Professional Documents
Culture Documents
أيها العقل
أيها العقل
إن احتماالت ثورة المغامر ضد الحاكم الفاضل أقوى من احتماالت ثورته ضد الحاكم الشرير.
إننا قد نجرؤ على اصطياد الحيوان الفاضل أكثر من جرأتنا على اصطياد الحيوان المفترس.
*
*
طا من
الب ْرص ،لكانت اإلصابة بهذا الداء شر ً بالب َرصُ ،ب ِع َ
ث إلى قوم من ُ مصابا َ
ً نبي
لو كان ٌّ
شروط اإليمان باهلل!
*
إن المؤمنين باهلل وباألديان يصنعون ما قاله نهرو عن الهنود" :إنهم يعبدون البقر وال يفعلون له
ما يجب .ولو أنهم أعطوا البقر ما يريد ولم يعبدوها لكان احترامهم لها أفضل".
*
*
إن الدعاء والصالة هلل اتهام له .إنك ،إذا دعوت اهلل ،فقد طلبت منه أن يكون أو ال يكون .إنك
ٍ
حينئذ أن يغيِّر سلوكه ومنطقه وانفعاالته .إنك ،إذا صليت هلل ،فقد رشوتَه لتؤثر في تطلب منه
* مختارات من كتاب أيها العقل من رآك؟ للكاتب والمفكر السعودي عبد اهلل القصيميُ ،عنِ َي باختيارها وترتيبها نزار
(المحرر)
ِّ محمد شديد.
أخالقه ليفعل لك طبق هواك .فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات اهلل ،أن
يصوغوا سلوكه.
*
*
إن الشيخ الذي يمأل لسانه باهلل وتسبيحاته ،ويمأل تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه ،ثم يمأل
أي زنديق في هذا
أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة األقوياء ،لهو أكفر من ِّ
العالم.
*
*
*
إننا نحب حياتنا وأنفسنا بقدر ما نستطيع ،ال بقدر ما نعرف .إننا لم نعرف شيًئا.
*
إنه ال يوجد منطق في أن نخلق المرض لكي نتعالج منه ،أن نسقط في البئر لكي نناضل للخروج
منها .وليست حياة اإلنسان ،في ِّ
كل أساليبها ومستوياتها ،سوى سقوط في البئر ثم محاولة
الخروج منها.
*
إن اإلنسان هو وحده الذي تحدث عن اآللهة ودعا إلى اإليمان بها.
*
اإلنسان لكي يعبده ويطيعه .ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك أنه لن يعبده ولن
َ لقد خلق اإللهُ
يطيعه .فهل كانت رغبته في عبادة اإلنسان له غير ناضجة ،أم كانت خطته لتحقيق رغبته غير
كافية؟
*
*
إن المطلوب عند المتديِّنين هو المحافظة على رجعية التفكير ،ال على نظافة السلوك.
*
إن افتراض أن العقائد القوية هي التي تصنع األعمال الكبيرة غير صحيح .إن حوافز اإلنسان ،ال
عقائده ،هي التي تصوغ َّ
كل نشاطاته.
*
*
خروجا على التعاليم هم أقوى َمن وضعوا التعاليم .إن أفسق الحكام والمعلِّمين هم
ً أكثر الناس
أقوى الناس دعوةً إلى األديان واألخالق.
*
لو كانت الفكرة تعني التقيُّد بها لما ابتكر الناس األديان والمواعظ واألخالق المكتوبة.
*
مؤمن واحد.
ٌ لو كان اإليمان ُم ِلز ًما لكان مستحيالً أن يوجد في التاريخ كلِّه
*
*
*
أنت تتكلم ،إذن أنت تحاول أن تقول غير ما تقول ،أن تقول غير نفسك ،غير األشياء التي تتحدث
عنها.
*
*
*
*
اقتناعا أو
ً احتراما أو
ً الناس ال يرحِّبون بالداعية ويتبعونه ،وال يؤمنون بالنبي ويرون معجزاته،
احتجاجا وبحثًا عن صارخ متألِّم ليصرخوا وراءه ،ليصرخ لهم وعنهم ،ليصرخوا به. ً رحمة ،بل
*
*
إن الفرق بين الشيء ونقيضه يساوي الفرق بين رغبتنا فيه ورغبتنا عنه.
*
*
إننا ال نعادي المخالفين لنا ألنهم ضد الفضيلة أو ضد اإليمان والحق ،ولكن ألنهم ضدنا .إنهم
مخطئون ألن إرادتهم ومصالحهم تُ ِ
ناقض مصالحنا وإ رادتنا.
*
*
إن الخالف بين الشعوب واألفراد ليس على المذهب والتفكير ،ولكن على الكينونة واإلرادة.
*
*
كم هو غير منطقي أن يكون المخلوق أعظم من الخالق ،ثم ال يستطيع هذا المخلوق الكبير أن
يغيِّر خالقه الصغير!
*
*
لقد كانت عبقرية اإلنسان أن يخلق األشياء على نموذج نقائصه ،ال أن يخلق نفسه على نموذج
نظرية مثالية ليصبح بال نقائص ،ليصبح شيًئا فوق نفسه.
*
ما أعظم الفرق وما أطول المسافة بين أخالق البشر النظرية وأخالقهم السلوكية والنفسية!
*
*
إن النظرية هي تحويل الواقع إلى صورة فكرية .وال يمكن تحويل النظرية إلى صورة مادية.
*
إن البشر ال يصنعون انفعاالتهم؛ إذن هم ال يصنعون أخالقهم ،ألن األخالق ليست سوى انفعاالت
حولناها إلى تعبيرات أخالقية.
قد َّ
*
نوعا من
نوعا من السلوك ،ال ً إن َّ
كل تربية البشر األخالقية واالجتماعية الصالحة تعني تعليمهم ً
الشعور و الحب ،ألن الشعور والحب ال ُيعلَّمان.
*
*
إن الفرق بين الفاضل والرديء هو اختالفهما في تالؤمهما مع األشياء الختالف المستويات
والظروف التي تواجههما والتي يعيشان فيها.
*
إن الفضيلة هي أن يتوافق اإلنسان مع الطبيعة – ال أن يتجنبها أو يخافها أو يعجز عنها أو
يحرمها أو يعبدها.
ِّ
*
*
إن الحياة حركة ،ال تشريع .إنها ال تُتَعلَّم ،بل تخرق التعاليم .أما اإلنسان فهو آلة وحافز.
*
*
*
*
*
عمن
كيف يستوعب العقل البشري أن اآللهة تغضب على الذين يضحكون ويفرحون وترضى َّ
يحزنون ويبكون؟!
*
حولوه إلى معبد .لقد ابتكروا خصاءأهل األديان يريدون تحويل التاريخ كلِّه إلى مبكى بعد أن َّ
كل طموح إلى الحرية والتمرد واالستقالل والمقاومة ،ليفقدوا حوافز المجد الرجال ليفقدوهم َّ
والغضب للكرامة عند فقدانهم الرغبة الجنسية.
*
إن الشهوات هي التي تغيِّر األفكار وهي التي تخلقها .عواطفنا هي التي تحكم عواطفنا ،وشهواتنا
هي التي تحمينا من شهواتنا.
*
طها.
عندما نشعر بفقدان الحماس لشهواتنا تفقد عقولُنا كذلك نشا َ
*
إن الفضيلة ليست شيًئا غير الشهوة .إن محاولة الحصول على الفضائل بإضعاف الشهوات
كمحاولة الحصول على الشيء بإعدامه ،كمحاولة تقوية الرؤيا بفقء العين.
*
إن اهلل لم يخلق هذه الدنيا وهذا الكون إال بحثًا عن السعادة لنفسه.
*
االستقامة واألخالق نوع من الفن ،شهوة وقدرة وإ رادة وموهبة وذكاء وظروف تتلقى ذلك
نبوة.
تلونه بال قداسة أو َّ
وتتعامل معهِّ ،
*
األخالق معركة ينتصر فيها أقوى األسلحة الضاربة .والمعارك إنما تصنعها وتفصل فيها
الشهوات .فاألخالق شهوات تالءمت مع ظروفها.
*
*
إن الذين ال يجيدون االبتسام قد ينتهون إلى تشريع البكاء والدعوة إليه كعبادة.
*
إن صفات آلهة اإلنسان موجودة في ذات اإلنسان ،ال في ذات اآللهة.
*
*
ٍ
معاص ،معتمدين على التوبة في آخر ما أكثر المؤمنين الذين يرتكبون جميع ما يستطيعون من
المطاف ،أو معتمدين على سعة المغفرة.
*
إن أية عقيدة لها تأثير على سلوكنا بقدر ما تستجيب لشهواتنا.
*
*
*
*
*
*
شعوبا أنهكها البحث عن الفضيلة! جربي البحث عن الرذيلة – فقد تجدين بها ما تفتقدين من
ً يا
فضائل.
*
غيرنا كافرين – يفعلون هم الشهوات والعبقرية
إن اهلل ال يريد أن نكون وحدنا مؤمنين ،ويكون ُ
المحرمة واإلبداع والحياة ،ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ يفعلون هم الحضارة،
َّ
ونفعل نحن المواعظ واألنبياء.
*
*
*
اتبعت َّ
الحق واحترمتُه فليس ألني فاضل ،وإ ذا اتبعت الباطل فليس ألني شرير ،ولكن ألني في ُ إذا
دائما.
الحالتين إنسان .إني أفعل ذاتي ً
*
*
*
*
*
الذين يفعلون الصواب ال يفعلونه ألنهم يحترمون المنطق .كذلك الذين يفعلون الخطأ ،ال يفعلونه
فقدا لمنطق .إنها قدرة أو
ألنهم يحترمون المنطق .ليست الحضارة أو األخالق أو فقدها منطقًا أو ً
إبداعا وحضارة وأخالقًا هم أعظمهم منطقًا.
ً فقد للقدرة .ليس أعظم الناس
*
حينما نشتبك في مناقشات ومبارزات جدلية ال نستعمل في الحقيقة عقولنا ،وإ نما نستعمل أعصابنا
وتوتراتنا – أيدينا من بعيد .إن من يقاتل بعقله إنما هو يقاتل بيديه اللتين أخفاهما وراء كلماته.
*
إنك ،إذا استعملت منطقك ضد إنسان ،فأنت تريد أن تقتله أو تسبَّه أو تهزمه ،ولست تريد أن
تعلِّمه .إنك حينذاك شاتم ،ال معلِّم.
*
إن اإلنسان ال يفكر أو يناقش ليخلق حالة ،بل ليشرح حالته .إننا ال نستمع إلى من يفكر أو يناقش
لنتعلم منه أو لنفحص عما نسمع ،ولكن لندافع عن حالة نحياها أو نتمناها أو نريدها.
*
أنا أفكر ألني أحيا ،وال أحيا ألني أفكر .أفكارنا دائما تعبير عنا ،ولسنا تعبيرا عنهاُّ .
كل جهاز ً ً
يصنع عملَه ،وال يصنعه عملُه.
*
ُّ
كل شيء يمكن أن يؤدي عمله بما يمكن أن يسمى غريزة األشياء.
*
بعثوا إلى الناس والوحي لم ينزل عليهم ألنهم أفضل من الكائنات األخرى ،بل
إن األنبياء لم ُي َ
ألنهم أجرأ وأقدر على ِّ
االدعاء والكذب باسم الكائنات البعيدة الصامتة.
*
احتقارا للعالم ولما فيه من آلهة وعظماء وشهوات ال يقل ،في استمساكه بالحياة
ً إن أشد الفالسفة
إيمانا بحكمة الكون وثقة بأربابه الذين صنعوه
وقبوله للهوان فيها ،عن أبسط الناس وأقواهم ً
ووضعوا فيه جميع أسرارهم وذكائهم ورحمتهم.
*
مبر ُره.
وجود الشيء ِّ
َ مبرر ،حتى وال من نفسه .إن
وجوده ،ال يحتاج إلى ِّ
َ إن الشيء ،لكي يعيش
*
*
*
إن اختالف الناس في اآلراء والمعتقدات ال يعني اختالفهم في تفسيرهم للكون ،وإ نما يعني
اختالفهم في تفسير أنفسهم.
*
القانون العلمي
ُ كل شيء في الوجود خاضع للوحة قانونية تحتوي على ِّ
كل أجزائه ،كما يحتوي
نفسه.
الشيء َ
ُ والرياضي أجزاء هذا القانون كلَّها ،أي كما يحتوي
*
إنه غير ممكن أن توجد القوانين الموجدة للشيء ثم ال يوجد ذلك الشيء.
*
القوانين العلمية ليست سوى قوانين كونية صيغت في كلمات – أي أن قوانين الكون ومنطقه قد
تحولت إلى منطق إنساني.
*
العالم كلُّه وجميع أنواع المعرفة مأخوذة من الكون ،لكن الكون ليس مأخو ًذا من شيء .نحن على
مقاس الكون ،والكون ليس على مقاس أحد.
*
وجود أول ليس له أول .واألول بال أول ليس مأخو ًذا من شيء ،وال يمكن أن يكون
ٌ إنه محتوم
علميًّا أو أخالقيًّا.
*
ال فرق بين صنع قلم وصنع كوكب ُيطلَق ليسير بين المجموعات الكونية الهائلة ،حيث إن كليهما
خاضع لقوانين محتومة.
*
إن معنى الوحدة القانونية معنى كبير .إن معرفة قوانين إحدى وحدات هذا الكون والسيطرة عليها
تعطي الفكرة نفسها عن سائر الوحدات األخرى المماثلة.
*
إن وظيفة المنطق اإلنساني أن يتتبَّع القوانين الكونية ليصيِّرها إلى قوانين علمية ومقدمات لنتائج.
*
*
إن جميع المفكرين المؤمنين يرون أن الفكرة التي يجدونها مبثوثة في هذا الوجود هي أعظم
البراهين؛ هي وحدها البرهان الدال على وجود الخالق المفكر المدبر لخلقه بالفكر والمنطق
األزلي .إنهم يرون أن الكون ُو ِج َد وانتظم وبقي بالفكرة ،وبها يبقى .وهم بذلك يعتقدون أن الفكرة
سابقة الوجود ألن الوجود قد كان بها ،ولم تكن هي به .إذن محتوم أن الفكر أبو الوجود .فال
محرم عليه.
شيء إذن فوقه وال شيء َّ
*
نحن ال نستطيع أن نفكر أو نضع قوانين منطقية من غير وجود مادي نأخذ منه منطقنا وأفكارنا
ونعكسها عليه ونحسبها به .فالمنطق والتفكير هما حركة المادة ،هما حساب هذه الحركة .بل ال
وجود لمنطق وال تفكير ،وإ نما توجد مادة لها خصائص .إن إحساسنا بهذه الخصائص المادية هو
قصدا مدب ًِّرا.
ما نسميه منطقًا أو فكرة أو ً
*
*
عرف بالمنطق.
عرف بالحقيقة ،لكن الحقيقة ال تُ َ
المنطق ُي َ
*
منطق اإلنسان هو منطق اإلرادة كما ينبغي .أما منطق الكون فهو منطق الشيء كما هو.
*
ليس من شيء فوق العقل .التفكير هو انعكاس الكون على اإلنسان .الشيء الذي نشعر نحوه ال َّ
بد
أن نفكر نحوه .الفكر حركة ،وال شيء ال يتحرك في هذا الكون – حتى لو أردنا نحن ذلك.
*
ٍ
وماله ،وإ لى غناء وصلوات. الطاقة النفسية هي التي تتحول إلى آلهة وشياطين ،وإ لى معابد
*
*
*
إننا ال نجد حتى اليوم ذلك الذي جرؤ على االستمساك برأيه أو موقفه إذا كان يعيش فيه احتمال
موت أو عذاب.
*
*
اختراعا.
ً ليس البطل هو الذي يدخل معارك ال نهاية لها مع الخصوم ،وليس من يخترع الخصوم
البطل هو الذي يكسب الحياة والحرية لإلنسان .وإ ذا استطاع ذلك ،بال خصوم وال خصومة ،كان
هذا هو النصر الذي تهتف له النجوم.
*
البطولة تصدر عن عقل متفوق آمن بأفكار متفوقة؛ وليس في الوجود كلِّه قوة أقوى من قوة
الفكرة العظيمة.
*
اقتحام األلم نوع من التفكير الصعب .وضخامة المغامرة ليست مفصولة عن قيمة الهدف.
*
إن قوة المواقف قد تكون مأخوذة من قوة الحياة ،ال من قوة األفكار؛ وقوة األفكار مأخوذة من قوة
الحياة وليس العكس.
*
األمم الكبيرة بأفكارها تجيء كبيرة بأخالقها .فلذة األلم في سبيل الفكرة الكبيرة أكبر من األلم
نفسه.
*
*
*
جدا ،ال ُن ِ
شرك كبيرا ً
واحداً ،
نحن نفاخر أهل األرض في أننا وحدنا الموحِّدون الذين يعبدون إلهًا ً
أحدا .ولكن ما أكثر األصنام التي نعبد ،ما أكثر أصنامنا!
به ً
*
ليس الذي يصلِّي للشمس أو الوثن أو األحجار أو الحيوانات أعظم ِشر ًكا من الذي يصلِّي فكره
عنا ًّ
جدا. واعتقاده ونظامه ألحد الموتى البعيدين َّ
*
الشهوة المتفجرة هي أمضى أسلحة الحياة؛ واإلنسان الشهواني يفعل الحياة أكثر مما يفعلها خامل
مبصرا ،يصبح ٍ
حينئذ يصبح الشهوات .لكن هذا السالح أعمى؛ وهو حيوان حتى يحكمه العقل.
ً
مبصرا.
ً إنسانا
*
ال توجد عقائد لو لم توجد عواطف؛ ولكن العواطف توجد بدون عقائد.
*
أمراضنا وآالمنا النفسية محتوم أن تتحول إلى قادة ودعاة وأنبياء .إن المصحَّات العقلية والنفسية
هي أحفل المواطن بالملهَمين واإلنسانيين – وأقرب الطرق إلى السماء.
*
صدقُه قد ُعِل َم بالعقل ،فالعقل إذن صادق الحكم في رأي الدين ،وله ،إذن ،أن يحكم
الدين ،إن كان ِ
عليه في ِّ
كل األوقات ،ألنه هو شاهده .ولو شككنا ،مع هذا االفتراض ،في العقل لكان هذا تشكي ًكا
في الدين نفسه على ما سبق.
*
إن الذي يعرف اهلل ووجوده بعقله يجب أن يعرف بعقله َّ
كل شيء.
*
*
الناس يجدون أديانهم كما يجدون أوطانهم وأرضهم وبيوتهم وآباءهم؛ يجدونها فقط وال يبحثون
عنها أو يؤمنون بها أو يفهمونها أو يختارونها.
*
الناس في زماننا يعتقدون ،ثم ال يفكرون ،أو يفكرون فيما يجعلهم ال يفكرون.
*
َّدت
لتداخلت وتوح ْ
ْ وتناقصت ،أو
ْ الخالفات فيما بينها
ُ لو كانت األديان خاضعة لحكم العقل لضاقت
كلُّها في دين واحد كالذي حدث في الموضوعات الصناعية والعلمية التي ابتكرها العقل؛ أو
لوجدنا المؤمن يخرج من دين إلى دين بالسعة والسهولة التي ينتقل بها من فكر إلى فكر ،من
موضع إلى موضع.
*
األديان ال تنتصر إال في المعارك التي تتجنبها .فهي ال تحارب بالعقل وال تحارب العقل ،أي ال
تدخل مع العقل في معارك حرة – ولهذا ظلت منتصرة!
*
*
*
*
العقل يتغيَّر ألنه شيء قوي .فالشيء القوي ال يثبت على حال .والقوي أكثر تغي ًُّرا من الضعيف
وغير الشيء .غير الموجود هو الدائم الثبات ،ألنه الشيء.
*
تناقُض العقل ليس ضعفًا فيه ،لكنه يعني أنه يعمل في عدة ميادين وينظر إلى ِّ
كل الجهات .والعقل
هو الذي يدرك تناقض العقل .فالتناقض وإ دراك التناقض أسلوبان عقليان .وهو يدرك سخف
ومنقودا ،هو ُّ
كل المعرفة. ً ناقدا
العقل وهزائمه .العقلً ،
*
دواما من الحقيقة.
الخرافة تدعو إلى الدوام؛ والخرافة أكثر ً
*
*
*
*
ويصلَّى ُّ
ويصلون لها ،إنما تفعل الواجب والحق .إذن لماذا تُدعى ُ
اآللهة ال تستجيب لمن يدعونها ُ
لها؟ وهل ُيدعى النهر ويصلَّى له ليفعل ما هو فاعل؟!
*
*
شر ًّ
جدا من الذي يفعله وهو الشر ،وهو غير محتاج إليه ويستطيع أن ال يفعلهٌّ ،
إن الذي يصنع َّ
محتاج إليه وعاجز أن ال يفعله.
*
الخروج على المثالية؟!
َ فرض المثالية ،كيف تكون حكمتُه
َ الذي تكون شريعتُه
*
ب اإللهُ على فعل أشياء هو يفعلها – مع أن الناس يفعلونها بالشهوة والضرورة ،وهو ِ
كيف يعاق ُ
يفعلها بال شهوة وال ضرورة؟!
*
*
طلبت أن يكون اآلخرون منطقيين كنت تعني أن يكونوا متالئمين معك ،متَّبعين لك ،مسلِّمين
َ إذا
ومن وقف عند منطقه بعناد وقف عند ذاته بعناد.
برأيكَ .
*
الذين ال يخضعون للمنطق هم الذين يصنعون المنطق .أما الذين يخضعون للمنطق فسيظلون بال
كل منطق.سيحرم عليهم َّ
ِّ منطق ،ألن المنطق الذي يخضعون له
*
*
*
جدا يستطيع أن يكون فاضالً ًّ
جدا ،وذلك بأن يبالغ في الثناء على اهلل وعلى األمجاد إن الشرير ًّ
القومية التاريخية الخالدة ،بينما يحتقرها في سلوكه ِّ
بكل أساليب االحتقار.
*
وجوده؟!
َ ينكر
شرك به ويغفر ما دون ذلك" – إذن كيف يغفر لمن ُ
"إن اهلل ال يغفر أن ُي َ
*
أليس الملحدون الذين يعيش على عبقريتهم المؤمنون أعظم فضيلة وتديًُّنا من المؤمنين الذين
دائما على ذكاء غيرهم وقوتهم؟
يعيشون ً
*
*
دائما جند مخلصون للطغاة والمستغلين .والجماهير هي ،كما تُح َكم بالجيش
العقائد القوية هي ً
أيضا بالخرافة القوية.
القوي ،تُح َكم ً
*
دائما ما يرضي الناس .ولكن ما أسهل أن تعتقد أو تقول ما يرضيهم! إنه لصعب ًّ
جدا أن تفعل ً
*
أي داعية أو حاكم أو زعيم عرفه العالم بأنه أعظم من رفع راية الدعوة إلى الدين والفضيلة،
إن َّ
لو حوكم بنصوص ذلك الدين وبتلك الفضيلة أو بروحها ،لكان اإلعدام جزاءه المتواضع.
*
ُّ
كل الذين يؤمنون باهلل يؤمنون به كميت ،كمصلوب.
*
قبورا لآللهة. ِّ
ليست المعابد الكثيرة ،في كل مكان وعصر ،إال ً
*
وهل عزاء اآللهة أن يذهب عصاتُها إلى مقابرها لكي يبلِّلوها بالدموع الكاذبة؟!
*
*
نحن نعتقد ألننا عصاة؛ نحاول تحقيق معاصينا تحت شعار مقبول ،ال ألننا أتقياء.
*
المتحرر المنحل.
ِّ الرجعي المستقيم على
َّ إنني ِّ
أفضل
*
*
جميع الكائنات المعروفة لنا – عدا اإلنسان – تعيش بالحقيقة – واإلنسان وحده تقتله الحقيقة؟!
*
*
*
الحديث الشريف ليس إال نقالً للمجتمعات إلى المقابر ،أو نقالً للمقابر إلى المجتمعات ،لكي تعيش
الخوف من التغيير.
َ مواهبها وتتعلم منها
َ فيها
*
ما حكم العقل والمنطق في حديث "الذين يفسرون القرآن بآرائهم إما أن يصيبوا أو يخطئوا؛ فإن
أصابوا فقد أخطئوا ،وإ ن أخطئوا فقد كفروا"؟
*
وثني ألقرب إلى التوافق مع الدين اإلسالمي من األحاديث بعضها مع بعض – بل من
أي دين ٍّ
إن َّ
األحاديث نفسها مع اإلسالم.
*
المشرع ِّ
لكل أنواع العبوديات األخرى. ِّ إن السجود الفكري هو
*
أي إثم في أن يقول رجل صالح أنه سمع سحابتين تتحدثان بحماس وانفعال عن جمال اإلسالم
ُّ
وأنه خير األديان وأن أهله سيحكمون العالم؟!
*
*
واجبا وبين
الحديث تشريع وإ لزام – ومع هذا حرام كتابتُه! هل معقول الجمع بين كون الشيء ً
حراما؟!
ً كون كتابته
*
التديُّن عند العرب قبل اإلسالم يشبه تديُّن اليابانيين اليوم – حيث إن تدينهم نوع من الشعر
نوعا من اآللهة الحاقدة المتقاتلة.
والجمال والفروسية ،وليس ً
*
*
*
*
*
*
ِّ
المحدثون أكثر أخطائهم هي اعتقادهم أن الرسول كان إلهًا. الغلطة الكبرى التي شاد عليها
*
*
*
*
*
*
الضرورة هي أصدق ٍ
هاد لإلنسان؛ إنها هي التي تبدع العقل والقدرة وأخالقهما.
*
ٍ
عندئذ يحاول أن يجد حماية لنفسه ،فيصنع عندما يضعف اإلنسان يقوى خصمه الذي هو الطبيعة.
األرباب واألساطير لئال يكون مكشوفًا أمام خصومه أو أمام نفسه.
*
الحرية هي انعكاس القوة؛ فاألقوياء يتكافئون مع ما حولهم ،فيقابلونه بال خوف وال أوهام.
*
الكذب عمل من أعمال المقاومة السلبية لما في الطبيعة من تناقض وعجز .إن الكذب احتجاج
يعلنه اإلنسان ضد نظامه ووجوده وأربابه التي أثقلته بالتعاليم التي ال يمكن التزامها ألنها ضده
وضد الطبيعة.
*
إن من يكذب كأنما يعلن تكذيبه لآللهة والمعلِّمين الذين قالوا له إنك تستطيع أن تكون فاضالً بدون
أن تكون الطبيعة فاضلة.
*
الصدق والكذب محاولتان للتعبير عن الذات بالتعبير عن اتجاه اإلرادة والمصلحة .إننا ال نحترم
الصدق والكذب وال نحتقرهما ،ولكن نتعامل معهما.
*
إن الصدق بال مصلحة ال يساوي ،عند أعظم قديس ،أكثر مما يساوي الكذب – الكذب الذي ليس
فيه مصلحة.
*
*
*
*
أكثر ما يباع في البشر هو أفضل ما فيهم .وأكثر َمن يباع من البشر هم أعظم َمن فيهم .إن أقوى
إنسان هو أكثر َمن ُيشتَرى وأكثر َمن يبيع ويباع .إن الذي ال ُيباع وال ُيشترى ِمن البشر هو وحده
الميت.
*
إن الذين تعيش أبصارهم في السماء سيرون الشموس والنجوم والمجرات الهائلة .أما الذين
يعيشون في ظالم الكهوف ،مستملئين تصوراتهم بالتهاويل واألشباح وجثث الموتى ،فهي لهم.
*
*
الصدق ضرب من األنانية وليس فضيلة نفسية؛ إنه حاجة من حاجات الصادق ،ال تضحية منه في
سبيل المجتمع .الصدق والكذب صورتان لوجه واحد اختلفت تعبيراته.
*
ال يستغني عن الكذب إال من يستطيع أن يستغني عن الصدق أو يستغني عن الحياة .والذي
خير له.
خير له ،كالذي يكذب إذا اعتبر أن الكذب ٌ
ص ُدق ،إذا اعتقد أن الصدق ٌ
َي ْ
*
*
*
التاريخ هو ذلك الكائن الضخم الوقح الملوث الذي يقبض علينا بقسوة وإ حاطة دون أن يحتاج إلى
أن نراه أو نؤمن به.
*
*
ما أسهل االقتناع بالفكرة التي تجعلنا فضالء أمام أنفسنا وأمام مجتمعاتنا وتجعلنا ،مع ذلك،
موعودين بأفضل الفرص والحظوظ – مع إعفائنا من تكاليف كينونتنا.
*
لقد ظل البشر ،في أكثر عصورهم ،يشترون الكذب بالحرية ،والراحة بالحقيقة – يشترون اإليمان
بالذكاء.
*
*
لو كان البشر ال يتحدثون إال حين يكون الحديث يعني شيًئا أو وسيلة إلى شيء لظلوا أكثر أوقاتهم
صامتين ،ولما و ِج َد ُّ
كل هذا التراث الهائل من الكتب والتعاليم واألديان. ُ
*
*
إن القيمة النفسية للحديث هي في أنه جهاز من أجهزة التصريف النفعاالتنا األليمة التي تتجمع في
داخلنا بسبب هذا التصادم المستمر بين إرادتنا وقدراتنا.
*
إن الحديث عملية صراخ تعبِّر عن الضيق واأللم والعصبية والهياج الجنسي .إن المحروم جنسيًّا
يتحدث أكثر من المرتوي جنسيًّا.
*
*
*
عاما في حوافزه
إنسانا ًّ
إن البشر ،حتى اليوم ،لم يجدوا وسيلةً يجعلون بها اإلنسان العام في عمله ً
وأهدافه ومستوياته.
*
*
إنه ال يوجد من يطيع الشيطان لو عرف أنه شيطان ،وال يوجد من يعصى النبي لو عرف أنه
نبي.
*
إن إلهك العنيف المتوتر هو إرادتك العنيفة المتوترة؛ وإ ن إلهك المتسامح هو إرادتك المتسامحة.
*
الناس يطلبون المعرفة والحق يوم يريدونهما .وحين تكون المعرفة ضد اإلرادة فلن تجد من
يطلبها أو يرضى عنها.
*
الناس ال يزالون يريدون الجهل بالمعرفة أكثر من العلم بها .إن َّ
كل مجتمع ،مهما أراد المعرفة،
أيضا الجهل بها.
فإنه يريد ً
*
*
حذار أن ِّ
تصدق أن الشيطان يقبل أن يذهب إلى النار لو آمن بها. ِ
*
*
*
المعرفة هي الفضيلة ،ألنك إذا عرفت الشيء فسوف تريده أو ال تريده ،فتفعل ما تريد.
*
إنسانا ،ال يزال يحمل َّ
كل الخصائص ألسالفه من الكائنات الدنيا ،ألنه ال اإلنسان ،بعد أن أصبح ً
يتطور بل يتراكم .إن فيه خصائص السمك والقرود والكالب ِّ
وكل الموجودات الحية التي هي
أصله.
*
*
*
إن الفرق بين اإلنسان والطبيعة ليس إال فرقًا في مستوى الوجود .إنه ليس فرق رسالة أو فضيلة
أو تخصيص أو تمييز أو منطق.
*
نحن نحيا ألننا ال نستطيع أن نموت ،ونموت ألننا ال نستطيع أن نحيا .إننا نحيا بالجاذبية كما
نموت بالجاذبية.
*
لقد كانت اآللهة بالنسبة للمؤمنين عماالً عند المؤمنين أكثر مما كان المؤمنون عماالً عند اآللهة.
*
موجودا.
ً ما أعظم انتصاراتي! إن َّ
كل انتصاراتي أن أخفِّف بعض آالمي التي صنعها كوني
*
كل عمله واهتمامه أن يحاول َّ
فك هذه قيدا ذا عقد كثيرة ،ليكون ُّ
الحياة تشبه من وضع في قدميه ً
وأي العقد – وكلما َّ
حل عقدة تقوم مقامها أخرى .عندها يشعر باللذة وبأنه انتصر .أية لذة ُّ
كل لذة َّ
وكل انتصار ال يعنيان سوى زوال ألم وزوال مضايقة – أي زوال وجود. انتصار! إن َّ
*
إن البشر ،في جميع كينوناتهم ،ال يساوون أكثر من وجودهم ،ثم مقاومتهم لوجودهم بما يسمونه
طا متعدد الكينونات واألساليب.
حضارة ونشا ً
*
*
*
*
التشاؤم والتفاؤل ،كما أنهما ليسا حالة فكرية ،فهما كذلك ليسا حالة نفسية؛ إنهما حالة جسم،
مستوى صحة.
*
موقفنا من الكون متغيِّر لتغيُّر وعينا له؛ ووعينا له متغيِّر لتغيُّر قدرتنا عليه .وال يمكن أن تتغيَّر
تفسيرنا له.
ُ حركتُنا نحو الشيء ثم ال يتغيَّر
*
االرتباط بالشيء يتحول إلى إحساس ،ثم إلى فكرة .وهذا هو الذي يصنع َّ
كل نشاطنا العقلي.
واإليمان هو حاصل التناقض بين إرادتنا ووجودنا.
*
العقيدة غير المتغيِّرة ميتة ألن الحياة تغيُّر دائم؛ والذي ال يغيِّر عقيدته هو إنسان يحيا بال عقيدة.
*
*
*
*
*
*
لت آلهتَها
حو ْ
أسباب اإليمان بالخرافة موجودة في أنفسنا ،ال في الخرافة نفسها .وجماهيرنا َّ
وهمومها إلى آلهة وشياطين لتتعبد لها وتلعنها.
َ
*
إنك قد تؤمن بالعقيدة أو المذهب أو اإلله أو الزعيم لتجعله مسؤوالً عن عاهاتك وذنوبك.
*
*
ِّ
ويصدقها أو يعيشها غير اإلنسان الذي هو وحده ليس بين الموجودات كلِّها من يصنع الخرافة
صانع الحضارة وصانع العبقرية وهادم الخرافة.
*
معا من تدبير
اإليمان بالخرافة كاإليمان بالحقيقة :كالهما صادر عن أقوى وأخلد ما فينا .إنهما ً
الحياة لنفسها .إن فراغاتنا بحاجة إلى إمالء.
*
إننا نتعلم من الكاهن حين نكون أصغر منه؛ فإذا أصبحنا أكبر منه شنقناه وطردناه.
*
الناس ال ينقسمون إلى ضعفاء ألنهم مؤمنون باألوهام ،وإ لى أقوياء ألنهم مؤمنون بالحقائق .إنهم
ينقسمون إلى أقوياء ألنهم أقوياء ،وإ لى ضعفاء ألنهم ضعفاء .إن العقيدة هي اللغة التي يتكلم بها
قوتُهم.
ضعفُهم أو َّ
*
اإلرادة ال تخضع للعقيدة ،بل العقيدة تخضع لإلرادة .اإلرادة تخلق العقيدة؛ إنها تلغيها وتغيِّرها.
*
الغباء مثل الخبز :غذاء يومي للجماعات ،ال تستطيع أن تعيش بدونه .والذكاء ال يعيش إال في
ضجيج من الغباء.
*
دائما
إن احتياج أرقى الناس إلى الخرافات أعظم من احتياج أدناهم .الدولة العظيمة تحرسها ً
خرافات عظيمة.
*
إن أبلغ صور العبادة ،في معناها النفسي ،ليست إال حركة تعبيرية .إنها ،في أحسن حاالتها ،نوع
من الرقص والغناء والدوران حول الذات.
*
*
*
هل توجد مسافة بين اهلل والشيطان؟ أليس اهلل في حسابك هو الشيطان في حساب جارك أو
خالفك؟ أليس الشيطان في حساب جارك أو م ِ
خالفك هو اهلل في حسابك؟ هل اهلل غير الشيطان في م ِ
ُ ُ
حساب ِّ
كل البشر؟!
*