You are on page 1of 3

‫وزارة الثقافة‬

‫المعهد العالي للفنون المسرحية‬

‫قسم الدراسات المسرحية‬

‫السنة الثانية‬

‫المقرر‪ :‬عصر النهضة‬

‫العام الدراسي ‪ / ٢٠٢٣ -٢٠٢٢ :‬ف‪٢‬‬

‫تحليل شخصيتي‪ :‬أوليفيا‪ ،‬أورسينو من مسرحية‬

‫الليلة الثانية ل‪ :‬ويليام شيكسبير‬

‫تقديم الطالب‪ :‬فادي الحداد‬

‫إشراف‪ :‬د ‪.‬مصطفى عبود‬

‫‪1‬‬
‫تحليل شخصية أوليفيا‪:‬‬

‫باعتبارها امرأة جميلة ووريثة ثرية بعد موت أبيها وهي في الثالثة العشر من عمرها ولحاق األخ به‪ ،‬هي‬
‫اآلن محط أنظار العديد من النبالء للزواج منها‪ .‬في زمن كتابة المسرحية يُنظر للمرأة في مكانتها االجتماعية‬
‫وتحت ظروفها هذه أن زواجها يكون لترتيب تحالفات وليس زواجا عن حب‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تُبدي أفعال أوليفيا‬
‫اعتراضا أمام هذه الحالة‪ .‬مثال‪ ،‬تعرف أوليفيا أن أورسينو صاحب ذوق خلق كريم‪ ،‬شريف غني‪ ،‬شاب‬
‫نقي ال عيب فيه‪ 1 .‬واألهم من ذلك أنه دوق أيضا‪ ،‬ولكن أوليفيا تواصل رفضها له بحجة كآبتها على موت‬
‫أخيها ومنع نفسها من الزواج‪ ،‬جاء ذلك في نبأ فالنتين الحزين للدوق أورسينو في عرضها عن الرجال إن‬
‫‪2‬‬
‫السماء نفسها لن تستطع قبل سبعة أصياف أن ترى وجهها سافرا ولكنها ستظل ستظل ملثّمة كالراهبة"‪.‬‬
‫ولكن كل ذلك يتغيّر عندما تقع في حب خادم أورسينو الشاب سيزاريو الذي هو فيوال المرأة‪ .‬يأتي السؤال‬
‫هنا‪ ،‬لم وقعت أوليفيا في حب سيزاريو وليس الدوق أورسينو؟‬

‫ما أن خرجت فيوال وهي سيزاريو‪ ،‬اعترفت أوليفيا أمام نفسها بدخول الحب المفاجئ كيانها ليخفق قلبها‪،‬‬
‫مغرمة بأسلوب وحركات ووجه وقوام سيزاريو بغير إرادتها‪ 3.‬إن فيوال تمثل هنا سهم كيوبيد الذي ضرب‬
‫أفكار أوليفيا وإصرارها على استمرارها على الحداد‪ ،‬فنالحظها تتضرع للقاء سريع ثان مع سيزاريو عبر‬
‫تستمر‬
‫ّ‬ ‫خدعة الخاتم متناسية جبروتها‪ ،‬حيث تنهار أمام هذا الحب وتتنازل مما يثير شفقة سيزاريو‪ .‬ولكنّها‬
‫في استجداء عاطفته أي سيزاريو أقسم بورد الربيع أني ألحبك حتى أنّي برغم ازدرائك كله ال أستطيع أن‬
‫أخفي كلفي بك مهما يبلغ عقلي وذكائي من جهد‪ 4 .‬حيث بدأت تسرح في خيالها الخاص عن الحب الذي‬
‫حررها ‪-‬كملمح رومنسي‪ -‬من عزلتها االختيارية‪ ،‬وقررت االستمرار باعتزال كل شيء إال طلّة وأسلوب‬
‫ّ‬
‫عرضت شرفي‬
‫سيزاريو‪ .‬وعندما أيقنت استحالة حب سيزاريو لها‪ ،‬استمرت في المراوحة بين كبريائها ّ‬
‫‪6‬‬
‫للخطر في غير احتياط ‪ 5‬وبين حبها العميق فلن أرفض لك طلبا مهما يكن إال أن يخل بشرفي‪.‬‬

‫وألنها شخصية نبيلة‪ ،‬ال تحمل عيبا فيها‪ ،‬وألن الحب هو الحل في المسرحيات ذات الطابع الرومنسي‪ ،‬كان‬
‫مزورة في‬ ‫ال بدّ لنا من كافأتها بنسخة طبق األصل من فيوال‪ ،‬ولكن بذكر حقيقي هذه ّ‬
‫المرة وليس نسخة ّ‬
‫سيزاريو‪ ،‬وذلك عبر األخ التوأم لفيوال سبيستيان‪ ،‬الذي ال ينقصه جماال ومنطقا وأسلوبا ومكانة ونسب عن‬
‫أخته فيوال‪.‬‬

‫‪ 1‬ويليام‪ ،‬شكسبير‪ ،‬الليلة الثانية عشر‪ ،‬ص‪٥٥‬‬


‫‪ 2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪٢٦‬‬
‫‪ 3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪٥٧‬‬
‫‪ 4‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪١٠٢‬‬
‫‪ 5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪١٢٠‬‬
‫‪ 6‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪١٢٠‬‬

‫‪2‬‬
‫تحليل شخصية أورسينو‪:‬‬

‫إنه دوق وحاكم إليريا‪ .‬منذ أول مشهد من المسرحية‪ ،‬يُظهر أورسينو حبه غير المتبادل ألوليفيا‪ ،‬حيث‬
‫نرى أورسينو يستمع إلى بالطه‪ ،‬الذي يعزف الموسيقى‪ .‬في البداية طلب المزيد من الموسيقى ليمأل نفسه‬
‫بالحب العزاء الوحيد في االكتئاب‪ ،‬في هذا المشهد يجب تفسير الموسيقى على أنها عواطفنا؛ لذا فإن‬
‫أورسينو يريد أن يجد عالجا لكآبته‪ ،‬وربما يتمكن من القضاء عليها من خالل فرط الحب (الموسيقى)‪ .‬إن‬
‫تكن الموسيقى غذاء الحب‪ ،‬أتخموني منها حتى تبلغ التخمة أقصاها‪ 7 .‬حيث يبدو أورسينو عاشق لفكرة‬
‫الوقوع في الحب أكثر من الشخص نفسه‪ ،‬وخطابه مليئ بالكلمات الميلودرامية التي تظهر أنه قد أفرط في‬
‫الحب‪ .‬كما يشعرنا أورسينو أنه متعصب حول مالحقة أوليفيا‪ ،‬لكنه ال يمارس سلطانا ما عليها أكثر من‬
‫ضغطه الشديد عبر رسائله مع سيزاريو‪.‬‬

‫إن وصول فيوال يساهم في إخراجه من عزلته الذاتية‪ ،‬حاله كحال أوليفيا لكن ال يخضع أي منهما لتغيير‬
‫واضح في شخصيتهما‪ .‬حيث يصر أورسينة على إيمانه بأنه في حالة حب مع أوليفيا حتى المشهد األخير‪،‬‬
‫على الرغم من حقيقة أورسينو هو وسيلة تستكشف المسرحية من خاللها عبثية الحب األناني ( شكاواه‬
‫المستمرة من االنغماس في الذات بشأن حبه للحب تُظهر أيضا تركيزه الشديد على الذات)‪ ،‬أورسينو يتذمر‬
‫من مدى حزنه على أوليفيا‪ ،‬ولكن يتضح أنه مغرم بشكل أساسي بفكرة أن يكون في حالة حب ودوره كمحب‬
‫مرفوض أكثر من كونه واقعا في الحب ويستمتع بصنع مشهد من نفسه على الرغم أنه لم يتحدث معها أبدا‬
‫أثناء المسرحية‪ .‬وألنه مثل أوليفيا‪ ،‬شخصية ال تحمل عيبا‪ ،‬ولم يستخدم سلطانه بغير موضعه كان ال بد من‬
‫صل على الفتاة التي تحبه حبا عظيما ليعيش معها الحالة التي لطالما حلم بها‪.‬‬
‫مكافئته نهاية المسرحية‪ ،‬فتح ّ‬

‫‪ 7‬ويليام‪ ،‬شيكسبير‪ ،‬الليلة الثانية عشر‪ ،‬ص‪.٢٥‬‬

‫‪3‬‬

You might also like