You are on page 1of 2

‫نموذج تطبيقي للنص المسرحي ‪ / :‬اللحن الجديد – توفيق الحكيم ‪.

‬‬

‫القراءة التوجيهية ‪:‬‬

‫الرصيد المعرفي‪:‬‬

‫المسرح من الفنون الحكائية التي تعتمد في التواصل مع القراء على الحوار المباشر الذي تجريه الشخصيات فيما بينها ‪ ،‬كما‬
‫يعتمد على مجموعة أخرى من الخصائص التي تميزه عن باقي األنواع األدبية األخرى ‪ ،‬فكيف تتجلى في نص “اللحن الجديد”‬
‫للكاتب المسرحي المصري توفيق الحكيم ‪.‬‬

‫تأطير النص ‪:‬‬

‫أ ‪ .‬صاحب النص ‪:‬‬

‫توفيق الحكيم كاتب و مؤلف مصري ولد باإلسكندرية يوم ‪ 9‬أكتوبر من عام ‪1898‬م و توفي بالقاهرة سنة ‪1987‬م ‪ ،‬اشتغل في‬
‫مجال القضاء وكيال للنائب العام ثم انتقل إلى وزارة المعارف مديرا للتحقيقات كما اشتغل في وزارة الشؤون االجتماعية ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك تفرغ للصحافة و كشف عن ميوالته الفنية و األدبية فصار مديرا عاما بدار الكتب ثم عضوا متفرغا في المجلس العلى‬
‫لرعاية الفنون واآلداب ‪ ،‬يعتبر توفيق الحكيم رائدا من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية وكانت مسرحيته المشهورة أهل‬
‫الكهف في عام ‪ 1933‬حدثا هاما في الدراما العربية ‪ ،‬فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني‬
‫‪ ،‬و سمي بذلك نظرا لصعوبة تجسيده على الركح ‪ ،‬وقد توالت أعماله اإلبداعية التي نذكر منها بخاصة ” أهل الكهف” ”‬
‫شهرزاد” ” الملك أوديب ” ” يا طالع الشجرة ”‬

‫ب ‪ .‬نوعية النص ومصدره ‪:‬‬

‫النص عبارة عن مسرحية مأخوذة عن كتاب ” المسرح المنوع ” – المطبعة النموذجية – القاهرة – ص ‪509 – 507‬‬
‫(بتصرف )‪.‬‬

‫ج ‪ .‬مالحظة العنوان ووضع الفرضية‪:‬‬

‫يحيل لفظ ” اللحن “ الموسيقى ‪ ،‬ولكن هذا من الجانب الظاهري فحسب ‪ ،‬والواقع ان هذا اللفظ يمكن ان يستخدم مجازيا في‬
‫مجاالت عدة ‪ ،‬ولما ارتبط بلفظ ” الجديد ” فنحن نفترض أن النص سيتحدث عن هذا النوع من اإلبداع ‪ ،‬أو عن شيء مرتبط به‪.‬‬

‫أنشطة الفهم ‪:‬‬

‫المحور العام ‪:‬‬

‫الحوار الذي دار بين حمدي ووجدان حول حياتهما الجديدة بعد شهرين من الزواج ‪.‬‬

‫المتن الحكائي ‪:‬‬

‫يعرض هذا النص المسرحي حوارا بين زوجين حديثي العهد بالزواج هما حمدي و وجدان ‪ ،‬وهما يستعدان لالحتفال بمناسبة‬
‫مرور الشهر الثاني على زواجهما ‪ ،‬فقد أثنت الزوجة على زوجها ألنه قدم إليها باقة أزهار ثم أخبرها بأن الهدية األكبر هي‬
‫اللحن الجديد الذي سيهديه لها ‪ ،‬لكن وجدان سرعان ما شردت مما جعل حمدي يسألها عن سر شرودها ‪ ،‬ثم تطور الحوار بين‬
‫الزوجين حتى وصل إلى موضوع والدة وجدان التي تحل في كل مرة ضيفة عليهم ‪ ،‬غير أن المشكلة الحقيقية هي أنها ال تضيع‬
‫أية فرصة النتقاد حياتهما و مستواهما المعيشي ‪ ،‬وقد اشتكى حمدي من تصرفاتها تجاهه بخاصة ‪ ،‬لكن وجدان حاولت طمأنته‬
‫و التخفيف من كما التمست العذر ألمها ‪.‬‬
‫أنشطة التحليل ‪:‬‬

‫يتميز هذا النص المسرحي بمجموعة من الخصائص التي يمكن إجمالها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬اعتماد عناصر الحكي ‪:‬‬

‫أ– الزمان و المكان ‪ :‬وهما يشكالن في المسرحية – كما في غيرها من الفنون الحكائية – اإلطار الذي تجري فيه األحداث ‪،‬‬
‫فالزمان في النص هو الشهر الثاني بعد الزواج ‪ ،‬والمكان هو شقة في الزمالك بالقرب من النيل ‪.‬‬

‫ب– الشخصيات ‪ :‬إن طبيعة العمل المسرحي تفرض وجود عدد من الشخصيات التي تتفاعل فيما بينها ‪ ،‬وهي تؤطر األحداث و‬
‫المواقف ‪ ،‬وفي هذا النص نجد شخصيتين هما الزوج حمدي و زوجته وجدان ‪ ،‬وكالهما يتميز بعدد من الصفات االجتماعية و‬
‫الفيزيولوجية و النفسية ‪.‬‬

‫ج– الحدث ‪ :‬حيث تبنى المسرحية باعتبارها نصا حكائيا على مجموعة من األحداث ‪ ،‬وهذا النص يدور حول احتفال الزوجين‬
‫بمرور الشهر الثاني على زواجهما بحيث فتح بينهما حوار لطيف ينم عن السعادة والفرح و لكنه سرعان ما تحول إلى مناقشة‬
‫حادة حول والدة وجدان‬

‫‪ .2‬استخدام الحوار ‪ :‬وهو التقنية األساسية التي بفضلها تتنامى األحداث ‪ ،‬فالنص المسرحي يتجاوز األسلوب السردي و‬
‫األسلوب التصويري ليركز على الجمل و التعابير التي تتبادلها الشخصيات فيما بينها ‪ ،‬وهذا هو المظهر الحسي البارز لكل‬
‫نص مسرحي ‪ ،‬فليس هناك سارد يتدخل للتوضيح أو التعليق أو سبر أغوار الشخصيات ‪ ،‬و لكن كل ما يمكن أن يعرفه القارئ‬
‫يكون من خالل حوار الشخصيات فيما بينها ‪.‬و نظرا ألهمية الحوار فإن الكاتب يجب أن يعمل على صياغته صياغة تتالءم مع‬
‫المواقف من حيث الطول و القصر ‪ ،‬و على إدراج لحظات الصمت في مكانها المناسب حتى ال تكون اعتباطية‬

‫‪ .3‬الصراع الدرامي ‪ :‬باإلضافة إلى المظهر الحسي السابق فإن النص المسرحي يتميز بالصراع الذي ينشأ بين الشخصيات‬
‫نظرا لتضارب الرغبات والغايات و المواقف ‪ ،‬وهو صراع قد يكون فكريا أو اجتماعيا أو دينيا أو سياسيا … كما يكون صراعا‬
‫ظاهرا من خالل التعابير و األلفاظ المباشرة أو خفيا يفهم من السياق ‪ ،‬وقد يكون خارجيا يجري بين الشخصيات كما يمكن أن‬
‫يكون داخليا يجري بين الشخصية و ذاتها الداخلية ‪ ،‬وهذا الصراع هو الذي يحرك الشخصيات في اتجاه الحوار ‪ ،‬وفي هذا‬
‫النص فإننا نلمس صراعا ظاهرا بين الزوج والحماة وصراعا خفيا بين الزوج و زوجته‬

‫‪ .4‬السينوغرافيا ‪ :‬بما أن الغالب في النص المسرحي هو األسلوب الحواري ‪ ،‬فإن الكاتب يلجأ في بعض األحيان – لتوضيح‬
‫نوع الحركات أو اإلضاءة أو تنغيم األصوات – إلى جمل يضعها بين قوسين ‪ ،‬وهي تساعد القارئ أو المخرج على تجسيد‬
‫المعاني و الحركات الحقيقية المقصودة من الحوار‪.‬ومن أمثلة السينوغرافيا في هذا النص نجد مثال ( شاردة فجأة ) أو ( شقة‬
‫جميلة على النيل ‪ ،‬حمدي أمام بيانو كبير … ووجدان تنسق أزهارا ) ‪.‬‬

‫‪. 5‬الحركة أو الفعل‪ :‬تبدأ المسرحية نصا مكتوبا و لكنها ال تأخذ وضعها الحقيقي ‪ ،‬إال حين تمثل على الركح ‪ ،‬حيث تجمع بين‬
‫الكلمة والحركة في شكل متناسق ‪ ،‬فالحركة المصاحبة للنص ال تكون اعتباطية ولكنها تساهم في تجسيد العمل المسرحي ‪.‬‬

‫‪ .6‬الفكرة أو الموضوع ‪ :‬و نقصد بها المضمون الفكري الذي تعالجه المسرحية ‪ ،‬حيث يمكن أن تعالج مجموع من القضايا‬
‫المتنوعة ‪ ،‬و يمكن للكاتب أن يقدم وجهة نظره من خالل إحدى الشخصيات مع إدراج باقي وجهات النظر األخرى من خالل‬
‫الشخصيات األخر‪.‬‬

‫تركيب ‪:‬‬

‫المسرح من الفنون الجميلة ‪ ،‬وهو يبدأ نصا يعتمد خصوصية الحوار و الصراع و السينوغرافيا ‪ ،‬غير أنه عندما يتحول إلى‬
‫خشبة المسرح أو الركح يضاف إليه مجهود المخرج و عدد من الوسائل المساعدة كاإلضاءة و الديكور و الموسيقى ‪ .‬مع‬
‫مالحظة أن بعض النصوص المسرحية التي اصطلح عليه بالمسرح الذهني ليست قابلة للتحول إلى عرض مسرحي‪.‬‬

You might also like