المدخل لدراسة القانون .فالتفسير هو الوسيلة التي بواسطتها نتعرف على معنى القاعدة القانونية، واإللغاء هو شهادة وفاة القاعدة القانونية بعد أن تكون قد شاخت وأصبحت غير قادرة على تلبية رغبات المجتمع فتترك القاعدة الملغاة محلها لقاعدة جديدة تكون أكثر مالئمة لظروف وحاجات المجتمع. اوال :تفسير القواعد القانونية هو توضيح ما ابهم من الفاظ النص وتكميل ما اختصر من نصوصه وتخريج ما نقص من احكامه والتوفيق بين اجزائه المتناقضة أي يعتمد على امرين االول :ازالة الغموض والخالف بين حكم القواعد القانونية الثاني :اجتهاد في Aسد الفراغ في القواعد القانونية والتفسير يشمل التشريع والقواعد الدينية التي ترد في القرآن الكريم والسنه النبوية امام بالنسبة للقواعد غير المكتوبة فإنها ال تتطلب التفسير انواع التفسير
ثمة تفسير يصدر عن المشرع وآخر يصدر عن القاضي ثم
عن الفقه. أوال :التفسير التشريعي : التفسير التشريعي هو الذي يقوم به المشرع تفسيرا لقانون سابق ،فيه غموض او اتفق على معنى مخالف لما اراده المشرع من النص وذلك من خالل قانون مفسر آلخر سابق له، والسلطة التي تملك وضع القواعد القانونية الموضوعية هي المختصة بوضع القواعد التفسيرية مما يترتب عAليه ان Aالتفسير يطبق إلى تاريخ نفاذ التشريع Aالسابق دون Aأن Aيكون Aفي ذلك مس بمبدأ عدم رجعية القانون .AوعAلى الجميع االلتزام بالتفسير أي Aيكون Aللتفسير قواعد ملزمة ولقد ساد هذا النوع كثيرا فيما مضى قديما، لكن Aاليوم مع سيادة مبدأ الفصل بين Aالسلطات انحصرت مهمة المشرع في إصAدار التشريع وأسندت مهمة تطبيقه وتفسيره إلى القضاء، في العراق المحكمة الاتحادية العليا المختصAة بتفسير الدستور اما القوانين Aالصادرة عن Aمجلس النواب فيفسهAا مجلس شورى الدولة اما الانظمة الصادرة عAن Aالحكومة فيكون لهAذه االخيرة حق التفسير في تلك اللوAائح ثانيا :التفسير القضائي التفسير القضائي هو الذي تلجأ إليه المحاكم وهي بصدد النظر في المنازعات قبل إصدار األحكام ،مما يجعل التفسير يكون مرتبطا بوقائع كل قضية على حدة وظروفها أي من اهم مميزاته انه قريب من الواقع ويختلف عن التفسير التشريعي بانه غير ملزم سواء بالنسبة للمحاكم االخرى او المحكمة المصدرة للتفسير، بينما التفسير التشريعي ملزم كما وضحنا. ثالثا :التفسير الفقهي هو الذي يقوم به رجال الفقه عند دراستهم لظاهرة قانونية من خالل شرحها والتعليق عليها، وإذا كان يغلب على التفسير الفقهي الطابع النظري والتفسير القضائي الطابع العملي فكل منهما يتوقف على اآلخر والواحد يكمل الثاني. من خالل التعليق على االحكام القضائية من طرف الفقهاء اتجاهات التفسير تنقسم الى اتجاهين :االول يعتمد ويتقيد AبالنصA والثاني :يعتمد على تطور القواعد القانونية أي على اسلوب البحث العلمي الحر اوال :االتجاه القديم يمثلها مدرسة الشرح على المتون :ظهرت بفرنسا في القرن التاسع عشر ،ويتجلى أسسهAا فيما يلي : – 1تقديس النصوص التشريعية (النزعAة النصية) اذا لم يعرف المفسر ارادة المشرع فالعيب في المفسر الذي لم يحسنA التفسير ،والعيب ال يكون Aفي نصوص القانون التي تكون Aمقدسة وكاملة. – 2تغليب قصد المشرع عند تفسير التشريع : أي االهتمام بالدوافع التي ادت للمشرع إلصدار القانون. – 3احتكار المشرع إنتاج القانون :إلى حد حث القاضي على رفض الدعوى كلما تعذر عليه الوصول إلى قصد المشرع، فليس هناك فكر أو عدالة اسمى من فكر وعدالة المشرع. الوسائل المتبعة لمعرفة ارادة المشرع -1معرفة ارادة المشرع الحقيقية أ -االعمال التحضيرية :مثل مذكرات تفسيرية او مناقشات المجالس التشريعية ومحاضر الجلسات ب -المصادر التاريخية :أي الرجوع لألصول القانونية التي استمدت منها القواعد القانونية، فمثال الرجوع للقانون االنجليزي لمعرفة وفهم مضمون نص قانوني ما او الى الشريعة االسالمية ج -الحكمة من التشريع :أي البحث على غاية المشرع من وضع القاعدة القانونية وما هي المصلحة المراد تحقيقها من خالله مثال الليل يعتبر ظرف مشدد في عقاب جريمة السرقة وله معنيان االول لغوي يفيد فترة الظالم ،والثاني فلكي يفيد الفترة الواقعة بين الغروب والشروق ولكي نرجح احد المعنيين يجب الرجوع للحكمة من تشديد العقاب ،وهي اتخاذ الليل والظالم ساتر مما يسهل ارتكاب السرقة لذلك يجب ترجيح المعنى اللغوي باعتبار المعنى الذي اتجه اليه قصد المشرع علما ان معنى الليل في قانون العقوبات الفلسطيني الفترة التي تقع بين غروب الشمس وشروقها -2البحث عن ارادة المشرع المفترضة أ -االستنتاج بطريق القياس يتمثل في وجود مسألتين احدهما وضع لها المشرع نص يحكمها واالخرى تركها دون نص ويجد المفسر بينهما عله مشتركه مثال(ان عقد التأمين البري يعد عمل تجاري) يمكن االستنتاج بطريق القياس ان عقد التأمين البحري هو كذلك عمل تجاري بالرغم من عدم النص عليه صراحة التحاد العله بينهم ب -االستنتاج من باب اولى عندما يضع المشرع حكم لموضوع معين وترك موضوع اخر دون حكم على الرغم من ان العله في الموضوع الثاني اقوى من الموضوع االول. مثال :منع الولد ان يضرب والديه استنتاجا من باب اولى من قوله سبحان وتعالى( وال تقل لهما اف وال تنهرهما) ج -االستنتاج من مفهوم المخالفة اعطاء حكم معين لحاله مسكوت عنها عكس الحكم الذي ينص عليه المشرع مثال :هالك الشيء المبيع قبل تسليمه يتحمله البائع بمفهوم المخالفة هالك الشيء المبيع بعد تسليمه يتحمله المشتري -2االتجاهات الحديثة في التفسير أ -المدرسة االجتماعية( التاريخية) ترى ان تفسير القانون يجب ان يكون وفق العوامل االجتماعية واالقتصادية للجماعة التي ادت الى اصدار القانون، وال اهمية إلرادة المشرع الحقيقة او المفترضة وقت وضع النص، أي يجب ان يكون التفسير ملبي لحاجيات المجتمع ورغباته في الوقت الذي يتم فيه التفسير.