You are on page 1of 15

‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫ثنائية النص ‪/‬العرض‬


‫من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬

‫‪Text/display binary: Fromclassicaldramatheory to theatrical performance theory‬‬


‫‪The power oftragedyremainsevenwithoutspectators or actors.” Aristotle‬‬
‫حاتم كعب‪،*،2‬‬
‫‪8‬جامعة أم البواقي ‪( ،‬الجزائر)‪Kab .hatem@gmail.com ،‬‬
‫تاريخ النشر‪2022/61/89 :‬‬ ‫تاريخ املراجعة‪2022/60/22:‬‬ ‫تاريخ إلايداع‪2022/03/01 :‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫بعد أن صرح‪ ،‬برتولت بريخت(‪8891-8181- ،( bertolt brecht‬م‪ ،‬في بديات القرن املاض ي‪ ،‬بأطروحاته‬
‫النظرية في املسرح‪ ،‬سواء في كتابه" ألارغانون الصغير"‪ ،‬أو في غيره من مؤلفاته‪ ،‬والتي حاول من خاللها الخروج‬
‫عن أصول الدراما ألارسطية‪ ،‬بدأت ثنائية العرض ‪ /‬النص‪ ،‬تشغل القائمين على املشهد املسرحي العالمي‪ ،‬وتطرح‬
‫على نحو من الصراع والتضاد‪ ،‬وبدأ كل طرف من أطراف هذه الثنائية يحشد ألانصار‪ ،‬ويرصد الحجج واملبررات‬
‫للسيطرة على املشهد املسرحي العالمي‪ ،‬كما بدأ التساؤل املفصلي يتكرر‪ :‬هل حان الوقت لسقوط النظرية‬
‫الدرامية ألارسطية‪ ،‬والتي هيمنت على تاريخ املسرح العالمي منذ نشأته ألاولى عند إلاغريق؟ وهل أذن املسرح‬
‫بالخروج عليها؟ أم أن هذه النظرية لها من التقاليد الفنية‪ ،‬ومن ألاعراف النقدية‪ ،‬ومن ألانصار‪ ،‬ما يحول دون‬
‫ذلك؟ وهل يمكن لنظرية العرض املسرحي‪-‬حديثة النشأة‪ ،-‬والتي ولدت مع مقوالت بريخت‪ ،‬أن تنسف هذا إلارث‬
‫النظري الدرامي الرصين‪ ،‬الذي أسس له أرسطو قبل قرون طويلة‪ ،‬في كتابه "فن الشعر"؟ وبعد كل هذا‪ ،‬هل من‬
‫فسحة لتعايش النظرتين‪ ،‬والسير معا دون صدام؟‬
‫وعليه‪ ،‬تتكشف إشكالية هذا البحث‪ ،‬من خالل معالجة إشكالية تلقي الظاهرة املسرحية‪ :‬كيف تلقى‬
‫النقد املسرحي الظاهرة املسرحية منذ نشأته مع كتاب "فن الشعر" ألرسطو في القرن الرابع قبل امليالد؟ هل تلقى‬
‫النقد املسرح نصا أدبيا مكتوبا؟ أم أنه تلقاه فعال تمثيليا‪ /‬عرضا‪ ،‬فقط؟ هل يمكن ضم املسرح ضمن الحقل‬
‫ألادبي‪ ،‬أم هو أوسع من أن يدخل تحت هذا التصنيف؟ هل يمكن حصر الظاهرة املسرحية‪ ،‬في كونها نصوصا‬
‫مسرحية كتبت لكي تمثل فقط؟هل املسرح عروض ماتعة في املقام ألاول؟ هل الظاهرة املسرحية نص فقط‪ ،‬أم‬
‫عرض فقط؟ هل النص هو مركز الظاهرة املسرحية‪ ،‬أم أنة هناك أشياء أخرى تقاسمه هذه املركزية؟‬
‫الكلمات املفتاحية‪.:‬املسرح‪ ،‬املسرحية‪،‬العرض‪،‬النظرية الدرامية الكالسيكية‪،‬نظرية العرض املسرحي‪.‬‬

‫* املؤلف املراسل‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪182‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬/‫ثنائية النص‬ ‫حاتم كعب‬
After Bertolt Brecht (1898-1956), in the early part of the last century, stated his
theoretical propositions in the theatre, whether in his book "The Little Argon" or in
other of his works, through which he tried to depart from the origins of Aristotelian
drama. The duality of the show/text started to occupy the people in charge of the
world theatrical scene. It was displayed in a conflictual and contradictory manner
within which each party of this duality started to mobilize supporters and build-up
arguments and justifications to control the world theatrical scene. So has the specific
enquiry started to become more frequent: Is it time for the fall of the Aristotelian
dramatic theory which has dominated the world’s theater history since its inception
by the Greeks? Has the theatre allowed us to go out of it? Or does this theory have
the artistic traditions, critical customs, and enough advocates that prevent its fall?
And could the newborn stage-show theory that emerged with Brecht’s quotes
eradicate this solid theoretical legacy that Aristotle established centuries ago in his
book The Art of Poetry? After all, is there room for the two theories to coexist
toghether without conflict?
According to the aforementioned questions, wemaysay: This studyattempts to
discuss a criticaltheatricalproblem, whichisdistributedthroughanumber of questions,
the most important of which are: Can theaterbeincludedwithin the literaryfield, or
isittoobroad to fallunderthis classification? Can the theatricalphenomenonbelimited
to theatricaltextswritten to representonly? Are theatresprimarily fun shows? Is
theatricalphenomenon a text-only, or only a presentation? Is the text the centre of the
theatricalphenomenon, or are thereotherthingsshared by thiscentrality?
Key words:
theatre, theatrical performance, classicaldramatheory, theatrical performance theory.

:‫تقديم‬:‫أوال‬
‫ ومازالت‬،)‫ خاضعة لتأثير أمها ألاولى( وهي التراجيديا إلاغريقية‬،‫مازالت الدراما الغربية منذ عهد الرومان‬
،‫ وهي النظرية الواردة في كتاب فن الشعر ألرسطو‬،‫واقعة تحت تأثير النظرية الفنية الفريدة التي ورثناها عنها‬
‫ وأن التشبث‬،‫ ال بد أن يظهر في كل نقاش يدور حول الدراما قديمها وحديثها‬،‫ويبدو أن اسم املعلم ألاول‬
‫ فقد دخلت ألاجيال على مر العصور في حوار‬،‫ أو الثورة عليها هما في الحالتين اعتراف بفضله وسلطانه‬،‫بقواعده‬
‫ ويعدل فيها أو‬،‫ وأخذ يفسرها‬،‫ وخرج عليها البعض آلاخر‬،‫ وتمسكت بض ألاجيال بالنظرية‬،‫مع نظريته املشهورة‬
.1‫ ويثور عليها‬،‫يخالفها‬
‫ وللوقوف على‬،‫ نتاج هذه الحركات التجديدية ضمن النظرية الدرامية‬،‫ العرض‬/‫وكانت ثنائية النص‬
‫ خطر لي أن‬،‫ وسعة الجدل الحاصل حولها‬-‫عرض أو تأليف إخراج‬/‫نص‬-‫حجم الارتباك الذي تلبس هذه القضية‬
‫"عندما تبدأ التدريبات‬:‫ حين قال‬،‫أصدر الحديث عنها بكالم الناقد املسرحي"نجيبسرور"في كتابه حوار في املسرح‬
،‫ وبما أن النص قد خرج من يد ألاول إلى يد ألاخير‬،‫على أي نص مسرحي يبدأ معها حتما النزاع بين املؤلف واملخرج‬
‫ لتنعقد بينهما‬،‫ فال مفر عادة من التنازل من جانب أحد الطرفين أو كليهما‬،‫وبما أن املركب ال يحتمل ريسين‬
،‫ وبذلك يظل النزاع كامنا في الصدور أو محصورا داخل جدران املسرح‬،‫ تضمن استمرار سير التدريبات‬،‫هدنة‬
)291 -280( ‫م‬0500 ‫ جوان‬،50 ‫ العدد‬،50 ‫املجلد‬ 183 ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫منتظرا أقرب فرصة لإلعالن عن نفسه‪ ،‬ثم تجيء الفرصة بخروج العرض بدوره من يد املخرج إلى الجمهور‪ ،‬وهنا‬
‫تنتهي الهدنة لتبدأ معركة غريبة بين الصديقين اللدودين"‪.2‬‬
‫لقد تباينت نظرة النقاد املسرحيين‪ ،‬إلى ثنائية (النص‪/‬العرض)‪ ،‬وتوزعت عبر ثالثة آراء‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪-2‬النظرية الدرامية الكالسيكية‪ :‬وهي نظرية تعلي من سلطة النص على حساب العرض‪ ،‬ودستورها‬
‫ألاول هو كتاب "فن الشعر" ألرسطو‪.‬‬
‫‪-0‬نظرية العرض املسرحي‪ :‬وهي نظرية درامية حديثة مناهضة ألفكار النظرية الدرامية الكالسيكية‪،‬‬
‫خاصة فيما تعلق بثنائية النص‪/‬العرض‪ ،‬فهي حولت بوصلة الاهتمام من النص صوب العرض‪ ،‬الذي مثل بؤرة‬
‫الاهتمام عند أصحابها‪.‬‬
‫‪-3‬النظرة التوفيقية‪ :‬حاولت التوفيق في رؤيتها‪ ،‬بالجمع بين الاهتمام بالنص‪ ،‬وبقية املكونات التي تعمل‬
‫على تحقيقه مشهديا‪/‬العرض‪.‬‬
‫مباحثة ثنائية النص‪/‬العرض‪:‬‬
‫إن النص املسرحي‪ ،‬هو البذرة ألاساسية إلقامة زراعة مسرحية حقيقية‪ ،‬وهو الخلية ألاولية لوجود‬
‫الحياة املسرحية على أية أرض‪ ،‬وفي أية تربة‪ ،‬فهو وحده الثابت في النهر املسرحي‪ ،‬ألنه املجرى‪ ،‬وهو وحده الذي‬
‫يملك قوة التحدي‪ ،‬تحدي الزمن واملكان‪ ،‬وهو وحده الذي يملك لغة إنسانية شاملة‪ ،‬تخاطب العقليات‬
‫املختلفة والبنيات املتباينة‪ ،‬ولقد اعتمد املسرح دائما على تصوير جوهر إلانسان‪ ،‬فقد تتغير الظالل بتغير‬
‫ألاضواء ولكن ألاصل باق‪ ،‬هذا ألاصل الذي يبقى‪ ،‬بعد أن تنطفئ أضواء العروض املسرحية‪ ،‬وبعد أن تتفرق‬
‫بالجمهور السبل‪ ،‬أين هو اليوم؟‪.3‬‬
‫ضرورة أن نؤمن –جميعا‪-‬بأن املسرح يبدأ بالنص‪ ،‬وبأن الحضارات قد تأسست بالكتابة وفي الكتابة‪،‬‬
‫وبأن الوحي كتابة‪ ،‬وأنه قد بدأ من كلمة(اقرأ)‪ ،‬وبأن الدستور في الدول الديمقراطية كتابة أيضا‪ ،‬وبأنه ال يمكن‬
‫إقامة دولة املسرح الحرة والديمقراطية‪ ،‬بدون دستور مكتوب‪ ،‬وبدون قانون ينظم العالقة بين الشخصيات‬
‫املواطنة في هذه الدولة‪ ،‬وبدون هذا النص‪/‬الديوان‪ ،‬والذي نخبئ فيه الحياة والحيوية‪ ،‬ونخبئ فيه املعرفة‬
‫والحكمة‪ ،‬ونخبئ فيه الشعرية والجمالية‪ ،‬فإن هذا املسرح سيظل في درجة الصفر دائما‪ ،‬وال يمكن أن يكون له‬
‫ماض مض ى‪ ،‬وال يمكن أن يكون له مستقبل سوف يأتي‪ ،‬وبهذا يكون من الضروري أن نعيد الاعتبار للكلمة‪ ،‬وأن‬
‫نبدأ الفعل املسرحي من أساسه املؤسس‪ ،‬والذي هو الكتابة‪.4‬‬
‫هكذا يصر أتباع النظرية الدرامية الكالسيكية‪ ،‬على مقوالتهم النقدية‪ ،‬التي تعلي من شأن النصوص‬
‫املسرحية‪ ،‬وتهوي بما سواها من عناصر املسرح ألاخرى‪ ،‬وعلى رأسها العرض‪ ،‬الذي تعتبره فضلة آنية‪ ،‬سرعان ما‬
‫تندثر ويزول أثرها‪ ،‬بانتهاء ساعة العرض‪ ،‬ومغادرة الجمهور‪.‬‬
‫من الشائع أن يلتمس الفنان في فكره خلود أعماله‪ ،‬عزاء حقيقة الفناء‪ ،‬فنجد هوراس يؤكد أن‬
‫قصائده أطول عمرا من "البرونز"‪ ،‬بينما يعزي شكسبير حبيبته بأمل التجدد دوما رغم ما يبدده الزمن‪ ،‬لكن‬
‫العرض املسرحي‪-‬الذي يعد أعمق أشكال التعبير الفني تأثيرا وحدة وكثافة‪ ،‬وأيضا أقصرها عمرا‪-‬ال ينتمي إلى هذا‬
‫الطراز من الفن الذي يعده مبدعوه أثرا خالدا‪ ،‬فهو فن تبدعه الجماعة ال الفرد‪ ،‬وهو فن يظل جوهره العرض‬
‫‪5‬‬
‫الحي والتلقائية وعدم الخلود‪ ،‬حتى وإن حفظناه على أشرطة الفيديو‪-‬كما نفعل آلان‪-‬إلى ما شاء هللا‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪184‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫إن دراسة فن العرض‪ ،‬تتضمن البحث في أمرين ثقافيين مهمين‪ :‬فهي تقودنا أوال إلى استكشاف كيفية‬
‫تحول الخيال‪ ،‬أو ما يفوق الخيال إلى الواقع‪ ،‬وهي تدفعنا ثانيا إلى استكشاف العالقة بين الواقع‪ ،‬وبين الصور‬
‫املختلفة‪ ،‬التي تعرض من خاللها هذا الواقع‪ ،‬إن تحويل فكرة ما أو شخصية خيالية‪ ،‬إلى كيان حي ملموس‪ ،‬يعني‬
‫تجسيدها" ‪ ،"incarnation‬فهو فعل تجسيد يحول الفكرة‪ ،‬أو السطور املطبوعة إلى أصوات وحركات‪.6‬‬
‫نعم‪ ،‬إن العرض هو عملية تحويل فني‪ ،‬تحويل النص بوصفه منظومة من العالمات اللغوية‪ ،‬إلى فعل‬
‫ملموس‪ ،‬وشاهد يلتقفه املتلقي‪/‬الجمهور‪ ،‬وتشترك في عملية التحويل هذه جملة من الوسائط‪ ،‬يشرف عليها ربان‬
‫واحد هو املخرج‪.‬‬
‫إن املسرح العالمي‪ ،‬لم يعرف في بداياته ذلك الصراع الذي احتدم في القرن العشرين‪-‬وخاصة في‬
‫نصفه الثاني‪ -‬بين مؤلف النص املسرحي ومخرج العرض‪ ،‬وكأن شرط وجود أحدهما هو نفي آلاخر‪ ،‬أو ذلك‬
‫الفصل التعسفي الساذج بين النص الدرامي‪ ،‬الذي يكتب للمسرح‪ ،‬وبين ألاداء التمثيلي لهذا النص‪ ،‬الذي يحوله‬
‫إلى عرض مسرحي حي أمام الجمهور‪.7‬‬
‫لقد كان املسرح دائما‪ ،‬ومنذ البداية‪ ،‬نشاطا جماعيا تكامليا‪ ،‬يتحقق من خالل اتحاد وتناغم مجموعة‬
‫من العناصر‪ ،‬يمثل النص اللغوي الحواري املنطوق إحداها فقط‪ ،‬وتتضافر جميعها إلنتاج التجربة املسرحية‪،‬‬
‫كان هذا هو حال املسرح سواء في بداياته الشعبية في كل أنحاء العالم‪ ،‬أو بدياته الرسمية في املسابقات‬
‫املسرحية‪ ،‬التي كانت تعقد في الاحتفاالت الدينية املوسمية في اليونان‪ ،‬في القرن الخامس قبل امليالد‪ ،‬فكان‬
‫املؤلف املسرحي في اليونان القديمة‪-‬مثل اسخيلوس أو سوفوكليس أو يوربيديس‪-‬كثيرا ما يتولى مهمة صياغة‬
‫العرض املسرحي لنصه‪ ،‬ويتولى مهمة تنظيم العمل وتوزيعه‪ ،‬بل وأيضا تدريب جوق املمثلين واملنشدين‬
‫‪8‬‬
‫والراقصين‪-‬أي أنه كان مخرجا مسرحيا باملعنى الحديث الذي لم يكن معروفا آن ذاك‬

‫إن تاريخ املسرح في الشرق والغرب‪ ،‬يشهد بأن أعظم نصوص كتبت للمسرح‪ ،‬لم يبدعها أدباء يعيشون في‬
‫أبراج عاجية‪ ،‬بل كتبها رجال مسرح انخرطوا في العملية املسرحية‪ ،‬وعايشوا أدق تفاصيلها‪ ،‬منذ كتابة النص‬
‫حتى عرضه أمام الجمهور‪ ،‬فكان وليام شكسبير إلانجليزي يؤلف لفرقته‪ ،‬ويشارك في إدارة شؤون الفرقة‪،‬‬
‫وإعداد النص للعرض‪ ،‬ويساهم بالتمثيل أحيانا‪ ،‬وكان موليير الفرنس ي يكتب‪ ،‬ويخرج ويمثل مسرحياته‪ ،‬وكان‬
‫بريشت ألاملاني يؤلف نصوصه‪ ،‬ويخرجها‪ ،‬ويدرب ممثليه‪ ،‬وكان براندللو إلايطالي صاحب فرقة مسرحية‪ ،‬وكان‬
‫‪9‬‬
‫يخرج مسرحياته‪ ،‬ويمثل فيها‬

‫إن املسؤول ألاول والحقيقي وراء هذا الصراع هو النقد‪ ،‬وخاصة تلك النظرية الدرامية‪ ،‬التي أسسها‬
‫الفيلسوف اليوناني أرسطو‪ ،‬في كتابه "فن الشعر" في القرن الرابع قبل امليالد‪ ،‬والتي فرضت هيمنتها فيما بعد‪،‬‬
‫منذ عصر النهضة على جميع النقاد‪ ،‬وكل املؤسسات ألاكاديمية في أوروبا أول ألامر‪ ،‬ثم في باقي أنحاء العالم‪ ،‬لقد‬
‫فصل أرسطو النص الدرامي املكتوب عن العرض املسرحي املرئي واملسموع‪ ،‬ووضعه في مرتبة أعلى باعتباره أدبا‬
‫يقرأه املثقفون في أبراجهم العاجية‪ ،‬ويتأملونه في عزلة هادئة بعيدا عن صخب الحياة‪ ،‬وفي مأمن من مخالطة‬
‫العامة والدهماء‪ ،‬واعتبر العرض املسرحي لهذه النصوص الدرامية ألادبية عنصرا هامشيا‪ ،‬يشغل أدنى مرتبة في‬
‫‪10‬‬
‫عناصر الدراما‪ ،‬ويمكن‪ ،‬بل من ألافضل الاستغناء عنه تماما‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪185‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫ويمكن أن نتلمس حقيقة هذا املوقف‪ ،‬عند حديثه عن أجزاء التراجيديا‪ ،‬وبخاصة عند تعليقه عن‬
‫عنصر املرئيات املسرحية‪ ،‬قائال‪":‬ومع أن لعنصر املرئيات املسرحية في الحقيقة‪-‬جاذبية الفاعلية الخاصة به‪-‬إال‬
‫أنه أقل ألاجزاء‪-‬أجزاء التراجيديا‪-‬كلها من الناحية الفنية‪ ،‬وأوهاها اتصاال بفن الشعر‪ ،‬فمن املمكن الشعور‬
‫بتأثير التراجيديا حتى ولم يقم بتقديمها ممثلون في عرض عام‪ ،‬باإلضافة إلى هذا فإن خلق التأثيرات املسرحية‬
‫املرئية‪ ،‬يعتمد على أصحاب الفنون املتعلقة باإلخراج املسرحي‪ ،‬أكثر مما يعتمد على الشاعر التراجيدي"‪.11‬‬

‫نعم‪ ،‬لقد كان الكاتب املسرحي‪ ،‬وما يكتبه‪/‬املسرحية‪ ،‬هو بؤرة اهتمام النظرية الدرامية الكالسيكية‪ ،‬التي‬
‫سعى "فن الشعر" لتكريسها‪ ،‬أو بمعنى آخر‪ :‬كان همه هو التنظير للفعل الشعري الدرامي تراجيديا كان أم‬
‫كوميديا‪ ،‬قبل أن يلتفت إلى ما دونه من مرئيات مسرحية‪ ،‬والتي تمثل باألساس أهم عناصر العرض املسرحي‪،‬‬
‫والتي تعتمد ‪-‬بحسب قوله‪-‬على أصحاب الفنون املتعلقة باإلخراج املسرحي‪.‬‬

‫إن النص الدرامي عند أرسطو‪ ،‬ليس مشروعا لعرض مسرحي‪ ،‬يحتاج لجهد فناني املسرح حتى يتحقق‬
‫ويكتمل‪ ،‬بل هو مؤلف أدبي لغوي مكتمل في ذاته‪ ،‬ال يحتاج شيئا خارجه‪ ،‬وينتمي إلى تقاليد الكتابة ألادبية‪ ،‬التي‬
‫تتوجه إلى القارئ‪ ،‬ال إلى تقاليد الكتابة املسرحية التي تتأسس على تضمين تقاليد وأعراف العروض املسرحية في‬
‫صميم بنائها‪ ،‬وعلى فرضية وجود املمثل والجمهور‪ ،‬ومشاركتهم في إنشاء عرض مسرحي حي ومتجدد‪ ،‬كشرط‬
‫لوجودها وتحقيقها‪.12‬‬
‫وربما كان تعريف أرسطو للتراجيديا كمحاكاة لحدث وقع في املاض ي‪ ،‬هو السبب الرئيس ي الذي يفسر‬
‫تجاهله لعنصر العرض في ذاته‪ ،‬فالعرض املسرحي ظاهرة تتفوق على غيرها في سرعة زوالها‪ ،‬وخضوعها‬
‫للعماليات التاريخية‪ ،‬كما أنه يستحيل أن نوحد حرفيا في آن واحد‪ ،‬بين الحقيقة الشعرية الخالدة‬
‫العاملية(النص)‪ ،‬وبين ساعة زمن عابرة على املسرح هي كل عمر العرض‪.13‬‬
‫وإذا كانت التراجيديا هي فن الحنين إلى املاض ي‪ ،‬الذي ينهض على مشاعر الذنب‪ ،‬والندم لضياع قيم‬
‫مقدسة‪ ،‬تنتمي إلى عصر ذهبي ولى واندثر‪ ،‬فإن العرض املسرحي الذي ينتمي صراحة ودون حياء إلى الحاضر‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن يشكل جزءا منها‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬فإن التراجيديا هي املجال الحيوي‪ ،‬الذي تتجلى فيه قدرة العرض املسرحي‬
‫على ربط املاض ي بالحاضر‪ ،‬إذ يقوم بتحويل وحدة من وحدات الزمن التاريخي املاض ي‪ ،‬إلى وحدة زمنية حاضرة في‬
‫العرض‪.14‬‬
‫ما من شك أن الفصل بين النص والعرض املسرحي‪ ،‬يطفئ قدرا كبيرا من بهجة إلابداع‪ ،‬ويبقي الناقد‬
‫حيال جسد النص ذي النبض الخافت‪ ،‬إن لم نقل‪-‬من منظور التمثيل الخالص‪ -‬حيال جثة هامدة‪ ،‬ولنا أن‬
‫نتذكر في هذا السياق‪ ،‬تلك آلاراء العتيدة لكل من بريخت وبيتر بروك وأنطوني نآرتو‪ ،‬التي تكاد ترفض النص‬
‫املكتوب رفضا قاطعا‪ ،‬غير أن هذه الحقيقة املرة التي ال يكاد طعمها يفارق الناقد املسرحي‪ ،‬ال تلغي حقيقة‬
‫أخرى‪ ،‬ترى النص في انفصاله عن العرض يشكل واقعية إبداعية‪ ،‬لها كيانها اللفظي املستقل الذي يحتاج إلى‬
‫دراسة نقدية شأن باقي الوقائع ألادبية املكتوبة أو املسجلة‪.15‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪186‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫إن العرض املسرحي‪ ،‬يتيح لنا أن نعايش في آن واحد مسرحية"أوديب"‪ ،‬كتجربة جديدة للمرة ألاولى‪ ،‬وأن‬
‫نعايشها أيضا كحادثة تاريخية في املاض ي‪ ،‬وأيضا كاسترجاع شعري ألسطورة لها دالالت محورية في ثقافتنا‪ ،‬وليس‬
‫ثمة ما يمنع من تواجد هذه املستويات الثالثة للمعايشة الفنية في وقت واحد وفي خطوط متوازية‪ ،‬فليس هناك‬
‫قانون معرفي أو سيكولوجي يحول بيننا وبين التواجد على مستوى الوعي في نظامين زمنيين مختلفين أو أكثر في‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬والعرض املسرحي يتوسط بين الشعر‪/‬النص والتاريخ‪ ،‬ليتيح لنا داخل مجرى الزمن لحظات‬
‫‪16‬‬
‫معينة‪ ،‬نتأمل فيها كل ما هو خالد أبدي‬
‫من هنا‪ ،‬نجد جوليان هلتون رائد نظرية العرض املسرحي‪ ،‬يعيب على أصحاب النظرية الدرامية‬
‫الكالسيكية‪ ،‬إصرارهم على القول‪ :‬إن الشعر‪/‬النص‪/‬التراجيديا‪ ،‬ال يتحقق إال عند قراءته‪ ،‬ويقرر الباحث بعد‬
‫‪17‬‬
‫ذلك وبكل وضوح وجرأة‪ ،‬أن النصوص املسرحية ال تتحقق إال في العرض املسرحي‬
‫كما يأخذ على أصحاب هذا التوجه وتحديدا‪ ،‬من خالل إنكار أرسطو لوجود فن العرض‬
‫املسرحي‪،‬بوصفه فنا مستقال عن فن الشعر الدرامي‪/‬النص‪ ،‬وفي إطار رده هذا يسرد لنا اعتراف الدكتور‬
‫"جونسون"‪ ،‬الذي على الرغم من احتقاره العميق للممثلين‪ ،‬يعترف لصديقه بوزويل في حزن وأسف‪ ،‬أن‬
‫النصوص املسرحية الضعيفة نفسها‪ ،‬قد تتحول على أيدي املمثلين إلى عروض مسرحية جيدة‪ ،‬وفي هذا‬
‫الاعتراف وضع جونسون يده على حقيقة مهمة‪ ،‬وهي عدم وجود عالقة حتمية بين القيمة ألادبية لنص درامي‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫وقوته كعرض مسرحي‬
‫هذا ما يفسر جواب املرحوم دمحم تيمد عندما سئل عن قلة نصوصه املسرحية املنشورة‪ ،‬حين أجاب بما‬
‫معناه‪ ،‬إنه ال ينشر النص إال بعد أن يكون قد مثل على الخشبة‪ ،‬وأثبت وجوده الحقيقي بالتشخيص املسرحي‪،‬‬
‫وبذلك تتراجع لديه قيمة الكتابة النصية إلى الرتبة الثانية‪ ،‬فتفسح املجال للعرض املسرحي ليتبوأ منزلة‬
‫الصدارة‪ ،‬وتتيح للمشاهدين والنقاد إمكانية‪-‬قراءة رئيسة‪ -‬من خالل املشاهدة‪ ،‬ومن البين أن هذا التصور‬
‫الحقيقي للدراما‪ ،‬إنما يكتسب مشروعيته في تقييم هذه الفصيلة من إلابداع إلانساني باالحتكام إلى مكوناته‬
‫وسماته النوعية املتعالية‪ ،‬دون أن يستطيع ذلك التصور أن يقف بالضرورة سدا منيعا في وجه القراءة النصية‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫التي تحتكم بدورها إلى املكونات والسمات ذاتها‪ ،‬ولكن بأسلوبها الجمالي الخاص‬

‫لقد عانى العرض املسرحي الحي‪ ،‬من التجاهل النقدي املؤلم منذ هيمنة النظرية الدرامية الكالسيكية‪،‬‬
‫التي أعلت من شأن النص‪ ،‬ورفعته إلى مصاف ألادب الرفيع املكتوب للقراءة فقط‪ ،‬فأصبح الطفل املدلل لدى‬
‫النقاد‪ ،‬وظل النقد املسرحي حتى عهد قريب نقدا للنصوص ألادبية بالدرجة ألاولى‪ ،‬يتجاهل تماما –أو يكاد‪-‬‬
‫العرض املسرحي‪ ،‬ومن ثم ظلت إبداعات أجيال متعاقبة من املخرجين‪ ،‬و املمثلين‪ ،‬ومصممي املناظر‪،‬‬
‫واملوسيقيين‪ ،‬وإلاضاءة‪،‬والحركة‪ ،‬والرقصات مهملة‪ ،‬منسية‪ ،‬تقبع في الظل‪ ،‬وال تحظى بشرف الوصف أو‬
‫‪20‬‬
‫التحليل‪ ،‬ناهيك عن التقييم‬

‫من هنا‪ ،‬حاول الكاتب املسرحي املعاصر برتولت بريخت(‪ : )8891-8891‬أن يتحدى أصول كتاب"فن‬
‫الشعر" ألرسطو‪ ،‬والتي اعتقد بأنها تحكمت في أبنية الدراما ألاوربية ومضامينها خالل القرون املاضية‪ ،‬وأن يتحرر‬
‫منها ويناقضها بتقديم تعاليم جديدة أسماها أصول املسرح امللحمي‪ ،‬غير أنه عجز أن يفلت كلية في تطبيقاته من‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪187‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫تأثير بعض الخطوات ‪ ،‬التي رسمها املعلم ألاول عن الدراما منذ ما يقرب عن ثالثة وعشرين قرنا‪ ،‬بل وأصبح‬
‫بريخت رغم أنفه‪-‬أرسطيا‪ ،‬في جوانب كثيرة‪ ،‬مما كتبه من مسرحيات‪ ،‬ومع أن هذه ألاصول البريختية تتعمد‬
‫‪21‬‬
‫الاختالف مع مثيالتها ألارسطية‪ ،‬أصال بأصل‪ ،‬إال أن هذا الاقتران في ذاته‪ ،‬يدل على قيامها في دائرة ‪-‬فن الشعر‪-‬‬

‫تفترض نظرية بريخت وجودا مسبقا‪ ،‬لنظرية عامة لرؤية العالم‪ ،‬في في حالت بريخت تكون املاركسية‬
‫قوام النظرية‪ ،‬وهو يمزجها بمختلف العناصر املكونة ملسرحه‪ :‬الجمهور‪ ،‬املمثلين‪ ،‬وشكل املسرحية ومحتواها‪،‬‬
‫إلاخراج واملوسيقى‪ ،‬وكل واحد من هذه العناصر‪ ،‬ال يتطلب إلاكتفاء بإحداث تجديد فيه‪ ،‬بل تغييره تغييرا كليا‪.22‬‬
‫كان بريخت يعتبر املسرح ماهية متكاملة‪ ،‬ال يمكن أن يكون الجمهور أقل عناصره‪ ،‬وكان يرى أن من‬
‫الضروري عدم الاكتفاء بتطوير فن املؤلف أو املمثل‪ ،‬بل الوصول إلى تطوير فن املتفرج‪ ،‬فالجمهور بالنسبة‬
‫إليه"منتج"‪ ،‬يلعب دورا أساسيا في املسرح‪ ،‬وفي سبيل تغيير املسرح‪ ،‬ينبغي تغيير الجمهور بجعله "منتجا"‪.23‬‬
‫وحينما‪ ،‬كان الشكل الدرامي يجسد في املسرحي‪ ،‬حادثة ويدفع املتفرج إلى الانخراط في الحدث‪ ،‬بدأ‬
‫الشكل امللحمي ي جعل املتفرج كمراقب ويسرد له حكاية‪ ،‬وال يتركه يندمج في الحدث‪ ،‬إنما يقابله مع الحدث‪ ،‬فال‬
‫يتم العمل في الدراما بإيحاءات‪ ،‬إنما بحجج‪ ،‬وبهذا يوقظ املسرح امللحمي‪/‬الجدلي‪ ،‬نشاط املتفرج‪ ،‬ويدفعه إلى‬
‫اتخاذ قرارات‪ ،‬ويزوده بمعارف‪.24‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬جاء بحثه في نظرية الدراما وتأثيرها الجمالي‪ ،‬ووجه نقده املبدئي‪ ،‬إلى حجر ألاساس في نظرية‬
‫أرسطو "التماهي" أو "إلايهام"‪ ،‬واقترح درامية جديدة‪ ،‬مكوناتها املركزية تتلخص في مفاهيم‪ :‬التغريب‪/‬إلاغراب‪،‬‬
‫التأرخة‪ ،‬إلايماءة‪ ،‬البارابل (ألامثولة)‪ ،‬ومؤسسة على تأثير سياس ي‪.25‬‬
‫ولم يكن‪ ،‬بحث بريخت عن شكل مسرحي جديد مطلبا جماليا خالصا‪ ،‬وإنما كان ضرورة تحتمها‬
‫ألاوضاع الاجتماعية الجديدة في عصر العلم‪ ،‬ففي سنة ‪8898‬م‪ ،‬كتب يقول‪ :‬وآلان في الوقت الذي ينبغي فيه أن‬
‫نفهم الشخصية إلانسانية‪ ،‬بوصفها محصلة لكل ألاوضاع الاجتماعية‪ ،‬يبدو املسرح امللحمي‪ ،‬هو املسرح الوحيد‬
‫الذي يفهم كل العملية التي يمكنها أن تخدم الدراما‪ ،‬باعتبارها موضوعات تعرض صورة العالم‪.26‬‬
‫وقد وضع بريخت نظرية املسرح امللحمي‪ ،‬متضمنة عدة مبادئ‪ ،‬تفرق بين هذا الشكل وشكل املسرح‬
‫الدرامي‪ ،‬الذي يسميه هو باملسرح ألارسطي‪ ،‬وبكل ما يتمتع به من إمكانيات فنية‪ ،‬يقول‪" :‬لقد أصبح املسرح من‬
‫شأن الفالسفة الذين ال يحاولون تقسيم العالم فحسب‪ ،‬بل يعملون على تفسيره‪ ،‬وأصبح املسرح يقوم بدور‬
‫املعلم"‪ ،‬إن املسرح يجب أن يكون أداة ثورية‪ ،‬يسهم في عملية التحول الاجتماعي‪ ،‬لصالح الطبقات املقهورة‪ ،‬وعلى‬
‫هذا النحو تختلف وظيفة املسرح امللحمي عن املسرح الدرامي‪ ،‬ومن ثم البد أن يتغير الشكل‪.27‬‬
‫فالدراما ألارسطية‪ ،‬تحاول أن تخلق الخوف والشفقة في نفس املتفرج‪ ،‬لكي تطهره من الانفعاالت‬
‫الضارة‪ ،‬فيخرج من املسرح مستريحا متجدد املشاعر‪ ،‬بحيث يمكنه أن ينسجم مع مجتمعه‪ ،‬ويتحقق هذا في‬
‫املسرح بخلق إيهام بالواقع‪ ،‬يشد املتفرج نحو الاندماج مع البطل فينس ى نفسه تماما‪ ،‬ويرى بريخت أن جمهور‬
‫هذا املسرح يخرج مستريحا حقا‪ ،‬لكن دون أن يتعلم أو يتهذب‪ ،‬واملسرح يجب أن يكون وسيلة لإلنعاش العقلي‪،‬‬
‫ويجب أن يحطم أي إيهام بالواقع‪ ،‬حتى يحتفظ املتفرج بوجوده املنفصل عن ألاحداث‪ ،‬وكذلك بقدرته على‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪188‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫النقد املحايد‪ ،‬ولكي يتحقق هذا فإن املسرح امللحمي يستخدم عددا من الحيل والوسائل كالراوي‪ ،‬الكورس‪،‬‬
‫ألاشرطة السينمائية‪ ،‬وإلاضاءة‪ ،‬حتى يظل املتفرج بعيدا عن الحدث املسرحي‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتغريب ‪.28‬‬
‫إن نوع املسرح الذي سوف تنتجه هذه الحيل‪-‬وعلى رأسها إلاغراب‪ -‬كان يسميه بريخت املسرح امللحمي‬
‫كنقيض للمسرح البرجوازي في السابق‪ ،‬الذي كان مسرحا "دراميا"‪ ،‬وفي الحديث عن املسرح امللحمي يعتمد‬
‫بريخت‪ ،‬إلاشارة إلى مسرح ال يكون مثيرا دراميا‪ ،‬مليئا بالتوتر والصراعات‪ ،‬بل مسرح فكري يعطي وقتا للتفكير‪،‬‬
‫والتأمل واملقارنة‪.29‬‬
‫ولقد وضع خواص هذا الشكل في توليفة أنتجها سنة ‪8898‬م‪ ،‬بمنهجية مبالغ فيها‪ ،‬كما اعترف هو‬
‫بذلك‪ ،‬رغم هذا فهي مفيدة‪ ،‬ويمكن عرضها من خالل الجدول آلاتي‪:‬‬

‫املسرح امللحمي‬ ‫املسرح الدرامي‬


‫‪-8‬يروي ألاحداث‪.‬‬ ‫‪-8‬يجري ألاحداث‪.‬‬
‫‪-2‬يجعل املتفرج مجرد مشاهد‪.‬‬ ‫‪-2‬يشرك املتفرج في الحدث املسرحي‪.‬‬
‫‪-9‬يوقظ فاعليته‪.‬‬ ‫‪-9‬يستهلك فاعليته‪.‬‬
‫‪-0‬يحمله على اتخاذ مواقف‪.‬‬ ‫‪-0‬يثير في نفسه مشاعر‪.‬‬
‫‪-9‬صورة للعالم‪.‬‬ ‫‪-9‬تجربة حية‪.‬‬
‫‪-1‬املتفرج يوضع في مواجهة ش يء ما‬ ‫‪-1‬املتفرج ينجذب إلى ش يء ما‪.‬‬
‫‪-7‬حجة عقلية‪.‬‬ ‫‪-7‬إحاء‪.‬‬
‫‪-1‬يحول املشاعر إلى إدراكات‪.‬‬ ‫‪-1‬يحافظ على املشاعر‪.‬‬
‫‪-8‬املتفرج يواجه ألاحداث ويدرسها‪.‬‬ ‫‪-8‬املتفرج يعيش في قلب ألاحداث‪ ،‬ويعاني مع‬
‫الشخصيات‪.‬‬
‫‪-86‬إلانسان قابل للتغيير وبيده أن يفسر ألاشياء‪.‬‬ ‫‪-86‬إلانسان غير قابل للتغيير‪.‬‬
‫‪-88‬التوتر مرتبط بمجرى ألاحداث‪.‬‬ ‫‪-88‬التوتر مرتبط بالنتيجة‪.‬‬
‫‪-82‬إلانسان موضوع بحث‪.‬‬ ‫‪-82‬يفترض أن إلانسان كائن معروف‪.‬‬
‫‪-89‬كل مشهد قائم بذاته‪.‬‬ ‫‪-89‬كل مشهد مرتبط باآلخر‪.‬‬
‫‪-80‬تركيب (مونتاج)‬ ‫‪-80‬نمو‪.‬‬
‫‪-89‬تجري في خطوط منحنية‪.‬‬ ‫‪-89‬ألاحداث تتقدم في نمط مستقيم‪.‬‬
‫‪-81‬قفزات مفاجئة‪.‬‬ ‫‪-81‬حتمية التطور‪.‬‬
‫‪-87‬إلانسان عملية تحول‪.‬‬ ‫‪-87‬إلانسان شيئ ثابت‪.‬‬
‫‪-81‬الوجود الاجتماعي يحدد الفكر‪.‬‬ ‫‪-81‬التفكير يحدد الوجود‪.‬‬
‫‪-88‬عقل‪.‬‬ ‫‪-88‬شعور‪.‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪189‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫وكما الحظ بريخت‪ ،‬فإن هذه الاختالفات ليست مطلقة بقدر ما هي مسألة تأكيد‪ ،‬ومع ذلك فقد أعطى‬
‫في ذلك الوقت انطباعا‪ ،‬وهو انطباع مبرر بالنسبة ملسرحياته الدعائية‪ ،‬من أنه لم يكن يعبأ بالعواطف مطلقا‪،‬‬
‫واضطر في مرحلة متأخرة إلى أن يصحح هذا بوضوح‪.30‬‬
‫هكذا‪ ،‬كان رفض تعاليم الكتاب‪-‬أو معارضته‪ -‬يكاد يتساوى في قيمته مع التسليم بما جاء فيه‪ ،‬ألن‬
‫املوقفين وإن تعاكسا‪ -‬يخصبان حقل التنظير الدرامي‪،‬بالجد واملحاورة والتعليل والتأويل‪ ،‬ومحاولة الوصول إلى‬
‫نتائج مثمرة‪ ،‬حتى ولو كانت ثانوية‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬ال مغاالة في القول‪:‬بأنه كلما ازدادت معارضة سلطة الكتاب ازدادت‬
‫مكانته النقدية‪ ،‬بل إن هذه السطور العبقرية‪-‬التي أدلى بها أرسطو‪ -‬كلما زدناها تأمال وتمحيصا‪ ،‬زادتنا علما‬
‫بأسرار الدراما‪ ،‬حتى لكأنها قد استوعبت وحدها‪ ،‬أغلب ما كان يمكن أن يقال في أصول الدراما‪ ،‬خالل قرون‬
‫‪31‬‬
‫طويلة لو لم توجد أصال‪ ،‬وبهذا ال يكاد أرسطو يترك لغيره من بعده إال القليل‪ ،‬كي يسوقه في هذا املوضوع‬

‫وقد سرع هذا الجدل حديثا بظهور نظرية العرض املسرحي‪ ،‬التي طرحت نفسها كبديل للنظرية‬
‫الدرامية الكالسيكية‪ ،‬و جعلت من العرض املسرحي موضوعها وبؤرة اهتمامها‪ ،‬إلى جانب ظهور تيار من التجارب‬
‫املسرحية‪ ،‬التي فرضت ضرورة إيجاد مدخل جديد إلى النقد املسرحي‪ ،‬وأدوات نقدية جديدة تتعامل مع العروض‬
‫التي ال تعتمد على نصوص درامية أدبية‪ ،‬مما يضع الناقد الدرامي ألارسطي في مأزق حقيقي‪.32‬‬
‫وهناك‪ ،‬من يرى أن املسرح امللحمي‪-‬ممثال لنظرية العرض املسرحي‪ ،-‬قديم قدم املسرح الغربي كله‪،‬‬
‫وجذوره ممتدة في تاريخ هذا املسرح‪ ،‬وبعض عناصرها نجدها في املسرح الشرقي والصيني بوجه خاص‪ ،‬وفي كثير‬
‫من ظواهر املسرحة في الحياة الشعبية‪ ،‬وألادب الشعبي‪ ،‬عندنا وعند غيرنا من الشعوب‪ ،‬كما أن مسرح بريخت‬
‫ليس هو املسرح امللحمي الوحيد‪ ،‬فهناك مسرح "بول كلوديل" املعاصر له‪ ،‬وهناك جوانب ملحمية كثيرة‪ ،‬نلمسها‬
‫لدى كبار الكتاب املحدثين‪ ،‬من أصحاب املسرح الشعري‪ ،‬املسرح الحي‪ ،‬مسرح الالمعقول‪ ،‬املسرح التسجيلي‪،‬‬
‫مسرح التجارب اللغوية عند بيتر هاندكه‪...‬وغيرها‪ ،‬وإذا كان بريخت هو الذي حدد هذا املصطلح وأثراه بأعماله‬
‫الفنية‪ ،‬والنقدية في إطار النظرية الاشتراكية‪ ،‬فهو في الحقيقة يصف به بناء دراميا لم يخترعه من العدم‪ ،‬وإنما‬
‫وجدت الدراما امللحمية أو غير ألارسطية‪ ،‬خالل الدراما الغربية وعلى مر العصور‪ ،‬كما أن محاولة الفكام من‬
‫النظرية ألارسطية املشهورة‪ ،‬لم تتوقف منذ عهد التراجيديا اليونانية نفسها‪ ،‬حتى يومنا الحاضر‪.33‬‬
‫لقد بدأ النقد املسرحي يصلح من مساره‪ ،‬ويجتهد في تحليل العرض املسرحي بقدر اجتهاده في تحليل‬
‫النص‪ ،‬ويهتم بإبداع املخرج وفناني العرض‪ ،‬مثل اهتمامه بإبداع املؤلف‪ ،‬بل ويرصد الجدل والتراسل والحوار‬
‫بين النص والعرض‪ ،‬وما يثمره من تنوع وثراء في دالالت التجربة املسرحية‪ ،‬وجوانبها الجمالية‪.34‬‬
‫وقد كان للتوجه نحو سيميولوجيا املسرح في الساحة النقدية الغربية‪ ،‬ابتداء من سنة ‪8811‬م‪-‬حيث‬
‫ازدهرت سيميولجيا املسرح أو سيميولوجيا الظواهر املسرحية‪-‬الدور ألاهم وألابرز في التوفيق بين النظرتين‬
‫املتعارضتين‪.‬‬

‫إذ نجد الباحث " تايدوركاوزان" في كتابه "سميولوجيا املسرح" يعبر عن هذا الارتباك والصراع الحاصل في‬
‫الساحة النقدية املسرحية بقوله‪":‬أما موضوع علمنا هذا‪ ،‬وكما يدل على ذلك اسمه فهو املسرح‪ ،‬ولكن ما هو‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪190‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫املسرح؟ إنه مصطلح متعدد الدالالت‪ ،‬مما قسم الباحثين إلى فريقين‪ ،‬بخصوص قضية التركيز على النص‬
‫الدرامي‪ ،‬أو على العرض في تحليل الظاهرة املسرحية؟‪،‬بل إن بعضهم مال إلى املقابلة بين النص الدرامي والنص‬
‫املسرحي أو نص الفرجة‪ ،‬ولكن هذا لم يحل املشكلة‪ ،‬ألن القضية تظل مطروحة دائما‪ ،‬والتعارض بين أنصار‬
‫‪35‬‬
‫النص‪ ،‬وأنصار العرض قائم باستمرار"‬

‫ويبدو أن الجواب املعقول الوحيد لهذا التعارض‪ ،‬هو أن سيميولوجيا املسرح بمعناها الواسع تتسع‬
‫للمقاربتين‪ ،‬وتستوعب الاتجاهين‪ ،‬وتشمل املوضوعين معا‪ ،‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن الدراسة السيميولوجية‬
‫للفرجة املسرحية أصعب وأعقد من دراسة النص الدرامي‪ ،‬وذلك بالنظر إلى تعدد املواد التي تدخل في تشكيل‬
‫العرض‪ ،‬وتعدد حواس إدراكه‪ ،‬وكذا طابعه العابر‪ ،‬مقارنة بثبات النص الدرامي‪ ،‬على أن النتائج تكون أهم‪ ،‬حين‬
‫تندمج املقاربتان وتمتزجان‪ ،‬وحين يستثمر تحليل العرض الطبقة النصية ذات املادة اللفظية‪ ،‬وحين يأخذ‬
‫‪36‬‬
‫تحليل النص في اعتباره التحقق الركحي الفعلي واملحتمل‬

‫نعم‪ ،‬إن املسرحية املكتوبة فقط عمل ناقص‪ ،‬ألن املسرح زواج ألادب بالفن‪ ،‬وليس إحياء ألحدهما على‬
‫حساب آلاخر‪ ،‬إن نقص النص املسرحي ال يأتي نتيجة غياب املؤثرات الشكلية إلاضافية‪ ،‬كالديكور وألازياء‬
‫وإلاكسسوار‪ ،‬وإنما لعدم حضوره على املسرح‪ ،‬العمل املسرحي إذن كالهالل الناقص‪ ،‬يحتاج إلى زمن كي يكتمل في‬
‫‪37‬‬
‫صورة قمر ساحر تام‬
‫مع هذا نقول إن‪ :‬النص املسرحي في انفصاله عن العرض يشكل واقعة إبداعية لها كيانها اللفظي‬
‫‪38‬‬
‫املستقل الذي يحتاج إلى دراسة نقدية‪ ،‬شأن باقي الوقائع ألادبية املكتوبة أو املسجلة‬
‫لقد كان املسرح دائما‪ ،‬ومنذ البداية‪ ،‬نشاطا جماعيا تكامليا‪ ،‬يتحقق من خالل اتحاد وتناغم مجموعة‬
‫‪39‬‬
‫من العناصر‪ ،‬يمثل النص اللغوي الحواري املنطوق إحداها فقط‪ ،‬وتتضافر جميعها إلنتاج التجربة املسرحية‬
‫إذا‪ ،‬فالظاهرة املسرحية ينظر إليها من زاويتين‪ ،‬تكمل إحداها ألاخرى‪ ،‬ألاولى‪ :‬املسرح بوصفه نصا‬
‫مقروءا‪ ،‬والثانية‪ :‬املسرح بوصفه عرضا تدخل فيه فنون وتقنيات متعددة‪ ،‬يشكل النص حلقة جوهرية ضمنها‪،‬‬
‫ويمكن أن نبسط ذلك من خالل الخطاطة آلاتية‪:‬‬

‫الظاهرة املسرحية‬

‫العرض املسرحي‬ ‫النص املسرحي‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪191‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫إلاضاءة املسرحية‬ ‫املوسيقى املسرحية‬ ‫املالبس‬ ‫الديكوراملسرحي‬ ‫إلاخراج املسرحي‬


‫واملؤثرات الصوتية‬ ‫املسرحية‬

‫املتلقي القارئ‬
‫املتلقي (الجمهور)‬

‫خطاب لغوي‬
‫ظاهرة فنية متنوعة‬

‫فعال‪ ،‬املسرح ليس نصا فحسب‪ ،‬كما إنه ليس ارتجاال‪ ،‬وهو أيضا ال يقوم في طقوس مغلقة تؤدى في‬
‫الفراغ‪ ،‬املسرح كلمة وممثل وجمهور‪ ،‬املسرح عالقة واتصال حيوي‪ ،‬تشترط فيه إلانسانية‪ ،‬ألنه يقوم داخل‬
‫نطاق املجتمعات البشرية ومن أجلها‪ ،‬وهو السبب الذي أدى إلى انطالقه من قاعات املعابد إلى جماهير الشعب‪،‬‬
‫كما أنه السبب في تحوله من امليتافيزيقا والخوارق‪ ،‬ليؤكد صلته باإلنسان وأزماته وحريته‪ ،‬عندما تحدثنا عن‬
‫حضور النص على املسرح‪ ،‬لم يكن املقصود أن يكون هناك إلقاء فقط‪ ،‬بل البد أن يكون هناك تجسيد‪ ،‬ألنه إذا‬
‫كانت الرؤية ألادبية متوفرة في النص املسرحي كأساس وجوهر‪ ،‬فالبد من وجودها‪ ،‬بل وخلقها فنيا‪ ،‬من خالل‬
‫‪40‬‬
‫عمل املخرج‬

‫وقد يحدث في كثير من النماذج أن يكتب نص مسرحي جيد‪ ،‬يحترم فيه صاحبه أصول الكتابة الدرامية‪،‬‬
‫فيجد الثناء الواسع من جماعة النقاد املسرحيين‪ ،‬ولكنه يصدم بفشل فرجوي ذريع حين ينتهي النص عرضا‪،‬‬
‫وليس أدل على ذلك من‪ :‬ما القته بعض كتابات توفيق الحكيم املسرحية‪-‬وهو ألاوثق في الالتزام بقواعد الكتابة‬
‫الدرامية‪ -‬وعلى النقيض من ذلك فقد يحدث أن تكتب مسرحية مخالفة ألصول الكتابة الدرامية‪ ،‬ولألعراف‬
‫الفنية السائدة‪ ،‬غير أنها تحقق نجاحا فرجويا صارخا حين عرضها‪ ،‬كما كان ألامر مع كثير من نماذج املسرح‬
‫التجربي الغربي‪ ،‬على غرار تجربة الكاتب املسرحي الكبير صمويل بيكت‪samuelbecket .‬‬

‫وبالعودة إلى التمثيل نقول‪ :‬إن القارئ لنص مسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم‪ ،‬وهي باكورة‬
‫أعماله‪ ،‬إذ افتتح بها الحكيم مساره املسرحي‪ ،‬وكانت أول مسرحية تعرض على املسرح القومي في مصر سنة‬
‫‪2930‬م‪ ،‬وهذه صورة توضيحية إلعالن العرض وقتها‪:‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪192‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫مسرحية "أهل الكهف" التي ترجمت لعدة لغات منذ صدورها سنة ‪2933‬م‪ ،‬والتي سحرت القارئ‬
‫العربي ببراعة ألاسلوب وروعة التصوير وعذوبة اللفظ وأصالة املوضوع الذي يمتح من النص القرآني‪ ،‬ومنذ أول‬
‫إخراج لها مع زكي طليمات –كما بينا سلفا‪ -‬والذي القى فشال ذريعا‪ ،‬عزاه صاحبها (الحكيم)‪ ،‬إلى موضوعها‬
‫الفكري الذي يخاطب العقل والفكر ويعالج صراع إلانسان مع الزمن‪ ،‬مسرحية كتبت ملخاطبة الفكر وال يصح‬
‫أن تعرض عمليا‪.‬‬
‫يستهل الحكيم مسرحيته بقوله‪ " :‬الفصل ألاول‪:‬‬
‫( الكهف بالرقيم‪...‬ظالم ال يتبين فيه‬
‫غير ألاطياف‪ ،‬طيف رجلين قاعدين‬
‫القرفصاء‪ ،‬وعلى مقربة منهما كلب‬
‫باسط ذراعيه بالوصيد)‬
‫مشلينيا‪( :‬وهو أحد الرجلين) يا مرنوش ؟‬
‫مرنوش‪ :‬استيقظت؟ ماذا تريد مني؟‬
‫مشلينيا‪ :‬أين أنت؟ أسمع صوتك املتبرم وال أراك‪.‬آه؟‬
‫ظهري يؤملني؟‬
‫مرنوش‪ :‬دعني‪.‬أنا أيضا ضلوعي توجعني‪.‬كأنما نمت عليها عاما‪.‬‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪193‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬
‫مشلينيا‪ :‬أين الراعي؟ أين ثالثنا الراعي؟‬
‫مرنوش‪ :‬أتبين شبح كلبه هنا باسطا ذراعيه‪.‬‬
‫مشلينيا‪ :‬أال ترى هذا الراعي يتجنب قربنا‪ ،‬أين هو؟‬
‫مرنوش‪ :‬لعله بباب الكهف يرقب طلوع النهار‪ ،‬شأن الرعاة‪.‬‬
‫مشلينيا‪( :‬يتمطى) آه؟ ظهري يؤملني؟ كم لبثنا يا مرنوش؟‬
‫مرنوش‪ :‬أف؟ إنك تحرج صدري بأسئلتك؟‬
‫مشلينيا‪ :‬أنا كذلك لو تعلم ضيق الصدر مثلك؟ مرنوش‪ ،‬كم لبثنا ها هنا؟‬
‫مرنوش يوما أو بعض يوم‪. 41".....‬‬
‫هكذا يبدأ الحكيم مسرحيته بصورة بهيجة ومتفردة‪ ،‬برصانتها وإحكام بنائها وروعة سبكها‪ ،‬غير أن‬
‫السؤال امللح‪ ،‬هو‪ :‬هل أخذت مسرحية "أهل الكهف" بإخراجها املختلف عند زكي طليمات وعمرو قبيل ودمحم أبو‬
‫السعود‪...‬وغيرهم‪ ،‬القدر نفسه من القبول والرواج‪ ،‬مع ما كتبه عنها النقاد الكبار منذ تأليفها في ثالثينيات القرن‬
‫املاض ي‪ ،‬مثل ما كتبه‪ :‬زكي مبارك وعباس محمود العقاد واملازني‪ ،‬وما يكتب عنها إلى اليوم من تمجيد ألدبيتها؟‪،‬‬
‫وإلاجابة بكل بساطة تختصرها لفظة‪ :‬ال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خاتمة‪:‬‬
‫ولعلنا نخلص في نهاية هذه املباحثة إلى أن‪ :‬الظاهرة املسرحية ال يمكن اختصارها في النص املسرحي‬
‫املكتوب‪/‬املسرحية‪ ،‬تبعا ملا تقره النظرية الدرامية الكالسيكية‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن املسرح –في جوهره‪ -‬كل متكامل‪ ،‬يضم إليه النص املكتوب‪/‬املسرحية‪ ،‬واملمثل وعناصر‬
‫السينغرافيا‪ ،‬وتسهر الرؤية إلاخراجية على التنسيق بين كل تلك العناصر املختلفة وإخراجها في أبهى صورة‬
‫ممكنة‪ ،‬نطلق عليها عادة اسم العرض املسرحي‪.‬‬
‫كما أن هذا الحديث ال ينبغي له أن يسقط ريادة النص املكتوب ‪ /‬املسرحية‪ ،‬تهافتا مع مقوالت نظرية‬
‫العرض املسرحي‪ ،‬إذ ال يمكن التحدث عن مسرح ناجح دون نص متميز وناجح‪ ،‬وال يمكن التحدث عن ظاهرة‬
‫مسرحية ناضجة‪ ،‬دون نظرة نقدية توفيقية‪ ،‬تعطي لكل طرف حقه من الحفاوة والاهتمام‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الهوامش‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬عبد الغفار مكاوي‪ :‬املسرح امللحمي‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬ص‪.1/9‬‬
‫‪ 2‬نجيب سرور‪ ،‬حوار في املسرح‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪/‬مصر‪8818 ،‬م‪،‬ط‪ ،68‬ص‪.68‬‬

‫ينظر‪ :‬عبد الكريم برشيد‪ ،‬صورة املسرح العربي‪ ،‬مقال ضمن كتاب ندوة واقع املسرح العربي‪ ،‬مكان إلاخفاق ومواقع التعثر‪ ،‬نشر الهيئة العربية‬
‫‪3‬للمسرح‪ ،‬الشارقة‪ /‬إلامارات العربية‪ ،2688 ،‬ط‪ ،8‬ص‪.99‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬عبد الكريم برشيد‪ ،‬صورة املسرح العربي‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫ينظر‪ :‬جوليان هلتون ‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬تر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬هال للنشر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪/‬مصر‪2666 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،68‬ص‪.89‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬جوليان هلتون‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬تر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬هال للنشر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪ /‬مصر‪ ،2666 ،‬ط‪ ،8‬ص‪.89‬‬
‫‪ 6‬ينظر‪ :‬جوليان هلتون‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ 7‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬نشر مكتبة ألاسرة مهرجان القراءة للجميع‪ ،‬القاهرة‪ /‬مصر‪ ،‬ط‪ ،8888 ،8‬ص‪.88‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪194‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫‪ 8‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫‪ 9‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 10‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.80/89‬‬
‫‪ 11‬أرسطو‪ :‬فن الشعر‪ ،‬تر‪ :‬إبراهيم حمادة‪ ،‬مكتبة ألانجلو مصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ 12‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ 13‬ينظر‪ :‬جوليان هلتون‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬ص‪.29/20‬‬
‫‪ 14‬ينظر‪ :‬دمحم أنقار‪ ،‬بالغة النص املسرحي‪ ،‬منشورات مطبعة الحداد يوسف إخاون‪ ،‬تطوان‪ /‬املغرب‪،‬ط‪ ،8‬د‪/‬ت‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪15‬يتظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 16‬ينظر‪ :‬جوليان هلتون‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 17‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ 18‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ 19‬ينظر‪ :‬دمحم أنقار‪ ،‬بالغة النص املسرحي‪ ،‬ص‪.890‬‬
‫‪ 20‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 21‬ينظر‪ :‬أرسطو‪ ،‬فن الشعر‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ 22‬ينظر‪ :‬فريديك أوين ‪ ،‬برتولت بريخت‪ :‬حياته أعماله‪ ،‬عصره‪ ،‬تلر‪ :‬إبراهيم العريس‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪،2688 ،‬ص‪.811‬‬
‫‪ 23‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.817‬‬
‫‪ 24‬ينظر‪ :‬مقدمة املترجم علي الزبيدي برتولت بريخت‪ ،‬درامية التغيير‪ ،‬ترجمة علي الزبيدي‪ ،‬دار كنعان للدراسات والنشر‪ ،2660 ،‬ص‪.7/1‬‬
‫‪ 25‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.7/1‬‬
‫‪ 26‬ينظر‪ :‬تقديم املترجم رونالد جراي‪ ،‬بريخت رجل املسرح‪ ،‬تر‪ :‬نسيم مجلى‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،2680 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ 27‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ 28‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.1‬‬
‫‪ 29‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.866‬‬
‫‪ 30‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.866‬‬
‫‪31‬أرسطو‪ :‬فن الشعر‪ :‬ص‪.0‬‬
‫‪ 32‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.87/81‬‬
‫‪ 33‬ينظر‪ :‬عبد الغفار مكاوي‪ ،‬املسرح امللحمي‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪34‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ 35‬دمحم التهامي العماري‪ :‬حقول سيميائية‪ ،‬منشورات مجموعة الباحثين الشباب في اللغة وألادب‪ ،‬مطبعة أنفو برانس‪ ،‬فاس‪ ،‬ط‪ ،2667 ،8‬ص‪.19‬‬
‫‪36‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11/19‬‬
‫‪ 37‬ينظر‪ :‬رياض عصمت‪ ،‬بقعة ضوء‪ ،‬دراسات تطبيقية في املسرح‪ ،‬منشورات الهيئة العربية العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2688 ،8‬ص‪.89‬‬
‫‪ 38‬ينظر‪ :‬عزيز الذهبي‪ :‬ثنائية النص العرض في النقد املسرحي املغربي‪ ،‬مجلة طنجة ألادبية‪ ،‬طنجة‪ ،‬العدد‪ ،99‬ص‪.21‬‬
‫‪ 39‬ينظر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪40‬ينظر‪ :‬رياض عصمت‪ ،‬بقعة ضوء دراسات تطبيقية في املسرح العربي‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪41‬توفيق الحكيم‪ :‬أهل الكهف‪ ،‬دار مصر للطباعة والنشر‪ ، ،‬القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬ص‪.80/89‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قائمة املراجع بالعربية‪:‬‬
‫‪-8‬رياض عصمت‪ ،‬بقعة ضوء‪-‬دراسات تطبيقية في املسرح العربي‪-‬منشورات الهيئة العربية العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪/‬سوريا‪2688،‬م‪ ،‬ط‪.68‬‬
‫‪ 2‬توفيق الحكيم‪ :‬أهل الكهف‪ ،‬دار مصر للطباعة والنشر‪ ، ،‬القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‬
‫‪-9‬عبد الغفار مكاوي‪ :‬املسرح امللحمي‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‪.‬‬
‫‪ -0‬عبد الكريم برشيد‪ ،‬صورة املسرح العربي‪ ،‬مقال ضمن كتاب –ندوة واقع املسرح العربي‪ ،‬مكامن إلاخفاق ومواقع التعثر‪ ،-‬نشر الهيئة العربية‬
‫للمسرح‪ ،‬الشارقة‪ /‬إلامارات العربية‪2688 ،‬م‪ ،‬ط‪.68‬‬
‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪195‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬
‫ثنائية النص‪ /‬العرض من النظرية الدرامية الكالسيكية إلى نظرية العرض املسرحي‬ ‫حاتم كعب‬

‫‪ -9‬دمحم أنقار ‪ ،‬بالغة النص املسرحي‪،‬منشورات مطبعة الحداد يوسف إخوان‪ ،‬تطوان‪/‬املغرب‪ ،‬دت‪ ،‬ط‪.8‬‬
‫‪ -1‬دمحم التهامي العماري‪ ،‬حقول سيميائية‪ ،‬منشورات مجموعة الباحثين الشباب في اللغة وألادب مطبعة آنفو برانس‪ ،‬فاس‪/‬املغرب‪ ،2667‬ط‪.68‬‬
‫‪ -7‬نجيب سرور‪ ،‬حوار في املسرح‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪/‬مصر‪8818 ،‬م‪،‬ط‪.8‬‬
‫‪ -1‬نهاد صليحة‪ ،‬املسرح بين النص والعرض‪ ،‬نشر مكتبة ألاسرة‪-‬مهرجان القراءة للجميع‪ ،-‬القاهرة‪/‬مصر‪8888 ،‬م‪ ،‬ط‪.68‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة املراجع املترجمة‪:‬‬
‫‪-2‬أرسطو‪،‬فن الشعر‪ ،‬تر‪ :‬إبراهيم حمادة‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪،‬القاهرة‪/‬مصر‪،‬دت‪،‬ط‪.8‬‬
‫‪ -2‬برتولت بريخت‪ ،‬درامية التغيير‪ ،‬ترجمة علي الزبيدي‪ ،‬دار كنعان للدراسات والنشر‪2660 ،‬‬
‫‪-9‬جوليان هلتون ‪ ،‬نظرية العرض املسرحي‪ ،‬تر‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬هال للنشر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪/‬مصر‪2666 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬رونالد جراي‪ ،‬بريخت رجل املسرح‪ ،‬تر‪ :‬نسيم مجلى‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪.2680 ،‬‬
‫‪ -9‬فريديك أوين ‪ ،‬برتولت بريخت‪ :‬حياته أعماله‪ ،‬عصره‪ ،‬تلر‪ :‬إبراهيم العريس‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪.2688 ،‬‬
‫ثانيا املجالت والجرائد‪:‬‬
‫‪-2‬عزيز الذهبي‪ ،‬ثنائية النص العرض في النقد املسرحي املغربي‪ ،‬مجلة طنجة ألادبية‪ ،‬طنجة‪/‬املغرب‪ ،‬العدد‪.99:‬‬
‫‪-2‬عبد الحميد منصور‪ ،‬قراءة لعرض مسرحية"إبليس عين في الجنة وعين في النار"‪ ،‬جريدة مسرحنا‪ 28،‬سبتمبر ‪2668‬م‪ ،‬العدد‪.889:‬‬

‫املجلد ‪ ،50‬العدد ‪ ،50‬جوان ‪0500‬م (‪)291 -280‬‬ ‫‪196‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات ألادبية والنقدية واللغوية‬

You might also like