You are on page 1of 4

‫‪1‬‬

‫وزارة الثقافة‬
‫المعهد العالي للفنون المسرحية‬
‫قسم‪ :‬الدراسات المسرحية‬
‫مقرر‪ :‬مسرح عصر النهضة‬
‫الفصل الدراسي الثاني‬
‫عام ‪2022/2023‬‬

‫مسرحية هنري الرابع (الجزء األول) للكاتب ويليام شكسبير‬


‫شخصية فولستاف‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬ميار المرهج‬


‫إشراف ‪:‬أ‪ .‬مصطفى عبود‬
‫‪2‬‬

‫شخصية فولستاف‪:‬‬
‫في تلك الملحمة في مسرحية هنري الرابع نرى فولستاف يضيف خطا ً هزليا ً طريفا ً في المسرحية ليضفي‬
‫عليها المرح‪ ،‬فهو يمثل تلك الطبقة الشعبية البسيطة آنذاك‪.‬‬
‫تخبرنا الشخصيات ومنذ بداية المسرحية عن شخصية فولستاف بوصفه ذلك الشخص البليد‪ ،‬الكسول‬
‫والعاشق لشرب الخمر والعربدة‪ ،‬ومن صفاته الشكلية أنه بدين وعجوز ومتصابي‪ ،‬كما صوره شكسبير‬
‫بأنه ذلك اللص‪ ،‬الذي يمارس السرقة والرشاوي في وضح النهار كي يشرب في حانات البلدة في الليل‪،‬‬
‫كما أنه يحب التحدث عن النساء بطريقة جنسية‪.‬‬
‫نالحظ دائما ً في حديث فولستاف أنه ينعت اآلخرين بصفات سلبية وأحيانا تكون تلك الصفات من صفاته‪.‬‬
‫كما نرى بالدة وكسل فولستاف عندما يقول عن نفسه أنه ال يستطيع المشي دون حصانه وسوف يموت إن‬
‫مشي بضعة مترات عندما نراه يقول‪( :‬واذا مشيت على قدمي مترين ينقطع نفسي… أنا أموت قبل ان‬
‫‪1‬‬
‫اسرق ماشيا ً قدما واحدا أزيد على رجل ّي…الخ)‬
‫فولستاف يكذب كثيراً ويبالغ دائما في أحاديثه ليبين للناس أنه بطل‪ ،‬ويخترع للناس قصصا لكي يخلق جو‬
‫من المرح وفي تلك المبالغة ما يجعل األمير وبوينز يضحكون عليه ويجعلوا منه مثاال للسخرية‬
‫فنراه عندما تلقى ضربا ً من األمير وبوينز يعود ليخبرهم بأن مائة شخص هجموا علينا وقد قضيت على‬
‫حلل سميكة…‬
‫اثنين منهم ويزيد العدد لخلق المرح عندما يقول‪( :‬سبعة وحق هذا السيف…‪ .‬تسعة في ٍ‬
‫سبعة من األحد عشر) ‪.2‬‬
‫نرى فجاجة ألفاظه وهذا طبيعي ألنه من الطبقة الشعبية‪ ،‬ويمثّل لنا عفوية تلك الطبقة وماتحمله من مالمح‬
‫فجة وطريفة في نفس الوقت‪.‬‬
‫كما نرى مرونته في الكذب تجعلنا نرى فولستاف (ممثال) عندما أخذ شخصية الملك وراح يتحدث مع‬
‫األمير وهذا يدلّنا على جانب المرح والطرافة في شخصية وسرعة البديهة في شخصية فولستاف‪.‬‬

‫طرافة فولستاف‪:‬‬
‫نالحظ في العديد من مشاهد المسرحية تلك األجواء من المرح والطرافة التي يخلقها فولستاف‪ ،‬فعندما‬
‫نرى تلك الورقة في جيبه التي فيها أسعار الخمر الغالية مقارنة بنصف قرش للخبز‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫عندما نراه ال يقيم شأنا ً لألمير فهو أمامه يمجده وفي ظهره يشتمه ويعيبه‪ .‬كما نرى تظاهره بالموت عندما‬
‫حارب دوغالس وحالة السّكر والمبالغة التي نراه فيها داخل المسرحية‪ ،‬كل ذلك يجعل من فولستاف‬
‫جرعة كوميدية تلطّف لنا أجواء المسرحية ليخلق لنا أجواء من المرح تستمر معنا ضمن المسرحية‪.‬‬

‫‪ 1‬مسرحية هنري الرابع‪ ،‬ويليام شكسبير ص‪75 ،‬‬


‫‪ 2‬نفس الكتاب‪ ،‬ص‪94،‬‬
‫‪3‬‬

‫فلسفة فولستاف عن الحرب‪:‬‬


‫عندما تدق طبول الحرب ويطلب األمير من فولستاف أن يحارب معه نرى فولستاف ناكراً لشرف‬
‫الحرب‪ ،‬وغير مؤمن بقضية القتال من أجل الملوك وال يقبل بأن يصبح ضحية من أجل أشخاص تريد‬
‫مصلحتها فقط‪ ،‬مما يجعلنا نحبّه إذا نظرنا إليه من وجهة نظر فردية فهو يريد مصلحته‪ ،‬وال يتبنى فكرة‬
‫القتال من أجل شخص والتضحية من أجله فنراه يأتي بأضعف الشبان للحرب ويترك الشبان األقوياء‬
‫واألثرياء ويأخذ منهم جزية ذلك كعادته‪.‬‬
‫كمان نرى فلسفته عن الحرب عندما يقول ‪(:‬آه وإذا دفعني الشرف حتى وقعت‪ ،‬آه هل يجبر الشرف قدم‬
‫مكسورة؟ ال او ذراعاً؟ أوليس للشرف أي براعة في الجراحة‪ ،‬إذن ال‪ .‬ما هو الشرف؟ كلمة‪ ،‬وماذا وراء‬
‫كلمة الشرف هذه؟ ماهو هذا الشرف نفسه؟ هواء‪ .‬ما أكثر تنميق هذه الحسبة!‬
‫ومن الذي يملك الشرف؟ أهو ذلك ذلك الرجل الذي مات يوم األربعاء الماضي؟ هل يشعر به؟ ال! هل‬
‫يسمعه؟‬
‫‪3‬‬
‫ال…‪ ..‬الخ)‬
‫فولستاف شخصية مادية حسية يملك خفة دم‪ ‬وصاحب دعابة‪ ،‬تجعل من فولستاف مصدراً لإلضحاك في‬
‫المسرحية وتزين تلك الملحمة بجرعة من الضحك على أالعيبه وحواراته ليضيف للمسرحية روح‬
‫الدعابة والمرح ويجعلنا نحب تلك الطبقة الشعبية الذي يمثلها لنا فولستاف‪.‬‬

‫‪ 3‬نفس الكتاب‪ ،‬ص‪167 ،‬‬


‫‪4‬‬

‫المصدر‪:‬‬
‫شكسبير‪ ،‬وليم‪ :‬هنري الرابع‪ ،‬تعريب‪:‬أ‪.‬ر‪.‬مشاطي‪ ،‬إشراف‪:‬نظير عبّود‪ ،‬دار نظير عبّود‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ن ‪1988‬‬

You might also like