Professional Documents
Culture Documents
175-عشر حقائق في علم البيئة
175-عشر حقائق في علم البيئة
-1لقد شملت رحمة النبي صلى هللا عليه وسلم اإلنسان والحيوان والطير والنبات،
وكذلك شملت البيئة التي نعيش فيها! هذه البيئة هي نعمة من نعم الخالق أمرنا
هيأها هللا وجهزها لنا لنحيا
هللا تعالى أن نحافظ عليها وال نفسدها .فاألرض التي َّ
عليها حياة سعيدة ،ينبغي أال نلوثها أو نفسد فيها أو نسيء معاملتها ،ألن ذلك
سيؤدي إلى عواقب وخيمة ،وبالفعل نرى اليوم التلوث واالحتباس الحراري وظاهرة
(وَال
التصحر والتغير المناخي ...وكلها لم تكن معهودة من قبل .يقول عز وجلَ :
يب ِم َن طمعا ِإ َّن رحم َة َّ ِ ِ ُت ْف ِس ُدوا ِفي ْاألَْر ِ
َّللا َق ِر ٌ ََْ ض َب ْع َد ِإ ْص ََلح َها َو ْاد ُع ُ
وه َخ ْوًفا َو َ َ ً
ِ
ين) [األعراف .]56 :وقد أثبت العلماء أن األرض كانت ملوثة قبل آالف اْل ُم ْح ِسن َ
(ب ْع َد
السنين ثم أصبحت صالحة للحياة ،بما يتطابق مع النص القرآنيَ :
ِإ ْص ََل ِح َها) أي أن هللا تعالى جعل جو األرض نقياً بعد أن كان غاز الكربون يخيم
على األرض.
-2يعترف علماء الغرب بأن النبي صلى هللا عليه وسلم هو رائد علم البيئة
الحديث ،ففي تعاليم هذا النبي الكريم نجد الكثير من األحاديث التي تأمرنا بالحفاظ
على البيئة وعدم اإلسراف أو اإلفساد في األرض ،فهذه الباحثة "فرانسيسكا دو
شاتل" تقول :يمكن القول بأن محمداً صلى هللا عليه وسلم هو رائد من رواد ِ
الحفاظ على البيئة ألننا إذا تأملنا األحاديث النبوية بشيء من التدبر ،لرأينا أن
النبي األعظم كان واحداً من أشد المنادين بحماية البيئة .بل إنه كان في نصرته
للبيئة سابقاً لعصره ،أي رائداً في مجال المحافظة على البيئة والتطور الرشيد
واإلدارة الحكيمة للموارد الطبيعية ،وواحداً من الذين َي ْس َع ْون إلقامة توازن متناسق
بين اإلنسان والطبيعة .فكما نعلم جميعاً كيف جاءت تعاليم هذا النبي الرحيم لتنظم
حياة الناس بشكل منسجم مع بيئتهم ،فقد أمر النبي باالعتناء بالطرقات والشوارع
فأمر بإماطة األذى عن الطريق واعتبر ذلك نوعاً من أنواع الصد َقة قال النبي
الكريم ( :وتميط األذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم.
-3تقول الباحثة فرانسيسكا دو ِ
شات ْل ،في كتاب "محمد عليه السَلم رائد الحفاظ
على البيئة" :لقد كان محمد صلى هللا عليه وسلم من الدعاة األقوياء لَلستخدام
الرشيد لألرض والماء واستثمارهما ،وكذلك المعاملة الكريمة للحيوانات والنباتات
والطيور ،والحقوق المتساوية لمن يتعاملون معها من البشر .وفى هذا السياق
فإن حداثة رؤيته للبيئة وحداثة المفاهيم التي جاء بها في هذا المجال لما َي ْش َده
العقل َش ْد ًها ،حتى لتبدو بعض أحاديثه وكأنها مناقشات عصرية حول قضايا
البيئة.
ويمكن القول بأن العصر الذي ُبعث فيه النبي الكريم كانت الجاهلية تسيطر على
عقول البشر ،فكان الناس ينظرون إلى الحيوانات على أنها مخلوقات ال قيمة لها
وليس لها مشاعر أو أحاسيس .ولكن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر المؤمنين
باالهتمام بالمخلوقات ،حتى إنه سمى أحد الصحابة األجَلء باسم "أبو هريرة"
تشجيعاً له وتأييداً الهتمامه بالقطط والعطف عليها .ولذلك استحق هذا النبي أن
ِ
اك ِإَّال َر ْح َم ًة لِْل َعاَلم َ
ين) [األنبياء.]107 : يكون رحمة للعالمينَ :
(و َما أَْر َسْلَن َ
-4جاء في كتاب :محمد صلى هللا عليه وسلم رائد الحفاظ على البيئة ،أن النبي
كان يتمتع باحترام عميق لعالم النباتات واألزهار .إن فلسفة النبي محمد صلى هللا
عليه وسلم البيئية هي أوالً وقبل كل شيء فلسفة شاملة مترابطة ،إذ تقوم على
أن هناك صلة أساسية وارتباطاً متبادالً بين عناصر الطبيعة ،كما أن نقطة انطَلقها
هي اإليمان بأنه إذا أساء اإلنسان استخدام عنصر من عناصر الطبيعة أو
استنزفه استنزافاً فإن العالم الطبيعي ُبرّمته سوف يتضرر أض ار ار مباشرة .وفى
اعتقاده أن جميع مخلوقات هللا متساوية أمامه سبحانه ،وأن الحيوانات ،وكذلك
األرض والغابات وينابيع المياه ،ينبغي أن يكون لها حقوق ُت ْح َتَرم .فقد ّ
كرم القرآن
ض َك ْمالنبات قبل قرون طويلة ووصفه بالكريم! يقول تعالى( :أ ََوَل ْم َيَرْوا ِإَلى ْاألَْر ِ
السم ِ ِ يها ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج َك ِر ٍ ِ
اء (وأَْن َزْلَنا م َن َّ َ
يم) [الشعراء .]7 :ويقول أيضاًَ : أَْنَب ْتَنا ف َ
يم) [لقمان.]10 :يها ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج َك ِر ٍ ِ
اء َفأَْنَب ْتَنا ف َ
َم ً
-5ينادي العلماء اليوم بضرورة الحفاظ على البيئة من خَلل االعتناء بالنظافة
للشوارع والمدن وهذا يؤثر إيجابياً على سَلمة اإلنسان والنبات والحيوان ...وتقول
شات ْل إن النبي محمد صلى هللا عليه وسلم اعتنى واهتم الباحثة فرانسيسكا دو ِ
بالبيئة وبخاصة األرض حيث جعل التراب مادة طاهرة وبالفعل أثبت العلم أن التراب
"ج ِعلت لي
يحوي مضادات حيوية تقتل الجراثيم ...يقول صلى هللا عليه وسلمُ :
األرض مسجداً وطهورا" في هذا الحديث إشارة نبوية رائعة إلى طهارة تراب األرض،
وضرورة الحفاظ على هذه األرض ألن المؤمن يسجد عليها ،وبالتالي ينبغي
االعتناء باألرض وعدم العبث بها.
-6يقول بعض الباحثين الغربيين المنصفين بعد أن ق أروا أحاديث النبي صلى هللا
عليه وآله وسلم" :حتى في ذبح الحيوان نجد النبي الرحيم يبدى قد اًر عظيماً من
الرقة والرحمة .وعلى الرغم من أنه لم يكن نباتياً فإن األحاديث تبين لنا بوضوح
أنه كان حساساً للغاية تجاه معاناة الحيوانات حتى كأنه كان يشاركها ألمها
مشاركة وجدانية .ومن هنا نجده يأمر باستعمال سكين حاد في الذبح واتباع
طريقة مسؤولة من شأنها أن تزهق روح الحيوان سريعاً بحيث يخف ألم الذبيحة
إلى أقصى درجة ممكنة .كما نهى عن ذبح أي حيوان أمام غيره من الحيوانات
أو إحداد الشفرة بحضرته ،وإال فكأنه قد ذبحه مرتين حسبما جاء فى حديثه لمن
كان ُي ِحّد شفرته فى حضور ذبيحته ،إذ قال له مستنكرا" :أتريد أن تميتها موتتين؟
هَل أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟" أال يستحق هذا النبي الكريم كل احترام
وتقدير؟
عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ( :إن هللا كتب اإلحسان على كل شيء
،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ،وليحد أحدكم شفرته ،
وليرح ذبيحته ) رواه مسلم .
-7تعاني شعوب العالم اليوم من قلة المياه والجفاف ولذلك يؤكد بعض الباحثين
أن الحروب القادمة ستكون من أجل الحصول على الماء! ولو فكرنا قليَلً نجد
أن النبي الكريم سبق علماء العصر الحديث في حرصه على عدم اإلسراف في
الماء حيث أمر النبي األعظم أحد الصحابة بعدم اإلسراف حتى أثناء الوضوء
جار" [رواه أحمد] ...فالنبي صلى هللا عليه وسلم
كنت على نهر ٍ
وقال له" :ولو َ
نهى عن اإلسراف في كل شيء ،حتى عندما يكون اإلنسان أمام نهر يتدفق فإنه
ال يجوز له أن يسرف ويهدر الماء دون حاجة أو ضرورة .وما نراه اليوم من
جفاف لألنهار إال بسبب اإلسراف الشديد في استهَلك الماء.
-8أمر النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم بعدم قطع األشجار أو إحراق الغابات:
حتى في حالة الحرب فإن النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن قطع األشجار،
ونهى عن قتل النساء واألطفال والشيوخ ...وهذه قمة الرحمة أنك تعامل أعداءك
في حالة الحرب برحمة ورأفة .ونهى أيضاً عن إيذاء الكائنات الحية بأنواعها،
ولذلك فإن القرآن يؤكد على أهمية المخلوقات وأنها أمم أمثالنا ،يقول تبارك
َم َثاُل ُك ْم َما َفَّر ْطَنا احْي ِه ِإَّ ض وَال َ ِ ِ
طائ ٍر َيط ُير ِب َجَن َ
ِ ِ
(و َما م ْن َد َّاب ٍة في ْاألَْر ِ َ
ُم ٌم أ ْ
َ أ ال وتعالىَ :
اب ِم ْن َشي ٍء ُث َّم ِإَلى َرّبِ ِه ْم ُي ْح َشُرو َن) [األنعام .]38 :فهذه النظرة ِفي اْل ِك َت ِ
ْ
يستخف بهذه المخلوقات أو يع ّذبها أو
ّ للمخلوقات تجعل اإلنسان واحداً منها فَل
يسيء معاملتها.
-9يؤكد بحث حديث على ضرورة الحفاظ على مصادر المياه العذبة وعد تلويثها
بأي طريقة كانت ،ولذلك أمر النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم بعدم تلويث الماء
(من خَلل منع التبول في الماء الراكد) .فالنبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن
التبول في الماء منعاً لتلويث الماء ،والحفاظ على مصادر المياه .روي عن أبي
هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال :ال يبولن أحدكم في
الماء الدائم الذي ال يجري ثم يغتسل فيه [رواه مسلم] .وبعد هذه الحقيقة النبوية
الشريفة ،أال يستحق هذا النبي الكريم أن يكون رائد الحفاظ على البيئة؟
-10االهتمام بالحيوانات المفيدة مثل الخيول :فالنبي صلى هللا عليه وسلم أخبر
بأن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ،وفي هذا إشارة إلى االهتمام
بالخيول وغيرها من الحيوانات المفيدة لإلنسان .كما نهى النبي الكريم عن قتل
هرة ألنها
الحيوانات أو تعذيبها فأكد في الحديث الشريف( :دخلت امرأة النار في َّ
حبستها ولم تدعها تأكل من حشاش األرض أو تطعمها حتى ماتت) .ففي هذا
إشارة إلى ضرورة االعتناء بالحيوانات وعدم التسبب في موتها ،وضرورة الرأفة
بها.
وفي إشارة قرآنية كريمة نجد أن هللا تبارك وتعالى يخبر عن أهمية المخلوقات
ات (ت َسِّب ُح َل ُه َّ
الس َم َاو ُ من حولنا وأن كل الكون يسبح بحمده عز وجل فيقولُ :
ِن ِم ْن َشي ٍء ِإَّال ُي َسِّب ُح ِب َح ْم ِد ِه َوَل ِك ْن َال َت ْفَق ُهو َن ض َو َم ْن ِف ِ
يه َّن َوإ ْ الس ْب ُع َو ْاألَْر ُ
َّ
ْ
ورا) [اإلسراء .]44 :فالمخلوقات كلها تسبح هللا َتس ِبيحهم ِإَّن ُه َك َ ِ
يما َغ ُف ًان َحل ً ْ َُْ
تعالى ،وبالتالي في هذه اآلية إشارة إلى أن المخلوقات من حولنا لها قيمة
ويجب عدم إيذائها أو اإلساءة لها ،ألنها تعبد هللا وتسبحه!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-10-20/1280-
2013-05-12-00-47-20