‫خطبة بعنوان ( ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد )‬

‫نورا يتلى فإذا الناس محجوب وسامع‬ ‫الحمد هلل الخافض الرافع‪ ،‬أنزل القرآن ً‬
‫إذا قرئ على العليل ذهبت عن جسمه المواج وأشهد أن ال إله إال اهلل الضار النافع‬
‫صغيرا‪ ،‬وعمل في‬
‫ً‬ ‫محمدا عبد اهلل ورسوله الذي رعى األغنام‬
‫ً‬ ‫وأشهد أن سيدنا‬
‫أجيرا‪،‬وظهر من بركته البدائع‬
‫التجارة ً‬
‫وبعد ‪:‬‬ ‫اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب محمد صلة اهلل عليه وسلم‬

‫أيها المسلم الكريم‬

‫إن مما يمنع تقدم أي شخص في مسيرته العملية وحياته الشخصية‪ ،‬مجموعة من‬
‫األشياء على رأسها التَسويف‪ ،‬باعتبار أن المداومة على التماطل وتأجيل األعمال‪،‬‬
‫قد تتحول إلى عادة تحيل الشخص على الدعة والكسل‪ ،‬فينعكس ذلك كله على‬
‫مصير المجتمعات واألمم‪.‬‬

‫فيما أن العزم واإلقدام على األعمال ‪ ،‬يربي في نفس اإلنسان حب المغامرة وروح‬
‫المبادرة العالية‪ ،‬وهي من شروط النجاح في الحياة‪ ،‬والتفوق في األعمال التي يناط‬
‫باإلنسان القيام بها‪ ،‬وهو ما يجعله عند الناس من األوفياء في أعماله وأوقاته‪.‬‬

‫وقد قيل قديما "ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإن للغد عمال آخر"‪ ،‬باعتبار أن كل‬
‫يوم جديد له عمل جديد‪ ،‬وتراكم األعمال يؤدي إلى عدم القيام بها‪ ،‬والقيام ببعضها‬
‫يؤدي إلى اإلخالل ببعضها اآلخر‪.‬‬

‫وال تنس أخي المسلم قول الحبيب محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬نعمتان مغبون‬
‫فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) ‪ .‬فيجب علينا جميعا عدم تأجيل عمل اليوم‬
‫إلى الغد كي ال تتراكم علينا األعمال فال نستطيع القيام بها ‪.‬‬

‫أقول قولي هذا وأستغفر اهلل لي ولكم والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته ‪.‬‬