Professional Documents
Culture Documents
إسخيلوسaeschylus
إسخيلوسaeschylus
أهم كتاب المأساة اإلغريقية على اإلطالق ،وهو مؤسسها بالمعنى الفني ،وأقدم فرسانها
ّ يع ُّد أسخيلوس
َ
المعروفين .
تقدر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين ،ولم يصل من أعماله سوى سبع مسرحيات
ّ
من أشهر مسرحياته :
وهناك مايشبه اإلجماع منذ القديم على أن أسخيلوس هو أبو فن المأساة .فقد كان له فضل تثبيت أسس
المأساة من الناحية الفنية ،إذ كان المسرح اليوناني قبله يعتمد على ممثل واحد يقوم باألدوار المختلفة والسيما
دور ْي اإلله والبطل وذلك بأن يصبغ وجهه بالمساحيق ويحدث بعض التغيي ارت في مالبسه ،وسرعان ما َ
أدرك أسخيلوس فداحة هذا القصور الفني فأقدم على إضافة ممثل ثان :وأدخل تعديالً على دور الجوقة ،مما
اهتم بمالءمة المالبس واألزياء
ساعد على إب ارز الص ارع الذي تقوم عليه فكرة المسرحية اليونانية .وكذلك ّ
يتلبسها
لطبيعة القصة .واعتنى بصقل األقنعة وإتقان صنعها لتعبر تعبي اًر متناسباً مع االنفعاالت التي ّ
البطل ،وبوجه عام اعتنى باإلخ ارج والمشاهد وحث الممثلين على إجادة أدوارهم وبذل الجهد إلشعار المتفرجين
بأنهم يرون شيئاً حقيقياً وليس مجرد تمثيل.
وإلى جانب ذلك أضفى أسخيلوس على المأساة جالالً وصوفية ،وأوغل في معالجة الموضوعات الدينية
الوجودية ،مثل عالقة اآللهة بالناس ،وتسلط القوى العليا على اإلنسان ،ومشكلة وجود الشر في عالم ّ
تسيره
اآللهة ،ومسألة الص ارع الحاد بين اإل اردة الحرة وجبروت القدر ،فإلى جانب إ اردة اآللهة وعناء البشر
هناك دائماً قوة القضاء التي تحتم على الناس وآلهتهم في النهاية أن يستسلموا ويقبلوا مصيرهم صاغرين،
مجرد آالت ال بد لها من تنفيذ ما رسم القضاء على الرغم
حتى بدا الناس واآللهة في كثير من مسرحياته ّ
من كل محاوالتها لالحتجاج والمعاندة .ولجالل هذه الموضوعات تتصف مسرحيات أسخيلوس بالص ارحة
وال ارزنة وتسودها مسحة غنائية متشحة بالشؤم .وغالب اً ما يتكشف هذا الشؤم بالتدريج من خالل تطور الص
ارع بين البشر واآللهة .ذلك أن عظمة البشر تثير حسد اآللهة ،والغطرسة يتبعها الضالل ،واألرباب يقفون
للمتكبر بالمرصاد ويصيبونه بالجنون والعمى .وتوقيع العقاب هو الحدث الرئيسي في المسرحية ،وهو شديد
مخيف يتخذ صورة طقوس دينية محفوفة بأس ارر ذات طابع غيبي .ويبدو أن جالل الموضوع الديني ـ
الوجودي عند أسخيلوس جعله أميل إلى تثبيت جوانبه من خالل «الثالثية» Trilogyوهي مسرحية مكونة
من ثالث مآس متسلسلة الموضوع وإن كانت كل منها قائمة بذاتها ،وال ثالثية الوحيدة التي وصلت كاملة
من نتاج المسرح اإلغريقي القديم كله هي «ثالثية األوريستيا » Oresteiaالتي تشمل ) :أغاممنون
وحامالت الق اربين وربات الغضب أو الصافحات( .وربما كانت ثالثية «بروميثيوس» من أهم مسرحيات
أسخيلوس أو على األقل أقربها إلى المفهومات الحديثة .وقد وصل منها «بروميثيوس مصفداً» وهي الثانية،
أما األولى «بروميثيوس حامل النار» والثالثة «بروم يثيوس طليقاً» فهما مفقودتان .وتدور «بروميثيوس
مصفداً» حول العقاب الذي يلقاه اإلله الثائر بروميثيوس على يد اإلله األكبر زيوس Zeusنتيجة لما أقدم
عليه األول من إفساد خطة الثاني الهادفة إلى محو الحياة البشرية من األرض .فقد كان بروميثيوس نصي
سر النار التي كانت وقفاً على آلهة األولمب،
اًر لإلنسان )أمه األرض كما تقول األسطورة( ،وأعطى البشر ّ
ثم علمهم التجارة والزارعة والطب والمالحة ،وفتح لهم الطريق إلى المدينة وعمل على انتشالهم من هاوية
يحل عليه غضب زيوس وعقابه القاسي .وقد أمر به زيوس أن ُيشد إلى صخرة عاتية البؤس والشقاء .وهكذا ُّ
مبدل نقمته .وأخي اًر تشتد نقمة اإلله األكبر
ويعذب ،ولكنه يصمد أمام العذاب وهو متأكد أن زيوس ال بد ٌ
فيرسل له نس اًر جارحاً ينهش لحمه ،ثم تنشق األرض وتهوي الصخرة في باطنها .وتكتمل فكرة الثالثية
أخي اًر بأن ُيذهل زيوس لصمود بروميثيوس ويضطر إلى اإلذعان ،فبعد أن كان طاغية جبا اًر تعلم الحكمة
وأشفق على عدوه وعطف عليه ،ثم بلغ الكمال تدريج ياً وأصبح صديقاً للناس.
وقد ُعد بروميثيوس رم اًز لصمود اإلنسان وعناده في وجه اآللهة ،بل ربما رمز قدرته على تغيير إ اردتها
وتطوير موقفها من البشر ،ألن زيوس في النهاية اضطر إلى تبديل موقفه وحسم الخالف .واستوحى هذه
القصة فيما بعد عدد من الكتاب األوربيين وغير األوربيين وأعطوها معنى إنسانياً أكثر أصالة وعمقاً ،ومنهم
الشاعر اإلنكليزي شلي ]ر[ Shelleyفي قصيدته المسرحية «برميثيوس طليقاً» Prometheus
)1820( Unboundوكان ألسخيلوس تأثير كبير في مستقبل المسرح المأساوي ،ليس فقط على مستوى
امتد تأثيره عميقاً في التاريخ الحديث للمسرح .وعلى الرغم مما ط أر على )الد ارما(
التجربة اليونانية ،بل ّ
ظل
من تغيي ارت فإن تأثير أسخيلوس ،سواء من ناحية الموضوع الجليل أو من ناحية مبدأ اإلتقان الفني ّ
متصالً .وقد ُكتب الكثير عن تجربة أسخيلوس وفضله ،باللغة العربية ،كما صدرت ترجمات لبعض نصوصه
قام بمعظمها لويس عوض وم ارجعه األجنبية كثيرة ،ويمكن أن ي ارجع بالعربية في الكتب العامة عن األدب
اليوناني وال مسرحية .ويشار هنا إلى أن بعض مسرحياته ترجمتها «سلسلة المسرح العالمي» بدولة الكويت .
الفرس
مسرحية ُ
هذه هي المسرحية اإلغريقية الوحيدة ،عالوة على الكوميديات ،التي لم ت ُؤخَذ مادة ُ موضوعها من
أخُُ ذت من التاريخ الحديثُ .و ِ
ضعت في سنة ٤٧2ق.م .بعد موقعة ساالميس بثماني األساطير ،وإنما ِ
أخبار هزيمة
َ سنوات .ومنظرها بالط م ِلك فارس .وف ِعلها الدرامي ليس سوى وصول رسول يحمل
كسير القلب مج َّل ال بالعار .وهدف هذه المسرحية تمجي ُد ُ Xerxes
الفرس ،وتقديم الم ِلك َ
إكسيركسيس ِع َّزة األثينيين الطبيعية ،والثنا ُء على أعمالهم ،وتقدي ُم النصر في ساالميس على أنه اللحظة ُ
النصر ذ و أهمية عظمى ،وأنه
َ الحاسمة في اندحار فارس وإقامة الحرية اإلغريقية .ال َّ
شك في أن ذلك
جعل ك َّل شيء آَخَر ممك نا .وقد أبان الشاعر أن النصر لم يتحقَّق إال بفضل اتحاد الشعب األثيني
وصدق على يد إسبرطة .ويبد و أن Plataeaعزيمته .وقد تمت هزيمة الفرس في السنة
وشجاعته ِ
التالي ة في موقعة بالتاياالقوة األثينية لم تقَ ُم في ذلك النصر إال بدو ر ضئي ل جدًّا .ومن المحت َمل جدًّا
أن يكون هذا راجع إلى دافع الغيرة .وهكذا ،ليس من المناسب أن تذُكر بالتايا في منظر الرسول الذي
آخر مغامرة للحملة الفارسية .وإن هذا النصر Darius
يتض َّمن نبوءة جميلة ولو أنها ،توحي بأنها ِ
قصيدة ،بواسطة شبح داريوسأي اإلسبرطيين .وال يليق بأيسخولوس أن يقول إنه يق ِل ل من Dorians
انتصار أثينا .وكان َّ
نظارته ُ لَيُن َ
سب بحق إلى الدوريانيينأهمية بالتايا .وفكرتهُ في هذه المسرحية هي
عبارة عن زمالئه المواطنين.
وقد كتب مسرحيتهَ داخل أثينا؛ إذ اجتاحته ،ه و نفسه ،حمى الطموح االبتكاري ،التي كانت تسوق
عرضها دينية ،
ِ األثينيين قدُُُ ما إلى الحرية ،وإلى السيادة ،وإلى توسيع رقعة بالدهم ،وكانت فرصة ُ
فأقام األثينيون
أقد ُم رواي ة وصلتنا عن موقعة ساالميس هي خطبة الرسول .ولما كان من المؤ َّكد أن أيسخولوس إما
أن يكون قد راقَ َ
ب تلك المعركة ،أ و اشترك فيها هو نفسه ،وجب النظر إلى روايته بعين الجد على أنها
مستند تاريخي .ومع ذلك فيبد و فيها كثير من االختالفات عن روايات القرن الخامس األخرى المذكورة
عوا المحتمالت في Herodotus.الجزء الخامس من مؤلَّف
قارن القرا ء الروايت َين ،ورا َ
في وإذا َ
هيرودوتكلت َيهما ،استنتجوا أن النقاط الهامة متساوية تقري با .ال شك في أن أيسخولوس كان يعرف
أمام آال ف يستطيعون مناقَضته إن كان كاذ با .ومن جه ة أخرى ،فإن
الحقائق ،وأنه عرض مسرحيته َ
ما اهت َّم به ه و وما اهت َّم به َّ
نظارته ،ه و الشعر والطقوس واالحتفاالت ،أكثر من اهتمامهم بالتاريخ .أما
هيرودوت فاهت َّم بالفكرة التاريخية وبسرد قصة ممتعة ،فض ال عن أنه كانت تربطه بأثينا رواب ُ
ط
ب يا .وعلى أية حال ،فإنه يعتمد على السجالت
قوية ،ويتضح من روايته لموقعة بالتايا أنه كان ُمحا ِ
العر َُضية والذكريات المتضائلة
َ
.أ و الميَّالة إلى االختراع
أثر هذه المسرحية بتشكيلة فاخرة
تفخيم ِ
َ ع ِرف عن أيسخولوس َول َعه بالمظاهر ،ومن المعقول أن نفرض ُ
من الثياب الشرقية ،وبمحاولة تصوير أخالق العد و المهزوم وتمثيل كالمه أي ضا ،تسلية للظافرين
كما فعل شكسبير في مسرحيته « هنري الخامس » .وهناك أدلة على هذا في النص نفسه .نجد هذا في
القوائم الطويلة لألسماء الغريبة الط َّنانة ،وعد د من األلفاظ الفارسية ،وبع ِ
ض إيقاعات الكوروس التي
تتفق وإيقاع الموسيقى الشرقية ) وقد ال يعُتبر رفع شبح داريوس مجر َد أبهة شرقية؛ حيث إن شبح
كلوتايمنسترا قد ظهر أي ضا في مسرحية «يومينيديس» رغم أن استحضار األرواح ليس من طرق
التنب ؤ اإلغريقية
العادية( .ب ْي َد أنه ال توجد بهذه المسرحية خط ة حقيقية .وفض ال عن المناظر التاريخية والشعر ،ال بد
أن تقع المتعة الرئيسية في فخامة سرد الرسول الحماسي
أشخاص المسرحية
• رسول.
• شبح داريوس :Dariusوالد إكسيركسيس.
• إكسيركسيس :Xerxesم ِلك فارس.
الزمن :عام ٤80ق.م .أ و أوائل عام .٤٧٩بعد معركة ساالميس ببضعة شهور )سبتمبر سنة
٤80ق.م.(.
السبعة ضد طيبة
تتعلق قصة أوديبوس 1وأسرته ،المعروفة جي دا من بين القصص الطيبية لسوفوكليس ،بالجيل السابق
أثر لعن ة حلَّت بأسرة ،و َج َّد َدت نفسها بنَ َزَ ق
لجيل حصار طروادة .وهي كقصة أجاممنون ،تتتبَّع َ
األجيال
المتعاقِبة وعدم تقَ ُْواها .وهي على نقيض األوريستيا ال تحمل رسالة َ أم ل في «التط ُّهر الداخلي»،
وال تبيد اللعنة ُ نفسها إال بشهرة تلك األسرة.
وتعارك ولداه إتيوكليس Eteoclesوبولونيكيس َ عندما بدأت المسرحية كان أوديبوس قد مات منذ مدة،
. Polyneicesويمكننا أن نستنتج أنه كان بينهما اتفاق على اقتسام الحكم فيما بينهما بالتساوي والسلطة
يستأثر بالسلطة وحده ،ولذلك ذهب ِ حاول أن
َ الملكية التي ورثاها عن أبيهما .غير أن إتيوكليس
بولونيكيس يطلب مساعد ةةَ أدراستيس 2،Adrastesملك أرجوس وستة ملو ك آَخَرين؛ وبذا جلب قوا
ت ضخمة مختلطة ليهاجم بها المدينة التي ُو ِلد فيها.
َّ
يتعلق وسبب هذا النزاع غير واضح ،ولكنه ُ األخويْن كانا قد تناَزَ عا أي ضا مع أوديب قبل موته.َ غير أن
سه بسببها .وإذ
المحرم التي أعمى نف َ
َّ ظهرت حقيق ة ُ زواجهْ بالطريقة التي عا َمال بها وا ِل َدهما بعد أن
غضب أوديب من سلوكهما معه لعنهما ،وض َّمنَ لعنتهَ النبوء ةةَ القائلة بأن غري با يأتي من البحر،
ومولو دا من النار ،يقس و عليهما عند تقسيم الميراث بينهما .ويُ َح ُّل هذا اللغز في سياق المسرحية.
استورد حديث ا من بونطوس ) Pontusبونطوس لفظ إغريقي ُ فالغريب ه و الحديد ،ذلك المعدن الذي
سى في النار والمشحوذ. بمعنى « بحر»( .لقد اقتسم إتيوكليس وبولونيكيس ميراث َهما بالحديد المق َّ
حذره أبول و من أن أحد
ترجع تلك اللعنة إلى زم ن سابق ،فقد صبَّها اليوس Laius٣وا ِل ُد أوديب؛ إذ َّ
ب أطفال .فلما عصى هذا األمر ،جلب عليه عصيانهُ أبنائه سيقتله ،وأمره بأن يعيش ويموت بغير إنجا ِ
بالتخلص من طفله؛ فكانت النتيجة المعروفة هي المادة التي
ُّ حاول إصال َح خطئه
عداو ةة َ أبول و .وقد َ
كون منها سوفوكليس مسرحية َ «الملك أوديبوس». َّ
وفي مسرحية «السبعة ضد طيبة» ،يكون إتيوكليس عال ما بتلك اللعنة التي نزلت بأسرتهَّ ،
حق العلم،
وال سيما لعنة أوديب التي كانت تطارده في أحالمه .وإذ شغله االستعداد للقتال والتفكير فيه ،نسي
ت عد ِوه ،فأرسل أبطالَهتواض عا واعتراف ا باآللهة في سلوكه إزاء تهديدا ِ
ُ مصيره الحالك ،وأبدى
َ
هجوم الملوك عند ستة أبواب من أبواب طيبة َ ُواجهوا
المحاربين الذائعي الصيت ،واح دا واح دا ،لي ِ
السبعة.
هكذا نظر إتيوكليس إلى الموقف .أ َّما الكوروس فنظر إليه من جان ب آَخَر .فل و ركن إتيوكليس إلى
محارب آَخَر من األبطال الستة ،لَسار كل شي ء
ِ األبواب مع
َ ضع والتقوى ،اللذين أبداهما ،وتبا َدل
التوا ُ
حارا .فإن س ْفكَ دم األقارب عندئ ذ
غضب اآللهة الذي كان يغلي وقتذاك ًّ ُ على ما يرام ،والَنصرف عنه
معناه اليأس من الهروب من اللعنة ،وتحقيق المصير الذي ترسله السما ء على المدينة .وبمع نى آَخَر،
ت أوديب يقع في تلك اللحظة فيما مصير بي ِ
َ يشعر الكوروس أنه بالرغم من أن اللعنة حقيقة واقعة ،فإن
يختاره إتي وكليس .ولما كان ه و رج ال بتلك الصفة وابن أوديب ،فإنه سينصرف من تلقاء نفسه ويختار
ضى اآللهة .غيرأر َُ َ
الطريقة َ الخاطئة .ب ْي َد أنه ال تزال هناك فرصة إلمكان االختيار الصواب ،وبذا ْ
النص كما هي في ن َّ أن أيسخولوس ال َي ْعرض هذه في نتيجة اآلراء ال ُحرة ،ولكنه َي ْعرضها في
ص مسرحية أجاممنون ِ
.Agamemnon
ويتكون حوالي ثلُ ِثه من المنظر الذي يصف فيه الرسولَّ الفعل الدرامي قليل جدًّا في هذه المسرحية،
ك َّل بطل في الجيش الغازي ،ويصف أسلحتهَ وأخالقه؛ فيص ِور الخمسة َ األوائل منهم شديدِي
الكبرياء والغطرسة؛ وهذا يجعل إتيوكليس يتأكد من عدم وقوف اآللهة إلى جانبه .أ َّما أمفياراوس
ضع والتقوى ،وكان متر ِد دا في القيام بأي دو ر في ،Amphiarausالبطل السادس ،ففي غاية التوا ُ
تلك الحرب .فكان من الممكن استغالل هذه ال ِطيبة ،ب ْي َد أن إتيوكليس اختار السثينيس Lasthenes
اجه أخاه ،وتر
يو ِ لكي ُ
أشخاص المسرحية
إتيوكليس :Eteoclesملك طيبة. •
جندي. •
كوروس من النساء الطيبيات. •
أنتيجوني ،Antigoneإسميني :Ismeneشقيقتا إتيوكليس. •
رسول. •
ستة أبطا ل ِطيب ِيين مسلَّحين ،وجنود آَخَرون ،و ُم ِ
واطنون و َخ َدم. •
المنظر :ميدان فسيح في مدينة طيبة .بعض التماثيل البدائية لآللهة ،قائمة فوق قواعدها .يمتد المنظر
قبُُ يْل
َ المحاصر .الوقتُ
ِ في الخلفية فوق سور المدينة إلى الوادي ال ِطيبي ،حيث يعسكر الجيش
الفجر.
الضارعات
ِ
قلب هيرا بسبب حب كانت إي و هي ابنة إناخوس ،م ِلك أرجوس ،كاهنة هيرا ،وإذ أكلت الغيرة ُ َ
شوهت هيرا عق َل ضحيتها وجس َدها بأن أصابتها بلوثة جنون ،ثم مسختها عِجْ لة، زوجها للكاهنة ،فقد َّ
أرض نهر النيل ،حيث استعادت إي و َ وجعلتها ت ُج َُوب األرض والبحر م عا إلى أن وصلت أخي را
شكلها البشري باللمسة الخفية التي لعشيقها زوس ،ثم حملَت منه إيبافوس الذي أنجب ليبيا ،والتي منها
ولكن شجا را دبَّ بين أيجوبتوس وداناوس ،ولَ َدي بيلوس ،فقد أراد َّ ُو ِلد ك ل من بيلوس وأجينور،
أوال ُد أيجوبتوس الخمسون تحت رباط الزواج الملزم االستحواذَ على بنات داناوس الخمسين ،ولكن إذ
آثر َُنَ الهرب مع أبيهن إلى أرجوس ،وطن كرهت العذارى ذلك اإلكراه الذي لجأ إليه األزواج ،فقد ْ
أمهن األول .وهناك لجأنَ ُْ إلى بيالسجوس ،م ِلك تلك البالد ،وطالَ ْبنَه بحق الحماية واللجوء.
كان تردُّد الم ِلك في تأييد المستجيرات في حق اللجوء ،ثم انتصار ذلك الحق بعد أخذ أصوات شعب
أرجوس ،ثم وصول المغازلين في أعقابهن بعد أن سبقهم رسولهم ُمطا ِل با بتسليم العذارى ،ثم فشله في
تحقيق مرامه رغم تهديده بالحرب؛ كل هذه األمور تش ِكل المضمونَ الدرامي للمسرحية.
وتنتهي أحداث المسرحية على أيدي المصريين والدانائيات .وإذ وجد داناوس نفسه ُمجب َرا على
اإلذعان لمطالب أبناء أخيه ،فإنه اشترط على بناته ضرور ةة َ قتل أزواجهن في ليلة الزواج ،فأ َ
ط ْعنَه
جمي عا باستثناء هوبيرمنسترا نكثتَ بعهدها الرائع ،ولم تقتل لونكيوس بنا ء على حبها له .وعندما ق
دُُِ مت هوبيرمنسترا للمحا َكمة راحت الربَّة أفروديت تدافع عنها على أساس أن حبَّ الرجل والمرأة يق
دِسه حبُّ السماء لألرض.
وتاريخ هذه المسرحية ال يمكن تحديده بدقة ،ولما كانت أحداثها تدور كلها قبل ظهور الفرس ،فإنها
أقدم دراما مسرحية وصلَتنا من األدب األوروبي.
َ تعُتبر إذن وبال جدا ل
أشخاص المسرحية