You are on page 1of 15

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬


‫كلية العلوم اإلجتماعية واإلنسانية‬
‫قسم العلوم اإلنسانٌة‪.‬‬
‫التخصص‪:‬تارٌخ عام‪.‬‬
‫السنة ثالثة لٌسانس‪.‬‬
‫الفوج‪:‬‬ ‫المقٌاس‪:‬‬
‫البحث حول‪:‬‬

‫مشروع جاك سوستيل‪.‬‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫تحت إشراف األستاذ(ة)‪:‬‬


‫ـ د‪.‬‬

‫السنة الجامعٌة‪2023(:‬م‪2024/‬م)‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬ماهٌة "جاك سوستال"‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬لمحة تارٌخٌة عن "جاك سوستال"‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تعٌٌن "سوستال" فً الوالٌة العامة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬اإلجراءات األولى لـ"جاك سوستال"‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مشروع سوستٌل اإلصالحً‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬فكرة المشروع‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬إصالحات مشروع "سوستٌل"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬المواقف من المشروع‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫حاولت الحكومة الفرنسٌة برئاسة "بٌٌر ماندس فرانس"‪ ،‬فً أواسط‬


‫خمسٌنٌات القرن الماضً‪ ،‬مواجهة تداعٌات الثورة الجزائرٌة التً اندلعت‬
‫فً أواخر عام ‪ ،4<87‬ولجأت ٌوم الـ‪ 58‬من شهر ٌناٌر عام ‪ 4<88‬إلى‬
‫تعٌٌن "جاك سوستال"‪ ،‬حاكما عاما للجزائر‪ ،‬أي بعد نحو ثالثة أشهر على‬
‫اندالع حرب التحرٌر‪ ،‬ومن هنا نطرح األسئلة التالٌة‪:‬‬

‫‪.4‬من هو "جاك سوستال"؟‬

‫‪.5‬حدد اإلجراءات األولى لـ"جاك سوستال"؟‬

‫‪.5‬فٌما تتمثلت إصالحات مشروع "سوستٌل"؟‬

‫‪.7‬كٌف كانت المواقف إتجاه هذا المشروع؟‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪:‬ماهية مشروع جاك سوستيل‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬لمحة تاريخية عن جاك سوستيل‪.‬‬


‫إسمه الحقٌقً "بن سوسان" (‪ )Ben Soussan‬من أصول ٌهودٌة‪ ،‬ولد فً نوفمبر‬
‫‪4<45‬م بمونبلًٌ‪ ،‬تابع تكوٌنا جامعٌا فً الفلسفة وعلم اإلثنووجٌا (علم األجناس)‪،‬‬
‫التحق بلندن سنة ‪4<71‬م‪ ،‬وانضم إلى القوى الفرنسٌة الحرة ‪ FFL‬عٌنه "دٌغول"‬
‫محافظا وطنٌا لإلعالم‪ ،‬ثم مسؤوال عن المكتب المركزي لإلستعمالمات والعمل‪ ،‬وكان‬
‫ٌتمتع "سوستال" ٌثقة "دٌغول"‪ ،‬وتجلى ذلك فً تعٌٌنه وزٌرا للمستعمرات‪ ،‬ثم وزٌرا‬
‫لإلعالم‪.‬‬

‫أثناء الثورة الجزائرٌة عٌن والٌا عاما على الجزائر فً حكومة ماندٌس فرانس‪،‬‬
‫فكان صاحب مشروع إنشاء المصالح اإلدارٌة المختصة‪ ،‬ثم احتفظ فً حكومة‬
‫إدغارفور‪ ،‬ونصب نفسه مدافعا عن "الجزائر الفرنسٌة" وسٌاسة اإلدماج‪ ،‬وعزل سنة‬
‫‪4<89‬م‪ ،‬بعد وصول "دٌغول" إلى الحكم كلفه بوازرة اإلعالم‪ ،‬ثم الوزارة المنتدبة‬
‫للصحراء‪ ،‬لكن حدثت القطٌعة بٌنهما بداٌة سنة ‪4<91‬م‪ ،‬حٌن أعلن "دٌغول" قبوله بمبدأ‬
‫تقرٌر المصٌر فً الجزائر‪ ،‬فغادر "سوستال" الحكومة معلنا معارضته لـ"دٌغول"‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وربط صلته بمنظمة الجٌش السري (‪.)O.A.S‬‬

‫توفً "جاك سوستال" فً ‪ 1:‬أوت ‪4<<1‬م‪ ،‬ومن أبرز مؤلفاته‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫‪ Le drame algérien et la décadence française 1957.‬‬


‫‪ Algérie le chemin et la naix 1960.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪L’espérance trahie (1958-1962). ‬‬

‫‪.1‬ع‪.‬براكنً‪:‬السٌاسة اإلستعمارٌة الفرنسٌة فً الجزائر‪،‬ج‪(،4‬ب‪.‬س)‪،‬ص ‪.4‬‬


‫‪.2‬إلٌاس قاسً ناٌت ومراد أعراب‪:‬جاك سوستال وسٌاسته اإلدماجٌة فً الجزائر‪،‬مجلة الباحث‪(،‬ب‪.‬س)‪،‬ص ‪.5‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬تعيين "سوستال" في الوالية العامة‪.‬‬

‫كان رد السلطات الفرنسٌة عنٌفا جدا على هجمات الفاتح من نوفمبر‬


‫‪1954‬م التً قامت بها جبهة التحرٌر الوطنً‪ ،‬وكانت إٌذانا بإندالع الثورة‬
‫الجزائرٌة من خالل تصعٌد عسكري كبٌر وحمالت اعتقال واسعة بغٌة القضاء‬
‫على التمرد فً المهد‪ ،‬ولكن صمود الثورة فً أشهرها األولى أمام التصعٌد‬
‫العسكري الفرنسً أفشل محاولة إحتوائها والقضاء علٌها فً المهد كما كان‬
‫متوقعا‪ ،‬ولذلك قررت الحكومة الفرنسٌة بقٌادة "مندٌس فرانس" القٌام بإصالحات‬
‫لفائدة المسلمٌن الجزائرٌٌن على أن تحظى بالقبول من طرف المستوطنٌن‬
‫األوروبٌٌن لعل ذلك ٌساعد على تهدئة الوضع واخماد نار الثورة‪ ،‬وتبعا لذلك قام‬
‫وزٌر الداخلٌة "فرانسوا مٌتران" ٌوم ‪ 05‬جانفً ‪1955‬م‪ ،‬بعرض برنامج‬
‫إصالحات واسعة فً الجزائر على مجلس الوزراء الفرنسً‪.‬‬

‫وفً هذا السٌاق انتبه رئٌس الحكومة الفرنسٌة‪ ،‬السٌد "ماندٌس فرانس" إلى‬
‫خطورة اإلفراط فً استعمال العنف لحل مشكالت شمال إفرٌقٌا وحذر من‬
‫العواقب الوخٌمة التً ٌمكن أن تنجر عن ذلك‪ ،‬فقال فً شمال إفرٌقٌا ٌنبغً‬
‫اإلختٌار بٌن سٌاسة المصالحة وبٌن سٌاسة القمع واستعمال القوة وما ٌترتب عن‬
‫‪1‬‬
‫هذه األخٌرة من عواقب وخٌمة ومزرٌة}‪.‬‬

‫وكان ٌرى مقابل ذلك أهمٌة إقرار إصالحات لفائدة األهالً كأداة للتهدئة‪،‬‬
‫وكان ٌؤمن بضرورة أن تكون اإلصالحات شاملة لكل المجاالت‪ ،‬منها‪ :‬السٌاسٌة‬
‫واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة‪ ،‬وهو ما تضمنه خطابه الذي ألقاه أمام المجلس الوطنً‬
‫الفرنسً‪ ،‬حٌث قال‪{ :‬إننً انتقد الذٌن ٌقولون بوجوب اإلصالح اإلقتصادي‬

‫‪.1‬كوثر هاشمً‪:‬الحاكم العام جاك سوستا والثورة الجزائرٌة (‪4<88‬م ـ ‪،)41<95‬أطروحة لنٌل شهادة‬
‫الدكتوراه فً التارٌخ العام‪،‬كلٌة العلوم اإلنسانٌة واإلجتماعٌة‪،‬جامعة ; ماي ‪4<78‬م قالمة‪،‬السنة الجامعٌة‬
‫(‪5149‬م‪514:/‬م)‪،‬ص ص ‪ 97‬ـ ‪.98‬‬
‫‪5‬‬
‫واإلجتماعً وٌرون تأخٌر اإلصالح السٌاسً‪ ،‬فاإلصالح ٌجب أن ٌشمل كل‬
‫المٌادٌن فً وقت واحد وٌجب أن ٌنفذ ذلك سرٌعا دون إنتظار أي شًء}‪.‬‬

‫وٌبدو أن السٌد "مندٌس فرانس" قد اقتنع بأن الحاكم العام "روجً لٌونار" قد‬
‫فشل فً إدارة مرحلة ما بعد الفاتح من نوفمبر ‪1954‬م‪ ،‬وأن األحداث قد‬
‫تجاوزته‪ ،‬ولم ٌر فٌه الرجل المناسب لتنفٌذ إستراتٌجٌتها الجدٌدة لحل المعضلة‬
‫الجزائرٌة‪ ،‬فقرر إنهاء مهامه كحاكم عام للجزائر‪ ،‬واستدعائه إلى بارٌس‪ ،‬لكً‬
‫ٌتولى منصب مدٌر عام مجلس المحاسبة‪.‬‬

‫وبالمقابل قرر السٌد "مندٌس فرانس" تعٌٌن "جاك سوستال" حاكما عاما‬
‫للجزائر‪ ،‬حٌث رأى فٌه الرجل المناسب لتطبٌق سٌاسته الجزائرٌة‪ ،‬نظرا لما كان‬
‫ٌتمتع به من شخصٌة قوٌة وتجربة عمٌقة إكتسبها خالل الحرب العالمٌة الثانٌة‬
‫من خالل إنخراطه فً المقاومة الفرنسٌة ضد النازٌة إلى جانب الجنرال‬
‫"دٌغول"‪ ،‬وكذلك بالنظر إلى شخصٌته القوٌة‪ ،‬وقد كلف "ماندٌس فرانس" وزٌره‬
‫للداخلٌة "فرانسوا مٌتران"‪ ،‬لٌتصل بـ"جاك سوستال"‪ ،‬وٌعرض علٌه منصب‬
‫الحاكم العام للجزائر‪ ،‬وهو ما حدث فعال‪ ،‬حٌث طلب منه الرد سرٌعا حتى ٌتمكن‬
‫‪1‬‬
‫مجلس الحكومة من دراسة هذا اإلقتراح والمصادقة علٌه فً الٌوم الموالً‪.‬‬

‫‪.1‬كوثر هاشمً‪،‬المرجع نفسه‪،‬ص ص ‪ 65‬ـ ‪.66‬‬


‫‪6‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬اإلجراءات األولى لـ"جاك سوستال"‪.‬‬

‫جاءت تجربة "سوستال" فً الجزائر تحمل مظهرٌن أو طابعٌن‪ ،‬وهما‪ :‬طابع‬


‫اإلصالحات وطابع التهدئة‪ ،‬فبمجرد وصوله فً منتصف فٌفري ‪1955‬م‪ ،‬وتثبٌته فً‬
‫الوالٌة العامة من طرف "أدغار فور"‪ ،‬صرح أما جمع من مستقبلٌه فً الجزائر‪{ :‬أنا‬
‫جد مقتنع أن األحداث العصبٌة التً نعٌشها ما هً إال أزمة تطور ‪ ...‬علٌنا أن نعرف‬
‫كٌف نستخلص منها الدروس‪ ،‬وٌجب أوال تشخٌص كل المشاكل}‪ ،‬وفً أول لقاء له‬
‫مع الصحافة فً مكتبة صرح قائال‪{ :‬مسؤولٌتكم ستكون كبٌرة‪ ...‬ال وجود لمشكل‬
‫دون حل إذا ما تناولناه بإرادة دراسته بنزاهة وبنظرة تأخذ بعٌن اإلعتبار المنفعة‬
‫العامة‪ ...‬ستكون مهام التعلٌم‪ ،‬التشٌٌد واإلعانة على حٌاة أفضل هً أهدافنا}‪ ،‬وفً‬
‫المقابل طمأن جماعة الغالة التً اشتبهت فٌه بأنه جاء للتخلص من مستعمرة‬
‫الجزائر‪ ،‬حٌث القى فً أول خطاب له أمام الجمعٌة الجزائرٌة‪{ :‬الجزائر وجمٌع‬
‫سكانها ٌمثلون جزءا ال ٌتجزأ من فرنسا‪ ...‬فرنسا لن تغادر الجزائر إال كما تغادر‬
‫مقاطعتً بروفانس أو برٌتانً‪ ...‬لقد حددت فرنسا خٌارا‪ ،‬وهذا الخٌار ٌسمى‬
‫اإلدماج}‪ ،‬ولقد بقً "سوستال" ٌحرر نفس المبادئ والتصرٌحات إلى آخر عهدته‪.‬‬

‫وبمجرد وصوله أخذ "سوستال" ٌستعلم‪ ،‬وٌدرس األوضاع بحٌث عقد إجتماعا‬
‫فً نفس اللٌلة مع األمٌن العام للوالٌة "مورٌس كوتولً" ومعاونٌه لمناقشة األوضاع‬
‫العامة‪ ،‬وهكذا شخص "سوستال" المشكل بسرعة‪ ،‬والمتمثل فً‪ :‬سٌاسة المٌز‬
‫اإلجتماعً بإختالف شروط الحٌاة والالمساواة‪ ،‬وجاء بحل أطلق علٌه "اإلدماج"‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وكان أهم سبب للثورة فً نظره هً مسائل الفروق اإلجتماعٌة والفقر‪.‬‬

‫‪.1‬إلٌاس قاسً ناٌت ومراد أعراب‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.4‬‬


‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬مشروع سوستيل اإلصالحي‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬فكرة المشروع‪.‬‬


‫وكما معروف أن المصالح اإلدارٌة المتخصصة من أهم الوسائل التً تحارب‬
‫فرنسا وقلب العمل الحربً الذي ستخوضه فً كل دوار وقرٌة‪ ،‬وقد أكد "جاك‬
‫سوستال" على ضرورة تعزٌز المجهود الحربً لإللحاق الهزائم العسكرٌة بالثوار‪،‬‬
‫ولكن ٌنبغً التخلً بالحذر مع السكان‪ ،‬ألن القمع المعمم الذي ٌمكن أن ٌطال‬
‫األبرٌاء ٌزٌد من التفاف السكان حول الثورة‪ ،‬كما أمر بتجنب تطبٌق المسؤولٌة‬
‫الجماعٌة حتى ال ٌعاقب هؤالء األبرٌاء بجرم اقترفه قطاع الطرق‪ ،‬وكانت خٌبة‬
‫اإلستعمارٌٌن عظٌمة عندما رأوا النجدات العسكرٌة القادمة من فرنسا تتظاهر‬
‫بسولك سٌاسة اإلعتدال‪ ،‬بعدما تٌقنت الحكومة الفرنسٌة أنه ال ٌمكن القضاء على‬
‫الثورة بالوسائل القمعٌة والقوة العسكرٌة لجأت إلى إصالحات سٌاسٌة وإقتصادٌة‬
‫وإجتماعٌة وهً اإلجراءات التً عمل "جاك سوستال" على تطبٌقها وعرف بإسم‬
‫‪1‬‬
‫"مشروع جاك سوستال اإلصالحً"‪.‬‬

‫‪.1‬إلهام عوادي ولبنى ساري‪:‬المشارٌع الفرنسٌة للقضاء على الثورة الجزائرٌة (‪1955‬م ـ ‪1958‬م)‬
‫دراسة مقارنة‪،‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة الماستر ‪،L.M.D‬تخصص تارٌخ الثورة الجزائرٌة‪،‬كلٌة العلوم‬
‫اإلنسانٌة واإلجتماعٌة‪،‬جامعة العربً التبسً‪،‬تبسة‪،‬السنة الجامعٌة (‪2021‬م‪2022/‬م)‪،‬ص ‪.38‬‬
‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬إصالحات مشروع "سوستيل"‪.‬‬

‫من أهم اإلصالحات التً جاءت بها "جاك سوستٌل" فً الجزائر‪ ،‬وكانت‬
‫كلها تهدف إلى اإلدماج‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫‪.)1‬إصالحات إدراية‪:‬‬

‫تمثلت فً استحدث تنظٌم إداراي جدٌد فً الجزائر لتقرٌب اإلدارة من السكان‬


‫المسلمٌن بغرض التحكم فً المشكالت بشكل أكثر فعالٌة وإنجاح برنامج اإلصالحات‬
‫االقتصادٌة واالجتماعٌة فتم بموجب هذا التقسٌم اإلداري إنشاء مقاطعات جدٌدة‪ ،‬مثل‬
‫مقاطعة عنابة و ‪ 45‬دائرة جدٌدة وال مساواة فً التمثٌل المجالس الجزائرٌة كاملة‬
‫الصالحٌات بٌن الجزائرٌٌن المسلمٌن والمستوطنٌن األوربٌٌن برفع نسبة المنتخبٌن‬
‫المسلمٌن إألى نسبة عوضا عن نسبة ‪ 51‬التً كان معمول بها سابقا‪.‬‬

‫تقسٌم البلدٌات المختلطة التً تمٌزت منذ إنشائها فً القرن <‪ 4‬بمساحتها الواسطة‬
‫إلى بلدٌات رٌفٌة‪ ،‬وكان الهدف من هذا اإلجراء تقرٌبا اإلدارة االستعمارٌة من السكان‬
‫‪1‬‬
‫المسلمٌن لتسهٌل مراقبتهم وضبط حركاتهم‪.‬‬

‫‪.)2‬إصالحات إجتماعية‪:‬‬
‫‪ ‬مطالبة الوطن األم بتكثٌف المساعدات للمشارٌع اإلجتماعٌة التً من شأنها أن تحقق‬
‫جوا من اإلرتٌاح والرضا لدى أغلبٌة سكان الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬تعلٌم اللغة العربٌة فً المدارس الحكومٌة مع العلم أن هذه النقطة تشكل مطلبا تنادي‬
‫به كارثة التشكٌالت الوطنٌة فً الجزائر‪.‬‬

‫‪.1‬رمضان بورغدة‪:‬الثورة الجزائرٌة والجنرال دٌغول (‪1958‬م ـ ‪1962‬م) سنوات الحسم والخالص‬
‫‪،‬منشورات بونة للبحوث والدرسات‪،‬عنابة ـ الجزائر‪2012،‬م‪،‬ص ‪.141‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ ‬استقالل الدٌن اإلستقالل الدٌن اإلسالمً عن اإلدارة الفرنسٌة‪ ،‬وذلك ٌكون إستجابة‬
‫ألحد المطالب األساسٌة التً تنادي بها جمعٌة العلماء المسلمٌن الجزائرٌٌن‪.‬‬
‫‪ ‬فتح أبواب التكوٌن المهنً للجزائرٌٌن حتى ٌشعر الشباب خاصة بأن هناك مساواة‬
‫‪1‬‬
‫بٌنهم‪ ،‬وبٌن أبناء المعمرٌن‪.‬‬
‫‪.)3‬إصالحات إقتصادية‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء صندوق للتوسع والتطوٌر الرٌفً تحت سلطة مجالس مختلطة‪.‬‬
‫‪ ‬عصرنة الفالحة‪ ،‬عن طرٌق المكننة قصد شد الجزائرٌٌن إلى األرض فال ٌلتحقون‬
‫بصفوف جبهة التحرٌر الوطنً‪.‬‬
‫‪ ‬توسٌع الصناعة الخفٌفة‪ ،‬قصد خلق الوظائف ومناصب الشغل التً تمتص طوابٌر‬
‫العاطلٌن قبل أن تمتد إلٌهم ٌد الثورة‪.‬‬
‫‪ ‬تمكٌن الفرنسٌٌن المسلمٌن بالوظٌف العمومً‪ ،‬حتى ال ٌبقى حكرا على المستعمرٌن‬
‫وحتى ال تحضر الشروط الضرورٌة لخلق طبقة جدٌدة تستفٌد من الحٌاة الرغدة التً‬
‫‪2‬‬
‫تمنعها من اإلنتباه لصٌحة الجهاد والواجب الوطنً‪.‬‬

‫‪.1‬عبد الرحمن الجٌاللً‪:‬تارٌخ الجزائر العام‪،‬ج‪،3‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪،‬بدون سنة‪،‬ص ‪.136‬‬


‫‪.2‬محفوظ قداش‪:‬وتحررت الجزائر‪،‬دار األمة‪،‬الجزائر‪5144،‬م‪،‬ص <‪.6‬‬
‫‪10‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬المواقف من المشروع‪.‬‬

‫‪.)1‬الموقف الفرنسي‪:‬‬
‫فقد أثارت إجراءات خطة "سوستال" اإلصالحٌة سخطا كبٌرا وسٌال من‬
‫اإلنتقادات الشدٌدة تزعمها المستوطنون‪ ،‬وبعض الشخصٌات الفرنسٌة‪ ،‬ومن أشهر‬
‫الرواد النائب البرلمانً السٌد سٌفر ممثل عمالة وهران قائال‪{ :‬إن حالة أصدقائنا‬
‫المسلمٌن فً الجزائر قد ساءت إلى درجة إن لحائزٌن منهم على األوسمة أصبحوا‬
‫ٌخفون تلك األوسمة كً ال ٌصبحوا عرضة لضربات الفالقة‪ ،‬وأن أكبر مصٌبة‬
‫أصبىتنا من أن الرجل الذي سببا فً مصبٌتنا وإال منا قد بقً فً منصبه ‪،‬ولم ٌتغٌر مع‬
‫‪1‬‬
‫التغٌرات الوزارٌة}‪.‬‬
‫المؤرخ "شارل روبٌل أجرون"‪ٌ{ :‬رى أن الوالى العام "جاك سوستال" وقع فً‬
‫فخ جبهة التحرٌر‪ ،‬ذلك أن موجة القمع التً شنها جعلت المتمردٌن جماعٌا بالثورة‪،‬‬
‫وترى الباحثة إجتماعٌة "جٌرمان تٌون"‪{ :‬أن مشاركة الشعب فً الهجوم قد فاجأت‬
‫بحجمها وعنفها قٌادة المنظمة بحد ذاتها}‪.‬‬
‫نقل الكاتب الفرنسً "روبٌر بارا"‪ :‬من جهته عن عقٌد فرنسً قوله‪{ :‬لقد انتهت‬
‫كل شًء سنرحل بعد خمس سنوات لقد سقط "سوستٌل" فً المنعرج}‪.‬‬
‫ونقل "إٌف كورٌر"‪ :‬عن أحد المستوطنٌن قوله بمرارة ‪{:‬بعد عشرٌن أوت انتهى‬
‫كل شًء لقد رأٌنا الفظاعة بعٌنها راٌنا ما ٌمكن أن ٌفعلوا ‪ ......‬تحرٌض أالف الرجال‬
‫والزج بهم فً المعركة بدون سالح‪ٌ ،‬دفعهم تعصب الجهاد دفعا‪ ...‬انتهى كل شًء‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫فسحة لألمل بعد ‪ 20‬أوت}‪.‬‬

‫‪.1‬رمضان بورغدة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.138‬‬


‫‪.2‬محمد عباس‪:‬نصر بال ثمن الثورة الجزائرٌة (‪1954‬م ـ ‪1962‬م)‪،‬دار القصبة للنشر والتوزٌع ‪،‬الجزائر‬
‫‪2007،‬م‪،‬ص ‪.130‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.)2‬الموقف الجزائري‪:‬‬
‫لقد كان رأي الثورة واضحا منذ البداٌة‪ ،‬وذلك أن الوضع بالجزائر بلغ درجة من‬
‫الخطورة بتطلب تدابٌر آخرى‪ ،‬ولٌس مجرد إصالحات‪ ،‬وهذا ٌعنً ببساطة تصمٌم‬
‫قٌادة الثورة على الوصول إلى الحل الجذري والحاسم‪ ،‬أال وهو اإلستقالل‪ ،‬لقد كان رد‬
‫الثورة عنٌفا‪ ،‬حٌث جاء من القائد المحنك "زٌغود ٌوسف" ٌوم ‪ 20‬أوت ‪1956‬م‪،‬‬
‫وذلك حٌن قام بتنظٌم الهجومات بٌن الشمال القسنطٌنً قصد توسٌع رقعة الحرب‪،‬‬
‫حٌث شملت األوربٌٌن‪ ،‬الخونة من المتعاملٌن مع فرنسا‪ ،‬وحرمان المسؤولٌن الفرنٌٌن‬
‫من الحصول على معلومات ثمٌنة عن تحركات الثوار‪ ،‬باإلضافة إلى مقاطعة شراء‬
‫الدخان والسجائر‪ ،‬وبذلك حرم األوربٌون من الحصول على األرباح الطائلة التً‬
‫‪1‬‬
‫ٌحصلون علٌها‪.‬‬

‫‪.1‬ع‪.‬براكٌنً‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪ 7‬ـ ‪.8‬‬


‫‪12‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫وفً األخٌر نستطٌع القول أن مشروع سوستال اإلصالحً تناول عدة‬

‫جوانب إصالحٌة إدارٌة وإقتصادٌة وإجتماعٌة وثقافٌة الهدف منه الوصول‬

‫إلى دمج الجزائرٌٌن بفرنسا‪ ،‬لقد اعتمد "سوستال" الحاكم العام فً الجزائر‪،‬‬

‫على عدة شخصٌات فً تطبٌق مشروعه‪ ،‬مثل‪ :‬الباحثة اإلجتماعٌة الفرنسٌة‬

‫"جرمان تٌون"‪ ،‬ولكن الشعب الجزائري رد علٌه بهجومات ‪ 51‬أوت‬

‫‪4<88‬م‪ ،‬كما أن الكولون أنفسهم رفضوا دمج الجزائرٌٌن‪ ،‬فانهزم "سوستال"‬

‫ورجع خائبا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫قـائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ )4‬براكنً‪.‬ع‪:‬السٌاسة اإلستعمارٌة الفرنسٌة فً الجزائر‪،‬ج‪(،4‬ب‪.‬س)‪.‬‬

‫‪ )5‬بورغدة رمضان‪:‬الثورة الجزائرٌة والجنرال دٌغول (;‪4<8‬م ـ ‪4<95‬م) سنوات‬

‫الحسم والخالص ‪،‬منشورات بونة للبحوث والدرسات‪،‬عنابة ـ الجزائر‪5145،‬م‪.‬‬

‫‪ )6‬الجٌاللً عبد الرحمن‪:‬تارٌخ الجزائر العام‪،‬ج‪،6‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‬

‫‪،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪ )7‬عباس محمد‪:‬نصر بال ثمن الثورة الجزائرٌة (‪4<87‬م ـ ‪4<95‬م)‪،‬دار القصبة‬

‫للنشر والتوزٌع ‪،‬الجزائر ‪511:،‬م‪.‬‬

‫‪ )8‬عوادي إلهام وساري لبنى‪:‬المشارٌع الفرنسٌة للقضاء على الثورة الجزائرٌة‬

‫(‪4<88‬م ـ ;‪4<8‬م) دراسة مقارنة‪،‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة الماستر ‪،L.M.D‬‬

‫تخصص تارٌخ الثورة الجزائرٌة‪،‬كلٌة العلوم اإلنسانٌة واإلجتماعٌة ‪،‬جامعة‬

‫العربً التبسً‪،‬تبسة‪،‬السنة الجامعٌة (‪5154‬م‪5155/‬م)‪.‬‬

‫‪ )9‬قاسً ناٌت إلٌاس وأعراب مراد‪:‬جاك سوستال وسٌاسته اإلدماجٌة فً الجزائر‬

‫‪،‬مجلة الباحث‪(،‬ب‪.‬س)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ):‬محفوظ قداش‪:‬وتحررت الجزائر‪،‬دار األمة‪،‬الجزائر‪5144،‬م‪.‬‬

‫;) هاشمً كوثر‪:‬الحاكم العام جاك سوستا والثورة الجزائرٌة (‪4<88‬م ـ ‪4<95‬م)‬

‫‪،‬أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً التارٌخ العام‪،‬كلٌة العلوم اإلنسانٌة‬

‫واإلجتماعٌة‪،‬جامعة ; ماي ‪4<78‬م قالمة‪،‬السنة الجامعٌة (‪5149‬م‪514:/‬م)‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like