You are on page 1of 16

‫تفسير القواعد القانونية والغاؤها‬

‫دكتور وائل منذر‬


‫المدخل لدراسة القانون‬
‫‪ .‬فالتفسير هو الوسيلة التي بواسطتها نتعرف على معنى‬
‫القاعدة القانونية‪،‬‬
‫‪‬واإللغاء هو شهادة وفاة القاعدة القانونية بعد أن تكون قد‬
‫شاخت وأصبحت غير قادرة على تلبية رغبات المجتمع‬
‫فتترك القاعدة الملغاة محلها لقاعدة جديدة تكون أكثر‬
‫مالئمة لظروف وحاجات المجتمع‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تفسير القواعد القانونية‬
‫‪‬هو توضيح ما ابهم من الفاظ النص وتكميل ما اختصر من‬
‫نصوصه وتخريج ما نقص من احكامه والتوفيق بين‬
‫اجزائه المتناقضة‬
‫‪‬أي يعتمد على امرين‬
‫‪ ‬االول‪ :‬ازالة الغموض والخالف بين حكم القواعد القانونية‬
‫‪‬الثاني‪ :‬اجتهاد في‪ A‬سد الفراغ في القواعد القانونية‬
‫‪‬والتفسير يشمل التشريع والقواعد الدينية التي ترد في‬
‫القرآن الكريم والسنه النبوية‬
‫‪ ‬امام بالنسبة للقواعد غير المكتوبة فإنها ال تتطلب التفسير‬
‫انواع التفسير‬

‫‪ ‬ثمة تفسير يصدر عن المشرع وآخر يصدر عن القاضي ثم‬


‫عن الفقه‪.‬‬
‫‪‬أوال ‪ :‬التفسير التشريعي ‪:‬‬
‫‪ ‬التفسير التشريعي هو الذي يقوم به المشرع تفسيرا لقانون‬
‫سابق‪ ،‬فيه غموض او اتفق على معنى مخالف لما اراده‬
‫المشرع من النص وذلك من خالل قانون مفسر آلخر سابق‬
‫له‪،‬‬
‫‪‬والسلطة التي تملك وضع القواعد القانونية الموضوعية هي‬
‫المختصة بوضع القواعد التفسيرية‬
‫‪‬مما يترتب ع‪A‬ليه ان‪ A‬التفسير يطبق إلى تاريخ نفاذ التشريع‪ A‬السابق‬
‫دون‪ A‬أن‪ A‬يكون‪ A‬في ذلك مس بمبدأ عدم رجعية القانون‪ .A‬وع‪A‬لى الجميع‬
‫االلتزام بالتفسير أي‪ A‬يكون‪ A‬للتفسير قواعد ملزمة‬
‫‪‬ولقد ساد هذا النوع كثيرا فيما مضى قديما‪،‬‬
‫‪ ‬لكن‪ A‬اليوم مع سيادة مبدأ الفصل بين‪ A‬السلطات انحصرت مهمة‬
‫المشرع في إص‪A‬دار التشريع‬
‫‪ ‬وأسندت مهمة تطبيقه وتفسيره إلى القضاء‪،‬‬
‫‪‬في العراق المحكمة الاتحادية العليا المختص‪A‬ة بتفسير الدستور اما‬
‫القوانين‪ A‬الصادرة عن‪ A‬مجلس النواب فيفسه‪A‬ا مجلس شورى الدولة اما‬
‫الانظمة الصادرة ع‪A‬ن‪ A‬الحكومة فيكون له‪A‬ذه االخيرة حق التفسير في‬
‫تلك اللو‪A‬ائح‬
‫‪‬ثانيا‪ :‬التفسير القضائي‬
‫‪‬التفسير القضائي هو الذي تلجأ إليه المحاكم وهي بصدد‬
‫النظر في المنازعات قبل إصدار األحكام‪ ،‬مما يجعل التفسير‬
‫يكون مرتبطا بوقائع كل قضية على حدة وظروفها‬
‫‪‬أي من اهم مميزاته انه قريب من الواقع‬
‫‪‬ويختلف عن التفسير التشريعي بانه غير ملزم سواء‬
‫بالنسبة للمحاكم االخرى او المحكمة المصدرة للتفسير‪،‬‬
‫‪ ‬بينما التفسير التشريعي ملزم كما وضحنا‪.‬‬
‫‪‬ثالثا‪ :‬التفسير الفقهي‬
‫‪‬هو الذي يقوم به رجال الفقه عند دراستهم لظاهرة‬
‫قانونية من خالل شرحها والتعليق عليها‪،‬‬
‫‪‬وإذا كان يغلب على التفسير الفقهي الطابع النظري‬
‫والتفسير القضائي الطابع العملي‬
‫‪‬فكل منهما يتوقف على اآلخر والواحد يكمل الثاني‪.‬‬
‫‪‬من خالل التعليق على االحكام القضائية من طرف الفقهاء‬
‫‪ ‬اتجاهات التفسير‬
‫‪‬تنقسم الى اتجاهين‪ :‬االول يعتمد ويتقيد‪ A‬بالنص‪A‬‬
‫‪‬والثاني‪ :‬يعتمد على تطور القواعد القانونية أي على اسلوب البحث‬
‫العلمي الحر‬
‫‪‬اوال‪ :‬االتجاه القديم‬
‫‪ ‬يمثلها مدرسة الشرح على المتون ‪ :‬ظهرت بفرنسا في القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬ويتجلى أسسه‪A‬ا فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تقديس النصوص التشريعية (النزع‪A‬ة النصية)‬
‫‪‬اذا لم يعرف المفسر ارادة المشرع فالعيب في المفسر الذي لم يحسن‪A‬‬
‫التفسير‪ ،‬والعيب ال يكون‪ A‬في نصوص القانون التي تكون‪ A‬مقدسة‬
‫وكاملة‪.‬‬
‫‪ – 2‬تغليب قصد المشرع عند تفسير التشريع ‪:‬‬
‫‪ ‬أي االهتمام بالدوافع التي ادت للمشرع إلصدار القانون‪.‬‬
‫‪ – 3‬احتكار المشرع إنتاج القانون ‪ :‬إلى حد حث القاضي‬
‫على رفض الدعوى كلما تعذر عليه الوصول إلى قصد‬
‫المشرع‪،‬‬
‫‪ ‬فليس هناك فكر أو عدالة اسمى من فكر وعدالة المشرع‪.‬‬
‫‪‬الوسائل المتبعة لمعرفة ارادة المشرع‬
‫‪ -1‬معرفة ارادة المشرع الحقيقية‬
‫‪‬أ‪ -‬االعمال التحضيرية‪ :‬مثل مذكرات تفسيرية او مناقشات‬
‫المجالس التشريعية ومحاضر الجلسات‬
‫‪‬ب‪ -‬المصادر التاريخية‪ :‬أي الرجوع لألصول القانونية التي‬
‫استمدت منها القواعد القانونية‪،‬‬
‫‪‬فمثال الرجوع للقانون االنجليزي لمعرفة وفهم مضمون‬
‫نص قانوني ما او الى الشريعة االسالمية‬
‫‪‬ج‪ -‬الحكمة من التشريع‪ :‬أي البحث على غاية المشرع من‬
‫وضع القاعدة القانونية وما هي المصلحة المراد تحقيقها‬
‫من خالله‬
‫‪‬مثال الليل يعتبر ظرف مشدد في عقاب جريمة السرقة‬
‫‪‬وله معنيان االول لغوي يفيد فترة الظالم‪ ،‬والثاني فلكي‬
‫يفيد الفترة الواقعة بين الغروب والشروق‬
‫‪‬ولكي نرجح احد المعنيين يجب الرجوع للحكمة من تشديد‬
‫العقاب‪ ،‬وهي اتخاذ الليل والظالم ساتر مما يسهل ارتكاب‬
‫السرقة‬
‫‪‬لذلك يجب ترجيح المعنى اللغوي باعتبار المعنى الذي‬
‫اتجه اليه قصد المشرع‬
‫‪ ‬علما ان معنى الليل في قانون العقوبات الفلسطيني الفترة‬
‫التي تقع بين غروب الشمس وشروقها‬
‫‪ -2‬البحث عن ارادة المشرع المفترضة‬
‫‪‬أ‪ -‬االستنتاج بطريق القياس‬
‫‪‬يتمثل في وجود مسألتين احدهما وضع لها المشرع نص يحكمها‬
‫واالخرى تركها دون نص‬
‫‪‬ويجد المفسر بينهما عله مشتركه‬
‫‪‬مثال(ان عقد التأمين البري يعد عمل تجاري)‬
‫‪ ‬يمكن االستنتاج بطريق القياس ان عقد التأمين البحري هو كذلك‬
‫عمل تجاري‬
‫‪‬بالرغم من عدم النص عليه صراحة‬
‫‪‬التحاد العله بينهم‬
‫‪‬ب‪ -‬االستنتاج من باب اولى‬
‫‪‬عندما يضع المشرع حكم لموضوع معين وترك موضوع‬
‫اخر دون حكم على الرغم من ان العله في الموضوع الثاني‬
‫اقوى من الموضوع االول‪.‬‬
‫‪‬مثال‪ :‬منع الولد ان يضرب والديه استنتاجا من باب اولى‬
‫من قوله سبحان وتعالى( وال تقل لهما اف وال تنهرهما)‬
‫‪‬ج‪ -‬االستنتاج من مفهوم المخالفة‬
‫‪‬اعطاء حكم معين لحاله مسكوت عنها عكس الحكم الذي‬
‫ينص عليه المشرع‬
‫‪‬مثال‪ :‬هالك الشيء المبيع قبل تسليمه يتحمله البائع‬
‫‪‬بمفهوم المخالفة هالك الشيء المبيع بعد تسليمه يتحمله‬
‫المشتري‬
‫‪ -2‬االتجاهات الحديثة في التفسير‬
‫‪‬أ‪ -‬المدرسة االجتماعية( التاريخية)‬
‫‪ ‬ترى ان تفسير القانون يجب ان يكون وفق العوامل‬
‫االجتماعية واالقتصادية للجماعة التي ادت الى اصدار‬
‫القانون‪،‬‬
‫‪‬وال اهمية إلرادة المشرع الحقيقة او المفترضة وقت‬
‫وضع النص‪،‬‬
‫‪‬أي يجب ان يكون التفسير ملبي لحاجيات المجتمع‬
‫ورغباته في الوقت الذي يتم فيه التفسير‪.‬‬

You might also like