You are on page 1of 37

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة تكريت‬
‫كلية التربية‬
‫قسم الكيمياء‬

‫المحاليل الغروية وتطبيقاتها الصناعية‬


A project report submitted to the Chemical Eduction
department in Tikrit University
Of a partial fulfillment for the Degree

Of B.SC in Chemical

project Designed by
‫ياسين حيدر هاشم خيون‬

Supervisor
‫احمد سعيد‬.‫د‬

1
‫االية‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫((يرفع اهلل الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))‬

‫صدق اهلل العلي العظيم‬

‫‪2‬‬
‫إهداء‬

‫اىل كل من زرع على شفاهي االبتسامة واحلب والسعادة واىل كل من انار‬

‫طرقاتي املظلمة مبعرفته‪.‬‬

‫اىل معلم البشرية امجعني اهلادي االمني حممد صلى اهلل عليه واله وسلم‪.‬‬

‫ابي وامي ‪ :‬لوالمها ملا وجدت يف هذه احلياة ومنهما تعلمت الصمود مهما كانت‬

‫‪.‬الصعوبات‬

‫اىل اساتذتي الكرام ‪ :‬منهم استقيت احلروف وتعلمت كيف انطق الكلمات‬

‫اىل من صاغوا لنا من علمهم وفكرهم منارة تنري لنا سرية العلم والنجاح ‪.‬‬

‫زمالئي واخوتي ‪ :‬اىل كل من كانوا يضيئون يل الطريق ويساندوني يف كل حلظه‬

‫‪3‬‬
‫الشكر والعرفان‬

‫احلمد هلل الذي علم بالقلم علم اإلنسان مامل يعلم احلمد اهلل املنان‪ ,‬امللك القدوس السالم‬

‫مدبر الليايل واأليام‪ ,‬مصرف الشهور واألعوام قدر األمور فأجراها على أحسن نظام‬

‫ماشاء اهلل كان ومامل يشأ مل يكن‪ ,‬احلمد اهلل على ما أنعم به علي من فضله اخلري الكثري‬

‫والعلم الوفري وأعانين على إجناز هذا العمل الذي احتسبه عبادة من العبادات جعلها اهلل‬

‫خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬

‫وبعد محد اهلل تعاىل وشكره على إهنائي هلذه الرسالة أتقدم خبالص الشكر وعظيم‬

‫االمتنان لألستاذ الفاضل د‪.‬امحد سعيد على ماقدمه يل من علم نافع وعطاء متميز وإرشاد‬

‫مستمر‪ ,‬وعلى مابذله من جهد متواصل ونصح وتوجيه من بداية مرحلة البحث حتى إمتام‬

‫هذه البحث ومهما كتبت من عبارات ومجل فإن كلمات الشكر تظل عاجزة عن إيفاء‬

‫حقهما‪ ,‬فجزامها اهلل عين خري اجلزاء وجعل ذلك يف موازين حسناهتما‬

‫كما أتقدم بأمسى عبارات الشكر والتقدير إىل والدي العزيزين اللذين غرسا يف‬

‫حب العلم من الصغر‪ ,‬وقدما يل كل غايل ونفيس‪ ,‬وكان هلما الفضل بعد اهلل فيما وصلت‬

‫إليه اآلن فال أملك إال الدعاء هلما بطول العمر وحسن العمل وبلوغ اجلنان‪.‬‬
‫‪4‬‬
Chapter
one
‫الغرويات‬

5
‫‪ -1-1‬تاريخ الغرويات‬

‫تم اشتقاق كلمة "‪ "Colloid‬من الكلمة اليونانية "‪ "kolla‬والتي تعني الغراء ‪ ،‬حيث كانت‬
‫بعض الحلول الغروية العضوية األصلية عبارة عن مواد الصقة‪ .‬تمت صياغة هذا‬
‫المصطلح ألول مرة في عام ‪ 1862‬لتمييز الغرويات عن المواد البلورية مثل السكر‬
‫والملح‪.‬‬
‫تمت دراسة الغرويات من قبل العلماء منذ أوائل القرن التاسع عشر‪ .‬شهد الجزء األول من‬
‫القرن العشرين عددًا من التطورات الرئيسية في كل من الكيمياء والفيزياء ‪ ،‬والتي كان‬
‫لبعضها تأثيرات مباشرة على دراسة الغرويات‪ .‬تم تطوير عدد من الطرق لدراسة‬
‫الجسيمات الغروية ‪ ،‬بما في ذلك االنتشار ‪ ،‬وتشتت الضوء المرئي واألشعة السينية‪.‬‬
‫نظرا لكون الجسيمات الغروية صغيرة جدًا ‪ ،‬تتغير حركتها الفردية باستمرار نتيجة‬ ‫ً‬
‫االصطدام العشوائي بجزيئات وسط التشتت‪ .‬هذه الحركة العشوائية المتعرجة تسمى‬
‫الحركة البراونية نسبة للرجل الذي اكتشفها‪ .‬تساعد هذه الحركة في إبقاء األجزاء في حالة‬
‫تعليق‪)1( .‬‬
‫عا قويًا من الضوء‬
‫في أوائل القرن التاسع عشر ‪ ،‬أظهر مايكل فاراداي أنه عندما تمرر شعا ً‬
‫عبر محلول غرواني ‪ ،‬فإنه يتشتت‪ .‬طور جون تيندال هذه الطريقة لدراسة الغرويات‬
‫وأصبحت تعرف باسم "تأثير تيندال"‬
‫ان تاريخ المحاليل الغروية يعود إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث كان الرياضي األلماني‬
‫فريدريش هانس فولتر هو الذي كتب المحاليل الغروية األولى في عام ‪ ،1915‬تحت‬
‫العنوان "الجسيمات الذكية في نظام كوانديدالي غروي"‪ .‬ولكن الطبيعة الغروية للكوانديدال‬
‫التي كتبها فولتر لم تتحلل حتى عام ‪ ،1916‬عندما كتب الرياضي األسترالي ألبرت أيانز‬
‫هو الذي كتب المعادالت الغروية الشاملة األولى و التي أدت إلى تطوير الظاهرة الغروية‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫في عشرينيات وثالثينيات القرن العشرين ‪ ،‬كانت أهمية الغرويات إلى العمليات الصناعية‬
‫والكيمياء الحيوية غيرت كل شيء‪ .‬وسرعان ما قال كل كتاب ابتدائي شيئًا عنهم‪.‬‬
‫غالبًا ما تسمى الغرويات ب " الحالة الرابعة للمادة" ‪ ،‬وتساءلت عن مدى أهمية هذا‬
‫المفهوم‪ .‬سنجد ذلك من الصعب للغاية تغليف أي مفهوم يتعلق بالغرويات في كلمة واحدة‬
‫لقد حاول الكيميائيين ‪ ،‬وتم صياغة العديد من الكلمات‪ .‬من الضروري تسمية األشياء‬
‫للتفكير عنهم بكفاءة ‪ ،‬والشيء الوحيد الذي فعله العلماء بجد هو تعيين األسماء‪.‬‬
‫يتبادر إلى الذهن علم األحياء ‪ ،‬مع مصطلحات وأسماء ال حصر لها تستند فقط إلى المظاهر‬
‫السطحية ‪)2(،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-2-1‬المقدمة ‪:‬‬

‫ان كلمة ماده غروانيه او شبه غروانيه)‪(colloids‬هي مشتقه من الكلمتين اليونانيتين‬


‫) ‪(kolla‬وتعني غروانيه او صمغيه و ) ‪ (Oeid‬وتعني شبه‪ .‬بناء على ذلك فان الماده‬
‫الغروانيه تكون على شكل دقائق صغيره جدا مبعثره في السائل‪.‬وغالبا ما تكون هذه الدقائق‬
‫الصغيره صلبه‪ ،‬واحيانا تكون قطيرات صغيره سائله او فقاعات غازيه‪ .‬وتتميز المواد‬
‫الغروانيه بكون نسبة مساحة السطح الى الحجم مرتفعه جدا‬
‫اكتشف الصيدلي االسكتلندي توماس جراهام عام ‪1860‬م أن بعض المواد مثل الصمغ و‬
‫الجيال تين و النشأ ال تمر عبر الغشاء شبه المنفذ ‪ ،‬بعكس المحاليل الحقيقية ‪ ....‬و بالرغم‬
‫من أن دقائق الغروي أكبر من دقائق المحلول الحقيقي ‪ ،‬مع ذلك فال يمكن مالحظتها‬
‫بالعين المجردة‪.‬‬
‫المحلول الغرواني عبارة عن نظام غير متجانس مستقر من مرحلتين ‪ ،‬أحدهما (عادة ً ما‬
‫يكون صلبًا) ‪ ،‬يسمى الطور المشتت ‪ ،‬يظل مشتتًا في حالة مقسمة بدقة خالل المرحلة‬
‫األخرى مذيل طور التشتت (بشكل عام سائل( (‪)3‬‬
‫الغرويات هي مواد تتميز بأن دقائقها أكبر من جسيمات المحاليل الحقيقية و أصغر من‬
‫المعلق ‪ ،‬فحجم دقائقها بين ‪ 10000 – 10‬أنجستروم ‪ ،‬و تكون منتشرة داخل وسط انتشار‬
‫؛ فنحصل على الغرويات بعملية نشر ـ و ليس إذابة ـ أي أنها غير ذائبة أو مترسبة في‬
‫وسط االنتشار جزيئات ومع ذلك ال تزال قادرة على البقاء موزعة بالتساوي في جميع‬
‫أنحاء المحلول‪.‬‬
‫من بين األنظمة الغروانية ‪ ،‬تسمى أنواع السائل في السائل وأنواع المواد الصلبة في السائل‬
‫ضا محلول‬‫المحاليل الغروانية‪ .‬يُطلق على النوع السائل في السائل من المحلول الغرواني أي ً‬
‫‪.emulsoid‬‬
‫الغرويات هي أحد األنواع الثالثة األساسية للخالئط ‪ ،‬والنوعان اآلخران عبارة عن محلول‬
‫ضا باسم التشتت الغرواني ألن المواد تظل مشتتة وال تستقر‬ ‫ومعلق‪ .‬على تُعرف هذه أي ً‬
‫في قاع الحاوية‪ .‬في الغرويات ‪ ،‬تتشتت مادة واحدة بالتساوي في مادة أخرى‪ .‬يشار إلى‬
‫المادة التي يتم تشتيتها على أنها في مرحلة التشتت ‪ ،‬بينما تكون المادة التي يتم تشتيتها في‬
‫المرحلة المستمرة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫لتصنيفها على أنها غروانية ‪ ،‬يجب أن تكون المادة في المرحلة المشتتة أكبر من حجم‬
‫الجزيء ولكن أصغر مما يمكن رؤيته بالعين المجردة‪ .‬يمكن تحديد كمية هذا بشكل أكثر‬
‫دقة حيث يجب أن يتراوح حجم واحد أو أكثر من أبعاد المادة بين ‪ 1‬و ‪ 1000‬نانومتر‪ .‬إذا‬
‫كانت األبعاد أصغر من هذا ‪ ،‬تعتبر المادة جالً وإذا كانت أكبر من المادة يتم تعليقها‪)4(.‬‬
‫ومن مواصفات هذا النوع من المحاليل بأنه يمكن تمييز دقائق المذاب بالمجهر اإللكتروني‪،‬‬
‫وال يمكن فصل مكوناته بالترويق أو الترشيح‪ ،‬وال تختفي جزيئات المذاب وال تترسب بل‬
‫تتعلق فيه‪ ،‬وهو وسط بين المحلول الحقيقي والمعلق‪ ،‬ومن األمثلة على هذا النوع من‬
‫المحاليل الحليب في الدم والكبريت في الماء‪ .‬حجم الجزيئات (الدقائق) في هذه المحاليل‬
‫متوسط‪ ،‬ويتراوح نصف قطر هذه الدقائق في أغلب المحاليل الغروية بين‬
‫)‪(1000A - 10‬وعليه يكون المحلول الحقيقي له دقائق نصف قطرها أصغر‬
‫من ‪ A 10‬والمعلقات نصف قطرها أكبر من ‪ .A 1000‬ال يمكن وضع حد معين بين هذه‬
‫المحاليل ولكن للمحاليل الغروية خواص محددة تحتم وضعها في فصيلة خاصة‪ .‬المحاليل‬
‫الغروية هي جسيمات معلقة في الحالة الغروية وتتكون من جسيمات كبيرة ولكن ليس إلى‬
‫الحد الذي يجعلها تترسب في المحلول وجسيمات المحاليل الغروية يتراوح حجمها بين‬
‫‪ 0.1‬و ‪ 0.001‬ميكرون وهي نوعان‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬يتكون من جزئيات بروتينية متجمعة وموزعة في وسط مائي‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬يتكون من محلول مستحلب مؤلف من جزئيات دهينة صغيرة في وسط‬
‫مائي‪.‬‬
‫وهنالك عدة وظائف بيولوجية للمحاليل الغروية في الخاليا فاألغشية المختلفة المحيطة‬
‫بالخاليا وبالعضيات داخل السيتوبالزم تعتبر غرويات شبه جامدة هالمية‪)5).‬‬

‫‪9‬‬
10
‫‪-3-1‬انواع الغرويات ‪:‬‬

‫‪-‬الغرويات الليوفيلية (المحبة المذيبة)‪ :‬يطلق عليها بسبب تقارب الجزيئات مع‬
‫وسط التشتت‪ .‬يتم تحضير محاليل الليوفيل ببساطة عن طريق إذابة المادة الموجودة في‬
‫مذيب‪ .‬بسبب التجاذب بين المرحلة المشتتة ووسط التشتت ‪ ،‬معظم هذه الغرويات هي‬
‫طبيعة عضوية ‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬
‫الجيالتين ‪ ،‬األكاسيا ‪ ،‬األنسولين ‪ ،‬األلبومين‪ .‬المحلول لزج بسبب التقارب القوي للماء‬
‫يسمى (المواد الهالمية)‬

‫‪-‬المادة الغروية المصابة برهاب الكراهية (كره المذيبات)‪ :‬المرحلة المشتتة لها جاذبية‬
‫قليلة االذابة تختلف خصائصها عن المجففة عادة ان طبيعتها غير عضوية‬
‫على سبيل المثال الذهب والفضة والكبريت‪ .‬على عكس الغروانية المجففة ‪ ،‬من الضروري‬
‫استخدام طريقة خاصة تحضير الغروانية‬

‫‪-‬محلول محب للماء‪ :‬بالنسبة إلى محلول مجفف بالتجميد عندما يكون وسط التشتت عبارة‬
‫عن ماء ‪ ،‬فإنه يطلق عليه ‪ . hydrophilic sols‬مثل النشا والغراء والبروتينات‬
‫والجيالتين وبعض المركبات العضوية األخرى‪.‬‬

‫‪-‬سولز كارهة للماء‪ :‬بالنسبة إلى محلول رهاب الماء عندما يكون وسط التشتت هو الماء‬
‫‪ ،‬فإنه يطلق عليه ‪ .hydrophobic sols‬ومن األمثلة على ذلك المعادن ‪ ،‬وكبريتيدات‬
‫المعادن ‪ ،‬وهيدروكسيدات المعادن ‪ ،‬الفوسفور والمواد غير العضوية األخرى (‪)6‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-4-1‬مميزات الغرويات‪:‬‬

‫‪ -A‬مميزات الغرويات الليوفيلية‬


‫‪ -1‬الدقائق الغروية في هذه المحاليل مصدرها مواد تذوب بطبيعتها في وسط االنتشار اال‬
‫ان حجم دقائقها من الكبر بحيث تقع في النطاق الغروي مثل محاليل الصمغ و الجيالتين‬
‫و النشا في الماء‬
‫‪ -2‬قد تحمل دقائقها شحنات كهربية و لكنها غالبا غير مشحونة ‪،‬في حالة ما إذا كانت‬
‫مشحونة ال تترسب بسهولة لوجود هذه الشحنات ‪ ،‬و الن من طبيعة وسط االنتشار أن‬
‫يحيط بكل دقيقة‬
‫‪ -3‬تتوقف نوع الشحنة الكهربية الموجودة على دقائق هذا النوع على الوسط المحيط بها‬
‫ال على طبيعة الدقائق نفسها ‪ ،‬و تكون الشحنات من نوع واحد على جميع دقائق الغروي‬
‫‪ -4‬تظهر ظاهرة تندال ضعيفة ألن معامل انكسار الدقائق المنتشرة ال تختلف كثيرا عن‬
‫معامل انكسار وسط االنتشار ( ‪)19‬‬
‫‪ -5‬اللزوجة والكثافة والتوتر السطحي تكون كبيرة الن الدقائق تحيط نفسها بطبقة كبيرة‬
‫من وسط االنتشار(االستذواب) فتتغير خواص وسط االنتشار الطبيعية‬
‫‪ -6‬الغرويات الليوفيلية انعكاسية ‪ ...‬بمعنى أن المادة الصلبة الناتجة بعد تبخير وسط‬
‫االنتشار يمكن إعادتها للحالة الغروية ً بسهولة فيعطي عند تبريده هالم فمحلول ا يتحول‬
‫إلى محلول مرة ً شفافا لجيالتين في الماء الدافئ يعطي عند تبريده هالم أخرى بالتسخين‬

‫‪12‬‬
‫‪-B‬مميزات الغرويات الليوفوبية‬
‫‪-1‬مصدر الدقائق الغروية مواد ال تذوب بطبيعتها في وسط االنتشار مثل المحاليل الغروية‬
‫للفلزات و الكبريت‪.‬‬
‫‪-2‬دقائقها مشحونة كهربائيا و تكون الشحنة على جميع الدقائق من نوع واحد‬
‫‪-3‬يتوقف امتزاز أي نوع من هذه الشحنات على طبيعة المادة التي تتكون منها الدقائق الن‬
‫جميع الدقائق تحمل نفس الشحنة سواء كانت سالبة أو موجبة مما يسبب تنافرها مع بعضها‬
‫البعض ال يمكن وجود مجموعة غروية كارهة بدون وجود الشحنات الكهربية‬
‫‪-4‬لزوجة هذه المحاليل ال تختلف كثيرا عن لزوجة وسط الخواص الطبيعية(االنتشار‬
‫وكذلك الكثافة والتوتر السطحي ) )‪)20‬‬
‫‪-5‬تظهر فيها ظاهرة تندال بوضوح ؛ الن معامل انكسار وسط االنتشار يختلف كثيرا عن‬
‫معامل انكسار الصنف المنتشر‬
‫‪ -6‬غير انعكاسية ‪ ،‬بمعنى أن جامد الغروي أو الجسم الصلب الناتج من تبخير وسط‬
‫االنتشار ال يمكن إعادته للحالة الغروية بالطرق البسيطة (‪)10‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-5-1‬خواص الغرويات ‪:‬‬

‫‪-1‬الخصائص الفيزيائية‪:‬‬

‫الطبيعة غير المتجانسة‪ :‬كونها غير متجانسة في الطبيعة تتكون المحاليل الغروانية من‬
‫مرحلتين ؛ مرحلة التشتت ووسط التشتت‪.‬‬
‫الطبيعة المستقرة‪ :‬المحاليل غير مستقرة تما ًما‪ .‬هم دائ ًما في حالة حركة وال يستقرون أبدًا‬
‫في قاع الحاوية‬
‫قابلية الترشيح‪ :‬يتم تمرير الجسيمات الغروية بسهولة عبر أوراق الترشيح العادية‪.‬‬

‫‪ -2‬الخصائص التجميعية‬
‫بسبب تكوين الجزيئات المرتبطة ‪ ،‬القيم الملحوظة للخصائص التجميعية مثل االنخفاض‬
‫النسبي في ضغط البخار ‪ ،‬واالرتفاع في نقطة الغليان ‪ ،‬واالكتئاب في نقطة التجمد ‪،‬‬
‫والضغط االسموزي أصغر من المتوقع‪.‬‬
‫صغيرا نسبيًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالنسبة لحل معين ‪ ،‬سيكون عدد الجسيمات‬

‫‪ -3‬الخواص الميكانيكية‬

‫االنتشار‪ :‬تنتشر جزيئات ‪ sol‬من منطقة تركيز أعلى إلى منطقة تركيز أقل‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫نظرا لحجمها األكبر ‪ ،‬فإنها تنتشر بسرعة أقل‬
‫ً‬
‫الترسيب ‪ :‬تستقر الجسيمات الغروانية تحت تأثير الجاذبية بمعدل بطيء للغاية‪ .‬تستخدم‬
‫هذه الظاهرة لتحديد الكتلة الجزيئية للجزيئات الكبيرة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وهنالك خواص أخرى مثل‬

‫خاصية الحركة البروانية‪ ، Brawnian Movement :‬تظهر هذه الخاصية من خالل‬


‫حركة متعرجة غير منتظمة لجزئيات دقيقة من المادة عند تعليقها في سائل‪ .‬وقد لوحظت‬
‫هذه الحركة في جميع أنواع معلقات الغرويات‪ .‬سميت نسبة لعالم النباتات روبرت براون‪،‬‬
‫الذي الحظ عام ‪ 1827‬ميالدي حركة بكتيريا النباتات العائمة في الماء‪ .‬ويعود تأثير هذه‬
‫الخاصية ‪ ،‬كونه مستقال عن جميع العوامل الخارجية‪ ،‬إلى الحركة الحرارية لجزيئات‬
‫السائل‪ .‬والتي تكون في حركة ير منتظمة ثابتة مع سرعة تتناسب مع الجذر التربيعي‬
‫لدرجة الحرارة‪.‬‬
‫ومن أسباب حدوث الحركة البروانية في المحاليل الغروية التنافر الذي يحدث بين‬
‫الجزئيات الغروية بسبب تماثل شحناتها‪ ،‬إضافة إلى التصادم الناشئ بين جزيئات المادة‬
‫الغروية و جزيئات السائل‪ .‬حيث تتناسب درجة لزوجة السائل عكسيا مع الحركة‬
‫البراونية‪ .‬تم إجراء أول دراسة نظرية مرضية للحركة البراونية بواسطة ألبرت أينشتاين‬
‫في عام ‪ .1905‬وقام بعدها جان يرين بإجراء دراسة تجريبية كمية تناولت اعتماد‬
‫الحركة البراونية على درجة الحرارة وحجم الجسيمات معا‪ ،‬والتي بنيت على الصيغة‬
‫الرياضية التي قدمها أينشتاين‪.‬‬

‫خاصية تأثير تيندال‪Tyndal Effect‬‬


‫يمثل تأثير تيندال أهم الخصائص المميزة للغرويات عن المحاليل الفعلية‪ ،‬ويظهر هذا‬
‫التأثير في قدرة األشعة الضوئية على اختراق المواد الغروية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن‬
‫الغرويات تعمل على بعثرة وتشتيت الضوء المار من خالل جزيئاتها ‪ ،‬عكس المحاليل‬
‫التي ال يمكن مشاهدة عبور الضوء من خاللها ألن درجة تشتيتها للضوء ضعيفة جدا‬
‫مقارنة بالمواد الغروية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫خاصية االنتشار والتصفية‬
‫تعد سرعة انتشار جزئيات الغرويات بطيئة مقارنة بسرعة انتشار المحاليل ‪ ،‬مما يجعلها‬
‫غير قادرة على المرور عبر األغشية شبه المنفذة‪ .‬وعلى الرغم من ان المواد الغروية‬
‫المحضرة تحتوي على نسبة كبيرة من اإللكتورليت الذي يعمل على ظهور ترسب‬
‫غروي‪ ،‬استخدم جراهام جهاز المصفى لفصل اإللكتروليت عن المادة الغروية‪ .‬والمصفى‬
‫عبارة عن وعاء زجاجي يثبت على فوهته السفلية الواسعة غشاء والذي يسمح بنفاذ‬
‫اإللكتروليت دون المادة الغروية ويعلق بوعاء أخر يحتوي على ماء نقي‪ ،‬يتسرب إليه‬
‫اإللكتروليت ‪،‬مما يعادل التركيز داخل الوعاء وخارجة‪ .‬ومع تكرار العملية عدة مرات‬
‫تتخلص الغرويات من أي ايونات موجودة فيها‪)7( .‬‬

‫خواص ضوئية‬

‫إذا مر شعاع ضوئي في محلول حقيقي مثل كلوريد الصوديوم في الماء ‪ ،‬فإن هذا الشعاع‬
‫ال يمكن رؤيته في المحلول إذا نظر إليه في اتجاه عمودي مع إتجاه مساره ‪ ،‬وذلك الن‬
‫جزءا باقي ‪ .‬أما إذا أمر الشعاع خالل محلول غروي ‪ ،‬فإنه يظهر بوضوح على هيئة‬
‫ضوء مشتت ‪ ،‬ويعزي ذلك إلى دقائق الغروي ( نظرا لكبر حجمها بالنسبة لدقائق المحلول‬
‫الحقيقي( لها القدرة على تشتيت الضوء‪ ،‬وتعرف هذه الظاهرة بتأثير تندال ) وقد الحظ‬
‫تندال أن منطقة الضوء المشتت أكبر من حجم الجسيم نفسه ‪ ،‬وأحيانا يمكن رؤيتها بالعين‬
‫المجردة ‪ ،‬وتكون بعض أنواع الصول ملونة ‪ ،‬موضحة أنها تمتص بعض األطوال‬
‫الموجية ‪ ،‬فقد يبدو صول الذهب أحمر ‪ ،‬وأزرق ‪ ،‬اعتماد على حجم الجسيم ‪ ،‬فإذا مر‬
‫شعاع ضوئي شديد خالل الصول سوف نالحظ الضوء المشتت خالل الميكروسكوب عند‬
‫النظر عموديا ع ‪ ،‬ويمكن إدراك عدد الدقائق أو الجسيمات المعلقة في الوسط ً على اتجاه‬
‫الشعاع الناشر وتحديد أشكالها بصفة تقريبية ‪ ،‬وحيث أن مدى التشتت الضوئي يعتمد على‬
‫مدى االختالف بين معاملي انكسار‬
‫المادة المنتشرة ووسط االنتشار ‪ ،‬فإن ظاهرة تندال هذه تكون أكثر وضوحا ة ‪ ،‬عنها في‬
‫حالة ًً الغرويات الليوفيلية ‪ ،‬وذلك ألن ارتباط جزئيات وسط االنتشار بالدقيقة الغروية‬
‫الليوفيلية يالشي إلى حد كبير الفرق بين معاملي انكسار المادة المنتشرة ووسط االنتشار‪.‬‬
‫والجهاز المستعمل لرؤية هذه الظاهرة يعرف بفوق الميكروسكوب ‪ ،‬وبواسطته تظهر‬
‫الدقائق كنقط مضيئة في وسط معتم‬
‫‪16‬‬
‫‪.6-1‬التميِّز بين المحاليل والغرويات والمعلَّقات ‪:‬‬

‫تميز المحاليل والغرويات والمعلَّقات هو استقرارها‪ .‬وبينما‬ ‫إحدى الخواص المهمة التي ِّ‬
‫المكونة لها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تظل الغرويات والمحاليل مختلطة معًا‪ ،‬تنفصل المعلَّقات في النهاية إلى المواد‬
‫نفكر في معلَّق الماء ومعلَّق الرمل اللذين ذكرناهما سابقًا‪ .‬يمكننا تقليب الرمل لتوزيعه‬
‫هيا ِّ‬
‫سب الرمل في قاع الوعاء‪.‬‬ ‫في جميع أجزاء الماء بصورة مؤقتة‪ ،‬لكن بمرور الوقت‪ ،‬يتر َّ‬
‫مستقرا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن غرويًّا‪ ،‬مثل الطالء‪ ،‬سوف يظل‬

‫فالغرويات‪ ،‬طبقًا لتعريفها‪ ،‬مخاليط مستقرة‪ .‬ولكن‪ ،‬يمكننا التأثير على استقرار الغرويات‬
‫من خالل تغيير بعض خواصها‪ .‬ورغم وجود العديد من العوامل التي تسهم في االستقرار‪،‬‬
‫فإن العامل األهم هو حجم الجسيمات‪ .‬فكلما َكبُر حجم الجسيمات قل استقرارها وزاد‬
‫احتمال انفصال بعضها عن بعض‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تسعى شركات منتجات األلبان إلى‬
‫زيادة مدة صالحية ألبانها؛ ولذلك‪ ،‬تُستخدم أحيانًا عملية تُدعى «المجانسة»‪ ،‬تُك َّ‬
‫سر فيها‬
‫صغُر حجم الجسيمات‪ ،‬زاد استقرار الغروي‬ ‫طيرات الدهون إلى أحجام أصغر‪ .‬فكلما َ‬ ‫قُ َ‬
‫تحول الدهون إلى قشدة تطفو إلى السطح‪.‬‬ ‫وق َّل احتمال ُّ‬
‫ثمة عامل آخر يُسهم في استقرار الغروي‪ ،‬وهو التفاعالت بين جسيمات وسط االنتشار‪.‬‬
‫وتحديدًا‪ ،‬يمكن للتفاعالت القوية بين الجسيمات أن تُض ِّعف االستقرار؛ فقد تتسبَّب في تج ُّمع‬
‫صنع الجبن من‬ ‫جسيمات الطور المنتشر وانفصالها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تتض َّمن عملية ُ‬
‫الحليب استخدام إنزيم يسمح للدهون والبروتينات بالترابط معًا بقوة تجاذب قوية‪ .‬فعندما‬
‫تتكون جسيمات أكبر حج ًما‪ ،‬تنفصل بعد ذلك‬ ‫تندمج جسيمات الدهون والبروتين هذه معًا‪َّ ،‬‬
‫عن الغروي في صورة قطع متخثِّرة من الجبن‪.‬‬

‫ويمكن أن تتغيَّر شدة التفاعالت بين الجسيمات في الغروي بتغيُّر درجة الحرارة أو الرقم‬
‫خزن بطرق‬ ‫الهيدروجيني أو تركيز المحلول‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬عادة ً ما تُصنَّع الغرويات وت ُ َّ‬
‫معيَّنة للحفاظ على استقرارها‪.‬‬

‫العديد من الغرويات عبارة عن مخاليط متميعة (تُسال) بالرج‪ .‬والخليط المتميع بالرج مادة‬
‫تقل لزوجتها بالرج والتقليب‪ .‬أحد األمثلة الجيدة على ذلك هو الكاتشاب‪ ،‬الذي غالبًا ما‬
‫يلتصق بقاع الزجاجة في صورة سائل لزج‪ .‬وعند رج الزجاجة أو طرقها‪ ،‬فإن قوة الرج‬
‫تقلل لزوجته؛ ما يتسبَّب في تميُّعه وتدفُّقه إلى خارج‬
‫المؤثِّرة على الكاتشاب يمكن أن ِّ‬
‫الوعاء (‪)11‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-7-1‬استخدامات الغرويات ‪:‬‬

‫مثيرا للجدل على وجه التحديد‪ .‬قد يعمل‬


‫ال يزال استخدام الغرويات مقابل المواد البلورية ً‬
‫الغرواني الذي يفضله الطبيب أو موسع البالزما بشكل أفضل إذا كانت الغرويات موجودة‬
‫بدالً من البلورات‪ .‬قد تحتوي العديد من الغرويات على األلبومين الذي يساوي تناضحيًا‬
‫البالزما و ‪ ٪25‬من المحاليل‪.‬‬
‫تساعد الغرويات في سحب السوائل إلى مجرى الدم‪ .‬تستمر آثارها عدة أيام إذا تبين أن‬
‫بطانة الشعيرات الدموية طبيعية‪ .‬معظم هذه الحلول الغروانية لها الخصائص التالية‪.‬‬
‫طاقة حركية حرارية تساعد على الحركة غياب تأثير القصور الذاتي من السوائل‬
‫ال توجد آثار جاذبية أو ال تذكر نوع التفاعالت الناتجة عن اإلشعاع الكهرومغناطيسي‬
‫أمثلة يومية مثل الحليب الذي يعتبر أفضل مثال على الغرواني ‪ ،‬والشامبو الذي نستخدمه‬
‫وغسيل اليدين السائل الذي نستخدمه ‪ ،‬عالوة على ذلك ‪ ،‬ملمع المعدن السائل الذي‬
‫نستخدمه عادة في المنزل‪.‬‬

‫‪-‬خالصة االستخدامات‬
‫‪ -1‬األدوية‪:‬عندما تكون األدوية على شكل محلول غروي يسهل امتصاصها من خالل‬
‫أنسجة الجسم وبالتالي تصبح أكثر فاعلية‪.‬‬

‫‪ -2‬استخدام المحلول الغروي للصابون في التنظيف من خالل عملية استحالب الدهون‬


‫المترسبة علي األقمشة‪.‬‬

‫‪-3‬تنقية المياه من الشوائب الغروية المترسبة عن طريق أستخدام الكتروليت مثل األلومنيوم‬
‫الذي يحمل شحنة موجبة وبالتالي يعادل الشحنة السالبة التي تحملها الشوائب الغروية‪.‬‬

‫‪-4‬الالتكس أو الجوانتيات عبارة عن محلول غروي من جزيئات المطاط السالبة‪)8(.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-8-1‬أمثلة على الغرويات ‪:‬‬
‫ترتبط خصائص التشتت الغرواني ارتبا ً‬
‫طا وثيقًا بمساحة السطح العالية للمرحلة المشتتة‬
‫وكيمياء هذه الواجهات‪ .‬يمثل هذا المزيج الطبيعي من الكيمياء الغروانية والسطحية مساحة‬
‫بحثية رئيسية ويمكننا أن نرى مجموعة متنوعة من فئات الغرويات بنا ًء على هذه‬
‫الخصائص األساسية‪.‬‬
‫‪-‬الضباب والدخان والبخاخات‬
‫المرحلة المشتتة لألمثلة المذكورة أعاله عبارة عن سائل ووسط تشتت للغاز‪ .‬وعادة ما‬
‫يطلق على هذه الهباء الجوي السائل‪.‬‬
‫‪ -‬دخان وغبار في الهواء‬
‫تكون المرحلة المشتتة لألمثلة المذكورة أعاله صلبة ووسط التشتت عبارة عن غاز‪ .‬هذا‬
‫يسمى الهباء الجوي الصلب‪.‬‬
‫‪ -‬الحليب والمايونيز‬
‫ضا‪ .‬المصطلح‬
‫تكون المرحلة المشتتة لألمثلة المذكورة أعاله سائلة ووسط التشتت سائل أي ً‬
‫المستخدم لهذه هي مستحلب‪.‬‬
‫‪ -‬البالستيك المصطبغ‬
‫ضا‪ .‬المصطلح‬
‫المرحلة المشتتة للمثال المذكور أعاله صلبة ووسط التشتت صلب أي ً‬
‫المستخدم لمثل هذا المزيج هو تعليق صلب‪.‬‬
‫‪ -‬يوديد الفضة سول ومعجون األسنان و‪Au sol‬‬
‫المرحلة المشتتة لألمثلة المذكورة أعاله صلبة ووسط التشتت سائل‪ .‬المصطلح المستخدم‬
‫لمعجون المحلول الغروي عند درجة حرارة عالية هو ‪)9( .sol‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-9-1‬تنقية المحاليل الغروية ‪:‬‬
‫كما هو موضح في آخر هذا الجزء ‪ ،‬فإن وجود إلكتروليتات في المعلق الغروي يميل إلى‬
‫ترسيب الغروي ‪ ،‬ولكي يمكن الحصول على صول ثابت ‪ ،‬فإنه من الضروري إزالة‬
‫األيونات كلما أمكن ذلك ‪ .‬ويمكن تحقيق تنقية الصول من األيونات الموجودة بطريقتين‬
‫أساسيتين هما فوق الترشيح) ‪ (ultrafiltration‬والدياليز )‪،(dialysis‬وتعرف بطريقة‬
‫الفصل الغشائي‬

‫أ‪ -‬طريقة فوق الترشيح)‪(Ultrafiltration‬‬


‫بالرغم من أنه ال يمكن فصل الجسيمات الغروية بالطرق العادية ‪ ،‬اال أنه يمكن فصلها‬
‫بطريقة فوق الترشيح ‪.‬وعملية فوق الترشيح هي عملية فصل الجسيمات الغروية من‬
‫المذيب والمواد األخرى المذابة الموجودة باستخدام مرشحات محضرة بطرق خاصة‪،‬‬
‫والتي لها القدرة على إنفاذ جميع المواد الموجودة ماعدا الجسيمات الغروية ‪ ،‬وتعرف‬
‫بفوق المرشحات ) ‪( ultrafilters‬ويوجد منها أنواع عديدة‪.‬‬
‫فمرشحات باستير المحضرة من البورسيلين غير االلمع يمكن إستعمالها في فصل‬
‫البكتريا‪ ،‬وتستخدم مرشحات بتشهولد) ‪ ( filters Bechhold‬على نطاق واسع في‬
‫األغراض البيولوجية ‪ ،‬وهي تحضر من غمر ألواح القماش أو الورق في ً النيترو سيليلوز‪،‬‬
‫ويستخدم الضغط أو الشفط )‪ (suction‬في إسراع عملية فوق الترشيح ‪ ،‬والمثل‬
‫البيولوجي لفوق غالبا الترشيح هو فصل الماء وكذلك المواد األخرى من الدم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ب‪ -‬طريقة الفصل الغشائي)‪(Dialysis‬‬
‫نظرا لحجمها الكبير نسبيا ‪ ،‬فإن جسيمات الغروي تكون قليلة الحركة من نفسها ‪ ،‬بينما‬
‫يكون لجسيمات المواد الذائبة في ًً محلول وهي جزئيات أو أيونات أصغر في الحجم‬
‫قابلية للحركة من نفسها وبذلك فإن جسيمات المذاب سوف تنتشر بسرعة أكبر ‪ ،‬بينما‬
‫يكون معدل انتشار الجسيمات الغروية مهمال‬
‫والدياليز هي عملية إزالة مادة ذائبة من نظام غروي بواسطة االنتشار عبر غشاء مناسب‬
‫ويوضح الشكل ( ‪ ) 9‬أحد أنواع األجهزة البسيطة المستخدمة إلجراء عملية الدياليز ‪ ،‬الذي‬
‫يشتمل على غشاء أو كيس يوضع به النظام الغروي ‪ ،‬ويتكون الغشاء من الكلوديون أو‬
‫بعض أنواع األغشية الحيوانية ‪ ،‬أو السيلوفان أو النيتروسيليلوز‬
‫و أي مادة أخرى مشابهة ‪.‬وهذا الغشاء منفذ لأليونات ‪ ،‬وبعض المواد األخرى الذائبة‬
‫والموجودة في المحلول ‪ ،‬ولكنه غير منفذ للجسيمات الغروية‪.‬‬
‫ويمرر الماء النقي باستمرار في الوعاء المعلق فيه الكيس ‪ ،‬وذلك ألن معدل انتشار‬
‫االلكتروليت خالل الغشاء ‪ ،‬سوف يعتمد على الفرق في تركيزي األيونات على جانبي‬
‫الغشاء‪ ،‬ويمكنه إسراع تلك العملية بالتسخين المالئم للمحلول ويمكن أيضا‬
‫إسراع عملية الدياليز ‪ ،‬وتطويرها بتطبيق مجال كهربي وتعرف العملية حينئذ‬
‫بااللكتروداياليز) ‪ (Electrodialysis‬كما هو موضح بالشكل ) ‪ ) 10‬حيث يوضع‬
‫المحلول الغروي‬
‫ومعه االلكتروليت الغير مرغوب فيه بين غشائي الدياليز ) في المنطقة الوسطى(‪ ،‬ويوضع‬
‫ماء نقي في الغرفتين الموجودتين على الجانبين ‪ ،‬ويفصل المنطقة الوسطى عنهما غشاءا‬
‫الدياليز ‪ ،‬وعند تطبيق جهد عالي ‪ ،‬فإن التيار الكهربي المار القطبين ‪ ،‬سوف يعمل على‬
‫توجيه أيونات اال لكتروليت الموجودة مع الغروي إلى منطقتي المهبط والمصعد داخل‬
‫الغرف الموجودة بها الماء تاركة الغروي في حالة نقية‪)11( .‬‬

‫‪21‬‬
22
‫‪.10-1‬الغرويات في البيئة‬
‫الجسيمات الغروية يمكن أن تكون أيضا بمثابة حوامل ناقلة [‪ ]14‬لملوثات متنوعه في‬
‫المياه السطحية (مياه البحر والبحيرات والنهار والمسطحات المائية العذبة) وأيضا في‬
‫المياه الجوفية المنتشرة في الصخور المتشققة [‪( ]15‬الحجر الجيري والحجر الرملي‬
‫والجرانيت)‪ .‬النويدات المشعه والمعادن الثقيلة تتعلق بسهولة بالغرويات المنتشرة في‬
‫الماء‪ .‬وقد تم التعرف على أنواع مختلفة من الغرويات‪ :‬مثل الغرويات الغير عضوية‬
‫(جزيئات الطين والسيليكات وهيدروكسيدات الحديد المؤكسدة) والغرويات العضوية مثل‬
‫المواد الدبالية‪ .‬عندما تكون المعادن الثقيلة أو النويدات المشعة الغرويات النقية الخاصة‬
‫بها‪ ،‬يستخدم المصطلح "‪ "Eigencolloid‬لتعيين األطوار النقية مثل‬
‫‪(Am(OH)3&U(OH)4&TC(OH)4).‬وقد كان من المتوقع أو المشكوك فيه ان‬
‫المواد الغروية كانت تستخدم للنقل الطويل المدى للبلوتونيوم في موقع والية ينفادا‬
‫للتجارب النووية‪ .‬وقد كانت موضع لدراسات تفصيلية لسنوات عديدة‪ .‬ومع ذلك فإن‬
‫التنقل للغرويات الغير عضوية يع ّد ضئيل جدا ً في البنتونايت المدمج أو المضغوط وفي‬
‫التكوينات الطينية العميقة [‪ ]16‬بسبب عملية الترشيح الفائق التي تحدث في الغشاء الطيني‬
‫الكثيف‪ ]17[.‬وهذه المسألة تع ّد أقل وضوحا ً للمواد الغروية العضوية الصغيرة المختلطة‬
‫[‪]18‬‬
‫عادة في المياه المسامية مع الجزيئات العضوية الذائبة بالفعل‪. .‬‬

‫‪23‬‬
‫‪Chapter‬‬
‫‪TWO‬‬
‫حتضري الغرويات‬

‫‪24‬‬
‫طرق تحضير المحاليل الغروية‬
‫بعض المواد تكون محاليل غروية مجرد تسخينها في وسط انتشار مناسب ‪ .‬ومن أمثلة‬
‫هذه المواد الجيالتين ‪ ,‬والنشا في الماء ‪ ,‬والكاوتشوك في البنزين ‪ .‬ويالحظ أن هذه المواد‬
‫تكون غرويا ليوفيليا ( أي محب للمذيب أيا كان ذلك المذيب ( ولكن ال يمكن تحضير‬
‫محاليل الغرويات الليوفوبية (الكارهة للمذيب) اال بطرق خاصة وحيث أن أحجام الدقائق‬
‫الغروية تقع وسطا بين أحجام جزئيات المحاليل الحقيقية ودقائق المعلقات ‪ ,‬فإن هناك‬
‫طريقتين لتحضير الغرويات‬
‫‪ . 1‬طرق تعتمد على تفتيت المادة حتى تصبح حجم دقائقها في النطاق الغروي ‪ ,‬وتسمى‬
‫بطرق االنتشار‬
‫‪ . 2‬طرق تعتمد على تجميع جزئيات المحاليل الحقيقية ‪ ,‬حتى تكبر ويصبح حجمها في‬
‫النطاق الغروي( وذلك من األيونات والجزئيات)‪ ,‬وتعرف بطريقة التجميع أو التكثيف ‪.‬‬
‫وسوف تناقش فيما يلي بعض الطرق الخاصة بكل نوع‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اوال‪ :‬طرق االنتشار‬

‫‪.1‬الطريقة الميكانيكية ‪ :‬في هذه الحالة تطحن المادة حتى يصل حجم جسيماتها إلى الحجم‬
‫الخاص بالغروي ‪ ,‬وذلك في االت خاصة تعرف بالمطاحن الغروية )‪(colloid mill.‬‬
‫وهي تستخدم في تحضير عديد من المنتجات المستخدمة في الصناعة ‪ ,‬وفي المختلفة حيث‬
‫تكون معلقا ً المعامل ‪ ,‬مثل الصبغات المستخدمة في تلوين البويات باأللوان من الغروي‬
‫في مادة ناشرة مثل زيت بذر الكتان‬

‫‪.2‬الطريقة الكهربية ‪:‬تجرى هذه العملية في خلية تحليل كهربي ‪ ،‬حيث يكون الكاثود من‬
‫نفس نوع الفلز المراد إنتشاره ‪ ،‬وااللكتروليت عبارة عن محلول هيدروكسيد الصوديوم ‪،‬‬
‫ويمرر في المحلول تيار كهربي عالي الشدة ‪ .‬وفي مثل هذه الخلية يتحرر الصوديوم عند‬
‫الكاثود ويكون مملغما ‪.‬ويتفاعل الصوديوم في هذا المملغم مع الماء بسرعة في المحلول‬
‫وبذلك سوف ينتشر ًمع الفلز في الحالة الغروية في المحلول االلكتروليتي)‪(21‬‬

‫‪.3‬الببتنه ‪) Peptization‬أو التجزئ (‪ :‬وهي عملية يمكن بواسطتها تحويل المادة من‬
‫حالة غير غروية إلى حالة غروية ‪ ،‬ويكون هذا التعريف محددا إلى عملية تتفتت فيها‬
‫المادة إلى جسيمات ذات حجم غروي بتأثير مذيب أو أي مادة مضافة ‪ ،‬تعرف بالعامل‬
‫المجزئ) ‪.( agent Peptizing‬وتعتمد الببتنه بصفة عامة على إمتزاز الوسط الناشر‬
‫بواسطة الصنف المنتشر ‪ ،‬وهذا ممكن الحدوث في حالة المواد التي تكون صوال محبا‬
‫للمذيب)‪ ( sol lyophilic .‬فالنشا ‪ ،‬والدكسترين ‪ ،‬واالجار والصابون تمتز بسهولة‬
‫بواسطة الماء ‪ ،‬فحيث أنها محبة للماء ‪ ،‬فإنها سوف تمتز الماء بسهولة ‪ .‬ونترات السيليلوز‬
‫ليوفيلي أي محب للمذيب بالنسبة لعدد من المذيبات العضوية ‪ ،‬مثل خالت االميل ‪،‬‬
‫واالسيتون ‪ ،‬وفي هذه االمثلة يكون المذيب نفسه هو عامل االمتزاز‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ويحضر مصل الدم المخفف ( أو البالزما ) بازالة كرات الدم ‪،‬وبعض مواد أخرى معينة‬
‫من الدم ككل ‪ ،‬ثم يجهز لعملية النقل من شخص االخر بعد عملية الببتنه بواسطة الماء ‪.‬‬
‫وهناك بعض المواد مثل كلوريد الفضة ‪ ،‬وكثير من االمالح واالكاسيد والتي تجرى لها‬
‫عملية الببتنه بواسطة أيونات ممتزة ‪ ،‬والطريقة العامة لتحضير الصوالت بهذه العملية‬
‫تتلخص في ترسيبها في حالة تكون فيها غرويه إلى حد ما ‪ ،‬ثم ً يغسل الراسب ويعامل من‬
‫بااللكتروليت المالئم ( مثل رج راسب كلوريد الفضة المحضر حديثا ً مع محلول مخفف‬
‫جدا من حمض الهيدروكلوريك )‬
‫وبصفة عامة لوحظ أن وجود أيون مشترك يشجع تكوين الغرويات ‪ ،‬فهيدروكسيدات‬
‫االقالء تساعد على تكوين غرويات من هيدروكسيدات الفلزات ‪ ،‬ويساعد كبريتيد‬
‫الهيدروجين على تكوين غرويات الكبريتيدات‪.‬‬
‫ويرتبط فعل األيون المشترك بخاصية االمتزاز ‪ ،‬وسوف يرد ذكرها فيما بعد ‪ ،‬ويعرف‬
‫األيون المشترك في هذه الحالة‬

‫بعامل الببتنة ( أو العامل المجزئ( ‪ ،‬واعتمادا على نوع األيون الذي يمتز إختياريا فإن‬
‫الغروي الناتج سوف يكون إما موجب أو سالب الشحنة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪.4‬الموجات فوق السمعية ‪:Ultrasonic Waves‬‬

‫وهي موجات صوتية ذات ذبذبة عالية ال يمكن لألذن اإلحساس بها ‪ ،‬ولها طاقة ميكانيكية‬
‫عالية تمكنها من تفتيت المادة إلى دقائق يقع حجمها في النطاق الغروي‬

‫ثانيا ً ‪ :‬طرق التكثيف‪:‬‬

‫‪.1‬طريقة القوس الكهربي ‪arc Process‬‬


‫وفي هذه العملية يمر تيار عالي التردد بين قطبين فلزين في مذيب مناسب ‪ ،‬ويوضح‬
‫الشكل )‪ (8‬طريقة تحضير صول الذهب في الماء ‪ ،‬وتؤدي الحرارة العالية للقوس إلى‬
‫تبخر الفلز الذي يتكثف في المحلول إلى جسيمات ذات حجم غروي‪ ،‬ويعتبر وجود آثار‬
‫من هيدروكسيد الصوديوم أو كربونات البوتاسيوم ضروريا بالنسبة لثبات الغروي‬
‫المنتشر ‪ ،‬ويبرد الوعاء في الثلج‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪.2‬تكوين الغروي عن طريق التفاعالت في محاليل‪:‬‬

‫يمكن استخدام العديد من التفاعالت في محاليل إلنتاج معلقات غروية ‪ ،‬ويمكن توضيح‬
‫الطريقة العامة بمناقشة بعض االمثلة ‪:‬‬

‫‪-1‬االختزال‪:‬‬
‫يجب أن يكون عامل االختزال ‪ ،‬ال إلكتروليتا ‪ ،‬مثل الهيدروجين ‪ ،‬وأول أكسيد الكربون‬
‫‪ ،‬والفورمالدهيد ‪ ،‬والهيدرازين‬
‫فقد أمكن تحضير بعض المحاليل الغروية للفلزات بإختزال محاليل أمالحها أو أكاسيدها‬
‫القابلة للذوبان ‪ ،‬وهي تستخدم في تحضير الذهب ‪ ،‬الفضة ‪ ،‬والبالتين ‪ ،‬كما وجد أن كمية‬
‫صغيرة من الصمغ العربي في المحلول تساعد على ثبات المحلول الغروي وعدم تجلطه‬

‫‪-2‬االكسدة ‪:‬‬
‫إذ يتعكر محلول كبريتيد الهيدروجين ‪،‬نتيجة النفصال الكبريت في الحالة الغروية ‪ ،‬عند‬
‫تعريض محلول كبريتيد الهيدروجين للهواء الجوي لفترة طويلة ‪ ،‬وذلك لتأكسده بأكسجين‬
‫الجو ‪ ،‬وعند إمرار كبريتيد الهيدروجين في محلول ثاني أكسيد الكبريت في الماء ‪ ،‬حتى‬
‫تزول رائحة ثاني أكسيد الكبريت ‪ ،‬يترسب صول الكبريت طبقا للتفاعل ‪:‬‬
‫‪2 H2S + SO2 = 2H2O + 3S‬‬

‫‪-3‬التحلل المائي‪: Hydrolysis:‬‬


‫تستخدم هذه الطريقة في تحضير صول األكسيد ‪ ،‬أو هيدروكسيد ‪.‬إذ يمكن تحضير صول‬
‫أكسيد الحديد) ‪ (III‬بصب محلول كلوريد الحديد) ‪ (III‬في حجم كبير من الماء المغلي )أو‬
‫يغلي المحلول لمدة طويلة (‪ ،‬ويتغير لون كلوريد الحديد ) ‪(III‬من األصفر الفاتح ‪ ،‬إلى‬
‫البني المشوب بحمرة ‪ ،‬وذلك لتكون محلول غروي من هيدروكسيد الحديد ( ‪(III‬‬
‫طبقا للتفاعل ‪:‬‬
‫‪3 FeCl3 + 3H2O = Fe2O3.3H2O + 6 HCl‬‬

‫‪29‬‬
‫‪-4‬التبادل المزدوج )‪: )double decomposition‬‬

‫ا ذا مر غاز كبريتيد الهيدروجين في محلول محمض لملح الزرنيخوز‪ ،‬يتكون راسب‬


‫كبريتيد الزرنيخوز ‪.‬أما إذا أمر غاز ‪H2S‬في محلول بارد غير محمض ‪ ،‬فإننا نحصل‬
‫على محلول غروي مائل للصفره من صول كبريتيد الزرنيخوز في الماء ‪ ،‬وال تحجزه‬
‫ورقة الترشيح العادية ‪ .‬كما يتكون صول كبريتيد الزرنيخوز إذا خلط محلول ‪ H2S‬مع‬
‫أكسيد زرنيخوز‪.‬‬

‫)‪2As3++3S2- = As2S3 (s‬‬

‫وإذا أضيف محلول نترات الفضة إلى محلول مخفف جدا لكلوريد ‪ ،‬سوف يصبح‬
‫المحلول مغيما دون أن يحدث راسب‬
‫)‪Ag + Cl= AgCl (s‬‬

‫كما أنه إذا أضيف محلول مخفف جدا إلى محلول مخفف جدا من ثيوكبريتات الصوديوم‬
‫ينتج محلول غروي من الكبريت‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن يكون المحلول اآلخر الناتج الكتروليتا ضعيفا ‪ ،‬وذلك‬
‫الن اإللكترونيات القوية تعمل على تجلط المحلول الغروي‬

‫‪30‬‬
‫‪-5‬تبادل المذيب‪:‬‬
‫إذا كانت مادة ‪ A‬قابلة للذوبان في مذيب ‪، B‬ولكنها غير قابلة للذوبان في مذيب آخر‪C‬‬
‫فإن محلوال غرويا للمادة ‪ A‬سوف يتكون إذا أضيف محلول ‪ A‬في ‪، B‬إلى كمية زائدة‬
‫من ‪، C‬بحيث يكون ‪C ، B‬تامي االمتزاج ‪ ،‬وحينئذ يتكثف ‪A‬إلى جسيمات ذات حجم‬
‫غروي‪ .‬وقد تتكون جسيمات ذات حجم غروي من المذاب عندما ينفصل ذلك المذاب بتأثير‬
‫إضافة ملح قابل للذوبان في المذيب)‪ (salting out.‬فإذا أضيف اإليثانول إلى محلول‬
‫أسيتات الكالسيوم في الماء ‪ ،‬سوف يتكون جيلي جامد إلى حد ما ‪ .‬وهذا الجيلي يشتمل‬
‫على الكحول المضاف الذي يستخدم كوقود‪ ،‬وتستخدم هذه الطريقة في إنتاج الكحول‬
‫الجاف‪ ،‬أو الحرارة المعبأة‪ .‬وكذلك الحال نجد أن الفوسفور أو الكبريت مثا ًل قابل للذوبان‬
‫في ًً الكحول ولكنه ال يذوب في الماء‪ ،‬فإذا أضيف محلول حقيقي من الكبريت في الكحول‬
‫إلى كمية كبيرة من الماء ‪ ،‬سوف يحدث تبادل للمذيب ونحصل على محلول غروي من‬
‫الكبريت في الماء (‪)11‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Chapter‬‬
‫‪three‬‬
‫تطبيقات الغرويات‬

‫‪32‬‬
‫تطبيقات الغرويات‪Application Of Colloids‬‬

‫هناك عدد من العمليات الهامة التي تلعب فيها الغرويات دورا هاما‬
‫‪ -1‬وأحد التطبيقات المفيدة جدا هي ترسيب کوتريل كعملية تنقية للدخان الصناعي‪.‬‬
‫فالهواء الموجود قرب المصانع يكون غالبا ملونا بالدخان ‪ ،‬والغازات الناتجة من العمليات‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫ويكون الدخان محمال بجسيمات غروية مثل غبار األسمنت ‪ ،‬مركبات الزرنيخ ‪ ،‬بودرة‬
‫فلزية وهي تتسبب في حجب الرؤية‪ ،‬وغالبا تكون سامة وتؤدي إلى حدوث تلوث في المدن‬

‫كما أنها مسئولة عن حدوث خسائر إقتصادية بالنسبة لإلنتاج النباتي والحيواني‪ ،‬وصحة‬
‫االنسان نظرا لتأثيرها على العمليات البيولوجية والكيميائية‪.‬‬
‫فائدة مرسب كوتريل هي إزاحة الجسيمات الغروية من تيار الهواء والغازات عن طريق‬
‫الترسيب الكهربي حيث تمرر الغازات فوق أسالك مزودة بجهد عالي وتكتسب الجسيمات‬
‫المعلقة شحنة كهربية وتنجذب الجسيمات‬
‫المشحونة نحو األقطاب ويجرى فصلها بالطرق الميكانيكية مما يقلل تلوث الهواء إلى حد‬
‫كبير‪.‬‬
‫‪ -2‬يستفاد في عملية دباغة الجلود من الخواص الغروية ‪ ،‬فالجلود الخام تشتمل على‬
‫جزيئات عمالقة مرتبة على هيئة الياف طويلة ملتفة على بعضها وتشتمل مواد الدباغة‬
‫على التأنين ‪ ،‬ومركبات الكروم واأللومنيوم وجميعها تكون في حالة غروية ‪ .‬وإن جزئيات‬
‫األنسجة البروتينية موجبة الشحنة تمتص الشحنات السالبة من المكونات الفلزية‬
‫‪-3‬في عمليات تلوين المنسوجات ‪ ،‬تستخدم غرويات تعرف بمرشحات االلوان لتثبيت‬
‫األلوان‬

‫‪33‬‬
‫‪-4‬في عمليات تنقية المياه ‪ ،‬تضاف كبريتات األلومنيوم والجير على هيئة راسب متلبد)من‬
‫هيدروكسيد األلومنيوم ‪ .‬ويقوم هذا الراسب بامتزاز جسيمات دقيقة جدا من الطمي ‪ ،‬أو‬
‫أي جسيمات أخرى معلقة‪ ،‬ويحملها معها إلى صهاريج الترسيب ‪،‬أو األحواض ويمكن‬
‫تمثيل التفاعل بالمعادلة التالية‬
‫‪Al2(SO4)3 + 2 Ca(OH)2 = 2Al(OH)3 ↓ + 3CaSO4‬‬

‫‪-5‬تتكون دلتا االنهار من رواسب هائلة من الطمي عند مصب النهر ‪ ،‬بتأثير الفعل الغروي‬
‫‪-6‬يعزي الفعل التنظيفي للمنظفات إلى خواص المستحلبات ‪ ،‬فالمنظفات تكون مستحلبات‬
‫مع الزيوت وجسيمات القازورات في الماء كما سبق شرحه‪.‬‬
‫‪-7‬يحتوي مياه الصرف عادة على كميات كبيرة من موانع التلبد مثل الصابون ‪ ،‬ومواد‬
‫عضوية وغيرها التي تجعلها محملة بجسيمات غروية منتشرة ‪ .‬وتتلخص المعالجة‬
‫الناجحة لمياه الصرف والمياه المسترجعة ومياه صرف المصانع ‪ ،‬على فصلها عن‬
‫الغرويات باستخدام عمليات التجميع واالمتزاز والترشيح أو تحطيم األجسام الغروية بتأثير‬
‫البكتيريا في صهاريج خاصة ‪.‬‬
‫‪-8‬تتكون ستائر الدخان من جسيما ت ثاني أكسيد التيتانيوم مشتتة في الهواء وهي تستخدم‬
‫في الحروب بغرض التعمية والتمويه ‪.‬‬
‫‪ -9‬رغاوي الحريق عبارة عن رغاوي ثاني أكسيد الكربون وهي تحضر بخلط محلول‬
‫بيكربونات الصوديوم والشب ‪ ،‬كما يضاف غروي واقي مثل الغراء ‪ ،‬والدكسترين أو‬
‫السابونين لتثبت الرغاوي وتبقى على الزبد على هيئة رغاوي دقيقة االنتشار‬
‫‪-10‬تعتبر الغرويات ذات أهمية فائقة بالنسبة لألنظمة الحية ‪ ،‬إذا أن البروتوبالزم نفسه‬
‫عبارة عن جل يشتمل على مقادير محسوسة من البروتين ‪ ،‬الجليكوجين ‪ ،‬والفسفولييد ‪،‬‬
‫وجميعها مواد ليوفيلية ‪ .‬وتقوم جزئيات تلك المواد بعمليات تشرب أي إنها تجذب الماء‬
‫بقوة وإحكام ‪ ،‬لدرجة يمكن معها أن يقال بأن الماء مرتبط وال يمكن لهذا الماء حتى أن‬

‫‪34‬‬
‫يتجمد ‪ .‬وعندما تقوم جسيمات تلك الغرويات بعملية إعادة الترتيب وتدفع بعضا من الماء‬
‫المرتبط إلى الخارج ‪ ،‬فإنه يقال أنه قد حدث انقباض للخلية‬

‫وفي القناة الهضمية تعمل االمالح الموجودة في الصفراء ‪ ،‬كعوامل تحول مستحلبات‬
‫الزيوت الوقتية في الماء إلى حالة مستديمة ‪ .‬وإن كثيرا من األدوية المستعملة يكون في‬
‫الحالة الغروية ‪ ،‬ومثبتة بواسطة عوامل استحالب وتستعمل غرويات عديدة للذهب ‪،‬‬
‫والكالسيوم والفضة في الطب كمراهم‪)13( .‬‬

‫‪35‬‬
‫املصادر‬
1- J.A. Pask and C.W. Parmelee, "Study of Diffusion in Glass," Journal of the
American Ceramic Society, Vol. 26, Nr. 8 (1943).
2-  K. H. Stern, The Liesegang Phenomenon Chem. Rev. (1954).
3- Petrucci, et al. General Chemistry: Principles & Modern Applications. 9th ed.
Upper Saddle River, New Jersey 2007
4- Ernest S. Hedges, Liesegang Rings and other Periodic Structures Chapman and
Hall
5- ، ‫النعيم‬ ‫التعبي عن تر ر ز‬
‫سعد هللا نجم‬.‫كي المحاليل بواسطة أ‬ ‫ر‬ ‫الحساب لطرق‬ ‫لمرشد‬
‫ي‬ ‫ي‬
6- Colloids: Types, Preparation and Applications Mohamed Nageeb Rashed
7- Structure and Functional Properties of Colloidal Systems
8- Surface and Colloid Chemistry: Principles and Applications by K.S. Birdi
9- Living Science Chemistry 9 by arun syamal

10-‫موسوعة أبو خطوة لعلوم األحياء والكيمياء الحيوية‬

11- ‫محمد مجدي واصل‬.‫أسس الكيمياء الغروية د‬

12- 2010 ‫اساسيات كيمياء البوليمرات والغرويات الدكتور محمد فكرت ستة‬

13-Colloid Science: Principles, Methods and Applications Terence Cosgrov

14. Frimmel, Fritz H.; Frank von der Kammer, Hans-Curt Flemming (2007). Colloidal
transport in porous media (1 ed.). Springer. p. 292.ISBN3540713387 " ‫" نسخة مؤرشفة‬.
‫ مؤرشف من األصل‬06-06-2011 ‫ ز يف‬. ‫ اطلع عليه بتاري خ‬2011-04-08.

36
15.^ Alonso, U.; T. Missana, A. Patelli, V. Rigato (2007). "Bentonite colloid diffusion
through the host rock of a deep geological repository". Physics and Chemistry of the
Earth, Parts A/B/C 32 (1-7): 469–476. ‫معرف الوثيقة‬
‫الرقم‬10.1016/j.pce.2006.04.021.
‫ي‬ ISSN1474-7065 ‫ نسخة محفوظة‬18 ‫ عىل‬2018 ‫نوفمي‬
‫موقع واي باك ر ز‬.
‫مشي‬

16.^ Voegelin, A.; Kretzschmar, R. (December 2002). Stability and mobility of colloids
in Opalinus Clay.Nagra Technical Report 02-14.. Institute of Terrestrial Ecology, ETH
‫ عىل موقع واي باك ر ز‬2016 ‫مارس‬.
Zürich. p. 47. ISSN1015-2636 ‫ نسخة محفوظة‬14 ‫مشي‬

17. ^ "Diffusion of colloids in compacted bentonite"]‫[وصلة مكسورة‬.Retrieved 2009-02-


12 " ‫" نسخة مؤرشفة‬. ‫ مؤرشف من األصل‬18-02-2012 ‫ف‬
‫ز‬
‫ ي‬. ‫ اطلع عليه بتاري خ‬2011-04-08.
18.^ Wold, Susanna; Trygve Eriksen (2007). "Diffusion of humic colloids in compacted
bentonite". Physics and Chemistry of the Earth, Parts A/B/C 32 (1-7): 477–
484. ‫الرقم‬
‫ي‬ ‫معرف الوثيقة‬10.1016/j.pce.2006.05.002. ISSN1474-7065 ‫ نسخة محفوظة‬18
‫ عىل موقع واي باك ر ز‬2018 ‫نوفمي‬.
‫مشي‬

19.‫موسوعة أبو خطوة لعلوم األحياء والكيمياء الحيوية‬

20.‫الجميىل‬
‫ي‬ ‫علوم األطعمة التجريبية الدكتورة عفاف‬

21.‫المكافحة البيولوجية محمد فؤاد سيد توفيق‬

37

You might also like