You are on page 1of 8

‫عشر حقائق في علم البيئة‬

‫لقد اهتم النبي الكريم بعلم البيئة‬


‫وفيما يلي نقدم ألحبتنا القراء أهم‬
‫عشر حقائق ذكرها النبي الكريم‬
‫في أحاديثه‪....‬‬

‫‪ -1‬لقد شملت رحمة النبي صلى هللا عليه وسلم اإلنسان والحيوان والطير والنبات‪،‬‬
‫وكذلك شملت البيئة التي نعيش فيها! هذه البيئة هي نعمة من نعم الخالق أمرنا‬
‫هيأها هللا وجهزها لنا لنحيا‬
‫هللا تعالى أن نحافظ عليها وال نفسدها‪ .‬فاألرض التي َّ‬
‫عليها حياة سعيدة‪ ،‬ينبغي أال نلوثها أو نفسد فيها أو نسيء معاملتها‪ ،‬ألن ذلك‬
‫سيؤدي إلى عواقب وخيمة‪ ،‬وبالفعل نرى اليوم التلوث واالحتباس الحراري وظاهرة‬
‫(وَال‬
‫التصحر والتغير المناخي‪ ...‬وكلها لم تكن معهودة من قبل‪ .‬يقول عز وجل‪َ :‬‬
‫يب ِم َن‬ ‫طمعا ِإ َّن رحم َة َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُت ْف ِس ُدوا ِفي ْاألَْر ِ‬
‫َّللا َق ِر ٌ‬ ‫ََْ‬ ‫ض َب ْع َد ِإ ْص ََلح َها َو ْاد ُع ُ‬
‫وه َخ ْوًفا َو َ َ ً‬
‫ِ‬
‫ين) [األعراف‪ .]56 :‬وقد أثبت العلماء أن األرض كانت ملوثة قبل آالف‬ ‫اْل ُم ْح ِسن َ‬
‫(ب ْع َد‬
‫السنين ثم أصبحت صالحة للحياة‪ ،‬بما يتطابق مع النص القرآني‪َ :‬‬
‫ِإ ْص ََل ِح َها) أي أن هللا تعالى جعل جو األرض نقياً بعد أن كان غاز الكربون يخيم‬
‫على األرض‪.‬‬
‫‪ -2‬يعترف علماء الغرب بأن النبي صلى هللا عليه وسلم هو رائد علم البيئة‬
‫الحديث‪ ،‬ففي تعاليم هذا النبي الكريم نجد الكثير من األحاديث التي تأمرنا بالحفاظ‬
‫على البيئة وعدم اإلسراف أو اإلفساد في األرض‪ ،‬فهذه الباحثة "فرانسيسكا دو‬
‫شاتل" تقول‪ :‬يمكن القول بأن محمداً صلى هللا عليه وسلم هو رائد من رواد‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على البيئة ألننا إذا تأملنا األحاديث النبوية بشيء من التدبر‪ ،‬لرأينا أن‬
‫النبي األعظم كان واحداً من أشد المنادين بحماية البيئة‪ .‬بل إنه كان في نصرته‬
‫للبيئة سابقاً لعصره‪ ،‬أي رائداً في مجال المحافظة على البيئة والتطور الرشيد‬
‫واإلدارة الحكيمة للموارد الطبيعية‪ ،‬وواحداً من الذين َي ْس َع ْون إلقامة توازن متناسق‬
‫بين اإلنسان والطبيعة‪ .‬فكما نعلم جميعاً كيف جاءت تعاليم هذا النبي الرحيم لتنظم‬
‫حياة الناس بشكل منسجم مع بيئتهم‪ ،‬فقد أمر النبي باالعتناء بالطرقات والشوارع‬
‫فأمر بإماطة األذى عن الطريق واعتبر ذلك نوعاً من أنواع الصد َقة قال النبي‬
‫الكريم‪ ( :‬وتميط األذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -3‬تقول الباحثة فرانسيسكا دو ِ‬
‫شات ْل‪ ،‬في كتاب "محمد عليه السَلم رائد الحفاظ‬
‫على البيئة"‪ :‬لقد كان محمد صلى هللا عليه وسلم من الدعاة األقوياء لَلستخدام‬
‫الرشيد لألرض والماء واستثمارهما‪ ،‬وكذلك المعاملة الكريمة للحيوانات والنباتات‬
‫والطيور‪ ،‬والحقوق المتساوية لمن يتعاملون معها من البشر‪ .‬وفى هذا السياق‬
‫فإن حداثة رؤيته للبيئة وحداثة المفاهيم التي جاء بها في هذا المجال لما َي ْش َده‬
‫العقل َش ْد ًها‪ ،‬حتى لتبدو بعض أحاديثه وكأنها مناقشات عصرية حول قضايا‬
‫البيئة‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن العصر الذي ُبعث فيه النبي الكريم كانت الجاهلية تسيطر على‬
‫عقول البشر‪ ،‬فكان الناس ينظرون إلى الحيوانات على أنها مخلوقات ال قيمة لها‬
‫وليس لها مشاعر أو أحاسيس‪ .‬ولكن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر المؤمنين‬
‫باالهتمام بالمخلوقات‪ ،‬حتى إنه سمى أحد الصحابة األجَلء باسم "أبو هريرة"‬
‫تشجيعاً له وتأييداً الهتمامه بالقطط والعطف عليها‪ .‬ولذلك استحق هذا النبي أن‬
‫ِ‬
‫اك ِإَّال َر ْح َم ًة لِْل َعاَلم َ‬
‫ين) [األنبياء‪.]107 :‬‬ ‫يكون رحمة للعالمين‪َ :‬‬
‫(و َما أَْر َسْلَن َ‬
‫‪ -4‬جاء في كتاب‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم رائد الحفاظ على البيئة‪ ،‬أن النبي‬
‫كان يتمتع باحترام عميق لعالم النباتات واألزهار‪ .‬إن فلسفة النبي محمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم البيئية هي أوالً وقبل كل شيء فلسفة شاملة مترابطة‪ ،‬إذ تقوم على‬
‫أن هناك صلة أساسية وارتباطاً متبادالً بين عناصر الطبيعة‪ ،‬كما أن نقطة انطَلقها‬
‫هي اإليمان بأنه إذا أساء اإلنسان استخدام عنصر من عناصر الطبيعة أو‬
‫استنزفه استنزافاً فإن العالم الطبيعي ُبرّمته سوف يتضرر أض ار ار مباشرة‪ .‬وفى‬
‫اعتقاده أن جميع مخلوقات هللا متساوية أمامه سبحانه‪ ،‬وأن الحيوانات‪ ،‬وكذلك‬
‫األرض والغابات وينابيع المياه‪ ،‬ينبغي أن يكون لها حقوق ُت ْح َتَرم‪ .‬فقد ّ‬
‫كرم القرآن‬
‫ض َك ْم‬‫النبات قبل قرون طويلة ووصفه بالكريم! يقول تعالى‪( :‬أ ََوَل ْم َيَرْوا ِإَلى ْاألَْر ِ‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج َك ِر ٍ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫(وأَْن َزْلَنا م َن َّ َ‬
‫يم) [الشعراء‪ .]7 :‬ويقول أيضاً‪َ :‬‬ ‫أَْنَب ْتَنا ف َ‬
‫يم) [لقمان‪.]10 :‬‬‫يها ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج َك ِر ٍ‬ ‫ِ‬
‫اء َفأَْنَب ْتَنا ف َ‬
‫َم ً‬
‫‪ -5‬ينادي العلماء اليوم بضرورة الحفاظ على البيئة من خَلل االعتناء بالنظافة‬
‫للشوارع والمدن وهذا يؤثر إيجابياً على سَلمة اإلنسان والنبات والحيوان‪ ...‬وتقول‬
‫شات ْل إن النبي محمد صلى هللا عليه وسلم اعتنى واهتم‬ ‫الباحثة فرانسيسكا دو ِ‬
‫بالبيئة وبخاصة األرض حيث جعل التراب مادة طاهرة وبالفعل أثبت العلم أن التراب‬
‫"ج ِعلت لي‬
‫يحوي مضادات حيوية تقتل الجراثيم‪ ...‬يقول صلى هللا عليه وسلم‪ُ :‬‬
‫األرض مسجداً وطهورا" في هذا الحديث إشارة نبوية رائعة إلى طهارة تراب األرض‪،‬‬
‫وضرورة الحفاظ على هذه األرض ألن المؤمن يسجد عليها‪ ،‬وبالتالي ينبغي‬
‫االعتناء باألرض وعدم العبث بها‪.‬‬

‫‪ -6‬يقول بعض الباحثين الغربيين المنصفين بعد أن ق أروا أحاديث النبي صلى هللا‬
‫عليه وآله وسلم‪" :‬حتى في ذبح الحيوان نجد النبي الرحيم يبدى قد اًر عظيماً من‬
‫الرقة والرحمة‪ .‬وعلى الرغم من أنه لم يكن نباتياً فإن األحاديث تبين لنا بوضوح‬
‫أنه كان حساساً للغاية تجاه معاناة الحيوانات حتى كأنه كان يشاركها ألمها‬
‫مشاركة وجدانية‪ .‬ومن هنا نجده يأمر باستعمال سكين حاد في الذبح واتباع‬
‫طريقة مسؤولة من شأنها أن تزهق روح الحيوان سريعاً بحيث يخف ألم الذبيحة‬
‫إلى أقصى درجة ممكنة‪ .‬كما نهى عن ذبح أي حيوان أمام غيره من الحيوانات‬
‫أو إحداد الشفرة بحضرته‪ ،‬وإال فكأنه قد ذبحه مرتين حسبما جاء فى حديثه لمن‬
‫كان ُي ِحّد شفرته فى حضور ذبيحته‪ ،‬إذ قال له مستنكرا‪" :‬أتريد أن تميتها موتتين؟‬
‫هَل أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟" أال يستحق هذا النبي الكريم كل احترام‬
‫وتقدير؟‬

‫عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬إن هللا كتب اإلحسان على كل شيء‬
‫‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته ‪،‬‬
‫وليرح ذبيحته ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪ -7‬تعاني شعوب العالم اليوم من قلة المياه والجفاف ولذلك يؤكد بعض الباحثين‬
‫أن الحروب القادمة ستكون من أجل الحصول على الماء! ولو فكرنا قليَلً نجد‬
‫أن النبي الكريم سبق علماء العصر الحديث في حرصه على عدم اإلسراف في‬
‫الماء حيث أمر النبي األعظم أحد الصحابة بعدم اإلسراف حتى أثناء الوضوء‬
‫جار" [رواه أحمد]‪ ...‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫كنت على نهر ٍ‬
‫وقال له‪" :‬ولو َ‬
‫نهى عن اإلسراف في كل شيء‪ ،‬حتى عندما يكون اإلنسان أمام نهر يتدفق فإنه‬
‫ال يجوز له أن يسرف ويهدر الماء دون حاجة أو ضرورة‪ .‬وما نراه اليوم من‬
‫جفاف لألنهار إال بسبب اإلسراف الشديد في استهَلك الماء‪.‬‬

‫‪ -8‬أمر النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم بعدم قطع األشجار أو إحراق الغابات‪:‬‬
‫حتى في حالة الحرب فإن النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن قطع األشجار‪،‬‬
‫ونهى عن قتل النساء واألطفال والشيوخ ‪ ...‬وهذه قمة الرحمة أنك تعامل أعداءك‬
‫في حالة الحرب برحمة ورأفة‪ .‬ونهى أيضاً عن إيذاء الكائنات الحية بأنواعها‪،‬‬
‫ولذلك فإن القرآن يؤكد على أهمية المخلوقات وأنها أمم أمثالنا‪ ،‬يقول تبارك‬
‫َم َثاُل ُك ْم َما َفَّر ْطَنا‬ ‫احْي ِه ِإَّ‬ ‫ض وَال َ ِ ِ‬
‫طائ ٍر َيط ُير ِب َجَن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(و َما م ْن َد َّاب ٍة في ْاألَْر ِ َ‬
‫ُم ٌم أ ْ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫وتعالى‪َ :‬‬
‫اب ِم ْن َشي ٍء ُث َّم ِإَلى َرّبِ ِه ْم ُي ْح َشُرو َن) [األنعام‪ .]38 :‬فهذه النظرة‬ ‫ِفي اْل ِك َت ِ‬
‫ْ‬
‫يستخف بهذه المخلوقات أو يع ّذبها أو‬
‫ّ‬ ‫للمخلوقات تجعل اإلنسان واحداً منها فَل‬
‫يسيء معاملتها‪.‬‬
‫‪ -9‬يؤكد بحث حديث على ضرورة الحفاظ على مصادر المياه العذبة وعد تلويثها‬
‫بأي طريقة كانت‪ ،‬ولذلك أمر النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم بعدم تلويث الماء‬
‫(من خَلل منع التبول في الماء الراكد)‪ .‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن‬
‫التبول في الماء منعاً لتلويث الماء‪ ،‬والحفاظ على مصادر المياه‪ .‬روي عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال يبولن أحدكم في‬
‫الماء الدائم الذي ال يجري ثم يغتسل فيه [رواه مسلم]‪ .‬وبعد هذه الحقيقة النبوية‬
‫الشريفة ‪ ،‬أال يستحق هذا النبي الكريم أن يكون رائد الحفاظ على البيئة؟‬

‫‪ -10‬االهتمام بالحيوانات المفيدة مثل الخيول‪ :‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم أخبر‬
‫بأن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‪ ،‬وفي هذا إشارة إلى االهتمام‬
‫بالخيول وغيرها من الحيوانات المفيدة لإلنسان‪ .‬كما نهى النبي الكريم عن قتل‬
‫هرة ألنها‬
‫الحيوانات أو تعذيبها فأكد في الحديث الشريف‪( :‬دخلت امرأة النار في َّ‬
‫حبستها ولم تدعها تأكل من حشاش األرض أو تطعمها حتى ماتت)‪ .‬ففي هذا‬
‫إشارة إلى ضرورة االعتناء بالحيوانات وعدم التسبب في موتها‪ ،‬وضرورة الرأفة‬
‫بها‪.‬‬

‫وفي إشارة قرآنية كريمة نجد أن هللا تبارك وتعالى يخبر عن أهمية المخلوقات‬
‫ات‬ ‫(ت َسِّب ُح َل ُه َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬ ‫من حولنا وأن كل الكون يسبح بحمده عز وجل فيقول‪ُ :‬‬
‫ِن ِم ْن َشي ٍء ِإَّال ُي َسِّب ُح ِب َح ْم ِد ِه َوَل ِك ْن َال َت ْفَق ُهو َن‬ ‫ض َو َم ْن ِف ِ‬
‫يه َّن َوإ ْ‬ ‫الس ْب ُع َو ْاألَْر ُ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫ورا) [اإلسراء‪ .]44 :‬فالمخلوقات كلها تسبح هللا‬ ‫َتس ِبيحهم ِإَّن ُه َك َ ِ‬
‫يما َغ ُف ً‬‫ان َحل ً‬ ‫ْ َُْ‬
‫تعالى‪ ،‬وبالتالي في هذه اآلية إشارة إلى أن المخلوقات من حولنا لها قيمة‬
‫ويجب عدم إيذائها أو اإلساءة لها‪ ،‬ألنها تعبد هللا وتسبحه!‬

‫ــــــــــــ‬
‫بقلم عبد الدائم الكحيل‬
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-10-20/1280-
2013-05-12-00-47-20

You might also like