Professional Documents
Culture Documents
ظاهرة العنف في الجامعات
ظاهرة العنف في الجامعات
تعد بيئة الجامعة بيئة تربوية متكاملة وشاملة تعكس صفات األفراد المتواجدون بها ،سواء من طالب أو
وتوجهاتهم نحو
ُ موظفين ،وهي أيضاً من أبرز المؤثرات على سلوكيات -وطباع الطالب وإ نجازاتهم -كافة
الدراسة ،فالطالب الذي لم يحظى بمحيطه الجامعي ما يساعده على التطور -والنمو ليس مثل الطالب الذي
يمتلئ محيطه بالمحفزات ،سواء أكانت محفزات معنوية أو مادية ،لها عالقة بالدراسة أم ال ،فالبيئة ِ
تبلور
شخصية الطالب .وتنشئ -الجيل المسؤول عن تسيير -األمم في المستقبل ،وبذلك يجدر على المسؤولين عن
الجامعات الحرص الشديد على ما يدور بين األفراد -والهيئة التعليمية على وجه العموم ،وبين الطلبة
.خاصةً
من الظواهر المنتشرة في الجامعات ظاهرة نادرة ال نعرف عنها الكثير ،ولكنها تؤدي -إلى تأثيرات كبيرة
على الطلبة وعلى المجتمع الجامعي ككل .يمكن أن تحدث هذه الظاهرة في أي مرحلة من التعليم ،ولكن
العليا .يمكن أن تتمثل هذه الظاهرة في مختلف األنواع ،مثل العنف والتعديهي أكثر شيوعاً في الجامعات ُ
والتحرش الجنسي وغيرها .ويمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى أثار كبيرة على الطلبة المعنيين ،مثل التوتر-
والقلق والنفوسية العالية واإلحباط الدراسي .كما يمكن أن تؤدي -هذه الظاهرة إلى تأثيرات على المجتمع
الجامعي ككل ،مثل العداء والتعصب والفضح واإلنقالب على األفراد -بشكل عنيف ،كرد فعل للتعرض
.لذلك العنف مسقباً
من الممكن أن يتسبب عدم إدراك الفوارق بين الثقافات إلى توليد العنف اللفظي أو العنف الجسدي خاصةً،
فمثالً فرد يأتي من ثقافته الخاصة ليتعامل مع شخص آخر بثقافة ُأخرى ،لن يدرك االختالفات بين تلك
القافات ويتصرف -على راحته تماماً ،كأن يتعامل أحد طالب جامعة بيت لحم مع طالب ٍ
آت من كوريا فيهُ ّم
عادي جداً موجود بالشرق -األوسط ،لكن بهذه الحالة لن يعجب الطالب
ٌ لمصافحة يده ولمسها ،كعادة وتقليد
.الكوري -ذلك التصرف بل ومن الممكن أن يتشاجرا على ذلك الموقف الذي قد يراه البعض ساذجاً
وعام ٌل آخر يؤدي -لنشوء العنف في الجامعات هو الفجوة الكبيرة بين الطبقات الموجودة في الجامعة،
فيحدث بالغالب إستحواذ الطاّل ب ذوي الطبقة األكثر راحة مادياً على من هم دونهم مادياً ،وفي مثل تلك
الحاالت تنشأ الشجارات والنزاعات بين الطالب .من جانب آخر ،منتشر -في الجامعات أيضاً العنف
الجنسي أو مايسمى "التحرش الجنسي" ،سواء بين الطالب حد ذاتهم أو حتى بين أحد الطلبة و دكتوره أو
معلمه .من الممكن أن ينشأ بسبب مرض معين يعاني منه المعنِف للضحية واستمرار -تفكيره بكل ما يتعلق
المعنف .وفي بعض األحيان يحدث
ّ بالجنس ،أو عدم سيطرته على شهوته،أو حتى بسبب إنفصام يعني منه
ذلك عن إرادة الضحية ،لمصلحة دراسية أو للحصول على عالمات لم تستطع الحصول عليها الضحية
مربطة األيدي
.بمجهودها -الشخصي -بل لجأت لتلك الوسيلة باعتبارها ّ
للتعامل مع هذه الظاهرة ،يجب على الجامعات توفير -الدعم الالزم للطلبة المعنيين وتنظيم البرامج التدريبية
للتعلم عن العنف والتعدي والتحرش -الجنسي وغيرها .كما يجب على الجامعات تعزيز -الرقي والتعاون مع
الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة للحد من هذه الظاهرة .أيضاً إتّباع العديد من المناهج ،أو
الممارسات التي ذكرها مؤسسي كتب علم اإلجتماع ،مثل دراسة تصرفات الطالب ولغة الجسد أو ما هي
مر بها الفرد أو تعرض مسبقاً لمثل
األسباب التي تدفع الطالب للجوء للعنف ،ما إذا كان بسبب صدمة ّ
.ذلك العنف
الحد من ظاهرة
ومن خالل التنوير الذاتي وتطوير الممارسات الخاطئة المعتاد عليها بالجامعة ،يمكننا ّ
الرقي بتصرفاتهم وتفكيرهم -،والوعي بأن الجامعة
العنف المعتاد عليها بالجامعات ،بحيث أنه على األفراد ُ
والمجتمع بشكل عام ،نظام ال يجب االستهتار -بتركيبه ونتظيمه .وعلى الطالب والمعلمين أو الدكاترة
التعامل مع بعضهم -البعض على ُأسس قويمة ،ورفع شأن القيم والمعايير بينهم ،فهي من أهم عوامل تالشي
.ظاهرة العنف في الجامعات
يمكن أن تمتد آثار العنف الجسدي والجنسي -في الجامعة ألبعد مدى ،فتؤدي -بصاحبها -لالنتحار أو ما
يسمى بانتحار -الضياع الذي ينشأ نتيجة لغياب التنظيم االجتماعي .ومما ذكرناه سابقاً نستنتج أن العنف
ٍ
بشكل رهيب ،وليس من الطبيعي التغاظي عنه أو عدم محاولة حل تلك المشكلة العقيمة ،بل أصبح منتشراً-
على الهيئة التدريسية والطالب وكل من في الجامعات اإللتزام بالقوانين التي تمنع إنتشار تلك الظاهرة
.أكثر فأكثر-