Professional Documents
Culture Documents
Document (1) - 1
Document (1) - 1
السنة الثانية
1
تحليل شخصية أوليفيا:
باعتبارها امرأة جميلة ووريثة ثرية بعد موت أبيها وهي في الثالثة العشر من عمرها ولحاق األخ به ،هي
اآلن محط أنظار العديد من النبالء للزواج منها .في زمن كتابة المسرحية يُنظر للمرأة في مكانتها االجتماعية
وتحت ظروفها هذه أن زواجها يكون لترتيب تحالفات وليس زواجا عن حب ،مع ذلك ،تُبدي أفعال أوليفيا
اعتراضا أمام هذه الحالة .مثال ،تعرف أوليفيا أن أورسينو صاحب ذوق خلق كريم ،شريف غني ،شاب
نقي ال عيب فيه 1 .واألهم من ذلك أنه دوق أيضا ،ولكن أوليفيا تواصل رفضها له بحجة كآبتها على موت
أخيها ومنع نفسها من الزواج ،جاء ذلك في نبأ فالنتين الحزين للدوق أورسينو في عرضها عن الرجال إن
2
السماء نفسها لن تستطع قبل سبعة أصياف أن ترى وجهها سافرا ولكنها ستظل ستظل ملثّمة كالراهبة".
ولكن كل ذلك يتغيّر عندما تقع في حب خادم أورسينو الشاب سيزاريو الذي هو فيوال المرأة .يأتي السؤال
هنا ،لم وقعت أوليفيا في حب سيزاريو وليس الدوق أورسينو؟
ما أن خرجت فيوال وهي سيزاريو ،اعترفت أوليفيا أمام نفسها بدخول الحب المفاجئ كيانها ليخفق قلبها،
مغرمة بأسلوب وحركات ووجه وقوام سيزاريو بغير إرادتها 3.إن فيوال تمثل هنا سهم كيوبيد الذي ضرب
أفكار أوليفيا وإصرارها على استمرارها على الحداد ،فنالحظها تتضرع للقاء سريع ثان مع سيزاريو عبر
تستمر
ّ خدعة الخاتم متناسية جبروتها ،حيث تنهار أمام هذا الحب وتتنازل مما يثير شفقة سيزاريو .ولكنّها
في استجداء عاطفته أي سيزاريو أقسم بورد الربيع أني ألحبك حتى أنّي برغم ازدرائك كله ال أستطيع أن
أخفي كلفي بك مهما يبلغ عقلي وذكائي من جهد 4 .حيث بدأت تسرح في خيالها الخاص عن الحب الذي
حررها -كملمح رومنسي -من عزلتها االختيارية ،وقررت االستمرار باعتزال كل شيء إال طلّة وأسلوب
ّ
عرضت شرفي
سيزاريو .وعندما أيقنت استحالة حب سيزاريو لها ،استمرت في المراوحة بين كبريائها ّ
6
للخطر في غير احتياط 5وبين حبها العميق فلن أرفض لك طلبا مهما يكن إال أن يخل بشرفي.
وألنها شخصية نبيلة ،ال تحمل عيبا فيها ،وألن الحب هو الحل في المسرحيات ذات الطابع الرومنسي ،كان
مزورة في ال بدّ لنا من كافأتها بنسخة طبق األصل من فيوال ،ولكن بذكر حقيقي هذه ّ
المرة وليس نسخة ّ
سيزاريو ،وذلك عبر األخ التوأم لفيوال سبيستيان ،الذي ال ينقصه جماال ومنطقا وأسلوبا ومكانة ونسب عن
أخته فيوال.
2
تحليل شخصية أورسينو:
إنه دوق وحاكم إليريا .منذ أول مشهد من المسرحية ،يُظهر أورسينو حبه غير المتبادل ألوليفيا ،حيث
نرى أورسينو يستمع إلى بالطه ،الذي يعزف الموسيقى .في البداية طلب المزيد من الموسيقى ليمأل نفسه
بالحب العزاء الوحيد في االكتئاب ،في هذا المشهد يجب تفسير الموسيقى على أنها عواطفنا؛ لذا فإن
أورسينو يريد أن يجد عالجا لكآبته ،وربما يتمكن من القضاء عليها من خالل فرط الحب (الموسيقى) .إن
تكن الموسيقى غذاء الحب ،أتخموني منها حتى تبلغ التخمة أقصاها 7 .حيث يبدو أورسينو عاشق لفكرة
الوقوع في الحب أكثر من الشخص نفسه ،وخطابه مليئ بالكلمات الميلودرامية التي تظهر أنه قد أفرط في
الحب .كما يشعرنا أورسينو أنه متعصب حول مالحقة أوليفيا ،لكنه ال يمارس سلطانا ما عليها أكثر من
ضغطه الشديد عبر رسائله مع سيزاريو.
إن وصول فيوال يساهم في إخراجه من عزلته الذاتية ،حاله كحال أوليفيا لكن ال يخضع أي منهما لتغيير
واضح في شخصيتهما .حيث يصر أورسينة على إيمانه بأنه في حالة حب مع أوليفيا حتى المشهد األخير،
على الرغم من حقيقة أورسينو هو وسيلة تستكشف المسرحية من خاللها عبثية الحب األناني ( شكاواه
المستمرة من االنغماس في الذات بشأن حبه للحب تُظهر أيضا تركيزه الشديد على الذات) ،أورسينو يتذمر
من مدى حزنه على أوليفيا ،ولكن يتضح أنه مغرم بشكل أساسي بفكرة أن يكون في حالة حب ودوره كمحب
مرفوض أكثر من كونه واقعا في الحب ويستمتع بصنع مشهد من نفسه على الرغم أنه لم يتحدث معها أبدا
أثناء المسرحية .وألنه مثل أوليفيا ،شخصية ال تحمل عيبا ،ولم يستخدم سلطانه بغير موضعه كان ال بد من
صل على الفتاة التي تحبه حبا عظيما ليعيش معها الحالة التي لطالما حلم بها.
مكافئته نهاية المسرحية ،فتح ّ
3