You are on page 1of 19

‫جمهورية العراق‬

‫الحق في الخصوصية كحق‬

‫من حقوق االنسان‬

‫بحث مقدم الى مركز النماء لحقوق االنسان‬

‫إعداد‬
‫شاكر جميل ساجت‬
‫‪ 2016‬م‬
‫‪1‬‬

‫المقدمة‬
‫تحتل الحقوق والحريات قيمة اجتماعية رفيعة في افئدة البشر‪ ,‬فهي ترتبط بهم‬
‫وجودا وعدما ومن اهم هذه الحقوق هو الحق في الخصوصية‪ ,‬فهو احد الحقوق‬
‫اللصيقة باالنسان‪ ,‬فاالنسان بحكم طبيعته له اسراره وصالته الخاصه وال يمكن ان‬
‫يتمتع بهذه الخصائص اال اذا ترك وشأنه في اطار يحفظ له حقه في الحياة الخاصة‬
‫بجوانبها المختلفه‪ ,‬لهذا ينبغي االعتراف الدستوري والقانوني له بضمانات وحماية‬
‫كافية تمكنه من ممارسة حقوقه على اتم وجه وفي حالة االعتداء على هذا الحق‬
‫يجب ايقاف هذا االعتداء واصالح الضرر الذي سببه‪.‬‬

‫اشكالية البحث‪-‬‬
‫على الرغم من الدستور العراقي لعام ‪ 2005‬قد نص على الحق في الخصوصية‪,‬‬
‫اال ان هذا الموضوع قد واجه عدة مشاكل اهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم التنظيم الدقيق لمبررات وحدود الحق في الخصوصية ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود بعض جوانب النقص والقصور في تنظيم االحكام الخاصة بالقيود‬
‫الواردة على مظاهر هذا الحق‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم تنظيم مسألة مراقبة االتصاالت وتركها لتحكم رجال السلطة‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود انتهاكات كبيرة لمظاهر الحق في الخصوية سواءا في مجال حرمة‬
‫المسكن‪ ,‬او حرية االتصاالت والمواصالت‪.‬‬

‫منهجية البحث‪-‬‬
‫أن طبيعة الدراسة تتناول موقف دستور العراق وبعض الدساتير المقارنة من تنظيم‬
‫الحق في الخصوصية‪ ,‬املت علينا اتباع منهج البحث التحليلي المقارن مع بعض‬
‫الدساتير من اجل االستفادة منها في كيفية معالجة هذا الموضوع‪ ,‬مع دعم الدراسة‬
‫باطار علمي وتحليلي‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫المبحث االول‬
‫مفهوم الحق في الخصوصية‬
‫ان االحاطة بمفهوم الحق في الخصوصية يتطلب منا التعرف على الخصوصية من‬
‫حيث التعريف بها من خالل استعراض اراء عدد من الفقهاء الذين تناولو هذا‬
‫الموضوع ‪ ,‬ومن ثم معرفة نطاق هذا الحق ‪ ,‬اي الحقوق التي يشتمل عليها وتدخل‬
‫في مضمونه ‪ ,‬كذلك مسألة مكانة هذا الحق بين سائر الحقوق والحريات العامة‬
‫االخرى‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك سنقسم هذا المبحث الى مطلبين وعلى النحو اآلتي ‪-:‬‬

‫المطلب االول‬
‫التعريف بالحق في الخصوصية‬
‫الخصوصية لغة مأخوذة من الفعل خص فيقال (خص فالن ) بالشيء (خصوصا) و‬
‫خصوصية بضم الخاء وفتحها والفتح افصح ‪ ,‬واختصه بكذا أفرده به دون غيره‬
‫(‪)1‬‬
‫وخصه به‪.‬‬

‫اما تعريف الحق في الخصوصية اصطالحا فقد اختلف بأختالف الفقهاء والكتاب‬
‫الذين تناولو هذا الموضوع ‪ ,‬وقد برز اتجاهين اتجاه يوسع من نطاق هذا الحق‬
‫واتجاه اخر يضيق ويقيد منه لذا سنتطرق الى تعريف الحق في الخصوصية في‬
‫ضوء االتجاهين السابقين‪.‬‬

‫الفرع االول‬
‫التعريف الواسع للحق في الخصوصية‬
‫عرف معهد القانون االمريكي الحق في الخصوصية قائال (كل شخص ينتهك‬
‫بصورة جدية ‪ ,‬وبدون وجه حق ‪ ,‬حق شخص اخر في ان ال تصل اموره واحواله‬
‫الى علم الغير واال تكون صورته عرضة النظار الجمهور ‪ ,‬ويعتبر مسؤوال امام‬
‫(‪)2‬‬
‫المعتدى عليه)‪.‬‬

‫وقد عرفه مؤتمر رجال القانون في استكهولم عام ‪ 1967‬بأنه "حق الفرد في ان‬
‫يكون حرا مع ادنى حد للتدخل الخارجي" ‪ .‬كما عرفه الفقيه جوهن شاتوك بانه‬

‫‪ )1‬محمد حسين جاسم‪ -‬الحق في الخصوصية في دستور جمهورية العراق لسنة ‪( 2005‬دراسة مقارنة)‪ -‬رسالة ماجستير‪-‬‬
‫كلية القانون‪ -‬جامعة البصرة‪ – 2013 -‬ص‪6‬‬
‫‪ )2‬د‪ .‬مصطفى احمد‪ -‬الحياة الخاصة ومسؤولية الصحفي‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬القاهرة – ‪ 2001‬ص‪53‬‬
‫‪3‬‬

‫"حق الفرد في العيش كما يحلو له أن يعيش مستمتعا بأنشطة خاصة معينه ‪ ,‬حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫ولو كان السلوك الذي يسلكه مرئيأ من جميع الناس"‬

‫وقد حاول جانب من الفقه المصري المشاركة في رسم حدود هذه الفكرة ‪ ,‬فيرى‬
‫البعض إن الحياة الخاصه تشمل الحياة العائلية والزواج والبنوة وما يتعلق بالحالة‬
‫الصحية ‪ ,‬بل ان بعضهم ذهب الى اوسع من أنها تشمل الحياة االسرية والعاطفية ‪,‬‬
‫بل تشمل الحالة المالية بأعتبار ان الذمة المالية للشخص تعد عنصرأ في حياته‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التعريف الضيق للحق في الخصوصية‬
‫ربط بعض الفقهاء الحق في الخصوصية بفكرة الهدوء او السكينة او الخلوة ‪ ,‬وكلها‬
‫مرادفات تدل على معنى واحد هو حق الفرد في ان يعيش حياته ‪ ,‬ولو بصفة جزئية‬
‫بعيدا عن المجتمع ‪ ,‬مع ادنى حد للتدخل من جانب الغير‪ .‬هذا وقد عرفه القاضي‬
‫االمريكي كولي بأنه "حق في أن يترك المرء وشأنه " كما ان جانب من الفقه‬
‫االمريكي(‪ )2‬عرفه بأنه الحق في الخلوة فمن حق الشخص ان يستلزم من الغير ان‬
‫يتركوه وشأنه دون ان يعكر عليه احد خلوته‪.‬‬
‫اما الفقه الفرنسي فقد عرفه تعريفا ال يختلف كثيرا عن المعنى الذي ذكره الفقه‬
‫االمريكي ‪ ,‬فقد عرفه الفقيه كاربونييه بأنه "حق الشخص في المجال الخاص لحياته‬
‫بحيث يستطيع ان يعيش بمنأى عن االخرين ‪ ,‬اي الحق في احترام الخصوصية‬
‫الطبيعية للفرد‪ ,‬والحق في ان يعيش بهدوء " كما عرفه االستاذ كابان بأنه "حق كل‬
‫(‪)3‬‬
‫شخص بأن يعيش في سالم وسكينه"‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪ .‬ممدوح خليل ‪ ,‬حماية الحياة الخاصة في القانون الجنائي ‪ ,‬دار النهضه العربية ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1983 ,‬ص‪186‬‬
‫‪ )2‬محمد حسين جاسم ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪12‬‬
‫‪ )3‬د‪.‬محمود عبدالرحمن‪-‬نطاق الحق في الحياة الخاصة‪-‬دار النهضة‪-‬القاهرة‪123-1994-‬‬
‫‪4‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫مظاهر الحق في الخصوصية‬
‫يقصد بمظاهر الحق في الخصوصية "تلك االمور او القيم التي التي يحميها هذا‬
‫الحق ضد التدخل الخارجي من الغير "(‪ )1‬وكما ان الفقهاء لم يتفقو على تحديد‬
‫ماهية هذا الحق كما رأينا فأنهم اختلفو ايضا في تحديد عناصره ‪ ,‬ومما تجدر‬
‫االشارة اليه ان تحديد االمور او القيم التي يحميها هذا الحق هو امر ليس بالسهل‪,‬‬
‫ولعل السبب في ذلك يرجع الى ان الخصوصية تختلف في مداها وابعادها بأختالف‬
‫المجتمعات واالنظمة السياسية التي تحكمها‪ ,‬كما انها تختلف بأختالف االزمنه‬
‫والعادات والتقاليد والثقافات في المجتمع الواحد‪ ,‬وانطالقا من هذه الحقيقة فانه سيتم‬
‫التركيز على العناصر الرئيسية التي يحميها الحق في الخصوصية في الدستور‬
‫العراقي لسنة ‪ 2005‬والتي تتمثل بحرمة المسكن وحرية االتصاالت والمراسالت‬
‫وسنبحث ذلك في فرعين وعلى النحو االتي‪.‬‬

‫الفرع االول‬
‫حرمة المسكن‬
‫لكل انسان حق في حرمة مسكنه بوصفه مجاال من مجاالت حياته الخاصة‪ ,‬فال قيمة‬
‫لحرمة الحياة الخاصة ما لم تمتد الى مسكنه الذي يهدأ فيه ويحيا فيه ويودع فيه‬
‫اسراره ‪ ,‬فبدون حرمة المسكن تكون الحياة الخاصة مهددة غير امنه‪ ,‬وقد نصت‬
‫اغلب الدساتير على هذا الحق كونه حق من حقوق االنسان ومنها الدستور العراقي‬
‫النافذ‪.‬‬
‫هذا ولم يعرف المشرع الجنائي العراقي المسكن ولكن المادة (‪ )440‬من قانون‬
‫العقوبات العراقي‪ ,‬رقم(‪ )111‬لعام‪ 1969‬المعدل اشارت الى المسكن واعتبرته‬
‫ظرفا مشددا في جريمة السرقة حيث نصت على (أن ترتكب السرقة في محل‬
‫مسكون او معد للسكن او في احد ملحقاته‪ .)..‬وهذا دليل على حماية المشرع لهذا‬
‫الحق وتشديد العقوبه في حالة انتهاكه من قبل الغير‪.‬‬
‫وقد عرف جانب من الفقه العراقي المسكن بأنه "المكان المخصص لالستعمال سكنا‪,‬‬
‫سواء كان ذلك مخصصا بطبيعته لذلك االستعمال او لم يكن مخصصا للسكن ولكنه‬
‫مسكون بالفعل اي يقيم فيه الشخص"‪ ,‬كما وعرفه البعض االخر بأنه "المكان‬
‫المستعمل للسكن بالفعل والسكن يعني االقامة الفعلية ‪ ,‬اي العيش االعتيادي في‬
‫المحل على وجه االستقرار"‪ )2(,‬كما ذهب البعض الى التوسع في تعريف المسكن‬

‫‪ )1‬محمد حسين جاسم‪-‬مصدر سابق‪-‬ص‪17‬‬


‫‪ )2‬د‪ .‬واثبة السعدي‪ ,‬قانون العقوبات‪ ,‬القسم الخاص‪ ,‬كلية القانون‪ ,‬جامعة بغداد‪ 1989,‬ص‪105‬‬
‫‪5‬‬

‫ليشمل كل مكان خاص لالقامة او كل مكان يزاول فيه الشخص نشاطه الصناعي او‬
‫التجاري مثل الفنادق والمستشفيات والمدارس ومكاتب المحامين وعيادات االطباء‬
‫وغيرها‪ ,‬وهذا يعني ان المقصود بالمسكن كل مكان مغلق او محدد عن المجال‬
‫الخارجي المحيط به ويخصصه االنسان لمزاولة نشاط معين من نشاطاته بصفه‬
‫دائمة او مؤقته‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المشرع العراقي لم ينص صراحة على أن المكان الخاص من‬
‫االماكن التي تتمتع بحرمة المسكن اال ان القضاء العراقي اخذ بهذا المفهوم الواسع‬
‫للمسكن ‪ ,‬وهذا ما اتجهت اليه محكمة التمييز بأسباغ حصانة المنزل المسكون على‬
‫المقهى فقررت (ان المقهى هو بطبيعته هو محل يرتاده الناس للراحة واالقامة‬
‫(‪)1‬‬
‫ساعات غير معينه ‪,‬وهو بهذا االعتبار يعد محال مسكونا‪.‬‬

‫هذا وان المصلحة محل الحماية في حرمة المسكن كما ذهب اغلب الفقه تكمن في‬
‫ان الغرض من ذلك أن االنسان يتحلل داخل منزله بوجه عام مما تفرضه عليه‬
‫الحياة االجتماعية في الخارج من قيود ‪,‬فال بد من ان تحاط حياته الخاصة بسياج من‬
‫السرية ‪ ,‬واهم مظاهر حياته الخاصة ما يدور داخل منزله من احاديث خاصة وما‬
‫يتخذه الشخص من اوضاع اعتمادا على انه ال يطلع عليها احد‪.‬‬
‫أن صيانة حرمة المسكن تعد من االهمية حيث ال خصوصية الي انسان ان لم‬
‫يحترم مسكنه ‪ ,‬الن المسكن يعد من االشياء االساسية في حياة االنسان ال فرق بين‬
‫غني وفقير وسمي مسكنا الن االنسان يجد فيه من الطمأنينه والسكينه والراحه‪ ,‬فال‬
‫يجوز ان يدخله احد دون رضاه وال يجوز ان يتجسس عليه احد او يطلع على‬
‫شؤونه الداخليه بدون علمه لذلك وجب على السلطات ان ال تقتحم مساكن االفراد او‬
‫(‪)2‬‬
‫تفتيشها اال وفق االجراءات المحددة قانونا ومن قبل الجهات المختصة‪.‬‬

‫ويعد الحق في حرمة المسكن من الحقوق الدستورية حيث نص عليه المشرع‬


‫الدستوري في المادة (‪|17‬ثانيا) من الدستور العراقي لسنة ‪ 2005‬بقوله (ان حرمة‬
‫المسكن مصونه وال يجوز دخولها او تفتيشها او التعرض لها اال بقرار قضائي‬
‫ووفقا للقاون)‪ ,‬كما واسبغ المشرع االلهي حماية لحرمة المسكن حيث قال تعالى((يا‬
‫ايها الذين امنوا ال تدخلو بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسو وتسلمو على اهلها ذلكم‬
‫(‪) 3‬‬
‫خير لكم لعلكم تذكرون‪.))...‬‬

‫‪ )1‬قرار محكمة التمييز رقم ‪|913‬ج|‪ 52‬في ‪1952-6-17‬‬


‫‪ )2‬د‪.‬محمد انس‪ ,‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪,‬دار النهضة العربية‪,‬القاهرة‪-1999-‬ص‪261‬‬
‫‪ )3‬سورة النور‪-‬االية‪28-27,‬‬
‫‪6‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫حرية المراسالت واالتصاالت‬
‫ان لكل انسان حياته الخاصه واسراره التي ال يحب ان يطلع عليها احد بغير اذنه‬
‫وهذا ما يطلق عليه الحق في الخصوصية حيث يشتمل هذا الحق اضافة الى حرمة‬
‫المسكن التي بحثناها سابقا حرية المراسالت واالتصاالت وسنحاول التعرف على‬
‫كل منهما بشيء من االيجاز‪:‬‬
‫اوال‪:‬حرية المراسالت – تبنى جانب من الفقه العراقي معنى ضيق للمراسالت حيث‬
‫قصرها على الرسائل المكتوبه دون سواها من المراسالت التي يتم التخاطب فيها‬
‫بوسائل شفويه ‪ ,‬اذ عرفها بأنها "الخطابات والبرقيات والطرود التي توجد لدى‬
‫مكاتب البريد بغض النظر عن الطريقه التي ترسل بها سواء كانت داخل ظروفه‬
‫(‪)1‬‬
‫مغلقه او مفتوحه طالما ان مرسلها اراد عدم اطالع احدعليها غير المرسله اليه"‬
‫في حين تبنى جانب اخر من الفقه معنى واسع للمراسالت فقد وسع من نطاقها‬
‫لتشمل المراسالت المكتوبه البريدية والبرقية والهاتفية‪ ,‬اي يقصد بها كافة الرسائل‬
‫المكتوبه ‪ ,‬سواء تم ارسالها عن طريق البريد او رسول خاص او عن طريق التلكس‬
‫او الفاكس او بواسطة اجهزة الحاسوب ويستوي ان تكون ببطاقة مكشوفه‪ ,‬طالما ان‬
‫الواضح من قصد مرسلها عدم اطالع الغير عليها دون تمييز‪.‬‬
‫وهذا ما اخذ به الدستور العراقي في المادة (‪ )40‬منه حيث نصت على (حرية‬
‫االتصاالت والمراسالت البريدية والبرقية والهاتفية وااللكترونية وغيرها مكفولة ‪,‬‬
‫وال يجوز مراقبتها او التنصت عليها او الكشف عنها‪ ,‬اال لضرورة قانونية او امنية‬
‫وبقرار قضائي)‪.‬‬
‫هذ ا وان الرسائل التقليدية بدأت تنحسر في الوقت الحاضر لصالح ما يعرف بالبريد‬
‫االلكتروني فبواسطة هذه التقنية الحديثة اصبح من الممكن تبادل الرسائل المكتوبه‬
‫والصوتيه وكذلك التبادالت المرئية التي تعرف "االتصال الفيديوي" وقد ترك‬
‫المشرع الدستوري المجال واسعا في المادة المذكورة عندما نص على وغيرها ‪,‬‬
‫مما يعني امكانية اضفاء الحماية على الرسائل التي تتم بواسطة البريد االكتروني ايا‬
‫كان نوعها‪ ,‬ان المصلحة محل الحماية في حرية المراسالت تكمن في حق الشخص‬
‫في المحافظة على اسراره وعدم اطالع الغير عليها بدون رضاه ‪ ,‬فقد يعبر‬
‫الشخص عن احاسيسه ومشاعره وال يريد ان يطلع عليها غير المرسل اليه ‪ ,‬لهذا‬
‫اضفى المشرع حماية خاصة لهذا الحق ونصت اغلب التشريعات الجنائية على‬
‫(‪)2‬‬
‫عقوبات خاصة لمن ينتهك حرمة هذا الحق بدون وجه حق‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪.‬احمد فتحي‪-‬الوسيط في قانون االجراءات الجنائية‪ -‬ص‪578‬‬


‫‪ )2‬محمدحسين جاسم‪ -‬المصدر‪-‬السابق‪ -‬ص‪25‬‬
‫‪7‬‬

‫والهمية هذا الحق فقد تناولته الشريعة الغراء وبينت اهمية سرية المراسالت‬
‫وحرمتها ونهت عن التجسس والتنصت باي وسيله من الوسائل لما في ذلك من‬
‫انتهاك لحرمة المحادثات واالطالع على اسرار الغير وهذا بطبيعة الحال منافي‬
‫لالخالق الحميدة التي امرنا بها االسالم فقد قال تعالى ((وال تجسسوا وال يغتب‬
‫‪)1(.‬‬
‫بعضكم بعضا))‬

‫ثانيا‪ :‬حرية االتصاالت – تت صل حرية الكالم والتعبير عن الرأي والشعور اتصاال‬


‫وثيقا بخصوصية االنسان اذ انها الوسيلة التي يعبر بواسطتها عن ما في داخله‪ ,‬وهذ‬
‫التعبير يمتد الى العالم الخارجي بواسطة اسالك الهاتف او غيرها ‪,‬مما ال يجوز باي‬
‫وسيله من الوسائل التنصت على هذه المحادثات وافشاءها للغير‪ ,‬وذلك لخصوصيتها‬
‫حيث تعد هذه االحاديث ومنها المكالمات التليفونية اسلوبا من اساليب الحياة الخاصة‬
‫لالفراد‪ ,‬فعن طريقها يتبادل االشخاص اسرارهم وافكارهم التي ال يجوز للغير‬
‫االطالع عليها‪.‬‬
‫ان حرمة هذه االحاديث والمكالمات التليفونية تستمد من حرمة الحياة الخاصة‬
‫لصاحبها ‪ ,‬باعتبار ان هذه االحاديث ليست اال تعبيرا عن هذه الحياة‪ ,‬ويعرف‬
‫الحديث بأنه " كل صوت له داللة التعبير عن مجموعة من االفكار والمعاني‪,‬‬
‫ويستوي ان يكون هذا الحديث مفهوم لدى الجميع او لدى فئة معينه‪ ,‬وال عبرة باللغة‬
‫(‪)2‬‬
‫التي يجري بها الحديث‪.‬‬
‫والمحادثات الشخصية على نوعين االولى هي االحاديث المباشرة التي تدور بين‬
‫االشخاص دون وجود لوسيلة اتصال معينه حيث يرغب الفرد في المحافظة على‬
‫سرية هذه االحاديث وعدم اطالع الغير عليها‪ ,‬والثانية هي االحاديث غير المباشرة‬
‫والتي يتم تبادلها عبر وسائل االتصال السلكية او الالسلكية حيث تعد المكالمات‬
‫التليفوينة من االمور الخاصة التي ال يجوز للغير االطالع عليها او تسجيلها وذلك‬
‫النها غالبا ما تتضمن اسرار لالفراد مما يقتضي حمايتها ‪,‬لذلك وفرت اغلب‬
‫الدساتير حماية خاصة لسرية االتصاالت وهذا ما فعله مشرعنا في المادة (‪ )40‬من‬
‫الدستور النافذ وا لمذكورة سابقا‪ ,‬ولكن هذه السرية ليست مطلقة بل يرد عليها قيد‬
‫وهوحق السلطة العامة في االطالع عليها ومراقبتها او الحد منها في ظروف خاصة‬
‫حددها القانون وذلك من اجل المصلحة العامه وهذا كله يجب ان يكون في ظل‬
‫الحدود التي رسمها القانون وبموجب اوامر قضائية وال يجوز بغير ذلك انتهاك هذا‬
‫الحق باي وسيلة كانت ومن قبل اي جهه كانت الن القيد الوارد على هذا الحق يجب‬
‫(‪)3‬‬
‫ان يكون للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ )1‬سورة الحجرات‪-‬االية‪12‬‬
‫‪ )2‬د‪.‬محمود نجيب حسني‪-‬شرح قانون العقوبات المصري‪-‬دار النهضة‪-‬القاهرة‪-1979-‬ص‪770‬‬
‫‪ )3‬د‪.‬محمد فالح‪-‬مشروعية استخدام الوسائل العلمية الحديثة في االثبات الجنائي‪-‬مطبعة الشرطة‪-‬بغداد‪-1985-‬‬
‫ص‪157‬‬
‫‪8‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫القيود الواردة على الحق في الخصوصية‬
‫ذكرنا سابقا ان الحق في الخصوصية هو حق دستوري كفله الدستور ولكن ذلك ال‬
‫يعني ان هذا الحق مطلق من دون حدود او قيود‪ ,‬فممارسة الشخص لحقوقة ينبغي‬
‫اال تكون على حساب االخرين او على حساب الدولة وبغية ايجاد نوع من التوازن‬
‫بين حقوق الفرد من جهة وحقوق المجتمع والدولة من جهة اخرى‪ ,‬ال بد من‬
‫اخضاع هذا الحق للقيود التي تضعها الدولة من اجل الصالح العام ومن اجل ضمان‬
‫ممارسة الفرد لهذا الحق في اطاره الصحيح‪ ,‬وما يجب التنويه اليه ان الحق هو‬
‫االصل والقيد هو استثناء يرد عليه‪ ,‬لذلك ال يمكن التوسع في هذا االستثناء على‬
‫حساب االصل‪ ,‬ومن اجل معرفة هذه القيود التي وردة على سبيل الحصر سنقسم‬
‫هذا المبحث الى ثالثة مطالب وعلى النحو االتي ‪:‬‬

‫المطلب االول‬
‫القيود الدستورية على الحق في الخصوصية‬
‫غالبا ما تنص الدساتير على المبادىء العامة تاركة االمور الجزئية للمشرع العادي‪,‬‬
‫لذلك احالت اغلب الدساتير امور تنظيم هذه القيود الى التشريع العادي لتنظيمها‪,‬‬
‫ولكن هذا التقييد يجب ان يكون له ما يبرره من المسوغات كالحفاظ على امن الدولة‬
‫او من اجل مراعاة النظام العام واالداب العامة‪ ,‬وكذلك يجب توفر شروط‬
‫واجراءات يجب اتباعها عند فرض هذه القيود ويسلك المشرع الدستوري عدة‬
‫اساليب في اقرار هذه القيود حيث يتمثل االسلوب االول بقيام بعض الدساتير بالنص‬
‫على كفالة الحق في الخصوصية‪ ,‬مع احالة تنظيمه الى المشرع العادي وفق شروط‬
‫معينه‪ ,‬من خالل بيان الضوابط والمبررات التي تجيز تقييد هذا الحق‪ ,‬اي انها تضع‬
‫قيود على المشرع العادي عند قيامه بتنظيم هذا الحق‪ ,‬وهذا ما فعله الدستور‬
‫المصري لسنة ‪ 2012‬عندما اشترط لدخول المسكن وتفتيشه يجب ان يكون هناك‬
‫امر قضائي صادر بالتفتيش وان يكون هذا االمر مسببا‪ ,‬ويجب تحديد المكان‬
‫(‪)1‬‬
‫والتوقيت والغرض‪,‬كما يجب تنبيه من في المنزل قبل الدخول اليه‪.‬‬

‫اما االسلوب الثاني الذي انتهجته بعض الدساتير فيتمثل باحالة تنظيم الحق في‬
‫الخصوصية الى القانون من دون وضع اي قيود على هذا التنظيم‪ ,‬اي انها اطلقت يد‬
‫المشرع العادي في وضع القيود من دون ضوابط‪ ,‬كما في الدستور الفرنسي لسنة‬

‫‪ )1‬المادة (‪ )39‬من الدستور المصري لسنة ‪2012‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ 1958‬الذي احال تنظيم هذه المسألة الى اعالن حقوق االنسان والمواطن الفرنسي‬
‫لسنة ‪ 1789‬الذي هو جزء من الدستور‪.‬‬

‫اما بالنسبة لموقف مشرعنا الدستوري فقد سار على نهج االسلوب الثاني‪ ,‬فقد اكتفى‬
‫بذكر المبدأ العام واحال مسألة تنظيم هذا الحق الى المشرع العادي من دون قيود او‬
‫ضوابط وهذا نقص كان االجدر تالفيه عن طريق وضع ضوابط وقيود يلتزم بها‬
‫المشرع العادي عند تقييده لهذا الحق على النحو الذي سلكه المشرع المصري في‬
‫دستور ‪ ,2012‬فقد اكتفا مشرعنا بان يكون هناك امر قضائي بالنسبة لحرمة‬
‫المسكن في المادة (‪ ,)17‬ووجود ضرورة قانونية او امنية بالنسبة لحرية االتصاالت‬
‫والمراسالت دون ان يبين ماهي الضرورة االمنية او القانونية وهذا يعطي المجال‬
‫واسعا للتفسير مما يجعل حرية االتصاالت والمراسالت تحت رحمة رجال االمن‪,‬‬
‫ويذهب استاذنا الدكتور حميد حنون الى ضرورة تعديل هذا النص ليكون بالصيغة‬
‫اآلتية (‪...‬اال بقرار قضائي مسبب ولمدة محددة ووفقا لالحوال التي يحددها‬
‫(‪)1‬‬
‫القانون)‪.‬‬
‫هذا ومن خالل استقراء النصوص الدستورية نجد انها تشير الى عدة مبررات التي‬
‫يجب ان تكون اساسا لتقييد هذا الحق ومن اهم هذه المبررات هي‪.‬‬
‫اوال ‪:‬حماية النظام العام – وقد اختلف الفقهاء في وضع تعريف جامع مانع للنظام‬
‫العام اال ان التعريف االقرب للصواب هو" مجموع المصالح االساسية للمجتمع" او‬
‫مجموعة المصالح العليا المشتركة للمجتمع في زمان معين يتفق الجميع على‬
‫ضرورة سالمتها‪ ,)2(.‬ويتكون النظام العام من عدة عناصر هي الصحة العامة‪,‬‬
‫والسكينة العامة‪ ,‬والداب واالخالق العامة‪ ,‬وان اي مساس لعنصر من هذه العناصر‬
‫يعد مبررا لتقييد حق الفرد في الخصوصية كون هذه العناصر تهم المجتمع ككل‪,‬‬
‫وحق الجماعة مقدم على حق الفرد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حماية االداب العامة‪ -‬ان حماية االداب العامة يعتبر قيد يرد على حق الفرد‬
‫في الخصوصية‪ ,‬ويقصد باالداب العامة بأنها "المحافظة على القيم االدبية‬
‫واالخالقية‪ ,‬او القيم والمبادىء االخالقية التي تواضع الناس في مجتمع ما على‬
‫احترامها وااللتزام بها"‪ .‬وان االخذ بفكرة االداب العامة كمبرر لتقييد الحق في‬
‫الخصوصية يجد اساسه في ان الفرد يعيش في مجتمع معين‪ ,‬ومن ثم ال يكفي ان‬
‫يحترموا حقوق وحريات افراد ذلك المجتمع‪ ,‬بل يجب عليهم ان يحترموا القيم‬
‫االخالقية واالدبية لذلك المجتمع ايضا‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪.‬حميد حنون‪-‬حقوق االنسان‪-‬الطبعة االولى‪-‬مكتبة السنهوري‪-2012-‬ص‪220‬‬


‫‪ )2‬د‪.‬ماهر صالح‪ -‬مبادىء القانون االداري‪ -‬كلية القانون‪-‬جامعة بغداد‪-1996-‬ص‪57‬‬
‫‪10‬‬

‫ثالثا ‪ :‬احترام حقوق االفراد وحرياتهم‪ -‬ان وجود اي مجتمع يؤدي بالضرورة الى‬
‫وجود عالقات اجتماعية بين افراده‪ ,‬وهذا امر طبيعي بالنظر التصال الفرد بافراد‬
‫جنسه االخرين‪ ,‬ومتى ما وجدت هذه العالقات ال بد من وجود قواعد قانونية تحكمها‬
‫من اجل التوفيق بين المصالح المتعارضة‪ ,‬لذلك يمكننا القول ان تقييد الحق في‬
‫الخصوصية باحترام حقوق وحريات االخرين يقوم على فكرة انه ال يمكن ان ننظر‬
‫الى حقوق الفرد وحرياته في عزله عن االخرين‪ ,‬فال يجوز للفرد ان يسىء استعمال‬
‫حقه مما يكون من شأنه ان يلحق ضررا بحقوق االخرين وحرياتهم‪ ,‬وهذا ما اشار‬
‫اليه دستورنا النافذ في المادة (‪\17‬اوال)‪( ,‬لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية‬
‫بما ال يتنافى مع حقوق االخرين‪)...‬‬
‫مما تقدم يظهر لنا ان الحق في الخصوصية ليس مطلقا‪ ,‬اذ طالما يعيش االنسان في‬
‫مجتمع فعليه ان يحترم قواعد وحقوق هذا المجتمع وان يستعمل حقه ولكن في حدود‬
‫معينه بحيث ال يضر بحقوق وحريات االخرين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫القيود الواردة في قانون االجراءات الجزائية‬
‫إن من حق اي انسان العيش بامان بعيدا عن تدخالت الغير وهذا الحق مكفول‬
‫قانونا‪ ,‬غير ان مصلحة المجتمع تتطلب في بعض الحاالت ان يتعرض هذا الحق‬
‫للقيود التي تتطلبها اعتبارات تحقيق االمن والعدالة‪ ,‬لذلك اجازت اغلب قوانين‬
‫االجراءات الجزائية دخول المسكن وتفتيشه‪ ,‬وضبط االتصاالت والمراسالت ومنها‬
‫قانون اصول المحاكمات العراقي رقم(‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬المعدل‪ ,‬ولكن وفق‬
‫اجراءات معينه وبناء على اوامر قضائية‪ )1(.‬وسنتناول ذلك بشيء من االيجاز‪.‬‬

‫اوال‪ :‬دخول المسكن وتفتيشه‪ -‬اجازت بعض الدساتير وفي نصوص خاصة دخول‬
‫المسكن وتفتيشه ‪ ,‬فالمسكن ليس محصن تحصينا تاما من الدخول وانما يجوز دخوله‬
‫لمقتضيات الضرورة والمصلحة العامة وفي حاالت معينه‪ ,‬ودخول المسكن يختلف‬
‫عن تفتيشه فالدخول قد يكون من اجل القبض على شخص او في حالة طلب‬
‫المساعدة‪ ,‬ففي حالة الدخول من اجل القبض يجب ان يكون القائم بذلك من رجال‬
‫السلطه العامة المخول قانونا‪ ,‬او اي شخص يفرض عليه الواجب القانوني القبض‬
‫على المتهم كما هو الحال في الجريمة المشهوده التي نصت عليها المادة (‪ )105‬من‬

‫‪ )1‬محمد حسين جاسم‪ -‬المصدر السابق‪-‬ص‪57‬‬


‫‪11‬‬

‫قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪ ,‬التي اجازت لمن هومكلف بذلك ان‬
‫يطلب ممن يشتبه بدخول الشخص المطلوب الى مسكنه ان يسلمه او يقدم له‬
‫التسهيالت واذا امتنع عن ذلك يجوز له الدخول عنوة‪ ,)1(.‬وكذلك الحال في حالة‬
‫الضرورة اجاز قانون اصول المحاكمات الجزائية دخول المسكن ولو بدون امر اذا‬
‫كان الدخول من اجل تلبية طلب المساعدة ممن هو في داخل المسكن كما في حالة‬
‫الحريق او ماشابه ذلك‪ .‬وكذلك اجاز القانون المذكور دخول المسكن من اجل تفتيشه‬
‫بناء على امر قضائي صادر من جهه مختصة‪ ,‬ويجب مراعاة كافة االجراءات‬
‫المنصوص عليها قانونا‪ ,‬وان يكون القائم بذلك من رجال السلطة العامة ويجب التقيد‬
‫بموضوع التفتيش وعدم المساس بحقوق االفراد ويكون القائم بالتفتيش مسؤوال عن‬
‫اي خرق او اعتداء على حق الغير‪,‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضبط المراسالت ومراقبة االتصاالت‪ -‬تكفل اغلب الدساتير حرمة المراسالت‬
‫واالتصاالت ولكن هذه الحرمة ليست مطلقه بل هي مقيدة بقيود معينه نصت عليها‬
‫قوانين االجراءات الجزائية‪ ,‬ولكن ذلك يجب ان يكون لضرورة معينه تتعلق باالمن‬
‫او المصلحة العامة‪ ,‬وان تكون هناك جرائم خطرة تستوجب هذا االجراء‪ ,‬وان يكون‬
‫ذلك بناء على امر صادر من سلطة مختصة واناطت اغلب القوانين هذا االجراء‬
‫بقاضي التحقيق كما في قانون االجراءات الجنائية الفرنسي لسنة ‪ 1957‬المعدل‪,‬‬
‫وكذلك القانون الجزائري والمصري‪ ,‬اما قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‬
‫فقد جاء خاليا من النص على تنظيم هذا القيد وهذا فراغ تشريعي يجب تالفيه‪ ,‬اال ان‬
‫البعض يرى انه طالما ان الدستور اجاز افشاء االسرار اذا كانت هناك ضرورة‬
‫قانونية او امنية‪ ,‬فذلك يعني امكانية مراقبة االتصاالت وضبط المراسالت وفق‬
‫اجراءات قانونية معينه‪ ,‬بشرط ان تكون هناك فائدة ولمده محددة وبناء على اوامر‬
‫قضائية وهذا ما سار عليه القضاء العراقي في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫‪ )1‬المادة (‪ )105‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪-‬رقم(‪ )23‬لسنة‪ 1971‬المعدل‬


‫‪12‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫القيود الواردة في اطار سلطة الضبط االداري‬
‫ذكرنا سابقا ان المشرع وحده هو من ينظم الحقوق والحريات ومنها الحق في‬
‫الخصوصية‪ ,‬وهو وحده المختص بتحديد مجال ممارسة هذا الحق‪ ,‬وهذا يعني ليس‬
‫لجهة االدارة اي اختصاص في ايراد قيود على هذا الحق‪ ,‬بيد ان هذا االمر ليس‬
‫مطلقا الن االدارة هي المكلفه بالحفاظ على النظام العام وهذا يقتضي منحها سلطات‬
‫تمكنها من القيام بوظائفها‪ ,‬وتختلف هذه السلطات في الظروف العادية عنها في‬
‫الظروف االستثنائية وعلى النحو االتي ‪:‬‬

‫الفرع االول‬
‫قيود سلطة الضبط االداري في الظروف العادية‬
‫ان الجهة المختصة بتقييد الحقوق والحريات هي السلطة التشريعية ولكن هناك‬
‫حاالت يتم فيها تقييد الحقوق والحريات عن طريق قرارات ادارية تصدر عن‬
‫السلطة التنفيذية‪ ,‬كونها مكلفه بالحفاظ على النظام العام‪ ,‬وهناك عدة مبررات تقف‬
‫وراء تقييد االدارة للحق في الخصوصية منها ان المشرع ال يستطيع ان يتنبأ‬
‫بالظروف التي تواجه االدارة عند مواجهة كل حالة لذلك ال بد من أن يترك لها‬
‫سلطة تقديرية في هذا المجال‪ ,‬كذلك ان وظيفة المشرع وضع قواعد عامة مجردة‬
‫دون ان يتدخل بالجزئيات وهنا يأتي دور االدارة في وضع القواعد التفصيلية‪ ,‬وان‬
‫االدارة ملزمة بطبيعة الحال بالمحافظة على النظام العام وضمان سير المرافق‬
‫العامة بانتظام واطراد بما يحقق الصالح العام‪ .‬اما سلطة االدارة في تقييد الحق في‬
‫الخصوصية فهي تختلف بحسب وجود نص تشريعي ينظم هذا الحق من عدمه‪.‬‬
‫ففي حالة وجود نص تشريعي ينظم هذا الحق فعلى االدارة في هذه الحالة التوقف‬
‫عند حدود احكام هذا النص وال يجوز لها ان تتجاوزه بأي شكل من االشكال‪ ,‬واذا‬
‫ما تجاوزته كانت اجراءاتها غير مشروعة وجديرة بااللغاء من قبل القضاء االداري‬
‫كونه رقيبا على اعمال االدارة‪ ,‬وان النصوص التشريعية المنظمة للحق في‬
‫الخصوصية قد تعطي االدارة سلطات واسعة في مواجهة هذا الحق او تكون سلطة‬
‫االدارة مقيدة الى حد ما مع اعطاء ضمانات واسعة لالفراد تجاه االدارة‪ ,‬اما في‬
‫حالة عدم وجود نص ينظم هذا الحق فأن سلطة االدارة ال تكون مطلقة من كل قيد‬
‫ازاء هذا الحق‪ ,‬بل هي مقيدة بحدود وضوابط معينة على االدارة االلتزام بها واال‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت اجراءاتها غير مشروعة وجديرة بااللغاء‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪.‬وسام العاني‪-‬االختصاص التشريعي لالدارة في الظروف العادية‪ -‬دار الميناء للطباعة‪ -‬بغداد‪-2003-‬‬
‫ص‪102‬‬
‫‪13‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫قيود سلطة الضبط االداري في الظروف االستثنائية‬
‫يحصل احيانا ان تطرأ على الدولة ظروف استثنائية‪ ,‬منها ما يعود الى اوضاع‬
‫دولي ة كالحروب ومنها ما يعود الى اوضاع داخلية كاالزمات االقتصادية والزالزل‬
‫والبراكين‪ ,‬وعلى الرغم من اختالف هذه الظروف اال انها تشترك في نتائجها‬
‫واثارها على كيان الدولة وامنها‪ ,‬مما يستوجب منح االدارة سلطات استثنائية‬
‫لمواجهة هذه الظروف‪,‬وهناك نظرية تحكم هذه الحالة وهي نظرية الظروف‬
‫االستثنائية التي تتطلب توفر شروط من اجل امكانية تطبيقها‪ ,‬وهي وجود خطر‬
‫جسيم حال يهدد امن الدولة وسالمتها‪ ,‬واستحالة مواجهة الخطر بالطرق السلمية‪,)1(.‬‬
‫وفي العراق اشار الدستور العراقي الى هذه الظروف في المادة (‪ ,)61‬ونظمها‬
‫قانون امر الدفاع عن السالمة الوطنية رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2004‬حيث ان المادة الثالثة منه‬
‫منحت رئيس الوزراء في حالة الطوارىء وفي منطقة اعالنها سلطات استثنائية‬
‫مؤقته تتمثل بتفتيش منازل المشتبه بهم‪ ,‬كما اعطت رئيس الوزراء اتخاذ اجراءات‬
‫احترازية على الطرود والرسائل ووسائل واجهزة االتصاالت السلكية والالسلكية‪,‬‬
‫اذا ثبت استخدامها في الجرائم وفرض المراقبة عليها وضبطها وتفتيشها اذا كان‬
‫ذلك يؤدي الى الكشف عن الجرائم او منع وقوعها وذلك بعد الحصول على‬
‫مذكرات من الجهات القضائية المختصة‪ ,‬دون التقيد باحكام قانون اصول‬
‫(‪)2‬‬
‫المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬

‫بيد ان القيود التي ترد على الحق في الخصوصية في حاالت الطوارىء‪ ,‬ينبغي ان‬
‫ال تؤدي الى الحرمان التام للفرد من حقوقه ومنها الحق في الخصوصية‪ ,‬واال‬
‫اصبحت هذه القيود غير مشروعة وجديرة بااللغاء‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪.‬غازي فيصل‪ -‬القضاء االداري‪ -‬الطبعة االولى‪-‬النبراس للطباعة‪ -‬العراق‪-‬النجف‪ 2012-‬ص‪63‬‬


‫‪ )2‬المادة (‪ )3‬من قانون السالمة الوطنية‪-‬رقم‪-)1(-‬لسنة ‪2004‬‬
‫‪14‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫ضمانات الحق في الخصوصية‬
‫ان ضمانات الحق في الخصوصية تمثل اهمية خاصة‪ ,‬وهذه الضمانات قد تكون‬
‫قانونية‪ ,‬او قضائية‪ ,‬او سياسية‪ ,‬وهذا ما سنبحثه في ثالث مطالب وعلى النحو‬
‫اآلتي‪-:‬‬

‫المطلب االول‬
‫الضمانات القانونية‬
‫تتمثل الضمانات القانونية للحق في الخصوصية في وجود نصوص قانونية تحمي‬
‫هذا الحق وتضع جزاءات معينه على من ينتهك حرمة هذا الحق‪ ,‬فقد تكون هذه‬
‫الضمانات دستورية ترد في متن الدستور‪ ,‬او قد ترد في تشريعات عادية وهذا ما‬
‫سنتناوله تباعا‪.‬‬
‫اوال‪ :‬الضمانات الدستورية‪ -‬تضمنت اغلب الدساتير الحديثة مبادىء عامة في مجال‬
‫حقوق االنسان من اجل اضفاء الصفه الدستورية على هذه الحقوق ومنها الحق في‬
‫الخصوصية‪ ,‬وتتمثل هذه الضمانات بوجود دستور مكتوب‪ ,‬ينص صراحة على هذه‬
‫الحقوق‪ ,‬وتتجلى اهمية وجود دستور مكتوب ضمان الحق في الخصوصية عن‬
‫طريق اعطائه صفه دستورية وجعله بعيدا عن يد القائمين على السلطة ويمنع‬
‫السلطه التشريعية من اصدار قوانين تتعارض مع هذا الحق وهذا ما سار عليه‬
‫المشرع في دستورنا النافذ حيث خصص الباب الثاني منه للحقوق والحريات‪ ,‬ولم‬
‫يكتفي بذلك بل انه اورد حضرا زمنيا اذ انه منع تعديل النصوص التي تتعلق‬
‫بالحقوق والحريات في المادة (‪ )126‬منه اال بعد دورتين متعاقبتين وفقا الجراءات‬
‫(‪) 1‬‬
‫معينه‪.‬‬

‫اما الضمان الثاني فهو يتمثل بمبدأ المشروعية او مبدأ سيادة القانون‪ ,‬وهو يعني‬
‫خضوع جميع تصرفات االدارة الحكام القانون اوالتزام جميع السلطات في الدولة‬
‫باحكام القانون وبالتالي فمتى ما خرجت السلطات عن احكام القانون تثار مسألة عدم‬
‫المشروعية وتكون اعمالها جديرة بااللغاء وبالتالي يعد مبدأ المشروعية قمة‬
‫الضمانات االساسية لحقوق االنسان وحرياته‪.‬‬
‫ويتمثل الضمان الثالث بمبدأ الفصل بين السلطات ويقصد به عدم تركيز جميع‬
‫السلطات بيد جهة واحدة وانما توزيعها الى هيئات متعددة‪ ,‬وعلى هذا االساس يعد‬

‫‪ )1‬د‪.‬محمد انس‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪-287‬‬


‫‪15‬‬

‫هذا المبدأ كفيل بضمان حقوق االفراد وحرياتهم ومنها الحق في الخصوصية‪ ,‬الن‬
‫العكس وهو حصر السلطات بيد جهة واحدة يؤدي الى التحكم واالستبداد وضياع‬
‫الحقوق والحريات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضمانات الجنائية‪ -‬تتمثل الضمانات الجنائية بالنصوص القانونية الواردة في‬
‫قانون العقوبات وقانون اصول المحاكمات الجزائية التي تحمي هذا الحق وتمنع‬
‫االعتداء عليه باي شكل من االشكال وتضع جزاءات معينه على من ينتهكه‪ ,‬ومن‬
‫اهم المبادىء التي تناولها قانون العقوبات والتي تعد ضمانا لهذا الحق هي مبدأ‬
‫شرعية الجرائم والعقوبات ومبدأ عدم رجعية القانون الجنائي واسباب االباحه‬
‫وغيرها‪ ,‬وكذلك الضمانات االجرائية التي تتعلق بالتفتيش والتنصت ومراقبة‬
‫المراسالت والتي يجب ان تتم وفقا الجراءات قانونية معينة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الضمانات القضائية‬
‫ان ايراد الدساتير نصوص تحمي الحق في الخصوصية ال يكفي لوحده بل ال بد من‬
‫توفير وسائل فعالة يستطيع االفراد من خاللها ضمان تطبيق هذه النصوص‪ ,‬وتتمثل‬
‫هذه الضمانات بالرقابة القضائية على دستورية القوانين‪ ,‬فمتى ما اصدرت السلطة‬
‫التشريعية قوانين تعد مساسا بالحق في الخصوصية يحق لالفراد اللجوء الى القضاء‬
‫النصافهم كون الدستور هو القانون االسمى في الدولة وبالتالي يعد هذا القانون‬
‫مخالفا الحكام الدستور كونه ينتهك حق دستوري وبالتالي يكون جديرا بااللغاء من‬
‫قبل السلطة القضائية‪ ,‬وهذا يعد ضمانا اساسيا للحق في الخصوصية‪ ,‬وقد اناط‬
‫المشرع العراقي مهمة الرقابة على دستورية القوانين الى المحكمة االتحادية العليا‪.‬‬
‫اما الضمان االخر من الضمانات القضائية فيتمثل بالرقابة القضائية على اعمال‬
‫االدارة‪ ,‬فمتى ما خرجت االدارة عن احكام القانون تعد قراراتها معيبة بعدم‬
‫المشروعية‪ ,‬ويترتب على ذلك بطالن هذا التصرف اذ يحق لكل صاحب حق طلب‬
‫الغاء هذا التصرف فضال عن امكانية طلب التعويض‪ ,‬اذا ما مس هذا القرار حق‬
‫من حقوق االنسان ومنها الحق في الخصوصية‪ ,‬وان الجهة القضائية المختصة بذلك‬
‫هو القضاء االداري‪ ,‬حيث يمتلك هذا القضاء وسيلتين لحماية حقوق االفراد‬
‫وبضمنها الحق في الخصوصية‪ ,‬وتتمثل الوسيلة االولى في الغاء القرارات غير‬
‫المشروعة الماسة بالحق عن طريق دعوى االلغاء‪ ,‬والثانية هي التعويض عن‬
‫االضرار المادية والمعنوية التي لحقت باالفراد من قرارات االدارة غير المشروعة‬
‫(‪)1‬‬
‫عن طريق دعوى التعويض‪.‬‬

‫‪ )1‬محمد حسين جاسم‪ -‬المصدر السابق‪-‬ص‪108‬‬


‫‪16‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫الضمانات السياسية‬
‫قد ال تكفي الضمانات القانونية والضمانات القضائية لحماية الحق في الخصوصية‬
‫لذلك يتم اللجوء الى ضمانات اخرى وهي الضمانات السياسية التي تتمثل بمراقبة‬
‫اعمال السلطة الحاكمة ومدى التزامها بالحدود المرسومة لها وفقا للقانون‪ ,‬وتتخذ‬
‫هذه الرقابة عدة صور فقد تتم عن طريق رقابة الرأي العام‪ ,‬وهو مجموعة من‬
‫االراء التي تسود مجتمع معين في وقت معين‪ ,‬ويعبر الرأي العام عن نفسه بوسائل‬
‫متعددة اهمها وسائل االعالم الحرة والصحافة التي تكون وسيلة ضغط على االدارة‬
‫من اجل تصحيح مسارها‪ ,‬وقد تكون عن طريق منظمات المجتمع المدني التي تكون‬
‫اكثر فعالية في حماية الحقوق والحريات‪ ,‬وهناك العديد من المنظمات التي تعمل في‬
‫مجال حقوق االنسان‪ ,‬حيث تعمل على الرقابة على سياسة الحكومة ورصد اي‬
‫انتهاك لحقوق االنسان وعرضها على الرأي العام المحلي او الدولي‪ ,‬فضال عن‬
‫(‪) 1‬‬
‫قيامها بالدفاع عن االفراد الذين انتهكت حقوقهم واقامة دعاوى ضد المتجاوزين‪.‬‬

‫اما الضمان االخر من الضمانات السياسية فيتمثل بالرقابة البرلمانية على اعمال‬
‫الحكومة ومحاسبتها في حالة انتهاك اي حق من حقوق االنسان‪ ,‬حيث يمتلك‬
‫البرلمان عدة وسائل او اساليب يستخدمها في مواجهة الحكومة منها حق السؤال‪,‬‬
‫وهو حق اي عضو طلب استفسارات من الوزراء او رئيس الوزراء حول مسألة‬
‫معينه قد تتعلق بانتهاك حق من حقوق االنسان‪ ,‬وكذلك حق طرح موضوع عام‬
‫للمناقشة ويكون لخمسة وعشرين عضو واالسلوب االخر هو حق االستجواب‪ ,‬اي‬
‫محاسبة احد الوزراء او رئيس الوزراء على تصرف معين وهذا قد يؤدي الى‬
‫عرض مسألة سحب الثقة من الوزير او من رئيس الحكومة او من الوزارة بأسرها‬
‫اذا ما ثبت ارتكاب الوزير لجريمة معينة قد تتعلق بحقوق االنسان‪.‬‬
‫من كل ما تقدم يظهر لنا جليا مدى اهمية هذه الضمانات في حماية حقوق االنسان‬
‫وحرياته ومنها الحق في الخصوصية‪.‬‬

‫‪ )1‬د‪.‬مازن ليلو‪-‬ود‪.‬حيدر ادهم الطائي‪ -‬المدخل لدراسة حقوق االنسان‪ -‬دار قنديل للطباعة والنشر‪-‬عمان ‪-2006-‬‬
‫ص‪231‬‬
‫‪17‬‬

‫الخاتمة‬
‫بينا في هذا البحث مفهوم الحق في الخصوصية ومن ثم اهم القيود الواردة على هذا‬
‫الحق واخيرا تناولنا اهم ضمانات هذا الحق‪ ,‬ومع ذلك وجدنا هناك قصورا يمكن‬
‫تالفيه عن طريق مجموعة من االقتراحات او التوصيات التي يمكن ايجازها في‬
‫النقاط اآلتية‪-:‬‬
‫‪ -1‬بما ان االعتداء على الحق في الخصوصية غالبا ما يكون من السلطات‬
‫العامة لذلك نقترح اضافة نص الى الدستور يتضمن اعتبار كل اعتدء على‬
‫هذا الحق جريمة تكفل الدولة تعويضا عادال لمن وقع عليه االعتداء‪.‬‬
‫‪ -2‬نقترح تعديل نص المادة (‪\17‬اوال) من الدستور وذلك بأضافة ضمانات‬
‫اخرى لحرمة المسكن ليصبح النص (حرمة المسكن مصونة‪ ,‬وال يجوز‬
‫دخولها او تفتيشها اال في االحوال المبينة في القانون‪ ,‬وبقرار قضائي مسبب‪,‬‬
‫يحدد فيه المكان والتوقيت والغرض‪ ,‬وتنبيه من في المسكن قبل دخوله او‬
‫تفتيشه)‪.‬‬
‫‪ -3‬نقترح تعديل نص المادة (‪ )40‬من الدستور لتكون كاالتي (حرية االتصاالت‬
‫والمراسالت مكفولة وال يجوز مراقبتها او التنصت عليها‪ ,‬اال بقرار قضائي‬
‫مسبب ولمدة محددة وفقا الحكام القانون)‬
‫‪ -4‬وجوب خضوع كافة اعمال الدولة لرقابة القضاء‪ ,‬وذلك الن عدم خضوع‬
‫بعض االعمال لرقابة القضاء قد يؤدي الى انتهاك حقوق االنسان وحرياتهم‬
‫ومنها الحق في الخصوصية‪ ,‬وهذا يمثل ضمان اساسي من ضمانات حقوق‬
‫االنسان‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة تنشيط دور المحكمة االتحادية العليا في التحقق من مدى اتفاق‬
‫القوا نين التي تصدر عن السلطة التشريعية مع احكام الدستور والحكم بعدم‬
‫دستوريتها اذا كانت مخالفة وال سيما التشريعات التي تمس او تقيد حق من‬
‫حقوق االنسان ومنها الحق في الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -6‬تقليص العمل بقانون الطوارىء واقتصار تطبيقه في الظروف التي تشكل‬
‫مساسا واقعيا بكيان الدولة ومؤسساتها الن تطبيق هذا القانون غالبا ما يؤدي‬
‫الى المساس بحقوق االفراد ومنها الحق في الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -7‬ضرورة تعديل قانون اصول المحاكمات من اجل تنظيم مسألة التنصت على‬
‫االتصاالت وضبط المراسالت وعدم ترك ذلك لرجال السلطة الن فيه مساس‬
‫بحقوق االنسان ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ -8‬تفعيل ودعم منظمات المجتمع المدني وخاصة في مجال حقوق االنسان من‬
‫اجل مراقبة اعمال الحكومة ورصد اي انتهاك الي حق من الحقوق ومنها‬
‫الحق في الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -9‬انشاء مراكز خاصة بحقوق االنسان وتوفير الحماية الالزمة للعاملين في هذه‬
‫المراكز‪.‬‬
‫تفعيل دور المفوضية العليا لحقوق االنسان‪ ,‬في مجال حماية الحق في‬ ‫‪-10‬‬
‫الخصوصية كونها الجهة المختصة قانونا في العمل في هذا المجال‪.‬‬
‫اقامة مؤتمرات علمية وتثقيفية من اجل التعريف بحقوق االنسان‬ ‫‪-11‬‬
‫ودعوة القائمين على السلطة الى احترام هذه الحقوق ومنها الحق في‬
‫الخصوصية‪.‬‬

You might also like