You are on page 1of 13

‫الفلسطينيون في إسرائيل‪ :‬العنف والجريمة واإلجرام المنظم‬

‫ّ‬
‫*‬
‫خالد أبو عصبة‬

‫ّ‬
‫العربي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫المدرسي في التعليم‬ ‫العنف‬
‫أسبابه‪ ،‬طرق الوقاية والعالج‬

‫البيئــة املدرسـيّة‪ ،‬ويف هــذا الســياق يقــول أبــو عصبــة (‪:)2012‬‬ ‫ّ‬
‫المقدمـة‬
‫الحــق‪ ،‬حتّــى لــو تم ّكنــت‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫املدرســة‪ ،‬وال تملــك‬ ‫«ال تســتطيع‬ ‫ـي يف إرسائيــل ارتفاعً ــا‬
‫يشــهد جهــاز الرتبيــة والتعليــم العربـ ّ‬
‫مــن فصــل ذاتهــا عــن بيئــة تعمــل بهــا‪ ،‬أن تبقــى غــر آبهــةٍ‬ ‫ظــا يف الســلوكيّات العنيفــة مــن قِ بَــل الطلبــة يف جميــع‬ ‫ملحو ً‬
‫ملــا يحــدث يف محيطهــا» (ص‪ .)38:‬فمــن غــر املمكــن عــزل أيّ‬ ‫مراحــل التعليــم‪ .‬هــذا الســلوك العنيــف غــر منفصــل عــن‬
‫ظاهــرة اجتماعيّــة عــن الظواهــر األخــرى يف املجتمــع؛ فالفكــر‬ ‫الســلوكيات الصحّ يَّــة الســلبيّة األخــرى واآلخــذة يف االزديــاد‬
‫ـي يرتبــط‪ ،‬وبشــكل‬ ‫ـي ومنــه الفكــر الرتبــويّ ‪ -‬التعليمـ ّ‬ ‫املجتمعـ ّ‬ ‫أيضــا‪ ،‬كمــا تشــر جميــع املســوحات والدراســات ذات الشــأن‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫وثيــق‪ ،‬بمــا يحــدث يف املجتمــع بــكل حيثيّاتــه‪ ،‬كمــا يقــول‬ ‫(مثــل‪ :‬تعاطــي املخــدّرات‪ ،‬تنــاول الكحــول‪ ،‬الرسقــة والغــشّ‬
‫«إن الرتبيــة هــي الحيــاة»؛ أي إنّــه مــن الخطــأ بمــكان‪،‬‬ ‫ديــوي‪ّ :‬‬ ‫إلــخ‪.)...‬‬
‫النظــر إىل العمليّــة الرتبويّــة والتعليميّــة كعمليّــة حياديّــة‬ ‫إن تفاقــم الســلوك العنيــف يف املدرســة العربيّــة لــم يحــدث‬‫ّ‬
‫ـي‪،‬‬ ‫منفصلــة عــن الحيــاة االجتماعيّــة ب ُرمَّتهــا؛ فالعنــف املجتمعـ ّ‬ ‫صدفــة‪ ،‬إنّمــا هــو انعــكاس للعنــف املجتمعـ ّ‬
‫ـي بشــكل عــامّ؛‬
‫عــى جميــع أشــكاله‪ ،‬يؤثّــر وينعكــس عــى مــا يــدور يف‬ ‫إن هنــاك تأثــرًا مبــارشًا للبيئــة املجتمعيّــة الحاضنــة عــى‬ ‫أي ّ‬
‫االجتماعــي‬
‫ّ‬ ‫املؤسســات التعليميّــة والرتبويّــة‪ ،‬وعــى املنــاخ‬ ‫ّ‬
‫املؤسســات‪.‬‬‫والتعليمــي يف هــذه ّ‬
‫ّ‬ ‫* محــارض متخصــص يف الرتبيــة والتدريــس‪ ،‬ومــرف أكاديمــي يف‬
‫الدّراســات العليــا يف الجامعــة العربيــة األمريكيــة‪ ،‬ومديــر معهــد‬ ‫‪46‬‬
‫ّ‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬ورغــم تبنينــا لوجهــة النظــر االجتماعيــة البيئيّــة‬ ‫«مســار» لألبحــاث االجتماعيــة‪.‬‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫ّ‬ ‫العربي اليوم من ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الحياتية التي‬ ‫أهم القضايا‬ ‫تعتبر ظاهرة العنف في المجتمع‬
‫ّ‬
‫وتعد ظاهرة‬ ‫ّ‬
‫التربوية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المؤسسات‬ ‫تستوجب المواجهة‪ ،‬بما في ذلك العنف في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أهم المشكالت‪ ،‬فهي تهدد صحة وسالمة الطلبة من جميع‬ ‫المدرسي من ّ‬
‫ّ‬ ‫العنف‬
‫التربوي بالمهامّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفئات والمراحل التعليمية‪ ،‬وتؤثر بشكل مباشر على قيام الجهاز‬
‫ُ‬
‫التي من أجلها أقيم‪.‬‬

‫عــى هــذه الدراســات‪ ،‬ومــن ثـ ّم وضــع تخطيــط مشــاريع وبنــاء‬ ‫ـر ومع ّلــل للظواهــر االجتماعيــة‪ّ ،‬إل أنّنــا ال يمكننــا االكتفــاء‬
‫كمفـ ّ‬
‫ّ‬
‫للتدخــل‬ ‫برامــج فعّ الــة ِوفــق ر ًؤى ومنطلقــات علميّــة عديــدة‬ ‫ـي‪ ،‬وبهــذا‬‫ـدريس إىل العنــف املجتمعـ ّ‬ ‫باألمــر‪ ،‬وأن نَعــزو العنــف املـ ّ‬
‫بغــرض الحـ ّد مــن الظاهــرة‪ ،‬أو عــى األقـ ّل تخفيــف حدّتهــا‪ .‬ك ّل‬ ‫نح ـ ّرر أنفســنا مــن عنــاء البحــث عــن عوامــل أخــرى‪ .‬يف هــذا‬
‫ـدريس آمــن ومدرســة فاعلــة تقــوم‬ ‫هــذا مــن أجــل خلــق جـ ّو مـ ّ‬ ‫الســياق‪ ،‬يجــب التعامــل مــع ســلوكيّات الطلبــة العنيفــة عــى‬
‫بوظيفتهــا املنوطــة بهــا‪ ،‬ثــ ّم الوصــول يف النهايــة إىل مرادنــا‬ ‫أنّهــا عــوارض ملشــكالت عميقــة أكثــر‪ ،‬ومــا الســلوكيات الظاهرة‬
‫ـي القــادر عــى إتاحــة‬ ‫األوســع واألشــمل‪ ،‬أال وهــو السـ ْلم املجتمعـ ّ‬ ‫(العنــف) ّإل بمثابــة عــوارض تنـ ّم عــن تلــك املشــكالت العميقــة‪.‬‬
‫الفرصــة للتق ـدّم والتنميــة املجتمعيّــة‪.‬‬ ‫تُعتــر ظاهــرة العنــف يف املجتمــع العربـ ّ‬
‫ـي اليــوم مــن أه ـ ّم‬
‫فــإن هنالــك مــرّرا أخالقيّــا مــن الدرجــة األوىل‬ ‫ّ‬ ‫وعليــه‪،‬‬ ‫القضايــا الحياتيّــة التــي تســتوجب املواجهــة‪ ،‬بمــا يف ذلــك‬
‫ملواجهــة أشــكال العنــف يف جميــع مجــاالت الحيــاة‪ ،‬وبالــذات‬ ‫املؤسســات الرتبويّــة‪ .‬وتع ـ ّد ظاهــرة العنــف املـ ّ‬
‫ـدريس‬ ‫العنــف يف ّ‬
‫إنســاني كان‪ ،‬وهــو القطــاع‬
‫ّ‬ ‫يف القطــاع ّ‬
‫املؤســس أليّ مجتمــع‬ ‫مــن أه ـ ّم املشــكالت‪ ،‬فهــي ته ـدّد صحّ ــة وســامة الطلبــة مــن‬
‫ـي ناجــع مــن حيــث تحصيــل‬ ‫الرتبــويّ ؛ فجهــاز تربــويّ وتعليمـ ّ‬ ‫جميــع الفئــات واملراحــل التعليميّــة‪ ،‬وتؤثّــر بشــكل مبــارش عــى‬
‫ـي داخــل‬ ‫الطلبــة علميًّــا وقيميًّــا هــو الضمــان للســلم االجتماعـ ّ‬ ‫قيــام الجهــاز الرتبــويّ باملهــا ّم التــي مــن أجلهــا أُقيــم‪ .‬تتمثــل‬
‫املجتمــع الواحــد‪.‬‬ ‫هــذه املهــا ّم أ ّوال ً ببلــورة شــخصيّة متماســكةٍ وكاملــةٍ ّ‬
‫لطلبهــا‬
‫ـي‪.‬‬
‫وبرفــع تحصيلهــم العلمـ ّ‬
‫المدرسي وارتفاع ّ‬
‫حدته‬ ‫ّ‬ ‫مفهوم العنف‬ ‫ـدريس مــن خالل بعــض األنمــاط الســلوكيّة‬ ‫يظهــر العنــف املـ ّ‬
‫ال يوجــد تعريــف واحــد مح ـدّد للعنــف؛ فقــد ت ـ ّم تعريفــه‬ ‫املختلفــة‪ ،‬ســواء مــع األقــران أم مــع املد ّرســن أم التع ـدّي عــى‬
‫عــادة مــن قبــل الباحثــن وفــق مــا قامــوا بدراســته مــن ســلوك‬ ‫ممتلــكات املدرســة (‪ .)vandalism‬تكمــن أهميّــة التعامــل مــع‬
‫أن هنــاك تعريفــا واســعا يشــمل جميــع الســلوكيّات‬ ‫ـن‪ّ .‬إل ّ‬ ‫معـ ّ‬ ‫املــدريس بالحفــاظ أو ًّل عــى ســامة الطلبــة‬ ‫ّ‬ ‫ظاهــرة العنــف‬
‫العنيفــة يف الجهــاز الرتبــويّ ‪« :‬ســلوك مقصــود يهــدف إىل‬ ‫جســديًّا ونفســيًّا‪ ،‬وضمــان عــدم وقــوف هــذا الســلوك عثــرة‬
‫ظفــي املــدارس أو‬ ‫اإلرضار‪ ،‬عاطفيًّــا أو جســديًّا‪ ،‬تجــاه مو ّ‬ ‫املؤسســة الرتبويّــة‪،‬‬
‫أمــام الجهــود الراميــة إىل تحقيــق أهــداف ّ‬
‫املمتلــكات أو املع ـدّات املدرس ـيّة» (بنفنســتي وآخــرون‪.)2008 ,‬‬ ‫وذلــك بعــدم تجاهــل مــا يحــدث مــن عنــف بــل العمــل عــى‬
‫يتضمّ ــن هــذا الســلوك هــذه املكوّنــات‪ ،‬ومــن الواضــح ّ‬
‫أن‬ ‫ألن التســاهل أو التغــايض عــن الســلوك العنيــف يف‬ ‫كبحــه‪ّ ،‬‬
‫حادثــة واحــدة مــن الســلوك العنيــف قــد تحتــوي عــى عــدّة‬ ‫ـي‪.‬‬
‫املدرســة يــؤدّي إىل زيــادة العنــف املجتمعـ ّ‬
‫منهــا‪:‬‬ ‫عنــد تنــاول موضــوع العنــف علينــا أن نعــي أنّنــا نقــف‬
‫اللفظــي‪ :‬املقصــود اســتخدام األلفــاظ النابيــة‬
‫ّ‬ ‫‪ _1‬العنــف‬ ‫معقــدة ومر ّكبــة ال ترجــع إىل عامــل واحــد‪ ،‬وإنّمــا‬‫أمــام مشــكلة ّ‬
‫(«الشــتائم»)واإلهانــة(بمــايفذلــكاملقاطعــةاالجتماعيّــة)‪.‬‬ ‫هنــاك مجموعــة عوامــل اجتماعيّــة‪ ،‬اقتصاديّة‪ ،‬سياسـيّة ونفسـيّة‬
‫‪ _2‬التهديــدات املبــارشة وغــر املبــارشة‪ ،‬بمــا يف ذلــك التخويــف‬ ‫مرتبطــة بهــذه الظاهــرة‪ .‬مــن هنــا ينبغــي ّأل نكتفــي بالوقــوف‬
‫والتنمّ ــر (‪ ،)Bullying‬تشــويه الســمعة‪ ،‬اإلذالل‪ ،‬والبلطجــة‬ ‫طــى النقــاش وأن‬ ‫عنــد مناقشــة الظاهــرة‪ ،‬بــل علينــا أن نتخ ّ‬
‫الجنســية ‪.Sexual bullying‬‬ ‫نتّجــه إىل دراســة عوامــل الخطــورة املنبئــة بالعنــف‪ ،‬ثـ ّم وضــع‬
‫‪47‬‬
‫‪ _3‬اإلصابات الجسديّة؛ كالدفعات والركالت والرضبات‪.‬‬ ‫اســراتيجيات للتعامــل مــع العوامــل األساســية للوقايــة بنــاء‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫تم تعريفه عادة من قبل الباحثين وفق‬ ‫ّ‬
‫محدد للعنف؛ فقد ّ‬ ‫ال يوجد تعريف واحد‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫ما قاموا بدراسته من سلوك معين‪ .‬إل أن هناك تعريفا واسعا يشمل جميع‬
‫التربوي‪« :‬سلوك مقصود يهدف إلى اإلضرار‪،‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السلوكيات العنيفة في الجهاز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫المدرسية»‬ ‫المعدات‬ ‫جسديا‪ ،‬تجاه موظفي المدارس أو الممتلكات أو‬ ‫عاطفيا أو‬
‫(بنفنستي وآخرون‪.)2008 ,‬‬

‫الفوضــويّ ‪ .disruptive‬أمّ ــا الســلوك األوّل (نقــص االنضبــاط)‬ ‫‪ _4‬اِســتخدام األســلحة بجميــع أنواعهــا (األســلحة الناريّــة‬
‫فيمكــن التح ّكــم بــه‪ ،‬وأمّ ــا الســلوك الثانــي (الســلوك غــر‬ ‫والســكاكني وغريهــا مــن األدوات الحــادّة والهــراوات‬
‫ّ‬
‫الصــف أو يف‬ ‫املناســب) فيشــر إىل ســلوك غــر مقبــول يف‬ ‫والحجــارة) للتهديــد والــرب‪.‬‬
‫املدرسة؛كاســتخدام ألفــاظ بذيئــة وعــدم احــرام خصوصيّــات‬ ‫‪ _5‬إتالف املمتلكات بغرض التخريب‪ ،‬أو رسقتها‪.‬‬
‫اآلخريــن‪ ،‬وأمّ ــا الســلوك الثالــث (الفوضــويّ ) هــو ســلوك ال‬ ‫ـي‪ ،‬ونــر الشــائعات‬ ‫ـي؛ كالتحــ ّرش اللفظـ ّ‬
‫‪ _6‬االعتــداء الجنـ ّ‬
‫يراعــي القواعــد واألنظمــة املدرســيّة (لدرجــة التمــ ّرد عليهــا)‬ ‫املهينــة‪ ،‬والتلميحــات الجنس ـيّة‪ ،‬واالتّصــال الجســديّ غــر‬
‫والتــي تؤثّــر ســلبيًّا عــى العمليّــة التعليميّــة‪ ،‬ويُســتثنى منهــا‬ ‫املرغــوب فيــه‪.‬‬
‫العــدوان الجســديّ املبــارش والرسقــة؛ أي يقتــر الســلوك عــى‬ ‫ّ‬
‫الطــاب لديهــم القابليّــة‬ ‫أن جميــع‬‫لكــن علينــا ّأل نعتــر ّ‬
‫ـي (كالتح ـدّث بــدون‬ ‫ّ‬
‫الصفـ ّ‬ ‫املشــكالت املتّصلــة بضبــط الســلوك‬
‫ملمارســة الســلوك العنيــف؛ إذ تشــر دراســة كــراون ومندلــر‬
‫ـف‬ ‫متأخـ ًرا‪ ،‬ومغــادرة الصـ ّ‬ ‫إذن‪ ،‬اللعــب أثنــاء الــدرس‪ ،‬الوصــول ّ‬
‫(‪ )Crwin & Mendler, 1988‬أنّــه‪ ،‬وبصفــة عامــة‪ ،‬يمكــن‬
‫دون اســتئذان مــن املــد ّرس)‪.‬‬ ‫تقســيم طلبــة املــدارس يف ســياق الســلوك العنيــف إىل ثــاث‬
‫ـدريس) فيشــمل‬ ‫ّ‬ ‫ـدريس العنيــف (العنــف املـ‬
‫ّ‬ ‫أمّ ــا الســلوك املـ‬ ‫مجموعــات‪:‬‬
‫اإلســاءة اللفظيّــة والجســديّة (التهديــد باألســلحة أو االســتعمال‬ ‫‪ %80‬مــن الطــاب نــاد ًرا مــا يقومــون بتعــدّي القواعــد‬
‫ـاب اآلخريــن‪،‬‬ ‫ـي لهــا) ض ـ ّد العاملــن يف املدرســة والطـ ّ‬
‫الحقيقـ ّ‬ ‫وتجــاوز الحــدود املتعــارف عليهــا يف ثقافــة املدرســة (القواعــد‬
‫كمــا أنّــه يشــمل ارتــكاب الجرائــم‪ ،‬كالتخريــب املتعمّ ــد‬ ‫املتعــارف عليهــا)‪ %15 .‬يقومــون بتعــدّي القواعــد وتجــاوز‬
‫للممتلــكات العامّ ــة (مثــل ممتلــكات املدرســة) أو تخريــب‬ ‫الحــدود عــى أســاس منتظــم عــن طريــق رفــض القواعــد‬
‫أغــراض اآلخريــن عمــدًا أو نهبهــا‪.‬‬ ‫والحــدود ومقاومــة الضوابــط املتعــارف عليهــا يف املدرســة‪ .‬أمّ ــا‬
‫أيضــا بأنّــه ومــع التطــوّر‬ ‫كمــا ويجــب أن نذكــر ً‬ ‫ـاب يقومــون دائ ًمــا بتع ـدّي القواعــد‬ ‫الـــ ‪ %5‬األخــرة مــن الطـ ّ‬
‫التكنولوجــي الرسيــع يف الســنوات األخــرة‪ ،‬واتّســاع انتشــار‬ ‫ّ‬ ‫ـاب يكونــون‬ ‫وكــر القوانــن وتجــاوز الحــدود‪ ،‬وهــؤالء الطـ ّ‬
‫ـاب املــدارس‪،‬‬ ‫النقالــة‪ ،‬تط ـوّرت بــن طـ ّ‬‫الحواســيب والهواتــف ّ‬ ‫ـا الرتــكاب أفعــال العنــف داخــل املدرســة ً‬
‫وأيضــا‬ ‫أكثــر ميـ ً‬
‫عــى مســتوياتها املختلفــة‪ ،‬ظاهــرة جديــدة أعطاهــا الباحثــون‬ ‫خارجهــا‪.‬‬
‫ـبكي‪ ،‬أو‬
‫ـبكي أو ظاهــرة العنــف الشـ ّ‬ ‫اســم ظاهــرة التنمــر الشـ ّ‬ ‫ـأن هــذا ســلوك عنيــف‪،‬‬ ‫يبقــى الســؤال‪ :‬حــن نقــول بـ ّ‬
‫ظاهــرة املعاكســات عــى الشــبكة كمــا يســمّ يها البعــض‪ .‬يعـ ّرف‬ ‫أيّ ســلوك وبــأيّ مســتوى نقصــد؟ وهــل ك ّل ســلوك غــر ســويّ‬
‫الباحثــون هــذه الظاهــرة عــى أنّهــا ســلوك عدوانـ ّ‬
‫ـي موجّ ــه‪ ،‬يت ّم‬ ‫هــو بالــرورة ســلوك عنيــف؟ الجــواب عــى هــذه األســئلة‬
‫مــن خــال الوســائل اإللكرتونيّــة الحديثــة املختلفــة مــن أجــل‬ ‫هــو ال بالطبــع‪ .‬يجــب أن نميّــز بــن مســتويات مــن الســلوك‬
‫اإلذالل‪ ،‬اإلهانــة‪ ،‬التحقــر‪ ،‬التهديــد أو إربــاك الغــر‪ .‬ويكــون‬ ‫غــر الســويّ وبــن العنــف؛ فهنــاك ثالثــة أنــواع مــن الســلوك‬
‫هــذا الســلوك متك ـ ّررا ً عــى فــرة زمنيّــة طويلــة ض ـ ّد الطالــب‬ ‫املــرادف للســلوك العنيــف‪ّ ،‬إل أنّــه ال يمكــن اعتبارهــا عــى أنّهــا‬
‫الضحيّــة‪ ،‬الــذي ال يســتطيع الدفــاع عــن نفســه (‪Willard,‬‬ ‫ســلوك عنيــف‪:‬‬
‫‪.)2014 ;Smith, et al., 2008‬‬ ‫األوّل‪ :‬نقــص االنضبــاط ‪ .Lack of discipline‬والثانــي‪:‬‬ ‫‪48‬‬
‫أن‬‫ويشــر كامبيــل (‪ )Campbell, 2007‬بهــذا الصــدد‪ ،‬إىل ّ‬ ‫الســلوك غــر املناســب ‪ .inappropriate‬والثالــث‪ :‬الســلوك‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫التكنولوجي السريع في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫التطور‬ ‫يجب أن نذكر أيضا بأنه ومع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تطورت بين طلب المدارس‪ ،‬على‬ ‫واتساع انتشار الحواسيب والهواتف النقالة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الشبكي‬ ‫مستوياتها المختلفة‪ ،‬ظاهرة جديدة أعطاها الباحثون اسم ظاهرة التنمر‬
‫ّ‬
‫الشبكي‪.‬‬ ‫أو ظاهرة العنف‬

‫إىل الســلوك العنيــف لــدى األوالد وأبنــاء الشــبيبة‪ .‬يم ّكننــا الوقوف‬ ‫هــذه الظاهــرة تتميّــز بصعوبــة التع ـ ّرف عــى هويّــة املتع ـدّي‬
‫ـبقا مــن بنــاء مشــاريع وبرامــج وقائيّــة‬ ‫عــى هــذه العوامــل مسـ ً‬ ‫الطــاب يف جميــع‬ ‫ّ‬ ‫واتّســاع جمهــور الهــدف‪ ،‬ليشــمل جميــع‬
‫وعالجيّــة يف نطــاق املدرســة وخارجهــا‪.‬‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫ـي وحتّــى الجامعـ ّ‬ ‫ـي وفــوق االبتدائـ ّ‬‫مراحــل التعليــم االبتدائـ ّ‬
‫كمــا تشــر نتائــج الدراســات املختلفــة التــي أجريــت يف هــذا‬
‫من هذه العوامل‪:‬‬ ‫املجــال إىل ارتفــاع متواصــل يف انتشــار ظاهــرة التنمّ ــر عــر‬
‫اإلنرتنــت يف عــدّة دول مــن دول العالــم‪ ،‬التــي ينتــر فيهــا‬
‫‪ _ 1‬العوامــل النفســيّة‪ :‬مثــل العصبيّــة‪ ،‬القلــق والشــعور‬
‫اســتخدام الحاســوب واإلنرتنــت؛ مثــل الواليــات املتّحــدة ودول‬
‫باالنزعــاج‪ .‬كمــا ّ‬
‫أن العدوانيّــة (الســلوك العدوانـ ّ‬
‫ـي) يف جيــل‬
‫أوروبــا (‪.)Patchin and Hinduja, 2011‬‬
‫ـا من ِبئًــا للعنــف مسـ ً‬
‫ـتقبل‬ ‫مب ّكــر تُعتَــر عامـ ً‬
‫يشــر الباحثــون (‪Feinberg and Robey, 2008; Ybarra,‬‬
‫)‪.)Loeber and Hay, 1996; Olweus, 1979‬‬ ‫ ‬ ‫‪ )2004‬إىل ّ‬
‫أن هنالــك عالقــة مبــارشة بــن مــدى التعــ ّرض‬
‫‪ _2‬العوامــل األرسيّــة‪ :‬مــن هــذه العوامــل املنبئــة للعنــف‬
‫ـبكي وبــن ظهــور املشــاكل الســلوكيّة والنفســيّة‬ ‫للعنــف الشـ ّ‬
‫املســتقبيل لــدى األطفــال‪ ،‬أطفــال تع ّرضــوا بجيــل مبكــر‬ ‫لــدى الضحايــا‪ .‬كمــا ّ‬
‫ـدريس‬
‫ـبكي يــرّ باملنــاخ املـ ّ‬ ‫أن العنــف الشـ ّ‬
‫إىل اإليــذاء الجســديّ (التنكيــل) أو اإلهمــال (& ‪Abuse‬‬
‫ويــرّ بقيــام الطالــب الضحيّــة بواجباتــه املدرســيّة‪ ،‬ويضــع‬
‫‪ ،)Neglect‬إذ يصبحــون أكثــر ً‬
‫عنفــا فيمــا بعــد‪ ،‬مقارنــة‬
‫ـاب الضحايــا أمــام أخطــار ج ّديّــة عــى صحّ تهــم النفس ـيّة‬ ‫الطـ ّ‬
‫بأطفــال آخريــن لــم يتع ّرضــوا لهــذا التنكيــل أو اإلهمــال‪.‬‬
‫ـخيص‪ .‬كمــا يمكــن أن تكــون لهــذا الســلوك أبعــاد‬ ‫وأمْنهــم الشـ ّ‬
‫العربــي قــام بهــا حــاج يحيــى‬ ‫ّ‬ ‫يف دراســة يف املجتمــع‬ ‫ ‬ ‫ســلبيّة جديّــة عــى حيــاة الضحايــا النفســيّة واالجتماعيّــة‬
‫وآخــرون (‪ ،)Haj-Yahia et al. 2002‬أشــارت املعطيــات‬ ‫أثــره عــى البيئــة التعليميّــة‬ ‫والتحصيليّــة‪ .‬هــذا‪ ،‬إضافــة إىل ِ‬
‫بــأن ‪ 35%‬مــن املشــاركني بالبحــث قــد مــ ّروا بتجربــة‬ ‫ّ‬ ‫بشــكل عــا ّم (‪.)Feinberg and Robey, 2008‬‬
‫االعتــداء الجســديّ عليهــم مــن قِ بَــل األهــل (األب أو األمّ)‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫مؤخـ ًرا يف جهــاز التعليــم‬ ‫ـن يف دراســة أُجريــت ّ‬ ‫وتبـ ّ‬
‫عــى األقــ ّل مــ ّرة واحــدة‪.‬‬ ‫قلقــا كبـرًا مــن قِ بــل‬ ‫ـأن هنــاك ً‬ ‫ألشــقر وأبــو عصبــة (‪ )2018‬بـ ّ‬
‫كمــا وتشــر دراســات عديــدة حــول العالقــة بــن األهــل‬ ‫ ‬ ‫ـبكي يف املــدارس‪.‬‬ ‫مع ّلمــي املــدارس تجــاه ظاهــرة العنــف الشـ ّ‬
‫أن تعامــل األهــل مــع األبنــاء ســواء كان‬ ‫واألبنــاء‪ ،‬إىل ّ‬ ‫أن للمدرســة‬ ‫أن املعلمــن يتصــوّرون ّ‬ ‫كمــا وبيّنــت الدراســة ّ‬
‫بالتهــاون والتســاهل املفــرط أو بالقســوة والرصامــة قــد‬ ‫ولجهــاز التعليــم مســؤوليّة كبــرة جــدًّا يف مواجهــة ظاهــرة‬
‫يُنبــئ إىل الســلوك العنيــف لــدى هــؤالء األبنــاء مسـ ً‬
‫ـتقبل‬ ‫ـبكي يف املــدارس‪ ،‬وإىل رضورة إدراج موضــوع التنمّ ــر‬ ‫العنــف الشـ ّ‬
‫(;‪Wells and Rankin, 1988; Henry et al., 1996‬‬ ‫ـبكي يف منهــاج الرتبيــة االجتماعيّــة يف املدرســة‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫الشـ ّ‬
‫;‪Beck, 2005; outham-Gerow, and Kendall, 2000‬‬ ‫الشــبكي والتعامــل‬
‫ّ‬ ‫تهيئــة املع ّلمــن ملواجهــة ظواهــر التنمّ ــر‬
‫‪.)Rochelle F. Hentges and Ming-Te Wang ,2018‬‬ ‫معهــا‪ ،‬يف ك ّليــات إعــداد ا ُملع ّلمــن يف مرحلــة اإلعــداد‪.‬‬
‫ولدعــم الوالديــن ارتبــاط وثيــق بالصحّ ــة النفســيّة لــدى‬ ‫ ‬
‫‪49‬‬
‫األبنــاء؛ فك ّلمــا زاد دعــم الوالديــن‪ ،‬كانــت مســتويات القلــق‬ ‫منبئة للعنف لدى الطالب‬
‫عوامل ِ‬
‫واالكتئــاب بــن األطفــال واملراهقــن أقــ ّل (‪Vaszonyi‬‬ ‫هنــاك أهمّ يّــة بالغــة ملحاولــة تنبُّــؤ العوامــل التــي قــد تــؤدّي‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫عصابات اإلجرام‪ ..‬مصدر خوف وأرق بني فلسطينيي الداخل‪.‬‬

‫)‪ Belfi. al et. (2012); Van Houtte. (2005‬كمــا ّ‬


‫أن‬ ‫‪ . )& Belliston, 2006‬باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬مــع زيــادة‬
‫األكاديمــي عالقــة بالرفاهيّــة النفســيّة لــدى‬
‫ّ‬ ‫للتحصيــل‬ ‫مســتويات إرشاف ومراقبــة الوالديــن لألبنــاء‪ ،‬ارتفــع‬
‫الطالــب ‪)Kaplan & Maehr, 1999(.‬‬ ‫احــرام الــذات والرضــا مــن الحيــاة لــدى أبنــاء الشــبيبة‬
‫وأشــارت دراســات عديــدة للعالقــة القائمــة بــن البيئــة‬ ‫ ‬ ‫(‪Smokowski, Rose & Bacallao, 2010; Milevsky et‬‬
‫املدرس ـيّة وبــن الســلوك العنيــف‪ ،‬يســمّ ى هــذا الباحثــان‬ ‫‪.)al., 2007‬‬
‫البيئــي»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جمــي ونئمــان حبيــب (‪« )2015‬اإلجــرام‬ ‫ومــن العوامــل األرسيّــة األخــرى التــي تزيــد مــن خطــر‬ ‫ ‬
‫البيئــي « وجــود ارتبــاط وعالقــة‬
‫ّ‬ ‫ويفــرض «اإلجــرام‬ ‫العنــف عنــد األبنــاء يف املســتقبل هــو ضعــف االرتبــاط‬
‫طرديّــة بــن الخصائــص البيئيّــة والســلوكيّات املنحرفــة‬ ‫األبــويّ ‪ ،‬وانعــدام التفاعــل مــع األبنــاء يف املراحــل املب ّكــرة‬
‫وأن الخصائــص املح ـدّدة‬‫للعاملــن واملتواجديــن يف املــكان‪ّ ،‬‬ ‫مــن حياتهــم‪ ،‬وعــدم مشــاركتهم أوقــات الفــراغ (أي قضــاء‬
‫للمــكان والفضــاء لهــا آثــار كبــرة عــى وقــوع الفعــل‬ ‫نوعــي مــع األبنــاء)‪ ،‬خصوصــا يف ظــ ّل التطــوّر‬ ‫ّ‬ ‫وقــت‬
‫العنيــف (شــوهم وآخــرون‪Schmalleger, ;2006; 2004 ,‬‬ ‫التكنولوجــي‪ ،‬واســتخدام األجهــزة االلكرتونيّــة بكثــرة‬‫ّ‬
‫‪.(Eck & Weisburd,1995‬‬ ‫وبشــكل متواصــل مــن قبــل األبنــاء منــذ جيــل مبكــر‪ ،‬ويف‬
‫جميــع األجيــال ;‪McDaniel. T and Radesky, J. 2018‬‬
‫‪ _4‬العوامــل املرتبطــة باألقــران (االتــراب)‪ :‬يتأثّــر األوالد‬
‫يفضــل أبنــاء الشــبيبة‪ ،‬خصوصــا‬ ‫)‪ّ .)Abu-Asbah, 2018‬‬
‫والشــباب يف جيــل املراهقــة بالبيئــة التــي يعيشــون فيهــا‬
‫تلقــي دعــم األهــل لهــم وليــس الســيطرة عليهــم‬ ‫املراهقــن‪ّ ،‬‬
‫ويتط ـوّرون بهــا ويعتمــدون عليهــا‪ .‬هنــاك عوامــل مهمّ ــة‬
‫(‪ )Murdock, 1999‬وبكلمــات أخــرى‪ :‬أن نتحـدّث معهــم ال‬
‫مثــل األرسة واملدرســة والبيئــة املعيش ـيّة ومجموعــة الجيــل‬
‫لهــم‪.‬‬
‫(األقــران) تســاهم يف االندمــاج يف تشــكيل النم ـ ّو الطبيعـ ّ‬
‫ـي‬
‫االجتماعــي مهــم للغايــة مــن أجــل‬
‫ّ‬ ‫للشــباب‪ .‬االندمــاج‬ ‫‪ _3‬العوامــل املدرســيّة‪ :‬هنــاك عديــد مــن تلــك العوامــل‪،‬‬
‫تطويــر الهويّــة االجتماعيّــة والشــعور باالنتمــاء والقبــول‬ ‫مثــل انخفــاض التحصيــل‪ ،‬االهتمــام املنخفــض بالتعليــم‪،‬‬
‫االجتماعــي‪ ،‬خصوصــا خــال فــرة املراهقــة‬‫ّ‬ ‫والرفــاه‬ ‫االنســحاب مــن األنشــطة املدرسـيّة‪ ،‬والتهـ ّرب مــن الواجبات‬
‫‪50‬‬
‫‪ )Wentzel, Donlan & Morrison, 2012(.‬يشــعر أبنــاء‬ ‫املنزليّــة‪ ،‬ك ّل هــذه العوامــل تســاهم يف خلــق ســلوك عنيــف‪.‬‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫العربي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫كبيرا من‬ ‫أن هناك قلقا‬ ‫ّ‬ ‫تبين في دراسة أجريت مؤخ ًرا في جهاز التعليم‬
‫وبينت ّ‬‫الشبكي في المدارس‪ .‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن‬ ‫ِقبل معلمي المدارس تجاه ظاهرة العنف‬
‫جدا في مواجهة‬ ‫مسؤولية كبيرة ًّ‬
‫ّ‬ ‫أن للمدرسة ولجهاز التعليم‬ ‫ّ‬
‫يتصورون ّ‬ ‫المعلمين‬
‫ّ‬
‫الشبكي في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشبكي في المدارس‪ ،‬وإلى ضرورة إدراج موضوع التنمر‬ ‫ظاهرة العنف‬
‫ّ‬
‫منهاج التربية االجتماعية في المدرسة‪.‬‬

‫ميــل إىل البحــث عــن اإلثــارة واالندفــاع مــع املراهقــن ذوي‬ ‫الشــبيبة ممّ ــن يتمتّعــون بتفاعــات إيجابيّــة مــع األصدقاء‪،‬‬
‫العنــارص الشــخصيّة املتشــابهة‪ ،‬واالنخــراط يف ســلوكيّات‬ ‫عاطفــي‬
‫ّ‬ ‫برفاهيــة عاطفيّــة أعــى‪ ،‬باإلضافــة إىل ضبــط‬
‫تســعى إىل اإلثــارة (‪ .)Romer & Hennessy, 2007‬مــن‬ ‫واجتماعــي أعــى مــن أولئــك الذيــن ليــس‬‫ّ‬ ‫وأكاديمــي‬
‫ّ‬
‫ناحيــة أخــرى‪ ،‬تؤثّــر األنشــطة الرتفيهيّــة التــي يشــارك‬ ‫لديهــم تفاعــات اجتماعيّــة إيجابيّــة ‪Wentzel, Donlan(.‬‬
‫فيهــا أعضــاء املجموعــة النظــرة عــى العالقــات داخــل‬ ‫فــإن املشــاركة يف أطــر‬‫ّ‬ ‫‪ )& Morrison, 2012‬وباملثــل‪،‬‬
‫ـي ألعضائهــا ونتائجهــا التنمويّــة‬
‫املجموعــة‪ ،‬والتكيّــف النفـ ّ‬ ‫اجتماعيّــة مختلفــة (نــوادي الشــباب وحــركات الشــباب)‬
‫(‪. )Dishion & Tipsord, 2011‬‬ ‫ـي‬ ‫لهــا آثــار إيجابيّــة عــى صحّ ــة الشــباب ورفاههــم النفـ ّ‬
‫إن وجــود أو عــدم وجــود أصدقــاء مــن املمكــن أن يكــون‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫(‪.)Zambon al et, 2010‬‬
‫االجتماعــي‪ .‬يُظهــر الشــباب‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عامــا حاســمًا يف التكيّــف‬ ‫لكــن‪ ،‬إىل جانــب كــون مجموعــة األقــران مصــد ًرا مهمًّــا‬ ‫ ‬
‫الذيــن لديهــم عــدد كبــر مــن األصدقــاء قــدرة أكــر‬ ‫ـا يحمــي مــن املشــاعر الســلبيّة‬ ‫ـي‪ ،‬وعامـ ً‬ ‫للدعــم االجتماعـ ّ‬
‫عــى التكيّــف وقــدرة اجتماعيّــة أكــر مــن الشــباب‬ ‫والشــعور بالوحــدة‪ ،‬فإنّــه يمكــن أن يكــون لــه تأثــر‬
‫ـا مــن األصدقــاء‪ .‬باإلضافــة إىل‬‫الذيــن يملكــون عــددًا قليـ ً‬ ‫ســيِّئ‪ ،‬ويــؤدّي إىل ســلوكيّات تقــوّض أحيانًــا التطــوّر‬
‫ـإن املراهقــن الذيــن يملكــون أعــدادًا كبــرة مــن‬‫ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫الطبيعــي بــل وتــرّ باآلخريــن‪Wentzel, Donlan &( .‬‬ ‫ّ‬
‫ُظهــرون مســتويات أعــى مــن احــرام الــذات‬ ‫األصدقــاء ي ِ‬ ‫‪ )Morrison, 2012‬وقــد تشــمل هــذه الســلوكيّات التنمّ ــر‬
‫والرضــا عــن الحيــاة (‪Litwack Aikins & Cillessen,‬‬ ‫وحمــل األســلحة وتعاطــي املخ ـدّرات والكحــول والشــعور‬
‫‪ )2012‬مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬يطــوّر املراهقــون الذيــن‬ ‫باالكتئــاب‪.‬‬
‫يشــعرون بالوحــدة ســلوكيّات خطــرة‪ ،‬مثــل التدخــن‬ ‫أن عمليّــة التأثــر ليســت بالــرورة‬ ‫تجــدر اإلشــارة إىل ّ‬ ‫ ‬
‫والــرب‪ ،‬االنحــراف والبلطجــة ‪Laursen & Hartl,(.‬‬ ‫علميّــة ناتجــة عــن وعــي وقصــد‪ ،‬حيــث ال ينــوي أعضــاء‬
‫‪)2013‬‬
‫املجموعــة التأثــر ســلبيًّا عــى أقرانهــم‪ ،‬لكنّهــم ينخرطــون‬
‫‪ _5‬عوامــل أخــرى تتع ّلــق باملجتمــع‪ :‬يعتقــد البعــض ّ‬
‫أن‬ ‫يف أنشــطة وســلوكيّات خطــرة تشــجّ ع األصدقــاء عــى‬
‫العنــف بــن األوالد وأبنــاء الشــبيبة يرت ّكــز يف مجموعــات‬ ‫القيــام بذلــك‪)Dishion & Tipsord, 2011( .‬‬
‫ســ ّكانيّة فرعيّــة تتميّــز بالعجــز والشــحّ االقتصــاديّ‬ ‫أن مــدى تأثــر مجموعــة النظــراء‬ ‫تشــر األبحــاث إىل ّ‬ ‫ ‬
‫وبأهــال مســتواهم العلمــي‬
‫ٍ‬ ‫واملســتوى الثقــايف ّ املتدنّــي‪،‬‬ ‫(األقــران) عــى القيــام بســلوكيّات خطــرة قــد يكــون كبريًا‬
‫متــد ٍّن نســبيًّا‪ ،‬ومعــدّالت البطالــة بينهــم مرتفعــة‬ ‫بحيــث يتجــاوز تأثــر الوالديــن أو تأثــر العوامــل األخــرى‪.‬‬
‫(دغانــي ودغانــي‪ ; 1990 ,‬شــوهم وآخــرون‪.)2004 ,‬‬ ‫أن مجموعــة األقــران تلعــب دو ًرا‬ ‫ـن ّ‬ ‫عــى ســبيل املثــال‪ ،‬تبـ ّ‬
‫ـاب مــن خلفيّــة اجتماعيّــة‬ ‫وبيئــة مدرســيّة فقــرة‪ ،‬وطـ ّ‬ ‫مهمــا للغايــة يف اســتهالك الكحــول‪ .‬وبالتــايل‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن كمّ يّــة‬
‫واقتصاديّــة منخفضــة ‪.)Benbenishty & Astor. 2005‬‬ ‫ووتــرة تعاطــي الكحــول تميــل إىل أن تكــون متماثلــة بــن‬
‫يــد ّل هــذا ك ّلــه عــى تأثــر الخلفيّــة األرسيّــة واملجتمعيّــة‬ ‫أعضــاء املجموعــة (‪.)Mercken., al et, 2012‬‬
‫عــى مــا يجــري يف املدرســة‪.‬‬ ‫أن هنــاك تأثــرًا متبــاد ًَل بــن الفــرد‬ ‫مــن الواضــح ّ‬ ‫ ‬
‫‪51‬‬
‫ووفقــا لعلمــاء الجريمــة وعلمــاء االجتمــاع‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن ظاهــرة‬ ‫ً‬ ‫ ‬ ‫واملجموعــة‪ .‬مــن ناحيــة‪ ،‬ســينض ّم املراهقــون الذيــن لديهــم‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫بأن ‪ %35‬من المشاركين بالبحث قد‬ ‫أشارت معطيات دراسة في المجتمع العربي ّ‬
‫ّ‬
‫األقل ّ‬ ‫الجسدي عليهم من ق َبل األهل (األب أو ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مرة‬ ‫األم) على‬ ‫ِ‬ ‫مروا بتجربة االعتداء‬
‫واحدة‪ .‬كما وتشير دراسات عديدة حول العالقة بين األهل واألبناء‪ ،‬إلى ّ‬
‫أن تعامل‬
‫األهل مع األبناء سواء كان بالتهاون والتساهل المفرط أو بالقسوة والصرامة قد‬
‫ً‬
‫ُينبئ إلى السلوك العنيف لدى هؤالء األبناء مستقبل‪.‬‬

‫ففــي بحــث قــام بــه أدلشــتني (ادلشــتاين‪ )2010 ,‬وجــد‬ ‫العنــف مش ـتّتة تفاضليًّــا كجــزء مــن الهيــكل االجتماعـ ّ‬
‫ـي‪،‬‬
‫أن الثقافــة يف إرسائيــل التــي يتعــ ّرض لهــا الشــباب أصبحــت‬ ‫ّ‬ ‫وتتأثَّــر بعنــارص مثــل عــدم املســاواة االقتصاديّــة‬
‫عنيفــة‪ ،‬وذلــك نتيجــة ألمــور عديــدة ومــن بينهــا الوضــع األمنـ ّ​​‬
‫ـي‬ ‫(‪.)Webster and Kingston, 2014; Dunaway et al, 2000‬‬
‫ظمــات اإلجــرام‬ ‫والتهديــدات اليوميّــة‪ ،‬كمــا ويشــر إىل دور من ّ‬ ‫املجتمعــي أثــرا عــى‬
‫ّ‬ ‫ال شــ َّك أن للتماســك والتعاضــد‬ ‫ ‬
‫يف التعــ ّرض للمواطنــن األبريــاء‪ .‬النتيجــة هــي ارتفــاع حــدّة‬ ‫الحصانــة املجتمعيّــة‪ ،‬وتبعً ــا لذلــك عــى الســلوكيّات لــدى‬
‫ـي) وزيــادة حــوادث‬ ‫أفــراد املجتمــع‪ ،‬بمــا يف ذلــك ســلوكيّات الطلبــة يف املــدارس‬
‫العنــف (ويشــمل األذى الجســديّ واللفظـ ّ‬
‫وخارجهــا‪.‬‬
‫الطــرق‪ ،‬وارتفــاع يف تعاطــي املخــدّرات وتنــاول املرشوبــات‬
‫ا ُملســكِرة‪.‬‬ ‫ـدريس‪ :‬نظريّــة‬
‫ّ‬ ‫ـي املـ‬ ‫‪ _6‬العوامــل املتع ّلقــة باملنــاخ الفيزيائـ ّ‬
‫أيضــا ّأل نتجاهــل العالقــة القائمــة بــن األغلبيّــة‬ ‫علينــا ً‬ ‫«النوافــذ املكســورة» (‪ .)Broken Windows‬وتعتمــد عــى‬
‫واألقليّــة (عالقــة القـوّة والســيطرة) بمــا يتع ّلــق بمكانــة األقليّــة‬ ‫االدّعــاء والحجّ ــة القائلــة بـ ّ‬
‫ـأن البيئــة املا ّديّــة (الفيزيائيّــة)‬
‫العربيّــة الفلســطينيّة يف إرسائيــل‪ .‬يف هــذا الســياق‪ ،‬تجــدر‬ ‫غــر املناســبة‪ ،‬إضافــة إىل البيئــة االجتماعيّــة املهملــة‪،‬‬
‫اإلشــارة إىل شــحّ الدراســات املقارنــة املتع ّلقــة بالســلوك العنيــف‬ ‫تشــجّ ع الســلوكيّات املنحرفــة‪ .‬أحــد املعانــي األساســيّة‬
‫للطلبــة عــى خلفيــة ثقافيّــة أو قوميّــة داخــل إرسائيــل ‪Molcho,‬‬ ‫لوجهــة النظــر البيئيّــة (‪ )Ecological theory‬هــو أنّــه‬
‫)‪ ،)al et, 2004‬وأثــر مثــل هــذه الدراســات إىل إضافــة عوامــل‬ ‫يمكــن الحـ ّد مــن العنــف مــن خــال التأثــر عــى الجانــب‬
‫وأبعــاد أخــرى للســلوك العنيــف‪.‬‬ ‫ـي مــن خــال تصميمــه بحيــث يــؤدّي هــذا التصميــم‬ ‫البيئـ ّ‬
‫أصبــح االرتفــاع امللحــوظ يف منســوب العنــف يف املجتمــع‬ ‫إىل منــع أو تخفيــف حــدّة العنــف (‪Bronfenbrenner,‬‬
‫ومقلقــا؛ إذ أصبحــت قضيّــة العنــف والجريمــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معروفــا‬ ‫العربّــي‬ ‫اللزمــة‬ ‫الفيزيائــي التجهيــزات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .)1979‬يشــمل املنــاخ‬
‫ـي‬‫مــن القضايــا الرئيســة التــي يعانــي منهــا املجتمــع العربـ ّ‬ ‫للعمليّــة التعليميّــة‪ ،‬صفــوف مريحــة وواســعة‪ ،‬واملســاحات‬
‫ـي لــه بــدون شــ ّك‬ ‫يف جميــع مناحــي الحيــاة‪ .‬العنــف املجتمعـ ّ‬ ‫الواســعة مــن الحدائــق إلــخ‪...‬‬
‫أثــر وتأثــر عــى ارتفــاع الظاهــرة عــى مســتوى األرسة وكذلــك‬
‫املؤسســات الرتبويّــة‪ ،‬حيــث ال يمكــن فصــل هــذه‬ ‫عــى مســتوى ّ‬
‫ارتفاع ّ‬
‫معدالت السلوكيات العنيفة‬
‫املؤسســات عــن املجتمــع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫في المدارس‬
‫إن جــودة الرتبيــة والتعليــم متع ّلقــة بعوامــل عديــدة‪ ،‬ومنهــا‬ ‫ّ‬ ‫جريَــت يف بلــدان‬ ‫تبــن يف الدراســات العرضيّــة والتــي أ ُ ِ‬
‫ّ‬
‫املحيــط الــذي تتــ ّم بــه عمليّــة الرتبيــة والتعليــم؛ فــإذا كان‬ ‫أن ظاهــرة العنــف هــي ظاهــرة عابــرة للحــدود‬ ‫مختلفــة‪ّ ،‬‬
‫هــذا املحيــط (الفضــاء) مش ـبَعا بالتوتّــر والقلــق الناتجــن عــن‬ ‫الثقافيّــة والحــدود الجغرافيّــة (‪Benbenishty, Astor, Zeira‬‬
‫العنــف‪ ،‬انعكــس ذلــك عــى املدرســة وجميــع الفعاليّــات التــي‬ ‫أن مســتويات‬ ‫‪ .)& Vinokur, 2002‬كمــا يشــر الباحثــون‪ ،‬إىل ّ‬
‫تقــوم بهــا هــذه ّ‬
‫املؤسســة‪.‬‬ ‫العنــف يف إرسائيــل عاليــة نســبيًّا مقارنــة مــع دول أخــرى مــن‬
‫تشــر جميــع الدراســات الحديثــة عــى مســتوى الــوزارة‪،‬‬ ‫ـي​​الــذي‬‫أن التوتّــر األمنـ ّ‬
‫العالــم‪ .‬أحــد التفســرات لذلــك هــو ّ‬
‫وفــق معطيــات رســميّة لرامــا (الســلطة الرســمية للقيــاس‬ ‫تتّصــف بــه إرسائيــل جعــل الهاجــس األمنـ ّ‬
‫ـي ســلو ًكا معياريًّــا‬ ‫‪52‬‬
‫والتقييــم يف الرتبيــة)‪ ،‬إىل عــدم الشــعور باألمــان يف املدرســة‪ .‬مــن‬ ‫ً‬
‫وأساســا يف رصاع البقــاء (‪.)Pickett et al 2005‬‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫التكيف‬ ‫حاسما في‬ ‫إن وجود أو عدم وجود أصدقاء من الممكن أن يكون عامل‬
‫االجتماعي‪ُ .‬يظهر الشباب الذين لديهم عدد كبير من األصدقاء قدرة أكبر على‬
‫ّ‬
‫ً‬ ‫اجتماعية أكبر من الشباب الذين يملكون ً‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عددا قليل من األصدقاء‪.‬‬ ‫التكيف وقدرة‬
‫ظهرون‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المراهقين الذين يملكون أعدادا كبيرة من األصدقاء ي ِ‬
‫مستويات أعلى من احترام الذات‪.‬‬

‫أن الفعاليّــات االجتماعيّــة خــارج أســوار‬‫النظريّــات الرتبويّــة إىل ّ‬ ‫هــذه املعطيــات لســنة ‪ :2019‬أشــار ‪ %35‬مــن طلبــة املرحلــة‬
‫املدرســة تســاهم يف الح ـ ّد مــن الســلوكيّات الســلبيّة للمراهقــن‬ ‫اإلعداديّــة يف املــدارس العربيّــة إىل وجــود مجموعــات عنيفــة مــن‬
‫)‪ .)Eccles & Barber, 1999‬تمنــح مثــل هــذه الفعاليّــات‬ ‫الطلبــة الذيــن يقومــون بمضايقــة الطلبــة اآلخريــن وبالتعـ ّرض‬
‫واألنشــطة غــر الرســميّة املراهقــن الفرصــة بتطويــر مهاراتهــم‬ ‫لهــم وإيذائهــم‪ .‬كمــا وأعــ َرب ‪ %9‬مــن الطلبــة عــن خشــيتهم‬
‫االجتماعيّــة والفكريّــة‪ ،‬كمــا وتعـ ّزز االنتمــاء الجماعـ ّ‬
‫ـي والشــعور‬ ‫أحيانًــا مــن الذهــاب إىل املدرســة‪ ،‬وذلــك بســبب وجــود طلبــة‬
‫باالعتــزاز والفخــر‪.) Eccles, Barber, Stone & Hunt, 2003( .‬‬ ‫آخريــن يســتخدمون العنــف ضدهــم (را»مــا‪ .)2019 ,‬ومــن‬
‫املعطيــات املقلقــة والتــي لهــا عالقــة مبــارشة وغــر مبــارشة‬
‫مواجهة ظاهرة العنف‬ ‫بالســلوك العنيــف تلــك املعطيــات املتع ّلقــة بعوامــل مرتبطــة‬
‫ـي عامّ ــة‪ ،‬ويف‬‫إن ارتفــاع منســوب العنــف يف املجتمــع العربـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالرفاهيــة النفس ـيّة واالجتماعيّــة‪ ،‬نجدهــا يف الدراســة الواســعة‬
‫املؤسســات الرتبويّــة والتعليميّــة عــى وجــه الخصــوص‪ ،‬يحتــاج‬ ‫ّ‬ ‫التــي قــام بهــا فيــش هارئيــل وزمــاؤه (فيــش‪ -‬هرئيــل‬
‫إىل مشــاريع وبرامــج وقائيّــة وعالجيّــة‪.‬‬ ‫وآخــرون‪ )2014 ,‬عــام ‪ ،2014‬والتــي شــملت ‪ 2994‬مشــاركا‬
‫نلمــس يف الفــرة األخــرة زيــادة الخــوف مــن انتشــار‬ ‫مــن طلبــة املراحــل التعليميّــة املختلفــة يف املــدارس العربيّــة‪.‬‬
‫ظاهــرة العنــف بشــكل غــر مســبوق‪ّ ،‬إل ّ‬
‫أن هــذا لــم يــؤ ِّد إىل‬ ‫مــن األمــور التــي أشــارت النتائــج إليهــا‪ ،‬عــدّة عوامــل‬
‫الــروع بتحليــل األســباب والتــي أوصلــت الجهــاز الرتبــويّ إىل‬ ‫تســتوجب الوقــوف عندهــا والتفكــر بأبعــاد تأثريهــا عــى‬
‫هــذا الوضــع (أي القفــز عــن العوامــل املختلفــة)‪ ،‬والذهــاب إىل‬ ‫شــعور الطلبــة وانعكاســات هــذا الشــعور عــى الســلوك‪ .‬مثـ ً‬
‫ـا‪،‬‬
‫محاولــة إعطــاء حلــول مسـ ّكنة يف أحســن األحــوال‪ ،‬وإىل رضيبــة‬ ‫فيمــا يتع ّلــق بصعوبــة الحديــث مــع األهــل حــول قضايــا تقلــق‬
‫كالميّــة مــن قِ بَــل املســؤولني عمّ ــا آلــت اليــه األوضــاع دون‬ ‫أن ‪ %26‬مــن األبنــاء يصعــب عليهــم‬ ‫األبنــاء‪ ،‬أشــارت النتائــج إىل ّ‬
‫تحمّ ــل مســؤوليّاتهم مــن بــاب املســاءلة‪.‬‬ ‫التحــدّث مــع األهــل عــن أمــور تقلقهــم وتضايقهــم‪.‬‬
‫مــن ناحيــة يمكــن فهــم تواصــل املدرســة مــع محيطهــا‬ ‫أن ‪ %32.7‬مــن الطلبــة يشــعرون‬ ‫كمــا وأشــارت النتائــج إىل ّ‬
‫وتأثّرهــا ممّ ــا يحــدث بالحيّــز العــامّ‪ ،‬إذا ال يمكــن فصلهــا عــن‬ ‫عــروا عــى شــعورهم‬ ‫بالوحــدة‪ ،‬وفقــط ‪ %21.1‬مــن الطلبــة ّ‬
‫املؤسســات الرتبويّــة‬‫ـر ّ‬ ‫محيطهــا‪ ،‬ولكــن مــن جهــة ثانيــة تعتـ َ‬ ‫باالرتبــاط واالنتمــاء االجتماعــي‪ .‬يتع ّلــق املعطــى اآلخــر املقلــق‬
‫هــي آخــر معاقــل املجتمــع بعــد انهيــار األرسة النواتيــة‪ ،‬ولــذا‬ ‫بشــكل خــاص بكيفيّــة قضــاء أوقــات الفــراغ (مــا يســمّ ى‬
‫علينــا‪ ،‬وبــأيّ ثمــن‪ ،‬املحافظــة عــى اســتقالليّتها وإزاحتهــا‬ ‫بقضــاء الوقــت يف فعاليــات اجتماعيّــة)‪ ،‬حيــث أشــارت‬
‫ـلبي‪ ،‬وذلــك ال ّ‬
‫يتوفــر ّإل إذا أدركنــا‬ ‫ـي سـ ّ‬ ‫عــن أيّ مظهــر اجتماعـ ّ‬ ‫ـي‪ ،‬إىل ّ‬
‫أن‬ ‫املعطيــات املقارنــة بــن املجتمعــن اليهــوديّ والعربـ ّ‬
‫ـي الــذي قــد نعتــاد عليــه‬ ‫خطــورة الســماح باالنفــات الرتاكمـ ّ‬ ‫ـاب يف املجتمــع اليهــوديّ رصّحــوا بأنّهــم يقومــون‬ ‫‪ %30‬مــن الطـ ّ‬
‫ّ‬
‫مــع التكراريّــة‪ .‬علينــا أن نــدرك بأنّــه إذا ســقطت املؤ ّسســات‬ ‫بنشــاطات اجتماعيــة (خــارج إطــار املدرســة)‪ ،‬بينمــا يف املجتمع‬
‫الرتبويّــة ســقط جيــل بأكمَلــه وســقط معــه املجتمــع ب ُرمَّتــه‪.‬‬ ‫أن ‪ %3.9‬فقــط مــن الطلبــة الذيــن‬ ‫ـي أشــارت املعطيــات إىل ّ‬
‫العربـ ّ‬
‫هنالــك مــرّر أخالقــي مــن الدرجــة األوىل ملواجهــة أشــكال‬ ‫يقضــون أوقاتهــم خــارج إطــار املدرســة بفعاليّــات اجتماعيّــة‬
‫‪53‬‬
‫ـارك‬
‫العنــف يف جميــع مجــاالت الحيــاة‪ ،‬وال سـيّما يف اإلطــار املشـ ِ‬ ‫(‪ %5.2‬مــن البنــن مقارنــة بـــ ‪ %2.6‬مــن البنــات‪ .‬ص‪.)126 :‬‬
‫واملؤســس للتنشــئة االجتماعيّــة‪ ،‬وهــو اإلطــار الرتبــويّ ‪ .‬فوجــود‬ ‫ِّ‬ ‫لتبيــان أهميّــة هــذه الفعاليّــات والنشــاطات الالمنهجيــة‪ ،‬تشــر‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫ّ‬
‫العربية إلى وجود مجموعات‬ ‫ّ‬
‫اإلعدادية في المدارس‬ ‫أشار ‪ %35‬من طلبة المرحلة‬
‫ّ‬
‫عنيفة من الطلبة الذين يقومون بمضايقة الطلبة اآلخرين وبالتعرض لهم‬
‫ً‬ ‫وإيذائهم‪ .‬كما َ‬
‫وأعرب ‪ %9‬من الطلبة عن خشيتهم أحيانا من الذهاب إلى المدرسة‪،‬‬
‫وذلك بسبب وجود طلبة آخرين يستخدمون العنف ضدهم‪.‬‬

‫تقــوم بــه «رامــا» ســنويًّا لتحديــد حــدّة الظاهــرة بأبعادهــا‬ ‫جهــاز تربــويّ ناجــع وفاعــل‪ ،‬مــن حيــث تحصيــل الطلبــة‬
‫املختلفــة‪ ،‬دون محاولــة القيــام بخطــوات أخــرى نحــو الوقائيّــة‬ ‫علميًّــا وتزويدهــم بمجموعــة قيميّــة كفيلــة بنموّهــم وتنشــئتهم‬
‫ّ‬
‫املتوفــرة‪.‬‬ ‫والعــاج‪ ،‬بنــاء عــى املعطيــات الكمّ يــة‬ ‫االجتماعــي داخــل املجتمــع‬
‫ّ‬ ‫اجتماعيًّــا‪ ،‬هــو الضمــان للســ ْلم‬
‫كمــا ونلحــظ عــى مســتوى املجتمــع بشــكل عــامّ‪ ،‬وكذلــك‬ ‫الواحــد (أبــو عصبــة‪.)2010 ،‬‬
‫ـأن الــوزارات ذات الشــأن تتبنّــى النظريّــة األمنيّــة‬ ‫املــدارس‪ ،‬بـ ّ‬ ‫ـدريس‬
‫ّ‬ ‫ـأن مشــكلة العنــف املـ‬ ‫كمــا ويجــدر بنــا أن ننــوّه‪ ،‬بـ ّ‬
‫املتمثّلــة باملراقبــة مــن خــال نصــب الكامــرات يف الشــوارع‬ ‫معقــدة ومر ّكبــة واليجــوز أن نَعْ ُزوَهــا إىل عامــل‬ ‫مشــكلة ّ‬
‫واملؤسســات‪ .‬هــذه األمــور‪ ،‬وإ ْن كانــت رضوريّــة يف بعــض‬ ‫ّ‬ ‫واحــد؛ بــل ثمّ ــة مجموعــة عوامــل اجتماعيّــة ونفس ـيّة مقرتنــة‬
‫األماكــن‪ّ ،‬إل أنّهــا ليســت الطريقــة املثــى يف التعامــل مــع‬ ‫ً‬
‫ســابقا)‪ .‬لــذا ينبغــي‬ ‫بهــذه الظاهــرة (كمــا تــ ّم توضيحهــا‬
‫ّ‬
‫واملؤسســات (الرتبويّــة‬ ‫اإلخــال بالنظــام العــا ّم يف املجتمــع‬ ‫أال ّ يقتــر دورنــا عــى االكتفــاء بالحديــث عنهــا ومحاولــة‬
‫منهــا بالــذات) برؤيــة أمنيــة فقــط‪ .‬كمــا وهنــاك فعّ اليّــات‬ ‫طاهــا إىل دراســة عوامــل الخطــورة‬ ‫تفســرها‪ ،‬بــل ال ب ـ ّد أن نتخ ّ‬
‫أن هــذه‬ ‫محــدّدة جــدًّا تقــوم بهــا طواقــم املــدارس‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫متخصصــة لدراســة العوامــل‬ ‫ّ‬ ‫املنبئــة بالعنــف‪ ،‬وإنشــاء مراكــز‬
‫مطلقــا‪ ،‬وال تعتمــد عــى رؤيــة علميّــة‬ ‫ً‬ ‫الفعاليّــات غــر كافيــة‬ ‫ّ‬
‫للتدخــل‬ ‫األساســيّة للوقايــة‪ ،‬ثــ ّم وضــع اســراتيجيات فعّ الــة‬
‫وقائيــة أو عالجيــة‪.‬‬ ‫ـن ومدرســة فعّ الــة‬ ‫ـدريس ِآمـ ٍ‬
‫ّ‬ ‫ـي‪ ،‬يف ســبيل خلــق ج ـ ّو مـ‬ ‫العالجـ ّ‬
‫ســأذكر هنــا بعــض املشــاريع والربامــج‪ ،‬وذلــك وفــق‬ ‫تقــوم بوظيفتهــا ا َملنُوطــة بهــا‪ ،‬ويف النهايــة الوصــول إىل مُرادنــا‬
‫توجّ هــات علميّــة مدعومــة بأبحــاث ودراســات بنــاء عــى‬ ‫ـي القــادر عــى إتاحــة الفرصــة للتقـدّم‬ ‫األشــمل‪ :‬السـ ْلم املجتمعـ ّ‬
‫توجّ هــات ورؤى عــى مســتوى الفــرد والجماعــة‪ .‬تطــرح‬ ‫والتنميــة املجتمعيّــة‪.‬‬
‫طرقــا تســاهم يف الحــ ّد مــن‬ ‫هــذه التوجّ هــات بشــكل عــا ّم ً‬ ‫أن قضيّــة أو ظاهــرة الســلوك العنيــف‪ ،‬كمــا ذكرنــا‬ ‫بمــا ّ‬
‫ـدريس‬
‫ّ‬ ‫الظاهــرة عــى مســتوى املجتمــع العــا ّم واملجتمــع املـ‬ ‫ومعقــدة وعوامــل التنبــؤ بهــا متعـدّدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ووضحنــا ً‬
‫آنفــا‪ ،‬مر ّكبــة‬ ‫ّ‬
‫خــاص‪ ،‬وهــي تعتمــد يف أساســها عــى دراســة‬ ‫ّ‬ ‫بشــكل‬ ‫طــة وقائيّــة أو عالجيّــة يجــب أن تعتمــد عــى تحليــل‬ ‫ـإن أيّ خ ّ‬
‫فـ ّ‬
‫وتحليــل عوامــل الخطــورة املنبئــة بالعنــف (مشــاريع وبرامــج‬ ‫العوامــل وفــق الزمــان واملــكان‪ّ .‬إل أنّنــا ومــن خــال متابعــة‬
‫وقائيّــة) وتحليــل عوامــل الســلوك العنيــف (مشــاريع وبرامــج‬ ‫ومراجعــة الخطــط الوقائيّــة والعالجيّــة التــي تعتمدهــا الجهــات‬
‫والتوســع يف منطلقاتهــا‬ ‫ّ‬ ‫عالجيّــة)‪ .‬ك ّل ذلــك دون الخــوض‬ ‫ذات الشــأن مــن وزارات حكوميــة (األمــن الداخــيّ‪ ،‬وزارة‬
‫ومرجعيّتهــا العلميّــة‪:‬‬ ‫ـي ووزارة االقتصــاد)‪،‬‬ ‫املعــارف‪ ،‬وزارة الشــؤون والرفــاه االجتماعـ ّ‬
‫ـي ّ وأقســامه املختلفــة (قســم املعارف‪ ،‬قســم‬ ‫وكذلــك الحكــم املحـ ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‬ ‫‪ _1‬نهج الوقاية‬ ‫ـي وقســم التخطيــط والصحّ ــة)‪ ،‬هــي خطــط‬ ‫الرفــاه االجتماعـ ّ‬
‫)‪(The prevention approach Social‬‬ ‫تــكاد ال تُذكــر‪ .‬وإن وُجــدت‪ ،‬فهــي غالبًــا خطــط عشــوائيّة وغــر‬
‫الفرضيّــات األساسـيّة‪ :‬العنــف‪ ،‬الجريمــة واإلدمــان مــا هــي‬ ‫ـي بــك ّل مناحيــه‪ .‬أمّ ــا يف‬
‫جديّــة يف تعاملهــا مــع العنــف املجتمعـ ّ‬
‫ّإل عــوارض للتغ ّلــب عــى الظاهــرة‪ ،‬يجــب البحــث عــن جــذور‬ ‫مــا يتع ّلــق بمــا تقــوم بــه وزارة املعــارف‪ ،‬والتــي يقــع ضمــن‬
‫املشــاكل االجتماعيــة‪ .‬وجــذور املشــكلة عــدم ّ‬
‫توفــر العــدل‬ ‫ـإن عملهــا‬ ‫مســؤوليّاتها مــا يحــدث يف جهــاز الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬فـ ّ‬
‫‪54‬‬
‫االجتماعــي‪.‬‬ ‫يقتــر غالبًــا عــى القيــاس والتقييــم‪ ،‬وذلــك مــن خــال مــا‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫مثال بحثي‪ :‬ك ّلما استثمرنا املوارد يف جيل مب ّكرا أكثر‪ّ ،‬‬
‫فإن نسبة‬ ‫ّ‬
‫الظرفية‬ ‫‪ _2‬نهج الوقاية‬
‫التكاليف يف الوقاية والعالج ستكون أق ّل‬ ‫)‪(The Situational Prevention Approach‬‬
‫ـي‪ ،‬هــذا يعنــي االســتثمار‬ ‫عــى املســتوى الرتبــويّ والتعليمـ ّ‬ ‫الفرضيّــات األساســيّة‪ :‬يرتكــز ســلوك العنــف والجريمــة‬
‫بجيــل الطفولــة املب ّكــرة ويف املرحلــة االبتدائيّــة‪ ،‬وذلــك مــن‬ ‫يف مناطــق محــدّدة‪ .‬وهنــاك مواقــف يســلك بهــا الشــخص‬
‫خــال توفــر مربِّيــات بجــودة عاليــة‪ ،‬واالســتثمار املــادّيّ بهــذه‬ ‫ـرات يف البيئــة الفيزيائيّــة‬ ‫املعيــاريّ بســلوك غــر معيــاريّ ‪ .‬وتغـ ّ‬
‫األجيــال‪.‬‬ ‫(املاديّــة) يكــون لــه األثــر الرسيــع واملبــارش عــى الســلوك‪.‬‬
‫‪ _5‬نهج وقاية يستند على المجتمع‬ ‫ـدريس‬
‫ّ‬ ‫يتطلــب العمــل وفــق هــذا النهــج عــى املســتوى املـ‬
‫التعامــل بالعــدل بــن الطلبــة‪ ،‬وترجمــة فعليّــة لتعريــف التعليم‬
‫)‪(Community-based approach‬‬
‫عــى أنّــه منــح الفرصــة لــك ّل طالــب باســتغالل أقــى حــ ّد‬
‫الفرضيــات األساســية‪ :‬تملــك املجتمعــات آليــات «طبيعيّــة»‬
‫مــن القــدرات الذهنيّــة‪ .‬علينــا توفــر أقــى حــ ّد مــن العــدل‬
‫(تقاليــد وأعرافــا) يف القــدرة عــى املحافظــة عــى النظــام‬
‫ـي وتعويــض الطلبــة املســتضعفني بيئيًّــا وأرسيًّــا‪.‬‬ ‫االجتماعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬والحــ ّد مــن ظواهــر العنــف والجريمــة وتعاطــي‬ ‫االجتماعـ ّ‬
‫ّ‬
‫فــإن لألهــايل دو ًرا مركزيًّــا‬ ‫املخــدّرات والوقايــة منهــا‪ .‬لذلــك‬ ‫ّ‬
‫المجتمعية (على مستوى الفرد والجماعة)‬ ‫‪ _3‬نهج تعزيز المناعة‬
‫يف مشــاريع وبرامــج الوقايــة‪ ،‬فهــم مَــن يحــدّد الحاجــة‪،‬‬ ‫)‪(The approach to social resilience‬‬
‫وبمشــاركتهم يمكــن طــرح الحلــول‪.‬‬ ‫فرضيــات أساسـيّة‪ :‬هنــاك عوامــل حصانــة تتع ّلــق بصفــات‬
‫ـي (‪،)Social capital‬‬ ‫الحديــث هنــا عــن رأس املــال االجتماعـ ّ‬ ‫الفــرد ومجموعــة األقــران واملدرســة واملجتمــع‪.‬‬
‫وهــو إجمــايل ّ املــوارد غــر املا ّديّــة لــدى أعضــاء املجتمــع والذيــن‬ ‫يجــب العمــل عــى تقويــة عوامــل الحصانــة يف جميــع‬
‫تربطهــم شــبكة وقنــوات اجتماعيّــة مشــركة‪.‬‬ ‫مناحــي الحيــاة للفــرد‪ ،‬ومــن عوامــل الحصانــة‪ :‬املشــاركة‬
‫إن مشــاركة لجــان األهــايل‪ ،‬وخصوصــا اللجــان األهليّــة‪ ،‬أمــر‬ ‫ّ‬
‫املجتمعيــة والتطـوّع‪ .‬وأمّ ــا عــى مســتوى املدرســة‪ ،‬فيجــب منــح‬
‫رضوريّ جـدًّا‪ ،‬وذلــك لصلتهــم املبــارشة مــع جميــع األهــايل‪ ،‬ومع‬ ‫الحصانــة للطلبــة باالعتمــاد عــى الشــعور باالنتمــاء وااللتــزام‬
‫ـا‪،‬‬‫أيضــا عليهــا أن تكــون رشيـ ًكا فاعـ ً‬‫الســلطة املحليّــة‪ ،‬والتــي ً‬
‫املــدريس مــن خــال املشــاركة الفعليّــة للطلبــة يف‬
‫ّ‬ ‫بالنظــام‬
‫ليــس فقــط يف تقديــم الدعــم املــاديّ للنشــاطات املختلفــة‪ ،‬إنّمــا‬ ‫تحديــد األنظمــة والقوانــن املدرســيّة‪ .‬كمــا وتعنــي الرتبيــة‬
‫أيضــا يف طــرح وتفعيــل مشــاريع وبرامــج بيداغوغيّــة‪.‬‬‫ً‬
‫لالنتمــاء مــن خــال املبــادرات املختلفــة واملشــاركة املجتمعيّــة‬
‫لتعزيــز قيمــة التطــوّع والعطــاء لديهــم‪.‬‬
‫تلخيص‬
‫ّ‬
‫التنموي‬ ‫‪ _4‬نهج الوقاية‬
‫يشــهد جهــاز الرتبيــة والتعليــم يف إرسائيــل ارتفاعً ــا ملحو ً‬
‫ظــا‬
‫الطــاب يف جميــع مراحــل‬ ‫ّ‬ ‫يف الســلوكيّات العنيفــة مــن قِ بّــل‬ ‫)‪(Prevention in a developmental approach‬‬
‫ً‬
‫انعاكســا للعنــف‬ ‫ّ‬
‫املــدريس ليــس إل‬
‫ّ‬ ‫التعليــم‪ .‬هــذا العنــف‬ ‫الوقائــي بالــذات‬
‫ّ‬ ‫فرضيّــات أساســيّة‪ :‬توجيــه العمــل‬
‫ـي بشــكل عــامّ‪.‬‬‫املجتمعـ ّ‬ ‫للســنوات األوىل لحيــاة الفــرد‪ ،‬لعــدم وجــود تجربــة ســابقة‬
‫‪55‬‬
‫املــدريس ســلوكيّات تتضمّ ــن اإلســاءة‬
‫ّ‬ ‫ونقصــد بالعنــف‬ ‫بالســلوك العنيــف أو الســلوكيّات الخطــرة األخــرة‪.‬‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
‫نلمس في الفترة األخيرة زيادة الخوف من انتشار ظاهرة العنف بشكل غير مسبوق‪،‬‬
‫ّ‬
‫التربوي إلى هذا‬ ‫يؤد إلى الشروع بتحليل األسباب والتي أوصلت الجهاز‬ ‫ّإل ّ‬
‫أن هذا لم ِّ‬
‫ّ‬
‫الوضع (أي القفز عن العوامل المختلفة)‪ ،‬والذهاب إلى محاولة إعطاء حلول مسكنة‬
‫في أحسن األحوال‪.‬‬

‫ـص الطالــب‪ ،‬وتدنّــي‬ ‫الحــوار بــن الطالــب واألهــل يف أمــور تخـ ّ‬ ‫اللفظيّــة أو الجســديّة ألشــخاص‪ ،‬وذلــك باســتعمال الــكالم‬
‫ـاب الذيــن يمارســون نشــاطات اجتماعيّــة خــارج‬ ‫نســبة الطـ ّ‬ ‫البــذيء أو التهديــد أو األســلحة بأنواعهــا‪ ،‬أو مــن خــال‬
‫إطــار املدرســة مقارنــة بنظرائهــم يف الوســط اليهــوديّ ‪ .‬تســاهم‬ ‫التواصــل عــر الشــبكة العنكبوتيّــة‪ .‬وممكــن أن يمــا َرس العنــف‬
‫هــذه األمــور وأمــور غريهــا يف ارتفــاع العنــف يف املجتمــع‬ ‫املــدريس بتخريــب ممتلــكات أو رسقتهــا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ـي‪.‬‬
‫العربـ ّ‬ ‫ـدريس‪ ،‬قضيّــة‬
‫ـي‪ ،‬بمــا يف ذلــك املـ ّ‬ ‫إن قضيّــة العنــف املجتمعـ ّ‬ ‫ّ‬
‫العربــي عامّ ــة‪ ،‬ويف‬
‫ّ‬ ‫إن ارتفــاع نســبة العنــف يف املجتمــع‬ ‫ّ‬ ‫معقــدة ومر ّكبــة ولهــا مسـبّبات وعوامــل اجتماعيّــة‪ ،‬اقتصاديّــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املؤسســات الرتبويّــة والتعليميّــة كنتيجــة لذلــك‪ ،‬لــم يعا َلــج‬ ‫ّ‬ ‫فــإن هنــاك عــدّة عوامــل منبئــة‬ ‫ّ‬ ‫سياســيّة ونفســيّة‪ .‬وعليــه‪،‬‬
‫مــن قِ بَــل الــوزارات الحكوميّــة والحكــم املحـي ّ كمــا يجــب‪ ،‬بــل‬ ‫املــدريس؛ كالعوامــل النفســيّة واألرسيّــة واملدرســيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للعنــف‬
‫اقتــر غالبًــا عــى القيــاس والتقييــم دون القيــام بخطــوات‬ ‫ّ‬
‫وعوامــل مرتبطــة باألقــران وأخــرى تتعلــق باملجتمــع والبيئــة‪.‬‬
‫وقائيّــة أو عالجيّــة‪ .‬لكــن هــذه القضيّــة تحتــاج وبإلحــاح‪ ،‬إىل‬ ‫أن مســتويات العنــف يف إرسائيــل‬ ‫تشــر دراســات عديــدة إىل ّ‬
‫مشــاريع وقائيّــة وعالجيّــة شــاملة‪ ،‬تعتمــد عــى تحليــل العوامــل‬ ‫عاليــة مقارنــة مــع دول أخــرى يف العالــم‪ ،‬ويعــزو البعــض‬
‫املســبّبة وفــق الزمــان واملــكان‪.‬‬ ‫األمنــي يف الدولــة‪ .‬وأمّ ــا يف الوســط‬
‫ّ‬ ‫ذلــك إىل وجــود التوتّــر‬
‫هنالــك مشــاريع وبرامــج مقرتَحــة‪ ،‬بُ ِنيَــت وفــق توجّ هــات‬ ‫ـي يف إرسائيــل فاالرتفــاع ملحــوظ يف منســوب العنــف فيــه‪،‬‬ ‫العربـ ّ‬
‫علميّــة مدعومــة بأبحــاث ودراســات‪ ،‬تطــرح ً‬
‫طرقــا تســاهم يف‬ ‫ً‬
‫لدرجــة أنــه أصبــح يسـبّب قلقــا‪ ،‬وغــدا مــن القضايــا الرئيســة‬ ‫ّ‬
‫الحــ ّد مــن الظاهــرة عــى مســتوى املجتمــع عامّ ــة واملدرســة‬ ‫التــي يعانــي منهــا املجتمــع يف جميــع مناحــي الحيــاة‪ ،‬ومنهــا‬
‫عــى وجــه الخصــوص‪ ،‬منهــا‪:‬‬ ‫املؤسســات الرتبويّــة تتصد ّرهــا املدرســة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة هنــا‬ ‫ّ‬
‫نهــج الوقايــة االجتماعيّــة ويهــدف إىل توفــر العــدل‬ ‫ّ‬
‫إىل أن الدراســات حــول العنــف شــحيحة جــدًّا فيمــا يتعلــق‬
‫ـي عــى تطبيــق العــدل‬ ‫ـي‪ ،‬ونهــج الوقايــة الظرفيّــة املبنـ ّ‬
‫االجتماعـ ّ‬ ‫ـاب عــى خلفيّــة ثقافيّــة أو قوميّــة‪.‬‬ ‫بطـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بــن جميــع الطــاب وتوفــر الفــرص لــكل طالــب بحســب‬ ‫وفــق معطيــات رســميّة نرشتهــا «رامــا» هنــاك نســبة كبــرة‬
‫قدراتــه وظروفــه‪ ،‬وكذلــك نهــج تحديــد املناعــة املجتمعيّــة‬ ‫ـي يعانــون مــن ممارســة العنــف‬ ‫ـاب يف الوســط العربـ ّ‬ ‫مــن الطـ ّ‬
‫وأساســه تعزيــز املشــاركة والشــعور باالنتمــاء‪ ،‬ونهــج الوقايــة‬ ‫ـاب آخريــن‪ .‬ويف دراســة واســعة شــملت‬ ‫ضدّهــم مــن قِ بَــل طـ ّ‬
‫التنمــويّ ويرنــو إىل االســتثمار بجيــل الطفولــة‪ ،‬وهنــاك نهــج‬ ‫عيّنــة كبــرة مــن طــاب جميــع املراحــل التعليميّــة يف الوســط‬
‫وقايــة يســتند إىل املجتمــع وهدفــه مشــاركة األهــايل والســلطة‬ ‫العربــي‪ ،‬أُشــر إىل عــدّة عوامــل تؤثّــر عــى شــعور الطلبــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املحليّــة يف طــرح وتفعيــل برامــج تربويّــة‪.‬‬ ‫وبالتــايل عــى مســتويات العنــف يف ســلوكهم‪ ،‬مثــل صعوبــة‬

‫‪56‬‬

‫عدد ‪٧٧‬‬
• Feinberg, T. & Robey, N. What happens at school or off- ‫المراجــــــــع‬
campus, cyberbullying disrupts and affects
all aspects of students’ lives. Principal Leadership, September,
2008, 10-14. ‫املراجع بالعربية‬
• Haj-Yahia, M. M; Musleh, K; Haj-Yahia, Y. M. “The incidence
of adolescent ‫ «ظاهــرة العنــف لــدى الطلبــة يف جهــاز الرتبيــة‬..‫ خالــد‬،‫•أبــو عصبــة‬
• maltreatment in Arab society and some of its psychological 4-1 ‫) ص‬2010( ،‫ حيفــا‬،‫ مــدى الكرمــل‬،‫ مجلــة جــدل‬،»‫والتعليــم‬
effects”. Journal of ‫ إصــدار‬:‫ النــارصة‬،‫ الرتبيــة للقيــم يف مجتمــع مــأزوم‬.‫ خالــد‬،‫•أبــو عصبــة‬
• Family. Vol. 23(2002), p 1032–1064. .2012 ،‫معهــد مســار‬
• Henry, B., Avshalom, C., Moffitt, T.E. and Silva, P.A. ‫»تصــوّرات مع ّلمــي املــدارس فــوق‬..‫ خالد‬،‫ شــفاء وأبــو عصبــة‬،‫•أشــقر‬
“Temperamental and familial predictors of violent and non- ‫اإلبتدائيّــة العــرب يف مركــز البــاد لظاهــرة التنمُّ ــر الشــبكي وطــرق‬
violent criminal convictions: Age 3 to age 18”. Developmental ،)1( 21 ‫ مجلــة جامعــة (أكاديميــة القاســمي) العــدد‬،»‫•التعامــل معهــا‬
Psychology, 32 (1996), p 614-623 64-35 :‫ ص‬،)2018(
• Kaplan, A. & Maehr, M. L. “Achievement goals and student
well-being. Contemporary Educational Psychology”, 24 ‫املراجع باالنكليزية‬
(1999) p 330-358.
• Laursen, B., & Hartl, A. C. “Understanding loneliness during • Abu-Asbah, Khaled. Intergenerational gaps in digital
adolescence: Developmental changes that increase the risk of understanding and skills in
• Palestinian society in Israel, Education and Information
perceived social isolation”. Journal of Adolescence, 36,
Technologies,  23(1) (2018), p1-16
(2013), p 1261–1268. • Beck, J. S. Cognitive Therapy for Challenging Problems: What to
• Litwack, S. D., Aikins, J. W., & Cillessen, A. H. N. “The Distinct Do When the Basics Don’t Work, New York: Guilford, 2005.
Roles of Sociometric and Perceived Popularity in • Belfi, B., Goos, M., De Fraine, B., & Van Damme, J. The effect of
Friendship: Implications for Adolescent Depressive Affect class composition by gender and ability on secondary school
students’ school well-being and academic self-concept: A
and Self-Esteem”. Journal of Early Adolescence 32(2),
literature review. Educational Research Review, 7 (2012), p 62-74.
(2012), p 226–251.
• Benbenishty, R. & Astor, R.A., School violence in context:
• Loeber, R. and Hay, D.F. “Key issues in the development of
Culture, neighborhood, family, school and gender. New
aggression and violence from childhood to early
York: Oxford, (2005).
adulthood”. Annual Review of Psychology, 48 (1996), p 371-410.
• Bronfenbrenner, U. “Basic concepts” In U. Bronfenbrenner
• McDaniel. T and Radesky, J. “Technoference: Parent (Ed.). The Ecology of Human Development.
Distraction with Technology and Associations with Child Cambridge: Harvard University Press (1979), p 3-15.
Behavior Problems”, Child Development (2018), p 100-109 • Campbell, Marilyn A. Cyber bullying and young people:
• Mercken L., Steglich. C., Knibbe, R., & De Vries, H. “Dynamics Treatment principles not simplistic advice. In www.scientist-
of friendship networks, alcohol use in early, and mid- practitioner.com, Paper of the week 23rd February 2007.
adolescence”. Journal of Studies on Alcohol & Drugs,73, • Crwin, R.L. & Mendler, A.N. Discipline with dignity.
(2012), p 99-110. Alexandria, Va: Association of Supervision and
• Milevsky, A., Schlechter, M., Netter, S., & Keehn, D. “Maternal Curriculum Development, 1988, p 27-28
and Paternal Parenting Styles in Adolescents: • Dishion, T. J., & Tipsord, J. M. “Peer Contagion in Child and
Associations with Self-Esteem, Depression and Life Adolescent Social and Emotional Development.
Satisfaction”. Journal of Child and Family Studies, 16, Annual review of psychology”, 62, (2011), p 189-214.
(2007), p 39-47. • Dunaway, R. G., Cullen, F. T., Burton JR., V. S., & Evans, D. T.
• Molcho, M., Harel, Y., Dina, L.O. “Substance use and youth “The myth of social class and crime revised: An examination of
violence. A study among 6th to 10th grade Israeli school class and adult criminality”. Criminology 38 (2000), p 589-632. 
children”. International Journal of Adolescent Medicine • Eccles, J. S., & Barber, B. L. “Student council, volunteering,
and Health, 16 (2004), p 239–251. basketball, or marching band: What kind of extracurricular
• Murdock, T. B. “The social context of risk: Status and involvement matters?”, Journal of Adolescent
motivational predictors of alienation in Research, 14 (1999), p 10–43.
middle school”. Journal of Educational Psychology, • Eccles, J. S., Barber, B. L., Stone, M., & Hunt, J. “Extracurricular
91(1), (1999), p 62-75 activity and adolescent development”.
• Outham-Gerow, M. and Kendall, P. C. “Cognitive-Behaviour Journal of Social Issues, 59, (2003), p 565–889.
Therapy with Youth: Advances, Challenges, and • Eck, John and Weisburd, David. (Eds.), Crime and Place:
57 Future Directions,” Clinical Psychology & Psychotherapy 7 Crime Prevention Studies, 4 Monsey, NY: Willow Tree
(5), (2000) p 343–366. Press, 1995.

٧٧ ‫عدد‬
• Willard, N. Educator’s guide to cyberbullying: Addressing the • Olweus, D. “Stability of aggressive reaction patterns in males: A
harm caused by online social cruelty, 2014. review”. Psychological Bulletin,86,(1979),p852-875.
Downloaded February 20, 2020 from: • Patchin, J.W. & Hinduja, S. “Traditional and nontraditional
• http://www.asdk12.org/MiddleLink/AVB/bully_topics/ bullying among youth: A test of general strain theory”.
EducatorsGuide_Cyberbullying.pdf Youth and Society, 43, (2011), p 727-751.
• Wells, L.E. and Rankin J.H. “Direct parental controls and • Pickett, S. Kelly, E. Brunner, T. Lobstein, R. Wilkinson.
delinquency”. Criminology, 26, (1988), p 263-285. “Wider income gaps, wider waistbands? an ecological study
• Ybarra, M.L. “Linkage between depressive symptomatology of obesity and income inequality.” Journal of Epidemiology &
and internet harassment among young regular Internet Community Health, 59, (2005), p 670-674
users”. Cyberpsychology and Behavior, 7, (2004) 247-257. • Rochelle F. Hentges and Ming-Te Wang. “Gender Differences
• Zambon, A., Morgan, A., Vereecken, C., Colombini, S., Boyce, in the Developmental Cascade from Harsh Parenting to
W., Mazur, J., Lemma, P., & Cavallo, F. “The contribution of Educational Attainment: An Evolutionary Perspective.” Child
club participation to adolescent health: evidence from six Development, Volume 89, (2), (March/April 2018), p 397–413.
countries”. Journal of Epidemiology & Community Health, • Romer, D., & Hennessy, M. A. “Biosocial-affect model for
64(1), (2010), p 89–95. adolescent sensation seeking: the role of affect
evaluation and peer group influence in adolescent drug use”.
Society for Prevention Research, 8, (2007), p 89-101.
‫املراجع بالعربية‬ • Schmalleger, Frank. Criminology Today: An Integrative
Introduction, 5th Edition, Prentice Hall, 2009.
-‫ عوامــل مؤثــرة عــى تقليــل املســلكيات الخطــرة‬.‫ أرنــون‬،‫•ادلشــتاين‬ • Smith, P.K., Mahdavi, J., Carvalho, M., Fisher, S., Russell, S. &
‫ منيتــوك لشــيلوب (مــن الفصــل إىل‬.»‫بحــث تقييمــي ملــروع «ســيكوييم‬ Tippett, N. “Cyberbullying: Its nature and impact in secondary
.98-75 .‫ ص‬،)2010( 1 ‫ رقــم‬،)‫الدمــج‬ school pupils”. Journal of Child Psychology and Psychiatry,
‫ منــع‬.‫ منــى‬،‫ رون؛ خــوري كســابري‬،‫ رامــي؛ آبــي أســتور‬،‫•بنفنيســتي‬ 49, (2008), p 376-385.
،‫ ورقــة موقــف‬،‫ اقــراح لسياســة‬-‫العنــف ومجابهتــه يف جهــاز التعليــم‬ • Smokowski, P. R., Rose, R. A., & Bacallao, M. “Influence of risk
.114 -93 ‫ ص‬،)2008( ،46 ‫أوراق‬ factors and cultural assets on Latino adolescents’
‫ الظاهــرة وحجمهــا يف‬:‫ العنــف داخــل املــدارس‬.‫ ر‬،‫؛ دغانــي‬.‫ آ‬،‫•دغانــي‬ trajectories of self-esteem and internalizing symptoms”.
:‫ تــل أبيــب‬.‫ يافــا‬-‫جهــاز التعليــم ويف الحيّــز البلــدي ملدينــة تــل أبيــب‬ Child Psychiatry & Human Development, 41, (2010),
.1990 ،‫ض‬.‫ معهــد الدراســات الحيــز م‬،‫ديوكارتوغرافيــا‬ p 133-155.
‫ الجوانــب البيئيــة للعنــف يف‬.‫ حبيــب فــرد‬-‫ دانــي؛ نئمــان‬،‫•جمــي‬ • Van Houtte M. “Global self-esteem in technical/vocational
‫ زمــان‬.‫مؤسســات تعليميــة وتأثريهــا عــى شــعور الطــاب باألمــان‬ versus general secondary school tracks: A matter of
.)2015( ‫حينــوخ‬ gender”, Sex Roles, 53, (2005), p 753-761.
‫ شــاي؛‬،‫ نوعــا؛ لوبــل‬،‫ صــويف؛ شــتاينمتس‬،‫•فيــش هرئيــل يــويس؛ وولــش‬ • Vazsonyi, A. T., & Belliston, L. M. “The Cultural and
،‫ صحــة‬:‫ ألشــبيبة يف إرسائيــل‬.‫ جــاك‬،‫ ريكــي؛ حبيــب‬،‫ يئــر؛ تســلر‬،‫رايــز‬ Developmental Significance of Parenting Processes
‫رفــاه نفــي واجتماعــي وأنمــاط ســلوك خطــرة يف أوســاط الشــبيبة يف‬ in Adolescent Anxiety and Depression Symptoms”. Journal of
‫ جوينــت‬-‫ كليــة الرتبيــة ومعهــد مايــرز‬،‫ جامعــة بــار إيــان‬.‫إرسائيــل‬ Youth and Adolescence, 35, 15, (2006).
.2014 ،‫بروكدايــل يف القــدس‬ • Webster, Colin and Kingston, Sarah . Poverty and Crime,
‫ نظريــات بحــث‬:‫ علــم الجريمــة‬.‫ م‬،‫ وأدار‬.‫؛ راهــاف ج‬.‫ ش‬،‫•شــوهم‬ Review Centre for Applied Social Research (CeASR) Leeds
.2004 ،‫ أصــدار شــوكن‬:‫ القــدس‬.‫وتطبيــق‬ Metropolitan University, 2014.
‫ تقريــر البيئــة‬.)‫ (را»مــا‬-‫•الســلطة القطريــة للقيــاس والتقييــم‬ • Wilson, J. & Keeling, G.L. “Broken Windows”, The Monthly
.2019 ،‫ وزارة املعــارف‬،‫ تــل أبيــب‬،2019 -‫التدريســيّة‬ Atlantic249 (3) (1982), p 29-38.

58

٧٧ ‫عدد‬

You might also like