Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
حرص القانون على إقرار الحقوق وحمايتها ،فاإلنسان يولد ومعه حقوق تتصل
بوجودهوحقه في الحياة والعيش الكريم ،لهذا فإن وجود الحقوق قديم قدم القانون والعدل ولها
مكانها في األنظمة القانونية الحديثة وفي كافة التشريعات ( القانون العام والقانون الخاص )
أي حيث يوجد القانون توجد الحقوق فهو ينظمها ويحميها ،ونجد الدول تتسابق إلقرار الحق
( دولة القانون ) ،فيما يلي المحاور التي يتضمنها مقياس نظرية الحق:
-المحوراألول :مفهوم الحق
-المحور الثاني:أركان الحق
-المحور الثالث :أنواع الحق
-المحورالرابع:مصادر الحق
-المحورالخامس:الحماية القانونية للحق
-المحورالسادس:إثبات الحق
-المحورالسابع:آثار الحق
-المحور الثامن :إنقضاء الحق
1
المحور األول:مفهوم الحق
إتفق أغلب الفقهاء على اعتبار أن فكرة الحق الزمة من الناحية القانونية و
االجتماعية ،إال أنهم لم يجمعوا ويتفقوا حول طبيعة الحقووضع تعريف موحد ،لهذاسنمهد
لدراسة الحق ببيان تعريفه ونشأته وموقف الفقهاء من .
يتمحور الحق حول ما يمنحه القانون أو األخالق للشخص ،ويرى بعض العلماء أن
الحق هو ما كان فعله مطابقا لقاعدة محكمة ،للحقوق أشكال عدة يعيشها اإلنسان في حياته،
فهنالك حقوق طبيعية يولد االنسان بها ،كالحق في الحياة ،والعيش الكريم ،...كما هناكحقوق
وضعيةتتغير بتغير الزمان والمكان بحيث تنص عليهاالقوانين وتتأثر باألعراف السائدة.
أ -الحق في اللغة :الحق لغة يعني الثبوت والوجوب ،واألمر الثابت ،والحق ضد الباطل
كما في قوله تعالى ":وال تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون" سورة البقرة ،24
كما يعني الحق اليقين ،كما جاء في قوله تعالى ":فورب السماء واألرض إنه لحق مثل ما
أنتم تنطقون" سورة الذاريات .42تستعمل كلمة الحق بمعنى العدل والمساواة ،أو بمعنى
الواجب في الكثير من المعامالت كحق إعطاء المسكين والفقير ماال من أموال األغنياء.
ب -الحق اصطالحا :هو االستئثار الذي يقرره القانون لشخص من األشخاص ،ويكون بأخذ
شيء له من شخص آخر سواء ماديا أو معنويا ،وتظهر من خالل هذا التعريف ومعنى
العالقة بين الحق والقانون ،فال يوجد حق إال وكان القانون مساندا ومشاركا له.
ج -الحق في اصطالح الفقهاء :هو ما منحه الشرع للناس كافة على السواء وألزم كال منهم
باحترامه وعدم االعتداء على تعرف ما هو لغيره ،هو الشئ الثابت هلل أو لإلنسان على الغير
بالشرع.
2
-2نشأة وتطور فكرة الحق:
لم تلق فكرة الحق قبوال في األنظمة القانونية التقليدية رغم صلتها الوثيقة بالقانون ،أما بالنسبة
لألنظمة القانونية الحديثة فأصبحت تشكل ركيزة أساسية لها وفي كافة فروع القانون ،ومن
هنا يتضح وجود إتجاهين حول فكرة الحق ، ،األول يرفض فكرة الخق ،والثاني يؤيد فكؤرة
الحق.
أ -االتجاه الرافضلفكرة الحق:يتجسد االتجاه الرافض لفكرة الحق في أراء مجموعة من
الفقهاء اللذين ينكرون فكرة الحق وينتقدونها ،ويمثل هذا االتجاه كل من المذاهب التالية:
-مذهب القانون الطبيعي:يرى هذا المذهب أنه اليجباإلعت ارف بفكرة الحق ،ألنها تظهر
أنانية الفرد واإلستئثار والتسلط وذلك يتنافى مع قيم العدالة والمصلحة العامة ،مما يؤدي إلى
المساس بالطبيعة الحقيقية للعالقات بين األفراد.
-مذهب المدرسة الواقعية :يتزعم هذا المذهب كل من ديجي وكلسن كل حسب نظريته في
إنتقاد فكرة الحق ،وسنفصل في تلك النظريات فيما يلي:
-نظرية ديجي:يرفض ديجي فكرة الحق بإعتبارها فكرة فلسفية مما وراء الطبيعة ،ألنه ال
يمكن مالحظة الحقوق ،فالنسبة له يمكن فقط مالحظة القواعد القانونية التي تحدد مراكز
األفراد ،فديجي يقول ال توجد فكرة الحق وانما توجد المراكز القانونية التي يكمن أن نمييز
بين نوعين من المراكز الموضوعية والشخصية :األولى تنشأ عن القاعدة القانونية التي
تنظمها والثانية تنشأ عن تصرفات فردية
-نظرية كلسن:يرى كلسن أن القانون تتدرج قواعده في شكل هرمي ،بحيث تستمد القاعدة
األدنى قوتها من القاعة األعلى ،وفي قمة الهرم توجد قاعدة أساسية أو ضابط أساسي ،هو
الذي يحدد السلطة واالختصاص األعلى في الجماعة السياسية.
وقد ترتب علي هذه النظرية نتائج أساسية أهمها إنكار الحقوق الفردية ،فما يسمي بالحق
ليس شيئاً مختلفا عن القانون الوضعي بل أن األول هو الثاني منظو اًر إليه من زاوية فردية
أو بتعبير آخر الحق هو تطبيق القاعدة القانونية علي هذا الفرد أو ذاك فكل قاعدة قانونية
3
تقرر التزاماً قانونياً ،ولكنها ال تقرر حقا ذاتيا أو فرديا ففكرة الواجب هي األكثر وضوحاً وما
يسمي بالحق ليس إال تمسكا بأن ينفذ الطرف اآلخر واجبه.
تجاوزت فكرة الحق النظريات الرافظة لها ،لتصبح من الحقائق المسلم بها في القانون ،
وبالتالي من الحقائق القانونة الجوهرية مما أدى إلى صمود فكرة الحق ،وذلك راجع لعدة
أسباب أهمها:
-أسباب تاريخية :تتمثل في بعض األحداث التاريخية الهامة وهي اإلعالناتالرسمية لحقوق
اإلنسان والمواطن وهي كألتي:
وقد سبق كل ماذكرناه المقولة الشهيرة لعمر بن الخطاب رضي عنه حين قال " :متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أح ار ار".
-أسباب نفسية :تتمثل في غريزة التملك والنزعة إلى التميز والترقي ،فكلها عوامل نفسية
ساهمت في ترسيخ فكرة الحق.
4
-ثالثا :النظريات القانونية في تعريف الحق
5
اإلرادة إلى تحقيقها ” فكل حق مزود بدعوى تكفل احترام المصلحة التي يهدف إلى تحقيقها
فجوهر الحق لدى االتجاه هو المصلحة والفائدة .
وكما هو الحال بالنسبة لالتجاه الشخصي تعرض االتجاه الموضوعي لعدة انتقادات من ذلك
هو أن االتجاه الموضوعي يعرف الحق بالغاية وهي المصلحة والشيء ال يعرف إال بجوهره
وليست الغاية منه واذا كان الحق يتضمن مصلحة معينة فليست كل مصلحة هنا من
الحقوق.
كما يؤخذ على هذا االتجاه أنه يجعل من الدعوى عنص ار في الحق والحال الدعوى يكون
الحقة على نشوء الحق.
ج-االتجاه المختلط:
في إطار االنتقادات التي وجهت إلى االتجاه الشخصي واالتجاه الموضوعي ذهب اتجاه
ثالث إلى الجمع بين المصلحة واإلرادة في تعريف الحق ،بحيث يشكل هذين العنصرين
جوهر الحق ،فيرى أن الحق سلطة موضوعية في خدمة مصالح ذات طابع اجتماعي
تمارسها إرادة مستقلة ،والى جانب ذلك هو قدرة إرادية يعترف بها القانون ويحميها تجد
محلها في مال أو مصلحة ،وهذا المذهب يمثل اإلتجاه المختلط في تعريف الحق ،من خالل
النظر إلى الحق من زاوية صاحبه وموضوعه على حد السواء.
بما أن هذا االتجاه يمزج ويجمع بين االتجاه الشخصي والموضوعي في تعريفه للحق فإنه
من الطبيعي أن يتعرض لنفس االنتقادات التي وجهت لالتجاهين معا.
-2النظريات الحديثة:
يتزعم النظرية الحديثة الفقيه البلجيكي “دابان” الذي عمل على تفادي النقد الذي وجه
لالتجاهات السابقة،عرف الحق على أنه إستئثار بميزة معينة ،يمنحها القانون لإلنسان ،ويقوم
بحمايتها ،وقد قام هذا التعريف على ثالثة أسس ،وهي :االستئثار بإحدى القيم ،والتي قد
تكون مالي ًة أو غير.حماية القانون شرط من شروط االستئثار ،فهو ال يكون حقاً إال إذا حماه
القانون .استهداف القانون حماية مصلحة معينة ،شرط أن تكون جديرة بالحماية.
وذلك بتحليله لفكرة الحق ذاتها وبيان عناصرها وبذلك ففكرة الحق تتكون من العناصر
التالية.
6
-اإلستئثار :ويعني اختصاص شخص معين بمال معين أو قيمة معينة وهذا االستئثار أو
االختصاص يثبت لصاحب الحق ولو لم تتوافر لديه اإلرادة كالمجنون أو الصغير ومن
جانب أخر فإن هذا االستئثار يرد على األشياء المادية من منقوالت وعقارات كما يرد على
القيم اللصيقة بالشخص مثل سالمة حياته وجسمه كما يرد على عمل أو امتناع عن عمل
يلتزم به الغير تجاه صاحب الحق .
-التسلط :ويقصد به القدرة على التصرف في محل الحق وهذا التسلط يثبت أيضا لصاحب
الحق وان لم تكن له إرادة إال أن من يباشر عنه التسلط يكون هو من يتوب عنه قانونا
-الرابطة القانونية :هي التي يحكمها القانون وال يمكن الحديث عن رابطة قانونية إال بين
األشخاص وحدهم وهذا يعني أنه ال يمكن تصور رابطة قانونية بين األشخاص من جهة
واألشياء من جهة أخرى ،لذلك فالحق يفترض تعدد األشخاص واحترامهم لهذا الحق
-الحماية القانونية :استئثار الشخص بشيء أو قيمة معينة اختصاص غير كاف فإذا لم
تكن هناك حماية قانونية تدعمه وتحميه من كل تشويش وهذه الحماية تتجسد من خالل
الدعوى القضائية التي يرفعها صاحب الحق في مواجهة كل من يعتدي على حقه ،هكذا
فالنظرية الحديثة تستقر على تعريف الحق بأنه ” ميزة يمنحها القانون لشخص معين
ويحميها بطريقة قانونية وبمقتضاها يتصرف الشخص متسلطا على مآل معترف له به
بصفته مالكا ومستحقا له الحق في الحياة فقها وقانونا.
7
المحور الثاني :أركان الحق
بعد تعريف الحق نتطرق إلى أركانه أو عناصره ،حيث أن الحق يستند في وجوده إلى طرف
معين يتمثل في الشخص القانوني الذي يكون صاحبا للحق ويشترط أن ينصب على موضوع
معين والذي يتمثل في محل الحق ،وعليه سنتناول أشخاص الحق ،ثم نتطرق إلى دراسة
محل الحق .
-أوال :أشخاص الحق
إن الشخص لغة هو اإلنسان ،أما في القانون فهو كل من كان صالحا ألن يكون
صاحب حق أو ليتحمل واجبا ،فالشخصية القانونية هي صالحية اكتساب الحقوق وتحمل
الواجبات ،حيث ال تقتصر على االنسان بل تثبت لبعض الكائنات معنوية كالدولة
والجمعيات...إلخ.
فأشخاص الحق هما الشخص الطبيعي والشخص المعنوي أو اإلعتباري ،وعليه سنتطرق
فيما يلي إلى دراسة الشخص الطبيعي والشخص المعنوي.
أ -الشخص الطبيعي:
تبدأ شخصية اإلنسان في األصل بتمام والدته حيا ،أي يشترط لبدء الشخصية تمام الوالدة
من ناحية مع تحقيق حياته عند الوالدة من ناحية ثانية.
- 1بداية ونهاية الشخص الطبيعي:
أ -تمام الوالدة :طبقا ألحكام المادة 42من القانون المدني التي تنص على مايلي":تبدأ
شخصية اإلنسان بتمام والدته حيا تنتهي بموته" ،ويقصد بذلك خروج المولود كله وانفصاله
عن أمه انفصاال تاما ،وهذا هو مذهب األئمة الثالثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وهو
أيضا ما قرره قانون المواريث والوصية عندنا وأكده القانون المدني بنصه على أن تبدأ
شخصية اإلنسان بتمام والدته حيا.
ب -تحقيق الحياة عند تمام الوالدة :تنص المادة 4/42على أنه":على أن يتمتع بالحقوق
التي يحددها القانون بشرط أن يولد حيا" ،فال يكفي تمام انفصال المولود عن أمه وخروجه
خروجا كامال حتى تثبت له الشخصية ،وانما يلزم تحقيق حياته فعال عند تمام االنفصال دون
توقف على إستمرار الحياة بعد هذه اللحظة ،ويتم التثبيت من حياة المولود في هذه اللحظة
8
من األعراض الظاهرة لثبوت الحياة اليقينية وتحققها كالبكاء والصراخ والشهيق فإن لم يتوافر
شيء من ذلك كان للقاضي اإلستهداء برأي أهل الخبرة وتثبت واقعة الميالد بالقيد في
السجالت الرسمية.
ج -مركز الحمل والجنين :إذا كان األصل هو إبتداء شخصية اإلنسان بوالدته حيا على
النحو السالف بيانه ( إال أن القانون خرج عن هذا األصل واعترف للحمل والجنين قبل والدته
ببعض الحقوق فيثبت له فضال عن النسب الحق في اإلرث وفي الوصية والحق في اإلفادة
من اإلشتراط لمصلحته وبذلك تكون للحمل قبل والدته شخصية ،خروجا على األصل ولكنها
شخصية ال تعطيه أهلية وجوب ناقصة أو محدودة وذلك إلقتصار صالحيته أصال على
إكتساب ما ينفعه نفعا محضا من حقوق،إذا ولدحيا ،أما إذا ولد ميتا فكأنه لم يكن ولم تتقرر
له حقوق قط ،فيرد الموقوف له من اإلرث والوصية إلى أصله من التركة ويقسم بين المورث
األصلي ويرد كذلك الشيء الموهوب إلى الواهب.
د-إنتهاء الشخصية:
تنتهي الشخصية القانونية بالوفاة الطبيعية أو الوفاة الحكمية
-الوفاة الطبيعية :تثبت واقعة الوفاة بالسجالت المعدة لذلك كما يمكن إثباتها بكافة الطرق
األخرى وهذا ما تضمنته المادة 41من القانون المدني "تثبت الوالدة والوفاة بالسجالت
المعدة لذلك"
-إذا لم يوجد هذا الدليل أو تبين عدم صحة ما أدرج في السجالت يجوز اإلثبات بأية
طريقة حسب اإلجراءات التي ينص عليها قانون الحالة المدنية ويترتب على الوفاة أن تعتد
الزوجة عدة الوفاة وهي 42أشهر وعشرة أيام تبدأ من تاريخ الوفاة وبعد إنقضائها تستطيع
أن تتزوج غيره.
-وتقضي الشخصية القانونية بالوفاة فتنتقل حقوق المتوفي المالية إلى ورثته وذلك بعد سداد
ما عليه من ديون وفقا للقاعدة ( ال تركة إال بعد سداد الديون ).
-أما بالنسبة للزوجة فلم يضع المشرع حكما لها إال أن فقهاء المسلمين أجمعوا على أنه إذا
ظهر المفقود قبل دخول الزوج الثاني بالزوجة فهي لزوجها األول ألن الزوج الثاني صحيح
في الظاهر ال في الباطن ،فإذا ظهر المفقود كان الزواج باطال ،ولكن إختلف الفقهاء حول
مسألة عودة المفقود بعد أن تكون زوجته أعتدت عدة الوفاة وتزوجت بغيره ودخل بها ..
9
-وفقا للفقه المالكي تسقط عصمة الزوج األول بدخول الثاني بها.
-ويرى بعض أصحاب المذهب الشافعي أنه إذا عاد زوجها األول بعد دخول الثاني بها
فيختار األول بين إمرأته والصداق ،فإن إختار الصداق فالصداق على زوجها وثبتت عنده
عنده وان إختا ارمرأته فتعود إليه.
واألرجح في هذا رأي الفقه المالكي ويذهب القانون المصري إلى التفرقة بين حسن نية الزوج
الثاني وسوء نيته فإذا كان الزوج الثاني سيء النية يعلم بحياة الزوج األول فالزوجة تعود
لزوجها األول بعد ظهوره.
-الموت الحكمي :تنتهي الشخصية القانونية بالموت الحكمي وليس موتا فعليا ولكنه موت
تقرره المحكمة في أحوال معينة ،ويسبق الحكم بالفقدان أوال يليه الحكم بالوفاة ،لهذا سنتعرض
لهما معا مبينين اآلثار المترتبة على كل منهما.
-الحكم بالفقدان:
أ /التفرقة بين الغائب والمفقود :فالغائب والمفقود يصدر لكل منهما حكما بالفقدان فالغائب
هو شخص حاضر في محل إقامته وليس له موطن معلوم فإذا صدر حكم بفقدانه أخذ حكم
المفقود وفقا لما نصت عليه المادة 664من قانون األسرة وال يصدر الحكم إال بعد مرور
سنة من الغياب.
أما المفقود فتعرفه المادة 641من القانون األسرة بأنه الشخص الذي ال يعرف مكانه وال
تعرف حياته من مماته وال يعتبر الشخص مفقودا إال بعد صدور حكم بالفقدان بشأنه.
ب /اآلثار المترتبة على الحكم بالفقدان :إذا صدر حكم بفقدان الشخص فإنه يعتبر مازال
حيا سواء بالنسبة ألمواله أو زوجته طالما لم يصدر حكم بوفاته.
*بالنسبة لألموال :ال تقسم أمواله بين الورثة ويرى جمهور المالكية أن المفقود يرث من
غيره وان لم يورث ألن حياته هي األصل الثابت قبل الحكم بموته فوقف للمفقود من تركة
مورثه نصيبه فيها وهذا ما تضمنته المادة 666من قانون األسرة بقولها " على القاضي
عندما يحكم بالفقد أن يحصر أموال المفقود وأن يعين في حكمه مقدما من األقارب أو غيرهم
لتسيير أموال المفقود ويستلم ما إستحقه من ميراث أو تبرع ".
فال يعتبر المفقود ميتا إال من تاريخ الحكم بالوفاة وليس من تاريخ الحكم بالفقدان فالمفقود
يرث من مات قبل الحكم بالوفاة .
10
-بالنسبة لزوجته :تبقى الزوجة على ذمة زوجها ألنه يعتبر حيا إال أنه يكون لها أن
تطلب التطليق وفقا للمادة 22من قانون األسرة التي تجيز لها طلب التطليق في حالة هجر
في المضجع ألكثر من أربعة أشهر حيث جاء فيها " يجوز للزوجة أن تطلب التطليق
لألسباب التالية:
-الهجرة في المضجع فوق أربعة أشهر
-الغيبة بعد مرور سنة بدون عذر وال نفقة" .....
-الحكم بالوفاة:
أ /حاالت الحكم بالوفاة :تختلف المدة التي يجب أن يصدر بعدها الحكم بالوفاة بحسب
الحالة التي فقد فيها الشخص.
-يحكم القاضي بوفاة المفقود بناءا على طلب أحد الورثة أو من له مصلحة أو النيابة
العامة وهذا حسب نص المادة 662من قانون األسرة ونفرق في ذلك بين حالتين:
*الحالة األولى :الحالة التي يغلب فيها الهالك كحالة الحرب والحاالت اإلستثنائية كزلزال
أو حريق أو كمن يخرج من بيته لقضاء حاجة ولم يعد ،فالقاضي يحكم بالموت بعد مرور
42سنوات من غيابه
*الحالة الثانية :الحالة التي ال يغلب فيها الهالك كالمسافر أو كالذي يذهب للدراسة في
الخارج ولم ترد عنه أخبار فهي حاالت ال يغلب فيها إحتمال هالك الشخص لذلك تكون
للقاضي السلطة التقديرية لتحديد المدة المطلوبة التي يتم بعدها الحكم بالموت ويجب في
جميع األحوال أن ال تقل المدة عن 42سنوات وهذا ما تضمنته المادة 662بقولها " يجوز
الحكم بموت المفقود في الحروب والحاالت اإلستثنائية بمضي أربع سنوات بعد التحري وفي
الح االت التي تغلب فيها السالمة يفوض األمر إلى القاضي في تقرير المدة المناسبة بعد
مضي أربع سنوات"
ب -اآلثار المترتبة على الحكم بالوفاة:
*بالنسبة ألمواله :يعتبر المفقود بعد الحكم بوفاته ميتا فتوزع أمواله بين الورثة من تاريخ
الحكم بالوفاة ،فمن مات من الورثة قبل صدور الحكم ال يرث منه ألنه يشترط إلستحقاق
اإلرث أن يكون الوارث حيا وقت موت المورث وهذا ما نصت عليه المادة 647من قانون
األسرة.
11
*بالنسبة للزوجة :ف إنها تعتد عدة الوفاة ويجوز لها بعدها أن تتزوج بغيره وعدة الوفاة هي
42أشهر و 64أيام تحسب من يوم صدور الحكم بالوفاة.
ج /ظهور المفقود حيا بعد الحكم بوفاته :قد يحدث وأن يظهر المفقود حيا بعد الحكم
بموته واذا حدث ذلك فعال فإن له أن يسترجع ما تبقى من أمواله عينا أو يسترجع قيمة ما
بيع منها وهذا ما نصت عليه المادة 662من قانون األسرة بقولها " ال يورث المفقود وال
تقسم أمواله إال بعد الحكم بموته وفي حالة رجوعه أو ظهوره حيا يسترجع ما بقي عينا من
أمواله أو قيمة ما بيع منها ".
- 2مميزات الشخص الطبيعي:
تتمتع شخصية اإلنسان بسمات وعالمات تميزه عن غيره ،من أهم هذه المميزات :حالة
الشخص أي التي تحدد مركزه األساسي بالنسبة إلى الدولة واألسرة وأحيانا إلى الدين واإلسم
وهو وسيلة التعرف عليه والذمة المالية والموطن تحديد القانون للمكان الذي يقيم فيه
الشخص وهي:
أ -الحالة:
يقصد بالحالة مجموعة الصفات التي يتصف بها الشخص ،والتي ينفرد بها الشخص داخل
دولة أو أسرة ،فيتحدد به مركزه القانوني وتؤثر فيما يكون له من حقوق وما عليه من واجبات
وتتحدد حالة الشخ بإنتسابه إلى:دولة معينة وهي الحالة السياسية أو الجنسية ،وانتماءه إلى
أسرة معينة وهي احالة العائلية ،وانتماءه دين معين وهي الحالة الدينية ،وفيما يلي تفيل لما
سبق ذكره:
-الحالة السياسية :تتحدد الحالة السياسية للشخص بتحديد جنسيته أي إنتمائه إلى دولة
معينة وللحالة السياسية أهمية كبرى من حيث الشخص وواجباته ونشاطه القانوني ،ولذلك
فهناك تفرقة بين الوطنيين واألجانب في كل الدول من حيث نطاق ما يتمتع به كل من
الوطنيين واألجانب من حقوق وواجبات.
ويحدد القانون في كل دولة الشروط الواجب توافرها لكي تثبت جنسيتها لألفراد الذين
ينتمون إليها ،والجنسية قد تثبت للشخص على أساس الميالد على أرض اإلقليم فيعتبر
المولود في بلد تابعا لجنسية هذا البلد .وفي بعض الدول قد تكتسب الجنسية بطريق الزواج
فتأخذ الزوجة جنسية زوجها أو يأخذ الزوج جنسية زوجته وقد تكون الجنسية مكتسبة أي
12
طارئة وهي التي يكتسبها الشخص في تاريخ الحق على ميالده وذلك طبقا للشروط التي
يضعها قانون الدولة وهذا ما يسمى بالتجنيس.
-الحالة العائلية :يقصد بالحالة العائلية مركز الشخص في أسرة معينة بإعتباره عضوا
فيها تربطه بباقي أعضائها رابطة وثيقة في قرابة النسب ووحدة األصل وقد تربطه به
بأعضاء أسرة أخرى كذلك رابطة من قرابة المصاهرة.
أ -قرابة النسب :يقصد بها الصلة القائمة بين األشخاص بناءا على دم واصل مشترك
وقرابة النسب قد تكون قرابة مباشرة أو قرابة حواشي.
-القرابة المباشرة :و قد عرفتها المادة 22من القانون المدني بأنها الصلة بين األصول
والفروع كقرابة الشخص بألبيه أو أمه وجده لألب أو األموغيرها.
-القرابة غير المباشرة وتسمى أيضا بقرابة الحواشي:ورد تعريفها في المادة 22من ذات
المنظومة القانونية بأنها القرابة التي تجمع بين أشخاص يربط بينهم أصل مشترك دون أن
يكون أحدهم فرعا عن اآلخر ويدخل تحت هذا النوع من القرابة عالقة الشخص بأخيه أو
بأخته أو عمه أو أو عمته أو خاله أو خالته ،أو أبناء عمومته وأبناء األخوال والخاالت.
-قرابة المصاهرة :قرابة المصاهرة هي القرابة التي تنشأ عن عقد الزواج فيترتب هذا الرباط
القانوني أث ار يتمثل في أث ار يتمثل في إحداث قرابة بين أقارب الزوج والزوج اآلخر ،وال تنشأ
هذه القرابة بين أحد أفراد عائلة الزوج وأحد أفراد عائلة الزوجة ،بل وجب أن يدخل في
اإلعتبار للحديث عن قرابة المصاهرة أحد أطراف عقد الزواج أي إما الزوج أو الزوجة ونربط
العالقة بي أقارب الطرف اآلخر.
ج -آثار القرابة :للقرابة سواء كانت مباشرة (الحواشي) أو المصاهرة (النسب) آثار قانونية
،الرابطة الزوجية ينشأ عنها حق الزوج في طاعة زوجته له وحق الزوجة في النفقة وحق كل
منهما في أن يرث اآلخر وغير ذلك ،وتكون للقرابة المباشرة وغير المباشرة آثا ار قانونية
أخرى كحق اإلبن في حمل لقب أبيه وحقه في جنسيته لرابطة الدم ويكون لألب حق تأديب
إبنه وحق الوالية عليه ويكون لألقارب حق الميراث فيما بينهم واألفضلية في الوصاية وعدم
جواز شهادة األصول والفروع واألزواج للفرع أو األصل أو الزوج اآلخر وذلك تطبيقا للمادة
22من القانون المدني الجزائري.
13
-2اإلسم :يعتبر االسممن أهم مايميزالشخص الطبيعي عن غير من األشخاص ،فقد جاء
في المادة 47من القانون المدني ":يجب أن يكون لكل شخص لقب واسم فأكثر ولقب
الشخص يلحق بأوالده ،يجب أن تكون األسماء جزائرية وقد تكون خالف ذلك بالنسبة
لألطفال المولودين من أبوين مسلمين".
ويتمتع االسن بحماية مدنية قررتها المادة 27من القانون المدني حيث جاء فيها" :لكل من
نازعه الغير في استعمال اسمه دون مبرر ومن انتحل الغير اسمه أن يطلب وقف هذا
االعتداء والتعويض عما يكون قد لحقه من ضرر".
كما يتمتع االسم بحماية جزائي قررتها مواد كثيرة من قانون العقوبات من ذلك المادة
427و 421و.424
وقد يتخذ الشخص الطبيعي لنفسه إسما مستعا ار يعرف به بين الناس ،ويعم استعماله حتى
يطغى على حجب إسمه الحقيقي الموجود في وثائق الحالة المدنية ،وتبز األسماء المستعارة
في الوسط الفني و األدبي والرياضي والثقافي وحتى السياسي ،وتجدر اإلشارة أن االسماء
المستعارة ليس لها أثر قانوني ،فالعبرة باألسماء الواردة في وثائق الحالة المدنية ،فهذه
األخيرة تتمتع بالثبات واالستقرار بحيث ال تقبل اإلضافة والتعديل إال بما قرره القانون.
فاالسم المدني لصق بالشخص الطبيعي وغير قابل لإلنفصال ،وال يقبل التقويم المالي ،وال
يخضع ألي معاملة مالية بعوض أو بغير عوض ،وخالف هذا يجيز المشرع التجاري
الجزائري خضوع االسم التجاري للمعاملة التجارية وهو ماقررته المادة 77و 11من القانون
التجاري.
- 3الموطن:
من السمات الهامة للشخصية القانونية الموطن من حيث أنه يتيح العثور على مقر الشخص
ومكانة ،ولقد عرف المشرع الجزائري الموطن فيالمادة 21من القانون المدني بقوله":موطن
كل جزائري هو المحل الذي يوجد فيه سكناه الرئيسي وعند عدم وجود سكنى يقوم محل
االقامة العادي مقام الموطن"
وقد نصت المادة 27الفقرة 46من القانون المدني على أن " موطن القاصر والمحجور
عليه والمفقود والغائب هو من ينوب عن هؤالء قانونا " وعلى ذلك فإن الموطن اإللزامي
14
لألشخاص الذين حددهم القانون ليس هو مكان اإلقامة المعتادة لهم وانما هو موطن حتمي
وذلك بان جعل موطنهم موطن من ينوب عنهم قانونا بصرف النظر عما إذا كانوا يقيمون
معه أو ال يقيمون معه.
لتحديد الموطن أهمية وفوائد نذكرها فيما يلي:
-الموطن أداة لتوزيع االختصاص اإلقليمي بين جهات القضاء:إن معرفة موطن الشخص
يحدد لنا المحكمة المختصة إقليميا بالنظر في النزاع ،فال يحق للشخص رفع دعوى ضد
خصمه في أي مكان يريد ،بل يلزم برفعها في دائرة اختصاص محمكة موطن المدعى عليه،
وأوجبت المادة 61من قانون االجراءات المدنية وواالدارية ذكر موطن المدعى عليه في
بيانات التكليف بالحضور المحرر من قبل المحضر القضائي.
-الموطن هوالمكان القانوني للتبليغ :إذا اتخذ الشخص الطبيعي لنفسه موطنا صار من
حقه أن يعامل استنادالهذا الموطن دون سواه ،فيتلقلى من خالله األوراق واإلنذارات
واالستدعاءات وسائر الوثائق بما فيها األحكام والق اررات القضاءية.
ب -الشخص اإلعتباري:
- 1تعريف الشخص اإلعتباري :
يعرف الشخص االعتباري بأنه (مجموعة األشخاص واألموال التي تهدف إلى تحقيق غرض
معين ويعترف القانون لها بالشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق ذلك الغرض) ،يكتسب
الشخص االعتباري الشخصية القانونية حكما أي بنص القانون الذي اعتبرها كذلك وفي نفس
الوقت يعني ضمنا انها ليست أشخاصا طبيعية وانما يمنحها المشرع تلك الصفة القانونية
االعتبارية لكي تتمكن من أن تمارس حقوقا وتلتزم بواجبات في سبيل تحقيق أغراض
اجتماعية معتبرة سواء للمجتمع كله او لطائفة معينة.
من خالل تعريف الشخص االعتباري نالحظ أنه يقوم على ثالث عناصر هي:
-أن الشخص االعتباري يتكون من مجموعة أشخاص أو أموال أومجموعة من األشخاص
واألموال معا.
-أنه يتمتع بشخصية قانونية مستقلة عن المجموعات المكونة له بناء على نص في القانون
أن يكون قيام الشخص االعتباري لتحقيق هدف اجتماعي يتحدد في قانون إنشائه
15
-2خصائص الشخصية القانونية للشخص اإلعتباري:
تضمن القانون المدني نصا مفاده أن الشخص اإلعتباري يتمتع بجميع الحقوق التي تقرها
القوانين وتحميها إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان ،وأضاف المشرع أن يكون
لألشخاص المعنوية :أهلية واسموموطن وحالة سياسية وذمة مالية ،وفيما يلي تفصيل لما
سبق ذكره:
أ -األهلية :فيما يلي سنتناول أهلية الوجوب ثم أهلية األداء للشخص االعتباري
-أهلية الوجوب :أي صالحية الشخص االعتباري الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات،
ونظر الختالف الشخصية الطبيعية عن الشخصية المعنوية فإن حقوق الشخص المعنوي
ا
والتزاماته تختلف عن حقوق والتزامات الشخص الطبيعي ،فال تثبت للشخص المعنوي تلك
الحقوق وااللتزامات المالزمة لطبيعة اإلنسان ،كحقوق األسرة ،والحقوق الشخصية التي
تهدف إلى حماية الكيان المادي للشخص كالحق في سالمة الجسم ،كما أنه ال يرث،
باستثناء الدولة إذ تؤول إليها أموال من ال وارث له أو التي تخلى عنها الورثة وهذا ما نصت
عليه المادة 674من قانون األسرة بنصها :
"فاذا لم يوجد أصحاب فروض أو عصبة آلت التركة إلى ذوي األرحام ،فإن لم يوجدوا ،آلت
إلى الخزينة العامة" .
-أهلية األداء :وهي صالحية الشخص لمباشرة األعمال والتصرفات القانونية بنفسه،
والشخص االعتباري ليس له تمييز بحكم طبيعته إذ ليس له ذات وارادة ،لهذا ذهب رأي في
الفقه إلى القول بأن الشخص المعنوي ليس منعدم األهلية ،بل له أهلية ولكن ال يستطيع
العمل إال بواسطة ممثله ،إذ القانون يعتبر اإلدارة التي يعبر عنها ممثل الشخص المعنوي،
واألعمال التي يقوم بها ،بمثابة إرادة وعمل الشخص المعنوي
وقد يتولى تمثيل نشاط الشخص المعنوي ،فرد أو شخص ،كرئيس الدولة مثال ،أو الوالي
كما قد تتواله هيئة كالمجالس المحلية والجمعيات العمومية
16
-اإلسـم :لكل شخص إعتباري إسم يتميز به عن غيره من األشخاص اإلعتبارية
واألشخاص اإلعتبارية العامة تحدد لها الدولة أسمائها أما األشخاص اإلعتبارية الخاصة
فيسميها أصحابها بأسمائها التجارية أو المستعارة ويعتبر اإلسم حق وواجبا للشخص
اإلعتباري.
ويجوز له التصرف فيه ،ولكن ليس بصفة مستقلة عن المحل التجاري ذاته ،وحق الشركة
على اسمها حق مالي ،أما حق الجمعية أو المؤسسة الخاصة على اسمها طالما ال تهدف
إلى تحقيق الربح فيعد حقا أدبيا من حقوق الشخصية.
-الموطـن :وموطن الشخص المعنوي مستقل عن موطن أعضائه ،وهذا الموطن هو
المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ،ويقصد بمركز اإلدارة المركز الرئيسي وليس حتما أن
يكون مركز االستغالل ولقد نصت المادة 6/227تجاري على ما يلي" :يكون موطن
الشركة في مركز الشركة"
-الحـالـة :يختلف الشخص اإلعتباري عن الشخص الطبيعي في أن األول ليست له روابط
عائلية وال روابط دينية أما من حيث الروابط السياسية فأن جنسية الشخص المعنوي تتحدد
بالدولة التي يوجد فيها مركز إدارته الفعلي.
فمتى اتخذ الشخص المعنوي بلدا معينا مركز إلدارته تثبت له جنسية هذا البلد ،ويخضع
نظامه القانوني ،لقوانين الدولة التي يوجد فيها مركز إدارته الرئيسي الفعلي.
-الذمـة المالية :للشخص اإلعتباري ذمة مالية بعنصر بها اإليجابي والسلبي بل هي أبرز
مميزاته القانونية حيث تكون ذمته المالية مستقلة ومنفصلة تماما عن الذمة المالية لألفراد
المكونين له
- 3أنواع األشخاص اإلعتبارية:
تنقسم إلى قسمين أشخاص إعتبارية عامة وأشخاص إعتبارية خاصة وينقسم كل نوع منها
بدوره إلى قسمين أشخاص وطنية وأشخاص أجنبية.
ويقصد باألشخاص المعنوية العامة الوطنية تلك األشخاص اإلعتبارية التي تنشأ بإرادة
الشعب على إقل يمه الوطني وتاتي في مقدمتها الدولة بإعتبارها شخصا معنويا عاما ووطنيا
17
في نفس الوقت ويليها الفروع التي تتألف منها الدولة أي األقسام اإلدارية فيها وبحسب نص
المادة 21من القانون المدني فإن األشخاص اإلعتبارية هي:
أ -األشخاص العامة :
هي الدولة وفروعها مع مالحظة أن الدولة تنشأ بإعتراف الدول األخرى بقيامها أما فروع
الدولة تنشأ بإعتراف المشرع الوطني أي القانون الداخلي بوجودها أو تأسيسها مثل الوالية
والدائرة والبلدية.
ب -األشخاص الخاصة:
يقصد بها الهيئات والمؤسسات والمجمعات والشركات المدنية والتجارية التي تعترف لها
الدولة بشخصية اعتبارية لتحقيق أهداف خاصة بالمجموعات من األشخاص واألموال المكونة
لها.
-الجمعيات :يمكن تعريف الجمعية بأنها كل جماعة تتكون من عدة أشخاص من طبيعية
أو إعتبارية تكون لها صفة الدوام وتهدف لغرض اجتماعي دون الحصول على ربح مادي.
-المؤسسات :هي شخص إعتباري ينشأ بناءا على تخصيص مبلغ من المال لعمل
إجتماعي سواء كان خيريا أو علميا أو رياضيا أو فنيا.
-الشركات :تتكون الشركة بإتفاق شخصين أو أكثر على أن يساهموا في مشروع عن
طريق تقديم كل منهم حصة من المال أو العمل مع إقتسام النتائج أرباحا كانت أم خسائر.
فالشركة مجموعة أشخاص تتظافر جهودهم لتحقيق الكسب المالي وهي بهذا تختلف عن
الجمعية التي تسعى لتحقيق غرض إجتماعي غير الربح .
المطلب الرابع :الخصائص المميزة للشخص اإلعتباري.
- 4حياة الشخص اإلعتباري :
أ -بداية الشخصية القانونية :بالنسبة للدولة تبدأ شخصيتها اإلعتبارية من يوم تكامل
عناصرها الثالثة من شعب واقليم وحكومة ذات سيادة واعتراف الدول بها كعضو في
المجتمع الدولي.
-بالنسبة للوالية بصدور قرار إنشائها الذي يحدد اسمها ومركزها واستقاللها المالي
وشخصيتها القانونية.
18
-أما بالنسبة للجمعيات والشركات والمؤسسات الخاصة فإن القانون يشترط أستكمال جميع
االجارءات القانونية من توثيق عقد التأسيس والقيام بشهره عن طريق تسجيله في السجالت
الخاصة بالتوثيق في الشهر العقاري وكذلك نشر قانون إنشائها وتسجيلها بالصحف اليومية
حتى يمكن اإلحتجاج بها في مواجهة الغير.
ب -نهاية حياة االشخص االعتباري:
بالنسبة للدولة تزول بزوال شخصيتها وزوال أحد عناصرها الثالث ،بالنسبة للوالية والدائرة
والبلدية بصدور قانون إلغائها أو إدماجها في وحده إدارية أخرى وتصدر قوانين اإللغاء و
اإلدماج من السلطة المختصة باإلنشاء.
بالنسبة للمؤسسات العامة وما في حكمها تنقضي شخصيتها القانونية بإدماجها في مؤسسة
عامة أخرى أو بإلغائها بقانون تصدره السلطة التي أنشأتها.
أما بالنسبة للشركات والجمعيات والمؤسسات الخاصة تنهي حياتها بأحد األسباب التالية:
-حلول أجل إنقضائها السابق تحديده في القانون إنشائها.
-تحقيق الغرض من إنشائها.
-إتفاق الشركاء على حلها.
-إشهار إفالسها.
-صدور حكم قضائي بحل الشخص اإلعتباري.
-صدور قانون بإلغائها من السلطة التي أصدرت قانون إنشائها.
19