You are on page 1of 6

‫اإلسالم كما أنزل ‪https://alislamkamaounzil.wordpress.

com‬‬

‫مكانة األخالق في اإلسالم‬


‫حدثه محمد الصغير الجمعة ‪ ١٢‬محرم ‪١٤٤٣‬‬
‫ّ‬

‫ال يختلف اثنان على أهمية األخالق ومكانتها العظيمة في اإلسالم‪ ،‬ولكن في نفس الوقت عند‬
‫البحث ال نجد تلك المكانة العظيمة محدد بشكل واضح‪.‬‬

‫بمعنى ال نجد دور األخالق في اإلسالم‪ ،‬كما نجد دور أركان اإلسالم‪ ،‬لذلك رأيت أنه من الضروري تحديد‬
‫تلك المكانة العظيمة لألخالق بأدلة ملموسة مفصلة غير مبهمة‪.‬‬

‫ولقد هداني ربي إلى تحديد تلك المكانة العظيمة لألخالق من خالل تدبر مجموعة من اآليات التي‬
‫تتحدث عن مكانة األخالق عمليا والتي سوف أناقشها من خالل المحاور التالية‬

‫● مكانة األخالق في اإلسالم‬


‫● الجانب التعبدي في األخالق‬
‫● أهمية األخالق في الدعوة‬
‫● كيف فسدت أخالق األمة‬

‫مكانة األخالق في اإلسالم‬


‫في الحقيقة نظرا للطبيعة األكاديمية لدراسة اإلسالم‪ ،‬فإن جل التركيز يكون على مسألة التوحيد‬
‫بصفتها القضية األبرز واألهم في اإلسالم‪ ،‬لدرجة أن موضوع األخالق في اإلسالم صار ترفاً فكرياً‬
‫بالنسبة لكثير من مدعي التوحيد‪ ،‬فالتوحيد هو بحسب منهج تعلمهم للدين اإلسالمي‪ ،‬القضية‬
‫األهم التي تعبر عن جوهر اإلسالم والتي هي منفصلة كليا عن األخالق‪.‬‬

‫عند العودة إلى المنهج الرباني الذي علم به رسول هللا الصحابة اإلسالم‪ ،‬نجد أمرا مغايرا تماما‪،‬‬
‫حيث نجد الترابط الوثيق بين األخالق اإلسالمية‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬لدرجة االنصهار التام‬

‫عبر عنه في الوحي بأخالقه اإلسالمية الحسنة‪ ،‬وكذلك الكافر يعبر عنه غالبا‬
‫فالمسلم لله إنما ُي َّ‬
‫بأخالقه السيئة التي يتصف بها‪ ،‬والشواهد على ذلك كثيرة منها قوله سبحانه واصفا الكفار‪:‬‬

‫ضين۝ َوكُ ّنا‬


‫َ‬ ‫خوض َم َع الخاِئ‬
‫ُ‬ ‫سكين۝ َوكُ ّنا َن‬
‫َ‬ ‫ين۝ َو َلم َن ُك ُن ِ‬
‫طع ُم ِ‬
‫الم‬ ‫﴿ قالوا َلم َن ُك ِم َن ُ‬
‫الم َصلّ َ‬
‫ين ﴾‬
‫الد ِ‬
‫وم ّ‬ ‫ك ِّذ ُب ِب َي ِ‬
‫ُن َ‬

‫من موقع اإلسالم كما أنزل ‪https://alislamkamaounzil.wordpress.com :‬‬


‫‪1‬‬
‫المدثر ‪٤٦ – ٤٣‬‬

‫الحظ كيف جعل من صفاتهم عدم إطعام المسكين‪ ،‬الذي هو في األساس خلق‪ ،‬وليس معتقد‬
‫بالمعنى األكاديمي للمعتقدات‪ ،‬سببا في دخولهم النار‪ ،‬يعدونه مع الكفر بيوم الدين‪ ،‬حيث أنهم‬
‫قدموا ذكر األخالق السيئة التي كانت عندهم‪ ،‬على الكفر بدين اإلسالم‬

‫كذلك نجد ربنا يأمر نبيه بعدم طاعة الكافر واصفا الكافر بأسوء األخالق حيث قال‪:‬‬

‫نيم‬ ‫ثيم۝ ُع ُت ٍّل َب َ‬


‫عد ذلِ َك َز ٍ‬ ‫عت ٍد َأ ٍ‬
‫ير ُم َ‬ ‫اع لِ َ‬
‫لخ ِ‬ ‫ميم۝ َم ّن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هين۝ َه ّم ٍاز َم ّش ٍ‬
‫اء ِب َن‬ ‫ٍ‬ ‫﴿ َوال ُت ِطع كُ َّل َحاّل ٍ‬
‫ف َم‬
‫﴾‬

‫القلم ‪١٣-١٠‬‬

‫كل هذه أوصاف خلقية بحتة‪ ،‬ومع ذلك هي مرتبطة ترابطا جذريا بالمعتقد الكفري الذي يناقض‬
‫اإلسالم‪ ،‬بمعنى أن هذه األخالق السيئة هي التجلي الظاهر لذلك المعتقد المعاند لحاملها الذي‬
‫يخبرنا عنه ربنا في قوله‪:‬‬

‫ساطير اَأل َّو َ‬


‫لين ﴾‬ ‫قال َأ‬
‫آياتنا َ‬
‫يه ُ‬‫﴿ ِإ ذا ُتتلى َع َل ِ‬
‫ُ‬

‫القلم ‪١٥‬‬

‫نفس األسلوب السابق‪ ،‬أي نعت الكافر بأخالقه السيئة وترتيب العذاب عليها‪ ،‬نجده في قوله‬
‫سبحانه‪:‬‬

‫يل لِ كُ ِّل ُه َم َز ٍة ُل َم َز ٍة۝ َّالذي َج َم َع مااًل َو َع َّد َد ُه ﴾‬


‫﴿ َو ٌ‬

‫الهمزة ‪٢-١‬‬

‫فهذه أخالق من ال يؤمن بالموت والنشور‪ ،‬حيث أخبرنا عن هذا الدافع لهذه األخالق السيئة في‬
‫قوله‪:‬‬

‫مال ُه َأ َ‬
‫خل َد ُه ﴾‬ ‫ب َأ َّن َ‬
‫حس ُ‬
‫﴿ َي َ‬

‫الهمزة ‪٣‬‬

‫مثال اآلخر يثبت التطابق بين سوء األخالق والكفر‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫سكين۝ َف َو ٌ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫تيم۝ َوال َي ُح ُّض َعلى َط ِ‬
‫عام ِ‬
‫الم‬ ‫ين۝ َفذلِ َك َّالذي َي ُد ُّع َ‬
‫الي َ‬ ‫ك ِّذ ُب ِب ّ‬
‫الد ِ‬ ‫﴿ َأ َرَأ َ‬
‫يت َّالذي ُي َ‬
‫الماعون ﴾‬
‫َ‬ ‫عون‬
‫َ‬ ‫راءون۝ َو َي َ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫ساهون۝ َّال َ‬
‫ذين ُهم ُي‬ ‫َ‬ ‫ين۝ َّال َ‬
‫ذين ُهم َعن َص ِ‬
‫الت ِهم‬ ‫لم َصلّ َ‬
‫لِ ُ‬

‫الماعون ‪٧-١‬‬

‫فالتكذيب بالدين الذي هو معتقد كفري‪ ،‬يترجم عمليا بدفع األيتام‪ ،‬وظلمهم‪ ،‬وعدم الحض على‬
‫طعام المسكين‪ ،‬التي هي أخالق‪ ،‬كذلك انقطاع الصلة مع هللا تترجم عمليا بالرياء ومنع الماعون‪.‬‬

‫في المقابل عند الحديث عن اإلسالم وصفات المسلمين نجد في الكتاب والسنة أن اإلسالم إنما‬
‫يتجلى في حسن األخالق‪ ،‬فقد روي عن رسول هللا صلى عليه وسلم يقول فيه‪:‬‬

‫إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق‬

‫ففي هذا الحديث يستخدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أداة الحصر والتوكيد “إنما” ليثبت أن‬
‫اإلسالم الذي جاء به إنما هو مكارم األخالق‪.‬‬

‫وهذا ربنا يتحدث عن صفات المتقين الذين أعد لهم مغفرة وجنة عرضها السموات واألرض فيقول‪:‬‬

‫ذين‬ ‫لم َّت َ‬


‫قين۝ َّال َ‬ ‫ماوات َواَأل ُ‬
‫رض ُأ ِع َّدت لِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس‬ ‫غف َر ٍة ِمن َر ِّبكُ م َو َج َّن ٍة َع ُ‬
‫رض َها َّ‬ ‫سارعوا ِإ لى َم ِ‬
‫﴿ َو ِ‬
‫ب‬ ‫اس َوهَّللاُ ُي ِح ُّ‬ ‫ّ‬
‫الن ِ‬ ‫العافين َع ِن‬
‫َ‬ ‫يظ َو‬ ‫الغ َ‬
‫َ‬ ‫مين‬
‫َ‬ ‫الكاظ‬
‫ِ‬ ‫اء َو‬ ‫اء َو َّ‬
‫الض ّر ِ‬ ‫الس ّر ِ‬ ‫َّ‬ ‫قون ِفي‬
‫َ‬ ‫نف‬
‫ُي ِ‬
‫نوب ِهم‬ ‫است َ‬
‫غفروا لِ ذُ ِ‬ ‫فاح َش ًة َأ و َظ َلموا َأ ُ‬
‫نف َس ُهم َذ َك ُروا هَّللاَ َف َ‬ ‫ِ‬ ‫ذين ِإ ذا َف َعلوا‬ ‫نين۝ َو َّال َ‬
‫حس َ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫مون۝ُأ ولِئ َك َجزاُؤ ُهم َم ِ‬
‫غف َر ٌة‬ ‫َ‬ ‫نوب ِإ اَّل هَّللاُ َو َلم ُي ِص ّروا َعلى ما َف َعلوا َو ُهم َي َ‬
‫عل‬ ‫غف ُر ُّ‬
‫الذ َ‬ ‫َو َمن َي ِ‬
‫لين ﴾‬
‫العام َ‬ ‫جر‬ ‫دين فيها َو ِن َ َأ‬ ‫حت َها اَأل‬
‫ات َتجري ِمن َت ِ‬
‫ِمن َر ِّب ِهم َو َج ّن ٌ‬
‫ِ‬ ‫عم ُ‬ ‫َ‬ ‫نهار خالِ‬
‫ُ‬

‫آل عمران ‪١٣٦-١٣٣‬‬

‫فأهل اإلسالم المتقين هم الذين يتصفون بهذه األخالق‪:‬‬

‫● خلق اإلنفاق على الخلق‬


‫● خلق الحلم والمتمثل في كظم الغيظ‬
‫● خلق العفو عن الناس‬
‫● خلق التواضع لله واإلنابة إليه سبحانه‬

‫ولو تتبعنا القرآن والسنة‪ ،‬لوجدنا أن اإلسالم لم يترك خلقا حسنا إال حض عليه وأمر به‪ ،‬وكان اإلسالم‬
‫يتجلى فيه‪ ،‬ولم يترك خلقا سيئا إال حذر منه‪ ،‬وكان منافيا لحقيقة اإلسالم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قبل أن أختم األمثلة التي في الحقيقة يصعب حصرها نظرا لكونها ُج ُّل الوحي‪ ،‬نأخذ المثال التالي‬
‫الذي يعكس أن األخالق هي التجلي العملي لمعتقد الشخص‪ ،‬فإن كان مؤمنا كانت أخالقه حسنة‬
‫وإن كان كافرا كان أخالقه سيئة‪ ،‬إنه قل الحق سبحانه‪:‬‬

‫ليسرى۝ َوَأ ّما‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬


‫عيكُ م َل َش ّتى۝ َف ّما َمن عطى َو َّاتقى۝ َو َص َّد َق ِب ُ‬
‫الحسنى۝ َف َس ُن َي ِّس ُر ُه لِ ُ‬ ‫﴿ ِإ َّن َس َ‬
‫لعسرى ﴾‬ ‫استغنى۝ َو َك َّذ َب ِب ُ‬
‫الحسنى۝ َف َس ُن َي ِّس ُر ُه لِ ُ‬ ‫َمن َب ِخ َل َو َ‬

‫الليل ‪١٠-٤‬‬

‫واآليات صريحة وواضحة في الترابط بين اإليمان باآلخرة واإلنفاق والعكس صحيح أي الترابط بين‬
‫الكفر باآلخرة والبخل‪.‬‬

‫أي أنه ال إيمان صحيح إال مع خلق حسن يتجلى فيه‪ ،‬فال يمكن أن يكون المرء مؤمنا وهو سيء‬
‫الخلق كما يتصور البعض‪.‬‬

‫الجانب التعبدي في األخالق‬


‫األخالق في اإلسالم ليست مجرد صفات حسنة يتصف بها المرء‪ ،‬وإنما هي أوامر ربانية يطيعها‬
‫المرء رجاء رضوانه سبحانه وخوفا من عذابه‪ ،‬أي أنها عبادة ُيتعبد هللا بها‪ ،‬ولذلك هي تعكس‬
‫اإليمان الصحيح الذي ينجي صاحبه من عذاب هللا‬

‫من األدلة الكثيرة على الجانب التعبدي في األخالق قوله سبحانه حاكيا عن المؤمنين‪:‬‬

‫بوسا‬‫وما َع ً‬ ‫خاف ِمن َر ِّبنا َي ً‬ ‫زاء َوال ُش ً‬


‫كورا۝ِإ ّنا َن ُ‬ ‫ريد ِمنكُ م َج ً‬ ‫جه هَّللاِ ال ُن ُ‬ ‫﴿ ِإ َّنما ُن ِ‬
‫طع ُمكُ م لِ َو ِ‬
‫زاهم ِبما َص َبروا َج َّن ًة‬ ‫ضر ًة َو ُس ً‬
‫رورا۝ َو َج ُ‬ ‫اهم َن َ‬
‫وم َو َل ّق ُ‬ ‫قاه ُم هَّللاُ َش َّر ذلِ َك َ‬
‫الي ِ‬ ‫ريرا۝ َف َو ُ‬ ‫َق َ‬
‫مط ً‬
‫ريرا ﴾‬
‫َو َح ً‬

‫اإلنسان ‪١٢-٩‬‬

‫وقوله سبحانه‪:‬‬

‫قين‬
‫اد َ‬‫الص ِ‬
‫تات َو ّ‬
‫القان ِ‬
‫ِ‬ ‫تين َو‬
‫القان َ‬
‫ِ‬ ‫نات َو‬
‫ؤم ِ‬ ‫نين َو ُ‬
‫الم ِ‬ ‫ؤم َ‬‫الم ِ‬
‫مات َو ُ‬
‫ِ‬ ‫مين َو ُ‬
‫المسلِ‬ ‫َ‬ ‫المسلِ‬
‫ُ‬ ‫﴿ ِإ َّن‬
‫الم َت َص ِّد ِ‬
‫قات‬ ‫الم َت َص ِّد َ‬
‫قين َو ُ‬ ‫عات َو ُ‬
‫الخاش ِ‬
‫ِ‬ ‫عين َو‬
‫الخاش َ‬
‫ِ‬ ‫رات َو‬ ‫رين َو ّ‬
‫الص ِاب ِ‬ ‫الص ِاب َ‬
‫قات َو ّ‬
‫اد ِ‬‫الص ِ‬
‫َو ّ‬
‫رات َأ َع َّد‬
‫اك ِ‬ ‫ثيرا َو ّ‬
‫الذ ِ‬ ‫رين هَّللاَ َك ً‬
‫اك َ‬ ‫ظات َو ّ‬
‫الذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحاف‬
‫ِ‬ ‫ظين ُف َ‬
‫روج ُهم َو‬ ‫َ‬ ‫الحاف‬
‫ِ‬ ‫مات َو‬
‫ِ‬ ‫مين َو ّ‬
‫الصاِئ‬ ‫َ‬ ‫الصاِئ‬
‫َو ّ‬
‫ظيما ﴾‬
‫ً‬ ‫غف َر ًة َوَأ ً‬
‫جرا َع‬ ‫هَّللاُ َل ُهم َم ِ‬

‫‪4‬‬
‫األحزاب ‪٣٥‬‬

‫إلى غير ذلك من اآليات الكثيرة الدالة على وجوب األخالق الحسنة نظرا ألمر هللا بها والترغيب فيها‬
‫بالمغفرة واألجر العظيم‪.‬‬

‫أهمية األخالق في الدعوة‬


‫عند دراستنا لخطوات الحبيب صلى هللا عليه وسلم في تكوين جماعة للمسلمين وجدنا أن أخالقه‬
‫صلى هللا عليه وسلم الحسنة ‪-‬وكلها حسنة‪ -‬كان لها التأثير البالغ في قبول دعوته إلى اإلسالم‪،‬‬
‫فقريش قد علمت من صدقه وأمانته ما يجعلهم واثقين أنه صلى هللا عليه وسلم ما كان ليدع‬
‫الكذب على الناس ثم يكذب على هللا ومن ثم فهو بال شك صادق في كونه رسول هللا أرسله بدين‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫إن أخالق الداعية هي أبلغ وسيلة للدعوة‪ ،‬ألنها خير برهان على صدق دعوة الداعي‪ ،‬وهذا قد نص‬
‫عليه شعيب عليه السالم مخاطبا قومه‪:‬‬

‫ريد َأ ن ُأ خالِ َفكُ م ِإ لى‬


‫زقا َح َس ًنا َوما ُأ ُ‬
‫نه ِر ً‬
‫نت َعلى َب ِّي َن ٍة ِمن َر ّبي َو َر َز َقني ِم ُ‬ ‫وم َأ َرَأ ُ‬
‫يتم ِإ ن كُ ُ‬ ‫﴿قال يا َق ِ‬
‫َ‬
‫َأ‬
‫يه ُأ ُ‬
‫نيب﴾‬ ‫يه َت َو َّك ُ‬
‫لت َوِإ َل ِ‬ ‫عت َوما َتوفيقي ِإ اّل ِب َّ‬
‫الل ِه َع َل ِ‬ ‫َ‬
‫است َط ُ‬ ‫صالح َما‬
‫َ‬ ‫نه ِإ ن ُأ ُ‬
‫ريد ِإ اَّل اِإل‬ ‫ما نهاكُ م َع ُ‬

‫[هود‪]٨٨ :‬‬

‫فإذا رأى الناس األخالق الحسنة للداعية أقبلوا على اإلسالم حتى قبل أن يكلمهم‪ ،‬وهذا ما حدث‬
‫بالفعل مع دول شرق آسيا‪ ،‬فماليزيا وأندونيسيا وغيرها من الدول إنما دخلهم اإلسالم بسبب أخالق‬
‫التجار المسلمين التي كانت تعكس دينهم‬

‫لذلك يمكن القول بأنه ال غنى للدعوة عن األخالق الحسنة‬

‫كيف فسدت أخالق األمة‬


‫رأينا فيما أن األخالق الحسنة هي اإلسالم‪ ،‬لذلك عند ضياع اإلسالم بسبب االبتعاد عن الوحي ضاعت‬
‫األخالق‪ ،‬وال عجب في ذلك فحين يترك الوحي جانبا فإن الدين كله يضيع‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫لألسف حتى عندما يحاول البعض الرجوع إلى الدين فإنه ال يتعلمه من الوحي باألسلوب الرباني الذي‬
‫رأينا كيف يبرز األخالق في اإليمان‪ ،‬وإنما يتعلمه كمسائل منفردة وشعائر‪ ،‬وكهذا تظل األخالق‬
‫الحسنة في مجال الكمال ال الضروري ومن ثم ال تجد االهتمام الالزم بها منجلي عملي لهذا الدين‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like