Professional Documents
Culture Documents
عرض بعنوان
إعداد الطلبة:
تحت إشراف األستاذ:
محمد العروصي الغالي عصام
البهاوي لحسن
خيبر وليد
1
الئحة المختصرات
صفحة ص
طبعة ط
مطبعة م.ط
المادة م
مرجع سابق م.س
جزء ج
رقم ر
دون ذكر السنة د.س
دون ذكر الطبعة د .ط
عدد ع
2
المقدمة
يعتبر الحق في الخصوصية من أبرز الحقوق اللصيقة بشخصية اإلنسان ،ولما كان
اإلنسان اجتماعي بطبعه ،أخذ يحاول أن يعيش جانبا من حياته دون تدخل ،غير أنه في
الوقت ذاته يجد نفسه في صراع مع داء تطفل اآلخرين ،األمر الذي جعله من الضروري
العمل جاهدا في المحافظة على أموره الخاصة وعدم جعلها عرضة أمام الغير ،فالحق في
الخصوصية حق متصل مباشرة بحريات األشخاص وكرامتهم ونظرا الخطورة جرائم
االعتداء على هذا الحق الذي هو في غاية األهمية وجدير بالحماية القانونية في مكافحة تلك
الجرائم وردع مقترفيها ،ولعل التطور التقني الحاصل في المجال العلمي ومختلف وسائل
اإلعالم التي جعلت العالم قرية السرعة انتشار المعلومة والخبر ،وال سيما المرتبط بحياة
األشخاص الخاصة ،بما تتصف بالسرية ،وعدم الكشف عنها ،األمر الذي جعلها تستقطب
فضول بعض األشخاص سواء الطبيعية أو المعنوية من هيئات وأجهزة مختلفة ،وهو ما
جعل هذا الحق محل اهتمام العديد من التشريعات المقارنة وذلك إلضفاء حماية أكثر لهذا
الحق في مسايرة التطور المتسارع لمختلف العلوم و التي أدت إلى تطور فكرة الجريمة فينا
يتعلق بالمساس بحق الشخص في خصوصيته أثناء ممارسة حياته الخاصة .
ونظرا للتقدم العلمي السريع واتساع استخدام أجهزة االتصال الحديثة على نطاق واسع،
فقد تعرض الحق في الخصوصية النتهاكات متعددة ،وأصبح الدفاع عنها يشكل في الوقت
الحاضر ضرورة ملحة تزداد يوما بعد يوم داخل المجتمعات الديمقراطية المعاصرة ،حيث
صار الرأي,العام واعيا باالنتهاكات التي تمس خصوصية الفرد بسبب التطفل الواقع عليها
من قبل غيره من األفراد أو نتيجة تدخل السلطات العمومية فيا مما دفع معظم التشريعات
إلى بسط حماية أكبر للحق في الخصوصية كأحد الحقوق الفردية المعبرة عن الحرية
الشخصية ،وإن اختلفت في وضع مفهوم محدد للحق في الحياة الخاصة وذلك راجع التساع
هذا المفهوم وبالرجوع إلى الفقه نجد بأن هناك العديد من التعريفات من بينها تعريف الفقيه
3
مارتن الذي عرف الحق في الحياة بأنه الحق في الحياة األسرية والشخصية والداخلية
88والروحية للشخص عندما يعيش في مسكنه وراء بابه المغلق 1.اما الفقيه دينيس فيعرف
الحق في الحياة الخاصة بأنها " وصف أو حالة للعزلة أو التأني عن مالحظة ومراقبة
الغير ،أما الفقيه نير سوم فقد عرف الحق في الحياة الخاصة بأنه "حق الشخص بأن يحتفظ
بأسرار من المتعذر على العامة معرفتها إال بإرادته والتي تتعلق بصفة أساسية بحقوقه
الشخصية ويقر بأن الحق في الحياة الخاصة يقع في دائرة الحقوق الشخصية وإن كان ال
يشمل جميع جوانها ،وقد عرفها آخرون بأنها "العودة إلى ذاتية الشخص" ،وقيل أيضا أنها
"الحماية التي تمنع أعين اآلخرين إلى غيرها من التعاريف لكن يبقى أشهر تعريف هو
التعريف الذي وضعه معهد القانون األمريكي حينما عرف الحق في الحياة الخاصة من
زاوية المساس بها بقوله " كل شخص ينتهك بصورة جدية وبدون وجه حق ،حق شخص
أخر في أال تصل أموره وأحواله إلى علم الغير وأال تكون صورته عرضة ألنظار
الجمهور ،بعد مسئوال أمام المعتدي عليه".
وقد طورت عدد من الدول حماية متقدمة للخصوصية بعد هذا التاريخ ،ففي عام
1776م سن البرلمان السويدي قانون الوصول إلى السجالت العامة والذي الزم كافة
الجهات الحكومية التي لديها معلومات أن تستخدمها ألهداف مشروعة ،وفي عام1858م
منعت فرنسا نشر الحقائق الخاصة وفرضت عقابا على المخالفين ،أما قانون العقوبات
النرويجي فقد منع في عام 1889م نشر المعلومات التي تتعلق بالشخصية واألوضاع
الخاصة.
وفي عام 1890م كتب محاميان أمريكيان Samuel and Louisمقاال عن حماية
الخصوصية باعتبار االعتداء عليها من قبيل الفعل الضار ووصف الخصوصية بأنها الحق
في ترك الشخص وحيدا ،وقد انتشر هذا المفهوم في الواليات المتحدة األميركية كجزء من
القانون العام .وفي العصر الحديث فإن مفهوم الحق في الخصوصية ظهر في اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان في عام 1948م والذي كفل حماية األماكن واالتصاالت.
1أسامة عبد هللا قايد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات دراسة مقارنة دار النهضة القاهرة الطبعة الثانية 1992ص11
4
كما أن العديد من اتفاقيات حقوق اإلنسان العالمية اعترفت بالحق في الخصوصية كاتفاقية
2
األمم المتحدة للعمال المهجرين واتفاقية األمم المتحدة لحماية الطفولة وغيرها.
وأما على المستوى اإلقليمي فإن العديد من االتفاقيات اعترفت بالحق في
الخصوصية ونظمت قواعد حمايته كما هي الحال في االتفاقية األوربية لحماية حقوق
اإلنسان والحريات األساسية بروما سنة 1950م وهذه االتفاقية قد انشأت المفوضية
األوربية لحقوق اإلنسان لمراقبة تطبيقها وكالهما كان نشطا في تطبيق وحماية الحق في
الخصوصية وضيق من نطاق االستثناءات على حكم المادة الثامنة وما تقرره من حماية
وفي هذا الشأن فإن المفوضية األوروبية لحقوق اإلنسان قالت عام 1976م ( أن الحق في
احترام الحياة الخاصة هو الحق في الخصوصية ،الحق في الحياة إلى المدى الذي يتمناه
اإلنسان)؛ ووفقا لرأي اللجنة فإن الحق في احترام الحياة الخاصة ال ينتهي هنا بل يمتد إلى
الحق في تأسيس وتطوير العالقات مع األشخاص اآلخرين.
أما المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان ،فقد راجعت العديد من قوانين دول األعضاء
في معرض نظرها للدعاوى المقدمة إليها وقررت أن العديد من الدول فشلت في تنظيم
عمليات استراق السمع على نحو مس خصوصية األفراد.اتفاقية إقليمية أخرى ،بدأت تنص
بوضوح على حماية الخصوصية كالمادة 11من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان التي
جاء نصها مطابقا تقريبا للنص المقرر في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان.
وفي عام 1965م تبنت الواليات المتحدة اإلعالن األمريكي للحقوق والواجبات الذي
يتضمن مجموعة من الحقوق من بينها الحق في الخصوصية ،وقد بدأت المحاكم األمريكية
الداخلية والمحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان إظهار ومعالجة حق الخصوصية ومسائله فيما
تنظر من دعاوى.
2يونس عرب ،الخصوصية وأمن المعلومات في األعمال الالسلكية بواسطة الهاتف الخلوي منتدى العمل االلكتروني بواسطة
الهاتف الخلوي ،اتحاد المصارف العربية 21 – 20آيار 2001م ،عمان ،األردن.
5
تطور الحق في الخصوصية وحماية البيانات في الستينات والسبعينات نتيجة للتأثر بتقنية
المعلومات وبسبب القوى الرقابية المحتملة ألنظمة الكمبيوتر التي استوجبت وضع قواعد
معينة تحكم جمع ومعالجة البيانات الخاصة ،وفي هذا الحقل فإن أول معالجة في ميدان
حماية البيانات كان عام 1970م في هيس بألمانيا؛ والذي تبعه سن أول قانون وطني
متكامل في السويد عام 1937م ثم في الواليات المتحدة عام 1974م ثم المانيا على
المستوى الفدرالي عام 1977م ثم فرنسا عام 1978م.
وفي عام 1981م وضع االتحاد األوروبي اتفاقية حماية األفراد من مخاطر المعالجة
اآللية للبيانات الشخصية ووضعت كذلك منظمة التعاون االقتصادي والتنمية دليال ارشاديا
لحماية الخصوصية ونقل البيانات الخاصة ،والذي قرر مجموعة قواعد تحكم عمليات
المعالجة اإللكترونية للبيانات ،وهذه القواعد تصف البيانات والمعلومات الشخصية على أنها
3
معطيات تتوفر لها الحماية في كل مرحلة من مراحل الجمع والتخزين والمعالجة والنشر.
ويمكن القول بأن الحق في الحياة الخاصة في بداية القرن العشرين لم يلق أي اهتمام من قبل
التشريعات الجنائية ألن فكرة هذا الحق تعد غامضة وغير واضحة المعالم ،لكن مع مرور
الوقت اتجهت غالبية الفقه إلى إقرار الحق في الحياة الخاصة بوصفه حقا قائما بذاته بعدما
استشعر الجميع أهمية هذا الحق كما لقي اهتماما دوليا حينما نصت المادة 12من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان على أنه ال يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو
في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسالته" .كما نصت المادة 17من العهد الدولي الخاص
المدنية والسياسية على أنه " ال يجوز التدخل بشكل تعسفي أو غير قانوني بخصوصيات
أحد أو بعائلته أو بيئته أو مراسالته".
لذا عملت أغلب الدساتير الحديثة وباختالف فلسفة نظمها القانونية على تضمين الحق
في الحياة الخاصة بجعله حقا دستوريا وجب حمايته من أي اعتداء أو انتهاك ،وكذا القوانين
3بارق منتظر عبد الوهاب ال مي :جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل اإللكترونية في التشريع األردني ،جريمة انتهاك
الخصوصية عبر الوسائل اإللكترونية في التشريع األردني -دراسة مقارنة -رسالة ماجستير ،جامعة الشرق األوسط ،كلية
الحقوق. ،2017 ،ص 85وما بعدها.
6
المقارنة ومنها القانون الفرنسي ،إذ جاء في المادة 9من القانون المدني الفرنسي على أنه
من حق كل شخص أن تكون حياته الخاصة مصونة وللقاضي أن يأمر بما يراه ضروريا
لمنع االعتداء على الحياة الخاصة ،كما نص الدستور المصري لعام 1971على حرمة
الحياة الخاصة إال أنه لم يعرف الحق في الخصوصية أو الحياة الخاصة ،وذلك لصعوبة
ذلك من جهة ،وكذا مرونتها واختالفها باختالف المجتمع وبحسب الظروف الخاصة بكل
شخص.
ويكتسي هذا الموضوع أهمية نظرية وعملية مهمة ،فمن الناحية النظرية فتتمثل ابتداء
في فهم الخلفية الفلسفية والقانونية عما يعد خاصا وما يعد من قبيل الحق في الخصوصية في
التشريعات الجنائية المقارنة وبعبارة أخرى طبيعة هذا الحق ونطاقه ،إذ أن نسبية هذا الحق
جعلت منه محل خالف فقهي ،فمن الفقهاء من أطلق على وصفه العديد من المرادفات تتمثل
بـ (العزلة السكينة الخلوة السرية ،واالنطواء الخ) اآلخر أخذ بتعداد األمور التي تدخل في
نطاق هذا الحق ومنها الحق في حرمة المسكن ،الحق في الصورة الحق في حرمة الحديث
الخاص والحق في سرية المراسالت ،أما من الناحية العملية ضرورة اإلحاطة بتجريم
المساس أو االعتداء على هذا الحق بجميع صوره من جهة ،ومن جهة أخرى اجتهادات
القضاء بهذا المجال ،عما ثار من جدل فقهي حول الطبيعة القانونية لهذا الحق .ولإلعتبارات
المتقدمة كان من األجدر بحث هذا الموضوع بصورة تتفق مع اإلجابة على الكثير من
التساؤالت التي ما تزال ليست محل اهتمام الباحثين في هذا المجال فحسب ،بل الكثير من
التشريعات على حد سواء وخصوصا إزاء التطورات الناجمة بكافة مجاالت الحياة
االجتماعية والقانونية والسياسية واالقتصادية .وعليه فقد تناولنا دراسة هذا الموضوع من
خالل طرح إشكالية مرورية مفادها:
كيف نظم المشرع الجنائي المغربي والمقارن المجال المتعلق بحماية الحق في
الخصوصية؟
يقودنا هذا التساؤل الى طرح مجموعة من اإلشكاليات الفرعية من قبيل:
ما هو مجال الخصوصية المشمول بالحماية القانونية؟
7
ما هي العقوبات التي أقرها المشرع المغربي ومعه المقارن من أجل حماية
الخصوصية؟
هذه التساؤالت بدورها تطرح فرضيتين:
الفرضية األولي :قد تتعدد مجاالت حماية الخصوصية.
الفرضية الثانية :قد ينجح المشرع المغربي في سلك الطريق الصحيح من أجل توفير
الحماية الجنائية للخصوصية عبر مجموعة من النصوص الزجرية.
لإلحاطة بهذا الموضوع نقترح التصميم اآلتي:
أوال :بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية
ثانيا :الحق في الخصوصية في التشريع الجنائي المغربي والمقارن
8
أوال :بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية
ستنصب دراسة هذا المحور على بيان الصلة الحق في الخصوصية وبعض الحقوق
األخرى ،ثم ستتناول اإلطار القانوني المنظم للحق في حماية الخصوصية.
فإذا كان يجوز تصوير األشياء المملكة للغير دون إذن ،إال أنه ال يجوز إساءة استعمال
الصورة ،فاحتمال الصورة بطريقة من شأنها أن تمس سمعة واعتبار مالك الشيء من شأنها
أن تسبب له ضررا يجب تعويضه فأساس المسؤولية يكون في هذه الحالة هو المساس
باالعتبار والسمعة وليس االعتداء على الحق في الصورة هذا إذا تعلق األمر بمنزل يظهر
في الطريق للعموم .أما إذا كان األخير بعيدا عن الطريق العام وتسلل شخص ليقوم
بتصويره ،فإن المصور يعتدي هنا على الحق في الخصوصية ،فالتسلل من جهة يعتبر من
قبيل التجسس .ومن جهة أخرى إذا كان من حق الشخص أن يرفض الكشف عن اسمه
_ 4حسام الدين كامل األهواني " ،الحق في حرمة الحياة الخاصة الحق في الخصوصية دراسة مقارنة " ،د ط ،مطبعة دار النهضة
العربية للطبع والنشر والتوزيع القاهرة ،د س ،ص.79 :
9
الحقيقي ،فإن المالك يكون من حقه أن يقتضي عدم تصوير منزله الذي بناه بطريقة تجعله
بعيدا عن أعين المارة فقد قررت إحدى المحاكم الفرنسية أن "استعمال صورة أحد المنازل
دون إذن صاحبه على غالف بعض القصص يعتبر من قبيل المساس بالخصوصية بشرط أن
تسمح الصورة بالتعرف على المكان بسهولة .أما إذا كانت الصورة ال تظهر المنزل بوضوح
تظل خصوصية المالك بعيدة عن العالنية وال مجال لمساءلة المصور.
كما يحمي القانون الجنائي الحق في الشرف واإلعتبار عن طريق تجريم القذف
والسب .فالصالة بين الحق في الخصوصية والحق في عدم المساس بالشرف واإلعتبار أن
المشرع يحمي كل حق منهما بصفة مستقلة .فالمشرع يحمي الخصوصية حتى ولو لم تمس
من قريب أو من بعيد الشرف واإلعتبار ،كما يحمي الشرف واإلعتبار ولو لم يمس منطقة
الخصوصية بمعنى ولو تعلق األمر بالحياة العامة.5
_ 5حسام الدين كامل األهواني " ،الحق في حرمة الحياة الخاصة -الحق في الخصوصية -دراسة مقارنة " م س ،ص 83 :و .94
10
ب_ اإلطار القانوني المتعلق بحماية الخصوصية
يعتبر القانون 6 09.08األساس في المادة المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية إذ جاء
استجابة للضرورة الملحة التي يطلبها مجال الحفاظ على تلسيادة الرقمية للدولة وحماية
حقوق وحريات األفراد 7،كما أن لقانون 8 88.13دور مهم في حماية الخصوصية.
كما يجب أن تكون المعطيات ذات الطابع الشخصي معالجة بطريقة نزيهة ومشروعة،
ومجمعة لغايات محددة ومعلنة ومشروعة ،كذلك يجب أن تكون صحيحة ومحينة عند
االقتضاء(10 ،م 3من نفس القانون).
ال يمكن القيام بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي إال إذا كان الشخص المعني قد
عبر بما ال يترك مجال للشك عن رضاه عن العملية أو مجموع العمليات المزمع إنجازها.
ال يمكن إطالع األغيار على المعطيات ذات الطابع الشخصي الخاضعة للمعالجة إال من
أجل إنجاز الغايات المرتبطة مباشرة بوظائف المفوت والمفوت إليه ومع مراعاة الرضى
المسبق للشخص المعني.
_ 6ظهير شريف رقم 1.09.15صادر في 22من صفر 18( 1430فبراير )2009بتنفيذ القانون رقم 09.08المتعلق بحماية
األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ،الجريدة ن الرسمية ع 5711بتاريخ 27صفر 23( 1430فبراير
.)2009
_ 7علي أرجدال " ،حماية المعطيات الشخصية بالمغرب -دراسة تحليلية ومقارنة -رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام
تخصص العمل السياسي والعدالة الدستورية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي ،جامعة محمد الخامس ،الرباط،
السنة الجامعية ، 2018/2019ص.76 :
_ 8ظهير شريف رقم 1.16.122صادر في 6ذي القعدة 1437الموافق ل 10أغسطس 2016بتنفيذ القانون رقم 88.13المتعلق
بالصحافة والنشر .المنشور بالجريدة الرسمية في 11ذي القعدة 15 ( 1437أغسطس ،)2016عدد ،6491ص 5966إلى
.5987
_ 9أنظر المادة 2من القانون ر 09.08المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه المعالجة اآللية للمعطيات ذات الطابع الشخصي.
11
غير أن الرضى ال يكون مطلوبا إذا كانت المعالجة ضرورية:
-لتنفيذ عقد يكون الشخص المعني طرفا فيه أو لتنفيذ إجراءات سابقة للعقد تتخذ بطلب من
الشخص المذكور؛
-للحفاظ على المصالح الحيوية للشخص المعني إذا كان من الناحية البدنية أو القانونية غير
قادر على التعبير عن رضاه؛
-لتنفيذ مهمة تدخل ضمن الصالح العام أو ضمن ممارسة السلطة العمومية التي يتوالها
المسؤول عن المعالجة أو أحد األغيار الذي يتم اطالعه على المعطيات؛
-إلنجاز مصلحة مشروعة يتوخاها المسؤول عن المعالجة أو المرسل إليه مع مراعاة عدم
تجاهل مصلحة الشخص المعني أو حقوقه وحرياته األساسية (م 4من نفس القانون).11
12
إال أنه استثناء من ذلك تبيح التشريعات المقارنة إعادة معالجة هذه البيانات لغايات تاريخية أو
علمية بشرط الحصول على موافقة المعني باألمر أو ورثته أو وليه وترخيص الهيئة الوطنية
لمعالجة المعطيات الشخصية ،وتقرر الهيئة حذف المعطيات التي تشير إلى هوية المعني
باألمر أو اإلبقاء عليها حسب الحال.
االحتفاظ بالبيانات أكثر من المدة القانونية الالزمة :إن بقاء البيانات الشخصية
مخزنة لوقت طويل لدى الجهة التي تعالج البيانات يرجح إمكانية إعادة استخدامها من
طرف هذه الجهة ،ويزيد من المخاطر التي قد تتعرض لها هذه البيانات ،لهذا ألزمت
التشريعات المقارنة الهيئات القائمة بعملية المعالجة بإزالة المعطيات الشخصية
بمجرد انتهاء األجل المحدد لحفظها بالتصريح ،أو بالترخيص ،أو بالقوانين الخاصة،
أو في حالة تحقق الغرض الذي جمعت من أجله ،أو إذا لم تعد ضرورية لنشاط
المسؤول عن المعالجة ،وكذلك الحال بالنسبة لمزودي خدمات االنترنيت الذين
يفرض عليهم القانون التزاما يتضمن إزالة البيانات التي تم تخزينها تلقائيا والمتعلقة
باالتصاالت االلكترونية بين مستعملي شبكة االنترنيت ،والخاصة بهوية المتصلين
وساعة االتصال.
إال أنه ترد استثناءات على هذا االلتزام تتمثل في البيانات المتعلقة بمتطلبات المحاسبة المالية
بين مزودي الخدمات والمشتركين معهم في خدمات مدفوعة األجر األمر الذي يستلزم
الحفاظ على بياناتهم ،باإلضافة إلى استثناء آخر يتعلق باالحتفاظ بالبيانات التي تفرضها
عملية التعاون مع الجهات القضائية لمدة معينة
اإلفشاء غير المشروع للبيانات :المقصود بهذه الجريمة هو" قيام الشخص المسموح
له بمعالجة ،أو حفظ البيانات الشخصية بنقلها إلى شخص آخر ،أو جهة غير مرخص
لها باالطالع عليها " وما تجدر اإلشارة إليه هو أن مجرد الكشف عن المعلومة ال يعد
إفشاء لها ،ألن قيام فعل اإلفشاء المجرم قانونا يتطلب تحديد معالم الشخص الذي
تتعلق به البيانات موضوع اإلفشاء على نحو يمكن التعرف عليه ،ويمكن أن يتم
اإلفشاء مشافهة أو عن طريق الكتابة ،أو على دعامة تحتوي البيانات ،أو بأية وسيلة
من شأنها إعالم الغير بها ،وال يشترط في اإلفشاء أن يتم بصورة مباشرة ،بل يمكن
13
أن يتم اللجوء إلى طريقة غير مباشرة إلعالم الغير بالمعلومة ،كما ال يشترط أن
ينصب اإلفشاء على كافة المعلومات بل يمكن أن يقتصر على البعض منها دون
البعض اآلخر ،وترد على هذه القاعدة(حظر اإلفشاء) استثناءات نستعرضها فيما
يلي:
وجود نص قانوني يبيح اإلفشاء :أوردت التشريعات المقارنة بعض النصوص
القانونية التي تبيح إفشاء البيانات في حاالت خاصة ولجهات معينة.
اإلبالغ عن الجرائم :يبيح القانون إفشاء المعلومات السرية إذا الغرض من ذلك
اإلبالغ عن الجرائم ،أو منع ارتكابها كما هو الحال بالنسبة لمزودي خدمات
االنترنيت الذين ألزمهم القانون بتقديم المعلومات لسلطات التحقيق في الجرائم.12
موافقة الشخص المعني بالبيانات :إن موافقة صاحب البيانات على إفشاء هذه
المعلومات ومشاركتها يعد من بين االستثناءات الواردة على قاعدة عدم جواز إفشاء
البيانات الشخصية ،وقد تكون هذه الموافقة ضمنية ،وقد يشترط الفانون في بعض
األحيان الموافقة الصريحة ،كما هو الحال في معالجة المعطيات الشخصية المتعلقة
بالطفل التي ال يمكن القيام بها إال بعد الحصول على موافقة وليه وإذن قاضي شؤون
األسرة ،كما ال يجوز استعمال المعطيات الشخصية ألغراض دعائية إال بموافقة
صريحة وخاصة من المعني باألمر أو ورثته أو وليه.
:2حق الخصوصية في القانون رقم 88.13المتعلق بالصحافة والنشر
بالرجوع الى مقتضيات القانون أعاله نجد أن نطاقه يشمل مجموعة من الحقوق
من بينها حماية النظام العام وحماية حصانة المحاكم إضافة الى حماية الشرف
والحياة الخاصة لألفراد
/ 1_2حماية خصوصية النظام العام
بتفحص المادة 71من القانون رقم 88.13نجد أن نطاق تطبيق القانون السابق
الذكر يرتكز على اإلساءة الى الدين اإلسالمي أو النظام الملكي أو تحريضا ضد
الوحدة الترابية للمملكة ،أو قذفا أو سبا أو مسا بالحياة الخاصة لشخص الملك أو
_ 12عبدالقادر عميمر " الحماية الجنائية للحق في الحياة الخاصة في البيئة الرقمية " ،مجلة القانون واألعمال 1،فبراير .2018
تاريخ اإلطالع 14أكتوبر Www.droitetreprise.com .2023
14
لشخص ولي العهد أو ألعضاء األسرة المالكة ،وذلك عندما تتضمنه إحدى
المطبوعات أو المطبوعات الدورية أو إحدى الصحف اإللكترونية ،وأحال على
العقوبات الواردة في في المواد 104و 106من نفس القانون.13
/ 2_2حماية حصانة المحاكم
تناولت نطاق حماية حصانة المحاكم المواد 75و 76من القانون رقم ،88.13
فلمادة األولى تنص على أنه" يمنع انتهاك سرية التحقيق والمس بقرينة البراءة
أثناء مباشرة المساطر القضائية .قبل مناقشتها في جلسة عمومية.
يمنع نشر بيان عما يدور داخل المحاكم حول قضايا القذف أو السب وكذا
المرافعات المتعلقة بدعاوى األحوال الشخصية وال سيما ما يتعلق منها بإثبات
األبوة والطالق .دون إذن المحكمة المعنية .وال يطبق هذا المنع على األحكام الحائزة
لقوة الشيء المقضي به حيث يسوغ نشرها دائما.
يمنع نشر المرافعات الخاصة بقضايا األطفال أو القضايا التي يتورط فبها أحداث
وكذا تلك المتعلقة باألشخاص الراشدين .كيفما كانت طبيعتها .والتي تسمح بالتعرف
على األطفال.
يمنع النشر بجميع الوسائل لصور شمسية أو رسوم ألشخاص تكون الغاية منها
التشهير عن طريق التشخيص الكلي أو الجزئي لظروف جناية أو جنحة من قتل أو
اغتيال أو قتل لألصول أو الفروع أو تسميم أو تهديدات أو ضرب أو جرح أو مس
باألخالق أو اآلداب العامة أو احتجاز قسري".14
في حين نصت المادة 76و 77على ما يلي "يجوز للهيئات القضائية والمحاكم أن تمنع
نشر بيان عن أي قضية من القضايا المدنية.
15
يمنع نشر بيان عن المداوالت الداخلية إما لهيئات الحكم وإما للهيئات القضائية والمحاكم.
وكذا ما قرر القانون أو المحاكم سماعه في جلسة سرية.
يجب أن يكون قرار الهيئات القضائية والمحاكم بالمنع معلال ويتاح للصحافة االطالع على
قرار المنع.15
يحق نشر ما يجري في الجلسات العلنية للمحاكم شريطة احترام قرينة البراءة وعدم
مخالفة الحقيقة .مع التقيد بالضوابط القانونية الجاري بها العمل.16
/3_2حماية الشرف واإلعتبار
وذلك ما تطرق اليه المادة 83عبر منع القذف والسب ،17كما تطرق القانون السالف
الذكر الى حماية الحياة الخاصة والحق في الصورة وذلك في المواد 89و 90و 91و .92
كتب في اإلحالة المواد 92 91 90 89
والجدير باإلشارة أن هناك مجموعة أخرى من النصوص ذات الصبغة الزجرية
تناولت موضوع الخصوصية ،يتعلق األمر بالقانون 103.13المتعلق بمحاربة العنف ضد
النساء ،أضف الى ذلك القانون رقم 07.03المتمم لمجموعة القانون الجنائي فيما يتعلق
بالحرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات ،والقانون 03.03المتعلق بموافقة
اإلرهاب .كلها قوانين ذات الصلة بالموضوع قيد الدراسة إال أنها تحتاج الى دراسة مستقلة
نظرا لما لها من أهمية بالغة.
فما هي العقوبات التي أتى بها التشريع الجنائي المغربي فيما يتعلق بالحق في حماية
الخصوصية ،وما موقف التشريعات الجنائية المقارنة بهذا الخصوص؟
16
سن قوانين خاصة أو من ضمان مبادئ توجيهية ،وقد ذهب المشرع المغربي في هذا اإلطار
إلى توفير هذه الحماية من خالل مجموعة من القوانين (أ) ،كما اعتمدت على ذلك الدول
االوربية مثل فرنسا ،في حين نجد أن المشرع األمريكي والمصري اقر هذه الحماية من
خالل قانون الخصوصية األمريكي ،وقانون تنظيم االتصاالت المصري (ب).
09-08المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ()1
ثم من خالل قانون 31.08القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك ()2
18عبد الكريم غالي :الحماية القانونية لإلنسان من مخاطر المعلوميات أطروحة لنيل شهادة الدكتورة ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة مجمد الخامس الرباط .السنة الجامعية ،1995-1994ص . 18
17
والعائلية 19ويرى البعض بأن البيانات الشخصية تتفرع ألنواع ،فهناك بيانات تتعلق بحرمة
الحياة الخاصة لإلنسان وهناك بيانات تسمح برسم صورة التجاهاته وميوالته ومنها تلك
المتعلقة باتجاهاته السياسية ومعتقداته الدينية وتعامالته المالية والبنكية وجنسيته
وهويته 20وقد سار المشرع المغربي مع التوجه التشريعي في العديد من الدول التي تهدف
إلى تحقيق حماية فعالة للبيانات الشخصية فأصدر القانون رقم 09.08المتعلق بحماية
األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ويتضمن هذا التشريع المادة
67موزعة على ثمانية أبواب وتظهر أهمية هذا القانون في كونه سيساهم في تقوية ثقة
المستهلك المغربي في المعامالت اإللكترونية واالستفادة من مزايا التجارة اإللكترونية
وسيشكل هذا التشريع كذلك أداة هامة لحماية الحياة الخاصة والبيانات الشخصية للمواطن
المغربي خصوصا في مجال المعلوميات وقد أوضح المشرع ذلك في مستهل المادة األولى "
المعلومات في خدمة المواطن وتتطور في إطار التعاون الدولي ويجب أال تمس بالهوية
والحقوق والحريات الجماعية أو الفردية لإلنسان وينبغي أال تكون أداة إلفشاء أسرار الحياة
الخاصة للمواطنين ."...
وقد جاءت هذه المادة بمجموعة من التعريفات لبعض المصطلحات ذات العالقة بتطبيق
هذا التشريع الجديد منها مصطلح معطيات ذات طابع شخصي ومصطلح معالجة.
فاألول هو كل معلومة كيفما كان نوعها بغض النظر عن دعامتها بما في ذلك الصوت
والصورة والمتعلقة بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه ،أما المصطلح الثاني فيعني
وفق نفس المادة كل عملية أو مجموعة من العمليات التي تنجز بمساعدة طرق آلية أو بدونها
وتطبق على معطيات ذات طابع شخصي مثل التجميع أو التسجيل أو الحفظ أو المالءمة
والتغيير أو االستخراج أو االطالع...
19أسامة عبد هللا ،قيد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات ،د.ذ.ط ،دار النهضة العربية القاهرة 1988 ،ص .85
20مدحت عبد الحليم رمضان ،الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية الطبعة األولى دار النهضة العربية ،القاهرة ،سنة 2001ص.77
18
وقد نص هذا التشريع على إحداث اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع
الشخصي.21
ولقد حدد المشرع المغربي الحاالت التي تؤدي لالستعمال التعسفي أو التدليس للمعطيات
المعالجة أو إيصالها ألغيار غير مؤهلين من طرف المسؤول عن المعالجة أو كل معالج من
الباطن أو كل شخص مكلف بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي وقد حدد العقوبة من 6
أشهر إلى سنة وبغرامة من ألف درهم إلى 300ألف درهم .22أما المادة 63فقد عاقبت كل
مسؤول عن المعالجة في حالة رفضه تطبيق قرارات اللجنة الوطنية المذكورة سلفا.
وتجدر اإلشارة إلى انه وفق التشريع المذكور تضاعف عقوبات الغرامات الواردة في
نصوص هذا التشريع إذا كان مرتكب إحدى المخالفات شخصا معنويا دون المساس
بالعقوبات التي قد تطبق على المسيرين مع إمكانية معاقبة الشخص المعنوي بالمصادرة
واإلغالق.23
21الجدير ذكره أن المرسوم المشار إليه سابقا القاضي بتطبيق القانون 09-08أوضح بشكل مفصل بشروط وطرق تعيين أعضاء
هذه اللجنة وكيفية إدارتها وقواعد عملها.
22المادة 61من قانون .09.08
23المادة 64من قانون . 09-08
19
اإللكتروني بغرض اإلشهار دون الموافقة المسبقة والحرة والصريحة للمستهلك بعد اإلخبار،
كما أنه منع في نفس المادة عند إرسال اإلشهار عن طريق البريد اإللكتروني استعمال عنوان
إلكتروني للغير أو هويته ويمنع كذلك تزييف أو إخفاء كل معلومة تمكن من تحديد مصدر
الرسالة الموجهة عن طريق البريد اإللكتروني أو مسار إليها.
وفي نفس السياق نجد أن القانون رقم 31-08جرم في 175مخالفة مقتضيات المادة 23
مقررا لذلك عقوبات مالية:
"يعاقب بغرامة من 10.000إلى 50.000درهم المورد الذي يرسل خالفا ألحكام المادة 23
أعاله أي إشهار عن طريق البريد اإللكتروني دون الموافقة المسبقة والحرة والصريحة
للمستهلك بعد إخباره.
ويعاقب بنفس العقوبة عند إرسال اي إشهار عن طريق البريد اإللكتروني عندما يتم:
-تزييف أو إخفاء أي معلومة يمكن من تحديد مصدر الرسالة الموجهة عبر البريد اإللكتروني
أو مسار إرسالها.
-يمكن للمحكمة إضافة غلى ذلك أن تأمر بنشر أو تعليق حكم اإلدانة".
اضافة الى ذلك نجد أن مشروع قانون رقم 31-08القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك
جرم في مادته 175استعمال البريد اإللكتروني أو هوية الغير وأقرته بجزاء الغرامة من
10.000إلى 50.000درهم.
20
:1التشريع الفرنسي
لقد أقر المشرع الفرنسي العديد من الضمانات لحماية حرمة الحياة الخاصة والتي تطبق
ما جاء في التوجيهات األوربية بشأن حماية الخصوصية في االنترنت ،فيحظر تخزين
المعلومات التي تمس الحياة الخاصة وبحريات العامة بموجب القانون رقم 2417حيث نصت
المادة 6من هذا القانون على مجموعة من الشروط لمعالجة البيانات من بينها:
ويطبق هذا القانون وفقا للمادة الثانية على البيانات شخصية المعالجة آليا فضال عن المعالجة
الغير اآللية للبيانات الشخصية أو التي يرد تخزينها في ملفات.25
والمشرع الفرنسي جرم االعتداء على حرمة الحياة الخاصة بكافة صورها من خالل ال
مواد 226-1إلى 226-8من قانون الجنائي الفرنسي ،حيث نصت المادة
1-226أنه" :يعاقب كل من انتهك عمدا بأي وسيلة كانت حرمة الحياة الخاصة لآلخرين:
*كل من قام عمدا بالتقاط أو تسجيل أو نقل صورة شخص محدد من مكان خاص دون
رضاء فيه يعاقب بالسجن لمدة سنة وغرامة قدرها 45.000يورو.
*كل نت قام عمدا بأي وسيلة بالتقاط أو تسجيل أو نقل حديث خاص أو سري دون موافقة
أصحاب الشأن.
24الصادر في 2يناير 1987المعدل بالقانون رقم 2004-81بشأن المعلوماتية والبطاقات والحريات ،أو الذي أصبحت نصوصه
فيما يتعلق بالخصوصية جزء من الحماية التي يفرضها قانون العقوبات الجديد في المواد ( 226-6إلى )226-28بشأن حماية األفراد
فيما يتعلق بمعالجة البيانات الشخصية.
25وليد سمير النمر ،حماية الخصوصية في االنترنت ،الطبعة األولى ،دار الفكر اإلسكندرية ،السنة ،2017ص .410
21
وإذا سبقت األعمال المذكورة في هذه المادة مرأى ومسمع من الشخص المعني بالحديث أو
الصورة ولم يتعرض ،رغم تبوث قدرته على االعتراض ،فيفترض في هذه الحالة موافقته
الضمنية على هذه األعمال.
:2التشريع المصري
سعى المشرع المصري إلى توفير حماية قانونية لخصوصية المعلومات ،ويعد قانون
تنظيم االتصاالت رقم 10سنة ،2003من بين القوانين التي سعى من خاللها المشرع
المصري توفير حماية قانونية أساسية لالتصاالت التي تتم عبر االنترنت ،وقد قرر هذا
القانون عقوبات على من يقوم باعتراض االتصاالت السلكية والالسلكية أو كشفها أو إفشاء
سريتها .وبالرجوع إلى المادة 58من نفس القانون نجد أن المشرع المصري قد أقر حماية
الخصوصية المعلوماتية ،حيث نصت على أنه " ...يلتزم مشغلو ومقدمو خدمات االتصال
والتابعون لهم وكذلك مستخدم هذه الخدمات بعدم استخدام أية أجهزة لتمييز خدمات االتصال
إال بعد الحصول على موافقة من القوات المسلحة وأجهزة األمن القومي ،وال يسري ذلك
على أجهزة التشفير الخاص بالبث اإلذاعي والتلفزي"...
ومن تم فقد جرم المشرع المساس بسرية االتصاالت عن طريق إذاعة االتصاالت أو نشرها
أو تسليمها دون سند قانوني ،أو كشف أي معلومات خاصة بمستخدمي شبكات االتصال،
بحيث أفرد عقوبة حبسية ال تقل عن ثالثة أشهر وبغرامة ال تقل عن خمسة آالف جنيه وال
تتجاوز خمسين ألف جنيه ،أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام أثناء تأدية وظيفة في مجال
االتصاالت أو بسببها بأحد األفعال اآلتية:
*إذاعة أو نشر أو تسجيل لمضمون رسالة اتصاالت أو أجزاء منها دون أن يكون له سند
قانوني في ذلك.
22
*إفشاء اي معلومات خاصة بمستخدمي شبكات االتصال أو مما يجرونه أو ما يتلقونه من
اتصاالت وذلك دون وجه حق.26
:3التشريع األمريكي
قام المشرع األمريكي بإصدار مجموعة من القوانين من أجل حماية خصوصية البيانات
اإللكترونية حيث نجد:
وقد عدل بمقتضاه الكونغرس األمريكي بعض نصوص قانون الخصوصية لعام ،1974
ووضع قواعد إجرائية للوكاالت الحكومية التباعها قبل وبعد إعداد السجالت اإللكترونية
والمتصفحات اإللكترونية ،وهي تتطلب من الوكاالت اتباع إجراءات معينة عند قيامها بإنشاء
سجالت معلومات إلكترونية أو برامج تصفح بأن تخطر مسبقا اللجنة المسؤولة في المجلس
وكذلك مكتب اإلدارة والموازنة الفيدرالية لمنع أي تأثير محتمل على الحقوق المدنية والحق
في الخصوصية وتحمي سوء االستخدام للمعلومات من قبيل الحكومة.27
لقد سعى المشرع األمريكي من خالل هذا القانون حماية المعلومات االسمية المسجلة في
جهات الحكومة المختلفة ،بحيث نص في هذا القانون عن قيام الحكومة اإللكترونية عند
معالجة أو جمع أو استخدام معلومات شخصية تعريفية بتوفير الحماية للحق في الخصوصية
للمواطن وتأكيد حقه في االطالع على المعلومات التي تتطلب وجود نظام قانوني وإداري
وتقني لحماية الحق في الخصوصية طوال فترة ،عمل النظام المعلوماتي وفي إدارات
الحكومة اإللكترونية حال قيامها بتقديم الخدمات اإللكترونية على مستوى الوكاالت
االتحادية.28
23
خاتمة:
يعتبر الحق في الخصوصية من أهم الحقوق المالزمة لشخصية اإلنسان،
والضرورية لتطوره ،واألساسية للمحافظة على كرامته وضمان التمتع بحريته ،ومن أوسعها
نطاقا الجمع بين الجانب المادي والمعنوي للشخصية ،ومن أكثرها تأثرا بالتطورات
والتحديات الخضوع لقواعد الدين واألخالق واألعراف السائدة في المجتمع .ويرجع الجدال
الواسع الذي عرفه الحق في الخصوصية سواء تعلق باالعتراف باستقالليته أو تعريفه أو
طبيعته القانونية إلى الطبيعة المزدوجة التي يتمتع بها والمتمثلة في جمعه بين الجوانب
المادية والمعنوية للشخصية ،وبخاصة الجانب المعنوي والذي لعب دورا رئيسيا في جل هذا
الجدال .فهو السبب في رفض االعتراف باستقالليته ألن كل األسانيد التي اعتمدها االتجاه
الرافض ترتبط به بداية بالصفة األخالقية والتي تعد في حد ذاتها شيئا معنويا يصعب تحديده
قانونا لتأثره باالعتبارات األخرى كالوازع الديني والعادات والتقاليد والنظام السياسي
ضو ِع ِه لَ َها ،كما أن القول بوجود نصوص قانونية تحمي الحق في الخصوصية دون
و ُخ ُ
الحاجة لالعتراف باستقالليته هو تأكيد لهذا المعنى ألن الحماية التي استندت عليها تقتصر
على حماية المظاهر المادية كالحق في الصورة كما لعب الجانب المعنوي دورا رئيسيا حول
الجدال بشأن طبيعته القانونية ،فقد أعتبر حقا عينيا يستمد حمايته من كونه حق ملكية وذلك
ألن تركيز هذا االتجاه كان على الجوانب المادية ،ثم تم العدول عنه لعجزه عن تقديم حماية
فعالة للمظاهر المعنوية وأصبح القول بأنه حق شخصي لما تتمتع به الحقوق الشخصية من
ضمانات تكفل احترام المظاهر المادية والمعنوية معا
إن االختالف الذي عرفه الحق في الخصوصية لم يكن محل جدال بقدر ما كان إبرازا
ألهميته وتعبيرا على تطوره ،فقد قوبل بالرفض في بداية نشأته ثم تراجعت التشريعات عن
رفضها ،واعتبر حقا عينيا عندما كان الحق في الملكية من أقدس الحقوق وأهمها ثم تطور
بعد ذلك مع تطور الوسائل العلمية والتكنولوجية وكثرة التهديدات وأصبحت المناداة
بضرورة إدراجه ضمن الحقوق الشخصية لما تتمتع به من ضمانات ومنه فإن هذا الجدال لم
24
يكن سوى تعبيرا على تطور هذا الحق وانتقاله من مرحلة ألخرى بحثا عن حماية تكفل
احترامه.
ويرجع الفشل في تحديد مفهوم واضح للحق في الخصوصية إلى التطور المستمر الذي
أشرنا إليه سابقا وذلك الرتباطه الوثيق بالشخصية والذي أصبح يتطور مع تطورها
ويتجاوب مع متطلباتها ويتغير مع التحديات التي تواجهها ويتأثر بما يسير عليه المجتمع من
عادات وما يحكم الدولة من إيديولوجيات وسياسات إضافة إلى تأثر الفقه والقضاء بالظروف
التي كان يمر بها من خالل االنتهاكات والتهديدات المتتالية فكانت المناداة بضرورة حمايته
أكثر من البحث عن ماهيته وانتقلت التشريعات والمؤتمرات من البحث عن مفهوم واضح
إلى العمل إليجاد حماية فعالة له وهو ما يبرره تركيز كل تعريف لحماية جانب معين فقد
ركز معيار الوحدة على ترك اإلنسان وشأنه واحترام خصوصياته بعدم التدخل فيها ،وحاول
معيار المكان تحديد متى نكون بصدد االعتداء عليه عن طريق التفريق بين الحياة الخاصة
والحياة العامة ،وأمام عجز المعياريين ذهب معيار المظهر للعدول عن البحث عن تعريف
واالقتصار على تحديد جملة من صور وأشكال االعتداء عليه .
وتتمثل العالقة التي تربط الحق في الخصوصية بالحقوق الشخصية وإدراجها ضمنه في
كونه السند الذي تستمد منه أساسها القانوني ،وذلك من خالل الحرمة التي تتمتع بها والتي
تدل على أن هناك حقا على الشيء هو موضع حماية القانون المتمثل في مستودع السر
فحرمة المسكن والمراسالت والمحادثات والمكالمات كل هذه العناصر.
25
منابع العرض
المصادر
القوانين
.1ظهير شريف رقم 1.09.15صادر في 22من صفر 18( 1430فبراير )2009
بتنفيذ القانون رقم 09.08المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة
المعطيات ذات الطابع الشخصي ،الجريدة ن الرسمية ع 5711بتاريخ 27صفر
23( 1430فبراير .)2009
.2ظهير شريف رقم 1.16.122صادر في 6ذي القعدة 1437الموافق ل 10
أغسطس 2016بتنفيذ القانون رقم 88.13المتعلق بالصحافة والنشر .المنشور
بالجريدة الرسمية في 11ذي القعدة 15 ( 1437أغسطس ،)2016عدد ،6491
ص 5966إلى .5987
.3مرسوم رقم 2.12.503صادر في 4ذي القعدة 1434الموافق ل 11سبتمبر
2013بتطبيق بعض أحكام قانون رقم 31.08القاضي بتحديد تدابير حماية
المستهلك ،الجريدة الرسمية ،ع 6192الصادر بتاريخ 26ذي القعدة 1434
الموافق ل 3أكتوبر .2013
.4قانون تنظيم االتصاالت المصري رقم 10لسنة .2003
المراجع
الكتب العامة
.1يونس عرب ،الخصوصية وأمن المعلومات في األعمال الالسلكية بواسطة الهاتف
الخلوي منتدى العمل االلكتروني بواسطة الهاتف الخلوي ،اتحاد المصارف العربية
21 – 20ماي 2001م ،عمان ،األردن.
.2مدحت عبد الحليم رمضان ،الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية ،الطبعة األولى دار
النهضة العربية ،القاهرة ،سنة .2001
26
الكتب الخاصة
حسام الدين كامل األهواني " ،الحق في حرمة الحياة الخاصة الحق في الخصوصية
دراسة مقارنة " ،د ط ،مطبعة دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع القاهرة.
أسامة عبد هللا قايد الحماية الجنائية للحياة الخاصة وبنوك المعلومات دراسة مقارنة
دار النهضة القاهرة الطبعة الثانية .1992
وليد سمير النمر ،حماية الخصوصية في االنترنت ،الطبعة األولى ،دار الفكر
اإلسكندرية ،السنة .2017
األطروحات الجامعية
عبد الكريم غالي :الحماية القانونية لإلنسان من مخاطر المعلوميات أطروحة
لنيل شهادة الدكتورة ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
مجمد الخامس الرباط .السنة الجامعية .1995-1994
الرسائل الجامعية
علي أرجدال " ،حماية المعطيات الشخصية بالمغرب -دراسة تحليلية ومقارنة-
رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام تخصص العمل السياسي والعدالة
الدستورية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي ،جامعة محمد
الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية .2018/2019
بارق منتظر عبد الوهاب ال مي :جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل
اإللكترونية في التشريع األردني ،جريمة انتهاك الخصوصية عبر الوسائل
اإللكترونية في التشريع األردني -دراسة مقارنة -رسالة ماجستير ،جامعة الشرق
األوسط ،كلية الحقوق.2017 ،
ويبوغرافيا
المقاالت االلكترونية
27
عبد القادر عميمر " الحماية الجنائية للحق في الحياة الخاصة في البيئة الرقمية "،
مجلة القانون واألعمال 1،فبراير www.droitetreprise.com .2018
28
الفهرس
المقدمة 3 ..........................................................
أوال :بعض األحكام المتعلقة بالحق في الخصوصية9 .........
أ_ الصلة بين الحق في الخصوصية وبعض الحقوق
المرتبطة به 9 ....................................................
:1الحق في الخصوصية والحق في حماية الصورة 9 ....
:2الحق في الخصوصية والحق في الشرف واإلعتبار 10
ب_ اإلطار القانوني المتعلق بحماية الخصوصية11 ........
:1مجال تطبيق القانون رقم 11 .................... 09.08
:2حق الخصوصية في القانون رقم 88.13المتعلق
بالصحافة والنشر 14 ..........................................
ثانيا :الحق في الخصوصية في التشريع المغربي وقوانين
العقوبات المقارنة16 ............................................ .
أ :حماية البيانات الشخصية في التشريع المغربي 17 .......
:1توفير الحماية من خالل قانون 08-09المتعلق
بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات
الطابع الشخصي17 .......................................... .
:2توفير الحماية من خالل قانون 31.08القاضي بتحديد
تدابير حماية المستهلك19 .................................. :
29
ب :حماية البيانات الشخصية في التشريع المقارن20 ......
:1التشريع الفرنسي 21 ......................................
:2التشريع المصري 22 ......................................
:3التشريع األمريكي 23 ......................................
خاتمة24.............................................................. :
30
31