You are on page 1of 18

‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬

‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫اإلعجاز العلمي عن البقرة يف ضوء القرآن الكرمي‬

‫‪THE SCIENTIFIC MIRACLES OF CATTLE IN THE LIGHT OF THE‬‬


‫‪HOLY QUR'AN‬‬
‫‪Lukmanul Hakim1*, Fadhli Ananda2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪PhD. Candidate in Qur’an and Sunnah Studies, International Islamic University Malaysia,‬‬
‫‪MALAYSIA, man89th@gmail.com‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Master Student in Qur’an and Sunnah Studies, International Islamic University Malaysia,‬‬
‫‪MALAYSIA, Fadhligiffarie@gmail.com.‬‬
‫‪*Corresponding author‬‬
‫________________________________________________________‬

‫ملخص البحث‬
‫يهدف هذا البحث إىل دراسة حول اإلعجاز العلمي عن البقرة يف ضوء القرآن الكرمي‪ .‬وهذا دليل على أمهية أمر‬
‫ونعما من هللا للمخلوقات ‪ ،‬وكل ذلك حىت يتأمل اإلنسان مبخلوقات هللا من احليواانت وما فيها من‬‫البقرة خل ًقا ً‬
‫إعجاز علمي‪ .‬وهذا البحث يعتمد على املنهج االستقرائي من خالل االطالع على اآلايت القرآنية ذات الصلة‬
‫مبوضوع البقرة ‪ ،‬مث الرجوع إىل كتب التفاسري املعتربة وبعض األحاديث النبوية الصحيحة‪ ،‬والنظر يف كل ما ورد ذكره‬
‫أيضا املنهج التحليلي‪ ،‬وذلك بدراسة حتليلية لكل املعلومات الواردة يف هذه القضية‪،‬‬
‫من البقرة‪ .‬واستخدم الباحثان ً‬
‫أهم النتائج اليت توصل الباحثان إليها أن البقرة‬
‫والكشف عن بعض اإلشارات العلمية واحلديثة حول البقرة‪ .‬ومن ّ‬
‫هي حيوان عجيب ونعمة كبرية من هللا تعاىل‪ ،‬والبقرة األكولة واحللوبة هلا منافع كثرية لإلنسان‪ ،‬وكذلك يف بوهلا‬
‫أيضا ينتج الغاز احليوي من روثها ليفيد اإلنسان‪ .‬وهذا يطابق احلقائق العلمية اليت أثبتت‬
‫وروثها منافع للنبات‪ ،‬و ً‬
‫حديثا منافع البقرة مع النص القرآين الذي جاء قبل التشخيص العلمي مبئات السنني‪.‬‬
‫ً‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اإلعجاز العلمي‪ ،‬البقرة‪ ،‬القرآن الكرمي‪.‬‬

‫]‪[413‬‬
Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and
Technological Education
25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.

________________________________________________________
Abstract
This research aims to examine the scientific miracles of the cattle creation in the light of the
Holy Qu’ran. Its creation great benefit is evidenced in the Holy Qu’ran for the many benefits it
offers to human beings. It’s for humankind to contemplate Allah’s various bounties and the
scientific miracles embodied in them. The present research adopts inductive approach through
reading the Qu’ranic verses related to the subject of the cattle, and then refer to the accredited
interpretations books of the considered and some of the authentic prophetic Hadiths, and look
into all that is mentioned in it about the cattle. In addition, the analytic approach was used,
where all that is mentioned about the subject matter was scrutinised; this is to unveil some of
the modern scientific references regarding the cattle. The research finds that, the cattle are
an incredible creature and a great bounty from Allah, eater and cash cattle provides human
beings with various benefits, including its meat being good and highly hygienic for human
consumption, its urine and dung is a natural fertilizer for the rapid growth of the crops. These
findings are identical with the recently discovered scientific miracles pertaining to the benefits
of the cattle which in turn are compatible with the Qu’ranic text that has come hundreds of
years ago before the scientific diagnosis took place.

Keywords: Scientific miracles, cattle, Holy Qur’an.


_________________________________________________________________________

‫مقدمة‬
‫ فإن الكون هو كتاب‬،‫ فإذا كان القرآن كتاب هللا املقروء‬،‫ ونتأمل الدقة واإلتقان صنعه‬،‫أمران هللا أن نتبدر خملوقاته‬
﴾‫اَّلل لَ َو َج ُدوا فِ ِيه ا ْختِ ََلفا َكِِْيا‬
َِّ ‫ ﴿أَ َف ََل ي ت َدبَّرو َن الْ ُقرآ َن ولَو َكا َن ِمن ِع ْن ِد َغ ِْْي‬:‫ قال هللا‬.1 ‫هللا املنظور‬
ْ َْ ْ ُ ََ
.]24:‫وب أَقْ َفا ُُلَا﴾ [حممد‬ ٍ ُ‫ ﴿أَ َف ََل يَ َت َدبَّ ُرو َن الْ ُق ْرآ َن أ َْم َع َلى قُ ل‬:‫أيضا‬
ً ‫ وقال‬.]82:‫[النساء‬
‫فهما‬
ً ‫ وهذه اآلايت الكونية ال ميكن لنا فهمها‬.‫واآلايت الكونية يف كتاب هللا تتعدى ألف آية صرحية‬
.2 ‫كامال يف إطار اللغة العربية وحدها وال بد من توظيف احلقائق العلمية الثابتة من أجل حتقيق ذلك‬ ً
‫وبعد هذا الفهم نكتشف سبق القرآن الكرمي ابإلشارة إىل العديد من حقائق العلم وهو ما يعرف ابسم‬
‫ منها ما مسي اإلعجاز‬،‫ وجند اكتشافات من جوانب علمية يف عصران احلاضر‬.‫اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‬
 ‫ والنظر إىل هذا الكون قد أمر هللا تعاىل به رسوله‬.‫ يبحث فيها العناصر اإلميانية األساسية‬،‫العلمي أبنواع متعددة‬
.‫قبل اكتشاف اإلعجاز العلمي منذ مئات السنني‬
‫تتعدد أوجه اإلعج از يف كتاب هللا بتعدد جوانب النظر فيه فكل آية من آايته فيها إعجاز لفظي وبياين‬
‫وكل جمموعة من اآلايت وكل سورة من السور طالت أم قصرت مبا فيها من قواعد عقيدة أو أوامر تعبدية أو قيم‬
‫أخالقية أو ضوابط سلوكية أو إشارات علمية يف هذا الكون الفسيح وما فيه من ظواهر وكائنات وتشريع وقصص‬

.45‫ ص‬،)‫م‬2002/‫ه‬1423 ،‫ دار الشروق‬:‫ (القاهرة‬،‫كيف نتعامل مع القرآن‬،‫ يوسف القرضاوي‬:‫ انظر‬1
.47‫ ص‬،‫ املصدر نفسه‬2

[414]
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫وكل وسيلة تربوية‪ ،‬ونبوءة مستقبلية كل ذلك يفيض جبالل الربوبية ويتميز عن كل صياغة إنسانية ويشهد للقرآن‬
‫ابلتفرد كما يشهد بعجز اإلنسان عن أن أييت بشيء من مثله ‪.3‬‬
‫هذه األسباب أدت إىل إنشاء دراسات والقيام مبؤمترات علمية لإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة‬
‫النبوية‪ ،‬حىت وصل األمر عند بعضهم إىل حماولة حتميل اآلايت ما ال حتتمل من النظرايت واالكتشافات العلمية ‪.4‬‬
‫وقد أفاض املتحدثون عن أوجه اإلعجاز العلمي يف ضوء القرآن الكرمي‪ ،‬واالكتشافات فيه كثرية منها ‪:‬‬
‫اإلعجاز العلمي عن علم الطب‪ ،‬وخلق اإلنسان‪ ،‬وخلق السماوات واألرض‪ ،‬وعلم األعصاب‪ ،‬وعلم النبات‪ ،‬وعلم‬
‫احليوان‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬قد اشتهر يف أذوننا‪.‬‬
‫ض وََل طَائِ ٍر ي ِطْي ِِبناحي ِه إََِّل أُمم أَمَِالُ ُكم ما فَ َّرطْنا ِيف ال ِ‬
‫ْكَت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫ٌَ ْ ْ َ‬ ‫َ ُ ََ َ ْ‬ ‫قال هللا تعاىل‪َ ﴿ :‬وَما م ْن َدابَّة ِيف ْاْل َْر ِ َ‬
‫ِم ْن َش ْي ٍء ُُثَّ إِ ََل َرِّبِِ ْم ُُْي َش ُرو َن﴾ [األنعام‪.]38:‬‬
‫وقد درست اجلماعات احليوانية ود رست سلوكيتها بدقة كبرية‪ ،‬واستخدمت لذلك خمتلف التجهيزات‬
‫املتطورة وحىت األقمار الصناعية‪ .‬وتوصل الدارسون إىل اكتشاف وجود مجاعات حيوانية حقيقية يف اجملال احليوي‬
‫اجلوي‪ ،‬وقشرة األرض‪ ،‬واجملال املائي) ‪.5‬‬
‫أبقسامه الثالثة‪( :‬اجملال ّ‬
‫كما وردت إشارات موجزة‪ ،‬وتفصيالت موسعة يف القرآن الكرمي إىل بعض نعم اخلالق جل ثناؤه عن‬
‫غذاءا أساسه‬ ‫األنعام‪ ،‬وهي أن احليواانت اجملرتة تعيش بعضها على املرعى‪ ،‬ويعتين هبا اإلنسان‪ ،‬وقد وفر هلا رهبا ً‬
‫النبات والشجريات‪ .‬ومن هذه احليواانت البقر والغنم واملاعز وغريها ‪ .6‬وقد أفردت سورة األنعام يف القرآن احلكيم‬
‫ْ ٌء‬ ‫لذكر كثري من أحكامها وأصنافها‪ ،‬ومن هذه النصوص أقتصر منها؛ قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و ْاْلَنْ َع َام َخلَ َق َها لَ ُك ْم فِ َيها ِد ْ‬
‫َوَمَنافِ ُع َوِم ْن َها ََْت ُكلُو َن﴾ [النحل‪ .]5:‬وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬وإِ َّن لَ ُك ْم ِيف ْاْلَنْ َع ِام لَ ِع َْْبة نُ ْس ِقي ُك ْم ِِمَّا ِيف بُطُونِِه ِم ْن بَ ْ ِْ‬
‫أيضا‪َ ﴿ :‬وإِ َّن لَ ُك ْم ِيف ْاْلَنْ َع ِام لَ ِع َْْبة نُ ْس ِقي ُك ْم ِِمَّا ِيف‬
‫لشا ِربِ َْ﴾ [النحل‪ .]66:‬وقال ً‬ ‫ث َو َدٍم لََب نا َخالِصا َسائِغا لِ َّ‬ ‫َف ر ٍ‬
‫ْ‬
‫اَّللُ الَّ ِذي َج َع َل َل ُك ُم ْاْلَنْ َع َام‬ ‫أيضا‪َّ ﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بُطُوِنَا َوَل ُك ْم ف َيها َمَناف ُع َكِِ َْيةٌ َوم ْن َها ََْت ُكلُو َن﴾ [املومنون‪ .]21:‬وقال ً‬
‫ِ‬
‫ِْ ُُْ َملُو َن ﴾‬ ‫لِ ََتَكبوا ِم ْن َها وِم ْن َها ََْت ُكلُو َن • وَل ُكم فِ َيها مَنافِع ولَِت ْب لُغُوا َع َل ْي َها حاجة ِيف ص ُدوِرُكم و َع َل ْي َها و َع َلى الْ ُفل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫[غافر‪ .]80-79:‬إن كل ما خلق هللا حيتاج إىل أتمل وتفكر‪ ،‬فما من شيء خلقه هللا تعاىل إال فيه إعجاز وقدرة‬
‫تستوجب منا التوقف‪ .‬وقد ذكر هللا تعاىل كلمة عربة وخصصها ابألنعام‪ ،‬وهذا دليل على عظيم وأمهية األنعام خل ًق ا‪،‬‬
‫وعظيم أمرها ابلنسبة لإلنسان‪ ،‬وكل ذلك حىت يتأمل اإلنسان مبخلوقات هللا سبحانه من احليواانت وما فيها من‬
‫ض﴾‬‫اَّلل َس َّخ َر لَ ُك ْم َما ِيف ْاْل َْر ِ‬
‫َن ََّ‬‫إعجاز‪ .‬وهذا كله من نعم هللا سبحانه على البشر‪ .‬يقول تعاىل‪﴿ :‬أَ ََلْ تَ َر أ َّ‬

‫‪ 3‬حسن حممد‪ ،‬املوسوعة الكْبى لإلعجاز العلمى يف القرآن الكرمي‪( ،‬د‪.‬م‪ :‬دار التقوى للرتاث‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م)‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 4‬حممد الغزايل‪ ،‬كيف نتعامل مع القرآن‪( ،‬مصر‪ :‬د‪.‬ن‪ ،‬ط‪2005 ،7‬م)‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ 5‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪( ،‬د‪.‬م‪ :‬مكتبة ابن حجر‪ ،‬ط‪2003 ،2‬م)‪ ،‬ص‪.463‬‬
‫‪ 6‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.464‬‬

‫]‪[415‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫[احلج‪ . ]65:‬وكون هذه األنعام مسخرة لإلنسان فقد جعل هللا سبحانه لنا فيها فوائد عظيمة متعددة تلك احليواانت‬
‫من األنعام وهي اإلبل والبقر والضأن واملعز ‪.7‬‬
‫وبعض األنعام تعيش على مرعى اإلنسان كالبقر‪ ،‬وتشري إليه اآلايت الكرمية من إنتاج اللحوم واأللبان‬
‫الغذائية‪ ،‬مما جعلها علم اإلنتاج احليواين هدفًا جوهرًاي له‪ .‬وحدد الرسول ‪ ‬أن أفضل أنواع اللنب وأنفعه هو لنب‬
‫البقر‪ .‬فقال رسول هللا‪ « :‬إن هللا مل يضع داء إال وضع له شفاء فعليكم أبلبان البقر فإهنا ترم من كل الشجر» ‪.8‬‬
‫أما البقرة يف الدايانت السماوية فقصتها معروفة مع نيب هللا موسى وبين إسرائيل وقد ذكرها هللا يف القرآن‬
‫تفصيال يف سورة البقرة وهي سورة مدنية‪ ،‬وعدد آايهتا ‪ 286‬بعد البسملة‪ ،‬وهي أطول سور القرآن الكرمي‬
‫ً‬ ‫الكرمي‬
‫على اإلطالق‪ ،‬وقد مسيت هبذا اإلسم لورود اإلشارة فيها إىل تلك املعجزة اليت أجراها هللا سبحانه وتعاىل على يدي‬
‫نبيه موسى عليه وسالم حني تعرض شخص من بين إسرائيل يف زمانه للقتل ومل يعرف قاتله‪ ،‬فأوحى هللا تعاىل إىل‬
‫عبده موسى أن أيمر قومه بذبح بقرة‪ ،‬وأن يضربوا امليت جبزء منها فيحىي إبذن هللا‪ ،‬وخيربهم عن قاتله‪ ،‬مث ميوت‪،‬‬
‫إحقاقًا للحق‪ ،‬وشهادة هللا سبحانه وتعاىل ابلقدرة على إحياء املوتى ‪.9‬‬
‫والبقرة من احليواانت اليت هلا قدسية خاصة يف الدايانت األخرى‪ ،‬وبعضها مقدسة لدى اهلندوس‪ ،‬فهم‬
‫يعتقدون يف اهلند أن األبقار حيواانت مقدسة يعبودوهنا وال يذحبوهنا وال أيكلون حلومها ‪.10‬‬
‫وبناء على خلفية البحث املذكور أعاله فسيكون البحث هنا معم ًقا عن البقرة يف ضوء القرآن الكرمي من‬
‫حيث اإلعجاز العلمي بعنوان " اإلعجاز العلمي عن البقرة يف ضوء القرآن الكرمي"‪.‬‬

‫تعريف البقرة لغة واصطَلحا‬


‫البقرة لغة ‪ :‬قال صاحب لسان العرب‪ :‬البقرة اسم جنس يقع على ا لذكر واألنثى‪ ،‬وإمنا دخلته اهلاء للوحدة‪ ،‬واجلمع‬
‫ان﴾ [يوسف‪ .]43:‬وقال املربد يف الكامل ‪ :‬إذا أردت التمييز‪ ،‬قلت‪ :‬هذا بقرة للذكر‪،‬‬ ‫بقرات ‪﴿ ،11‬سبع ب َقر ٍ ِ‬
‫ِس ٍ‬
‫ات َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫وهذه بقرة لألنثى؛ كما تقول‪ :‬هذا بطة للذكر‪ ،‬وهذه بطة للألنثى ‪.12‬‬

‫‪ 7‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬املوسوعة الكونية الكْبى آايت هللا يف خلق احليواانت الْبية والبحرية وبعِها وحساّبا‪( ،‬بريوت‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1428‬ه‪2007/‬مـ)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.125-123‬‬
‫‪ 8‬أمحد بن حنبل‪ ،‬املسند‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األنؤوط وآخرين‪( ،‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪21420‬ه‪ 1999/‬م)‪ ،‬مسند بين هاشم‪ ،‬مسند عبد هللا بن‬
‫العباس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.315‬‬
‫‪ 9‬زغلول راغب‪ ،‬من آايت اإلعجاز العلمي‪ -‬احليوان يف القرآن الكرمي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪2006 ،‬م )‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫‪ 10‬أمحد مهدي وأصحاب جلنته‪ ،‬املوسوعة العربية العاملية‪( ،‬الرايض‪ :‬مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1999 ،2‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.83‬‬
‫‪ 11‬املرحع السابق‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.458‬‬
‫‪ 12‬أبو العباس حممد بن يزيد املربد‪ ،‬الكامل‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أمحد الدايل‪( ،‬د‪.‬م‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1418 ،3‬هـ‪1997/‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.138‬‬

‫]‪[416‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫والبقري والبقارن والباقر‪ :‬مجاعة البقر مع رعاهتا‪ ،‬والبيقور‪ :‬اجلماعة‪ .‬وأهل اليمن يسمون البقرة‪ :‬ابقورة‪ .‬واشتق‬
‫هذا اإلسم من بَـ َق َر‪ ،‬إذا شق ألهنا تشق األرض ابحلراثة‪ .‬ومنه قيل حملمد بن على زين العبدين بن احلسني‪ :‬الباقر‪،‬‬
‫ألنه بقر العلم‪ :‬أي شقه‪ ،‬ودخل فيه مدخال بليغا ‪.13‬‬
‫ويف املوسوعة‪ :‬وتعين كلمة األبقار عادة‪ :‬األبقار والثريان والعجول‪ ،‬والشائع تسمية البقرة األنثى ابلبقرة‬
‫قر‪ :‬شقه‪،‬‬ ‫‪14‬‬
‫والذكر ابلثور والعجل ولد البقرة واجلمع العجاجيل واألنثى العجلة وبقرة معجل أي ذات عجل ‪ .‬ب َق َر ـ ب ً‬
‫وسعه فابتقر‪ .‬أبقار املرأة عن جنينها‪ :‬شق بطنها عن ولدها‪ .‬ابتقر‪ :‬انشق من الوسط‪ .‬البقري من النوق‪ :‬اليت‬
‫فتحه‪ّ ،‬‬
‫قر‪ :‬ضعف بصره فال يكاد يبصر‪ .‬تبقر الرجل‪ :‬توسع يف العلم واملال ‪.15‬‬
‫شق بطنها عن ولدها‪ .‬بقر ـ بَ ً‬
‫وأما البقرة اصطَلحا‪ :‬فهي جنس من فصيلة البقرايت يشمل الثور واجلاموس ‪ .16‬وهي حيوان أليف لبون‬
‫جمرت من الفقرّايت ذوات االربع ‪.17‬‬
‫والبقرة يف التصنيف العلمي عند علماء احليوان هي من احليواانت الثديية اجملرتة آكالت األعشاب‬
‫وحتت شعبتها الفقرايت‬ ‫(‪،)artiodactyla‬‬ ‫ودب على أربعة أقدام‪ ،‬ورتبة زوجية األصابع‬ ‫(‪،(herbivora‬‬

‫(‪ ،)vertebrata‬وصنف اللبائن‪ :‬الثدبيات (‪ ،)mammalia‬واإلسم اإلنكليزي )‪ .(cattle‬ويتولد ابنتها (‪ )vivipar‬يف‬


‫احدا أو انثني‪ ،‬ومن املمكن أن‬
‫عجال و ً‬
‫يوما وتنجب ً‬
‫السنة الثانية أو الثالثة من عمرها وتدوم مدة محلها ‪ً 257‬‬
‫يصل عمر البقرة من عشرين إىل مخسة وعشرون سنة ‪.18‬‬

‫البقرة بْ اُلنود واإلسَلم‬


‫البقرة يف منظور اُلنود‪ :‬للبقرة قدسية خاصة يف اهلند‪ ،‬ويف املوسوعة‪ :‬يعتقد اهلندوس أن الكائنات هلا رو كما‬
‫لإلنسان ومن مث قدس اهلندوس البقر والقردة وتتميز البقر بنوع خاص من التقديس ‪.19‬‬

‫‪ 13‬كمال الدين حممد بن موسى الدمريي‪ ،‬حياة احليوان الكْبى‪( ،‬دمشق‪ :‬دار البشائر‪ ،‬ط‪1426 ،1‬ه‪2005/‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.483‬‬
‫‪ 14‬املرجع السابق‪ ،‬أمحد مهدي وأصحاب جلنته‪ ،‬املوسوعة العربيةالعاملية‪( ،‬الرايض‪ :‬مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1999 ،2‬م )‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.70‬‬
‫‪ 15‬علي بن احلسن اهلنائي األزدي وأصحابه‪ ،‬املنجد يف اللغة واْلعَلم‪( ،‬بريوت‪ :‬دار املشرق‪ ،‬ط‪2008 ،43‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.44‬‬
‫‪ 16‬املرجع السابق‪ ،‬إبراهيم مصطفى وأصحابه‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ 17‬املرجع السابق‪ ،‬علي بن احلسن اهلنائي األزدي وأصحابه‪ ،‬املنجد يف اللغة و اْلعَلم‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 18‬انظر‪ :‬فاطمة قاسم احليايل ومظفر أمحد املوصلي‪ ،‬حيوانت طبية ذكرهتا الكتب السماوية‪( ،‬العراق‪ :‬دار ابن األثري للطباعة والنشر يف جامعة املوصل‪،‬‬
‫د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪ 64‬و ‪.74‬‬
‫‪ 19‬املرجع السابق‪ ،‬أمحد مهدي وأصحاب جلنته‪ ،‬املوسوعة العربية العاملية‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.182‬‬

‫]‪[417‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫يقول األستاذ أنيس منصور‪" :‬أييت املهايت غاندي ‪ 20‬فيخاطب البقرة ويناديها ابسم (أمي البقرة) فيقول‪ :‬إن‬
‫محاية البقرة اليت فرضتها اهلندسية هدية اهلند للعامل‪ ،‬هي إحياء رابط األخوة بني اإلنسان واحليوان‪ ،‬وا لفكر اهلندي‬
‫يعتقد أن البقر أم لإلنسان وهي كذلك يف احلقيقة‪ ،‬إن البقرة خري رفيق للمواطن اهلندي وهي خري محاية للهند" ‪.21‬‬
‫والبقرة يف منظور اإلسَلم‪ :‬املسلم ال خيضع إال هلل ‪ ‬وال يعبد سواه‪ ،‬والبقرة خلقها هللا خلدمة اإلنسان‬
‫ِ ِِ‬
‫وسى ل َق ْومه إِ َّن ََّ‬
‫اَّلل ََْي ُم ُرُك ْم أَ ْن َت ْذ ََبُوا‬ ‫ولطعامه وليس ليعبدها‪ ،‬وهذا نراه يف أول آية يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وإِذْ قَ َال ُم َ‬
‫أحل هللا لنا البهيمة من األنعام‪ ،‬وهي اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬إال ما بينه من‬ ‫بَ َق َرة﴾ [البقرة‪ .]67:‬قال الزهراين‪ :‬وقد َ‬
‫ود أ ُِحلَّ ْ‬
‫ت لَ ُك ْم َّبِ َيم ُة‬ ‫حترمي امليتة والدم وغري ذلك ‪ ،22‬يقول احلق تبارك وتعاىل‪﴿ :‬اي أَيُّها الَّ ِذين آمنوا أَوفُوا ِِبلْعقُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫الص ْي ِد َوأَنْ تُ ْم ُح ُرٌم﴾ [املائدة‪.]1:‬‬
‫ْاْلَنْ َع ِام إََِّل َما يُ ْت َلى َع َل ْي ُك ْم َغ َْْي ُُِملِِي َّ‬

‫البقرة احللوبة يف اْلدلة العلمية احلديِة‬


‫لقد أثبت التحليل الكيميائي لألشياء وهو علم مل يبدأ إال يف القرن التاسع عشر أن لنب األنعام مؤلف من مشتقات‬
‫املركبات املوجودة يف مرعى األنعام ودمائها ولكن بنسب خمتلفة‪ ،‬كما خيتلف تركيب احلليب ابختالف املرعى ‪.23‬‬
‫وأن اللنب آية من آايت هللا يف هذا الكون‪ ،‬كما ذكرها القرآن‪َ ﴿ :‬وإِ َّن لَ ُك ْم ِيف ْاْلَنْ َع ِام لَ ِع َْْبة نُ ْس ِقي ُك ْم ِِمَّا‬
‫ث َو َدٍم لََب نا َخالِصا َسائِغا لِ َّ‬
‫لشا ِربِ َْ﴾ [النحل‪.]66:‬‬ ‫ِيف بطُونِِه ِمن ب ْ ِْ فَ ر ٍ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫صافيا ال يستصحب لون الدم‬ ‫صا) أي ً‬ ‫هذه اآلية تشري إىل أن هللا يسقي اإلنسان اللنب اللذيذ الطعام ( َخال ً‬
‫الذي هو أصله وال رائحة الفرث اليت فصل الدم عنها وهو ما يتبقى من الطعام يف كرش احليوان‪ ،‬وبذلك إشارة إىل‬
‫أن اللنب يتولد من بني الفرث والدم‪ .‬فإانث األنعام أتكل العشب والتني والشعري فيختلط ببعضه يف الكرش فيتكون‬
‫الفرث مث حيدث هبا ختمر وتغريات يف تركيبها فتؤدي إىل إنتاج األمحاض اليت يتم امتصاصها عرب األمعاء مث تصل‬
‫إىل الغدد اللبنية اليت تقوم بعملية التصفية وانتخاب املواد النافعة واملقوية للدم واالبتعاد عن املواد الضارة والسموم‪،‬‬
‫انتظارا حللبه وتقدميه لبنا خالصا سائغا للشاربني بينما تقوم الكلية بطر املواد السامة‬
‫مث جتمع اللنب يف كيس الثدي ً‬
‫خارجا عرب البول‪ ،‬وبذلك يكون القرآن قد حدد أصل مكوانت اللنب مبا يتفف متاما مع العلم احلديث والذي كان‬
‫متاما منذ قدمي الزمان خاصة أن اكتشاف الدورة الدموية قد مت بعد ألف سنة من نزول القرآن الكرمي ‪.24‬‬
‫جمهوال ً‬
‫ً‬

‫‪20‬‬
‫وهو الرو الكبري‪ ،‬واملفكر العظيم أو الشيخ املبجل‪ ،‬انظر‪ :‬مصطفى حلمي‪ ،‬اإلسَلم واْلداين‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكنب العلمية‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪1424‬ه‪2004/‬م)‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 21‬أنيس منصور‪ ،‬حول العاَل يف ‪ 200‬يوم‪( ،‬مصر‪ :‬املكتبة املصري احلديث‪ ،‬ط‪1963 ،1‬م)‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 22‬حيىي بن موسى الزهراين‪ ،‬رسالة خمتصرة يف حكم أكل حلم البقر‪ ،‬وما ذُكر يف القرآن والسنة‪ ،‬وأقوال أهل العلم والطب‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 23‬عدانن الشريف‪ ،‬من علم الطب القرآين الِوابت العلمية يف القرآن الكرمي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪1990 ،1‬ه)‪ ،‬ص‪.223-222‬‬
‫‪ 24‬املرجع السابق‪ ،‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬املوسوعة الكونية الكْبى آايت هللا يف خلق احليواانت الْبية والبحرية وبعِها وحساّبا‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫]‪[418‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫وقد أثبت العلم احلديث كما يقرر حبث للدكتور هشام اخلطيب أن اللنب هو الوحيد من بني األغذية الذي‬
‫فعال على مجيع املواد األساسية اليت حيتاجها جسم اإلنسان‪ ،‬واللنب حيتوى على‪ :‬سكر ومواد دهونية وأمال‬
‫حيتوي ً‬
‫معدنية وحيد وصوديوم وفيتامينات (أ) و(ب) و(ج) وأنسب وقت لتناوله هو الصبا الباكر‪ ،‬واليصح تناوله مع‬
‫األطعمة الربوتنية القوية كالفول واحلمص واللحوم واألمساك والدجاج‪ ،‬وميكن تناوله مع البيض‪ .‬واللنب حيتوي على‬
‫املواد التالية‪:‬‬
‫املواد الدهنية‪ ،‬حيث يرتكب دهن اللنب من مادة (الكسرايد) املوجودة يف اللنب على شكل قطرات‬ ‫‪.1‬‬
‫كثريا من خواصه الغذائية عند نزع قشطته اليت حتتوي هذا الدهون‪.‬‬
‫مستديرة‪ ،‬ولذا يفقد اللنب ً‬
‫املواد الربوتينية‪ ،‬وهي على نوعني‪ ،‬األول الفسفور الربوتين (كازيونوجني) والثاين (الكتوالبومي)‬ ‫‪.2‬‬
‫جدا‪ ،‬ومتتاز املركبات الربوتنية املوجودة يف اللنب‬
‫وهذان املكوانن يعطيان اللنب قيمة غذائية عالية ً‬
‫أبهنا كاملة التكوين‪.‬‬
‫املعدن‪ ،‬وأهم املعاد ن املوجودة يف اللنب الصوديوم والكالسيوم واملغنيزيوم والبواتسيوم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الفيتامينات‪ ،‬حيتوي اللنب على مجيع الفيتامينات‪ ،‬فهو حيتوي على فيتامني (أ) (ب) (ب‪) 2‬‬ ‫‪.4‬‬
‫(ب‪ ( )12‬ج) (د) (ه) وأكثرها على اخلصوص فيتامني (أ) (د) وهو فقري يف فيتامني (ج) وهلذا‬
‫فإضافة عصري الربتقال إليه يعوض هذا النقض‪ .‬إن مائة غرام من اللنب حتتوي على ‪ 190‬وحدة‬
‫دولية من فيتامني (أ) و‪ 45‬ميكرو غرام من الثيامني‪ ،‬و‪ 186‬من الربيوفالفني‪ ،‬و‪ 290‬من حامض‬
‫البانتوثينيك‪ ،‬و‪ 90‬من النياسني‪ ،‬و‪ 5‬من البوتني‪ ،‬و‪ 2‬ملغ من فيتمني (ج)‪ ،‬و‪ 3‬واحدات دولية‬
‫من فيتامني (د) ‪.25‬‬
‫املواد النشوية اليت تولد طاقة ضورية لإلنسان تعينه على النشاط واحلركة وقد عرف اإلنسان اللنب‬ ‫‪.5‬‬
‫هضما للشيوخ‬
‫ً‬ ‫(احلليب) وقيمته منذ اآللف السنني‪ ،‬وعلموا أنه أهم غذاء لألطفال وأسهله‬
‫واملرضى‪ .‬واللنب (احلليب) يقوي عظام األطفال ويطيل قامتهم وجيدد اخلالاي التالفة‪ ،‬ومينع مرض‬
‫الكسا عنهم‪ ،‬ويقوي أسناهنم مبا حيتويه من مركبات (اجلري والفسفور)‪ .‬وقد أكد العلم احلديث‬
‫اعتداال‬
‫ً‬ ‫أن لنب األبقار أي حليب األبقار يغدي البدن وخيصبه‪ ،‬وأنه من أفضل األلبان وأكثرها‬
‫وفائدة لإلنسان ولألطفال بشكل خاص ‪.26‬‬
‫يقول الدكتور علي أمحد الشحات‪ :‬واحلقيقة أن الل نب أكمل األغذية من الناحية البيولوجية رغم أنه ينقصه‬
‫قليل من العناصر الذاتية‪ ،‬ولكن رغم ذلك يعد أفضل من أي غذاء منفرد وحيد وال توجد أي مادة غذائية أخرى‬
‫ميكن أن تقا رن مع اللنب من حيث قيمته الغذائية املرتفعة وذلك الحتوائه على املواد الغذائية األساسية الضرورية اليت‬

‫‪ 25‬السيد اجلميلي‪ ،‬اإلعجاز الطيب يف القرآن الكرمي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار ومكتبة اهلالل‪ ،‬د‪.‬ط‪1990 ،‬م)‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ 26‬املرجع السابق‪ ،‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪ ،‬ص‪.786-785‬‬

‫]‪[419‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫اليستغين عنها جسم اإلنسان يف مجيع مراحل منوه وتطوره‪ ،‬فاللنب يعد من أحسن األغذية لألطفال‪ ،‬والناشئني‬
‫والبالغني واملسنني على السواء‪ ،‬فعالوة على أنه ينفع الصغا ر يف حياهتم املقبلة ويكسبهم مناعة ضد كثري من‬
‫أيض ا يفيد الكبار كثريا لقيمته الغذائية املرتفعة‪ .‬ويعد اللنب ومنتجاته من املواد الغذائية الضرورية اهلامة‬
‫األمراض فإنه ً‬
‫لإلنسان يف معظم بالد العامل ‪.27‬‬
‫مث تكلم الدكتور عن العناصر واملركبات الغذائية احليوية املوجودة يف اللنب وذكره فإن النب (احلليب) يقي من‬
‫كثري من األمراض منها‪:‬‬
‫أجريت دراسات يف اسرتاليا عام (‪ 1987‬م) أن احلليب خيفف من اإلصابة بسرطان املستقيم‬ ‫‪.1‬‬
‫والقولون‪ .‬وأما يف الياابن فتشري الدراسات إىل أن تناول احلليب يقلل من اإلصابة بسرطان املعدة‪.‬‬
‫ويف جتارب أجريت يف جامعة (روهر يف أملانيا) أثبتت أن لنب البقر ينتج مضادات جلرثومة تسمى‬ ‫‪.2‬‬
‫(اليشريشيا القولونية) واليت تسبب إسهاالت عند األطفال كما تسبب التهاابت يف الرئة واجملاري‬
‫البولية والربيتون‪ ،‬داخل جوف البطن‪ ،‬فكانت النتائج مشجعة للغاية فقد شفي ‪ %83‬من األطفال‬
‫الذين أجريت عليهم التجارب‪.‬‬
‫وجاء يف كتاب األطعمة والتغذية طبعة (‪1989‬م)‪ :‬احلليب أكثر غذاء متكامل وجد على سطح‬ ‫‪.3‬‬

‫األرض‪ ،‬حيث إنه قد صمم ليكون غذاء لكل مولود للحيواانت اللبونة (كالبقر) واإلنسان وبذلك‬
‫فإنه يؤمن كميات كافية من الغذاء ‪.28‬‬
‫ونشرة جملة (الالنست) الطبية املشهورة عام (‪1985‬م) دراسة قام هبا الدكتور (غارالند) من جامعة‬
‫عاما‪ ،‬فوجد أن أولئك‬‫كاليقورنيا يف الوالايت املتحدة‪ ،‬حيث درس الغذاء الذي يتناوله ألفا رجل على مدى عشرين ً‬
‫يوميا أقل عرضه بكثري لسرطان القولون من أولئك ا لذين ال يتناولون‬
‫الذين كانوا يشربون كأسني ونصف من احلليب ً‬
‫احلليب‪ ،‬وهلذا كانت نصيحة الدكتور أن يشرب الناس ما بني كوبني إىل ثالثة أكواب من احلليب القليل الدسم‬
‫للوقاية من سرطان القولون ‪.29‬‬
‫ورد يف كتيب تغذية األبقار احللوب أ ن التغذية اجليدة لألبقار تعين تقدمي كمية من العلف‪ ،‬واللنب حيتوي‬
‫على مجيع العنا صر الغذائية وبكميات كافية ومتناسبة مع احتياجات البقرة وهذا ما يسمى ابلتوازن الغذائي‪ .‬أي أن‬
‫كمية العناصر الغذائية اليت تتنوهلا البقرة تساوى كمية العناصر الغذائية اليت حتتاجها‪ .‬إذا أراد الكساب أن تكون‬
‫سليما كل سنة وحيصل على دخل حيد‪ ،‬فعليه أن‬‫عجال ً‬ ‫عاليا من احلليب وتلد ً‬ ‫أبقاره بصحة جيدة وتطيت إنتاجا ً‬
‫يغذي أبقاره بشكل جيد واقتصادي‪ .‬والتغذية اجليدة اإلقتصادية تعين أن يؤمن الكساب لألبقار الكمية الكافية‬

‫‪ 27‬من نشرة‪ :‬هيئة اإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي والسنة يف رابطة العاَل اإلسَلمي عن العسل واللنب‪ ،‬ص‪.64-63‬‬
‫‪ 28‬انظر‪ :‬حسان مشسي ابشا‪ ،‬البحوث العلمية التجريبية عن احلليب‪ ،‬قبسات من الطب النبوي واْلدلة العلمية احلديِة‪ ،‬ص‪.188-177‬‬
‫‪ 29‬املرجع السابق‪ ،‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمى ىف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪ ،‬ص‪.787‬‬

‫]‪[420‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫من العلف واليت حتتوي على مجيع العناصر الغذائية اليت حتتاجها فاألبقار حتتاج إىل مجيع العناصر الغائية بروتينات‬
‫يوميا من هذه العناصر الغذائية مرتبطة بوزهنا‬
‫ومواد مولدة للطاقة والفيتمينات واألمال ‪ .‬والكمية اليت حتتاجها البقرة ً‬
‫يوميا ‪.30‬‬
‫وكمية احلليب اليت تنتجها ً‬
‫وسئل فضيلة الشيخ الدكتور حممد راتب النابلسي أحد علماء دمشق‪ ،‬يف حوارات عن حليب األبقار كم‬
‫لرتا يف اليوم الواحد‪ ،‬إن ضرع البقرة طب ًعا بعد‬
‫لرتا إىل أربعني ً‬
‫تنتج البقرة الواحدة تقر ًيبا؟ فقال‪ :‬تبدأ من عشرين ً‬
‫تشرحيه وجد فيه جداران متعاكسان‪ ،‬لو أن أربعة إخوة ميلكون بقرة واحدة فضرع البقرة أربع حلم‪ ،‬كل حلمة تستق ل‬
‫بربع إنتاجها ابلضبط‪ ،‬ذلك أن ضرع البقرة جدار من العضالت امللساء‪ ،‬لكن هذا اجلدار قد يتمزق هبذا الوزن‪،‬‬
‫فمن الذي حيميه من التمزق‪ ،‬مدعم من وسطه جبدار يقسمه إىل قسمني‪ ،‬وجدار آخر يقسم القسمني إىل قسمني‪،‬‬
‫فصارت أربعة أجواف‪ ،‬كل جوف حماط جبدارين تقر ًيبا‪ ،‬وينتهي حبلمة‪ ،‬فهذا من دقة صنع هللا ‪.31‬‬
‫تناول حليب البقر بسبب فوائده مجّة وكثرية ل صحة اإلنسان والوقاية من األمراض‪ .‬وقد أوصاان رسول هللا‬
‫‪ ‬بلنب البقر خاصة‪ ،‬رغم قلة البقر يف جزيرة العرب حينئذ ابلنسبة إىل الغنم واإلبل وأهنا شفاء من كل داء‪« :‬فعن‬
‫شفاء فعليكم أبلبان البقر‬ ‫قيس بن مسلم عن طرق بن شهاب ‪ ‬أن النيب قال‪ :‬إن هللا مل يضع ً‬
‫داء إال وضع له ً‬
‫فإهنا ترمُّ من كل الشجر» ‪.32‬‬
‫وقد ورد احلديث أبلفاظ كثرية وهو حديث صحيح اثبت من رواية قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب‬
‫ترم من كل الشجر‪ ،‬وهو شفاء من كل داء» ‪.33‬‬
‫عن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وأصح ألفاظه‪ « :‬عليكم أبلبان البقر‪ ،‬فإهنا ُّ‬
‫والنص دليل على معرفة رسول هللا بكيفية الوظيفة الىت يقوم هبا هذا احليوان يف تكوين اللنب وإعطائه‪ .‬يشري بذلك‬
‫رسول هللا إىل ما يف اللنب من املواد النافعة الكثرية اليت تغين اإلنسان عن الطعام وكأنه يقول إن اللنب فيه كل ما‬
‫حيتاجه اإلنسان من املواد النافعة اليت حيتاجها جسمه‪ ،‬وأيخذها من الطعام ‪.34‬‬
‫وهكذا يتجلى لنا بوضو أن النيب قد أشار إىل قيمة اللنب الغذائية يف زمن مل يكن يدرك الناس وقتئذ‬
‫تركيب اللنب‪ ،‬وما حيتوى عليه من عناصر ومركبات الغذاء احليوي اهلام اليت ال جتتمع يف شراب غريه‪ .‬مث ملا تقدم‬
‫العلم‪ ،‬وتوفرت األجهزة توصل العلماء والبحوث إىل اكت شاف املواد الغذائية اليت حيتوي عليها اللنب من الربوتينات‬
‫والكربوهيدرات والفيتامينات وغريها‪ .‬فمن أخرب رسول هللا هبذه احلقائق يف وقت يستحيل فيه على اإلنسان أن‬

‫‪ 30‬ا لوكالة األمركية للتنامية الدولية‪ ،‬برانمج التنافسة اإلقتصادية للمغرب‪ ،‬تغذية اْلبقار احللوب‪ ،‬برانمج تعزيز فدرات مريب املاشية ومنتاجي احلليب‪،‬‬
‫(يناير ‪ ،)2013‬ص‪.17‬‬
‫‪ 31‬حممد راتب النابلسي‪ ،‬حليب اْلبقار‪ ،‬ندوات إذاعية‪-‬إذاعة دار الفتوى‪ -‬اإلعجاز العلمي‪ -‬احللقة ‪ :30 -19‬بتاريخ‪ ،13-11-2003 :‬ص‪.6‬‬
‫‪ 32‬املصدر السابق‪ ،‬أمحد بن حنبل‪ ،‬املسند‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .315‬حديث حسن لغريه وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن مسلم‪.‬‬
‫‪ 33‬احلاكم النيسابوري‪ ،‬حممد بن عبد هللا أبو عبد هللا‪ ،‬املستدرك على الصحيحْ‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬مع الكتاب‪ :‬تعليقات الذه يب يف‬
‫التلخيص‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ه‪1990/‬م)‪ ،‬ج‪ ،4‬يف كتاب الطب‪ ،‬ص‪ .446‬هذا حديث صحيح اإلسناد‪ ،‬تعليق الذهيب‬
‫قي التلخيص‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫‪ 34‬رضا صاحل بن أمحد‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف السنة النبوية‪( ،‬الرايض‪ :‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪1421 ،1‬ه)‪ ،‬ص‪.279‬‬

‫]‪[421‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫يتوصل إىل ما توصل إليه اليوم بعد رحلة شاقة من الدراسة والبحث وصل من خالهلا إىل نتائج تتوافق مع أخرب به‬
‫وذكره إمنا هو بتعليم هللا تعاىل له‪ .‬فهذه االهتمام النبوي ابحلليب له دالالت علمية عظيمة‪ ،‬تشري إىل عمق املعرفة‬
‫أمورا كثرية يعسر إحصاؤها‪ ،‬واإلحاطة هبا‪،‬‬
‫العلمية اليت كان رسول هللا قد ّزود هبا من هللا تعاىل‪ ،‬واليت استوعبت ً‬
‫فكذلك إخباره عن اللنب هو إعجاز علمي واضح اليتمارى به اثنان فلله ما أعظم هذا الرسول‪ ،‬وما أكرمه على‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬وأدله على ما ينفع اإلنسان يف حياته األوىل واألخرى ‪.35‬‬

‫البقرة اْلكولة يف اْلدلة العلمية احلديِة‬


‫حلم البقرة أكولة لإلنسان‪ ،‬ونعجب كل العجب ملن يقول‪ :‬ال ينبغي أكل حلم البقرة؟‪ ،‬ألن هناك طائفة من الناس‬
‫يعبدهنا وال أيكل حلمها ويستنكرون على من أيكل حلم البقرة‪ ،‬ما شابه ذلك مما يدعون ويزعمون‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الباب يف أقوال أهل العلم‪ ،‬فباهلل التوفيق ومنه السداد والرشاد‪.‬‬
‫واللحوم هي عبارة عن جمموعة من النسيج العضلية والضامة والدهنية‪ ،‬إضافة لبعض الغدد واألعضاء‬
‫الداخلية (الكبد والقلب والطحال واللسان والكلى واملخ)‪ .‬وحيتوي جسم احليوان حيتوي على العديد من العناصر‪،‬‬
‫وأكثرها وفرةً الكربون واهليدروجني واألوكسيجني واآلزوت حيث تشكل ‪ %96‬من تركيب جسم احليوان‪ ،‬وهي‬
‫العناصر اليت يتكون منها والربوتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والصوديوم والبواتسيوم واحلديد واليود‬
‫(‪،)mioglobin‬‬ ‫واملغنزيوم والكربيت والكلور وغريها وعليه فإن اللحوم البقرة الغذائية العالية‪ .‬وتتكون من امليوجلوبني‬
‫واملاء‪ ،‬والربوتينات‪ ،‬والدهون (اللبيدات)‪ ،‬والسكرايت (الكربوهيدرات)‪ ،‬والفيتامينات‪ ،‬والعناصر املعدنية‪.‬‬
‫إن حلوم األبقار تتكون من امليوجلوبْ‪ :‬وحلم العجل وهو صغري البقرة حيتوى ‪ ،%0،3-0،1‬وأما البقرة‬
‫حيتوي حواىل ‪ . %2،0-1،5‬مقارنة بلحم الديك حيتو ميوجلوبني ال يكاد ‪ %0،05‬حىت تظهر لونه األيبض‪.‬‬
‫الْبوتْ‪ :‬لكل ‪ 100‬كم اللحم احلمراء حيتوى الربوتني ‪ 25-20‬كم‪ .‬والربوتني يف حلم البقرة يسهل منهضم طفولة‬
‫‪ ،%94‬مقارنة الربوتني القمح يصضم جمرد ‪ ،%86‬وحبة جمرد ‪.%78‬‬
‫الدهون‪ :‬الدهون العالقة على السطح من حلوم البقرة يف الواقع الدهون احملتوى املشبعة ومنخفضة ً‬
‫نسبيا ‪،‬‬
‫حبيث ال تؤدي إىل مشاكل صحية‪ ،‬والكولسرتول الوارد فيها التؤدي إىل ارتفاع يف مستوايت الكولسرتول يف الدم‪.‬‬
‫الفيتامينات‪ :‬حلم البقر حيتوى على الكثري من الفيتامينات منها‪ ) :‬د)‪( ،‬ب) املركب‪ ،‬وفيتامني (د) الوارد‬
‫يف حلوم البقرة اللزمة لتكوين عظام وأسنان قوية‪ .‬وحلوم البقر حيتوي على خمتلف أنواع فيتامينات (ب)‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫الريبوفالفني (‪ 36 )riboflavin‬والنياسني‪ ،‬ومحض البانتوثينيك‪ ،‬وفيتامينات (ب) ‪ ،6‬و (ب) ‪ ،12‬هو مطلوب لطفل‬
‫صغري للمساعدة يف عمل اجلهاض العصيب يف املخ القادر على الرتكيز والتذكر‪.‬‬

‫‪ 35‬املرجع السابق‪ ،‬رضا صاحل بن أمحد‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف السنة النبوية‪ ،‬ص‪.285-228‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪Mcdonald et, Animal Nutritional, (2002), h. 87.‬‬

‫]‪[422‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫واملعادن‪ :‬املعا دن املوجودة يف حلم البقرة منها الزنك (‪ ،)Zn‬احلديد (‪ )Fe‬والسيلينيوم (‪ ،)Se‬والزنك مطلوب‬
‫على جسم األطفال على شكل ويقوى اجلهاز املناعي‪ ،‬عملية النمو‪ .‬ويف حلم البقرة حيتوي على الزنك بقدر ‪4،0‬‬
‫ملغ‪100 /‬غرام‪.‬‬
‫اليت تساعد على زايدة قوة اجلهاز‬ ‫(‪)antioksidan‬‬ ‫والسيلينيوم‪ :‬هو مادة من املواد املضادة لألكسدة‬
‫أيضا حيتوي على السيلينيوم بقدر ‪17‬ملغ‪100/‬غ رام‪،‬‬
‫املناعي عند الطفل إىل حد كبري يف حلوم البقرة‪ .‬وحلم البقرة ً‬
‫وبني حلم العجل تصل إىل ‪10‬ملغ‪ 100/‬غرام‪ .‬احلديد هو املغذايت اليت تشكل خالاي الدم وميكن أن تليب ‪% 52‬‬
‫من احتياجات اجلسم للطفل‪ .‬واحلديد من اللحوم اليت يتم امتصاصها بسهولة من اخلضروات‪ .‬واملعادن حباجة إىل‬
‫إيصال األوكسجني‪ ،‬وتشكيل الطاقة وخالاي الدماغ ‪.37‬‬
‫وهللا أحل لنا أكل حلوم البقر‪ ،‬بل قال بعض العلماء أبن أكل حلم العجل وهو صغري البقر أنه أفضل‬
‫اء بِ ِع ْج ٍل َِِس ٍْ ﴾‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أنواع اللحوم‪ ،‬ولذلك قربه إبراهيم ‪ ‬لضيوفه‪.‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬فَ َرا َغ إ ََل أَ ْهله فَ َج َ‬
‫[الذارايت‪ .]26:‬ولكن بعض أهل العلم حيذرون من املبالغة يف أكله‪ ،‬خاصة إذا مل ينضج على النار إىل حد‬
‫االستواء الكايف ‪ .38‬قال ابن القيم رمحه هللا‪" :‬حلم البقر عسري اهلضم‪ ،‬بطيء االحندار‪ ،‬ويورث إدمانه األمراض‬
‫غذاء‬
‫السوداوية‪ ،‬وحلم العجل خاصة السمني من أعدل األغذية‪ ،‬وأطيبها‪ ،‬وألذها‪ ،‬وأمحدها‪ ،‬وإذا اهنضم غذى ً‬
‫قواي" ‪ .39‬وضحى الرسول ‪ ‬عن أهله يف حجة الوداع ابلبقر‪« .‬عن عائشة قالت‪ :‬فحل كل من كان ال هدي معه‬ ‫ً‬
‫وحل نساؤه بعمرة‪ ،‬فلما كان يوم النحر أتْيت بلحم بقر كثري َفطر َ يف بييت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا ؟ قالوا‪ :‬ذبح رسول هللا‬
‫عن نسائه البقر» ‪.40‬‬

‫اَلكتشافات احلديِة حول منافع البقرة للنبات‬


‫النبات عامل قائم بذاته‪ ،‬وما زال العلماء يف دراسة له‪ .‬ويف كل يوم يقطعون يف كشف خصائصه أشواطًا شائعة‪ ،‬وقد‬
‫قسم العلماء النبات إىل عدة أقسام خمتلفة ابلنسبة لصفاهتا التشرحيية‪ ،‬أو تناسلها‪ ،‬أوبيئتها ‪.41‬‬
‫وهناك أدلة حديثة تشري إىل الزايدة يف إنتاجية احملاصيل للنبات والثمرات اليت يستخدم فيها مساد عضوي‬
‫وهي روث أو أبعار احليواانت منها روث البقرة‪ ،‬وفيها الصلبة والسائل‪ ،‬مشتق من بول (‪ )urine‬البقرة والبول هو‬
‫نتيجة إلفراز من الكلى حتتوي على املاء واليوراي وغريها من املنتجات األيضية‪ .‬وحيتوي على أنواع كثرية من املعادن‬
‫واهلرموانت املستخرجة من الطعام املهضوم يف األمعاء‪ .‬وهناك نوعان من اهلرموانت اهلامة يف بول البقرة أن أوكسني‬

‫‪ 37‬حممد سيف خان‪ ،‬م ك ون ات اللح وم وق ي م ته ا ال غ ذائ ي ة‪ ،‬ص‪.3-1‬‬


‫‪ 38‬املرجع السابق‪ ،‬حيىي بن موسى الزهراين‪ ،‬رسالة خمتصرة يف حكم أكل حلم البقر‪ ،‬وما ذُكر يف القرآن والسنة‪ ،‬وأقوال أهل العلم والطب‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 39‬ابن قيم اجلوزية‪ ،‬زاد املعاد يف هدي خْي العباد‪( ،‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1407 ،14‬هـ‪1986/‬م)‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.340‬‬
‫‪ 40‬املصدر السابق‪ ،‬أمحد بن حنبل‪ ،‬املسند‪ ،‬ج‪ ،43‬ص‪ ،365‬رقم‪.26345‬‬
‫‪ 41‬ي وسف احلاج أمحد‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪( ،‬مكتبة ابن حجر‪ ،‬ط‪1423 ،2‬ه‪2003/‬م)‪ ،‬ص‪.280‬‬

‫]‪[423‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫(‪)ppm‬‬ ‫(‪ )auksin‬وجيربيلني (‪ )gibberelin‬محض (‪ .)GA‬تفاوتت مستوايت أوكسني من ‪782،78-161،64‬‬


‫جزء يف املليون‪ ،‬بينما )‪ (GA‬من‪ )ppm( 88 ،937-0‬جزء يف املليون ‪.42‬‬
‫وقد ورد تقرير علمي يف السنة ‪1980‬م أن أينىت العامل النبايت اكتشف يف البول (‪ )urine‬البقر أن بوله يفيد‬
‫يف الوقاية والنمو ومصادر األغذية للنبات ما يسمى (‪ .)IAA‬وألن رئحة بول البقرة خاصة مانعة لوصول اآلفات يف‬
‫النبااتت ‪.43‬‬
‫و لقلة دور استخدام البحوث احملدودة يف استخدام بول البقرة املاشية لتسميد أسباب بول البقرة‪ ،‬ال أييت‬
‫ابهلمة يف نطاق واسع بني الزارع‪ ،‬بينما الصلبة (السماد) أن يشيع استخدام‪ .‬وتشري إىل احتمال بول البقر ووزنه‬
‫‪ 300±‬كجم يف املتوسط تنتج ‪ 12-8‬لرت من البول يف اليوم‪ ،‬بينما البقرات وزهنا ‪ 250±‬كجم إنتاج ‪9 -7,5‬‬
‫لرت من البول يف اليوم‪ ،‬حىت يف شهر من البقر وزهنا ‪ 300±‬كجم وإنتاج ‪ 360-240‬لرت من البول والبقرات مع‬
‫وزهنا ‪ 250±‬كغ إنتاج ‪ 270-225‬لرت من البول ‪.44‬‬
‫ووفقا ملا قاله عفادي (‪ ،)2008‬التخمري (‪ )fermentation‬هو النشاط كل من الكائنات احلية الدقيقة‬
‫(‪ )mikroorganisme‬اهلوائية (‪ )aerob‬والالهوائية (‪ )anaerob‬وقادرة على حتويل أو حتويل املركبات الكيميائية يف‬
‫املواد العضوية‪ .‬ميكن أن حيدث التخمري ألنه ال يوجد نشاط الكائنات احلية الدقيقة اليت تسبب التخمري يف الركيزة‬
‫العضوية مناسبة‪،‬وهذه العملية قد تؤدي إىل تغريات يف طبيعة املادة‪ .‬وأما ختمري يف بول البقرة فيملك صفة مانعة‬
‫لآلفات أو األمراض يف النبات‪ ،‬ألن بول البقرة حتتوي على مواد الفوسفور (‪ ،)p‬والنيرتوجني (‪ ،)nitrogen‬والكاليوم‬
‫لتحسني مقاومة األمراض يف النبات‪ ،‬وحمتوى النيرتوجني يف البول من املاشية‬ ‫(‪)Ca‬‬ ‫(‪ )k‬ا لعالية وحتتوي الكلسيوم‬
‫أكرب ثالث مرات من حمتوى النيرتوجني يف النفاايت الصلبة ‪.45‬‬

‫اَلكتشافات احلديِة حول منافع البقرة إلنتاج الغاز‬


‫عادة ما يستخدم روث البقرة )‪ (feses‬كسماد‪ .‬ويف أمكنة كثرية من العامل تستخدم روث البقرة اجملفف كوقود‪،‬‬
‫ليتم حرقها وتوليد الكهرابء واحلرارة‪ ،‬وحيتوي الغاز‬ ‫( ‪،)biogas‬‬ ‫ويستخدم إلنتاج روث البقرة يسمى الغاز احليوي‬
‫احليوي‪ :‬غاز امليثان )‪ ،(metana‬واستخدمت على نطاق واسع معرف خمتلف املناطق الريفية يف اهلند وابكستان‬
‫كمصدر للطاقة املتجددة ‪.46‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪Suprijadji, G., Pengamatan Kualitatif Auk sin, Giberalin Pada Urine Sapi, Kambing dan Domba,‬‬
‫‪(Jember: Warta BPP, 1992).‬‬
‫‪43 Mardalena, Respon Pertumbuhan dan Produk si Tanaman Mentimun (Cucumis Sativus L.) Terhadap‬‬

‫‪Urine Sapi Yang Telah Mengalami Perbedaan Lama Fermentasi, (Medan: Fak. Pertanian UIN Sumatra‬‬
‫‪Utara, 2007), h. 19.‬‬
‫‪44 Rahmaddiansyah, Perubahan Sifat Kimia Tanah Gambut Ak ibat Pemberian Urine Sapi Serta‬‬

‫‪Pengaruhnya Terhadap Pertumbuhan dan Hasil Tanaman Sawi (Brassica juncea L.), (Pekanbaru: Fak.‬‬
‫‪Perternakan dan Pertanian, UIN Suska Riau, 2017), h.17.‬‬
‫‪45 Ayub S. Parnata, Pupuk Organik Cair, (Jakarta: PT. Agromedia Pustaka, 2004), h.15-18‬‬
‫)‪46 http://denmark.dk/en/green-living/sustainable-projects/cow-dung-a-source-of-green-energy‬‬

‫]‪[424‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫(‪.)anaerob‬‬ ‫وكان الغاز احليوي (‪ )biogas‬حي صل يف أطوار روث البقرة من خطري (‪ )mikrobia‬يف حالة‬
‫واملزيج الغاز احليوي حيتوي ‪ %70-60‬غاز امليثان )‪ ،(metana‬وحيتوي كربون ديوكسيدا (‪)karbondioksida‬‬

‫)‪(karbonmonoksida) (hydrogen) (oksigen) (hydrogen sulfide‬‬ ‫‪ ،%40-30‬وغاز أخرى مثل‪:‬‬


‫)‪.47 (nitrogen‬‬

‫وكما اكتشفت البحوث احلديثة عن وجود صفات مقوية عالية يف الغاز احليوي أكثر حتتوي من الغاز امليثان‬
‫)‪ ،(metana‬وهي من أسباب وقود الكهرابء واحلرارة ليستطيع الناس استخدامها يف الطبخ واملستند النور أو احلرارة ‪.48‬‬
‫ويستخدم السماد بعد معاجلته يف إعداد الغاز احليوي وإلنتاج غاز امليثان وميكن نسخها كغاز البرتول‬
‫املسال لإلضاءة أو الطبخ للواقد يف اجمل تمع‪ .‬من روث البقرة واحدة يوميا ميكن أن تنتج ‪ 3m 2‬من الغاز احليوي‬
‫أو ‪ 1.2‬لرت من الكريوسني‬ ‫(‪)LPG‬‬ ‫وهو ما يعادل ‪ 7‬كغم من احلطب أو ‪ 0.9‬كجم الغاز الطبيعي املسال‬
‫(‪ .49 )kerosene‬ولذلك فإن روث البقرة عادة فيه م شكلة يف البيئة واجملتمع‪ ،‬وابلتايل حيتاج لبعض اخلطوات أو‬
‫االستثمار لتكون ذات فائدة كثرية‪.‬‬

‫عَلقة حقائق البقرة يف القرآن الكرمي واإلعجاز العلمي‬


‫يف هذه السورة إعجاز علمي أبن البقرة هلا منافع كثرية فهي حلوبة‪ ،‬وأكولة وغري ذلك من انحية االكتشافات‬
‫احلديثة‪ ،‬وهذا مجيعه اإلعجاز العلمي عن البقرة من انحية علم احليوان‪.‬‬
‫لنب البقرة يدخل فيما خصه هللا سبحانه‪ ،‬قال هللا تعاىل‪َ ﴿ :‬وإِ َّن لَ ُك ْم ِيف ْاْلَنْ َعاِم لَ ِع َْْبة نُ ْس ِقي ُك ْم‬ ‫‪)1‬‬
‫لشا ِربِ َْ﴾ [النحل‪ .]66:‬فاآلية الكرمية تشري‬ ‫ث َو َدٍم لََب نا َخالِصا َسائِغا لِ َّ‬
‫ِِمَّا ِيف بطُونِِه ِمن ب ْ ِْ فَ ر ٍ‬
‫َْ ْ‬ ‫ُ‬
‫إىل ما يسقينا مما يف بطوهنا وهو اللنب الذي خيرج من ضرعها بقدرة هللا سبحانه وإبعجاز يفوق‬
‫التصور‪ .‬فإذا كان العلم اليوم كشف الطريقة اإلعجزية يف إخراج اللنب من بطون تلك األنعام‪ ،‬فإن‬
‫قطعيا على وحدانية هللا‬
‫دليال ً‬
‫النظر وحده يف هذه املعجزة يوم نزل القرآن ونزلت هذه اآلية يكتفي ً‬
‫وقدرته يف اخللق ‪.50‬‬
‫لقد أثبت التحليل الكيميائي‪ ،‬أن اللنب غذاء كامل حيوي مجيع املواد الغذائية الضرورية للجسم‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫من سكرايت ود هنيات وبروتينات وأمال معدنية وفيتامينات‪ .‬ونالحظ اإلعجاز العلمي يف قوله‬

‫‪47‬‬‫‪Meynell, Energy For World Agricultural, (Roma: FAO-UN Roma, 1976).‬‬


‫‪48‬‬‫‪Hambali, Jarak Pagar Tanaman Penghasil Biodiesel, (Jakarta: Penebar Swadaya, 2007).‬‬
‫‪49 Raimy dan Lygia, Jurus Suk ses 100% Pensiun Kaya Bisinis Sapi, (Jakarta: PT. Gramedia‬‬

‫‪Widiasarana Indonesia, 2014), h. 127.‬‬


‫‪ 50‬املرجع السابق‪ ،‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬املوسوعة الكونية الكْبى آايت هللا يف خلق احليواانت الْبية والبحرية وبعِها وحساّبا‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫]‪[425‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫تعاىل عن ميزات اللنب الغذائية الكاملة يف قوله جلت قدرته‪﴿ :‬لََب نا َخالِصا َسائِغا لِ َّ‬
‫لشا ِربِ َْ ﴾‬
‫فاخلالص الشيء األبيض‪ ،‬واخلالصة هي النخبة املنتزعة من األشياء ‪.51‬‬
‫ت‬ ‫إن حلوم وألبان البقرة هلا إشارة يف القرآن الكرمي قال هللا ‪﴿ :‬أ ََوََلْ يَ َرْوا أ ََّان َخلَ ْقَنا َُلُ ْم ِِمَّا َع ِملَ ْ‬ ‫‪)3‬‬
‫أَيْ ِد َينا أَنْ َعاما فَ ُه ْم َُلَا َمالِ ُكو َن • َوذَلَّلَْن َاها َُلُ ْم فَ ِمنْ َها َرُكو ُّبُ ْم َوِمنْ َها ََيْ ُكلُو َن • َوَُلُ ْم فِ َيها َمَنافِ ُع‬
‫ب أَ َف ََل يَ ْش ُك ُرو َن﴾ [يس‪ .]73-71:‬قال اجلزائري‪ً " :‬‬
‫أنعاما فهم له مالكون" أي األنعام‬ ‫َوَم َشا ِر ُ‬
‫هي اإلبل والبقر والغنم ﴿ َوذَلَّلَْن َاها َُلُ ْم﴾ أي سخرانها هلم حبيث يركبون وحيلبون وحيملون وينحرون‬
‫أبدا‪ .‬وقوله ﴿ َوَُلُ ْم فِ َيها َمنَافِ ُع﴾ املنافع‬
‫ويذحبون وأيكلون‪ ،‬ولوال هذا التسخري ملا قدروا عليها ً‬
‫كالصوف والوبر والشعر واملشارب مجع مشرب وهي األلبان يف ضروعها حيلبون منها ويشربون‪.‬‬
‫وقوله ﴿أَ َف ََل يَ ْش ُك ُرو َن﴾ يوخبهم على أكل النعم وعدم الشكر عليها‪ ،‬وشكر هللا عليها هو اإلميان‬
‫به وتوحيده يف عبادته ‪.52‬‬
‫علميا أن يف حلم البقرة حيتوي على والربوتينات‪ ،‬والدهون (اللبيدات)‪ ،‬والسكرايت‬ ‫وثبت ً‬ ‫‪)4‬‬
‫(الكربوهيدرات)‪ ،‬والفيتامينات‪ ،‬والعناصر املعدنية‪ ،‬اليت تساعد يف زايدة قوة اجلهاز املناعي للطفل‬
‫إىل حد كبري‪ ،‬وتشكيل الطاقة وخالاي الدماغ‪.‬‬
‫علميا أن يف حلم البقرة حيتوي فيتامينات (‪ )B‬ب‪ ،6‬و (‪ )B‬ب‪ ،12‬هو مطلوب للطفل‬ ‫وثبت ً‬ ‫‪)5‬‬
‫الصغري للمساعدة يف عمل اجلهاز العصيب يف املخ والقدرة على الرتكيز والتذكر‪.‬‬
‫أن أكل حلم العجل أفضل أنواع اللحوم‪ ،‬ولذلك قربه إبراهيم ‪ ‬لضيوفه كما قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ولَ َق ْد‬ ‫‪)6‬‬
‫ث أَ ْن َج َاء بِ ِع ْج ٍل َحنِ ٍيذ﴾‬
‫يم ِِبلْبُ ْش َرى قَالُوا َس ََلما قَ َال َس ََل ٌم فَ َما لَبِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ُر ُسلَُنا إبْ َراه َ‬
‫اء ْ‬
‫َج َ‬
‫[هود‪.]69:‬‬
‫علمي ا أن البقرة املوجود يف األرض هلا منافع‪ ،‬وعلى الرغم من وجود إشارة واضحة إىل منافع‬ ‫ثبت ً‬ ‫‪)7‬‬
‫ْءٌ َوَمَنافِ ُع َوِم ْن َها‬
‫البقرة يف كتاب هللا حيث يقول تعاىل من قائل‪َ ﴿ :‬و ْاْلَنْ َع َام َخلَ َق َها لَ ُك ْم فِ َيها ِد ْ‬
‫ْءٌ﴾ أي وهذا الدفء كائن من أصوافها وأوابرها‬ ‫ََْت ُكلُو َن﴾ [النحل‪ .]5:‬قال‪﴿ :‬لَ ُك ْم فِ َيها ِد ْ‬
‫وجلودها حيث ال تننت وال تعفن فيها مع مرور الزمن وإن كانت تبلى مع األايم لكنها تتجدد بغريه‬
‫من األنعام ﴿ َوَمَنافِ ُع﴾ ويف هذه كثري فهي كلمة مطلقة تدل على منافع كثرية متعددة منها ما‬
‫تعملون ومنها ما ال تعلمون‪ ،‬فقد تكون إحداها سببا يف القضاء على مرض معني أو جرثومة معينة‬
‫شيئ ا‪ ،‬ذلك أن هللا سبحانه ذكر فوائدها يف اآلية‪ ،‬وأطلقت املنافع لعمومها وليس‬
‫ال ندري عنها ً‬

‫‪ 51‬عدانن الشريف‪ ،‬من علم الطب القرآين الِوابت العلمية يف القرآن الكرمي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪1990 ،1‬ه)‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪ 52‬املرجع السابق‪ ،‬أبو بكر اجلزائري‪ ،‬أيسر التفاسْي لكَلم العلي الكبْي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.390‬‬

‫]‪[426‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫ْءٌ﴾ فهذه خبصوصها‪ ،‬أما كلمة ﴿ َوَمَنافِ ُع﴾ فهذه‬ ‫خلصوصها‪ ،‬فقد قال‪﴿ :‬لَ ُك ْم فِ َيها ِد ْ‬
‫بعمومها‪َ ﴿ ،‬وِم ْن َها ََْت ُكلُو َن﴾ فلماذا لو جعل هللا سبحانه حلومها ال تؤكل‪ ،‬وكثري من احليواانت ال‬
‫تؤكل حلومها‪ .‬والذي جعل هذه النوعية من احليواانت ال تؤكل حلومها قادر على أن جيعل كل‬
‫احليوانت ال تؤكل حلومها‪ ،‬وال تستساغ وال تطبخ أو ال تنضج يف قدورها‪ ،‬ولكن هللا سبحانه‬
‫جعلها مستساغة وطرية وفيها متعة ولذة عند أكلها‪ ،‬وفوق هذا جعلها غذاء هلذا اجلسد اإلنساين‬
‫مبا أودعه فيها من مسببات الغذاء من الربوتينات واليت حيتاجها اإلنسان الستمراره يف احلياة ‪.53‬‬
‫اإلنْ َسا ُن إِ ََل‬
‫اكتشف يف بول (‪ )urine‬البقرة مصادر غذائية للنبات‪ .‬وقال تعاىل‪﴿ :‬فَ لَْي نْظُ ِر ِْ‬ ‫‪)8‬‬
‫َط َع ِام ِه﴾ [عبس‪ .]24:‬قال ابن عاشور‪" :‬يف هذه الدالئل‪ ،‬من نعمة النبات الذي به بقاء حياة‬
‫اإلنسان وحياة ما ينفعه من األنعام‪ .‬وتعدية فعل النظر هنا حبرف إىل تدل على أنه من نظر العني‬
‫إشارةً إىل أن العربة حتصل مبجرد النظر يف أطواره‪ .‬واملقصود التدبر فيما يشاهده اإلنسان من أحوال‬
‫طعامه ابالستدالل هبا على إجياد املوجودات من األرض‪ .‬وجعل املنظور إليه ذات الطعام مع أن‬
‫َ‬
‫تكونه وأحوال تطوره إىل حالة انتفاع اإلنسان به وانتفاع أنعام الناس به" ‪.54‬‬
‫املراد النظر إىل أسباب ُّ‬
‫يستخدم روث البقرة (‪ )feses‬كسماد وذلك للمحافظة على البيئة‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫(‪)metana‬‬ ‫‪ )10‬وينتج يف روث البقرة ما يسمى ابلغاز احليوي (‪ )biogas‬وأكثره حيتوي على غاز امليثان‬
‫وهو سبب من أسباب الوقود والكهرابء واحلرارة يستطع الناس استخدامها يف الطبخ و مستند‬
‫ْءٌ َوَمَنافِ ُع َوِمْن َها ََْت ُكلُو َن﴾‬
‫النور‪ .‬حيث يقول ربنا تبارك‪َ ﴿ :‬و ْاْلَنْ َع َام َخلَ َق َها لَ ُك ْم فِ َيها ِد ْ‬
‫[النحل‪ .]5:‬أي‪ :‬منافع كثرية كأكل حلمها‪ ،‬وشرب لبنها‪ ،‬وما هذه األلبان املوجودة اليوم يف‬
‫األسواق إال من البقر‪ ،‬كذلك يستفاد من روثها إلنتاج الغاز احليوي ويف بوهلا هلا األثر يف مصادر‬
‫غذائية للنبات وغريها‪.‬‬

‫املقارنة بْ القرآن وبْ العلوم الكونية حول البقرة‬


‫إن اإلعجاز العلمي اصطال معاصر قصد به ما تكشفه العلوم احلديثة من حقائق يف هذا العصر ابلذات مل يكن‬
‫يف مقدور البشرية من قبل أن تصل إليها وأتيت هذه احلقائق مطابقة خلرب وارد يف القرآن الكرمي أو السنة النبوية‬
‫املطهرة‪.‬‬

‫‪ 53‬املرجع السابق‪ ،‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬املوسوعة الكونية الكْبى آايت هللا يف خلق احليواانت الْبية والبحرية وبعِها وحساّبا‪ ،‬ص‪.128-127‬‬
‫‪ 54‬حممد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪( ،‬تونس‪ :‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬د‪.‬ط‪1984 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،30‬ص ‪.129‬‬

‫]‪[427‬‬
‫‪Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and‬‬
‫‪Technological Education‬‬
‫‪25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.‬‬

‫وإذا أتملنا املعلومات اليت سبق ذكرها سوف جند العالقة ا لقوية بني ما أخربه القرآن واملكتشفات العلمية‬
‫احلديثة حول البقرة‪ ،‬لكن القرآن أخرب على سبيل العام ابإلشارات القاطعة واملعاصرون بذلوا جهودهم لكشف‬
‫األسرار الغامضة فيما أخربه القرآن واستعملوا معاصرة األدوات احلديثة ملقارنتها‪.‬‬
‫ووجه اإلعجاز يف اآلية القرآنية الكرمية هو داللة لفظ ﴿ َوإِ َّن لَ ُك ْم ِيف ْاْلَنْ َع ِام لَ ِع َْْبة﴾ [النحل‪ .]66:‬الذي‬
‫يفيد ما كشفت عنه الدراسات الطبية واجليولوجية يف النصف الثاين من القرن العشرين‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن أغلب الذين تعرضوا لشر هذه اآلية القرآنية الكرمية فسروا (منافع) أبهنا مجع املنافع ألهن ا‬
‫فضال عن أنواعها وأفرادها فمن حيصي املنافع اليت حتصل ابلبقرة؟‪ .‬وهلذا جاءت ابجلمع املعروف‬
‫ال حتصى أجناسها ً‬
‫بصيغة منتهى اجلموع (ومنافع) دينية ودنيوية فردية ومجاعية ‪.55‬‬
‫ويعجب اإلنسان من هذه اإلشارة العلمية الدقيقة يف كتاب هللا ويف هذا احلديث من أحاديث رسول هللا‬
‫‪ ‬من قبل ألف وأربعمائة سنة وهي حقيقة مل يتوصل إليها اإلنسان إال منذ عشرات قليلة من السنني وهي شهادة‬
‫ومعلما من قبل خالق‬ ‫موصوال ابلوحي ً‬ ‫ً‬ ‫حق على أن القرآن الكرمي هو كالم هللا اخلالق وأن هذا النيب اخلامت ‪ ‬كان‬
‫وحى • َعلَّ َمهُ َش ِدي ُد الْقُ َوى﴾‬ ‫ِ‬
‫السماوات واألرض‪ .‬قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ما يَ نْط ُق َع ِن ا ُْلََوى • إِ ْن ُه َو إََِّل َو ْح ٌي يُ َ‬
‫[النجم‪.]5-3:‬‬

‫خامتة‬
‫كز حبثهما يف غرز اآلايت القرآنية املتعلقة ابلبقرة وقام بطريقة املقارنة بني القرآن‬
‫يف هذا البحث كان الباحثان ير ا‬
‫الكرمي واملكتشفات احلديثة بعلم احليوان‪.‬‬
‫كلمة البقرة يف القرآن ‪ 9‬مرات‪ ،‬بصيغة اإلفراد سبعة مرات‪ ،‬وبصيغة اجلمع مرتني‪ ،‬وهي يف سورة البقرة‪:‬‬
‫[‪ ،]71/70/69/68/67‬وسورة يوسف‪ ،]46/43[ :‬وسورة األنعام‪ .]146/144[ :‬وقد جاء لفظ العجل‬
‫ولد البقرة عشر مرات‪ ،‬وهي يف سورة البقرة‪ ،]93/92/54/51[ :‬وسورة النساء‪ ،]153[ :‬وسورة األعراف‪:‬‬
‫[‪ ،]148/152‬وسورة هود‪ ،]69[ :‬وسورة طه‪ ،]69[ :‬وسورة الذارايت‪ .]26[ :‬وجمموعة هذه الكلمات تذكر‬
‫‪ 19‬مرة يف ‪ 19‬آية‪ ،‬ويف ‪ 8‬سور‪.‬‬
‫وتلخيصا ملا جاء من األبواب السابقة‪ ،‬فهي‬
‫ً‬ ‫إمجاال‬
‫فهذه بعض النقاط املهمة امليسرة للتسهيل يف معرفتها ً‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫ذكر املفسرون اآلايت اليت تتعلق ابلبقرة يف القرآن الكرمي وهي إحدى احليواانت اليت ذكر هللا‬ ‫‪.1‬‬
‫تعاىل يف كتابه ويظهر هللا تعاىل علينا بعظمة خلقه‪ .‬وإن هللا قد خلق البقرة فيها نعم كبرية وهي من‬
‫نعم هللا تعاىل إىل هذا املخلوق‪ .‬وهذا املخلوق قد جاء مبنفعة كبرية يف حياة اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 55‬حممد بن صاحل بن حممد العثيمني‪ ،‬تفسْي احلجرات‪-‬احلديد‪( ،‬الرايض‪ :‬دار الثراي للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪2004 ،‬م)‪ ،‬ص‪.223‬‬

‫]‪[428‬‬
Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and
Technological Education
25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.

:‫ وهي‬،‫وجد الباحثان اإلعجاز العلمي حول البقرة وعالقته يف اآلايت القرآنية‬ .2


‫ اإلعجاز العلمي يف أن البقرة أكولة وحلوبة‬.‫أ‬
‫ أخذ منها اللنب واللحم الذي يشرب ويطعمه اإلنسان وهي‬،‫عجيب ا‬
ً ‫وقد خلق هللا البقرة خل ًقا‬
‫ وعلماء احليوان يعتقدون أبن لنب وحلم البقرة غذاء كامل‬.‫آية من آايت هللا يف هذا الكون‬
‫ من سكرايت ودهنيات وبروتينات وأمال‬،‫حيوي مجيع املواد الغذائية الضرورية للجسم اإلنسان‬
.‫معدنية وفيتامينات بعد اكتشافهم العلمي يف القرن الواحد وعشرين‬
‫ اإلعجاز العلمي يف منافع البقرة للنبات وإلنتاج الغاز‬.‫ب‬
‫ وهو‬،‫) البقرة منافع للنبات ويفيد يف الوقاية والنمو‬urine( ‫اكتشف علماء احليوان يف بول‬
‫) وجود صفات عالية إلنتاج الغاز‬feses( ‫ واكتشف يف روث البقرة‬،‫مصدر األغذية للنبات‬
‫ يقول علماء احليوان إن غاز امليثان يف‬،)metana( ‫حتتوي على غاز امليثان‬ )biogas ( ‫احليوي‬
.‫روث البقرة فيه وقود وكهرابء وحرارة يستطيع الناس استخدامها يف الطبخ واإلضاءة‬
________________________________________________________

REFERENCES

Al-Ghazali, Muhammad. (2008(. Al-Qur’an Kitab Zaman Kita. Bandung: Mizan.

Al-Shufi, Mahir Ahmad. (2007). Al-Mausu’ah Al-Kawniyah Al-Kubra Ayah Allah Fi Halq Al-
Hayawanat Al-Barriyah Wa Al-Bahriyah Wa basiha Wa Hisabiha. Beirut: Al-Maktabah
Al-‘Ashriyah.

Al-Syarif, ‘Adnan. (1990). Min Al-‘Ilm AL-Thibb Al-Qur’aniy Al-Tsawabit Al-‘Ilmiyah Fi Al-Qur’an
Al-Karim. Beirut: Dar Al-‘Ilm Li Al-Malayin.

Blakely, James dan David, H. Bade. Ilmu Perternakan. Penterjemah: Bambang Srigandono.
Ponegoro: Fak. Perternakan Universitas di Ponegoro.

Damiri, Muhammad Ibn Musa. (2003). Hayah Al-Hayawan Al-Kubra. Beirut: Dar Al-Kutub Al-
‘Ilmiyah.

Diyab, Mahmud. (1988). Al-I’jaz Al-Thibb Fi Al-Qur’an Al-Karim. Al-Qahirah: Dar Al-Sya’b.

Hambali, et al. (2007). Jarak Pagar Tanaman Penghasil Biodiesel. Jakarta: Penebar
Swadaya.

Hilmi, Musthafa. (2005). Al-Islam Wa Al-Adyan. Al-Qahirah: Dar Ibn Al-Zawji.

Mardalena. (2007). Respon Pertumbuhan Dan Produksi Tanaman Mentimun (Cucumis


Sativus L.) Terhadap Urine Sapi Yang Telah Mengalami Perbedaan Lama Fermentasi.
Medan: Fak. Pertanian UIN Sumatra Utara.

Mcdonald, et a. (2002). Animal Nutritional.

[429]
Proceeding of INSIGHT 2018 1st International Conference on Religion, Social Sciences and
Technological Education
25-26 September 2018 – Universiti Sains Islam Malaysia, Nilai, Malaysia.

Meynell. (1976). Energy For World Agricultural. Roma: FAO-UN.

Najjar, Zaghlul Raghib Muhammad. (2009). Al-I’jaz Al-‘Ilm Fi Al-Sunnah Al-Nabawiyah. Mishr:
Syarkat Nahdhat Misrh.

Parnata, Ayub S. (2004). Pupuk Organik Cair. Jakarta: PT. Agromedia Pustaka

Rahmaddiansyah. (2017). Perubahan Sifat Kimia Tanah Gambut Akibat Pemberian Urine
Sapi Serta Pengaruhnya Terhadap Pertumbuhan Dan Hasil Tanaman Sawi (Brassica juncea
L.). Pekanbaru: Fak. Perternakan Dan Pertanian UIN Suska Riau.

Sofyan, Raimy dan Pecanduhujan, Lygia. (2014). Jurus Sukses 100% Pensiun Kaya Bisinis
Sapi. Jakarta: PT.Gramedia widiasarana Indonesia.

Suprijadji, G. )1992(. Pengamatan Kualitatif Auksin, Giberalin Pada Urine Sapi, Kambing Dan
Domba. Jember: Warta BPP.

Yusuf Al-Hajj, Ahmad. (2007). Mausu’ah Al-I’jaz Al-‘Ilm Fi Al-Qur’an Al-Karim Wa Al-Sunnah
Al-Muthahharah. Dimasyq: Dar Ibn Hajar.

[430]

You might also like