Professional Documents
Culture Documents
داراما التراجيكوميدي :تقع ما بين التراجيديا والكوميديا ،حيث تعتمد على قصص األساطير ،وبشكل عام
تتناول شخصيات أسطورية بعضها ساخر وبعضها باكي ،كما يمكن إدراج الكوميديا السوداء ببعض
أنواعها تحت هذا المس ّمى .
الدراما الموسيقيّة :يلعب كل من :الموسيقى ،واللحن ،والرقص ،دورا ً مهما ً في الدراما الموسيقية ،وال
يقتصر دور الكتاب المسرحيين في هذا النوع من الدراما على رواية القصة من خالل التمثيل والحوار
فقط ،بل على الرقص والموسيقى أيضا ً .
عناصر الدراما تحتوي الدراما على عناصر متعددة ،منها:
الفكرة الرئيسية :تصف الفكرة الرئيسية هدف المسرحية ،ويكون ذلك من خالل الحبكة الموجودة فيها .
والتي هي جوهر العمل الدرامي الذي تُبنى عليه باقي العناصر ،وتُعرف الحبكة بأنها ترتيب األحداث،
ويُشترط أن تعرض ً
فعال واحدًا تا ًما ،بحيث يكون لهذا الفعل بداية ووسط ونهاية ،والحبكة الدرامية إما أن
تكون بسيطة أو معقدة ،أما مادة الحبكة فهي الشخصية التي تؤديها ،والتي يجب أن تكون مالئمة ومحترفة
ومشابهة للواقع .وتتكون الحبكة من الصراع في العمل الدرامي ،والعرض ،وتصاعد األحداث ،وذروة
الحبكة ،والحل .
ي .اللغة :وهي عبارة عن الكلمات
الشخصيات :تصف الشخصيات األبطال الموجودين في العمل الدرام ّ
ي.ي ،لتتحدث بها الشخصيات في العمل الدرام ّالتي يختارها الكاتب المسرح ّ
الموسيقى :تلعب الموسيقى دورا ً مهما ً في األعمال الدرامية؛ حيث تزيد من اإلثارة والتشويق .
والعناصر التي يُبنى عليها العمل الدرامي ،في نظر أرسطو ستة هي :الشخصية والحبكة واللغة والفكرة
والغناء والمنظر المسرحي ،وهذه العناصر تختلف في أهميتها من عنصر إلى آخر.
لكل نوع من أنواع الدراما أو أقسامها منها طريقة في العرض والتمثيل ،وعددًا معينًا من الشخوص.
تطورت الدراما عبر العصور ،واتّخذت أشكاال مختلف تناسبا مع التطور الطبيعي للمجتمع ومع ما ينتج
عن هذا التطور من فكر وقيم.
المسرح اإلغريقي
تشير الدراسات إلى ّ
أن بدايات المسرح اإلغريقي تعود إلى القرن السادس قبل الميالد ،وقد ارتبطت
باألعياد الدينية وما كانت تشهده من طقوس آنئذ ،ما أدّى إلى ظهور المسرحيات التراجيدية وبعدها
الكوميدية.
أب التراجيديا اليونانية وأول ممثّل يقوم بتمثيل يعدّ الدّارسون "ثسيبس" الذي كان رئيس جوقة مرنّمين َ
مختلف األدوار أمام المشاهدين مغيّرا بين كل مشهد وآخر مالبسه وطالء وجهه قبل ابتكار فكرة األقنعة
وهي التقنية البصرية التي س ّهلت لل ُممثل االنتقال بين دور وآخر .ث ّم ازداد عدد ال ُممثّلين ليصبح اثنين ث ّم
ثالثة بعد ذلك .ونظرا لمحدودية عددهم كان ك ٌّل منهم يقوم بأدوار عديدة في المسرحية الواحدة إن اقتضى
األمر ذلك.
ازدهر المسرح اليوناني كتابة وتمثيال ،إذ ظهر اسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيدس في التراجيديا
وأرستوفانوس في الكوميديا وكُ ْ
تبت مئات المسرحيات لم يصلنا منها سوى عدد قليل جدا.
ّ
وبان موضوعها هو تمتاز التراجيديا اليونانية بأنّها ال تنتهي في ك ّل حاالتها بموت الشخصية الرئيسية
ع األحداث
دائما موضوع جدّي ذو قدر وحجم ،وبتواجد الوحدات الثالث ،أي :الزمان (الذي يستلزم وقو َ
في يوم واحد) والمكان (ضرورة وقوع األحداث في مكان واحد) ،ووحدة الموضوع.
3
صة هي أيضا إذ ارتبطت بطقوس الخصب والتناسل ،ث ّم ارتقى بها وكانت للملهاة اليونانية مه ّمتها الخا ّ
أرستوفانوس فجعل منها أداة ف ّعالة لإلصالح االجتماعي والسياسي بمهاجمة الس ِّيّئات والنواقص.
وتطور مكان العرض هو أيضا من ّ تطورت جوانب المسرح األخرى كاللباس واألقنعة والديكور،
كما ّ
صصة قطعة ارض مم ّهدة مستديرة في ساحة السوق إلى سفوح التالل قبل أن ت ُ َ
عرف البنايات ال ُمخ ّ
للعروض المسرحية (المسرح).
"فن ال ّ
شعر" وشرح قواعده وخصائصه وميزاته بالتفصيل. يعدّ أرسطو أول من ّ
نظر للمسرح في كتابه ّ
المسرح الروماني
بعد قيام امبراطوريتهم واحتاللهم لبالد اإلغريق تأثّر الرومان كثيرا بالثقافة اإلغريقية فقلدوها في ك ّل
طوروه فيمناحيها وفنونها بما فيها المسرح الذي نقل إليهم عن طريق األسرى الذين وقعوا بأيديهم ،لكنّهم ّ
ك ّل جوانبه تمثيال وديكورا وفضاءات عرض وتقنيات فأضافوا إليه أشياء لم تكن موجودة في المسرح
اإلغريقي وغيروا أخرى.
المسرح الكالسيكي الحديث (الجديد)
تخلّص المسرح كغيره من الفنون األخرى من سيطرة الكنيسة وغلبة المقدّس في مطلع عصر النهضة،
ي نشاط إنساني آخر دنيويا يهت ّم بقضايا اإلنسان ومشاكله.
وأصبح مثل أ ّ
تطلق عبارة" المسرح الكالسيكي الحديث "على مرحلة ازدهار حركة المسرح في أوروبا الغربية
صة في القرن السابع عشر ،ال سيما في أواخره .انطلقت هذه الحركة متأثرة بالمسرحعا ّمة وفي فرنسا خا ّ
صلها أرسطو في كتابه ّ
فن الشعر ،ث ّم القديم لدى اليونان ومن بعدهم الرومان ومحترمة لقواعده كما ف ّ
هوراس في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه ،ث ّم الناقد الفرنسي نيقوال بوالو بعدهما– في العصر موضوع
حديثنا -في كتابه بالعنوان نفسه أيضا ،خصوصا ما تع ّلق من هذه القواعد بالوحدات الثالث .والمحاكاة
الدقيقة للواقع مع تحويرات بسيطة في بعض الجوانب كما بسطها ال ُم ِّ ّ
نظرون المذكورون.
لكن ما المقصود بالوحدات الثالث؟ هي وحدة الزمان ووحدة المكان ووحدة الفعل .وحدة الزمان تعني
أالّ تتجاوز مدّة الفعل يوما واحدا( االمتداد الزمني لليوم هو مقدار النهار والليلة 24 ،ساعة )كما اشترط
ذلك أرسطو .وقد تساهل المسرح الكالسيكي الحديث في هذه النقطة قليال بتجاوز هذا الحدّ الزمني بما ال
يفوق ثالثةَ أيام .وتعني وحدة المكان أن يدور الحدث في المكان نفسه مع تساهل بسيط بتوسيع الدائرة قليال
وبحذر .أما وحدة الفعل فتعني ضرورة أن يكون محكوما من بدايته إلى نهايته بعالقة منطقية قوية ،أي أن
ي مشهد أو جزء منها كي يفهم حذف أ ّ
ُ تكون جزئياته مترابطة وضرورية لتطور الحبكة ،بحيث ال يمكن
ّ
العرض ويتّضح للمشاهد ،كما يمكن أن تكون هناك عُقَد ثانوية غير أنّه يجب أالّ تؤ ِّثر على العقدة األساسية
ُ
وأن تجدَ حلولَها هي أيضا في مسار تطور الحدث.
كما أن المسرح الكالسيكي الحديث ابتعد عن ك ّل ما من شأنه أن يصدم المشاهد مثل مشاهد العنف أو
صة جدا ،مع استثناءات نادرة .واحترام اآلداب العا ّمة ُمبرزا بذلك هاجسه األخالقي القائم
الحميمية الخا ّ
الحث على الفضائل وترك الرذائل مع وجوب احترام المبدإ األرسطي الشهير :مبدأ التطهير ،وهو ّ ِّ على
ّ
ضرورة جعل المشاهد يتأثر بما يرى ويسمع ما يُسهم بقسط أكبر في إبراز هذا الهاجس األخالقي .كما
اهت ّم بمحاكاة الطبيعة واالبتعاد عن الوهم بتناول ما يُصدّقه عقل المشاهد.
بخصوص أنواع المسرحيات وموضوعاتها يرى الدارسون ّ
أن المأساة مثال تمتاز بشخصياتها المنتمية
إلى طبقة النبالء التي ينبغي أن يكون أسلوبها مالئما لطبقتها .وبموضوعاتها ذات األصول التاريخية
واألسطورية .
4
َظرين لم يهت ّموا بها كثيرا لما يُعتقَد من دونيتها فقد حاولت– مع موليير في أن ال ُمن ّ
أما الملهاة وبرغم ّ
مجرد التهريج والمزاح والهزل واتجهت إلى البحث عن الجديد، ّ فرنسا مثال -االرتقا َء قليال فابتعدت عن
عقَد ُها تُص ّم ُم على منوال المأساة وأصبحت شخصياتها بورجوازية وترفّع أسلوبها فأصبحت حبكاتها و ُ
صفات اإلنسانية الذميمة والتهكم بها وازدرائها ،فيما يشبه
قليال .وحافظت على بعد أخالقي بالسخرية من ال ِّ ّ
صدد يقول الكاتب المسرحي الفرنسي الكالسيكي الشهير اإلصال َح األخالقي االجتماعي .وفي هذا ال ّ
موليير" :تصحيح األخالق بالضّحك".
اشتهر كتّاب كثيرون في مجال المسرح الكالسيكي الجديد في فرنساّ ،
لكن أشهرهم على اإلطالق :
راسين :له مسرحيات عديدة .كلّها تراجيديات ومآسي .من أشهرها :مسرحية فيدر .
بيار كورناي :له مسرحيات عديدة هو أيضا منها مسرحية السيد.
موليير :كتب مسرحيات كثيرة تتّسم بنكهة خا ّ
صة ،من أشهرها :مسرحية البورجوازي النبيل ،ومسرحية
البخيل ،ومسرحية مريض الوهم...الخ .
وبرغم ما أشرنا إليه في البداية من ظهور المسرح الكالسيكي الجديد في هذه الفترة في معظم بلدان
صة
تطور في كل بلد أوروبي بحسب الظروف الخا ّ أوروبا ،إالّ أنّه كان في فرنسا اشد ّ بروزا إلى حد ّ ما ّ .
به .كما ظهر كتّاب مسرحيون آخرون هنا وهناك منهم على سبيل المثال ال الحصر شكسبير في انجلترا
وبيدرو كالديرون ولوبي دي فيكا في اسبانيا وغيرهم .
مسرح خيال الظ ّل
هو واحد من أقدم أشكال المسرح في العالم .شكل من أشكال الفرجة ذو طابع درامي ،الشخصيات فيه
حرك من وراء ستارة بيضاء شفافة يُسلّط الضوء عليها من الخلف فيرى رسوم وأشكال أو د ُمى ت ُ ّ
سر تسميته بمسرح خيال الظلّ .تسمى الواحدة من تمثيليات خيال الظل "بابة"المتفرجون ظاللها وهذا ّ
وتجمع لغتها عادة بين الفصحى والعامية ،وبين الشعر والسجع ،كما دخلها بعد ذلك الغناء والتلحين .قد
يكون موضوعها نقدا اجتماعيا ،أو تصويرا فكاهيا لبعض أرباب الحرف والصناعات ،أو عرضا لبعض
األحداث التاريخية.
الشخوص المستعملة في هذه العروض هي مجموعة من األشكال المسطحة مصنوعة من الجلد أو
المقوى ،تمثّل كائنات إنسانية وحيوانية وبعض قطع اإلكسسوار ،تكون مجهزة بثقوب يدفع
ّ الملون
ّ الورق
فيهاالالعب عيدان الخشب أو غيره بحيث يمكن تحريكها و جعلها تؤدي أدوارها بدقة
لهذا المسرح نمطان أولهما عبارة عن ستارة بيضاء رقيقة مشدودة على قوائم خشبية يقف المخايلون خلفها
أو تحتها ،عند بداية العرض تُطفأ األنوار في أماكن المشاهدين و تضاء خلف الستارة وحدها لدعم تأثير
الظالل ،تستمر العروض عدة ساعات ،و ال يترك المخايل مكانه و يظل يغني و ينشد و يغيّر صوته حسب ّ
الشخصية التي يقدّمها ،و ال يتوقف إال في اللحظات التي تتدخل فيها الجوقة أو المغني اإلفرادي ،و تشكل
هذه المداخالت ما يشبه الفواصل ،و هي بمثابة االستراحة للمخايل.
ان لمسرح خيال الظ ّل دورا باإلضافة إلى الفرجة والمتعة اللتين يوفّرهما للكبار وللصغار ،يرى الدارسون ّ
توجيهيا لألطفال والنّاشئة يتمثّل في إكسابهم مجموعة من الخبرات والمعارف والثقافة العا ّمة أدبيا وعلميا
وفنيا تساعدهم على تنمية مداركهم وأحاسيسهم الجمالية والخلقية .كما يعدّدون له فوائد وقيم ووظائف منها:
تخص األطفال.
ُّ -فعاليته كأداة للتثقيف في ك ّل المجاالت التي
صحيحة في مختلف المجاالت. -إكساب األطفال المعرفةَ العلمية السليمة والعادات ال ّ
5
-مالحظة مدى تغيّر سلوكيات األطفال في ضوء تفاعلهم مع ما يقدّمه لهم من عروض.
-توجيه ال ُمربّين والمسؤولين عن البرامج ال ُمقدّمة لألطفال واآلباء واألمهات ومساعدتهم في مهامهم
التربوية.
وهناك نقاط تشابه كبيرة بينه وبين مسرح العرائس إلى حدّ التداخل وعدم التفريق بينهما لدى البعض.
مسرح العرائس
النهرين .فالمصريون القدماء مثال كانوا يتناقلون من يد ليد أثناء الوالئم تماثيل صغيرة من خشب
موشاة بألوان ورسوم تم ِّث ّل مومياءات ،كما كانت قبور أطفالهم تتض ّمن في أحيان كثيرة تماثيل
متحركة .
ّ صغيرة بأطراف
• ظهر مسرح العرائس في منطقة الشرق األوسط والبالد العربية متأ ِّ ّخرا نسبة إلى ظهوره عند
ظهوره بالقرن الرابع عشر الميالدي ،ويرجعُهَ بعض الدارسين
ُ األمم والشعوب األخرى .يُحدِّّد
ّ
آخرون إلى ما قبل ذلك ،ويرى آخرون أنّه لم يُعرف فيها إال بعد سقوط األندلس ،أي في نهاية
تطور منذ من ذلك الحين إلى يومنا القرن الخامس عشر .ومهما كان تاري ُخ ظهوره الحقيقي فقد ّ
هذا في ك ِّّل قطر بدرجة تق ّل أو تكبر بحسب ظروفه وبحسب ما يلقى من االهتمام واإلقبال إنتاجا
سسات وتلقيا ،فرديا وجماعيا ،رسميا وشعبيا ،واشتهر فيه وبه هنا وهناك أشخاص وهيئات ومؤ ّ
يحتفظ لنا التاريخ الثقافي لك ِّّل قطر بإنجازاتهم فيه .
• يمتاز مسرح العرائس في بعض أنواعه عن المسرح التقليدي بأنه ال يتشرط مبنى المسرح
وخشبته ضرورة لعروضه .بل تجري هذه العروض حيثما اتفق :في الساحات والحدائق العا ّمة
وفي البيوت والمقاهي والقاعات المدرسية واألسواق وغيرها .لذا فهو مسرح متنقّل ،وذلك لخفّة
متاعه أحيانا وسهولة االنتقال به من مكان إلى آخر.
صغار هي نفسُها– تقريبا -تلك التي ذكرناها • األهداف التربوية التعليمية لمسرح العرائس ال ُمو ّجه لل ِّ ّ
صغار األخالقعند حديثنا عن مسرح خيال الظ ِّّل .منها مثال إضافة إلى الجانب الترفيهي ،تعليم ال ِّ ّ
الحسنة والفضائل وشرح القيم النبيلة ،والتوعية الدينية والوطنية والمدنية ،وزرع الروح الوطنية
وحبّ ِّ الوطن في نفوسهم .وتقديم المعلومات الضرورية في كل مجاالت المعرفة على ألسنة
الحس الجمالي والفنّي
ِّ ّ الشخصيات وتقوية ثقافتهم العا ّمة .وتنمية مداركهم .كما أنّه بإمكانه تنمية
تعليمهم اللغةَ وممارستها بمستوياتها المتعدّدة عبر حوار الشخصيات واأللفاظ ِّ للصغار .وكذا
المستع َملة فيه .فضال عن توجي ِّههم الكتساب الخبرات والمهارات.
ضها وتُقدّم
صها وتُص ّمم عرو ُ
َب نصو ُ يستدعي ك ُّل هذا أن تكون المسرحياتُ هادفة وبنّاءة ،تُكت ُ
االطالع على النظريات التعليمية( الديداكتية )والتربوية وعلم نفس ّ من مختصين لهم قدر من
شوقة ومقتصدة في الطفل ،ويتمتّعون بقدرات فنية ابتكاريه .وأن تكون ذات حكاية أو قصة ُم ّ ِّ
الخيال ،وبسيطة ،وقصيرة بما ال يدعو إلى الملل ،وأن تكون نهاياتُها مناسبة ألهدافها ،ينتصر فيها
تتدرج
وتبرز الفضيلة ،وأن تكون لغتها سليمة سهلة بسيطة خالية من التعقيد .وأن ّ ُ ُّ
والحق الخير
سن المتلقّي واألهداف التربوية المتو ّخاة.
بتدرج ّ في ك ِّّل ما سبق ُ
ذكره ُّ
صغار ،ترفيهي وإمتاعي أيضا للكبار .قد صة بال ِّ ّ
• وهو إضافة إلى صفته التعليمية التربوية الخا ّ
ّ
يكون دعائيا لفكرة أو سلعة ،أو نقديا اجتماعيا ،أو سياسيا ذا طابع هزلي كاريكاتوري .يتطلب هذا
النوع جرأة وبراعة ومهارة فنية ومقدرة على االبتكار واإلبداع وإمكانيات .تص ّم ُم فيه عرائس
نجوم المجتمع في ك ّل المجاالت( بمالمحها ال ُمميِّّزة وتُق ِّلّد عندَ العرض طريقة َ تعبيرية دقيقة تم ِّث ّل
حرككالمها وعاداتها اللفظية وحركاتها المعروفة عنها ).وقد اهت ّمت صناعة السينما بشخصية ُم ِّ ّ
العرائس أو" القراقوزاتي "فأنتجت أفالما في هذا المجال ،منها على سبيل المثال ال الحصر الفيلم
المصري الشهير" األراجوز "الذي لعب بطولت َه عمر الشريف وميرفت أمين وهشام سليم
وأخرجه هاني الشين .كما أسهمت القنوات التلفزيونية ببرامجها( في ك ِّّل أنحاء العالَم )في تقريبه
صغار.
من الجمهور بمختلف شرائحه العُمرية وفئاته االجتماعية خصوصا من ال ِّ ّ
واهت ّمت الدراما التلفزيونية بمسرح العرائس فأنتجت فيه مسلسالت وحصصا منها على سبيل
المثال ال الحصر السلسلة الشهيرة :موبيت-شو ،وسلسلة Les Guignoul de linfoالنقدية
7
السياسية الساخرة الته ّكمية الفرنسية .وغيرها ِّم ّما نراه في البرامج التلفزيونية في البلدان
الديمقراطية التي يتمتّع إعال ُمها بقدر كاف من الحرية .
تتطور بتطور عروضها وتتاليها فتأخذ على مدار هذه ّ • يبتكر ف ّنانو مسرح العرائس شخصيات
العروض سمات ومالمح تُم ِّّيزها وترسُخ بها في ذاكرة ووجدان أجيال بأكملها ،سواء أكانت
صغار.شخصيات عروض ُمو ّجهة للكبار أم شخصيات عروض مو ّجهة لل ِّ ّ
-------
مسرح الجيب
استعيرت التسمية من عالَم النَّشر حيث أُطلقت على الكُتُب المنشورة والمعروضة بأسعار معقولة لت ُكون
تناول أكبر عدد من القُ ّراء ،وبقطع وحجم صغيرين يُمكن معهما َوضْعها في الجيب (Livre de في ُم َ
poche).
تفرجين .وهي بذلك تُطلَق تسمية مسرح الجيب على صالة مسرحيّة صغيرة تَتّسع لعدد قليل من ال ُم ِّ ّ
َحمل اسْم مسرح الجيب في ي .هناك ِّعدّة صاالت ت ِّ
كثيرا من َمفهوم مسرح ال ُحجرة وال َمسرح ال َحميم ّ
َقترب ً
ت ِّ
ضا علىالعالَم مثلما هو الحال في بروكسل وباريس على سبيل المثال .كما ت ُطلَق تسمية مسرح الجيب أي ً
ألن ِّمثل هذه المسرحيّات كانت تُقدَّم عادة في َمسارح ي .وذلك ّ مسرحيّات قصيرة ذات َمنحى تجريب ّ
صغيرة ل ُجمهور من النُّخبة .وقد قام بعض الكُتّاب ِّمثل الفرنسي جان كوكتوJ. Cocteau (1889-
المثال «الب ّحار المسكين» )1963بتأليف مجموعة مسرحيّات قصيرة لمسرح الجيب منها على سبيل ِّ
و"الثور على السطح" و"استعراض".
شبيه بهذا ما يعرف بمسرح الحجرة عند المسرحي السويدي أوغست سترندبرج ( )1849-1912الذي
عاصر الروسي أنطوان تشيكوف والنرويجي هنريك يوهان إبسن .ومسرحيات الحجرة هي مجموعة من
المسرحيات ال قصيرة كتبها بوحي من سيرته الذاتية ،وقدمها على (المسرح الحميمي) الذي شيد خصيصا
لهذه العروض في عام 1907في استوكهولم .ال يعتمد المسرح الحميمي على االمكانيات المادية الضخمة
وال يحتاج إلى صالة كبيرة بل هو (مجرد مستودع مستأجر يتسع لمائة وواحد وستين مقعدا) .هناك جو
حميمي يجمع الجمهور بالممثلين في مسرح الحجرة الذي ال يقوم على عروض مكلفة او انتاج ضخم او
ِّث جو المكان ألفة بمساعدة المتفرج وقد يصدر عنه مالحظة او مشاركة من نوع او جمهور كبير .يحد ُ
اخر اثناء العرض .اعتبرت مسرحيات الحجرة (منحطة) من بعض النقاد ألنها تسيء إلى المسرح برأي
أن سترندبرج قد ابتكر تعبيرا دراميابعض النقاد أثناء عرضها؛ بينما يمتدحها بعضهم اآلخر معتبرين ّ
جديدا استطاعت من خالله الصور المجازية االستمرار في الحياة .الغاية من مسرح الحجرة هي البساطة
في الموضوع وفي العرض .وفيه يتم التحرر من تقاليد الحبكة والشخصية .وألن الموضوع جديد فإن
الطريقة والشكل ايضا سيكونان جديدين .وحدة أسلوب العرض وتماسكه هما من الخصائص التي طالب
بها (سترندبرج) في مسرحيات الحجرة .ويعزو بعض النقاد اسباب كتابة (سترندبرج) لمسرحياته
التعبيرية التي تفرض متطلبات قليلة على مخيلة المشاهد إلى كونه ال يهتم بالحقيقة الخارجية في سنواته
االخيرة .مما جعل مسرحياته تتسم باللغة بالغنائية ،وبشكل موسيقي ،تعتمد االيماء وااليحاء البصري،
والوقفات والصمت ،مع تشويه الزمان والمكان ،والتوجه نحو التجربة الداخلية.
8
طالب المسرح الذين درسوا في أوروبا بتأسيس مسرح الجيب قامت في مصر سنة َ ،1962جماعة من ّ
األول مسرحيّات ليوجين يونسكو الذي أداره سعد أردش ( .)-1924وقد قَدّم هذا المسرح في مو ِّسمه ّ
)(1912-1993وبرتولت بريشت ) B. (1898-1956وأنطون تشيخوف ) (1860-1904وبعض
المسرحيّات الكالسيكيّة .ث ُ ّم اتَّجه لتقديم مسرحيّات ِّمصرية منها مسرحيّات ال َع َبث التي كتبها توفيق الحكيم
ً
طويال ،كم ظهر في ( )1987-1898ومنها «الطعام لك ّل فم» و"يا طالع الشجرة" .لم يُ ّمر هذا المسرح
التجربة أفرزت ُمحاوالت أخرى في أقطار عربية أخرى ِّ مصر أيضا مسرح القهوة سنة ّ .1970
لكن هذه
ي في األردن (.)1968 لها نَ ْفس ال َمنحى ِّمثل مسرح المائة كُرس ّ
---