Professional Documents
Culture Documents
العنف المدرسي في التعليم العربي- طرق الوقاية والعلاج - خالد ابو عصبة
العنف المدرسي في التعليم العربي- طرق الوقاية والعلاج - خالد ابو عصبة
ّ
*
خالد أبو عصبة
ّ
العربي: ّ
المدرسي في التعليم العنف
أسبابه ،طرق الوقاية والعالج
البيئــة املدرسـيّة ،ويف هــذا الســياق يقــول أبــو عصبــة (:)2012 ّ
المقدمـة
الحــق ،حتّــى لــو تم ّكنــتَّ ُ
املدرســة ،وال تملــك «ال تســتطيع ـي يف إرسائيــل ارتفاعً ــا
يشــهد جهــاز الرتبيــة والتعليــم العربـ ّ
مــن فصــل ذاتهــا عــن بيئــة تعمــل بهــا ،أن تبقــى غــر آبهــةٍ ظــا يف الســلوكيّات العنيفــة مــن قِ بَــل الطلبــة يف جميــع ملحو ً
ملــا يحــدث يف محيطهــا» (ص .)38:فمــن غــر املمكــن عــزل أيّ مراحــل التعليــم .هــذا الســلوك العنيــف غــر منفصــل عــن
ظاهــرة اجتماعيّــة عــن الظواهــر األخــرى يف املجتمــع؛ فالفكــر الســلوكيات الصحّ يَّــة الســلبيّة األخــرى واآلخــذة يف االزديــاد
ـي يرتبــط ،وبشــكل ـي ومنــه الفكــر الرتبــويّ -التعليمـ ّ املجتمعـ ّ أيضــا ،كمــا تشــر جميــع املســوحات والدراســات ذات الشــأن ً
ّ
وثيــق ،بمــا يحــدث يف املجتمــع بــكل حيثيّاتــه ،كمــا يقــول (مثــل :تعاطــي املخــدّرات ،تنــاول الكحــول ،الرسقــة والغــشّ
«إن الرتبيــة هــي الحيــاة»؛ أي إنّــه مــن الخطــأ بمــكان، ديــويّ : إلــخ.)...
النظــر إىل العمليّــة الرتبويّــة والتعليميّــة كعمليّــة حياديّــة إن تفاقــم الســلوك العنيــف يف املدرســة العربيّــة لــم يحــدثّ
ـي، منفصلــة عــن الحيــاة االجتماعيّــة ب ُرمَّتهــا؛ فالعنــف املجتمعـ ّ صدفــة ،إنّمــا هــو انعــكاس للعنــف املجتمعـ ّ
ـي بشــكل عــامّ؛
عــى جميــع أشــكاله ،يؤثّــر وينعكــس عــى مــا يــدور يف إن هنــاك تأثــرًا مبــارشًا للبيئــة املجتمعيّــة الحاضنــة عــى أي ّ
االجتماعــي
ّ املؤسســات التعليميّــة والرتبويّــة ،وعــى املنــاخ ّ
املؤسســات.والتعليمــي يف هــذه ّ
ّ * محــارض متخصــص يف الرتبيــة والتدريــس ،ومــرف أكاديمــي يف
الدّراســات العليــا يف الجامعــة العربيــة األمريكيــة ،ومديــر معهــد 46
ّ
ومــع ذلــك ،ورغــم تبنينــا لوجهــة النظــر االجتماعيــة البيئيّــة «مســار» لألبحــاث االجتماعيــة.
عدد ٧٧
ّ العربي اليوم من ّ
ّ ُ
الحياتية التي أهم القضايا تعتبر ظاهرة العنف في المجتمع
ّ
وتعد ظاهرة ّ
التربوية. ّ
المؤسسات تستوجب المواجهة ،بما في ذلك العنف في
ّ ّ
أهم المشكالت ،فهي تهدد صحة وسالمة الطلبة من جميع المدرسي من ّ
ّ العنف
التربوي بالمهامّ
ّ ّ ّ
الفئات والمراحل التعليمية ،وتؤثر بشكل مباشر على قيام الجهاز
ُ
التي من أجلها أقيم.
عــى هــذه الدراســات ،ومــن ثـ ّم وضــع تخطيــط مشــاريع وبنــاء ـر ومع ّلــل للظواهــر االجتماعيــةّ ،إل أنّنــا ال يمكننــا االكتفــاء
كمفـ ّ
ّ
للتدخــل برامــج فعّ الــة ِوفــق ر ًؤى ومنطلقــات علميّــة عديــدة ـي ،وبهــذاـدريس إىل العنــف املجتمعـ ّ باألمــر ،وأن نَعــزو العنــف املـ ّ
بغــرض الحـ ّد مــن الظاهــرة ،أو عــى األقـ ّل تخفيــف حدّتهــا .ك ّل نح ـ ّرر أنفســنا مــن عنــاء البحــث عــن عوامــل أخــرى .يف هــذا
ـدريس آمــن ومدرســة فاعلــة تقــوم هــذا مــن أجــل خلــق جـ ّو مـ ّ الســياق ،يجــب التعامــل مــع ســلوكيّات الطلبــة العنيفــة عــى
بوظيفتهــا املنوطــة بهــا ،ثــ ّم الوصــول يف النهايــة إىل مرادنــا أنّهــا عــوارض ملشــكالت عميقــة أكثــر ،ومــا الســلوكيات الظاهرة
ـي القــادر عــى إتاحــة األوســع واألشــمل ،أال وهــو السـ ْلم املجتمعـ ّ (العنــف) ّإل بمثابــة عــوارض تنـ ّم عــن تلــك املشــكالت العميقــة.
الفرصــة للتق ـدّم والتنميــة املجتمعيّــة. تُعتــر ظاهــرة العنــف يف املجتمــع العربـ ّ
ـي اليــوم مــن أه ـ ّم
فــإن هنالــك مــرّرا أخالقيّــا مــن الدرجــة األوىل ّ وعليــه، القضايــا الحياتيّــة التــي تســتوجب املواجهــة ،بمــا يف ذلــك
ملواجهــة أشــكال العنــف يف جميــع مجــاالت الحيــاة ،وبالــذات املؤسســات الرتبويّــة .وتع ـ ّد ظاهــرة العنــف املـ ّ
ـدريس العنــف يف ّ
إنســاني كان ،وهــو القطــاع
ّ يف القطــاع ّ
املؤســس أليّ مجتمــع مــن أه ـ ّم املشــكالت ،فهــي ته ـدّد صحّ ــة وســامة الطلبــة مــن
ـي ناجــع مــن حيــث تحصيــل الرتبــويّ ؛ فجهــاز تربــويّ وتعليمـ ّ جميــع الفئــات واملراحــل التعليميّــة ،وتؤثّــر بشــكل مبــارش عــى
ـي داخــل الطلبــة علميًّــا وقيميًّــا هــو الضمــان للســلم االجتماعـ ّ قيــام الجهــاز الرتبــويّ باملهــا ّم التــي مــن أجلهــا أُقيــم .تتمثــل
املجتمــع الواحــد. هــذه املهــا ّم أ ّوال ً ببلــورة شــخصيّة متماســكةٍ وكاملــةٍ ّ
لطلبهــا
ـي.
وبرفــع تحصيلهــم العلمـ ّ
المدرسي وارتفاع ّ
حدته ّ مفهوم العنف ـدريس مــن خالل بعــض األنمــاط الســلوكيّة يظهــر العنــف املـ ّ
ال يوجــد تعريــف واحــد مح ـدّد للعنــف؛ فقــد ت ـ ّم تعريفــه املختلفــة ،ســواء مــع األقــران أم مــع املد ّرســن أم التع ـدّي عــى
عــادة مــن قبــل الباحثــن وفــق مــا قامــوا بدراســته مــن ســلوك ممتلــكات املدرســة ( .)vandalismتكمــن أهميّــة التعامــل مــع
أن هنــاك تعريفــا واســعا يشــمل جميــع الســلوكيّات ـنّ .إل ّ معـ ّ املــدريس بالحفــاظ أو ًّل عــى ســامة الطلبــة ّ ظاهــرة العنــف
العنيفــة يف الجهــاز الرتبــويّ « :ســلوك مقصــود يهــدف إىل جســديًّا ونفســيًّا ،وضمــان عــدم وقــوف هــذا الســلوك عثــرة
ظفــي املــدارس أو اإلرضار ،عاطفيًّــا أو جســديًّا ،تجــاه مو ّ املؤسســة الرتبويّــة،
أمــام الجهــود الراميــة إىل تحقيــق أهــداف ّ
املمتلــكات أو املع ـدّات املدرس ـيّة» (بنفنســتي وآخــرون.)2008 , وذلــك بعــدم تجاهــل مــا يحــدث مــن عنــف بــل العمــل عــى
يتضمّ ــن هــذا الســلوك هــذه املكوّنــات ،ومــن الواضــح ّ
أن ألن التســاهل أو التغــايض عــن الســلوك العنيــف يف كبحــهّ ،
حادثــة واحــدة مــن الســلوك العنيــف قــد تحتــوي عــى عــدّة ـي.
املدرســة يــؤدّي إىل زيــادة العنــف املجتمعـ ّ
منهــا: عنــد تنــاول موضــوع العنــف علينــا أن نعــي أنّنــا نقــف
اللفظــي :املقصــود اســتخدام األلفــاظ النابيــة
ّ _1العنــف معقــدة ومر ّكبــة ال ترجــع إىل عامــل واحــد ،وإنّمــاأمــام مشــكلة ّ
(«الشــتائم»)واإلهانــة(بمــايفذلــكاملقاطعــةاالجتماعيّــة). هنــاك مجموعــة عوامــل اجتماعيّــة ،اقتصاديّة ،سياسـيّة ونفسـيّة
_2التهديــدات املبــارشة وغــر املبــارشة ،بمــا يف ذلــك التخويــف مرتبطــة بهــذه الظاهــرة .مــن هنــا ينبغــي ّأل نكتفــي بالوقــوف
والتنمّ ــر ( ،)Bullyingتشــويه الســمعة ،اإلذالل ،والبلطجــة طــى النقــاش وأن عنــد مناقشــة الظاهــرة ،بــل علينــا أن نتخ ّ
الجنســية .Sexual bullying نتّجــه إىل دراســة عوامــل الخطــورة املنبئــة بالعنــف ،ثـ ّم وضــع
47
_3اإلصابات الجسديّة؛ كالدفعات والركالت والرضبات. اســراتيجيات للتعامــل مــع العوامــل األساســية للوقايــة بنــاء
عدد ٧٧
تم تعريفه عادة من قبل الباحثين وفق ّ
محدد للعنف؛ فقد ّ ال يوجد تعريف واحد
ّ ّ ّ
ما قاموا بدراسته من سلوك معين .إل أن هناك تعريفا واسعا يشمل جميع
التربوي« :سلوك مقصود يهدف إلى اإلضرار،ّ ّ
السلوكيات العنيفة في الجهاز
ّ ّ ّ ًّ ًّ
المدرسية» المعدات جسديا ،تجاه موظفي المدارس أو الممتلكات أو عاطفيا أو
(بنفنستي وآخرون.)2008 ,
الفوضــويّ .disruptiveأمّ ــا الســلوك األوّل (نقــص االنضبــاط) _4اِســتخدام األســلحة بجميــع أنواعهــا (األســلحة الناريّــة
فيمكــن التح ّكــم بــه ،وأمّ ــا الســلوك الثانــي (الســلوك غــر والســكاكني وغريهــا مــن األدوات الحــادّة والهــراوات
ّ
الصــف أو يف املناســب) فيشــر إىل ســلوك غــر مقبــول يف والحجــارة) للتهديــد والــرب.
املدرسة؛كاســتخدام ألفــاظ بذيئــة وعــدم احــرام خصوصيّــات _5إتالف املمتلكات بغرض التخريب ،أو رسقتها.
اآلخريــن ،وأمّ ــا الســلوك الثالــث (الفوضــويّ ) هــو ســلوك ال ـي ،ونــر الشــائعات ـي؛ كالتحــ ّرش اللفظـ ّ
_6االعتــداء الجنـ ّ
يراعــي القواعــد واألنظمــة املدرســيّة (لدرجــة التمــ ّرد عليهــا) املهينــة ،والتلميحــات الجنس ـيّة ،واالتّصــال الجســديّ غــر
والتــي تؤثّــر ســلبيًّا عــى العمليّــة التعليميّــة ،ويُســتثنى منهــا املرغــوب فيــه.
العــدوان الجســديّ املبــارش والرسقــة؛ أي يقتــر الســلوك عــى ّ
الطــاب لديهــم القابليّــة أن جميــعلكــن علينــا ّأل نعتــر ّ
ـي (كالتح ـدّث بــدون ّ
الصفـ ّ املشــكالت املتّصلــة بضبــط الســلوك
ملمارســة الســلوك العنيــف؛ إذ تشــر دراســة كــراون ومندلــر
ـف متأخـ ًرا ،ومغــادرة الصـ ّ إذن ،اللعــب أثنــاء الــدرس ،الوصــول ّ
( )Crwin & Mendler, 1988أنّــه ،وبصفــة عامــة ،يمكــن
دون اســتئذان مــن املــد ّرس). تقســيم طلبــة املــدارس يف ســياق الســلوك العنيــف إىل ثــاث
ـدريس) فيشــمل ّ ـدريس العنيــف (العنــف املـ
ّ أمّ ــا الســلوك املـ مجموعــات:
اإلســاءة اللفظيّــة والجســديّة (التهديــد باألســلحة أو االســتعمال %80مــن الطــاب نــاد ًرا مــا يقومــون بتعــدّي القواعــد
ـاب اآلخريــن، ـي لهــا) ض ـ ّد العاملــن يف املدرســة والطـ ّ
الحقيقـ ّ وتجــاوز الحــدود املتعــارف عليهــا يف ثقافــة املدرســة (القواعــد
كمــا أنّــه يشــمل ارتــكاب الجرائــم ،كالتخريــب املتعمّ ــد املتعــارف عليهــا) %15 .يقومــون بتعــدّي القواعــد وتجــاوز
للممتلــكات العامّ ــة (مثــل ممتلــكات املدرســة) أو تخريــب الحــدود عــى أســاس منتظــم عــن طريــق رفــض القواعــد
أغــراض اآلخريــن عمــدًا أو نهبهــا. والحــدود ومقاومــة الضوابــط املتعــارف عليهــا يف املدرســة .أمّ ــا
أيضــا بأنّــه ومــع التطــوّر كمــا ويجــب أن نذكــر ً ـاب يقومــون دائ ًمــا بتع ـدّي القواعــد الـــ %5األخــرة مــن الطـ ّ
التكنولوجــي الرسيــع يف الســنوات األخــرة ،واتّســاع انتشــار ّ ـاب يكونــون وكــر القوانــن وتجــاوز الحــدود ،وهــؤالء الطـ ّ
ـاب املــدارس، النقالــة ،تط ـوّرت بــن طـ ّالحواســيب والهواتــف ّ ـا الرتــكاب أفعــال العنــف داخــل املدرســة ً
وأيضــا أكثــر ميـ ً
عــى مســتوياتها املختلفــة ،ظاهــرة جديــدة أعطاهــا الباحثــون خارجهــا.
ـبكي ،أو
ـبكي أو ظاهــرة العنــف الشـ ّ اســم ظاهــرة التنمــر الشـ ّ ـأن هــذا ســلوك عنيــف، يبقــى الســؤال :حــن نقــول بـ ّ
ظاهــرة املعاكســات عــى الشــبكة كمــا يســمّ يها البعــض .يعـ ّرف أيّ ســلوك وبــأيّ مســتوى نقصــد؟ وهــل ك ّل ســلوك غــر ســويّ
الباحثــون هــذه الظاهــرة عــى أنّهــا ســلوك عدوانـ ّ
ـي موجّ ــه ،يت ّم هــو بالــرورة ســلوك عنيــف؟ الجــواب عــى هــذه األســئلة
مــن خــال الوســائل اإللكرتونيّــة الحديثــة املختلفــة مــن أجــل هــو ال بالطبــع .يجــب أن نميّــز بــن مســتويات مــن الســلوك
اإلذالل ،اإلهانــة ،التحقــر ،التهديــد أو إربــاك الغــر .ويكــون غــر الســويّ وبــن العنــف؛ فهنــاك ثالثــة أنــواع مــن الســلوك
هــذا الســلوك متك ـ ّررا ً عــى فــرة زمنيّــة طويلــة ض ـ ّد الطالــب املــرادف للســلوك العنيــفّ ،إل أنّــه ال يمكــن اعتبارهــا عــى أنّهــا
الضحيّــة ،الــذي ال يســتطيع الدفــاع عــن نفســه (Willard, ســلوك عنيــف:
.)2014 ;Smith, et al., 2008 األوّل :نقــص االنضبــاط .Lack of disciplineوالثانــي: 48
أنويشــر كامبيــل ( )Campbell, 2007بهــذا الصــدد ،إىل ّ الســلوك غــر املناســب .inappropriateوالثالــث :الســلوك
عدد ٧٧
ّ ّ ّ ً
التكنولوجي السريع في السنوات األخيرة، التطور يجب أن نذكر أيضا بأنه ومع
ّ ّ ّ ّ
تطورت بين طلب المدارس ،على واتساع انتشار الحواسيب والهواتف النقالة،
ّ
الشبكي مستوياتها المختلفة ،ظاهرة جديدة أعطاها الباحثون اسم ظاهرة التنمر
ّ
الشبكي. أو ظاهرة العنف
إىل الســلوك العنيــف لــدى األوالد وأبنــاء الشــبيبة .يم ّكننــا الوقوف هــذه الظاهــرة تتميّــز بصعوبــة التع ـ ّرف عــى هويّــة املتع ـدّي
ـبقا مــن بنــاء مشــاريع وبرامــج وقائيّــة عــى هــذه العوامــل مسـ ً الطــاب يف جميــع ّ واتّســاع جمهــور الهــدف ،ليشــمل جميــع
وعالجيّــة يف نطــاق املدرســة وخارجهــا. ـي. ـي وحتّــى الجامعـ ّ ـي وفــوق االبتدائـ ّمراحــل التعليــم االبتدائـ ّ
كمــا تشــر نتائــج الدراســات املختلفــة التــي أجريــت يف هــذا
من هذه العوامل: املجــال إىل ارتفــاع متواصــل يف انتشــار ظاهــرة التنمّ ــر عــر
اإلنرتنــت يف عــدّة دول مــن دول العالــم ،التــي ينتــر فيهــا
_ 1العوامــل النفســيّة :مثــل العصبيّــة ،القلــق والشــعور
اســتخدام الحاســوب واإلنرتنــت؛ مثــل الواليــات املتّحــدة ودول
باالنزعــاج .كمــا ّ
أن العدوانيّــة (الســلوك العدوانـ ّ
ـي) يف جيــل
أوروبــا (.)Patchin and Hinduja, 2011
ـا من ِبئًــا للعنــف مسـ ً
ـتقبل مب ّكــر تُعتَــر عامـ ً
يشــر الباحثــون (Feinberg and Robey, 2008; Ybarra,
).)Loeber and Hay, 1996; Olweus, 1979 )2004إىل ّ
أن هنالــك عالقــة مبــارشة بــن مــدى التعــ ّرض
_2العوامــل األرسيّــة :مــن هــذه العوامــل املنبئــة للعنــف
ـبكي وبــن ظهــور املشــاكل الســلوكيّة والنفســيّة للعنــف الشـ ّ
املســتقبيل لــدى األطفــال ،أطفــال تع ّرضــوا بجيــل مبكــر لــدى الضحايــا .كمــا ّ
ـدريس
ـبكي يــرّ باملنــاخ املـ ّ أن العنــف الشـ ّ
إىل اإليــذاء الجســديّ (التنكيــل) أو اإلهمــال (& Abuse
ويــرّ بقيــام الطالــب الضحيّــة بواجباتــه املدرســيّة ،ويضــع
،)Neglectإذ يصبحــون أكثــر ً
عنفــا فيمــا بعــد ،مقارنــة
ـاب الضحايــا أمــام أخطــار ج ّديّــة عــى صحّ تهــم النفس ـيّة الطـ ّ
بأطفــال آخريــن لــم يتع ّرضــوا لهــذا التنكيــل أو اإلهمــال.
ـخيص .كمــا يمكــن أن تكــون لهــذا الســلوك أبعــاد وأمْنهــم الشـ ّ
العربــي قــام بهــا حــاج يحيــى ّ يف دراســة يف املجتمــع ســلبيّة جديّــة عــى حيــاة الضحايــا النفســيّة واالجتماعيّــة
وآخــرون ( ،)Haj-Yahia et al. 2002أشــارت املعطيــات أثــره عــى البيئــة التعليميّــة والتحصيليّــة .هــذا ،إضافــة إىل ِ
بــأن 35%مــن املشــاركني بالبحــث قــد مــ ّروا بتجربــة ّ بشــكل عــا ّم (.)Feinberg and Robey, 2008
االعتــداء الجســديّ عليهــم مــن قِ بَــل األهــل (األب أو األمّ) العربي
ّ مؤخـ ًرا يف جهــاز التعليــم ـن يف دراســة أُجريــت ّ وتبـ ّ
عــى األقــ ّل مــ ّرة واحــدة. قلقــا كبـرًا مــن قِ بــل ـأن هنــاك ً ألشــقر وأبــو عصبــة ( )2018بـ ّ
كمــا وتشــر دراســات عديــدة حــول العالقــة بــن األهــل ـبكي يف املــدارس. مع ّلمــي املــدارس تجــاه ظاهــرة العنــف الشـ ّ
أن تعامــل األهــل مــع األبنــاء ســواء كان واألبنــاء ،إىل ّ أن للمدرســة أن املعلمــن يتصــوّرون ّ كمــا وبيّنــت الدراســة ّ
بالتهــاون والتســاهل املفــرط أو بالقســوة والرصامــة قــد ولجهــاز التعليــم مســؤوليّة كبــرة جــدًّا يف مواجهــة ظاهــرة
يُنبــئ إىل الســلوك العنيــف لــدى هــؤالء األبنــاء مسـ ً
ـتقبل ـبكي يف املــدارس ،وإىل رضورة إدراج موضــوع التنمّ ــر العنــف الشـ ّ
(;Wells and Rankin, 1988; Henry et al., 1996 ـبكي يف منهــاج الرتبيــة االجتماعيّــة يف املدرســة ،إىل جانــب الشـ ّ
;Beck, 2005; outham-Gerow, and Kendall, 2000 الشــبكي والتعامــل
ّ تهيئــة املع ّلمــن ملواجهــة ظواهــر التنمّ ــر
.)Rochelle F. Hentges and Ming-Te Wang ,2018 معهــا ،يف ك ّليــات إعــداد ا ُملع ّلمــن يف مرحلــة اإلعــداد.
ولدعــم الوالديــن ارتبــاط وثيــق بالصحّ ــة النفســيّة لــدى
49
األبنــاء؛ فك ّلمــا زاد دعــم الوالديــن ،كانــت مســتويات القلــق منبئة للعنف لدى الطالب
عوامل ِ
واالكتئــاب بــن األطفــال واملراهقــن أقــ ّل (Vaszonyi هنــاك أهمّ يّــة بالغــة ملحاولــة تنبُّــؤ العوامــل التــي قــد تــؤدّي
عدد ٧٧
عصابات اإلجرام ..مصدر خوف وأرق بني فلسطينيي الداخل.
عدد ٧٧
ً ً العربي ّ ّ ُ ّ
كبيرا من أن هناك قلقا ّ تبين في دراسة أجريت مؤخ ًرا في جهاز التعليم
وبينت ّالشبكي في المدارس .كما ّ
ّ ّ
أن ِقبل معلمي المدارس تجاه ظاهرة العنف
جدا في مواجهة مسؤولية كبيرة ًّ
ّ أن للمدرسة ولجهاز التعليم ّ
يتصورون ّ المعلمين
ّ
الشبكي في ّ ّ
الشبكي في المدارس ،وإلى ضرورة إدراج موضوع التنمر ظاهرة العنف
ّ
منهاج التربية االجتماعية في المدرسة.
ميــل إىل البحــث عــن اإلثــارة واالندفــاع مــع املراهقــن ذوي الشــبيبة ممّ ــن يتمتّعــون بتفاعــات إيجابيّــة مــع األصدقاء،
العنــارص الشــخصيّة املتشــابهة ،واالنخــراط يف ســلوكيّات عاطفــي
ّ برفاهيــة عاطفيّــة أعــى ،باإلضافــة إىل ضبــط
تســعى إىل اإلثــارة ( .)Romer & Hennessy, 2007مــن واجتماعــي أعــى مــن أولئــك الذيــن ليــسّ وأكاديمــي
ّ
ناحيــة أخــرى ،تؤثّــر األنشــطة الرتفيهيّــة التــي يشــارك لديهــم تفاعــات اجتماعيّــة إيجابيّــة Wentzel, Donlan(.
فيهــا أعضــاء املجموعــة النظــرة عــى العالقــات داخــل فــإن املشــاركة يف أطــرّ )& Morrison, 2012وباملثــل،
ـي ألعضائهــا ونتائجهــا التنمويّــة
املجموعــة ،والتكيّــف النفـ ّ اجتماعيّــة مختلفــة (نــوادي الشــباب وحــركات الشــباب)
(. )Dishion & Tipsord, 2011 ـي لهــا آثــار إيجابيّــة عــى صحّ ــة الشــباب ورفاههــم النفـ ّ
إن وجــود أو عــدم وجــود أصدقــاء مــن املمكــن أن يكــون ّ (.)Zambon al et, 2010
االجتماعــي .يُظهــر الشــباب
ّ ً
عامــا حاســمًا يف التكيّــف لكــن ،إىل جانــب كــون مجموعــة األقــران مصــد ًرا مهمًّــا
الذيــن لديهــم عــدد كبــر مــن األصدقــاء قــدرة أكــر ـا يحمــي مــن املشــاعر الســلبيّة ـي ،وعامـ ً للدعــم االجتماعـ ّ
عــى التكيّــف وقــدرة اجتماعيّــة أكــر مــن الشــباب والشــعور بالوحــدة ،فإنّــه يمكــن أن يكــون لــه تأثــر
ـا مــن األصدقــاء .باإلضافــة إىلالذيــن يملكــون عــددًا قليـ ً ســيِّئ ،ويــؤدّي إىل ســلوكيّات تقــوّض أحيانًــا التطــوّر
ـإن املراهقــن الذيــن يملكــون أعــدادًا كبــرة مــنذلــك ،فـ ّ الطبيعــي بــل وتــرّ باآلخريــنWentzel, Donlan &( . ّ
ُظهــرون مســتويات أعــى مــن احــرام الــذات األصدقــاء ي ِ )Morrison, 2012وقــد تشــمل هــذه الســلوكيّات التنمّ ــر
والرضــا عــن الحيــاة (Litwack Aikins & Cillessen, وحمــل األســلحة وتعاطــي املخ ـدّرات والكحــول والشــعور
)2012مــن ناحيــة أخــرى ،يطــوّر املراهقــون الذيــن باالكتئــاب.
يشــعرون بالوحــدة ســلوكيّات خطــرة ،مثــل التدخــن أن عمليّــة التأثــر ليســت بالــرورة تجــدر اإلشــارة إىل ّ
والــرب ،االنحــراف والبلطجــة Laursen & Hartl,(. علميّــة ناتجــة عــن وعــي وقصــد ،حيــث ال ينــوي أعضــاء
)2013
املجموعــة التأثــر ســلبيًّا عــى أقرانهــم ،لكنّهــم ينخرطــون
_5عوامــل أخــرى تتع ّلــق باملجتمــع :يعتقــد البعــض ّ
أن يف أنشــطة وســلوكيّات خطــرة تشــجّ ع األصدقــاء عــى
العنــف بــن األوالد وأبنــاء الشــبيبة يرت ّكــز يف مجموعــات القيــام بذلــك)Dishion & Tipsord, 2011( .
ســ ّكانيّة فرعيّــة تتميّــز بالعجــز والشــحّ االقتصــاديّ أن مــدى تأثــر مجموعــة النظــراء تشــر األبحــاث إىل ّ
وبأهــال مســتواهم العلمــي
ٍ واملســتوى الثقــايف ّ املتدنّــي، (األقــران) عــى القيــام بســلوكيّات خطــرة قــد يكــون كبريًا
متــد ٍّن نســبيًّا ،ومعــدّالت البطالــة بينهــم مرتفعــة بحيــث يتجــاوز تأثــر الوالديــن أو تأثــر العوامــل األخــرى.
(دغانــي ودغانــي ; 1990 ,شــوهم وآخــرون.)2004 , أن مجموعــة األقــران تلعــب دو ًرا ـن ّ عــى ســبيل املثــال ،تبـ ّ
ـاب مــن خلفيّــة اجتماعيّــة وبيئــة مدرســيّة فقــرة ،وطـ ّ مهمــا للغايــة يف اســتهالك الكحــول .وبالتــايل ،فـ ّ
ـإن كمّ يّــة
واقتصاديّــة منخفضــة .)Benbenishty & Astor. 2005 ووتــرة تعاطــي الكحــول تميــل إىل أن تكــون متماثلــة بــن
يــد ّل هــذا ك ّلــه عــى تأثــر الخلفيّــة األرسيّــة واملجتمعيّــة أعضــاء املجموعــة (.)Mercken., al et, 2012
عــى مــا يجــري يف املدرســة. أن هنــاك تأثــرًا متبــاد ًَل بــن الفــرد مــن الواضــح ّ
51
ووفقــا لعلمــاء الجريمــة وعلمــاء االجتمــاع ،فـ ّ
ـإن ظاهــرة ً واملجموعــة .مــن ناحيــة ،ســينض ّم املراهقــون الذيــن لديهــم
عدد ٧٧
بأن %35من المشاركين بالبحث قد أشارت معطيات دراسة في المجتمع العربي ّ
ّ
األقل ّ الجسدي عليهم من ق َبل األهل (األب أو ّ
ّ ّ
مرة األم) على ِ مروا بتجربة االعتداء
واحدة .كما وتشير دراسات عديدة حول العالقة بين األهل واألبناء ،إلى ّ
أن تعامل
األهل مع األبناء سواء كان بالتهاون والتساهل المفرط أو بالقسوة والصرامة قد
ً
ُينبئ إلى السلوك العنيف لدى هؤالء األبناء مستقبل.
ففــي بحــث قــام بــه أدلشــتني (ادلشــتاين )2010 ,وجــد العنــف مش ـتّتة تفاضليًّــا كجــزء مــن الهيــكل االجتماعـ ّ
ـي،
أن الثقافــة يف إرسائيــل التــي يتعــ ّرض لهــا الشــباب أصبحــت ّ وتتأثَّــر بعنــارص مثــل عــدم املســاواة االقتصاديّــة
عنيفــة ،وذلــك نتيجــة ألمــور عديــدة ومــن بينهــا الوضــع األمنـ ّ
ـي (.)Webster and Kingston, 2014; Dunaway et al, 2000
ظمــات اإلجــرام والتهديــدات اليوميّــة ،كمــا ويشــر إىل دور من ّ املجتمعــي أثــرا عــى
ّ ال شــ َّك أن للتماســك والتعاضــد
يف التعــ ّرض للمواطنــن األبريــاء .النتيجــة هــي ارتفــاع حــدّة الحصانــة املجتمعيّــة ،وتبعً ــا لذلــك عــى الســلوكيّات لــدى
ـي) وزيــادة حــوادث أفــراد املجتمــع ،بمــا يف ذلــك ســلوكيّات الطلبــة يف املــدارس
العنــف (ويشــمل األذى الجســديّ واللفظـ ّ
وخارجهــا.
الطــرق ،وارتفــاع يف تعاطــي املخــدّرات وتنــاول املرشوبــات
ا ُملســكِرة. ـدريس :نظريّــة
ّ ـي املـ _6العوامــل املتع ّلقــة باملنــاخ الفيزيائـ ّ
أيضــا ّأل نتجاهــل العالقــة القائمــة بــن األغلبيّــة علينــا ً «النوافــذ املكســورة» ( .)Broken Windowsوتعتمــد عــى
واألقليّــة (عالقــة القـوّة والســيطرة) بمــا يتع ّلــق بمكانــة األقليّــة االدّعــاء والحجّ ــة القائلــة بـ ّ
ـأن البيئــة املا ّديّــة (الفيزيائيّــة)
العربيّــة الفلســطينيّة يف إرسائيــل .يف هــذا الســياق ،تجــدر غــر املناســبة ،إضافــة إىل البيئــة االجتماعيّــة املهملــة،
اإلشــارة إىل شــحّ الدراســات املقارنــة املتع ّلقــة بالســلوك العنيــف تشــجّ ع الســلوكيّات املنحرفــة .أحــد املعانــي األساســيّة
للطلبــة عــى خلفيــة ثقافيّــة أو قوميّــة داخــل إرسائيــل Molcho, لوجهــة النظــر البيئيّــة ( )Ecological theoryهــو أنّــه
) ،)al et, 2004وأثــر مثــل هــذه الدراســات إىل إضافــة عوامــل يمكــن الحـ ّد مــن العنــف مــن خــال التأثــر عــى الجانــب
وأبعــاد أخــرى للســلوك العنيــف. ـي مــن خــال تصميمــه بحيــث يــؤدّي هــذا التصميــم البيئـ ّ
أصبــح االرتفــاع امللحــوظ يف منســوب العنــف يف املجتمــع إىل منــع أو تخفيــف حــدّة العنــف (Bronfenbrenner,
ومقلقــا؛ إذ أصبحــت قضيّــة العنــف والجريمــة ً ً
معروفــا العربّــي اللزمــة الفيزيائــي التجهيــزات ّ
ّ .)1979يشــمل املنــاخ
ـيمــن القضايــا الرئيســة التــي يعانــي منهــا املجتمــع العربـ ّ للعمليّــة التعليميّــة ،صفــوف مريحــة وواســعة ،واملســاحات
ـي لــه بــدون شــ ّك يف جميــع مناحــي الحيــاة .العنــف املجتمعـ ّ الواســعة مــن الحدائــق إلــخ...
أثــر وتأثــر عــى ارتفــاع الظاهــرة عــى مســتوى األرسة وكذلــك
املؤسســات الرتبويّــة ،حيــث ال يمكــن فصــل هــذه عــى مســتوى ّ
ارتفاع ّ
معدالت السلوكيات العنيفة
املؤسســات عــن املجتمــع. ّ ّ
العربية في المدارس
إن جــودة الرتبيــة والتعليــم متع ّلقــة بعوامــل عديــدة ،ومنهــا ّ جريَــت يف بلــدان تبــن يف الدراســات العرضيّــة والتــي أ ُ ِ
ّ
املحيــط الــذي تتــ ّم بــه عمليّــة الرتبيــة والتعليــم؛ فــإذا كان أن ظاهــرة العنــف هــي ظاهــرة عابــرة للحــدود مختلفــةّ ،
هــذا املحيــط (الفضــاء) مش ـبَعا بالتوتّــر والقلــق الناتجــن عــن الثقافيّــة والحــدود الجغرافيّــة (Benbenishty, Astor, Zeira
العنــف ،انعكــس ذلــك عــى املدرســة وجميــع الفعاليّــات التــي أن مســتويات .)& Vinokur, 2002كمــا يشــر الباحثــون ،إىل ّ
تقــوم بهــا هــذه ّ
املؤسســة. العنــف يف إرسائيــل عاليــة نســبيًّا مقارنــة مــع دول أخــرى مــن
تشــر جميــع الدراســات الحديثــة عــى مســتوى الــوزارة، ـيالــذيأن التوتّــر األمنـ ّ
العالــم .أحــد التفســرات لذلــك هــو ّ
وفــق معطيــات رســميّة لرامــا (الســلطة الرســمية للقيــاس تتّصــف بــه إرسائيــل جعــل الهاجــس األمنـ ّ
ـي ســلو ًكا معياريًّــا 52
والتقييــم يف الرتبيــة) ،إىل عــدم الشــعور باألمــان يف املدرســة .مــن ً
وأساســا يف رصاع البقــاء (.)Pickett et al 2005
عدد ٧٧
ّ ً ً ّ
التكيف حاسما في إن وجود أو عدم وجود أصدقاء من الممكن أن يكون عامل
االجتماعيُ .يظهر الشباب الذين لديهم عدد كبير من األصدقاء قدرة أكبر على
ّ
ً اجتماعية أكبر من الشباب الذين يملكون ًّ ّ
عددا قليل من األصدقاء. التكيف وقدرة
ظهرون ُ ً ّ
باإلضافة إلى ذلك ،فإن المراهقين الذين يملكون أعدادا كبيرة من األصدقاء ي ِ
مستويات أعلى من احترام الذات.
أن الفعاليّــات االجتماعيّــة خــارج أســوارالنظريّــات الرتبويّــة إىل ّ هــذه املعطيــات لســنة :2019أشــار %35مــن طلبــة املرحلــة
املدرســة تســاهم يف الح ـ ّد مــن الســلوكيّات الســلبيّة للمراهقــن اإلعداديّــة يف املــدارس العربيّــة إىل وجــود مجموعــات عنيفــة مــن
) .)Eccles & Barber, 1999تمنــح مثــل هــذه الفعاليّــات الطلبــة الذيــن يقومــون بمضايقــة الطلبــة اآلخريــن وبالتعـ ّرض
واألنشــطة غــر الرســميّة املراهقــن الفرصــة بتطويــر مهاراتهــم لهــم وإيذائهــم .كمــا وأعــ َرب %9مــن الطلبــة عــن خشــيتهم
االجتماعيّــة والفكريّــة ،كمــا وتعـ ّزز االنتمــاء الجماعـ ّ
ـي والشــعور أحيانًــا مــن الذهــاب إىل املدرســة ،وذلــك بســبب وجــود طلبــة
باالعتــزاز والفخــر.) Eccles, Barber, Stone & Hunt, 2003( . آخريــن يســتخدمون العنــف ضدهــم (را»مــا .)2019 ,ومــن
املعطيــات املقلقــة والتــي لهــا عالقــة مبــارشة وغــر مبــارشة
مواجهة ظاهرة العنف بالســلوك العنيــف تلــك املعطيــات املتع ّلقــة بعوامــل مرتبطــة
ـي عامّ ــة ،ويفإن ارتفــاع منســوب العنــف يف املجتمــع العربـ ّ ّ بالرفاهيــة النفس ـيّة واالجتماعيّــة ،نجدهــا يف الدراســة الواســعة
املؤسســات الرتبويّــة والتعليميّــة عــى وجــه الخصــوص ،يحتــاج ّ التــي قــام بهــا فيــش هارئيــل وزمــاؤه (فيــش -هرئيــل
إىل مشــاريع وبرامــج وقائيّــة وعالجيّــة. وآخــرون )2014 ,عــام ،2014والتــي شــملت 2994مشــاركا
نلمــس يف الفــرة األخــرة زيــادة الخــوف مــن انتشــار مــن طلبــة املراحــل التعليميّــة املختلفــة يف املــدارس العربيّــة.
ظاهــرة العنــف بشــكل غــر مســبوقّ ،إل ّ
أن هــذا لــم يــؤ ِّد إىل مــن األمــور التــي أشــارت النتائــج إليهــا ،عــدّة عوامــل
الــروع بتحليــل األســباب والتــي أوصلــت الجهــاز الرتبــويّ إىل تســتوجب الوقــوف عندهــا والتفكــر بأبعــاد تأثريهــا عــى
هــذا الوضــع (أي القفــز عــن العوامــل املختلفــة) ،والذهــاب إىل شــعور الطلبــة وانعكاســات هــذا الشــعور عــى الســلوك .مثـ ً
ـا،
محاولــة إعطــاء حلــول مسـ ّكنة يف أحســن األحــوال ،وإىل رضيبــة فيمــا يتع ّلــق بصعوبــة الحديــث مــع األهــل حــول قضايــا تقلــق
كالميّــة مــن قِ بَــل املســؤولني عمّ ــا آلــت اليــه األوضــاع دون أن %26مــن األبنــاء يصعــب عليهــم األبنــاء ،أشــارت النتائــج إىل ّ
تحمّ ــل مســؤوليّاتهم مــن بــاب املســاءلة. التحــدّث مــع األهــل عــن أمــور تقلقهــم وتضايقهــم.
مــن ناحيــة يمكــن فهــم تواصــل املدرســة مــع محيطهــا أن %32.7مــن الطلبــة يشــعرون كمــا وأشــارت النتائــج إىل ّ
وتأثّرهــا ممّ ــا يحــدث بالحيّــز العــامّ ،إذا ال يمكــن فصلهــا عــن عــروا عــى شــعورهم بالوحــدة ،وفقــط %21.1مــن الطلبــة ّ
املؤسســات الرتبويّــةـر ّ محيطهــا ،ولكــن مــن جهــة ثانيــة تعتـ َ باالرتبــاط واالنتمــاء االجتماعــي .يتع ّلــق املعطــى اآلخــر املقلــق
هــي آخــر معاقــل املجتمــع بعــد انهيــار األرسة النواتيــة ،ولــذا بشــكل خــاص بكيفيّــة قضــاء أوقــات الفــراغ (مــا يســمّ ى
علينــا ،وبــأيّ ثمــن ،املحافظــة عــى اســتقالليّتها وإزاحتهــا بقضــاء الوقــت يف فعاليــات اجتماعيّــة) ،حيــث أشــارت
ـلبي ،وذلــك ال ّ
يتوفــر ّإل إذا أدركنــا ـي سـ ّ عــن أيّ مظهــر اجتماعـ ّ ـي ،إىل ّ
أن املعطيــات املقارنــة بــن املجتمعــن اليهــوديّ والعربـ ّ
ـي الــذي قــد نعتــاد عليــه خطــورة الســماح باالنفــات الرتاكمـ ّ ـاب يف املجتمــع اليهــوديّ رصّحــوا بأنّهــم يقومــون %30مــن الطـ ّ
ّ
مــع التكراريّــة .علينــا أن نــدرك بأنّــه إذا ســقطت املؤ ّسســات بنشــاطات اجتماعيــة (خــارج إطــار املدرســة) ،بينمــا يف املجتمع
الرتبويّــة ســقط جيــل بأكمَلــه وســقط معــه املجتمــع ب ُرمَّتــه. أن %3.9فقــط مــن الطلبــة الذيــن ـي أشــارت املعطيــات إىل ّ
العربـ ّ
هنالــك مــرّر أخالقــي مــن الدرجــة األوىل ملواجهــة أشــكال يقضــون أوقاتهــم خــارج إطــار املدرســة بفعاليّــات اجتماعيّــة
53
ـارك
العنــف يف جميــع مجــاالت الحيــاة ،وال سـيّما يف اإلطــار املشـ ِ ( %5.2مــن البنــن مقارنــة بـــ %2.6مــن البنــات .ص.)126 :
واملؤســس للتنشــئة االجتماعيّــة ،وهــو اإلطــار الرتبــويّ .فوجــود ِّ لتبيــان أهميّــة هــذه الفعاليّــات والنشــاطات الالمنهجيــة ،تشــر
عدد ٧٧
ّ
العربية إلى وجود مجموعات ّ
اإلعدادية في المدارس أشار %35من طلبة المرحلة
ّ
عنيفة من الطلبة الذين يقومون بمضايقة الطلبة اآلخرين وبالتعرض لهم
ً وإيذائهم .كما َ
وأعرب %9من الطلبة عن خشيتهم أحيانا من الذهاب إلى المدرسة،
وذلك بسبب وجود طلبة آخرين يستخدمون العنف ضدهم.
تقــوم بــه «رامــا» ســنويًّا لتحديــد حــدّة الظاهــرة بأبعادهــا جهــاز تربــويّ ناجــع وفاعــل ،مــن حيــث تحصيــل الطلبــة
املختلفــة ،دون محاولــة القيــام بخطــوات أخــرى نحــو الوقائيّــة علميًّــا وتزويدهــم بمجموعــة قيميّــة كفيلــة بنموّهــم وتنشــئتهم
ّ
املتوفــرة. والعــاج ،بنــاء عــى املعطيــات الكمّ يــة االجتماعــي داخــل املجتمــع
ّ اجتماعيًّــا ،هــو الضمــان للســ ْلم
كمــا ونلحــظ عــى مســتوى املجتمــع بشــكل عــامّ ،وكذلــك الواحــد (أبــو عصبــة.)2010 ،
ـأن الــوزارات ذات الشــأن تتبنّــى النظريّــة األمنيّــة املــدارس ،بـ ّ ـدريس
ّ ـأن مشــكلة العنــف املـ كمــا ويجــدر بنــا أن ننــوّه ،بـ ّ
املتمثّلــة باملراقبــة مــن خــال نصــب الكامــرات يف الشــوارع معقــدة ومر ّكبــة واليجــوز أن نَعْ ُزوَهــا إىل عامــل مشــكلة ّ
واملؤسســات .هــذه األمــور ،وإ ْن كانــت رضوريّــة يف بعــض ّ واحــد؛ بــل ثمّ ــة مجموعــة عوامــل اجتماعيّــة ونفس ـيّة مقرتنــة
األماكــنّ ،إل أنّهــا ليســت الطريقــة املثــى يف التعامــل مــع ً
ســابقا) .لــذا ينبغــي بهــذه الظاهــرة (كمــا تــ ّم توضيحهــا
ّ
واملؤسســات (الرتبويّــة اإلخــال بالنظــام العــا ّم يف املجتمــع أال ّ يقتــر دورنــا عــى االكتفــاء بالحديــث عنهــا ومحاولــة
منهــا بالــذات) برؤيــة أمنيــة فقــط .كمــا وهنــاك فعّ اليّــات طاهــا إىل دراســة عوامــل الخطــورة تفســرها ،بــل ال ب ـ ّد أن نتخ ّ
أن هــذه محــدّدة جــدًّا تقــوم بهــا طواقــم املــدارسّ ،إل ّ متخصصــة لدراســة العوامــل ّ املنبئــة بالعنــف ،وإنشــاء مراكــز
مطلقــا ،وال تعتمــد عــى رؤيــة علميّــة ً الفعاليّــات غــر كافيــة ّ
للتدخــل األساســيّة للوقايــة ،ثــ ّم وضــع اســراتيجيات فعّ الــة
وقائيــة أو عالجيــة. ـن ومدرســة فعّ الــة ـدريس ِآمـ ٍ
ّ ـي ،يف ســبيل خلــق ج ـ ّو مـ العالجـ ّ
ســأذكر هنــا بعــض املشــاريع والربامــج ،وذلــك وفــق تقــوم بوظيفتهــا ا َملنُوطــة بهــا ،ويف النهايــة الوصــول إىل مُرادنــا
توجّ هــات علميّــة مدعومــة بأبحــاث ودراســات بنــاء عــى ـي القــادر عــى إتاحــة الفرصــة للتقـدّم األشــمل :السـ ْلم املجتمعـ ّ
توجّ هــات ورؤى عــى مســتوى الفــرد والجماعــة .تطــرح والتنميــة املجتمعيّــة.
طرقــا تســاهم يف الحــ ّد مــن هــذه التوجّ هــات بشــكل عــا ّم ً أن قضيّــة أو ظاهــرة الســلوك العنيــف ،كمــا ذكرنــا بمــا ّ
ـدريس
ّ الظاهــرة عــى مســتوى املجتمــع العــا ّم واملجتمــع املـ ومعقــدة وعوامــل التنبــؤ بهــا متعـدّدة، ّ ووضحنــا ً
آنفــا ،مر ّكبــة ّ
خــاص ،وهــي تعتمــد يف أساســها عــى دراســة ّ بشــكل طــة وقائيّــة أو عالجيّــة يجــب أن تعتمــد عــى تحليــل ـإن أيّ خ ّ
فـ ّ
وتحليــل عوامــل الخطــورة املنبئــة بالعنــف (مشــاريع وبرامــج العوامــل وفــق الزمــان واملــكانّ .إل أنّنــا ومــن خــال متابعــة
وقائيّــة) وتحليــل عوامــل الســلوك العنيــف (مشــاريع وبرامــج ومراجعــة الخطــط الوقائيّــة والعالجيّــة التــي تعتمدهــا الجهــات
والتوســع يف منطلقاتهــا ّ عالجيّــة) .ك ّل ذلــك دون الخــوض ذات الشــأن مــن وزارات حكوميــة (األمــن الداخــيّ ،وزارة
ومرجعيّتهــا العلميّــة: ـي ووزارة االقتصــاد)، املعــارف ،وزارة الشــؤون والرفــاه االجتماعـ ّ
ـي ّ وأقســامه املختلفــة (قســم املعارف ،قســم وكذلــك الحكــم املحـ ّ
ّ
االجتماعية _1نهج الوقاية ـي وقســم التخطيــط والصحّ ــة) ،هــي خطــط الرفــاه االجتماعـ ّ
)(The prevention approach Social تــكاد ال تُذكــر .وإن وُجــدت ،فهــي غالبًــا خطــط عشــوائيّة وغــر
الفرضيّــات األساسـيّة :العنــف ،الجريمــة واإلدمــان مــا هــي ـي بــك ّل مناحيــه .أمّ ــا يف
جديّــة يف تعاملهــا مــع العنــف املجتمعـ ّ
ّإل عــوارض للتغ ّلــب عــى الظاهــرة ،يجــب البحــث عــن جــذور مــا يتع ّلــق بمــا تقــوم بــه وزارة املعــارف ،والتــي يقــع ضمــن
املشــاكل االجتماعيــة .وجــذور املشــكلة عــدم ّ
توفــر العــدل ـإن عملهــا مســؤوليّاتها مــا يحــدث يف جهــاز الرتبيــة والتعليــم ،فـ ّ
54
االجتماعــي. يقتــر غالبًــا عــى القيــاس والتقييــم ،وذلــك مــن خــال مــا
عدد ٧٧
مثال:
مثال بحثي :ك ّلما استثمرنا املوارد يف جيل مب ّكرا أكثرّ ،
فإن نسبة ّ
الظرفية _2نهج الوقاية
التكاليف يف الوقاية والعالج ستكون أق ّل )(The Situational Prevention Approach
ـي ،هــذا يعنــي االســتثمار عــى املســتوى الرتبــويّ والتعليمـ ّ الفرضيّــات األساســيّة :يرتكــز ســلوك العنــف والجريمــة
بجيــل الطفولــة املب ّكــرة ويف املرحلــة االبتدائيّــة ،وذلــك مــن يف مناطــق محــدّدة .وهنــاك مواقــف يســلك بهــا الشــخص
خــال توفــر مربِّيــات بجــودة عاليــة ،واالســتثمار املــادّيّ بهــذه ـرات يف البيئــة الفيزيائيّــة املعيــاريّ بســلوك غــر معيــاريّ .وتغـ ّ
األجيــال. (املاديّــة) يكــون لــه األثــر الرسيــع واملبــارش عــى الســلوك.
_5نهج وقاية يستند على المجتمع ـدريس
ّ يتطلــب العمــل وفــق هــذا النهــج عــى املســتوى املـ
التعامــل بالعــدل بــن الطلبــة ،وترجمــة فعليّــة لتعريــف التعليم
)(Community-based approach
عــى أنّــه منــح الفرصــة لــك ّل طالــب باســتغالل أقــى حــ ّد
الفرضيــات األساســية :تملــك املجتمعــات آليــات «طبيعيّــة»
مــن القــدرات الذهنيّــة .علينــا توفــر أقــى حــ ّد مــن العــدل
(تقاليــد وأعرافــا) يف القــدرة عــى املحافظــة عــى النظــام
ـي وتعويــض الطلبــة املســتضعفني بيئيًّــا وأرسيًّــا. االجتماعـ ّ
ـي ،والحــ ّد مــن ظواهــر العنــف والجريمــة وتعاطــي االجتماعـ ّ
ّ
فــإن لألهــايل دو ًرا مركزيًّــا املخــدّرات والوقايــة منهــا .لذلــك ّ
المجتمعية (على مستوى الفرد والجماعة) _3نهج تعزيز المناعة
يف مشــاريع وبرامــج الوقايــة ،فهــم مَــن يحــدّد الحاجــة، )(The approach to social resilience
وبمشــاركتهم يمكــن طــرح الحلــول. فرضيــات أساسـيّة :هنــاك عوامــل حصانــة تتع ّلــق بصفــات
ـي (،)Social capital الحديــث هنــا عــن رأس املــال االجتماعـ ّ الفــرد ومجموعــة األقــران واملدرســة واملجتمــع.
وهــو إجمــايل ّ املــوارد غــر املا ّديّــة لــدى أعضــاء املجتمــع والذيــن يجــب العمــل عــى تقويــة عوامــل الحصانــة يف جميــع
تربطهــم شــبكة وقنــوات اجتماعيّــة مشــركة. مناحــي الحيــاة للفــرد ،ومــن عوامــل الحصانــة :املشــاركة
إن مشــاركة لجــان األهــايل ،وخصوصــا اللجــان األهليّــة ،أمــر ّ
املجتمعيــة والتطـوّع .وأمّ ــا عــى مســتوى املدرســة ،فيجــب منــح
رضوريّ جـدًّا ،وذلــك لصلتهــم املبــارشة مــع جميــع األهــايل ،ومع الحصانــة للطلبــة باالعتمــاد عــى الشــعور باالنتمــاء وااللتــزام
ـا،أيضــا عليهــا أن تكــون رشيـ ًكا فاعـ ًالســلطة املحليّــة ،والتــي ً
املــدريس مــن خــال املشــاركة الفعليّــة للطلبــة يف
ّ بالنظــام
ليــس فقــط يف تقديــم الدعــم املــاديّ للنشــاطات املختلفــة ،إنّمــا تحديــد األنظمــة والقوانــن املدرســيّة .كمــا وتعنــي الرتبيــة
أيضــا يف طــرح وتفعيــل مشــاريع وبرامــج بيداغوغيّــة.ً
لالنتمــاء مــن خــال املبــادرات املختلفــة واملشــاركة املجتمعيّــة
لتعزيــز قيمــة التطــوّع والعطــاء لديهــم.
تلخيص
ّ
التنموي _4نهج الوقاية
يشــهد جهــاز الرتبيــة والتعليــم يف إرسائيــل ارتفاعً ــا ملحو ً
ظــا
الطــاب يف جميــع مراحــل ّ يف الســلوكيّات العنيفــة مــن قِ بّــل )(Prevention in a developmental approach
ً
انعاكســا للعنــف ّ
املــدريس ليــس إل
ّ التعليــم .هــذا العنــف الوقائــي بالــذات
ّ فرضيّــات أساســيّة :توجيــه العمــل
ـي بشــكل عــامّ.املجتمعـ ّ للســنوات األوىل لحيــاة الفــرد ،لعــدم وجــود تجربــة ســابقة
55
املــدريس ســلوكيّات تتضمّ ــن اإلســاءة
ّ ونقصــد بالعنــف بالســلوك العنيــف أو الســلوكيّات الخطــرة األخــرة.
عدد ٧٧
نلمس في الفترة األخيرة زيادة الخوف من انتشار ظاهرة العنف بشكل غير مسبوق،
ّ
التربوي إلى هذا يؤد إلى الشروع بتحليل األسباب والتي أوصلت الجهاز ّإل ّ
أن هذا لم ِّ
ّ
الوضع (أي القفز عن العوامل المختلفة) ،والذهاب إلى محاولة إعطاء حلول مسكنة
في أحسن األحوال.
ـص الطالــب ،وتدنّــي الحــوار بــن الطالــب واألهــل يف أمــور تخـ ّ اللفظيّــة أو الجســديّة ألشــخاص ،وذلــك باســتعمال الــكالم
ـاب الذيــن يمارســون نشــاطات اجتماعيّــة خــارج نســبة الطـ ّ البــذيء أو التهديــد أو األســلحة بأنواعهــا ،أو مــن خــال
إطــار املدرســة مقارنــة بنظرائهــم يف الوســط اليهــوديّ .تســاهم التواصــل عــر الشــبكة العنكبوتيّــة .وممكــن أن يمــا َرس العنــف
هــذه األمــور وأمــور غريهــا يف ارتفــاع العنــف يف املجتمــع املــدريس بتخريــب ممتلــكات أو رسقتهــا. ّ
ـي.
العربـ ّ ـدريس ،قضيّــة
ـي ،بمــا يف ذلــك املـ ّ إن قضيّــة العنــف املجتمعـ ّ ّ
العربــي عامّ ــة ،ويف
ّ إن ارتفــاع نســبة العنــف يف املجتمــع ّ معقــدة ومر ّكبــة ولهــا مسـبّبات وعوامــل اجتماعيّــة ،اقتصاديّــة، ّ
املؤسســات الرتبويّــة والتعليميّــة كنتيجــة لذلــك ،لــم يعا َلــج ّ فــإن هنــاك عــدّة عوامــل منبئــة ّ سياســيّة ونفســيّة .وعليــه،
مــن قِ بَــل الــوزارات الحكوميّــة والحكــم املحـي ّ كمــا يجــب ،بــل املــدريس؛ كالعوامــل النفســيّة واألرسيّــة واملدرســيّة، ّ للعنــف
اقتــر غالبًــا عــى القيــاس والتقييــم دون القيــام بخطــوات ّ
وعوامــل مرتبطــة باألقــران وأخــرى تتعلــق باملجتمــع والبيئــة.
وقائيّــة أو عالجيّــة .لكــن هــذه القضيّــة تحتــاج وبإلحــاح ،إىل أن مســتويات العنــف يف إرسائيــل تشــر دراســات عديــدة إىل ّ
مشــاريع وقائيّــة وعالجيّــة شــاملة ،تعتمــد عــى تحليــل العوامــل عاليــة مقارنــة مــع دول أخــرى يف العالــم ،ويعــزو البعــض
املســبّبة وفــق الزمــان واملــكان. األمنــي يف الدولــة .وأمّ ــا يف الوســط
ّ ذلــك إىل وجــود التوتّــر
هنالــك مشــاريع وبرامــج مقرتَحــة ،بُ ِنيَــت وفــق توجّ هــات ـي يف إرسائيــل فاالرتفــاع ملحــوظ يف منســوب العنــف فيــه، العربـ ّ
علميّــة مدعومــة بأبحــاث ودراســات ،تطــرح ً
طرقــا تســاهم يف ً
لدرجــة أنــه أصبــح يسـبّب قلقــا ،وغــدا مــن القضايــا الرئيســة ّ
الحــ ّد مــن الظاهــرة عــى مســتوى املجتمــع عامّ ــة واملدرســة التــي يعانــي منهــا املجتمــع يف جميــع مناحــي الحيــاة ،ومنهــا
عــى وجــه الخصــوص ،منهــا: املؤسســات الرتبويّــة تتصد ّرهــا املدرســة .وتجــدر اإلشــارة هنــا ّ
نهــج الوقايــة االجتماعيّــة ويهــدف إىل توفــر العــدل ّ
إىل أن الدراســات حــول العنــف شــحيحة جــدًّا فيمــا يتعلــق
ـي عــى تطبيــق العــدل ـي ،ونهــج الوقايــة الظرفيّــة املبنـ ّ
االجتماعـ ّ ـاب عــى خلفيّــة ثقافيّــة أو قوميّــة. بطـ ّ
ّ ّ
بــن جميــع الطــاب وتوفــر الفــرص لــكل طالــب بحســب وفــق معطيــات رســميّة نرشتهــا «رامــا» هنــاك نســبة كبــرة
قدراتــه وظروفــه ،وكذلــك نهــج تحديــد املناعــة املجتمعيّــة ـي يعانــون مــن ممارســة العنــف ـاب يف الوســط العربـ ّ مــن الطـ ّ
وأساســه تعزيــز املشــاركة والشــعور باالنتمــاء ،ونهــج الوقايــة ـاب آخريــن .ويف دراســة واســعة شــملت ضدّهــم مــن قِ بَــل طـ ّ
التنمــويّ ويرنــو إىل االســتثمار بجيــل الطفولــة ،وهنــاك نهــج عيّنــة كبــرة مــن طــاب جميــع املراحــل التعليميّــة يف الوســط
وقايــة يســتند إىل املجتمــع وهدفــه مشــاركة األهــايل والســلطة العربــي ،أُشــر إىل عــدّة عوامــل تؤثّــر عــى شــعور الطلبــة، ّ
املحليّــة يف طــرح وتفعيــل برامــج تربويّــة. وبالتــايل عــى مســتويات العنــف يف ســلوكهم ،مثــل صعوبــة
56
عدد ٧٧
• Feinberg, T. & Robey, N. What happens at school or off- المراجــــــــع
campus, cyberbullying disrupts and affects
all aspects of students’ lives. Principal Leadership, September,
2008, 10-14. املراجع بالعربية
• Haj-Yahia, M. M; Musleh, K; Haj-Yahia, Y. M. “The incidence
of adolescent «ظاهــرة العنــف لــدى الطلبــة يف جهــاز الرتبيــة.. خالــد،•أبــو عصبــة
• maltreatment in Arab society and some of its psychological 4-1 ) ص2010( ، حيفــا، مــدى الكرمــل، مجلــة جــدل،»والتعليــم
effects”. Journal of إصــدار: النــارصة، الرتبيــة للقيــم يف مجتمــع مــأزوم. خالــد،•أبــو عصبــة
• Family. Vol. 23(2002), p 1032–1064. .2012 ،معهــد مســار
• Henry, B., Avshalom, C., Moffitt, T.E. and Silva, P.A. »تصــوّرات مع ّلمــي املــدارس فــوق.. خالد، شــفاء وأبــو عصبــة،•أشــقر
“Temperamental and familial predictors of violent and non- اإلبتدائيّــة العــرب يف مركــز البــاد لظاهــرة التنمُّ ــر الشــبكي وطــرق
violent criminal convictions: Age 3 to age 18”. Developmental ،)1( 21 مجلــة جامعــة (أكاديميــة القاســمي) العــدد،»•التعامــل معهــا
Psychology, 32 (1996), p 614-623 64-35 : ص،)2018(
• Kaplan, A. & Maehr, M. L. “Achievement goals and student
well-being. Contemporary Educational Psychology”, 24 املراجع باالنكليزية
(1999) p 330-358.
• Laursen, B., & Hartl, A. C. “Understanding loneliness during • Abu-Asbah, Khaled. Intergenerational gaps in digital
adolescence: Developmental changes that increase the risk of understanding and skills in
• Palestinian society in Israel, Education and Information
perceived social isolation”. Journal of Adolescence, 36,
Technologies, 23(1) (2018), p1-16
(2013), p 1261–1268. • Beck, J. S. Cognitive Therapy for Challenging Problems: What to
• Litwack, S. D., Aikins, J. W., & Cillessen, A. H. N. “The Distinct Do When the Basics Don’t Work, New York: Guilford, 2005.
Roles of Sociometric and Perceived Popularity in • Belfi, B., Goos, M., De Fraine, B., & Van Damme, J. The effect of
Friendship: Implications for Adolescent Depressive Affect class composition by gender and ability on secondary school
students’ school well-being and academic self-concept: A
and Self-Esteem”. Journal of Early Adolescence 32(2),
literature review. Educational Research Review, 7 (2012), p 62-74.
(2012), p 226–251.
• Benbenishty, R. & Astor, R.A., School violence in context:
• Loeber, R. and Hay, D.F. “Key issues in the development of
Culture, neighborhood, family, school and gender. New
aggression and violence from childhood to early
York: Oxford, (2005).
adulthood”. Annual Review of Psychology, 48 (1996), p 371-410.
• Bronfenbrenner, U. “Basic concepts” In U. Bronfenbrenner
• McDaniel. T and Radesky, J. “Technoference: Parent (Ed.). The Ecology of Human Development.
Distraction with Technology and Associations with Child Cambridge: Harvard University Press (1979), p 3-15.
Behavior Problems”, Child Development (2018), p 100-109 • Campbell, Marilyn A. Cyber bullying and young people:
• Mercken L., Steglich. C., Knibbe, R., & De Vries, H. “Dynamics Treatment principles not simplistic advice. In www.scientist-
of friendship networks, alcohol use in early, and mid- practitioner.com, Paper of the week 23rd February 2007.
adolescence”. Journal of Studies on Alcohol & Drugs,73, • Crwin, R.L. & Mendler, A.N. Discipline with dignity.
(2012), p 99-110. Alexandria, Va: Association of Supervision and
• Milevsky, A., Schlechter, M., Netter, S., & Keehn, D. “Maternal Curriculum Development, 1988, p 27-28
and Paternal Parenting Styles in Adolescents: • Dishion, T. J., & Tipsord, J. M. “Peer Contagion in Child and
Associations with Self-Esteem, Depression and Life Adolescent Social and Emotional Development.
Satisfaction”. Journal of Child and Family Studies, 16, Annual review of psychology”, 62, (2011), p 189-214.
(2007), p 39-47. • Dunaway, R. G., Cullen, F. T., Burton JR., V. S., & Evans, D. T.
• Molcho, M., Harel, Y., Dina, L.O. “Substance use and youth “The myth of social class and crime revised: An examination of
violence. A study among 6th to 10th grade Israeli school class and adult criminality”. Criminology 38 (2000), p 589-632.
children”. International Journal of Adolescent Medicine • Eccles, J. S., & Barber, B. L. “Student council, volunteering,
and Health, 16 (2004), p 239–251. basketball, or marching band: What kind of extracurricular
• Murdock, T. B. “The social context of risk: Status and involvement matters?”, Journal of Adolescent
motivational predictors of alienation in Research, 14 (1999), p 10–43.
middle school”. Journal of Educational Psychology, • Eccles, J. S., Barber, B. L., Stone, M., & Hunt, J. “Extracurricular
91(1), (1999), p 62-75 activity and adolescent development”.
• Outham-Gerow, M. and Kendall, P. C. “Cognitive-Behaviour Journal of Social Issues, 59, (2003), p 565–889.
Therapy with Youth: Advances, Challenges, and • Eck, John and Weisburd, David. (Eds.), Crime and Place:
57 Future Directions,” Clinical Psychology & Psychotherapy 7 Crime Prevention Studies, 4 Monsey, NY: Willow Tree
(5), (2000) p 343–366. Press, 1995.
٧٧ عدد
• Willard, N. Educator’s guide to cyberbullying: Addressing the • Olweus, D. “Stability of aggressive reaction patterns in males: A
harm caused by online social cruelty, 2014. review”. Psychological Bulletin,86,(1979),p852-875.
Downloaded February 20, 2020 from: • Patchin, J.W. & Hinduja, S. “Traditional and nontraditional
• http://www.asdk12.org/MiddleLink/AVB/bully_topics/ bullying among youth: A test of general strain theory”.
EducatorsGuide_Cyberbullying.pdf Youth and Society, 43, (2011), p 727-751.
• Wells, L.E. and Rankin J.H. “Direct parental controls and • Pickett, S. Kelly, E. Brunner, T. Lobstein, R. Wilkinson.
delinquency”. Criminology, 26, (1988), p 263-285. “Wider income gaps, wider waistbands? an ecological study
• Ybarra, M.L. “Linkage between depressive symptomatology of obesity and income inequality.” Journal of Epidemiology &
and internet harassment among young regular Internet Community Health, 59, (2005), p 670-674
users”. Cyberpsychology and Behavior, 7, (2004) 247-257. • Rochelle F. Hentges and Ming-Te Wang. “Gender Differences
• Zambon, A., Morgan, A., Vereecken, C., Colombini, S., Boyce, in the Developmental Cascade from Harsh Parenting to
W., Mazur, J., Lemma, P., & Cavallo, F. “The contribution of Educational Attainment: An Evolutionary Perspective.” Child
club participation to adolescent health: evidence from six Development, Volume 89, (2), (March/April 2018), p 397–413.
countries”. Journal of Epidemiology & Community Health, • Romer, D., & Hennessy, M. A. “Biosocial-affect model for
64(1), (2010), p 89–95. adolescent sensation seeking: the role of affect
evaluation and peer group influence in adolescent drug use”.
Society for Prevention Research, 8, (2007), p 89-101.
املراجع بالعربية • Schmalleger, Frank. Criminology Today: An Integrative
Introduction, 5th Edition, Prentice Hall, 2009.
- عوامــل مؤثــرة عــى تقليــل املســلكيات الخطــرة. أرنــون،•ادلشــتاين • Smith, P.K., Mahdavi, J., Carvalho, M., Fisher, S., Russell, S. &
منيتــوك لشــيلوب (مــن الفصــل إىل.»بحــث تقييمــي ملــروع «ســيكوييم Tippett, N. “Cyberbullying: Its nature and impact in secondary
.98-75 . ص،)2010( 1 رقــم،)الدمــج school pupils”. Journal of Child Psychology and Psychiatry,
منــع. منــى، رون؛ خــوري كســابري، رامــي؛ آبــي أســتور،•بنفنيســتي 49, (2008), p 376-385.
، ورقــة موقــف، اقــراح لسياســة-العنــف ومجابهتــه يف جهــاز التعليــم • Smokowski, P. R., Rose, R. A., & Bacallao, M. “Influence of risk
.114 -93 ص،)2008( ،46 أوراق factors and cultural assets on Latino adolescents’
الظاهــرة وحجمهــا يف: العنــف داخــل املــدارس. ر،؛ دغانــي. آ،•دغانــي trajectories of self-esteem and internalizing symptoms”.
: تــل أبيــب. يافــا-جهــاز التعليــم ويف الحيّــز البلــدي ملدينــة تــل أبيــب Child Psychiatry & Human Development, 41, (2010),
.1990 ،ض. معهــد الدراســات الحيــز م،ديوكارتوغرافيــا p 133-155.
الجوانــب البيئيــة للعنــف يف. حبيــب فــرد- دانــي؛ نئمــان،•جمــي • Van Houtte M. “Global self-esteem in technical/vocational
زمــان.مؤسســات تعليميــة وتأثريهــا عــى شــعور الطــاب باألمــان versus general secondary school tracks: A matter of
.)2015( حينــوخ gender”, Sex Roles, 53, (2005), p 753-761.
شــاي؛، نوعــا؛ لوبــل، صــويف؛ شــتاينمتس،•فيــش هرئيــل يــويس؛ وولــش • Vazsonyi, A. T., & Belliston, L. M. “The Cultural and
، صحــة: ألشــبيبة يف إرسائيــل. جــاك، ريكــي؛ حبيــب، يئــر؛ تســلر،رايــز Developmental Significance of Parenting Processes
رفــاه نفــي واجتماعــي وأنمــاط ســلوك خطــرة يف أوســاط الشــبيبة يف in Adolescent Anxiety and Depression Symptoms”. Journal of
جوينــت- كليــة الرتبيــة ومعهــد مايــرز، جامعــة بــار إيــان.إرسائيــل Youth and Adolescence, 35, 15, (2006).
.2014 ،بروكدايــل يف القــدس • Webster, Colin and Kingston, Sarah . Poverty and Crime,
نظريــات بحــث: علــم الجريمــة. م، وأدار.؛ راهــاف ج. ش،•شــوهم Review Centre for Applied Social Research (CeASR) Leeds
.2004 ، أصــدار شــوكن: القــدس.وتطبيــق Metropolitan University, 2014.
تقريــر البيئــة.) (را»مــا-•الســلطة القطريــة للقيــاس والتقييــم • Wilson, J. & Keeling, G.L. “Broken Windows”, The Monthly
.2019 ، وزارة املعــارف، تــل أبيــب،2019 -التدريســيّة Atlantic249 (3) (1982), p 29-38.
58
٧٧ عدد