‫خطة البحث‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزوير في العقود العرفية‬
‫المطلب األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول دعوى التزوير الفرعية‬
‫الفرع الثاني‪:‬إجراءات دعوى التزوير الفرعية‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الحكم الصادر في موضوع اإلدعاء‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دعوى التزوير األصلية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلدعاء بالتزوير في العقود الرسمية‬
‫المطلب األول‪ :‬دعاوى التزوير العقود الرسمية‬
‫الفرع األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دعوى التزوير األصلية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم في االدعاء بالتزوير‬
‫الفرع األول ‪ :‬الحكم الرافض لالدعاء بالتزوير‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحكم بقبول االدعاء بالتزوير‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في الحكم الصادر في االدعاء بالتزوير‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪1‬‬
 ‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعتبر التزوير في المحررات من أهم المواضيع التي عالجها القانون ‪ ،‬والتي تطرح عدة إشكاالت قانونية‬
‫‪ ،‬إذ أنه يعتبر واقعة مادية يقوم بها من يريد الوصول إلى أهداف غير مشروعة ‪ ،‬وإنشاء مراكز قانونية‬
‫‪ ،‬إذ يعتبر وسيلة من وسائل هدم حجية المحررات ‪ ،‬وجوهر التزوير يكمن في الكذب المكتوب وهذا ما‬
‫يميزه عن باقي الجرائم التي جرم فيها المشرع الكذب مثل شهادة الزور ‪ ،‬البالغ الكاذب ‪ ،‬وعلى هذا قام‬
‫المشرع الجزائري بتجريم هذا الفعل وتوقيع العقاب على فاعله ‪.‬‬
‫وهذا ما سنتناوله في موضوع دراستنا حول االدعاء بالتزوير في العقود ولذلك سنتعرض من خالل هذا‬
‫البحث إلى مبحثين ‪ ( ،‬المبحث األول ) سنتطرق إلى تزوير العقود العرفية‪ ،‬ثم سننتقل في ( المبحث‬
‫الثاني ) في االدعاء بتزوير العقود الرسمية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫المبحث األول‪ :‬التزوير في العقود العرفية ‪:‬‬
‫تخضع دعوى التزوير سواء الفرعية أو األصلية لنفس األحكام واإلجراءات التي تسري على دعوى‬
‫مضاهاة الخطوط بنوعيها ‪ ،‬ذلك أن المشرع الجزائري قد تناول إجراءات رفع دعوى تزوير العقود‬
‫العرفية في أربعة مواد من ق‪.‬إ‪.‬م‪ ) 571 ، 577 ، 571 ، 571 ( ! .‬وقد أحال في المادة ‪ 571‬من نفس‬
‫القانون إجراءات الطعن بالتزوير في المحرر العرفي إلى اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪511‬‬
‫ومايليها من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المتعلقة بمضاهاة الخطوط ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‪:‬‬
‫يتم اإلدعاء في الغالب من خالل دعوى قائمة يستند فيها رافعها إلى محرر معين ‪ ،‬فيطعن الخصم‬
‫اآلخر على هذا المحرر بالتزوير فيعد طعنه في هذه الحالة دعوى تزوير فرعية ( المادة ‪ 571‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬‬
‫!)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول دعوى التزوير الفرعية ‪ :‬باإلضافة إلى الشروط العامة الالزمة في أية‬
‫دعوى المتمثلة في الصفة والمصلحة واألهلية ‪ ،‬فإن أي إدعاء فرعي بالتزوير يتطلب شروط خاصة به‬
‫وإال كان غير مقبول ‪ ،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪5‬ـ الشروط المتعلقة باإلدعاء ذاته ‪ :‬تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬أن تكون هناك دعوى أصلية ‪ :‬أي دعوى قائمة بين الخصوم والتي يقوم من خاللها المحرر محل الطعن‬
‫وبالتالي فإذا فصل فيها بحكم جائز لقوة الشيء المقضي به ‪ ،‬فال مجال للطعن بالتزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك محرر مزور سواء كان التزوير ماديا أو معنويا ‪ ،‬وسواء كان المحرر عرفيا أو رسميا‬
‫‪- .‬أن يكون الطعن منتجا في الدعوى األصلية ‪ ،‬وهو أهم شرط لقبول دعوى التزوير الفرعية مهما كانت‬
‫الجهة القضائية التي يتمسك بها امامها ‪ ،‬ومناط هذا الشرط أن يتوقف على مدى جدية اإلدعاء بالتزوير‪.‬‬
‫‪ -2‬الشروط المتعلقة باألطراف ‪ :‬مادام الطعن بالتزوير يقدم في طلب طبقا للقواعد المقررة إلفتتاح‬
‫الدعاوى ‪ ،‬فإنه يفترض أن هذه األخيرة تتم بين طرفين هما ‪:‬‬
‫‪ -‬المدعى ‪ :‬مقدم طلب التزوير أو الطاعن بالتزوير ‪ ،‬وهو الخصم الذي يحتج عليه بالمحرر المطعون‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪-‬المدعى عليه ‪ :‬أي المطعون ضده ‪ ،‬وهو الشخص المتمسك بقوة الورقة المطعون فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬الغير ‪ :‬الغير في المحرر العرفي ال يحتج عليه ‪ ،‬وبالتالي ال يجوز لهم الطعن بالتزوير ‪ ،‬وإنما إنكار‬
‫هذا المحرر لكن إذا لم لم يكن ثابت التاريخ ‪ .‬أما إذا كان له تاريخ ثابت عندئذ يجوز لهم الطعن بالتزوير‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وهذا متى كان هذا الغير طرفا في الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫‪-1‬الشروط المتعلقة بالمحرر ‪ :‬و هي الكتابة و التوقيع ‪ ،‬إال أنه يجدر بنا أن نشير إلى بعض الحاالت أين‬
‫ال يكون الدفع باإلنكار أو عدم العلم مجديا ‪ ،‬بل يتعين الطعن بالتزوير مباشرة‪ ،‬وهي الحاالت التي لم‬
‫يتناولها المشرع الجزائري ولكن تطرق إليها الفقه والقانون المقارن وتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة من إحتج عليه بمحرر عرفي وناقش موضوعه ‪.‬‬

‫‪-5‬الطالبة بن معمر خوخة‪ .‬بركو ليلى‪ .‬مذكرة لنيل شهاذة الماستر في القانون الخاص الشامل‪ .‬العقود العرفية كوسيلة الثباث الملكية العقارية‪.‬‬
‫جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ‪ . 2151 2151 .‬ص ‪11 12 15‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪ -‬حالة ما إذا أقر الخصم أن الختم الموضوع على المحرر هو له ‪ ،‬لكنه ينكر فعل التختيم عليه ‪.‬‬
‫‪-‬حالة صدور التوقيع على المحرر العرفي أمام موظف عام مختص ‪.‬‬
‫‪-‬حالة ما إذا أقر الخصم بأن التوقيع الوارد في المحرر له ‪ ،‬لكن ينازع فيما ورد في الكتابة ‪.‬‬
‫‪-‬حالة ما إذا صدر حكم بصحة التوقيع الوارد على المحرر بعد إجراء تحقيق الخطوط ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬إجراءات دعوى التزوير الفرعية‪ :‬يثار اإلدعاء الفرعي بالتزوير حسب المادة ‪511‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بمذكرة تودع أمام القاضي الذي ينظر في الدعوى األصلية ‪ ،‬بحيث تتضمن هذه المذكرة األوجه‬
‫التي يستند إليها الطاعن إلثبات التزوير تحت طائلة عدم قبول اإلدعاء ‪ .‬تختص بنظر دعوى التزوير‬
‫الفرعية ذات المحكمة المنظور أمامها الدعوى األصلية ‪ ،‬وإذا كانت القضية قد إستأنفت أمام المجلس‬
‫وأورد اإلدعاء بالتزوير في ورقة مقدمة إليه ‪ ،‬وجب اإلدعاء بالتزوير في قلم كتاب ذلك المجلس ‪ ،‬وإذا‬
‫كان اإلستئناف غير جائز فال يقبل اإلدعاء بالتزوير في هذه الحالة ‪.‬‬
‫أما اإلختصاص المحلي في هذه الدعوى فهو مرتبط بالدعوى األصلية ‪ ،‬وبالتالي ينعقد اإلختصاص‬
‫المحلي للمحكمة بنظر هذه الدعوى تبعا إلختصاص المحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه ‪،‬‬
‫مالم ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬
‫يخضع اإلدعاء بالتزوير لتقدير القاضي الذي يراقب ما إذا كان منتجا في الدعوى األصلية أم ال وبناء‬
‫على هذا الشرط يتحدد مصير هذا اإلدعاء ‪ ،‬بل وحتى الدعوى األصلية هذا ما قضت به المادة ‪ 511‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫ويكون اإلدعاء منتجا في الدعوى في ثالث حاالت وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون المحرر العرفي حجة في اإلثبات ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون هذا المحرر مما لم يسبق الطعـن فيـه بالتزوير وفصل في أمر صحته من عدمها ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون هناك تمسك صريح بالمحرر المدعى بتزويره من طرف المحرر من قدمه ( المادة ‪571‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ) وبالتالي فخـارج هذه الحاالت فإن القاضي يستبعد المحـرر مـن الـدعوى ويستمر في نظرها ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الحكم الصادر في موضوع اإلدعاء ‪ :‬يكون حكم القاضي بعد اإلنتهاء من التحقيق في‬
‫الورقة المدعى بتزويرها إما برفض اإلدعاء لعدم التأسيس ‪ ،‬وإما الحكم بعدم صحة المحرر العرفي ‪.‬‬
‫في حالة عدم ثبوت التزوير إلعتبار أن أوجه التزوير التي أثارها الطاعن في إدعائه غير مؤسسة ‪ ،‬وال‬
‫تصلح إلثبات التزوير ‪ ،‬فإن الطاعن يكون قد أخطأ في تكييف إدعائه وبالتالي يتعين على القاضي‬
‫برفض اإلدعاء لعدم التأسيس ‪ .‬وعليـه يحتفظ المحرر حجيته وقوته في اإلثبات في الدعوى األصلية‬
‫‪1‬‬
‫القائمة بين الطرفين ‪.‬‬
‫أما إذا ثبت أن المحرر مزور ‪ ،‬فإن المحكمة تقضي بعدم صحة المحرر جزئيا أو كليا مع إستبعاده‬
‫والتأشير عليه بذلك ‪ ،‬إلى جانب إتخاذ بعض التدابير التي عددتها المادة ‪ 511‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ حيث نص على‬
‫‪ " :‬إذا قضى الحكم بثبوت التزوير ‪ ،‬يأمر إما بإزالة أو إتالف المحرر أو شطبه كليا أو جزئيا وإما‬
‫بتعديله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بن معمر خوخة‪ .‬بركو ليلى‪ .‬نفس المرجع السابق ‪ .‬ص ‪11 16 12‬‬

‫‪4‬‬
‫يسجل المنطوق على هامش العقد المزور ‪ ، " ...‬وإذا أمر الحكم برد المستنذات المقدمة وذلك في إطار‬
‫مضاهاة الخطوط من الخصوم ‪ ،‬فيكون هذا األمر موقف التنفيذ طالما أن أجلي الطعن باإلستئناف‬
‫والنقض لم يمضيا بعد ( طبقا للمادة ‪ 516‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪. ) ! .‬‬
‫للقاضي أن يحكم بغرامة مالية على المدعى بالتزوير الذي أساء إستعمال حقه ‪ ،‬إذا ثبت من مضاهاة‬
‫الخطوط أن المحرر مكتوب أو موقع من خصمه ‪ ،‬ولقد حددت المادة ‪ 576‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ قيم هذه الغرامة‬
‫والتي تتراوح ما بين ‪ 1111‬إلى ‪ 110111‬دج ‪ ،‬مع العلم أنه ال يجوز فيها التضامن إال بنص القانون كما‬
‫ال يجوز فيها التعدد فال يقضى فيها سوى بغرامة واحدة ولو تعددت األوراق المطعون فيها بالتزوير من‬
‫المدعى‪.‬‬
‫بعد فوات مواعيد الطعن في الحكم القاضي بالتزوير ‪ ،‬فإن هذا الحكم يصبح حائزا لحجية الشيء‬
‫المقضي به ‪ ،‬وبالتالي يترتب عنه بطالن المحرر العرفي ويستبعد من الدعوى األصلية ‪ .‬إضافة إلى ذلك‬
‫فإنه بثبوت التزوير يترتب عنه نشوء جريمتين ‪ :‬األولى تتمثل في جريمة التزوير في محررات عرفية‬
‫طبقا للمادة ‪ 251‬من ق‪.‬ع‪.‬ج ( ‪ ، ) 5‬أما الثانية فتتمثل في جريمة إستعمال المزور طبقا للمادة ‪ 221‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬
‫المطلب الثاني دعوى التزوير األصلية ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 571‬ق‪.‬إ‪.‬م على أنه ‪ " :‬إذا كان المحرر العرفي محل دعوى أصلية بالتزوير يجب أن يبين‬
‫في العريضة اوجه التزوير " ‪.‬‬
‫تجيز هذه المادة لمن يدعي التزوير أن يرفع دعوى تزوير أصلية ‪ ،‬قبل من يتمسك بالورقة كأن يعلم‬
‫شخص أن بيد آخر ورقة عرفية مزورة ويخشى اإلحتجاج عليه بهذه الورقة ‪ ،‬فيرفع دعوى أصلية على‬
‫من بيده الورقة ومن يفيد منها بالطرق المعتادة لرفع الدعاوى ‪ ،‬يطلب فيها الحكم بتزوير الورقة وعلى‬
‫المدعي إثبات تزويرها طبقا لألوضاع التي نص عليها القانون إلثبات صحة الورقة ‪ ،‬وتراعي المحكمة‬
‫في هذه الدعوى وفي الحكم فيها ‪ ،‬القواعد المنصوص عليها في شأن تقدير اإلدعاء بالتزوير وتحقيق‬
‫الخطوط بقدر ما يتفق والعمل بهذه القواعد مع طبيعة الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫وترفع هذه الدعوى باالجرءات المعتادة لرفع الدعوى ويشترط أن يبين في العريضة أوجه التزوير التي‬
‫يستند إليها المدعي إلثبات التزوير ‪ .‬وتتحدد المحكمة المختصة بالدعوى محليا وفقا لموطن المدعى عليه‬
‫طبقا للقواعد العامة في االختصاص المحلي ‪.‬‬
‫ويشترط لقبول الدعوى اال تكون الورقة المدعى بتزويرها قد رفعت بها دعوى موضوعية ‪ ،‬أمام القضاء‬
‫أو قدمها الخصم المتمسك بها دليال لصالحه ضد خصمه في نزاع بينهما ‪ ،‬إذ يتعين لمن أراد الطعن‬
‫بالتزوير في ورقة مقدمة ضده أمام القضاء ‪ ،‬أن يسلك طريق دعوى التزوير الفرعية كوسيلة دفاع في‬
‫موضوع النزاع ‪ ،‬ويكون من غير المقبول إقامة دعوى مبتدأة بطلب الحكم بتزوير المحرر المقدم في‬
‫الدعوى الموضوعية ‪ .‬ومما تقدم يتبين أنه اليجوز رفع دعوى تزوير أصلية في مستند إحتج به في نزاع‬
‫مرفوع بشأنه دعوی ‪.‬‬
‫ودون أن نعيد ماذكرناه سالفا فيما يخص إجراءات اإلدعاء بالتزوير ‪ ،‬والتحقيق فيه والحكم الفاصل في‬
‫الدعوى فإن المادة ‪ 571‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ قد أحالت فيما يخص ذلك على االجرءات المنصوص عليها في م ‪511‬‬
‫‪1‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪ ! .‬ومايليها ‪ ،‬التي تطرقنا إليهـا فـي دعوى التزوير الفرعية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بن معمر خوخة‪ .‬بركو ليلى‪ .‬نفس المرجع السلبق ‪ .‬ص ‪11 11‬‬

‫‪5‬‬
 ‫المبحث الثاني ‪:‬االدعاء بالتزوير في العقود الرسمية ‪:‬‬
‫نظرا لكثرة جرائم التزوير في المحررات الرسمية سواء القائمة على دعامة ورقية أو دعامة إلكترونية ‪،‬‬
‫ومن أجل حماية الحقوق فإن المشرع الجزائري جاء بطريقتين لرفع دعوى الطعن بالتزوير ‪ ،‬فبالرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 571‬الفقرة ‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج التي تنص ‪ « :‬يقام االدعاء بالتزوير بطلب فرعي أو‬
‫بدعوى أصلية » ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دعاوى التزوير العقود الرسمية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‪ :‬هو دفع يتم عرضه أمام القاضي الذي ينظر في الدعوى المدنية‬
‫األصلية ‪ ،‬وذلك عند الطعن في مستند وفي أي مرحلة كانت عليها الدعوى األصلية وفقا لنص المادة‬
‫‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ 5.‬أ ‪.‬‬
‫‪ -5‬صاحب الحق بالدفع بالتزوير ‪:‬ال يملك االدعاء بالتزوير غير طرفي النزاع الممثلين في الدعوى أو‬
‫خلفائهم ‪ ،‬بحيث يتعين أن يكون الطاعن خصما في الدعوى المقدم فيها المحرر ‪ ،‬سواء كان خصما‬
‫أصليا أو خصما مدخال ‪ ،‬ولخلفائهم الحق في الطعن بالتزوير أيضا ويشترط توافر عنصرين الصفة‬
‫والمصلحة في الطاعن حسب نص المادة ‪ 51‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬وال يشترط في المدعى عليه أن يكون هو‬
‫محرر الورقة المطعون عليه ‪ ،‬بل يجوز أن يكون المتمسك بها غير محررها وغير مقدمها أيضا ‪.‬‬
‫أما الغير فليس له الحق في الطعن في الحكم الذي سبب له ضررا ‪ ،‬عن طريق اعتراض الغير الخارج‬
‫عن الخصومة إذا صدر ‪ ،‬ارتكازا على محرر يعتبره مزورا أو مقلدا ‪ .‬وإنما له أن يرفع دعوى تزوير‬
‫أصلية إذا توافرت شروطها ‪.‬‬
‫‪- 2‬شروط رفع الدعوى التزوير الفرعية ‪:‬باإلضافة إلى الشروط العامة الواجبة في أية دعوى وهي‬
‫الشروط الواردة في نص المادة ‪ 51‬ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬ج والتي تتمثل في الصفة والمصلحة واإلذن إذا اشترطه‬
‫القانون ‪ ،‬غير أنه هناك شروط خاصة في االدعاء الفرعي بالتزوير وإال كان غير مقبول ‪ ،‬تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود محرر مزور سواء أكان تزويرا ماديا أو معنويا ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون هناك نزاع أصلي من أجل قبول الطلب الفرعي الخاص بالطعن بالتزوير طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 511‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للطرف الذي حكم عليه بحكم حاز قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬االدعاء بتزوير المستندات التي‬
‫حكم عليه بموجبها ألن ذلك يؤدي إلى خرق مبدأ الشيء المقضي به ‪.‬‬
‫ـ من أهم الشروط لقبول دعوى التزوير الفرعية أن تكون هناك دعوى أصلية ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون هذا االدعاء بالتزوير الفرعي منتجا في الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترط أن يكون االدعاء بالتزوير قبل إقفال باب المرافعة ‪ ،‬ولكن للمحكمة االستجابة للطلب إذا وجدته‬
‫جديا ويتوقف عليه الفصل في موضوع الدعوى األصلية ‪ ،‬ولها أن ترفض الطلب إذا وجدته مجرد وسيلة‬
‫‪1‬‬
‫لكسب الوقت وتعطيل الفصل في القضية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ .‬الطعن في العقود التوثيقية‪ .‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪2121 .‬‬
‫‪ 2125‬ص ‪11 11 17‬‬

‫‪6‬‬
 ‫‪-1‬إجراءات دعوى التزوير الفرعية‪:‬‬
‫‪-‬اإلجراءات المتبعة من قبل المدعي‪ :‬بالرجوع إلى نص المادة ‪ 511‬الفقرة ‪ 5‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج فالمشرع نص‬
‫على اإلجراءات لالدعاء بالتزوير الفرعي وذلك بإيداع مذكرة أمام القاضي الذي ينظر في الدعوى‬
‫األصلية ‪ ،‬وعلى من يدعي تحديد األوجه التي يستند عليها إلثبات االدعاء بالتزوير الفرعي ‪ ،‬وذلك تحت‬
‫طائلة عدم قبول االدعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب على المدعي أن يبلغ نسخة من مذكرته إلى خصمه طبقا لنص المادة ‪ 511‬الفقرة ‪ 5612‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن المشرع لم يحدد آجال للمدعي من أجل تبليغ المذكرة لخصمه ‪ ،‬لكن‬
‫بالنسبة لآلجال رد المدعي عليه على الطلب فإن المشرع منح السلطة التقديرية للقاضي لتحديدها ‪.‬‬
‫‪-‬إجراءات المتبعة من قبل القاضي‪ :‬باالستناد إلى نص المادة ‪ 515‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج فإن على القاضي إتباع‬
‫مجموعة من اإلجراءات المتمثلة في ‪:‬‬
‫يجوز للقاضي أن يصرف النظر عن االدعاء الفرعي بالتزوير ‪ ،‬إذا رأى أن الفصل في الدعوى ال‬
‫يتوقف على العقد المطعون فيه ‪.‬و إذا رأى القاضي ضرورة في ذلك االدعاء ‪ ،‬فإنه يستدعي الخصم‬
‫الذي قدمه من أجل التصريح عما إذا كان يتمسك به ‪ ،‬وقد يستبعد القاضي المحرر في حال ما إذا صرح‬
‫الخصم بعدم التمسك بالمحرر الرسمي أو عند عدم تصريحه ‪ .‬وإذا تمسك الخصم باستعماله ‪ ،‬دعاه‬
‫القاضي إلى إيداع أصل العقد أو نسخة مطابقة عنه إليداعه بأمانة الضبط للجهة القضائية المختصة في‬
‫أجل ال يزيد عن ‪ 1‬أيام ‪ ،‬وفي حالة عدم إيداعه خالل األجل المحدد فإنه يتم استبعاده ‪.‬‬
‫وفي حالة وجود أصل المستند مودعا ضمن محفوظات عمومية ‪ ،‬فإن القاضي يأمر السلطة المعنية‬
‫بإيداعه لدى أمانة ضبط الجهة القضائية المختصة ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ا‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -6‬االحالة الى إجراءات التحقيق‪:‬‬
‫اإلجراءات التحضيرية ‪ :‬باالستناد إلى نصوص المواد ‪ 511‬الفقرة ‪ 5‬والمادة ‪ 515‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ؛ فإنه إذا‬
‫كان هناك ادعاء بتزوير الفرعي للمحرر فتعود السلطة التقديرية للقاضي ‪ ،‬فإذا رأى أن الفصل في‬
‫الموضوع ال يتوقف على المحرر المدعى بإنكاره أو تزويره فإنه يجوز له أن يصرف النظر على الطعن‬
‫باإلنكار أو التزوير ‪ ،‬وإذا رأى أنها منتجة في هذه الحالة يقوم بالتحقيق فيه ‪ ،‬فالقاضي يوقف الفصل في‬
‫الدعوى األصلية إلى حين صدور الحكم باالدعاء بالتزوير ‪ ،‬عمال بالمادة ‪ 512‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬فيرجع‬
‫للقاضي تقدير مدى تأثير دعوى التزوير الفرعية على موضوع النزاع المرفوع أمامه ليوقف الفصل في‬
‫الدعوى األصلية من عدمه ‪.‬‬
‫التحقق في صحة المحرر‪ :‬يقوم القاضي في هذه المرحلة بالتحري في صحة المحرر ‪ ،‬إما بنفسه بشرط‬
‫أن تكون لديه عناصر تقديرية كافية ‪ ،‬دون اعتبار لطلب تحريات أو خبرة إذا بدت له الوثائق على جانب‬
‫كاف من الصحة لتبرير حكمه أو قراره ‪ ،‬وفي حالة ما إذا تعذر عليه ذلك فله أن يلجأ إلى طرق اإلثبات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ -1‬اآلثار المترتبة عن اإلحالة إلى التحقيق ‪:‬وقف الفصل في الدعوى األصلية إلى حين صدور الحكم‬
‫بالتزوير عمال بالمادة ‪ 512‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬ألنه ال يكون إال من قبيل السير في إجراءات الخصومة األصلية‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ووسيلة دفاعية موضوعية ‪ .‬وقف صالحية المحرر للتنفيذ إذا صدر القاضي حكما بالتحقيق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪ .‬نفس المرجع‪ .‬السابق ص ‪16 11 12‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-1‬عبء إثبات التزوير ‪ :‬نجد أن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى وضع نصوص خاصة على من يقع‬
‫عبء اإلثبات في التزوير ‪ ،‬لذا يجب الرجوع للقواعد العامة الخاصة باإلثبات وذلك باالستناد لنص المادة‬
‫‪ 121‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص ‪ « :‬على الدائن إثبات االلتزام وعلى المدين إثبات التخلص منه » ‪ ،‬والقاعدة‬
‫المعروفة " البينة على من يدعى واليمين على من أنكر " ‪ ،‬انطالقا من هذا يتبين أن عبء اإلثبات يقع‬
‫على عاتق من طعن في الورقة فإذا لم يحصل هذا اإلثبات ولم يتبع الخصم الطريقة التي رسمها القانون‬
‫وجب على القاضي أن يعتبر الورقة صحيحة في نظر القانون ‪ ،‬فإن المحكمة تعتمد على بعض الوسائل ‪،‬‬
‫المنصوص عليها في نص المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج إلثبات التزوير‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دعوى التزوير األصلية‪ :‬تعرف على أنها قيام المدعى برفع دعوى وفقا لألوضاع‬
‫المعتادة ضد من بيده الدليل المزور ‪ .‬إذ يخشى أن يحتج عليه في المستقبل بهذا المحرر ‪ ،‬فيبادر إلى رفع‬
‫دعوى التزوير األصلية يختصم فيها من في حوزته المحرر ‪.‬‬
‫‪ -5‬شروط رفع دعوى التزوير األصلية‪:‬‬
‫‪ -‬الشروط العامة ‪ :‬دعوى التزوير األصلية ال تختلف عن غيرها من الدعاوي من حيث شروط قبولها ‪،‬‬
‫وقد ذكرها المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 51‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬ومن خالل نص المادة يتضح أنه لرفع‬
‫دعوى التزوير األصلية يجب توافر شرطي الصفة والمصلحة ‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط الخاصة ‪ :‬وتتمثل هذه الشروط في ‪:‬‬
‫ـ أال تكون الورقة المدعى بتزويرها قد رفعت بشأنها دعوى موضوعية ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترط أال يقدم المحرر في نزاع قائم بين الطرفين ولو لم يكن منصبا أساسا على نفس المحرر ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ترفع الدعوى األصلية باألوضاع المعتادة لرفع الدعاوي ‪ ،‬فالدعوى تتضمن الوقائع واالدعاء‬
‫واألدلة المؤيدة له‪.‬‬
‫‪ -2‬إجراءات دعوى التزوير األصلية‪ :‬نظم قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المواد من ‪ 511‬و‬
‫‪ ، 517‬اإلجراءات الواجب إتباعها في دعوى التزوير األصلية ‪ ،‬فحسب نص المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج فإن‬
‫دعوى التزوير األصلية ترفع بإجراءات المعتادة في رفع الدعاوى ‪ ،‬على أن يأمر القاضي بإيداع المستند‬
‫محل الطعن بالتزوير لدى أمانة الضبط خالل أجل ال يتعدى ‪ 1‬أيام حسب المادة ‪ 517‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬‬
‫وباالستناد للمادة السالفة الذكر فإن إجراءات سير الدعوى تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬حسب المادة ‪ 511‬الفقرة ‪ 5‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج إذا رأى القاضي أن الدعوى محل الطعن تكون منتجة في فصل‬
‫النزاع يؤشر على الوثيقة محل النزاع ‪ ،‬ويأمر بإيداع أصلها لدى أمانة الضبط من أجل إجراء مضاهاة‬
‫الخطوط اعتمادا على المستندات الموجودة بحوزته حسب المادة ‪ 517‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪-‬وجوب تحديد القاضي للوثائق المعتمدة في عملية المقارنة حسب نص المادة ‪ 571‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‬
‫‪-‬الحكم بالغرامة المدنية كجزاء عن ثبوت صحة المحرر محل التنازع تطبيقا للمادة ‪ 576‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ا‪.‬ج‪.‬‬
‫‪-‬ونجد أن المشرع الجزائري لم يشترط في دعوى التزوير األصلية ‪ ،‬ما اشترطه في دعوى التزوير‬
‫الفرعية ‪ ،‬كإيداع مذكرة أمام القاضي أو تبليغ المذكرة إلى الخصوم ‪ ،‬وهذا راجع لكونها دعوى مبتدئة‬
‫‪1‬‬
‫عكس الدعوى الفرعية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪ .‬نفس المرجع‪ .‬السابق ص ‪11 11 15 11‬‬

‫‪8‬‬
 ‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم في االدعاء بالتزوير‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الحكم الرافض لالدعاء بالتزوير‪ :‬قد ترفض المحكمة اإلدعاء بالتزوير و ذلك بصدور‬
‫حكم‪:‬‬
‫‪ .5‬الحكم الصادر قبل الفصل في الدعوى‪:‬‬
‫أ ‪ .‬الحكم بعدم قبول االدعاء بالتزوير‪ :‬يصدر هذا الحكم لعدم تتوافر شروط العامة المنصوص عليها‬
‫في نص المادة ‪ 51‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬باإلضافة إلى الشروط الخاصة عند رفع دعوى تزوير األصلية أو‬
‫الفرعية‪ ،‬كما يجب في دعوى التزوير الفرعية أن يودع المدعي مذكرة أمام القاضي المختص في‬
‫الدعوى األصلية وتبليغ هذه المذكرة إلى خصمه تطبيقا لنص المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬فإذا تقاعس‬
‫المدعي عن هذا اإلجراء تصدر المحكمة حكما بعدم قبول االدعاء بالتزوير ‪.‬‬
‫ب ‪-‬الحكم بسقوط االدعاء بالتزوير‪ :‬بالرجوع إلى نصوص المواد ‪ 515‬الفقرة ‪ 1‬و ‪ 517‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج فإنه‬
‫بمجرد تمسك الخصم باستعمال المحرر وبأمر من القاضي ‪ ،‬يقع عليه ضرورة إيداع أصل المحرر أو‬
‫نسخة منه لدى أمانة ضبط المحكمة خالل أجل ال يزيد عن ثمانية ( ‪ ) 1‬أيام ‪ ،‬وفي حالة تقاعس المدعي‬
‫عن هذا اإلجراء فإن المحكمة تصدر حكما بسقوط االدعاء بالتزوير ‪ ،‬فهو جزاء للمدعى جرأ تماطله عن‬
‫السير الحسن لإلجراءات‪.‬‬
‫‪-2‬الحكم برفض بالتزوير‪ :‬تأتي هذه المرحلة بعد انتهاء من إجراءات التحقيق ‪ ،‬التي قامت بها المحكمة ‪،‬‬
‫ثم تقوم المحكمة باستدعاء األطراف لمناقشة تقرير التحقيق الذي توصلت إليه بنفسها أو ما توصل إليه‬
‫الخبير ‪ ،‬ولها السلطة التقديرية لإلقرار بعدم سالمة المحرر ورفضه وتغريم المدعي ‪ ،‬فتقرير الخبير‬
‫ليس ملزما لها لألخذ به ‪ ،‬كما أنه يجب على المحكمة أن تؤشر على المحرر المطعون ضده بالتزوير‬
‫بعبارة " تنفيذ االطالع عليه "‪.‬‬
‫‪ -1‬الحكم بالغرامة‪ :‬إذا ثبت صحة المحرر أي أن المحرر مكتوب أو موقع من الخصم الذي أنكره ‪ ،‬فإن‬
‫للمحكمة أن تلزمه بغرامة مدنية تتراوح من خمسة آالف دينار ( ‪ 1111‬دج ) إلى خمسين ألف دينار (‬
‫‪ 11111‬دج ) ‪ ،‬دون المساس بحق المطالبة بالتعويضات المدنية والمصاريف وذلك تطبيقا لنص المادة‬
‫‪ 576‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬فالمشرع الجزائري قد وفق حينما حدد الحد األدنى والحد األقصى ‪ ،‬ذلك حتى يتسنى‬
‫للمحكمة أن تقدر بين هذين الحدين تبعا لمدى سوء نية المنكر ولدرجة أهمية الدعوى وقيمتها ‪.‬‬
‫‪-6‬الحكم بانهاء اجراءات الطعن بالتزوير ‪:‬فللمدعي عليه بالتزوير انهاء االجراءات في اية مرحلة كانت‬
‫عليها الخصومة بنزوله عن التمسك بالمحرر المطعون فيه فيكون ذلك امام المحكمة او جهات االستئناف‬
‫قبل اقفال باب المرافعات فال يجوز للمحكمة االستئناف بعد هذا النزول عن االدعاء يجعلها غير موجودة‬
‫وغير منتجة الي اثر قانوني وانهاء اجراءات الطعن بالتزوير تصدره المحكمة بموجب حكم مسبب ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحكم بقبول االدعاء بالتزوير ‪ :‬بقبول المحكمة االدعاء بالتزوير ‪ ،‬وإحالة الدعوى إلى‬
‫التحقيق وانتهت المحكمة على أن المحرر مزورا فعال فإن المحكمة تقضي برد وبطالن المحرر المزور‬
‫‪ ،‬غير أنها يجب عليها في هذه الحالة أن تبين في حكمها الظروف والقرائن التي تبنت منها ذلك ‪.‬‬
‫بالرجوع إلى نصوص المواد ‪ 511‬و ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج فإنه إذا حكم بثبوت التزوير فالقاضي يأمر إما‬
‫‪1‬‬
‫بإزالة أو إتالف المحرر أو شطبه كليا أو جزئيا وإما بتعديله ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪ .‬نفس المرجع‪ .‬السابق ص ‪71 72 75 71‬‬

‫‪9‬‬
‫للمحكمة الحكم برد وبطالن المحرر في أية حالة كانت عليها الدعوى ‪ ،‬إال أنه ال ينفذ أمر الحكم برد‬
‫وبطالن المحرر إال إذا حاز قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬ما لم يقضي بخالف ذلك تطبيقا لنص المادة ‪516‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬و نصت المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج على اآلثار التي تنجر على أمر بحكم برد وبطالن المحرر‬
‫‪1‬‬
‫التي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬يأمر القاضي بإزالة أو إتالف المحرر أو شطبه كليا أو جزئيا ‪ ،‬وإما تعديله ‪.‬‬
‫‪ -‬يسجل منطوق على هامش العقد المزور ‪.‬‬
‫‪ -‬يقرر القاضي إما إعادة إدراج أصل العقد الرسمي ضمن المحفوظات التي استخرج منها أو بحفظه‬
‫بأمانة الضبط ‪.‬‬
‫فإذا صدر حكما برد وبطالن المحرر كليا فإنه يفقد حجيته ‪ ،‬أما إذا انصب على جزء منه فيكون الرد‬
‫على ذلك الجزء فقط ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في الحكم الصادر في االدعاء بالتزوير‪ :‬بالرجوع إلى نص المادة ‪ 511‬في فقرته‬
‫األخيرة ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج التي تنص ‪ « :‬يخضع الحكم الفاصل في دعوى التزوير الفرعية إلى جميع طرق‬
‫الطعن ‪ ، » .‬بإضافة لنص المادة ‪ 511‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج التي نفهم من خاللها أن دعوى التزوير األصلية‬
‫تخضع أيضا لجميع طرق الطعن ‪ ،‬فانطالقا من هذا فإن الحكم الذي تصدره المحكمة ال يطبق إال بعد‬
‫استنفاذ جميع طرق الطعن العادية منها والغير العادية المقررة قانونا ‪ ،‬ذلك ألن الطعن هي الوسيلة التي‬
‫سمح من خاللها المشرع بمراجعة األحكام القضائية ‪ ،‬وإعادة النظر فيها ( من حيث الوقائع أو الموضوع‬
‫)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪ .‬نفس المرجع‪ .‬السابق ص ‪71 76 71‬‬

‫‪10‬‬
 ‫خاتمة ‪:‬‬
‫لقد اقر المشرع حق الخصوم في اللجوء الى الطعن بالتزوير في الدليل الكتابي سواء في المحرر العرفي‬
‫او الرسمي وقد نظم الطعن بتخصيص قواعد قانونية تنظم هذه الدعوى اال ان ما نالحظه ان المشرع قام‬
‫بالتفرقة في االجراءات بين ما اذا كان المحرر عرفي او كان المحرر رسمي ‪ .‬كما ان الطعن بالتزوير‬
‫يمكن ان يكون في شكل دعوى تزوير فرعية او في شكل دعوى تزوير اصلية سواء في العقود الرسمية‬
‫او العرفية و للقاضي سلطة تقديرية واسعة اال انها مقيدة في بعض االحيان مع االستعانة ببعض الوسائل‬
‫يعتمدها في التحقيق للوصول الى حكم في الدعوى‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪-‬الطالبة بن معمر خوخة‪ .‬بركو ليلى‪ .‬مذكرة لنيل شهاذة الماستر في القانون الخاص الشامل‪ .‬العقود‬
‫العرفية كوسيلة الثباث الملكية العقارية‪ .‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ‪. 2151 2151 .‬‬
‫‪-‬الطالبة بوجمعي فوزية ‪.‬كعبش لوبنة‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ .‬الطعن في العقود التوثيقية‪ .‬جامعة عبد الرحمان ميرة‬
‫بجاية‪2125 2121 .‬‬

‫‪12‬‬
 ‫إلى‬ ‫من‬ ‫الفهرس‪:‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التزوير في العقود العرفية‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‬
‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول دعوى التزوير الفرعية‬
‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬إجراءات دعوى التزوير الفرعية‬
‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الحكم الصادر في موضوع اإلدعاء‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬دعوى التزوير األصلية‬
‫‪51‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلدعاء بالتزوير في العقود الرسمية‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دعاوى التزوير العقود الرسمية‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دعوى التزوير الفرعية‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬دعوى التزوير األصلية‬
‫‪51‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم في االدعاء بالتزوير‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الحكم الرافض لالدعاء بالتزوير‬
‫‪51‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬الحكم بقبول االدعاء بالتزوير‬
‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في الحكم الصادر في االدعاء بالتزوير‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫خاتمة ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪13‬‬