You are on page 1of 16

‫المجلد‪ 04 :‬العدد ‪05 :‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫ص ص ‪209-194‬‬
‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬
‫‪Journalism in the Era of Digital Technology‬‬

‫)‪(‬‬
‫أ‪.‬ساعد ساعد‬
‫جامعة ام القرى مكة المكرمة‪ -‬المملكة العربية السعودية‬
‫‪p.saadsaad@gmail.com‬‬
‫تاريخ النشر‪2020-12-31 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2020-12-13:‬‬ ‫تاريخ االرسال‪2020-04-28 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تتحدث هذه الدراسة عن تأثير التكنولوجيا على الصحافة بشكل عام ‪ ،‬حيث اضحى يطلق‬
‫مصطلح الصحافة الرقمية بفعل التغيرات التي احدثتها التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬سواء في الرسالة‬
‫او الوسيلة او نمط االرسال ‪ ،‬ناهيك عن بيئة العمل الصحفي عموما ‪،‬فالنص الصحفي في‬
‫خضع لما يعرف بالتحرير االلكتروني ‪ ،‬وتراجع االستخدام الورقي مقابل الكمبيوتر واأللواح‬
‫اإللكترونية وانتشار صحافة الهواتف الجوالة‪ ،‬والربوت وتقنية الذكاء االصطناعي ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬التحرير االلكتروني‪ ،‬صحافة الهواتف الجوالة‪ ،‬والربوت ‪،‬تقنية الذكاء‬
‫االصطناعي‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study deals with the impact of technology on journalism in general,‬‬
‫‪as we actually use the term digital journalism due to the changes‬‬
‫‪brought about by modern technologies, whether in the message or the‬‬
‫‪means or the mode of transmission, in addition to the environment of‬‬
‫‪journalistic work in general, the journalistic text is subject to what is‬‬
‫‪known as electronic editing, and retraction of the use of paper versus‬‬
‫‪computers and tablets, mobile phone journalism, robotics and artificial‬‬
‫‪intelligence.‬‬
‫‪Key words: electronic editing, mobile phone journalism, robot,‬‬
‫‪artificial intelligence technology‬‬

‫المؤلف المرسل‪ :‬أ‪ .‬ساعد ساعد ‪p.saadsaad@gmail.com‬‬ ‫)‪(‬‬

‫‪194‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ،‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫لعل من اهم المحطات المحورية في تطور الصحافة في العالم بعد ظهور الطباعة‬
‫تمهيدا لتغيرات نوعية‬
‫ً‬ ‫محطة االستخدامات التقنية والفنية للحاسب اآللي ‪ ،‬فقد كان ظهوره‬
‫أحدثت ثورًة المثيل لها في كل جوانب العملية اإلعالمية‪ ،‬فبعد استخدام الحاسب اآللي في‬
‫التحرير الصحفي بكل مراحله بما في ذلك األرشفة وإعادة تنظيم العمل الصحفي ‪ ،‬جاء دور‬
‫اسعا للبحث واالتصال بأشكال جديدة ‪ ،‬وفي أنماط الكتابة الصحفية‬
‫اإلنترنت فاتحة المجال و ً‬
‫األمر الذي مهد لميالد الصحافة اإللكترونية التي تميزت عن الصحافة الورقية بخصائص‬
‫متعددة خاصة بعد انتشار استخدام صحافة الهاتف المحمول وظهور صحافة الربورت‬
‫االعالمي مع تقنية الذكاء االصطناعي ‪.‬‬
‫‪-1‬ازدهار الصحافة باالستخدامات التقنية والتكنولوجية‬
‫هناك لغط في ضبط مفهوم تكنولوجيا االتصال بشكل عام‪ ،‬فقد تناولت األدبيات‬
‫النظرية التكنولوجيا (‪ )Technology‬على أنها مصطلح مركب من مقطعين ‪ ،‬أحدهما‪:‬‬
‫(‪ ، )Techno‬وهو كلمة يونانية األصل تعني‪ :‬حرفي ًة أو صنع ًة أو ًفنا و(‪ ، )Logy‬وهي‬
‫الحقة بمعنى علم‪ .‬وهناك من اعتبر أن الجزء األول من الكلمة مشتًقا من الكلمة اإلنجليزية‬
‫(‪ )Technique‬بمعنى التقنية أو األداء التطبيقي مستندين في ذلك إلى أن هناك صل ًة بين‬
‫الكلمتين اليونانية واإلنجليزية من حيث االشتقاق اللغوي‪ ،‬ومن حيث المعنى ‪ ،‬فالحرفة أو‬
‫الصنعة ما هي إال تقنية أو تطبيق أدائي لفكرة معينة‪.1‬‬
‫محدودا‪ ،‬خاص ًة‬
‫ً‬ ‫مفهوما‬
‫ً‬ ‫ولكن هذا المفهوم تطغى عليه العمومية ‪ ،‬ويبدو من الناحية العلمية‬
‫إذا ربطت التكنولوجيا بالوسيلة فقط‪ ،‬أي استخدام الكمبيوتر واألجهزة الحديثة األخرى كالجوالت‬
‫الذكية والكاميرات ذات الجودة العالية ‪ ،‬فالتكنولوجيا المقصودة في هذه الدراسة تتجاوز األمر‬
‫التقني والفني في استخدام اآللة باختالف أنواعها وأشكالها‪ ،‬ولو أنه مهم في جوانب البحث‪،‬‬
‫بل األمر يتجاوز ذلك إلى طريقة عمل جديدة ‪ ،‬وتفكير أجد في البيئة اإلعالمية بشكل شمولي‪.‬‬

‫مع أن التعاريف االصطالحية لتكنولوجيا اإلعالم تضعها على أنها "مجموعة التقنيات أو‬
‫األدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي‬
‫يراد توصيله من خالل عملية االتصال الجماهيري‪ ،‬والتي يتم من خاللها جمع المعلومات‬

‫‪195‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫والبيانات المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو الرسومية‪ ،‬وتخزينها واسترجاعها‬


‫‪2‬‬
‫ونشرها ‪ ،‬ونقلها من مكان إلى مكان آخر وتبادلها‬

‫فمنذ ثمانينيات القرن الماضي "شهد مجال االتصال اإلعالمي تحوالت كبرى ناجمة بالخصوص‬
‫عن تطور غير مسبوق في التكنولوجيا والتقنيات المعتمدة التي فرضت الخبر المباشر ‪ ،‬وسرعة‬
‫البث والتلقي ‪3‬جراء التطور التكنولوجي الذي يعرف على انه أنه "مجموعة المعارف والخبرة‬
‫المتراكمة والمتاحة واألدوات والوسائل المادية والتنظيمية واإلدارية التي يستخدمها اإلنسان في‬
‫أداء عمل ما؛ أو وظيفة ما في مجال حياته اليومية إلشباع الحاجات المادية والمعنوية سواء‬
‫على مستوى الفرد أو المجتمع‪ 4‬أي هو كل جديد في مجال اإلعالم واالتصال‪ ،‬يقدم إضاف ًة‬
‫نوعي ًة في مجال العمل الصحفي‪ ،‬سواء على المستوى الفكري كالتحرير الصحفي أو المادي‪.‬‬
‫كأشكال التغطيات الصحفية ‪ ،‬وكيفية اإلخراج ‪ ،‬وأساليب العمل الصحفي‪ ،‬التي تتطور على‬
‫مدار الساعة وفق تنافس كبير بين وسائل اإلعالم‪ ،‬فال تكاد تمر فترة من الزمن حتى تبدع‬
‫مؤسسة إعالمية في طريق توصيلها وإبالغها المعلومة الخبرية للمتلقي‪ ،‬فمن المواقع اإللكترونية‬
‫و" البريد اإللكتروني" إلى المواقع اإلخبارية واستغالل شبكات التواصل االجتماعي إلى األخبار‬
‫عن طريق الجواالت‪ .‬وهذا ما يؤكده "فرانس ستيوارت ان" حين قال‪" :‬التكنولوجيا تتغير‬
‫باستمرار بمنتوجات حديثة أو محسنة وبأدوات جديدة للمواد القديمة ‪ ،‬وبتقنية جديدة في اإلنتاج‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫احدة ولألبد ‪ ،‬بل هي عملية مستمرة‬
‫فالحاجة للحصول على التكنولوجيا ليس مرًة و ً‬

‫وقد مرت الصحافة بمحطتين مهمتين في العصر الحديث ‪:‬‬

‫‪ -1‬المحطة االولى ‪ :‬استخدام الحاسب االلي في الكتابة بداية من الحواسيب الكهرو ميكانيكية‬
‫"فمع بداية الحرب العالمية الثانية دعمت الحكومات العديد من التجارب لتطوير الحواسيب‬
‫لحاجتها لها في عملياتها العسكرية‪ ،‬األمر الذي فتح المجال إلى توجيه األنظار نحو الخصائص‬
‫الكهرو ميكانيكية لآلالت بعد أن كانت الجهود السابقة تركز على الخصائص الميكانيكية فقط‬
‫‪ 6‬وبدا استخدام الحاسب اآللي في الخمسينيات في الصحافة بأمريكا في الجمع والكتابة ‪ ،‬ولم‬
‫تعد مهمته اليوم محصورًة فقط في الكتابة ‪ ،‬بل في " تخزين كم هائل من المعلومات و‬
‫تصنيفها وتنظيمها ‪ ،‬و سرعة استرجاعها‪ 7‬و قدرته على االتصال بمصادر المعلومات األخرى‬
‫‪ ،‬والتفاعل معها وال سيما في إرسال المعلومات واستقبالها ‪ 8‬ومع إطاللة القرن الحادي والعشرين‬

‫‪196‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫أصبح من الصعوبة االستغناء على أجهزة الحاسب اآللي في مواكبة التطورات الحديثة في‬
‫جميع العمل الصحفي ؛ إذ ال توجد أي مرحلة من مراحل العمل الصحفي إال و يصحبها‬
‫نظر لسرعته العالية في معالجة النصوص ‪ ،‬وفي "الحصول على النتائج‬ ‫استخدام الحاسب ‪ً ،‬ا‬
‫‪ ،‬وفي الدقة العالية في التنسيق والتخزين " ‪ ،‬والتواصل مع اآلخرين بسهولة كبيرة ووقت زمني‬
‫قصير‪ 9‬خاص ًة مع ظهور اإلنترنت وتطبيقاتها في عالم الصحافة ‪.‬‬

‫‪ -2‬المحطة الثانية ‪ :‬ظهور اإلنترنت واستخداماتها في الصحف‬

‫في بداية التسعينيات ؛ بدأت اإلنترنت تدخل بشكل مكثف إلى غرفة األخبار في الصحف‬
‫األمريكية والكندية‪ ,‬وفي بلدان أخرى عديدة الستخدامها في الكتابة والتحرير‪ ,‬حتى صارت‬
‫اإلنترنت وسيل ًة أساسي ًة في جمع المعلومات واألخبار واالتصال ‪ ،‬وهو ما أسفر عن تحول‬
‫كبير في األداء والممارسات الصحفية‪ ,‬ووجد الصحفيون أنفسهم أمام وسيلة جديدة تفرض‬
‫عليهم تحديات صحفية من نوع مختلف عن الممارسات التقليدية‪ ,‬وتتعلق بكيفية تطويعها‬
‫لخدمة الصحف المطبوعة‪ 10‬وكان من نتائج ثورة اإلنترنت ظهور الصحافة اإللكترونية ‪،‬والتي‬
‫تعود حسب بعض المؤرخين‪ 11‬إلى " سيمون باينز" كثمرة تعاون بين مؤسستي‬

‫بي بيسي "‪ ,"BBC‬اإلخبارية و "إندبندنت برودكاستينغ أوثوريتي ‪ " IBA‬عام ‪1976‬ضمن‬
‫خدمة التلتكست ‪ 12‬وفي عام ‪ 1979‬ظهرت في بريطانيا خدمة ثانية أكثر تفاعلية عرفت باسم‬
‫‪13‬‬
‫خدمة الفيديو تكست‬

‫و "لقد تزايد االتجاه في الصحف على مستوى العالم إلى التحول نحو النشر اإللكتروني بسرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬ففي عام ‪ 1991‬لم يكن هناك سوى ‪ 10‬صحف فقط على اإلنترنت ثم تزايد هذا العدد‬
‫حتى بلغ ‪ 1600‬صحيفة عام ‪، 1996‬وقد بلغ عدد الصحف عام ‪ 2000‬على اإلنترنت‬
‫‪ 4000‬صحيفة على مستوى العالم‪ ،‬كما أن حوالي ‪ %99‬من الصحف الكبيرة والمتوسطة في‬
‫الواليات المتحدة األميركية قد وضعت صفحاتها على اإلنترنت "‪ ،‬أما اليوم ؛ فجل الصحف‬
‫خاصا بها ‪.‬‬
‫إلكترونيا ً‬
‫ً‬ ‫موقعا‬
‫تقر ًيبا تمتلك ً‬

‫‪197‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫إن بروز ظاهرة الصحافة اإللكترونية وطغيانها عبر شبكة اإلنترنت "حفزت األجواء النطالق‬
‫شكل آخر جديد من الصحافة أطلق عليه (المواقع اإلخبارية اإللكترونية) ‪ ،‬ورغم دالالت هذا‬
‫االسم ؛ فإنها لم تخرج عن كونها صحيف ًة متكامل ًة من حيث مضامينها ‪ ،‬وتخضع لذات‬
‫تبويبا"‪،14‬إلى جانب ما يسمى كذلك مجموعات األخبار ‪ ،‬وهي عبارة‬
‫المحددات اإللكترونية ً‬
‫عن مجموعة من األشخاص ذوي االهتمامات المشتركة ترتبط ببعضها ‪ ،‬ويمكن وصف‬
‫عددا من األفراد بحيث يمكن ألي شخص أن‬‫مجموعة األخبار" بالمائدة المستديرة التي تضم ً‬
‫يطلع على الرسائل الموجهة من شخص آلخر‪ 15‬وقد تطور بذلك التدوين ‪ ،‬وظهرت المدونات‬
‫اإللكترونية بشكل الفت‪ 16‬خاص ًة مع ظهور شبكات التواصل االجتماعي التي أضحت تتحكم‬
‫معينا من الكلمات‪.‬‬ ‫في محتوى المادة المكتوبة وكميتها‪ ،‬فموقع "توتير " مثالً يفرض ً‬
‫عددا ً‬
‫مصدر‬
‫ًا‬ ‫لم تعد هذه الشبكات مجرد انطباعات شخصية ‪ ،‬وتراجم لسلوك أفراد ومجموعات ‪ ،‬بل‬
‫ذا أهمية لكثير من الصحف والقنوات اإلخبارية‪.‬‬

‫ودخلت بذلك الكتابة في مرحلة أخرى تختلف ً‬


‫تماما على سابقتها من المراحل ‪ ،‬كتابة تمتاز‬
‫بخصائص أخرى‪ ،‬كالروابط ذات الصلة والتفاعلية ‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫وصفوة القول‪:‬‬
‫دور هائالً في ازدهار الكتابة الصحفية منذ أن كانت مجرد‬
‫لعبت التطورات التكنولوجية والتقنية ًا‬
‫نقش على الصخور والخشب والطين‪ ،‬إلى ظهور الورق والطباعة بأنواعها ‪ ،‬واستخدام الحاسب‬
‫اآللي فقد طوع العمل الصحفي هذه التطورات اإلنسانية لصالحه ‪ ،‬مما جعل االطالع على‬
‫األخبار والتقارير واألحداث " الغذاء اليومي " للبشرية ‪ ،‬حيث أضحت وسائل اإلعالم مرادًفا‬
‫للفرد أينما كان وارتحل‪.‬‬
‫مظاهر االثر التكنلوجي على الصحافة‬
‫‪ -1‬في مجال التحرير الصحفي ‪ :‬شهد عالم الصحافة في السنوات األخيرة العديد من‬
‫التغيرات والتحوالت التي تمس صلب العمل الصحفي‪ ،‬سواء في عملية جمع وتحرير‬
‫األخبار ونشرها أو إدارة العمل الصحفي أو في طبيعة األطراف المشاركة في العملية‬
‫الصحفية‪ ،‬وقد انعكست هذه التغيرات على عالقة الصحفي كمنتج للمعلومة الخبرية‬
‫والجمهور كمستهلك ومتلقي ‪ ،‬فلم يعد الصحفي هو منتج المعلومة والخبر والرأي‬
‫مشاركا فاعالً في العملية‬
‫ً‬ ‫فقط‪ ،‬ولم يعد الجمهور مجرد متلق سلبي لها‪ ،‬بل أصبح‬
‫بهوية الصحافة ورسالتها وأدوارها‬
‫الصحفية‪ ،‬وهو ما أدى إلى تحوالت كثيرة ذات صلة ُ‬

‫‪198‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫وممارساتها‪ 17‬حيث وجدت الصحافة المعاصرة نفسها أمام تحديات جديدة‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك في غ ازرة مصادر المعلومة أو سرعة نقلها‪،18‬إذ أصبح باإلمكان نقل المعلومة‬
‫بسرعة كبيرة ‪ -‬وعلى أوسع نطاق ‪ -‬محدثة بذلك ما يشبه الثورة في مجال‬
‫اإلعالم‪19‬إن التطورات التكنولوجية التي طالت عالم الصحافة‪ ،‬أوجدت بديالً للورق‪،‬‬
‫وكانت شبكة اإلنترنت هي البيئة التي يفضل الناشرون أن تكون الفضاء الجديد‬
‫للصحافة‪ ،‬بحيث أضافت شبكة اإلنترنت للصحافة مميزات وسمات يحبذها القراء‬
‫الن كتابة‬ ‫‪20‬‬
‫ويستغلها الناشرون‬
‫الخبر في الصحافة اإللكترونية اصبح مزيج بين طرق كتابته للصحافة و‬
‫اإلذاعة و التلفزيون‪ ،‬حيث النص الفائق والوسائط المتعددة ‪ ،‬التي تمكن‬
‫المتلقى ان يعيش لحظة الحدث بالصورة والصوت وعلى المباشر ‪.‬‬
‫لقد أحدثت التكنولوجيات الحديثة نقلة في نوعية في الصحافة‪ ،‬وفي سرعة تناقل الخبر‪،‬‬
‫وصياغته‪ ،‬وشكله وطريقة تحريره‪ ،‬وذلك من خالل ‪:‬‬
‫التركيز واالختصار‪ :‬وهما سمتان تميزان التحرير الصحفي اإللكتروني‪.‬‬ ‫•‬
‫بعيدا عن الصور الشخصية‪.‬‬
‫ضرورة وجود الصور الموضوعية ً‬ ‫•‬
‫استخدام الجمل القصيرة في الصياغة‪ ،‬ألن قارئ اإلنترنت متعجل يريد أن ينتهي من‬ ‫•‬
‫‪21‬‬
‫القراءة بسرعة‪ ،‬وال يوجد لديه وقت لقراءة الجمل الطويلة‬
‫لذلك يمكن الوقوف على تصورين يحكمان الكتابة والتحرير للصحافة اإللكترونية‪:‬‬
‫هذا‬ ‫‪22‬‬
‫التصور األول‪ :‬الدمج بين الكتابة والتحرير والتصميم ‪ :‬قدم معهد بوينتر‬
‫التصور الجديد للتحرير الصحفي وهو يشير إلى الدمج بين الكتابة والتحرير والتصميم‬
‫كونهم من الضرورات إلنتاج أي مادة إعالمية سواء المطبوعة أو اإللكترونية على‬
‫شبكة اإلنترنت‪ ،‬وينطلق هذا التصور من أنه كلما زادت درجة التكامل واالندماج بين‬
‫هذه العناصر أو الوظائف الثالث السابقة ؛ ساعد ذلك في الحصول على إصدارات‬
‫‪23‬‬
‫فورية مبتكرة ومتميزة‬
‫التصور الثاني‪ :‬مفهوم الكتابة اإلجرائية ‪ :‬يقتضي هذا المفهوم من المحرر الصحفي‬
‫اإللكتروني مهارة التعامل مع بيئة االتصال التي تتنوع عناصرها ومفرداتها بشكل‬
‫كبير‪ ،‬ومهارة ربط هذه العناصر‪ ،‬والجمع بينهما لتكوين قصة أو شكل جديد للكتابة‬
‫ومفهوم الكتابة اإلجرائية هو مفهوم جديد‬ ‫‪24‬‬
‫يستفيد من خصائص اإلعالم الرقمي‬

‫‪199‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫للكتابة وبناء المعلومات في بيئة استخدام الحاسب اآللي لتكوين قصة أو شكل جديد‬
‫‪25‬‬
‫للكتابة ؛ يستفيد من خصائص اإلعالم الرقمي‬
‫إن التحرير الصحفي قد تغير‪ ،‬ولم يعد كما كان في الصحف التقليدية‪ ،‬فقد أخضعت‬
‫التطورات التكنولوجية التحرير الصحفي لجملة من المتغيرات حتى يكون متوازًنا‬
‫ومتقاطعا مع ما تطلبه خصوصيات الصحف اإللكترونية‪ ،‬بمعنى أن المادة الصحفية‬
‫ً‬
‫أضحت تخضع العتبارات في تحريرها ؛ وذلك إما عن طريق ‪:‬‬
‫تحرير المادة الصحفية طبقا لمفهوم النص الفائق ‪ :‬يتصل النص الفائق بمجموعة‬ ‫•‬
‫أخرى من النصوص المرتبطة به من خالل إشارات معينة بداخله ؛ يتم تمييزها‬
‫"طبوغرافيا" داخل النص األصلي‪ ،‬بحيث إذا تم تنشيطها من خالل المحرك؛ فإنها‬

‫تفتح على نصوص أخرى‪ ،‬قد تكون نصي ًة أو سمعي ًة أو بصري ًة أو كلها ً‬
‫معا‪ ،‬سواء‬
‫كانت متاح ًة داخل موقع الصحيفة أو تحيل المستخدم إلى مواقع وعناوين يمكن من‬
‫خاللها االستفادة من الموضوعات التي تحظى باهتمامهم‪ ،‬وهذه الكلمات التي لها‬
‫‪26‬‬
‫اتصاالت تسمى "كلمات نشطة‬
‫تحرير المادة الصحفية طبقا لمفهوم الوسائط الفائقة ‪ :‬يشير مفهوم الوسائط الفائقة‬ ‫•‬
‫إلى نظام يوفر للمحرر فرصة التعبير عن المعلومات بأشكال مختلفة‪ ،‬تشمل‪ :‬النص‪،‬‬
‫الصوت‪ ،‬والصورة ‪ ،‬وتتميز الوسائط الفائقة بالتفاعلية‪ ،‬حيث إن القارئ يبحث عن‬
‫مفاتيح الكلمات أو العالمات الخاصة بها ‪ ،‬من خالل حشد من المعلومات ‪27‬وأوجدت‬
‫مهما يتعلق بعمل المحرر الصحفي في الصحيفة اإللكترونية‪،‬‬ ‫هذه الخاصية تحوالً ً‬
‫حيث إن المحرر في الصحيفة اإللكترونية بإمكانه أن يعتمد‪ -‬باإلضافة إلى التعبير‬
‫بالصوت والصورة المتحركة ‪ -‬على النصوص الحرفية والصور الثابتة ‪ ،‬وهذا يشير‬
‫إلى أنه في ظل وجود إمكانية التعبير بالصورة المتحركة ‪ -‬وبالوسيط السمعي ‪-‬‬
‫تقل قيمة استخدام الكلمات بالشكل التقليدي الذي كانت تستخدم به في الصحافة‬
‫‪28‬‬
‫المطبوعة‬
‫يتبين مما سبق أن أشكال الفنون الصحفية المستخدمة في الصحيفة اإللكترونية ال‬
‫تختلف عن أشكال الفنون الصحفية في الصحيفة المطبوعة‪ ،‬إال أن االختالف الرئيس‬
‫يكمن في اإلضافات التي أوجدتها التقنيات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬ومن صورها ‪:‬‬
‫‪ -‬استثمار إمكانات الوسائط المتعددة‪ ،‬الوسائط الفائقة ‪ ،‬و النص الفائق ‪.‬‬

‫‪200‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫‪ -‬توظيف الصوت والصورة داخل تلك الفنون الصحفية‪ ،‬مما منح هذه الفنون‬
‫حيوي ًة كافي ًة ‪ ،‬وباتت قادرًة على جذب جمهور القراء‪.‬‬
‫‪ -‬حجم المعلومات الذي توفره الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وتنوع مصادر المعلومات‬
‫الصحفية وتخصصها‬
‫‪ -2‬صحافة الروبوت وتقنية الذكاء االصطناعي‬
‫يعود تاريخ الذكاء الصناعي لعالم الحاسوب جون مكارثي حيث طرح المصطلح‬
‫باألساس في عام ‪ ،1956‬وعرَّفه بنفسه بأنه "علم وهندسة صنع اآلالت الذكية" في‬
‫للتقنية )‪ (MIT‬عام ‪ ،1958‬ليبدأ مشروع الذكاء الصنعي مع‬
‫ّ‬ ‫معهد ماساتشوستس‬
‫مارفن مينسكي( ‪ Marvin Minsky‬شريكه في جائزة تيورينغ)‪ ،‬حيث استغرق عمله‬
‫الروبوتية‪ ، robotics‬ونظرية الحوسبة‪ ،‬ومنطق الفطرة‬
‫ّ‬ ‫عدة مجاالت للدراسة؛‬
‫في ّ‬
‫السليمة‪ ،‬وواجهات التواصل بين اإلنسان والحاسوب‪ ،‬كما ّأنه قام باختراع لغة‬
‫فضلة على نطاق‬ ‫الم ّ‬
‫البرمجة)‪ ، LISP (LIST Processor‬التي أصبحت األداة ُ‬
‫واسع في أبحاث الذكاء الصنعي‪ ،‬وفي التعليم حتى يومنا هذا‪ ،‬عدا عن ّأنها ثاني‬
‫أقدم لُغة برمجة بعد فورتران ‪Fortran,‬‬
‫وهناك من يقول ان جذور البحوث الخاصة بالذكاء االصطناعي الى االربعينات مع‬
‫انتشار الحاسبات و استخدامها و تركيز االهتمام في بداية الخمسينات على الشبكات‬
‫العصبية ‪ .‬و في الستينات‪ ،‬نشاط البحث يتوجه نحو النظم المبينة على تمثيل المعرفة‬
‫الذي استمر العمل به في خالل السبعينات ‪ .‬و مع بداية الثمانينات و بعد اعالن‬
‫المشروع الياباني الذي تبنى الجيل الخامس للحاسبات حدثت طفرة كبيرة في بحوث‬
‫الذكاء االصطناعي ‪29‬حالياً‪ ،‬فإن للذكاء االصطناعي تطبيقات عديدة‪ ،‬سواء كانت‬
‫تطبيقات ذات أغراض عامة مثل اإلدراك والتعليل المنطقي‪ ،‬أو كانت مهمات ذات‬
‫غرض خاص مثل لعب الشطرنج أو التشخيص الطبي! غالباً فإن الخبراء والعلماء‬
‫يتوجهون إلى الذكاء االصطناعي لحفظ خبراتهم وتجاربهم التي قضوا بها حياتهم‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫فالذكاء االصطناعي مجال عالمي يصلح لجميع التوجهات‬
‫تعريف الذكاء االصطناعي ‪:‬‬
‫هو قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح‪ ،‬والتعلم من هذه‬
‫البيانات‪ ،‬واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خالل التكيف‬

‫‪201‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫المرن وفي مجال العالقات العامة يعتبر الذكاء االصطناعي "دراسة وتصميم العمالء‬
‫األذكياء"‪ ،‬والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من‬
‫فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه ‪31‬و يرى (ايان ريتش) ان الذكاء‬
‫االصطناعي هو ذلك العلم الذي يبحث في كيفية جعل الحاسب يؤدي االعمال التي‬
‫يؤديها البشر بطريقة اقل منهم‪ .‬و في تعريف اخر للذكاء االصطناعي يقدمه (افرون‬
‫بار وإدوارد فيجنبوم) آن الذكاء االصطناعي هو جزء من علوم الحاسب يهدف الى‬
‫تصميم انظمة ذكية تعطى نفس الخصائص التي نعرفها بالذكاء في السلوك‬
‫االنساني ‪ ،‬فعلم الذكاء االصطناعي يهدف " إلى فهم طبيعة الذكاء اإلنساني عن‬
‫طريق عمل برامج للحاسب اآللي قادرة على محاكاة السلوك اإلنساني المتسم بالذكاء‪،‬‬
‫وتعني قدرة برنامج الحاسب على حل مسألة ما‪ ،‬أو اتخاذ قرار في موقف ما‪-‬بناء‬
‫على وصف لهذا الموقف‪-‬أن البرنامج نفسه يجد الطريقة التي يجب أن تتبع لحل‬
‫المسألة‪ ،‬أو للتوصل إلى القرار بالرجوع إلى العديد من العمليات االستداللية المتنوعة‬
‫التي غذي بها البرنامج‪ ،‬ويعتبر هذا نقطة تحول هامة تتعدى ما هو معروف باسم‬
‫تقنية المعلومات ‪32‬وشكل ظهور "الروبرت " االعالمي تغي ار في ادوار صناعة االعالم‬
‫في العصر الحالي وفي المستقبل ‪ ،‬إذ بإمكانه كتابة قصة إخبارية في دقيقتين على‬
‫أقصى تقدير‪ .‬وهذا عامل أساسي يؤهل الصحف لخوض غمار المنافسة في ظل‬
‫بث األخبار ‪ ،‬وبإمكان اآلالت الذكية أن تزيد من زخم تقارير الصحافيين‪،‬‬ ‫سرعة ّ‬
‫وإبداعهم‪ ،‬وقدرتهم على استرعاء انتباه الجماهير‪ .‬من خالل اتّباع نماذج البيانات‪،‬‬
‫المتغيرات فيها مع الوقت‪ ،‬يصبح بإمكان الخوارزميات مساعدة‬
‫ّ‬ ‫وبرمجته “لتعّلم”‬
‫يتصورها عقل من‬
‫ّ‬ ‫الصحافيين على ترتيب النصوص‪ ،‬وفرزها‪ ،‬وصياغتها بسرعة لم‬
‫‪33‬‬
‫قبل‬
‫تعريف صحافة الربوت ‪ :‬يشير مصطلح “صحافة الروبوت ‪” (Robot‬‬
‫)‪Journalism‬إلى التقنيات التي تستخدم الذكاء االصطناعي في توليد مقاالت‬
‫اعتمادا على نماذج مسبقة وبيانات ضخمة يتم تزويد البرمجيات بها‪ ،‬ليتم‬
‫ً‬ ‫إخبارية‬
‫تحليلها والتعلم اآللي منها‪ ،‬واالستفادة منها في إنتاج أخبار ومقاالت وتقارير بسرعة‬
‫قياسية دون االعتماد على العامل البشري‪.‬‬

‫‪202‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫كما يشير مصطلح “صحافة الذكاء االصطناعي” (‪ )AI Journalism‬إلى توظيف‬


‫وسائل اإلعالم تقنيات الذكاء االصطناعي واالبتكارات التي جلبتها الثورة الصناعية‬
‫الرابعة‪ ،‬مثل تقنيات التصوير ثالثية األبعاد عالية الدقة‪ ،‬واالنترنت فائق السرعة‪،‬‬
‫وانترنت األشياء‪ ،‬والروبوتات‪ ،‬إلنتاج المحتوى اإلعالمي الخاص بها‪ ،‬وأداء مهام‬
‫ففي الصحافة الروبوتية ‪ Robot journalism‬أو‬ ‫‪34‬‬
‫معينة في صناعة الخبر‪.‬‬
‫صحافة الروبو ‪ ،Robo journalism‬أو الصحافة المؤتمتة ‪Automated‬‬
‫‪Algorithmic‬‬ ‫أيضا باسم الصحافة الخوارزمية‬‫ً‬ ‫‪ journalism‬والمعروفة‬
‫‪ journalism‬تنتج األخبار بواسطة برامج الذكاء االصطناعي‪ ،‬بمعنى أن ذلك يتم‬
‫تلقائيا بواسطة اآلالت بدالً عن المراسلين البشريين‪ ،‬حيث تقوم هذه البرامج بتفسير‬
‫ً‬
‫‪35‬‬ ‫ق‬
‫البيانات وتنظيمها وعرضها بطر يمكن قراءتها بواسطة اإلنسان‬
‫سؤال لطالما طرحة اهل االختصاص في هذا الصياغ المعرفي بعيدا عن المقاربات‬
‫األكاديمية كيف يمكن تحقيق ذلك عمليا ‪ ،‬فالذكاء االصطناعي اضحى مرادفا لكل‬
‫الميادين والمجاالت سواء كانت علمية فنية تقنية او صناعية‪ ،‬بل حتى في المجال‬
‫اإلدارية والرياضي‪ ،‬وعموما كل ماله عالقة بالخدمات عموما ‪.‬‬
‫لم يتوقف اداء الربورت على التحرير ‪ ،‬بل تجاوزه الى معالجة البيانات واالحصائيات‬
‫االقتصادية المشهورة ” فوربس” على قرائها توقعاتها لألسهم‬
‫ّ‬ ‫حيث اقترحت المجلة‬
‫في البورصة ونتائج الشركات االقتصادية باالعتماد على برنامج ” نراتيف سينس”‬
‫الذي اخترعته شركة أمريكية صغرى في شمال مدينة شيكاغو‪ .‬لقد اهتمت هذه الشركة‬
‫بالبيانات واألخبار المتعلقة بالمال والعقارات والرياضة معتمدة في ذلك على ما تجمعه‬
‫مظهر آخر من‬
‫ًا‬ ‫من احصائيات وتحاليل من مصادر مختلفة‪ 36‬ويش ّكل هذا التطور‬
‫مظاهر التقدم التكنولوجي الذي سيقود إلى تحوالت كبيرة في بنية المؤسسات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬وطرق عملها‪ ،‬كما يمثّل حالة فريدة في جمع األخبار وكتابتها‪ ،‬إلى جانب‬
‫إعداد وكتابة التحليالت الصحفية حول األحداث والقضايا المختلفة؛ األمر الذي‬
‫سيقود إلى تحوالت مهمة في مفهوم اإلعالم وخصائصه وآلياته وتأثيراته‬
‫‪37‬‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫لذلك السؤال الذي يطرح كيف يؤثر الذكاء االصطناعي وصحافة الربوت على البيئة‬
‫االعالمية ‪:‬‬

‫‪203‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫‪ -1‬التعامل مع البيانات ‪ :‬وفقا لمات كارلسون مؤلف كتاب (( المراسل االلى ))‬
‫فإن الذكاء االصطناعي في مجال الصحافة يعنى أن تقوم اللوغاريتمات (‬
‫الخوارزميات ) بتحويل البيانات إلى نص إخباري سردي في وقت قياسي‪.‬‬
‫بعض هذه البيانات أصبحت قصصا إخبارية تركز على االقتصاد منذ أن تمت‬
‫معالجة البيانات و تهيئتها ‪ .‬و ينبغي علينا أال نشعر بالمفاجأة حينما نعلم أن‬
‫مؤسسة بلومبرج اإلخبارية كانت من أوائل المؤسسات التي تأقلمت مع المحتوى‬
‫المصاغ بشكل ألى ‪ .‬حيث أنتج البرنامج الخاص بالمؤسسة أالف المقاالت‬
‫التي قامت بتحويل التقارير المالية إلى قصص إخبارية مثلما يفعل المراسل‬
‫مجلة فوربس أيضا تستخدم أداة ذكاء‬ ‫المتخصص بالمال و األعمال‪.‬‬
‫اصطناعي تدعى (( بيرتى )) لكي تساعد على إمداد المراسلين الصحفيين‬
‫‪38‬‬
‫بالمسودات األولية و القوالب الالزمة للقصص اإلخبارية‬
‫أيضا على كشف‬ ‫‪ -2‬كشف األخبار الزائفة ‪ :‬تساعد أدوات صحافة الروبوت ً‬
‫المعلومات المضللة واألخبار الكاذبة من خالل إخضاعها للتحليل والمقارنة‬
‫إلثبات صحتها‪ ،‬ومراقبة مصداقية المحتوى في وسائل اإلعالم المختلفة‪ ،‬وإعداد‬
‫تقارير أكثر دقة وشفافية‪ ،‬وتستخدم هذه األدوات بشكل واضح في شبكات‬
‫التواصل االجتماعي مثل فيسبوك وتويتر لمواجهة األخبار الزائفة التي أثرت‬
‫بشكل سلبي على مصداقية صانعي المحتوى‪ ،‬وكان لها تبعات اجتماعية‬
‫جهودا كبيرة في‬
‫ً‬ ‫وسياسية عالمية واسعة‪ .‬وتبذل منصات التواصل االجتماعي‬
‫محاربة الشائعات واألخبار الزائفة والمعلومات المضللة‪ ،‬باستخدام أدوات الذكاء‬
‫االصطناعي لتحديد الحسابات المزيفة واألخبار الكاذبة‪ ،‬واألخبار التي تهدف‬
‫‪39‬‬
‫للربح فقط‬
‫‪ -3‬الترجمة الصحفية ‪ :‬إن أحد المغيرات الكبرى في الذكاء االصطناعي هو‬
‫عادة ما يقوم المراسلون األجانب باإلبالغ بلغة واحدة والكتابة‬
‫ً‬ ‫الترجمة اآللية‪.‬‬
‫بلغة أخرى – على سبيل المثال ‪ ،‬إجراء مقابلة باللغة العربية وكتابة المقالة‬
‫باللغة اإلنجليزية‪ ،‬لكن مع الترجمة اآللية السريعة ‪ ،‬يوجه الصحفيون األخبار‬
‫بأي لغة يفضلونها ويترجمها الذكاء اإلصطناعي‪ ،‬يقوم المراسل بفحص النسخة‬

‫‪204‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫النهائية قبل تقديم القصة‪ ،‬وعلى الرغم من أن برامج الروبوت ترتكب أخطاء‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫إال أنها ال تكرر نفس الخطأ‬
‫‪ -4‬ربح الوقت ‪ :‬ويبدو أن التطور في هذه التطبيقات وتحسين قدرات الروبوتات‬
‫اإلبداعية يسير بأسرع مما نتوقع‪ ،‬حيث نشر مؤخ ار موقع «تشاينا نيوز» أن‬
‫خبراء صينيين تمكنوا من صنع أول روبوت «صحافي» في العالم قادر على‬
‫كتابة المقاالت‪ .‬ووفقا للموقع‪« :‬استطاع الروبوت الجديد الذي أطلق عليه اسم‬
‫(زاو نان) كتابة أول مقالة صحافية ليصبح أول روبوت (صحافي) في العالم‬
‫تمكن من إنجاز المهمة الموكلة إليه‪ ،‬وكتب نصا مؤلفا من ‪ 300‬رمز كتابي‬
‫شهور من العمل في‬
‫ًا‬ ‫في ظرف ثانية واحدة فقط‪41‬ي ‪ 2027‬ما كان يستغرق‬
‫التحقيق بواسطة فريق من الصحفيين‪ ،‬يمكن أن ينجزه صحفي واحد في يوم‬
‫‪42‬‬
‫واحد فقط‬
‫‪ -5‬تنمية وتطوير الموارد البشرية ‪ :‬الذكاء االصطناعي والتشغيل اآللي بعيدان‬
‫عن تقليص عدد الوظائف في الصحافة كما يظن البعض‪ ،‬على العكس من‬
‫ذلك فهما يساهمان بتوفير فرص عمل جديدة‪ ،‬حيث سيحتاج صحفيو الغد إلى‬
‫التدريب على تصميم هذه الخوارزميات وتحديثها وتعديلها والتحقق من صحتها‬
‫وتصحيحها واإلشراف عليها وصيانتها‪ .‬كما ستحتاج المؤسسات اإلعالمية إلى‬
‫المزيد من المبرمجين ومهندسي الحاسوب بغية تطوير خوارزمياتها باستمرار‬
‫والحفاظ على مصداقية الخبر من خالل مكافحة األخبار المزيفة والحفاظ على‬
‫‪43‬‬
‫مواقع الصحف من االختراق‪.‬‬
‫‪ -6‬انتاج قصص اخبارية ‪ :‬الذكاء االصطناعي يحمل الكثير من التطوير لعالم‬
‫الصحافة على صعيد الكم والكيف‪ ،‬حيث يمكن استخدامه إلنتاج كم هائل من‬
‫القصص اإلخبارية مقارنة بما تنتجه وكاالت األنباء اليوم‪ ،‬من خالل تحويل‬
‫البيانات واألرقام إلى نصوص‪ ،‬وكذلك تحويل النصوص إلى فيديوهات تلخص‬
‫الحدث كما يمكن استخدام الذكاء االصطناعي لعمل قوالب متعددة تعالج نفس‬
‫الخبر جوانب متعددة كعمل تغريدات وعناوين وتلخيص مختصر للقصة الخبرية‬
‫وكتابة نبذه عن أبطال الحدث‪ ،‬مشيرة إلى دخول الذكاء االصطناعي بقوة في‬
‫عالم الترجمة من خالل ترجمة الفيديوهات والنصوص إلى أكثر من لغة وانتاجها‬

‫‪205‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫بوسائط متعددة لتناسب كافة المنصات واألجهزة الذكية ومساعدة الصحافيين‬


‫‪44‬‬
‫على التعرف على أسماء المسؤولين من خالل تقنيات التعرف عبر الصور‬
‫‪ -7‬تعزيز االداء ‪ :‬بإمكان اآلالت الذكية أن تزيد من زخم تقارير الصحافيين‪،‬‬
‫وإبداعهم‪ ،‬وقدرتهم على استرعاء انتباه الجماهير من خالل اتّباع نماذج البيانات‪،‬‬
‫المتغيرات فيها مع الوقت‪ ،‬يصبح بإمكان الخوارزميات مساعدة‬
‫ّ‬ ‫وبرمجته "لتعّلم"‬
‫يتصورها عقل‬
‫ّ‬ ‫الصحافيين على ترتيب النصوص‪ ،‬وفرزها‪ ،‬وصياغتها بسرعة لم‬
‫من قبل فهي قادرة على تنظيم البيانات من أجل العثور على الحلقة الضائعة‬
‫أي تحقيق صحافي‪.‬‬ ‫في ّ‬
‫التعرف على النزعات‪ ،‬ورصد النشاز من بين ماليين نقاط‬
‫ّ‬ ‫كما إن بإمكانها‬
‫لسُبق صحافي عظيم فاليوم‪ ،‬مثالً‪ ،‬أصبح بإمكان‬‫البيانات التي قد تش ّكل بداي ًة ُ‬
‫ّ‬
‫وسائل اإلعالم تلقيم بيانات المشتريات العامة للخوارزمي‪ ،‬والقادر بدوره على‬
‫مراجعة البيانات ومقارنتها بالشركات الكائنة على العنوان نفسه وقد يمنح تحسين‬
‫هذا النظام المراسلين الصحافيين العديد من التلميحات التي قد تقودهم إلى عقر‬
‫‪45‬‬
‫معين‬
‫الفساد في بلد ّ‬

‫‪ -8‬صناعة محتوي متوافق مع المتلقي ‪ :‬مكن لصحافة الذكاء االصطناعي وضع‬


‫“روبوت ” متخصص في كل أقسام التحرير والكتابة الصحفية مهمته دعم‬
‫التعاون مع شبكات المعلومات‪ ،‬ومصادرها محليا او دوليا للحصول على‬
‫اهتمامات الجمهور المستهدف‪ ،‬وتلقي المعلومات وتحليلها عن فئات الجمهور‬
‫المستهدف وصياغة رسائل إعالمية متنوعة حسب كل وسيلة وصوال للجمهور‬
‫المستهدف وتخزين تلك المعلومات للمستقبل لدعم حمالت التأثير فيما يتعلق‬
‫بالقضايا السياسية أو االجتماعية بما يخدم الجمهور المحلي لكل وسيلة إعالمية‪.‬‬
‫فصحافة الذكاء االصطناعي ال تقف عن حد استقبال المعلومة أو البحث عنها‪،‬‬
‫لكنها تصنع المعلومات‪ ،‬وتخزينها وتحليلها‪ ،‬وتسابق الجمهور المستهدف دائما‬
‫في االستحواذ على اهتماماته وبث المحتوى المناسب الذي يتوافق مع تلك‬
‫‪46‬‬
‫االهتمامات‪ ،‬بصورة سريعة دقيقة وأكثر ذكاء‪.‬‬

‫‪206‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫وحتى هذه اللحظة‪ ،‬يبدو أن استخدامات الذكاء االصطناعي في الصحافة‪ ،‬حسب‬


‫التجارب القائمة‪ ،‬يشمل خمس مهمات أساسية ‪:‬‬

‫تتبع األخبار العاجلة وتنبيه الصحفيين بالمعلومات الجديدة ذات الصلة بموضوع ما‪.‬‬ ‫•‬
‫إجراء بحث بشكل أسرع وأدق‪ ،‬وربط المعلومات بسرعة وكفاءة‪ ،‬وتحويلها إلى أشكال‬ ‫•‬
‫بيانية‪.‬‬
‫التصحيح اإلمالئي والنحوي للغة بشكل تلقائي‪.‬‬ ‫•‬
‫فحص الحقائق بشكل سريع وموثوق‪ ،‬واكتشاف األخبار الزائفة‪ ،‬مثل الخوارزميات‬ ‫•‬
‫التي بدأ فيسبوك باستعمالها من أجل التخلص من األخبار الزائفة‪.‬‬
‫توليد األخبار القصيرة بشكل آلي في الموضوعات المبنية على البيانات‬ ‫•‬
‫اإلحصائية‪.47‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫الشك ان التطورات التكنولوجية مهما بلغت وغيرت في بيئة االعالم بشكل عام في‬
‫االدوات والوسائل والمناهج‪ ،‬البد ان يقابلها برنامج اكاديمي متخصص ‪ ،‬وهذا ما يستوجب‬
‫القيام في الجامعات وكليات واقسام االعالم في العالم العربي والجزائري ‪ ،‬على اعتبار ان هذه‬
‫التحوالت اضح واقع اليوم وترسم مشهد االعالم مستقبال ‪ .‬وربما هذا التحول يتأخر بعض‬
‫الشيء في المنطقة العربية لغياب يد فنية متخصصة ‪ ،‬االمر الذي يستوجب على المؤسسات‬
‫الصحافية االستعانة بمختصين وتقنين برمجيات ومطوري البرمجيات والتطبيقات الذكية كحل‬
‫مؤقت الى غاية تصدير وتخريج طاقات علمية من الوسط الجامعي كتخصص بعينه وفي كل‬
‫الحاالت مستقبل االعالم‪ ،‬حتى ان طغت عليها االلة والتقنية فانه سوف يعتمد على عمل‬
‫الصحافيين جنبا إلى جنب مع االجهزة والبرامج الجديدة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬رحيمة عيساني‪،‬الوسائط التقنية الحديثة وأثرها على اإلعالم‪ ،‬جهاز وتلفزيون الخليج لدول مجلس التعاون‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.24‬‬

‫‪207‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫‪ - 2‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪26‬‬


‫‪ - 3‬إدريس ولد القابلة ‪،‬الـصحـافـة وتـطـورهـا ‪ ،‬مجلة الحوار المتمدن‪-‬العدد‪. 2003 - 580 :‬‬
‫‪ - 4‬محمود علم الدين‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال الجماهيري‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1،1990‬ص‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬صالح أبو إصبع‪ ،‬دراسات في اإلعالم والتنمية العربية‪ ،‬منشورات مؤسسة البيان‪ ،‬دبي‪ ،1989 ،‬ص ‪2175‬‬
‫‪ - 6‬ساعد ساعد ‪ ،‬الصحافة االلكترونية ‪ ،‬دار الخوارزمي العلمية ‪ ،‬السعودية ‪،2019‬ص ‪25‬‬
‫‪ - 7‬عبد الحافظ محمد سالمه‪ ،‬وسائل االتصال والتكنولوجيا في التعليم ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪1996‬م ‪ ،‬ص‪36،‬‬
‫‪ - 8‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪ - 9‬علي عبدهللا مهدي‪ ،‬الحاسب والمنهج الحديث ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪1998(،‬م) ‪.‬ص‬
‫‪65‬‬
‫‪ - 10‬ماجد تربان‪ ،‬اإلنترنت والصحافة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى (القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪2008،‬م) ‪،‬‬
‫ص ‪228‬‬
‫‪ - 11‬محمود علم الدين‪ ،‬أساسيات الصحافة في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬الطبعة الثانية ( بدون مدينة‪ :‬بدون دار‬
‫نشر‪2009 ،‬م) ص ‪19‬‬
‫‪ - 12‬وهي أنظمة البث غير التفاعلية التي تبثها الشركات اإلذاعية على بعض قنواتها عند توقف اإلرسال العادي‪,‬‬
‫ويتم استقبالها إما عن طريق التلفزيون أو شاشات الحاسب‬
‫‪ - 13‬هي أنظمة تعرض النصوص والرسوم في شكل يشبه الكتاب اإللكتروني ‪ ،‬تتميز بمميزات عديدة تتمثل في‬
‫حفظ واسترجاع ‪ ،‬وكذلك الدخول بين جزيئات المعلومات المتداولة على النظام ‪ ،‬ويتميز هذا النظام بإمكانية‬
‫تخزين كمية كبيرة من المعلومات ‪ ،‬وإمكانية تحديث المعلومات بسهولة وسرعة ‪ ،‬كما أنها متاحة ألي شخص‬
‫يمتلك خط هاتف وشاشة استقبال مناسبة‬
‫‪ - 14‬عبد الرازق الدليمي‪ ،‬اإلعالم الجديد والصحافة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى عمان‪ ،‬دار وائل للنشر ‪2011 ،‬م‬
‫‪ ،‬ص‪214‬‬
‫‪ - 15‬برايان إندرداهل ‪ ،‬اإلنترنت ‪ ،‬دار الفاروق للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ 2001 ،‬ص ‪484‬‬
‫‪ - 16‬حيث انطلقت المدونات في منتصف تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬مع المدون األمريكي "جورج بار غرفي"‬
‫عام ‪ 1994‬م ‪ ،‬مع موقع "دراحج ريبورت"‪ ،‬وهو من كان وراء نشر فضيحة "مونيكا لفن سكي" السكرتيرة‬
‫الخاصة للرئيس األمريكي السابق "بيلكلنتون" سنة ‪1994‬م‬
‫‪ - 17‬بخيت السيد‪ ،‬صناعة المضامين اإلعالمية في البيئة اإلعالمية اإللكترونية‪ ،‬بحث منشور في مجلة الرأي‬
‫العام‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬يونيه ‪2008‬م‪ .‬ص ‪312‬‬
‫‪ - 18‬الفيصل عبد األمير مويت‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الوطن العربي‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪2006، 1‬م‪،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 19‬أمل خطاب‪ ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة ودورها في تطوير األداء الصحفي‪،‬القاهرة‪ ،‬دار العالم‬
‫العربي‪،‬ط‪1،‬م‪ ،2010،‬ص‪34‬‬
‫‪ - 20‬ليلى عبد المجيد‪ ،‬محمود علم الدين‪ ،‬فن التحرير الصحفي للجرائد والمجالت‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،‬السحاب للنشر‬
‫والتوزيع‪2004،‬م‪،‬ص‪2‬‬
‫‪ - 21‬فيصل ابو عيشة ‪ ،‬اإلعالم اإللكتروني ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬ط‪ 2010، 1‬م ‪ ،‬ص‪. 109‬‬
‫‪ - 22‬معهد أمريكي متخصص في تدريب الصحفيين ‪.‬أصدر عدة كتيبات ‪ ،‬يقدم من ًحا دراسيةً تدريبيةً للطالب‬
‫والصحفيين‪.‬‬
‫‪ - 23‬محمود علم الدين‪ ،‬مرجع سابق ص‪.221‬‬
‫‪ - 24‬محمود علم الدين‪ ،‬مرجع سابق ص‪.221‬‬
‫‪ - 25‬مها عبد المجيد صالح ‪ ” ،‬استخدامات الجمهور المصري للصحف اليومية اإللكترونية على شبكة اإلنترنت‬
‫‪ ،‬دراسة تحليلية وميدانية ” رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬كلية اإلعالم ‪ 2004‬م ‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ - 26‬محرز غالي‪ ،‬صناعة الصحافة في العالم ‪ ،‬تحديات الوضع الراهن وتحديات المستقبل‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬القاهرة‪:‬‬
‫الدار المصرية اللبنانية‪ ،2009 ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪208‬‬ ‫كانون األول ‪ 2020‬م‪ُ ، .‬جمادى األولى ‪1442‬هـ‬


‫الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية‬ ‫أ‪.‬ساعد ساعد‬

‫‪ - 27‬محمود علم الدين‪ ،‬مقدمة في الصحافة اإللكترونية‪ ،‬ص ‪572‬‬


‫‪ - 28‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪572‬‬
‫‪ - 29‬ساعد ساعد ‪ ،‬العالقات العامة في عصر الذكاء الصناعي التحوالت واالستخدامات ‪ ،‬مقال سينشر في مجلة‬
‫الرسالة للدراسات االعالمية ‪ ،‬جامعة تبسة الجزائر ‪ ،‬عدد جوان ‪2020‬‬
‫‪ -30‬الهادي محمد محمد‪ ،‬التعليم االلكتروني عبر شبكة االنترنت‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪،2005‬‬
‫الطبعة االولى ص ‪165‬‬
‫‪31‬‬
‫‪-Haenlein Siri, Siri in my Hand, who's the Fairest in the Land? On the‬‬
‫‪Interpretations, Illustrations and Implications of Artificial Intelligence, Business‬‬
‫‪Horizons, 2019p 62.15‬‬
‫‪32‬‬
‫‪--ean Dubois et autresDictionnaire de linguistique et des sciences du language.‬‬
‫‪Larouse Bordass/HER. 1999. P 123‬‬
‫‪ - 33‬ماريا تيريزا رونديروسالذكاء االصطناعي يستلزم صحافةً أصيلة مقال منشورافريل ‪2020‬على الرابط‬
‫‪Innovation in Journalism https://medium.com/innovation-in-journalism‬‬
‫‪ - 34‬زاهر هاشم ‪ ،‬صحافة الروبوت ‪ ،‬الذكاء االصطناعي يقود صحافة المستقبل مقال منشور في مجلة “لغة‬
‫العصر” – عدد فبراير ‪2020‬‬
‫‪ - 35‬صحافة الروبوت الطريق بات ممهدا لألتمتة الكاملة في صناعة اإلعالم مقال منشور في مجلة جهاز إذاعة‬
‫وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العدد ‪ 114‬سبتمبر ‪2018‬م‬
‫‪ - 36‬ح اتم كاملي‪،‬كيف سيغير الذكاء االصطناعي صناعة المحتوى في اإلعالم و التسويق الرقمي ‪ ،‬مقال منشور‬
‫بتاريخ ‪12‬افريل ‪2020‬على الرابط ‪https://www.tech-wd.com‬‬
‫‪ - 37‬محمد نجيب الصرايرة‪ ،‬شروق طومار‪ ،‬صناعة صحافة الروبوت وتحدياتها المهنية واألخالقية مقال منشور‬
‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪2018‬‬ ‫أيلول‬ ‫‪/‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫‪4‬‬ ‫للدراسات‬ ‫الجزيرة‬ ‫مركز‬ ‫في‬
‫‪tudies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2018/09/180904090616553.html‬‬
‫‪ - 38‬نيكول مارتين ‪ :‬كيف يؤثر الذكاء االصطناعى على الصحافة ؟ ترجمة محمد احمد حسن نشر في ‪22‬‬
‫أكتوبر ‪. 2019‬رابط الترجمة ‪https://www.makalcloud.com/post/wvdp6nd51‬‬
‫‪ - 39‬زاهر هاشم ‪ :‬صحافة الروبوت ‪ ..‬الذكاء االصطناعي يقود صحافة المستقبل مقال منشور في مجلة “لغة‬
‫العصر” – عدد فبراير ‪2020‬‬
‫‪ - 40‬محمد نبي ‪ :‬الذكاء االصطناعي بديل اإلعالميين ‪ ،‬أبريل ‪ 2019 ,29‬على الرابط‬
‫‪https://www.masaadernews.com/article/26839‬‬
‫‪ - 41‬داليا عاصم ‪ :‬الذكاء االصطناعي ومستقبل الصحافة‪ ...‬هل نحن مستعدون؟ ‪ ،‬الشرق األوسط رقم‬
‫العدد‪ 14118‬بتاريخ ‪ 24‬يوليو ‪2017‬‬
‫‪ - 42‬خالد بن الشريف ‪ :‬كيف سيكون تأثير الذكاء االصطناعي على الصحافة بعد ‪ 10‬سنوات؟‪ 24‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫على رابط الموقع ‪www.ultrasawt.com‬‬
‫‪ - 43‬طه الراوي ‪ :‬كيف يس ّهل الذكاء االصطناعي العمل الصحفي؟ شبكة الصحفيين الدوليين‬
‫نشر‪https://ijnet.org/ar2019/11/1‬‬
‫‪ - 44‬آمال عبيدي‪،‬عماد العلي‪ :‬استعراض تجربة "أسوشييتد برس" في استخدام الذكاء االصطناعي خالل منتدى‬
‫االعالم العربي دبي ‪http://wam.ae/ar/details/1395302679459‬‬
‫‪ -- 45‬دالل العكيلي ‪ :‬الذكاء االصطناعي ومستقبل الصحافة ‪ ،‬مركز النبأ الوثائقي للخدمات الوثائقية والمعلوماتية‬
‫على الموقع ‪https://m.annabaa.org‬‬
‫‪ - 46‬محمد عبد الظاهر ‪ :‬كيف تُغير صحافة الذكاء االصطناعي العالم؟ مقال منشور على الرابط‬
‫‪https://www.masaadernews.com/article/26580‬‬
‫‪ - 47‬خالد بن الشريف ‪ :‬كيف سيكون تأثير الذكاء االصطناعي على الصحافة بعد ‪ 10‬سنوات؟‪ 24‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫على رابط الموقع ‪www.ultrasawt.com‬‬

‫‪209‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2020‬م‪ُ ، ،‬جمادى األولى ‪ 1442‬هـ‬

You might also like