You are on page 1of 29

‫ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫لم‬

‫🌻💛‬ ‫ي‬‫غ‬ ‫مي‬ ‫ا‬ ‫ي‬


‫ص روا ة لأ ر ر‬ ‫خ‬
‫ا‬
‫ل لأول‬‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫تبدأ الرواية من مرحلة طفولة الراوي‪ ،‬حيث كان يف السادسة من عمره ويقرأ أحد الكتب‬
‫اليت تتحدث عن أفعى البواء " وذكر الكتاب أنها أفعى تبتلع فريستها دون مضغها‪،‬‬
‫فتصبح غري قادرة على احلركة فتنام ستة أشهر" بقيت هذه املعلومات يف عقل الراوي‬
‫حتى ختيل أفعى البواء وقام برمسها رمسة أوىل‪ .‬وكلما عرض هذه الرمسة على شخص‬
‫يظنها قبعة‪ ،‬هذا ما أثار غضب الراوي ألن مل يعرف أحد ما هي الرمسة احلقيقية‪.‬‬
‫🌻💛‬ ‫مرة أخرى رسم املظهر الداخلي لألفعى وبداخلها فريستها " الفيل " ‪ ،‬ظل البالغون‬
‫يسخرون من رمسه وحياولون حتفيزه للتخلي عن الرسم واالهتمام باجلغرافيا والتاريخ‬
‫وقواعد اللغة واحلساب‪ ،‬هكذا حتى ختلى عن الرسم ‪ .‬تعلم بعدها مهنة الطريان واصبح‬
‫طيار ماهر ومهارته اجلغرافية ساعدته كثرياً‪ ،‬جتول الكثري من األماكن وكان يلتقي بالكثري‬
‫من الكبار األذكياء وكان ميتحن ذكاءهم بأن يعرض عليهم رمسته األوىل اليت احتفظ بها‬
‫على الدوام‪ ،‬فـ إذا أجابوا أنها قبعة ال يتحدث معهم عن أفاعي البواء‪ ،‬وحيادثهم عن‬
‫مواضيع يهتموا بها ليُّسروا أنهم التقوا بصديق لديه هذا الكم من الوعي‪.‬‬
‫الفصل الثا ين‬
‫عاش الطيار وحيداً وال جيد من يتحدث معه حديثاً جدياً‪ .‬ويف يوم من األيام تعطلت‬
‫طائرته فاضطر للهبوط يف الصحراء اإلفريقية‪ .‬وبقي هناك ليس بوسعه فعل شيء سوى أن‬
‫حياول إصالح طائرته بنفسه‪ ،‬نام يف الليلة األوىل على الرمل وكان معزوالً متاماً يف تلك‬
‫الصحراء‪ .‬حتى استيقظ على صوت يقول له‪ :‬ارسم لي خروف من فضلك!‬
‫نهض الطيار وإذ بصيب غريب فيه رصانة يقف أمامه ومل تظهر عليه عالمات أنه طفل‬
‫🌻💛‬ ‫تائه او متعب يف هذه الصحراء وسأله ماذا تفعل هنا؟ مل جيبه الصيب وطلب منه أن يرسم‬
‫خروفاً مرة أخرى‪ .‬قال له الطيار أنه ال حيسن الرسم ثم رسم له أفعى البواء فأجاب‬
‫الصيب أنه ال يريد رمسة أفعى البواء بالطبع تعجب الطيار من أنه مل يكن كالبالغني‬
‫وعرف أن هذه أفعى البواء فعالً‪.‬‬
‫ثم رسم له عدة رمسات للخروف الذي طلبه لكن مل يعجبه يف النهاية إال عندما رسم له‬
‫صندوق وقال أن اخلروف بداخله‪ .‬كانت هذه الرمسة اليت يريدها فقط‪ .‬ومن هنا تعرف‬
‫الطيار على هذا الصيب الذي يدعى "األمري الصغري"‪.‬‬
‫ل‬ ‫ث‬
‫ل اث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫استمرت احلوارات بني الطيار واألمري الصغري‪ ،‬حاول الطيار معرفة من أين‬
‫جاء األمري الصغري‪ .‬ثم سأل األمري عن الطائرة فأجابه الطيار أن هذه‬
‫طائرته وأنه بالفعل سقط من السماء‪ ،‬فسخر منه األمري واستمر بالضحك‬
‫🌻💛‬ ‫وكان هذا قد أغاظ الطيار جداً‪ .‬ويستمر احلديث ليعرف الطيار أن األمري‬
‫قد جاء من كوكب آخر‪ .‬ويثريه الفضول ليعرف عن األمري أكثر‪ .‬لكن ما‬
‫زال يف كالمـه شيء من الغموض واحلزن‪.‬‬
‫ب‬ ‫ال‬
‫ل را ع‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫وعَلم الطيار أن كوكب األمري صغري جداً عندما قال‪" :‬ال يهم‪ ،‬فإن منزلي صغري جداً"‪،‬‬
‫ومل يثري هذا استغرابه فغالباً الكواكب الصغرية تكون غري معروفة‪ ،‬ومن يكتشف أحد هذه‬
‫الكواكب يعطيه رقماً‪ ،‬وتوقع الطيار أن كوكب األمري رقمه ‪ 612‬وهو أحد الكواكب‬
‫الصغرية اليت مل تُرى إال مرة وحدة يف ‪ ،1909‬وهنا يسرد الراوي (الطيار) قصة‬
‫🌻💛‬ ‫اكتشافه‪ ،‬وهي أنه اكتشفه رجل تركي‪ ،‬وذهب اىل مؤمتر عاملي للفلك ومعه أدلة قاطعة‬
‫بوجود الكوكب‪ ،‬ولكن مل يصدقه أحد ألنه كان يرتدي زيه الرتكي‪( ،‬ويقول الراوي‪:‬‬
‫هكذا هم الرجال الكبار)‬
‫لكن عاد الرجل الرتكي وهو يرتدي طقم أنيق وأعاد عرضه واقتنع اجلميع بأدلته‪ .‬وهنا‬
‫يوضح الراوي رأيه يف الكبار مرة أخرى‪ ،‬بأنهم يهتمون فقط للظاهر وليس للجوهر ويطرح‬
‫مثاالً كأن حتدثهم عن منزل مجيل وتذكر كل تفاصيله ال يهتمون باألمر لكن اذا قلت هلم‬
‫كم تساوي قيمة هذا املنزل تراهم يهتمون هلذا املنزل‪.‬‬
‫م‬ ‫خ‬
‫ل اس‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫كل يوم مير على تعارف الطيار واألمري الصغري‪ ،‬كان الطيار يعرف شيئ ًا‬
‫جديداً عن كوكب األمري‪ .‬ويف هذا الفصل علم الطيار عن أشجار الباباوات‬
‫يف كوكب األمري‪ .‬يسأل األمري‪ :‬هل اخلراف تأكل الشجريات‬
‫🌻💛‬ ‫الصغرية جييب الطيار‪ :‬نعم‪ ،‬هذا صحيح‪.‬‬
‫األمري‪ :‬رائع‪ ،‬ما أسعدني بهذا األمر‪.‬‬
‫وفهم الطيار بعد ذلك سبب سعادة األمري هلذه املعلومة‪ ،‬وهو أن األمري‬
‫خيشى على كوكبه من أشجار الباباوات‪ ،‬ألنها أشجار ضخمة جداً عندما‬
‫تنمو‪ ،‬جيب التخلص منها يف وقت باكر كي ال تعم أرض الكوكب‬
‫بالكامل‪ ،‬وهذا يبني غرض األمري من اخلروف وهو أنه يريده أن يأكل‬
‫أشجار الباباوات قبل ان تكرب ومتأل الكوكب‪.‬‬
‫س‬‫ل‬
‫ل ادس‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يف اليوم الرابع‪.‬‬
‫األمري‪ :‬هيا بنا نشاهد غروب الشمس‪.‬‬
‫الطيار‪ :‬لكن علينا أن ننتظر‬
‫األمري‪ :‬ننتظر ماذا؟‬
‫🌻💛‬ ‫الطيار‪ :‬أن يأتي وقت الغروب‪.‬‬
‫اندهش األمري وضحك من اعماقه وقال‪ :‬ظننت أني ال أزال يف موطين‬
‫فاألمري عندما كان يف كوكبه كان يستطيع مشاهدة غروب الشمس وقتما‬
‫شاء‪ ،‬بسبب صغر كوكبه‪ ،‬وقد قال للطيار أنه يف احد األيام قد شاهد‬
‫غروب الشمس ثالثاً وأربعني مرة وأنه اذا اشتد حزن الشخص أحب ان‬
‫يشاهد غروب الشمس‪ .‬فكان الطيار يتساءل اذا كان قد حزن األمري يف ذلك‬
‫اليوم ثالثاً وأربعني مرة‪ .‬لكن األمري مل جيب‪.‬‬
‫ب‬ ‫س‬
‫ل اع‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يف اليوم اخلامس من تعارف الطيار واألمري الصغري تستمر احلوارات بينهم‪ ،‬ليحاول الطيار معرفة شيء جديد‬
‫عن األمري‪ .‬يسأل األمري ما اذا كان اخلروف يأكل األزهار واألزهار الشائكة على وجه اخلصوص‪ ،‬جييبه الطيار‬
‫أن اخلروف يأكل كل شيء يف طريقه حتى األزهار الشائكة‪ ،‬ثم يصر األمري على سؤال‪ :‬ما فائدة األشواك يف‬
‫األزهار؟ وهو يقصد أنه من املفرتض أن ال يقرتب أحد من األزهار ألنها حتتوي على األشواك‪ ،‬مل يعرف الطيار‬
‫اجابته وكان منشغل يف اصالح طائرته وهو قلق بشأن الوضع اخلطري لعطل طائرته‪ ،‬مر احلوار كأنهم يتعاركون‪.‬‬
‫الطيار قلق بشأن طيارته واألمري يصر على أخذ جواب لسؤاله‪ .‬أجابه الطيار بدون تفكري ‪ :‬األشواك ال تفيد شيئاً‬
‫🌻💛‬ ‫وهي شيء خبيث من قِبل األزهار احلقودة‪ .‬لكن األمري مل يصدق وهو يقول أن االزهار حتمي نفسها بكل ما‬
‫تستطيع‪ ،‬حاول أن يسأل األمري سؤال لكن الطيار غضب حينها ومل جيعله يكمل وقال له أنه قد أجابه جواب‬
‫طائش ألنه منشغل بأمور خطرية! يشتعل األمري غضباً ويشبه الطيار بالرجل األرجواني الضخم الذي يتحدث‬
‫دائماً جبدية وال يفعل شيئاً سوى مجع األرقام‪ .‬يف رأي األمري أنه منذ ماليني السنني واألزهار تنبت األشواك‬
‫واخلراف تأكل األزهار ومن املهم أن نعرف ملاذا األزهار تنبت األشواك وهي ليس هلا فائدة‪ ،‬من املهم أن تقع‬
‫احلرب بني األزهار واخلراف‪ .‬بعدها يفرتض األمري أن اخلروف لن يهمه أمر الزهرة وهي ليست له‪ ،‬لكن اذا‬
‫أكل اخلروف زهرته ثم نظر للسماء سيشعر أن كل النجوم أظلمت يف حلظة‪ .‬بعدما حلّ الليل ختلى الطيار عن‬
‫إصالح طائرته‪ ،‬والتفت لألمري ليواسيه ويقول له أن الزهرة اليت حتبها ليست يف خطر‪ ،‬وسريسم له حاجزاً‬
‫حول زهرته‪ ..‬كان الطيار يتخبط وال يعرف ما يقول ‪ ..‬إن عامل الدموع غامض جداً‪..‬‬
‫م‬ ‫ث‬
‫ل ان‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يف هذا الفصل يتعرف الطيار على زهرة األمري الصغري املميزة‪ .‬عادةً االزهار على كوكب األمري تنمو‬
‫بني األعشاب وتذبل يف املساء‪ ،‬لكن ذات مرة برزت زهرة من مكان غري معروف وخشي األمري ان‬
‫تكون نوعاً جديداً من الباوبات‪ ،‬لكن بعد ذلك توقفت عن النمو‪ ،‬وبدأت تأخذ االستعداد لتتفتح‬
‫زهرتها‪ ،‬وذات صباح يف وقت شروق الشمس حتديداً ظهرت الزهرة وهي تتثاوب وتقول‪ " :‬آه! أنا‬
‫بالكاد مستيقظة ال بد أن تعذروني‪ ،‬فأنا مل أسرح شعري بعد" أجابها األمري‪ " :‬لكنك مجيلة‬
‫جداً"‪.‬‬
‫🌻💛‬ ‫ثم تقول الزهرة‪" :‬متاماً‪ ..‬أليس كذلك؟ لقد ولدت أنا والشمس يف حلظة واحدة"‪ .‬وادرك األمري أنها‬
‫ليست بزهرة متواضعة ابداً‪ ،‬طلبت منه فطوراً ثم تطلب ستاراً ألنها ختشى تيارات اهلواء‪ ،‬ثم‬
‫تطلب أن يضعها األمري حبلول املساء حتت غطاء زجاجي حتى حتتمي من الربد‪.‬‬
‫ورغم صفاء نية األمري يف حب هذه الزهرة لكنها كانت دائما تتعاىل عليه يف الكالم‪ ،‬وشعر ببعض‬
‫التعاسة‪ ،‬حتى أصبح يقول أنه جيب اال نستمع للزهور فقط يكفي أن ننظر إليها ونشتم‬
‫رائحتها‪ .‬وقال للطيار أن الزهور متناقضة جداً وقد كان صغرياً جداً ملعرفة كيفية حبها‪ .‬لكن رغم‬
‫ذلك أحبها وكان حيكم عليها بأنها حتبه من األفعال فقد كانت تعطره وتبهجه‪ ..‬ورغم حيلها‬
‫وكالمها السطحي كان جيد احلب وراء هذا‪.‬‬
‫س‬ ‫ث‬‫ل‬
‫ل اع‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يف صباح ما رتب األمري كوكبه‪ ،‬ونظفه من دخان براكينه النشطة وبركانه‬
‫اهلامد‪ ،‬واقتلع أشجار الباوبات األخرية‪ ،‬وحان وقت الوداع بينه وبني‬
‫زهرته‪ ،‬وحينها اعتذرت منه وقالت أنها كانت غبية ومحقاء يف سلوكها‬
‫معه‪ ،‬اندهش األمري‪ ،‬ثم قالت‪" :‬أنا أحبك‪ ،‬وإن خفي عليك ذلك‪،‬‬
‫🌻💛‬ ‫فالذنب ذنيب وليس ذنبك"‪ .‬وقالت له‪" :‬حاول أن تكون سعيداً‪ ،‬ومل تدعه‬
‫يضع هلا الغطاء الزجاجي‪ ،‬فاهلواء البارد ينعشها ولن حتزن من جرية‬
‫بعض الفراشات والديدان‪ ،‬واذا تقدم أحد الوحوش لن ختاف فهي متلك‬
‫خمالب" وكشفت عن أشواكها األربع برباءة وطلبت منه الرحيل حتى ال‬
‫يراها تبكي فهي ممتلئة بالكربياء‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬‫ل‬
‫ل ار‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫ثم تبدأ رحالت األمري على الكواكب ليكتسب املعرفة‪ ،‬ويبحث عن مهنة‪ .‬يف الكوكب‬
‫األول كان يسكنه ملك‪ ،‬ولكن ال أحد يعيش يف كوكبه غريه‪" ،‬ملك وحيد" وكان طوال‬
‫حواراته مع األمري يعطيه األوامر‪ ،‬اذا أراد األمري التثاؤب يأمره امللك أن يتثاءب‪ ،‬وان مل‬
‫ينتابه التثاؤب يأمره بعدم التثاؤب‪ ،‬واذا أراد األمري سؤاله عن أمر ما يأمره امللك‬
‫بالسؤال‪ ،‬لكنه مل يكن يأمر اال أوامر معقولة ويستطيع اآلخر تنفيذها‪ ،‬أو لتحني الظروف‬
‫🌻💛‬ ‫املناسبة لتنفيذ األوامر‪ ،‬حتى عندما طلب األمري منه أن يأمر الشمس بالغروب‪ ،‬قال له‬
‫سينتظر الوقت املالئم حتى تكون الشروط مواتية "يف الساعة السابعة وأربعني‬
‫دقيقة" وهكذا انقضت احلوارات بينهم‪ ،‬حتى أراد األمري الرحيل‪ ،‬لكن امللك كان يريد‬
‫أن يبقى يف كوكبه‪ ،‬فقال له سأعينك وزيراً‪ ،‬لكن األمري رفض ألنه ال يوجد أحد حيكم‬
‫عليه‪ ،‬حتى قال له امللك احكم على نفسك‪ ،‬واجابه األمري بأنه يستطيع احلكم على نفسه‬
‫يف أي مكان وليس مضطر على العيش يف هذا الكوكب‪ ،‬ثم قال له أعينك سفري املهم أنه‬
‫كان يريده أن يبقى‪ ،‬تابع األمري طريقه وهو يتمتم إن شأن الكبار لغريب‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫خ‬
‫ل ادي ر‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫الكوكب الثاني كان يسكنه رجل مغرور ويظن اجلميع معجبني فيه‪ ،‬كان‬
‫يرتدي قبعة غريبة‪ ،‬وقال له الرجل انها للتلويح ملن يهتف به‪ ،‬واألمري مل‬
‫يفهم شيئاً‪ ،‬ثم طلب منه الرجل التصفيق‪ ،‬يصفق األمري فرفع الرجل قبعته‬
‫ولوح بها‪ ،‬وكرر هذا الشيء التصفيق ثم التلويح ملرات عدة حتى ضجر‬
‫🌻💛‬ ‫األمري‪ ،‬ويسأله الرجل اذا كان بالفعل معجب به‪ ،‬لكن األمري يتساءل ما‬
‫معنى االعجاب؟‪ ،‬يقول له الرجل‪" :‬أن تعرتف بأنين الرجل االمجل‬
‫واألكثر أناقة واألكثر ذكاء"‪ ،‬جييبه األمري‪ :‬لكنك الوحيد على هذا‬
‫الكوكب‪ ،‬قال الرجل‪" :‬تلطف بي على األقل‪ ،‬وحاول أن تكون معجباً‬
‫بي"‪.‬‬
‫فقال له األمري أنه معجب به لكنه مل يعرف ملاذا سيهمه األمر ورحل وهو‬
‫يتمتم إن شأن الكبار لعجيب حقاً‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ل اي ر‬ ‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫الكوكب الثالث يسكنه رجل سكري‪ ،‬كانت رحلة األمري قصرية على هذا‬
‫الكوكب‪ ،‬لكن أغرقته بكآبة كبرية‪ .‬يسأله األمري ماذا تفعل فيقول الرجل‪:‬‬
‫أشرب‪ ،‬ثم يقول األمري‪ :‬وملاذا تشرب؟‬
‫يقول الرجل‪ :‬ألنسى‪،‬‬
‫🌻💛‬ ‫األمري‪ :‬تنسى ماذا؟‬
‫الرجل‪ :‬أنسى عاري‬
‫األمري‪ :‬أي عار؟‬
‫الرجل‪ :‬عار الشرب‬
‫وهنا حدثت مغالطة "االستدالل الدائري" وهي تسهم يف خداع النفس أو‬
‫اآلخر‪ ،‬كما حصل مع الرجل فهو يشرب لينسى عاره وعاره هو الشرب‪.‬‬
‫ثم ينصرف األمري وهو يردد‪ :‬إن الكبار لغريبون جداً بالفعل‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ل اث ر‬ ‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫تستمر رحلة األمري الصغري ويصل إىل الكوكب الرابع الذي يقطنه رجل أعمال منهمك كل‬
‫االنهماك‪ ،‬ومنشغل حبسابات وأرقام عديدة‪ ،‬ومل ينظر لألمري حتى‪ .‬كان جيمع األرقام وحيسب‬
‫حتى وصل خلمسمئة مليون‪ .‬سأله األمري مخسمئة مليون ماذا؟‬
‫أجابه الرجل أنه مشغول جداً وليس لديه الوقت للثرثرة‪.‬‬
‫لكن كما نعلم أن األمري ال يتخلّ عن سؤال يطرحه وأعاد طرح السؤال‪ .‬رفع الرجل رأسه وصرح له‬
‫🌻💛‬ ‫أنه طوال حياته اليت عاشها يف هذا الكوكب (‪ 54‬سنة) مل ينزعج إال ثالث مرات‪ ،‬األوىل‪ :‬عندما‬
‫هبطت خنفساء على كوكبه من حيث ال يدري‪ ،‬الثانية‪ :‬عندما أصيب بالروماتزم‪ ،‬أما الثالثة فهي‬
‫هذه املرة‪ .‬أجاب الرجل األمري على سؤاله وقال له أن اخلمسمئة مليون هي جنوم‪.‬‬
‫فمن وجهة نظر الرجل أنه يصبح غنياً عندما ميتلك هذه النجوم‪ ،‬وما جيعله ممتلكاً هلا أنه مل‬
‫يسبق ألحد أن فكر بامتالكها‪ ،‬فاالمتالك بالنسبة له هو ان تأخذ شيء ال يعود ألحد‪ .‬يقول األمري‬
‫أنه ال ميكن أن تستفيد من النجوم شيئاً وال استخدامها وال أخذها ألنها يف السماء‪ .‬لكن الرجل‬
‫يقول أنه يسجل يف ورقة عدد النجوم ويضعها يف درج ويقفل عليها وهذا هو البنك‪ .‬بوجهة نظر‬
‫األمري أنه حتى متتلك شيئاً جيب أن تكون تفيده ولكن الرجل ال يفيد النجوم شيء حينها مل‬
‫يعرف الرجل الرد وانصرف األمري وهو يردد‪ :‬كبار السن غري عاديني‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫ل را ع ر‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫الكوكب اخلامس كان كوكبا صغريا جداً ال يتسع فيه اال لعمود يف رأسه‬
‫مصباح ويقف جبانبه شخص ما‪ ،‬مطلوب منه أوامر وهي أن يطفئ‬
‫املصباح يف الصباح ويضيئه يف املساء ويقضي يومه براحة وبقية الليل يف‬
‫النوم‪ ،‬لكن األمر تغري ألن سرعة دوران الكوكب تزيد كل سنة‪ ،‬وأصبح‬
‫🌻💛‬ ‫يكمل دورة كل دقيقة‪ ،‬أي اليوم الواحد يساوي دقيقة واحدة‪ ،‬لذلك مل‬
‫يبقى للرجل وقت لريتاح فيه‪ ،‬ثم تنهد األمري على فراقه ألنه اعتربه افضل‬
‫من األشخاص الذين قابلهم يف الكواكب األخرى ألنه رغم تغري الظروف هو‬
‫ما زال خملص لعمله‪ ،‬ويهتم باآلخرين دون نفسه‪ ،‬كان يود األمري لو أنه‬
‫يصبح صديقه لكن كوكب الرجل ال يتسع فيه هما االثنان‪ ،‬غادر األمري‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ل اس ر‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫الكوكب السادس كان كوكب كبري ويسكنه رجل جغرايف‪ ،‬ينتظر‬
‫املستكشفني ليسجل ذكرياتهم ورحالتهم ومعلومات عن كواكبهم‪ ،‬وطلب‬
‫من األمري أن يصف له كوكبه‪ ،‬فبدأ األمري حبديثه عن الرباكني الثالثة‪،‬‬
‫ثم ذكر أنه لديه زهرة‪ ،‬لكن قال له الرجل أنه ال يسجل اال األشياء‬
‫🌻💛‬ ‫الدائمة‪ ،‬فالزهرة زائلة‪ ،‬ومهددة مبوت قريب‪ ،‬فشعر األمري بغم شديد‬
‫لفراقها ألول مرة‪ .‬بعد ذلك نصحه اجلغرايف بزيارة كوكب األرض فله مسعة‬
‫طيبة‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫س‬‫ل‬
‫ل ادس ر‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫وكان كوكب األرض هو آخر كوكب قام األمري بزيارته‪ ،‬وكان الراوي‬
‫(الطيار) يصف كم أن كوكب األرض كوكب كبري وقال‪" :‬كوكب األرض‬
‫مليء بكبار السن" تعين كرب حجم كوكب األرض مقارنة بالكواكب‬
‫األخرى‪ ،‬ففيها الكثري من امللوك واجلغرافيني واملغرورين والسكارى‪،‬‬
‫🌻💛‬ ‫ويعين ذلك كثرة من يهتمون باملاديات على حساب اجلوهر واالهتمام‬
‫باجلمال‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ل اع ر‬ ‫س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫نزل األمري يف صحراء افريقيا والتقى حبية‪ ،‬وتبادل احلديث معها‪،‬‬
‫ويسأهلا ملاذا ال يوجد ناس يف هذا املكان يشعر االنسان بالوحشة‪ ،‬فأجابته‬
‫احلية‪ :‬إننا نشعر بالوحشة حتى بني الناس‪ ،‬كان األمري يصف احلية‬
‫بأنها خملوق غريب وحنيفة مثل اصبع‪ ،‬تقول احلية له انها اكثر قوة من‬
‫🌻💛‬ ‫اصبع امللك‪ ،‬لكن األمري مل يكن يفهم أنها ممكن أن تسممه وتعيد به اىل‬
‫األرض الذي خلق منها مدفون‪ ،‬لكنها مل تؤذيه ألنه طاهر القلب وقد هبط‬
‫من احد الكواكب‪.‬‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ل ان ر‬ ‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫جيتاز األمري الصحراء ويلتقي يف طريقه بزهرة ذات ثالث بتالت‪ ،‬يسأهلا‬
‫اين الناس‪ ،‬فتجيبه الزهرة أن الناس كثريون التنقل خللوهم من اجلذور‪،‬‬
‫فهم ال يستطيعون الثبات يف مكان‪ ،‬وهذا ما جيعل حياتهم صعبة‪ ،‬ثم‬
‫يرحل األمري الصغري‪.‬‬
‫🌻💛‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫ل اع ر‬ ‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫وصل األمري جلبل عالي وتسلقه‪ ،‬وكان عالياً جداً بالنسبة له ألنه مل يعتاد‬
‫إال على الرباكني الثالثة يف كوكبه واليت كانت تصل لركبتيه‪.‬‬
‫يرى صخور حادة حوله وخياطبها قائالً‪ :‬نهارك سعيد‪.‬‬
‫وبفعل الصدى كان يسمع ذات الكالم الذي يقول‪.‬‬
‫🌻💛‬ ‫تعجب من الكوكب ألنه بوجهة نظره الناس الذين يقطنون هذا الكوكب‬
‫يكررون ما تقول هلم ويستذكر زهرته اليت يف كوكبه أنها كانت أول من‬
‫يتكلم‪ .‬وهو يقصد أن يف كوكبه اجلميع يبدي رأيه و يتكلم معه لذا هذا ما‬
‫جيعل كوكبه أفضل بالنسبة له‪.‬‬
‫ش‬
‫ل رون‬‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫بعد ما مشى األمري مسافة طويلة‪ ،‬وصل اىل حديقة مليئة بالزهور‪ ،‬ونظر‬
‫إليها وإذ مجيعها تشبه زهرته‪ ،‬وأحس باحلزن املفرط‪ ،‬فأخربته وردته‬
‫بأنها الوحيدة من نوعها يف الكون ‪ ،‬لكنه يرى امامه حديقة واحدة توجد‬
‫🌻💛‬ ‫فيها مخسة آالف وردة مجيعها تشبه وردته‪ ،‬وختيل وردته ترى هذا‬
‫املنظر فكان ليشق عليه هذا وستسعل كثرياً وتتماوت لتتخلص من هزئه بها‬
‫فيضطر بالتظاهر بأنه ميرضها‪ ،‬واال ستموت من الكيد والرغبة يف إذالله‬
‫كما أذهلا‪ ,‬ثم بكى األمري ألنه كان يظن نفسه غنياً بامتالكه زهرة فريدة‬
‫ولكنه اتضح انها زهرة عادية ومألوفة‪ ،‬وألنه لن يستطيع أن يصبح أمرياً‬
‫بامتالكها أو بامتالكه براكينه الثالثة اليت ال يصل علوها لركبته‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫خ‬
‫ل ادي و رون‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يتعرف األمري على ثعلب‪ ،‬وطلب األمري منه ان يلعبوا لكن الثعلب رفض ألن األمري ليس من‬
‫احليوانات الداجنة‪ ،‬واستفسر األمري ماذا يعين التدجني‪ ،‬فقال له الثعلب‪ ،‬أن يصبح كل واحد‬
‫حباجة لآلخر‪ ،‬وكل واحد يرى اآلخر بأنه فريد يف العامل‪ ،‬ثم عندما فهم األمري قال له أنه يظن أن‬
‫زهرته قد دجنته‪ .‬ثم طلب الثعلب من األمري أن يدجنه فهو حباجة اىل صديق ينري حياته‪ ،‬لكن األمري‬
‫مل يقبل بعذر أنه لديه أعمال واملزيد من الرحالت واملعرفة‪ ،‬لكن الثعلب ظل مصر بأن يدجنه األمري‪،‬‬
‫وكان يعرب له بطريقة رائعة! فأشار اىل حقول الذرة اليت حوله وقال له أن هذه احلقول ال تعين له‬
‫🌻💛‬ ‫شيئاً‪ ،‬كما ان الذرة ال تنفعه‪ ،‬وال تذكره هذه احلقول بأي شيء وهو حزين لذلك ‪ ،‬لكن اذا دجنه‬
‫األمري ستنقلب احلقول لشيء عجيب‪ ،‬فالذرة اليت ترتدي لون الذهب ستذكره باألمري وشعره الذهيب‬
‫واذا هب نسيم على هذه احلقول سيحب ذلك الصوت‪ ..‬كان حياول أن يصف له التدجني بعدما أصر‬
‫الثعلب كثرياً وعلم األمري عن التدجني فدجنه األمري ولكن حان وقت رحيله فحزن الثعلب لكن قال له‬
‫على األقل استفاد شيئاً من لون الذرة‪ ،‬ثم طلب منه أن يعود اىل حديقة الورود وينظر اليها‪.‬‬
‫ذهب األمري اىل الورود واصبح حيدثهم بأنهن مجيالت لكن ال ميكن أن يتشبهن بوردته‪ ،‬وأن وردته‬
‫فريدة ال يوجد وردة مثلها يف هذا العامل‪ .‬وعاد اىل الثعلب ليودعه وكان السر‪" :‬ال يرى املرء رؤية‬
‫صحيحة اال بقلبه‪ ،‬فإن العيون ال تدرك جوهر األشياء"‪ .‬وقال له أن الوقت الذي صرفه باالهتمام يف‬
‫وردته هو ما جعل منها شيئاً مهماً‪ ،‬وطلب منه الثعلب أن ال ينسى هذه احلقيقة‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ل ا ي و رون‬‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يتعرف األمري على عامل سكك حديدية‪ ،‬وبعدما يرى قطارات عديدة‬
‫متشي بأقصى سرعتها‪ ،‬يتساءل ملاذا هم متعجلون وما الذي يريدونه‪،‬‬
‫فيقول له العامل أنه حتى السائق ال يعرف ذلك‪ ،‬وكان يشري اىل داللة أن‬
‫🌻💛‬ ‫الناس يتخبطون يف احلياة دون وعي او ادراك‪ ،‬ويقول له العامل أن الناس‬
‫يف الداخل ال يفعلون شيئاً سوى النوم‪ ،‬وال يستمتعون يف رحلتهم كل ما‬
‫يهمهم حمطة الوصول‪ ،‬واذا رأيت أحد ينظر من النافذة يكون طفل‪ ،‬فيقول‬
‫األمري األطفال وحدهم يعرفون ما الذي يبحثون عنه‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ل‬
‫ل ا ث و رون‬‫ث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫ثم يتعرف األمري على رجل يبيع حبوب متنع العطش‪ ،‬جتعلك توفر ثالث ًا‬
‫ومخسني دقيقة يف األسبوع‪ ،‬لكن األمري يستمتع أكثر بأن يصرف الوقت‬
‫ليبحث عن املاء بدالً من أن يوفر ذلك الوقت‪ ،‬فاألمري حيب االستمتاع‬
‫🌻💛‬ ‫بوقته وليس توفريه‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫ل را ع و رون‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫ينتهي األمري حديثه مع الطيار عن ذكرياته يف اليوم الثامن‪ ،‬وهما‬
‫جالسان على الرمال ويشرب الطيار آخر قطرات املاء الذي لديهم‪،‬‬
‫وما زال الطيار مل يصلح طائرته‪ ،‬ثم قاما للبحث عن بئر‪ ،‬بعد سري‬
‫مسافة جيلسان لالسرتاحة ثم يتذكر الطيار بيتاً قدمياً كان يسكنه‬
‫🌻💛‬ ‫منذ زمن عندما يقول األمري‪" :‬الذي جيعل الصحراء مجيلة هو أنها‬
‫ختفي بئراً يف مكانٍ ما"‪ ،‬وكان يُقال عن هذا البيت أن فيه كنز‬
‫مدفون هو ما يعطي للبيت مجال فاتن‪.‬‬
‫ثم بعد تبادل القليل من االحاديث ينام األمري فيحمله الطيار يف‬
‫أحضانه وهو يتأمله وكأنه كنز بني يديه وامجل كنز‪ ،‬وكان يتضح‬
‫مدى حب الطيار لألمري وشعوره بالتعاطف والرأفة معه‪ ،‬وبعد‬
‫القليل من السري يرى الطيار البئر ‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫م‬
‫ل ا س و رون‬‫خ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫يقــولألاألمــريألأنألأغلــبألالنــاسألتنظــرأللألشــياءألبظواهرهــاألالألجبوهرهــاألوالأليعرفــونألالطعــمأل‬
‫احلقيقيألللحياةألوأنألالسعادةألتكمنأليفألأبسطألاألشياء‪.‬أليصلألاألمريألوالطيارألاىلألالبئـرألوكانـتألأل‬
‫أشبهألبآبارألالقرى‪،‬أل وكانألكلألشـيءألجـاهز‪،‬ألالبكـرةألوالـدلوألواحلبـل‪،‬ألاقـرتبألاألمـريألوقـاألمأل‬
‫بتحريكألالبكرةألوشبهألصوتألالبئرألبالغناء‪،‬أليرفعألالطيارألالدلوألحتىألالأليُتعب األمري‪،‬ألوكـانألأل‬
‫األمريأليتوقأللشربألاملاء‪،‬ألشـربهألوعينـاهألمغمضـتانألوكـانألطعمـهألخمتلـفألبالنسـبةأللـهأل ألنأل‬
‫🌻💛‬ ‫حالوتهألتولدتألمنألسريهمألحتتألالنجومألوغناءألالبكـرةألوتعـبألذراعـه‪،‬ألمهمـاألكـانألالشـيءألأل‬
‫الذيألتريدهألعندماألحتصلألعليهألبعدألتعبألسيكونأللهألطعمألخمتلفألحتماً‪.‬‬
‫يذكرألاألمريألالطيارألبوعدهأللهألبأنأليرسمأللهألكمامةألخلروفه‪،‬ألوخيرجألالطيـارألرسـوماتهألوأليعلـقألأل‬
‫األمريألعليهاألويضحك‪،‬ألبعدألذلكألرسمألالطيارأللهألالكمامة‪.‬أليقولألاألمـريألللطيـارألأنأليـومأل غـدألأل‬
‫يكونألذكرىألنزولهألعلـىألاألرضألفـأحسألالطيـارألبكآبـةألألالنـهأل شـعرألبـاقرتابألنهايـةألرحلـةألأل‬
‫األمري‪،‬ألكانألحياورهألالطيارأللكنألاألمريألكانألحيمرألوجههألفقطألوالألجييبألشيئاً‪.‬‬
‫ثمألطلبألمنهألالذهابألإلصالحألطائرتهألوأنأليعودألإليهأليومألغـدأل‪.‬ألشـعرألالطيـارألبعـدمألاطمئنـألانأل‬
‫لكالمألاألمريألمتخوفاًألمنألفقدانه‪.‬‬
‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫س‬‫ل‬
‫ل ادس و رون‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫كان بالقرب من البئر جدار من صخر قديم‪ ،‬تقدم الطيار وهو يرى األمري جيلس عليه‬
‫ويتبادل االحاديث مع أحد ال يراه الطيار بتاتاً‪ ،‬ثم ينزل األمري من على اجلدار ويتقدم‬
‫الطيار بسرعة حنوه وإذ يرى حبية صفراء منتصبة يف وجه األمري‪ ،‬فانتشل الطيار‬
‫مسدسه لكن مل يلحق عليها‪ ،‬فقد تسللت اىل الرمل بسرعة‪.‬‬
‫ثم امسك الطيار األمري بني ذارعيه‪ ،‬وقال له األمري أنه سعيد بأنه استطاع اصالح‬
‫طائرته‪ ،‬رغم ان الطيار كان مل يقل له بعد‪ ،‬كان الطيار يشعر خبوف على وجه األمري‬
‫ويشعر بغرابة ختيفه من ان ال يسمع ضحكة األمري مرة أخرى‪.‬‬
‫🌻💛‬ ‫وحديث األمري عندما كان جالساً على اجلدار كان مع احلية‪ ،‬وقد اتفق معها على أن‬
‫تتبع أثره ويكون لديها سم جيد لتلسعه‪ ،‬وكان حياول ان يقول للطيار أن ال يأتي هذه‬
‫الليلة‪ ،‬لكن الطيار كان مصراً على أن ال يرتكه‪ ،‬وقال له األمري‪" :‬افرض ان احلية إذا‬
‫لسعت أفرغت مسها وال تستبقي منه للسعة ثانية"‪.‬‬
‫ويف تلك الليلة رحل األمري وحلق به الطيار‪ ،‬وكان يقول له األمري ان جميئه خاطئ‬
‫سيبدو عليه بأنه قد مات وهو مل ميت باحلقيقة‪ ،‬ويقول‪" :‬ان وطين بعيد‪ ،‬وليس يف‬
‫طاقيت نقل هذا اجلسم معي فإنه ثقيل جداً"‪.‬‬
‫بعد تبادل االحاديث وقد كانت احاديث الوداع‪ ،‬خطى األمري آخر خطوة وبقي الطيار‬
‫جالساً ومل يرى بعد قليل اال وميض يف كاحله‪ ،‬مل يصدر األمري أي صوت‪ ،‬ثم سقط‪.‬‬
‫ي‬‫خ‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫غ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬
‫ل ا ع و رون (و لأ ر)‬‫س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫ل‬‫ا‬
‫الفصل األخري ينهي الطيار روايته‪ ،‬وعندما كتبها كان قد مضى ست سنوات مل‬
‫يقص هذه القصة على احد من الناس‪.‬‬
‫مجيع أصدقاء الطيار كانوا سعيدين بعودته حياً‪ ،‬لكنه كان حزين وعندما‬
‫يسأله أحدهم كان جييب‪" :‬تعب"‪ .‬لكن ما كان يقلل حزنه هو ان األمري عاد‬
‫بأمان اىل موطنه‪ ،‬فبعد سقوط األمري عند طلوع الفجر مل يعد الطيار يرى‬
‫جسده‪.‬‬
‫🌻💛‬ ‫بقي يتساءل الطيار لو كان اخلروف قد أكل الزهرة فهو نسي أن يضع حزام‬
‫للكمامة‪ ،‬لكن قال يف نفسه ال ميكن أن يأكلها فاألمري يضع زهرته حتت الغطاء‬
‫الزجاجي‪ ،‬لكن رمبا قد يكون نسي ذلك أيضاً‪ ،‬ثم يطلب من القراء أن ينظروا‬
‫للسماء ويتساءلوا هل أكل اخلروف الزهرة أو مل يأكلها؟ لكن الكبار لن يفهموا‬
‫أهمية هذا األمر ابداً‪.‬‬
‫ثم يطلب من الناس اذا ذهبوا للصحراء االفريقية ووقفوا يف تلك البقعة ورأوا‬
‫صبياً ذو شعر ذهيب وال جييب على األسئلة فسيعرفون انه األمري الصغري‪،‬‬
‫ويقول للناس أن يكونوا لطفاء معه وخيربوه لو كانوا قد رأوه وعاد بالفعل‪.‬‬

‫وتنتهي رواية األمري الصغري‪...‬‬


‫🌻💛‬ ‫ص‬‫ل‬‫ا‬
‫الأمير غير‬

You might also like