You are on page 1of 8

‫ملخص محاضرات في مقياس منهجية العلوم القانونية فلسفة القانون السنة األولى حقوق‬

‫الدكتور زغو محمد‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫يقصد بفلسفة القانون تلك المادة العلمية التي تختص بدراسة مواقف الفالسفة من الظاهرة القانونية‬
‫تنصب دراسة فلسفة القانون على ثالثة محاور ‪:‬‬
‫‪-1‬أصل القانون ‪ :‬ويتناول فيه إن كان القانون نشأ من ضمير الجماعة بطريقة تلقائية ال دخل‬
‫لإلرادة اإلنسانية أم أن لإلرادة اإلنسانية أثر في إنشاء القانون أم هو تعبير عن إرادة الحاكم ‪ ،‬أم‬
‫هو تعبير عن إرادة الجماعة أم هو خليط بين هذا وذاك‪.‬‬
‫‪-2‬أساس االلتزام ‪ :‬هو ما يثير التساؤل حول من يعطي القواعد القانونية خاصية االلتزام ويكسبها‬
‫صفة التشريع ‪ ،‬فهل يرجع االلتزام بإتباع أوامر ونواهي القانون إلى إرادة الحاكم أو إرادة‬
‫الجماعة ‪.‬‬
‫‪-3‬غاية القانون ‪:‬يقصد بغاية القانون تلك األهداف والقيم التي يتوجها القانون ويسعى إلى‬
‫تحقيقها ‪ ،‬فاتفق غالبية الفقهاء على أن غاية القانون هي تحقيق العدل لكنهم اختلفوا حول مفهوم‬
‫العدل ونوعيته ووسائل تحقيق العدل‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬المذاهب الشكلية‪.‬‬
‫هي تلك المذاهب التي تكتفي بالمظهر الخارجي للقاعدة القانونية ‪ ،‬فهي تربط بين السلطة والقانون‬
‫الكتساب قوة االلزام ‪ ،‬فقد نادى بهذه المذاهب الشكلية الكثير من الفقهاء والفالسفة‪ ،‬حيث اتفقوا‬
‫جميعا من حيث المبدأ أن القانون تعبير عن إرادة الحاكم مع اختالف يسيره وبسيط في بعض‬
‫الجزئيات ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مذهب الفقيه االنجليزي " أوستين "‪.‬‬
‫الفيلسوف اإلنجليزي أوستين أستاذ في فلسفة القانون بجامعة لندن في النصف األول من القرن‬
‫‪ ، 19‬استمّد مذهبه من نظريات فالسفة اليونان الذين كانوا يرون أن القانون ليس طلبا أو نصيحة‬
‫وإنما هو أمر صادر عن حاكم ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬مضمون نظرية " أوستين " ‪.‬‬
‫تلخص نظريته في أن القانون من وضع الدولة تعمل على كفالة احترامه عن طريق إجبار األفراد‬
‫على طاعته لما لها من سلطة وسيادة لذلك يعّر ف أوستين القانون " أمر ونهي يصدره الحاكم‬
‫استنادا للسلطة والسيادة ويوجهه إلى المحكومين ويتبعه جزاء" ‪.‬من التعريف نستخلص أنه لكي‬
‫يوجد قانون البد من توفر ثالث شروط أساسية ‪:‬‬
‫‪-1‬الفرع األول ‪ :‬وجود حاكم سياسي‬
‫فالقانون في نظر اوستين ال يقوم إّال في مجتمع سياسي يستند في تنظيمه إلى وجود هيئة عليا‬
‫حاكمة لها سيادة في المجتمع وفئة أخرى محكومة واجب عليها الطاعة ‪،‬وال يهم أن يكون الحاكم‬
‫السياسي شخصا واحدا أو هيئة أو مستبد‪.‬فالقانون وفق أوستين هو تعبير عن إرادة الطبقة الحاكمة‬
‫التي لها السلطة العليا ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬وجود أمر أو نهي ‪.‬‬
‫القانون في منظور أوستين ليست مجرد نصيحة أو إرشاد لألفراد بل أمر ونهي ال يجوز مخالفته ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬وجود الجزاء‪.‬‬
‫لكي يوجد قانون حسب أوستين فالبد أن يقترن األمر والنهي بالجزاء ‪،‬يوقعه الحاكم الذي له‬
‫السلطة والقوة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬النتائج المترتبة عن قانون أوستن‬
‫الفرع األول ‪:‬إنكار صفة القانون على قواعد القانون الدولي العام‪.‬‬
‫ألنه يرى بأن جميع الدول متساوية السيادة وال توجد في المجتمع الدولي سلطة عليا فوق سلطة‬
‫الدول توقع الجزاء على الدول التي تخالف القواعد القانونية ‪ ،‬ويعتبر أوستين أن قواعد القانون‬
‫الدولي مجرد مجامالت أو واجبات أدبية تراعيها الدول في سلوكها فيما بينها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬إنكار صفة القانون على قواعد القانون الدستوري‪.‬‬
‫ألن قواعد القانون الدستوري هي التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم والسلطات العامة‬
‫واختصاصاتها والعالقة فيما بينها ‪ ،‬وبهذا تكون قواعد القانون الدستوري موجهة للحاكم وليس‬
‫للمحكومين طالما أن الحاكم هو الذي يصدر هذه القواعد بمحض إرادته ‪ ،‬ويستطيع مخالفتها ذلك‬
‫ألنها ليست صادرة عن سلطة أعلى منه‪.‬وغير مقترنة بجزاء وال يمكن للحاكم أن يوقع الجزاء‬
‫على نفسه‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التشريع هو المصدر الوحيد للقانون‪.‬‬
‫باعتباره يتضمن أمرا ونهيا يصدره الحاكم إلى المحكومين لم يعترف أوستين بالمصادر األخرى‬
‫للقانون ألنه ال ينشأ قواعد قانونية إّال في الحدود التي يسمح بها المشرع السلطة المختصة بوضع‬
‫القوانين ‪،‬أي الحالة التي يبنى فيها المشرع تلك القواعد العرفية ويحولها إلى قواعد تشريعية ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬وجوب التقيد بإرادة المشرع وقت وضع النص عند تفسير القواعد القانونية‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نقد نظرية أستين ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬نظرية أوستين تخلط بين القانون والدولة ‪.‬‬
‫لقد أثبتت الحقائق التاريخية أن القانون ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون ظاهرة وضعية سياسية ‪،‬‬
‫حيث نشأت القوانين مع نشوء الجماعة (قواعد عرفية ) وقبل أن يعرف األفراد والجماعات‬
‫ظاهرة الدولة ككيان سياسي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬نظرية أوستين تخلط القانون والقوة‬
‫لو سلمنا بنظرية أوستين يصبح القانون في خدمة القوة وبالتالي تصبح إرادة الحاكم تفرض على‬
‫األفراد من تشاء مّما يؤدي في النهاية إلى نظام استبدادي و حكم مطلق ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬أخذ نظرية أوستين للتشريع كمصدر وحيد للقانون أمر يخالف الواقع ‪،‬‬
‫إذا كان التشريع في الدولة الحديثة المصدر األساسي للقانون إّال أنه ليس بالمصدر الوحيد ‪ ،‬حيث‬
‫توجد إلى جانبه مصادر أخرى كالعرف ‪ ،‬بل إن بريطانيا التي عاش فيها أوستين يقوم النظام‬
‫القانوني فيها أساسا على العرف‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬إنكار القانون الدولي لعدم وجود سلطة عليا في المجتمع الدولي‪.‬‬
‫إن هذا االدعاء ال أساس له من الصحة ‪ ،‬فالفقهاء يرون أن القانون الدولي العام يتوفر على‬
‫عنصر االلزام ‪،‬حيث يوجد في المجتمع الدولي سلطة عليا توقع الجزاء هي األمم المتحدة بكل‬
‫هياكلها و بمنظماتها المختلفة ‪،‬مجلس األمن ‪ ،‬الجمعية العامة ‪ ،‬محكمة العدل الدولية‪.‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬إنكار القانون الدستوري وتجريده من صفة قانونية ‪.‬‬
‫من المسّلم به في العصر الحديث أن األمة والشعب مصدر السلطات وهي تعتبر أعلى من سلطة‬
‫الحاكم وهي التي نصبته حاكما ‪ ،‬وبالتالي لها الحق في توقيع الجزاء إذا خالف القانون ‪ ،‬هناك‬
‫الكثير من الدول تنصب في تشريعاتها على كيفية محاكمة رئيس الدولة وكبار الموظفين كما هو‬
‫الحال بالنسبة للجزائر التي نص دستورها في المادة ‪ 183‬على تشكيل محكمة عليا للدولة‬
‫لمحاكمة الرئيس فيما يتعلق بالجرائم التي توصف بالخيانة العظمى وكذا الوزراء في الجنايات‬
‫والجنح وإن كانت هذه المحكمة لم تنشأ حتى اآلن منذ ‪.1996‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مدرسة الشرح على المتون‪.‬‬
‫ظهرت في فرنسا على يد مجموعة من الفقهاء الفرنسيين الذين قاموا بتجميع حكام القانوني المدني‬
‫الفرنسي في مجموعة واحدة أطلق عليها تقنين نابليون ‪،‬حيث أكد الدستور الفرنسي لعام ‪1791‬‬
‫على ضرورة توحيد قوانين البالد‪ ،‬أدى إلى انبهار الفقهاء بهذا التقنين واعتقدوا بأنه شامل وصالح‬
‫لكل زمان ومكان ‪ ،‬فقاموا بشرحه متنا متنا ‪ ،‬وهي الطريقة المعروفة في تفسير الكتب المقدسة‬
‫ولقد أطلقوا على عملية الشرح مدرسة إلتزام النص‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مضمون النظرية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬اعتبار التشريع المصدر الوحيد للقانون‪.‬‬
‫يرى أنصار هذه المدرسة أن القانون ينحصر فقط في النصوص المكتوبة التي يسنها المشرع ‪،‬‬
‫فالمشرع وحده الذي ينشأ القواعد القانونية وهي تعبر عن إرادته ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تقديس النصوص التشريعية ‪.‬‬
‫باعتبارها تتضمن الحلول لجميع القضايا التي يمكن أن يعرفها الواقع ‪،‬ولعّل السبب في تقديس‬
‫النصوص يرجع إلى حالة التشتت التشريعي حيث كان الشمال الفرنسي يخضع لنظام قانوني‬
‫مستمد أساسا من قواعد العرف ‪،‬أما الجنوب فيخضع لنظام قانوني مستمد من القانون‬
‫الروماني ‪،‬وكانت أمنية رجال الثورة الفرنسية ومن ورائهم الشعب الفرنسي توحيد القانون في‬
‫مختلف أرجاء فرنسا ‪ ،‬األمر الذي لم يتحقق إّال في عهد نابليون ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النتائح المترتبة عن النظرية‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القاضي ملزم بتطبيق النص ال نقده‬
‫حيث عليه أن يلتزم بأحكام النص ال يقيمه أو يدعى وجود عيب أو قصور في الحلول التي تقضي‬
‫بها هذه النصوص‪،‬فمهمة القاضي هي الحكم بمقتضى القانون وليس الحكم على القانون‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تفسير النصوص وشرحها يكون من داخل النصوص أو من خالل السياق العام‪.‬‬
‫إذا كان النص غير واضح وجب البحث عن روح التشريع واقتفاء جوهر الحكم في األعمال‬
‫التحضيرية أو الرجوع للظروف المحيطة بنشأة النص ‪،‬أّما إذا عجز المفسرون أو الشراح فقيها أو‬
‫قاضيا عن استخالص قاعدة ما من نصوص التشريع فإن اللوم يقع عليه وليس على المشرع‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬عند تفسير النص يجب البحث عن نية المشرع ‪.‬‬
‫يقصد بالنية تلك النية التي يمكن استخالصها بوضوح للنصوص القانونية ‪ ،‬ويستدل عليها من‬
‫واقع النص ومعانيه أو عباراته أو بالرجوع إلى المذكرة اإليضاحية أو المذكرة الشارحة للقانون‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقدير مدرسة الشرح على المتون‪.‬‬
‫قبل التعّر ف لالنتقادات التي وجهت إلى النظرية البأس أن نذكر المزايا‪.‬‬
‫‪-1‬تحقيق النظرية الثبات واالستقرار وهذا عكس العرف‪.‬‬
‫‪-2‬اقتصار دور القاضي على تطبيق النص يمنعه من االنحراف عن السلطة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقيد القاضي بإرادة المشرع يؤدي إلى توحيد الحلول التشريعية للقضايا المطروحة على القضاء‬
‫أّم ا االنتقادات نذكر منها ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االقتصار على التشريع كمصدر وحيد للقانون أمر يخالف للواقع‪.‬‬
‫رغم أن التشريع في الدولة الحديثة أصبح المصدر الرسمي للقانون إّال أنه ليس الوحيد ‪ ،‬حيث‬
‫توجد إلى جانبه مصادر أخرى كمبادئ الشريعة اإلسالمية بالنسبة للدول اإلسالمية ‪ ،‬العرف ‪،‬‬
‫مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة التي يتعين على القاضي الرجوع إليها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تقديس النصوص يؤدي إلى جمود القانون‪.‬‬
‫تقديس النص يؤدي إلى العبودية إلرادة المشرع ويؤدي ذلك إلى إهمال الظروف االجتماعية‬
‫وعدم احترام إرادة الشعب التي تتغير باستمرار‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلفراط في الشكلية على حساب المضمون‪.‬‬
‫إن اعتبار التقنينات منظومات قانونية شاملة يعّر ضها إلى مواجهة أوضاع تتجاوزها ويكشف عن‬
‫ثغرات داخل النظام القانوني‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬االعتماد في التفسير على إرادة المشرع‪.‬‬
‫إن عدم االعتراف بالمصادر األخرى التي يمكن للقاضي أن يلجأ إليها يؤدي بهذا األخير إلى‬
‫االنحراف عن وظيفة التفسير إلى وظيفة التشريع‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬نظرية هيغل‪.‬‬
‫هيغل فيلسوف ألماني كان أستاذا في الجامعة األلمانية وله عدد من المؤلفات منها مبادئ فلسفة‬
‫القانون ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مضمون النظرية‪.‬‬
‫يستمد القانون عند هيغل أساسه وشرعيته الملزمة من صدوره عن الدولة ‪ ،‬بحيث ال يوجد قانون‬
‫إّال إذا كان صادرا عن إرادة الحاكم أو السلطة في الدولة ‪ ،‬فالقانون هو إرادة الدولة في الداخل‬
‫والخارج‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬إرادة الدولة على المستوى الداخلي‪.‬‬
‫يرى هيغألنه يمكن للمجتمع أن يرقى إلى مرتبة الدولة متى رأى جميع أفراد المجتمعّ أنه ثمة‬
‫مصلحة عامة ومشتركة يجب تحقيقها فتتحد إرادتهم وحرياتهم ‪ ،‬فتذوب فيها إرادات األفراد تحت‬
‫غطاء المصلحة العامة التي تجعلهم يشعرون بأنهم جزء من الدولة ‪ ،‬هذا ما يمكنهم من االنتقال‬
‫من مجرد جماعات إلى مجتمع سياسي‪.‬‬
‫فالدولة عند هيغل هي التي تجسد إرادة اإلنسان وحريته ألن حرية اإلنسان الحقيقة ال تتحقق إّال‬
‫باندماجه في الدولة ‪ ،‬وذلك بخضوع األفراد للدولة التي تقوم على آرائهم العامة‪.‬‬
‫يرى هيغل أن سيادة الدولة واحدة ال تتجزأ تذوب فيها االعتبارات الشخصية ووجهات النظر‬
‫وهذه السيادة تتجسد في شخص واحد يملك حق التعبير عن اإلرادة العامة التي بني عليها كيان‬
‫الدولة ومن ثم يكون هذا الشخص صاحب السلطان وتكون إرادته القانون الواجب التطبيق ‪,‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬إرادة الدولة على المستوى الخارجي ‪.‬‬
‫يرى هيغل أنه ال توجد سلطة أو إرادة أعلى من الدولة يمكن أن تلزمها بسلوك معين عالقاتها مع‬
‫الدول األخرى‪ ،‬باعتبار الدولة سيدة وجميع الدول متساوية في السيادة ولذلك تعتبر الحرب وسيلة‬
‫الدولة في تنفيذ إرادتها في المجتمع الدولي وأن الحرب تنتهي دائما بحل النزاع لصالح الدولة‬
‫األقوى وتفرض وجهة نظرها‪. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النتائج المترتبة عن نظرية هيغل‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬انحصار مصادر القانون في التشريع الذي يعبر عن إرادة الحاكم‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬إنكار القانون الدستوري والقانون الدولي العام ‪.‬‬
‫ال يعترف هيجل على المستوى الداخلي إال باالرادة المطلقة للحاكم ىدون مراعاة ألية قيود أو‬
‫حدود وبالتالي فالشعوب تلقى الذي تستحقه ويولى عليها الحكام الذي تكون جديرة به‪ ،‬أما على‬
‫المستوى الخارجي يعتبر هيجل أن قواعد القانون الدولي عبارة عن مجامالت وهذا يعني أن‬
‫الدولة االقوى هي التي تسود‪ .‬األمر الذي يجعل القوة وحدها هي السبيل إلى تنفيذ رغبة الحاكم‬
‫داخل الدولة وخارجها‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نقد النظرية‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬قيام القانون على مصدر واحد ال أساس له من الصحة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الجميع بين القوة والقانون يؤدي إلى االستبداد ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬النظرية كانت تدعم حق الشعب األلماني في السيطرة على العالم‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬نظرية كالسن‬
‫وضع األستاذ النمساوي كلسن نظريته المعروفة باسم نظرية القانون البحت أو الصافي ‪ ،‬حيث‬
‫أن علم القانون البحت يجب أن يقتصر على دراسة السلوك اإلنساني من حيث خضوعه للضوابط‬
‫القانونية وحدها دون غيرها من الضوابط االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األسس التي تقوم عليها نظرية كلسن ‪.‬‬
‫تقوم النظرية على أساسين هامين هما ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬استبعاد العناصر غير قانونية من نطاق القانون‪.‬‬
‫يرى كلسن أنه يجب استبعاد كافة العوامل غير القانونية من نطاق القانون كالعوامل االجتماعية أو‬
‫االقتصادية أو الثقافية أو الدينية واألخالقية والعقائدية ‪ ،‬فالقانون الصافي حسب كلسن هو " عبارة‬
‫عن أوامر صادرة عن إرادة تملك القوة اإلجبار هي إرادة الدولة التي تجعل األمر واجب الطاعة‬
‫دون التصدي لتقييم مضمونه أو التعرض إلى أسباب نشأته ألن هذا من اختصاص علم االجتماع‬
‫والسياسة واالقتصاد وليس من اختصاص رجل القانون الذي يقتصر دوره في البحث على صحة‬
‫صدوره من الجهة المختصة دون البحث عن مضمون القانون إذ كان عادال أو غير عادل متفقا‬
‫مع مصلحة المجتمع أو مخالفا لها "‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬وحدة القانون والدولة ‪.‬‬
‫يعتبر كلسن القانون عبارة عن مجموعة إرادات متسلسلة الدرجات في شكل عمومي تستمد كل‬
‫منها صالحياتها من الدرجة األعلى منها وتمد بها الدرجة األدنى منها ‪ ،‬وينبثق عن هذه اإلرادات‬
‫قواعد قانونية (نظام قانوني هو الدولة ) ‪،‬يذهب كلسن إلى أن الدولة ليست شخصا معنويا وإنما‬
‫هي مجموع القواعد القانونية بعضها فوق بعض مثل الهرم تبدأ قاعدة الهرم باال أوامر و األحكام‬
‫القضائية وتنتهي قمته بالدستور ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النتائج المترتبة عن نظرية كلسن‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬رفع التناقض بين اعتبار القانون إرادة الدولة وبين ضرورة تقيد الدولة بسلطان‬
‫القانون‪:‬‬
‫يرى كلسن أن القانون هو إرادة الدولة ‪ ،‬فإذا خالفت الدولة القانون تكون أمام إرادة جديدة أو‬
‫قانون جديد يعدل القوانين السابقة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القانون وعدم جواز تقسيمه إلى قانون عام و خاص‪.‬‬
‫يرى كلسن أن ال داعي إلى تقسيم القانون إلى عام وخاص وإنما يرى أن القانون عبارة عن‬
‫مجموعة من القواعد القانونية العامة أو الفردية تستدرج ببعضها فوق بعض في شكل هرمي ‪ ،‬كل‬
‫درجة منها تحكم العالقات التي تدخل في نطاقها دون الحاجة إلى تمييز بين تلك القواعد ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬نقد النظرية‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظرية كلسن تخفي مشكلة أساس القانون ولم تضع حال لها‪.‬‬
‫لم يتمكن كلسن من إسناد القاعدة الدستورية إلى قاعدة أعلى منها ‪،‬وتستمد منها الشرعية ‪ ،‬وفي‬
‫إجابته عن هذا النقد أجاب كلسن أن القاعدة العليا التاريخية صادرة عن ثورة أو انقالب فأن لم‬
‫يكن لهذه القاعدة وجود حقيقي فإنه يجب التسليم بوجوده على سبيل االفتراض ‪ ،‬وهذا القول من‬
‫كلسن سيؤدي في النهاية إلى إسناد الدستور إلى القوة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬استبعاد كلسن للعرف‪.‬استبعد كلسن العرف من التدرج الهرمي للقواعد القانونية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إغفال كلسن قواعد القانون الدولي العام‪.‬يؤخذ على النظرية أنها لم تجعل له‬
‫مكانا في الهرم القانوني ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬تجريد القانون من كافة العناصر الغير قانونية‪.‬‬
‫القانون ظاهرة اجتماعية تؤثر في نشأته وتطوره حقائق الحياة االجتماعية والمثل العليا للمجتمع‬
‫ومن ثم يجب عند دراسة أساس القانون أن نأخذ بعين االعتبار الحقائق الفكرية والمادية السائدة‬
‫في المجتمع‪..‬‬

You might also like