You are on page 1of 31

‫مجزوءة‪ :‬األنظمة الجنائية‬

‫ماستر القانون الجنائي والتعاون‬


‫المقارنة‬
‫الجنائي الدولي‬

‫عرض بعنوان‬

‫الحق في الخصوصية في‬


‫القوانين الجنائية المقارنة‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬
‫محمد العروصي‬ ‫الغالي عصام‬
‫البهاوي لحسن‬
‫خيبر وليد‬

‫‪1‬‬
‫الئحة المختصرات‬
‫صفحة‬ ‫ص‬
‫طبعة‬ ‫ط‬
‫مطبعة‬ ‫م‪.‬ط‬
‫المادة‬ ‫م‬
‫مرجع سابق‬ ‫م‪.‬س‬
‫جزء‬ ‫ج‬
‫رقم‬ ‫ر‬
‫دون ذكر السنة‬ ‫د‪.‬س‬
‫دون ذكر الطبعة‬ ‫د‪ .‬ط‬
‫عدد‬ ‫ع‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫يعتبر الحق في الخصوصية من أبرز الحقوق اللصيقة بشخصية اإلنسان‪ ،‬ولما كان‬
‫اإلنسان اجتماعي بطبعه‪ ،‬أخذ يحاول أن يعيش جانبا من حياته دون تدخل ‪ ،‬غير أنه في‬
‫الوقت ذاته يجد نفسه في صراع مع داء تطفل اآلخرين‪ ،‬األمر الذي جعله من الضروري‬
‫العمل جاهدا في المحافظة على أموره الخاصة وعدم جعلها عرضة أمام الغير ‪،‬فالحق في‬
‫الخصوصية حق متصل مباشرة بحريات األشخاص وكرامتهم ونظرا الخطورة جرائم‬
‫االعتداء على هذا الحق الذي هو في غاية األهمية وجدير بالحماية القانونية في مكافحة تلك‬
‫الجرائم وردع مقترفيها ‪ ،‬ولعل التطور التقني الحاصل في المجال العلمي ومختلف وسائل‬
‫اإلعالم التي جعلت العالم قرية السرعة انتشار المعلومة والخبر ‪ ،‬وال سيما المرتبط بحياة‬
‫األشخاص الخاصة ‪ ،‬بما تتصف بالسرية ‪ ،‬وعدم الكشف عنها ‪ ،‬األمر الذي جعلها تستقطب‬
‫فضول بعض األشخاص سواء الطبيعية أو المعنوية من هيئات وأجهزة مختلفة ‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل هذا الحق محل اهتمام العديد من التشريعات المقارنة وذلك إلضفاء حماية أكثر لهذا‬
‫الحق في مسايرة التطور المتسارع لمختلف العلوم و التي أدت إلى تطور فكرة الجريمة فينا‬
‫يتعلق بالمساس بحق الشخص في خصوصيته أثناء ممارسة حياته الخاصة ‪.‬‬

‫ونظرا للتقدم العلمي السريع واتساع استخدام أجهزة االتصال الحديثة على نطاق واسع‪،‬‬
‫فقد تعرض الحق في الخصوصية النتهاكات متعددة‪ ،‬وأصبح الدفاع عنها يشكل في الوقت‬
‫الحاضر ضرورة ملحة تزداد يوما بعد يوم داخل المجتمعات الديمقراطية المعاصرة‪ ،‬حيث‬
‫صار الرأي‪,‬العام واعيا باالنتهاكات التي تمس خصوصية الفرد بسبب التطفل الواقع عليها‬
‫من قبل غيره من األفراد أو نتيجة تدخل السلطات العمومية فيا مما دفع معظم التشريعات‬
‫إلى بسط حماية أكبر للحق في الخصوصية كأحد الحقوق الفردية المعبرة عن الحرية‬
‫الشخصية‪ ،‬وإن اختلفت في وضع مفهوم محدد للحق في الحياة الخاصة وذلك راجع التساع‬
‫هذا المفهوم وبالرجوع إلى الفقه نجد بأن هناك العديد من التعريفات من بينها تعريف الفقيه‬

‫‪3‬‬
‫مارتن الذي عرف الحق في الحياة بأنه الحق في الحياة األسرية والشخصية والداخلية‬
‫‪88‬والروحية للشخص عندما يعيش في مسكنه وراء بابه المغلق‪ 1.‬اما الفقيه دينيس فيعرف‬
‫الحق في الحياة الخاصة بأنها " وصف أو حالة للعزلة أو التأني عن مالحظة ومراقبة‬
‫الغير‪ ،‬أما الفقيه نير سوم فقد عرف الحق في الحياة الخاصة بأنه "حق الشخص بأن يحتفظ‬
‫بأسرار من المتعذر على العامة معرفتها إال بإرادته والتي تتعلق بصفة أساسية بحقوقه‬
‫الشخصية ويقر بأن الحق في الحياة الخاصة يقع في دائرة الحقوق الشخصية وإن كان ال‬
‫يشمل جميع جوانها‪ ،‬وقد عرفها آخرون بأنها "العودة إلى ذاتية الشخص"‪ ،‬وقيل أيضا أنها‬
‫"الحماية التي تمنع أعين اآلخرين إلى غيرها من التعاريف لكن يبقى أشهر تعريف هو‬
‫التعريف الذي وضعه معهد القانون األمريكي حينما عرف الحق في الحياة الخاصة من‬
‫زاوية المساس بها بقوله " كل شخص ينتهك بصورة جدية وبدون وجه حق‪ ،‬حق شخص‬
‫أخر في أال تصل أموره وأحواله إلى علم الغير وأال تكون صورته عرضة ألنظار‬
‫الجمهور‪ ،‬بعد مسئوال أمام المعتدي عليه"‪.‬‬

‫وقد طورت عدد من الدول حماية متقدمة للخصوصية بعد هذا التاريخ‪ ،‬ففي عام‬
‫‪1776‬م سن البرلمان السويدي قانون الوصول إلى السجالت العامة والذي الزم كافة‬
‫الجهات الحكومية التي لديها معلومات أن تستخدمها ألهداف مشروعة‪ ،‬وفي عام‪1858‬م‬
‫منعت فرنسا نشر الحقائق الخاصة وفرضت عقابا على المخالفين‪ ،‬أما قانون العقوبات‬
‫النرويجي فقد منع في عام ‪1889‬م نشر المعلومات التي تتعلق بالشخصية واألوضاع‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫وفي عام ‪1890‬م كتب محاميان أمريكيان ‪Samuel and Louis‬مقاال عن حماية‬
‫الخصوصية باعتبار االعتداء عليها من قبيل الفعل الضار ووصف الخصوصية بأنها الحق‬
‫في ترك الشخص وحيدا‪ ،‬وقد انتشر هذا المفهوم في الواليات المتحدة األميركية كجزء من‬
‫القانون العام‪ .‬وفي العصر الحديث فإن مفهوم الحق في الخصوصية ظهر في اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان في عام ‪1948‬م والذي كفل حماية األماكن واالتصاالت‪.‬‬

‫‪ 1‬أسامة عبد هللا قايد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات دراسة مقارنة دار النهضة القاهرة الطبعة الثانية ‪1992‬ص‪11‬‬

‫‪4‬‬
‫كما أن العديد من اتفاقيات حقوق اإلنسان العالمية اعترفت بالحق في الخصوصية كاتفاقية‬
‫‪2‬‬
‫األمم المتحدة للعمال المهجرين واتفاقية األمم المتحدة لحماية الطفولة وغيرها‪.‬‬
‫وأما على المستوى اإلقليمي فإن العديد من االتفاقيات اعترفت بالحق في‬
‫الخصوصية ونظمت قواعد حمايته كما هي الحال في االتفاقية األوربية لحماية حقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية بروما سنة ‪ 1950‬م وهذه االتفاقية قد انشأت المفوضية‬
‫األوربية لحقوق اإلنسان لمراقبة تطبيقها وكالهما كان نشطا في تطبيق وحماية الحق في‬
‫الخصوصية وضيق من نطاق االستثناءات على حكم المادة الثامنة وما تقرره من حماية‬
‫وفي هذا الشأن فإن المفوضية األوروبية لحقوق اإلنسان قالت عام ‪ 1976‬م ( أن الحق في‬
‫احترام الحياة الخاصة هو الحق في الخصوصية‪ ،‬الحق في الحياة إلى المدى الذي يتمناه‬
‫اإلنسان)؛ ووفقا لرأي اللجنة فإن الحق في احترام الحياة الخاصة ال ينتهي هنا بل يمتد إلى‬
‫الحق في تأسيس وتطوير العالقات مع األشخاص اآلخرين‪.‬‬
‫أما المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬فقد راجعت العديد من قوانين دول األعضاء‬
‫في معرض نظرها للدعاوى المقدمة إليها وقررت أن العديد من الدول فشلت في تنظيم‬
‫عمليات استراق السمع على نحو مس خصوصية األفراد‪.‬اتفاقية إقليمية أخرى‪ ،‬بدأت تنص‬
‫بوضوح على حماية الخصوصية كالمادة ‪ 11‬من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان التي‬
‫جاء نصها مطابقا تقريبا للنص المقرر في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وفي عام ‪1965‬م تبنت الواليات المتحدة اإلعالن األمريكي للحقوق والواجبات الذي‬
‫يتضمن مجموعة من الحقوق من بينها الحق في الخصوصية‪ ،‬وقد بدأت المحاكم األمريكية‬
‫الداخلية والمحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان إظهار ومعالجة حق الخصوصية ومسائله فيما‬
‫تنظر من دعاوى‪.‬‬

‫‪ 2‬يونس عرب‪ ،‬الخصوصية وأمن المعلومات في األعمال الالسلكية بواسطة الهاتف الخلوي منتدى العمل االلكتروني بواسطة‬
‫الهاتف الخلوي‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪21 – 20‬آيار ‪2001‬م‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تطور الحق في الخصوصية وحماية البيانات في الستينات والسبعينات نتيجة للتأثر بتقنية‬
‫المعلومات وبسبب القوى الرقابية المحتملة ألنظمة الكمبيوتر التي استوجبت وضع قواعد‬
‫معينة تحكم جمع ومعالجة البيانات الخاصة‪ ،‬وفي هذا الحقل فإن أول معالجة في ميدان‬
‫حماية البيانات كان عام ‪ 1970‬م في هيس بألمانيا؛ والذي تبعه سن أول قانون وطني‬
‫متكامل في السويد عام ‪1937‬م ثم في الواليات المتحدة عام ‪1974‬م ثم المانيا على‬
‫المستوى الفدرالي عام ‪1977‬م ثم فرنسا عام ‪1978‬م‪.‬‬

‫وفي عام ‪1981‬م وضع االتحاد األوروبي اتفاقية حماية األفراد من مخاطر المعالجة‬
‫اآللية للبيانات الشخصية ووضعت كذلك منظمة التعاون االقتصادي والتنمية دليال ارشاديا‬
‫لحماية الخصوصية ونقل البيانات الخاصة‪ ،‬والذي قرر مجموعة قواعد تحكم عمليات‬
‫المعالجة اإللكترونية للبيانات‪ ،‬وهذه القواعد تصف البيانات والمعلومات الشخصية على أنها‬
‫‪3‬‬
‫معطيات تتوفر لها الحماية في كل مرحلة من مراحل الجمع والتخزين والمعالجة والنشر‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن الحق في الحياة الخاصة في بداية القرن العشرين لم يلق أي اهتمام من قبل‬
‫التشريعات الجنائية ألن فكرة هذا الحق تعد غامضة وغير واضحة المعالم‪ ،‬لكن مع مرور‬
‫الوقت اتجهت غالبية الفقه إلى إقرار الحق في الحياة الخاصة بوصفه حقا قائما بذاته بعدما‬
‫استشعر الجميع أهمية هذا الحق كما لقي اهتماما دوليا حينما نصت المادة ‪ 12‬من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان على أنه ال يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو‬
‫في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسالته"‪ .‬كما نصت المادة ‪ 17‬من العهد الدولي الخاص‬
‫المدنية والسياسية على أنه " ال يجوز التدخل بشكل تعسفي أو غير قانوني بخصوصيات‬
‫أحد أو بعائلته أو بيئته أو مراسالته"‪.‬‬

‫لذا عملت أغلب الدساتير الحديثة وباختالف فلسفة نظمها القانونية على تضمين الحق‬
‫في الحياة الخاصة بجعله حقا دستوريا وجب حمايته من أي اعتداء أو انتهاك‪ ،‬وكذا القوانين‬

‫‪ 3‬بارق منتظر عبد الوهاب ال مي‪ :‬جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل اإللكترونية في التشريع األردني‪ ،‬جريمة انتهاك‬
‫الخصوصية عبر الوسائل اإللكترونية في التشريع األردني‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪. ،2017 ،‬ص ‪ 85‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المقارنة ومنها القانون الفرنسي‪ ،‬إذ جاء في المادة ‪ 9‬من القانون المدني الفرنسي على أنه‬
‫من حق كل شخص أن تكون حياته الخاصة مصونة وللقاضي أن يأمر بما يراه ضروريا‬
‫لمنع االعتداء على الحياة الخاصة‪ ،‬كما نص الدستور المصري لعام ‪ 1971‬على حرمة‬
‫الحياة الخاصة إال أنه لم يعرف الحق في الخصوصية أو الحياة الخاصة‪ ،‬وذلك لصعوبة‬
‫ذلك من جهة‪ ،‬وكذا مرونتها واختالفها باختالف المجتمع وبحسب الظروف الخاصة بكل‬
‫شخص‪.‬‬

‫ويكتسي هذا الموضوع أهمية نظرية وعملية مهمة ‪،‬فمن الناحية النظرية فتتمثل ابتداء‬
‫في فهم الخلفية الفلسفية والقانونية عما يعد خاصا وما يعد من قبيل الحق في الخصوصية في‬
‫التشريعات الجنائية المقارنة وبعبارة أخرى طبيعة هذا الحق ونطاقه‪ ،‬إذ أن نسبية هذا الحق‬
‫جعلت منه محل خالف فقهي‪ ،‬فمن الفقهاء من أطلق على وصفه العديد من المرادفات تتمثل‬
‫بـ (العزلة السكينة الخلوة السرية‪ ،‬واالنطواء الخ) اآلخر أخذ بتعداد األمور التي تدخل في‬
‫نطاق هذا الحق ومنها الحق في حرمة المسكن‪ ،‬الحق في الصورة الحق في حرمة الحديث‬
‫الخاص والحق في سرية المراسالت‪ ،‬أما من الناحية العملية ضرورة اإلحاطة بتجريم‬
‫المساس أو االعتداء على هذا الحق بجميع صوره من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اجتهادات‬
‫القضاء بهذا المجال‪ ،‬عما ثار من جدل فقهي حول الطبيعة القانونية لهذا الحق‪ .‬ولإلعتبارات‬
‫المتقدمة كان من األجدر بحث هذا الموضوع بصورة تتفق مع اإلجابة على الكثير من‬
‫التساؤالت التي ما تزال ليست محل اهتمام الباحثين في هذا المجال فحسب‪ ،‬بل الكثير من‬
‫التشريعات على حد سواء وخصوصا إزاء التطورات الناجمة بكافة مجاالت الحياة‬
‫االجتماعية والقانونية والسياسية واالقتصادية‪ .‬وعليه فقد تناولنا دراسة هذا الموضوع من‬
‫خالل طرح إشكالية مرورية مفادها‪:‬‬

‫كيف نظم المشرع الجنائي المغربي والمقارن المجال المتعلق بحماية الحق في‬
‫الخصوصية؟‬
‫يقودنا هذا التساؤل الى طرح مجموعة من اإلشكاليات الفرعية من قبيل‪:‬‬
‫‪ ‬ما هو مجال الخصوصية المشمول بالحماية القانونية؟‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬ما هي العقوبات التي أقرها المشرع المغربي ومعه المقارن من أجل حماية‬
‫الخصوصية؟‬
‫هذه التساؤالت بدورها تطرح فرضيتين‪:‬‬
‫الفرضية األولي‪ :‬قد تتعدد مجاالت حماية الخصوصية‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬قد ينجح المشرع المغربي في سلك الطريق الصحيح من أجل توفير‬
‫الحماية الجنائية للخصوصية عبر مجموعة من النصوص الزجرية‪.‬‬
‫لإلحاطة بهذا الموضوع نقترح التصميم اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في الخصوصية في التشريع الجنائي المغربي والمقارن‬

‫‪8‬‬
‫أوال‪ :‬بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية‬
‫ستنصب دراسة هذا المحور على بيان الصلة الحق في الخصوصية وبعض الحقوق‬
‫األخرى‪ ،‬ثم ستتناول اإلطار القانوني المنظم للحق في حماية الخصوصية‪.‬‬

‫أ_ الصلة بين الحق في الخصوصية وبعض الحقوق المرتبطة به‬


‫إن الصلة التي سنتحدث عنها في هذا المقام ستكون بين الحق في الخصوصية والحق في‬

‫حماية الصورة والشرف واإلعتبار‪.‬‬


‫‪ :1‬الحق في الخصوصية والحق في حماية الصورة‬
‫إن الصلة بين الحق في الصورة والحق في الخصوصية تكمن في معرفة ما إذا كان‬
‫تصوير األشياء‪ ،‬كمنزل معين دون إذن صاحبه تعتبر اعتداء على الحق في الصورة أم الحق‬
‫فقد قررت إحدى المحاكم الفرنسية تعويض المالك ألن تصوير المنزل‬ ‫في الخصوصية‪.‬‬
‫قد ام بدون وجه حق وفي ظروف من شأنها أن تسبب ضررا للممعتدى عليه‪ ،‬ويبدو أن‬
‫الخطأ هنا كان في النشر دون إذن المالك‪ ،‬ومن ثم فإن المحكمة تعتقد أن الحق في الصورة‬
‫يعتبر من السلطات التي يقولها حق الملكية للمالك‪.4‬‬

‫فإذا كان يجوز تصوير األشياء المملكة للغير دون إذن‪ ،‬إال أنه ال يجوز إساءة استعمال‬
‫الصورة‪ ،‬فاحتمال الصورة بطريقة من شأنها أن تمس سمعة واعتبار مالك الشيء من شأنها‬
‫أن تسبب له ضررا يجب تعويضه فأساس المسؤولية يكون في هذه الحالة هو المساس‬
‫باالعتبار والسمعة وليس االعتداء على الحق في الصورة هذا إذا تعلق األمر بمنزل يظهر‬
‫في الطريق للعموم‪ .‬أما إذا كان األخير بعيدا عن الطريق العام وتسلل شخص ليقوم‬
‫بتصويره‪ ،‬فإن المصور يعتدي هنا على الحق في الخصوصية‪ ،‬فالتسلل من جهة يعتبر من‬
‫قبيل التجسس‪ .‬ومن جهة أخرى إذا كان من حق الشخص أن يرفض الكشف عن اسمه‬

‫‪ _ 4‬حسام الدين كامل األهواني‪ " ،‬الحق في حرمة الحياة الخاصة الحق في الخصوصية دراسة مقارنة " ‪ ،‬د ط ‪ ،‬مطبعة دار النهضة‬
‫العربية للطبع والنشر والتوزيع القاهرة‪ ،‬د س‪ ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪9‬‬
‫الحقيقي‪ ،‬فإن المالك يكون من حقه أن يقتضي عدم تصوير منزله الذي بناه بطريقة تجعله‬
‫بعيدا عن أعين المارة فقد قررت إحدى المحاكم الفرنسية أن "استعمال صورة أحد المنازل‬
‫دون إذن صاحبه على غالف بعض القصص يعتبر من قبيل المساس بالخصوصية بشرط أن‬
‫تسمح الصورة بالتعرف على المكان بسهولة‪ .‬أما إذا كانت الصورة ال تظهر المنزل بوضوح‬
‫تظل خصوصية المالك بعيدة عن العالنية وال مجال لمساءلة المصور‪.‬‬

‫‪ :2‬الحق في الخصوصية والحق في الشرف واإلعتبار‬


‫يحمي القانون المدني الحق في الشرف واإلعتبار‪ ،‬فمن حق الشخص أن يستلزم من‬
‫الغير احترام كرامته وشرفه‪ .‬واإلعتداء على الشرف أو اإلعتبار يعطي المعتدى عليه الحق‬
‫في التعويض عن الضرراألدبي‪ ،‬كما يجوز له أن يطالب من القضاء اتخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة لمنع وقوع االعتداء أو لوقفه‪ ،‬وقد تقوم المحكمة بنشر الحكم كوسيلة لرد اإلعتبار‬
‫للمجني عليه‪.‬‬

‫كما يحمي القانون الجنائي الحق في الشرف واإلعتبار عن طريق تجريم القذف‬
‫والسب‪ .‬فالصالة بين الحق في الخصوصية والحق في عدم المساس بالشرف واإلعتبار أن‬
‫المشرع يحمي كل حق منهما بصفة مستقلة‪ .‬فالمشرع يحمي الخصوصية حتى ولو لم تمس‬
‫من قريب أو من بعيد الشرف واإلعتبار‪ ،‬كما يحمي الشرف واإلعتبار ولو لم يمس منطقة‬
‫الخصوصية بمعنى ولو تعلق األمر بالحياة العامة‪.5‬‬

‫‪ _ 5‬حسام الدين كامل األهواني‪ " ،‬الحق في حرمة الحياة الخاصة ‪-‬الحق في الخصوصية ‪ -‬دراسة مقارنة " م س‪ ،‬ص‪ 83 :‬و ‪.94‬‬

‫‪10‬‬
‫ب_ اإلطار القانوني المتعلق بحماية الخصوصية‬
‫يعتبر القانون ‪ 6 09.08‬األساس في المادة المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية إذ جاء‬
‫استجابة للضرورة الملحة التي يطلبها مجال الحفاظ على تلسيادة الرقمية للدولة وحماية‬
‫حقوق وحريات األفراد‪ 7،‬كما أن لقانون ‪ 8 88.13‬دور مهم في حماية الخصوصية‪.‬‬

‫‪ :1‬مجال تطبيق القانون رقم ‪09.08‬‬


‫يتجلى مجال تطبيق القانون رقم ‪ 09.08‬على المعالجة اآللية أو غير اآللية‪ ،‬الكلية أو‬
‫الجزئية للمعطيات ذات الطابع الشخصي من خالل تجميع المعطيات الشخصية وتسجيلها‬
‫وحفظها وتعديلها ومالئمتها ومسحها وإتالفها‪ ( .‬م ‪ 2‬من القانون ‪ 09.08‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.)9‬‬

‫كما يجب أن تكون المعطيات ذات الطابع الشخصي معالجة بطريقة نزيهة ومشروعة‪،‬‬
‫ومجمعة لغايات محددة ومعلنة ومشروعة‪ ،‬كذلك يجب أن تكون صحيحة ومحينة عند‬
‫االقتضاء‪(10 ،‬م ‪ 3‬من نفس القانون)‪.‬‬

‫ال يمكن القيام بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي إال إذا كان الشخص المعني قد‬
‫عبر بما ال يترك مجال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع العمليات المزمع إنجازها‪.‬‬

‫ال يمكن إطالع األغيار على المعطيات ذات الطابع الشخصي الخاضعة للمعالجة إال من‬
‫أجل إنجاز الغايات المرتبطة مباشرة بوظائف المفوت والمفوت إليه ومع مراعاة الرضى‬
‫المسبق للشخص المعني‪.‬‬

‫‪ _ 6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬صادر في ‪22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فبراير ‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الجريدة ن الرسمية ع ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فبراير‬
‫‪.)2009‬‬
‫‪ _ 7‬علي أرجدال‪ " ،‬حماية المعطيات الشخصية بالمغرب ‪-‬دراسة تحليلية ومقارنة‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‬
‫تخصص العمل السياسي والعدالة الدستورية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 2018/2019‬ص‪.76 :‬‬
‫‪_ 8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 10‬أغسطس ‪ 2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق‬
‫بالصحافة والنشر ‪ .‬المنشور بالجريدة الرسمية في ‪ 11‬ذي القعدة ‪ 15 ( 1437‬أغسطس ‪ ،)2016‬عدد ‪ ،6491‬ص ‪ 5966‬إلى‬
‫‪.5987‬‬
‫‪ _ 9‬أنظر المادة ‪ 2‬من القانون ر ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه المعالجة اآللية للمعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬

‫‪ _ 10‬أنظر المادة ‪ 3‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫غير أن الرضى ال يكون مطلوبا إذا كانت المعالجة ضرورية‪:‬‬

‫‪ -‬الحترام التزام قانوني يخضع له الشخص المعني أو المسؤول عن المعالجة؛‬

‫‪ -‬لتنفيذ عقد يكون الشخص المعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ بطلب من‬
‫الشخص المذكور؛‬

‫‪ -‬للحفاظ على المصالح الحيوية للشخص المعني إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية غير‬
‫قادر على التعبير عن رضاه؛‬

‫‪ -‬لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها‬
‫المسؤول عن المعالجة أو أحد األغيار الذي يتم اطالعه على المعطيات؛‬

‫‪ -‬إلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها المسؤول عن المعالجة أو المرسل إليه مع مراعاة عدم‬
‫تجاهل مصلحة الشخص المعني أو حقوقه وحرياته األساسية (م ‪ 4‬من نفس القانون)‪.11‬‬

‫عموما فإن مظاهر الحماية تتجلى من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬الجمع والتخزين غير المشروع للبيانات الشخصية‪ :‬يقصد بالبيانات الشخصية‬


‫البيانات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬وتتمثل في أية معلومات عن الفرد التي تكون هويته‬
‫محددة أو يمكن تحديدها بصورة معقولة سواء من خالل البيانات‪ ،‬أو عن طريق‬
‫الجمع بينها وبين أية بيانات أخرى بما في ذلك الصوت والصورة‪.‬‬
‫‪ ‬االنحراف عن الغرض من المعالجة اآللية للبيانات‪ :‬يقصد بالمعالجة اآللية للبيانات‬
‫الشخصية كل عملية أو مجموعة عمليات تجري على البيانات الشخصية‪ ،‬وبما أن‬
‫البيانات ذات الطابع الشخصي هي أحد أهم الحقوق اللصيقة بالشخصية والمرتبطة‬
‫بالحياة الخاصة للفرد‪ ،‬فان المعالجة اآللية لهذه البيانات تتطلب أخذ االحتياطات‬
‫الالزمة‪ ،‬واحترام اإلجراءات الخاصة الواجب إتباعها أثناء هذه العملية‪ ،‬ومنها احترام‬
‫الغرض الذي من أجله تم السماح القانوني بمعالجة هذه البيانات وال تتعداه إلى غيره‬
‫من األغراض‪ ،‬وقد جرم قانون العقوبات الفرنسي هذا الفعل وعاقب عليه‪.‬‬

‫‪ _ 11‬راجع المادة ‪ 4‬من نفس القانون أعاله‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إال أنه استثناء من ذلك تبيح التشريعات المقارنة إعادة معالجة هذه البيانات لغايات تاريخية أو‬
‫علمية بشرط الحصول على موافقة المعني باألمر أو ورثته أو وليه وترخيص الهيئة الوطنية‬
‫لمعالجة المعطيات الشخصية‪ ،‬وتقرر الهيئة حذف المعطيات التي تشير إلى هوية المعني‬
‫باألمر أو اإلبقاء عليها حسب الحال‪.‬‬
‫‪ ‬االحتفاظ بالبيانات أكثر من المدة القانونية الالزمة‪ :‬إن بقاء البيانات الشخصية‬
‫مخزنة لوقت طويل لدى الجهة التي تعالج البيانات يرجح إمكانية إعادة استخدامها من‬
‫طرف هذه الجهة ‪ ،‬ويزيد من المخاطر التي قد تتعرض لها هذه البيانات‪ ،‬لهذا ألزمت‬
‫التشريعات المقارنة الهيئات القائمة بعملية المعالجة بإزالة المعطيات الشخصية‬
‫بمجرد انتهاء األجل المحدد لحفظها بالتصريح‪ ،‬أو بالترخيص‪ ،‬أو بالقوانين الخاصة‪،‬‬
‫أو في حالة تحقق الغرض الذي جمعت من أجله‪ ،‬أو إذا لم تعد ضرورية لنشاط‬
‫المسؤول عن المعالجة‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة لمزودي خدمات االنترنيت الذين‬
‫يفرض عليهم القانون التزاما يتضمن إزالة البيانات التي تم تخزينها تلقائيا والمتعلقة‬
‫باالتصاالت االلكترونية بين مستعملي شبكة االنترنيت‪ ،‬والخاصة بهوية المتصلين‬
‫وساعة االتصال‪.‬‬
‫إال أنه ترد استثناءات على هذا االلتزام تتمثل في البيانات المتعلقة بمتطلبات المحاسبة المالية‬
‫بين مزودي الخدمات والمشتركين معهم في خدمات مدفوعة األجر األمر الذي يستلزم‬
‫الحفاظ على بياناتهم‪ ،‬باإلضافة إلى استثناء آخر يتعلق باالحتفاظ بالبيانات التي تفرضها‬
‫عملية التعاون مع الجهات القضائية لمدة معينة‬
‫‪ ‬اإلفشاء غير المشروع للبيانات‪ :‬المقصود بهذه الجريمة هو" قيام الشخص المسموح‬
‫له بمعالجة‪ ،‬أو حفظ البيانات الشخصية بنقلها إلى شخص آخر‪ ،‬أو جهة غير مرخص‬
‫لها باالطالع عليها " وما تجدر اإلشارة إليه هو أن مجرد الكشف عن المعلومة ال يعد‬
‫إفشاء لها‪ ،‬ألن قيام فعل اإلفشاء المجرم قانونا يتطلب تحديد معالم الشخص الذي‬
‫تتعلق به البيانات موضوع اإلفشاء على نحو يمكن التعرف عليه‪ ،‬ويمكن أن يتم‬
‫اإلفشاء مشافهة أو عن طريق الكتابة‪ ،‬أو على دعامة تحتوي البيانات‪ ،‬أو بأية وسيلة‬
‫من شأنها إعالم الغير بها‪ ،‬وال يشترط في اإلفشاء أن يتم بصورة مباشرة ‪ ،‬بل يمكن‬

‫‪13‬‬
‫أن يتم اللجوء إلى طريقة غير مباشرة إلعالم الغير بالمعلومة‪ ،‬كما ال يشترط أن‬
‫ينصب اإلفشاء على كافة المعلومات بل يمكن أن يقتصر على البعض منها دون‬
‫البعض اآلخر ‪ ،‬وترد على هذه القاعدة(حظر اإلفشاء) استثناءات نستعرضها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود نص قانوني يبيح اإلفشاء‪ :‬أوردت التشريعات المقارنة بعض النصوص‬
‫القانونية التي تبيح إفشاء البيانات في حاالت خاصة ولجهات معينة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلبالغ عن الجرائم‪ :‬يبيح القانون إفشاء المعلومات السرية إذا الغرض من ذلك‬
‫اإلبالغ عن الجرائم‪ ،‬أو منع ارتكابها كما هو الحال بالنسبة لمزودي خدمات‬
‫االنترنيت الذين ألزمهم القانون بتقديم المعلومات لسلطات التحقيق في الجرائم‪.12‬‬
‫‪ ‬موافقة الشخص المعني بالبيانات‪ :‬إن موافقة صاحب البيانات على إفشاء هذه‬
‫المعلومات ومشاركتها يعد من بين االستثناءات الواردة على قاعدة عدم جواز إفشاء‬
‫البيانات الشخصية‪ ،‬وقد تكون هذه الموافقة ضمنية‪ ،‬وقد يشترط الفانون في بعض‬
‫األحيان الموافقة الصريحة‪ ،‬كما هو الحال في معالجة المعطيات الشخصية المتعلقة‬
‫بالطفل التي ال يمكن القيام بها إال بعد الحصول على موافقة وليه وإذن قاضي شؤون‬
‫األسرة‪ ،‬كما ال يجوز استعمال المعطيات الشخصية ألغراض دعائية إال بموافقة‬
‫صريحة وخاصة من المعني باألمر أو ورثته أو وليه‪.‬‬
‫‪ :2‬حق الخصوصية في القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر‬
‫بالرجوع الى مقتضيات القانون أعاله نجد أن نطاقه يشمل مجموعة من الحقوق‬
‫من بينها حماية النظام العام وحماية حصانة المحاكم إضافة الى حماية الشرف‬
‫والحياة الخاصة لألفراد‬
‫‪ / 1_2‬حماية خصوصية النظام العام‬
‫بتفحص المادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪ 88.13‬نجد أن نطاق تطبيق القانون السابق‬
‫الذكر يرتكز على اإلساءة الى الدين اإلسالمي أو النظام الملكي أو تحريضا ضد‬
‫الوحدة الترابية للمملكة‪ ،‬أو قذفا أو سبا أو مسا بالحياة الخاصة لشخص الملك أو‬

‫‪ _ 12‬عبدالقادر عميمر " الحماية الجنائية للحق في الحياة الخاصة في البيئة الرقمية "‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ 1،‬فبراير ‪.2018‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪ 14‬أكتوبر ‪Www.droitetreprise.com .2023‬‬

‫‪14‬‬
‫لشخص ولي العهد أو ألعضاء األسرة المالكة‪ ،‬وذلك عندما تتضمنه إحدى‬
‫المطبوعات أو المطبوعات الدورية أو إحدى الصحف اإللكترونية‪ ،‬وأحال على‬
‫العقوبات الواردة في في المواد ‪ 104‬و ‪ 106‬من نفس القانون‪.13‬‬
‫‪ / 2_2‬حماية حصانة المحاكم‬

‫تناولت نطاق حماية حصانة المحاكم المواد ‪ 75‬و‪ 76‬من القانون رقم ‪،88.13‬‬
‫فلمادة األولى تنص على أنه" يمنع انتهاك سرية التحقيق والمس بقرينة البراءة‬
‫أثناء مباشرة المساطر القضائية‪ .‬قبل مناقشتها في جلسة عمومية‪.‬‬

‫يمنع نشر بيان عما يدور داخل المحاكم حول قضايا القذف أو السب وكذا‬
‫المرافعات المتعلقة بدعاوى األحوال الشخصية وال سيما ما يتعلق منها بإثبات‬
‫األبوة والطالق‪ .‬دون إذن المحكمة المعنية‪ .‬وال يطبق هذا المنع على األحكام الحائزة‬
‫لقوة الشيء المقضي به حيث يسوغ نشرها دائما‪.‬‬

‫يمنع نشر المرافعات الخاصة بقضايا األطفال أو القضايا التي يتورط فبها أحداث‬
‫وكذا تلك المتعلقة باألشخاص الراشدين‪ .‬كيفما كانت طبيعتها‪ .‬والتي تسمح بالتعرف‬
‫على األطفال‪.‬‬
‫يمنع النشر بجميع الوسائل لصور شمسية أو رسوم ألشخاص تكون الغاية منها‬
‫التشهير عن طريق التشخيص الكلي أو الجزئي لظروف جناية أو جنحة من قتل أو‬
‫اغتيال أو قتل لألصول أو الفروع أو تسميم أو تهديدات أو ضرب أو جرح أو مس‬
‫باألخالق أو اآلداب العامة أو احتجاز قسري"‪.14‬‬

‫في حين نصت المادة ‪ 76‬و‪ 77‬على ما يلي "يجوز للهيئات القضائية والمحاكم أن تمنع‬
‫نشر بيان عن أي قضية من القضايا المدنية‪.‬‬

‫‪_ 13‬المادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر‪.‬‬


‫‪ - 14‬المادة ‪ 75‬من القانون ‪.88.13‬‬

‫‪15‬‬
‫يمنع نشر بيان عن المداوالت الداخلية إما لهيئات الحكم وإما للهيئات القضائية والمحاكم‪.‬‬
‫وكذا ما قرر القانون أو المحاكم سماعه في جلسة سرية‪.‬‬

‫يجب أن يكون قرار الهيئات القضائية والمحاكم بالمنع معلال ويتاح للصحافة االطالع على‬
‫قرار المنع‪.15‬‬

‫يحق نشر ما يجري في الجلسات العلنية للمحاكم شريطة احترام قرينة البراءة وعدم‬
‫مخالفة الحقيقة‪ .‬مع التقيد بالضوابط القانونية الجاري بها العمل‪.16‬‬
‫‪ /3_2‬حماية الشرف واإلعتبار‬
‫وذلك ما تطرق اليه المادة ‪ 83‬عبر منع القذف والسب‪ ،17‬كما تطرق القانون السالف‬
‫الذكر الى حماية الحياة الخاصة والحق في الصورة وذلك في المواد ‪ 89‬و‪ 90‬و ‪91‬و ‪.92‬‬
‫كتب في اإلحالة المواد ‪92 91 90 89‬‬
‫والجدير باإلشارة أن هناك مجموعة أخرى من النصوص ذات الصبغة الزجرية‬
‫تناولت موضوع الخصوصية‪ ،‬يتعلق األمر بالقانون ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد‬
‫النساء‪ ،‬أضف الى ذلك القانون رقم ‪ 07.03‬المتمم لمجموعة القانون الجنائي فيما يتعلق‬
‫بالحرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬والقانون ‪ 03.03‬المتعلق بموافقة‬
‫اإلرهاب‪ .‬كلها قوانين ذات الصلة بالموضوع قيد الدراسة إال أنها تحتاج الى دراسة مستقلة‬
‫نظرا لما لها من أهمية بالغة‪.‬‬
‫فما هي العقوبات التي أتى بها التشريع الجنائي المغربي فيما يتعلق بالحق في حماية‬
‫الخصوصية‪ ،‬وما موقف التشريعات الجنائية المقارنة بهذا الخصوص؟‬

‫ثانيا‪ :‬الحق في الخصوصية في التشريع المغربي وقوانين العقوبات‬


‫المقارنة‪.‬‬
‫تسعى جل التشريعات إلى توفير الحماية الجنائية للبيانات الشخصية المعالجة آليا‪،‬‬
‫بحيث أقرت مجموعة من الضمانات الجنائية لحماية حرمة الحياة الخاصة وذلك من خالل‬

‫‪ _ 15‬المادة ‪ 76‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ _ 16‬المادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪.88.13‬‬
‫‪_ 17‬راجع المادة ‪ 83‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫سن قوانين خاصة أو من ضمان مبادئ توجيهية‪ ،‬وقد ذهب المشرع المغربي في هذا اإلطار‬
‫إلى توفير هذه الحماية من خالل مجموعة من القوانين (أ)‪ ،‬كما اعتمدت على ذلك الدول‬
‫االوربية مثل فرنسا‪ ،‬في حين نجد أن المشرع األمريكي والمصري اقر هذه الحماية من‬
‫خالل قانون الخصوصية األمريكي‪ ،‬وقانون تنظيم االتصاالت المصري (ب)‪.‬‬

‫أ‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المغربي‬


‫حاول المشرع المغربي توفير الحماية للبيانات الشخصية من خالل قانون‬

‫‪ 09-08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي (‪)1‬‬
‫ثم من خالل قانون ‪31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك (‪)2‬‬

‫‪ :1‬توفير الحماية من خالل قانون ‪ 08-09‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين‬


‫تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬
‫تثير المعامالت اإللكترونية مشكالت عديدة من أهمها تلك المتعلقة بحماية المستهلك‬
‫من االطالع على بياناته االسمية أو الشخصية التي يقدمها قبل وأثناء عملية إبرام العقد كما‬
‫يتم الوصول إلى البيانات الشخصية للمستهلك عن طريق تتبع استخدامه لالنترنيت للكشف‬
‫عن رغباته‪ ،‬ولذلك كان المستهلك في حاجة لتوفير حماية قانونية للبيانات االسمية أو‬
‫الشخصية‪ ،‬ويستخدم بعض التجار البيانات االسمية والعناوين اإللكترونية عبر االنترنيت‬
‫إلغراق المستخدمين بالدعاية لمنتجاتهم بما قد يؤدي إلى إعاقة شبكة االتصاالت أحيانا‬
‫باإلضافة إلى تحمل المستهلكين إلى تكاليف باهظة بسبب إنزال الدعاية التي تتخذ شكل البريد‬
‫اإللكتروني واالطالع عليها‪ 18‬ويمكن استخدام المعلومات التي تمت معالجتها في غير‬
‫األغراض المخصصة لها مما أدى إلى المطالبة بأن تكون المعامالت غير اسمية وأن تكون‬
‫عملية تتبع األثر خاضعة للمراقبة ‪،‬خصوصا أنها ظهرت في جهات متخصصة في التعامل‬
‫واالتجار في البيانات الشخصية المتواجدة على قواعد البيانات الخاصة ببعض الجهات‬
‫وبخصوص تحديد مفهوم البيانات الشخصية فبعض الفقه يرى بأن هذه البيانات هي تلك‬
‫المتعلقة بالحياة الخاصة للفرد كتلك الخاصة بحالته الصحية والمالية والمهنية والوظيفية‬

‫‪ 18‬عبد الكريم غالي‪ :‬الحماية القانونية لإلنسان من مخاطر المعلوميات أطروحة لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة مجمد الخامس الرباط‪ .‬السنة الجامعية ‪ ،1995-1994‬ص ‪. 18‬‬

‫‪17‬‬
‫والعائلية‪ 19‬ويرى البعض بأن البيانات الشخصية تتفرع ألنواع‪ ،‬فهناك بيانات تتعلق بحرمة‬
‫الحياة الخاصة لإلنسان وهناك بيانات تسمح برسم صورة التجاهاته وميوالته ومنها تلك‬
‫المتعلقة باتجاهاته السياسية ومعتقداته الدينية وتعامالته المالية والبنكية وجنسيته‬
‫وهويته‪ 20‬وقد سار المشرع المغربي مع التوجه التشريعي في العديد من الدول التي تهدف‬
‫إلى تحقيق حماية فعالة للبيانات الشخصية فأصدر القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية‬
‫األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ويتضمن هذا التشريع المادة‬
‫‪ 67‬موزعة على ثمانية أبواب وتظهر أهمية هذا القانون في كونه سيساهم في تقوية ثقة‬
‫المستهلك المغربي في المعامالت اإللكترونية واالستفادة من مزايا التجارة اإللكترونية‬
‫وسيشكل هذا التشريع كذلك أداة هامة لحماية الحياة الخاصة والبيانات الشخصية للمواطن‬
‫المغربي خصوصا في مجال المعلوميات وقد أوضح المشرع ذلك في مستهل المادة األولى "‬
‫المعلومات في خدمة المواطن وتتطور في إطار التعاون الدولي ويجب أال تمس بالهوية‬
‫والحقوق والحريات الجماعية أو الفردية لإلنسان وينبغي أال تكون أداة إلفشاء أسرار الحياة‬
‫الخاصة للمواطنين ‪."...‬‬

‫وقد جاءت هذه المادة بمجموعة من التعريفات لبعض المصطلحات ذات العالقة بتطبيق‬
‫هذا التشريع الجديد منها مصطلح معطيات ذات طابع شخصي ومصطلح معالجة‪.‬‬

‫فاألول هو كل معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها بما في ذلك الصوت‬
‫والصورة والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه‪ ،‬أما المصطلح الثاني فيعني‬
‫وفق نفس المادة كل عملية أو مجموعة من العمليات التي تنجز بمساعدة طرق آلية أو بدونها‬
‫وتطبق على معطيات ذات طابع شخصي مثل التجميع أو التسجيل أو الحفظ أو المالءمة‬
‫والتغيير أو االستخراج أو االطالع‪...‬‬

‫‪ 19‬أسامة عبد هللا ‪ ،‬قيد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات ‪ ،‬د‪.‬ذ‪.‬ط‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪ 1988 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ 20‬مدحت عبد الحليم رمضان‪ ،‬الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية الطبعة األولى دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ 2001‬ص‪.77‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد نص هذا التشريع على إحداث اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‪.21‬‬

‫والباب السابع من قانون‪ 09.08‬الخاص بالعقوبات جاء بمجموعة من النصوص التي‬


‫تحمي عمليات المعالجة وتحمي المعطيات الشخصية المعالجة ومن أهم المواد نجد المادة ‪53‬‬
‫التي عاقبت بالغرامة من ‪ 20000‬درهم إلى ‪ 200000‬درهم في حالة رفض المسؤول عن‬
‫معالجة حقوق الولوج أو التصريح أو التعويض المنصوص عليها في المواد ‪ 7،8،9‬من‬
‫القانون رقم ‪ 09.08‬كما جرمت المادة ‪ 63‬عملية نقل معطيات ذات طابع شخصي نحو دولة‬
‫أجنبية خرقا لألحكام المادتين ‪ 44-43‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ولقد حدد المشرع المغربي الحاالت التي تؤدي لالستعمال التعسفي أو التدليس للمعطيات‬
‫المعالجة أو إيصالها ألغيار غير مؤهلين من طرف المسؤول عن المعالجة أو كل معالج من‬
‫الباطن أو كل شخص مكلف بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي وقد حدد العقوبة من ‪6‬‬
‫أشهر إلى سنة وبغرامة من ألف درهم إلى ‪ 300‬ألف درهم‪ .22‬أما المادة ‪ 63‬فقد عاقبت كل‬
‫مسؤول عن المعالجة في حالة رفضه تطبيق قرارات اللجنة الوطنية المذكورة سلفا‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى انه وفق التشريع المذكور تضاعف عقوبات الغرامات الواردة في‬
‫نصوص هذا التشريع إذا كان مرتكب إحدى المخالفات شخصا معنويا دون المساس‬
‫بالعقوبات التي قد تطبق على المسيرين مع إمكانية معاقبة الشخص المعنوي بالمصادرة‬
‫واإلغالق‪.23‬‬

‫‪ :2‬توفير الحماية من خالل قانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية‬


‫المستهلك‪:‬‬
‫حاول المشرع المغربي اقرار حماية للبيانات الشخصية من خالل القانون رقم ‪31-08‬‬
‫القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك ومن خالل المادة ‪ 23‬منه منع أي استعمال للبريد‬

‫‪ 21‬الجدير ذكره أن المرسوم المشار إليه سابقا القاضي بتطبيق القانون ‪ 09-08‬أوضح بشكل مفصل بشروط وطرق تعيين أعضاء‬
‫هذه اللجنة وكيفية إدارتها وقواعد عملها‪.‬‬
‫‪ 22‬المادة ‪ 61‬من قانون ‪.09.08‬‬
‫‪ 23‬المادة‪ 64‬من قانون ‪. 09-08‬‬

‫‪19‬‬
‫اإللكتروني بغرض اإلشهار دون الموافقة المسبقة والحرة والصريحة للمستهلك بعد اإلخبار‪،‬‬
‫كما أنه منع في نفس المادة عند إرسال اإلشهار عن طريق البريد اإللكتروني استعمال عنوان‬
‫إلكتروني للغير أو هويته ويمنع كذلك تزييف أو إخفاء كل معلومة تمكن من تحديد مصدر‬
‫الرسالة الموجهة عن طريق البريد اإللكتروني أو مسار إليها‪.‬‬

‫وفي نفس السياق نجد أن القانون رقم ‪ 31-08‬جرم في ‪ 175‬مخالفة مقتضيات المادة ‪23‬‬
‫مقررا لذلك عقوبات مالية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 175‬من مشروع القانون رقم ‪ 31-08‬على ما يلي‪:‬‬

‫"يعاقب بغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 50.000‬درهم المورد الذي يرسل خالفا ألحكام المادة ‪23‬‬
‫أعاله أي إشهار عن طريق البريد اإللكتروني دون الموافقة المسبقة والحرة والصريحة‬
‫للمستهلك بعد إخباره‪.‬‬

‫ويعاقب بنفس العقوبة عند إرسال اي إشهار عن طريق البريد اإللكتروني عندما يتم‪:‬‬

‫‪-‬استعمال البريد اإللكتروني أو هوية الغير‪.‬‬

‫‪-‬تزييف أو إخفاء أي معلومة يمكن من تحديد مصدر الرسالة الموجهة عبر البريد اإللكتروني‬
‫أو مسار إرسالها‪.‬‬

‫‪-‬يمكن للمحكمة إضافة غلى ذلك أن تأمر بنشر أو تعليق حكم اإلدانة"‪.‬‬

‫اضافة الى ذلك نجد أن مشروع قانون رقم ‪ 31-08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‬
‫جرم في مادته ‪ 175‬استعمال البريد اإللكتروني أو هوية الغير وأقرته بجزاء الغرامة من‬
‫‪ 10.000‬إلى ‪ 50.000‬درهم‪.‬‬

‫ب‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المقارن‬


‫في هذا اإلطار ستتم دراسة حماية البيانات الشخصية في التشريع الفرنسي ''‪ ،''1‬ثم التشريع‬
‫المصري ''‪ ''2‬ثم التشريع االمريكي "‪"3‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ :1‬التشريع الفرنسي‬
‫لقد أقر المشرع الفرنسي العديد من الضمانات لحماية حرمة الحياة الخاصة والتي تطبق‬
‫ما جاء في التوجيهات األوربية بشأن حماية الخصوصية في االنترنت‪ ،‬فيحظر تخزين‬
‫المعلومات التي تمس الحياة الخاصة وبحريات العامة بموجب القانون رقم ‪ 2417‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 6‬من هذا القانون على مجموعة من الشروط لمعالجة البيانات من بينها‪:‬‬

‫*تعالج البيانات بشكل عادي وقانوني‪.‬‬

‫*تجمع ألغراض محددة وصريحة ومشروعة‬

‫*أن تكون كافية ومناسبة وليست زائدة على المطلوب‬

‫*أن تكون دقيقة وضرورية ألغراض المعالجة‪.‬‬

‫*أن يتم حفظها في شكل يسمح بمعرفة هوية موضوع البيانات‪.‬‬

‫ويطبق هذا القانون وفقا للمادة الثانية على البيانات شخصية المعالجة آليا فضال عن المعالجة‬
‫الغير اآللية للبيانات الشخصية أو التي يرد تخزينها في ملفات‪.25‬‬

‫والمشرع الفرنسي جرم االعتداء على حرمة الحياة الخاصة بكافة صورها من خالل ال‬
‫مواد‪ 226-1‬إلى ‪ 226-8‬من قانون الجنائي الفرنسي‪ ،‬حيث نصت المادة‬

‫‪ 1-226‬أنه‪" :‬يعاقب كل من انتهك عمدا بأي وسيلة كانت حرمة الحياة الخاصة لآلخرين‪:‬‬

‫*كل من قام عمدا بالتقاط أو تسجيل أو نقل صورة شخص محدد من مكان خاص دون‬
‫رضاء فيه يعاقب بالسجن لمدة سنة وغرامة قدرها ‪ 45.000‬يورو‪.‬‬

‫*كل نت قام عمدا بأي وسيلة بالتقاط أو تسجيل أو نقل حديث خاص أو سري دون موافقة‬
‫أصحاب الشأن‪.‬‬

‫‪ 24‬الصادر في ‪ 2‬يناير ‪ 1987‬المعدل بالقانون رقم ‪ 2004-81‬بشأن المعلوماتية والبطاقات والحريات‪ ،‬أو الذي أصبحت نصوصه‬
‫فيما يتعلق بالخصوصية جزء من الحماية التي يفرضها قانون العقوبات الجديد في المواد (‪ 226-6‬إلى ‪ )226-28‬بشأن حماية األفراد‬
‫فيما يتعلق بمعالجة البيانات الشخصية‪.‬‬
‫‪ 25‬وليد سمير النمر‪ ،‬حماية الخصوصية في االنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،2017‬ص ‪.410‬‬

‫‪21‬‬
‫وإذا سبقت األعمال المذكورة في هذه المادة مرأى ومسمع من الشخص المعني بالحديث أو‬
‫الصورة ولم يتعرض‪ ،‬رغم تبوث قدرته على االعتراض‪ ،‬فيفترض في هذه الحالة موافقته‬
‫الضمنية على هذه األعمال‪.‬‬

‫‪ :2‬التشريع المصري‬
‫سعى المشرع المصري إلى توفير حماية قانونية لخصوصية المعلومات‪ ،‬ويعد قانون‬
‫تنظيم االتصاالت رقم ‪ 10‬سنة ‪ ،2003‬من بين القوانين التي سعى من خاللها المشرع‬
‫المصري توفير حماية قانونية أساسية لالتصاالت التي تتم عبر االنترنت‪ ،‬وقد قرر هذا‬
‫القانون عقوبات على من يقوم باعتراض االتصاالت السلكية والالسلكية أو كشفها أو إفشاء‬
‫سريتها‪ .‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 58‬من نفس القانون نجد أن المشرع المصري قد أقر حماية‬
‫الخصوصية المعلوماتية‪ ،‬حيث نصت على أنه "‪ ...‬يلتزم مشغلو ومقدمو خدمات االتصال‬
‫والتابعون لهم وكذلك مستخدم هذه الخدمات بعدم استخدام أية أجهزة لتمييز خدمات االتصال‬
‫إال بعد الحصول على موافقة من القوات المسلحة وأجهزة األمن القومي‪ ،‬وال يسري ذلك‬
‫على أجهزة التشفير الخاص بالبث اإلذاعي والتلفزي‪"...‬‬

‫ومن تم فقد جرم المشرع المساس بسرية االتصاالت عن طريق إذاعة االتصاالت أو نشرها‬
‫أو تسليمها دون سند قانوني‪ ،‬أو كشف أي معلومات خاصة بمستخدمي شبكات االتصال‪،‬‬
‫بحيث أفرد عقوبة حبسية ال تقل عن ثالثة أشهر وبغرامة ال تقل عن خمسة آالف جنيه وال‬
‫تتجاوز خمسين ألف جنيه‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام أثناء تأدية وظيفة في مجال‬
‫االتصاالت أو بسببها بأحد األفعال اآلتية‪:‬‬

‫*إذاعة أو نشر أو تسجيل لمضمون رسالة اتصاالت أو أجزاء منها دون أن يكون له سند‬
‫قانوني في ذلك‪.‬‬

‫*إخفاء أو تغيير أو إعاقة وتحويل أي رسالة اتصاالت‬

‫*االمتناع عمدا عن إرسال رسالة اتصاالت بعد تكليفه بإرسالها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫*إفشاء اي معلومات خاصة بمستخدمي شبكات االتصال أو مما يجرونه أو ما يتلقونه من‬
‫اتصاالت وذلك دون وجه حق‪.26‬‬

‫‪ :3‬التشريع األمريكي‬
‫قام المشرع األمريكي بإصدار مجموعة من القوانين من أجل حماية خصوصية البيانات‬
‫اإللكترونية حيث نجد‪:‬‬

‫√ قانون مالئمة الحاسب اآللي وحماية الخصوصية سنة ‪:1988‬‬

‫وقد عدل بمقتضاه الكونغرس األمريكي بعض نصوص قانون الخصوصية لعام ‪،1974‬‬
‫ووضع قواعد إجرائية للوكاالت الحكومية التباعها قبل وبعد إعداد السجالت اإللكترونية‬
‫والمتصفحات اإللكترونية‪ ،‬وهي تتطلب من الوكاالت اتباع إجراءات معينة عند قيامها بإنشاء‬
‫سجالت معلومات إلكترونية أو برامج تصفح بأن تخطر مسبقا اللجنة المسؤولة في المجلس‬
‫وكذلك مكتب اإلدارة والموازنة الفيدرالية لمنع أي تأثير محتمل على الحقوق المدنية والحق‬
‫في الخصوصية وتحمي سوء االستخدام للمعلومات من قبيل الحكومة‪.27‬‬

‫√ قانون الحكومة اإللكترونية عام ‪:2002‬‬

‫لقد سعى المشرع األمريكي من خالل هذا القانون حماية المعلومات االسمية المسجلة في‬
‫جهات الحكومة المختلفة‪ ،‬بحيث نص في هذا القانون عن قيام الحكومة اإللكترونية عند‬
‫معالجة أو جمع أو استخدام معلومات شخصية تعريفية بتوفير الحماية للحق في الخصوصية‬
‫للمواطن وتأكيد حقه في االطالع على المعلومات التي تتطلب وجود نظام قانوني وإداري‬
‫وتقني لحماية الحق في الخصوصية طوال فترة‪ ،‬عمل النظام المعلوماتي وفي إدارات‬
‫الحكومة اإللكترونية حال قيامها بتقديم الخدمات اإللكترونية على مستوى الوكاالت‬
‫االتحادية‪.28‬‬

‫‪ 26‬المادة ‪ 73‬من قانون تنظيم االتصاالت المصري رقم ‪ 10‬لسنة ‪.2003‬‬


‫‪27‬‬
‫‪Solove،, Paul M. Schwartz، Privacy Law Fundamentals, IBID, page 250.‬‬
‫‪ 28‬مدحت عبد الحليم رمضان م‪.‬س ص‪.77.‬‬

‫‪23‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يعتبر الحق في الخصوصية من أهم الحقوق المالزمة لشخصية اإلنسان‪،‬‬
‫والضرورية لتطوره‪ ،‬واألساسية للمحافظة على كرامته وضمان التمتع بحريته‪ ،‬ومن أوسعها‬
‫نطاقا الجمع بين الجانب المادي والمعنوي للشخصية‪ ،‬ومن أكثرها تأثرا بالتطورات‬
‫والتحديات الخضوع لقواعد الدين واألخالق واألعراف السائدة في المجتمع‪ .‬ويرجع الجدال‬
‫الواسع الذي عرفه الحق في الخصوصية سواء تعلق باالعتراف باستقالليته أو تعريفه أو‬
‫طبيعته القانونية إلى الطبيعة المزدوجة التي يتمتع بها والمتمثلة في جمعه بين الجوانب‬
‫المادية والمعنوية للشخصية‪ ،‬وبخاصة الجانب المعنوي والذي لعب دورا رئيسيا في جل هذا‬
‫الجدال‪ .‬فهو السبب في رفض االعتراف باستقالليته ألن كل األسانيد التي اعتمدها االتجاه‬
‫الرافض ترتبط به بداية بالصفة األخالقية والتي تعد في حد ذاتها شيئا معنويا يصعب تحديده‬
‫قانونا لتأثره باالعتبارات األخرى كالوازع الديني والعادات والتقاليد والنظام السياسي‬
‫ضو ِع ِه لَ َها‪ ،‬كما أن القول بوجود نصوص قانونية تحمي الحق في الخصوصية دون‬
‫و ُخ ُ‬
‫الحاجة لالعتراف باستقالليته هو تأكيد لهذا المعنى ألن الحماية التي استندت عليها تقتصر‬
‫على حماية المظاهر المادية كالحق في الصورة كما لعب الجانب المعنوي دورا رئيسيا حول‬
‫الجدال بشأن طبيعته القانونية‪ ،‬فقد أعتبر حقا عينيا يستمد حمايته من كونه حق ملكية وذلك‬
‫ألن تركيز هذا االتجاه كان على الجوانب المادية‪ ،‬ثم تم العدول عنه لعجزه عن تقديم حماية‬
‫فعالة للمظاهر المعنوية وأصبح القول بأنه حق شخصي لما تتمتع به الحقوق الشخصية من‬
‫ضمانات تكفل احترام المظاهر المادية والمعنوية معا‬

‫إن االختالف الذي عرفه الحق في الخصوصية لم يكن محل جدال بقدر ما كان إبرازا‬
‫ألهميته وتعبيرا على تطوره‪ ،‬فقد قوبل بالرفض في بداية نشأته ثم تراجعت التشريعات عن‬
‫رفضها‪ ،‬واعتبر حقا عينيا عندما كان الحق في الملكية من أقدس الحقوق وأهمها ثم تطور‬
‫بعد ذلك مع تطور الوسائل العلمية والتكنولوجية وكثرة التهديدات وأصبحت المناداة‬
‫بضرورة إدراجه ضمن الحقوق الشخصية لما تتمتع به من ضمانات ومنه فإن هذا الجدال لم‬

‫‪24‬‬
‫يكن سوى تعبيرا على تطور هذا الحق وانتقاله من مرحلة ألخرى بحثا عن حماية تكفل‬
‫احترامه‪.‬‬

‫ويرجع الفشل في تحديد مفهوم واضح للحق في الخصوصية إلى التطور المستمر الذي‬
‫أشرنا إليه سابقا وذلك الرتباطه الوثيق بالشخصية والذي أصبح يتطور مع تطورها‬
‫ويتجاوب مع متطلباتها ويتغير مع التحديات التي تواجهها ويتأثر بما يسير عليه المجتمع من‬
‫عادات وما يحكم الدولة من إيديولوجيات وسياسات إضافة إلى تأثر الفقه والقضاء بالظروف‬
‫التي كان يمر بها من خالل االنتهاكات والتهديدات المتتالية فكانت المناداة بضرورة حمايته‬
‫أكثر من البحث عن ماهيته وانتقلت التشريعات والمؤتمرات من البحث عن مفهوم واضح‬
‫إلى العمل إليجاد حماية فعالة له وهو ما يبرره تركيز كل تعريف لحماية جانب معين فقد‬
‫ركز معيار الوحدة على ترك اإلنسان وشأنه واحترام خصوصياته بعدم التدخل فيها‪ ،‬وحاول‬
‫معيار المكان تحديد متى نكون بصدد االعتداء عليه عن طريق التفريق بين الحياة الخاصة‬
‫والحياة العامة‪ ،‬وأمام عجز المعياريين ذهب معيار المظهر للعدول عن البحث عن تعريف‬
‫واالقتصار على تحديد جملة من صور وأشكال االعتداء عليه ‪.‬‬

‫وتتمثل العالقة التي تربط الحق في الخصوصية بالحقوق الشخصية وإدراجها ضمنه في‬
‫كونه السند الذي تستمد منه أساسها القانوني‪ ،‬وذلك من خالل الحرمة التي تتمتع بها والتي‬
‫تدل على أن هناك حقا على الشيء هو موضع حماية القانون المتمثل في مستودع السر‬
‫فحرمة المسكن والمراسالت والمحادثات والمكالمات كل هذه العناصر‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫منابع العرض‬

‫‪‬المصادر‬
‫‪ ‬القوانين‬
‫‪ .1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.09.15‬صادر في ‪22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فبراير ‪)2009‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الجريدة ن الرسمية ع ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر‬
‫‪ 23( 1430‬فبراير ‪.)2009‬‬
‫‪ .2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 1437‬الموافق ل ‪10‬‬
‫أغسطس ‪ 2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر‪ .‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية في ‪ 11‬ذي القعدة ‪ 15 ( 1437‬أغسطس ‪ ،)2016‬عدد ‪،6491‬‬
‫ص ‪ 5966‬إلى ‪.5987‬‬
‫‪ .3‬مرسوم رقم‪ 2.12.503‬صادر في ‪ 4‬ذي القعدة ‪ 1434‬الموافق ل ‪ 11‬سبتمبر‬
‫‪ 2013‬بتطبيق بعض أحكام قانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية‬
‫المستهلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬ع ‪ 6192‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬ذي القعدة ‪1434‬‬
‫الموافق ل ‪ 3‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪ .4‬قانون تنظيم االتصاالت المصري رقم ‪ 10‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ ‬المراجع‬
‫‪ ‬الكتب العامة‬
‫‪ .1‬يونس عرب‪ ،‬الخصوصية وأمن المعلومات في األعمال الالسلكية بواسطة الهاتف‬
‫الخلوي منتدى العمل االلكتروني بواسطة الهاتف الخلوي‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‬
‫‪ 21 – 20‬ماي ‪2001‬م‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .2‬مدحت عبد الحليم رمضان‪ ،‬الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬الكتب الخاصة‬
‫حسام الدين كامل األهواني‪ " ،‬الحق في حرمة الحياة الخاصة الحق في الخصوصية‬
‫دراسة مقارنة "‪ ،‬د ط‪ ،‬مطبعة دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع القاهرة‪.‬‬
‫أسامة عبد هللا قايد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات دراسة مقارنة‬
‫دار النهضة القاهرة الطبعة الثانية ‪.1992‬‬
‫وليد سمير النمر‪ ،‬حماية الخصوصية في االنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪.2017‬‬
‫‪ ‬األطروحات الجامعية‬
‫عبد الكريم غالي‪ :‬الحماية القانونية لإلنسان من مخاطر المعلوميات أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫مجمد الخامس الرباط‪ .‬السنة الجامعية ‪.1995-1994‬‬
‫‪‬الرسائل الجامعية‬
‫علي أرجدال‪ " ،‬حماية المعطيات الشخصية بالمغرب ‪-‬دراسة تحليلية ومقارنة‪-‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام تخصص العمل السياسي والعدالة‬
‫الدستورية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018/2019‬‬
‫بارق منتظر عبد الوهاب ال مي‪ :‬جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل‬
‫اإللكترونية في التشريع األردني‪ ،‬جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل‬
‫اإللكترونية في التشريع األردني‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬كلية الحقوق‪.2017 ،‬‬
‫‪‬ويبوغرافيا‬
‫‪ ‬المقاالت االلكترونية‬

‫‪27‬‬
‫عبد القادر عميمر " الحماية الجنائية للحق في الحياة الخاصة في البيئة الرقمية "‪،‬‬
‫مجلة القانون واألعمال‪ 1،‬فبراير ‪www.droitetreprise.com .2018‬‬

‫‪28‬‬
‫الفهرس‬

‫المقدمة ‪3 ..........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية‪9 .........‬‬
‫أ_ الصلة بين الحق في الخصوصية وبعض الحقوق‬
‫المرتبطة به ‪9 ....................................................‬‬
‫‪ :1‬الحق في الخصوصية والحق في حماية الصورة ‪9 ....‬‬
‫‪ :2‬الحق في الخصوصية والحق في الشرف واإلعتبار ‪10‬‬
‫ب_ اإلطار القانوني المتعلق بحماية الخصوصية‪11 ........‬‬
‫‪ :1‬مجال تطبيق القانون رقم ‪11 .................... 09.08‬‬
‫‪ :2‬حق الخصوصية في القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق‬
‫بالصحافة والنشر ‪14 ..........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في الخصوصية في التشريع المغربي وقوانين‬
‫العقوبات المقارنة‪16 ............................................ .‬‬
‫أ‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المغربي ‪17 .......‬‬
‫‪ :1‬توفير الحماية من خالل قانون ‪ 08-09‬المتعلق‬
‫بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي‪17 .......................................... .‬‬
‫‪ :2‬توفير الحماية من خالل قانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد‬
‫تدابير حماية المستهلك‪19 .................................. :‬‬
‫‪29‬‬
‫ب‪ :‬حماية البيانات الشخصية في التشريع المقارن‪20 ......‬‬
‫‪ :1‬التشريع الفرنسي ‪21 ......................................‬‬
‫‪ :2‬التشريع المصري ‪22 ......................................‬‬
‫‪ :3‬التشريع األمريكي ‪23 ......................................‬‬
‫خاتمة‪24.............................................................. :‬‬

‫‪30‬‬
31

You might also like