Professional Documents
Culture Documents
قدي ًما ،قال ع دد من العلم اء أمث ال أبراه ام أوريلي وس (س نة )1596وثي ودور كريس توف ليلينث ال (س نة )1756
وألكسندر فون هومبولت( سنتي 1801و )1845وأنطونيو سنيدر-بيليغريني) سنة ( 1858وغيرهم آخرين بأن
شكل القارات على جانبي المحيط األطلسي( باألخص أفريقيا وأمريكا الجنوبي ة) تب دو كم ا ل و ك انوا متطابق ة وق د
وصفت جاكلين كيوس أفكار أوريليوس قائلةً
افترض أبراهام أوريليوس في كتابه ( ( Thesaurus Geographicusأن "األمريكتين انفص لتا عن أوروب ا
وأفريقيا ...عن طريق زالزل وفيضانات" ثم قال بأن " :نواتج االنفصال توضح نفسها ،إذا نظر الم رء بعناي ة في
خريطة العالم ،وقارن بين سواحل تلك القارات)
ً
في سنة 1889م ،كتب ألف رد راس ل واالس ق ائال ( :في الس ابق ،ك ان هن اك اعتق اد ع ام ش ائع ،ح تى بين علم اء
الجيولوجيا ،أن الشكل العامة لسطح األرض تعرّض لتحوالت مستمرة ،وأن ه خالل ال زمن الجيول وجي المع روف
تب ّدلت مواقع القارات والمحيطات العظمى مرارًا وتكرارًا مع بعضها البعض) .واقتبس قول تشارلز اليلب أن( :على
الرغم من أن القارات بقيت كما هي عبر الحقب الجيولوجية ،إال أنها تغيّرت مواقعها تما ًما عبر ال زمن) .وفي س نة
1863م ،عارض جيمس دانا في كتابه ( دليل الجيولوجيا ) تلك الفكرة قائالً بأن( :القارات والمحيطات قد ح افظت
على حدودها وهيئاتها منذ العصور السحيقة ،والذي أمكن إثبات ه من خالل دراس ة موق ع أمريك ا الش مالية وتوزي ع
قيعان البحار في العصر السيلوري - باألخص خالل حقبة بوتس دام -وربم ا يمكن إثبات ه بتط بيق تل ك الحال ة على
القارات األخرى أيضًا ).ك ان ل دانا نف و ًذا ه ائالً في أمريك ا -وال زال كتاب ه (دلي ل المع ادن) يُطب ع في إص دارات
منقحة -وأصبحت نظريته تلك تُعرف باسم (النظرية الدائمة) .
وجدت تلك النظرية تأييدًا بعد حملة تشالنجر الستكشاف قيع ان البح ار العميق ة بين س نتي 1876-1872م ،وال تي
أظهرت خالفًا لما هو متوقع ،أن الطمي الذي جلبته األنهار إلى المحيط ترسّب تدريجيًا ب القرب من الش واطيء في
ما يعرف اآلن باسم الرصيف القاري ،مما د ّعم نظرية أن مواقع المحيطات أبدية على سطح األرض ،وأن القارات
لم تتبدل مواقعها .
في 6يناير 1912م ،ق ّدم ألفريد فيجنر أمام الجمعية الجيولوجية األلمانية فرضية أن الق ارات ك انت يو ًم ا م ا ق ارة
واحدة عمالقة قبل أن تنقسم وتنجرف إلى مواقعها الحالية ورغم أن فيجنر وضع نظريته باستقاللية وبشمولية أك ثر
مما اقترحه من سبقوه ،إال أنه أرجع فضل ما توصّل له إلى أفكار ع دد من الم ؤلفين ال ذين س بقوه أمث ال ف رانكلين
كوكس وورثي (بين س نتي 1890-1848م) وروبرت و مانتوف اني (بين س نتي 1909-1889م) وويلي ام ه نري
بيكرينغ ( 1907م) وفرانك بورسيلي تايلور ( 1908م) .وفي س نة 1858م ،اف ترض إدوارد س ويس وج ود ق ارة
عمالقة غندوانا ،وكذلك افترض وجود المحيط العمالق بانثاالسا سنة 1893م .وفي سنة 1895م ،ق ّدم جون بيري
ورقة افترض فيها باطن األرض كان سائالً ،واعترض على تقدير لورد كلفن لعمر األرض.
فعلى سبيل المثال ،أدى تشابه التكوينات الجيولوجية للقارات الجنوبية إلى افتراض روبرتو مانتوفاني سنتي 1889
و 1909م أن جميع القارات كانت يو ًما ما مترابطة في قارة عظمى( تُعرف اآلن باسم بانجيا( ،وقد أشار فيجنر في
فرض يته إلى آراء مانتوف اني وخرائط ه عن المواق ع الس ابقة للق ارات الجنوبي ة .ونظ رًا ،للنش اط البركانيالن اتج
عن التمدد الحراري ،انقسمت تلك القارة وانجرفت القارات الجديدة مبتعدة عن بعضها البعض بس بب تم ّدد من اطق
االنفصال ،التي تُش ّكل المحيطات اآلن .أدى ذلك إلى افتراض مانتوفاني نظرية تمدد األرض ال تي لم يثبُت ص حتها
منذ ذلك الحين
وفي سنة 1908م ،افترض فرانك بورسيلي تايلور في ورقته التي نشرها سنة 1910م ،أن القارات تنج رف دون
أن يكون هناك تمدد لألرض ،قائالً بأن آلية ذلك ك انت من خالل انج ذاب الق ارات نحوخ ط االس تواء عن دما زادت
جاذبية القمر خالل العصر الكريتاسي ،وبالتالي تكونت جبال الهيمااليا وجبال األلب .وقد قال فيجنر أن جمي ع تل ك
النظريات ،وتتشابه إلى حد بعيد مع نظريته
كان فيجنر أول من استخدم عبارة (االنجراف القاري)( سنتي 1915 ،1912م) التي ترجمت إلى اإلنجليزية س نة
1922م ،حين نشر رسميًا الفرضية القائلة بأن القارات "انجرفت" بطريق ة أو ب أخرى عن بعض ها البعض .وعلى
الرغم من تقديمه الكثير من األدلة على االنجراف القاري ،إال أنه لم يتمكن من تقديم تفسير مقنع للعمليات الفيزيائية
ال تي ق د تك ون تس ببت في ه ذا االنج راف .ف اقترح أن الق ارات ابتع دت عن بعض ها البعض من خالل ق وة ط رد
2
مركزية ناتج ة عن دوران األرض أو من خالل الحرك ة البدارية الفلكي ة ،وه و م ا تم رفض ه بع د أن أظه رت
الحسابات أن تلك القوة ليست كافية لح دوث ذل ك وفي س نة 1920م ،درس ب ول س وفوس إبش تاين فرض ية الق وة
الطاردة المركزية الناتجة عن دوران األرض ،ووجد أنها أيضًا غير مقبولة.
الصفائح التكتونية أو تكتونيات الصفائح
هي نظري ة علمية تص ف الحرك ات الك برى لغالف األرض الص خري .اعتم د ه ذا النم وذج النظ ري على
مفه وم نظري ة االنج راف الق اري ال تي طُ رحت في العق ود األولى من الق رن العش رين ،وقبله ا مجتم ع عل وم
األرض بعد طرح مفاهيم تمدد قاع البحر في نهاية خمسينيات وبداية ستينيات القرن العشرين.
انقسم غالف األرض الصخري إلى عدد من الصفائح التكتوني ة .ففي األرض ،هن اك س بع أو ثم ان ص فائح ك برى
(يتوق ف ع ددها على كيفي ة تعري ف الص فيحة الك برى) إض افة إلى العدي د من الص فائح الص غرى .وعن دما تلتقي
الص فائح ،ف إن حركته ا النس بية تح دد ن وع الح دود م ا إذا ك انت تقاربية أو تباعدية أو متحولة.
تح دث ال زالزل وال براكين وتتش كل الجب ال والخن ادق المحيطية على ح دود الص فائح التكتوني ة .ت تراوح الحرك ة
الجانبية النسبية للصفائح عادة من صفر إلى 10سم سنويًا
ً
تتكون الصفائح التكتونية من غالف ص خري محيطي وغالف ص خري ق اري أك ثر س مكا ،يعل و ك ل منهم ا قش رة
أرضية خاصة بكليهما .على طول الحدود التقاربية ،تغطس الصفائح إلى ال دثار؛ وتع وض الم ادة المفق ودة بتك وين
قشرة محيطية جديدة عند الحدود التباعدية الناتجة عن تمدد قاع البحر .وبهذه الطريقة ،تبقى مساحة الكرة األرضية
الكلية ثابتة .وبذلك تشبه آلية تلك النظرية مبدأ عمل السير الناقل .في حين ،افترضت بعض النظريات القديمة (التي
ال زال لها بعض األنصار) التقلص التدريجي (االنكماش) أو التمدد التدريجي للعالم
للصفائح التكتونية قدرة على التحرك ألن الغالف الصخري لألرض أقوى من الغالف الموري ال ذي يرتك ز علي ه،
كما أن كثافة الدثار تتغير نتيجة تيارات حمل .ويعتقد أن حركة الصفائح ترجع إلى عدة عوام ل وهي حرك ة قيع ان
البح ار بعي دًا عن الرص يف الق اري نتيج ة التغ ير في طبوغرافيا وكثاف ة القش رة األرض ية الن اتجين عن تغ يرات
قوى الجاذبي ة األرض ية والمقاوم ة المائية والش فط أس فل من اطق االندس اس .ثم ة تفس ير مختل ف ،يكمن في الق وى
المختلفة التي تنتج عن دوران الكرة األرضية وقوى المد والجزر للشمس والقمر ،إال أن دور كل من تل ك العوام ل
غير واضح ،وال يزال موضوع نقاش.
جيولوجيًا ،تنقسم الطبقات الخارجية لألرض إلى غالف ص خري وغالف م وري ،بحس ب التغ يرات في الخ واص
الميكانيكية وطريقة انتقال الحرارة .وميكانيكيًا ،فإن الغالف الصخري أكثر برودة وصالبة ،بينم ا الغالف الم وري
أك ثر س خونة وحركت ه أس هل .ومن حيث انتق ال الح رارة ،يفق د الغالف الص خري الح رارة عن طري ق التوص يل
الح راري ،في حين ينق ل الغالف الم وري الح رارة من خاللتي ارات الحمل بمع دل انح دار ح راري ث ابت تقريبً ا.
ويختلف هذا التقسيم عن التقسيم الكيميائي لطبقات األرض الذي يقسّم األرض إلى دثار وقشرة أرضية.
قس م إلى ص فائح تكتوني ة منفص لة المبدأ األساسي لنظرية تكتوني ات الص فائح ،مب ني على أن الغالف الص خري ُم ّ
ومتميزة عن بعضها البعض ،تعلو الغالف الموري الذي يبدو كما لو كان سائالً (طبقة صلبة ذات مرونة لزوجية (
ت تراوح حرك ة الص فائح س نويًا بين 40–10مم/س نة (كم ا في أع راف منتص ف األطلنطي ال تي تتح رك بس رعة
نمو األظافر) إلى نحو 160مم/سنة (كما في صفيحة نازكاالتي تتحرك بسرعة نمو الشعر)
تتكون صفائح الغالف الصخري التكتونية من دثار صخري يعل وه ن وع أو كال ن وعين من الم ادة القش رية ،وال تي
هي إم ا قش رة محيطية( ق دي ًما ك انت تس مى س يما وتتك ون من الس يليكون والماغنس يوم أو قش رة قارية ص خور
الس يال ال تي تتك ون من الس يليكون واأللوم نيوم) .متوس ط س مك الغالف الص خري المحيطي ع ادة 100كـم (
62ميل) وتوقف سمكها على عمر تلك الطبقة ،فكلما مر الزمن ،فإنها تبرد وتصبح أكثر سم ًكا .ونظرًا ألنها تتكون
عند أعراف منتصف المحيطات ومنها تنتشر ،لذا فإن سمكها يتدرج كلما اقتربنا من أعراف منتصف المحي ط ال تي
بدأت تتكون من عندها .وعادة ما تتح رك طبق ة الغالف الص خري المحيطي قب ل أن تن دس ،وي تراوح س مكها بين
حوالي 6كـم ( 4ميل) عند أعراف منتصف المحيط إلى أكثر من 100كـم ( 62مي ل) عن د من اطق االندس اس أم ا
الغالف الصخري القاري فيكون سمكه عادة نحو 200كم ،وإن كانت أيضًا تتغير بين األح واض وسالس ل الجب ال
والبقع الداخلية المستقرة في القارات .ويختلف أيضًا نوعي القش رة األرض ية في الس مك ،فالقاري ة أك ثر س م ًكا من
المحيطية ( 35كم مقابل 6كم)
3
يع رف مك ان التق اء ص فيحتان باس م ح د الص فيحة ،وع ادة م ا تك ون ح دود الص فائح مرتبط ة ببعض الظ واهر
الجيولوجية كالزالزل ونشأة بعض المالمح الطبوغرافية كالجبال والبراكين وأعراف منتصف المحيطات والخنادق
المحيطية .معظم براكين العالم النشطة تنش أ على ح دود الص فائح ،ومنه ا منطق ة الح زام الن اري ال تي تع د األش هر
واألكثر نشاطًا .بعض البراكين تحدث داخل الصفائح ،وتكون سبب التشوهات الداخلية للصفائح
من الممكن أن تحتوي الصفائح التكتونية على قشرة قارية أو محيطية ،ومعظمه ا يحت وي على كليهم ا .فعلى س بيل
المث ال ،الص فيحة األفريقية تش مل ق ارة أفريقيا وأج زاء من أرض يتي المحي ط األطلسيوالمحيط الهن دي .ويمكن
التفريق بين القشرة المحيطي ة والقش رة القاري ة وفقً ا لطريق ة تش كلهما ،فالقش رة المحيطي ة تتك ون في ق اع البح ار
وتنتشر من منتصفها ،بينما تنش أ القش رة القاري ة من خالل األق واس البركانية ونمو التض اريس من خالل عملي ات
تكتونية .والقشرة المحيطية هي أكثر كثافة من القشرة المحيطة نظرًا الختالفهما في ال تركيب حيث تحت وي القش رة
المحيطية على سيليكون أقل وعناصر ثقيلة أكثر معادن قاتمة من القشرة القارية ونتيجة لهذا التقسيم بحسب الكثافة،
فالقشرة المحيطية تقع عامةً تحت سطح البحر مثل معظم صفيحة المحيط الهادي بينما تعل و القش رة القاري ة لتس تقر
فوق مستوى سطح البحر.
أسباب حركة الصفائح التكتونية
يرى العلماء أن تيارات الحمل الدورانية هي مص در الق وى ال تي تعتم د علي ه نظري ة الص فائح التكتوني ة ال تي في
تفس يرها لحرك ة الق ارات ونموه ا وتك وين الجب ال وأح واض الترس يب ,حيث تنش أ تي ارات حم ل في
منطقة األثينوسفير المرنة نتيجة حدوث تغير في درجة الحرارة في ب اطن األرض ,مم ا ي ؤدي إلى وج ود تي ارات
حمل دورانية على شكل خاليا دائرية ون الجزر البركانية التي تقع في وسط األلواح المحيطية ال تي تعت بر من اطق
خالية نس بيا من النش اط التكت وني ,وذل ك ألنه ا تق ع ف وق بق ع س اخنة في المن اطق العلي ا من لب األرض ,وتعم ل
الح رارة الص اعدة من ه ذه النقط ة وب ذلك تن دفع الم ادة المنص هرة إلى الس طح مكون ة ج زرا بركاني ة مث ل
جزر هاواي التي تقع في وسط المحيط الهادي.
فسرت هذه النظرية ما سبقها من نظريات وخصوصا ما يتعلق بالدورة الصخرية وتوازن القشرة األرضية.
4