Professional Documents
Culture Documents
مـقـيـ ــاس:
2
3
ألاشخاص آلاخرين ،بحيث يلتزمون باحترام هذا املركز وبعدم التعرض لصاحبه فيما يمارسه من قدرات أو سلطات وصالحيات
وألن الحق هو مصلحة معينة خاصة بشخص معين أو بفئة معينة من ألاشخاص مرسومة الحدود يحميها القانون الذي يخول
لهم سلطة التصرف والتمتع دون غيرهم 5 .فإن مصطلح" فكرية "هو مصطلح قانوني يدل على ما ينتجه العقل البشري من
أفكار تتم ترجمتها إلى أشياء ملموسة ،فيدخل في نطاقها كافة الحقوق الناتجة عن النشاط الفكري لإلنسان في الحقول الفنية
وألادبية والعلمية والصناعية ،والتجارية،
عرفتها املنظمة العاملية للملكية الفكرية بأنها " تشير إلى أعمال الفكر إلابداعية من إلاختراعات واملصنفات ألادبية والفنية
والرموز وألاسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية"
حيث نصت املادة 44من دستور الجزائر لسنة 2016على أن" حرية إلابتكار الفكري والفني والعلمي مضمون للمواطن .حقوق
املؤلف يحميها القانون".
ثانيا خصائص امللكية الفكرية-
تقترب امللكية الفكرية من الحق العيني من حيث إمكانية التنازل عنه ،إذ يمكن التنازل عن الش يء-
الوارد عليه هذه امللكية ،ويتم ذلك بمحض إلارادة املنفردة لصاحبها؛ أما بالنسبة للحق الشخص ي فال يجوز التنازل عنه أو
التخلي عن الش يء الوارد عليه هذا الحق إال باإلتفاق مع املدين أو على ألاقل إعالمه بذلك تضع امللكية الفكرية على الكافة
إلتزاما سلبيا يقض ي بعدم التعرض للمبتكر الذي يكون في موقع-
"الدائن "وبذلك هي تشبه الحق الشخص ي الذي يفرض على املدينين تجاه الدائن إلتزاما بعدم التعرض ،ذلك أن الدائن في
الحق الشخص ي له أن يطلب املدين بالقيام بعمل أو باإلمتناع عن العمل ،وبصدد امللكية الفكرية فإن صاحب إلابتكار يضع
على الكافة إلتزاما سلبيا بعدم القيام بأي عمل من شأنه املساس باإلبتكار أو التعرض لصاحبه أو منافسته منافسة غير
مشروعة تختلف امللكية الفكرية عن الحق العيني الذي يتمتع بصفة ألابدية ،فحق امللكية الفكرية مرتبط بمدة-
معينة شأنه في ذلك شأن الحق الشخص ي الذي يتفق معه في الصفة املؤقتة 9 .فصاحب حق امللكية الفكرية إذا لم يقم خالل
املدة املعينة إلستعمالها أو إستغاللها ضمن هذه املدة أصبحت ماال عاما يمكن ألي شخص آخر قادر على تسخيرها لإلنتفاع
العام ،ويمكنه ذلك دون الحصول على إذن خاص من قبل صاحبها
ثالثا نطاق امللكية الفكرية-
تنقسم امللكية الفكرية إلى قسمين هما امللكية ألادبية والفنية التي تضم كل من حماية حق املؤلف والحقوق املجاورة ،حيث
تعنى هذه ألاخيرة بآداء املصنف كالتسجيالت الصوتية ،وتنقسم إلى ملكية صناعية يتنافس فيها املنتجون على جذب العمالء
إلى السلع والخدمات التي ينتجونها من خالل إستعمال فنون إنتاجية وإستعمال عناصر مميزة للمنتجات فحق امللكية
الصناعية هو سلطة مباشرة يمنحها القانون للشخص بحيث تعطيه حق إلاستئثار بكل ما ينتج عن فكرة من مردود مالي
متعلق بنشاطه الصناعي كإمتياز لإلختراع ،حيث ترد امللكية الصناعية عن كل مبتكر جديد في مجال العمل الصناعي 2.يقتصر
مضمون امللكية الصناعية في الجزائر على براءة إلاختراع ،الرسوم والنماذج الصناعية ،العالمات ،التصاميم الشكلية والدوائر
املتكاملة ،وتسمية املنشأ
الفرع الثاني :الطبيعة القانونية للملكية الفكرية
كيفها بعض الفقهاء بأنها" امللكية ألادبية والفنية والصناعية" ،باعتبارها حق الشخص على إنتاجه الذهني فهو" حق ملكية"،
شأنه في ذلك شأن ملكية ألاشياء املادية ،فوصف بامللكية" حق املؤلف" ،و"حق املخترع"؛ تبنى هذا الرأي املشرع الفرنس ي في
قانون 11مارس 1957الذي إعتبر حق املؤلف واملخترع بأنه" حق ملكية معنوية مانع ونافذ في مواجهة الناس كافة" حيث تم
تكييف الرابطة القانونية املوجودة بين املبتكر ومصنفه على أنها عالقة ملكية وأن املنتوج املعنوي الناتج عن هذه العالقة هو
مال يخضع في قواعده لنظرية ألاموال املنصوص عليها في القانون
3
4
املدني ،نادى به الفقيه الفرنس ي المارتين ،تزعمه الفقيه Robinوالفقيه ، Robierيبرر هذا إلاتجاه تملك إلانسان لثمار ذهنه،
بكون هذه امللكية نابعة من عقل إلانسان وتتجسد فيها شخصيته وبذلك فهي أولى بالحماية من امللكية املادية التي ال تعدو أن
تكون سيطرة مادية للمالك على أشياء مادية ،عقار أو منقول قد ال تكون من صنع يده أو من إنتاج ذهنه لكن وجه لهذا إلاتجاه
جملة من إلانتقادات تمثلت في آلاتي ،حق امللكية حق ملموس فهو حق عيني محله ش يء مادي ،عقار أو منقول ،في حين أن
محل الحق الفكري ش يء غير ملموس ،ليس له مظهرا ماديا إال إذا تم إفراغ الفكرة املبتكرة في دعامة مادية ككتاب أو قرص
أو آلة ،فهذه ألاشياء هي بطبيعتها منقوالتمادية ،يجوز تملكها كما أن املالك يكون مالكا ملا ينتجه في حق امللكية الفكرية مع أنه
ال يكون له سوى الحق في املقابل ،ألن مكنة التملك ال تعتمد على رغبة ألاشخاص ،وإنما بحسب ما تمليه طبيعة ألاشياء،
فتوزيع ألاشياء بين ألافراد هو الذي يعطيها أكبر قيمة إقتصادية ،أما ألافكار التي تكون من خلق الذهن فتختلف في طبيعتها
عن املاديات إختالفا تاما ،فاألفكار ال يتم إلاستفادة منها إال إذا إنتشرت بينهم ،ألن امللكية املادية يفترض فيها إستئثار املالك
بالحيازة وإلانتفاع يبرر حق امللكية في كونه نابع من عقل إلانسان وتتجسد فيه شخصيته ،وهذا يعتبر خلط بين الحق
الشخص ي من جهة والحق العيني من جهة أخرى 1 .ألن إلاختالف واضح بين عالم املادة وعالم الفكر ،فهذا ألاخير جزء من
الشخصية وأن نتاج الفكر مقيد على إعتبار أن الحق ألادبي للمؤلف على إنتاجه يعطيه حق املراجعة أو إلاسترداد والسحب
من التداول إذا تم نشره وباإلرادة املنفردة للمؤلف.
فالحق املعنوي يختلف عن الحق الشخص ي الذي موضوعه القيام بعمل ،ويختلف في محله أيضا عن الحق العيني ألن هذا
ألاخير محله ش يء مادي ،كما أن مصدر الحق املعنوي يتمثل في الجهد الذهني الذي يبذله صاحبه للوصول إليه ،في حين
مصدر الحق الشخص ي هو العقد وإلارادة املنفردة والفعل الضار والفعل النافع والقانون ،ومصادر الحق العيني هي امليراث
والوصية والضمان والعقود الشخصية وألاولوية والحيازة أما إلاتجاه املنكر لصفة امللكية الفكرية فيتزعمه الفقيه الفرنس ي
Prodhonحيث يرى أن حق املؤلف أو املخترع ال يعقل أن يكون حق ملكية ،ألن هذا ألاخير يعتبر أن املقصود بعبارة" امللكية
ألادبية والفنية والصناعية "هو مجرد تأكيد على أن حق املؤلف واملخترع جدير بالحماية شأنه في ذلك شأن املالك للش يء
املادي ،وأن إستعمال هذا املصطلح كان في سبيل الدعاية والكفاح لحماية حق املؤلف ال أكثر ،أما إذا كان املقصود منه أنه
هو وحق امللكية املادية سيان فهذا ألامر مردود عليه ،ذلك أن الش يء املعنوي ش يء غير محسوس ال يدرك إال بالفكر املجرد
بينما الش يء املادي فهو ش يء محسوس وله جسم يتمثل فيه ،كما أن الش يء املعنوي غير قابل بطبيعته لإلستئثار باعتباره
صفا مالزما للحق العيني بل هو بطبيعته حق قابل لإلستئثار أو إلاذاعة بين الجمهور عن طريق وسائل النشر املختلفة كما
يشترك التأليف وإلاختراع مع امللكية املادية في أنهما عمل ومجهود شاق ،لكن هذا املجهود ليس حتما جزاءه حق امللكية بل إن
جزاءه هو ألاجرة أو املكافأة التي يتلقاها املبدع أو املخترع جراء إبداعه أو إبتكاره
كما أن مسألة إحتكار صاحب الحق الفكري ملنتوجه الذهني ال تعني أن هذا إلاحتكار هو حق ملكية ألن هذا إلاحتكار قد يكون
مرتبطا بحياة صاحب الحق أو بعد فترة من حياته كحق املؤلف مثال ،في حين أن حق امللكية يبقى في يد املالك ومن بعده
ورثته الذين يرثونه جيال من بعد جيل مالم تنتقل امللكية إلى الغير بأي وجه من أوجه التصرف .ومنه تختلف طبيعة الفكر
عن طبيعة امللكية من زاويتين هما:
ألاولى هي كون الحق الفكري يتكون من عنصرين هما ،عنصر معنوي لصيق بشخصية املؤلف أو املخترع يتميز بكونه حقا
مؤبدا ،وعنصرا ماليا يجعل املصنف أو إلاختراع شيئا قابال للتصرف فيه وهو حق مؤقت ،في حين نجد أن حق امللكية هو حق
بات ونهائي.
الثانية كون الحق الفكري يعتبر تراث مشترك لإلنسانية وجزءا ال يتجزأ من املصلحة العامة ودين على عاتق املؤلف واملخترع
تجاه املجتمع ،فلوال التراكمات املعرفية للمجتمع ملا توصل إلى هذا إلابتكار ،ولذلك إعتبره أغلب املشرعين حقا قابال للسقوط
في الدومين العام.
4
5
ولقد كان الرأي الراجح في النهاية هو إعتبار امللكية الفكرية ذات طبيعة مزدوجة ،تعطي لصاحبها سلطة مباشرة على الش يء
الوارد عليه هذه امللكية من إستعمال لهذا الش يء ،وإستغالله والتصرف فيه ،وهو ما يطلق عليه بالشق املادي؛ ومن جهة
أخرى يرتبط املالك شخصيا بما أبدعه ،فيكون له عليه حق الحماية من إعتداء الغير على ما أنتجه ،كما يتمتع بأن ينسب
إليه إنتاجه الذهني باعتبار ما أنتجه إمتداد لشخصيته وهو الشق املعنوي
املطلب الثاني :مصادر قانون امللكية الفكرية
نعني باملصادر القانونية أصل القاعدة القانونية أي من أين تستمد القاعدة القانونية قوتها امللزمة ،أي املصادر املادية أو
الحقيقة التي يلتزم بها القاض ي في إصدار أحكامه في حالة النزاع ،فاملصادر القانونية للملكية الفكرية شمل املصادر الوطنية
وكذا الدولية ،تتعلق ألاولى بالنصوص القانونية التي أقرها املشرع الجزائري لحماية امللكية الفكرية ،أما املصادر الدولية
فترتكز على إلاتفاقيات واملعاهدات الدولية التي تمت في هذا املجال ،والتي صادق عليها رئيس الجمهورية لتصبح بعد نشرها
في الجريدة الرسمية جزء من القانون الداخلي للدولة تتعدد املصادر القانونية التي تدخل في تكوين قانون امللكية الفكرية ألن
تنظيم حقوق امللكية الفكرية بمقتض ى قوانين خاصة ال يعني أنها في عزلة عن باقي القوانين ،بل تتضافر عدة مصادر مادية
من جهة وأخرى شكلية في تكوينه .حيث تخضع لطبيعة النظام املهيمن على تنظيم حقوق امللكية الفكرية.
حيث نعني باملصادر املادية لقانون امللكية الفكرية العوامل إلاقتصادية أو السياسية أو إلاجتماعية أو الثقافية ،فهي تتكون
من املعتقدات والقيم وألانظمة التي لها عالقة باملنتوج الذهني لإلنسان فكرا أو صناعة أو فنونا أيا كان الشكل الذي يتخذه
هذا املنتوج سواء كان منتوجا فيزيائيا كاإلختراع أو الرسوم والنماذج الصناعية أو جاءت في شكل مصنفات أدبية أو فنية.
أما املصادر الشكلية لقانون امللكية الفكرية وهي املصادر املكتوبة تتميز بخاصيتين هما خاصية التدويل ألنه قانون وطني
ودولي ،وخاصية التدوين ،فتتمثل في ما يلي:
الفرع ألاول :املصادر الوطنية
طبقا ملا جاء في نص املادة 687من القانون املدني الجزائري فإن ألاشياء غير املادية تنظمها قوانين خاصة ،وهو ما أخذ به
املشرع الجزائري فيما يلي:
أوال النصوص الخاصة بقانون امللكية الفكرية-
يستمد قانون امللكية الفكرية أحكامه من نصوص قانونية خاصة به في شكل تشريعات أو تنظيمات.
1بصدد التشريع :قنن املشرع الجزائري حقوق امللكية الفكرية بمقتض ى التشريعات التالية:
ألامر - 03 / 05الصادر في 19جويلية 2003املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة ،جريدة رسمية رقم ، 44الصادرة في
23جويلية2003 .
أما بصدد حقوق امللكية الصناعية فتم تنظيمها بمقتض ى ألاوامر التالية: -
ألامر - 03 / 06الصادر في 19جويلية 2003املتعلق بالعالمات ،جريدة رسمية رقم ، 44الصادرة في 23جويلية2003 .
ألامر - 03 / 07الصادر في جويلة 2003املتعلق ببراءات إلاختراع ،جريدة رسمية رقم ، 44الصادرة في 23جويلية2003 .
ألامر - 03 / 07الصادر في جويلية 2003املتعلق بحماية التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة ،جريدة رسمية رقم ، 44الصادرة
في 23جويلية2003 .
القانون - 05 / 03الصادر في 06فيفري ، 2005املتعلق بالبذور والشتائل وحماية الحيازة النباتية ،جريدة رسمية رقم ، 11
الصادرة في 09فيفري2005 .
ألامر - 66 / 86الصادر في 28أفريل ، 1966املتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية ،جريدة رسمية رقم ، 35الصادرة في 03
ماي1966 .
5
6
ألامر - 76 / 65الصادر في 16جويلية ، 1976املتعلق بتسميات املنشأ ،جريدة رسمية رقم ، 59الصادرة في 23جويلية 1976
.2بصدد التنظيمات :وردت في شكل مراسيم تنفيذية تخضع ألحكام حقوق امللكية الفكرية كاآلتي:
أ التنظيمات الخاصة بحقوق امللكية ألادبية والفنية-
املرسوم التنفيذي - 05 / 356الصادر في 21سبتمبر 2005املتضمن القانون ألاساس ي للديوان الوطني لحقوق املؤلف
والحقوق املجاورة وتنظيمه وسيره ،جريدة رسمية رقم ، 65الصادرة في 21سبتمبر 2005 .
املرسوم التنفيذي - 05 / 375الصادر في 21سبتمبر ، 2005املتعلق بتحديد كيفيات التصريح واملراقبة املتعلقين باإلتاوة على
النسخة الخاصة ،جريدة رسمية رقم ، 65الصادرة في 21سبتمبر2005 .
املرسوم التنفيذي - 05 / 378الصادر في 21سبتمبر ، 2005املتعلق بتحديد كيفيات ممارسة حق التتبع ملؤلف مصنف من
منفات الفنون التشكيلية ،جريدة رسمية رقم ، 65الصادرة في 21سبتمبر2005 .
املرسوم التنفيذي - 05 / 316الصادر في 10سبتمبر 2005املتعلق بتشكيلة هيئة املصالحة املكلفة بالنظر في منازعات
إستعمال املصنفات وألاداءات التي يديرها ديوان حقوق املؤلف والحقوق املجاورة ،جريدة رسمية رقم ، 62الصادرة في 11
سبتمبر2005 .
ب التنظيمات الخاصة بحقوق امللكية الصناعية-
املرسوم - 76 / 121الصادر في 16جويلية 1976املتعلق بكيفيات تسجيل وإشهار تسميات املنشأ وتحديد الرسوم املتعلقة
بها،جريدة رسمية رقم ، 59الصادرة في 23جويلية 1967 .املرسوم التنفيذي رقم - 98 / 68الصادر في 21فيفري ، 1998
املتضمن إنشاء املعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية ويحدد قانونه ألاساس ي ،جريدة رسمية رقم ، 11الصادرة في 01
مارس 1998 .املرسوم التنفيذي رقم - 05 / 275الصادر في 02أوت 2005املتعلق بكيفيات إيداع براءات إلاختراع وإصدارها،
جريدة رسمية ررقم ، 54الصادرة في 07 / 2005 .املرسوم التنفيذي رقم - 05 / 276الصادر في 02أوت 2005املتعلق بكيفيات
إيداع التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة وتسجيلها ،جريدة رسمية ررقم ، 54الصادرة في07 / 2005 .
املرسوم التنفيذي رقم - 05 / 277الصادر في 02أوت 2005املتعلق بكيفيات إيداع العالمات وتسجيلها ،جريدة رسمية ررقم
،54الصادرة في 07 / 2005 .ثانيا القضاء-
له دور كبير في إرساء معالم امللكية الفكرية رغم تخلف القضاء الفرنس ي نوعا ما عن القضاء ألاوروبي الذي كان سبباقا
كعادته ،فبالرغم من أن إلاجتهاد القضائي ال يعتبر ضمن املصادر الرسمية للقانون إذ يأخذ به القاض ي على سبيل إلاستأناس
باعتباره مصدرا تفسيريا ،لكن القاض ي وحتى املحاكم تطبق في مجال امللكية الفكرية القواعد العامة ومبادئ العدالة مستندة
إليها في دعوى املنافسة غير املشروعة ،ودعوى التعويض عن العمل غير املشروع.
الفرع الثاني :املصادر الدولية للملكية الفكرية
بعد الثورة الصناعية بدأت مبادرات الدول الكبرى إلبرام إتفاقيات بشأن حقوق امللكية الفكرية نظرا لتزايد إلاهتمام بها من
جهة وكثرة إلاعتداءات عليها من جهة أخرى ،فتوصلت هذه الدول إلى إبرام إتفاقيتين دوليتين هما إتفاقية باريس بخصوص
حقوق امللكية الصناعية وإتفاقية بيرن بشأن حقوق امللكية ألادبية والفنية ،فكانتا سببا في التأسيس لقانون دولي للملكية
الفكرية.
أوال القانون الدولي للملكية الصناعية
توصلت بعض الدول ألاوروبية في إجتماع لها بتاريخ 23مارس 1883بحضور 11دولة ،إلى وضع مبادئ مشتركة لحماية حقوق
امللكية الصناعية ،ترتب عنه إبرام إتفاقية باريس بخصوص حقوق امللكية الصناعية ،وتتناول هذه إلاتفاقية عند تأسيسها
حماية براءات إلاختراع ،والعالمات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية ،وتنظيم دعوى املنافسة غير املشروعة ،ولقد تم
6
7
تعديلها عدة مرات إلى غاية تعديل ستوكهولم في 14جويلية 1967.كانت هذه إلاتفاقية بمثابة دستور امللكية الصناعية كما
وصفها الفقه نظرا ألهميتها على الصعيد الدولي.
كماعرف القانون الدولي للملكية الصناعية إلى جانب هذه إلاتفاقية إبرام إتفاقيات دولية متخصصة كإتفاقية مدريد بتاريخ
14أفريل 1891املتعلقة بالتسجيل الدولي للعالمات ،واملعدلة في استوكهولم بتاريخ 14جويلية 1967.أما براءة إلاختراع
فأبرمت بشأنها إلاتفاقية الدولية املتعلقة بالتعاون الدولي بشأن براءات إلاختراع بتاريخ 19جوان 1970بواشنطن
وبالنسبة للرسوم والنماذج الصناعية أبرمت بشأنها إتفاقية دولية بشأن إلايداع الدولي لها ،تم التوقيع
عليها بتاريخ 06نوفمبر ، 1925تهدف إلى تنظيم طلب إلايداع الدولي الذي قد يقدم مباشرة إلى املكتب الدولي للمنظمة العاملية
للملكية الفكرية ،كما قد يقدم بطريقة غير مباشرة من خالل املكاتب الوطنية للملكية الصناعية ،حيث يعد إلايداع قرينة
على ملكية الرسم أو النموذج إلى حين إثبات العكس.
بالنسبة لتسمية املنشأ فقد أبرمت إتفاقية دولية بشأنها في 31أكتوبر ، 1958حيث تتناول هذه إلاتفاقية كيفية التسجيل
الدولي لتسميات املنشأ ومدة الحماية أما الكائنات الدقيقة فقد تمت حمايتها بموجب إلاتفاقية الدولية املبرمة سنة 1977
ببودابست ،تتناول كيفية إيداع الكائنات لدى هيئة دولية وطرق حمايتها.
إلى جانب إتفاقيات اخرى ذات صلة بالحقوق الصناعية هي :إتفاقية لوكارنو للتصنيف الدولي للرسوم والنماذج الصناعية
بتاريخ 18أكتوبر 1968موضوعها وضع رمز مناسب لكل رسم أو نموذج ،إتفاقية استراسبورغ بشأن التصنيف الدولي
للبراءات املوقع عليها بتاريخ 24مارس 1971تتناول أصناف املواد املبرأة
إتفاقية فينا بشان التصنيف الدولي للعناصر التصويرية للعالمات املوقع عليها بتاريخ 12جوان ،1973حيث يقع على عاتق
كل عضو تبرير رموز التصنيف املناسبة في املستندات والنشريات الرسمية املتعلقة بتسجيل العالمة وتحديدها .
ثانيا القانون الدولي للملكية ألادبية والفنية-
لقد إستلهمت معاهدة بيرن املؤرخة في 19سبتمبر 1886املتعلقة بحماية املصنفات ألادبية والفنية من تصورات فلسفية
مفادها أن حقوق املؤلف عبارة عن حقوق طبيعية يشترك فيها كل البشر ،ألجل ذلك إرتأى الفقهاء أنه يمكن تصور قانون
موحد يحمي حقوق امللكية ألادبية والفنية ،وقعت عليها 10دول عند التأسيس لكن وصل العدد سنة 2005إلى 160دولة.
تقوم معاهدة بيرن على ثالثة مبادئ أساسية هي :مبدأ املعاملة الوطنية ،مبدأ الحماية آلالية لحق املؤلف دون إشتراط
تسجيله ،وأخيرا مبدأ إلاستقاللية ،إلى جانب هذه إلاتفاقية شهد القانون الدولي للملكية ألادبية والفنية ظهور إتفاقيات أخرى
أهمها:
إلاتفاقية العاملية لحقوق امللكية الفكرية املبرمة في جنيف بتاريخ 06سبتمبر 1952املعدلة بباريس في 24جوان ، 1971ترمي
في دباجتها إلى تفعيل حماية حقوق املؤلف عبر املستوى الدولي والوصول إلى نظام دولي يتماش ى مع جميع ألامم يعمل على
إحترام حقوق الفرد ويشجع على تنمية آلاداب والعلوم والفنون ،حيث يخضع الحماية في ظل هذه إلاتفاقية ملبدأ املعاملة
باملثل وبحد أدناه لحماية ال يقل عن 25سنة
إلاتفاقية الدولية لحماية فناني آلاداء ومنتجي التسجيالت الصوتية والبث السمعي البصري املبرمة في 26أكتوبر 1961بروما
تتضمن منح املؤيدين حق نشر وإذاعة أداآتهم مع توفير الحماية لهم من أي تعد أو قرصنة ،في حين يتمتع منتجي التسجيالت
الصوتية بحق التصرف في التسجيالت ومنع الغير من إستنساخها،
وكذلك الشأن بالنسبة إلى البث السمعي والبصري حيث يجوز الصحاب البث إذاعة أو منع إذاعة أعمالهم املثبتة على دعامة
مادية.
إلاتفاقية الدولية لحماية الفونوجرامات من النسخ غير املرخص به املبرمة في جنيف 29أكتوبر ،1971تتكون من 13مادة
تتناول تنظيم الحماية الدولية لفونوجرامات ،حيث تلزم هذه إلاتفاقية الدول
7
8
املتعاقدة بتوفير الحماية القانونية ملنتجي الفونوجرامات من مواطني الدول املتعاقدة ضد عمل نسخ دون رضاء املنتج وضد
إستيراد مثل هذه النسخ شرط أن يكون غرض هذا العمل أو غرض إلاستيراد هو التوزيع على الجمهور ،وتحدد مدة الحماية
الدنيا حسب هذه إلاتفاقية ب 20سنة تحسب إبتداء من نهاية العام الذي تم فيه تثبيت ألاصوات التي يحتويها الفونوجرام
أو السنة التي نشر فيها الفونوجرام ألول مرة إلاتفاقية الدولية لحماية حقوق إلاشارات الحاملة للبرامج عبر ألاقمار الصناعية
املبرمة في 02ماي 1974حيث تجيز هذه إلاتفاقية للدول املتعاقدة الحق في توزيع إلاشارات الناقلة للبرامج على أراضيها
بإستثناء إلاشارات الصادرة عن التوابع الصناعية املذاعة مباشرة أو تلك إلاشارات املخصصة ألغراض
تعليمية للبحث العلمي.
ولقد تمكن املجتمع الدولي بعد كل هذه إلاتفاقيات من صياغة نظريته بشأن الحماية الدولية لحقوق امللكية الفكرية وبالتالي
وجود قانون دولي للملكية الفكرية يتميز بما يلي :
1أنه قانون دولي ملزم ،حيث تتجلى مظاهر إلالزام في :جانب مستمد من مبدأ حسن النية في تنفيذ إلاتفاقية-،
وجانب آخر مستمد من الطابع الردعي املنصوص عليه في هذه إلاتفاقيات والذي يؤسس ملسؤولية دولية لكل دولة متعاقدة
أخلت بواجباتها إلاتفاقية بشأن حماية حقوق امللكية الفكرية،
أنه قانون إتفاقي مكتوب يتكون من مجموعتين من إلاتفاقيات الدولية إتفاقيات دولية لحماية امللكية-
الصناعية ،وإتفاقيات دولية لحماية امللكية ألادبية والفنية من جهة أخرى.
وعليه توصل توصل الفقه إنطالقا من هذه الخصائص إلى تعريف القانون الدولي للملكية الفكرية باعتباره "مجموعة القواعد
إلاتفاقية النابعة من مجمل إلاتفاقيات الدولية ذات صلة بحقوق امللكية الفكرية ،" 2ومع توفر إلاطار القانوني لهذا القانون
تم في إنشاء آليات لتنفيذه ،وذلك بإنشاء املنظمة العاملية للملكية الفكرية بتاريخ 14جويلية 1967في ستوكهولم لتأطير
وتنسيق التعاون الدولي في مجال حماية امللكية الفكرية باعتبارها منظمة دولية متخصصة في هذا املجال .
تتكفل هذه املنظمة بدعم حماية امللكية الفكرية في في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع جميع الدول ،تشجيع إبرام إلاتفاقات
الدولية التي تهدف إلى تدعيم حماية امللكية الفكرية 4؛ باعتبارها جهازا تنفيذيا لإلتفاقيات الدولية ذات الصلة ،وبذلك إكتمل
البناء القانوني للقانون الدولي للملكية الفكرية مع توفر إلاطار املؤسساتي للحماية الدولية لهذه الحقوق .
وألن هذا القانون من إنتاج الدول الصناعية الكبرى ،إرتأت فيه الدول النامية إجحافا في حقها ألنه صنع في غيابها ،حيث جاء
تجسيدا ملصالح الشركات متعددة الجنسيات ،كما يعيق فكرة نقل التكنولوجيا لهذه الشعوب ،مما أفض ى بهذه ألاخيرة إلى
طرح فكرة نظام عالمي جديد يهدف إلى إلاستفادة من ثمار املعرفة الحديثة باعتبارها إرث مشترك بين البشرية جمعاء ،فكان
أهم مشروع هو " مشروع قانون السلوك الدولي لنقل التكنولوجيا املنجز من قبل مؤتمر ألامم املتحدة للتجارة والتنمية ،وألنه
يخدم مصالح الدول الصناعية الكبرى لم يرى النور ،كما تزامن مع نهاية الحرب الباردة وسقوط املعسكر الشيوعي والتوجه
نحو ألاحادية القطبية بزعامة الواليات املتحدة ألامريكية التي إتجهت نحو إنشاء املنظمة العاملية للتجارة ( ( omcكوجه آخر
إلصالح القانون الدولي للملكية الفكرية ،تم إنشاؤه في مؤتمر مراكش سنة ، 1994فحلت هذه املنظمة محل ( ، ) GATTحيث
تجسدت أهم نتائج هذا املؤتمر في إبرام إتفاقية دولية تتعلق بالجوانب املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكرية تريبس )
( Tripsالتي تجسد هذه إلاتفاقية نظرة الدول الصناعية الكبرى لحقوق امللكية الفكرية بتغليبها الطابع التجاري على الطابع
إلانساني وإلاجتماعي لهذه الحقوق ،فأصبحت هذه الحقوق قيمة تجارية تحتكرها املؤسسات املنتجة للمعارف التكنولوجية،
*أضحت حقوق امللكية الفكرية سلعة تخضع لقواعد هذه ألاخيرة من عرض وطلب متجردة من قيمتها إلانسانية ،ليصبح
القانون الدولي للملكية الفكرية قانونا يحمي هذه الحقوق كقيمة تجارية تخدم مصالح الدول الصناعية الكبرى ،ال تهدف في
الواقع إلى مكافأة املخترعين واملبدعين بل إلى معاملة املالكين لهذه الحقوق كرجال أعمال ،بتكريس فكرة إلاحتكار للخواص.
املبحث الثاني :نطاق الحقوق الفكرية
8
9
يضم مصطلح" امللكية الفكرية "تحت طياته ،كل عمل يتمتع بالجدة والحداثة وإلابتكار أنتجه العقل وأبدع فيه ،وسنتناول
من خالل هذا املبحث مايلي:
املطلب ألاول :نطاق امللكية ألادبية والفنية
نعني بحق املؤلف ذلك الحق الذي يثبت لكل مؤلف على مصنفه الفكري الذي نتج عن ذهنه وفكره سواء كان مصنفا علميا
أو أدبيا أو فنيا ،وأيا كانت وسيلة التعبير عنه بالكتابة أو النحت أو التصوير أو الرسم أو الصوت أو غير ذلك من الصور التي
تعبر عن نتاج الذهن أو الفكر.
كما عرف أيضا بأنه حق الشخص على نتاج ذهنه وقريحته وخاطره وثمرة فكره وأيا كان املظهر الذي يتخذه هذا النتاج فيكون
له ناحية أدبية ترتبط بالشخص برابطة وثيقة ،إضافة إلى الجانب املالي ،فال توجد ملكية أكثر إرتباطا بشخصية إلانسان
كتلك الناتجة عن عمله الفكري.
فحق املؤلف إذن هو ذلك الحق الذي ينسب لكل مؤلف على مصنفه الفكري الذي نتج عن ذهنه وفكره سواء كان مصنفا
علميا أو أدبيا أو فنيا ،وأيا كانت وسيلة التعبير.
الفرع ألاول :متطلبات املصنف املشمول بالحماية
إن الجهد الفكري للمؤلف والذي يتبلور في النهاية في شكل مصنف لجدير بالحماية القانونية له ،لكن هذه الحماية تتقرر له
متى تحققت شروط هذه الحماية التي سنبينها أدناه ،كما أن باب إلابداع يسع الجميع ألجل ذلك نجد بعض املصنفات يؤلفها
أكثر من مؤلف وتحظى هي أيضا بنفس الحماية.
وألن ميدان التأليف شاسع منفتح على كل العلوم فإن مواضيع املصنفات أيضا تتعدد لتأخذ في النهاية الوصف الذي يتالئم
وامليوالت ألادبية والفنية والعلمية لكل مؤلف ،وهو ما سنراه من خالل هذا الفرع.
أوال مدلول املصنف-
نعني به إلانتاج الفكري أو العمل الفكري الذي يتوصل إليه الفرد ،فيصبح لهذا ألاخير حقوق تأليف على هذا املصنف ،حيث
يشمل حق التأليف جميع صور إلابداع الفكري ألاصيل في املجاالت العلمية وألادبية والفنية الناتجة من وحي العقل والتي
يمكن التعبير عنها في صورة خلق مادي ،أيا كانت أهمية ذلك العمل والغرض من إنتاجه ،وأيا كان مظهر التعبير عنه ،حيث
تتعدد مظاهر هذا العمل فقد يأخذ مظهر الكتاب أو الصوت أو النحت أو الرسم أو التصوير أو الحركة.
إن حماية املصنف تشمل حماية املضمون وحماية عنوان املصنف ،ألن العنوان جزء ال يتجزأ من املصنف ،وحتى يحظى
بالحماية ال بد من ظهوره فعال على املصنف وأن يتمتع بقدر من إلابتكار ،وهو ما جاء في املادة 06من ألامر 03 / 05املتعلق
بحقوق املؤلف بأنه " يحظى عنوان املصنف ،إذا إتسم باألصلية ،بالحماية املمنوحة للمصنف ذاته " ،كما نرى من خالل هذه
املادة أن املشرع إشترط ألاصلية في العنوان ،لذلك ال يجب أن يكون العنوان تقليدا لغيره ،لكن قد يكون العنوان مشتقا من
غيره وبالتالي يفتقد عنصر ألاصالة ،ألجل ذلك كان يجدر باملشرع إشتراط عنصر إلابتكار في العمل دون ألاصالة .
9
10
جاء في نص املادة 03من ألامر 03 / 05املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة الجزائري ،بأنه"يمنح كل صاحب إبداع أصلي
ملصنف أدبي أو فني الحقوق املنصوص عليها في هذا ألامر" ،ونظرا إلختالف إلابداع من مصنف آلخر ترك املشرع الجزائري أمر
تعريف إلابداع للفقه والقضاء ،حيث نالحظ من خالل هذه املادة الحماية تتقرر لكل عمل ذو إبداع أصلي.
حيث نعني باإلبداع أي إلابتكار الطابع الشخص ي الذي يعطيه املؤلف ملصنفه ،ويسمح بتمييز املصنف عن سواه من املصنفات
املنتمية إلى نفس النوع ،فاإلبتكار مجهود ذهني يتجلى فيه جانب من شخصية املؤلف ،وال يكون نسخة من عمل سابق .وما
عنته املادة 03من ألامر 03 / 05هو أن يكون إلابداع يتمتع بقدر من ألاصالة ،ألن الاصالة هي التي تجعل إلابداع مصنفا فكريا
يحميه القانون ،ومن املبدع مؤلفا أو مالكا أصليا للحقوق ،ألجل ذلك ال يمكن أن يكون املؤلف إال شخصا طبيعيا 7 .حيث يرى
الفقه أن إلابداع يعتمد على ثالثة عناصر أو مراحل هي:
1الفكرة :باعتبارها أول عنصر يبنى عليه العمل سواء كانت هذه الفكرة فنية أو علمية أو أدبية ،ونعني بها أيضا مرحلة نمو
ألافكار في ذهن صاحبها وألامل فيها.
2إطار الفكرة :ونعني بها املرحلة رسوخ الفكرة واستقرارها ،مرحلة التصور والتحليل والتركيب والتنسيق والتقويم والتقييم
للفكرة في مخيلة صاحبها ففي إلاطار الذي تبرزه من خالله الفكرة.
3التعبير عن الفكرة :وهي مرحلة إخراج العمل إلى الوجود والتعبير عنه سواء بالكتابة أو الرسم أو النحت -أو بأي وسيلة
من وسائل التعبير ، 6نعني بها الكيان املادي للفكرة بخروجها إلى الوجود املادي ليتقرر لصاحبها منذ هذه اللحظة على مصنفه
حقا أدبيا وحقا ماليا يمنع الغير من إلاعتداء عليه .ولقد إستقر عليه العمل على املستوى الدولي عند تحديد معنى إصطالح
التعبير عن املصنف بأنه "الطريقة التي تسمح بإدراك أي مصنف حسيا أو عقليا بما في ذلك التمثيل أو آلاداء أو التالوة أو
التثبيت أو التشكيل املادي أو أية طريقة مناسبة أخرى" .
ألن الحماية املقررة للمصنف تنصب على التعبير ألاصيل عن أفكار املؤلف ،على أساس أن شرط ألاصالة حاضر في املصنفات
املبتكرة بغض النظر عن نوعيتها أو طريقة التعبير عنها وغرضها أو الغاية منها أو قيمتها العلمية ،املهم أن تتجسد في فن
محسوس لتقص ي ألافكار املوجودة في ذهن املؤلف أو املبدع إلى حين خروجها للوجود في شكل يدركه إلانسان بالسمع أو النظر
أو اللمس.
حيث يقدر الفقه إلابداع على حسب العمل موضوع املعالجة ،ألن املشرع الجزائري في ألامر 03 / 05لم يحدد املعايير التي على
أساسها يتم تقدير إلابداع على مستوى كل مصنف ،وإنما تركها للفقه والقضاء،
ففي ألاعمال ألادبية ينظر إلى ألافكار ومدى ترابطها وشكل التعبير عنها من قبل املؤلف ،أما إذا إقتصر العمل على جمع
املستندات أو املعلومات وتنسيقها وتصنيفها مضيفا عليها مالمح خاصة به يكون العمل مبتكرا.
كما أن مسألة ألاصالة مسألة واقعية تخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع ،يختلف تقديرها باختالف املصنفات سواء
كانت علمية ،ثقافية ،أدبية ،أو مشتقة ،وأيضا حسب املستوى التجاري .ألنها تظهر في مقومات الفكرة التي يعرضها املؤلف
أي في تركيبها وإنشاءها ،وهو ما جاء في املادة 07من ألامر 03 / 05السابق ذكره ،كما تكمن في الكيفية أو الطريقة التي يعبر
بها املؤلف عن أفكاره وفي العبارات املستعملة في ذلك ،وبذلك تتجلى ألاصالة في أشكال التعبير ال في ألافكار
ب إشتراط إلايداع وأثره على حماية املصنف-
إلايداع إجراء إجباري في التشريع الجزائري يلزم به كل شخص طبيعي أو معنوي له إنتاج فكري أو فني طبقا للمادة 02فقرة
1من ألامر 96 / 16املتعلق باإليداع القانوني ، 1إال أنه ال يمس بحقوق امللكية املمنوحة للمؤلف وملنتج الوثائق املودعة ألن له
طابع الحفظ فقط طبقا للمادة 06من نفس ألامر ،وهو عبارة عن إجراء يساعد على توثيق املعرفة الفنية وألادبية والعلمية
التي يتوصل إليها مبدعي ألامم ،كما يعتبر أداة تساعد كل شغوف للمعرفة في إكتشافها ومتابعة تطورها.
ولقد ألزمت إتفاقية بيرن لحماية املصنفات ألادبية والفنية الدول املوقعة في املادة 05فقرة 2على أنه"
10
11
ال يخضع التمتع أو ممارسة هذه الحقوق ألي إجراء شكلي ،فهذا التمتع وهذه املمارسة مستقالن عن وجود الحماية في دولة
منشأ املصنف ".لكن الفقه يرى أنه من ألافضل إيداع املصنف لضرورات إلاثبات خصوصا أن مدعي التقليد عليه أن يثبت
أسبقية عمله بالنسبة للعمل املقلد وقد يكون من الصعب عليه تحديد لحظة إبتكاره للعمل ،ألن إلايداع ال يشكل سوى قرينة
على ملكية املودع للعمل أو التسجيل أو آلاداء أو البرامج إلاذاعية أو التلفزيونية أي إثبات بأن العمل يعود إلى تاريخ سابق،
لكنها قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها بكافة طرق إلاثبات.
ثانيا تعريف املؤلف-
إن وصف مصطلح املؤلف يعد في الدول الالتينية " مسألة واقع "ألن هذا الوصف يمنح فقط متى تحققت واقعة معينة هي
"إلابتكار "أي " " la créationللعمل الذهني ،فال يمنح هذا الوصف في هذه الدول إال على من قام بالعمل الذهني ،وال تنتقل
هذه الصفة إلى غيره ،أما الدول ألانجلوسكسونية وعلى رأسها الواليات املتحدة ألامريكية فإن وصف املؤلف يقوم على إفتراض
قانوني " " fiction juridiqueمفادها أن صفة املؤلف تمنح ألشخاص محددين ولو لم يكونوا هم من قاموا بابتكار العمل
ذاته ،ألن مسألة تحديد صفة املؤلف في هذه الدول هي مسألة قانون ،ذلك أن املؤلف ليس فقط مبتكر العمل الذهني ،وإنما
قد تتوافر هذه الصفة للناشر أو لرب العمل الذي يعمل لديه العامل املبتكر.
حيث يعتبر مؤلفا للمصنف الشخص الطبيعي الذي أبدع املصنف كما جاء في نص املادة 12من ألامر 03 / 05السابق ذكره
"يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا ألامر الشخص الطبيعي الذي أبدعه" ،لكن هذا ألامر لم يمنع الشخص
املعنوي من أن يكون مؤلفا لكن في حاالت محددة .
فيعتبر بذلك املالك ألاصلي لحق التأليف كما جاء في املادة " 13من ألامر 03 / 05السابق ذكره "...ما لم يثبت خالف ذلك،
الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يصرح باملصنف باسمه أو يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور ،أو يقدم تصريحا
باسمه لدى الديوان الوطني للحقوق املجاورة ،املنصوص عليها في املادة 131من هذا ألامر_"
أ املجهول-
قد يختار املؤلف نشر مصنفه تحت إسم مجهول وهو أمر أقره القانون وبذلك ال يفقده حقه على مصنفه،لكن يجد ربه تعيين
وكيال أو وسيطا يحترم سرية شخصية من يمثله لكي ينوب عنه في مباشرة حق التمثيل وحق إلابالغ .نصت عليه املادة 13من
ألامر 03 / 05السابق ذكره "،إذا نشر املصنف املجهول الهوية دون إلاشارة إلى هوية من يضعه في متناول الجمهور ،فإن
ممارسة الحقوق يتوالها الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة إلى أن يتم التعرف مالك الحقوق".
ب حالة إلاسم املستعار-
يمكن للمؤلف بمقتض ى حق ألابوة أن يختار إسما مستعارا ال يضر بالغير ،حيث نقصد به إسم غير إلاسم الحقيقي للمؤلف
الذي يتخذه إلانسان لنفسه بمناسبة نشاط معين ،منهي ،فني ،أدبي ،غالبا يكون الهدف من اتخاذ هذا إلاسم إخفاء الشخصية
الحقيقية للشخص كالفنان أو الكاتب ،حيث يحظى هذا إلاسم بنفس الحماية التي تكفلها القوانين وألانظمة لإلسم الحقيقي
وإسم الشهرة.
2املصنفات املنجزة من عدة أشخاص-
قد يتعدد املؤلفون فيكون بذلك الناشر بمناسبة نشره ملصنف مشترك التأليف بحاجة إلى إذن كل مؤلف ساهم في تأليف
هذا املصنف.
أ املصنف املشترك :هو مصنف الذي يشارك في إبداعه أو إنجازه عدة مؤلفين ،تعود حقوق املصنف إلى جميع مؤلفيه ممارسة
هذه الحقوق تخضع لإلتفاق بينهم ،وإذا لم يتم إلاتفاق تطبق ألاحكام املتعلقة بحالة الشيوع .كما أن إستغالله يخضع ملوافقة
الجميع حسبما ما إتفقوا عليه ،وال يمكن معارضة ذلك إال بمبرر،
11
12
لكن املشرع الجزائري يسمح لكل مؤلف مصنف مشترك بإستغالل الجزء الذي ساهم به في املصنف الذي تم الكشف عنه،
ما لم يلحق ضررا بإستغالل املصنف ككل مع إلزامية ذكر املصدر ،ويعد باطال كل شرط مخالف لذلك.
ب املصنف املركب -هو املصنف الذي يدمج فيه باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مصنفات أصلية
دون مشاركة مؤلف املصنف ألاصلي أو عناصر املصنف املدرجة فيه .تعود الحقوق على هذا املصنف للشخص الذي يبدع
املصنف مع مراعاة حقوق مؤلف املصنف ألاصلي.
ج املصنف الجماعي -هو املصنف الذي يشارك في إبداعه عدة مؤلفين ،بمبادرة شخص طبيعي أو معنوي وإشرافه ،ينشره
بإسمه ،وعلى خالف املصنف املشترك ال تمنح املساهمة في املصنف الجماعي حقا مميزا لكل واحد من املشاركين في مجمل
املصنف املنجز؛ قد يؤلف املصنف شخص طبيعي أو معنوي ،املؤلف شخص يتقاض ى أجرا من مستخدمه في إطار عالقة
عمل عقد حيث يتولى املستخدم ملكية حقوق املؤلف - -إلستغالل املصنف للغرض الذي أنجز من أجله ،ما لم يكن ثم شرط
مخالف طبقا للماد 19من نفس ألامر.
الفرع الثاني :ألاعمال املشمولة بالحماية
تضمن ألامر 03 / 05املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة املصنفات املحمية بحقوق املؤلف،
وبالرجوع إلى املادة 04منه نجد أن املشرع الجزائري صنف املصنفات) ألاعمال ( إلى مصنفات أدبية،
ومصنفات موسيقية ،ومصنفات سينيمائية ومصنفات سمعية بصرية.
تكون هذه ألاعمال واملصنفات مشمولة بالحماية القانونية متى كانت إبداعا أصليا .حيث توجد ألاعمال ألاصلية وألاعمال
املشتقة من ألاصل كأعمال الترجمة وإلاقتباس والتعديالت املوسيقية وغيرها ،هذه ألاخيرة أيضا محمية بنفس القانون دون
املساس بحقوق املصنفات ألاصلية .سيتم تناولها في آلاتي:
أوال املصنفات ألاصلية-
نعني باملصنفات ألاصلية املصنفات التي وضعها مؤلفوها بصورة مباشرة دون أن تقتبس من مصنفات سابقة ،ألنها تستمد
أصالتها من أفكار مؤلفيها مباشرة .تتمثل في آلاتي:
1املصنفات ألادبية املكتوبة-
نعني بها املصنفات التي تكون الكتابة مظهرا للتعبير عنها ،سواء كانت في مجال العلوم أو الفنون أو آلاداب ، 5تشمل املصنفات
املحمية املكتوبة مجال التاريخ الجفراقيا الفلسة ،القانون ،الطب الهندسة ،الزراعة ،الفيزياء ،الكيمياء ،الشعر.
فهي كل املحاوالت ألادبية والبحوث العلمية والتقنية والروايات والقصص والقصائد الشعرية ومصنفات برامج الحاسوب،
يتميز هذا النوع من املصنفات بأن نقله للجمهور يتم عن طريق الكتابة سواء تمت الكتابة على ألاوراق أو على أقراص
مضغوطة ،خاصة منها:
أ الكتب والكتيبات ،حيث تساعد في إيصال املعلومة إلى الجمهور عن طريق النشر والتوزيع ،مع أن الكتيبات تكون أقل
حجما من الكتاب فال تزيد صفحاتها عن 49صفحة سواء في مجال ألادب أو العلوم ب برامج الحاسوب نعني بالبرنامج الكيان
املعنوي لنظام الحاسوب ،مصنوع من أجزاء متداخلة مقسومة-
لقسمين ،قسم مادي hard wareوقسم معنوي ، Soft wareلديها هدف مشترك ،وهو القيام باستقبال البيانات ومعالجتها
عن طريق آداء العمليات الحسابية ،واتخاذ القرارات املنطقية على البيانات الرقمية
بوسائل إلكترونية وتسلسل منطقي ،للحصول على النتائج املطلوبة بسرعة عالية وتخزين هذه النتائج بعد ذلك تحت تصنيف
وترتيب النتائج مع إمكانية استرجاعها ،ويتم ذلك كله تحت تحكم البرامج املخزنة فيه.
وهو عبارة عن كافة العناصر غير املادية الالزم ة للتعامل مع الجهاز ،ومجموع ة البرامج واملناهج والقواعد وكافة الوثائق
املتعلقة بتشغيله ليتعامل مع املعطيات املوجودة به فاملعالجة آلالية للمعلومات والبيانات.
12
13
إال أن الحماية القانونية ال تشمل كل املصنفات املكتوبة ،إذ هناك من املصنفات ما هو مستبعد من الحماية في التشريع
الجزائري نهائيا ،وحتى في بعض التشريعات ومنها:
أ مجرد ألافكار وإلاجراءات وألاساليب والطرق-
جلي بالذكر أن الحماية تتقرر متى توفر الركن الشكلي واملوضوعي الذين تقتضيهما الحماية القانونية لهذا املصنف ،حيث
نعني بالركن الشكلي إفراغ املصنف في شكل مادي ملموس ليتجاوز املؤلف الفكرة ويلج بها إلى حيز الوجود 4.أما الركن
املوضوعي فينصرف إلى أسلوب وطريقة التعبير عن هذه الفكرة بإبراز بصمته الشخصية على هذا العمل.
ألجل ذلك يعنى بالحماية الشخص الذي يعبر عن أفكاره ،أما إلاجراءات وأساليب العمل وطرق التشغيل املرتبطة بالفكرة فال
تتمتع بالحماية لغياب الطابع إلابتكاري 6 .وهو ما نص عليه أيضا املشرع الجزائري في ألامر 03 / 05املتعلق بحقوق املؤلف
والحقوق املجاورة في مادته رقم07 .
ب ألاخبار الصحفية-
نعني بها ألاخبار والوقائع التي تصدر عن وكاالت ألانباء بطريقة دورية ومستمرة ،مثل قناة النهار ،البالد ،فرنس ، 24وغيرها
ألنها مجرد أفكار صحفية عادية وحوادث عادية ال تنم عن أي طابع إبتكاري .إستبعدها املشرع الجزائري من الحماية بحقوق
املؤلف ،وألامر ذاته في املادة 141من قانون امللكية الفكرية املصري
إال أن املشرع املصري خصها بالحماية بمقتض ى حق املؤلف في حالة تجميع هذه ألاخبار أو الوقائع وترتيبها وعرضها بطريقة
مبتكرة تجسد الطابع الشخص ي وإلابتكار لصاحب العمل.
ج الوثائق الرسمية-
نعني بها ألاعمال الصادرة عن مؤسسات الدولة ،من نصوص القوانين والتنظيمات ،والعقود إلادارية الصادرة عن مؤسسات
الدولة والجماعات املحلية ،وقرارات العدالة ،والترجمة الرسمية لهذه النصوص املادة 11من ألامر 03 / 05املذكور سابقا.
وألامر ذاته في املادة 141قانون امللكية الفكرية املصري 3 .إال أن املشرع املصري خصها بالحماية بمقتض ى حق املؤلف لكن
إذا قام شخص بتجميع نصوص القوانين أو ألاحكام القضائية ورتبها بطريقة تتجلى فيها بصمته الشخصية وأدرجها في كتاب
أو مقالة فإنها تحمى بحق املؤلف ،ألنه لم يأخذ النصوص أو ألاحكام كما هي بل عمل على تجميعها وترتيبها وتبويبها بطريقة
إبتكارية تبرز ملسته الشخصية.
2املصنفات الشفوية-
هي ألاعمال التي تنقل للجمهور شفويا أو بطريقة مرتجلة وليست مكتوبة ، 5حيث يكون الكالم هو مظهر التعبير عنها ،توجه
شفهيا إلى جمهور محدد)شخص واحد أو مجموعة من ألاشخاص (بقصد التأثير فيهم ،بحيث يكون فيها من إلابداع الفكري
ما يبرز شخصية مؤلفه.
نص عليها املشرع الجزائري في املادة 04من ألامر 03 / 05املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة "تعتبر على الخصوص
كمصنفات أدبية أو فنية محمية ...املصنفات الشفوية مثل املحاضرات والخطب واملواعظ وباقي املصنفات التي تماثلها" ،فهي
إذن عدة أنواع مذكورة على سبيل املثال:
أ املحاضرات :هي أحد مظاهر التعبير بالكالم عن موضوع معين في مناسبات معينة ،ذات طابع تدريس ي -،تعليمي...،إلخ ،تلقى
على مجموعة من الطلبة أو ألاشخاص في فرع من فروع العلم أو املعرفة ،كاملحاضرات التي يلقيها أعضاء التدريس في الجامعات
واملعاهد أو من خالل املؤتمرات وامللتقيات العلمية
تشمل أيضا الندوات واملناقشات ،وقد تكون عبر ألانترنت ،حيث ال يجوز مثال جمع املحاضرات أو الدروس امللقاة من طرف
أحد ألاساتذة على الطلبة ونشرها ،سواء بقصد ربح مادي أو ملجرد املساعدة إال بإذن ألاستاذ.
13
14
ال يجوز تجميعها في كتاب أو تسجيلها بغرض إلاستغالل التجاري ،أما إذا قام بنشرها على املواقع إلالكترونية وفقا للتقاليد
الجامعية ،أو قام بإعداد مطبوعة ،ففي هذه الحالة تتحول من مصنفات شفوية إلى مصنفات مكتوبة وبالتالي تخضع
للحماية ،لكن إتاحتها بالشكل الرقمي يجعلها مصنفا منشورا ومكتوبا.
كما تعتبر محاضرات أيضا تلك التي تلقى في امللتقيات الثقافية والفكرية ،التي تلقى على الجمهور بشرط ارتجالها على الحضور،
تشترط بعض القوانين أن تكون مسجلة حتى يضفي عليها القانون الحماية.
ب الخطب :ينصرف هذا املصطلح إلى الكلمات امللقاة علنا على جمع من ألافراد كخطب رجال السياسة -ومرافعات املحامون
أمام جهات القضاء ،لم تنص عليها املادة 04من ألامر 03 / 05لكن إعتبارها مصنفات شفوية ال يجيز نشرها وال تقديمها إال
في شكل أخبار.
ج املواعظ :نعني بها ألادعية والخطب الدينية التي تلقى على الجمهور ،ترمي إلى السمو والرقي بالنفس البشرية إلى ما فيه
صالحها ،كخطبة الجمعة في املساجد والشرائط التسجيلية التي تحث على التحلي بمحاسن ألاخالق .لم يوضح املشرع
الجزائري املقصود بعبارة " وباقي املصنفات التي تماثلها " على خالف املشرع املصري في مادته رقم 140من قانون امللكية الفكرية
الذي أدرج عبارة " أية مصنفات شفوية أخرى إذا كانت مسجلة " بما يفيد أنه يتم حماية جميع املصنفات الشفوية ألاخرى
بشرط أن تكون مسجلة ،هذه العبارة لم يذكرها املشرع الجزائري لكن ألاكيد أنها ال تتمتع ضمنيا بالحماية إال إذا كانت
مسجلة؛ ألن شرط التسجيل من املسلمات ذلك أن الحماية تتوفر للمصنف متى كان محسوسا ،أي ضرورة توافر الركن
الشكلي للمصنف وذلك من خالل التعبير عن هذا املصنف بطريقة محسوسة ،ألجل ذلك ال يعتبر عدم إدراج شرط التسجيل
للمصنفات الشفوية نقصا تشريعيا.
كما أن إلقاء الشعر في مكان عمومي إذا سبق نشره في كتاب وتداوله الجمهور فإنه يعتبر مصنفا مكتوبا وهو أصال محميا ،أما
إذا لم يتم نشره فيكون محميا وال يمكن ألحد نشره إال بعد موافقة الشاعر ،أما التالوة العالنية للقرآن الكريم فإنها تدخل في
عبارة " وباقي املصنفات التي تماثلها " املذكورة أعاله ،وهي من الصور املتشابهة للمصنفات الشفوية املعنية بالحماية بمقتض ى
حق املؤلف لكنها تنصب على آلاداء.
3املصنفات الفنية-
هي ألاعمال التي تحاكي الجانب الجمالي للفكر بمخاطبتها لإلحساس واملشاعر ،يكون التعبير عنها بإستعمال بعض آلاالت أحيانا
على أن ال يغلب دور آلالة على عمل املؤلف وإال لن يكون جدير بالحماية تتعلق بمجاالت واسعة من الفنون ،ولقد عمل املشرع
الجزائري على تحديد املصنفات التي تندرج ضمنها وهي:
أ املصنفات املسرحية-
يقصد بها ألاعمال التي تقدم على املسرح ،تجسد أحداث ووقائع من الحياة تؤدي من قبل شخص أو عدة أشخاص).نعني
باملسرح املدرج الذي إستخدمه إلاغريق للداللة على املدرج النصف دائري من املقاعد التي يشاهد من خاللها الجمهور آلاداء،
وبعد ذلك أصبح يشمل كامل املبنى الذي يستخدم في آلاداء ،(.أصبحت تعني املصنف ألادبي أو املوسيقي ،يعرض ويخل في
إطار املصنفات الدرامية والدرامية املوسيقية وإلايقاعية والتمثيليات إلايمائية.
ب املصنفات املوسيقية-
تشمل الحماية القانونية جميع املصنفات املوسيقية املغناة أي املقترنة بكلمات أو الصامتة التي ال تقترن بها ،حيث يتألف
املؤلف املوسيقي املغنى من عنصر املوسيقى وهو اللحن ،والعنصر ألادبي وهو ألالفاظ.
حيث يتكون املصنف املوسيقي من العناصر التالية:
*النغم أو اللحن la mélodieعبارة عن سلسلة من النغمات أو أو ألاصوات املتوالية ،أي تتابع وترتيب النغمات ،فهو كالجملة
املفيدة في املصنفات ألادبية ،ألجل ذلك يعتبر النقل الكلي أو الجزئي له تقليدا،
14
15
*التوافق أو التناغم املوسيقي l’harmonieهو عبارة عن إصدار عدد من النغمات املختلفة بشكل متزامن،
*الوزن le rythemهو ضبط توقيت النغمات ،فهو النقلة على النغم في مجاالت زمنية محددة.
قد يحتوي العمل املوسيقي أعمال أصلية وأخرى مشتقة كما هو الحال في التوزيع املوسيقي الذي يتم عادة عن طريق التحويل
والذي إعتبره املشرع الجزائري مصنفات مشتقة املادة 5فقرة 1من ألامر 03 / 05أما مؤلف كلمات ألاغاني فهو مؤلف أصلي.
ج املصنفات السينيمائية أو املصنفات السمعية البصرية-
املصنف السمعي البصري هو مجموعة من الصور املترابطة واملرتبة املصحوبة بأصوات تعبر عن حركة هذه الصور ،ويكون
باإلمكان رؤيتها وسماعها في آن واحد من خالل شاشات السينما أو التلفزيون أو أية وسيلة أخرى حسب التقدم التكنولوجي.
ويعتبر إلانتاج السينيمائي نوع من أنواع املصنفات السمعية البصرية من خالل املادة 04فقرة د ،ألن هذه ألاخيرة هي الوعاء
الذي تفرغ فيه هذه ألاعمال.
د التمثيليات :التمثيل إلايمائي هو وسيلة من وسائل التعبير بالحركة دون الصوت ،يقدم في شكل عروض-
في أماكن آلاداء العلني .ولقد عرفت املنظمة العاملية للملكية الفكرية التمثيل الصامت بأنه" " تمثيل أو آداء قطعة موسيقية
تعبر عن عاطفة أو عمل مثير باإليماء والحركة واملحاكاة دون النطق بأي كلمة ،إن تحديد القواعد املتعلقة بممارسة النشاط
السمعي البصري ينظمه القانون رقم 14 / 04املتعلق بالنشاط السمعي البصري.
3املصنفات الفنية :هي عبارة عن إبتكارات فكرية الغرض منها إستهواء الحس الجمالي للشخص الذي يحظى بها ،تتمثل في:
أ مصنفات الفنون التشكيلية والفنون التطبيقية-
لم يعرفها املشرع الجزائري وإكتفى فقط بذكر تعداد لها في املادة 4 .لكن عرفها املشرع القطري في مادته ألاولى من القانون
رقم 7لسنة 2002بأن مصنف الفنون التطبيقية هو إبتكار فني له وظيفة مفيدة أو يدرج في سلعة مفيدة سواء أكان من
مصنفات الحرف اليدوية أو من املنتجات الصناعية".
وهي عبارة عن أعمال يتم بواسطتها تطبيق الفنون الجميلة املختلفة تطبيقا عمليا على ش يء مجسم كأعمال الخزف ،وصياغة
الذهب ،والفضة وألاواني النحاسية املنقوشة ،والزجاج امللون ،وصناعة السجاد اليدوي وغيرها 6 .ومن أمثلة هذه املصنفات:
أ- 1 /الرسم التخطيطي :وهو النسخة ألاولية لرسم أو لوحة زيتية أو تصميم.
أ- 2 /النحت :يشمل إلى جانب ألاعمال التي تتكون من أية أجسام قائمة ،وكذلك التماثيل التي تتكون من كتل بارزة.
أ- 3 /النقش :يتم بالحفر على إحدى املواد املصنوعة غالبا من املعدن أو الحجر أو غيرها.
أ- 4 /الحياكة الفنية واملنسوجات املزركشة :يدخل في نطاقها فن الزرابي بوصفها فن من الفنون ،فمن يقوم
برسم قلعة بني حماد في لوحة زيتية جميلة يكون مؤلفا لهذه اللوحة ويعتبر مصنفا فنيا تشمله حماية القانون ،ونفس ألامر
يسري على من يقوم بنحت أو وضع تمثال ألامير عبد القادر بساحة أول ماي بالعاصمة.
حيث تختلف هذه املصنفات عن املصنفات ألادبية والعلمية في أنها مصنفات تعتمد على نسبة ألاعمال التنفيذية التي يقوم
بها الفنان وليس على مجرد وضعه خطة عمل كما في النظريات العلمية ،ألن التنفيذ هو مناط الحماية ،وهو ما تم تجسده في
صورة عمل فني أو في تمثال بيد الفنان نفسه ،أما إذا كان لآللة دور في تنفيذ عمل الفنان ،فإن العبرة بالعمل الغالب ،فإذا
كانت الغلبة لعمله الشخص ي تتقرر الحماية القانونية ،أما إذا كان العكس ودور الفنان كان دورا ثانويا يحرم هذا العمل من
الحماية ألن العمل امليكانيكي ال يستحق الحماية ،فهي إذن مسألة واقع تخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع ،كما
يحمي املشرع الجزائري أيضا صاحب الرسم على النموذج ونعني به املصمم ،وأيضا من يقوم بتنفيذ هذا التصميم يعد مؤلفا
ملصنف فني ،فاألول يعتبر رساما أو مصمما والثاني منفذ الرسم ويتمتع بحماية حق املؤلف.
أ- 5 /مصنف الرسم :يشمل الرسوم البيانية والخرائط والرسوم املتعلقة بالطبوغرافيا أو الجغرافيا أو العلوم ،حيث نعني
بالخرائط الجغرافية النقل التخطيطي ملناطق أو أماكن في الكرة ألارضية عن طريق الرسم أو التصوير.
15
16
أ- 6 /املصنفات التصويرية :هي عبارة عن املصنفات التي تتم بواسطة آالت التصوير ،وال تكون محمية إال إذا عبرت عن الطابع
الشخص ي ملنفذ التصوير ،وأن تكون الغلبة للطابع الشخص ي لهذا ألاخير على حساب الطابع امليكانيكي ،حيث يتجسد الطابع
الشخص ي في قدرة الشخص على إلتقاط الصورة وحسن تنسيقها وتهذيبها وإختيار الزوايا والظالل وغيرها.
وعليه تتمثل العناصر إلابتكارية للصورة في الجهد املبذول من طرف املصور في إختيار الزمان واملكان والزوايا وألاضواء وغيرها
من العناصر التقنية التي تبرز الطابع الجمالي للصورة.
ب/مصنفات العمارة :نعني بها تلك ألاعمال املبتكرة التي ينجزها املهندسون املعماريون أو مكاتب الهندسة املتخصصة ،والتي
تتضمن فنون الرسم والتصميم والتخطيط والنماذج املجسمة كالنماذج الثالثية ألابعاد للمنازل والحدائق أو املصانع والطرق
الكبرى ،لكن يشترط في مصنفات الفن املعماري أن يبرز البصمة الشخصية والفنية للمهندس املعماري أو املكتب الهندس ي
املصمم لها.
تشمل املشروعات والتصميمات واملخططات والخطط والنماذج ألاولية التي تعد قبل مباشرة البناء ،كما تحمى ألاعمال
الهندسية املعمارية بحماية مزدوجة ،فمن جهة تحمى ضد أخذ نسخ من الخرائط واملجسمات ،ومن جهة أخرى محمية ضد
إعادة إنشاء بناء مماثل للذي كان قد شيده املعماري.
ثانيا املصنف املشتق-
نعني به إضفاء مؤلف ثاني مالمحه الشخصية وجهده الشخص ي على مصنف أصلي للغير سابق الوجود ،وبالتالي يكون إلابتكار
فيه نسبي .إذ يستعير صاحبه بعض العناصر من املصنف السابق ليتم تحويلها في عمل جديد 7 .ولكن الشرط ألاساس ي
لحمايتها هو عدم إلاخالل بحقوق املؤلف ألاصلي ،ألنه ال يمكن إيداع أي مصنف مشتق إال بعد الحصول على إذن مؤلف
املصنف املشتق ،ما لم يكن ذلك املصنف قد دخل في امللك العام أي إنقضت مدة الحماية املقررة له وهو ما أقره املشرع
الجزائري في مادته رقم 05من ألامر 03 / 05املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة 1 .واملصنفات املشتقة موجودة في عدة
أنواع هي:
1ترجمة املصنفات-
نعني بعلم الترجمة كماعرفته املنظمة العاملية للملكية الفكرية " التعبير عن أي مصنف أدبي أو فني أو علمي أو تقني بلغة غير
لغة النص ألاصلي ،سواء كان املصنف مكتوبا أو شفويا ،وسواء كان ذلك بقصد -نشره في كتاب أو مجلة أو في شكل آخر ،أو
إتخاذه موضوعا لعرض مسرحي أو سينيمائي أو إذاعي ،أو تلفزيوني ،أو ألي أغراض أخرى".
وعلى املترجم إتقان اللغات وبذل الجهد حتى يخرج العمل متضمنا نفس املعنى للمصنف ألاصلي ،توجب الترجمة الحصول
على إذن املؤلف ألنه حق من الحقوق املالية للمؤلف ،ما لم يكن املصنف قد دخل ضمن امللك العام.
يجب أن يتمتع املصنف املترجم بجزء من إلابتكار ،لكن على املترجم في الوقت ذاته إلالتزام باألمانة في عمله إذ عليه التقيد
بتكوين وخطة العمل املحددة من قبل مؤلف العمل ألاصلي ،ألن املترجم دوره سلبي إتجاه مضمون املصنف الاصلي ،إال أن
إلابتكار يتجلى من خالل املفاضلة بين الكلمات في اللغة املترجم إليها وإختيار ألادق وألانسب وصياغة الجمل والعبارات مما
يبرهن على إجتهاد املترجم.
هناك ترجمة شفوية وأخرى تحريرية ، 5فالترجمة الشفوية تعنى بترجمة الخطابات الشفوية التي تستخدم في محاورات
وخطابات رجال السياسة ومفاوضاتهم ،كما تستخدم أيضا لترجمة املحاضرات واملقاالت امللقاة في إلاجتماعات الدولية ،وهي
من ألاعمال الفكرية املشتقة ،ألن املشرع نص صراحة على حماية املصنفات الشفوية كاملحاضرات والخطب واملواعظ وباقي
املصنفات التي تماثلها كما سبق ذكره ،باعتبارها مصنفات أصلية ألجل ذلك تعتبر ترجمتها عمال مشتقا.
لكن الترجمة الرسمية مستبعدة من الحماية في قانون حق املؤلف ،حيث تنصرف الترجمة الرسمية املستبعدة من الحماية
بمقتض ى قانون حق املؤلف إلى ألاعمال املذكورة في املادة 11من هذا القانون وهي "القوانين والتنظيمات والقرارات والعقود
16
17
إلادارية الصادرة عن مؤسسات الدولة ،والجماعات املحلية وقرارات العدالة ،والترجمة الرسمية لهذه النصوص ".ألنه يعتبر
من قبيل أعمال السلطات العمومية التي تصدر هذه ألاعمال في إطار وظيفتها الرسمية ،فال تحمل صفة املؤلف.
2إلاقتباس نعني باإلقتباس إضفاء جهد إبداعي بلمسة شخصية في إعادة تناول املصنف ألاصلي إما بالتلخيص أو التحويل
أو التكييف بعد الحصول على إذن من صاحب املؤلف ألاصلي ،دون املساس بحقوق هذا ألاخير .قد يقصد باإلقتباس
بالتكييف أي التحويل ،والذي نعني به تغيير طبيعة املصنفات ألاصلية من نوع إلى آخر عن طريق تغيير تعبيرها وتركيبها 3.حيث
يعمد فيه املؤلف إلى تحويل املصنف إلى لون آخر مع إلاحتفاظ بمضمونه كتحويل قصة أو رواية إلى مسرحية أو فيلم
سينيمائي.
أما امللخص باعتباره نوع من أنواع إلاقتباس فيهدف إلى إعطاء فكرة عن مضمون مصنف سابق ،قد يكون مبتكرا إما لجهة
التكوين أو لجهة التعبير بما يعكس شخصية من قام بهذا الجهد الفكري.
3قاعدة البيانات-
تعرف البيانات بأنها " عبارة عن تمثيل لحقائق أو مفاهيم ،أو هي مجموعة التعليمات املكتوبة بطريقة مرتبة تصلح ألغراض
إلاتصاالت أو أي نوع من املعالجة بواسطة إلانسان أو آلالة".
أما قاعدة البيانات فهي عبارة عن املعطيات واملعلومات التي يعدها إلانسان ،تتمتع بالحماية أيا كان موضوعها بشرط توافر
الطابع إلابتكاري أي البصمة الشخصية التي تجسد شخصية صاحب هذه البيانات أعدها ،وهذه البيانات يعدها إلانسان
بلغة الكلمات أو ألارقام أو الرموز ،ويختزنها بأية وسيلة من وسائل التقنية الحديثة حتى يتمكن من إسترجاعها عند الحاجة
عن طريق العرض على شاشة الحاسب أو طباعتها.
الفرع الثاني :الحقوق املجاورة
هي مجموعة الحقوق التي تمنح ألشخاص ال بصفتهم مؤلفين بل بسبب دورهم في نشر هذه ألاعمال وتوصيلها إلى أكبر عدد
من الناس)الجمهور( ،كما نعني بها" الحقوق املمنوحة لفئة غير مصنفة ضمن فئة املؤلفين ولكنها تساهم في نقل املصنفات
إلى الجمهور كفئة املؤدين ،حيث تتميز هذه املساهمات بمهارات إبتكارية أو فنية أو تنظيمية في عملية النقل للجمهور".
والحقوق املجاورة ما هي إال مجموعة أعمال تهدف إلى نشر املصنفات ألادبية والفنية دون إبداعها ،وهي في ذات الوقت أموالا
معنوية تصلح أن تكون موضوع إعتداء .عرفت بأنها" الحقوق التي فرضها التطور في مجال نشر املصنفات وإيصالها للجمهور،
والتي يتمتع بها ألاشخاص الذين يدور عملهم في ميدان إستغالل املصنف ألادبي أو الفني أو العلمي ،واملقررة لهم بسبب الدور
الذي يقومون به ،من معاونة للمؤلفين في مجال إلابداع وإلابتكار".
وعليه تتبلور أعمالهم في قيامهم باستغالل املصنف ألادبي أو الفني ،والتي تنتج بناء على الدور الذي نفذوه فيه ،حيث تدل
صيغة" مجاورة "على الوجود والقرب ،ألن هذه الحقوق ليست مدمجة في حقوق املؤلف وليست مستقلة ومنفصلة عنها ،بل
يجمعها إطار واحد هو إطار امللكية الفكرية وهدف واحد يتمثل في نشر إلابداع الفكري ،وهو مصطلح يؤيده أغلب الفقه.
لم يعطيها املشرع تعريفا محددا لكن عدد أصحاب هذه الحقوق الذين تكفل لهم حماية قانونية لقاء أعمالهم بموجب ألامر
03 / 05املتعلق بحق املؤلف والحقوق املجاورة الجزائري 3 .حيث نص عليهم املشرع
الجزائري في املادة 107من قانون حق املؤلف بأنهم" كل فنان يؤدي أو يعزف مصنفا من املصنفات الفكرية أو مصنفا من
التراث الثقافي التقليدي ،وكل منتج ينتج تسجيالت سمعية أو تسجيالت سمعية بصرية تتعلق بهذه املصنفات ،وكل هيئة للبث
إلاذاعي السمعي أو السمعي البصري تنتج برامج إبالغ هذه املصنفات إلى الجمهور ،يستفيد عن آداء حقوقا مجاورة لحقوق
املؤلف تسمى" الحقوق املجاورة".
17
18
من خصائص هذه الحقوق أنها موجهة إلى الغير املتمثل في الجمهور ،ألن آداء الفنان لعمل فني ما قد يساهم في نقل رسائل
تحمل في طياتها قيما وأداف سامية للجمهور بحيث يمكن ألي شخص إلاستمتاع بهذا العمل عبر وسائل البث التقليدية أو
التكنولوجية الحديثة.
كما أنها مستندة في ألاصل على حقوق املؤلف ومرتبطة بها سواء كانت في شكل آداء فني أو تثبيت لصوت أو بث إذاعي وتلفزيوني
لهذه ألاعمال ،فهي حقوق تنبثق من لدن مصنف محمي بموجب قانون حق املؤلف ،وهو ما يثبت الترابط الوثيق بينهما،
فأصحابها يعتبرون بمثابة الوسيط في عملية نقل املصنفات ألاولية للجمهور ،ألجل ذلك تمنح لهم نفس الحقوق إلاستئثارية
التي يتمتع بها املؤلف دون املساس بحقوقه.
ثانيا أنواع الحقوق املجاورة-
تتمثل هذه الفئات كما نص عليه املشرع الجزائري في نص املادة 107من ألامر 03 / 05السابق ذكره ،في فناني ألاداء ،منتجي
التسجيالت السمعية أو التسجيالت السمعية البصرية وفئة هيئات البث إلاذاعي والتلفزيوني ،سنحاول التعرف عليها أدناه.
1فنانوا ألاداء-
يعتبر فنانا مؤديا ألعمال فنية أو عازفا طبقا للمادة 108من ألامر 03 / 05املذكور سابقا ،املمثل ،واملغني ،واملوسيقي،
والراقص ،وأي شخص آخر يمارس التمثيل أو الغناء أو إلانشاد أو العزف أو التالوة أو يقوم بأي شكل من ألاشكال بأدوار
مصنفات فكرية أو مصنفات من التراث الثقافي التقليدي حيث نعني بفنان آلاداء " كل شخص يقوم بإيصال املصنفات ألادبية
والفنية إلى الجمهور عن طريق إمكانياته الشخصية ومواهبه ،من حركات جسمانية وأصوات تنطلق من حنجرته أو من آلته
أو أي وسيلة أخرى مساعدة".
ال بد أن يتميز عمل فنان آلاداء باألصالة وإلابداع ،وذلك بإضفاء على املصنف من شخصيته أو جزء منها من أسلوبه
الشخص ي ،ألجل ذلك منحت التشريعات الفنان املؤدي حقوقا معنوية وأخرى مادة تتمثل فيما يلي:
أ الحقوق املعنوية-
تتمثل الحقوق املعنوية حسب نص املادة 112من ألامر 03 / 05السابق ذكره في الحق في نسبة آلاداء أو العزف للفنان الذي
قام باآلداء أو العزف ،باإلضافة إلى ذكر إسمه العائلي أو املستعار ،ضرورة إحترام سالمة آدائه وضمان حقه في إلاعتراض على
تعديل أو تشويه أو إفساد من شأنه إلاساءة إلى سمعته كفنان أو املساس بشرفه .وهذه ألامور ماهي إال دليل على وجوب توافر
عنصر ألاصالة وإلابداع في عمله.
وبعد وفاة الفنان أو العازف تمارس هذه الحقوق من قبل ورثته أو من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي أسندت له هذه
الحقوق بمقتض ى وصية ،وفي حالة عدم وجود ورثة يمارس هذه الحقوق الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة.
ب الحقوق املادية املتعلقة بفناني آلاداء-
تتمثل أساسا في إبالغ آدائه للجمهور سواء بالطريقة املباشرة والتي قد تكون على خشبة املسرح أو منبر أمام الجمهور ،أو
بطريقة غير مباشرة في شكل تسجيل سمعي أو سمعي بصري عن طريق شريط أو أسطوانة أو فيلم ،بشرط موافقة الفنان
املؤدي بموجب عقد مكتوب حيث تشترط الكتابة هنا كدليل إثبات وليست كشرط لصحة إلانعقاد ،وألامر كذلك في الترخيص
باإلستنساخ وبث العمل على الجمهور بأي طريقة كانت على الجمهور.
2الحقوق املتعلقة بمنتجي التسجيالت السمعية والسمعية البصرية-
يرى الفقه أن دور منتجي التسجيالت السمعية والسمعية البصرية يكمن في تثبت محتوى املادة املراد تسجيلها على دعامة أو
وسيلة مادية يمكن إدراك ما تحتويه عن طريق جهاز مخصص لذلك.
وهو ما يراه املشرع الجزائري أيضا ،حيث يعتبر منتجا للتسجيالت السمعية ،الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يتولى تحت
مسؤوليته ،التثبيت ألاولي لألصوات املنبعثة من تنفيذ أداء مصنف أدبي أو فني أو مصنف من التراث الثقافي التقليدي 5 .أما
18
19
منتج تسجيل سمعي بصري فهو كل شخص طبيعي أو معنوي يتولى تحت مسؤوليته التثبيت ألاولي لصور مركبة مصحوبة
بأصوات أو غير مصحوبة بها تعطي رؤيتها انطباعا بالحياة أو الحركة لكن املشرع الجزائري لم يوضح املقصود بمصطلح
"التثبيت" ،في حين يرى املشرع املغربي في قانونه لحق املؤلف بأنه " كل تجسيد للصور أو ألاصوات أو للصور وألاصوات أو لكل
تمثيل لها يمكن باإلنطالق منه إدراكها أو إستنساخها أو نقلها بأداة".
ومنه نعني بعبارة " تثبيت ألاصوات "قيام الشخص الطبيعي أو إلاعتباري بتثبيت الصوت بشكل يحاكي حاسة السمع عند
إلانسان ،أو تثبيت الصورة بشكل يحاكي البصر عنده ،أو تثبيت إلاثنين معا بشكل يحاكي الحاستين معا ،حيث يتم ذلك عن
طريق جهاز الكاسيت عادي أو شريط فيدية ،أو عن طريق الحاسوب على الذاكرة الخاصة به ،أو عن طريق جهاز يعنى بذلك
مما تنتجه التكنولوجيا الحديثة.
كما يجب أن تكون ألاصوات والصور املراد تثبيتها منبثقة عن أداء أو تمثيل مصنفات أدبية أو فنية ،يعني أن يكون التسجيل
تعبيرا عن مصنفات محمية بموجب قانون حق املؤلف.
أن يكون له السبق في القيام بعملية التثبيت وعلى مسؤوليته ،بمعنى أن يكون التسجيل على دعامة مادية أصليا لألصوات
أداء مباشر أو أي تسجيل آخر غير مثبت مسبقا على دعامة مادية.
وبذلك تتجسد الحقوق املادية لهؤالء املنتجين في الحق في إلاستنساخ على دعامة مثل أشرطة الكاسيت أو ألاسطوانات ،والحق
في وضع النسخ املنجزة للتداول ،وذلك عن طريق البيع أو التأجير ،والتي هي عبارة عن مقابل مالي تجاه كل تثبيت أو إستنساخ
أو عرض للتداول بين الجمهور.
3هيئة البث إلاذاعي السمعي أو السمعي البصري-
نقصد بعملية إلاذاعة أو البث" أي إرسال للصوت ،أو الصورة أو الصوت والصورة معا للجمهور ،وتجميع مواد إلارسال
وجدولتها في إطار عمل منظم تتضافر فيه إلامكانات التي توفرها الوسائل التقنية والفنية املخصصة لذلك ،مع الجهود
البشرية للكادر العامل في هيئة إلاذاعة بكافة إختصصاته ،حتى تكون املادة املنقولة للجمهور في صورة تقبل النقل لهم،
وتحقيق الغرض املرجو منها".
تعنى هيئات البث إلاذاعي والتلفزيوني بتنفيذ البرامج إلاذاعية والتلفزية 7 .عرفتها املادة 117من ألامر 03 / 05السابق ذكره
بأنها الكيان الذي يبث بأي أسلوب من أساليب النقل الالسلكي إلشارات تحمل أصواتا أو صورا وأصوات أو يوزعها بواسطة
سلك أو ليف بصري أو أي كابل آخر بغرض إستقبال برامج مبثة إلى الجمهور.
ولقد جاء تعريف املشرع الجزائري شامال لشتى الوسائل الحديثة املستخدمة في عملية البث إلاذاعي،
حيث راعى جميع الجوانب التي يمكن أن يشملها مصطلح هيئات إلاذاعة ،مما يجعله أكثر مسايرة للتطورات الواقعة على
الوسائل التكنولوجية الحديثة تشترك مع سابقتها في الحقوق املادية دون املعنوية عكس فئة فناني الألداء الذين يتمتعون
بكال الحقين املادية واملعنوية ،ألنه حسب بعض الفقه يرجع ألامر إلى كونهم أشخاص معنوية والحقوق ألادبية تكون لصيقة
باألشخاص الطبيعية فقط.
حيث تتمثل الحقوق املادية التي يتمتعون بها في الحقوق مضمون املادة 118من ألامر 03 / 05محل الدراسة بأنه يحق لها أن
ترخص حسب شروط تحدد في عقد مكتوب بإعدة بث وتثبيت حصصها املذاعة ،واستنساخ ما ثبت من حصصها املذاعة
وإبالغ حصصها املتلفزة إلى الجمهور ،مع إحترام حقوق مؤلفي املصنفات املضمنة في البرامج.
أما منتجي التسجيالت السمعية أو السمعية البصرية فإنهم يقومون بالتثبيت ألاولي لألصوات املنبعثة عن
آداء مصنفات فكرية ،أو التثبيت ألاولي للصور املركبة التي تعطي عند رؤيتها إنطباعا بالحركة ،مصحوبة بأصوات أو بدونها
على دعامات مادية ألجل ذلك قد تتمتع هيئات البث إلاذاعي والتلفزي بصفة املنتج كذلك.
19
20
20
21
قبل السحب أما السحب فيكون بعد النشر ،وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون هناك أوال وجود سابق لعقد إستغالل هذا
املصنف مع طرف ثاني.
ولقد نصت املادة 24فقرة 2من ألامر 03 / 05السابق ذكره على أنه " ال يمكن للمؤلف ممارسة هذا الحق إال بعد دفع تعويض
عادل عن ألاضرار التي يلحقها عمله هذا بمستفيدي الحقوق املتنازل عنها" ،حيث تسمح هذه املادة للمؤلف بالتراجع عن هذا
العقد بإرادته املنفردة خروجا عن القواعد العامة في العقود التي تقرر اللجوء للقضاء لفسخ أو إلغاء العقد.
د الحق في إحترام املصنف وعدم إلاعتداء عليه-
يحق للمؤلف إشتراط إحترام سالمة مصنفه كما جاء في املادة 25من ألامر 03 / 05السابق ذكره ،حيث يقصد به عدم إحداث
أي تعديل أو تغيير للمصنف املبدع من قبل املؤلف 2 .يتضمن هذا الحق منع أي تحوير أو تطوير أو تعديل أو تغيير في العمل
قد يس يء إلى شرفه أو سمعته أو شهرته أو مكانته الفنية وألادبية والعلمية.
وبعد وفاته يمارس هذا الحق من قبل ورثته أو من قبل كل شخص طبيعي أو معنوي أسندت إليه هذه الحقوق بمقتض ى
وصية ،وإذا لم يكن له ورثة يمارس هذا الحق الديوان الوطني لحقوق املؤلف والحقوق املجاورة.
لكن هذا املبدأ ترد عليه جملة من الضوابط والقيود أهمها أنه إذا تضمن املصنف ألادبي إعتداء على الحياة الخاصة لألفراد
يمكن إلاستحصال على حكم قضائي من أجل حذفه ،أو حذف بعض املشاهد من فيلم بعد إجراء الرقابة عليه من الجهات
املخولة بذلك ،أو هدم ما يمكن أن يعتبر في املصنف املعماري مخالفا لقواعد التنظيم املدني ،ألنه ال يمكن تعريض سالمة
العامة للخطر.
الفرع الثاني :الحق املالي للمؤلف
الحقوق املالية هي قدرات ومزايا تقررها قواعد القانون الخاص وتحميها قواعد هذا القانون وكذا قواعد القانون الجزائي،
وتشمل عناصر الذمة املالية إيجابا وسلبا ،كما تستهدف املتعة باملال فيعبر عنها باألموال ألنها تحقق ألصحابها مصالح يمكن
تقويمها باملال ،وتدخل في دائرة التعامل ،ومحلها ألاشياء أو ألاعمال ،وتنتقل من شخص إلى آخر وتكتسب أو تسقط بالتقادم
مع إمكانية الحجز عليها وفاء لدين.
أوال املقصود بالحق املالي للمؤلف-
نعني بالحق املالي للمؤلف إعطاء كل صاحب إنتاج فكري حق إحتكار وإستغالل هذا إلانتاج فيما يعود عليه باملنفعة والربح
املالي ، 7خالل مدة الحماية القانونية املقررة له ،فهو يعتبر بمثابة السلطة القانونية املمنوحة للمؤلف على مصنفه.
و يقصد به أيضا " الحق الذي يعبر عن إلاعتراف للمؤلف بإمكانية الحصول على نصيب معقول من العائد املالي املتحصل من
إنتفاع الجمهور بمصنفه ،يطلق عليه أحيانا الحق ألادبي".
ويقصد بمضمون حق املؤلف املالي أوجه إلاستغالل التي يباشرها املؤلف لإلستفادة من ثمرة جهده الذي بذله ،سواء تم هذا
إلاستغالل من املؤلف نفسه أو من خالل الغير الذي يتنازل له املؤلف عن حقه في إلاستغالل نظير مقابل متفق عليه ،قد
تكون طريقة إستغالل املصنف ونقله للجمهور بنشره بحالته ألاصلية أو بتحويله أو ترجمته أو غيرها .وهو ما أكده املشرع
الجزائري في قانون حق املؤلف في مادته رقم" 27يحق للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من أشكال إلاستغالل والحصول
على عائد مالي".
كما أن إبرام العقود التي يقوم بها مالكي الحقوق تمثل أداة إقتصادية إلستغالل هذه الحقوق وجني املقابل املتفق عليه مع
الغير املستفيد بما يعود عليهم بالفائدة والسماح باستغالل إلابداع املحمي قانونا.
21
22
22