Professional Documents
Culture Documents
1
ﻴﺸﻜل ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺘﻤﺎﺸﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﻅﻴﻔﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻌﻪ ﺘﻁﻠﻌﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ.
ﻓﻘﺩ ﺒﺎﺕ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺭﻜﺯ
ﺠﺩﺍل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .ﻭﻗﺩ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻨﺠﺢ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻭﺍﻟﺴﺒل –ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺠﻠﹼﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ -ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﻭﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺤﻅﻲ
ﺇﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻨﺫ ﻅﻬﻭﺭﻩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ –ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ -ﻤﺘﻀﻤﻨﺎ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﺒﻌﺩﺓ ﻤﺒﺎﺩﺉ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﺩ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻫﺩﺍﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻭﺃﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻻ ﻭﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﻌﻁﻴل
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ.
-ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻭﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ
ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻴﻌﺩ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ.
-ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ
ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻼﺌﺤﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺌﺤﻲ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﺎ
ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﻭﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ.
ﻭﺃﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﻕ – ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ -ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﻔﻠﺕ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﻭﻀﻌﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻤﺎ ﻴﺴﺎﻋﺩﻩ
ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻤﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ
ﻭﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ.
2
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻟﻠﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ
ﻷﻨﻪ ﻤﻤﺜل ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﻋﻀﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﻫﺎﻡ ﻭﻀﺭﻭﺭﻱ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﻤﻨﺘﻅﻤﺔ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻗﺩﻭﺓ ﻴﺤﺘﺫﻯ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﺘﺴﺘﻤﺩ
ﻋﻨﺼﺭ ﻨﺠﺎﺤﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﻓﺎﺌﻬﺎ ﻟﺭﺴﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،ﻤﻜﻠﱠﻔﺔ ﺒﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ
ﺃﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻴﻔﻘﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺜِﻘﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ
ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ.
ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴــﺔ:
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﻜﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﹸﺘ ﹶﺜﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ.
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻟﻡ
ﻅ ﻡ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﺭﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺭﺃﻴﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤ ﹶﻨ ﱠ
ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺼﻔﺔ
ﻤﻨﻅﻤﺔ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺒﻘﻲ ﻤﻤﻨﻭﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﺯﻤﻥ ﻁﻭﻴل ﻭﺍﻋ ﹸﺘﺒﺭ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻔﻭﻀﻰ
ﻭﺍﻟﻌﻨﻑ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﺤﺩﺜﺎ ﺤﻀﺎﺭﻴﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲ.
ﻓﻘﺩ ﺃﻀﺤﻰ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺤﻘﺎ ﺴﺎﻤﻴﺎ ﺒﺴﻤﻭ ﻤﺼﺩﺭﻩ ،ﺃﻗﺭ ﺒﻪ ﺩﺴﺘﻭﺭ 1989ﻡ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 54ﻤﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ":ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ."...
ﺃﻫـﺩﺍﻑ ﻭﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺍﺨﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻉ:
ﻼ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻌﻬﺎ ﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﺘﻤﺜل ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ:
ﺇﻥ ﹸﻜ ًّ
-ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ :ﻴﻌﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺩﻭﺍﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ،ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻴﻘﻀﻲ ﺒﺤﺘﻤﻴﺔ ﺩﻴﻤﻭﻤﺔ ﺴﻴﺭﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻴﺩﺓ ﻭﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻭﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻙ ،ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﺨﻠل ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺸﻠل ﻭﺘﻭﻗﻑ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺠﺎﺀﺕ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﻟﻤﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ
ﻅﻤﻭﻥ ﺸﺅﻭﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ –ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﻜل -ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻨ ﱢ
3
ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻟﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﺸﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﺭﻏﺒﺎﺘﻬﻡ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺯﻫﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﺤﻴﺙ ُﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻟﻠﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻴﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻴﻌﺩ ﺨﻁﺌﺎ ﻤﺴﻠﻜﻴﺎ ﺨﻁﻴﺭﺍ.
-ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ :ﺇﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺘﺜﺎﺭ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺤﻭل ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﻴﻥ ﺤﻕ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺎ ﻭﻤﺒﺩﺃ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻋﺎﻡ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺢ ﺃﻗﻭﺍﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ.
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻊ ﺒﻨﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ِﻗﱠﻠﺔ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻤل -
ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ -ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻤﻥ
ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ.
ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻨﻭﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻴﺎﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ –ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ
ﻋﱠﻠ ﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻴﺼل ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ -ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻺﻟﻤﺎﻡ ﺒﻜل ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻨﺩ ﺃﺠﻭﺒﺔ
ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﺃﺤﺩ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺭ
ل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل
ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺘﻭﻓﻴﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻠﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ؛ ﻭﻟﻌ ﱠ
ﻴﻜﻭﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻹﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﺍﺭﺱ ،ﻭﺤﺘﻰ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ.
ﺍﻹﺸﻜـﺎﻟﻴــﺔ:
ﺇﻥ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﻴﻌﻨﻲ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﻤﺤﻤﻠﺔ ﺒﺘﻠﻜﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ -ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻼﺌﺤﺔ ،-ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻁل ﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﻓﻬﻭ ﺴﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﺃ ﱠ
ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁﺔ ﻟﻪ ﻭﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ.
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺴﺒﺒﺎ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ.
ﺍﻷﻤﺭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﻠ ﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺘﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ
ﻤﺤﺘﺸﻤﺔ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ.
ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ
ﺍﻟﺸﺎﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
4
ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺴﻼﺡ ﺫﻭ ﺤﺩﻴﻥ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ
ﻓﻌﺎﻻ ﻭﺨﻁﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺒﺩﺃ
ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ.
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺃﻭ ﺘﻨﺎﻏﻡ ﻭﺘﻼﻗﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ
ﺘﺸﺭﻴﻌﺎ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ ﻴﻜﺭﺴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﻟﺫﻟﻙ ؟
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :ﻤﺎ ﻤﺩﻯ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ؟
ﺍﻟﻤﻨﻬـﺞ ﺍﻟﻤﺘﺒـﻊ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﺤل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ – ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﻓﻜﺭﺓ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،-ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻜﻭﻨﻪ ﺍﻷﻨﺴﺏ ﻟﺘﺸﺭﻴﺢ ﻭﺘﻔﺼﻴل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ﻨﻌﻤﺩ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ،
ﺨﺎﺼﺔ ﻗﺒل ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1989ﻡ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻟﻤﺎ ﻟﺫﻟﻙ
ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﻭﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ،ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺠﻴﺩﺍ ﻭﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ.
ﺇﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ –ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻨﺎ -ﻴ ﻤ ﱢﻜ ﹸﻨ ﹶﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ
ﺠل ﻤﻌﺎﻟﻡ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻭﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.
ﻋﱠﻠﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻴﺼل ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻨﺩ ﺃﺠﻭﺒﺔ
ﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻨﻅﻴﺭﻩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻘـﺔ:
ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﻘﻭﺩﻨﺎ ﻟﺫﻜﺭ ﻜل ﻤﻥ:
-ﺨﻠﻴﻔﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺎﻥ " ،ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ " ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﻨﺎﺒﺔ.
-ﻟﺤﺭﺵ ﻤﻭﺴﻰ" ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ )ﺨﻠﻔﻴﺎﺘﻪ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩﻩ(" ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ،
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﻨﺎﺒﺔ.
-ﻗﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ" ،ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ" ،ﻤﺫﻜﺭﺓ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
5
-ﺃﺒﺘﻭﺍﻥ ﻤﻠﻴﻜﺔ" ،ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ" ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل" ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،"-ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻴﻀﺭ ﺒﺴﻜﺭﺓ.
ﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻋﻴﻨﺔ –ﻓﺌﺔ -ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ،
ﺃﻱ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺒﺎﻷﺨﺹ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺤل ﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺘﻨﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ.
ﺍﻟﺼﻌﻭﺒـﺎﺕ:
ﻻ ﺒﺄﺱ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺇﻨﺠﺎﺯﻨﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﺃﺴﺎﺴﺎ
ﻓﻲ:
-ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻬﻲ ﻤﻘﺘﻀﺒﺔ.
-ﺤﺩﺍﺜﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
-ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ.
-ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ.
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺠﺩ ﻀﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ -ﻓﻼ ﻤﻨﺄﻯ ﻟﻠﺒﺎﺤﺙ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،-ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻭﺍﺠﻬﻪ ﺃﻱ
ﺒﺎﺤﺙ ﺃﻭ ﻁﺎﻟﺏ ﻋﻠﻡ ،ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﺃﻥ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻀﺭﻴﺒﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺭﻴﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ
ﻓﻤﺎ ﺩﻭﺭﻨﺎ ﺇﻻ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺫﻟﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺩﻤﺎ ﻨﺤﻭ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﱡﻠﻡ.
ﺍﻟﺨﻁــﺔ:
ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻭﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻭﻤﺎ ﺘﺘﻁﻠﺒﻪ ﻤﻨﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ
ﺇﺤﺎﻁﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ؛ ﺘﻁﱠﻠﺏ ﻤﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻨﺩﺭﺱ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻓﺼﻠﻴﻥ
ﺍﺜﻨﻴﻥ.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻠﻤﺎﻫﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﻤﺭﺕ
ﺒﺎﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻪ ﺤﻕ ﻴﻤﺎﺭﺴﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻤﺎ ﺍﻨﺒﺜﻕ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺤﻅﻲ ﺒﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ
ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ .ﺃﻤﺎ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻨﻪ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺩﺭﺠﻨﺎ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﱠﻠ ِﺒﻨﹶﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ،ﻤﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻬﺫﻩ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻤﻌﺭﺠﻴﻥ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻭﺜﻴﻕ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
6
ﻋﺩﻩ ﻋﻘﺒﺔ ﺃﻤﺎﻡ
ﺕ ﻤﻨﺫ ﻋﺼﻭﺭ ِ
ﺸ ﱠﻜﹶﻠ ﹾ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ .ﺘﻠﻜﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﹶ
ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ؛ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﻠﻪ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟ ﻤ ﹾﻘﺩِﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻟﻨﻜﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
ﺠ ﺩﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺇﻥ ﺤﻅﻴﺕ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ.
ﺃﻤﺎﻡ ِ
ﺃﻤﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺼﻔﻬﺎ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﹶﺘ ﹶﺘ ﺒﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ
ﻀﺢ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻭﻜﺫﺍ ﺠﻤﻠﺔ
ﻭﻀﻌﻪ ﻜﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﻘﻑ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﺤﺎﺌﻼ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﻭ
ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﻭﻗﻭﻋﻪ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ؛
ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟ ﱠﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴ ﻌ ﻤ ﺩ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ،
ﻤﺴﺘﺨﻠﺼﻴﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻟﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
7
ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻷﻭل
ﻤﺎﻫﻴـﺔ ﺍﻹﻀـﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴـﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤـﻲ
8
ﺘﻘﺩﻴـــﻡ
ﺴﺎﺩ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤﺎ
ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺤل ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻁﺭﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ
ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﻼ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻭﻻ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ )ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ( ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ.
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻨﻌﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﻔﻜﺭﺓ ﹶﻨ ﹶﺘ ﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻐﻭﺹ ﻓﻲ ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ﻋﻨﺩ
ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺼﻘﺕ ﺒﻪ ﻨﺎﻓﻴ ﹰﺔ -ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺕ ﻗﺭﻴﺏ -
ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻤﻥ
ﺍﻋﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻬﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻴﻀﻊ ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻕ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
9
ﺍﻟﻤﺒﺤـﺙ ﺍﻷﻭل
ﻤﻔﻬـــﻭﻡ ﺍﻹﻀــﺭﺍﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴـﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤـﻲ
ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺘﻭﻟﺩﻩ ﻤﻥ ﺨﻼﻓﺎﺕ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﻨﻘﺎﺒﺎﺕ
ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﺘﻤﺴﻙ
ﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﻼﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻤﻁﺎﻟﺏ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻻ ﺘﺘﺨﺫ ﺸﻜل ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ
ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ.
ﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺠل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺘﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻴﺔ ،ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﻨﻔﺎﺫ
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺴﻭﻑ
ﻨﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻠﻤﻔﻬﻭﻡ ،ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﻭﻤﻴﺯﺕ ﻅﻬﻭﺭﻩ ﻜﺤﻕ ،ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻭﻓﻘﻬﺎ.
)(1
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻁﻔﻰ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ ،ﺤﺎﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﺴﺘﺎﻨﺒﻭل ،ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .537
10
ﻀﺭﺏ
ﻀﺭﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻱ ﺃﻋﺭﺽ ،ﻭَﺃ
ﻀﺕﹸ ،ﻭَﺃ
ﻋ ﺭ
ﺕ ﻭَﺃ
ﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ :ﹶﻜ ﹶﻔ ﹾﻔ ﹸ
ﻀ ﺭ ﺒ ﹸ
ﻭﻴﻘﺎل ” :ﺃ
ﺏ ﺇﺫﺍ ﻜﻑﱠ ،ﻭﺃﻨﺸﺩ “).(1
ﻀ ِﺭ
ﻓﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻬﻭ ﻤ
” ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻫﻭ ﺍﻹﻋﺭﺍﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻴﻪ “).(2
ﻕ.
ﻙ .ﻭﺃﻁﺭ ﹶ
ﻀﺭﺏ (ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ :ﺃﻗﺎﻡ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﺭﺡ .ﻭﺴ ﹶﻜﻥ ﻻ ﻴﺘﺤﺭ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻭلَ) ” :ﺃ
ل ﻭﻨﺤﻭﻫﻡ :ﻜﻔﱡﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺤﺘﻰ ﺘﺠﺎﺏ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ “).(3
ﻭﺍﻟﻌﻤﺎ ُ
)(1
ﺇﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ،ﻁﺒﻌﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻘﺤﺔ ، ،ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .27
)(2
ﻫﻴﺜﻡ ﻫﻼل ،ﻤﻌﺠﻡ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﺼﻭل ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2003 ،ﺹ .35
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻤﻌﺠﻡ ﻟﻐﻭﻱ ﻤﻁﻭل ،ﺠﺯﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ،1992 ،
ﺹ .635
)(3
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻁﻔﻰ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ ،ﺤﺎﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ..536
)(4
ﺩ.ﺴﻌﻴﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﺒﻴﺏ ،ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﺩ ﻁ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،1951 ،ﺹ .109
)(5
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺩ ﻨﺯﺍﻋﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﺨﻼﻑ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤل ،ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺘﺴﻭﻴﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ
ﻭ 5ﺃﺩﻨﺎﻩ ". 4
)(6
1991ﻡ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 21 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 14 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 27-91 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ ،1990ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ 06 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02-90 ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .2652 25 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 68 ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
11
ﻟﻡ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻀﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ
ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ –ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ -ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ " ﺩﻭﻫﺎﻥ
" Dehaeneﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 07ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 1950ﻡ).(1
ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﻀﻴﻕ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ” :ﺒﺄﻨﻪ ﻁﺭﻴﻕ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ “،
ﻭﻋﺭﻓﺘﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ” :ﺘﻭﻗﻑ ﻤﺩﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺩﻑ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل “ ،ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺄﻨﻪ ” :ﺘﻭﻗﻑ ﻤﺩﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻐﺭﺽ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺴﻠﻔﺎ ،ﺭﻓﺽ
ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ “).(2
ﻗﺩ ﻤﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ
ﺠﻠﺴﺔ 16ﺃﻓﺭﻴل 1987ﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ 4190ﻟﺴﻨﺔ 1986ﻡ ﺃﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ ” :ﺃﻨﻪ ﺍﻹﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ – ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ -ﺒﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻔﺘﺭﺓ
ﻤﺅﻗﺘﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻟﻺﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ “).(3
ﺃﻤﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺤﻭل ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻨﺤﺎﻭل
ﺇﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
” ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻫﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ،
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺼﺭﻑ ﻨﻴﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻘﺼﺩ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﺴﺘﻴﺎﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻜﺭﻓﻊ ﺍﻷﺠﻭﺭ“).(4
)(1
ﻗﺎﻡ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺒﺤﺭﻜﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ 1948ﻡ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 13 ﺘﺘﻠﺨﺹ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻗﻀﻴﺔ " ﺩﻭﻫﺎﻥ " ﻓﻲ :ﺃﻨﻪ ﻭﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺭﻏﻡ ﺘﻭﻗﻑ ﺃﻏﻠﺒﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻌﺩ ﺃﺴﺒﻭﻉ ،ﻗﺭﺭ
ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﻭﻥ ﻭﻗﻑ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻓﻁﻌﻥ ﺴﺘﺔ ﻤﻥ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﺘﺏ ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ " ﺃﻨﺩﺭﻭﻟﻭﺍﺭ" ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺘﻤﺴﻜﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﺩ ﺃﻗﺭﺘﻪ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﺒﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻲ.
)(2
ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ ،1996 ،ﺹ .172
)(3
ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .177
)(4
ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،
ﺹ .148
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ( ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ،
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2005 ،ﺹ .202
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻜﺭ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2006 ،ﺹ .190
-ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ" ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .156
12
ﻭﻜﺫﻟﻙ ” ﻫﻭ ﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﺇﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻟﻤﺩﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺼﺩﻭﺍ ﺘﺭﻙ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻭﻤﻊ ﺘﻤﺴﻜﻬﻡ ﺒﻤﺯﺍﻴﺎﻫﺎ “).(1
ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻤﺎ ﻴﻨﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﺭﺠﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺨﺎﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻤﺎ ﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل
ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺤﻭل ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻭﺒﻤﻨﻁﻠﻕ ﺁﺨﺭ ﺤﻭل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﺘﺫﻫﺏ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﺒﻨﻴﺔ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﺤﻘﺎ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺃﻭ ﻀﻌﻔﺎ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﺃﻭ ﻫﻲ
ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻻ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻭﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﺄﺩﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤل ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻋﻥ ﺘﺼﺭﻑ ﺴﻠﺒﻲ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺏ ﻭﻟﻴﺱ
ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﻴﻘﺭﻩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ).(2
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺩﻭﺭ ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻓﻌّﺎل ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻨﻅﻭﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺩﺨل ﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﻻﺤﻘﺎ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻴﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﻡ:
” ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻤﺘﻨﺎﻋﻬﻡ ﻋﻥ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ،ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ
ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻋﻥ ﺃﻤﺭ ﻤﻌﻴﻥ “) ،(3ﻓﻘﺩ ﺨﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺤﺼﺭ
ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻷﻤﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ.
)(1
ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2003 ،ﺹ .308
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺇﻋﺎﺩ ﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .175
-ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،ﺹ .91
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ .1996 57 ) (2ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺠﺎﺀ ﻜﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻁﺎﺒﻕ :ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ 296؛ ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺠﻤﺎل ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻨﻴﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ،
ﺍﻷﺭﺩﻥ ،2003 ،ﺹ .153
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺸﻴﺤﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .750
13
ﺃﻴﻀﺎ ” :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻭ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺼﺭﻑ ﻨﻴﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻘﺼﺩ
ﺍﻅﻬﺎﺭ ﺍﺴﺘﻴﺎﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ “).(1
ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺁﺨﺭ ﺫﻫﺏ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ) (2ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻨﺼﺭﺍﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻉ ﺁﺨﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻭﻨﻘﺼﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻨﺘﻬﺠﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ.
ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻭﺍﻟﺠﺩﻴﺩ -ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﺒﺘﻌﺒﻴﺭ ﺩﻗﻴﻕ -ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ) (3ﺒﻘﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺃﻨﻪ ” :ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻤﺩﺓ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻐﺭﺽ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ “) .(4ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻡ ﻴﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻜﻼ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻠﻔﺕ ﻟﻪ ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻫﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒـ " ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ " ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﹸﺘ ﺒﻴﻨﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
ﻭﺍﻗﺘﺼﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﻤﺜل ﻤﺜل ﻫﺫﻩ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺨﻁﺭﺍ ﺒﺎﻟﻐﺎ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﺠﺴﻴﻤﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺴﺏ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﻤﻴﻴﺯﻩ ﻭﻓﺼﻠﻪ ﺒﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ
ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺒﺎﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﻟﻜﻥ ﺠﻤﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺤﻭل ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﺜل ﺃﺩﺍﺓ ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﻀﻐﻁ
ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﻭﻤﻁﺎﻟﺏ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻭﻥ،
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻤﺜل ﺃﻜﺜﺭ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻤﻭﺭﺱ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﻬﻡ
ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻴﻥ ﻴﻌﺠﺯ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﻥ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ) .(5ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻅﻬﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﺨﻁ ﻭﺍﻟﺘﺫﻤﺭ
)(1
ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2004 ،ﺹ ﺹ .150،149
203 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻤﺎﺯﻥ ﻟﻴﻠﻭ ﺭﺍﻀﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2005 ،ﺹ
-ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ،1988 ،
ﺹ .385
-ﺩ.ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻤﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،2001 ،ﺹ .299
) (2ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﺩ ﻁ ،ﺩ ﻥ ،1982 ،ﺹ .92
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .156
-ﺭﺸﻴﺩ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ )ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ،ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ،ﻁﺭﻕ
ﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ( ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2007 ،ﺹ .113
) (3ﺃ.ﺩ .ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.337
)(4
ﺩ..ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .337
) (5ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .338
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .156
-ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .296
14
ﻭﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺇﺯﺍﺀ ﻗﻀﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ).(1
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻴﺎﺀ ﻤﻥ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﻏﻴﺭ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻴﺼﺤﺢ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻌﻁل
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺘﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ)(2ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﺈﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﻻ ﺘﺯﺍل ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺡ،
ﺒل ﺇﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﺄﺨﻴﺭﺍ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺨﻁﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ).(3
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻜﻭﻨﻪ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ
ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ
ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﺴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﻤﻥ
ﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﻭﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﻭﻗﻑ) ،(4ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺄﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ).(5
ﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻴﺴﺒﺏ ﺸﻠﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﺤﺭﻴﻜﺎ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻴﻌﺒﺭ
ﻋﻥ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻗﻭﺓ ﻴﺨﻭﻀﻬﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻀﺭﺏ
ﺍﻟﺸﺭﻁﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺭﺽ ،ﻤﻭﻅﻔﻭﺍ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻓﻠﻴﺴﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻫﻲ
)(1
ﺭﺸﻴﺩ ﻭﺍﻀﺢ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .113
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ - :ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻁﻠﺒﺔ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻁﺎﺒﻊ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ،ﺩ ﺏ ﻥ ،1981،1980 ،ﺹ .250
-ﺩ.ﺇﻋﺎﺩ ﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .175
-ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺸﻴﺤﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .750
)(2
ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﺠﻠﻴﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻴﺸﻜل ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻗﻭﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﻴﻠﺯﻤﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ
ﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺅﺜﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺘﻤﺎﺭﺴﻪ ﻗﻭﻯ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺇﻨﺠﺎﺡ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻜﺈﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻅﻬﺭ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻜل ﺒﻴﺕ ،ﺃﻭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ،
ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺭﺏ...
)(3
ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .468
)(4
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .156
)(5
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒل ﺃﻥ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ
ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ.
ﺇﺫ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﺓ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﻬﺎ :ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ )ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻤﺤﺭﻤﺎ( ،ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﺴﺘﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ،ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺤﺠﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل
ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ.
227-225 -ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .77
-ﺩ.ﻤﺎﺯﻥ ﻟﻴﻠﻭ ﺭﺍﻀﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .203
-ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .90
15
ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﺭﺭ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻀﻐﻭﻁ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﻀﺎﻋﻑ ﻤﻥ ﻭﺘﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺃﻱ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻊ ﺒﺎﻟﺨﺩﻤﺔ.
ﻭﺇﺫ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺒﻭﺠﻬﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ،
ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ :ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺴﺔ ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻤﺜل ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻁﻲ
ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ،ﻭﻴﺘﻤﺜل ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺃﻴﻥ ﺒﺎﺕ ﺩﻭﺭﻫﺎ
ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻪ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺃﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻻ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻌﺎﻤل ﺍﻷﺠﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺎﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻪ ،ﺒﻴﺩ
ﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻴﺒﺭﺯ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﺩﺓ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻻﺌﺤﻴﺔ ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻐﻠﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻜﺸﺨﺹ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
-ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ :ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ.
-ﺭﻏﻡ ﺍﻨﺤﺴﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ –ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ ﺴﻠﻔﺎ -ﻭﻨﻤﻭ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻤﺎ
ﺃﻭ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ) ،(2ﻭﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﺩﻤﻪ ﻤﻥ )(1
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ
ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻭﺍﺯﻱ ﻤﻥ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻷﺠﺭﺍﺀ ﻤﺜﻴﻠﻪ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻜﺄﻥ ﻴﻀﺭﺏ
ﺍﻟﺨﺒﺎﺯﻭﻥ ﻤﺜﻼ ﺃﻭ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺨﺎﺹ...ﺍﻟﺦ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﺒﺨﺩﻤﺎﺕ ﻻ
ﺘﺘﺄﺘﻰ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻥ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ،ﻜﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﻤﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ
)(1
ﻋﻘﺩ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻋﻘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﻤﻊ ﺸﺨﺹ ﺨﺎﺹ ﻴﺴﻤﻰ
ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﺘﺯﻡ ،ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﺘﺸﻐﻴل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺭﺴﻭﻡ ﻴﺘﻘﺎﻀﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ.
.25 ،24 -ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2005 ،ﺹ
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .282
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 356 -ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(2
ﺠﻤﺎﺩﻯ 13 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 250-02 ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺃﻨﻭﺍﻉ :ﻗﻭﺩ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﺭﻗﻡ
ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ 17 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 52 ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 2002ﻡ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 27 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1423ﻫـ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ
ﺹ 03؛ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻨﺹ ﺁﺨﺭ ،ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ .ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺒﺄﻨﻪ ” :ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ 2002 ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 28 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1423ﻫـ ﻋﺎﻡ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺭﻤﻪ ﺸﺨﺹ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻋﺎﻡ ،ﻗﺼﺩ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻤﺭﻓﻕ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺘﻀﻤﻴﻨﻪ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ “.
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .10
16
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ...ﺍﻟﺦ ،ﺭﺍﻓﻌﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﺇﻥ ﻫﻡ ﻤﻭﻅﻔﻭﻫﺎ ﺃﻀﺭﺒﻭﺍ
ﻭﻤﻤﻴﺯﺍ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻫﺎﺘﻪ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺁﺨﺭ ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ
ﻭﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺱ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ " ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ").(1
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺘﻭﺠﺩ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺃﺨﺭﻯ ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ،ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﻪ
" " Michel Branciaudﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻻ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﺴﻤﺎﻉ ﺼﻭﺘﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻀﻭﺍ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺜﺭﻭﺘﻬﻡ
ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺓ ﻋﻤﻠﻬﻡ).(2
ﺃﻤﺎ " " Demetri Weissﻓﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻡ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺄﺠﻭﺭﻴﻥ ﻟﺤﻤل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ –ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل
ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .-ﻭﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ " " Georges Lavisﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻫﻭ
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻴﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻷﺠﺭﺍﺀ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻀﻐﻁ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺃﻭ ﺨﻠﻕ ﻤﻀﺎﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌل
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﺠﺒﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻜل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل).(3
ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﻭﻗﻑ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﺘﺸﺎﻭﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻡ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ
ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ).(4
ﻫﻜﺫﺍ ﻴﻌﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺩﺍﺌﺭﺓ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ،ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺈﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ –ﻤﺜﻼ -ﻜﻭﻨﻪ ﺫﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻜل
ﻓﺭﺩ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ،ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﻘل ...ﻤﺎ ﻴﺸل
ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ).(5
)(1
ﺇﻥ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺊ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻟﺘﻤﻭﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻹﺸﺒﺎﻉ ﺒﺸﻜل ﻭﻗﺘﻲ ﺃﻭ ﻤﺘﻘﻁﻊ ﺒﻼ ﺍﻨﺘﻅﺎﻡ ،ﻓﺼﻔﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻤﺔ
ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ،ﻓﺎﻷﻓﺭﺍﺩ ﻴﺭﺘﺒﻭﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﻔﺘﺭﻀﻴﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺴﻴﺭﻩ .ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ
ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .90،89
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻜﺭ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .190
-ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺸﻴﺤﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .750،749
)(2
ﻟﺤﺭﺵ ﻤﻭﺴﻰ ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ )ﺨﻠﻔﻴﺎﺘﻪ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩﻩ( ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﻋﻨﺎﺒﺔ ،1993،1992 ،ﺹ .29
)(3
ﻟﺤﺭﺵ ﻤﻭﺴﻰ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .30
)(4
C.Lobry, M.Ritaine, Droit, Tome 2, Les Relations Juridiques De L’entreprise Avec Partenaires, Casteilla, paris, 1996, page 118.
)(5
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺃﻨﻁﻭﺍﻥ ﻋﺒﺩﻩ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،SNEDﺩ ﺏ ﻥ،ﺩ ﺱ ،ﺹ ﺹ .161،161
17
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻭﺘﻔﺼﻴﻠﻪ ﻤﻥ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ
ﻜل ﺘﻭﻗﻑ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻥ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺇﺭﺍﺩﻴﺔ ﻭﺒﻘﺭﺍﺭ
ﻤﺩﺒﺭ ﻭﻤﺤﻀﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅِﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
–ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ -ﻗﺼﺩ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻭﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ،ﺃﻭ ﺒﻐﻴﺔ ﺩﻓﻊ ﺃﻭ ﺩﺭﺀ ﻀﺭﺭ ﻴﻤﺱ
ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ.
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ
ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2003 ،ﺹ .139
)(2
ﺇﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ :ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ ﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻥ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﻡ ﺍﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﻟﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﻠﻤﺭﺸﺤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻘﺩﻤﻬﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ
ﻟﻼﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺸﺤﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ﻭﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ ﻨﻼﺤﻅﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﻨﺨﺭﺍﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ
ﻓﺘﺌﺕ ﻨﺴﺒﺘﻪ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻋﺎﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻤﺎ.
)(3
= ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل )ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ( ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2003 ،ﺹ .422
18
ﻜﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل
ﺒﺘﺭﺨﻴﺹ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ).(1
ﺒﻬﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ،
ﻭﺃﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻟﻭ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺒﻁﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﻭﺘﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ) ،(2ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻻ ﻨﺨﻠﻁ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺒﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﻻﺤﻘﺎ.
ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺘﺅﺨﺫ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ،
ﻓﺎﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻭﻡ ﻭﻟﻭ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﻤﺘﻰ ﺍﺘﺼل ﻤﻊ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ
ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(3
ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﻴﻤﺱ ﺒﻜﺎﻤل ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ،ﻓﻴﻜﻔﻲ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺃﻭ ﻓﺌﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻘﻁ).(4
-2ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ:
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻤل ﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﺒﻴﻥ ﻋﺩﺓ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻟﻠﺘﻭﻗﻑ
ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﺼﺒﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺤل ﺨﻼﻓﺎﺘﻬﻡ).(5
ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻗﺩ ﻭﺍﻓﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(6
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ،ﺃﺨﻁﺎﺀ 03-06 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 181 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ =
ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ... :
-3ﺍﻟﺘﺴﺒﺏ ﻋﻤﺩﺍ ﻓﻲ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﺒﺘﺠﻬﻴﺯﺍﺕ ﻭﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ."...
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ -4 " :ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ 163 ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻴﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ- :ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ،
-ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ ".
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ ﻤﺎ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 34 ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻴﻌﺩ ﻋﺭﻗﻠﺔ ...ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ".
)(1
ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .180،179
)(2
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ 806 ﺩ.ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺯﻜﻲ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،1983 ،ﺹ
- C.Lobry, M.Ritaine, op.cit, p p 118,120 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ:
)(3
C.Lobry, M.Ritaine, ib, page 118
)(4
C.Lobry, M.Ritaine, ib, p p 118,119
)(5
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .422
)(6
ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﻜﻲ ﺃﺨﻨﻭﺥ ،ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،1988 ،ﺹ .39
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .139
19
ﺇﻥ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻜل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻤﺘﻨﻊ ﺃﺤﺩ
ﻋﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺨﻁﺌﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭ ﻓﺼﻠﻪ).(1
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻀﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺸﺭﻭﻁ ﺃﺨﺭﻯ –ﻨﹸﺒﻴّﻨﻬﺎ
ﻻﺤﻘﺎ -ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﺘﺴﺭﻴﺢ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ).(2
ﻋﺭﻓﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﻓﺒﻌﺩ ﺃﻥ
ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﻤل ﻟﻴﺸﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﺼﺩﺭﺕ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ
ﻤﺼﺩﺭﻫﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻔﻌل ﻋﺩﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ
ﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻨﻅﻡ ﺇﻻ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ).(3
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ
ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻀﻤﻨﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ:
-1ﻨﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ:
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺇﻟﻰ ﺨﺭﻕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﺭﺒﻁﻪ ﺒﻌﻤﻠﻪ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺜﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺫﻟﻙ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻘﺘﺭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻡ ﺃﻭ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻴﺔ
ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺜﻡ ﺍﻟﻌﻤﺩﻱ ﻭﺍﻹﺜﻡ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻤﺩﻱ ،ﻓﻨﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﻌﺩ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ
ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ
ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻔﻌل ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﻋﻥ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ).(4
ﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻻ ﻴﻌﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻟﻭ ﺍﻤﺘﻨﻌﻭﺍ ﻤﺜﻼ ﻋﻥ ﻋﻤل ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺯﻤﻴﻥ
)(5
ﻤﻨﻌﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻬﻡ ﺒﻪ ،ﺃﻭ ﺘﻭﻗﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻅﻨﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺇﺠﺎﺯﺓ ،ﺃﻭ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﻗﻭﺓ ﻗﺎﻫﺭﺓ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 184،163 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
- C.Lobry, M.Ritaine, op.cit, page 119 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ:
)(2
C.Lobry, M.Ritaine, ib, page 118
)(3
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺤﻴﺩﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2003 ،ﺹ ﺹ .370،371
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .102
- C.Lobry, M.Ritaine, ib, page 119
)(4
ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﻜﻲ ﺃﺨﻨﻭﺥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .40،39
)(5
ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ﻤﺎ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺠﻤﻭﺩ ﻜﻠﻲ ﻴﻘﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻌﻪ ﻋﺎﺠﺯﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﻤﻬﺎﻤﻪ.
20
ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ،ﺇﺫ ﻴﻌﻔﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ).(1
-2ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ:
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ،ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺯﺍﻤﻥ
ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ.
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺩﺒﺭﺍ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ):(2
أ -ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻗﺒل ﺇﻋﻼﻨﻪ :ﻭﻴﻘﺼﺩ
ﺒﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺄﻱ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﻴﻥ).(3
ب -ﺘﻼﻗﻲ ﻨﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻠﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻬﺩﻑ:
ﻓﺎﺨﺘﻼﻑ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﻓﺭﺩ ﻵﺨﺭ ﻴﺒﻌﺩﻨﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺇﻀﺭﺍﺏ ،ﺭﻏﻡ ﺘﻤﺎﻤﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ.
-3ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ:
ﺘﻌﺒﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻴﻬﺩﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺴﻴﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻨﺠﺩ :ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎ ﻓﺘﺌﺕ ﺘﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ
ﺸﺭﻭﻁﻪ....
)(1
ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .183
)(2
ﺭﺍﺠﻊ :ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ ﺹ .184،183
)(3
ﺨﻼل ﺤﻘﺏ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻀﺤﻰ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻴﺘﺭﺴﺦ ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻁﻭﻴل ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻜﺠﺯﺀ
ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺇﺭﺴﺎﺀ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻟﻌل ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩﺓ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻫﻭ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭﻩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻤﺭﺘﻜﺯﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ) (23ﻤﻨﻪ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﻟﻜل ﺸﺨﺹ
ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺊ ﻭﻴﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ " ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .101
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻁﺎﺭﻕ ﻋﺯﺕ ﺭﺨﺎ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،2004 ،ﺹ ﺹ .152،151
ﻓﻲ ﻨﺹ 1996 ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 53 ﻓﻲ ﻨﺹ ﻤﺎﺩﺘﻪ 1989 ﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ
12-96 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﻨﺹ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 14-90 ﻤﺎﺩﺘﻪ ،56ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺴﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ )ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ (03-06 21 ﺠﻭﺍﻥ ،1996ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 10 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
21
ﻗﺩ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻟﻴﻌﺒﺭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻥ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﻭﺘﺄﻴﻴﺩ ﻓﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻟﻔﺌﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺄﻴﻴﺩﺍ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻟﻤﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﻗﺭﺍﺭ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻌﻴﻥ ،ﺃﻭ
ﺇﻋﻼﻨﺎ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ).(1
ﻭﺘﺨﺘﻠﻑ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﺘﺏ ،ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ،ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻗﺩ
ﺘﻁﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ).(2
” ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻻ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﺭﻀﺎﺀ
ﻨﺯﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺃﺤﻘﺎﺩ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﻭﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﻓﻬﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ )ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ( ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻟﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ “).(3
ﺒﻬﺫﺍ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ،
ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﺜل –ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ -ﺇﻻ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺼﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ
ﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﹸﺘ ﹶﻜﻴ ﹸ
ﺸﺭﻋﻴﺔ).(4
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻤﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻬﺎ
ﺁﺜﺎﺭ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﻜﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﺃﻭ ﺘﺠﻤﻴﺩ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ...ﺍﻟﺦ).(5
ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﺇﻥ ﺍﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻤﺘﻌﻠﻕ
ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ.
ﺇﻥ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻫﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺃﺴﺒﺎﺒﺎ ﻤﺅﺩﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ.
)(1
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .423،422
)(2
ﺨﺎﻟﺩ ﺤﺎﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .91
)(3
ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﻜﻲ ﺃﺨﻨﻭﺥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .39
)(4
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .140
)(5
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .140
22
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ
ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺸﺎﺌﻜﺔ
ﻭﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ.
ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﺴﻼﺡ ﺫﻭ ﺤﺩﻴﻥ .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ) ،(1ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﺨﻁﻴﺭﺍ ﻭﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ) ،(2ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﺍﻟﻼﺌﺤﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ)(3؛ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻠﺴﻠﻡ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﻴﺸﻜل ﻤﺒﺩﺀﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﺩﺍﺓ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ).(4
)(1
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻤﺤﻅﻭﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺤﻅﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ.
ﺍﻨﻅﺭ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .130
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .101
ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻴﺘﻠﻘﻰ ﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺘﻪ ﻭﺃﻭﺍﻤﺭﻩ ﻤﻥ ﺠﻬﺎﺕ ﻋﺩﺓ ،ﺘﻀﻌﻑ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻫﻴﺒﺘﻬﺎ.
ﺍﻨﻅﺭ -:ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺩ ﺏ ﻥ ،1982 ،ﺹ .17
)(2
Jean-Marie Auby, Jean-Bernard Auby, Droit de la fonction publique, 3eme édition, librairie Dalloz, Paris, France, 1997, p 214
)(3
ﻗﺩ ﻴﻨﺠﺭ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺘﻌﺭﻴﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻭﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻗﺩ ﻴﻔﻘﺩ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﻤﻨﺼﺏ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﺇﺜﺭ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ.
)(4
Essaïd Taib, Droit De La Fonction Publique,Editions Distribution HOUMA, Bouzaréah, Alger , 2003, page 218
)(5
Helene Sinay , Traite Du Droit Du Travail La Grève, Librairie Dalloz,Paris, 1966, page 13.
23
ﻴﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻓﻌل ﺍﻷﻤﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﺭﻜﺯﻫﻡ ﻭﻭﻀﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎ
ﻓﻬﻡ ﻤﺠﺭﺩ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻻ ﻏﻴﺭ).(1
)(1
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .365
)(2
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .365
- Hélène Sinay et Jean Claude Javiller, op.cit, page 15 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ:
) (3ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .366
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .157
)(4
ﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .157
24
ﻓﻅﻬﻭﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻭﺍﺠﻪ ﺒﺸﻜل ﺼﺎﺭﻡ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﺼﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻭﺃﻤﻨﻬﺎ).(1ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺴﻠﻁﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﺜل ﻋﻤل ﺘﻤﺭﺩﻱ ﺘﺠﺎﻫﻬﺎ
ﻭﻋﻨﺩ ﺘﻌﻤﻴﻤﻪ ﻴﺸﻜل ﺫﻟﻙ ﻁﺎﺒﻌﺎ ﺸﺒﻪ ﺜﻭﺭﻱ).(2
ﻓﺎﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻨﻕ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﻟﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ).(3
ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻗﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺸﺎﺌﻜﺔ
ﻭﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ) .(4ﻭﻫﻭ ﻜﻤﺎ
ﻴﻘﺎل ﺴﻼﺡ ﺫﻭ ﺤﺩﻴﻥ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ) ،(5ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻓﻌﺎﻻ
ﻭﺨﻁﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ).(6
ﻤﺎﻱ 1985ﻡ ،ﺹ ،684ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺘﻀﻁﻠﻊ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﻀﻤﺎﻥ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1405ﻫـ
18 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1406ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 09 -ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 30-86 ﺩﻴﻤﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻭﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ"...؛ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
ﺠﻤﺎﺩﻯ 10 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 08 ﻴﻀﺒﻁ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻭﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1986ﻡ ﻓﻴﻔﺭﻱ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﻬﺭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻟﻠﻭﻻﻴﺔ 75 ﻭ 62 ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1986ﻡ ،ﺹ ،273ﺤﻴﺙ ﻴﻨﺹ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎﺩﺘﻴﻪ 19 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1406ﻫـ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ
ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺘﺤﺕ ﺴﻠﻁﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺴﻬﺭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺘﺤﺕ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﻭﺒﺘﻔﻭﻴﺽ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻡ
ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻤﻨﻬﺎ.
ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻨﺹ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻤﻊ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻨﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ= : 58-75 ﻴﻌﺩل ﻭﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 1988ﻡ ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 03 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1408ﻫـ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 16 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14-88 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 679 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
25
ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻗﺒﻭل ﺘﺒﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﺩﻡ ﺇﻁﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﺃﻴﻥ
ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻤﺭﺩﺍ ﻀﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ).(1
ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻭﻗﻔﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻤﺎل ﻤﻁﺎﺒﻊ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﻟﻴﻭﻥ " ﺴﻨﺔ 1539ﻡ،
ﺼﺩﺭ ﺃﻭل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺩﻋﻰ " ﻟﻭﺸﺎﺒﻠﻴﻪ 17 " Chapelierﺠﻭﺍﻥ 1791ﻡ ،ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻅﺭ ﻜل ﻨﺸﺎﻁ
ﺃﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﺘﺠﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻬﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺤﺭﻓﺔ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻀﻭﺍ ﻤﺘﺤﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﻴﻤﺘﻨﻌﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻻ ﺒﺄﺠﺭ ﻤﺤﺩﺩ).(2
ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﺨﻁﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻤﻨﺎﻗﺽ
ﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺴﻴﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ،ﺃﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺌﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 19ﺴﻨﺔ
1803ﻡ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻜل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ
ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻓﺎﻟﻔﺌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺒﺸﻬﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﺤﺒﺱ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ).(3
ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ، 04 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1408ﻫـ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 17 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18 ﻭﺍﻟﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1975ﻡ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 26 =
ﺹ ،749ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﻭﺍل ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺭﻀﺎﺌﻲ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﻭﻀﻤﺎﻨﺎ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﻭﺍل ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ".
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 1988ﻡ ﺠﻭﺍﻥ 28 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1408ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 14 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 128-88 ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 15 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 26 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﺒﺎﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ،ﺹ ،990ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﺒﺎﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ " ﺘﻌﺩ = 29 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1408ﻫـ
= ﻤﺭﻓﻘﺎ ﻋﻤﻭﻤﻴﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻴﻔﺭﺽ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ" ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻪ " :ﺘﻨﻔﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘل
ﺒﺎﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺍﻨﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻥ ﺒﻬﺎ ".
ﻴﺤﺩﺩ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ 1994ﻡ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 23 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1415ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 14 -ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 215-94 ﺠﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺹ ،05ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1415ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 48 ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻭﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ) (05ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﻻﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ،ﺘﺤﺕ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻴﻀﻤﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻪ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻟﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 85ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 1996 ﻜﻤﺎ ﺠﺴﺩ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ) (06ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ " :ﻴﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ".
ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺼﻭﺹ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ.
)(1
Essaïd Taib, op.cit, page 218; Jean-Marie Auby, Jean-Bernard Auby, op.cit, p 214,215
26
ﻭﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻌﺎﻡ 1811ﻡ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻴﻪ 414ﻭ 415ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻜل
ﻤﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺃﻭ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﺎﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻴﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻭ
ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﺃﻭ ﺘﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل) ،(1ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺱ
ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻴﺭﻱ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل
ﻓﻌﻘﻭﺒﺘﻬﻡ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ) .(2ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ 10ﺃﻓﺭﻴل 1834ﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ).(3
ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1900-1899ﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺤﻀﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ
ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺴﻨﺔ 1834ﻡ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻭﻜﺫﺍ ﻗﺎﻨﻭﻥ 1852ﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﺴﻠﻤﻲ).(4
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ،ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻁﺔ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺩﻋﻭ ﻜﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل.
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﺒﺠﻭﺍﺯ ﺘﻜﻭﻴﻥ
ﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺤﻕ ﺸﺭﻋﻲ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ) ،(5ﻓﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﻤﺎﻱ
1864ﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1811ﻡ ﻤﻌﺩﻻ ﻟﻠﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 414ﻭ 415ﻤﻨﻪ
ﻟﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ) ،(6ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺼﺩﺭﺕ ﻋﺩﺓ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺴﻨﺔ 1884ﻡ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ.
)(1
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .157
)2
Helene Sinay , op.cit, page 18; Jean Claude Javiller, Droit Du Travail, 2eme édition, paris, 1981, p 24
)(3
Helene Sinay , op.cit, page 18
)(4
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .157
)(5
ﻜﺎﻥ ﻟﺒﺩﺀ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺸﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﺒﻴﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻤﺎﺩﻱ ﻫﺅﻻﺀ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻤﻥ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﻟﻸﺠﻭﺭ ﻭﺇﻁﺎﻟﺔ
ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،...ﺃﻥ ﺘﺘﻭﺠﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺒﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ .ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
.376
ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﺎ ﺘﻤﺨﺽ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻋﻬﺩ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻅﻭﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ )ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ
ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ،(130ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺘل ﻴﺸﻜل ﻗﻭﺓ ﺘﻘﻑ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺘﻔﻭﻕ ﻨﻅﺭﺍﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻥ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ .ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ
ﺠﻌﻔﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .102،101
ﺇﻥ ﺃﻭل ﻅﻬﻭﺭ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻜﺎﻥ ﺒﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .377
)(6
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ 164؛ ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .158
Camerlynec et Gérard Galain, Précis De Droit Du Travail, 6eme édition, Librairie Dalloz, paris, 1973, p 568 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ:
27
ﻗﺩ ﺘﺄﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﺩﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺴﻨﺔ 1901ﻡ ﻴﺒﻴﺢ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﺼﻔﺔ
ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ).(1
ﺸﻬﺩﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻋﺩﺓ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ﻋﺎﻡ 1938 ،1936 ،1920ﻡ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ) .(2ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 1938ﻡ ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻭﻗﻔﻬﺎ ﻓﻘﻁ).(3
ﻗﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺇﺒﺎﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ "ﻓﻴﺸﻲ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ
1941ﻡ ،ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻡ ﻴﺒﺭﺭ
ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﺘﺒﺎﻉ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﻡ ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ ﻭﺇﺨﻼﺹ ﻭﺘﺠﺭﺩ ،ﻓﻘﺩ
ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻜل ﻋﻤل ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺴﺎﺴﺎ
ﺒﺎﻹﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺭ ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺒﺄﺩﺍﺌﻬﺎ ﺇﺨﻼﻻ ﺠﺴﻴﻤﺎ
ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻟﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﻋﻤل ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺤﺭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ") ” ،(4ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﻤﺒﺩﺀﺍ ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺒﻭﻥ ﺠﻭﻥ .(5)“ Bonjean
ﻴﻀﻴﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ” : Duguitﻭﺍﺭﻴﺩ ،ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻜل ﺭﺃﻱ ﻤﺒﺘﺴﺭ ،Parli Pris
ﺍﻗﺎﻤﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻲ ﺒﺎﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺤﻕ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ
-2ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺤﻕ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻷﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
-3ﺍﻥ ﺍﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻴﺅﻟﻑ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ “).(6
ﻭﺒﻘﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﺯﻤﻨﺎ ﻁﻭﻴﻼ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻨﺎﻗﻀﺎ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﺃﻴﻥ ﻴﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﺤﻴﺎل ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ
ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﺭﻀﻪ ﻟﻠﻁﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) .(7ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
)(1
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .158
)(2
Helene Sinay , op.cit, page 18 etss ﻟﻠﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺍﻨﻅﺭ :
)(3
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .158
)(4
ﺩ.ﻋﻠﻲ ﺨﻁﺎﺭ ﺸﻁﻨﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﻭﺍﺌل ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،2003 ،ﺹ ﺹ .320،319
)(5
ﺩ.ﺠﻭﺭﺝ ﺴﻌﺩ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2006 ،ﺹ .219
)(6
ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .92،39
) (7ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .164
28
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ " ﻭﻴﻨﻜل " winkelﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 27ﺃﻭﺕ 1909ﻡ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ” :ﺇﻥ ﺇﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻤﺭﻓﻕ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺩﺍﺭ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ
ﻫﻭ ﻋﻤل ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺨﻁﺄ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﺭﻭﺠﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻠﻭﺍﺌﺢ ،ﻭﻨﻘﻀﺎ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺒﻁﻬﻡ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺒﺭﺭ ﻓﺼﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺩﻭﻥ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺴﺅﺍﻟﻬﻡ ﻫل ﺸﺎﺭﻜﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻡ ﻻ “).(1
ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻌﺩ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺃﻋﺎﻗﺕ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻪ ﻜﺤﻕ ﺸﺭﻋﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻤﻥ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 27ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1946ﻡ)،(3 )(2
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ )(07
ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺼﺭﻴﺤﺔ ﺒﺤﻕ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ
ﺒﺎﻟﺤﻅﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ)(4؛ ﻭﻋﻤﻼ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﺩل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻋﻥ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ
" ﺩﺍﻴﻬﺎﻥ " DEHAENEﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 1950ﻡ) ،(5ﺃﻴﻥ ﺴﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺇﻥ ﻻﺯﻤﻪ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩﺍﺕ).(6
) (1ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .150
ﻟﻠﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻁﻼﻉ ﺍﻨﻅﺭ -:ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .207-205
-ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .150
-ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ –ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،
ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ1997 ،ﻡ ،ﺹ .43،42
-ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .213
)(2
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻭﻫﻭ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻪ ". 07 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺩ.ﻫﻴﺎﻡ ﻤﺭﻭﺓ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ )ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﻁﺭﻕ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ –ﺍﻹﺴﺘﻤﻼﻙ-ﺍﻷﺸﻐﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ-ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ( ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﻤﺠﺩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2003 ،ﺹ .53
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .150
)(4
ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺠﻤﺎل ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻨﻴﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .153
)(5
.53 ﺩ.ﻫﻴﺎﻡ ﻤﺭﻭﺓ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .42
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﻗﺭﺍﺭ " ﺩﺍﻴﻬﺎﻥ " ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺍﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻠﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﻫﻲ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﺤﺕ
ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ .ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻥ ﺍﻀﺭﺍﺒﺎ ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺒﺎﻋﺜﻪ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ﺍﻻﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻨﻪ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻤﻨﻊ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﻤﻜﺎﺘﺏ
ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﻴﺎﺕ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ " ﻭﺃﻀﺎﻑ ﺃﻥ " :ﻟﻼﺩﺍﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻋﻥ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﻓﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﻻﺸﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻻﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ".
ﺍﻨﻅﺭ -:ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .43
-ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .150
)(6
ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .94
29
)(1
ﺒﻘﻭﻟﻪ " :ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺩﺴﺘﻭﺭ 1946ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ
ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﺒﺎﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ").(2
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻭﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﺭﻀﺕ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﺼﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(3
ﺇﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺭﻏﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻪ ﻭﻤﺎ ﺍﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺃﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺤﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ،
ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻤﻼ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻴﺸﻜل ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ
ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ).(4
ﺇﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺠﺎﺯ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺎ ،ﻭﺃﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻤﻠﻙ
ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺭ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﻻﺯﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﻜل ﺫﻟﻙ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ).(5
ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻪ ﺩﻭل ﺃﺨﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ،ﻭﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼﺎﺭﻉ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺎ ،ﺃﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻜﺴﻭﺀ ﺴﻠﻭﻙ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻨﻌﻪ ﺒﻘﺴﻭﺓ) ،(6ﻓﻘﺩ ﺃﻜﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ 13ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ
)(1
ﻗﺒل ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻴﺜﺎﺭ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺠﺩﻻ ﻜﺒﻴﺭﺍ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻪ ﻀﻤﻥ
ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-ﺨﻀﻭﻉ ﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ﺒﺎﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ - ،ﻋﻼﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﺴﻌﺔ )ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ( ﺘﺨﻀﻊ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .ﺯﻫﺩﻱ ﻴﻜﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .362-360
) (2ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻜﺭ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .191
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .20
-ﻤﻭﺭﻴﺱ ﻨﺨﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .293
-ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .130
)(3
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .165
)(4
ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ،ﺃﺩﺭﺝ ﺫﻟﻙ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺸﻤل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ 02-90 ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻋﻨﺩ ﺘﻁﺭﻗﻪ ﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻡ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺃﻨﺸﻁﺔ ﻴﺨل ﺘﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 37ﻤﻨﻪ( ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻟﻠﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ،ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 41ﻤﻨﻪ(.
ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺇﻻ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻌﺒﻴﺭ ﺼﺭﻴﺢ ﻟﻤﺎ ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻨﻬﺎ.
) (5ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .159،158
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .15
)(6
ﺭﺍﺠﻊ - :ﻤﻭﺭﻴﺱ ﻨﺨﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .307-294
-ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .99
30
1983ﻡ ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻪ).(1
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻋﺘﺭﻓﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻗﺒل ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻨﺩﺍ ﻋﺎﻡ
1872ﻡ ﻭﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺴﻨﺔ 1906ﻡ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻤﻴﺜﺎﻗﺎ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﺒﻕ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ
ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﻤﺴﺒﻕ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺴﻤﺤﺕ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺴﻨﺔ 1914ﻡ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻋﺎﻡ 1947ﻡ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻴﺩﻋﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ
" ﺘﺎﻓﺕ ﻫﺎﺭﺘﻠﻲ " ﻴﻘﻴﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ).(2
ﺒﻬﺫﺍ ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺯﺕ ﻋﺩﺓ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ
)1920-1907ﻡ( ﻜﺎﻟﺒﺭﻕ ﻭﺍﻟﻬﺎﺘﻑ ،ﻭﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ،ﻭﻤﺎ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ
ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ،ﻤﻤﻜﻨﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﺠﻠﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺫ ﻭﻗﺕ
ﻗﺭﻴﺏ ﻤﺤﻅﻭﺭﺓ ،ﻓﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺘﻭﻟﺩﺕ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺎ).(3
ﺒﻌﺩ ﺇﺒﺎﺤﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺘﻡ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﺒﺤﻴﺙ ﻗﻴﺩ ﺒﻌﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ ﺃﻫﻤﻬﺎ
ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﺴﺒﻘﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻭﻥ ﺃﻱ ﻀﺭﺭ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ).(4
ﺭﻏﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﻤﻠﻙ ﺤﻕ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻭﺴﺎﺌل
ﻗﺼﺭﻴﺔ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺨﻁﺭﻩ ،ﻜﺄﻥ ﺘﻘﺘﻁﻊ ﺃﺠﻭﺭ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺃﻱ
ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻠﺠﺄ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻹﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺨﻀﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ
ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻤﻨﻌﺎ ﻟﺘﻌﺴﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻠﺤﺔ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ).(5
)(1
ﺩ.ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .301
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺇﻋﺎﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .175
)(2
30 ﺃﺒﺭﻜﺎﻥ ﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(3
ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .94
)(4
ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .43
)(5
ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻁﻠﺒﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .254،253
31
ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺭﺴﻭﺥ ﺩﻋﺎﺌﻡ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﻭﻤﺎ ﻭﺍﻜﺒﺘﻪ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﻭﺴﺭﻋﺔ .ﻜل ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﻜﺱ ﻭﺠﻭﺩ ﺇﻻ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎﻥ
ﻟﻤﻴﺜﺎﻗﻴﻥ ﻋﺭﺒﻴﻴﻥ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﺎﻡ 1983ﻡ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻋﻥ ﻓﻘﻬﺎﺀ
ﻭﺨﺒﺭﺍﺀ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺨﺘﺎﻡ ﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺴﻴﺭﺍﻜﻭﺯﺍ " ﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1986ﻡ).(1
ﺍﻓﺘﻘﺭ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﺍﻫﺘﻡ ﻟﻪ ﻤﺸﺭﻭﻉ "ﺴﻴﺭﺍﻜﻭﺯﺍ" ،ﺤﻴﺙ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ).(2
ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻨﻨﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺭﻗﻡ 77/8ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ
12ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﻨﺼﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(3
ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ ﻭﻤﺤﺭﻡ
ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 37ﻟﺴﻨﺔ 1923ﻡ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺼﺩﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 19ﺠﺎﻨﻔﻲ 1952ﻡ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺈﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ
ﻏﺭﺽ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻴﻬﺩﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻷﺸﻐﺎل ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺅﺒﺩﺓ).(4
ﻜﺫﻟﻙ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻴﻥ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﻅﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻭﻤﻨﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﻜل ﺴﻴﺭ ﺒﺨﻼﻑ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺭﺽ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻟﻠﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
ﺃﻴﻀﺎ).(5
)(1
ﺩ.ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،1992 ،ﺹ .219
)(2
ﺩ.ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .219
)(3
ﺩ.ﻜﺎﻤل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭ ،ﻋﺩﺩ ،02ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻴﻀﺭ ،ﺒﺴﻜﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻤﺎﺭﺱ ،2007ﺹ .78
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 202 ) (4ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 157 ﺭﺍﺠﻊ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 257 -ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ. 91 -ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .309،308
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ. 297 -ﺩ.ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 20 -ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(5ﺩ.ﺇﻋﺎﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .175
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .298
32
ﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﺸﺩﺩﺓ ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ).(1
ﻭﺘﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﺩﻭﺍل ﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ،ﺍﻟﺼﻭﻤﺎل ﻭﺍﻟﺴﻨﻐﺎل).(2
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 308 ) (1ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .423
-ﺩ.ﻫﻴﺎﻡ ﻤﺭﻭﺓ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .54
)(2
ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .301
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 259 ) (3ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 91 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(4
ﺩ.ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .219
" .ﺩ.ﻜﺎﻤل ﻋﻤﺭﺍﻥ، 1976 ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1966 " ﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ ،1948ﻭﻋﺭﺽ ﻟﻠﺘﺼﺩﻴﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .67
)(5
ﺩ.ﻁﺎﺭﻕ ﻋﺯﺕ ﺭﺨﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .153
)(6
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ: 1966 ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ 08 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺘﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻔل: -1 "
)ﺃ( ﺤﻕ ﻜل ﻓﺭﺩ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻹﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻌﺯﻴﺯ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ
ﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺴﻭﻯ ﻤﺎ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ
ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ.
= )ﺏ( ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻌﺎﻫﺩﻴﺎﺕ ،ﻭﺤﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﺘﻜﻭﻴﻥ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
33
ﺃ -ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
)(1
ﺏ -ﺤﻕ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ
ﺕ -ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ،ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﺭﻡ
ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﻤﻭﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ ،ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻜل ﺴﺒل ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ).(2
-2ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ :ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻙ ،ﻭﺍﻟﻤﺜﺒﺕ ﻋﻀﻭﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻥ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺨﺎﺼﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺘﺤﻀﻴﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻤﺩﺘﻪ ﺒﺸﻜل ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻓﺼل ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺤﺭﻤﺎﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﺤﺭﻴﺘﻬﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ" ،ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ
)(3
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻷﻭل ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ "ﻻﻏﻭﺱ" ﺴﻨﺔ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ
=
)ﺕ( ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻷﻴﺔ ﻗﻴﻭﺩ ﺴﻭﻯ ﻤﺎ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ.
)ﺙ( ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ.
-2ﻻ ﺘﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ، 1948 -3ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺨﻭل ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ
ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺘﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺸﻜل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ
ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ " .ﺩ.ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .323
)(1
ﺇﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺤﻘﻘﺕ ﺘﻘﺩﻤﺎ ﻤﻠﻤﻭﺴﺎ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻼﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ. 1947ﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺤﺭﻡ ﺴﻨﺔ 1912ﻡ ﻭﻜﺭﺴﺕ ﺒﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﺎﻡ 1989ﻡ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺴﻨﺔ
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﺠﻊ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺍﻨﻅﺭ -:ﻤﻭﺭﻴﺱ ﻨﺨﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .277،178
-ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .19
)(2
ﺩ.ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .219
)(3
ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻜﻭﻥ 1973ﻡ ﻁﺎﻟﺏ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ –ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ ﺴﻨﺔ
ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ 1978ﻡ ﺃﻴﻥ ﺃﻗﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻥ ) (64ﺴﻨﺔ 1978 ﻭ 1977 ﻟﺠﻨﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﺘﻌﺭﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﺨﻼل ﺩﻭﺭﺘﻲ
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻬﻡ.
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .102
34
1960ﻡ ،ﻓﻘﺩ ﻨﺎﺩﺕ ﺒﺤﻕ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﻔﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻘﻴﺔ).(1
ﻨﺠﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﺸﺭﻭﻥ ) (20ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺭﻗﻡ 48/87ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ،ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(2
ﻭﻤﺎ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﺤﺘﻤﺔ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ
ﺘﺤﻁﻴﻡ ﺍﻟﻐل ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
)(1
ﺃﺒﺭﻜﺎﻥ ﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .31
)(2
ﺩ.ﻜﺎﻤل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .78
)(3
ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .300
)(4
ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .300
)(5
ﺍﻵﻴﺔ ،148ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺭﺵ ،ﺹ .102
)(6
ﺍﻵﻴﺔ ،41ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ،ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺭﺵ ،ﺹ .487
35
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺼﻁﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻨﻭﺭﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﻴﻥ
ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل” :ﻋﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺼﺎﻤﺕ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ " :-ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ -ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ-
ﻗﻀﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻀﺭﺭ ﻭﻻ ﻀﺭﺍﺭ" “).(1
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ” :ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ،ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﺎل :ﻗﺎل ﺭﺠل ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ؛ ﺇﻥ ﻟﻲ ﺠﺎﺭﺍ ﻴﺅﺫﻴﻨﻲ،
ﻓﻘﺎل " :ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﺘﺎﻋﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ" ﻓﺎﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ ﻤﺘﺎﻋﻪ ،ﻓﺎﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ:
ﻤﺎ ﺸﺄﻨﻙ؟ ،ﻗﺎل ﻟﻲ ﺠﺎﺭ ﻴﺅﺫﻴﻨﻲ ﻓﺫﻜﺭﺕ ﻟﻠﻨﺒﻲ –ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ -ﻓﻘﺎل " :ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻓﺄﺨﺭﺝ
ﻤﺘﺎﻋﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ" ،ﻓﺠﻌﻠﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ !ﺍﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻬﻡ ! ﺍﺨِﺯﻩ ،ﻓﺒﻠﻐﻪ ﻓﺄﺘﺎﻩ ﻓﻘﺎل :ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ
ﻤﻨﺯﻟﻙ ﻓﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺅﺫﻴﻙ" “).(2
)(1
ﻀ ﺭ ﺒﺠﺩﺍﺭﻩ ،ﺒﺭﻗﻡ ،2340ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﺃﺒﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ ،ﺴﻨﻥ ﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ ،ﺒﺎﺏ ﻤﻥ ﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﻤﺎ ﻴ
ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ،ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﺩﺱ ،ﺹ .400
) (2ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩ ،ﺒﺎﺏ ﺸﻜﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭ ،ﺒﺭﻗﻡ ،124ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺩّﻴﻕ ،ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ2000 ،ﻡ،ﺹ .54
36
ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﻲ ،ﻓﻘﺩ ﻨﻅﻤﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ
ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺤﺭﻤﺕ ﺃﻭ ﺤﺩﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ .ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺘﺸﺭﻴﻌﻲ.
ﻓﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 28ﺃﻭﺕ 1963ﻡ) ،(1ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺒﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻤﻘﺭﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﺒﺸﺭﻋﻴﺘﻪ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻨﻪ).(2
ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻤﺭﺍ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺘﺭﺤﻴﺒﻬﺎ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺼﺭﻴﺢ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ " : 1963ﺘﻭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﻜل ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺴﺘﺠﻴﺏ
ﻟﻤﻁﺎﻤﺢ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ".
ﺇﻥ ﻟﻅﻬﻭﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ) ،(3ﻭﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺭﻋﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﻤﺜﱠﻠﺕ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻥ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﻀﺌﻴﻠﺔ ﺠﺩﺍ
ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻨﻌﺩﻤﺔ ،ﺸﻬﺩﺕ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﺎ ﻤﺤﺴﻭﺴﺎ ﺴﻨﺔ 1936ﻡ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ 120.000ﻋﺎﻤل).(4
ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ -ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ -ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺁﺨﺭ ﻤﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﺠﻬﺎﺯ ،ﺒﻌﺩ ﺘﻐﻴﻴﺭ
ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ،ﺃﻴﻥ ﺼﺩﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 10ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 1965ﻡ) ،(5ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﺴﺘﻔﺘﺎﺀ 1963/09/28 ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻕ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻲ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1963 ) (1ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
،1963/09/08ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ .1963/09/10
)(2
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ 1963ﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 20 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﺘﻤﺎﺭﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
)(3
ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ 1880ﻡ ﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻨﺸﺊ ﺃﻭل ﻓﺭﻉ ﻨﻘﺎﺒﻲ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺴﻨﺔ
ﺒﻘﺴﻨﻁﻴﻨﺔ.
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﺤﺯﺏ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻴﻥ ﺃﺩﻤﺠﺕ 24 ﻭﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1950ﻡ ﻭﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ
ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻜﻤﻨﻅﻤﺔ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻪ ﺒﻌﺩ ﻨﻴل ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ،ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺒﺘﻌﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻋﻥ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤل .ﺨﺎﻟﺩ
ﺤﺎﻤﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .89،88
)(4
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﻓﺭﻉ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﺎﻡ ،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ،
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻴﻀﺭ ،ﺒﺴﻜﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2005 ،2004 ،ﺹ .12
)(5
ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1965ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﺄﺴﻴﺱ 10 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1385ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 11 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 182-65 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ
ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1965ﻡ ،ﺹ.831 13 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1385ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻡ 14 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 58 ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
37
ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ) ،(1ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺃﻱ ﺤﻜﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺤﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻟﻪ ﺼﻠﺔ
ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ).(2
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 02ﺠﻭﺍﻥ
1966ﻡ ،ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭﻻ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺴﻪ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺠﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺒﻨﺹ ﺼﺭﻴﺢ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄﻨﻪ " :ﻴﺤﺭﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ".
ﺇﻥ ﺼﻤﺕ ﺍﻷﻤﺭ 1965ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺫﻜﺭﻫﻤﺎ ،ﻋﻥ ﺫﻜﺭ
ﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻋﺩﻡ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
)(3
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻻ ﺘﺴﻤﺢ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻨﻌﻰ ﺭﺃﻱ ﻓﻘﻬﻲ
ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 112ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﺘﺩﺒﻴﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺃﻱ ﻗﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺭﺴل ﺃﻭ ﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﻓﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ.
ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻰ ﺒﺤﺭﻤﺎﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 14ﻭﻤﻥ ﺘﻭﻟﻲ ﺃﻴﺔ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﻋﺸﺭ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ".
ﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺩﻤﺎﺝ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺠﺭ ﻋﻨﻪ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺴﺏ
ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺘﻬﻤﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 08ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ).(4
)(1
ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ،ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻭﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻲ -ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ " -ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ-ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ-ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ" ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .170
)(2
ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ ﺒﻭﺴﻤﺎﺡ ،ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺭﺤﺎل ﺒﻥ ﺃﻋﻤﺭـ ﺭﺤﺎل ﻤﻭﻻﻱ ﺇﺩﺭﻴﺱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،1995 ،ﺹ .115
) (3ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .144
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .157
116،115 -ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ ﺒﻭﺴﻤﺎﺡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ ﺹ
)(4
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻴﻨﺤﺼﺭ ﻓﻲ: 08 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
(1ﻋﺯل ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻁﺭﺩﻩ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ،
(2ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﺸﻴﺢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻜل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺤﻤل ﺃﻱ ﻭﺴﺎﻡ،
(3ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻷﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍ ﻤﺤﻠﻔﺎ ﺃﻭ ﺨﺒﻴﺭﺍ ﺃﻭ ﺸﺎﻫﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻋﻘﺩ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل،
(4ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻷﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺼﻴﺎ ﺃﻭ ﻨﺎﻅﺭﺍ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻩ،
(5ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺤﻤل ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻭﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻡ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﺃﺴﺘﺎﺫﺍ ﺃﻭ ﻤﺩﺭﺴﺎ ﺃﻭ
ﻤﺭﺍﻗﺒﺎ ".
38
)(1
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1971ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 74-71
ﺒﺎﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ،ﺃﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﻜﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺇﻥ
ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ.
)(2
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1971ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 75-71
ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻘﻁ.
ﺇﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﺭﻀﺕ ﻜﺄﻤﺭ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﺘﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﻅل ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ
ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(3
ﻗﺩ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﺘﺭﺴﺦ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩ ﻟﻠﻌﺎﻤل ،ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﺘﺴﺎﻉ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻓﺭﺽ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺴﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 74-71ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ.
ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ) (27ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 31-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 29ﺃﻓﺭﻴل
1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ)(4؛ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ 1971ﻡ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1391ﻫـ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 28 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 74-71 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ ،ﺹ .1736 13 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1391ﻫـ ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 25 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 101 ﺒﺎﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(2
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ 1971ﻡ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1391ﻫـ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 28 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 75-71 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ، 13 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1391ﻫـ ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 25 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 101 ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺹ .1741
)(3
ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2007 ،ﺹ .339
)(4
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ 1975ﻡ ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 29 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1395ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 17 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 31-75 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1395ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 04 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 39 ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
1975ﻡ ،ﺹ .527
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .31-75 11-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 157 ﻤﻼﺤﻅﺔ :ﺃﻟﻐﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
39
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺫﺍﺘﻪ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺩﺴﺘﻭﺭ ،(1)1976ﺃﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻔﺼﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻜﺘﻔﺕ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﺴﺘﻭﻥ ) (61ﺒﺎﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ
) (
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ، 2ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﻤﻥ ﹶﻗ ﺒ ُ
ل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 75-71
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ
ﻨﺼﻬﺎ":ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻤﻔﺘﺵ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ،
ﻭﺒﻌﺩ ﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ".
ﺘﺎﺭﻜﺎ -ﺩﺴﺘﻭﺭ -1976ﺃﻤﺭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻱ
ﻨﺹ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ،ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-78ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05ﺃﻭﺕ 1978ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل -ﺍﻟﻤﺫﻜﺭ ﺴﺎﺒﻘﺎ -ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ) (21ﻤﻨﻪ) ،(3ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺅﻜﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 61ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ،1976
ﻓﻠﻡ ﺘﺤﺩ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺒﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ،
ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻻ ﻨﺎﺴﺨﺔ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 61ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 209ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-78ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ ،ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻊ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻴﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " :ﻜل ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ...ﺃﻭ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ
ﺃﻭ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻨﻪ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ".
ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 05-82ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 13ﻓﻴﻔﺭﻱ 1982ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ) ،(4ﺒﺘﺎﺘﺎ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ .ﻤﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﺘﺠﺎﻩ
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 1976ﻡ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1396ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 30 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 97-76 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
24 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1396ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 02 ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،1976ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 94ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1976ﻡ ،ﺹ .1292
)(2
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺘﺨﻀﻊ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ 1976 ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 61 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﺴﻴﻴﺭ .ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ".
)(3
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ 12-78 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 21 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
)(4
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ 1982ﻡ ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 13 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1402ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 19 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05-82 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1402ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 22 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 07 ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
1982ﻡ ،ﺹ .337
40
)(1
ﻭﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻭﻥ ﺨﺎﺼﺔ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺘﻘﻴﻴﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ،ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ 1981ﻡ ﺃﻴﻥ ﺃﺨﺫ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻤﻨﻊ
ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻥ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺍﻷﺠﺭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﻜل ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻏﻠﻕ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﺦ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻬﺎ).(2
ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺎ ﺸﻬﺩﺘﻪ ﺼﺎﺌﻔﺔ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ﻗﺒل ﻓﺘﺭﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ 05ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1988ﻡ)،(3
ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﻋﺩﺓ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﻤﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻷﺨﺭﻯ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻥ
ﺴﻨﺔ 1969ﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ 1985ﻡ).(4
ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-58ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ
ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﻻ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺃﻱ ﺠﺩﻴﺩ
ﺃﻭ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺤﻭل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻤﺎ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫل ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺤﺩ
ﻋﻥ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﻊ.
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .145
)(2
ﺃﺒﺘﻭﺍﻥ ﻤﻠﻴﻜﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .32،31
)(3
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .146
)(4
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ. 64 ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ -:ﻟﺤﺭﺵ ﻤﻭﺴﻰ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(5
1989ﻡ ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 28 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1409ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 22 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 18-89 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﺭﻗﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، 1989 ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 23 ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﺸﺭ ﻨﺹ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻔﺘﺎﺀ
ﻤﺎﺭﺱ ﺴﻨﺔ 1989ﻡ ،ﺹ .234 01 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1409ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 23 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 09 ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
41
)(1
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﺄﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ )(54
ﻭﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻭﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺠﺎﺀ ﻜﺎﺤﺘﻴﺎﻁ ﻭﺘﺤﻔﻅ ﺘﺒﺭﺭﻩ ﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻭﺘﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ
ﺴﻭﺀ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺭﺍﻉ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻭﻤﺎ
ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﻭﺘﻔﺭﻀﻪ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ) ،(2ﺒﺤﻴﺙ
ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
” ﻟﻘﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻅل ﺩﺴﺘﻭﺭ 1989ﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻤﺒﺩﺌﻴﺎ “) ،(3ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
ﺘﻡ ﺘﺠﺴﻴﺩﻩ ﺒﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺭﻗﻡ 27-71ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺘﻪ ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻜﻼ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻁﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ " :ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ،ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻴﻥ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ") ،(4ﻭﺍﻟﺫﻱ
ﻨﺹ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ) (24ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﺫﺍ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻨﻔﺎﺫ
ﺍﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻁﺭﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﺴﻭﻴﺔ،
ﻗﺩ ﺘﺭﺩ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺃﻭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻜﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺃﻟﻐﻰ ﻓﻲ
ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 58ﻓﻘﺭﺓ 02ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 05-82ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
)(1
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ 1989 ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 54 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻭ ﻴﺠﻌل ﺤﺩﻭﺩﺍ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻷﻤﻥ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ".
)(2
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .146
)(3
ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .227
)(4
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ .02-09 03 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
42
ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 171ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 58ﻤﻥ
ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ).(1
)(2
ﺘﻡ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 57
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1996ﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﺘﻌﺩﻴل 23ﻓﻴﻔﺭﻱ
1989ﻡ ،ﻴﻠﻴﻪ ﺍﻷﻤﺭ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
)(3
ﻤﻨﻪ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺠﺴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻜﺭﺴﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 36
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻅل ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻤﻌﻁﻴﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻗﺩ ﻜﺭﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻭﻥ )(56
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ " ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻴﺸﻤل ﻜﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ) .(4ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺭﺴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 14-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ 9ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 2ﺠﻭﺍﻥ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
30-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1991ﻡ) ،(5ﻭﺒﺎﻷﻤﺭ 12-96ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ 10ﺠﻭﺍﻥ 1996ﻡ)،(1
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 03-06ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ. ﻭﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ -66 171 ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺘﻠﻐﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02-90 ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 58 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻴﻭﻨﻴﻭ ﺴﻨﺔ ،1966ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ 08 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 156
ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ". 1982 ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺴﻨﺔ 13 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05-82 ﻜﻤﺎ ﺘﻠﻐﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ 1989 ﻓﻴﻔﺭﻱ 23 ﺇﺜﺭ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ
14-90 ﻭﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻜﺭﺴﺘﻬﺎ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻨﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ 02-90 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ .ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻤﻴﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ 03-06 ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻨﻘﺎﺒﻲ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺤﺴﺏ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل
ﻨﻘﺎﺒﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ. 23 ﻟﺴﻨﺔ ،2000ﺤﻭﺍﻟﻲ
)(2
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ. 1996 ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 57 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻭ ﻴﺠﻌل ﺤﺩﻭﺩﺍ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻷﻤﻥ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ "
)(3
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ 03-06 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 36 ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﻤﺎ ".
)(4
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 35 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
1991ﻡ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 21 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 14 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 30-91 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 68 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1990 ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 02 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12-96 ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .2656 25 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 18 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
43
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻟﻪ ﺒﻤﺎ ﻻ
ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ).(3
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﺼﺒﺢ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻟﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ
ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
)(1
ﻴﻌﺩل ﻭﻴﺘﻤﻡ 1996ﻡ ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 10 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1417ﻫـ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﺎﻡ 23 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12-96 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻤﺤﺭﻡ 25 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 36ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1990ﻡ ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 02 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14-90 ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ،ﺹ .764 12 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1417ﻫـ ﻋﺎﻡ
)(2
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ". 35 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩ
)(3
ﺍﻟﻜﺒﺎﺵ ﺨﻴﺭﻱ ﺃﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ -ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﻴﻥ ،ﺩ ﺏ ﻥ،2002 ،ﺹ .22
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1996ﻡ. 57 ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1989ﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 45 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻟﺴﻨﺔ 1996ﻡ. 57 ﺩﺴﺘﻭﺭ 1989ﻡ ،ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 54 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
44
ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ
ﻤﺎ ﺒﻴﻥ 500.00ﺩﺝ ﻭ 2000.00ﺩﺝ ،ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ،ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻤﺱ ﺃﻭ ﻴﺤﺎﻭل
ﺃﻥ ﻴﻤﺱ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻅل ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺘﻭﻅﻴﻔﻪ ﻋﻤﺎﻻ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺃﻭ
ﺘﻌﻴﻴﻨﻬﻡ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺱ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻋﻨﻑ ﻭ/ﺃﻭ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﺘﺭﻓﻊ ﻫﺎﺘﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﺎﻥ ﻤﻥ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺤﺒﺴﺎ ﻭﻤﻥ 2000.00ﺩﺝ ﺍﻟﻰ 50.000.00ﺩﺝ ﺃﻭ
ﺇﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ" ،ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ
ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻌﺘﺭ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ.
ﻤﻨﻊ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺸﺭﻋﻲ ﻤﺴﺘﻭﻓﻴﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺘﻪ) ،(1ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺇﻥ ﺤﺩﺙ ﻴﻔﺘﺢ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ
ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺃﻴﻥ ﺘﻌﺩ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﻤﺒﺎﺩﺉ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺘﻌﺩ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻗﻭﺍﻋﺩﻫﺎ
ﺘﺴﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ
ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﺤﻘﺕ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ،ﺤﻴﺙ ﺍﻗﺘﻨﻌﺕ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭل ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻊ ﺸﺭﻴﻙ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﺩ).(2
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻴﺴﻴﺭ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻷﺜﺭ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻭﻻﺩﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻩ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺜﻤﺭﺓ ﻭﻤﻔﻴﺩﺓ.
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺸﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺱ ﺴﻭﻯ ﺤﺭﻜﺔ ﻤﻁﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ
ﻤﺭﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﻤل ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻭﻗﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ
ﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻀﺭﺏ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﻓﻘﻁ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻁﺎﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﻗﺼﺭﺕ،
ﺃﻭ ﺘﺸﻥ ﺨﻼل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺃﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺁﺨﺭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻴﺩ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎل -ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ -ﻴﺴﻌﻭﻥ ﺒﻪ ﻟﺒﻠﻭﻍ ﻤﻜﺎﺴﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ.
)(1
ﺩ.ﻤﺎﻨﻊ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺠﻭﺍﻥ 2006ﻡ ،ﺹ .53 10 ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ( ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺎﺠﻲ ﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،
)(2
Essaïd Taib, op.cit, page 219.
45
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﺸﻜﺎل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻜل ﺤﺭﻜﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺘﻔﺘﺭﺽ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﻤﺤﻜﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﺼﻴﺎﻥ ﻭﻋﺩﻡ
ﺍﻨﺼﻴﺎﻉ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻨﺴﻴﻕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻔﻌل ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﻓﺌﻭﻱ ﺃﻭ ﻗﻁﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل،
ﺒﻔﺭﺽ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ.
ﻴﺘﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﻘﻁﺎﻉ ﻋﺩﺓ ﺃﺸﻜﺎل ﺘﺘﺠﺴﺩ ﺇﺤﺩﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﻌﻴﻥ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩﻑ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻭﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ.
ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
)(1
ﺭﺍﺸﺩ ﺭﺍﺸﺩ ،ﺸﺭﺡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،1991 ،ﺹ
.294
)(2
ﺘﺼﻨﻑ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻀﺎﻏﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻭﻅﺎﺌﻑ ﻤﺘﻤﺎﻴﺯﺓ ﻭﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ
ﻭﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﻼل ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ.
ﻭﻴﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
) (3ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﻭﺽ ﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،1996 ،ﺹ .632
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺭﺍﺸﺩ ﺭﺍﺸﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .295،294
)(4
168 ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
46
ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﺌﻭﻱ ﻭﻤﺘﺘﺎﺒﻊ ،ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﻓﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﺩﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﻤﺤﺩﺩﺓ ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻤﺎل ﻗﻁﺎﻉ ﻤﻌﻴﻥ
ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻴﻠﻴﻪ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺁﺨﺭ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﻭل ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﺘﺎﻡ
ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻤﻨﻭﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺎﻡ).(1
” ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤل
ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ )ﻜﺫﺍ( ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺘﺎﺒﻊ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ “).(2
ﻟﻬﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺩﻭﺭﻱ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺤﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻴﻥ
ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻘﺎﺏ ﺘﺄﺩﻴﺒﻲ ﻭﻤﺎﻟﻲ ﻗﺩ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻁﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻴﺒﻘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻌﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﺹ ﻴﻘﻀﻲ
ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ).(3
ﻓﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﻱ ﻴﺘﻡ ﺩﻭﻥ ﺸل ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﺭﺩﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻓﻲ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺘﻤﻬﻴﺩ ﻭﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﻼﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل).(4
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﺒﻲ ﻫﻭ ﺇﻤﺎ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺭﺃﺴﻲ ﺃﻭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺃﻓﻘﻲ ،ﻓﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺃﺴﻲ ﻫﻭ ﻤﺎ
ﻴﺘﻡ ﺒﺎﻟﺘﻨﺎﻭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
)(1
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ 1963 ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 31 ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻨﻌﺕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﺴﻨﺔ .1962
ﺍﻨﻅﺭ :ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .168
ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .493
-ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﻭﺽ ﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .232
-ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﻗﻴﻭﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ،
ﻤﺼﺭ ،2001 ،ﺹ ﺹ .111،110
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻅﻬﺭ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺌﺔ ﺨﺎﺼﺔ.
- Bernard Teyssié , Droit Du Travail -2.Relations Collectives De Travail-, 2eme Edition,Libraire De La Cour De ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ:
Cassation Litec,paris, 1993,p p 526,527.
)(2
ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .493
)(3
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .168
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺭﺍﺸﺩ ﺭﺍﺸﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .296
-ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .112
)(4
ﺭﺸﻴﺩ ﻭﺍﻀﺢ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .121
47
ﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻓﻬﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺘﺩﺍﻭﻟﻪ ﺒﻴﻥ ﻓﺌﺎﺕ ﻭﻅﻴﻔﻴﺔ
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ).(1
ﺇﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺩﻭﺭﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻤل ﻏﻴﺭ ﻨﺯﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ).(2
48
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺒﻁﻲﺀ
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺒﺎﻨﺨﻔﺎﺽ ﻜﻔﺎﺀﺓ
ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻗﻔﻭﺍ
ﻜﻠﻴﺎ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻴﺄﺨﺫ ﻓﻴﻪ ﻜل ﻋﺎﻤل ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻀﺭﺏ ﻤﻥ
ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺒﻁﺎﺀ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ
ﺘﻀﺤﻴﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ).(1
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻌﺏ ﻤﻌﻪ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺒﺄﻨﻪ ﺇﻀﺭﺍﺏ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻴﺒﻘﻰ
ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل) .(2ﻭﻤﺘﻰ ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﻓﻬﻭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﺠﺎﺌﺯ ﻤﺘﻰ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻪ
ﺯﻋﺯﻋﺔ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ).(3
ﺇﻥ ﺃﺨﻁﺭ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻫﻭ ﺇﻀﺭﺍﺏ 100.000ﻋﺎﻤل ﻤﻨﺠﻤﻲ
ﺒﻤﻨﺎﺠﻡ ﺍﻟﻔﺤﻡ " ﻟﻸﺴﺘﺭﻴﺱ " ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ " ﺃﻭﻓﻴﺩﻭﺍ " ،ﺃﻴﻥ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 15
ﻤﺎﺭﺱ 1958ﻡ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺭﻋﺕ ﻟﻺﺴﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ "ﻤﻴﺜﺎﻕ
ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻴﻴﻥ").(4
49
ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻷﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ
ﻓﻲ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﺯﺩﺤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﺠﺒﻪ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻤﻥ ﺩﻗﺔ ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ ﻤﺴﺒﻕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻨﺼﻭﺹ
ﻭﺃﻨﻅﻤﺔ ﻭﻤﻨﺎﺸﻴﺭ ﻭﻟﻭﺍﺌﺢ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﺤﺭﻓﻴﺎ ،ﻤﺎ ﻴﻀﺭ ﺒﺎﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ) ،(1ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ ﻤﻊ
ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ).(2
)(1
ﻴﻘﻀﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺃﻭ ﺘﻌﻁﻴل ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺘﻘﻭﻴﺔ ﻜل ﻤﺎ
ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺩﻭﺍﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ .ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .90
)(2
ﺭﺍﺸﺩ ﺭﺍﺸﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .301
)(3
ﺃﺒﺭﻜﺎﻥ ﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻘﺎل ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ،ﻋﺩﺩ ،13ﺍﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،1991 ،ﺹ .38
)(4
C.Lobry, M.Ritaine, op.cit, page 119,120.
50
ﺇﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﺩﺍﺨل ﻤﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﻌﻤل ﺩﺍﺨل
ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻭﻴﻀﺭ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻥ ﺒﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻭﻕ ﺍﻟﻁﻭﺍﺌﻑ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﻤﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤل).(1
ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻀﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻏﻴﺭ ﻤﻁﻠﻕ ،ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻤﻭﺭﺱ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﻋﺭﻗﻠﺔ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺇﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺼﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻋﻤﻠﻬﻡ ،ﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﻴﺘﻨﺎﻓﻰ
ﻤﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ.
ﺇﻥ ﺃﻱ ﺘﻨﺎﻓﻲ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻴﺨﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻻﺴﺘﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ
ﺒﺎﻹﺨﻼﺀ) ،(2ﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺇﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺒﺩﺨﻭل ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭﻩ ﻏﺭﺍﻤﺎﺕ ﺘﻬﺩﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ
ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﺘﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﺯﻡ ﺍﻷﻤﺭ).(3
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺭﻗﻡ 95338ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 08
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺴﺒﺏ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻨﺹ ﺼﺭﻴﺢ ﻴﻌﻁﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ
ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل).(4
)(1
ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .495
)(2
ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،02-90ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ 35 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ".
)(3
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ .02-90 02 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 57 ،65 ،55 :ﻓﻘﺭﺓ
)(4
ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺹ .125 01 ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 08 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 95338 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
)(5
C.Lobry, M.Ritaine, op.cit, page 119.
)(6
ﻭﺹ .119 109،108 ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ
51
ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺍﻤﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺍﻤﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ) ،(1ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﺨﻼﻑ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺫﻟﻙ
ﺃﻴﻥ ﺍﻨﻘﺴﻤﺕ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ):(2
-1ﻗﺴﻡ ﻴﺭﻓﺽ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻴﺘﺤﺠﺞ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
• ﻴﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺨﺭﻗﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﺤﺘﺠﺎﺝ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻤﻌﻁﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﺫﻟﻙ ﻭﻫﻲ ﺍﻻﺴﺘﻔﺘﺎﺀ).(3
• ﻴﻌﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺨﺭﻗﺎ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻓﻲ ﺫﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ).(4
• ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭ ﻟﻪ ،ﻭﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻟﻡ
ﻴﺨﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺔ).(5
• ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻴﻀﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﻤﺠﺤﻔﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ،ﻭﻴﻌﺒﺭ
ﻋﻥ ﺘﻌﺴﻑ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
-2ﻗﺴﻡ ﻻ ﻴﻨﻜﺭ ﺤﻕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻴﻘﻭل ﺒﺎﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
• ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺍﺠﻬﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﻗﺴﻭﺓ ﻅﺭﻭﻑ
ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺈﺼﻼﺡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
• ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺴﻼﺡ ﻟﻠﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻓﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻤﻬﻨﺘﻪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ.
)(1
ﺭﺍﺠﻊ - :ﺃﺒﺘﻭﺍﻥ ﻤﻠﻴﻜﺔ ،ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2001 ،ﺹ .158
ﺃﻴﻀﺎ -:ﻗﻭﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .140
)(2
.143-141 ﺭﺍﺠﻊ - :ﻗﻭﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ
ﺃﻴﻀﺎ -:ﺃﺒﺭﻜﺎﻥ ﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .36-34
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ .1996 174 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
23 ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 02 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1410ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 09 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 05 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺹ ،467ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻤﺎﻴﺯ 06 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1410ﻫـ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 13 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻫﺩﻓﻪ ﺃﻭ ﺘﺴﻴﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻬﺎ ﻻ ﻋﻀﻭﻴﺎ ﺃﻭ ﻫﻴﻜﻠﻴﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ
ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ –ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،-ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺸﻜل ﻓﺭﺩﻱ ﻭﺒﻌﻴﺩ ﻜل ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ )ﺭﺍﺠﻊ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 26ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﺼﺎﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ(.
)(5
ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ 14-90 ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﺫﻜﺭ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﺴﺠﻡ ﻋﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﻤﻊ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﻨﻀﺒﺎﻁ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺘﻤﺜﻴل ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
-ﻤﻭﺭﻴﺱ ﻨﺨﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .293
52
ﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻪ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻭﻤﻭﺍﻁﻨﺎ) .(1ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻤﺘﻰ
ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ).(2
ﻟﻘﺩ ﺤﺴﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺭﺃﻴﻴﻥ ﻭﻓﺼل ﻓﻲ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ
ﻨﺼﻬﺎ " :ﻴﻌﺩ ﻨﺯﺍﻋﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﺨﻼﻑ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤل ،ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺘﺴﻭﻴﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 4ﻭ 5ﺃﺩﻨﺎﻩ " .ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﻡ ﺃﺼﻼ ﺒﺄﻫﺩﺍﻑ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
)(1
ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺤﺯﺏ ﻤﻌﻴﻥ ﺃﻭ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻌﺘﻤﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﺼﺎﺭﻫﻡ .ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﺴﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ﻫﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ،ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ،ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﺢ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
)(2
C.Lobry, M.Ritaine, op.cit, page 120.
53
ﺍﻟﻤﺒﺤـﺙ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ
ﺍﻟﻌﻭﺍﻤــل ﺍﻟﻤﺅﺜــﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻀــﺭﺍﺏ
ﺒﺎﺕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻨﻪ ﺃﺼﺒﺢ ﺤﻘﺎ
ﻤﻌﺘﺭﻓﺎ ﺒﻪ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﻭﻗﺒل ﺃﻥ ﻨﺘﺴﺎﺀل ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻠﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ،
ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺃﻭﻻ ﺒﻴﺎﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺸﺎﻏل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺠﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﻋﻭﺍﻤل ﺘﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺭﺕ ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻴﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻪ
ﺃﺼﻼ ﻜﺤﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ
ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺁﺨﺫﺍ –ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ -ﻜل ﺫﻟﻙ ﺨﻠﻔﻴ ﹰﺔ ﻟﻨﺼﻭﺼﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ
ﻤﻨﻊ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ،ﻭﺒﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺕ ﻗﺭﻴﺏ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل
ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﻥ ﻟﻡ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺘﻠﻜﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻴﺯ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ.
ﻻ ﺘﹸﺨﻔﻲ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻜﻴﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺎﺌﻥ
ﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃ ﱠ
ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﻓﺤﺴﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺨﻀﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﺒﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﺴﺘﻤﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺴﺎﻴﺭﺕ ﺒﺼﻔﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺤﺭﻜﺔ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ
ﻭﻟﻌل ﺘﺩﻋﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺘﻘﻭﻴﻤﻬﺎ ،ﻜﺨﻠﻔﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﺩﻡ ﺭﻀﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺘﻭﺠﻬﻬﻡ ﻨﺤﻭ
ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ،ﻭﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ .ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺩﻋﻴﻡ ﻭﺇﻥ ﺘﻡ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﻜﺫﺍ ﻤﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﺒﻤﺎ ﺍﺼﻁﻠِﺢ ﻋﻠﻴﻪ
" ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻤل ").(1
ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺍﻵﺘﻲ:
)(1
ﺍﻨﻅﺭ :ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،1971 ،ﺹ .367
54
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻜل ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺇﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﱠﻠﺒِﻨﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻜﻭﻥ
ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻐل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ.
ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﺭﺯ ﻭﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻜل ﺍﻟﺩﻭل ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ
ﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﺠﻬﺎﺯ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﺘﺒﺴﻁ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺘﺩﺍﺭ ﺒﻬﺎ ﻋﺠﻠﺔ
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺘﻤﺎﺸﻲ
ﻭﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩ .ﻫﺫﺍ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻜﻜل.
)(1
” ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻭﺘﻜﻠﻴﻑ ﻤﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻠﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺨﺩﻤﺔ ﺠﻤﻬﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ“.
-ﺩ.ﻓﺅﺍﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﻌﻭﺽ ،ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ،2006 ،
ﺹ .41
)(2
ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2004 ،ﺹ .244
)(3
ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2004 ،ﺹ .232
55
ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺁﺨﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﺎﻓﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﺎ
ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ.
ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻨﻅﺎﻤﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﻥ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ):(1
-ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﺼﻠﺤﺔ )ﻤﻬﻨﺔ ﻤﺴﺘﻘﺭﺓ( ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ.
-ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﻬﻨﺔ )ﻋﻤل ﻤﺅﻗﺕ( ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ.
)(1
ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺘﻔﺼﻴل ﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﺎﻥ:
-ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .203،202
-ﺩ.ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .673-671
-ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ( ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،1993 ،ﺹ .20-18
-ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2004 ،ﺹ
ﺹ .229،228
-ﺩ.ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2003 ،ﺹ ﺹ .237،236
)(2
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .18
= ) (3ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .18
56
ﺒﺼﻔﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻴﺘﺭﺘﺏ
ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ).(1
ﺃﻤﺎ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻴﺸﻐل ﻤﻨﺼﺒﺎ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻭﻟﻤﺩﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻴﻨﺨﺭﻁ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺴﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻟﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺸﻐل ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺭﻗﻴﺘﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﺘﻭﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﻁﺎﻤﺤﻪ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ:
-ﻀﻤﺎﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺩﺍﺌﻡ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﺄﻤﻥ ﻋﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺯل ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ).(2
-ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺭﺍﺘﺏ ﻴﻜﻔﻴﻪ ﻁﻭﺍل ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺎﻟﺨﺩﻤﺔ ﻭﻤﻌﺎﺵ ﻋﻨﺩ ﺇﺤﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺩ.
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺼﻼﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﺘﺭﻀﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ ﻤﻊ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻋﺩﺓ ﻤﻴﻜﺎﻨﻴﺯﻤﺎﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺩﺭﺍﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺘﺴﻴﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺒﺔ.
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ:
-ﺇﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻴﻪ ،ﺘﺴﻴﻴﺭﻩ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻭﺜﻴﻘﺎ
ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺜﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
-ﻴﺄﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺨﻼل
ﻤﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﺸﻜﺎل ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺤﺎﺠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ )ﺍﺴﺘﻴﺩﺍﻉ ،ﺇﻋﺎﺭﺓ ،ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺘﻜﻭﻴﻨﻴﺔ.(...
-ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﻤﺢ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺇﺜﺭﺍﺌﻬﺎ
ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ ﻟﻠﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ - :ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .228 =
)(1
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .19
)(2
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .18
57
-ﺍﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﻀﻌﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻤﺎ ﻴﺸﺠﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻼﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ
ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺼﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺠﺩﺍ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ
ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺜﺭ ﺩﺍﺨل ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻭﻻ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﺘﺴﺨﻴﺭﻫﺎ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
-ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺒﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﺠﺭﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻨﻔﺎﻕ ﺘﺜﻘل ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻫل ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺔ
ﻭﻻ ﺘﻤﺕ ﺒﺼﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻴﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺴﺏ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻭﺍﻟﻤﺅﻫﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ،ﻭﺘﻨﺩﺭﺝ ﺒﺼﻔﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ.
-ﺍﻟﺘﺩﺍﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ،ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺸﺎﻏﺭﺓ.
-ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺭﺩﻭﺩﻴﺘﻬﻡ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺅﻫﻼﺘﻬﻡ
ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﻡ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ:
.1ﻴﺸﺠﻊ ﻨﻤﻭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻴﺠﻌل ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﺸﺨﺎﺼﺎ ﻤﺘﺸﺒﻌﻴﻥ
ﺒﺤﻜﻡ ﺒﻘﺎﺌﻬﻡ ﻤﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺘﻬﺎ.
.2ﻴﺘﻼﺀﻡ ﻤﻊ ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺔ ﻭﻤﻨﺘﻅﻤﺔ.
.3ﻴﺴﻬل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻜﺫﺍ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﻭﺉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ،ﻓﻨﺫﻜﺭ ﺃﻫﻡ ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺉ :ﻜﻭﻨﻪ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ
ﻤﻬﻨﻲ ﺩﻗﻴﻕ ﻭﻤﻌﻘﺩ ،ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﺼﻌﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺭﻏﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ).(1
)(1
ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟ ﱠﺘ ﹶﻜﺘﱡل ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ.
58
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ
ﻴﻭﺠﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻜﻨﺩﺍ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﻬﻨﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻜﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺘﻭﻅﻑ ﺃﻋﻭﺍﻨﻬﺎ ﻭﺘﺴﻴﺭ ﻭﻀﻌﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺸﻐل.
ﺍﻨﺘﺸﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭﺴﻜﺴﻭﻨﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﻠﻬﻡ ﺃﺴﺴﻪ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻴﺯﺕ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻻ ﺘﻜﺘﺴﻲ ﺒﻌﺩﺍ ﻤﻁﻠﻘﺎ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﻤﻴﺯﺍﺕ
ﻗﺩ ﺘﻘﺭﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺃﻭﺼﺎﻓﻪ:
-ﻻ ﻴﺒﻌﺩ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺇﺩﺭﺍﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺭ ﻤﻬﻨﻲ ﻤﺘﻜﺎﻤل.
59
-ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻟﻠﻤﺭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ) ،(1ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ:
• ﺤﻀﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
• ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺨﺎﺼﺔ
• ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻴﺒﺩﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺃﻗﺭﺏ ﻓﻲ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ،ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ:
-ﻭﺠﻭﺩ ﺴﻭﻕ ﻋﻤل ،ﺘﻨﺘﻘل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﻁﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ.
-ﺘﺨﺼﺼﺎ ﻤﺭﺘﻔﻌﺎ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺘﻔﺘﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩ ﺴﻭﻕ ﻟﻠﺘﻜﻭﻴﻥ ﺘﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻠﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻁﻭﺭﺓ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.
-ﻭﺠﻭﺩ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺘﺴﻴﻴﺭﻴﺔ ﻤﺘﻤﻜﻨﺔ ﻤﻥ ﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻁﺭﻕ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻬﺎ.
ﺠﻤﻠﺔ ﻤﺤﺎﺴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ:
.2ﻨﻅﺎﻡ ﺒﺴﻴﻁ ﺭﻏﻡ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﺇﺫ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻨﻅﺭ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻲ
ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ.
.3ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺭﻥ ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ ﻭﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﹶﻜﻤﺎ ﻭ ﹶﻜ ﻴﻔﹰﺎ ،ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺘﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺴﺩ ﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺉ ﻓﻨﺫﻜﺭ:
.1ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺠﻬﺎﺯ ﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻤﺘﺨﺼﺹ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﻥ ﺘﻜﻤﻠﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ
ﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ.
.2ﻴﻌﻁﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻫﺫﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺴﺴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺘﻌﺎﻴﺸﻬﻤﺎ
ﺃﺼﺒﺢ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺎﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﻤﻭ.
)(1
ﺩ.ﺨﻠﻴل ﺨﺎﻟﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ( ،ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .201
60
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻻ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺤﺘﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻓﺤﺴﺏ،
ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.
ﻓﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻋﺎﺸﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻤﺵ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻤﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﻤﻨﺼﻬﺭﺓ ﺘﻤﺎﻡ
ﺍﻻﻨﺼﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﻔﻠﺕ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺠﻬﺎﺯ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻗﻭﻱ
ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻴﻁﺭﺡ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﺼﻭﺭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﺃﻱ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ :
-ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﺼﻠﺤﺔ )ﻋﻤل ﻤﺅﻗﺕ(
-ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﻤﻬﻨﺔ )ﻤﻬﻨﺔ ﻤﺴﺘﻘﺭﺓ(
ﺃﻗﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺃﻴﻥ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ) (06ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 133-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ " :ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻴﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ".
ﻭﻗﺩ ﺒ ﺭ ﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﻜﺄﺴﺎﺱ
)(1
ﻨﺫﻜﺭ ﺍﻵﺘﻲ: ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻌﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ
-ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺘﺭﻗﻴﺔ ﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺁﻓﺎﻗﺎ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻭﻀﻌﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
-ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺨﺼﺹ ﻤﻜﺜﻑ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﻤﻊ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ
ﺍﻹﻁﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺠﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ
-ﺨﻁﺭ ﺍﻟﻼﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺘﺭﻀﻪ ﺘﻨﻘل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ.
ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺘﺒﻨﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ ﻜﻨﻅﺎﻡ ﺭﺍﺠﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺼﻴﻎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻜﻴﻔﺔ ﻤﻊ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺹ .543 133-66 ﺭﺍﺠﻊ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
61
ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﺘﺒﺎﻋﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻀﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ
ﻨﺠﺩ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ) (05ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ
ﻓﻲ 23ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(1
ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ) (07ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻨﺎﺴﺨﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻤﺅﻜﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ.
ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻴﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ".
ﻫﻜﺫﺍ ﻋﻤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺎﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻼﺌﺤﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ،ﻤﻨﻬﻴﺎ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺤﻭل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ.
)(1
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ 59-85 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 05 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ".
62
ﺃﻭﻻ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺒﻴﻨﻬﺎ
ﺘﺸﺭﻴﻌﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻴﻌﻁﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺠﺎﻤﻌﺎ ﻤﺎﻨﻌﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ) ،(1ﺤﻴﺙ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻜل ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻋﻠﻰ
ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻓﻘﻁ.
ﺘﺭﺠﻊ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﻴﺭﺍﺩ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭل
ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻨﺎﺒﻌﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ ﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ.
ﺘﺭﺘﻴﺒﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻨﻌﺭﺽ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻅل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻨﺒﻴﻥ ﻭﻨﺤﺩﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻋﺎﻤﺎ.
)(1
ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .249
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 1966ﻡ ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 02 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 12 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 133-66 ) (2ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ. 08 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 46 ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(3
ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .133-66
63
-ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ :ﻭﺘﺭﺒﻁﻬﻡ ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ
-ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ :ﻭﻫﻡ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ
-ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﻴﻥ :ﻭﻫﻡ ﺘﺎﺒﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ ،133-66ﻟﻡ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01
ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 1405ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 23ﻤﺎﺭﺱ ﺴﻨﺔ 1985ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ
)(1
ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺃﺨﺫ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ )ﺍﻷﻤﺭ (133-66ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴﻑ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل).(2
ﺴ ﻡ
ﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺼﺏ ﺩﺍﺌﻡ ﻭ ﺭ
ﻋ ﻴ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ ” :ﻜل ﺸﺨﺹ
ﺕ( ﻓﻲ ﺭﺘﺒﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺴﻠﻡ ﺍﻟﻬﺭﻤﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ
) ﹸﺜ ﺒ ﹶ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ “.
ﺃﺩﺭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﺔ
ﻭﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻟﺤﺯﺏ
ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ).(3
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ) (04ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 15
ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ) ،(4ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ
ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻜل ﻋﻭﻥ ﻋﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﺭﺴﻡ ﻓﻲ ﺭﺘﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ".
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 1985ﻡ ﻤﺎﺭﺱ ﺴﻨﺔ 23 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1405ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 01 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 59-85 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
24 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1405ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 02 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 13 ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ.
)(2
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 1978ﻡ ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 05 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1398ﻫـ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 12-78 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1978ﻡ. 08 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1395ﻫـ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 04 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 32 ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ ،59-85ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ ،59-85ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ. 03 ) (3ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 2006ﻡ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 15 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 19 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 03-06 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ، 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 20 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 46 ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
23 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 72 ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 14 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 22 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12-06 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﺹ .10 15 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ
64
)(1
ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺃﺩﺭﺝ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ
ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺃﻴﻥ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻭﺤﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻁﺒﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ
ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻤﺭﻜﺯﺓ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ ﻭﻜل ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻴﺨﻀﻊ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻫﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ".
ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﺎل ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻭﻥ
ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻭ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ) ،(2ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻜل ﻓﺌﺔ.
-2ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ
ﻴﻤﺜﱢل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭﻓﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻬﻡ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ:
-ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻟﻜل ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ.
-ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻴﺘﻤﻴﺯﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ
ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ،ﻭﺘﻭﺨﻴﺎ ﻟﻠﻭﻀﻭﺡ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺍﺴﻊ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻸﻋﻭﺍﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻀﻁﻠﻌﻭﻥ ﺒﻪ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻫﻭ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﻅﻴﻔﻲ ﻴﺩﺨل ﻀﻤﻨﻪ ﻜل ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯﻫﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻭﻯ
ﻭﻁﺭﻕ ﺘﻭﻅﻴﻔﻬﻡ ﺃﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻪ.
)(1
ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﻋﺸﺭﺓ ﺒﺎﺒﺎ ،ﺘﻌﻠﻘﺕ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺴﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ 224 ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺘﻭﻅﻴﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﻬﺎﻤﻪ.
)(2
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 02 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
65
ﻭﻴﻭﺠﺩ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻀﻴﻕ ﻴ ﻌﻨﹶﻰ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺒﺎﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ
ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﻭﻴﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل.
ﺇﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻤﺩﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ،ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ
ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻜﻼ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ،ﻜﻨﻤﻭﺫﺝ ﻨﺄﺨﺫ ﻜل ﻤﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ.
66
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ
ﻭﻭﺴﺎﺌل ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻠﺠﺄ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻋﺎﺩﺓ
ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻜﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ....
ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ )ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ(،
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﺘﺴﻊ ﻟﻴﺸﻤل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ) ،(1ﻭﻜﺫﺍ
ﻜﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺩﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ،(3)... )(2
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻭﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺸﺒﻊ
ﺤﺎﺠﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ،ﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﺎﺕ.
ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺭﺍﻓﻕ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺯﻴﺞ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ :ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺼﻬﺎ.
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ - :ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ ﺹ .200،199 =
.11 -ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ
-ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .225
-ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .499
)(1
" ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻭﺘﺯﺍﻭل ﻨﺸﺎﻁﺎ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻹﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ
ﺃﻭ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺘﻌﺎﻭﻨﻴﺔ "؛ ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ، ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ،
ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2005 ،ﺹ .63
)(2
ﺘﻘﻭﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻟﻤﻬﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ.
)(3
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺒﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻬﻥ ،ﻤﺜﻼ ﻋﻤل ﻭﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻨﺎﺠﻡ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ
ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ.
ﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻭ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺩﺍﺨل ﺇﺘﺤﺎﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻴﻭﺠﺩ ﺘﻌﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ
ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻗﺩ ﻴﻀﻌﻑ ﻤﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﺃﻗل ﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﻭﻴﻀﻌﻑ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ؛ ﺍﻨﻅﺭ :ﺨﺎﻟﺩ ﺤﺎﻤﺩ ،ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺘﺒﺴﻲ ،ﺘﺒﺴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺃﻓﺭﻴل ،2006ﺹ .82
ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ،ﻭﺃﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﺒﺒﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ –ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ -ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺒﻴﻥ
ﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﻤﻌﻪ ﺠﺒﻬﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺎﺴﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺘﺴﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ؛
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،
،1984ﺹ .102،101
ﺒﻬﺫﺍ ﺘﻘﻭﻯ ﺸﻭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ.
67
-2ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺼﺏ ﺩﺍﺌﻡ
ﺃ -ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﺨﺎﻀﻌﺎ
ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻭﺒﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
ﺒﺎﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ) ،(1ﺒﻌﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ).(2
ﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﻻ ﻴﻨﺸﺄ ﻓﻲ
ﺍﻷﺼل ﺇﻻ ﺒﺎﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻹﺠﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ،ﺇﺫ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻭﺤﺩﻩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺸﺎﻏﻼ ﻟﻠﻤﻨﺼﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ).(3
” ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﻻ ﻴﻨﺸﺄ ﺇﻻ ﺒﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺒﺎﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻹﻨﺠﺎﺯ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ “).(4
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ )ﻜﺎﻟﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﻬﺎ( ﺃﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻻﻤﺭﻜﺯﻴﺔ )ﻻﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻜﺎﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ
ﺃﻭ ﻻﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻤﺭﻓﻘﻴﺔ ﻜﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ( ،ﻴﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻪ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻴﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ )ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ() ،(5ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺤﻡ
ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻴﺒﺎﺸﺭ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ
ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ).(6
ﻓﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺇﺫﻥ :ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﺩﺭ ﺒﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻗﺭﺍﺭ ﺨﺎﻁﺊ ﺃﻭ ﻤﻌﻴﺏ ،ﺃﻭ ﻟﻡ
ﻴﺼﺩﺭ ﺒﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺇﻁﻼﻗﺎ.
)(1
ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .232
)(2
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ 77 ﻭ 76 ﻭ 12 ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 03-06 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 75 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
) (3ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .11
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ .ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .225
-ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .161
)(4
ﺩ.ﺨﺎل ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .199
)(5
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻫﻭ " :ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﺒﺎﻁﻼ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﺃﺼﻼ ،ﻤﻊ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺴﻠﻴﻤﺎ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻭﻤﻨﺘﺠﺎ ﻵﺜﺎﺭﻩ ،ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻪ ﺸﺨﺼﻴﺎ ".
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،2004 ،
ﺹ .229
)(6ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .12،11
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺨﺎل ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .199
-ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .161
-ﺩ.ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .664
68
)(1
ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﻁﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺘﻁﺒﻕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺒﺄﻥ ﺘﻌﻬﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﺴﻊ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﻻﺘﺒﺎﻉ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺸﺄﻨﻬﻡ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ
ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﻅﺭﻭﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭ
ﺒﺘﻘﻠﺩﻫﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ).(2
ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ،ﻭﺘﺘﻭﺯﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺭﺌﻴﺱ
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ).(5 )(4
ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ )(3
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ
)(6
ﻭﺍﻟﻭﻻﺓ ﻭﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﻭﻤﺩﻴﺭﻱ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ
ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
)(7
ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺃﺼﻠﻴﺔ ،ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﻤﻔﻭﻀﺔ
ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ.
) (1ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ -:ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،
،2007ﺹ ﺹ .347،346
-ﺩ.ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .148
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .230،229
-ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻟﺒﺎﺩ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺴﻁﻴﻑ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2007 ،ﺹ .260
)(2
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .12
)(3
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ ﻭﺹ .205 192 ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ - :ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ. 101 -ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
) (4ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ - :ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ ﺹ .207،206
ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ. 103 -ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ
)(5
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1417ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 26 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻔﻲ 438-96 ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ :1996ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﺭﻗﻡ 87 ،85 ،78 ،77 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 76 ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 28 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻨﺹ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻔﺘﺎﺀ 1996ﻡ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 07
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1996ﻡ. 08 ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ 1417ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 27 ﺘﺎﺭﻴﺦ
" ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻁﻴﺭ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻫﻴﻜﻠﻲ ﺃﻭ ﻭﻅﻴﻔﻲ .ﻭﺘﺴﻤﺢ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔل ﺒﺘﺄﻁﻴﺭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ ،03-06ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ. 02 ﻓﻘﺭﺓ 10 ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ " ،ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺘﺸﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺭﻜﺎﺌﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻹﻴﺼﺎل ﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﺎ ﻭﺃﻭﺍﻤﺭﻫﺎ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﻟﻠﺴﻬﺭ
ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺸﻴﻁ ﻋﻤل ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﻭﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
)(6
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 212 ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ :ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ
)(7
"ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺘﻔﻭﻴﺽ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻌﻬﺩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻤﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻭﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﻴﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ".
-ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ) ،ﻋﻥ ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺃﺒﻭﺯﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ،1999 ،
ﺹ (253ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2007 ،ﺹ .115
"ﺃﻭ ﻫﻭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻬﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺴﻠﻁﺔ ﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺒﺫﻟﻙ ".
-ﺩ .ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .115
69
ﺏ -ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ :ﻴﻌﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻲ
ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﺩﻭل ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻪ).(1
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ” :ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺩﺩ ﺒﺯﻤﻥ ﻤﻌﻴﻥ “).(2
ﻓﺩﺍﺌﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻤل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺼﻔﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺘﻔﺭﻍ
ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺘﻔﺭﻏﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﺎﺭﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻟﻤﻭﺴﻤﻴﺔ).(3
ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻫﻭ ” :ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺩﺍﺨﻠﺔ
ﻀﻤﻥ ﻤﻼﻙ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻤﺭﻓﻕ ﻋﺎﻡ “).(4
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ﻤﺅﻗﺕ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻤﺤﺩﺩ
ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻐﺭﺽ ﻤﺅﻗﺕ).(5
ﺒﻬﺫﺍ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻤﺔ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺸﻤل ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ
ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﺸﻐﻠﻪ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﻫﻭ ” :ﻤﻥ ﻭﻟﻲ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻟﻤﺩﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻟﻌﻤل ﻋﺎﺭﺽ “).(6
ﻓﻜﻭﻥ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻤﺔ ﺘﻨﺼﺏ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ
ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻴﻘﺘﺭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺼﻔﺘﻲ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺘﻴﻥ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ
ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ).(7
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ:
-ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻀﻴﻥ ﺃﺠﺭﺓ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻏﻠﻴﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻏﻴﺭ ﺩﺍﺌﻤﺔ
) (1ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .198
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .10
-ﺩ.ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .655
-ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .224
)(2
ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .198
) (3ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .10
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﺩ.ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .655
-ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .493
-ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .224
-ﺩ.ﻋﻠﻲ ﺠﻤﻌﺔ ﻤﺤﺎﺭﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .49
)(4
ﺩ.ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .237
)(5
ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .198
)(6
ﺩ.ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .237
)(7
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .10
70
-ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﺎﺭﻀﺔ )ﺃﻭ ﻤﺅﻗﺘﺔ(
ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ
ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ " :ﺘﺨﻀﻊ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺸﻐل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،"...ﻭﻫﻲ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﺎﺭﻀﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ.
ﻫﻭ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺃﻭل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 133-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " :ﺇﻥ
ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺸﺭﻭﻁ ﺘﺸﻐﻴﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ ﺘﺤﺩﺩ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﺭﺴﻭﻡ .ﻭﺇﻥ ﺸﻐل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻻ ﺘﻌﻁﻲ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺼﻔﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﻴﻨﻭﺍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ".
ﻭﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 136-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ ﺤﺩﺩ
ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻀﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ
ﻜﺭﺴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭﺃﻗﺭ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺄﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ).(1
ﻭﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻴﻤﻨﺢ ﺸﻐل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻻ ﺼﻔﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﺤﺘﻰ ﺤﻕ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ " :ﻭﻻ ﻴﺨﻭل ﺸﻐل ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺭﺘﺒﺔ ﻤﻥ ﺭﺘﺏ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ".
ﺃﻤﺎ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﻤﺔ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ
)( 2
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﺤﻜﻤﺎ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ 59-85 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 148 ) (1ﺨﻠﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻌﻪ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ. 133-66 ﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺨﻠﺕ ﻤﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
)(2
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺩﻭﺍﻡ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻷﺼﻴل ﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ :ﻤﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺭﺍﻜﺯﻫﻡ ﻭﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﺭﻗﻴﺘﻬﻡ
ﻭﻨﻘﻠﻬﻡ ﻭﺘﺄﺩﻴﺒﻬﻡ ﻭﻓﺼﻠﻬﻡ ،...ﺘﺠﺩ ﺴﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ.
ﺍﻨﻅﺭ -:ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2005 ،ﺹ .76
71
ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺃﻱ ﺩﺍﺌﻤﺔ).(1
)(1
ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .198
)(2
ﺘﻘﻭﻡ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﺒﺭ ﺃﺴﻼﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺭﺘﺒﺔ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺭﺘﺏ ،ﻴﺨﺼﺹ ﺍﻟﺴﻠﻙ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﻜل
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﺨﺎﺹ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﺩ ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺇﻻ ﻤﻤﻥ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﻨﻔﺱ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 06 ﺍﻟﻤﺅﻫﻼﺕ ﻭﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ؛ ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 08 ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 06 ﺭﺍﺠﻊ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺃﺴﻼﻙ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻴﻘﺘﺭﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺴﻠﻙ.
-ﻓﻬﻭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺇﺫ ﻴﺨﺼﺹ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭﺓ ﻓﻤﻔﺎﺩﻩ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ
ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﻭﺍﺤﺩ.
-ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻙ ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺫﺍﺘﻪ.
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 05 ﻓﺎﻟﺭﺘﺒﺔ ﺘﻤﺜل ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻭل ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺤﻕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺎ؛ ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 92 ﺇﻟﻰ 83 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 82 ﺇﻟﻰ 74 ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ :ﻤﻥ
)(7
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 02 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 83 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
72
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 83ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﻬﺎ " :ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﻤﺅﻫﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﻼﺘﺤﺎﻕ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺴﻴﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ".
ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ )ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﺹ( ﺃﻭ ﻤﺩﺓ ﺘﻤﺩﻴﺩﻫﺎ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﺴﻭﻯ
ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺼﻴﻥ):(1
-ﺇﻤﺎ ﺒﺘﺜﺒﻴﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﻤﻠﻬﻡ
-ﺇﻤﺎ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺹ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺘﺭﺒﺹ ﺁﺨﺭ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭﻟﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ
-ﺇﻤﺎ ﺒﺘﺴﺭﻴﺢ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺹ ﺩﻭﻥ ﺇﺸﻌﺎﺭ ﻤﺴﺒﻕ ﺃﻭ ﺘﻌﻭﻴﺽ
ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺕ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﻴﻌﻬﺩ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻨﺎﺕ ﺃﻭ
ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﻥ ﻤﻌﺎ).(2
ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺕ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺘﺘﺨﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻠﻙ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺭﺒﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ.
ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺼﻴﻥ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻭﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﻨﻔﺴﻬﺎ) ،(3ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ 88ﻭ 89ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ -06
03ﻭﻫﻲ:
-ﺤﻕ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺘﻲ ﺍﻻﻨﺘﺩﺍﺏ ﻭﺍﻻﺴﺘﻴﺩﺍﻉ
-ﺤﻕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ.
ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺘﻘﻤﺹ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ” :ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﻤﺭﻓﻕ ﻋﺎﻡ ﺘﺩﻴﺭﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻋﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺼﺏ ﺩﺍﺌﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﻭﻟﻴﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺴﻴﻡ ﻭﻓﻕ
ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ “.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 02 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 85 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 86 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 87 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
73
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺭ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻟﻴﻠﻴﻥ:
-ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻨﺎﻗﺽ ﻤﺒﺩﺃ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﺭﺅﺴﺎﺌﻪ
-ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻫﻭ ﺃﻤﺭ
ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﺤﻴﻭﻱ ﻟﺴﺩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺸل ﺤﺭﻜﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻴﻭﻗﻑ ﺴﻴﺭﻫﺎ ﻤﻊ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺠﺩﺕ ﻟﺘﻌﻤل ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺩﻭﻥ ﺘﻭﻗﻑ.
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴﻠﻴﻥ ﺩﻟﻴل ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﻜﻤل ﺍﻵﺨﺭ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺨﺎﻟﻔﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ،ﻓﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻗﻀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ.
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻗﺩ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺒﺩﻟﺕ ﻭﺘﺒﺩل ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻔﻬﻭﻡ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻁﻠﻘﺔ.
)(1
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺯﺍﻴﺩﻱ ،ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺃﻓﺭﻴل ،1979
ﺹ .34
74
” ﻭﻴﻌﺭﻓﻬﺎ " ﻜﻴﺙ ﺩﻴﻔﻴﺯ " Keth Davisﺒﺄﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ” :ﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻬﻡ ﻓﻲ
ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻌﻤﻠﻭﺍ ﻤﻌﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ
ﻤﻊ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺍﻹﺸﺒﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ““).(1
” ﻭﻴﻌﺭﻓﻬﺎ " "François Bandeﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ” :ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ...ﻓﻬﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺅﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻟﻜﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺘﻁﻭﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ““).(2
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﻬﺩﻑ ﻤﻌﻴﻥ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ
ﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻏﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ).(3
ﺇﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺒﺎﺘﺴﺎﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ،
ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺭﺍﺠﻊ ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﻁﺒﻌﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻤﻨﻌﺯﻻ ﻋﻥ ﻤﺤﻴﻁﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ،
ﻭﻫﻭ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ،ﻗﺩ ﻴﺼﻴﺭ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﺃﻭ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﺃﻭ
)(4
ﻤﻬﻨﻲ...
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺘﻘﻭﻡ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺤﺴﺏ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺅﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ
ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﺠﻤﻌﻬﻡ.
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﺃﻴﻥ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜﺎﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﺘﺸﺨﻴﺼﻴﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ
ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺼﻔﻴﺔ).(5
ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺭﺃﻱ " ﺇﻟﺘﻭﺍﻥ ﻤﺎﻴﻭ " ،ﻭﺍﺠﺏ ﻤﻘﺩﺱ ﻻﺘﺼﺎﻟﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ).(6
)(1
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .123
)(2
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .123
)(3
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .123
)(4
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .122
)(5
ﺩ.ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،2001 ،ﺹ .20
)(6
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،ﺩ ﺱ ،ﺹ .97
75
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﺘﹶﻨﺼﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌل ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤل ،ﺃﻴﻥ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺩﺨل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺔ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭﺍﻁﻤﺌﻨﺎﻨﻪ ﻋﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻤﻌﺩل ﺇﻨﺘﺎﺠﻪ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ).(1
ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ " ﺇﻟﺘﻭﺍﻥ ﻤﺎﻴﻭ " Elton Mayoﻭ " ﻤﺎﺭﻱ ﺒﺎﺭﻜﺭﻓﻭﻟﻴﺕ Mary Parker
" Follettﺍﻨﻁﺒﺎﻋﺎﺕ ﻭﺁﺜﺎﺭ ﺨﻠﻔﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ
ﻤﺤﻴﻁﻪ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ).(2
” ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻓﺤﺴﺏ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻓﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﻜﺎﺕ ﻴﺘﻡ
ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﻜﺎﺕ ﻓﻲ
ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ “).(3
ﻭﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺩﺍﻡ ،ﻭﺃﻓﻀل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ )ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺃﻭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ( ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻬﺩ ﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺅﻭﺴﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﹶﻨﺸِﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﺍ ﻤﻊ ﻤﻬﻨﻬﻡ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻭﻋﻲ ،ﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻤﺴﺘﻤﻴﻠﺔ ﻤﺭﻨﺔ ﻻ ﺘﻌﻤﺩ
ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ).(4
ﻭﻷﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﺒﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﻙ ﺒﺎﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻪ ،ﻟﺫﺍ
ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﻀﻊ ﻤﻭﺍﺯ ﻴﺨﺩﻡ ﺠﻤﻴﻊ
ﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﺒل ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺠﻌﺔ ﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ،
ﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﻌﻁﻭﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ.
ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﹸﻜ ﹼﺘﹶﺎ
)(1
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .19
)(2
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .19
)(3
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .20
)(4
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .21
76
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻴﻌﻤﺩ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻀﻌﺎ ﻓﻲ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺘﹸﺜﺎﺭ
ﻋﺩﺓ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻜﺎﻵﺘﻲ):(1
-ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ؟
-ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﺩل ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻌﻬﺎ ؟
-ﻜﻴﻑ ﺘﻜﻴﻑ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﺠﺎﻭﺏ ﻭﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﻀﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ؟
ﻭﻗﺩ ﺘﻤﺕ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ " ﻟﺒﺭﻨﺎﺭﺩ " ،" Bernardﺇﻟﺘﻭﺍﻥ ﻤﺎﻴﻭ ،" Elton Mayoﻭﻜﺘﺎﺒﺎﺕ " ﻤﺎﺭﻱ ﺒﺎﺭﻜﺭﻓﻭﻟﻴﺕ
" Mary Parker Follettﻭ" ﺠﻭﻨﺱ ﺠﺎﻨﺱ ،" Jones Gansﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ " ﻤﺎﻜﺱ ﻓﺒﺭ Max
" Viberﻭﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺃﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﻭﺴﺎﺌل
ﻭﻤﺩﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ).(2
ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺘﺠﺘﺎﺯ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻟﻬﺎ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﺩ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻭﺩﻋﺎﺌﻡ ﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺴﺎﻴﺭ
ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺴﺱ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ).(3
ﺇﻥ ﻟﻜل ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻴﻭﻻ ﻭﺴﻠﻭﻜﺎ ﻤﻐﺎﻴﺭﺍ ،ﻗﺩ ﻴﻨﺎﻗﺽ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﺓ ،ﺇﻤﺎ
ﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﻻﺤﺘﻜﺎﻜﻪ ﺒﻭﺴﻁﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﺎﻫل ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﺎ ﻟﻪ
ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﻭﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤل –ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ،-ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﺒﻪ .ﻭﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﺤﺘﻜﺎﻙ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻌﻤﻠﻪ ﻭﺯﻤﻼﺌﻪ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺫﻟﻙ ﺒل
ﺇﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﹸﻭﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻅﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﻤﺭﻴﺤﺔ
)(1
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .22 ،21
)(2
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .22
)(3
ﻤﺭﺍﺩ ﺒﻭﻋﺒﺎﺵ ،ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،1992-1991 ،
ﺹ .07
77
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻘل ﻭﺘﻐﺫﻴﺔ ...ﻤﻤﺎ ﻴﻀﻔﻲ ﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ﺒﻜل ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻤﺎ ﻴﺨﻠﻕ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﺯﻤﻼﺀ ﻭﻴﻀﻔﻲ ﺃﻴﻀﺎ
ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل).(1
ﻭﻤﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ):(2
-ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.
-ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ :ﻨﻔﺴﻴﺎ ،ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ.
-ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﻔل ﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺠﻪ ﻤﻥ ﺭﻀﺎ.
-ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺒﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﺜﺎﻟﻴﺔ.
-ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺠﻤﺎﻋﻲ.
)(1
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 8 ﻤﺭﺍﺩ ﺒﻭﻋﺒﺎﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(2
ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺒﻠﺠﺒل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .123
)(3
ﺩ.ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .24
)(4
ﺩ .ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .26،25
78
)(1
:Schneider ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺸﻨﺎﻴﺩﺭ
ﺘﻡ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻋﻠﻰ 325ﻋﺎﻤل ﻤﻥ ﻋﻤﺎل ﻋﺩﺓ ﻤﺼﺎﻨﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺩﻥ ﺴﻨﺔ
1937ﻡ ،ﻭﺘﻭﺼل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺃﻫﻡ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺭ
ﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭ.
ﺍﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻋﺸﺭ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺭﺘﱠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
-ﻋﻤل ﻤﻨﻅﻡ ﻗﺎﺭ
-ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﺭﻴﺤﺔ ﻟﻠﻌﻤل
-ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻁﻴﺒﺔ ﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل )ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل(
-ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺤﺴﻨﺔ )ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ(
-ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺭﻗﻲ ﻭﻭﺠﻭﺩ ﻓﺭﺹ ﻤﺘﺎﺤﺔ
-ﺃﺠﻭﺭ ﺠﻴﺩﺓ).(2
-ﺍﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺘﻤﻜﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺸﺅﻭﻨﻬﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ
-ﻓﺭﺹ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻡ
-ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل
-ﻜﻡ ﺯﻤﻨﻲ ﻨﻭﻋﻲ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل
-ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤل )ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻴﺴﻴﺭﺓ(
ﻭﻴﺭﻯ Schneiderﺃﻨﻪ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺇﺠﻤﺎل ﻜل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ" :ﻅﺭﻭﻑ ﻋﻤل
ﻤﺭﻀﻴﺔ" ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﺭﻀﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺕ ﺒﻴﻥ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﻷﺨﺭﻯ.
)(1
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺃﻭﻨﻴﺱ ،ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،1995،1994 ،ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻁﻠﻌﺕ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﻋﺎﺩل ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،1963 ،ﺹ ﺹ
.134،133
)(2
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﺠﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺏ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻷﻨﻪ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﺒل ﻴﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ (03-06 43 ﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻴﻨﻘﻁﻊ ﻁﻭﺍل ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﻱ ﻋﻤل ﻤﺭﺒﺢ )ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻴﺅﺜﺭ ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻴﻌﺭﺽ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺨﻁﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻤﻀﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﻭﻗﺘﻪ ﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ﺨﺎﺭﺝ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل
ﻟﻠﺭﺍﺤﺔ.
ﻓﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻤﻥ ﻨﻭﺍﺤﻲ ﻋﺩﺓ :ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻴﻥ ﺘﻤﺱ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺘﺏ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻤﻌﻴﺸﺘﻬﻡ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﻤﺎﻟﻴﺎ ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻁﻊ ﻤﺭﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .ﻭﻟﻌل ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻭﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺸﺄﻨﻪ " :ﻭﺴﻴﻠﺔ
ﻴﺤﺎﻓﻅ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒل ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺘﻭﺨﻰ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻤﺤﺘﺭﻤﺎ ﻻﺌﻘﺎ ﻴﺘﻴﺢ ﻟﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﺭﺴﻭﺍ ﺠﻬﺩﻫﻡ ﻜﻠﻴﺔ ﻟﺨﺩﻤﺘﻬﺎ " ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻻ ﻴﻔﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ
79
ﺨﻼﺼـﺔ ﺍﻟﻔﺼـل
ﺘﻤﺕ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻋﺎﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺯﺍﻤﻨﺕ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻫﺎﻤﺔ ﺸﻬﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺼﺎﺭﻋﺕ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﹶﺘ ﻌﻨﱡﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺴﻠﻁﺘﻬﺎ ،ﻟﺘﺴﺘﺤﻕ
ﺒﻜل ﺠﺩﺍﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺴﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻭﺇﻥ ﺒﻠﻭﺭﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻋﺴﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻨﺩ
ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﻨﻪ.
ﺇﻥ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺎﺴﻙ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺘﻬﻡ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ
ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﻤﺎﺴﻜﺎ ﻭﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﻗﻭﺓ ﻤﺴﺎﻭﻤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻫﻡ ﻴﻨﺎﻀﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺤل
ﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺘﻤﻠﻙ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻔﻀل ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺜﻘل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ
ﻋﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل.
ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﺵ ﻤﻨﻜﻤﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺯﻟﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﺘﻔﺘﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺘﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﺤﺎﺠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ.
ﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻀ ﻤ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻡ ﺘﻬﻤل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﺫ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﺩﺓ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﻤﻜﱢﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺃﺠﻬﺯﺘﻬﺎ ﻭﺘﺩﻋﻴﻤﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ.
ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺒل
ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻤﻘﺭﻭﻨﺎ ﺒﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ،ﻻ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ
ﻓﺤﺴﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻴﺎﻜﻠﻪ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ.
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﺘﺒﺭﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻴﺩﻋﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺸل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺒﻘﺕ
80
ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ)-(1ﺴﺎﺒﻘﺎ،-
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺎﺕ ﻤﻌﻪ ﺤﻕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﺸﺎﺌﻜﺔ
ﻭﻤﻌﻘﺩﺓ ،ﺒﻘﻲ ﻤﻌﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻁﻠﺒﺎ ﺼﻌﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎل.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻫﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻴﻘﺭ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ.
ﺇﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻭﺜﻴﻕ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ،ﻭﺇﻻ ﺴﻭﻑ ﻴﺅﺩﻱ ﺫﻟﻙ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ.
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺴﺎﻫﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ
ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﱠﻠ ِﺒﻨﹶﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ؛ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻀﺎﻤﻴﻥ ﻭﺇﻴﻔﺎﺌﻬﺎ ﺤﻘﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺭﻗﻲ
ﻭﺘﺘﻔﺎﺩﻯ ﺃﻱ ﻨﺯﺍﻉ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﺍﻫﺎ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ﻴﺠﻨﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ -ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ -ﺍﻻﻨﺯﻻﻕ
ﻓﻲ ﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺘﺨﺩﻡ ﻻ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻻ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻱ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ،ﻭﻴﺤﻘﻕ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ ﻤﻥ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺭﻏﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ،ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﺘﹶﻌﻠﱠﻕ ﻤﻨﻬﺎ
ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻪ ﻭﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻅﻁﺭﺍﺩ .ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﺍﺤﺘﻭﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺠﻡ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﺘﺒﻌﺎ
ﻭﻤﺎ ﺴﻴﺘﻡ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻪ.
)(1
ﺭﺍﺠﻊ :ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺘﻁﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ.
81
ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺜﺎﻨـﻲ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ
82
ﺘﻘﺩﻴـــﻡ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ
ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺏ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺼﻔﺔ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻭﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﻜل ﺤﻕ ﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻁﺭ ﻤﻀﺒﻭﻁﺔ.
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺒﺫﻟﻙ ،ﺭﺴﻤﺕ ﻤﻥ
ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺴﻴﺭ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﻤﺎ
ﻴﺸﻜﻠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻨﺩ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ،ﻜﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻤﺤﺘﻤﺔ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ
83
ﺍﻟﻤﺒﺤـﺙ ﺍﻷﻭل
ﺃﺤﻜـــﺎﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴـــﺔ ﺍﻹﻀـــﺭﺍﺏ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻋﻨﻑ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻟﺤل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ
ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻗﺭﺘﻪ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻜﺤﻕ ﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﻴﺠﺏ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻜﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﻟﻬﺎ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻁﺭ ﻤﻀﺒﻭﻁﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺅﺜﺭ ﺃﻭ ﺘﻤﺱ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻐﻴﺭ.
ﻟﻬﺫﺍ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺩﺓ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﻀﻭﺍﺒﻁ ﺘﺤﻜﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻷﻤﻥ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﻭﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﺘﻠﻜﻡ
ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻟﻠﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﻭﺘﻔﺎﺩﻴﻪ.
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻤﺘﻰ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺤﻕ ﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻏﻠﺏ ﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻤﻀﺒﻭﻁﺔ ﺘﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺤﻔﺎﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ
ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﺴﻼﺡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻤﻥ ﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ.
ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 28
ل ﺃﻤﺭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ
ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1996ﻡ ﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ َﺃ ﻭ ﹶﻜ َ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 57ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻪ ":ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ " .ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ 1990ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺫﻱ
ﻭﻀﻊ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﻭﻀﻭﺍﺒﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ،ﻟﻴﻀﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻴﻠﻁﻑ
ﻋﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ).(1
ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻁﺭﻩ ﻭﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺴﻑ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ،ﻭﺇﻻ
)(1
= ﻴﺄﺨﺫ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻪ ﺍﻟﺼﻭﺭ:
84
ﻭﺤﺘﻰ ﻨﻜﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺸﺭﻋﻲ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺸﺭﻭﻁ) ،(1ﻨﻭﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺘﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻭ ﻨﻘﺎﺒﺘﻬﻡ
ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ) ،(6ﻭﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻭﻀﻴﻥ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ (02-90 43 -1ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﻴﻥ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ =
ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ. -2
ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻱ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ ﺃﻭ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ
ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻹﺒﻁﺎل.
ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. -3
85
ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺒﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻤﺜل ﺠﻬﺎﺯ
ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(1
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ .ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﻀﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﺠﺎﻫﻬﻡ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻨﺠﺭ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ .ﻭﺘﺭﺠﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ).(2
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ) ،(3ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻴﺘﻡ ﻭﻗﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺸﹸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 25ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ:
" ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻴﻭﻗﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ
ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺽ ﺨﻼﻓﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ "
”ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﺩﺍﺓ ﻤﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻔﺭﺽ ﻓﻘﻁ
ﺘﻭﻗﻴﻔﻪ ،ﺃﻭ ﺘﺠﻤﻴﺩ “).(4
ﻷﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻴﻔﺭﺽ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻤﺭﺩ
ﺫﻟﻙ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻓﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ " :ﻴﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ
ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﺘﻌﻴﻴﻡ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻴﻔﺭﺽ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ
ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﻠﺯﻤﺎﻥ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ") .(5ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺘﻔﺘﻘﺩ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺃﻴﻥ
ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺎﻥ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ،ﻭﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻴﻪ).(6
)(1
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 22 ،21 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .24،23
)(3
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ... " :ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻨﺹ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 09 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ".
)(4
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .149
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 52 ﺭﺍﺠﻊ ﺃﻴﻀﺎ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .149
86
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺼﺎﺩﺭﺍ ﻋﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺤﺭﺓ
ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﺃﻭ ﻀﻐﻁ ،ﺃﻱ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ) .(1ﻭﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ
ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ،ﺒﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺒﻌﺩ ﺇﻋﻼﻡ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ،ﻭﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل).(2
)(3
ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻱ ،ﻭﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ
ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻡ ﻨﺼﻑ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ
ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 28ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻱ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ
ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻀﻡ ﻨﺼﻑ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ
ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗل".
ﺇﻥ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻻ ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺘﺎﺘﺎ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ،ﻓﻴﺤﻕ ﻟﻬﻡ
ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﻤﻨﻊ ﺇﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ
ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻓﻜﻤﺎ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻤﻥ
ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺫﻟﻙ) ،(4ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻷﺼل ﻴﺤﻤﻲ ﺤﻕ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺘﻬﺎ ،ﺃﻴﻥ ﺘﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 34ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﻴﻌﺩ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻜل ﻓﻌل ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻴﻪ
ﻤﻥ ﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺃﻭ ﻴﻤﻨﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﻭ ﻤﻥ
ﻤﻭﺍﺼﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ").(5
ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺒﻘﻰ ﺤﺭﺍ ﻓﻲ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﻤﻠﺯﻤﺎ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﺨﺫ ﺒﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ).(6
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .149
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 27 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﻜﻲ ﺃﺨﻨﻭﺥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .39
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 57،33،32 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 56 ﻭ 36 ﺭﺍﺠﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .374،373
87
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻥ ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﺸﺭﻋﻴﺔ
ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺸﺭﻁﻴﺔ ﻋﺩﻡ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻬﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺸﺭﻁﺎ ﺃﻥ ﻴﺸﻤل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ).(1
)(2
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﻠﺜﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ
) (2/3ﻤﻊ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﺤﻀﻭﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﻁﻠﺏ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻘﺘﺭﺡ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
28ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
" ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻱ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ )(2/3
ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻀﻡ ﻨﺼﻑ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل " .ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ
ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺨﺎﻁﺌﺔ ﻜﺎﻟﺘﺯﻭﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎل.
ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺤﻀﻭﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﻁﻠﺏ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ
ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ
ﻜﺘﻌﺩﻴل ،ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﺤﻀﻭﺭ ﻨﺼﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ
ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 54ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ).(3
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .150،149
)(2
ﻗﻭﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .145،144
)(3
ﺩﺝ ﻭﺸﻬﺭﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺴﺘﺔ 20.000.00 ﺩﺝ ﻭ 5000.00 ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 54 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
) (06ﺃﺸﻬﺭ ﺤﺒﺴﺎ ﺃﻭ ﺒﺎﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ،ﻜل ﻤﻥ ﺯﻭﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻭﺴﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻭﺜﺎﺌﻕ
ﻤﺯﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺎﺭﺱ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯﻴﻥ ﺒﻐﻴﺔ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻗﺭﺍﺭﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﺘﻭﺼﻴﺘﻬﻤﺎ ".
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،(14-90ﻭﻴﺨﻀﻊ 21،10،08،06 ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻟﻠﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺅﻟﻑ ﺒﺘﺭﺨﻴﺹ ﺤﻜﻭﻤﻲ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ( .ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻹﻋﺎﻨﺎﺕ ﻤﻘﻴﺩ ﺒﺸﺭﻭﻁ 17 ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻜل ﺘﻌﺩﻴل ﻴﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻭﻤﺼﺩﺭﻫﺎ ﻤﺫﻜﻭﺭ ﻭﻤﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ .
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ. 26 ،25 ،24 -ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺤﻕ ﺤل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﺎﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺘﻰ ﻋﻤﻼ ﻻ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻪ )ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
= ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ(. 30 ،27
88
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ) .(1ﻤﻊ
ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻴﻪ ،ﻤﺩﺘﻪ –ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ .-ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ
ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﺠﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻭﺭﻴﺔ.
ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ)،(2
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺘﻔﺎﻭﻀﻴﺔ ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ) .(3ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺃﺨﺫ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻭﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻀﻤﺎﻥ
ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻓﺭﺼﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ
ﺍﻟﻭﺩﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻘﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻥ ﻤﻘﺭ ﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻓﺎﻟﻤﻬﻠﺔ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻺﺸﻌﺎﺭ؛ ﻭﻜل ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺼل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻼﻡ).(4
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﺘﺜﻴﺭﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻤﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺤﻪ ﺇﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺤﻕ ﻭﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺸﺏ ﻨﺯﺍﻉ ﺒﺸﺄﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﻭ
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺭﺍﺭﻩ ﺭﻗﻡ 149274ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 09ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1997ﻡ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
)ﻤﺩﻴﺭ ﺵ.ﺝ.ﺕ( ﻀﺩ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺵ.ﺝ.ﺕ() ،(5ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ " :ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﻷﺤﺩ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺤﺎﺌﺯﺍ ﻟﺼﻔﺔ ﻭﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ...
ﻭﻟﻤﺎ ﺜﺒﺕ –ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎل -ﺃﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻡ ﻴﺤﺘﺭﺼﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﺭ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻗﺩ ﺨﺭﻗﻭﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻭﻋﺭﻀﻭﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺭﺍﺭﻫﻡ ﻟﻠﻨﻘﺽ ".
ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ =
ﺍﻟﺼﺭﻓﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻐل ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺯﺒﻴﺔ.
)(1
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .168
ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ -:ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .23
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 29 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 30 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .151
163335 ﺴﻨﺔ ،1998ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺹ 139؛ ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ :ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ 01 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1997ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 09 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 149274 ) (5ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 09ﺠﻭﺍﻥ 1998ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺇﺜﺭ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺜﺒﻭﺕ ﺘﻤﺎﻡ ﺸﺭﻁ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ.
89
” ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻭﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ
ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺘﺄﻤﻴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ “) ،(1ﻤﺎ ﻴﻭﻓﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺤﻠﻭل ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﺘﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ).(2
ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﺩﻋﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ
ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ).(3
ﻗﺩ ﻴﺘﺤﻭل ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺴﻼﺡ ﺘﻜﺘﻴﻜﻲ ﺘﻌﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ
)(4
ﺘﻬﺩﻴﺩﺍ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻅ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﺤﺭﺍﺠﺎ).(5
ﺇﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﺎﻭل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺍﺘﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺯﻻﻗﺎﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺃﺤﺴﺕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﻅﻠﻡ
ﻟﺠﺄﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻴﺼﺒﺢ ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ
ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ).(6
ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻀﻰ ﺒﻪ
ﻤﺠﻠﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻡ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ )ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻡ( ﻀﺩ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻷﺴﺎﺘﺫﺓ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ( ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ) " :(7ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ
ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 355ﺍﻟﻤﻌﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺈﺒﻼﻍ
)(1
ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .23
)(2
ﺩ.ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺒﻭ ﺸﻨﺏ ،ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ،
ﺍﻷﺭﺩﻥ ،2006 ،ﺹ .348
)(3
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .151
)(4
ﺘﺨﻀﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻨﻘﺎﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ :
ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ. 14-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 10 ،9 ،8 ،7 ،6 ﺘﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻴﻥ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ) :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (06
ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل 10 ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻤﻨﺫ -
ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ -
ﺍﻟﺭﺸﺩ -
ﺨﻠﻭ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻋﻤل ﺃﻭ ﺴﻠﻭﻙ ﻤﻀﺎﺩ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ -
ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ .
)(5
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .169
)(6
ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .23
)(7
ﺴﻨﺔ ،2006ﺹ .335-332 59 ﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﺩﺩ 2006 ﻤﺎﻱ 09 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 06-12 ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺭﻗﻡ
90
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻜل ﺴﻨﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﻜل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ
ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻋﺩﺩ ﻤﻨﺨﺭﻁﻴﻬﺎ
ﻭﺍﺸﺘﺭﺍﻜﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺒﺄﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻀﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﺘﻭﺠﻴﻬﻪ ﺴﻨﻭﻴﺎ
ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﺜﺒﺎﺕ
ﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺃﻭ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ...
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ :ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻻﺸﻬﺎﺭ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺩ )ﺡ.ﻑ( ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻡ
ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﺼﻔﺘﻪ ﻜﻤﻨﺴﻕ ﻟﻠﻔﺭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺘﻔﻭﻴﺽ ﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺒﻨﺎﺀﺍ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻻﻀﺭﺍﺏ ﻴﻔﺘﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ
ﺒﻌﺩﻡ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ".
)(1
ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .341
)(2
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .151
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 55 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 50 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 51 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
91
ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﻥ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺘﺴﺒﺒﺕ ﻓﻲ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻤﺎ
ﺍﺴﺘﻭﺠﺏ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻪ –ﺍﻟﺨﻁﺄ -ﺘﻭﻗﻴﻔﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل).(2 )(1
ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ
ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﻤﻠﻬﻡ).(3
ﺇﻥ ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻸﻤﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ
ﺒﺎﻹﺨﻼﺀ ،ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﺠﺴﻴﻤﺔ) .(4ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
35ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺃﻨﻪ " :ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺩﻡ،
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ".5
ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ
ﻟﻡ ﺘﺸﺭ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻜﻠﻤﺕ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ " ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ "؛ ﻭﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻻ ﻋﻥ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﻋﻠﻰ
ﻋﺭﻴﻀﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ " ﻁﻠﺏ " ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﻋﺭﻴﻀﺔ .ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺃﻜﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻗﺎﻀﻲ
ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ).(6
ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺘﻡ ﺒﺼﺩﺩ ﻤﺤﻼﺕ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺼﺒﻐﺔ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﺸﻙ ﻴﺠﺏ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ( .ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻁﺒﻴﻕ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 171ﻤﻜﺭﺭ ﻓﻘﺭﺓ 03ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 183ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺇﺴﻨﺎﺩ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ).(7
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 02 ﻓﻘﺭﺓ 181 ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 173 ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 163 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .152
)(4
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 03 ﻓﻘﺭﺓ 181 ﺭﺍﺠﻊ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 36ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺃﻓﺭﻴل 1998ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ،ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻥ ﺒﻔﻌل ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل. 159641 ﺭﺍﺠﻊ :ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
ﺴﻨﺔ ،1996ﺹ 125؛ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ 01 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ 1994 ﻓﻴﻔﺭﻱ 08 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 95339 ) (6ﺭﺍﺠﻊ :ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
ﺴﻨﺔ ،1995ﺹ .158 01 ﺃﻓﺭﻴل ،1994ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ 20 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 111095
)(7
ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺹ .125 01 ﻓﻴﻔﺭﻱ 1994ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 08 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 95338 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
92
ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻷﻤﺭ 32-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 29ﺃﻓﺭﻴل
)(1
ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 11-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
21ﺃﻓﺭﻴل 1990ﻡ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ ،ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻻ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺒل ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻁﻠﺏ ﺇﺨﻼﺀ ﻤﻘﺭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺼﺒﻐﺔ
ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﺤﺘل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺒﺎﻷﺤﺭﻯ
ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻔﺎﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
171ﻤﻜﺭﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 03ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ.
ﻟﻘﺩ ﻜﺭﺴﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺒﺩﺌﻲ ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 08ﻓﻴﻔﺭﻱ 1994ﻡ
ﺼﺩﺭ ﺇﺜﺭ ﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺩﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ .ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺨﺹ ﺇﺨﻼﺀ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺴﺒﺏ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺜﺒﺕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻨﺯﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ،ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻨﻘل ﺃﻫﻡ
ﺤﻴﺜﻴﺎﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ).(2
" ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ... :
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭﺩﻉ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 02ﻴﻭﻟﻴﻭ ،1991ﻟﺩﻯ
ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﺭﻴﻀﺔ ﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 297ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻴﻁﻠﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻘﺽ ﻭﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﻴﻥ.
ﺍﻷﻭل :ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 04ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1990ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻲ
ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 08ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ،1990ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻲ
ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 07ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﻥ
ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺼﺩﺭﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻀﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﻼﺀ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ.
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﻁﻌﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ 1975ﻡ ﺃﻓﺭﻴل 29 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1395ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 17 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 32-75 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﻤﺎﻱ 1975ﻡ ،ﺹ .566 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1395ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 04 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 39 ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(2
ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺹ .125 01 ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 28 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 95338 ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
93
ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ:
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺘﺜﻴﺭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ ،1990ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﺒﺄﻨﻪ
ﺘﻁﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻴﻥ
ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.
ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ
ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻟﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺍﻷﻤﻜﻨﺔ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﺴﻨﺎﺩﻩ
ﻟﻘﻀﺎﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺘﻭﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﺍﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻭﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻴﺼﺩﺭ ﺇﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ،ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻺﺴﺘﻌﺠﺎل ﻭﻟﻠﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺃﺨﻁﺄﺕ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻁﻘﺕ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ 1990
ﻫﻭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﻭﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺴﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻭﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺁﻨﻔﺎ ﻻ ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35
ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺇﺨﻼﺀ ﺃﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ،ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺠﺎﺀ
)(1
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻤﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﺨﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ"
94
ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ،ﻭﺒﺫﺍ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻹﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ.
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﺩﺍﻡ
ﻗﺩ ﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ،ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻭﺒﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﺘﻰ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻴﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻨﺯﺍﻉ
ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﻴﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺨﺘﺼﺎﺹ ﻓﻴﻪ ﻴﺒﻘﻰ
ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ.
ﻟﺫﺍ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﺴﺱ.
ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺘﻌﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﻁﺄ
)(1
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ... ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07
ﻤﻜﺭﺭ 01ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻡ ...ﻭﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﻴﺩ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻴﻥ )(2
ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07
ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﻁﺎﺒﻌﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻤﺤﻀﺎ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ
ﺒﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻴﻪ ،ﺍﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺎ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻺﺴﺘﻌﺠﺎل ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺤﺭﺹ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺒﻬﺩﻑ ﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻨﻬﺎﺌﻲ
ﻟﻠﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻭﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ.
ﻓﺎﻷﻤﺭ 32-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 29ﺃﻓﺭﻴل ،1975ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻨﺹ ﻓﻲ
ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻜل ﻨﺯﺍﻉ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻋﻤل ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻤل ﺃﻭ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻤﻬﻨﻲ ﺒﻴﻥ
ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻏﻴﺭ ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻴﺤﺎل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
)(1
ﻭﻀﻌﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻴﺨﺘﺹ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺘﻬﺎ،
ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ.
)(2
ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07ﻤﻜﺭﺭ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺨﺼﺕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻭﺃﻓﺭﺩﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻜﺎﺨﺘﺼﺎﺹ ﻨﻭﻋﻲ.
95
ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻗﺩ ﻜﺭﺴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 11-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺃﻓﺭﻴل 1990
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻷﻋﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻲ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻴﺴﻴﺭﻭﻥ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻡ.
ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ
ﻟﻠﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻻ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﺯﺍﻋﺎﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒل
ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ
ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺘﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺸﻤل ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﺯﺍﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺸﺘﻰ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺃﻤﺎ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﻐل ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 07ﻤﻜﺭﺭ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 11-90
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺃﻓﺭﻴل .1990
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﺴﺱ ﻜﺫﻟﻙ.
ﻭﺒﺤﺴﺒﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ 04
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1990ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ 08ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ
،1990ﻗﺩ ﺃﻋﻁﻴﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻭﻁﺒﻘﺎﻩ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎ.
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ:
ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ:
ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﺸﻜﻼ ،ﻭﺭﻓﻀﻪ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ،ﻭﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺨﺯﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ".
ﻭﻴﺠﺩﺭ ﺒﻨﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤﺼﻭل ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل
ﻟﻤﺩﺓ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺃﻭ ﺒﻘﺎﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﻁﻭﺍل ﻤﺩﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺄﻤﻥ ﻭﺴﻼﻤﺔ
ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺃﺴﺎﺴﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﺤﺎﺌﻼ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻡ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﻴﻤﺱ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻜل ﺫﻟﻙ
) (
ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﻻ ﻴﺼﻨﻑ ﻜﺎﺤﺘﻼل ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ، 1ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 35
ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ.
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .152
96
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻪ ﺸﺭﻁ ﻴﻁﺭﺡ ﻋﺩﺓ ﺇﺸﻜﺎﻻﺕ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻭﻻ ﺸﺭﻁ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻫﻭ
ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻓﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺄﻤﻥ ﻭﺴﻼﻤﺔ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﻡ ﺍﺤﺘﻼﻟﻬﺎ
ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﺭﻴﺒﻬﻡ ﻭﺍﺤﺘﻼﻟﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻭﻟﻴﺱ
ﻋﻠﻰ ﺇﻀﺭﺍﺒﻬﻡ.
)(1
-ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .348-331 ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ:
-ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .210-203
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 142 -ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 70 -ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(2
ﻤﻨﺫ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﺤﺭﺹ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭﻩ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ:
-ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﻴﺔ ﺃﻱ ﺩﻭﺍﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ )ﻤﺭﻓﻕ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ،ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ،ﺍﻷﻤﻥ(...
-ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻤﺔ.
ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻸﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺌﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ.
ﺍﻨﻅﺭ -:ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .12،11
)(3
= ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ.
97
ﺍﻟﻌﺎﻡ) .(1ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ –ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ -ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺨﻁﻴﺭ ﻴﺒﻴﺢ ﻤﻌﻪ ﻓﺼل ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﻴﺩﺍﺭ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ).(2
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺇﻨﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻷﺠل ﻋﺩﻡ ﺘﻌﺴﻑ ﻓﻲ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﻲ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺠﺯﺌﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﹸﻜﻠﱢﻲ ﺃﻱ ﻤﻨﻊ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ،ﺇﻤﺎ ﻟﺤﻴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺩ ﺘﻤﺱ ﺒﺎﻟﻤﺭﻓﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ.
ﺤﺩﺩ ﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺩﺴﺘﻭﺭ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2/57ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ (1996ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
98
ﺃﻭ ﻴﺠﻌل ﺤﺩﻭﺩﺍ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻷﻤﻥ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺃﻭ
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ".
ﻓﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺤﻕ ﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﻨﻊ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺒﺩﺃ ﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ،ﻭﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﻨﺨﺹ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ،ﻜل
ﻤﻥ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ،ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎل ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ) ” ،(1ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ “).(2
ﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ﻜﻠﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﻀ ﻤ
ﻗﺩ
ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 43ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ " :ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻻﻨﺸﻁﺔ ﺍﻻﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﺘﻭﻗﻔﻬﺎ ﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺃﻤﻥ ﺃﻭ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻭﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ:
-1ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ،
-2ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﺒﻤﺭﺴﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ،
-3ﺃﻋﻭﺍﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﻥ،
-4ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ،
-5ﺃﻋﻭﺍﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ،
-6ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ،
-7ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ".
ﻴﻠﻐﻰ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻋﺎﻫﻡ ﻨﹸﻅﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﺼﺎﺩﺭﺓ
ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺨﻠﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺈﺒﺎﺤﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺭﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 43ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
ﺍﻟﺤﺼﺭ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .159،158
)(2
ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .228
99
ﺘﻜﻴﻴﻑ ﺃﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﺘﹸﺩﺭﺝ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺍﻟﺒﺤﺕ).(1
ﻤﺎ ﻴﺄﺨﺫﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺭﻭﻀﺎ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ،ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﺴﻬﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ
ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻬﻡ ﻤﻜﻠﻔﻭﻥ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻌﺭﺽ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ
ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺇﻥ ﻫﻡ ﺘﺭﻜﻭﺍ ﻤﺭﺍﻜﺯﻫﻡ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻭﻴﻤﺴﻜﻭﻥ
ﺒﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ).(2
ﺘﻜﻴﻴﻔﺎ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 43ﺃﻋﻼﻩ ،ﻓﺈﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻌﺭﻴﺽ
ﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺃﻤﻥ ﺃﻭ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺨﻁﺭ ،ﻭﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ :ﻋﻤﺎل ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ،ﺤﺭﺍﺱ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ،ﺒﻌﺽ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺒﻌﺽ
ﻤﻭﻅﻔﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺨﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﻠﻬﺎ ﻴﻨﺠﺭ ﻋﻥ ﺘﻭﻗﻔﻬﺎ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻐﺎ
ﻴﻤﺱ ﺇﺤﺩﻯ ﺃﻭ ﻜل ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ.
ﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﺨﻠﻭﺍ ﺃﻱ ﻗﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺜﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ،ﻭﻤﻨﻊ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺘﺎﺘﺎ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ.
ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻗﺭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺨﺎﺹ ﻟﺤل ﺃﻱ ﺇﺸﻜﺎل ﻗﺩ ﻴﻘﻭﻡ ،ﻭﻫﻭ
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 44ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ ﺒـ:
" ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻭﻥ ﻻﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻻﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 16ﺍﻟﻰ 20ﺃﻋﻼﻩ ﻭﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺍﻥ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻻﻤﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90
ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ " :ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .160
)(2
166،165 ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
100
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ " ،ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ
ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺤﻴﻨﻪ.
ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﻅﺭ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺁﺨﺭ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﺤﻅﺭ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ) ،(1ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺃﺴﺎﺱ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ.
)(1
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 503 ﺭﺍﺠﻊ - :ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(2
ﺩ.ﻤﺎﻨﻊ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .54
)(3
ﺠﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ
ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﺎ ،ﻓﻘﺒﻭل ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺩ ﺃﻋﻠﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺫﻟﻙ ﺘﺨﻠﻴﻪ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
101
ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ " ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ " ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 37ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﺱ ﺍﻻﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻀﺭ ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻴﻤﺱ ﺍﻻﻨﺸﻁﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻤﻭﻴل
ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﻻﻤﻼﻙ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ،ﻓﻴﺘﻌﻴﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻻﻨﺸﻁﺔ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻗﺩﺭ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﺠﺒﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺃﻭ
ﻋﻘﻭﺩ ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ 38ﻭ 39ﻤﻨﻪ ".
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ –ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ -ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴﺎ ،1ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 37ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ، ﺘﺅﻜﺩﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38
ﻤﺘﻰ ﺍﺘﺼل ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻠﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺸﻠل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻘﻁﺎﻉ ،ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻀﺭﺭﺍ
ﺒﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ ﻟﻠﻘﻁﺎﻉ ﻤﻬﺩﺩﺍ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻘﻴﺩ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ،ﻭﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ،ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻤﺴﺒﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻪ.
ﻤﺎ ﻴﻘﻀﻲ ﻤﻌﻪ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ
)(3
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 27-91ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺤﻕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 06
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﺘﺤﺩﺩ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻜﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ،
ﺃﻭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ).(4
ﺘﺠﺴﻴﺩﺍ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ) ،(5ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻨﻅﻡ ﻗﺩﺭ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
1راﺟﻊ :اﻟﻘﺮار رﻗﻢ 1687722اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 14أﻓﺮﻳﻞ 1998اﻟﺼﺎدر ﻋﻠﻰ إﺛﺮ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار ،أﻳﻦ ﻗﻀﻰ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ،وﻋﺪم ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻹﺿﺮاب.
) (2ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻨﻅﻡ ﻗﺩﺭ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻻﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ."...
)(3
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺍﻻﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ 38 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 03-06 ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﻤﺎ "؛ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 39 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻴﻌﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺨﻁﺭﺍ ﺤﻘﻴﻘﻴﺎ ﻤﻬﺩﺩﺍ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺤﺘﻜﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺩﺍﺓ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ،
ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﻡ.
102
-1ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﺴﺘﺸﻔﺎﺌﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺒﺔ ﻭﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻﺕ ﻭﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻻﺩﻭﻴﺔ.
-2ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺴﻴﺭ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻻﺫﺍﻋﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﺓ،
-3ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ
ﻭﺘﻭﺯﻴﻌﻬﺎ،
-4ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻤﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺦ ،ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻴﻁﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ،
-5ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﺯﻭﻴﺩ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﺴﻴﺭ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻌﺒﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻼﺸﺎﺭﺓ،
-6ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻙ ﻭﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
-7ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ،ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،
-8ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ،
-9ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﺭﻴﺔ ﻭﻨﻘل ﺍﻟﻤﻨﺘﻭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ،
-10ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺄﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل )ﺍﻻﺭﺼﺎﺩ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﺍﻻﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺔ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺤﺭﺍﺱ ﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ(،
-11ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ،
-12ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻓﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ،
-13ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺠﻭﻱ )ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﻠﻨﺯﻭل
ﻭﺍﺒﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ(،
-14ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ".
) (1
ﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،07ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ،02-90ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 27-91
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ
)(1
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 27-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ
ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 68ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ
103
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﺘﺘﻤﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﻨﺼﻬﺎ ":ﺘﺘﻤﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 6ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ
ﺃﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
" ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ :38
-15ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻤﺘﺤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻁﻭﺍل ﻓﺘﺭﺓ
ﺍﺠﺭﺍﺌﻬﺎ
-16ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻻﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ "".
ﻜﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﺱ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ
37ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ - 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﻀﻤﺎﻥ ﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻗﺭﺍﺭ
ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ ﻟﻼﻨﺼﻴﺎﻉ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻲ ﺠﺴﻴﻡ).(1
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ
ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
)(2
ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 41ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻁﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺠﺴﻴﻡ ﻴﻬﺩﺩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻫﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﺘﺨﺹ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ
ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺠﺒﺭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﻭﺇﻻ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﺇﻟﻰ
ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﺘﺴﻠﻤﻭﺍ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ).(3
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺄﻤﺭ ﺒﺘﺴﺨﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﻤل ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻷﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 40 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﺼﻭﺭ ﻤﺩﻯ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﻤﺭﻓﻕ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ
–ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ -ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻥ ﺒﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ.
ﻟﻬﺫﺍ ﺴﻁﺭ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻴﻤﺜل ﻫﺩﻓﺎ ﻟﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ.
-ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ "ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،"-ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .149
)(3
Bernard Teyssié , op.cit,p p 547,550
104
ﻭﺍﻷﻤﻼﻙ ،ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﻻﺯﻤﺔ ﻟﺘﻤﻭﻴل ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻷﻨﻬﺎ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻨﺸﺎﻁ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﺤﻴﻭﻱ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻥ
ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﻭﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭﻫﺎ) .(1ﻭﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﹸ
ﺨﻠﹸﻭ ﺃﻱ ﻤﺭﻓﻕ ﻋﺎﻡ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ
ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻭﺤﺘﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ
ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻴﺨﻀﻊ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﺎﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
ﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ 95338ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 08ﻓﻴﻔﺭﻱ 1994ﻡ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﺇﺫ
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﺎﻻﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺄﻱ
ﻤﺭﻓﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ،ﺃﻭ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻀﺭﺭ ﺠﺴﻴﻡ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ.
ﻜﻤﺎ ﻫﻭﻥ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ
ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻴﻌﺩ
ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻤﻘﺘﺭﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ ،ﺒل ﻴﺸﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﺴﺎﻫﻤﻭﻥ ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) ،(2ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻤﻠﻬﻡ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﺎﻻﺴﺘﺩﻋﺎﺀ،
ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﻭﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﺘﺒﻬﻡ ،ﻭﺇﻻ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ
ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻭﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ).(3
105
ﺇﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺤﻤﻲ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ،ﺘﺤﻤﻲ ﻓﻲ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺤﻕ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ،
ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻫﻲ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﻨﺹ ﺩﺴﺘﻭﺭﻱ).(1
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 34ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺒﺄﻨﻪ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﻴﻌﺩ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻜل ﻓﻌل ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻴﻪ
ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺃﻭ ﻴﻤﻨﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﻭ ﻤﻥ
ﻤﻭﺍﺼﻠﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ".
ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻗﺎﺼﺩﻴﻥ
ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺃﻴﻥ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ " :ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻭﻥ ﻋﻥ
ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ".
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﺤﻜﻡ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻹﺨﻼﺀ).(2
ﺘﺸﻜل ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺨﻁًﺄ ﻤﻬﻨﻴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ،ﻭﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺃﺨﻁﺎﺀ
ﺼ ﱠﻨﻔﹶﺔ ﻀﻤﻥ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺘﺴﺭﻴﺢ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺩﻭﻥ
ﻤ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ).(3
)(1
ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻟﻜل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل. 1996 ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 55 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﻤﻥ ،ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ.
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻤﻀﻤﻭﻥ ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ".
)(2
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 35 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 56 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06؛ ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 181 ،177 ،04 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 163 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
106
ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ " :ﻴﻌﺩ ﻨﺯﺍﻋﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ﺨﺎﻀﻌﺎ
ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﺨﻼﻑ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤل ،ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺘﺴﻭﻴﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ
ﻨﻁﺎﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 4ﻭ 5ﺃﺩﻨﺎﻩ " .ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺤﺼﺭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺴﻡ
ﺒﺎﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻴﺄﺘﻲ –ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ -ﻜﻤﻨﻊ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟ ﻤ ﱠﺘﺴِﻡ ﺃﺼﻼ ﺒﺄﻫﺩﺍﻑ
ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺒﺩﺀﺍ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺃﺼﻼ.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ) (05ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺃﻨﻪ " :ﺘﺘﻤﺎﻴﺯ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﻭﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﺠﻤﻌﻴﺔ
ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺴﻴﺎﺴﻲ ،"...ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺍﻟﺭﺍﻓﺽ ﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﺩﻋﻤﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ،ﻜﻭﻨﻪ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻲ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻥ ﺤﻕ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ).(1
ﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﺒﻪ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ
ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻗﺩ ﻴﻔﺴﺭ ﻟﻠﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻥ ﺒﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﺘﺒﺭﻴﺭﺍ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ
ﺒﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ.
)(1
ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .486
107
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻭﺘﻨﻭﻋﺕ ﺒﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﺃﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻗﺩ ﺘﻌﻭﺩ ﺃﻭ ﺘﺩﻭﺭ
ﺤﻭل ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻜﻁﺭﻑ ﺘﺤﻜﻤﻪ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻴﻤﺜل
ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻜﻁﺭﻑ ﻤﻘﺎﺒل
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺜﺎﺭ.
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﺍﻨﺘﻬﺞ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻁﹸﺭﻗﺎ ﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ
ﺙ ﻋﻠﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺩﻭﺭﻴﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
ﺤ ﱠ
ﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻪ ،ﹶﻓ
)(1
ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﻭﻗﻭﻉ ﺃﻱ ﺨﻼﻑ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺩﻋﻡ ﻫﺫﻩ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﻭﻗﺎﺌﻲ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﺜﺎﺭ ﺨﻼﻑ ﻟﻡ
ﻴﺘﻡ ﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺒـ" ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ").(2
ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺠﻬﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺘﻌﻤل ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﺒﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ
ﺒﻐﻴﺔ ﹶﺘ ﺭﺼﺩ ﺃﻱ ﺇﺸﻜﺎل ﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻠﻭل ﻟﻪ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 15 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﺭﺍﺠﻊ :ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،1982 ،
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 110 ﺹ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 73-55 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
108
-ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ.
-ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻓﺤﺹ ﻤﺩﻯ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ
ﻨﺼﻭﺼﻪ.
-ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻤﺩﻯ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ.
-ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
-ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ.
-ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ :ﻭﻫﻲ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﻥ
ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻴﻌﻴﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﺘﺭﺃﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﺍﻫﺎ ﺃﻭ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ).(1
ﺘﻨﺼﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻓﻲ ﻜل ﻗﻁﺎﻉ ﻭﺯﺍﺭﻱ ﻭﻟﺩﻯ ﻜل ﻭﺍل ﻭﻜﺫﺍ ﻜل ﻤﺴﺅﻭل ﻤﺅﻫل
ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻤﺎ ﻤﻥ
ﻁﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺇﻤﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺘﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ).(2
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺃﺠل ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﺨﺎﺏ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ).(3
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ :ﻫﻲ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺘﺸﻜل ﻓﻀﺎﺀ ﻤﻤﻴﺯ ﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 70ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 03-06ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺘﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ".
ﻓﻬﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل؛ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺘﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺭﺩﻭﺩﻴﺔ
ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 65 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 67 ﻭ 65 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 66 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
109
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﻀﺎﺀ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
)(1
ﻓﺎﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺭﻗﻡ 133-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ ،ﺤﻴﺙ
ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻨﺸﺄ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﻴﺭﺃﺴﻪ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ".
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﻋﺭﺽ ﻤﻭﺠﺯ ﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻪ ﻭﻟﻠﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ.
-1ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ:
" ﻴﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻋﻥ:
-ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ،
-ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
-ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ،
-ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻷﺠﺭﺍﺀ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻤﺜﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 2ﻴﻭﻨﻴﻭ ﺴﻨﺔ 1990ﻭﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻡ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻟﻜﻔﺎﺀﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺘﺤﺩﺩ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﺴﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ").(2
)(1
ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻤﻜﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ
ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ،ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﻤﻥ 56 ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺘﻤﺜﻴل ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺼﻔﺘﻬﺎ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ؛ ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 60 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
110
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ – ﻟﺤﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ -ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩﺕ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
142-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ)(1؛ ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ 14ﻋﻀﻭﺍ ﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﺒﻤﺭﺴﻭﻡ ﻟﻤﺩﺓ
ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻗﺎﺒﻠﺘﻴﻥ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ) ،(2ﺴﺒﻌﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺎﻗﺘﺭﺍﺡ ﺤﺯﺏ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺴﺒﻌﺔ ﺒﺎﻗﺘﺭﺍﺡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ).(3
ﻤﻤﺜﻠﻭﺍ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻡ):(4
-ﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
-ﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺒﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ..
-ﺨﻤﺴﺔ ﻤﺩﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﻡ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﻤﻬﻡ.
ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(5
ﻟﻡ ﺘﺭﺘﺊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ 1989ﻭ 1996ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-78ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05ﺃﻭﺕ 1978ﻡ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23
ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﻗﺩ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻭﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﻴﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﻤﻥ
)(6
ﻭﺘﻜﺭﻴﺱ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻜﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﺠﺩﻴﺩ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﻨﻭﺀ ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﻨﺼﻴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﺤﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ
ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻪ.
)(1
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ 02 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 12 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 142-66 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ،ﺹ .568 08 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 46 ﺒﺎﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .142-66 03 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .142-66 01 ﻓﻘﺭﺓ 02 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .142-66 02 ﻓﻘﺭﺓ 02 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .133-66 12 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 58 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
111
-2ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ:
)(1
ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﻴﺔ
)(2
ﻭﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒـ: ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
-ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ.
-ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ.
-ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻭﺍﻟﻨﻭﻋﻲ.
-ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
-ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ.
-ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻀﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻻ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺴﻼﻙ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻁﻠﻊ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﺭﻓﻊ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺴﻨﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﻭﻴﺒﻴﻥ ﻓﻴﻪ
ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(3
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 58 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 59 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 61 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 64 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 63 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 73 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
112
ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻀﺎﺀ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺘﺭﺴﻴﻡ ﻭﻜﻤﺠﻠﺱ
ﺘﺄﺩﻴﺒﻲ).(1
ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻨﺹ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻻﺤﻕ ﻟﻸﻤﺭ ﺭﻗﻡ - 03-06ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ-ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﺩﺍ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
221ﺍﻟﻤﻤﺩﺩﺓ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﻤﺎﺭﺱ ﺴﻨﺔ 1985ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ،ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ
ﺭﻗﻡ .(2)10-84
-1ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ:
ﺘﻨﺸﺄ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻜﺫﺍ
ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ).(3
ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺘﻭﻀﻊ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ
ﻭﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭ ﻤﺴﻜﻬﺎ.
ﺘﺘﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻬﺎ ،ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ).(4
- 2ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ:
ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻤﻥ ﻋﺩﺩ ﻤﺘﺴﺎﻭ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
)(5
ﻴﻨﺘﺨﺒﻬﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 55-69ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 13ﻤﺎﻱ 1969ﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 64 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﺠﺎﻨﻔﻲ ﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻴﺤﺩﺩ 14 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1404ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 11 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 10-84 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
17 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1404ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 14 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 03 ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺠﺎﻨﻔﻲ 1984ﻡ ،ﺹ .88
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 01 ﻓﻘﺭﺓ 65 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 03 ﻓﻘﺭﺓ 63 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1969ﻡ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ 13 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1389ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 26 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 55-69 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
1389ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻡ 04 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 43 ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﻤﺎ ﻱ ﺴﻨﺔ 1969ﻡ ،ﺹ .497 20 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
113
ﺘﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﺍﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻋﻨﻬﺎ) .(1ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺩﺩ ﻤﻤﺜﻠﻲ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﻀﻭﻴﻥ ﻟﻜل ﺇﻁﺎﺭ ﻭﻅﻴﻔﻲ).(2
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺩﺩ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺃﻗل ﻤﻥ ﻋﺸﺭﻴﻥ ) ،(20ﻓﺈﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻴﻨﻘﺹ ﺇﻟﻰ ﻋﻀﻭ ﻭﺍﺤﺩ ﺭﺴﻤﻲ ﻭﻋﻀﻭ ﺁﺨﺭ ﺇﻀﺎﻓﻲ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﻴﻥ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻤﻘﺎﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺩﺍﺌﻤﻴﻥ).(3
ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻨﺘﺨﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﻘﻴﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﻤﻊ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻁﻠﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺩﺓ).(4
ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﺭﺸﺤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﻬﺩﺓ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﻗﺼﺩ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻤﺜﻴﻼ) ،(5ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺨﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ
ﺜﺎﻥ).(6
ﻴﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺨﻼل ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ) (15ﻴﻭﻤﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ
ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺇﻤﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻠﺠﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻭﻻﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ).(7
ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻟﻬﻡ ﺭﺘﺒﺔ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺭﺘﺒﺔ ﻤﺘﺼﺭﻑ ﺃﻭ ﺭﺘﺒﺔ
ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ).(8
ﻴﻌﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻼﺙ ) (03ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺒﺼﻔﺔ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ
ﺘﻘﺼﻴﺭ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﻤﺩّﻫﺎ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻴﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 03 ﻭ 02 ﻓﻘﺭﺓ 65 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .55-59 01 ﻓﻘﺭﺓ 03 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 04 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ ،55-59ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02 ﻓﻘﺭﺓ 03 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 04 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﺃﻗﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺒﺎﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 38 ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻟﻌﺭﺽ ﻭﺒﺤﺙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ )ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
)(6
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 68 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(7
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 07 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(8
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 07 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
114
ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺴﺘﺔ ) (06ﺃﺸﻬﺭ)(1؛ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺘﻌﺩﻴل ﺠﻬﺎﺯ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭﺫﻟﻙ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭ ﻴﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺹ ،ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺴﺘﻘﻴل ﻋﻀﻭ ﺭﺴﻤﻲ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﻴﻤﻨﺢ
ﻋﻁﻠﺔ ﺃﻭ ﻴﺤﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻴﺩﺍﻉ ﺃﻭ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺨﺩﻤﺘﻪ ﻷﻱ ﺴﺒﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻴﻥ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﻌﻀﻭ
ﺍﻹﻀﺎﻓﻲ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ).(2
ﻴﺭﺃﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ﺃﻥ ﻴﻔﻭﺽ ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻤل ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ).(3
)(4
ﻭﺒﺩﻋﻭﺓ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻴﺘﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺴﺭﻴﺔ
)(5
ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺨل ﻤﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﺜﻠﺙ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﺭﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل
ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ،ﻭﺘﺼﺩﺭ ﺁﺭﺍﺌﻬﺎ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ ،ﻭﻴﺘﻡ ﺃﺨﺫ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺒﺎﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻱ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺩل ﻴ ﺭﺠﺢ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ،ﻭﺤﻴﺙ ﻻ
)(6
ﻭﺇﻻ ﺘﺠﺭﻱ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺤﻀﺭ ﻜل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﻀﺭﻩ ﻨﺼﻑ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ).(7
-3ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ:
ﺘﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺠﻭﺒﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ
ﻋﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ) .(8ﺃﻴﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺒﺹ).(9
-ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ).(10
-ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ).(11
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 02 ﻭ 01 ﻓﻘﺭﺓ 05 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 06 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 11 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 02 ﻓﻘﺭﺓ 15 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 13 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 14 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(7
ﻓﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 19 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(8
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 64 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(9
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 86 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(10
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 107 ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 100 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(11
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 158 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
115
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ).(1
ﻭﻜﻤﺠﻠﺱ ﺘﺄﺩﻴﺒﻲ).(3 )(2
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺘﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻜﻠﺠﻨﺔ ﺘﺭﺴﻴﻡ
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻤﺼﺩﺭ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﻅﱢﻔﺕ ﻓﻲ
ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ.
ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 10-84ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻥ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺸﺎﺭ -ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻥ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ-
ﻓﻲ):(4
-ﺍﻻﻨﺘﺩﺍﺏ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻲ.
-ﺍﻹﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻴﺩﺍﻉ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺘﻤﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻓﺭﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺅﻫﻠﺔ).(5
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤﻨﺢ ﻜل ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺴﻴﺭ ﻋﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻭﺃﻥ
)(6
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﺼﻰ ﺘﻭﻀﻊ ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻓﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻹﺘﻤﺎﻡ ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ
ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﺒﺩﻱ ﺭﺃﻴﻪ ﻭﻴﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ).(7
-4ﺤل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ:
)(1
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 02 ﻓﻘﺭﺓ 165 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
" ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻋﺯل ﻤﻭﻅﻑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 42898 ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺃﻱ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﺜﻭل ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺸﻭﺒﺎ ﺒﻌﻴﺏ ﺨﺭﻕ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻺﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ "...؛ ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
ﺴﻨﺔ ،1990ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺹ .172 03 ﻓﻴﻔﺭﻱ ،1986ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 01
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 86 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 170 ﻓﻘﺭﺓ ،2ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 165 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
" ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﺎﺀﺍ ﺃﻨﻪ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻤﺠﺭﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺃﻥ
ﺠﺎﻨﻔﻲ ،1993ﻗﻀﻴﺔ 03 ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺨﺫ ﻻﺤﻘﺎ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﺒﻁﻼﻥ "؛ ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ ،87137ﻗﺭﺍﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺴﻨﺔ ،1993ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺹ .222 03 )ﻕ.ﺃ( ﻀﺩ )ﺍﻟﻡ.ﻉ.ﺝ( ،ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 09 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 03 ﻓﻘﺭﺓ 149 ،01 ﻓﻘﺭﺓ 136 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ:
)(6
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 01 ﻓﻘﺭﺓ 18 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(7
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 17 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
116
ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺒﺸﺭﻁ ﻭﻫﻭ ﺃﺨﺫ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻋﻠﻰ ﺤل ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻟﺠﻨﺔ
ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺨﻼل ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺫﻜﺭﻫﺎ).(1
ﻗﺩ ﺘﺄﺨﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺸﻜل ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺤﻭل ﻤﺴﺎﺌل
ﻫﺎﻤﺔ ﻤﺜل ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﻭﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ:
-ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل.
-ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل.
-ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ )ﺍﻵﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ(.
ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﻔﺘﺢ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻻﻨﺸﻐﺎﻻﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﻔﺎﻟﺔ ﺤﻠﻭل ﻤﻤﻜﻨﺔ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ .10-84 20 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .14-90 01 ﻓﻘﺭﺓ 16 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .14-90 03 ﻓﻘﺭﺓ 16 )(3ﺍ ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .14-90 39،38 ﺭﺍﺠﻊ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 16 ،15 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ
ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ... 14-90 ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 38 ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
117
ﻜﻠﻤﺎ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﺫﻟﻙ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺃﻭ ﻤﺎ
ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ " ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ".
118
ﺘﺄﺨﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺸﻜل ﻤﻔﻭﻀﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
)(1
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ،ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺤﻭل ﻤﺴﺎﺌل ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ
ﻫﺎﻤﺔ ﻤﺜل ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ).(2
-ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻭﻗﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﻨﻬﻴﻬﺎ ،ﻟﻴﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤل
ﺍﻟﻤﺭﻀﻲ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﺘﻘﺭﻴﺏ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﻴﻨﻬﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 45ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻻﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ،ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺼﻠﻭﺍ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺘﻬﻡ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ".
ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﺩﻴﺎ ﺒﺎﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻗﺒل ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﻭﺍﺕ
ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺇﺠﺒﺎﺭﻱ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﺍﻵﻤﺭﺓ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 45ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻤﺩﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻵﻟﻴﺎﺕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﺍﻋﺘﺒﺎﻁﺎ.
ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻔﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﺘﻁﻠﺏ
ﺘﺤﻀﻴﺭﺍ ﻭﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ،ﻭﺘﺤﻜﻤﻬﺎ
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺃﻫﻤﻬﺎ):(3
ﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ .
ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .14-90 38 -ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(1
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ،
ﻟﻜﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻭل ﻤﻤﻜﻨﺔ.
ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺩ ﺴﻠﻭﻙ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺼﺤﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺠﻭﻤﻴﺔ ﺘﻤﻠﻲ ﺸﺭﻭﻁﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻴﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺩﻓﺎﻋﻲ ﺘﺤﺎﻭل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﺠﻭﺭ ،ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻭﻋﺠﺯ ﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻤﻀﻁﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺠﺭﻱ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ.
)(2
ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺒﺼﻼﺤﻴﺎﺕ " ﻤﺠﺎﻟﺱ ﻭﻴﺘﻠﻲ" ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ) ،(Conseil Whithleyﻓﺈﻨﻬﺎ
ﺘﺘﺒﻊ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺃﺨﺭﻯ :ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﻠﺩ
ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﺘﻭﻨﺱ ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .03-06 73-55 -ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
)(3
Danielle Puvard, LA VEILLE SOCIALE, Librairie Vaibert, Paris, 1991, p 102
119
-ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻁﺭﻑ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﻤﻔﺎﻭﺽ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ.
-ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
)ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﻜل( ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ –ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ
ﺒﺎﻵﺨﺭ -ﺨﺎﺼﺔ ﻭﻤﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻭﻭﺯﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻥ).(1
-ﺘﻭﻓﺭ ﺠﻭ ﻨﻔﺴﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﻓﻴﻪ ﻜل ﻁﺭﻑ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺭﻑ
ﺍﻵﺨﺭ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ
-ﺠﻌل ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻭﺤل
ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ.
ﺇﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺒﺎﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻓﻀل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﻠﹼﻔﻪ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ
ﻭﺇﻥ ﺃﻨﻬﺕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺒﺭﻀﺎ ﻤﺘﺒﺎﺩل ،ﻴﻜﻭﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﹶﺘﺘﹶﻭﻟﺩ ﺃﻱ ﻀﻐﺎﺌﻥ ﺃﻭ
ﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.
ﻫﺫﺍ ﻭﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻔﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻴﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺃﻭ ﻨﻅﻡ ﻤﺤﺩﺩﺓ ،ﻓﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﻜﻡ
ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﻻﺌﺤﺔ ﺃﻭ ﻋﺭﻑ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ.
ﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ﻋﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ
ﺒﺤﻜﻡ ﺘﺒﺎﻋﺩ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ،ﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭﺃﻁﺭﺍﻑ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ.
)(1
ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺱ ﺩﺭﺠﺔ ﻭﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﻨﺫﻜﺭ:
-ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ
-ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﺘﻌﺩﺩﻫﺎ
-ﺍﻻﻨﻀﺒﺎﻁ )ﻤﺭﻫﻭﻥ ﺒﻤﺩﻯ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﻭﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻨﺸﻭﺏ ﻨﺯﺍﻉ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻁﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ(
ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﻌﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻴﻥ ﻟﻪ –ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺱ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 07 ﻋﻘﺏ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻀﻡ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻴﻥ )ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
120
ﻤﺎ ﺘﻔﺸل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺭﻀﻴﺔ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﺎ ﻴﺜﻭﺭ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ
ﺨﻼﻓﺎﺕ.
ﺘﺩﺍﺭﻜﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ،ﺃﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﺃﻴﻥ ﹶﻜﺭﺱ ﻨﻔﺱ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﻗﺭﺍﺭ " ﺘﻅﻠﻡ ﺇﺩﺍﺭﻱ
ﺠﻤﺎﻋﻲ " ﺘﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ - 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻴﺭﻓﻊ ﻤﻤﺜﻠﻭﺍ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﻰ:
-ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ،
-ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺨﻭﻟﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ
ﻨﻁﺎﻕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﻡ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻜﺘﺴﻲ ﻁﺎﺒﻌﺎ ﺠﻬﻭﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﻁﻨﻴﺎ ".
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :ﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﻁﻠﺏ )ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ( ﻴﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺘﻅﻠﻡ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻅﻠﻡ ﻓﻴﻪ ،ﺇﻤﺎ ﺒﺴﺤﺒﻪ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺌﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻤﻼ ﻤﺎﺩﻴﺎ).(2
ﻴﺼﻨﻑ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺼﻨﻔﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ:
ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﺠﻪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺼﻨﻑ ﻨﻭﻋﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻅﻠﻤﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ:
.1ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ
ﻤﺼﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﻅﻠﻡ ﻓﻴﻪ.
.2ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻭﻻﺌﻲ :ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻓﻊ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﺼﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﻅﻠﻡ ﻓﻴﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺼﻨﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻭﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻤﻴﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﻴﻥ ﻤﻤﻴﺯﻴﻥ ،ﻋﺎﻡ ﻭﺨﺎﺹ:
)(1
ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ،ﻓﻐﻴﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﻴﻌﻭﺽ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﻡ ﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل.
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 69 -ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .110
121
.1ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ).(1
.2ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﺠﺎﻻﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻨﺫﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل :ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ –ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ،-
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ) ،(2ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ) ،(3ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﻜل ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
)(4
ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ،ﻫل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺭﺍﺴﻠﺔ ﺃﻭ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
ﺸﻜل ﺒﺭﻗﻴﺔ ؟
ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒـ :
-ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
)(1
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻜﺸﺭﻁ ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺸﺭﻁﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ.
)(2
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 1981ﻡ ﻓﻴﻔﺭﻱ 07 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1401ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﻨﻲ ﻋﺎﻡ 02 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01-81 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻤﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1981ﻡ، 10 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1401ﻫـ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 02 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 06 ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺹ .121
)(3
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ ،2006ﻴﺘﻀﻤﻥ 26 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 06 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 24-06 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﺹ03؛ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ -07 27 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1427ﻫـ ﺫﻭ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 07 ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ،2007ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 82 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2007ﻡ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ،2008ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 26 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1428ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 21 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12
2007ﻡ ،ﺹ03 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 31 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1428ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 22 ﻓﻲ
)(4
ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ 08 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 154-66 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ ،ﺹ .582ﺠﺎﺀ ﻓﻲ 09 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1386ﻫـ ﺼﻔﺭ 19 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 47 ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
ﺘﻌﺩﻴل ﻭﺘﺘﻤﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﺩﺓ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻻﺤﻘﺔ ﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﺎ:
36 ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 18 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﺎﻡ 27 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23-90 ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 03 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 09-93 ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ 1149؛ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﺭﻗﻡ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 01 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
1413ﻫـ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 05 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 27 ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 25 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1413ﻫـ
ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 2001ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1422ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 28 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05-01 ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1993ﻡ ،ﺹ 58؛ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 27 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 2001ﻡ ،ﺹ .5 23 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1422ﻫـ ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 29 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 29
122
-ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺨﻭﻟﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺘﺩﺨل
ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﻡ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻜﺘﺴﻲ ﻁﺎﺒﻌﺎ ﺠﻬﻭﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﻁﻨﻴﺎ.
ﻴﺅﺜﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺘﻤﻭﻴل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﺩﻱ
ﻨﻘﺼﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻷﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺒﻼﺩ ،ﺃﻭ ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺩﺍﺭﻜﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﻪ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ.
ﺴﻴﺭﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﻴﺴﺘﻭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟ ﻤ
ﺴﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ،ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ -ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ -ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟ ﻤ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ).(1
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻥ
ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ) .(2ﻷﻨﻪ ﺤﻕ ﻤﻘﻴﺩ ﻭﻤﻌﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻴﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ.
ﻭﻓﻕ ﻜل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ –ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺁﻨﻔﺎ -ﺘﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺫﺍﺕ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺒﻜﺎﻤل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺃﻱ ﺇﺨﻼل
ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﻴﻌﺩ ﺨﺭﻗﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻌﻪ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﻴﻔﻘﺩ ﻤﻥ
ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺃﺼﻼ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺤﺘﻰ ﺒﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ
ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺠﺭ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻨﺤﺎﻭل ﺒﻴﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﻨﻬﺎ.
ﺇﻥ ﻜل ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻌﺴﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﻕ
ﻤﻤﺎ ﻴﻔﻘﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻜل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺸﺎﺭﻜﻭﺍ
ﻓﻴﻪ).(3
)(1
ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .338
ﻴﺠﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺸﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ.
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 77 ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(2
" ...ﻤﺘﻰ ﺜﺒﺕ –ﻋﺩﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ -ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﻭﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻻ ﻴﻭﻗﻔﻬﺎ ".
ﺴﻨﺔ ،1995ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺹ .158 01 ﺃﻓﺭﻴل 1994ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 20 -ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ،111095ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 33 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
123
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ،ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜِﺘﺎﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺎﻤل –ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ -ﻜﻌﻨﺼﺭ ﺃﺴﺎﺴﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺠﺏ ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ﻴﺠﻨﱢﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ -ﺒﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ-
ﺍﻻﻨﺯﻻﻕ ﻓﻲ ﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺘﺨﺩﻡ ﻻ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻻ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻱ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ،
ﻭﻴﺤﻘﻕ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ ﻤﻥ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
124
ﺍﻟﻤﺒﺤـﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨـﻲ
ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ
ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ
ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻭﺃﻀﺭﺍﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺤﻴﻁ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ،
ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ ،ﺤﻴﺙ ﺨﺼﺼﺕ ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ
ﺘﺎﺭﺓ ،ﻭﻗﺼﺩ ﺘﺴﻭﻴﺘﻪ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ.
ﹶﺘ ﻌﻬﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻨﺠﻡ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﻀﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺕ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ.
ﺤﺘﻰ ﻨﹸﻠﻡ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻁﺭﻕ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ
ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﻟﻤﺎ
ﻴﻠﻲ:
)(1
ﻴﻌﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﺃﻭ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ،ﻓﻤﺎ ﻹﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺇﻻ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺒﻠﻐﺕ ﻤﻥ
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺩﺭﺠﺔ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭﻫﺎ ﻤﺭﻓﻘﺎ ﻋﺎﻤﺎ.
ﻓﺎﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﺨﻁﻁ ﻟﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻌﺘﻤﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺨﺘل ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻭﻗﻑ ﺃﺤﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
ﻭﻟﻭ ﻟﻤﺩﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ.
ﺍﻨﻅﺭ - :ﺩ.ﻨﻭﺍﻑ ﻜﻨﻌﺎﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .335
-ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .212
125
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﺍﻨﺘﻬﺞ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻁﺭﻕ ﻋﻼﺠﻴﺔ ﻜﺈﺠﺭﺍﺀ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﻭﻭﻀﻊ ﺤﺩ
ﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻴﺘﻡ ﻭﻓﻘﻪ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.
)(1
ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺘﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ :ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻨﻪ.
)(1
ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻊ ﻴﺼﻨﻑ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻜﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻴﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ " ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ".
ﺭﺍﺠﻊ - :ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .120،119
ﻤﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ. 17 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02-90 -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
)(2
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .428
)(3
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .16
)(4
Jean Pélissier, Alain Supiot, Antoine Jeammaud, Droit Du Travail, 20eme édition, librairie Dalloz, Paris, France, 2001, p p 1176,1177
126
ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
. 02-90
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ،ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭ،
ﻥ ﺃﻱ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﻷﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻟﻭﻻﻴﺔ
ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﺎﻟﻌﻤل ،ﻭَﺃ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻌﺩ ﻓﺸل ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﺃﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺼل ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺤل ﻤﺭﺽ ،ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90
ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﻁﻌﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ،ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ) (8ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻷﺨﻁﺎﺭﻫﺎ،
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻰ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
ﺒﺤﻀﻭﺭ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ) ،(1ﻭﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ".
ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻭﺴﺎﻁﺘﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺴﻴﻁ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
)(2
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﻟﺘﻔﺭﺽ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻱ
ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻌﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ،ﻓﻭﺠﻭﺩﻫﺎ
ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ.
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﺤﺎﻴﺩﺍ ﺃﻭ ﺸﺨﺼﺎ
ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ،ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻤﺒﺩﺃ
)(1
ﺘﻤﺜل ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 06 ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 06 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1410ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 10 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 03-90 ) (2ﺘﺨﻀﻊ ﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ
1411ﻫـ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺸﻌﺒﺎﻥ ﻋﺎﻡ 44-91 ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ 237؛ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 07 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1410ﻫـ ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 11 ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺸﻌﺒﺎﻥ 05 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 08 ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺘﺸﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺩﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1991ﻡ ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 16 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .297 20 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﻋﺎﻡ
127
ﻭﻜﺫﺍ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻱ ﺍﻷﺸﻜﺎل) ،(2ﻓﻬل ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ )(1
ﺍﻟﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ –ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻭﺍل -ﻻ ﻴﻨﻔﻙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺘﻅﻠﻡ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺁﺨﺭ
ﻭﺒﺸﻜل ﻤﻐﺎﻴﺭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻻ ﻏﻴﺭ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ،02-90ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ " :ﺍﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ
ﺨﻼل ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﺩﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﺘﺴﻬﺭ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﻁﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻓﻲ ﺃﺠل ﻻ
ﻴﺘﻌﺩﻯ ) (30ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﺨﻁﺎﺭ ".
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺘﻤﺜل ﻀﻤﺎﻨﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻓﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻀﻔﻲ
ﻭﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﺘﻤﻠﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﺼﺩﺭﻩ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ
ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﺃﻴﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺘﻭﺍﺯﻱ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺭﺍﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺇﺠﺭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﹸﻌﺩ ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﺒل ﺇﻥ ﻟﻡ ﻨﻘل ﻫﻲ
ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻌﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻨﺒﻴﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻭ
ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﺨﺭﻕ ﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ،ﺘﻤﺎﺭﺴﻪ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﺠ ﻬﻨﹶﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ
ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﹶﺘ ﻭ
ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻜﻪ ﻭﺘﺒﺎﺸﺭﻩ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ
ﺍﻷﺨﻴﺭ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺃﻴﻀﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺨﻼل ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻥ ﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ
)(1
ﻴﻌﺩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻬﺭﻤﻲ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ.
) (2ﺇﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻜﺘﻠﺔ ﺘﺄﺨﺫ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺜﻠﺙ ﺍﻟﺸﻜل ﻤﺘﺩﺭﺝ ﻭﻤﺘﺴﻠﺴل ،ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺨﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل
ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﺃﻴﻥ ﺘﺴﻤﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺘﻘﻴﺩ ﻭﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﻗﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻭﺸﻜﻼ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺘﺴﻤﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻨﺠﺩ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺴﻤﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﻫﻜﺫﺍ.
128
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺄﻭﻴل ﺍﻻﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺴﺎﺌل ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﺍﻟﺘﻜﻔل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻻﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ،ﺘﺨﻁﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺤﺴﺏ ﺍﻻﺸﻜﺎل
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﺃﺩﻨﺎﻩ ،ﻗﺼﺩ ﻋﺭﺽ ﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 21ﻋﻠﻰ 23ﺃﺩﻨﺎﻩ ".
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺠﻭﺩ ﺴﺒﻴﻠﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ .ﺃﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
-1ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻭﺴﺎﻁﺔ :ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻤﻌﻴﻥ،
ﻓﻜ ٌل ﻴﻔﺴﺭ ﻭﻴﺅﻭل ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻟﻬﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻟﺫﺍﻙ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﺍﻥ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺕ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺼﺎﺤﺏ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﻭل ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺘﺄﻭﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻜﻤﺭﺠﻊ ﺘﻔﺴﻴﺭﻱ ﻤﻭﺤﺩ ﻟﻠﻨﺹ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ )ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ(.
)(1
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻓﻊ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻜﺫﺍ ﻫﻭ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ
ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴ ﺒﺕﱡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﻨﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ
ﻴﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﺃﻥ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
-2ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻭﺴﺎﻁﺔ :ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﻫﻭ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﻋﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺤﺴﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻡ
ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻗﻁ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﻤ ﺭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﺴﺘﺠﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﺨﺭﻯ.
)(1
ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻫﻲ
ﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﺼﻼ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ )ﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ(،
ﻴﻁﻠﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻉ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻹﺒﻬﺎﻡ.
-ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،2004 ،ﺹ ﺹ
.110،92
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ ﻫﻭ " :ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﺼﺭﻑ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﺃﻭ ﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻻﺼﻁﻼﺡ ﻤﻌﻴﻥ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﺴﻠﻴﻤﺔ ".
-ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .110
129
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺤﺘﻡ ﻤﻌﻪ ﺇﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺫﻟﻙ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ
ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﺃﻭ ﺘﺘﻤﺔ ﻭﺘﻜﻤﻠﺔ ﻨﺹ ،ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺠﺩﻴﺩﺓ
ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ،ﻭﻷﻨﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺒل ﺒﺼﺩﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ
ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ؛ ﺘﺘﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺤﺎﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻗﺼﺩ ﻋﺭﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒـ " ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ".
ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻤﺤﻀﺭﺍ ﻴﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ
ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺸﻜﺎل
ﺍﻟﺘﻜﻔل ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺘﻪ) ،(1ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺴﻴﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺒﻐﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ
ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﺤل ﻴﺭﻀﻲ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻴﺩﻭﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﻭﻴﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻤﻊ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻋﻘﺩ ﻤﻠﺯﻡ ﻟﻬﻡ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ
ﻷﺤﻜﺎﻤﻪ).(2
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺤﺎﻀﺭﺍ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻁﻭﺍﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ،
ﻭﻴﻌﻭﺩ ﻟﻠﻭﺴﻴﻁ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل.
ﻜل ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻐﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ .ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ،ﻻ ﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩ ﺘﻘﺭﻴﺏ
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ،ﺒل ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻓﻤﺎ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ
ﺇﻻ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺤل ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺜﺎﺌﺭ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ).(3
ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺃﻋﻼﻩ ،ﺃﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻗﻨﺎﺓ ﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻜﻪ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻟﻠﺘﺴﻭﻴﺔ ،ﻓﺈﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ
ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺘﺸﺒﺙ ﻜل ﻁﺭﻑ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﺄﻭﻴل ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻠﺱ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 20 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 20 ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .21
130
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺤﺴﻡ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﻪ
ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻌﺩﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ،
ﻓﺎﻷﻤﺭ ﺸﺒﻴﻪ ﺒﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ،ﺒل ﻫﻲ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ.
ﻤﺎ ﺃﻗﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ،ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ ﻜﺄﻗﺼﻰ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺃﻴﻥ ﻟﻡ
ﻴﻔﻠﺢ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺒﺎﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻟﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺒﺤﻀﻭﺭ
ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ،ﺇﻟﻰ ﻤﺩﺓ ﻻﺘﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ) (30ﻴﻭﻤﺎ ﻜﻤﻴﻌﺎﺩ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺎﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﺸﺄﻨﻪ؛ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﻟﻰ 15ﻴﻭﻤﺎ ﻜﺄﻗﺼﻰ ﺤﺩ ﻴﺸﻤل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ )ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 16ﺇﻟﻰ 19
ﻗﺎﻨﻭﻥ (02-90ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﻤﺤﻀﺭ ﻴﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺤﺎل ﺒﻌﺩ
ﺫﻟﻙ ﻤﻠﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ.
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺘﺴﺭﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺤل ﺤﺎﺴﻡ ﻴﺨﺩﻡ
ﻓﻲ ﻭﺠﻬﻪ ﺍﻷﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺃﻴﻥ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ) ،(1ﻭﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺤﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺒﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻟﻲ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ
ﻜل ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ –ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﻴﻨﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ
ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻋﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﺎﻤﺘﻴﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﻭﻱ ،ﻓﺎﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺘﺨﻀﻊ
ﺨﻀﻭﻋﺎ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻨﻘل ﺘﺎﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ.
)(1
ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺭﺍﺠﻊ:
-ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .336،337
-ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .296،295
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .227-225
-ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .13-11
-ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .148-146
-ﺩ.ﻫﻴﺎﻡ ﻤﺭﻭﺓ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .53-50
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺠﻤﺎل ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻨﻴﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .153،152
-ﺩ.ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .297،296
-ﺩ.ﺠﻭﺭﺝ ﺴﻌﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .220،219
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .201
131
ﻫﻨﺎ ﺘﻘﻑ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﻘﺭﻴﺏ
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﻐﻴﺔ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﻩ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺩ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ
ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻻ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺼﻠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻻ ﻏﻴﺭ ،ﻭﻤﺎ
ﺍﺼﻁﻼﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻫﻭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻭﺴﺎﻁﺔ ﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺘﻡ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل.
ﺭﻏﻡ ﻜل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻴﺒﻘﻰ ﺘﺴﺎﺅﻟﻨﺎ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻋﻥ ﺩﻭﺭ ﻤﻔﺘﺵ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻴﻬﺎ –ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺒﻴﻥ ﺫﻟﻙ -ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺠﻌل
ﻟﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﺯﺩﻭﺍﺠﻴﺔ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻌﻤل:
ﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ،-ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺘﻔﺽ
ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ؛ ﻭﻋﻤﺎل ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ
ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ؟
)(1
Jean Pélissier, Alain Supiot, Antoine Jeammaud, op.cit, p 1176
)(2
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
132
ﻜﺫﻟﻙ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ " :ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺠﻬﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ".
ﻴﻀﻁﻠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﺃﻋﻼﻩ ﺒﻤﻬﻤﺘﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺘﻴﻥ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
-1ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
-2ﻴﺴﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻀﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻜﻴﻴﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ).(1
ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﺤﺎﻁﺘﻪ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ،
ﺃﻴﻥ ﹸﻨ ﺭﻜﱢﺯ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻨﻘﺎﻁ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ :ﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﺃﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ )ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ( ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ.
-1ﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ:
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 23ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﺤﺩﺩ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻁﺭﻕ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻪ ﻭﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﻭﻜﺫﺍ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭﻩ،
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ".
ﻭﻁﺒﻘﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 5ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
)(2
)ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻨﺼﺏ ﻟﺤﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ( ،ﻭﺃﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ
ﺍﻷﻭﻟﻰ).(3
)(1
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: 03-06 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 222 ﺘﻡ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل 1990 ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺴﻨﺔ 6 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 22 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2 " ﺘﻠﻐﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ".
ﺠﻬﺎﺯ ﻟﻡ ﻴﺠﺴﺩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻟﺤﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻴﺘﻡ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻪ ﻭﻜﻴﻑ ﺘﻡ ﺫﻟﻙ :ﻗﻀﻤﻪ! ﻭﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﺸﻔﻊ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻱ ﺫﺭﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ
ﻗﺩ ﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﺍﺜﻪ 18ﺴﻨﺔ ﻟﺤﺩ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ.
)(2
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 05 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 416-90 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ
ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 16 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 01 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1990ﻡ
133
"ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻤﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺩﺍﺌﻤﻴﻥ ،ﺃﺭﺒﻌﺔ ) (04ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺃﺭﺒﻌﺔ ) (04ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ").(1
ﻴﺸﺘﻤل ﻜل ﺼﻨﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﺘﺴﺎﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺴﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﻴﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻴﻴﻥ – ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﻴﻥ -ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﻴﻥ).(2
ﻴﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻤﺩﺓ
ﺜﻼﺙ ) (03ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ).(3
ﻭﺘﺘﻡ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
-ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ :ﺠﺎﺀ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻌﻠﻕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ،ﺒﻜل ﻤﻥ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
* ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
* ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻌﻤل
* ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
* ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ
ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻓﻬﻲ ﺘﻀﻡ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ –ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﻴﺔ -ﺫﺍﺕ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻷﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻀﻠﻭﻉ ﻜل ﺠﻬﺎﺯ ﻭﺯﺍﺭﻱ
ﻭﻭﺠﻭﺩﻩ ﻜﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺨﻼﻑ ﻗﺩ ﻴﺜﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ.
-ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ :ﺠﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ) (04ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ
416-90
)(4
ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻤﺜﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﺒﺄﻥ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 02 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 05 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 06 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﺘﺤﻀﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﻤﺎ ﻴﺅﺴﺱ ﻟﻬﺎ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 16 ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻜل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ،ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺃﻤﻼﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﺎﺭﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
= ﺭﻗﻡ .(14-90
134
ﺇﻥ ﺃﻱ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻋﻬﺩﺓ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﺒﺩل ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ .(1)05 ،04 ، 03
ﺘﻌﻭﺩ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 08ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﺘﻜﻠﻑ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺒﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺘﺤﻀﻴﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺘﻪ ،ﻭﺘﻌﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻘﻲ ﻜل ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ).(2
-2ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ:
ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺠﻭﺒﺎ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻼﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ
ﺜﻼﺜﺔ ) (03ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻷﻜﺜﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺘﻤﺜﻴﻼ ﻟﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﻭﺜﻼﺜﺔ ) (03ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻨﺯﺍﻉ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤل).(3
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﻓﺸل ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ،ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ
ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ،ﺒﺈﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻴﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺒﺈﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻔﻭﻀﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻜﺎﻓﺔ
ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻜل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ
ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 19 -ﻨﺸﺭ ﻭﺇﺼﺩﺍﺭ ﻤﺠﻼﺕ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺇﻋﻼﻤﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ =
ﻜﻤﺎ ﺘﺤﻀﻰ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﺎ:
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 15 -ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﻡ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻨﺹ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 53 ﻭ 50 -ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻤﻨﺘﺴﺒﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻪ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ -90 58 ،56 -ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺄﺩﻴﺒﻲ ﻀﺩ ﻤﻨﺩﻭﺏ ﻨﻘﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺒﺸﻜل ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ .(03-06 28 ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 14
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90 61-58 -ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺘﻜﻔل ﻋﺩﻡ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ )ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 07 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 09 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ 03-06 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 222 ﻤﻠﻐﺎﺓ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 416-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 11 ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ. 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 22 ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻠﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 12 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .124
135
ﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ –ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ -ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﺤﻀﺭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺩﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ،
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻭﻗﻌﻪ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ –ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻘﺎﻁ ﺍِ ﹾﻟﺘِﻘﹶﺎﺀ ،-ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ،ﻤﻊ ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ).(1
ﻓﻭﺭ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺨﻼل
ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ) (04ﺃﻴﺎﻡ ﻟﻼﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﺇﻟﻴﻪ) ،(2ﺤﻴﺙ ﻴﻭﺠﻪ
ﺍﺴﺘﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻤﻠﺨﺼﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﻟﻠﺘﺴﻭﻴﺔ،
ﻭﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻗﺘﺭﺍﺤﺎﺕ
ﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ).(3
ﻋﻨﺩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺎﺘﻪ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻭﺠﻭﺒﺎ
ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻴﻌﻴﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ
ﻤ ﹶﻘﺭِﺭﺍ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻟﻜل ﻗﻀﻴﺔ ،ﺘﻌﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻬﻤﺔ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻜﺎﻤل ﺤﻭل ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ
ﻭﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻌﻬﺎ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ) ،(4ﻤﻥ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻴﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ .ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻡ
ﻋﺭﺽ ﻭﺘﺒﺎﺩل ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻟﻜل ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﺢ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺘﺭﺠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ).(5
ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺭﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ ،ﻴﻌﺩ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺤﻜﻤﻪ.
ﺇﻥ ﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90
ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺘﺘﻡ ﺒﺤﻀﻭﺭ ﺃﻁﺭﺍﻑ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 20 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 13 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 14 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 16 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 01 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 17 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
136
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺤﻀﻭﺭﻫﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ
ﺴ ﹶﺘﺸﹶﻑ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ.
ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻪ ﺍﻷﻭل ﻓﻘﻁ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴ
ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻭل ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ
ﻴﻌﺩ ﻤﺠﻠﺴﺎ ﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﺠﻠﺴﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﻭﺘﻘﺭﻴﺏ ﻭﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻜل ﻁﺭﻑ ﻤﻨﻬﻡ.
-3ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ:
ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ،ﻗﺩ ﺘﺅﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺘﹸﺴﻔﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻨﻬﺎ
ﻤﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻭﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻜﻜل،
ﺘﹸﺤل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤل ﺨﻼﻑ ﻭﺘﻨﺎﺯﻉ ،ﻭﺘﹸﺴﻔﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺒﻘﻰ
ﻤﻌﻬﺎ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻗﺎﺌﻤﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺸﻜل ﺁﺨﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ
ﻻﺤﻘﺎ.
ﺃ -ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ :ﺘﺘﻤﺜل ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺤﻭل
ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ
ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻴﺤﺭﺭ ﻤﺤﻀﺭ
ﻭﻴﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻥ ﻟﻼﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﺒﻴﻥ ﺍﻻﻁﺭﺍﻑ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻨﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ".
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﻔﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻜﺠﻬﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻴﻘﻭﺩﻨﺎ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ
ﺤﻭل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﺤﻀﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ،
ﺃﻴﻥ ﻻ ﻨﺠﺩ ﺒﺸﺄﻥ ﺫﺍﻙ ﺃﻱ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻌﻤل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻓﻠﻡ ﺘﹸﺸﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺇﻻ ﻟﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ .ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻴﺤﻤل ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜﻠﻪ ،ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﻬﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﻗﻭﺓ ﺤﻜﻤﻪ ﻤﻥ ﺭﻭﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ،ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﺎﻟﺤﻀﻭﺭ ،ﻓﺈﻥ ﻤﺤﻀﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﻗﱠﻊ ﻋﻠﻴﻪ
ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻭﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻀﻭﺭﻴﺎ ِﻭﺠﺎ ِﻫﻴﺎ ،ﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ
ﺘﺒﻠﻴﻐﺎ ﻟﻬﻡ ،ﻓﻤﺎ ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ؟
137
ﻴﻘﺘﺭﺡ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ " ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ " ﺘﻌﺩﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ
ﺭﻗﻡ 416-90ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﺤﻭل ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ،
ﻴﺤﺭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﺤﻀﺭﺍ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻴﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﻭﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻨﺎﻓﺫﺍ
ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻭﻗﻴﻌﻪ ").(1
ﻭﻟﻌل ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻋﻨﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ" ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ
"ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻭﻗﻴﻌﻪ" ﻴﻔﻲ ﺒﺎﻟﻐﺭﺽ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺭﺠﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل.
ﺏ -ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﺨ ﱢﻔﻔﹶﺕ ﻭﺘﻴﺭﺘﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻗﺎﺌﻤﺔ .ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ
ﻗﺎﺌﻤﺎ ،ﻭﺇﻥ ﹸ
ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻴﺔ ﺘﺴﻭﻴﺔ.
ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﺩ ﻤﺤﻀﺭﺍ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎﻕ
ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻨﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ) ،(2ﺃﻭ ﻤﺤﻀﺭﺍ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻴﺒﻴﻥ ﻓﻴﻪ
ﻭﺒﻭﻀﻭﺡ ،ﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﻨﻘﺎﻁ ،ﻭﻤﺎ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﻨﻘﺎﻁ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻴﺭﺴل ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ) ،(3ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻭﻗﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ
ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ).(4
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻨﻼﺤﻅ
ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﺘﻔﺼل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﺯﺌﻲ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ،ﺃﻡ ﻴﺘﻡ ﺍﻻﻨﺘﻅﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ
ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﻋﻀﻭﻴﺎ ﺒﺎﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺼل ﺒﻌﺩ ﺇﻟﻰ ﺤل ﺤﻭﻟﻬﺎ.
ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺇﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺸل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
ﺠﺯﺌﻴﺎ ،ﻟﻡ ﺘﻭﻀﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺠﺏ ﺇﺘﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.
ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﻤﺤﻀﺭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭل ﺘﻡ ﺘﺒﻠﻴﻐﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻭﺠﺎﻫﻴﺎ ،ﺃﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ
ﻁﻠِﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻭل ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺃﻥ ﹶﺘ ﱠ
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .128
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 18 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 19 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .416-90 20 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
138
ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺸل ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺒﻴﻥ ﺫﻟﻙ.
ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﺘﺒﻌﺎ ﻹﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺩﻭﺭ ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل
ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﹸﻠﻐﻰ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺄﻥ.
)(1
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ﺹ .131،130
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 02 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 51 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
139
-1ﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ:
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 51ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ " :ﻴﺭﺃﺱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻗﺎﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺩ ﻴﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻴﻪ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﻴﻨﻬﻡ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻋﺩﺩ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎل.
ﻴﺤﺩﺩ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ".
ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 418-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ
1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
)(2
ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ) .(1ﻭﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 51ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ .02-90
ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) (02ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ،ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺌﻴﺴﻬﺎ ،ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ) (14ﻋﻀﻭﺍ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ )(04
ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺘﻌﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺨﻤﺴﺔ ) (05ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﻭﺨﻤﺴﺔ ) (05ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ،ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻤﺜل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ )ﻤﻤﺜل ﻋﻥ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ(.
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ )ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ().(3
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻫﻡ ﻜﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
" ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻀﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻜل ﻤﻥ:
-ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻌﻤل
-ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻌﺩل
-ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
)(1
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 22 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 05 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 418-90 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ
01 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1990ﻡ
. 09 ﺠﺎﻨﻔﻲ 1991ﻡ ،ﺹ 02 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1411ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 16 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 51 ) (2ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " :ﻴﺤﺩﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ، 1990 ﻴﻭﻨﻴﻭ ﺴﻨﺔ 2 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 38 ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1990 ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺴﻨﺔ 6 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﺃﻋﻼﻩ ".
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 08 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
140
-ﻤﻤﺜل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ".
ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺨل
ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﺒﻤﻤﺜل ﻋﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩل ﻋﻠﻰ
ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ.
ﺒﻬﺫﺍ ﺃﺼﺒﺢ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩل ﻀﻠﻭﻉ ﻭﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺴﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺢ ﻻ ﻤ ﹶﻔ ﺭ ﻭﻤﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻻ ﺠﻬﺎﺯ
ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻭﻭﻓﻘﻪ ﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﻜل ﻨﺯﺍﻉ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻁﺭﻕ ﺃﺨﺭﻯ.
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻴﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻤﺜﻴﻼ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ) ،(1ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻀﻡ ﻜل ﻓﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﻴﻥ ،ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻤﺎﺜﻼ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻴﻴﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺤﻀﻭﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻤﺭﻫﻭﻥ ﺒﻐﻴﺎﺏ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﻴﻥ) .(2ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻷﺤﺩ
)(3
ﺘﺘﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻭﺍﺩ 06 ،04 ،03ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .(4)418-90
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 04 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ (14-90 08 ﻴﺼﺭﺡ ﺒﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﻌﺩ) :ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
-ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺫﺍ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺫﻭ ﻁﺎﺒﻊ ﻭﻁﻨﻲ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .((14-90 10 )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
-ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺼل ﺘﺴﺠﻴل ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺱ ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﻤﻠﻑ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺱ =
-ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ (02-90 09 ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻕ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺱ ﺒﻤﻠﻑ ﻴﺸﻤل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ) :ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
-ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺘﺤﻤل ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻭﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻴﻥ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﺫﻜﺭ ﺤﺎﻟﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﻬﻨﺘﻬﻡ ﻭﻋﻨﺎﻭﻴﻨﻬﻡ.
ﻤﻥ 21 -ﻨﺴﺨﺘﺎﻥ ﻤﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻁﺒﻕ ﺍﻷﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90
-ﻤﺤﻀﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ.
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 05 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺃﺩﻨﺎﻩ، 30 " ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺃﻱ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻨﻘﺎﺒﻲ ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻻﺨﺘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻼﻜﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺨﻼل ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 27 ﻭﺘﻨﺘﻬﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻀﺕ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺴﺒﻴل ﺁﺨﺭ ﻟﻠﻁﻌﻥ " .ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺭﻗﻡ .14-90
ﻤﻥ 29 ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺤل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺇﺭﺍﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﻭ ﻤﻨﺩﻭﺒﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻭﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ )ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .(14-90
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 07 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
141
ﻴﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻜﻜل ﺒﺄﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻼﺙ )(03
ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ).(1
-2ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ:
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﺎ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ –ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ -ﻓﺈﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺴﻴﺭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺭﻴﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺎ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺃ -ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ :ﻴﺘﻡ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﺭﻴﻀﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﺘﻭﺩﻉ
)(2
ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺸﺄﻥ ﻜل ﺍﻟﻌﺭﺍﺌﺽ. ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻔﻬﺎ ﺃﻁﺭﺍﻑ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﹸﺭﻓﻕ ﻭﺠﻭﺒﺎ ﺒﻤﺫﻜﺭﺓ ﺘﻭﻀﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺩﻯ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﹸﺘ ﻌﻠﱢل ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ) .(3ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻀﺭ ﻋﺩﻡ
ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩﻩ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ).(4
ﻴﻌﻴﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻤﻘﺭﺭﺍ ﻓﻲ ﻏﻀﻭﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻹﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ
ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺤﻴﺔ) ،(5ﻴﺘﻠﻘﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ) ،(6ﻭﻴﺩﺭﺱ ﻤﺩﻯ ﺠﻭﺍﺯ ﻗﺒﻭل
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻭﺇﻥ ﺍﺴﺘﺩﻋﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ،ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ).(7
ﺘﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ) (15ﻴﻭﻤﺎ
–ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل -ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ) ،(8ﻭﻗﺒل ﺃﻱ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻲ
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 06 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 09 ﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺒﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﻭﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺭ ﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
.418-90
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 11 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 13 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 50 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 12 ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 13 ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(7
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 14 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(8
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 15 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
142
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻘﺭﺭ ﺃﻭﻻ ﻤﺩﻯ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ)،(1
ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﻤﻤﺜﻠﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ
ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻘﺩﻤﻪ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻴﻔﻴﺩ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ
ﻭﺘﺤﺭﻴﺎﺕ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﺩﻗﻴﻕ ﻭﻭﺍﻀﺢ ﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ) ،(2ﻭﺃﻴﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺃُﻋﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ).(3
ﺕ -ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ :ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺤﺏ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺘﻀﻁﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻟﻠﻨﻅﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺃﻱ ﺒﻤﺠﺭﺩ
ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﻓﺸل ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻬﺎ،
ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ
ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 48ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﻭﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 14ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ ،418-90ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻭل ﺃﻭ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻓﺘﻤﻠﻙ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺩﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻭﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ
ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ
ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
-3ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ:
" ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺤﻜﻡ ﻤﻌﻠل ﻴﺘﺨﺫ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ .ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺎﺩل ﺍﻻﺼﻭﺍﺕ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﺭﺠﺤﺎ ").(4
ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﺇﻻ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﻤﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﺨﻼل ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ) (03ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺼﺩﻭﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ) ،(5ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺇﺭﺴﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ
ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ).(6
ﻴﺘﻡ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ).(7
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 16 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 18 ﻭ 17 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 50 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 19 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 52 ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 418-90؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(6
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 20 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(7
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ .418-90 02 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 21 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
143
ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻴﺼﺒﺢ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ
ﻤﻠﺯﻤﺎ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﻪ ،ﻜﻭﻨﻪ ﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﻨﺎﻓﺫﺍ ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ
ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻼﺴﺘﺌﻨﺎﻑ.
ﻫل ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎل –ﺍﻟﺒﺎﺏ -ﻤﻔﺘﻭﺤﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻴﺤﻘﻕ ﻀﻤﺎﻨﺔ ﺃﻓﻀل ﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﻴﺨﻠﻕ
ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺒﻴﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻭ
ﺨﺭﻭﺠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻴﻜﺭﺱ ﻤﻌﻬﺎ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﻟﻜﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻟﻺﺸﻜﺎل ﻫﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻭﻤﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻤﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺒﻔﻌل
ﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺇﺠﺒﺎﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ).(1
ﺇﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻜﺫﺍ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻻ ﹶﺘﻨﹸﻡ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﻓﻭﺍﺭﻕ
ﻻ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻌﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ
ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ،ﺇ ﱠ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﻠﺯﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﺤﺠﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻗﻤﺔ ﺃﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻬﺭﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ )ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ –ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ.(-
ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻴﺩﻋﻭﻨﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﺍﺠﺩ ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ
ﻨﻅﻴﺭﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ؟ ﻭﺃﻴﻥ ﺘﻡ ﺍﻟﻔﺼل
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺁﻨﻔﺎ ،ﹶﻓﻠِﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ؟.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻪ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ
ﻤﻘﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻗﻠﻨﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﺒﻤﻘﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻜِﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻤﺜﻼ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻌﻁﻴﻬﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺨﺎﺼﺔ.
ﻭﻟﻌل ﺃﻫﻡ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﹸﻁﺭﺡ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻁﺎﻕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺃﻱ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻭﻟﺔ
ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ.
)(1
193 ﺴﻨﺔ 1998ﻡ ،ﺹ 01 ﺃﻓﺭﻴل 1997ﻡ ،ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ،115284ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 03 ﺭﺍﺠﻊ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
" :ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺇﺠﺒﺎﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﻴﺔ".
ﺴﻨﺔ " :1999ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ 01 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1996ﻡ ،ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ ،118488ﺍﻟﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ 15 ﺃﻴﻀﺎ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺭﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ".
144
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﻭﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﻴﻥ ﻨﺸﻭﺏ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﻟﺠﻌل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ.
ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺠﻠﻴﺎ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﺃﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺠﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻨﺯﺍﻉ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻴﻪ .ﻭﻟﻌل ﺃﻫﻡ
ﺃﺜﺭ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﺇﺨﻁﺎﺭﻫﺎ ﻫﻭ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﺃﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ
ﻜﺫﻟﻙ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻤﻅﻬﺭﺍ ﺃﻭ ﻭﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﻜﺄﻨﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻤﺭﺩﻫﺎ ﻭﻤﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
145
ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ –ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ-
ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﺤﻼ ﺴﺭﻴﻌﺎ ﺘﺘﻜﻔل ﻓﻴﻪ ﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ.
)(1
= ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 32 ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
146
ﺴ ﹾﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﻭﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ –ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ -ﻟﻥ ﻴﻨﻌﻜﺱ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﺒﺸﻜل ﺘﻌﺴﻔﻲ.
ﻭﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻓﻘﺩ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﺤﻴﺙ
ﺃﻀﻔﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 33ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ
ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻗﺼﺩ ﺍﺴﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎل
ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ...
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﺃﻴﺔ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻀﺭﺍﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ
ﺸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
ﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺼﺒﺢ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻀﻤﻥ ﺼﻴﺭﻭﺭﺓ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﺘﺴﺭﻴﺢ
ﻤﻔﺘﺭﺽ ﻭﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﻴﻌﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻭﺭِﺩ –ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ -ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺴﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﺘﺄﻤﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﹶﻌﻠﱠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ) ،(1ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ
ﺇﻟﻴﻪ.
ﺩﻋﻤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 57ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ،ﺃﻴﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺘﹶﻁﺎل
ﻜل ﻤﻥ ﺤﺎﻭل ﻤﺱ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺒﺘﻭﻅﻴﻔﻪ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺒﺩﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺃﻭ
ﺼﺎﺤﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻋﻨﻑ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 31-57ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 29ﺃﻓﺭﻴل
1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻱ
ﺘﺼﺭﻑ ﻤﻀﺎﺩ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻗﺩ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﻟﺤﻘﻬﻡ
ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭﻨﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒـ " ﺍﻟﻐﻠﻕ ") ،(2ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺠﺩ ﻟﻪ ﻤﻜﺎﻨﺎ
147
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻌﻬﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻜﺈﺠﺭﺍﺀ ﺍﺤﺘﺭﺍﺯﻱ ﻴﺭﻏﻤﻬﻡ
ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﻴﺭﻀﺨﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻤﺎ ﻴﻔﺭﺯﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ
ﺴﻠﺒﻴﺔ).(1
ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻜﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻜﻴﻑ ﻫﻭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﻲ.
ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻓﻲ ﻏﻠﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ -ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ -ﺍﻟﻭﺭﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺯﺍﻉ ﺠﻤﺎﻋﻲ،
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻪ ﺭﻓﺽ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻀﻊ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﺩﻡ ﺩﻓﻊ
ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ .ﻭﻫﻭ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻭﻗﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﺴﺭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺃﻭ ﻜﺠﻭﺍﺏ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ
ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺘﺨل ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ،ﻓﺎﻹﻏﻼﻕ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺭﺍﺀ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺩﻓﻊ ﺃﺠﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ).(2
ﺇﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻫﻲ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﺄﺩﻴﺔ
ﺃﺤﺩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ) ،(3ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﻋﻤل ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﺠﺎﻩ
ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺇﺒﻁﺎﻟﻪ
ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻲ).(5 )(4
ﻷﻨﻪ ﻤﺸﻭﺏ ﺒﻌﻴﺏ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﻭﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺴﺒﺒﺎ ﻹﻨﻬﺎﺀ
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل) ،(6ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻫﺏ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻨﻬﻲ
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻭﻗﻔﻬﺎ ﻓﻘﻁ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺭﻗﻡ
111095ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 20ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻀﻴﺔ )ﺩ ﺥ( ﻀﺩ )ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﺕ ﻡ ﻉ
)(1
ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ .39
)(2
Jean Pélissier, Alain Supiot, Antoine Jeammaud, op.cit, p p 1162,1163
148
ﺍﻟﺒﻭﻴﺭﺓ( ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ " ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ –ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ -ﻴﻭﻗﻑ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻻ
ﻴﻔﺴﺨﻬﺎ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ") ،(1ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻻ ﻴﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ).(2
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺴﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
) (02ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " :ﻭﻻ ﻴﻘﻠﻊ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻻﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ،ﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﻋﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻌﻤل "؛ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻘﻭل :ﻻ ﻴﻘﻁﻊ.
ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺭﺒﻁ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺸﺭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ
ﺼﺭﻴﺢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻭﻗﻑ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ،ﻴﻤﺘﺩ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻤﺭﺍﻜﺯﻫﻡ ﻏﻴﺭ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﺴﺎﺭﻴﺔ ،ﻟﻜﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺁﺜﺎﺭ ﺘﻭﻗﻑ
ﺃﻭ ﺘﺠﻤﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﻬﺎ " :ﻭﻴﻭﻗﻑ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻁﻭﺍل ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﺎ ﻋﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻴﻭﻗﻌﺎﻨﻬﺎ " ،ﺃﻴﻥ ﺘﻤﺎﺸﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﻓﻲ
ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 31-75ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻴﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻻ ﻴﻘﻁﻊ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒل ﻴﻭﻗﻔﻬﺎ ".
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻟﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﻘﻭﺩﻨﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﻓﻘﺔ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺤﻜﻡ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل
ﻟﻌﺎﻡ 1978ﻡ –ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،-ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺘﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺴﻼﻙ ﻭﺍﻟﺭﺘﺏ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻭﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ.
)(1
ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ ،01ﺴﻨﺔ 1995ﻡ ،ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺹ .158 20 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 111095 ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .11-90 07 ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 64 ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 31-75؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
149
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
ﺍﻟﻤﺭﺘﺏ).(1
ﻨﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)32ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " :ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺒﻌﺩ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﻓﻲ ﺭﺍﺘﺏ " ،ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ
)(3
ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻭﻜل ﺇﻟﻴﻪ ﺘﻭﻗﻑ ﻤﻌﻪ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻭﻗﻀﺎ ﺀ
ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ،ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) (03ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ،02-90
ﺃﻱ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻠﻘﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ
ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ) ،(4ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ.
” ﺍﻟﻤﺭﺘﺏ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﻋﻴﻨﻴﺔ
ﺃﻭ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺃﺼﻼ ﻭﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺒﺤﺴﺏ ﺩﺭﺠﺎﺘﻪ
ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻪ “) ،(5ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺘﻤﻨﻊ
ﻭﺒﺸﻜل ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﻀﺭﺏ ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺘﻭﻗﻑ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل .ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ
ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﺭ).(6
)(1
ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺭﺘﺏ :ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻘﺎﻀﺎﻩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﺼﻔﺔ ﺩﻭﺭﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻪ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﺇﺫ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒل ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ –ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻤﺤﺘﺭﻤﺎ -ﻴﺘﻴﺢ ﻟﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﺭﺴﻭﺍ ﺠﻬﻭﺩﻫﻡ ﻟﺨﺩﻤﺘﻬﺎ.
ﺭﺍﺠﻊ -:ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .270
-ﺩ.ﻨﻭﺍﻑ ﻜﻨﻌﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .408
-ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .656
-ﺤﺴﻴﻥ ﺤﻤﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﺩﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .127
-ﺃﺤﻤﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﺩﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .20
)(2
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ. 207 ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
" ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺎﻀﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺃﺠﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﺼﺏ ﻋﻤل ،ﻴﻘﻭﻡ ﻓﻌﻼ ﺒﺎﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ...
ﻭﻟﻤﺎ ﺜﺒﺕ –ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎل -ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﻤﻨﻊ ﻗﻀﻲ ﺒﻤﻨﺢ ﺍﻷﺠﻭﺭ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻟﺸﻬﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻁﻌﻭﻥ ﻀﺩﻩ ﺇﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺭﺠﻭﻋﻪ
ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺨﺭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻻﺠﻭﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ
ﻗﻀﻴﺔ )ﻡ ﻭ ﻥ.ﺏ( ﻀﺩ )ﺃ ﻡ( ،ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ ،02ﺴﻨﺔ ،1994ﺹ .103 1993 ﺠﺎﻨﻔﻲ 20 ﻗﺭﺍﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 90533 "؛ ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ
)(4
ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .169
)(5
ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻤﺼﺭ ،1966 ،ﺹ .166
)(6
ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .166
150
ﻟﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻓﻲ
ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻨﺼﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ –ﻭﻻ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎ ﺀ -ﻴﺴﺘﺤﻕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻏﻴﺎﺒﺎ ﻋﻥ
ﺍﻟﻌﻤل ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﺩﻯ ﻭﺍﺤﺩ ﻫﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁ ﺒﻬﻡ.
ﻟﻡ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺱ ) (05ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 208ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ
ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ﻜﻤﺒﺭﺭ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺭﺍﺘﺒﻪ ،ﺤﻴﺙ
ﺠﺎﺀﺕ ﻤﺒﻴﻨﺔ ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 207ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻨﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ،ﻤﻬﻤﺎ ﺘﻜﻥ ﺭﺘﺒﺘﻪ ،ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺎﻀﻰ
ﺭﺍﺘﺒﺎ ﻋﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﻟﻡ ﻴﻌﻤل ﺨﻼﻟﻬﺎ.
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻏﻴﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺭﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺨﺼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﻤﺩﺓ
ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ".
ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﺩ 211 ،210 ،209ﻭ 212ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻜﻠﻬﺎ ﺠﺎﺀﺕ
ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل –ﺃﻱ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﻤل -ﺩﻭﻥ ﻓﻘﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ،ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺃﻱ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻟﻭ ﺒﺎﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﺠﺎﻻ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻘﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻴﻭﻗﻌﺎﻨﻬﺎ ﻤﻌﺎ).(1
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺯﺍل ﻨﺘﺴﺎﺀل ﻜﻴﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﻕ ﺤﺎﺌﻼ ﺩﻭﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻕ ﺁﺨﺭ
ﻴﻀﺎﻫﻴﻪ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻭﻤﻨﺯﻟﺔ ،ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻴﻔﻘﺩ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ
ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﹸﺭﻓﻊ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺘﻨﺎﺩﻱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ؟.
ﺇﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺤ ﺩ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻗﺘﻁﺎﻉ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﻤ ﺒ ﺭﺭ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺸﻜل ﺁﺨﺭ ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻷﺠﻭﺭ ،ﻴﻘﺎﺒل ﺫﻟﻙ ﻗﻁﻊ ﺍﻷﺠﺭ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ.
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻡ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻀﻤﻨﻬﺎ
ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺠﻭﺭ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻤﺎﺭﺱ ﻋﻤﻼ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
)(1
53 ﺩ.ﻤﺎﻨﻊ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
151
ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺃﺨﺫﻩ ﺒﺠﺩﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻗﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﻤﺩﺓ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻀﻐﻁ –ﺤﺴﺎﺴﺔ ﺠﺩﺍ -ﻟﻠﺤﺩ ﻤﻥ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻟﻘﻤﻌﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﻨﻨﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺴﻭﻑ ﻴﻔﻜﺭ ﻤﻠﻴﺎ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺠﻪ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ.
152
ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل) ،(1ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ
ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ
ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ
ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﺘﺄﻤﺭ ﺒﺘﺴﺨﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ
ﺩﻭﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺨﺩﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ).(2
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 41ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ
ﺘﺤﻘﻴﻕ:
• ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻼﻙ ﻭﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ :ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﻠﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻟﻠﻤﺭﻓﻕ ﺘﻌﻬﺩ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻷﻤﻥ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﺎﺌل ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﺘﻠﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﻀﻴﺎﻋﻬﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ
ﻭﺇﻥ ﺘﻡ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ.
• ﻀﻤﺎﻥ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ :ﻜﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ،ﺤﻴﺙ
ﻴﻌﺩ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻲ ﺠﺴﻴﻡ ،ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ
ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ).(3
ﻗﺩ ﺘﺼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ) ،(4ﻤﻊ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻭﻅﻴﻑ ﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺠﺩﺩ ﺃﻤﺎﻡ
ﺭﻓﺽ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ.
)(1
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 36 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 41 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 42 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(4
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 21 ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 14 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ،29-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 1412ﻫـ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 18 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 68 ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 1990ﻡ ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 21 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 11-90
153
ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻻﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 39ﻭ 40ﺃﺩﻨﺎﻩ ".
ﺘﻌﺩ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ِﺒ ﻤ ﹾﻨﻌﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﺎ ،ﺇﺫ ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻤﻨﺎﺼﺒﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻠﺘﺴﺨﻴﺭ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﺃﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﺴﺘﺨﻼﻓﺎ ﻟﻨﻅﺭﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻌﻴﻥ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻭﻑ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻴﻌﺩ
ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﻴﺭﺘﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ).(1
ﺃﻤﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ) ،(2ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺩ
ﺼﻨﱠﻑ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﺠﺔ ﻀﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 183ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭ
ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ " :ﺘﺅﺩﻱ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 178ﺇﻟﻰ 181ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ
ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 163ﺃﻋﻼﻩ ".
ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﻓﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺘﺒﻌﺎ
ﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﻭﺠﺴﺎﻤﺔ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻊ ﺩﺭﺠﺎﺕ):(3
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺃﺩﺒﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
• ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ
• ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻲ
)(1
ﻤﺎﻨﻊ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .54
)(2
ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ:
-ﻜﻤﺎل ﺭﺤﻤﺎﻭﻱ ،ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2004 ،
-ﺩ.ﻓﺅﺍﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﻌﻭﺽ ،ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ.2006 ،
-ﺩ.ﻨﻭﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴل ﺍﻟﻌﺠﺎﺭﻤﺔ ،ﺴﻠﻁﺔ ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭل ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ.2007 ،
ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. 338 ﺃﻤﺎ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ
)(3
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 163 ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
154
• ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻤﺯﺩﻭﺝ ،ﻤﺎﺩﻱ ﻭﺃﺩﺒﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
• ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ) (01ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ :ﻴﻭﻗﻑ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ
• ﺍﻟﺸﻁﺏ ﻤﻥ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴل ﻤﺎ ﻴﺤﺭﻤﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻜﺫﻟﻙ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺃﺩﺒﻲ ﻭﻤﺎﺩﻱ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
• ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ) (04ﺇﻟﻰ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ )ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ :ﺘﻭﻗﻴﻑ
ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ(
• ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺘﻴﻥ
• ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ :ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻵﺨﺭ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺩﺒﻲ ﻭﻤﺎﻟﻲ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﻜل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ
ﺭﺩﻋﻴﺎ ﻭﻫﻲ:
• ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ :ﻤﺎ ﻴﻔﻘﺩﻩ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ،
ﻜﺫﻟﻙ ﺴﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ.
• ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ) :(1ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺘﺤﺭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ،ﻭﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻭﻗﻴﻌﻬﺎ
ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﻥ ﻴﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ).(2
)(1
" ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻻﺤﻭﺍل ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﺃﻱ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺏ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1993ﻡ ،ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﺒﺎﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ﺴﻭﻕ 08 ﻗﺭﺍﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 104342 ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ " ؛ ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ
ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺹ .121 02 ﺃﻫﺭﺍﺱ ﻀﺩ )ﺥ ﻉ( ،ﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﺩﺩ
)(2
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 185 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺹ ﻓﻘﻁ 1966ﻡ ﺠﻭﺍﻥ 02 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 133-66 ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
ﻤﻨﻪ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺘﻤﺜل ﻜل ﻤﻥ: 55 ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺘﻴﻥ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ،ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻁﺏ ﻤﻥ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺩﺭﺠﺎﺕ ،ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ،ﺍﻹﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺩ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ،ﺍﻟﻌﺯل ﺩﻭﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﺩﺭﺠﺎﺕ 1985ﻡ ﻤﺎﺭﺱ 23 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 59-85 ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ
ﻤﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ: 124 ﺘﺼﻨﻴﻔﺎ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺍﻟﺸﻔﻭﻱ ،ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻲ ،ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ ،ﺍﻹﻴﻘﺎﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ) (01ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ) (03ﺃﻴﺎﻡ
-ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻹﻴﻘﺎﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ) (04ﺃﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ) (08ﺃﻴﺎﻡ ،ﺍﻟﺸﻁﺏ ﻤﻥ ﺠﺩﻭل ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ،ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ
155
ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺒﺭﺭﺍ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻀﻴﺤﺎﺕ ﻜﺘﺎﺒﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ).(1
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻘﻴﺩ ﻭﻤﺸﺭﻭﻁ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ،
ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ،ﺃﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ
ﺘﻭﻗﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ –ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﺒﺭﺭﺓ -ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺫ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺴﻠﻔﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻜﻤﺠﻠﺱ ﺘﺄﺩﻴﺒﻲ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻤﻠﺯﻤﺎ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ
ﺼﺎﺤﺒﺔ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ).(2
ﺃﻏﻔل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺏ
ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻪ
ﻋﻤﻠﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻷﺠﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل
ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺒﺫل ﻜل ﻤﺎ ﺒﻭﺴﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻪ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ
ﻴﺴﺘﻁﻊ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﺠﺭﻩ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺤﻲ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ) .(3ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺩﻋﻭﻨﺎ
ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺇﻨﻬﺎﺌﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﺘﻤﺱ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل،
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻟﻴﺄﺨﺫ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻨﺤﺎ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ،ﻜﺫﻟﻙ
ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻭﺘﺩﺨﱡل ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺩﺍﻋﻲ
ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ.
)(1
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 165 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(2
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ .03-06 165 ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(3
ﻗﻭﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .149
156
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺒﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﺸﺨﺹ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻋﺎﻡ ﺘﻌﺘﺒﺭﻫﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺃﺩﺍﺓ ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﹸﺘ ﻤﻜﱢﻨﹸﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ
ﻭﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﺘﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﻤﺠﺎل ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ
ﻤﺤﺩﺩ ﻭﻤﺴﺘﻘل ﻋﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ؛ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ
ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜل ﻤﻥ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ –ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ
ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺠﻬﺎﺯ ﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻐﻲ
ﻤﻌﻪ ﺃﻥ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻤﻌﻠﱠﻕ ﺩﻭﻤﺎ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺴﻭﺍﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻭﻀﺢ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻜﻴﻑ ﺘﺠﺭﻱ ﻤﺩﺍﻭﻻﺘﻪ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭ ﺍﻟﻨﹼﻭﺭ ﻟﺤﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺠﻬﺎﺯ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ
ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺃﻭ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ )ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1989ﻡ( ﻭﻤﺎ ﺴﻴﻔﺭﺯﻩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﺘﻘﺏ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺘﻨﺤﺭﻑ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﻭﻜﻠﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﻓﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ
ﺍﻵﺠﺎل ،ﺃﻱ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎ ﻫﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﹸﺭﺘﹶﻜﺏ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻜﺘﺯﻭﻴﺩ ﺍﻟﻭﺴﻁﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﻤﺯﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ
ﺍﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ.
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﻫل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻫﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ
ﺒﻤﻴﺯﺍﺕ ﻭﺨﺎﺼﻴﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،ﻟﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻀﻤﺎﻨﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺘﹸﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ
ﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ )ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ( ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ،ﻭﻷﻨﻪ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻓﺤﺴﺏ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 147ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ 26ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ 1996ﻡ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻻ ﻴﺨﻀﻊ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺇﻻ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ " .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ.
ﻥ
ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻫﻜﺫﺍ ،ﻓﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻤﺜﻼ ﺘﻀﻡ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻤﺤﻠﻔﻴﻥ ﻗﺩ ﻻ ﻴ ﻤﺘﱡﻭ
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺼﻠﺔ ،ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺒﻤﻥ ﻴﺭﺃﺴﻬﺎ ﻗﺎﻀﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ
157
ﻭﺘﻀﻡ ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ –ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ -ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ
ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻻﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻭﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ،
ﻭﺃﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺫ ﺇﻻ ﺒﺄﻤﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
)ﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ(.
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻴﺸﺩﺩ ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ
ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺘﻭﻗﻑ ﻗﺩ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺘﺴﺎﻫل ﻤﻊ ﻤﻥ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻴﻥ ﺃﻨﺯل ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﹸﺘ ﹶﻜﻴﻑ ﻋﻠﻰ
ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻨﺤﺔ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 171ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ) ،(1ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 58ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
02-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 56ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ).(2
ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﻏﻴﺎﺏ ﺠﻬﺎﺯ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻭﺴﻴﻠﺘﻴﻥ ﻓﻘﻁ ﻫﻤﺎ
ﺠﺩﻴﺔ ﻭﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻬل ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﻤﺎ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺒﻌﺙ ِ
ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺤل ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻡ
ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ –ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ -ﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﺘﺭﻓﺽ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺇﺒﺎﺤﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺇﻻ ﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺒﺸﻜل ﺼﻭﺭﻱ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﻜﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ!
ﺃﻤﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻻ ﺘﻘﻁﻊ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻭﻗﻔﻬﺎ ،ﻤﻊ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ
ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ.
-2ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺒﺼﻔﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
-3ﺍﻟﺨﺭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﺸﻜل ﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻤﺎ.
)(1
ﺩﺝ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ 20.000 ﻋﻠﻰ 500 ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﻥ 171 ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺤﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺩﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻴﻪ ...ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ".
)(2
ﺩﺝ ﻭ 2.000.00ﺩﺝ ﻭﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﻴﻭﻤﺎ 500.00 ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺘﺭﺍﻭﺡ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ 02-90 ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 56 ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﺤﺒﺱ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﻤﺎﺭﺱ ﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﺍﺤﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻬﺩﻴﺩﺍ ﺃﻭ ﻋﻨﻔﺎ ﻭ/ﺃﻭ )ﻜﺫﺍ( ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻭﺍﺴﺘﻬﺩﻑ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ".
158
-4ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﻤﺎل ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ:
-1ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻟﻸﻤﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺈﺨﻼﺀ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل).(1
-2ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ).(2
-3ﺭﻓﺽ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ).(3
-4ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ).(4
ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻨﺯل ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ،ﻜﻤﺎ
ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻌﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺤﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ).(5
)(1
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 36-34 ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ:
)(2
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 40 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
)(3
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 42 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
)(4
ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 1991ﻡ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 21 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 27-91 ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 06 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
)(5
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .02-90 43 ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ:
159
ﺨﻼﺼـﺔ ﺍﻟﻔﺼـل
ﺇﻥ ﺍﻷﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻜﻠﻬﺎ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻠﻤﺭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ :ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ،...ﺘﻤﺱ
ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻻ ﺘﻌﺩ ﻓﻘﻁ ﺴﺒﺒﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻟﻔﺭﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ
ﻜﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻨﻅﺭﺍ ﻭﻤﺎ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ
ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻤﺱ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ
ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻬﻡ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻭﻻ
ﺒﺄﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻪ.
ﺇﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﻤﻐﺎﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻅﻤﻪ ﻗﺩ
ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﺎﻭل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺍﺘﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺯﻻﻗﺎﺕ
ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺃﺤﺴﺕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﹸﻅﻠﻡ ﻟﺠﺄﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻭﺩﻴﺔ ﻭﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺴﺤﺏ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﻴل ﺃﻭ
ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻜﻔﻌل ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
ﺘﺒﻘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﺭﻫﻭﻨﺔ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻜﻜل ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻤﺎ ﺘﺴﻔﺭ ﻋﻨﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻭﺭﺩﺓ ﻓﻌل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻴﺭﻀﻲ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.
ﺇﻥ ﺃﻱ ﺍﺨﺘﻼل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻴﺠﻬﺽ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﺎﺌﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﻟﺠﻭﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﺴﺘﻔﺤﺎﻟﻪ ،ﻭﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻻﺤﻘﺔ
ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺘﺘﻤﺜل ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ،ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻜﺈﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻋﻼﺠﻴﺔ.
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ
ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻑ ﺜﺎﻟﺙ
ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ،ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ،ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺸل ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
160
ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺒﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻭﺍﺭﻕ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ
ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ
ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺄﻴﺔ ﻗﻭﺓ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ.
161
ﺨـــﺎﺘﻤــــــﺔ
162
ﺇﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻌل ﺃﻭ ﺘﺼﺭﻑ ﻴﺘﺭﺠﻡ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺎ ،ﻭﻤﺎ
ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﺒﻪ ﻭﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﺇﻻ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺸﻤل
ﺠل ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ.
ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻘﻁ ،ﺒل
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻜﺈﻀﺭﺍﺏ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ...ﺍﻟﺦ ،ﻭﺃﻥ
ﻟﺠﻭﺀ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺸﺎﺌﻌﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻓﺄﻜﺜﺭ ﻭﻋﺎﺩﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻴﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻟﻌﺩﺓ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻨﻅﻡ ،ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﺫﻭ ﻁﺎﺒﻊ ﻤﻬﻨﻲ ﺃﻱ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺤﺽ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺭﻜﺎﺌﺯ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻗﺩ ﻤﺭ ﺒﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀﺍ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ
ﻟﻨﺹ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ 1989ﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ
ﺇﻻ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﻲ ﺒﻨﺹ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻨﺼﻭﺹ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺃﺼﺒﺢ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺤﻕ ﻜﺎﻤل ﻭﻋﻨﺼﺭ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﻤﻥ
ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ -ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ -ﺍﺒﺘﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ.
ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻗل ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ
ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺒﻌﺩﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻜﱠﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻕ ﻤﻥ ﻨﻁﺎﻗﻪ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻭﻀﻊ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤﺭﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻁﺭﺍﺩ ،ﻭﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ:
ﻤﺘﻰ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻘﺩ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻭﺃﺨﻀﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﺠﺏ ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺅﻫﺎ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺘﻭﺠﺏ
ﺍﺴﺘﻨﻔﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻭﺒﻌﺩ ﻓﺸل
163
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ،ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻁﺭﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﺴﻭﻴﺔ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺤﻘﻬﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻑ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺭﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ.
ﺘﹸﺴﺘﺩﻋﻰ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﻴﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻌﺩ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻗﺼﺩ
ﺇﻋﻼﻤﻬﻡ ﺒﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ،ﻭﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل.
ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻱ ،ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻀﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺓ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ،ﻟﻴﺸﺭﻋﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺃﺠﻠﻬﺎ ،ﺒﻌﺩ ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺇﻋﻼﻡ ﻤﻔﺘﺸﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻘل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻋﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻴﺩﺍﻋﻬﺎ.
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﻷﻤﻼﻙ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺃﻤﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ
ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﺃﻭ ﻤﻨﻌﻬﻡ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ.
-ﺍﻷﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺤﻅﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺇﻥ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺤﻅﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻜﺎﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻥ ﺒﻤﺭﺴﻭﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﺃﻋﻭﺍﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﻥ ،ﺃﻋﻭﺍﻥ
ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﻴﻥ
ﻟﻠﺠﻤﺎﺭﻙ ،ﺍﻷﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﻴﻥ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﻭﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ.
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻡ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺃﻤﻥ ﺃﻭ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ
ﻟﻠﺨﻁﺭ ،ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻨﺘﻅﺎﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺇﻻ ﺒﺩﻭﺍﻡ ﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ،ﻭﻤﻨﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ -ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﻜﻔﺎﻟﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ -ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺘﺴﺨﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻭﻓﻴﺭ ﻗﺩﺭ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ.
ﻴﻤﻨﻊ ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻱ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ
ﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ،ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺄﻤﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ
164
ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 39ﻭ 40ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭﻻ ﺘﺴﻠﻴﻁ
ﺃﻴﺔ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺸﺎﺭﻜﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺸﹸﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺇﻀﺭﺍﺒﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ،
ﻴﻘﻊ ﻭﻴﻌﺩ ﺨﺭﻗﺎ ﻟﻸﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﻁﺄ ﻤﻬﻨﻴﺎ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻴﻥ ﻓﻴﻪ ،ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻜل ﺸﺨﺹ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻴﻪ ﺒﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ
ﻭﻓﻘﻪ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻜل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﻤﺎ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻀﻔﺎﺀ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺭﺍﺤﻠﻪ ،ﻤﻊ
ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻪ،
ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻟﻪ ﻴﺠﺏ ﺃ ﱠ
ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺸﻜل ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﻤﻨﻌﺎ ﺃﻭ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 34ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺍﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺤﻘﺎ
ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺎ ﻤﻌﺘﺭﻓﺎ ﺒﻪ .ﻭﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻅﻬﺭﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻤﻥ
ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻀﻁﺭﺍﺩ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺇﻥ ﺒﺩﺍ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﻩ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻤﺜل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺅﺨﺫ
ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻗﻴﻭﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻗﺩ ﻓﺭﻀﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﺃﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﻤﻌﻴﻥ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻔﺭﻍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﻤﻀﻤﻭﻨﻪ ،ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺘﺘﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ،
ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻴﺴﻬل ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ
ﻓﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺴﻊ ﻷﻨﻪ ﻤﺎ ﺃﺴﻬل ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺘﺫﺭﻉ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﺩﺨل
ﺒﻔﺭﺽ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ.
165
ﻟﻭﻻ ﻜﺜﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻤﺜل ﻭﺍﻷﻓﻀل ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺤﻕ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺴﻭﻯ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺸﺎﻤل ﻴﻨﻅﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﻜل ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ ﻭﻴﻘﻠﱢﺹ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺒﻔﺭﺽ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺴﺘﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻟﻴﺱ ﺇﺩﻤﺎﺠﻬﻡ ﻤﻊ
ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻁ ﺍﻷﻤﺭ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﺞ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ،ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻋﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤل )ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﻌﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤل.
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺠﺩ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﻻﺌﺤﻲ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻴﺨﺘﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﻓﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻴ ﺭﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 11-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺃﻓﺭﻴل 1990ﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ﻴﺨﺘﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﺒﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﺒﺼﺩﻭﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺯﺩﻭﺝ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ
ﺍﻟﺸﻐل.
ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﺘﺫﺭﻉ ﺒﻪ ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻹﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻟﻡ ﻴﻔﻘﺩ ﻜل ﻗﻴﻤﺘﻪ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻟﻪ ﺤﻴﺎل ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﺤﻴﺎل ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ،ﻓﺎﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﻭﻯ ﺒﺎﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺃﻭﺠﺩ ﻤﻌﻀﻠﺔ ﺘﺴﻴﻴﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺩﺩﺓ
ﺒﺎﻹﻀﺭﺍﺏ.
166
ﺇﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻫﻲ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻨﻭﻗﺸﺕ ﻭﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ
ﻻ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺴﻭﻯ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻭل ،ﺃﻴﻥ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﺭﻨﺔ ﺘﻌﻤل ﻤﻥ
ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺸﻜل ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻭﻨﻘﺎﺌﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺭﻫﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ
ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻋﻘﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺼﺭﻱ ﻟﻠﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﺤﻜﻡ ﺘﻭﺍﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﺒﺤﻜﻡ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻋﺎﻤل ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﻭﺘﺭﻗﻴﺔ
ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.
ﺇﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ
ﺘﻜﻴﻴﻑ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻊ ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ،ﺘﺘﺭﺠﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻤﻀﻰ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﺘﺴﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﺩﻭﺭ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ.
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ )ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ(،
ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﺎﻡ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺘﻌﺘﻤﺩ
ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻤﺭﺍﺤل ﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺠﻬﺎﺯ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺤل ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺸﻠﻪ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻴﻌﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻻ
ﺴﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻠﻭﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻭﺩﻴﺔ ﻭﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺴﺤﺏ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﻴل ﺃﻭ
ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻜﻔﻌل ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
ﺘﺒﻘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﺭﻫﻭﻨﺔ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻜﻜل ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻤﺎ ﺘﺴﻔﺭ ﻋﻨﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻭﺭﺩﺓ ﻓﻌل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻴﺭﻀﻲ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.
ﻗﺒل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﺠﻬﺯﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ،
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ )ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ( ،ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻜﻠﻬﺎ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻭﺤﺩﺓ
167
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﻘﺎﻀﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ
ﻤﻨﺤﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ﺇﺫﻥ؟
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺒﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﺢ ﺁﻨﻔﺎ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ
ﺠﻬﺎﺯ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻁﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺃﻭ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ )ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1989ﻡ( ﻭﻤﺎ ﺴﻴﻔﺭﺯﻩ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﺘﻘﺏ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺘﻨﺤﺭﻑ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﺘﺒﻌﺎ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﻭﻜﻠﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﻓﻀﻬﺎ
ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻵﺠﺎل ،ﺃﻱ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺃﺠﻬﺯﺓ
ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ،
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ )ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ( ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﻭﺯﻴﻊ
ﺍﻹﺨﺘﺼﺎﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺘﺒﻌﺎ ﻭﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻐﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ –ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺘﺭﻗﺏ ﺘﻨﺼﻴﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﻗﺭﻴﺏ.-
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﺭﺤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻷﻭﻀﺎﻉ
ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭﻫﺎ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ -ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻴﻪ -ﻓﺈﻨﻪ ﻭﺠﺏ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻼﺀﻡ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺘﻼﺀﻡ ﺃﻴﻀﺎ
ﻭﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻜﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ -ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺭ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﻟﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫﺫﺍ -ﻭﻜﺫﺍ
ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻤﺎ ﻴﻌﻁﻲ ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻌﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﻭﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺴﻭﻴﺔ
ﺘﻭﻓﻴﻘﻴﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺘﻭﺍﺯﻨﺔ ﻟﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﻫﺫﺍ ﻭﻨﻠﺘﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻭﺼﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺄﺨﺫ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﺤﻤل ﺍﻟﺠﺩ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﻭﺘﺴﻬﺭ
ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻤﻭﺍﺭﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺤﻔﻅ ﻜﻠﺘﺎ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻴﻥ ،ﻭﻓﻕ ﺃﻁﺭ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﺠﺎﻨﺴﺔ ﻟﻠﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻟﻡ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺇﻻ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ
ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻀﻤﻨﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺠﻭﺭ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻤﺎﺭﺱ ﻋﻤﻼ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺃﺨﺫﻩ ﺒﺠﺩﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻗﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ﻤﺩﺓ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﺤﺴﺎﺴﺔ ﺠﺩﺍ -ﻟﻠﺤﺩ
ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ ﺃﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻀﻐﻁ –
168
ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻟﻘﻤﻌﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﻨﻨﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺴﻭﻑ ﻴﻔﻜﺭ ﻤﻠﻴﺎ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺠﻪ
ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ.
ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻠﻰ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ،ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺭﺍﻋﻴﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ
ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﻌﺴﻑ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻘﻪ ،ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ
ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺠﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻋﻤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺁﻟﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﺤﺎﻭﻻ
ﻓﻀﻬﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﺇﻻ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻌﺩﻡ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﺤﻤﻼ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻙ ،ﻫﻨﺎ ﻴﻜﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺃﻴﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﻟﻠﻔﺼل ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﺃﻭ ﻗﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺃﻱ ﻜل ﻤﺎ
ﻴﻨ ﻡ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒـ:
-ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻟﻠﺒﻌﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ.
-ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ.
-ﺘﺭﺸﻴﺩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﺼﺤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.
-ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺠﻬﺎﺯ ﺭﻗﺎﺒﻲ ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻴﺠﺏ ﺇﺸﺭﺍﻜﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ.
-ﺇﻴﻼﺀ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
ﻫﻜﺫﺍ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺤﻘﺎ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺎ
ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺤﻘﺎ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﻪ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ ﺒﻌﺩﻡ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﺍ
ﺇﺤﺎﻁﺘﻬﺎ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻜﻔل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ.
ﺤ ﻤ ﺩ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﺃﻥ ﻭﻓﱠﻘﻨﻲ ﻹﺨﺭﺍﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ
ﻷ
ﺇﻨﻨﻲ َ
ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻭﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ،ﻟﻴﺭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ،ﻭﻤﺎ ﺤﻭﺘﻪ
ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺎﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻴﻴﻥ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﻋﻠﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻀﺤﺎ
ﻓﻲ ﻤﺤﻠﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺠﺯﺌﻴﺔ ﻓﻴﻪ.
ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﻭﻟﻪ ،ﻭﻤﺎ ﺍﺴﺘﻔﺩﺘﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ.
ﻭﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﺴﻠﻡ.
169
ﻗـﺎﺌﻤــﺔ ﺍﻟﻤـﺭﺍﺠــــﻊ
170
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺭﺵ ﻋﻥ ﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
171
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 133-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ
1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 02ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 46ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 08ﺠﻭﺍﻥ 1966ﻡ.
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 154-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 18ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ
1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 08ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩل
ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 47ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 19ﺼﻔﺭ 1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 09ﺠﻭﺍﻥ
1966ﻡ ،ﺹ .582
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 156-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 18ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ
1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 08ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 49ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 21ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 11ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ،
ﺹ .702
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 27-69ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 26ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ
1389ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 13ﻤﺎﻱ 1969ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻋﺩﺩ 42ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 29ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1389ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻤﺎﻱ 1969ﻡ ،ﺹ .482
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 74-71ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﻋﺎﻡ 1391ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ،
ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 101ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 25ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 1391ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 13ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ
1971ﻡ ،ﺹ .1736
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 75-71ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ
1391ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 101ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 25ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 1391ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 13
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1971ﻡ ،ﺹ .1741
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 31-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 17ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﻋﺎﻡ 1395ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 29ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 39ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 04ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1395ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1975ﻡ ،ﺹ .527
172
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 32-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 17ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﻋﺎﻡ 1395ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 29ﺃﻓﺭﻴل 1975ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻋﺩﺩ 39ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 04ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1395ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻤﺎﻱ 1975ﻡ،
ﺹ .566
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-78ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﻋﺎﻡ 1398ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 05ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1978ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 32ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 04ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1398ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 08ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1978ﻡ.
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 01-81ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﻨﻲ
ﻋﺎﻡ 1401ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 07ﻓﻴﻔﺭﻱ 1981ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻹﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻭﻤﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
06ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 02ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 1401ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 10ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1981ﻡ ،ﺹ .121
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 05-82ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺭﺒﻴﻊ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 1402ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 13ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1982ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 07ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 22ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 1402ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1982ﻡ ،ﺹ .337
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 07-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ
ﻋﺎﻡ 1405ﻫـ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ 06ﺃﻭﺕ 1985ﻡ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺈﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﺘﻭﺯﻴﻌﻬﺎ
ﻭﺒﺎﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻟﻠﻐﺎﺯ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 33ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 20ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ
1405ﻫـ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ 07ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1985ﻡ ،ﺹ .1138
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-88ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 16ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﻋﺎﻡ 1408ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 03ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ﻴﻌﺩل ﻭﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 58-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 26
ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1975ﻡ ،ﺍﻟﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 18ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 17
ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1408ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 04ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ،ﺹ .749
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 10ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ
1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
173
ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 06ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 11ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ
1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 07ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ .231
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 03-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 10ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ
1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 06
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 11ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 07ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ .237
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 11-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 26ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ
17ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 01ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ .562
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 09ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ
ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 02ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ،
ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 23ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 13ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1410ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 06ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ
1990ﻡ ،ﺹ .467
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 23-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 27ﻤﺤﺭﻡ ﻋﺎﻡ
1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 18ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 36ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 01ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﺃﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ
.1149
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 27-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 02-90
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل
ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 68ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .2652
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ،29-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 11-90
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 68ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺹ .2654
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 30-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 21ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-96
174
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻫـ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 68ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1412ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ
ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .2656
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-96ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﻤﺤﺭﻡ
ﻋﺎﻡ 1417ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 10ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ﻴﻌﺩل ﻭﻴﺘﻤﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
02ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 36
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 25ﻤﺤﺭﻡ ﻋﺎﻡ 1417ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 12ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1996ﻡ ،ﺹ .764
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-97ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﻋﺎﻥ 1417ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 11ﺠﺎﻨﻔﻲ ﺴﻨﺔ 1997ﻡ ،ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ
ﻋﺩﺩ 03ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 03ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1417ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 12ﺠﺎﻨﻔﻲ ﺴﻨﺔ ،1997ﺹ .07
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 05-01ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ
1422ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 2001ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 29ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 29ﺼﻔﺭ
ﻋﺎﻡ 1422ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 23ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 2001ﻡ ،ﺹ .5
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 03-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 15ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 46ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 20ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
16ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2006ﻡ ،ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 22ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 14ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 72ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 23ﺸﻭﺍل ﻋﺎﻡ
1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 15ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﺹ .10
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 24-06ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 06ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ
ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 26ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 2007ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 07ﺫﻭ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 1427ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 27ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2006ﻡ،
ﺹ.03
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 12-07ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ
ﻋﺎﻡ 1428ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 26ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2007ﻡ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 2008ﻡ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 82ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 22ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ 1428ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 31ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 2007ﻡ،
ﺹ.03
175
ﺝ-ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ:
-1ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ:
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 142-66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 12ﺼﻔﺭ
ﻋﺎﻡ 1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 02ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ،
ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 46ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1386ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 08ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ
1966ﻡ ،ﺹ .568
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 55-69ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 26ﺼﻔﺭ
ﻋﺎﻡ 1389ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 13ﻤﺎﻱ ﺴﻨﺔ 1969ﻡ ،ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 43ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 04
ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻡ 1389ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 20ﻤﺎ ﻱ ﺴﻨﺔ 1969ﻡ ،ﺹ .497
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 10-84ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 11ﺭﺒﻴﻊ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 1404ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 14ﺠﺎﻨﻔﻲ ﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻴﺤﺩﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 03ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 14ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﻋﺎﻡ 1404ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 17ﺠﺎﻨﻔﻲ 1984ﻡ ،ﺹ .88
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 59-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01ﺭﺠﺏ
ﻋﺎﻡ 1405ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 23ﻤﺎﺭﺱ ﺴﻨﺔ 1985ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻟﻌﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 13ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 02ﺭﺠﺏ ﻋﺎﻡ
1405ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 24ﻤﺎﺭﺱ 1985ﻡ.
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 119-85ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﺃﻭل
ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1405ﻫـ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ 21ﻤﺎﻱ 1985ﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ
ﻭﺃﺠﻬﺯﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 22ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 2ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1405ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﻤﺎﻱ 1985ﻡ ،ﺹ .684
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 30-86ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 09ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1406ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 18ﻓﻴﻔﺭﻱ 1986ﻡ ﻴﻀﺒﻁ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ
ﻭﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻴﺤﺩﺩ ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 08ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 10ﺠﻤﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1406ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 19ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1986ﻡ ،ﺹ .273
176
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 128-88ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14ﺫﻱ
ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1408ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 28ﺠﻭﺍﻥ 1988ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﺒﺎﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 26ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 15ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1408ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 29ﺠﻭﺍﻥ ﺴﻨﺔ 1988ﻡ ،ﺹ .990
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﺭﻗﻡ 250-02ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
13ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1423ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 27ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 2002ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 52ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 17ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1423ﻫـ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 28ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 2002ﻡ ،ﺹ .03
-2ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ:
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﺭﻗﻡ 09-93ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
03ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1413ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 27ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 05ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ﻋﺎﻡ 1413ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
27ﺃﻓﺭﻴل ﺴﻨﺔ 1993ﻡ ،ﺹ .58
-3ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ:
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 416-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
05ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﻤﺠﻠﺱ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 01ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 16ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 02ﺠﺎﻨﻔﻲ 1991ﻡ ،ﺹ .07
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 418-90ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
05ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 22ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1990ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ،
ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 01ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 16ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
02ﺠﺎﻨﻔﻲ 1991ﻡ ،ﺹ . 09
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 44-91ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
ﺃﻭل ﺸﻌﺒﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﺘﺸﻲ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﺩﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 08ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 05ﺸﻌﺒﺎﻥ ﻋﺎﻡ
1411ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 20ﻓﻴﻔﺭﻱ ﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺹ .297
177
-ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺭﻗﻡ 215-94ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
14ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1415ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 23ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 1994ﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ
ﻭﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 48ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 18ﺼﻔﺭ ﻋﺎﻡ 1415ﻫـ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ
27ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1994ﻡ ،ﺹ .05
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺅﻟﻔــﺎﺕ
ﺃ -ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ:
-1ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﻜﻲ ﺃﺨﻨﻭﺥ ،ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1988 ،ﻡ.
-2ﺩ.ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺸﻴﺤﺎ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻁﺒﻌﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ
ﻤﺯﻴﺩﺓ ﻭﻤﻨﻘﺤﺔ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ1997 ،ﻡ.
-3ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﺼﻁﻔﻰ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ ،ﺤﺎﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ
ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﺴﺘﺎﻨﺒﻭل ،ﺘﺭﻜﻴﺎ،
ﺩ ﺱ.
-4ﺇﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ،ﻁﺒﻌﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻘﺤﺔ ، ،ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﺒﻴﺭﻭﺕ،
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩ ﺱ.
-5ﺃﺒﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ ،ﺴﻨﻥ ﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ،ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﺩﺱ.
-6ﺩ.ﺃﺤﻤﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﺩﺭ ،ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-7ﺩ.ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺒﻭ ﺸﻨﺏ ،ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ،
ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ2006 ،ﻡ.
-8ﺃﺤﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2003 ،ﻡ.
-9ﺩ.ﺇﻋﺎﺩ ﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﻭﺍﺌل ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ1998 ،ﻡ.
178
-10ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺒﻭﺸﻌﻴﺭ ،ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻲ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻸﻤﺭ 133-66
–ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﺱ.
-11ﺩ.ﺠﺎﺴﻡ ﻤﺠﻴﺩ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ2001 ،ﻡ.
-12ﺩ.ﺠﻭﺭﺝ ﺴﻌﺩ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2006 ،ﻡ.
-13ﺩ.ﺤﺴﻴﻥ ﺤﻤﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﺩﻭﻱ ،ﺸﺭﺡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ
ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2002 ،ﻡ.
-14ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺤﻤﺩﺍﻥ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل )ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ( ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2003 ،ﻡ.
-15ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ،
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،ﺩﺱ.
-16ﺩ.ﺨﻠﻴل ﺨﺎﻟﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ( ،ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﻨﺸﺄﺓ
ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻭﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ
ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻻﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ
ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ1998 ،ﻡ.
-17ﺩ.ﺨﺎﻟﺩ ﺨﻠﻴل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
–ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ1997 ،ﻡ.
-18ﺨﻴﺭﻱ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻜﺒﺎﺵ ،ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ -ﻓﻲ ﻀﻭﺀ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﻴﻥ ،ﺩ ﺏ ﻥ2002 ،ﻡ.
-19ﺭﺍﺸﺩ ﺭﺍﺸﺩ ،ﺸﺭﺡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ،
ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1991 ،ﻡ.
-20ﺭﺸﻴﺩ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ )ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ،ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ،ﻁﺭﻕ ﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ( ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2007 ،ﻡ.
179
-21ﺩ.ﺭﻴﺎﺽ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1984 ،ﻡ.
-22ﺯﻫﺩﻱ ﻴﻜﻥ ،ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﺼﻴﺩﺍ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ،
ﺩ ﺱ.
-23ﺩ.ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-24ﺩ.ﺴﻌﻴﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﺒﻴﺏ ،ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻌﻤﺎل ،ﺩ ﻁ ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ1951 ،ﻡ.
-25ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻤﺼﺭ1966 ،ﻡ.
-26ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ،
ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﻁﺒﻊ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺩ ﺏ ﻥ،
1979ﻡ.
-27ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ 1987ﻡ.
-28ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ،
ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﻁﺒﻊ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺩ ﺏ ﻥ،
1979ﻡ.
-29ﺩ.ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﻤﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ1988 ،ﻡ.
-30ﺩ.ﻁﺎﺭﻕ ﻋﺯﺕ ﺭﺨﺎ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-31ﺩ.ﻁﻼل ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﻤﻬﺘﺎﺭ ،ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ،
ﺩ ﻁ ،ﺩ ﻥ1982 ،ﻡ.
-32ﺩ.ﻋﺎﺼﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺠﻴﻠﺔ ،ﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﻭﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ )ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ،ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺎ،
ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ ،ﻤﺩﻨﻴﺎ( ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺩ ﻥ1992 ،ﻡ.
180
-33ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ،ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ
–ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ2000 ،ﻡ.
-34ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻴﺏ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ
ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺤﻴﺩﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2003 ،ﻡ.
-35ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ" ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﺱ.
-36ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ( ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺴﻨﺔ 1993ﻡ.
-37ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻴﺨﻠﻲ ،ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﺠﺩ ﻻﻭﻱ ،ﻋﻤﺎﻥ،
ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺴﻨﺔ 1999ﻡ.
-38ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻤﻌﺠﻡ ﻟﻐﻭﻱ ﻤﻁﻭل ،ﺠﺯﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ1992 ،ﻡ.
-39ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻁﻠﺒﺔ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻁﺎﺒﻊ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ،
ﺩ ﺏ ﻥ.1981،1980 ،
-40ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ،
2004ﻡ.
-41ﺩ.ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ،
ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-42ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ،
ﻤﺼﺭ1971 ،ﻡ.
-43ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ ،ﺩ ﺱ
-44ﺩ.ﻋﻠﻲ ﺠﻤﻌﺔ ﻤﺤﺎﺭﺏ ،ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
181
-45ﺩ.ﻋﻠﻲ ﺨﻁﺎﺭ ﺸﻁﻨﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﻭﺍﺌل ﻟﻠﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ2003 ،ﻡ.
-46ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴل ،ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ –ﻗﻴﻭﺩ
ﻭﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ،-ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2007 ،ﻡ.
-47ﺩ.ﻋﻠﻲ ﻋﻭﺽ ﺤﺴﻥ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ،
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ1996 ،ﻡ.
-48ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ،-ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2007 ،ﻡ.
-48ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2007 ،ﻡ.
-50ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ،
ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1982 ،ﻡ.
-51ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،
ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2003 ،ﻡ.
-52ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2004 ،ﻡ.
-53ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،
ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2005 ،ﻡ.
-54ﺩ.ﻋﻤﺎﺭ ﻋﻭﺍﺒﺩﻱ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺴﻭﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2007 ،ﻡ.
-55ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺒﻴﺵ ،ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ،
ﺩ ﺏ ﻥ1982 ،ﻡ.
-56ﺩ.ﻓﺅﺍﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﻌﻭﺽ ،ﺘﺄﺩﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ،
ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2006 ،ﻡ.
-57ﻟﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼﻥ ،ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺃﻨﻁﻭﺍﻥ ﻋﺒﺩﻩ ،ﺩ ﻁ ،ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،SNEDﺩ ﺏ ﻥ،ﺩ ﺱ.
182
-58ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ،
1994ﻡ.
-59ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-60ﺩ.ﻤﺎﺠﺩ ﺭﺍﻏﺏ ﺍﻟﺤﻠﻭ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2004 ،ﻡ.
-61ﺩ.ﻤﺎﺯﻥ ﻟﻴﻠﻭ ﺭﺍﻀﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ2005 ،ﻡ.
-62ﺩ.ﻤﺠﺩﻱ ﻤﺩﺤﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ،ﻗﻴﻭﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ،
ﺩ ﻁ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ2001 ،ﻡ.
-63ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺩّﻴﻕ ،ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ2000 ،ﻡ.
-64ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ :ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ،
ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2000 ،ﻡ.
-65ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ( ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2004 ،ﻡ.
-66ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2005 ،ﻡ.
-67ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ ﺒﻭﺴﻤﺎﺡ ،ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺭﺤﺎل ﺒﻥ ﺃﻋﻤﺭـ ﺭﺤﺎل ﻤﻭﻻﻱ
ﺇﺩﺭﻴﺱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1995 ،ﻡ.
-68ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ،
ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1984 ،ﻡ.
-69ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﺱ ﻗﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻤﺫﻜﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ1989 ،ﻡ.
-70ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﻼﺀ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ،
ﻤﺼﺭ1992 ،ﻡ.
183
-71ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻜﺭ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ،
ﻤﺼﺭ2006 ،ﻡ.
-72ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺠﻤﺎل ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻨﻴﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ -ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،-
ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭل ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ2003 ،ﻡ.
-73ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2003 ،ﻡ.
-74ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ،ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻭﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻜﻲ -ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ " -ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ-ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ-ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ"،
ﺩ ﻁ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺩ ﺱ.
-75ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ( ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2005 ،ﻡ.
-76ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ2002 ،ﻡ.
-77ﺩ.ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﻓﻬﻤﻲ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ،
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ ،ﺩ ﺱ.
-76ﺩ.ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺯﻜﻲ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﺭ1983 ،ﻡ.
-77ﺩ.ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ،
ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2003 ،ﻡ.
-78ﺩ .ﻤﻭﺭﻴﺱ ﻨﺨﻠﺔ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩ ﻁ ،ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ2004 ،ﻡ.
-79ﻨﺎﺼﺭ ﻟﺒﺎﺩ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻟﺒﺎﺩ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺴﻁﻴﻑ،
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ2007 ،ﻡ.
-80ﺩ.ﻨﺎﻫﺩ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ1996 ،ﻡ.
184
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ، ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل، ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﻨﻭﺍﻑ ﻜﻨﻌﺎﻥ. ﺩ-81
ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭل، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
.ﻡ2003 ، ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻋﻤﺎﻥ،ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
، ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل، ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﻫﺎﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﻬﺭﺍﻭﻱ. ﺩ-82
ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺍﻹﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
.ﻡ2001 ، ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻋﻤﺎﻥ،ﻭﻤﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
– ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ )ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﻁﺭﻕ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ،ﻫﻴﺎﻡ ﻤﺭﻭﺓ. ﺩ-83
ﻤﺠﺩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،(ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ-ﺍﻷﺸﻐﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ-ﺍﻹﺴﺘﻤﻼﻙ
.ﻡ2003 ، ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺒﻴﺭﻭﺕ،ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ، ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻤﻌﺠﻡ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﺼﻭل، ﻫﻴﺜﻡ ﻫﻼل-84
.ﻡ2003 ، ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺒﻴﺭﻭﺕ،ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
: ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ-ﺏ
1- André Ramost et Paul Du Rand, Précis De Droit Du Travail, 2eme édition,
Librairie Dalloz, 1961.
2- Bernard Teyssié , Droit Du Travail -2.Relations Collectives De Travail-, 2eme
Edition,Libraire De La Cour De Cassation Litec,paris, 1993.
3- Camerlynec et Gérard Galain, Précis De Droit Du Travail, 6eme édition,
Librairie Dalloz, paris, 1973.
4- C.Lobry, M.Ritaine, Droit, Tome 2, Les Relations Juridiques De L’entreprise
Avec Partenaires, Casteilla, paris, 1996.
5- Danielle Puvard, LA VEILLE SOCIALE, Librairie Vaibert, Paris, 1991.
6- Essaïd Taib, Droit De La Fonction Publique,Editions Distribution HOUMA,
Bouzaréah, Alger , 2003.
7- Helene Sinay , Traite Du Droit Du Travail La Grève, Librairie Dalloz,Paris,
1966
8- Helene Sinay et Jean Claude Javiller, Droit Du Travail La Grève
Jurisprudence Générale, Librairie Dalloz, 1984.
9- Jean Claude Javiller, Droit Du Travail, 2eme édition, paris, 1981.
10- Jean Claude Javiller, Les Conflits Collectifs Du Travail, 2eme édition, paris,
1979.
11- Jean Pélissier, Alain Supiot, Antoine Jeammaud, Droit Du Travail, 20eme
édition, librairie Dalloz, Paris, France, 2001.
12- Jean-Marie Auby, Jean-Bernard Auby, Droit de la fonction publique, 3eme
édition, librairie Dalloz, Paris, France, 1997.
185
ﺝ -ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ:
-1ﺃﺒﺭﻜﺎﻥ ﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ،ﻋﺩﺩ ،13ﺍﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺴﻨﺔ 1991ﻡ.
-2ﺩ.ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻤﺎﻨﻊ ،ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ( ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺎﺠﻲ ﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ 10 ،ﺠﻭﺍﻥ 2006ﻡ.
-3ﺨﺎﻟﺩ ﺤﺎﻤﺩ ،ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺘﺒﺴﻲ ،ﺘﺒﺴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﺃﻓﺭﻴل 2006ﻡ.
-4ﺩ.ﻜﺎﻤل ﻋﻤﺭﺍﻥ ،ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭ ،ﻋﺩﺩ ، ،02ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻴﻀﺭ ،ﺒﺴﻜﺭﺓ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،
ﻤﺎﺭﺱ 2007ﻡ.
186
-7ﻗﺭﻴﺵ ﺒﻥ ﺸﺭﻗﻲ ،ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻤﺫﻜﺭﺓ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻓﺭﻉ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ،
.2002،2001
ﺴﺎﺩﺴﺎ :ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ
-ﺩ.ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ،ﺘﻁﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﻨﺎﺒﺔ ،ﺩ ﺱ) .ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ(
187
ﺍﻟﻔﻬـــــﺭﺱ
188
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
01 ............................................................................................................................................... ﻤﻘﺩﻤــﺔ
08 .......................................................... ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ
10 ...................................................................................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
10 ............................................................................ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
10 ...................................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻟﻐﺔ
11 ............................................................................ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻘﻬﺎ )ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ(
18 ........................................................................ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
18 ............................................................................................. ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ
18 .......................................................................................... -1ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل
19 ............................................................................................. -2ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
20 .......................................................................................... ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ
20 ................................................................................................... -1ﻨﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
21 .............................................................................................. -2ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
21 .............................................................................................. -3ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ
23 ................................................................ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ
23 ........................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ
24 ..................................................................................... ﺃﻭﻻ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ
31 .................................................................................... ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ
33 .......................................................................... ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ
33 .................................................................................. -1ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
34 ................................................................................. -2ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
35 .......................................................... ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
36 ......................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
36 ............................................................................ ﺃﻭﻻ :ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ
41 ............................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ
189
44 ................................. ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
46 .............................................................. ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ )ﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ(
46 ...................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ )ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ(
46 ........................................................................ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﻱ
48 .................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭ
49 .............................. ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺒﻁﻲﺀ
49 ......... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
50 .......... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻤﻊ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل " ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ "
51 ...................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ
54 ................................................................. ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
55 ............................................................................. ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
55 ................................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ
56 ............................................................................ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ
59 ........................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ
61 ...................................................... ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
62 ................................................................................................. ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ
63 ................................................................................. ﺃﻭﻻ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ
63 ..................................................... -1ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
65 ................................................................................................. -2ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ
66 ...................................................... ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ
66 ............................................................................................. -1ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻤﻭﻓﻕ ﻋﺎﻡ
68 .................................................................................. -2ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺼﺏ ﺩﺍﺌﻡ
68 ............................................... ﺃ -ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
70 ............................................................................................... ﺏ -ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ
72 ..................................................... -3ﺍﻟﺘﺭﺴﻴﻡ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺭﺘﺏ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
74 ................................................................................... ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ
190
76 ....................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
77 ............................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
78 .................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ
80 ................................................................................................................................... ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻔﺼل
82 .................................................... ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻲ
84 ............................................................................ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
84 ................................................................. ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
85 .......................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﺘﻨﻔﺎﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ
87 ................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
88 ................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ
91 ................................................. ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻀﻤﺎﻥ ﺃﻤﻥ ﻭﺴﻼﻤﺔ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﻤل
97 .............................................................. ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
98 ......................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ
101 ......................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ
101 ................................................................. ﺃﻭﻻ :ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
104 ............................................................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ
105 .............................................................................. ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻋﺩﻡ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل
106 ............................................................... ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
108 ............................................................................ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
108 ....................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ
110 ........................................................... ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
110 .............................................. -1ﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
112 ...................................... -2ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
112 ........................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
113 ..................................................................................................... -1ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
113 ................................................................................................. – 2ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
191
115 ............................................................................................ -3ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
116 ................................................................... -4ﺤل ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
117 ........................................................................................ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ
118 ........................................................................................ ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
119 .......................................................... -ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
120 ............................................................................................... ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﻅﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
125 ............................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ
125 ...................................................................................... ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
126 .......................................................................................... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ
126 ................................................................................................... ﺃﻭﻻ :ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ
129 .................................................................................. -1ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻷﻭل ﻟﻠﻭﺴﺎﻁﺔ
129 .................................................................................. -2ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻭﺴﺎﻁﺔ
132 ................................................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
133 .......... -1ﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
135 ....................................................................................... -2ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
137 ............................................................................................... -3ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
137 ........................................................................................ ﺃ -ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ
138 ......................................................................................... ﺏ -ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ
139 ...................................................................................................... ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ
140 ..................................................... -1ﺘﺸﻜﻴل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ
142 ....................................................... -2ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
142 ................................................................................... ﺃ -ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
143 .............................................................................. ﺏ -ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
143 ................................................................................ -3ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ
145 ....... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
146 ............................................ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ
192
146 ................................................. ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻔﻴﻥ
152 .......... ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
152 ............................................................................... ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
153 ............................................................................................................ ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ
153 ...................................................... ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﺒﻴﻥ
160 .................................................................................................................................... ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﻔﺼل
162 ................................................................................................................................................. ﺨﺎﺘﻤـﺔ
170 ...................................................................................................................................... ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
188 .............................................................................................................................................. ﺍﻟﻔﻬـﺭﺱ
193
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳــﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳــﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴــﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴــﺔ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴـﻢ ﺍﻟﻌـﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤـﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ
ﺟـﺎﻣﻌـﺔ ﺍﻟﻌـﺮﰊ ﺑـﻦ ﻣﻬﻴـﺪﻱ
ﺃﻡ ﺍﻟﺒـﻮﺍﻗــﻲ
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
-ﻗﺴﻢ ﺍﳊﻘﻮﻕ -
ﳉﻨـــﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸـــﺔ
-ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ -ﺭﺋﻴﺴــــﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ .1ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ .ﺑﺮﻳﻜﻲ ﳊﺒﻴﺐ
-ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻋﻨﺎﺑـﺔ -ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘـﺮﺭﺍ .2ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ .ﻣﺎﻧﻊ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ
ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ ﻗﺴﻢ-ﺃ - -ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ -ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸـﺎ .3ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ .ﺑﻮﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳐﺘﺎﺭ
194
ﺇﻫـــــﺪﺍﺀ
ﺃﻫﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﺍﷲ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﺇﻟـــﻰ:
ﺭﻭﺡ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻃﻴﺐ ﺍﷲ ﺛﺮﺍﻩ،
ﻭ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ.
195
ﺷـﻜـــــﺮ
ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﻎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ،ﻭﻟﻪ ﺍﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻳﺎﺭﺏ ﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺣﱴ ﺗﺮﺿﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳉﻼﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻣﺒﻌﻮﺙ
ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ.
ﻳﻄﻴﺐ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺗﻘﺪﻡ ﲜﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻭﺻﻮﱄ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ،
ﺃﻧﺘﻢ ﲨﻴﻌﻜﻢ ﺃﺳﺎﺗﺬﰐ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﲟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺳﺎﺗﺬﰐ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ.
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ،ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ "ﺑﻮﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳐﺘﺎﺭ" ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ،ﺃﻋﱪ ﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻱ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﱐ ﳌﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻟﻨﺎ ،ﳓﻦ
ﻃﻠﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ،ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﺜﺎﺑﺮﺓ ،ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﻞ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ،ﻭﻗﺪﻭﺓ ﰲ
ﳊﺠﻴﺔ.
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍ ﹸ
ﺳﺎﺩﰐ ،ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ،ﺃﺳﺎﺗﺬﰐ ،ﻛﻠﱡﻜﻢ ﻋﻠﻢ ﺃﻗﻒ ﻷﻋﱪ ﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﱐ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ،ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻣﻦ
ﺍﳌﻮﱃ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﺿﻨﻜﻢ ،ﻭﻣﺎ ﻣﻨﺤﺘﻤﻮﱐ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ.
ﺳﻴﺪﻱ ،ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ "ﺃ.ﺩ ﻣﺎﻧﻊ ﲨﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ" ،ﻳﻌﺠﺰ ﻟﺴﺎﱐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺳﻌﺎﺩﰐ ﺑﺈﺷﺮﺍﻓﻜﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺬﻛﺮﺓ ﲣﺮﺟﻲ ،ﻭﺗﻌﺠﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻦ ﺇﻳﻔﺎﺋﻜﻢ ﺣﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ُﹸﺃ ِﻛﻨﻪ ﻟﻜﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺘﻢ ﲝﻖ
ﺳﻴﺪﻱ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻒ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﺃﻭ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮﺗﻪ ،ﻳﺰﻳﺪﱐ ﺫﻟﻚ ﺛﻘﺔ ﻭﺷﺮﻓﺎ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﺎ
ﻭﺗﻄﹼﻠﻌﺎ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﻇﻨﻜﻢ ﰊ ﻭﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺇﺷﺮﺍﻓﻜﻢ.
ﻟﻜﻢ ﻣﲏ ﻭﺍِﻓ ﺮ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻞ ﺃﺳﺎﺗﺬﰐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺀ ﺗﺪﺭﺟﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ.
196
ﻣﻠﺨـﺺ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ
ﺇﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﲑ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺍﻃﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﱃ
ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﺗﺴﻴﲑ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻳﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﻣﺪﻯ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺮﻓﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻮ ﳌﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ،ﻛﻤﺎ ﺗ ﺪﺧﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﻣﻨﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺐ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻋﺪﺓ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ :ﲢﺮﱘ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ،ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ،ﻋﺪﻡ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗ ﺮﺗ
ﺍﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺮﻓﻖ ،ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﻮﻇﻒ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ.
ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻭﺣﻖ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﰲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ
ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﲪﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﲢﻈﻰ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ –ﺍﳌﺎﺩﺓ 54ﻭ 57ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻠﲔ 1989ﻭ 1996ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﲝﻖ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ.
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺿﻤﺎﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 02-90ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺣﻖ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ،ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻇﻒ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ :ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﻖ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ
ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺳﲑ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﺑﺼﻔﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﻨﺘﻈﻤﺔ.
ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺳﺲ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ،
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﲢﺪﺩ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﻭﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﳌﺨﻮﻟﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ،ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﺍﳌﺒﺪﺃ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ،ﳒﺪﻫﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ،ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﻠﻢ ،ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ،ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﳋﺼﻮﺹ ﰲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﺣﻈﺮﺕ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﺖ ﺑﺸﻜﻞ
ﺗﺎﻡ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﺍﳊﺴﺎﺱ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ.
197