You are on page 1of 5

‫عمل الطالب‪:‬راكان محمد الجديد ‪١٠٤‬‬ ‫االحتكاك‬

‫قوّ ة االحتكاك هي عبارة عن مُقاومة جسم للحركة؛‬


‫حيث يتحرَّ ك هذا الجسم على جسم آخر‪ .‬قوّ ة االحتكاك‬ ‫ُ‬
‫ال ُتعتبر قوّ ة أساسيّة كقوّ ة الجاذبيّة أو القوّ ة‬
‫حيث يرى العلماء أنَّ قوّ ة االحتكاك‬ ‫ُ‬ ‫الكهرومغناطيسيّة؛‬
‫التجاذب الكهرومغناطيسيّ بين الجُزيئات‬ ‫ُ‬ ‫هي نتاج‬
‫المشحونة لسطحين مُتالمسين‪ ]١[،‬ومن منظور أعمق‪،‬‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫فإنَّ أسطح األجسام تبدو على أ ّنها جبال ووديان؛‬
‫ال ُتوجد أيّ ما ّدة تخلو من هذه التضاريس (عند النظر‬
‫إليها من منظور الجزيئات)‪ ،‬ولهذا؛ فإ َّنه وعند تالمُس‬
‫جسمان معاً‪ ،‬فإ ّنهم يتالمسان في ِنقاط مُعيّنة وليس كامل‬
‫السّطح‪ ،‬وبزيادة ُكتلة الجسم‪ ،‬فإ ّنه يزداد التصاق‬
‫الجسمين معاً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تزداد نقاط التماسّ بينهما‪  ]٢[.‬‬
‫بدأ العلماء بدراسة ووضع القوانين المُختصّة بقوّ ة‬
‫االحتكاك في القرن الخامس عشر؛ لكنّ هذه القوانين لم‬
‫تكن مؤ ّكدة نظراً لصعوبة تطبيق بعض التجارُب آنذلك‪،‬‬
‫وخصوصا ً أنَّ قوّ ة االحتكاك مُع ّقدة‪ .‬هنالك العديد من‬
‫االستثناءات لكل قانون مُختص بقوّ ة االحتكاك؛ فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬قد تلتصق بعض المواد المصقولة ببعضها‬
‫البعض‪ ]١[.‬إنَّ المبدأ الذي ينصّ على أنَّ االحتكاك‬
‫يتناسب طرد ّيا ً مع كتلة الجسم؛ هو مبدأ قديم يُطبَّق في‬
‫الفيزياء القديمة فقط‪ ،‬ففي الفيزياء الحديثة‪ ،‬يت ّم دراسة‬
‫ً‬
‫إضافة‬ ‫قوى االحتكاك الناشئة بين الذرّ ات أو الجُزيئات‪،‬‬
‫إلمكانيّة دراسة حاالت فيزيائيّة مُعيّنة كان من الصعب‬
‫الوصول إليها قُبيل القرن العشرين للميالد‪ ]٣[.‬قوانين‬
‫االحتكاك إنَّ لقوّ ة االحتكاك بعض القوانين التي ُتبيِّن‬
‫مبدأ عملها‪ ،‬ومن هذه القوانين‪ ]٢[:‬تتناسب قوّ ة االحتكاك‬
‫تناسبا ً طرد ّيا ً مع وزن الجسم‪ .‬إنَّ مساحة منطقة التماسّ‬
‫ال ُتح ِّدد قوّ ة االحتكاك في حال ثبات الوزن لكال‬
‫تتأثر بسُرعة الجسم؛‬ ‫الجسمين‪ .‬إنَّ قوّ ة االحتكاك ال َّ‬
‫شريطة أاّل يكون الجسم ساكناً‪ .‬أنواع االحتكاك ال يُوجد‬
‫في الطبيعة بيئة خالية من االحتكاك‪ ،‬ح ّتى في الفضاء‬
‫الخارجي؛ فإنَّ الجُزيئات الصغيرة قد تتفاعل مع بعضها‬
‫لة قوّ ة احتكاك‪]١[،‬وبالتالي وهنالك عدة‬ ‫البعض مُش ّك ً‬
‫أنواع لقوّ ة االحتكاك‪ ،‬وهم‪ ]٤[]١[:‬االحتكاك الحركيّ ‪:‬‬
‫هو الذي ينشأ نتيجة حركة جسم بالنسبة إلى جسم آخر‪.‬‬
‫االحتكاك ال ّساكن‪ :‬هو الذي ينشأ بين سطحين أو جسمين‬
‫ساكنين بالنسبة لبعضهما البعض‪ ،‬فال يتم تحريك أي من‬
‫الجسمين (يبقيان على وضعيّتهما)‪ ،‬وهو أيضا ً ما يمنع‬
‫جسم موضوع على سطح مائل من االنزالق‪ .‬إنَّ مقدار‬
‫بشكل عام‪ ،‬يُعتبر أكبر من‬ ‫ٍ‬ ‫االحتكاك السّاكن بين جسمين‬
‫مقدار االحتكاك بين الجسمين ذاتهما عند تحرُّ كهما مقابل‬
‫بعضهما البعض‪ .‬االحتكاك الدوّ ار‪ :‬ينشأ االحتكاك‬
‫الدوّ ار (باإلنجليزيّة‪ )Rolling friction :‬عند تدحرُج‬
‫بشكل حُرّ على سطح ما‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عجلة‪ ،‬أو ُكرة‪ ،‬أو اسطوانة‬
‫ويُع َت َبر سبب االحتكاك الرئيسي عند التدحرُج هو فُقدان‬
‫تشوه األجسام؛ فعند تدحرُج ُكرة‬ ‫الطاقة المسؤولة عن ُّ‬
‫َّ‬
‫تتسطح قليالً‪،‬‬ ‫على سطح مُستوي‪ ،‬فإنَّ هذه ال ُكرة سوف‬
‫وسيُصبح السطح مُس ّننا ً بعض الشيء عند منطقة ال ّتماس‬
‫مع الكرة؛ فهذا الفُقدان الداخلي في ال ُكرة والسطح هو ما‬
‫يمنع ال ُكرة من االرتداد عن األرض إلى نفس المُستوى‬
‫الذي سقطت منه‪ .‬إنَّ معامل االحتكاك لالحتكاك الدوّ ار‬
‫يُع ّد أق ّل من ُه لالحتكاك الطبيعي بمقدار ‪ 100‬إلى ‪1000‬‬
‫مرّ ة‪ .‬إنَّ ذرّ ات الما ّدة الصُّلبة نفسها تتعرَّ ض لالحتكاك‬
‫بين بعضها البعض‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬عند ضغط‬
‫مُكعَّب مصنوع من المعدن‪ ،‬تتحرَّ ك جميع الذرات‬
‫المُكوّ نة له مُش ّك ً‬
‫لة ما يُعرف باالحتكاك ال ّداخلي‬
‫(باإلنجليزيّة‪ ،)Internal friction :‬وفي السوائل‪ ،‬فإنَّ‬
‫قوّ ة االحتكاك هي المقاومة لحركة طبقتين من الموائع‬
‫و ُتسمّى باللزوجة‪ ،‬وكلما زادت كثافة السائل‪ ،‬زادت‬
‫لزوجته‪ ،‬فالعسل على سبيل المثال أكثر لزوجة من‬
‫الماء‪ ]١[.‬معامل االحتكاك عند تحرُّ ك جسمين صلبين‬
‫مُقابل بعضهما البعض‪ ،‬فإنهما سوف يتعرَّ ضان لقوّ ة‬
‫حيث إنَّ هذا االحتكاك يُساوي عدداً‬ ‫ُ‬ ‫احتكاك حركي؛‬
‫كسر ّيا ً للقوّ ة العموديّة بين هذين السّطحين‪ ،‬ويتم التوصُّل‬
‫لهذا العدد الكسري باستخدام مُعامل االحتكاك‪ ،‬والذي‬
‫يتم التوصُّل إليه عن طريق ال ّتجارُب‪ ]١[.‬تطبيقات على‬
‫قوّ ة االحتكاك تلعب قوّ ة االحتكاك دوراً مُه ّما ً في حياة‬
‫اإلنسان اليوميّة‪ ،‬فعند دلك جسمين ببعضهما البعض‪،‬‬
‫تن ُتج طاقة حراريّة بسبب تحوُّ ل بعض من الطاقة‬
‫الحركيّة إليها بفعل قوّ ة االحتكاك (وهذا سبب تولُّد النار‬
‫عند دلك اثنتين من العُصي ببعضهما البعض)‪ .‬قوّ ة‬
‫االحتكاك أيضا ً مسؤولة عن عمل بعض القطع في‬
‫الدرّ اجات الهوائيّة؛ ولهذا ُتستخدم بعض أنواع السواِئل‬
‫وزيوت التشحيم لتخفيف احتكاك قطع الدرّ اجة‪ ]١[،‬وفي‬
‫مجال السيّارات‪ ،‬ف ُتطبَّق مبادئ االحتكاك على إطارات‬
‫السيّارة؛ فإذا كانت اإلطارات ملساء وسطح الطريق‬
‫الذي تسير عليه السيّارة أيضا ً أملس‪ ،‬فإ َّنها سوف تستمرّ‬
‫في التحرُّ ك لألمام دون تو ُّقف ح ّتى وإنْ حاول السّائق‬
‫إيقافها‪ ،‬ولهذا السبب؛ يت ّم تصنيع إطارات السيّارات بأن‬
‫ك مع الطريق‪ .‬إنَّ‬ ‫يكون سطحها خشن لكي تحت ّ‬
‫االحتكاك ليس فقط ضروري فيما يخص إطارات‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫السيّارات‪ ،‬لك ّنه أيضا ً يدخل في مبدأ عمل المكابح‪،‬‬
‫تأتي الحاجة لقوّ ة تستطيع مقاومة قوّ ة المُحرِّ ك‪ ،‬وقوّ ة‬
‫االحتكاك هي األمثل لذلك‪ .‬وفي اآلالت كالسيّارات‪ ،‬فإنَّ‬
‫قوّ ة االحتكاك ُتقلِّل من كفاءة اآللة‪ ،‬فالسيّارة على سبيل‬
‫ستنزف ربع قوّ تها من أجل مُقاومة قوّ ة‬ ‫المثال‪َ ،‬ت ِ‬
‫إضافة إلى احتكاك‬ ‫ً‬ ‫االحتكاك الموجودة داخل المُحرِّ ك‪،‬‬
‫السيّارة بالهواء عند تحرُّ كها في الطريق‪ ]٣[.‬إنَّ مبادئ‬
‫قوّ ة االحتكاك ُتع ّد مُع ّقد ًة ج ّداً‪ ،‬وما زاد هذا التعقيد إاّل‬
‫اكتشافات الفيزياء الحديثة‪ ،‬و ُتشير بعض التقارير إلى أنَّ‬
‫المُهندسين يطمحون البتكار مُحرّ كات ومُس ّننات مجهريّة‬
‫(صغيرة ج ّداً) شبيهة بال ّدارات الكهربائيّة المجهريّة من‬
‫حيث المبدأ‪ ،‬ولكن العائق ح ّتى اآلن هو الحاجة للتعامُل‬
‫مع قوانين االحتكاك والتي تختلف عن القوانين المُطبَّقة‬
‫في اآلالت مُتوسّطة الحجم‪٣[.‬‬

You might also like