‬
‫الدولة والجماعات املحلية‪ ،‬وقرارات العدالة‪ ،‬والترجمة الرسمية لهذه النصوص املادة ‪ 11‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫وألامر ذاته في املادة ‪ 141‬قانون امللكية الفكرية املصري ‪ 3 .‬إال أن املشرع املصري خصها بالحماية بمقتض ى حق املؤلف لكن‬
‫إذا قام شخص بتجميع نصوص القوانين أو ألاحكام القضائية ورتبها بطريقة تتجلى فيها بصمته الشخصية وأدرجها في كتاب‬
‫أو مقالة فإنها تحمى بحق املؤلف‪ ،‬ألنه لم يأخذ النصوص أو ألاحكام كما هي بل عمل على تجميعها وترتيبها وتبويبها بطريقة‬
‫إبتكارية تبرز ملسته الشخصية‪.‬‬
‫‪2‬املصنفات الشفوية‪-‬‬
‫هي ألاعمال التي تنقل للجمهور شفويا أو بطريقة مرتجلة وليست مكتوبة‪ ، 5‬حيث يكون الكالم هو مظهر التعبير عنها‪ ،‬توجه‬
‫شفهيا إلى جمهور محدد)شخص واحد أو مجموعة من ألاشخاص (بقصد التأثير فيهم‪ ،‬بحيث يكون فيها من إلابداع الفكري‬
‫ما يبرز شخصية مؤلفه‪.‬‬
‫نص عليها املشرع الجزائري في املادة ‪ 04‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة "تعتبر على الخصوص‬
‫كمصنفات أدبية أو فنية محمية ‪...‬املصنفات الشفوية مثل املحاضرات والخطب واملواعظ وباقي املصنفات التي تماثلها"‪ ،‬فهي‬
‫إذن عدة أنواع مذكورة على سبيل املثال‪:‬‬
‫أ املحاضرات ‪:‬هي أحد مظاهر التعبير بالكالم عن موضوع معين في مناسبات معينة‪ ،‬ذات طابع تدريس ي‪ -،‬تعليمي‪...،‬إلخ‪ ،‬تلقى‬
‫على مجموعة من الطلبة أو ألاشخاص في فرع من فروع العلم أو املعرفة‪ ،‬كاملحاضرات التي يلقيها أعضاء التدريس في الجامعات‬
‫واملعاهد أو من خالل املؤتمرات وامللتقيات العلمية‬
‫تشمل أيضا الندوات واملناقشات‪ ،‬وقد تكون عبر ألانترنت‪ ،‬حيث ال يجوز مثال جمع املحاضرات أو الدروس امللقاة من طرف‬
‫أحد ألاساتذة على الطلبة ونشرها‪ ،‬سواء بقصد ربح مادي أو ملجرد املساعدة إال بإذن ألاستاذ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬

‫ال يجوز تجميعها في كتاب أو تسجيلها بغرض إلاستغالل التجاري‪ ،‬أما إذا قام بنشرها على املواقع إلالكترونية وفقا للتقاليد‬
‫الجامعية‪ ،‬أو قام بإعداد مطبوعة‪ ،‬ففي هذه الحالة تتحول من مصنفات شفوية إلى مصنفات مكتوبة وبالتالي تخضع‬
‫للحماية‪ ،‬لكن إتاحتها بالشكل الرقمي يجعلها مصنفا منشورا ومكتوبا‪.‬‬
‫كما تعتبر محاضرات أيضا تلك التي تلقى في امللتقيات الثقافية والفكرية‪ ،‬التي تلقى على الجمهور بشرط ارتجالها على الحضور‪،‬‬
‫تشترط بعض القوانين أن تكون مسجلة حتى يضفي عليها القانون الحماية‪.‬‬
‫ب الخطب ‪:‬ينصرف هذا املصطلح إلى الكلمات امللقاة علنا على جمع من ألافراد كخطب رجال السياسة‪ -‬ومرافعات املحامون‬
‫أمام جهات القضاء‪ ،‬لم تنص عليها املادة ‪ 04‬من ألامر ‪ 03 / 05‬لكن إعتبارها مصنفات شفوية ال يجيز نشرها وال تقديمها إال‬
‫في شكل أخبار‪.‬‬
‫ج املواعظ ‪:‬نعني بها ألادعية والخطب الدينية التي تلقى على الجمهور‪ ،‬ترمي إلى السمو والرقي بالنفس البشرية إلى ما فيه‬
‫صالحها‪ ،‬كخطبة الجمعة في املساجد والشرائط التسجيلية التي تحث على التحلي بمحاسن ألاخالق‪ .‬لم يوضح املشرع‬
‫الجزائري املقصود بعبارة " وباقي املصنفات التي تماثلها " على خالف املشرع املصري في مادته رقم ‪ 140‬من قانون امللكية الفكرية‬
‫الذي أدرج عبارة " أية مصنفات شفوية أخرى إذا كانت مسجلة " بما يفيد أنه يتم حماية جميع املصنفات الشفوية ألاخرى‬
‫بشرط أن تكون مسجلة‪ ،‬هذه العبارة لم يذكرها املشرع الجزائري لكن ألاكيد أنها ال تتمتع ضمنيا بالحماية إال إذا كانت‬
‫مسجلة؛ ألن شرط التسجيل من املسلمات ذلك أن الحماية تتوفر للمصنف متى كان محسوسا‪ ،‬أي ضرورة توافر الركن‬
‫الشكلي للمصنف وذلك من خالل التعبير عن هذا املصنف بطريقة محسوسة‪ ،‬ألجل ذلك ال يعتبر عدم إدراج شرط التسجيل‬
‫للمصنفات الشفوية نقصا تشريعيا‪.‬‬
‫كما أن إلقاء الشعر في مكان عمومي إذا سبق نشره في كتاب وتداوله الجمهور فإنه يعتبر مصنفا مكتوبا وهو أصال محميا‪ ،‬أما‬
‫إذا لم يتم نشره فيكون محميا وال يمكن ألحد نشره إال بعد موافقة الشاعر‪ ،‬أما التالوة العالنية للقرآن الكريم فإنها تدخل في‬
‫عبارة " وباقي املصنفات التي تماثلها " املذكورة أعاله ‪ ،‬وهي من الصور املتشابهة للمصنفات الشفوية املعنية بالحماية بمقتض ى‬
‫حق املؤلف لكنها تنصب على آلاداء‪.‬‬
‫‪3‬املصنفات الفنية‪-‬‬
‫هي ألاعمال التي تحاكي الجانب الجمالي للفكر بمخاطبتها لإلحساس واملشاعر‪ ،‬يكون التعبير عنها بإستعمال بعض آلاالت أحيانا‬
‫على أن ال يغلب دور آلالة على عمل املؤلف وإال لن يكون جدير بالحماية تتعلق بمجاالت واسعة من الفنون‪ ،‬ولقد عمل املشرع‬
‫الجزائري على تحديد املصنفات التي تندرج ضمنها وهي‪:‬‬
‫أ املصنفات املسرحية‪-‬‬
‫يقصد بها ألاعمال التي تقدم على املسرح‪ ،‬تجسد أحداث ووقائع من الحياة تؤدي من قبل شخص أو عدة أشخاص)‪.‬نعني‬
‫باملسرح املدرج الذي إستخدمه إلاغريق للداللة على املدرج النصف دائري من املقاعد التي يشاهد من خاللها الجمهور آلاداء‪،‬‬
‫وبعد ذلك أصبح يشمل كامل املبنى الذي يستخدم في آلاداء‪ ،(.‬أصبحت تعني املصنف ألادبي أو املوسيقي ‪ ،‬يعرض ويخل في‬
‫إطار املصنفات الدرامية والدرامية املوسيقية وإلايقاعية والتمثيليات إلايمائية‪.‬‬
‫ب املصنفات املوسيقية‪-‬‬
‫تشمل الحماية القانونية جميع املصنفات املوسيقية املغناة أي املقترنة بكلمات أو الصامتة التي ال تقترن بها‪ ،‬حيث يتألف‬
‫املؤلف املوسيقي املغنى من عنصر املوسيقى وهو اللحن‪ ،‬والعنصر ألادبي وهو ألالفاظ‪.‬‬
‫حيث يتكون املصنف املوسيقي من العناصر التالية‪:‬‬
‫*النغم أو اللحن ‪ la mélodie‬عبارة عن سلسلة من النغمات أو أو ألاصوات املتوالية‪ ،‬أي تتابع وترتيب النغمات‪ ،‬فهو كالجملة‬
‫املفيدة في املصنفات ألادبية‪ ،‬ألجل ذلك يعتبر النقل الكلي أو الجزئي له تقليدا‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬

‫*التوافق أو التناغم املوسيقي ‪ l’harmonie‬هو عبارة عن إصدار عدد من النغمات املختلفة بشكل متزامن‪،‬‬
‫*الوزن ‪ le rythem‬هو ضبط توقيت النغمات‪ ،‬فهو النقلة على النغم في مجاالت زمنية محددة‪.‬‬
‫قد يحتوي العمل املوسيقي أعمال أصلية وأخرى مشتقة كما هو الحال في التوزيع املوسيقي الذي يتم عادة عن طريق التحويل‬
‫والذي إعتبره املشرع الجزائري مصنفات مشتقة املادة ‪ 5‬فقرة ‪ 1‬من ألامر‪ 03 / 05‬أما مؤلف كلمات ألاغاني فهو مؤلف أصلي‪.‬‬
‫ج املصنفات السينيمائية أو املصنفات السمعية البصرية‪-‬‬
‫املصنف السمعي البصري هو مجموعة من الصور املترابطة واملرتبة املصحوبة بأصوات تعبر عن حركة هذه الصور‪ ،‬ويكون‬
‫باإلمكان رؤيتها وسماعها في آن واحد من خالل شاشات السينما أو التلفزيون أو أية وسيلة أخرى حسب التقدم التكنولوجي‪.‬‬
‫ويعتبر إلانتاج السينيمائي نوع من أنواع املصنفات السمعية البصرية من خالل املادة ‪ 04‬فقرة د‪ ،‬ألن هذه ألاخيرة هي الوعاء‬
‫الذي تفرغ فيه هذه ألاعمال‪.‬‬
‫د التمثيليات ‪:‬التمثيل إلايمائي هو وسيلة من وسائل التعبير بالحركة دون الصوت‪ ،‬يقدم في شكل عروض‪-‬‬
‫في أماكن آلاداء العلني ‪.‬ولقد عرفت املنظمة العاملية للملكية الفكرية التمثيل الصامت بأنه" " تمثيل أو آداء قطعة موسيقية‬
‫تعبر عن عاطفة أو عمل مثير باإليماء والحركة واملحاكاة دون النطق بأي كلمة‪ ،‬إن تحديد القواعد املتعلقة بممارسة النشاط‬
‫السمعي البصري ينظمه القانون رقم ‪ 14 / 04‬املتعلق بالنشاط السمعي البصري‪.‬‬
‫‪3‬املصنفات الفنية ‪:‬هي عبارة عن إبتكارات فكرية الغرض منها إستهواء الحس الجمالي للشخص الذي يحظى بها ‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫أ مصنفات الفنون التشكيلية والفنون التطبيقية‪-‬‬
‫لم يعرفها املشرع الجزائري وإكتفى فقط بذكر تعداد لها في املادة ‪ 4 .‬لكن عرفها املشرع القطري في مادته ألاولى من القانون‬
‫رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 2002‬بأن مصنف الفنون التطبيقية هو إبتكار فني له وظيفة مفيدة أو يدرج في سلعة مفيدة سواء أكان من‬
‫مصنفات الحرف اليدوية أو من املنتجات الصناعية‪".‬‬
‫وهي عبارة عن أعمال يتم بواسطتها تطبيق الفنون الجميلة املختلفة تطبيقا عمليا على ش يء مجسم كأعمال الخزف‪ ،‬وصياغة‬
‫الذهب‪ ،‬والفضة وألاواني النحاسية املنقوشة‪ ،‬والزجاج امللون‪ ،‬وصناعة السجاد اليدوي وغيرها ‪ 6 .‬ومن أمثلة هذه املصنفات‪:‬‬
‫أ‪- 1 /‬الرسم التخطيطي ‪:‬وهو النسخة ألاولية لرسم أو لوحة زيتية أو تصميم‪.‬‬
‫أ‪- 2 /‬النحت ‪:‬يشمل إلى جانب ألاعمال التي تتكون من أية أجسام قائمة‪ ،‬وكذلك التماثيل التي تتكون من كتل بارزة‪.‬‬
‫أ‪- 3 /‬النقش ‪:‬يتم بالحفر على إحدى املواد املصنوعة غالبا من املعدن أو الحجر أو غيرها‪.‬‬
‫أ‪- 4 /‬الحياكة الفنية واملنسوجات املزركشة ‪:‬يدخل في نطاقها فن الزرابي بوصفها فن من الفنون‪ ،‬فمن يقوم‬
‫برسم قلعة بني حماد في لوحة زيتية جميلة يكون مؤلفا لهذه اللوحة ويعتبر مصنفا فنيا تشمله حماية القانون‪ ،‬ونفس ألامر‬
‫يسري على من يقوم بنحت أو وضع تمثال ألامير عبد القادر بساحة أول ماي بالعاصمة‪.‬‬
‫حيث تختلف هذه املصنفات عن املصنفات ألادبية والعلمية في أنها مصنفات تعتمد على نسبة ألاعمال التنفيذية التي يقوم‬
‫بها الفنان وليس على مجرد وضعه خطة عمل كما في النظريات العلمية‪ ،‬ألن التنفيذ هو مناط الحماية‪ ،‬وهو ما تم تجسده في‬
‫صورة عمل فني أو في تمثال بيد الفنان نفسه‪ ،‬أما إذا كان لآللة دور في تنفيذ عمل الفنان‪ ،‬فإن العبرة بالعمل الغالب‪ ،‬فإذا‬
‫كانت الغلبة لعمله الشخص ي تتقرر الحماية القانونية‪ ،‬أما إذا كان العكس ودور الفنان كان دورا ثانويا يحرم هذا العمل من‬
‫الحماية ألن العمل امليكانيكي ال يستحق الحماية‪ ،‬فهي إذن مسألة واقع تخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع‪ ،‬كما‬
‫يحمي املشرع الجزائري أيضا صاحب الرسم على النموذج ونعني به املصمم‪ ،‬وأيضا من يقوم بتنفيذ هذا التصميم يعد مؤلفا‬
‫ملصنف فني‪ ،‬فاألول يعتبر رساما أو مصمما والثاني منفذ الرسم ويتمتع بحماية حق املؤلف‪.‬‬
‫أ‪- 5 /‬مصنف الرسم ‪:‬يشمل الرسوم البيانية والخرائط والرسوم املتعلقة بالطبوغرافيا أو الجغرافيا أو العلوم‪ ،‬حيث نعني‬
‫بالخرائط الجغرافية النقل التخطيطي ملناطق أو أماكن في الكرة ألارضية عن طريق الرسم أو التصوير‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫أ‪- 6 /‬املصنفات التصويرية ‪:‬هي عبارة عن املصنفات التي تتم بواسطة آالت التصوير‪ ،‬وال تكون محمية إال إذا عبرت عن الطابع‬
‫الشخص ي ملنفذ التصوير‪ ،‬وأن تكون الغلبة للطابع الشخص ي لهذا ألاخير على حساب الطابع امليكانيكي‪ ،‬حيث يتجسد الطابع‬
‫الشخص ي في قدرة الشخص على إلتقاط الصورة وحسن تنسيقها وتهذيبها وإختيار الزوايا والظالل وغيرها‪.‬‬
‫وعليه تتمثل العناصر إلابتكارية للصورة في الجهد املبذول من طرف املصور في إختيار الزمان واملكان والزوايا وألاضواء وغيرها‬
‫من العناصر التقنية التي تبرز الطابع الجمالي للصورة‪.‬‬
‫ب‪/‬مصنفات العمارة ‪:‬نعني بها تلك ألاعمال املبتكرة التي ينجزها املهندسون املعماريون أو مكاتب الهندسة املتخصصة‪ ،‬والتي‬
‫تتضمن فنون الرسم والتصميم والتخطيط والنماذج املجسمة كالنماذج الثالثية ألابعاد للمنازل والحدائق أو املصانع والطرق‬
‫الكبرى‪ ،‬لكن يشترط في مصنفات الفن املعماري أن يبرز البصمة الشخصية والفنية للمهندس املعماري أو املكتب الهندس ي‬
‫املصمم لها‪.‬‬
‫تشمل املشروعات والتصميمات واملخططات والخطط والنماذج ألاولية التي تعد قبل مباشرة البناء‪ ،‬كما تحمى ألاعمال‬
‫الهندسية املعمارية بحماية مزدوجة‪ ،‬فمن جهة تحمى ضد أخذ نسخ من الخرائط واملجسمات‪ ،‬ومن جهة أخرى محمية ضد‬
‫إعادة إنشاء بناء مماثل للذي كان قد شيده املعماري‪.‬‬
‫ثانيا املصنف املشتق‪-‬‬
‫نعني به إضفاء مؤلف ثاني مالمحه الشخصية وجهده الشخص ي على مصنف أصلي للغير سابق الوجود‪ ،‬وبالتالي يكون إلابتكار‬
‫فيه نسبي ‪.‬إذ يستعير صاحبه بعض العناصر من املصنف السابق ليتم تحويلها في عمل جديد ‪ 7 .‬ولكن الشرط ألاساس ي‬
‫لحمايتها هو عدم إلاخالل بحقوق املؤلف ألاصلي‪ ،‬ألنه ال يمكن إيداع أي مصنف مشتق إال بعد الحصول على إذن مؤلف‬
‫املصنف املشتق‪ ،‬ما لم يكن ذلك املصنف قد دخل في امللك العام أي إنقضت مدة الحماية املقررة له وهو ما أقره املشرع‬
‫الجزائري في مادته رقم ‪ 05‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة ‪ 1 .‬واملصنفات املشتقة موجودة في عدة‬
‫أنواع هي‪:‬‬
‫‪1‬ترجمة املصنفات‪-‬‬
‫نعني بعلم الترجمة كماعرفته املنظمة العاملية للملكية الفكرية " التعبير عن أي مصنف أدبي أو فني أو علمي أو تقني بلغة غير‬
‫لغة النص ألاصلي‪ ،‬سواء كان املصنف مكتوبا أو شفويا‪ ،‬وسواء كان ذلك بقصد‪ -‬نشره في كتاب أو مجلة أو في شكل آخر‪ ،‬أو‬
‫إتخاذه موضوعا لعرض مسرحي أو سينيمائي أو إذاعي‪ ،‬أو تلفزيوني‪ ،‬أو ألي أغراض أخرى‪".‬‬
‫وعلى املترجم إتقان اللغات وبذل الجهد حتى يخرج العمل متضمنا نفس املعنى للمصنف ألاصلي‪ ،‬توجب الترجمة الحصول‬
‫على إذن املؤلف ألنه حق من الحقوق املالية للمؤلف‪ ،‬ما لم يكن املصنف قد دخل ضمن امللك العام‪.‬‬
‫يجب أن يتمتع املصنف املترجم بجزء من إلابتكار‪ ،‬لكن على املترجم في الوقت ذاته إلالتزام باألمانة في عمله إذ عليه التقيد‬
‫بتكوين وخطة العمل املحددة من قبل مؤلف العمل ألاصلي‪ ،‬ألن املترجم دوره سلبي إتجاه مضمون املصنف الاصلي‪ ،‬إال أن‬
‫إلابتكار يتجلى من خالل املفاضلة بين الكلمات في اللغة املترجم إليها وإختيار ألادق وألانسب وصياغة الجمل والعبارات مما‬
‫يبرهن على إجتهاد املترجم‪.‬‬
‫هناك ترجمة شفوية وأخرى تحريرية ‪ ، 5‬فالترجمة الشفوية تعنى بترجمة الخطابات الشفوية التي تستخدم في محاورات‬
‫وخطابات رجال السياسة ومفاوضاتهم‪ ،‬كما تستخدم أيضا لترجمة املحاضرات واملقاالت امللقاة في إلاجتماعات الدولية‪ ،‬وهي‬
‫من ألاعمال الفكرية املشتقة‪ ،‬ألن املشرع نص صراحة على حماية املصنفات الشفوية كاملحاضرات والخطب واملواعظ وباقي‬
‫املصنفات التي تماثلها كما سبق ذكره‪ ،‬باعتبارها مصنفات أصلية ألجل ذلك تعتبر ترجمتها عمال مشتقا‪.‬‬
‫لكن الترجمة الرسمية مستبعدة من الحماية في قانون حق املؤلف ‪ ،‬حيث تنصرف الترجمة الرسمية املستبعدة من الحماية‬
‫بمقتض ى قانون حق املؤلف إلى ألاعمال املذكورة في املادة ‪ 11‬من هذا القانون وهي "القوانين والتنظيمات والقرارات والعقود‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬

‫إلادارية الصادرة عن مؤسسات الدولة‪ ،‬والجماعات املحلية وقرارات العدالة‪ ،‬والترجمة الرسمية لهذه النصوص ‪".‬ألنه يعتبر‬
‫من قبيل أعمال السلطات العمومية التي تصدر هذه ألاعمال في إطار وظيفتها الرسمية‪ ،‬فال تحمل صفة املؤلف‪.‬‬
‫‪2‬إلاقتباس نعني باإلقتباس إضفاء جهد إبداعي بلمسة شخصية في إعادة تناول املصنف ألاصلي إما بالتلخيص أو التحويل‬
‫أو التكييف بعد الحصول على إذن من صاحب املؤلف ألاصلي‪ ،‬دون املساس بحقوق هذا ألاخير ‪.‬قد يقصد باإلقتباس‬
‫بالتكييف أي التحويل‪ ،‬والذي نعني به تغيير طبيعة املصنفات ألاصلية من نوع إلى آخر عن طريق تغيير تعبيرها وتركيبها‪ 3.‬حيث‬
‫يعمد فيه املؤلف إلى تحويل املصنف إلى لون آخر مع إلاحتفاظ بمضمونه كتحويل قصة أو رواية إلى مسرحية أو فيلم‬
‫سينيمائي‪.‬‬
‫أما امللخص باعتباره نوع من أنواع إلاقتباس فيهدف إلى إعطاء فكرة عن مضمون مصنف سابق‪ ،‬قد يكون مبتكرا إما لجهة‬
‫التكوين أو لجهة التعبير بما يعكس شخصية من قام بهذا الجهد الفكري‪.‬‬
‫‪3‬قاعدة البيانات‪-‬‬
‫تعرف البيانات بأنها " عبارة عن تمثيل لحقائق أو مفاهيم‪ ،‬أو هي مجموعة التعليمات املكتوبة بطريقة مرتبة تصلح ألغراض‬
‫إلاتصاالت أو أي نوع من املعالجة بواسطة إلانسان أو آلالة‪".‬‬
‫أما قاعدة البيانات فهي عبارة عن املعطيات واملعلومات التي يعدها إلانسان‪ ،‬تتمتع بالحماية أيا كان موضوعها بشرط توافر‬
‫الطابع إلابتكاري أي البصمة الشخصية التي تجسد شخصية صاحب هذه البيانات أعدها‪ ،‬وهذه البيانات يعدها إلانسان‬
‫بلغة الكلمات أو ألارقام أو الرموز‪ ،‬ويختزنها بأية وسيلة من وسائل التقنية الحديثة حتى يتمكن من إسترجاعها عند الحاجة‬
‫عن طريق العرض على شاشة الحاسب أو طباعتها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحقوق املجاورة‬
‫هي مجموعة الحقوق التي تمنح ألشخاص ال بصفتهم مؤلفين بل بسبب دورهم في نشر هذه ألاعمال وتوصيلها إلى أكبر عدد‬
‫من الناس)الجمهور(‪ ،‬كما نعني بها" الحقوق املمنوحة لفئة غير مصنفة ضمن فئة املؤلفين ولكنها تساهم في نقل املصنفات‬
‫إلى الجمهور كفئة املؤدين‪ ،‬حيث تتميز هذه املساهمات بمهارات إبتكارية أو فنية أو تنظيمية في عملية النقل للجمهور‪".‬‬
‫والحقوق املجاورة ما هي إال مجموعة أعمال تهدف إلى نشر املصنفات ألادبية والفنية دون إبداعها‪ ،‬وهي في ذات الوقت أموالا‬
‫معنوية تصلح أن تكون موضوع إعتداء ‪.‬عرفت بأنها" الحقوق التي فرضها التطور في مجال نشر املصنفات وإيصالها للجمهور‪،‬‬
‫والتي يتمتع بها ألاشخاص الذين يدور عملهم في ميدان إستغالل املصنف ألادبي أو الفني أو العلمي‪ ،‬واملقررة لهم بسبب الدور‬
‫الذي يقومون به‪ ،‬من معاونة للمؤلفين في مجال إلابداع وإلابتكار‪".‬‬
‫وعليه تتبلور أعمالهم في قيامهم باستغالل املصنف ألادبي أو الفني‪ ،‬والتي تنتج بناء على الدور الذي نفذوه فيه‪ ،‬حيث تدل‬
‫صيغة" مجاورة "على الوجود والقرب‪ ،‬ألن هذه الحقوق ليست مدمجة في حقوق املؤلف وليست مستقلة ومنفصلة عنها‪ ،‬بل‬
‫يجمعها إطار واحد هو إطار امللكية الفكرية وهدف واحد يتمثل في نشر إلابداع الفكري‪ ،‬وهو مصطلح يؤيده أغلب الفقه‪.‬‬
‫لم يعطيها املشرع تعريفا محددا لكن عدد أصحاب هذه الحقوق الذين تكفل لهم حماية قانونية لقاء أعمالهم بموجب ألامر‬
‫‪03 / 05‬املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة الجزائري ‪ 3 .‬حيث نص عليهم املشرع‬
‫الجزائري في املادة ‪ 107‬من قانون حق املؤلف بأنهم" كل فنان يؤدي أو يعزف مصنفا من املصنفات الفكرية أو مصنفا من‬
‫التراث الثقافي التقليدي‪ ،‬وكل منتج ينتج تسجيالت سمعية أو تسجيالت سمعية بصرية تتعلق بهذه املصنفات‪ ،‬وكل هيئة للبث‬
‫إلاذاعي السمعي أو السمعي البصري تنتج برامج إبالغ هذه املصنفات إلى الجمهور‪ ،‬يستفيد عن آداء حقوقا مجاورة لحقوق‬
‫املؤلف تسمى" الحقوق املجاورة‪".‬‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬

‫من خصائص هذه الحقوق أنها موجهة إلى الغير املتمثل في الجمهور‪ ،‬ألن آداء الفنان لعمل فني ما قد يساهم في نقل رسائل‬
‫تحمل في طياتها قيما وأداف سامية للجمهور بحيث يمكن ألي شخص إلاستمتاع بهذا العمل عبر وسائل البث التقليدية أو‬
‫التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫كما أنها مستندة في ألاصل على حقوق املؤلف ومرتبطة بها سواء كانت في شكل آداء فني أو تثبيت لصوت أو بث إذاعي وتلفزيوني‬
‫لهذه ألاعمال‪ ،‬فهي حقوق تنبثق من لدن مصنف محمي بموجب قانون حق املؤلف‪ ،‬وهو ما يثبت الترابط الوثيق بينهما‪،‬‬
‫فأصحابها يعتبرون بمثابة الوسيط في عملية نقل املصنفات ألاولية للجمهور‪ ،‬ألجل ذلك تمنح لهم نفس الحقوق إلاستئثارية‬
‫التي يتمتع بها املؤلف دون املساس بحقوقه‪.‬‬
‫ثانيا أنواع الحقوق املجاورة‪-‬‬
‫تتمثل هذه الفئات كما نص عليه املشرع الجزائري في نص املادة ‪ 107‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره‪ ،‬في فناني ألاداء‪ ،‬منتجي‬
‫التسجيالت السمعية أو التسجيالت السمعية البصرية وفئة هيئات البث إلاذاعي والتلفزيوني‪ ،‬سنحاول التعرف عليها أدناه‪.‬‬
‫‪1‬فنانوا ألاداء‪-‬‬
‫يعتبر فنانا مؤديا ألعمال فنية أو عازفا طبقا للمادة ‪ 108‬من ألامر ‪ 03 / 05‬املذكور سابقا‪ ،‬املمثل‪ ،‬واملغني‪ ،‬واملوسيقي‪،‬‬
‫والراقص‪ ،‬وأي شخص آخر يمارس التمثيل أو الغناء أو إلانشاد أو العزف أو التالوة أو يقوم بأي شكل من ألاشكال بأدوار‬
‫مصنفات فكرية أو مصنفات من التراث الثقافي التقليدي حيث نعني بفنان آلاداء " كل شخص يقوم بإيصال املصنفات ألادبية‬
‫والفنية إلى الجمهور عن طريق إمكانياته الشخصية ومواهبه‪ ،‬من حركات جسمانية وأصوات تنطلق من حنجرته أو من آلته‬
‫أو أي وسيلة أخرى مساعدة‪".‬‬
‫ال بد أن يتميز عمل فنان آلاداء باألصالة وإلابداع‪ ،‬وذلك بإضفاء على املصنف من شخصيته أو جزء منها من أسلوبه‬
‫الشخص ي‪ ،‬ألجل ذلك منحت التشريعات الفنان املؤدي حقوقا معنوية وأخرى مادة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ الحقوق املعنوية‪-‬‬
‫تتمثل الحقوق املعنوية حسب نص املادة ‪ 112‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره في الحق في نسبة آلاداء أو العزف للفنان الذي‬
‫قام باآلداء أو العزف‪ ،‬باإلضافة إلى ذكر إسمه العائلي أو املستعار‪ ،‬ضرورة إحترام سالمة آدائه وضمان حقه في إلاعتراض على‬
‫تعديل أو تشويه أو إفساد من شأنه إلاساءة إلى سمعته كفنان أو املساس بشرفه ‪.‬وهذه ألامور ماهي إال دليل على وجوب توافر‬
‫عنصر ألاصالة وإلابداع في عمله‪.‬‬
‫وبعد وفاة الفنان أو العازف تمارس هذه الحقوق من قبل ورثته أو من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي أسندت له هذه‬
‫الحقوق بمقتض ى وصية‪ ،‬وفي حالة عدم وجود ورثة يمارس هذه الحقوق الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪.‬‬
‫ب الحقوق املادية املتعلقة بفناني آلاداء‪-‬‬
‫تتمثل أساسا في إبالغ آدائه للجمهور سواء بالطريقة املباشرة والتي قد تكون على خشبة املسرح أو منبر أمام الجمهور‪ ،‬أو‬
‫بطريقة غير مباشرة في شكل تسجيل سمعي أو سمعي بصري عن طريق شريط أو أسطوانة أو فيلم‪ ،‬بشرط موافقة الفنان‬
‫املؤدي بموجب عقد مكتوب حيث تشترط الكتابة هنا كدليل إثبات وليست كشرط لصحة إلانعقاد‪ ،‬وألامر كذلك في الترخيص‬
‫باإلستنساخ وبث العمل على الجمهور بأي طريقة كانت على الجمهور‪.‬‬
‫‪2‬الحقوق املتعلقة بمنتجي التسجيالت السمعية والسمعية البصرية‪-‬‬
‫يرى الفقه أن دور منتجي التسجيالت السمعية والسمعية البصرية يكمن في تثبت محتوى املادة املراد تسجيلها على دعامة أو‬
‫وسيلة مادية يمكن إدراك ما تحتويه عن طريق جهاز مخصص لذلك‪.‬‬
‫وهو ما يراه املشرع الجزائري أيضا ‪ ،‬حيث يعتبر منتجا للتسجيالت السمعية‪ ،‬الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يتولى تحت‬
‫مسؤوليته‪ ،‬التثبيت ألاولي لألصوات املنبعثة من تنفيذ أداء مصنف أدبي أو فني أو مصنف من التراث الثقافي التقليدي ‪ 5 .‬أما‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫منتج تسجيل سمعي بصري فهو كل شخص طبيعي أو معنوي يتولى تحت مسؤوليته التثبيت ألاولي لصور مركبة مصحوبة‬
‫بأصوات أو غير مصحوبة بها تعطي رؤيتها انطباعا بالحياة أو الحركة لكن املشرع الجزائري لم يوضح املقصود بمصطلح‬
‫"التثبيت"‪ ،‬في حين يرى املشرع املغربي في قانونه لحق املؤلف بأنه " كل تجسيد للصور أو ألاصوات أو للصور وألاصوات أو لكل‬
‫تمثيل لها يمكن باإلنطالق منه إدراكها أو إستنساخها أو نقلها بأداة‪".‬‬
‫ومنه نعني بعبارة " تثبيت ألاصوات "قيام الشخص الطبيعي أو إلاعتباري بتثبيت الصوت بشكل يحاكي حاسة السمع عند‬
‫إلانسان‪ ،‬أو تثبيت الصورة بشكل يحاكي البصر عنده‪ ،‬أو تثبيت إلاثنين معا بشكل يحاكي الحاستين معا‪ ،‬حيث يتم ذلك عن‬
‫طريق جهاز الكاسيت عادي أو شريط فيدية‪ ،‬أو عن طريق الحاسوب على الذاكرة الخاصة به‪ ،‬أو عن طريق جهاز يعنى بذلك‬
‫مما تنتجه التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫كما يجب أن تكون ألاصوات والصور املراد تثبيتها منبثقة عن أداء أو تمثيل مصنفات أدبية أو فنية‪ ،‬يعني أن يكون التسجيل‬
‫تعبيرا عن مصنفات محمية بموجب قانون حق املؤلف‪.‬‬
‫أن يكون له السبق في القيام بعملية التثبيت وعلى مسؤوليته‪ ،‬بمعنى أن يكون التسجيل على دعامة مادية أصليا لألصوات‬
‫أداء مباشر أو أي تسجيل آخر غير مثبت مسبقا على دعامة مادية‪.‬‬
‫وبذلك تتجسد الحقوق املادية لهؤالء املنتجين في الحق في إلاستنساخ على دعامة مثل أشرطة الكاسيت أو ألاسطوانات‪ ،‬والحق‬
‫في وضع النسخ املنجزة للتداول‪ ،‬وذلك عن طريق البيع أو التأجير‪ ،‬والتي هي عبارة عن مقابل مالي تجاه كل تثبيت أو إستنساخ‬
‫أو عرض للتداول بين الجمهور‪.‬‬
‫‪3‬هيئة البث إلاذاعي السمعي أو السمعي البصري‪-‬‬
‫نقصد بعملية إلاذاعة أو البث" أي إرسال للصوت‪ ،‬أو الصورة أو الصوت والصورة معا للجمهور‪ ،‬وتجميع مواد إلارسال‬
‫وجدولتها في إطار عمل منظم تتضافر فيه إلامكانات التي توفرها الوسائل التقنية والفنية املخصصة لذلك‪ ،‬مع الجهود‬
‫البشرية للكادر العامل في هيئة إلاذاعة بكافة إختصصاته‪ ،‬حتى تكون املادة املنقولة للجمهور في صورة تقبل النقل لهم‪،‬‬
‫وتحقيق الغرض املرجو منها‪".‬‬
‫تعنى هيئات البث إلاذاعي والتلفزيوني بتنفيذ البرامج إلاذاعية والتلفزية ‪ 7 .‬عرفتها املادة ‪ 117‬من ألامر ‪03 / 05‬السابق ذكره‬
‫بأنها الكيان الذي يبث بأي أسلوب من أساليب النقل الالسلكي إلشارات تحمل أصواتا أو صورا وأصوات أو يوزعها بواسطة‬
‫سلك أو ليف بصري أو أي كابل آخر بغرض إستقبال برامج مبثة إلى الجمهور‪.‬‬
‫ولقد جاء تعريف املشرع الجزائري شامال لشتى الوسائل الحديثة املستخدمة في عملية البث إلاذاعي‪،‬‬
‫حيث راعى جميع الجوانب التي يمكن أن يشملها مصطلح هيئات إلاذاعة‪ ،‬مما يجعله أكثر مسايرة للتطورات الواقعة على‬
‫الوسائل التكنولوجية الحديثة تشترك مع سابقتها في الحقوق املادية دون املعنوية عكس فئة فناني الألداء الذين يتمتعون‬
‫بكال الحقين املادية واملعنوية‪ ،‬ألنه حسب بعض الفقه يرجع ألامر إلى كونهم أشخاص معنوية والحقوق ألادبية تكون لصيقة‬
‫باألشخاص الطبيعية فقط‪.‬‬
‫حيث تتمثل الحقوق املادية التي يتمتعون بها في الحقوق مضمون املادة ‪ 118‬من ألامر ‪ 03 / 05‬محل الدراسة بأنه يحق لها أن‬
‫ترخص حسب شروط تحدد في عقد مكتوب بإعدة بث وتثبيت حصصها املذاعة‪ ،‬واستنساخ ما ثبت من حصصها املذاعة‬
‫وإبالغ حصصها املتلفزة إلى الجمهور‪ ،‬مع إحترام حقوق مؤلفي املصنفات املضمنة في البرامج‪.‬‬
‫أما منتجي التسجيالت السمعية أو السمعية البصرية فإنهم يقومون بالتثبيت ألاولي لألصوات املنبعثة عن‬
‫آداء مصنفات فكرية‪ ،‬أو التثبيت ألاولي للصور املركبة التي تعطي عند رؤيتها إنطباعا بالحركة‪ ،‬مصحوبة بأصوات أو بدونها‬
‫على دعامات مادية ألجل ذلك قد تتمتع هيئات البث إلاذاعي والتلفزي بصفة املنتج كذلك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪20‬‬

‫املطلب الثاني ‪:‬الحقوق ألادبية واملالية للمؤلف‬


‫يتمتع املؤلف بحقوق معنوية لصيقة بشخصيته لها من الخصائص مايميزها سنتطرق إليها من خالل هذا الفرع‪ ،‬كما اعترفت‬
‫جل التشريعات ومن بينهم املشرع الجزائري أيضا بحق املؤلف في إلاستئثار باإلنتفاع بما أبدعته ملكته الفكرية باستغالله املالي‬
‫ملصنفه ‪.‬ولتوضيح كل ذلك سنحاول التعرف على كال الحقين كاآلتي‪:‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬الحق ألادبي للمؤلف‬
‫تعتبر الحقوق ألادبية من أهم الحقوق اللصيقة بشخص املبدع والتي ال يحق له التنازل عليها‪.‬‬
‫أوال املقصود بالحق ألادبي للمؤلف‪-‬‬
‫عرف بأنه" نعني به حق املبدع في أنه يعرض إبداعه على الجمهور بأي شكل من ألاشكال وأن ينهل منه كل أفراد العالم ‪" 3 .‬نعني‬
‫به حق الفنان في الدفاع عن تكامل مصنفه من الناحية الشكل أواملوضوع‪ ،‬فهو حق يقوم على أساس حماية الشخصية‬
‫الفكرية للمؤلف‪ ،‬ألجل ذلك يستمر حتى بعد وفات املؤلف ألنه مرتبط بشخصيته الفكرية ال بشخصيته الطبيعية التي تنتهي‬
‫بوفاته‪.‬‬
‫ثانيا خصائص الحق ألادبي للمؤلف‪-‬‬
‫أ الحق في نسبة املصنف إليه‪-‬‬
‫نعني بحق ألابوة " تمسك املؤلف بوضع إسمه على كل مصنفاته ودفع املؤلف بكل مساس بوضع إسمه على مصنفات غريبة‬
‫عن تأليفه"‪ ،‬الغرض من حق ألابوة هو نسبة ألافكار إلى أصحابها مما يجعل املصنف متعلقا بسمعة الشخص بين الناس‬
‫وأيضا أن إلاعتراف بهذا الحق أجل عدم إحداث اللبس والخلط في أصول ألافكار في أذهان املالء ‪ 1 .‬حيث يلزم الناشر بذكر‬
‫إسم املؤلف أو وضع عالمة تدل على شخصيته‪ ،‬دون زيادة أو نقصان‪ ،‬وإال يخضع للمساءلة القانونية‪.‬‬
‫وهو ما جاء في نص املادة ‪ 23‬فقرة ‪ 02‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره‪ ،‬أن املؤف يمكنه أيضا " إشتراط ذكر إسمه العائلي أو‬
‫إلاسم املستعار فيما يخص جميع أشكال إلابالغ العابرة للمصنف إذا كانت ألاعراف وأخالقيات املهنة تسمح بذلك"‪ ،‬حيث‬
‫يقصد في مضمون هذه املادة ب" أشكال إلابالغ العابرة "إلاشارات وألاشكال التي تتغير بتغير الفن املعبر عن إبداع املؤلف‪.‬‬
‫ولهذا يكون إدراج إسم املؤلف على املصنف أو وضع عالمة عليه تدل على شخصيته كوضع الحروف ألاولى من إسمه على‬
‫لوحة زيتية يكون هذا إلادراج إعماال للقرينة القانونية املوجودة في هذه املادة التي تفيد نسبة املصنف إلى هذا الشخص‪.‬‬
‫ب الحق في تقرير كشف مصنفه‪-‬‬
‫نص املشرع الجزائري على حق الكشف في املادة ‪ 22‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره بأن " يتمتع املؤلف بحق الكشف عن‬
‫املصنف الصادر بإسمه الخاص أو تحت إسم مستعار‪ ،‬ويمكنه تحويل هذا الحق للغير"‪ ،‬ونعني بحق الكشف مضمون هذه‬
‫املادة السلطة املخولة قانونا للمؤلف في وضع املصنف في متناول الجمهور أو إلاحتفاظ به لنفسه‪ ،‬كما يعطيه أيضا الحق في‬
‫تقرير الوقت املناسب للكشف عنه‪ ،‬حيث يعتبر حق الكشف شهادة ميالد املصنف ومناط التمتع بالحقوق املعنوية‪.‬‬
‫كما أن املؤلف يتمتع بهذه السلطة سواء كان املصنف صادرا باسمه الخاص أو بإسم مستعار ‪.‬بعد الوفاة يعود حق الكشف‬
‫للورثة ما لم تكن هناك وصية‪ ،‬وفي حالة نشوب نزاع بينهم تفصل الجهة القضائية التي يختارها املبادر بكشف املصنف‪.‬‬
‫ج الحق في السحب‪-‬‬
‫يتطلب إستعمال هذا الحق من قبل املؤلف وجود أسباب جدية لسحب املصنف من التداول‪ ،‬هذه ألاسباب تضر بالسمعة‬
‫والشخصية ألادبية للمؤلف ‪ 7 .‬كما يجوز له تعديل أفكاره إذا لم تعد تتالئم وقيم املجتمع وأن الواجب أصبح يدعوه إلى تعديل‬
‫هذه ألافكار حتى تكتمل الصورة املثلى للمصنف بتضمينه الرسالة التي يريد املؤلف توصيلها للناس‪ .‬يعني املشرع الجزائري‬
‫بالحق في التوبة تقرير توقيف صنع دعامة إلابالغ‪ ،‬أما سحب املصنف فيتم بعد إبالغ املصنف للجمهور‪ ،‬وبذلك تأني التوبة‬

‫‪20‬‬
‫‪21‬‬

‫قبل السحب أما السحب فيكون بعد النشر‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون هناك أوال وجود سابق لعقد إستغالل هذا‬
‫املصنف مع طرف ثاني‪.‬‬
‫ولقد نصت املادة ‪ 24‬فقرة ‪ 2‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره على أنه " ال يمكن للمؤلف ممارسة هذا الحق إال بعد دفع تعويض‬
‫عادل عن ألاضرار التي يلحقها عمله هذا بمستفيدي الحقوق املتنازل عنها"‪ ،‬حيث تسمح هذه املادة للمؤلف بالتراجع عن هذا‬
‫العقد بإرادته املنفردة خروجا عن القواعد العامة في العقود التي تقرر اللجوء للقضاء لفسخ أو إلغاء العقد‪.‬‬
‫د الحق في إحترام املصنف وعدم إلاعتداء عليه‪-‬‬
‫يحق للمؤلف إشتراط إحترام سالمة مصنفه كما جاء في املادة ‪ 25‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره‪ ،‬حيث يقصد به عدم إحداث‬
‫أي تعديل أو تغيير للمصنف املبدع من قبل املؤلف ‪ 2 .‬يتضمن هذا الحق منع أي تحوير أو تطوير أو تعديل أو تغيير في العمل‬
‫قد يس يء إلى شرفه أو سمعته أو شهرته أو مكانته الفنية وألادبية والعلمية‪.‬‬
‫وبعد وفاته يمارس هذا الحق من قبل ورثته أو من قبل كل شخص طبيعي أو معنوي أسندت إليه هذه الحقوق بمقتض ى‬
‫وصية‪ ،‬وإذا لم يكن له ورثة يمارس هذا الحق الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪.‬‬
‫لكن هذا املبدأ ترد عليه جملة من الضوابط والقيود أهمها أنه إذا تضمن املصنف ألادبي إعتداء على الحياة الخاصة لألفراد‬
‫يمكن إلاستحصال على حكم قضائي من أجل حذفه‪ ،‬أو حذف بعض املشاهد من فيلم بعد إجراء الرقابة عليه من الجهات‬
‫املخولة بذلك‪ ،‬أو هدم ما يمكن أن يعتبر في املصنف املعماري مخالفا لقواعد التنظيم املدني‪ ،‬ألنه ال يمكن تعريض سالمة‬
‫العامة للخطر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحق املالي للمؤلف‬
‫الحقوق املالية هي قدرات ومزايا تقررها قواعد القانون الخاص وتحميها قواعد هذا القانون وكذا قواعد القانون الجزائي‪،‬‬
‫وتشمل عناصر الذمة املالية إيجابا وسلبا‪ ،‬كما تستهدف املتعة باملال فيعبر عنها باألموال ألنها تحقق ألصحابها مصالح يمكن‬
‫تقويمها باملال‪ ،‬وتدخل في دائرة التعامل‪ ،‬ومحلها ألاشياء أو ألاعمال‪ ،‬وتنتقل من شخص إلى آخر وتكتسب أو تسقط بالتقادم‬
‫مع إمكانية الحجز عليها وفاء لدين‪.‬‬
‫أوال املقصود بالحق املالي للمؤلف‪-‬‬
‫نعني بالحق املالي للمؤلف إعطاء كل صاحب إنتاج فكري حق إحتكار وإستغالل هذا إلانتاج فيما يعود عليه باملنفعة والربح‬
‫املالي ‪ ، 7‬خالل مدة الحماية القانونية املقررة له‪ ،‬فهو يعتبر بمثابة السلطة القانونية املمنوحة للمؤلف على مصنفه‪.‬‬
‫و يقصد به أيضا " الحق الذي يعبر عن إلاعتراف للمؤلف بإمكانية الحصول على نصيب معقول من العائد املالي املتحصل من‬
‫إنتفاع الجمهور بمصنفه‪ ،‬يطلق عليه أحيانا الحق ألادبي‪".‬‬
‫ويقصد بمضمون حق املؤلف املالي أوجه إلاستغالل التي يباشرها املؤلف لإلستفادة من ثمرة جهده الذي بذله‪ ،‬سواء تم هذا‬
‫إلاستغالل من املؤلف نفسه أو من خالل الغير الذي يتنازل له املؤلف عن حقه في إلاستغالل نظير مقابل متفق عليه‪ ،‬قد‬
‫تكون طريقة إستغالل املصنف ونقله للجمهور بنشره بحالته ألاصلية أو بتحويله أو ترجمته أو غيرها ‪.‬وهو ما أكده املشرع‬
‫الجزائري في قانون حق املؤلف في مادته رقم‪" 27‬يحق للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من أشكال إلاستغالل والحصول‬
‫على عائد مالي‪".‬‬
‫كما أن إبرام العقود التي يقوم بها مالكي الحقوق تمثل أداة إقتصادية إلستغالل هذه الحقوق وجني املقابل املتفق عليه مع‬
‫الغير املستفيد بما يعود عليهم بالفائدة والسماح باستغالل إلابداع املحمي قانونا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬

‫ثانيا خصائص الحق املالي للمؤلف‪-‬‬


‫أ الحق املالي قابل للتصرف فيه‪-‬‬
‫يجب أن يفرغ التصرف في شكل مكتوب لكي يتمكن املؤلف من إستغالل مصنفه وإلاستثمار فيه ماديا‪ ،‬والكتابة هنا شرط‬
‫لإلثبات وإلانعقاد‪ ،‬وهو ما جاء في املادة ‪ 62‬من ألامر ‪ 03 / 05‬السابق ذكره" يتم التنازل عن حقوق املؤلف املادية بعقد‬
‫مكتوب‪".‬‬
‫كما يجب أن ينصب التنازل على مصنف موجود فعال أو شرع في إعداده ‪، 3‬ألنه يعد باطال بطالنا مطلقا التنازل إلاجمالي عن‬
‫الحقوق املادية للمؤلف بصدد مصنفات تصدر في املستقبل ‪.‬مع ضرورة إبراز إرادة ألاطراف املتعاقدة بوضوح لتحديد مضمون‬
‫التصرف‪ ،‬هل هي نشر أم آداء علني أو حق ترجمة‪ ،‬وتحديد النطاق املكاني والزماني لإلستغالل سواء في إلاقليم الجزائري أو‬
‫في الخارج‪.‬‬
‫ب الحق املالي قابل لإلنتقال للخلف العام‪-‬‬
‫يمثل الحق املالي عنصرا من عناصر الذمة املالية للمؤلف ألجل ذلك ينتقل إلى خلفه العام باعتباره جزءامن التركة‪ ،‬سواء‬
‫كانوا الورثة أو املوص ى لهم في حدود الثلث من التركة‪.‬‬
‫وهو ما نصت عليه املادة ‪ 61‬من قانون حق املؤلف الجزائري " تنتقل هذه الحقوق بسبب الوفاة مع مراعاة أحكام هذا ألامر‬
‫والتشريع املعمول به ‪".‬حيث نستشف من هذه املادة أنه تسري القواعد العامة للميراث والوصية على هذا النقل‪.‬‬
‫ج الحق املالي حق مؤقت‪-‬‬
‫تتميز الحقوق املادية) املالية (بأنها حقوق مؤقتة‪ ،‬ألجل ذلك يحظى الحق املالي للمؤلف بالحماية طيلة حياته‪ ،‬وينقض ي بمض ي‬
‫( ‪) 50‬سنة بعد وفاته تحسب بدءا من مطلع السنة املدنية التي تلي وفاته ‪.‬ليصبح املصنف بعد ذلك جزءا من التراث الثقافي‬
‫املوروث للمجتمع أي يسقط في امللك العام‪ ،‬وبذلك يمكن إستغالله دون الحاجة للحصول على إذن من الورثة أو دفع تعويض‬
‫لهم عن هذا إلاستغالل‪.‬‬
‫د الحق املالي قابل للحجز‪-‬‬
‫يقع الحجز على ش يء مادي‪ ،‬وألن الحقوق املالية قابلة للتقييم باملال فإنه يجوز توقيع الحجز عليها من قبل دائني املؤلف على‬
‫مصنفاته املنشورة أو املطروحة للتداول‪ ،‬وبيعها في املزاد العلني إلستيفاء ديونهم ‪ ،‬وألن الحجز يتقرر على أشياء ذات قيمة‬
‫مالية ألجل ذلك يتم هذا ألاخير على نسخ املصنف املوجودة بعد تقرير نشرها‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like