You are on page 1of 237

‫ِمذِح ف‪ِ ٝ‬غشح‬

‫اٌطفً‬

‫"دساعاخ ‪ٔٚ‬ص‪ٛ‬ص"‬

‫إػذاد‪ /‬د‪ .‬سسصق تشواخ‬


ٕ
‫ِمذِح‬
‫اٌحّذ هلل سب اٌؼاٌّيٓ ‪ٚ‬اٌصالج ‪ٚ‬اٌغالَ ػٍ‪ ٝ‬أششف اٌّشعٍيٓ عيذٔا ِحّذ اٌصادق‬
‫األِيٓ ‪ٚ .‬تؼذ‬

‫فمذ اذفك اٌؼٍّاء ػٍ‪ ٝ‬أْ اٌّغشح ٔشأ ػٓ تؼط اٌطم‪ٛ‬ط االجرّاػيح ‪ٚ‬اٌذيٕيح ‪ٚ ,‬أْ‬
‫تؼط ٘زٖ اٌطم‪ٛ‬ط ٔشأخ ػٓ سغثح اٌثشش ‪ ,‬إر ذ‪ٌٛ‬ذخ سغثح ػٕذ اإلٔغاْ ف‪ِ ٝ‬شاسوح‬
‫اآلٌ‪ٙ‬ح ِشاػش٘ا ‪ ,‬وّا أْ آٌ‪ٙ‬ح األسض أمغّ‪ٛ‬ا إٌ‪ ٝ‬لغّيٓ لغُ غية ‪ٚ‬لغُ ششيش ‪ِٓٚ‬‬
‫خالي اٌرؼاسض تيٓ آٌ‪ٙ‬ح اٌخيش ‪ٚ‬آٌ‪ٙ‬ح اٌشش ٔشأ اٌح‪ٛ‬اس اٌذساِ‪ ٝ‬اٌحك اٌّر‪ٌٛ‬ذ ػٓ‬
‫اٌصشاع ‪.‬‬

‫‪ٚ‬يش‪ٚ‬ق ٌٕا أْ ٔزوش أيعا أْ األعاغيش اٌ‪ٕٙ‬ذيح اٌمذيّح اٌر‪ ٝ‬أشاسخ إٌ‪ ٝ‬اٌّؼاسن تيٓ‬
‫اآلٌ‪ٙ‬ح ‪ٚ‬اٌشياغيٓ ‪ٚ‬أرصش في‪ٙ‬ا اآلٌ‪ٙ‬ح لذ احرفٍ‪ٛ‬ا ت‪ٙ‬ا ‪ِٚ‬ثٍ‪ٛ‬ا أحذاث‪ٙ‬ا ػٍ‪ ٝ‬اٌّغشح ‪.‬‬

‫‪ٌٚ‬مذ آثشخ لثً اٌذخ‪ٛ‬ي ف‪ ٝ‬اٌحذيث ػٓ ِغشح اٌطفً ‪ٔٚ‬شأذٗ ‪ٚ‬أ٘ذافٗ ‪ٚ‬غاياذٗ ‪ٚ‬عّاذٗ‬
‫أْ أتذأ ترّ‪ٙ‬يذ ذحذثد فيٗ ػٓ ِؼٕ‪ ٝ‬وٍّح اٌّغشحيح ‪٘ ,‬يىً اٌّغشحيح ‪ٚ ,‬أعظ تٕائ‪ٙ‬ا‬
‫‪ٚ‬تذاياخ اٌّغشح ‪ٚ‬ذط‪ٛ‬سٖ ف‪ِ ٝ‬صش ثُ أرمٍد تؼذ رٌه وٍٗ إٌ‪ ٝ‬ذحٍيً تؼط اٌّغشحياخ‬
‫اٌخاصح تاٌطفً ِغرٕثطا أُ٘ عّاذ‪ٙ‬ا ‪ٚ‬أ٘ذاف‪ٙ‬ا ‪ٚ‬غاياذ‪ٙ‬ا اٌرشت‪ٛ‬يح ‪ٚ‬األخالليح اٌر‪ ٝ‬ذفيذ‬
‫اٌطفً إفادج ذرٕاعة ِغ ِشاحٍٗ اٌؼّشيح اٌّخرٍفح ‪ٌٚ‬مذ آثشخ أيعا أْ يى‪ ْٛ‬ذشويض‪ ٜ‬ػٍ‪ٝ‬‬
‫شؼشاء تؼيٕ‪ ُٙ‬أتذ‪ ٚ‬ا٘رّاِ‪ٌٍ ُٙ‬طفً فأتذػ‪ٛ‬ا ف‪ ٝ‬صٕغ ِغشحياخ خاصح تاٌطفً ذ‪ٙ‬ذف إٌ‪ٝ‬‬
‫أعّ‪ ٝ‬اٌغاياخ اٌرشت‪ٛ‬يح إٌّش‪ٛ‬دج ‪ٚ‬واْ ِٓ تيٕ‪ ُٙ‬اٌشاػش أحّذ ع‪ٛ‬يٍُ وّا جؼٍد إٌصية‬
‫األوثش ٌٍشاػش أحّذ ِؼش‪ٚ‬ف شٍث‪ ٝ‬تاػرثاسٖ ِٓ وثاس اٌشؼشاء اٌّؼاصشيٓ ف‪ ٝ‬اٌؼاٌُ‬
‫اٌؼشت‪ ٝ‬وّا أٔٗ شاػش اإللٍيُ (ِحافظح اٌثحيشج) اٌز‪ ٜ‬التذ أْ يرؼشف ػٍيٗ غالب إلٍيّٗ‬
‫‪ٚ‬تاإلظافح إٌ‪ ٝ‬رٌه فمذ عاُ٘ ِؼ‪ ٝ‬تشىً وثيش ف‪ ٝ‬جّغ ٘زٖ اٌّادج اٌؼٍّيح ٌ‪ٙ‬زا اٌىراب‬
‫"ِمذِح ف‪ِ ٝ‬غشح اٌطفً" اٌز‪ ٜ‬ألذِٗ ٌطالتٕا ف‪ ٝ‬اٌرؼٍيُ اٌّفر‪ٛ‬ح ‪ٚ‬هللا أعأي أْ يجذ‬
‫وراتٕا ٘زا لث‪ٛ‬ال ‪ٚ‬أْ يفيذ تٗ غالتٕا ف‪ ٝ‬حياذ‪ ُٙ‬اٌؼٍّيح ‪ٚ‬اٌؼٍّيح ‪.‬‬

‫د‪ /‬سصق تشواخ‬

‫سئيظ لغُ اٌٍغح اٌؼشتيح‬

‫ٖ‬
‫تمهٌد‬

‫ٔ‪ -‬تعرٌؾ المسرحٌة وأسس بنابها‪:‬‬

‫تعرٌؾ المسرحٌة‬

‫هً قصة تمثٌلٌة تعرض فكرة أو موقفا ً من خالل حوار بٌن شخصٌات ‪ ,‬و‬
‫ٌدور بٌنها‬

‫صراع ٌتطور وٌتعقد حتى تصل إلً الحل المسرحً ‪.‬‬

‫ما مفهوم الوحدة المسرحٌة ‪ -‬قدٌما ً ‪ -‬؟‬

‫كانت الوحدة المسرحٌة قدٌما ً مشروطة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬وحدة الزمان ‪ :‬فال ٌتجاوز الحدث أكثر من أربع وعشرٌن ساعة‬
‫ب‪ -‬وحدة المكان ‪ :‬بحٌث تدور فصول المسرحٌة فً مكان واحد‬
‫جـ‪ -‬وحدة الحدث ‪ :‬بحٌث تدور المسرحٌة فً فلك حدث ربٌسً واحد‬

‫ما مفهوم الوحدة المسرحٌة – حدٌثا ً ‪ -‬؟‬

‫أ‪ -‬لم ٌعد الكاتب الحدٌث ٌهتم بوحدة الزمان والمكان والحدث‬
‫ب‪ -‬اهتم الكاتب الحدٌث بالدقة فً توزٌع االهتمام والتوازن بٌن الفصول ‪,‬‬
‫واإلسراع نحو النهاٌة بحذف التفصٌالت التً ال تإدي إلٌها ‪.‬‬

‫هٌكل المسرحٌة‬

‫ٌتمثل هٌكل المسرحٌة فً ثالثة أجزاء ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬العرض ‪ :‬وٌؤتً فً الفصل األول وٌتم فٌه التعرٌف بالموضوع‬


‫والشخصٌات‬
‫ٗ‬
‫ٕ‪ -‬التعقٌد ‪ :‬وٌنتج عن تتابع األحداث وتولد الصراع‬
‫ٖ‪ -‬الحل ‪ :‬وفٌه تنكشف العقدة التً تتابعت من خالل األحداث‬

‫أسس بناء المسرحٌة‬

‫أ‪ -‬الفكرة ‪ :‬وقد تكون فكرة اجتماعٌة أو سٌاسٌة أو غٌر ذلك ‪ ,‬والبد أن تكون‬
‫ناضجة وتحقق المتعة والفابدة ‪ ,‬والفكرة ال تقدم مباشرة وإنما تستنتج من خالل‬
‫المسرحٌة‬

‫ب‪ -‬الحكاٌة ‪ :‬وهً جسد المسرحٌة وتتولد من التقدم والنمو فً أحداثها بحٌث‬
‫تترتب األحداث بشكل منطقً ‪ ,‬والحكاٌة ال تؤتً عن طرٌق السرد أو الرواٌة وإنما‬
‫عن طرٌق توزٌعها بٌن الشخصٌات ودقة ترتٌبها ‪.‬‬

‫جـ‪ -‬الشخصٌات ‪ :‬وهً النماذج البشرٌة التً تقوم بتنفٌذ أحداث المسرحٌة وقد‬
‫تكون‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬شخصٌات محورٌة ‪ :‬وهً الشخصٌة الربٌسٌة التً تدور حولها األحداث‬
‫ٕ‪ -‬شخصٌة ثانوٌة ‪ :‬وتشارك فً تطوٌر الحدث ومعاونة الشخصٌة المحورٌة‬
‫وقد تكون الشخصٌة المحورٌة أو الثانوٌة ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬ثابتة ‪:‬ال تتغٌر طوال العرض المسرحً وتكثر هذه الشخصٌة فً مسرحٌات‬
‫السلوك‬

‫ٕ‪ -‬متطورة أو نامٌة ‪ :‬وتتغٌر بتغٌر األحداث وتكون فً المسرحٌات االجتماعٌة‬


‫والوطنٌة والنفسٌة وٌجب علً الكاتب أن ٌحدد الجوانب الشكلٌة واالجتماعٌة‬
‫والنفسٌة لكل شخصٌة ‪.‬‬

‫د ‪ -‬الصراع ‪ :‬وهو القوام المعنوي للمسرحٌة ‪ ...‬فقٌمة المسرحٌة تكون بقٌمة‬


‫الصراع حول فكرة أو قضٌة ‪ ,‬وقد ٌكون الصراع اجتماعٌا ً أو خلقٌا ً أو ذهنٌا ً‬

‫٘‬
‫هـ‪ -‬الحوار ‪ /‬األسلوب ‪ :‬وهو المظهر الحسً للمسرحٌة ‪ ..‬ألن قالب الفكرة هو‬
‫اللغة الذي‬

‫ٌتجلً فً الحوار أو األسلوب ‪ ,‬والجملة المسرحٌة هً العبارة التً تنطقها‬


‫الشخصٌة‬

‫فً الموقف الواحد ‪ ..‬وٌجب أن تكون ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬مختلفة طوالً وقصراً باختالف المواقف‬


‫ٕ‪ -‬مناسبة لمستوي الشخصٌة وطبٌعة الفكرة‬
‫ٖ‪ -‬قادرة علً إٌصال الفكرة ‪.‬‬

‫تراثنا العربً القدٌم والمسرح‬

‫أ‪ -‬لم تكن حٌاة العرب المتمثلة فً الترحال وعدم االستقرار تتوافق مع فن المسرح‬
‫الذي ٌحتاج إلً االستقرار‬

‫ب‪ -‬استغنً العرب بالشعر عن غٌره من الفنون‬

‫جـ‪ -‬بعد اطالع العرب فً العصر اإلسالمً – عن التراث الٌونانً ابتعدوا عن‬
‫المسرح ألنه ٌتنافً مع عقٌدة ( التوحٌد ) ألنه كان ٌصور الصراع بٌن اآللهة فً‬
‫المسرحٌات الٌونانٌة القدٌمة ‪.‬‬

‫ورغم ذلك فقد كانت هناك بعض المحاوالت فً الغصر المملوكً كتلك التً قام بها‬
‫ابن دانٌال فً " خٌال الظل " وسماها بالبابات ‪ :‬مفردها "بابة " ‪ ,‬وهً أسبه‬
‫باألراجوز ‪ ,‬أو مسرح العرابس ‪.‬‬

‫ٌقول الدكتور الصفصافً أحمدالقطوري ‪ " :‬هناك دلٌل قاطع على أن مسرح خٌال‬
‫الظل كان معروفا فً مصر فً العصر المملوكً‪ ,‬وأنه وفد من مصر إلى بالد‬
‫األناضول بعد الفتح العثمانً لمصر والشام‪ .‬فنرى مسرحٌات ابن دانٌال (‪-ٕٔٗ1‬‬
‫‪ٙ‬‬
‫ٖٔٔٔم) سارت على درب سابق لعروض ظلٌة قبلها‪ ,‬وهو ما ٌتضح من مستواها‬
‫الفنً واألدبً الناضج نسبٌا‪.‬‬

‫وخياؿ الظؿ أو مسرح ظمي ضارب في أعماؽ التاريخ‪ .‬يمثَّؿ بأشكاؿ منعكسة عمى‬

‫ستارة بيضاء مشدودة أماـ ضوء مثبت خمؼ ىذه الستارة‪ .‬ومعظـ الشخوص البشرية‬

‫أو الحيوانية ىنا مصنوعة مف جمد الحيواف وخاصة الجمؿ‪ ،‬حيث تنعكس عمى‬

‫الستارة تمؾ األشكاؿ البديعة بألوانيا الساحرة‪.‬‬

‫من مسرح ابن دانيال ‪:‬‬

‫بيف أيدينا ثالث مسرحيات لػ"محمد بف دانياؿ بف يوسؼ" ما بيف شعرية ونثرية‬

‫وزجمية‪ .‬وىي "طيف الخيال" و"عجيب وغريب" و"المتيم"‪.‬‬

‫وتبدأ "طيف الخيال" بحمد اهلل والصالة عمى النبي صمى اهلل عميو وسمـ والدعاء‬

‫لمسمطاف‪ ،‬ثـ يقدـ الراوي بمقدمة تُشير إلى حممة السمطاف عمى الشر وتخريبو أماكف‬

‫الفسؽ والفساد‪.‬‬

‫أما أبطاؿ المسرحية الخيالية فيـ‪ :‬األمير وصاؿ‪ ،‬أحد أمراء الجند‪ ،‬ومجموعة مف‬

‫الشخصيات المعروفة في المجتمع المصري الممموكي‪ .‬ويدور الموضوع حوؿ رغبة‬

‫وصاؿ في الزواج مف امرأة ذات حسب وجماؿ‪ .‬ولكف الخاطبة "أـ رشيد" تُوِقعو في‬

‫عروس شديدة القبح‪ ،‬فيغضب ويتوعد‪ ،‬ولكنو يقتنع في النياية بأف اهلل أوقعو في‬

‫‪7‬‬
‫َش َرؾ بما قدـ مف أفعاؿ الشر‪ .‬فأعمف التوبة وغسؿ معاصيو بالحج لبيت اهلل الحراـ‬

‫وزيارة مسجد الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ‪.‬‬

‫والمسرحية الثانية "عجيب وغريب" فيي استعراض ألنماط ونماذج معينة مف واقع‬

‫الحياة الشعبية‪ ،‬في الشارع والسوؽ حيث مصدر المعرفة والتكسب والتحايؿ عمى‬

‫الرزؽ بشتى الحيؿ؛ ففييا النصب واالحتياؿ والسمب والمراوغة والمساومة‪ .‬فيي بيذا‬

‫معرض لكثير مف مظاىر الحياة اليومية لممجتمع وعيوبو‪.‬‬

‫أما "المتيم" فتدور قصتيا حوؿ الحب واليياـ وحيؿ المحبيف في عصر الكاتب‪ ،‬حيث‬

‫"المتيـ" ويعرض محاوالتو وصنوؼ حيمو لبموغ مأربو مف‬


‫ّ‬ ‫يتعقب فييا واحداً منيـ ىو‬

‫محبوبتو‪ .‬وتكاد تكوف ىذه البابية مبنية عمى حمقات المصارعة بيف القطط والكالب‬

‫"المتيـ" حيث يتغمب عمييـ جميعا‪.‬‬


‫ّ‬ ‫والديكة والخرفاف والثيراف الخاصة برقباء‬

‫والتراث العربي يسجؿ لنا أف الشاعر العربي عمر بف الفارض تكمـ بشكؿ مسيب‬

‫عف خياؿ الظؿ‪ ،‬ولو بابة شعرية نطالع فييا مرور الجماؿ وعبور السفف لمبحار‪،‬‬

‫الجند‪ ،‬سواء أكانوا مشاة أو خيالة‪.‬‬


‫وجيوشا تخوض المعارؾ في البر والبحر‪ ،‬ومرور ُ‬

‫وكذا الصياد وىو يمقي شباكو‪ ،‬والوحوش وىي تُغرؽ السفف في البحار‪ ،‬والسباع وىي‬

‫تفترس صيدىا مف الحيوانات األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد استمد خياؿ الظؿ أيضاً موضوعات مف األدب الكالسيكي سواء العربي أو‬

‫و"خسرو ِ‬
‫وش ِ‬
‫يريف"‪ ،‬و"فرحات‬ ‫الفارسي أو التركي كػ"ليمى ومجنوف"‪" ،‬قيس وليمى"‪ْ َ ْ ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫وش ِ‬
‫يريف"‪ ،‬و"يوسؼ وزليخا"‪ ،‬ولكف البد مف اإلشارة ىنا إلى أنيا قد غيرت بما يتالءـ‬

‫مع روح الفف الفكاىي الساخر‪.‬‬

‫وأثبتت الدراسات أف مسرح خياؿ الظؿ قد تطرؽ إلى جميع التراجيديات والكوميديات‬

‫وز"‪ ،‬يرمز كؿ منيما‬


‫في حياتنا‪ .‬وبنظرة أكثر عمقا‪ ،‬نجد أف مسرح "العرائس" و"قَ َره ُك ْ‬

‫إلى عنصر الخياؿ الذي تتسـ بو حياة اإلنساف‪ ،‬وأف خياؿ الظؿ يؤكد ىذا التشابو‬

‫الواىـ بينو وبيف جوانب حياتنا المترعة بأطياؼ الخياؿ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ٕ‪-‬المسرح المصري وتطوره‪:‬‬

‫المسرح فً العصر الحدٌث‬

‫بدأ منذ منتصف القرن التاسع عشر كالتالً ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬ظهور كل من ( مارون النقاش ) فً لبنان ( وٌعقوب صنوع ) فً مصر‬


‫بؤعمال تمٌل إلً البساطة والفكاهة والغناء ومنها ما ٌمٌل إلً النقد السٌاسً‬
‫واالجتماعً فً لغة هً مزٌج من الفصحى والعامٌة ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬قدوم عدد من الفرق الشامٌة ( السورٌة واللبنانٌة ) إلً مصر مثل ( فرقة‬
‫أبً خلٌل القبانً – فرقة اسكندر فرح – فرقة سلٌم نقاش ) مع نهاٌة القرن‬
‫التاسع عشر وبداٌة القرن العشرٌن وسٌطر علً ما قدموه من مسرحٌات‬
‫الطابع الغنابً وركاكة اللغة وهبوط الموضوعات وإتباع طرٌق النقل‬
‫والترجمة ومحاكاة المذهب الكالسٌكً الغربً ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬ولدت المسرحٌة االجتماعٌة الخالصة علً مسرح جورج أبٌض بمسرحٌة "‬
‫مصر الجدٌدة " ٖٔ‪ ٔ9‬للكاتب فرح أنطون ‪ ,‬وفٌها رصد التغٌرات التً‬
‫بدأت تظهر على المجتمع المصري بعد االتصال بؤوروبا‬
‫وقد كان لمحمد تٌمور فضل ترسٌخ المسرحٌة االجتماعٌة بمسرحٌاته التً‬
‫تناولت النقد االجتماعً مثل ‪:‬‬

‫" العصفور فً القفص " تناولت التربٌة القاسٌة لألبناء‬

‫" عبد الستار أفندي " تناولت مشكلة زواج البنات‬

‫" الهاوٌة " تناولت مشكلة اإلدمان ‪.‬‬

‫ثم ظهر أهم شخصٌتٌن كتبا المسرح فً مصر والعالم العربً ‪ ,‬وهما ‪:‬‬

‫الشاعر أحمد شوقً ‪ ,‬والكاتب توفٌق الحكٌم ‪.‬‬

‫ٓٔ‬
‫رٌادة شوقً للمسرح الشعري ‪:‬‬

‫علً ٌدٌه بدأت وازدهرت المسرحٌة الشعرٌة ومن مسرحٌاته ‪:‬‬

‫" مصرع كلٌوباترا"‬

‫"مجنون لٌلى "‬

‫" قمبٌز"‬

‫"عنترة "‬

‫"علً بك الكبٌر أو فٌما ٌسمى دولة الممالٌك " التً كتبها مرتٌن ‪ :‬األولى عام‬
‫ٕ‪ , ٔ19‬ثم أعاد كتابتها مرة ثانٌة عام ‪. ٔ9ٕ7‬‬

‫ونالحظ أن شوقً من خالل تلك المسرحٌات قد تناول موضوعات من التراث‬


‫العربً مثل "مجنون لٌلى " التً تناول فٌها قصة الحب الشهٌرة بٌن قٌس بن‬
‫الملوح ولٌلى العامرٌة ‪ ,‬ومثل "عنترة " التً تناول فٌها قصة الفارس والشاعر‬
‫الجاهلً عنترة بن شداد وقصة حبه لعبلة بنت مالك ‪ ,‬وبحثه عن حرٌته التً كانت‬
‫مسلوبة منه بسبب نسبه ألمه األمة السوداء ‪.‬‬

‫كما تناول شوقً موضوعات من التارٌخ المصري فً فتراته الخطٌرة كالغزو‬


‫الفارسً لمصر قبل المٌالد فً مسرحٌة " قمبٌز" ‪ ,‬أو عالقة مصر بروما‬
‫وتبعٌتها لها والرغبة فً االستقالل والتحرر فً مسرحٌته " مصرع كلٌوباترا"‪,‬‬
‫وهً الرغبة ذاتها التً أرادها علً بك الكبٌر فً استقالل مصر عن الدولة العثمانٌة‬
‫فً مسرحٌته "علً بك الكبٌر أو فٌما ٌسمى دولة الممالٌك " ‪.‬‬

‫وأراد شوقً أن ٌستكمل حلقة التارٌخ فؤراد التعبٌر عن التارٌخ اإلسالمً ـ إلى‬
‫جانب االلتارٌخ العربً والمصري اللذٌن أشرنا إلٌهماـ فكتب مسرحٌة نثرٌة هً "‬
‫أمٌرة األندلس " ‪.‬‬

‫ٔٔ‬
‫وشوقً فٌما سبق من مسرحٌات ٌسٌر على النهج الكالسٌكً للمسرح بالتعبٌر عن‬
‫الشخصٌات واألحداث التارٌخٌة والتراثٌة ‪ ,‬وهو ما نراه فً المسرح الغربً‬
‫الكالسٌكً الذي ٌتخذ موضوعاته من التارٌخ ‪ ,‬وٌتجه إلى المؤساة " التراجٌدٌا "‪.‬‬

‫ولم ٌغفل شوقً الموضوعات المعاصرة فاتجه إلى موضوع فكاهً ٌدور حول‬
‫سٌدة ٌتكرر زواجها وٌموت أزواجها واحد تلو اآلخر ‪ ,‬وترث من وراء ذلك الكثٌر‬
‫‪ ,‬حتى تبلغ من العمر أرذله فٌطمع قً مالها أحد الرجال فٌتزوجها أمال فً أن ٌرثها‬
‫وقد أشرفت على الموت ‪ ,‬وبعد موتها ٌكتشف أنها قد تبرعت بمالها للمإسسات‬
‫الخٌرٌة ‪ ,‬وذلك فً مسرحٌة ‪ " :‬الست هدي " وموضوعها اجتماعً ‪.‬‬

‫وقد ٌتبٌن أن جمٌع مسرحٌات شوقً ضعٌفة من حٌث التمثٌل ‪ ,‬ولكنها رابعة من‬
‫حٌث الشع ُر الغنابً‪.‬‬
‫ُ‬

‫ولكن إمعان النظر فً مسرحٌات شوقً ٌرٌنا أنه ـ وإن تؤثر بالمدرسة الكالسٌكٌة ـ‬
‫قد قارب المدرسة الرومانسٌة من جانب آخر ‪ ,‬قاربها من حٌث عدم تقٌده بالوحدات‬
‫الثالث ـ الزمان والمكان والحدث ـ ومن حٌث إدخاله عنصر الفكاهة على‬
‫المسرحٌة المؤسوٌة وهذا لم ٌسبق له فً المسرح الكالسٌكً ‪ ,‬ومن حٌث وقوفه فً‬
‫شعره الكالسٌكً عند حدود الغنابٌة الذاتٌة التً ٌجب أن تغٌب ‪ ,‬وراء المسرح ‪,‬‬
‫لتبدو الموضوعٌة المتجردة فً وصف أبطال المسرحٌات ‪.‬‬
‫مهما قٌل عن مسرحٌات شوقً ‪ :‬من افتقارها إلى الغوص فً أعماق الشخصٌات‪,‬‬
‫وإلى األصول العرٌقة فً الفن المسرحً ‪ ,‬وأنها توشك أن تكون شعرا غنابٌا اتخذ‬
‫المسرح إطارا له‪ ,‬فإنه سٌبقى له شرف الرٌادة للمسرح الشعري ‪ ,‬بما تعنٌه هذه‬
‫الرٌادة من " وحدة عضوٌة" افتقدها شعره السابق ‪ ,‬ومن " حس درامً" افتقر إلٌه‬
‫شعر األقدمٌن فً مجموعهم ‪ ,‬ومن نظرات موضوعٌه " للكون واألشٌاء كاد ٌخلو‬
‫منها التراث ‪ " .‬تلك هً المنجزات التً تغفر له زالته التً تورطت فٌها أبنٌ ُته‬
‫الدرامٌة ‪ ,‬مضافا إلٌها أن كان ٌحرث أرضا بكرا ‪ُ ,‬‬
‫ظنَّ بها الجدب والبوار"!‬

‫ٕٔ‬
‫وقد اتسم مسرح شوقً بالغنابٌة ‪ ,‬وتتمثل الغنابٌة فً مسرح شوقً فً كثٌر من‬
‫المناظر غٌر المسرحٌة المقحمة لقٌم غنابٌة ‪ ,‬كنشٌد الموت ونشٌد الحب والحٌاة فً‬
‫مصرع كلٌوباترا ونشٌد القبور فً مجنون لٌلى وأناشٌد الزواج فً قمبٌز ‪.‬‬

‫لقد كان للشعر الغنابً أثر واضح فً المسرح عند شوقً ال بخصابصه الفنٌة‬
‫بحسب بل كان ٌتغنى به فعال ولذلك أصبحت الغنابٌة محور ارتكاز لفنه المسرحً‬
‫الذي عكس كثٌرا من ذاتٌة الشاعر عندما أنطق شخصٌاته بما ٌرٌد هو ال بما ٌنبغً‬
‫أن تقوله! " فشوقً فً تصوره إلى الجنس األدبً الجدٌد لم ٌستطع الفكاك من‬
‫ماضٌه األدبً ‪ .‬هو شاعر غنابً ال تمٌل سلٌقته إلى التقٌد الفنً الذي البد منه‬
‫ألبسط أشكال الدراما ‪",.....‬‬

‫ولقد انعكست هذه العبقرٌة الغنابٌة فً فنه المسرحً وأحاطت به ظروف ساعدت‬
‫على نمو هذا االتجاه لدٌه ‪ .‬ربما من أهمها أن بٌبته لم ٌكن لدٌها مواصفات لألدب‬
‫المسرحً ‪ ,‬ولذلك وجد شوقً نفسه مضطرا إلى إشباع حاجة جمهوره الذي تعود‬
‫على سماع الغناء فنقله إلى المسرح كذلك‪.‬‬

‫ومن المنولوجات الرابعة لشوقً فً مسرحٌته " مجنون لٌلى " منولوج " جبل‬
‫التوباد " الذي تغنى به قٌس ‪ ,‬وهو فً الحقٌقة قصٌدة غنابٌة رابعة أبدع فٌها شوقً‬
‫وكؤنه ٌشبع شاعرٌته من خالل تلك المقطوعات التً ٌمتلا بها مسرحه ‪ٌ ..‬قول‬
‫شوقً على لسان قٌس ‪:‬‬

‫وسقا هللا صبانا ورعى‬ ‫جبل التوباد حٌاك الحٌاة‬

‫ٖٔ‬
‫ورضعناه فكنت المرضعا‬ ‫فٌك ناغٌنا الهوى فً مهده‬

‫األهل معا‬
‫ِ‬ ‫ورعٌنا غنم‬ ‫وعلى سفحك عشنا زمنا ً‬

‫وبكرنا فسبقنا المطلعا‬ ‫وحدونا الشمس فً مغربها‬

‫لشبابٌْنا وكانت مرتعا‬ ‫هذه الربوة كانت ملعبا ً‬

‫وانثنٌنا فمحونا األربُعا‬ ‫كم بنٌنا من حصاها أربُعا‬

‫تحفظ الرٌ ُح وال الرم ُل وعى‬ ‫وخططنا فً نقى الرمل فلم‬

‫لم تزد عن أمس إال إصبعا‬ ‫ً‬


‫طفلة‬ ‫لم تزل لٌلى بعٌنً‬

‫فؤبت أٌامه أن ترجعا‬ ‫كلما جبتك راجعت الصبا‬

‫هاج بً الشوق أبت أن تسمعا‬ ‫ما ألحجارك صما كلما‬

‫وتهون األرضُ إال موضعا‬ ‫ً‬


‫ساعة‬ ‫قد ٌهون العم ُر إال‬

‫كما التزم شوقً فً شعره المسرحً بوحدة البٌت فكان الحوار بٌتا أو أكثر ٌنطق به‬

‫ٗٔ‬
‫المتحاورون‪ .‬وأحٌانا ٌتقاسم البٌت ذا الروى المحدد متحاوران أو ثالثة ‪ .‬وقد ٌوحً‬
‫هذا بؤن القٌمة الموسٌقٌة تسبق عند شوقً الفكرة الدرامٌة‪ ,‬الذي ٌنبغً أن تكون‬
‫األساس الذي ٌكتسب كل عنصر من العناصر المشتركة معها فً المسرحٌة قوته‬
‫بمقدار ما ٌٌفه على هذه الفكرة من قوة ‪ .‬حٌنبذ الٌكون للموسٌقى من فضل إال‬
‫بمقدار ما تتحٌه لها من إٌحاء فً التعبٌر ‪ ,‬وتكثٌف للمواقف والمشاعر ‪ ,‬فالشعر فً‬
‫المسرحٌة لٌس غاٌة لذاته‪ ,‬بل وسٌلة تسهم مع غٌرها من الوسابل ‪ ,‬فً اكتمال‬
‫المسرحٌة‪.‬‬
‫وبرغم عبقرٌة شوقً الشعرٌة التً طوعت الشعر العمودي كثٌرا لمتطلبات الحوار‬
‫المسرحً ‪ ,‬كان التزام شوقً له سببا فً إخضاع الفكرة _ بتوسعها أو تضٌٌق‬
‫نطاقها _ لوحدة البٌت ‪ ,‬دون أن ٌتاح لها أن تنتهً نهاٌتها الطبٌعٌة بعد تفعٌلة أو‬
‫أكثر ‪.‬‬
‫وحٌن اختار شوقً لمسرحه هذه الصٌاغة التقلٌدٌة لم ٌنتخب وزنا أو مجموعة‬
‫خاصة من األوزان الشعرٌة ‪ ,‬بل تنقل بٌن معظمها فً المسرحٌة الواحدة ‪ ,‬وأحٌانا‬
‫فً الموقف الواحد ‪ ,‬دون أن ٌكون لهذا االنتقال مبرر فنً ٌسوغه فً كثٌر من‬
‫األحٌان ‪ .‬وكؤن أوزان الشعر تصلح كلها فً رأٌه للمسرح‪ ,..........‬غٌر أن‬
‫المالحظ أن شوقً لم ٌوفق كثٌرا فً ذلك ‪ ,‬فبرغم أن التذوق الفنً المدرب هو‬
‫الذي ٌعول علٌه إختٌا البحر ‪ ,‬فقد صار من المتعارف علٌه أن بعض البحور ٌمكن‬
‫استخدامها بسهولة فً المسرح ‪ ,‬وبعضا آخر ال ٌمكن استخدامه إال بمشقة‪.‬‬

‫َ قد تابع أحمد شُقً فً انشعس انمسسحً ( عصٌص أباظة ) فكتب مدمُعة مه‬
‫انمسسحٍات عهى ذنك انىٍح انكالسٍكً انري ساز عهًٍ أستاذي أحمد شُقً ‪ ,‬فله‬

‫‪(:‬قيس ولبنى)‪ ،‬وقد صدرت عاـ ألؼ وتسعمائة وثالثة وأربعيف‪ ،‬وتعد أولى‬

‫مسرحياتو‪ ،‬وتعتمد قصتيا عمى أحداث قصة العاشقيف المعروفيف قيس ولبنى كما‬

‫٘ٔ‬
‫وردت في كتاب (األغاني) لألصفياني‪ ،‬ثـ مسرحية (العباسة)‪ ،‬وقد صدرت عاـ‬

‫ألؼ وتسعمائة وسبعة وأربعيف‪ ،‬وفييا يصور الصراعات السياسية والشخصية التي‬

‫حفؿ بيا عصر الرشيد مف خالؿ العباسة أخت الخميفة‪ ،‬وزوجة جعفر البرمكي‪ ،‬وقد‬

‫ُعرضت في القاىرة أماـ الممؾ فاروؽ‪.‬‬

‫ثـ مسرحية (الناصر) عاـ ألؼ وتسعمائة وتسعة وأربعيف‪ ،‬وقد تناوؿ فييا‬

‫عصر مف عصور األندلس الزاىرة في عيد عبد الرحمف الناصر‪ ،‬ثـ ىناؾ‬
‫ًا‬

‫(شجرة الدر) التي تقدـ لنا مأساة الممكة شجرة الدر بعد وفاة زوجيا السمطاف‬

‫في أياـ عصيبة خالؿ الغزو الصميبي لمصر‪ ،‬والتي مثمت عمى مسرح األوب ار‬

‫عاـ ألؼ وتسعمائة وسبعة وأربعيف‪ ،‬ثـ لدينا مسرحية (غروب األندلس)‪ ،‬وقد‬

‫صدرت عاـ ألؼ وتسعمائة واثنيف وخمسيف‪ ،‬ثـ (شيريار) عاـ ألؼ‬

‫وتسعمائة وخمس وخمسيف‪ ،‬وفي ىذه األخيرة يطرح عزيز أباظة معالجة‬

‫جديدة لقضية شيريار‪ ،‬فيو يضع إلى جوار شيرزاد أختيا دنيا زاد‪ ،‬التي‬

‫تنازعيا حب شيريار‪ ،‬وأولى األختيف ترمز إلى المعرفة السامية عمى حيف‬

‫ترمز األخرى إلى الشيوة المثيرة؛ لتستمر المنافسة ويخرج منيا شيريار في‬

‫النياية بما يشبو التصوؼ األخالقي‪ ،‬وقد ُكتبت ىذه المسرحية باالشتراؾ مع‬

‫عبد اهلل بشير‪.‬‬

‫أيضا (أوراق الخريف) سنة ألؼ وتسعمائة وسبعة وخمسيف‪ ،‬ثـ‬


‫ثـ ىناؾ ً‬

‫‪ٔٙ‬‬
‫(قافمة النور) سنة ألؼ وتسعمائة وتسعة وخمسيف‪ ،‬ثـ (قيصر) سنة ألؼ‬

‫وتسعمائة وثالثة وستيف وفييا يقدـ شاعرنا لحظة حاسمة مف التاريخ‬

‫الروماني‪ ،‬استقى أحداثيا مف روايات بموتارؾ لتاريخ يوليوس قيصر‪ ،‬ومحور‬

‫ابنا غير شرعي لقيصر‪ ،‬وحيف‬


‫الصراع ىو بروتوس الذي كاف في الحقيقة ً‬

‫يكتشؼ بروتوس بنوتو لقيصر يثور في نفسو صراع بيف عاطفة البنوة‬

‫واإليماف بالجميورية‪.‬‬

‫ثـ ىناؾ (مسرحية زىرة) سنة ألؼ وتسعمائة وثمانية وستيف‪ ،‬وىي آخر‬

‫فيدر اإلغريقية‪ ،‬وألبسيا‬


‫مسرحيات عزيز أباظة واستوحى فكرتيا مف موضوع ا‬

‫معاصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثوبا‬
‫ً‬

‫ويرى عديد مف النقاد أف مسرحيات عزيز أباظة أقوى مف الناحية الفنية مف‬

‫مسرحيات شوقي‪.‬‬

‫ِغشح ذ‪ٛ‬فيك اٌحىيُ ‪:‬‬

‫بجهوده تطورت المسرحٌة النثرٌة ‪ ,‬وتعددت اتجاهاته ومراحله المسرحٌة مثل ‪:‬‬

‫انمسسحٍة انسمصٌة مثم " انضٍف انثقٍم "‬

‫انمسسحٍة انسمصٌة انرٌىٍة مثم " أٌم انكٍف – شٍسشاد "‬

‫انمسسحٍة االختماعٍة مثم " األٌدي انىاعمة "‬

‫انمسسحٍة انُطىٍة مثم " مٍالد بطم "‬

‫‪ٔ7‬‬
‫انمسسحٍة انتحهٍهٍة انىفسٍة مثم " أزٌد أن اقتم – َوٍس اندىُن‬

‫المسرحٌة التارٌخٌة مثل " إٌزٌس "‬

‫االتجاهات الجدٌدة للمسرحٌة العربٌة‬

‫بعد ثورة ٌولٌو ٕ٘‪ ٔ9‬ظهرت األنواع التالٌة فً المسرح ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مسرحٌات تنقد المجتمع المصري قبل ثورة ٌولٌو مثل ‪:‬‬

‫( المزٌفون ) لمحمود تٌمور‬

‫( األٌدي الناعمة ) لتوفٌق الحكٌم‬

‫( الناس اللً تحت ) و ( الناس اللً فوق ) لنعمان عاشور‬

‫ب‪ -‬مسرحٌات تصور القرٌة المصرٌة مثل ‪:‬‬

‫( الصفقة ) لتوفٌق الحكٌم‬

‫( وملك القطن ) لٌوسف إدرٌس‬

‫جـ‪ -‬مسرحٌات المقاومة مثل ‪:‬‬

‫( اللحظة الحرجة ) لٌوسف إدرٌس‬

‫ما مدي تطور المسرح الشعري فً هذه الفترة ؟‬

‫لجؤ كتاب المسرح الشعري إلً التارٌخ والتراث الشعبً بمعالجة عصرٌة ‪ ,‬وإسقاط‬
‫اإلشارات والرموز علً مشكالت الحاضر ‪.‬‬

‫وٌبرز من هإالء ‪:‬‬

‫عبد الرحمن الشرقاوي فً مسرحٌاته ( مؤساة جمٌلة – الفتً مهران – الحسٌن‬


‫ثابرا – الحسٌن شهٌداً ـ ثؤر هللا )‬

‫‪ٔ1‬‬
‫وٌمكن أن نقؾ على مبلمح مسح الشرقاوي الذي ٌمٌل إلى الثورة وتمجٌد سٌر‬
‫األبطال من خبلل هذه الرإٌة التً ٌرتبٌها الباحث الدكتور حسٌن علً محمد ‪:‬‬

‫"عالج ثنابٌة «ثؤر هللا» لعبد الرحمن الشرقاوي "حرٌة الكلمة مستخلصة من واقعة‬
‫رفض الحسٌن إعطاء البٌعة لٌزٌد بن معاوٌة سنة ٓ‪ٙ‬هـ‪ ,‬واستشهاده فً كربالء‪,‬‬
‫وهو متجه إلى الكوفة تلبٌة لمكاتبات وصلت إلٌه من أهلها تدعوه إلنقاذهم من ٌزٌد‬
‫ومن عماله‪ ,‬وتإٌِّد مباٌعتهم له"‬
‫وبطل هذه الثنابٌة ("الحسٌن ثابراً" و"الحسٌن شهٌداً") هو سٌد الشهداء الحسٌن بن‬
‫علً‪ ,‬وتبدأ المسرحٌة حٌن مات معاوٌة رضً هللا عنه "بعد أن أخذ البنه ٌزٌد‬
‫البٌعة من أقطاب المسلمٌن‪ ,‬أخذها بالسٌف أو بالذهب أو بهما معاً‪ ,‬ووجد الحسٌن‬
‫أنه أمام اختٌارٌن ال ثالث لهما‪ ,‬إما أن ٌشتري حٌاته وحٌاة أهله‪ ,‬وٌخضع لما ٌُطلب‬
‫إلٌه من مباٌعة ٌزٌد‪ ,‬وإما أن ٌُعرض عن هذا كله‪ ,‬وٌترك للسٌف أن ٌحكم بٌنه‬
‫وبٌن هذا الشر المستطٌر"‬
‫وٌختار الحسٌن أن ٌُقاوم هذا الشر المستطٌر‪ ,‬وٌنطلق إلى مصٌره الذي ٌنتظره‪,‬‬
‫وهو االستشهاد بعد صراع طوٌل مع النفس‪:‬‬
‫ّْ‬
‫الغً‬ ‫الحسٌن‪ :‬بان الرش ُد من‬
‫وهدانً ج ِّدي لل ّر ْأيْ‬

‫ت قلٌالً فحلُ ْم ْ‬
‫ت‬ ‫غفو ُ‬
‫ْ‬

‫حلمت بج ِّدي ٌؤمرُنً أال ّ أقع َد عنْ باطِ ْل‬


‫ُ‬

‫ورأٌ ُ‬
‫ْت أبً ٌبتس ُم إلًَّ ْ‬
‫وٌدعونً‬

‫وأُمًِّ ت ْنتظ ُر قدومً‬

‫ْت بع ِّم أبً حمز ْة‬


‫وحلم ُ‬

‫زٌنب‪ُ ( :‬تقاطعه‪ ,‬وهً تتماس ُ‬


‫ك لكٌْال تبكً)‬
‫ال توجعْ قلبً نحنُ فداإكْ‬

‫‪ٔ9‬‬
‫الحسٌن‪( :‬مستمرا) ٌُنادٌنً بؤبً ال ُّشهدا ْء‬
‫بمكان فً الج ّن ِة قُ َ‬
‫رب مكانِه‬ ‫ٍ‬ ‫وب َّشرنً ج ِّدي‬

‫ت دفاعا ً عمّا جا َء ل ِتبٌْا ِن ْه‬ ‫إذا أنا ما است ْش ْ‬


‫هد ُ‬

‫وٌرى أن الظلم استشرى فً الدنٌا‪ ,‬فانتشر الخوف والطغٌان‪ ,‬ومن ثم وجب على‬
‫الرجال أصحاب المواقف أن ٌقفوا موقفهم المبدبً مع الحق‪:‬‬
‫أعناق الرجا ْل‬
‫ِ‬ ‫إننً أخر ُج كًْ أُنق َذ‬
‫ْ‬
‫الحقٌقة‬ ‫إننً أخر ُج كًْ أصر َخ فً أه ِل‬

‫ض َّل طرٌ َقهْ‬


‫المجنون ْقد َ‬
‫َ‬ ‫أنقذوا العال َم‪ ,‬إن العال َم‬

‫غٌان المخاوفْ‬
‫وط ِ‬ ‫أنقذوا ال ُّدنٌا من الفوضى ُ‬

‫أنقذوا األمة منْ هذا الجحٌ ْم‬


‫إن الحسٌن رضً هللا عنه منذ البداٌة "ٌملك النقاء فً الروح والقول والعمل الذي ال‬
‫ٌستطٌع معه صاحبه أن ٌُهادن الشر أبداً‪ ,‬كل ما ٌستطٌعه هو أن ٌدخل مع الشر فً‬
‫معركة حامٌة‪ٌ ,‬عرف سلفا ً أنه فٌها هو الخاسر‪ ,‬ولكنه ٌعرف أٌضا ً أن مثل هذه‬
‫المعركة غٌر المتكافبة هً السبٌل الوحٌد إلنقاذ اإلنسان وشرف اإلنسان"‬
‫وٌبدأ الحسٌن رضً هللا عنه فً استنهاض همم الناس الذٌن ركنوا إلى حٌاة الدعة‬
‫والترف‪ ,‬مستثٌراً نخوتهم لنصرة الحق‪ ,‬بمثل هذا األسلوب المإثر حٌنما دعاه ابن‬
‫جعفر (ابن عمه‪ ,‬وزوج شقٌقته زٌنب رضً هللا عنها إلى المهادنة‬
‫أهون ُدنٌاك ْم على ط ْف ِل الحقٌقهْ‬
‫َ‬ ‫الحسٌن‪ :‬آ ِه ما‬
‫الحق طرٌداً ٌتوارى فً الخ َِر ْق‬
‫ُّ‬ ‫هكذا أصب َح‬

‫ُّ‬
‫الحق شرٌدا‬ ‫وغدا‬

‫البغ ًُ منْ أ ُ ْف ٍق أل ُ ْف ْق‬


‫ٌ ّدرٌه ْ‬
‫تزدهً ّ‬
‫بالطٌْلسانْ‬ ‫وال ّدناٌا ْ‬

‫ٕٓ‬
‫العرش وحْ َد ْه‬
‫ِ‬ ‫فإذا الباط ُل َ‬
‫فوق‬

‫فً ٌد ٌْ ِه الص َّْولجانْ‬


‫م ُْل ُك ُه َّ‬
‫الزٌْفُ ‪ ,‬وأسْ راهُ ال ُّدموعْ‬

‫ت ْنحنً منْ دو ِن ِه ك ُّل الفضاب ْل‬

‫ْ‬
‫البركات!‬ ‫ٌتلمّسْ َن لد ٌْ ِه‬

‫أسراب الحما ْم‬


‫َ‬ ‫الحدأةُ‬
‫عندما تقتح ُم ْ‬

‫أكناف الربٌعْ‬
‫َ‬ ‫عندما ْ‬
‫ٌغشى ركا ُم الرَّ م ِْل‬

‫عندما ُتصْ ب ُح دنٌاك ْم نفاقا ً ورٌا ًء ونعٌما ً من جنونْ‬

‫ُلطان القلوبْ‬ ‫عندما ٌُصْ ب ُح ذ ُّل ْ‬


‫الخوفِ س َ‬
‫تخفً ب ُدنٌاهُ بعٌداً‬
‫فإذا اإلنسان ٌسْ ْ‬

‫وٌُباهً بالذنوبْ‬
‫عندما ٌُصب ُح طو ُل العمْ ِر ناراً وعذابا ً‬

‫للرجال الصّالحٌنْ‬
‫ِ‬
‫عند هذا‬

‫ما ا ْنتفاعً بالبقا ْء؟‬


‫لقد خذله المسلمون األوابل ـ الذٌن ٌمثلهم أسد ـ وأبناء المسلمٌن األوابل (مثل عمر‬
‫بن سعد ٌن أبً وقّاص) تحت دعاوى واهٌة‪ ,‬مثل قولهم‪ :‬إنهم ٌتركون األمر ألهله‪,‬‬
‫أو‪ :‬إنهم ٌدعون لحقن دماء المسلمٌن‬
‫دعوه لبٌعته ونصره‪ ,‬مما ٌجعله "حزٌنا ً ثم منفجراً" ٌبكً عصره‪,‬‬
‫ْ‬ ‫وٌتخاذل عنه منْ‬
‫ِّ‬
‫المإثر‪:‬‬ ‫عصره فً مثل هذا الشجن المإلم‬ ‫ورجا َل‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫الشابهات‬ ‫كالمسوخ‬
‫ِ‬ ‫رجال‬
‫ٍ‬ ‫الزمان سوى‬
‫ِ‬ ‫الحسٌن‪ :‬ما عا َد فً هذا‬
‫النعٌم وتحتها ن َتنُ القبورْ‬
‫ِ‬ ‫ُلل‬
‫ٌمشون فً ح ِ‬
‫َ‬
‫ٕٔ‬
‫ٌتشامخون على العبا ِد كؤ ّنه ْم ملَكوا الع ْ‬
‫ِباد‬ ‫َ‬

‫ْ‬
‫العبٌد‬ ‫األمٌر تضاءلوا ْ‬
‫مث َل‬ ‫َ‬ ‫وإذا همو القوا‬

‫صاروا على أم ِْر البال ِد فؤ ْكثروا فٌها الف َس ْاد‬

‫ِعت على ِق َم ِم الحٌا ْة‬


‫أعْ ال ُم ُه ْم ُرف ْ‬

‫خ َِر ٌق مُرقّ ٌ‬
‫عة ٌتر ْفرفُ بالقذار ِة فً السّما ِء الصّا ِف ٌَ ْه‬

‫المحٌض البالِ ٌَ ْه‬


‫ِ‬ ‫راٌا ُت ُه ْم م َِز ُق‬

‫ألنت غاشٌ ُة العصورْ‬


‫َ‬ ‫ٌا أٌُّها العصْ ُر َّ‬
‫الزريُّ‬

‫سالطٌن الفجورْ‬
‫ِ‬ ‫المتقٌن إلى‬
‫َ‬ ‫ْقد آ ُل أ ْم ُر‬

‫هات؟‬ ‫الرجال ْ‬
‫جعل َته ْم فً الوا ِج ْ‬ ‫ِ‬ ‫أنواع‬ ‫ق ْل أيَّ‬
‫ِ‬
‫ِقات؟‬ ‫البروج ال ّ‬
‫ش اه ْ‬ ‫ِ‬ ‫الم ر َفعْ َ‬
‫ت على‬ ‫ق ْل أيَّ أعْ ٍ‬
‫ُّلطان والم ُْل َ‬
‫ك العرٌضْ‬ ‫ب منح َت ُه الس َ‬
‫أيَّ الذبا ِ‬

‫ٌا أٌُّها العص ُر البغٌضْ ؟‬

‫أنت غاشٌ ُة العصورْ‬


‫ٌا أٌها العصْ ُر الزريُّ و َ‬

‫الغثٌان مما أحدث ْت ُه به أُمٌِّهْ‬


‫َ‬ ‫حولنا‬ ‫ُ‬
‫ٌنفث ْ‬ ‫العصْ ُر‬
‫ْ‬
‫األبٌة‬ ‫النفس‬
‫ِ‬ ‫عصْ ٌر ٌُثٌ ُر ُّ‬
‫تقز َز‬
‫وٌستنفر همم الناس الشرفاء لٌُقاوموا ـ معه ـ الفساد الذي استشرى‪:‬‬
‫تهنوا إذا طغت ِّ‬
‫الذباب‪..‬‬ ‫ٌا أٌها الشرفا ُء ال ِ‬
‫سٌروا بنا كًْ ُننقذ ال ُّد ْنٌا من ْ‬
‫الفوضى‬

‫ومنْ هذا الخرابْ‬

‫سٌروا ُن ْ‬
‫عد للعصْ ِر رون َق ُه القدٌ ْم‬

‫َّ‬
‫الحق الهضٌ ْم‬ ‫وننصر‬
‫ٕٕ‬
‫ْ‬
‫خلت منْ عابرٌها‬ ‫َ‬
‫طرق الهداٌ ِة إنْ‬ ‫ال ترهبوا‬

‫طرق الفسا ِد وإنْ تزاح َم سالكوها‪..‬‬


‫َ‬ ‫ال تؤمنوا‬

‫تهنوا فنحْ نُ بنو أبٌها‬ ‫سٌروا على اسْ ِم ِ‬


‫هللا ال ِ‬
‫سٌروا بنا نستخلص اإلنسان منْ هذا العذابْ‬
‫وٌمضً الحسٌن رضً هللا عنه إلى قدره رغم انفضاض األصحاب أو قتلهم‪,‬‬
‫وٌُثخن جسده بالجراح‪ ,‬وٌسقط قتٌالً‪ ,‬وٌ ُّ‬
‫ُحز رأسه‪ ,‬وٌُسار به إلى ٌزٌد‪ ,‬ومازالت‬
‫بقاٌا صوت الحسٌن ـ فً النص المسرحً ـ تتر ّدد فً األفق‪ ,‬وهو ٌرثً أصحابه‪:‬‬
‫ْ‬
‫الطرٌق‬ ‫أٌن أنت ْم أٌُّها الفتٌانُ ‪ ..‬فتٌانُ‬
‫الحسٌن‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫كالحرٌق‬ ‫حزن‬
‫ٍ‬ ‫ل ْم ٌع ُْد منه ْم سوى لفح ِة‬

‫َ‬
‫فوق الص ََّحرا ْء‬ ‫ل ْم ٌع ُْد إال ّ ال َّد ُم المسكوبُ‬

‫بالعلم والحكم ِة والتقوى‬


‫ِ‬ ‫ورإوسٌ ُعم َِّر ْ‬
‫ت‬

‫وأحالم العدال ْه‪..‬‬


‫ِ‬
‫تتهاوى فً العرا ْء‬

‫‪...‬‬
‫(منهكاً‪ ,‬خافتا جدا) كلُّه ْم ْقد غاله ْم غو ُل الرّدى‬
‫وأنا وحدي هنا (ٌتهاوى باكٌا)‬

‫ْت هذا ال ّد َم ْإذ سا َل على هذا ال ُّدجى‬


‫لٌ َ‬

‫للعالم فجْ َر ْه!‬


‫ِ‬ ‫لٌ َت ُه ٌصن ُع‬
‫(منتفضا ً‬

‫للعالم فجرا‬
‫ِ‬ ‫ما لهذا ال ّد ِم ال ٌصن ُع‬

‫وهوالً وضراما‬
‫لٌته ٌغدو على األعْ دا ِء طوفانا ً ْ‬

‫ٖٕ‬
‫‪...‬‬ ‫ل ٌْ َت ُه ٌصن ُع لل ُّدنٌا السالما‬

‫ل ْم ْ‬
‫ٌعد منْ بعدك ْم غٌْري على هذا السبٌ ْل‬

‫ٌعد منْ بعدك ْم إال ّ الرحٌ ْل‬


‫ل ْم ْ‬

‫أظن أن األبٌات السابقة تنتمً إلى عبد الرحمن الشرقاوي الثابر أكثر مما تنتمً إلى‬
‫الحسٌن ‪ t‬فقد رسمه شخصٌة ثورٌة أقرب إلى شخصٌة الثوري المتمرد "جٌفارا "‬
‫الذي صنع الثورٌون من موته أسطورة‪ ,‬ولعل موته فً نهاٌة الستٌنٌات هو الذي‬
‫جعل الشرقاوي ٌكتب هذه المسرحٌة!‬
‫المقاومة عبء فادح‪ ,‬لكنها قدره‪:‬ربما ٌُقال "إن شخصٌة الحسٌن وقدره المحتوم ال‬
‫ٌصنعان دراما جٌدة‪ ,‬ألن الصراع الحق هنا منتفٍ‪ ,‬الحسٌن هو منْ نعرف نقاءً‪,‬‬
‫وسمو مبدأ‪ ,‬فلٌس ث َّم مجا ٌل على اإلطالق ألن ٌقوم فً روحه أي انقسام‬
‫َّ‬ ‫وعلو همة‪,‬‬
‫َّ‬
‫أو تناقض‪ ,‬هو منذ البداٌة إلى النهاٌة على موقف واحد ال ٌتغٌّر‪ :‬الرفض التام‬
‫والواثق والواعً لما تعرضه قوى الشر‪ ,‬وهذه القوى ذاتها تقف الموقف الثابت‬
‫الراسخ ذاته‪ ,‬فً جانب باطلها‪ .‬والمعركة المادٌة التً تقوم بٌن الطرفٌن قلٌلة‬
‫األحداث‪ ,‬معروفة النتابج"‬
‫إن الحسٌن ‪ t‬قد ُدفِع دفعا ً لهذا القدر وذلك المصٌر‪ ,‬وكم كان ٌتم ّنى لو تج ّنب‬
‫الخروج من المدٌنة‪ ,‬لو أن الخٌر ٌُقرَّ ر له النصر‪ ,‬أو لو أن أنصار الشر ٌرجعون‬
‫عن غٌِّهم‪:‬‬
‫هلل ما أُنشِ د فتنهْ‬
‫الحسٌن‪ :‬قسما ً با ِ‬
‫أنا ال أنش ُد ملكا ً بٌْنك ْم‬

‫األرض فً هذا‬
‫ِ‬ ‫فؤنا ْ‬
‫أزه ُد أهْ ِل‬

‫ُّ‬
‫الحق علٌْك ْم ـ‬ ‫ـ وإنْ كان لً‬

‫إنما أنش ُد أن أُصل َح فً أمة ج ِّدي ما اسْ تطعْ ْ‬


‫ت‬

‫ٕٗ‬
‫الظالم ع ْنك ْم‬
‫ِ‬ ‫الحاكم‬
‫ِ‬ ‫إنما أُنش ُد ْ‬
‫جو َر‬

‫اإلصالح فٌما بٌنك ْم‬


‫ِ‬ ‫أنا ال أبغً سوى‬
‫وهو ٌعرف أن األنبٌاء والمصلحٌن ٌتع ّرضون لفتن‪ ,‬لٌس لهم ٌد فً صنعها‪ ,‬وكم‬
‫كان الحسٌن ٌتمنى لو ُج ِّنب هذه الفتنة‪ ,‬ولكن كٌف؟ ٌقول مخاطبا ً رسول هللا قبل‬
‫مغادرته المدٌنة‪:‬‬
‫أنت وأُمً ٌا رسو َل ِ‬
‫هللا ْإذ أب ُع ُد ع ْنكْ‬ ‫الحسٌن‪ :‬بؤبً َ‬
‫وأنا قُ ّرةُ ع ٌْنِكْ‬

‫هللا ع ْندي‬ ‫إننً أرْ ح ُل عنْ ْ‬


‫أزكى بال ِد ِ‬

‫خارجا ً بالرَّ ِ‬
‫غم م ِّنً‬

‫غٌ َْر أ ِّنً‬

‫ْري هذا‪ ,‬فؤَعِ ِّنً‬


‫أنا ال أعرفُ ما أصن ُع فً أم َ‬
‫ت للفا ِجر كًْ تسْ لَ َم ْ‬
‫رأسً‬ ‫أنا إنْ باٌعْ ُ‬
‫ِ‬
‫ْأو لكًْ ٌسْ لَ َم رأسً ‪ ..‬ل َك َفرْ ْ‬
‫ت‬

‫للناس ب ِه منْ عند ربِّكْ‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫جبت‬ ‫ولخال ْف ُت َ‬
‫ك فٌما‬

‫وإذا ل ْم أُعْ طِ ِه البٌْع َة عن ُكرْ ٍه قُت ِْل ْ‬


‫ت"‬
‫إنه كان ٌتم ّنى لو ُج ِّنب هذا االختٌار القاسً‪ ,‬و"مثل ذلك التمنً بؤن ٌج ّد فً األمر‬
‫ما ٌدعو إلى تفادي المؤساة نجده دابما ً عند أبطال المآسً العظام ‪ٌ.‬قول عطٌل وهو‬

‫مُقدم على قتل دٌدمونة لمحرضه "إٌاجو‪":‬‬

‫"ولكن ٌا لألسى فً ذلك األمر ٌا إٌاجو ٌا لألسى"!‬

‫وٌقول "هاملت وهو ٌتململ من فداحة العبء الذي أُلقً علٌه‪:‬‬

‫ٌالها من خصومة لعٌنة‪ ,‬لٌتنً ما ولدت كًْ أنصر العد َل فٌها‪".‬‬


‫هذا الشعور بفداحة العبء وعدم ضرورته‪ ,‬وتمنً أن ٌكون فً اإلمكان التخفف‬
‫ٕ٘‬
‫منه لمصلحة الخٌر واإلنسان‪ ,‬ولٌس لمصلحة الفرد‪ ,‬هو جانب واضح فً الحسٌن‬
‫من خالل ثنابٌة "الحسٌن ثابراً" و"الحسٌن شهٌداً"‬
‫فكرة التضحٌة بٌن الغناء والدراما‪:‬نحس فً أحٌان كثٌرة أثناء قراءة هذا العمل‬
‫"طغٌان الروح الغنابٌة على روح الدراما‪ ,‬فكثٌر من المقاطع أطول مما ٌنبغً …‬
‫والشرقاوي طوال العملٌن ("الحسٌن ثابراً" و"الحسٌن شهٌداً") ال ٌنسى أبداً أنه‬
‫شاعر‪ ,‬وكان من األوفق أن ٌذكر دابما ً أنه كاتب مسرحً ٌكتب أعماله بالشعر"‬
‫وت ّتضح الغنابٌة فً كثٌر من مقاطع هذا العمل‪ ,‬وبخاصة تلك التً ٌتح ّدث فٌها‬
‫الحسٌن عن أشواق روحه‪ ,‬وحنٌنه‪ ,‬وعذاباته‪ .‬ومنها تلك القطعة التً ٌُسجِّ ل فٌها‬
‫رحٌله عن المدٌنة المنورة‪:‬‬
‫ْ‬
‫المدٌنة‬ ‫أرض‬
‫ِ‬ ‫أنا ذا أرح ُل مقهوراً ـ وال حٌل َة ـ عنْ‬
‫ْ‬
‫الطفولة‬ ‫ملعبً عن َد‬

‫و َمراحً فً الشبابْ‬

‫ْ‬
‫الغزوات‬ ‫ٌن ومه َد‬ ‫ومنار ْ‬
‫العل ِم وال ِّد ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الذكرٌات‬ ‫هللا وحِصْ ِن‬
‫حرم ِ‬‫ِ‬
‫ت الخٌا ْل‬
‫ومثابا ِ‬
‫ْ‬
‫الشرٌفة‬ ‫آ ِه ٌا نب َْع األمانًِّ‬
‫كما أننا نرى الشخصٌات تتح ّدث أكثر مما تتحرّك وتعمل‪ ,‬وٌطول الحدٌث طوالً‬
‫فاحشا ً أحٌاناً‪ ,‬وٌكون غٌر مبرَّ ر فنٌا‪ ,‬كهذا الحدٌث الذي ٌستغرق خمس صفحات‬
‫على لسان الحسٌن فً بداٌة المنظر الرابع من مسرحٌة "الحسٌن شهٌداً" والذي ٌبدأ‬
‫بقوله‪:‬‬
‫الحسٌن‪ :‬أنا وحدي هاهنا‬
‫ْ‬
‫والهو َل‬ ‫ٌل‬
‫أنا وحدي وظال َم الل ِ‬
‫األعماق مازال شعا ٌع منْ رجاءْ‬
‫ِ‬ ‫وفً‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫ب َ‬
‫فوق الص ََّحرا ْء‬ ‫ل ْم ٌع ُْد غٌ ُر الدم المسكو ِ‬

‫ل ْم ٌع ُْد غٌ ُر األفاعً‬

‫الثقٌل المُدله ْ ّم‬


‫ِ‬ ‫ُرح والوٌ ِْل‬
‫وفحٌح الج ِ‬
‫ِ‬
‫اللٌل تعوي فً العراءْ‬
‫ِ‬ ‫ل ْم ٌعد إال رٌا ُح‬

‫المجنون فً التٌ ِه األص ْ ّم‬


‫ِ‬ ‫وسعٌ ُر الظم ِؤ‬

‫أٌن أنت ْم ٌا أحبابً جمٌعا ً َ‬


‫أٌن أنت ْم؟‬
‫ومثل ذلك الرثاء الذي ٌُساق على لسان زٌنب شقٌقة الحسٌن بعد استشهاده فً أربع‬
‫صفحات‪ ,‬والذي مطلعه‪:‬‬
‫بطل الحقٌق ِة وال ُّتقى‬
‫زٌنب‪ٌ :‬ا قاتلً ِ‬
‫الخالص المُرْ تجى‬
‫ِ‬ ‫ٌا خانقً أم َل‬

‫ْ‬
‫الشهٌد‬ ‫ٌا وٌْلكم ‪ ..‬أوطؤْتمو أفراسك ْم ج َس َد‬

‫ْن الشهٌ ِد المُرْ َتضى‬


‫اب ِ‬
‫أنتم دهسْ ت ْم وٌحك ْم ج َس َد الرسو ْل‬
‫وسف ْك ُت ُم د َم ُه َّ‬
‫الطهورْ‬

‫الرسول المصطفى‬
‫ِ‬ ‫َد َم‬
‫لكن هذا الشعر فً سٌاقه ٌخدم فكرة التضحٌة وتقدٌم النفس قربانا ً لما تإمن به‬
‫وتعتقده‪ ,‬حتى نرى فً النهاٌة أن "الحسٌن" لٌس نموذجا ً رابعا ً للبطولة أو مثاالً‬
‫باهراً ٌحتذي به أصحاب المبادئ فحسب‪ ,‬بل هو قبل ذلك كله التضحٌة ذاتها التً‬
‫دفعت حٌاتها ثمنا ً لما تإمن به‪ ,‬والتً تطالب اآلخرٌن المتعاٌشٌن معها‪ ,‬المتؤملٌن‬
‫لنهاٌتها المعجبٌن بها أن ٌؤخذوا بثؤرها‪ ,‬مقاومة للطغاة‪ ,‬وكفاحا ً ضد االستغالل‬
‫والقٌود"‬
‫ٌقول الحسٌن قبل أن ٌُسدل ستار النهاٌة فً "الحسٌن شهٌداً‪:‬‬

‫‪ٕ7‬‬
‫الحسٌن‪ :‬فلتذكرونً ال بس ْفكِك ُم دما َء اآلخرٌنْ‬
‫الحق منْ ُ‬
‫ظ ْف ِر الضالل‬ ‫ِّ‬ ‫بانتشال‬
‫ِ‬ ‫ب ْل ْ‬
‫فاذكرونً‬

‫ْ‬
‫الطرٌق‬ ‫بالنضال على‬
‫ِ‬ ‫ب ْل فاذكرونً‬

‫لكًْ ٌسو َد العد ُل فٌما بٌْنك ْم‬

‫فلتذكرونً بالنضا ْل‬

‫فلتذكرونً عندما تغدو الحقٌق ُة وحدَها‬

‫حٌْرى حزٌنهْ‬

‫بؤسوار المدٌن ِة ال تصونُ حمى المدٌنهْ‬


‫ِ‬ ‫فإذا‬

‫األمٌر وأهله وال َّتابعٌ َنهْ‬


‫َ‬ ‫لكنها تحمً‬

‫فلتذكرونً عندما تج ُد الفضاب ُل َ‬


‫نفسها‬

‫ْ‬
‫أضحت غرٌبهْ‬

‫هً وحدها الفُضلى الحبٌبهْ‬ ‫ْ‬


‫أصبحت َ‬ ‫وإذا الرذاب ُل‬

‫ت‬
‫قصور الغانٌا ِ‬
‫ِ‬ ‫وإذا حُكمت ْم منْ‬

‫مقاصٌر الجواري‬
‫ِ‬ ‫ومنْ‬

‫ْ‬
‫كالمحظٌات‬ ‫وإذا غدا أمراإك ْم‬

‫ت السّراري‪..‬‬ ‫وإذا ْ‬
‫تحكم ِ‬

‫فلتذكرونً‪..‬‬
‫ُ‬
‫تختلط الشجاع ُة بالحماق ْه‪..‬‬ ‫فلتذكرونً حٌن‬

‫مٌزان الصَّداق ْه‬


‫َ‬ ‫صرن‬
‫َ‬ ‫وإذا المناف ُع والمكاسبُ‬

‫وإذا غدا ال ُّنب ُل األبًُّ هو البالههْ‬

‫وبالغ ُة الفصحاء تقهرُها الفهاه ْه‬


‫‪ٕ1‬‬
‫حذر السٌوفْ !‬
‫َ‬ ‫األسمال مشلو َل الخطى‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫والحق فً‬

‫فلتذكرونً حٌن ٌختلط المزٌفُ بالشرٌفْ‬

‫ولتذكرونً حٌن تشتب ُه الحقٌق ُة بالخٌا ْل‬

‫ْ‬
‫الحصٌف‬ ‫الرجل‬
‫ِ‬ ‫الخنوع عالم َة‬
‫ِ‬ ‫وإذا غدا جبنُ‬

‫وإذا غدا البهتانُ والتزٌٌفُ والكذبُ المُجلج ُل‬

‫ت النجاح‬
‫هنَّ آٌا ِ‬

‫فلتذكرونً فً الدموعْ‬

‫فلتذكرونً حٌن ٌستقوي الوضٌعْ‬

‫ُ‬
‫صٌحات البطونْ‬ ‫الدٌن‬
‫َ‬ ‫فلتذكرونً حٌن تغشى‬

‫وإذا تح ّكم فاسقوك ْم فً مصٌر المإمنٌنْ‬

‫لٌرتفع النباحْ‬
‫َ‬ ‫البالبل فً حٌاتك ُم‬
‫ِ‬ ‫وإذا اختفى ْ‬
‫صد ُح‬

‫الكبوس على النواحْ‬


‫ِ‬ ‫وإذا طغى قرْ ُع‬

‫وتلجل َج الح ُّق الصُّراحْ‬

‫فلتذكرونً‬
‫وهذا النداء دعوة مُباشرة من المإلف للجمهور‪ ,‬لكًْ ٌؤخذ العبرة من جهاد الحسٌن‬
‫لٌُقاوم الطغٌان حٌنما ٌستشري الفساد فً األرض‪ ,‬وتختلط الصور فال تستطٌع أن‬
‫ُ‬
‫صوت النفاق والنباح‪,‬‬ ‫ترى صور الزٌف من صور الشرف والكرامة‪ .‬فحٌنما ٌرتفع‬
‫وحٌنما تنتشر صور الزٌف والبهتان فً كل أفق لتسد علٌنا منافذ الطرٌق‪ ,‬وحٌنما‬
‫ٌنتصر أرباب الباطل على أصحاب الحق‪ .‬حٌنما ُنبصر هذا ‪ ..‬على كل منا أن‬
‫ٌتحسس رأسه‪ ,‬وٌسؤل عقله مع أي فرٌق ٌقف‪.‬‬
‫لقد كتب عبد الرحمن الشرقاوي هذه المسرحٌة عقب هزٌمة ‪ٔ9ٙ7‬م‪ ,‬وبطلها تتسع‬
‫المقاوم‪,‬‬
‫ِ‬ ‫داللته من الشخصٌة التارٌخٌة الحقٌقٌة التً نعرفها‪ ,‬إلى شخصٌة البطل‬
‫‪ٕ9‬‬
‫الذي ٌقول ما ٌعتقده‪ ,‬وٌُكافح عمّا ٌراه حقا‪ ,‬حتى لو تبٌّن له أن الموت هو ما‬
‫ٌنتظره فً النهاٌة‪.‬‬
‫وستظل تذكرنا هذه المسرحٌة بالحسٌن «نموذج البطل العظٌم‪ ,‬ورمز التضحٌة‬
‫الذي دفع حٌاته عن رضى ل ُمقاومة الطغٌان‪ ,‬ورفع راٌة الحق»‪ ,‬وسٌظل األفق‬
‫ٌردد صوت الحسٌن‪:‬‬

‫فإذا سكتم بعد ذاك على الخدٌع ِة وارتضى اإلنسان ذلَّ ْه‬

‫ْ‬
‫جدٌد‬ ‫فؤنا سؤُذب ُح منْ‬

‫ْ‬
‫جدٌد‬ ‫وأظ ُّل أُقت ُل منْ‬
‫وأظ ُّل أُقت ُل ألف ْ‬
‫قتلة‬

‫َ‬
‫سكت الغٌو ُر‬ ‫سؤظ ُّل أُقت ُل كلما‬ ‫‪..‬‬

‫وكلما ْ‬
‫أغفى الصبورْ‬

‫سؤظ ُّل أُقت ُل كلما رغِ ْ‬


‫مت أنوفٌ فً المذلَّ ْة‬
‫ولعل هذه المسرحٌة كانت صرخة جماعٌة لمحاولة تح ِّدي عوامل الٌؤس والهزٌمة‪,‬‬
‫بعد أن قال فالسفة الهزٌمة إن ما أدر َكنا من هزٌمة من إسرابٌل من الصعب‬
‫تجاوزه فً وقت قرٌب‪.‬‬
‫وكؤن هذه المسرحٌة ـ فً خطابها التارٌخً ـ كانت تطلب م ّنا المقاومة واالستبسال‬
‫والصمود‪ ,‬حتى لو كانت كل الظروف الواقفة فً طرٌقنا ت ُس ُّد منافذ األمل علٌْنا‪.‬‬

‫ٖٓ‬
‫مسرح صبلح عبد الصبور‬

‫وقد حققت المسرحٌة الشعرٌة درجة عالٌة من النضوج على ٌد الشاعر صالح عبد‬
‫الصبور؛ لما امتلكه الشاعر من رإٌة جمالٌة خاصة‪ ,‬نهلت من المسرح العالمً فً‬
‫وعً وبصٌرة مع ثقافة ثرة ومعرفة واسعة بالتارٌخ اإلسالمً العربً أتاحت له‬
‫استٌحاء مواقف الدراما الثورٌة‪ .‬كل ذلك اتحد بموهبة شعرٌة فذة أنتجت أعماالً‬
‫مسرحٌة أجمع النقاد على روعتها واعتبارها عالمة بارزة ومبدعة فً تارٌخ‬
‫المسرحٌة الشعرٌة‪ ,‬بل المسرحٌة العربٌة بمختلف مصادرها‪ .‬وقد وصلت أعماله‬
‫المسرحٌة من مثل (مؤساة الحالج ٗ‪ ,ٔ9ٙ‬األمٌرة تنتظر ‪ ,ٔ9ٙ9‬بعد أن ٌموت‬
‫الملك ٘‪ ,ٔ97‬مسافر لٌل‪ ٔ9ٙ1‬ولٌلى والمجنون ‪ ),‬إلى مرحلة المسرحٌة الشعرٌة‬
‫الدرامٌة التً ٌختلط فٌها الشعر بالدراما وتندمج فٌها غنابٌة الشعر وصوره بالبنٌة‬
‫الدرامٌة للشخصٌات والمواقف بما ٌخرج بنا ًء مسرحٌا ً منسجماً‪.‬‬
‫عالج فٌها مشكالت فلسفٌة واجتماعٌة وقد وظف صالح عبد الصبور هذا النمط‬
‫الشعري الجدٌد فً المسرح فؤعاد الروح وبقوة فً المسرح الشعر ‪ ,‬وترك عبد‬
‫الصبور آثارا مسرحٌة أثرت فً أجٌال متعددة من الشعراء والمسرحٌٌن فً مصر‬
‫والبلدان العربٌة‪ ,‬خاصة ما ٌسمى بجٌل السبعٌنٌات‪ ,‬وجٌل الثمانٌنٌات فً مصر‬
‫الوطن العربً‪ ,‬وقد حازت أعماله والمسرحٌة قدرا كبٌرا من اهتمام الباحثٌن‬
‫والدارسٌن‪ ,‬ولم تخل أي دراسة نقدٌة تناولت المسرح الشعري من دون اإلشارة إلى‬
‫مسرحٌاته‪ ,‬وقد حملت مسرحٌاته الشعرٌة سمات الحزن والسؤم واأللم وقراءة‬
‫الذكرى واستلهام الموروث الصوفً‪ ,‬واستخدام بعض الشخصٌات التارٌخٌة ‪ ,‬ومن‬
‫أبرز أعماله فً ذلك‪ " " :‬مؤساة الحالج" و" لٌلى والمجنون"‪.‬‬
‫وكان التعبٌر الفنً فً مسرحٌاته عن حادثة من حوادث الحٌاة البشرٌة بإحٌاء‬
‫مشهده وما ٌجري فٌه من عمل‪ ,‬وهكذا نجد المشهد المسرحً مشهدا ناطقا متحركا‬
‫وهو على حد قول أرسطو محاكاة األفعال النبٌلة ‪ ,‬والمإلف فً مسرحٌاته ٌتوارى‬
‫عن األنظار وٌظهر األشخاص بؤفعالهم وأخالقهم‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫ٌعتمد على الحوار الشعري فً مسرحٌاته وعلى عناصر أساسٌة هً ‪:‬‬

‫التمهٌد أو المقدمة والعقدة والحل‪.‬‬


‫فً التمهٌد ٌعرض الشاعر الشخصٌات والموضوع والزمان والمكان وٌشترط فٌها‬
‫أن تكون موجزة مجملة ‪ ,‬تلمح إلى الموضوع تلمٌحا من غٌر تفصٌل وال كشف‬
‫للمجهول ‪ ,‬وٌتم ذلك عن طرٌق الحوار‪.‬‬

‫أما العقدة فهً العنصر األساسً فً بناء الحبكة الفنٌة ‪ ,‬وهً تنطوي على اشتباك‬
‫الوقابع واألحداث والمصالح والمنازع والمفاجآت والتحوالت ‪ ,‬مما ٌبعث الشك فً‬
‫صدور المشاهدٌن والقلق والتطلع إلى الحل‪.‬‬
‫الحل وهو خاتمة المطاف والنتٌجة التً تصل إلٌها أحداث المسرحٌة فتنحل العقدة‬
‫وٌتضح مصٌر البارزٌن من أبطال المسرحٌة ‪ ,‬وٌكون مفجعا ومتفقا مع فلسفة‬
‫الشاعر وأفكاره مراعٌا مشاعر الجمهور ‪ ,‬مرضٌا لكل توقعات النفس البشرٌة ‪,‬‬
‫وقد بلغ المسرح الشعري درجة عالٌة من النضج واإلبداع الفنً عند صالح عبد‬
‫الصبور‪..‬‬

‫‪ ‬ومازال هناك شعراء ٌعطون المسرح حتى اآلن من أمثال ‪ :‬أنس داود‬
‫وفاروق جوٌدة ودروٌش األسٌوطً ومهدي بندق ‪ ,‬وأحمد شلبً ‪ ,‬وأحمد‬
‫صالح كامل ‪ ,‬وغٌرهم ‪.‬‬

‫ٕٖ‬
‫انفصم األَل‬
‫مسسذ انطفم‬
‫(ٔشأذٗ – أٔ‪ٛ‬اػٗ‪ -‬أ٘ذافٗ )‬

‫ٖٖ‬
ٖٗ
‫مسرح الطفل‬

‫مسرح الطفل فن من فنون أدب األطفال مثمما ىو وسيط من وسائطو الثقافية‪،‬‬

‫الكتابة لمسرح الطفل مباشرة‪ ،‬وقد تعد المسرحية لألطفال من الفنون فقد تكون‬

‫األخرى كالقصة والشعر والرواية والمقالة عمى سبيل التحويل أو االقتباس‪ ،‬األدبية‬

‫أن المعول في تقدير ذلك ىو اندراج مسرح الطفل في عمميات إنتاج أدب غير‬

‫واعادة إنتاجو عبر الوسائط الثقافية واالتصالية المتنامية ‪ .‬األطفال‬

‫من أنواعو ‪:‬‬

‫المسرح التربوي‬

‫المسرح التعميمي‬

‫مسرح المناىج‬

‫مسرح العرائس‬

‫وييدف إلى أىداف تربوية وتعميمية وأخالقية وترفييية ‪.‬‬

‫ونذكر جز ًءا من كتاب د‪ .‬فوزي عٌسى (مسرح الطفل دراسات ونصوص) ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬نشؤة مسرح الطفل‬


‫ٕ‪ .‬أهمٌته وخصابصه وأهدافه‬
‫ٖ‪ .‬مسرح أحمد سوٌلم الشعري للطفل‬

‫ٖ٘‬
‫ٔ‪ -‬نشؤة مسرح الطفل‪:‬‬
‫ترجع نشؤة مسرح الطفل إلى أصول فرعونٌة وذلك من خبلل ما ٌُعرؾ‬
‫بــ(مسرح الدمً) حٌث على بعض الدمً فً مقابر بعض أطفال الفراعنة‬
‫كما أشارت بعض الرسوم المنقوشة على اآلثار الفرعونٌة إلى حكاٌات‬
‫وتمثٌلٌات حركٌة موجهة للصؽار ‪.‬‬
‫وكان المسرح المصري القدٌم ٌجذب األطفال فكانوا ٌشاهدون المسرحٌات‬
‫أو االحتفالٌات التً ُتقام فً المعبد أو على مراكب النٌل وقد ثبت (أن أول‬
‫مسرح للعرابس ُولد فً مصر على ضفاؾ النٌل وذلك من نحو أربعة آالؾ‬
‫عام) ‪.‬‬
‫وٌبدو أن مسرح (الدمً) كان معرو ًفؤ فً العالم القدٌم وقد تحدث (أرسطو)‬
‫فً بعض مإلفاته عن نوع من (الدمً) التً تتحرك تلقابٌا كما أشار‬
‫(هوراس) إلى (دمً) خشبٌة تتحرك بشد الخٌوط‪.‬‬
‫وقد عرفت أوربا مسرح الطؾ منذ القرن الثامن عشر و ٌُعد العرض‬
‫المسرحً الذي قدمته مدام (ستٌفانً دي جبلٌنٌس)عام ٗ‪ ٔ87‬م فً‬
‫بارٌس أول عرض مسرحً قُدم لؤلطفال حتى أن بعض الباحثٌن ٌإرخون‬
‫بهذا العرض لبداٌة مسرح الطفل ‪ ,‬ؼٌر أن البداٌة أو النشؤة الحقٌقٌة فً‬
‫تقدٌرنا لمسرح الطفل تعود إلى القرن التاسع عشر وترتبط إرتباطا وثٌقا‬
‫بالمحاوالت المسرحٌة الرابدة لؤلدٌب (هانز كرستٌان أندرسن) ٘ٓ‪-ٔ7‬‬
‫٘‪ ٔ78‬مالذي ٌعد فً طلٌعة من كتبوا مسرحٌات لؤلطفال‪ .‬وٌنظر إلٌه‬
‫باعتباره الرابد الحقٌقً لمسرح الطفل وقد حازت أقاصٌصه ومسرحٌاته‬
‫على شهرة واسعة وترجمت إلى لؽات عدة ومنها (الحورٌة الصؽٌرة –‬
‫عقلة اإلصبع – البطة الدمٌمة – مبلبس االمبراطور ‪ )....‬ومن أشهر‬
‫مسرحٌاته (الحذاء األحمر ) التً أعدها للمسرح الكاتب األمرٌكً (هانز‬
‫جوزٌؾ شمٌت) و ُترجمت إلى العربٌة و ُعرضت مسرحٌة لؤلطفال وأصبح‬
‫هذا العمل أول مسرحٌة فً ثبلثة فصول لمسرح األطفال فً العالم العربً ‪.‬‬

‫‪ٖٙ‬‬
‫وتعد الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً طلٌعة الدول التً اهتمت بمسارح‬
‫األطفال ‪ ,‬وقد أُنشؤ أول مسرح لؤلطفال فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة عام‬
‫ٖٓ‪ , ٔ0‬كما أنشؤ مسرح األطفال العالمً فً أمرٌكا عام ‪.ٔ0ٗ8‬‬
‫ووصل االهتمام بمسرح الطفل إلى ذروته فً االتحاد السوفٌتً (ساب ًقا )‬
‫مسرحؤ بشر ًٌا لؤلطفال وأكثر‬
‫ً‬ ‫حٌث ُتشٌر االحصابٌات إلى وجود نحو (‪)ٗ8‬‬
‫مسرحؤ للعرابس ‪.‬‬
‫ً‬ ‫من (ٓٔٔ)‬
‫وتنافست الدول األوربٌة فً االهتمام بمسرح الطفل فافتتح أول مسرح‬
‫لؤلطفال بمدٌنة (الٌبزج) بؤلمانٌا عام ‪ ٔ0ٗٙ‬وكان من بٌن أهدافه إزالة‬
‫الذكرٌات المإلمة للحرب فً نفوس األطفال والبدء فنٌا وانسانٌا فً تحمل‬
‫مسبولٌات الحٌاة الجدٌدة ‪.‬‬
‫خطٌرا فً تعببة المشاعر لمقاومة الؽزو النازي‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫وقد لعب المسرح ً‬
‫حٌث قدمت على خشبة المسرح رواٌة (تٌمور ورفاقه) التً تحكً قصة‬
‫طفل استطاع أن ٌُشكل جماعة األطفال بمساعدة المحاربٌن وعلى اثر تقدٌم‬
‫هذه المسرحٌة التً أنشؤت فً جمٌع أرجاء الببلد التً مثلت فٌها فرق من‬
‫األطفال أطلق علٌها (منظمات تٌمور) انضم إلٌها مبلٌٌن األطفال فً‬
‫الخطوط الخلفٌة وراحوا ٌعاونون القوات والجنود بكل ما ٌستطٌعون ‪...‬‬
‫وٌخدمون فً المستشفٌات ‪ ...‬وهكذا خلقت مسرحٌة على مسرح األطفال‬
‫مبات المنظمات وآالؾ المقاتلٌن‪.‬‬
‫وقد حظً مسرح الطفل الذي أُسس بمدٌنة (برلٌن)بشهرة واسعة الرتكازه‬
‫على معاٌٌر وأسس علمٌة تمثلت فً تقدٌم المسرحٌات المناسبة لؤلطفال ‪,‬‬
‫واهتمت بما ٌدخل البهجة فً قلوبهم ‪ ,‬وٌؽذي فٌهم فً الوقت ذاته روح‬
‫البطولة والشهامة وحب الخٌر والجمال ‪ ,‬ولقد أصبح هذا المسرح بمثابة‬
‫مدرسة رابعة ٌفد إلٌها األبناء برفقة آبابهم وأمهاتهم ومعلمٌهم ‪.‬‬
‫وٌنقل األستاذ عبد التواب ٌوسؾ صورة رابعة عن احتفاء فرنسا بمسرح‬
‫الطفل فٌقول‪ ":‬إن فرنسا تعطً اهتما ًما بال ًؽا بالمسرح المدرسً ‪ ,‬تقسم‬

‫‪ٖ7‬‬
‫بارٌس إلى أحٌاء ‪ ,‬وتقدم مدار كل حً أعمال واحد من الكتاب البارزٌن ‪...‬‬
‫إن الحً ‪ً ٔٙ‬‬
‫مثؤل ٌتخصص فً مولٌٌر ‪ ,‬وتقدم مدارسه االبتدابٌة‬
‫واالعدادٌة والثانوٌة أعماله‪ ,‬بٌنما ٌتخصص حً آخر فً كورنً ‪ ...‬وثالث‬
‫فً شكسبٌر ‪ ...‬وبعد أن ٌستمتع أبناء الحً بمشاهدة أعمال مدارسهم‪,‬‬
‫ٌذهبون لمشاهدة أعمال الكتاب اآلخرٌن فً األحٌاء األخرى ‪ ,‬وٌستضٌفون‬
‫تبلمٌذهم لٌروا ما قدموه ‪ ...‬وبذلك تتم تؽطٌة مساحة واسعة من األسماء‬
‫البلمعة واألعمال الكبٌرة ٌإدٌها الطبلب وٌتذوقونها على مدى العام كله‪.‬‬
‫وفً أٌطالٌا اهتم (جٌسً جرانتو) بإنشاء مسرح لؤلطفال التً تتراوح‬
‫أعمارهم بٌن خمسة أعوام إلى عشرة وذلك عام ‪ ٔ0٘0‬وكان اهتمامها‬
‫فً اختٌار النص المناسب لٌس للطفل فقط وإنما لؤلب واألم اللذٌن‬
‫ٌصطحبٌن الطفل للمسرح وقد ركزت (جٌسً) على السرحٌات التً كان لها‬
‫رنٌن وصدى للمشاعر مثل(سندرٌبل) و(األمٌرة الجمٌلة النابمة)وبدأت‬
‫بعرضها فبلقت إقباال وبعد ذلك قدمت مسرحٌات من تؤلٌفها هً وحازت‬
‫على نجاح كبٌر واكتسبت ثقة اآلباء واألمهات واألطفال‪.‬‬
‫نشؤة مسرح الطفل فً العالم العربً‪:‬‬
‫أما عن نشؤة مسرح الطفل فً العالم العربً فٌمكن القول بؤن حكاٌات‬
‫(خٌال الظل) ثمثل البداٌات األولى لتلك النشؤة و(خٌال الظل) هو نمط من‬
‫أنماط العرابس أو الشخوص المتحركة وشهد والدته الحقٌقٌة على ٌد ابن‬
‫دنٌال الموصلً فً القرن السابع الهجري حٌث كان سراة الناس وأثرٌاإهم‬
‫فً أول األمر ٌستخدمون المخاٌلٌن (الؤلعبٌن بخٌال الظل) فً حفبلتهم‬
‫ولٌالٌهم البلهٌة مثلما ٌستخدمون كبار القصاصٌن والمنشدٌن والمؽنٌٌن‬
‫حتى إذا ما تلقفه الشعب من عمابر ثراته إلى مجاالت أفراحه كثر‬
‫المخاٌلون وتطورت ألعابهم وفنونهم وطفقوا ٌجوبون القرى وأحٌاء المدن‬
‫فً موالد األولٌاء والمناسبات الدٌنٌة والقومٌة وٌقومون بالترفٌه عن‬
‫المدعوٌن فً حفبلت الزواج والختان وٌعرضون باباتهم (تمثٌبلتهم الظلٌة)‬

‫‪ٖ1‬‬
‫فً المقاهً وبعض الحانات واألسواق وقد اتخذ مسرح خٌال الظل ً‬
‫شكبل‬
‫بدابٌا فكان هذا المسرح "عبارة عن حاجز خشبً بعرض الصالة ٌفصل‬
‫المشاهدٌن (المصفوفٌن) عن البلعبٌن وٌتركز هذا الحاجز عن األرض‬
‫وٌرتفع فوقها حتى قبٌل السقؾ بقلٌل"‪.‬‬
‫وقد اتاح هذا الفن البدابً المجال لظهور فن آخر من أنماط العرابس هو‬
‫فن "القراقوز" وكانت هذه الفنون الشعبٌة بمثابة اإلرهاصات لمسرح‬
‫الطؾ العربً حٌث كانت تجذب إلٌها الصؽار والكبار على السواء فٌتحلقون‬
‫حولها وٌنبهرون بما تقدمه من حكاٌات تحقق لهم المتعة واالضحاك‬
‫وتستثٌر أخٌلتهم وتمزج الواقع بالخٌا ؼٌر أن البداٌة الحقٌقٌة لمسرح‬
‫كثٌرا بالقٌاس إلى أوربا وذلك ألسباب‬
‫الطفل فً العالم العربً قد تؤخرت ً‬
‫وظروؾ سٌاسٌة واجتماعٌة مختلفة‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬أهمٌة مسرح الطفل‪:‬‬


‫المسرح مظهر حضاري ٌرتبط بتقدم األمم ورقٌها وهو لٌس وسسٌلة‬
‫ترفٌه أو متعة بقدر ما هو أداة تنوٌر ووسٌط هام لنقل الفكر وبث الوعً‬
‫والنهضة االجتماعٌة والسٌاسٌة والفكرٌة‪.‬‬
‫وال شك أن مسرح الطفل – بخاصة – ٌكتسب أهمٌة مضاعفة لما ٌضطلع‬
‫به من دور خطٌر فً تنشبة الطفل وتكوٌنه وتفجٌر طاقاته االبداعٌة‬
‫والسلوكٌة وذك لم ٌكن مارك توٌن ‪ Mark Tuin‬مبالؽا حٌث ذهب إلى‬
‫أن مسرح الطفل هو أعظم االختراعات فً القرن العشرٌن ووصفه بؤنه‬
‫(أقوى معلم لؤلخبلق وخٌر دافع إلى السلوك الطٌب اهتدت إلٌه عبقرٌة‬
‫اإلنسان ألن دروسه ال تلقن بالكتب بطرٌقة مرهقة أو فً المنزل بطرٌقة‬
‫مملة بل بالحركة المتطورة التً تبعث الحماس ‪ ,‬إن كتب األطفال ال ٌتعدى‬
‫تؤثٌرها العقل وكلما تصل إلٌه بعد رحلتها الطوٌلة الباهتو ولكن حٌن تبدأ‬

‫‪ٖ9‬‬
‫الدروس رحلتها من مسرح األطفال فإنها التتوقؾ فً منتصؾ الطرٌق بل‬
‫تمضً إلى ؼاٌتها)‪.‬‬
‫وتتعاظم األهداؾ والمقاصد التً ٌإدٌها مسرح األطفال فهو ٌنظر إلٌه‬
‫باعتباره وسٌلة تربوٌة ولكونه (أحد الوسابل التعلٌمٌة والتربوٌة التً‬
‫ٌدخل فً نطاق التربٌة الجملٌة والتربٌة الخلقٌة فضبل عن مساهمته فً‬
‫التربٌة العقلٌة إلى جانب اهتمامه بالتعلٌم الفنً للنشء منذ مراحل تكوٌنه‬
‫األولى داخل المدرسة وخارجها)‪.‬‬
‫ولمسرح الطفل دور هام فً استثارة خٌال الطفل وتنمٌة مواهبه وقدرته‬
‫االبداعٌة (فالفنون المتعددة التً ٌقدمها لنا المسرح توقظ لدى الطفل‬
‫االحساس بالمبادئ الفنٌة األولٌة وتساهم فً تنمٌة وتنشٌط عملٌات الخلق‬
‫واالبداع الفنً)‪.‬‬
‫وٌضطلع مسرح الطفل كذلك بدور تثقٌفً هام ‪ ,‬بل لعله أكثر الوسابط‬
‫الثقافٌة تؤثٌراً‪ ,‬وربما كان أكثر قدرة على التوصٌل من اكتساب المقروء‪,‬‬
‫ألن األطفال ٌنجذبون‪ ,‬بطبٌعتهم للمسرح باعتبار أن المسرحٌة ( هً نوع‬
‫من اللعب التخٌلً)‪.‬‬
‫وٌجمع المسرح بٌن اللعب والمتعة الوجدانٌة‪ ,‬وفٌه الحوار واأللوان‬
‫والحركة والموسٌقى‪ ,‬وفٌه الجمال والحقٌقٌة ‪ ,‬ولذلك فهو وسٌط باهر من‬
‫وسابط الثقافة‪.‬‬
‫إن مسرح الطفل ٌلعب دوراً هاما ً فً تكوٌن شخصٌة الطفل وإنضاجها‪,‬‬
‫وهو وسٌلة من وسابل االتصال المإثرة فً تكوٌن اتجاهات الطفل ومٌوله‬
‫وقٌمه ونمط شخصٌته‪.‬‬
‫وقد فطنت الدول المتقدمة إلى خطورة الدورالذي ٌإدٌه المسرح فً تكوٌن‬
‫شخصٌة الطفل وتربٌته‪ ,‬ولذلك فهً تنظر إلى المسرح بوصفه من أهم‬
‫وسابل تربٌة النشء " فابتكرت إلى جانب مسرح العرابس والسٌرك"‬
‫المسرح الموجه للطفل أو ما ٌسمى )مسرح المشاهد الصؽٌر)‪ ,‬وٌهدؾ هذا‬
‫ٓٗ‬
‫المسرح إلى تدعٌم المبادئ التربوٌة المتصلة بالجوانب التعلٌمٌة فضبلً عن‬
‫اهتمامه بالنواحً الخلقٌة والسلوكٌة والجمالٌة المتعلقة بالجوانب التربوٌة‬
‫بمفهومها العام الشامل"‪.‬‬
‫خصابص الخطاب المسرحً لؤلطفال‪:‬‬
‫المسرح هو أنسب األشكال الفنٌة للتواصل مع الطفل والتعبٌر عن عالمه‬
‫الخاص وهناك أوجه التقاء مشتركة بٌن الطفل والمسرح كالتقلٌد والمحاكاة‬
‫والطابع االندماجً حٌث ٌمٌل الطفل إلى االندماج مع أقرانه كما ٌندمج‬
‫الممثل مع المجموعة أو الفرٌق الذي ٌمثل معه وهناك عناصر مشتركة‬
‫أخرى كالخٌال والدهشة والتداعٌات اللفظٌة ىوالحوار المنبعث عن مواقؾ‬
‫اللعب االنفرادي والجماعً وهذه العناصر وؼٌرها ٌنبؽً أن نصب عٌن من‬
‫ٌتصدى للكتابة المسرحٌة للطفل ‪.‬‬
‫إن الكتابة المسرحٌة للطفل تختلؾ بعض االختبلؾ عن الكتابة للكبار‬
‫فاالطفال لهم عالمهم الخاص الذي ٌختلط فٌه الواقع بالخٌال ولهم‬
‫اهتماماتهم وقضاٌاهم الخاصة كما أنهم فً طور النمو واالدراك والتعلم مما‬
‫ٌجعلهم أكثر قدرة على التلقً والتؤثر‪.‬‬
‫إن المسرح الذي ٌقدم خصٌصا لؤلطفال ٌنبؽً أن ٌراعً طبٌعة المرحلة‬
‫العمرٌة التً ٌمر بها الطفل وعلى من ٌكتب مسرحا للطؾ أن ٌكون واعٌا‬
‫بسلوكٌات الطفل وعاداته كالمٌل إلى اللعب مع أترابه وتقلٌد الشخوص‬
‫ألخرى وتقمص أدوار البطولة واإلعجاب باألبطال والحكاٌات األسطورٌة‬
‫وسرعة الطفل إلى االستجابة للحدث والتؤثر به والقدرة على التخٌل والمٌل‬
‫إلى الضحك أو البكاء ألقل استثارة ومن المفٌد أن تستعٌن المسرحٌة‬
‫المقدمة للطفل بعنصر الفكاهة أواالضحاك إن كانت الفكرة أو الموضوع‬
‫ٌسمح بذلك دون إقحام أو تكلؾ وفً ذلك ٌقول د‪ .‬زكرٌا إبراهٌم ‪ :‬دلتنا‬
‫التجارب التً أجرٌت على األطفال على أن ثمة عبلقة بٌن الضحك والترقً‬
‫النفسً عمو ًمؤ بدلٌل أن األطفال التً تتردد بكثرة حاالت البكاء هم فً‬

‫ٔٗ‬
‫العادة أقل ترقٌا من ؼٌرهم ومعنى ذلك أن الروح الفكاهٌة تقترن بالنو‬
‫النفسً فتكون فً كثٌر من األحٌان بمثابة زكرٌا إبراهٌم ‪ :‬دلتنا التجارب‬
‫التً أجرٌت على األطفال على أن ثمة عبلقة بٌن الضحك والترقً النفسً‬
‫عمو ًمؤ بدلٌل أن األطفال التً تتردد بكثرة حاالت البكاء هم فً العادة أقل‬
‫ترقٌا من ؼٌرهم ومعنى ذلك أن الروح الفكاهٌة تقترن بالنو النفسً فتكون‬
‫فً كثٌر من األحٌان بمثابة إمارة عبل سبلمة العقل وصحته وقدرته على‬
‫تفهم طبٌعة األشٌاء‪.‬‬
‫وٌستطٌع الكاتب المسرحً الذي ٌخاطب الطفل أن ٌنتفع بفكرة الرفٌق‬
‫الخٌال عند الطفل حٌث (ٌنحو الطفل فً فترة سنٌة سابقة عن المدرسة‬
‫األولٌة نحو البحث عن رفٌق ٌشاركه لعبه وسروره ‪ٌ ,‬بثه ما ٌعتمل فً‬
‫نفسه أو هو بٌن ٌفرغ بٌن ٌدي ذلك الرفٌق الذي ٌصنعه خٌاله شحنات‬
‫الكبت أو الضٌق‪ ,‬وهذا الرفٌق الذي ٌبتكره ذهن الطفل كثٌرا ما ٌتمثل عنده‬
‫فً صورة الطفل نفسه فً المرآه أو فً حٌوان ألٌؾ ٌحبه أو دمٌة ٌتعلق‬
‫بها من جملة كنوزه (لعبه) وٌخصها بالحدٌث وٌتحدث عنها ‪ ,‬وٌشكو إلٌها‬
‫ما ٌعانٌه ‪ ,‬وٌضع وجهها على أذنه وٌتكلم بصوتها عبر صوته ‪ ,‬أو ٌؤمرها‬
‫بتنفٌذ أمر ما أو ٌنهاها عن فعل أمر ما – تماما مثلما ٌفعل معه والداه‪-‬‬
‫وكثٌرا ما ٌنهرها أو ٌضرها أو ٌحاول تمزٌق أوصالها أو ٌشدها من أذنٌها‬
‫أو ٌمسك بقدمها وٌضربها بعصا‪ ,‬مقلدا أحد أخوته أو والدٌه فً مسلكهم‬
‫معه ‪ ,‬وذلك كنوع من التخلص من كبت‪ ,‬وتعبٌر عن رفضه للقسوة التً قد‬
‫تكون واقعة علٌه من شقٌقه أو شقٌقته الكبرى أو أحد والدٌه ‪ ,‬وال تبتعد‬
‫فكرة "الرفٌق الخٌالً" عند الطفل كثٌرا عن فكرة "حلم الٌقظة" عند‬
‫الكبار‪.‬‬
‫إن الطفل وهو ٌمار هذه العملٌة فإنما ٌبدو أشبه بمن ٌجمع وظٌفتً كاتب‬
‫المسرحٌة والممثل ؛ فهو الذي ٌصنع الشخصٌة الحدث والحوار وٌقوم‬
‫بالتمثٌل مع رفٌقه المتخٌل سواء أكان دمٌة و ؼٌرها‪ .‬وهو فً ذلك كله‬

‫ٕٗ‬
‫ٌمزج الواقع بالخٌال وٌعتمد على عنصر الحركة‪ ,‬وباختصار فإنه ٌإلؾ‬
‫مسرحٌة وٌقوم بتمثٌلها ‪ ,‬وهو فً ذلك ٌلتقً تماما مع ما ٌإدٌه الممثل فً‬
‫المونولوج أو فً مسرحٌة المونودراما ‪ one man show‬حٌن‬
‫حوارا بٌنه وبٌن شخصٌة أخرى ؼٌر‬
‫ً‬ ‫ٌتكلم مع نفسه أو حٌن ٌصور لنا‬
‫مربٌة للجمهور‪.‬‬
‫وتكتسب العرابس والدمً جاذبٌة خاصة فً العروض المسرحٌة حٌث تعمد‬
‫بعض مسرحٌات األطفال إلى االعتماد علٌها لما تمثله من مكانة فً عالم‬
‫الطفل أو فً حٌاته الخاصة‪.‬‬
‫وٌإمن فرٌق كبٌر ممن ٌكتبون المسرحٌة للطفل أن المسرحٌة ٌجب أن‬
‫تبدأ بالحكاٌة وتنتهً بما تمثله الحكاٌة فً عالم الطفل ‪ ,‬فضبل عن‬
‫استثارة خٌال الطفل وتشوٌقه واإلفادة من سرعة استجابته وانفعاله‬
‫بالحدث مع التركٌز على عنصر الحركة والعناصر المربٌة و االعتماد على‬
‫نظرٌة ( الحكً )‪ ,‬وعلى هذا العنصر األخٌر كان اعتماد الكاتب المسرحً‬
‫ألفرٌد فرج فً معالجته لنصوص مسرحٌة خاصة بالطفل مثل مسرحٌته‬
‫(رحمة وأمٌر الؽابة المسحورة)‪.‬‬
‫مسرحا للطفل ٌستطٌع من خبلل ما ٌقدمه من مضامٌن وأفكار‬
‫ً‬ ‫إن من ٌكتب‬
‫أن ٌرفد األطفال بزاد ثقافً وتربوي وسلوكً ال ٌنضب ‪ ,‬ولذلك كثٌرا ما‬
‫ٌلجؤ إلٌه التربوٌون لبث مفاهٌم أو قٌم سلوكٌة أو أخبلقٌة ‪ ,‬ألن الطفل‬
‫ؼالبا ما ٌتقمص الشخصٌة التً ٌشاهدها ‪ ,‬فبطرٌق االٌحاء واالستهواء‬
‫والتقمص والمشاركة الوجدانٌة‪ٌ ,‬مكن أن ندعم فٌه القدوة الحسنة‪.‬‬
‫إن الصلة وثٌقة جدا بٌن اللعب عند األطفال ومشاهدة المسرح‪ ,‬فكبلهما‬
‫نوع من الدراما االجتماعٌة‪ ,‬وكبلهما وسٌلة للتطهٌر والتنفٌس عن الطاقة‬
‫المكبوتة أو الزابدة‪ .‬كما أن ممارسة الطفل أللعاب الدراما االجتماعٌة‬
‫تسمح له عادة بتقلٌد حركات الشخصٌة التً ٌقوم بها ‪ ,‬كما ٌقلد كبلمها‬
‫وأحادٌثها من خبلل توحد الطفل الشخصً بنموذج تعلق به‪ ,‬أو من خبلل‬

‫ٖٗ‬
‫توحده الوضعً بنماذج تمثل له معاٌٌر اجتماعٌة أو معاٌٌر للجنس فً‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫إن الطفل ٌمٌل إلى التقلٌد ؛ فهو ٌحاكً حركات من ٌعاٌشهم أو ٌخالطهم‬
‫خاصة اآلباء و األمهات ‪ ,‬كما ٌحاكً أدوار األبطال فً القصص‬
‫أوالمسرحٌات أو األعمال الدرامٌة التً ٌشاهدها ‪ ,‬ومن هنا تبدو أهمٌة‬
‫اختٌار "النموذج" الذي ٌقدم للطفل ألنه سٌحاكً هذا النموذج بصفاته‬
‫وسلوكٌاته‪ ,‬وٌمكن ؼرس صفات الشجاعة والمؽامرة فً نفوس األطفال‬
‫من خبلل التركٌز على نماذج تحقق هذا الهدؾ مثل مؽامرات السندباد‬
‫ورحبلت ابن ماجة وؼٌره من الرحالة العرب‪ .‬كما ٌمكن استثارة خٌال‬
‫الطفل وتشوٌقه من خبلل حكاٌات "سندرٌبل" أو بعض قصص ألؾ لٌلة‬
‫ولٌلة ‪ ,‬وٌمكن كذلك تحقٌق الهدؾ أو العبرة اعتمادًاعلى عنصر الفكاهة‬
‫من خبلل شخصٌة (جحا) ونوادره الطرٌفة‪ .‬وٌمكن بث الطموح من خبلل‬
‫شخصٌة (الشاطر حسن) وؼرس روح البطولة والتضحٌة من خبلل‬
‫النماذج والمواقؾ التارٌخٌة خاصة تلك التً ساهم فٌها الناشبة بشكل أو‬
‫آخر‪ .‬ومن األهمٌة بمكان أن ٌهتم الكتاب بؽرس قٌم الفضٌلة والمحبة‬
‫والتسامح" وأن تسود أجواء مسرح الطفل عواطؾ صادقة بعٌدة عن‬
‫التناحر والتفاخر والقلٌل من شؤن الؽٌر "‪.‬‬
‫وٌنبؽً أن تكون الفكرة مناسبة لعقل األطفال وتفكٌرهم ‪ ,‬وأن ٌبتعد الكاتب‬
‫عما ٌمكن أن ٌزرع عواطؾ الشر والكراهٌة فً نفوس األطفال ‪ ,‬فبل ٌنبؽً‬
‫أن نقدم زوجة األب مثبل فً صورة سلبٌة أو شرٌرة كما فً مسرحٌة‬
‫(سندرٌبل) أو (األمٌرة واألقزام السبعة) ‪ ,‬وال ٌنبؽً أن نقدم (الجدة)‬
‫بصورة تخٌؾ األطفال كما فً مسرحٌة (األمٌرة النابمة) ‪ ,‬وفً كل األحوال‬
‫ال ٌجوز أن ٌكون المضمون على حساب القٌم الخلقٌة والسلوكٌة ‪ ,‬ومن‬
‫الممكن اإلفادة من النظرٌات التربوٌة والسلوكٌة ‪ ,‬واالتبناس بآراء‬
‫التربوٌٌن وعلماء النفس فً سلوك الطفل العام " بحٌث ٌستؽل علم النفس‬

‫ٗٗ‬
‫التربوي بوعً فنً من خبلل نصوص مسرحٌة مدروسة خاصة بعالم‬
‫الطفولة"‪.‬‬
‫وبالنسبة للبناء الفنً للمسرحٌة فٌجب البعد عن اإلطالة وعدم حشد‬
‫المسرحٌة باألشخاص من ًعا لتشتٌت أذهان األطفال ‪ ,‬وأن ٌكون عنصر‬
‫(الحركة) فً مقدمة العناصر لٌتحقق انجذاب األطفال إلى أحداث المسرحٌة‬
‫مع االعتماد على عنصري التشوٌق واإلضحاك بعٌدًا عن اإلسفاؾ‪ ,‬وأن ٌتم‬
‫اختٌار عناصر الصراع بما ٌناسب عقلٌة الطفل ‪ .‬ومن حٌث اللؽة‪ ,‬فٌنبؽً‬
‫أن تكون قادرة على توصٌل الفكرة للطفل فً مرحلته العمرٌة وهذا ٌتطلب‬
‫أن تكون خالٌة من الؽموض واإلؼراب والتعقٌد وتمٌل إلى التركٌز‬
‫والسبلسة مع مراعاة الفصحى‪ ,‬وأن ٌكون الحوار مناسبا لفكر الطفل‬
‫وادراكه ‪ ,‬مع عدم اإلسراؾ فً الحوار ‪ ",‬فالحوار الطوٌل ٌبدو أمام‬
‫األطفال أشبه ما ٌكون بالمواعظ والخطب والمناقشات الباردة التً تلقى‬
‫على مسامعهم دون أن ٌستطٌعوا احتمالها فتموت الحٌاة على المسرح"‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬أهداؾ مسرح الطفل‪:‬‬


‫تتنوع األهداؾ والمقاصد التً ٌمكن أن ٌحققها مسرح الطفل ‪ ,‬ومن‬
‫أهمها‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الجانب التربوي السلوكً‪:‬‬
‫فمن خبلل مسرح الطفل ٌمكن تزوٌد األطفال – بطرٌقة ؼٌر مباشرة أو‬
‫وعظٌة – بزاد سلوكً وافر من خبلل ؼرس القٌم النبٌلة وبث المبادئ‬
‫األخبلقٌة العظٌمة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬القدوة الحسنة‪:‬‬
‫ٌستطٌع مسرح الطفل أن ٌقدم لؤلطفال نماذج ٌقتدون بها فً حٌاتهم من‬
‫خبلل سٌر األبطال والعظماء والمصلحٌن ‪ ,‬ومن خبلل النماذج الخٌرة‬
‫التً تمثل القدوة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬األثر النفسً‪:‬‬
‫٘ٗ‬
‫ٌقوم المسرح بوظٌفة نفسٌة مهمة حٌث ٌجد األطفال فً المسرح‬
‫سا عن رؼباتهم المكبوتة وتتحرر شخصٌاتهم من عقد الخوؾ‬
‫متنف ً‬
‫والضؽوط النفسٌة المختلفة‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬األثر الحضاري‪:‬‬
‫المسرح مظهر حضاري ‪ ,‬وهو ٌعود األطفال على االلتزام بالمواعٌد ‪,‬‬
‫واالهتمام بالملبس‬
‫النظٌؾ األنٌق ‪ ,‬وحسن التعامل ‪ ,‬وٌؽرس فً نفوسهم السلوك‬
‫الحضاري‪.‬‬
‫٘‪ -‬تنمٌة قدرات الطفل اإلبداعٌة‪:‬‬
‫ٌنمً المسرح فً الطفل قدراته االبداعٌة وٌسهم فً اكتشاؾ طاقاته‬
‫ومواهبه ‪ ,‬وٌستثٌر خٌاله ‪ ,‬وٌإهله لئلبداع الفنً سواء فً الكتابة أو‬
‫الشعر أو الدٌكور أو الموسٌقى‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬تنمٌة القدرات العقلٌة‪:‬‬
‫ٌعمل المسرح على استثارة عقل الطفل وتنمٌة قدراته العقلٌة وٌحمله‬
‫على التفكٌر والبحث والمعرفة من خبلل ما ٌقدمه من مواقؾ وأفكار‬
‫ومضامٌن‪.‬‬
‫‪ -8‬األثر التنوٌري‪:‬‬
‫ٌقوم المسرح بدور تنوٌري هام من خبلل ما ٌقدمه من أفكار تحارب‬
‫التخلؾ الفكري والجهل وتبصره بالحقابق وتحصنه ضد التطرؾ‬
‫والجمود‪.‬‬
‫‪ -7‬التروٌح والمتعة‪:‬‬
‫ٌقوم المسرح بمهمة التروٌح والمتعة والتسلٌة ‪ ,‬وهو ما ٌحتاجه‬
‫األطفال فً مراحلهم العمرٌة المختلفة ‪ ,‬فهم ٌمٌلون إلى المرح‬
‫والفكاهة ‪ ,‬وٌتشوقون إلى ما ٌثٌر فً نفوسهم هذه العادة السلوكٌة‪.‬‬
‫‪ -0‬الجانب التعلٌمً‪:‬‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫ٌمكن أن ٌقوم مسرح الطفل بؤداء دور وظٌفً أو تعلٌمً من خبلل‬
‫تقدٌم المادة التارٌخٌة أو العلمٌة أو سٌر األبطال بطرٌقة مشوقة بعٌدًا‬
‫عن جهامة التلقٌن‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬تكوٌن القٌم واالتجاهات ‪:‬‬
‫دورا خطٌرا فً ؼرس قٌم معٌنة أو‬
‫ٌستطٌع مسرح الطفل أن ٌإدي ً‬
‫التبشٌر باتجاهات وسلوكٌات جدٌدة تواكب العصر والتقدم الحضاري‬
‫وكثٌرأ ما ٌلجؤ إلٌه المربون لتقدٌم‬
‫ً‬ ‫والتطورات االجتماعٌة الجدٌدة ‪,‬‬
‫نظرٌات أخبلقٌة‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬التوعٌة باألهداؾ الكبرى‪:‬‬
‫ٌمكن من خبلل مسرح الطفل توعٌة الناشبة بالمشروعات واألهداؾ‬
‫الكبرى كؽزو الصحراء ومشروع توشكى وؼٌر ذلك مما ٌصلح مادة‬
‫خصبة للكتابة المسرحٌة‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬أقسام مسرح الطفل ‪:‬‬


‫تتنوع أشكال وأنماط مسرح الطفل بحٌث ٌمكن تصنٌفها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬مسرح العرابس أو الدمً‪ :‬وفٌها تقوم العرابس القفازٌة والدمً‬
‫العصوٌة والمارٌونٌت وخٌال الظل واألقنعة بؤداء األدوار بحٌث‬
‫هً التً تظهر وحدها على المسرح دون مشاركة األطفال الكبار‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬مسرح العرابس واألطفال‪ :‬وفً ٌتم العرض المسرحً اعتما ًذا‬
‫على األطفال بمشاركة العرابس‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬مسرح ٌعتمد على األطفال وحدهم فً العروض المسرحٌة دون‬
‫مشاركة العرابس أو الكبار‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬مسرحٌات تقوم على مشاركة األطفال والكبار معا‪.‬‬
‫٘‪ -‬وٌقودنا هذا التقسٌم إلى أن نتساءل ‪ :‬هل من األنسب أن ٌقدم‬
‫مسرح الطفل من خبلل األطفال وحدهم حٌث ٌتاح لهم تقسٌم‬

‫‪ٗ7‬‬
‫األدوار فً مختلؾ شخصٌاتها أم األفضل أن ٌتولى الكبار تقدٌم‬
‫المسرحٌة لبلطفال وٌكون دور الطفل هنا قاصرا على المشاهدة‬
‫والتلقً‪ ,‬أم ٌتم تقدٌم مسرح الطفل بمشاركة الصؽار والكبار؟‬
‫إن اآلراء تختلؾ فً هذا الموضوع ‪ ,‬فهناك من ٌرى أن استبثار‬
‫األطفال وحدهم بالتمثٌل ال ٌخلو من مخاوؾ أو محاذٌر منها رداءة‬
‫أداء الطفل خاصة إذا كان فً مراحل طفولة مبكرة‪ ,‬هذا إلى جانب‬
‫فقدانه ثقته بنفسه حالة ما ٌخطا ذات مرة على خشبة المسرح‬
‫وهو ٌمثل مما ٌسبب له صدمة نفسٌة خاصة وأنه لم ٌتمرس‬
‫بالمرونة بعد فً حالة اعتراض مشكلة من المشاكل لعمله فً أثناء‬
‫تمثٌله لدور ما ‪ ,‬وفً تعامله مع اإلضاءة ومع قطع الدٌكور‬
‫والملحقات ‪ ,‬وفً حركته المتشابكة مع زمبلبه على خشبة المسرح‬
‫‪ .‬كما أن إمكاناته الصوتٌة والحركٌة قد تكون ؼٌر مكتملة النضج‬
‫بعد إلى الحد الذي ٌتطلبه الدور وتوجٌهات المخرج‪ .‬إلى جانب‬
‫مشاكل أجهزة التكبٌر الصوتً وأصباغ المكٌاج ومشاكل المبلبس‬
‫فً االرتداء والخلع وفً الحركة والجلوس‪.‬‬
‫وهذا الرأي الذي ٌتخوؾ من االعتماد على األطفال وحدهم ال‬
‫ٌعترض على مشاركة األطفال للكبار فً العرض المسرحً‪.‬‬
‫إال أن هناك رأٌا آخر ٌرى " أن المسرح النموذجً هو المسرح‬
‫الذي ٌقدمه الكبار المحترفون للصؽار"‪ ,‬فهذا المسرح هو القادر‬
‫على تقدٌم قٌم فنٌة لؤلطفال ‪ ,‬وهو المسرح الذي ٌمكن أن ٌنقل فكر‬
‫المإلؾ والمخرج إلى المشاهدٌن الصؽار‪.‬‬
‫وٌعتمد هذا الرأي على بعض الحجج‪ ,‬منها " أن الطفل عندما ٌمثل‬
‫إنما ٌعبر عن نفس وال ٌعبر عما ٌرٌده المإلؾ وال ما ٌهدؾ إلٌه‬
‫المخرج وال ما ٌجب أن ٌنقله الممثل إلى جمهور المشاهدٌن ‪.‬‬
‫بعكس الممثل المحترؾ البالػ القادر تماما على أن ٌنقل إلى الطفل‬

‫‪ٗ1‬‬
‫المشاهد كل هذه القٌم والمفاهٌم"‪ ,‬ومع ذلك أن بعض المخرجٌن‬
‫المسرحٌٌن الذٌن تعاملوا مع ممثلٌن من األطفال ‪ ,‬قالوا إن الطفل‬
‫الممثل ٌإدي دوره كل لٌلة بؤسلوب مختلؾ ‪ٌ ,‬تفق مع مزاجه‬
‫وحالته النفسٌة ‪ ,‬بالرؼم من كل توصٌات وتوجٌهات المخرج‬
‫الٌومٌة ‪ ,‬دون أٌة سٌطرة واعٌة بقصد توصٌل فكر وفن المإلؾ‬
‫والمخرج إلى المشاهدٌن‪ٌ .‬ضاؾ إلى هذا ‪ ,‬أنه من الصعب العثور‬
‫على عدد األطفال الموهوبٌن المدربٌن الذٌن ٌستطٌعون تقدٌم أداء‬
‫جٌد ملتزم‪ ,‬مع المحافظة على إٌقاع العمل المسرحً‪ ,‬وعلى ترابط‬
‫مجموعة الممثلٌن‪ ,‬إلعطاء المشاهد االحساس بتكامل العرض‪ .‬إن‬
‫الطفل ‪ ,‬عندما ٌقؾ على خشبة المسرح ٌحس عادة أن المسرح‬
‫مسرحه وحده ‪ ,‬وأن المشاهدٌن حضروا لرإٌته هو وحده‪ ,‬ورؼم‬
‫استمرار التدرٌب ‪ ,‬فكثٌرا ما ٌسٌطر على الطفل الممثل هذا‬
‫االحساس‪ ,‬مما ٌفسد العرض وٌفككه‪ ,‬هذا فً حٌن أن من أهم‬
‫أهداؾ مسرح الطفل أن ٌساعد األطفال على صقل تذوقهم للفنون‬
‫عندما نمزج المؽزى بالمتعة الفنٌة ‪ ,‬وهذا المستوى من األدء الفنً‬
‫المتفوق لن نجده إال بٌن الكبار المحترفٌن"‪.‬‬
‫وفً تقدٌري أن نجاح الطفل فب التمثٌل أو إخفاقه ٌعتمد على عدة‬
‫معاٌٌر ‪ ,‬أبرزها الموهبة ‪ ,‬والتدرٌب أو اإلعداد الجٌد ثم المرحلة‬
‫العمرٌة ‪ ,‬والواقع أن " تمثٌل الطفل ٌكون مناس ًبؤ فً مرحلة من‬
‫طفولته المتؤخرة خاصة بعد أن ٌكون تدرب فً عمره السابق على‬
‫الدراما التلقابٌة‪ ,‬كما أن أنسب مرحلة لقٌام الطفل بدور تمثٌلً مع‬
‫أطفال آخرٌن ؼٌره هً مرحلة المراهقة أو ما ٌسمى " مرحلة‬
‫االرتباط بالواقع والبحث عن المثل والقٌم " خاصة أن الطفل فً‬
‫هذه المرحلة ٌمٌل إلى حب الظهور واالشتراك فً الجماعات‬
‫المختلفة ‪ ,‬وٌظهر مٌله إلى التمثٌل‪.‬‬

‫‪ٗ9‬‬
‫إن تمتع الطفل بموهبة التمثٌل تمنحه ثقة بالنفس وتمكنه من‬
‫مواجهة الجمهور والتخلص من المآزق المختلفة التً تواجهه على‬
‫المسرح كما أنه ٌمنحه العمل بمصداقٌة وٌجعل جمهور المشاهدٌن‬
‫من األطفال أكثر قناعة بالموقؾ والحدث والشخصٌة ال سٌما إذا‬
‫كان الدور مناسبا لعمره ‪ ,‬واذكر أننا قدمنا ذات مرة مسرحٌة (بعد‬
‫أن ٌموت الملك) للشاعر صبلح عبد الصبور على أحد مسارح‬
‫الجامعة‪ ,‬وكان أحد األطفال ممن ٌنتمون إلى مرحلة الطفولة‬
‫المتؤخرة ٌقوم بتمثٌل أحد األدوار الربسة فٌها واستطاع أن ٌجذب‬
‫وصؽارا على السواء ‪ ,‬وال أبالػ إذا قلت‬
‫ً‬ ‫كبارأ‬
‫جمهور المشاهدٌن ً‬
‫أنه كان أحد العوامل الربٌسة فً نجاح العرض المسرحً‪.‬‬
‫إن هناك آراء كثٌرة تتفق على أن المسرحٌات التً تقدم بؤطفال‬
‫وكبار هً من أنجح المسرحٌات ‪ ,‬ألن " الجمع بٌن رؼبة الطفل فً‬
‫أن ٌشاهد نفسه على خشبة المسرح إلى جانب رؼبته فً التشبه‬
‫بعالم الكبار واندماجه فً أفعالهم على خشبة المسرح ‪ٌ ,‬ثبت لنفسه‬
‫قدرته على اقتحام عالم الكبار ‪ ,‬كما ٌقتحم الكبار عالمه الصؽٌر ‪,‬‬
‫فهو نوع من إقامة التماثل بٌن العالمٌن ‪ ,‬مع قدرة على الثقة فً‬
‫نفسه ‪ ...‬هذا إلى خلق نوع من التبلحم بٌن الكبٌر والصؽٌر مما‬
‫ٌكون له أثر كبٌر فً تؽلب الطفل على أٌة مشكلة تواجهه فً أثناء‬
‫العرض‪.‬‬

‫٘‪-‬مسرح أحمد سوٌلم الشعري للطفل‪:‬‬

‫ٌعد الشاعر أحمد سوٌلم فً طلٌعة الشعراء المعاصرٌن الذٌن أخلصوا‬


‫للمسرح الشعري للطفل ‪ ,‬وقد بدأت تجاربه المسرحٌة منذ عام ٕ‪ٔ07‬‬
‫بالمسرحٌة العرابسٌة (حكاٌات وأؼانً كامل كٌبلنً) وقدم فٌها ثبلثة‬

‫ٓ٘‬
‫نصوص (مسرح ًٌا) هً جحا والبخٌل ‪ ,‬عبد هللا والدروٌش ‪ ,‬حً بن‬
‫ٌقظان‪.‬‬
‫وقد أصدر أحمد سوٌلم مجموعة من مسرحٌات األطفال الشعرٌة هً‬
‫(الطٌب والشرٌر – الدروٌش والطماع – األمٌرة وصاحبة الكوخ – الوفاء‬
‫بالوعد – الجزاء العادل – األمٌر الفنان – جحا والبخٌل – القاضً جحا –‬
‫هزٌمة أبرهة – حً بن ٌقظان)‬
‫وقد طمح أحمد سوٌلم فً تجاربه المسرحٌة لؤلطفال إلى مجموعة من‬
‫األهداؾ الموضوعٌة والفنٌة‪ ,‬حددها فً النقاط اآلتٌة‪:‬‬
‫صا فً مكتبة الطفل العربً ‪ ,‬وتضٌؾ هذا‬
‫ٔ‪ -‬أن تسد هذه المسرحٌات نق ً‬
‫اللون الهام الذي تؤخر وجوده كثٌرا‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أن تستمد المسرحٌات مادتها من حكاٌات التراث العربً العرٌق فً‬
‫محاولة لكسر حصار القوالب الجاهزة المترجمة‪ ,‬وربط الطفل العربً‬
‫بماضٌه وكنوزه الثمٌنة بعد أن تؽرب عنه طوٌبل ‪ .‬وقد قدمت‬
‫المسرحٌات المضامٌن والحكاٌات واألمثال التارٌخٌة العربٌة واألسبلمٌة‬
‫التً تدعو إلى القٌم الخالدة التً ال تتؽٌر بتؽٌر الزمان والمكان‪ ,‬ومنها‬
‫الفروسٌة – الشجاعة – الوفاء بالوعد – األمانة – الكرم – التسامح –‬
‫ضا قٌمة اإلٌمان‬
‫المحبة – اإلخبلص – التعاون – السلوك الحسن وأٌ ً‬
‫باهلل تعإلى‪.‬‬
‫كما قدمت بعض الشخصٌات التارٌخٌة العربٌة مثل جحا فً فكاهاته‪,‬‬
‫وأشعب فً مواقفه المختلفة ‪ ,‬وحاتم الطابً فً كرمه وجوده‪ ,‬وؼٌرها‬
‫من الشخصٌات وكذلك لم تؽفل هذه المسرحٌات حكاٌات الحٌوان ‪ ,‬وهذا‬
‫جانب هام ٌحمل المتعة والقٌمة م ًعؤ فالطفل بطبٌعته ٌنجذب إلى‬
‫الحٌوان‪ ,‬وعن طرٌقه ٌمكن أن ٌتعلم الكثٌر ‪ ,‬ولهذا فإن حكاٌات كلٌلة‬
‫ودمنة وحكاٌات الحٌوان العربٌة التً وردت فً المصادر المعروفة‬
‫ٌمكن أن تعطٌنا مادة قٌمة‪ ,‬وتقدم بإسلوب العرابس أو األقنعة على‬

‫ٔ٘‬
‫المسرح ‪ ,‬وقد راعٌت فً حكاٌات الحٌوان أن ٌحمل الموقؾ قٌمة تإكد‬
‫أهمٌة الحٌوان لئلنسان ‪ ,‬وتطلب ذلك بالضرورة تعدٌبل كبٌرا ‪,‬‬
‫وإضافات ورإٌة مختلفة للحكاٌات بما ٌتبلءم مع حب الطفل للحٌوان‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬تتخذ هذه المسرحٌات أسلوب الفصحى المبسطة والقرٌبة من وجدان‬
‫الطفل‪ ,‬وهو هدؾ ٌنبؽً أن ٌسعى إلٌه كتاب األطفال لٌعود الطفل إلى‬
‫(شخصٌته) اللؽوٌة الحقٌقٌة خبلصا مما ٌشعر به من (انشطار) لؽوي‬
‫نتٌجة حصار أجهزة اإلعبلم والتعامل الٌومً مع الشارع العربً‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬أن ٌكون الشعر فً هذه المسرحٌات مبسطا ٌعتمد على إٌقاعات متكررة‬
‫(الشعر الحدٌث)‬
‫فً سٌاق الحوار بٌن أبطال العمل ومطعما باألؼانً التً تلتزم مجزوءات‬
‫ً‬
‫وصوال إلى وجدان الصؽٌر‪ ,‬وهذا‬ ‫كسرا للملل‪,‬‬
‫ً‬ ‫البحور ‪ ...‬وتتؽٌر القوافً‬
‫ضا من شؤنه أن ٌحترم حاسة الطفل الفنٌة‪.‬‬
‫أٌ ً‬
‫٘‪ -‬أن تتمٌز الموسٌقى واأللحان باالٌقاعات البسٌطة ؼٌر المعقدة التً‬
‫ٌسهل الطفل تردٌدها أو الرقص علٌها دون صعوبةمما ٌمتع الوجدان‪,‬‬
‫وٌجعل الطفل كاب ًنا متذو ًقا ٌشعر بالجمال وٌعٌش عوالمه المجنحة‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬تعتمد المسرحٌات على وجود رواٌة مع األطفال ٌربط بٌن األحداث‬
‫وٌعلق علٌها‪ ,‬وأرى أن هذا األسلوب ٌستجٌب لحاجة الطفل إلى االقناع‬
‫بما ٌقدم له‪ ,‬وال ٌاتً هذا بطرٌقة مباشرة أو بحشد معلومات أو حكم أو‬
‫مواعظ ٌعافها عقل الصؽٌر وٌنفر منها ولكن بطرٌقة فنٌة ‪ ,‬ومن‬
‫شخصٌة محببة له تمثل األب أوالجد أو األم أو الجدة فً صورة الرواٌة‬
‫أدوارأ‬
‫ً‬ ‫ولكن ال ٌكون دور األطفال سلب ًٌا هنا فإنه ٌمكنهم أن ٌإدوا‬
‫إٌجابٌة مثل المشاركة بالرأي أو النقد بحٌث ٌتحقق لهم االقتناع‬
‫والمتعة والمشاهدة الكاملة ‪ .‬وقد حرصت لتحقٌق ذلك على إبراز دور‬
‫الطفل مع الرواٌة فً كل ما قدمت ‪ ,‬وأنهٌت المسرحٌات بمناقشة حول‬

‫ٕ٘‬
‫العمل‪ ,‬وما الذي ٌتعلمه األطفال منه ‪ ,‬وبذا نصل مع الطفل إلى الحكمة‬
‫والمعنى من العمل المقدم‪.‬‬
‫‪ -8‬تهدؾ المسرحٌات إلى تعرٌؾ الطفل بخصابص فن المسرح وإمكاناته‬
‫الفنٌة (الستار – الدٌكور – المبلبس – طرٌقة األداء‪...‬إلخ) من خبلل‬
‫تعانق الكلمة مع الصورة (فً الكتاب المطبوع) ومن خبلل المشاهدة‬
‫الممتعة (على خشبة المسرح) ومن ثم ٌتعرؾ الطفل على هذا الفن‬
‫الجمٌل وٌرتبط به‪.‬‬
‫‪ -7‬المسرحٌات تتٌح الفرصة كاملة ألن ٌإدٌها األطفال وحدهم أو ٌشترك‬
‫معهم الكبار أو ٌإدٌها الكبار وحدهم‪.‬‬
‫‪ -0‬تهدؾ المسرحٌات كذلك إلى أحٌاء المسرح المدرسً على أسس جدٌدة‬
‫تجمع بٌن الشخصٌة العربٌة والفن الجمٌل‪ ,‬ولهذا فإن مدة عرض هذه‬
‫المسرحٌات ال تزٌد عن خمس وأربعٌن دقٌقة فً المتوسط‪ .‬تلك هً‬
‫األهداؾ التً وضعها أحمد سوٌلم نصب عٌنٌه وهو ٌكتب تجاربه‬
‫المسرحٌة ‪ ,‬وهً – فً تقدٌري – تمثل مجموعة من العناصر أو‬
‫األسس الكفٌلة بنجاح المسرح الشعري كما تعكس وعً الشاعر‬
‫بتقنٌات الكتابة المسرحٌة لؤلطفال السٌما المسرح الشعري ‪.‬‬
‫وسنحاول أن نتعرؾ على هذه الخصابص وتلك األهداؾ بشكل أكثر‬
‫وحا من خبلل قراءة مسرحٌات الشعر ‪.‬‬
‫وض ً‬

‫الطٌب والشرٌر‪:‬‬
‫تتكون هذه المسرحٌة من مشهدٌن وتعتمد عل خمس شخصٌات هً ‪:‬‬
‫منصور ( الطٌب) و سعفان (الشرٌر) والوالً والرجل (صاحب الثوب)‬
‫والراوي باإلضافة إلى األطفال وٌنفتح المشهد األول على مجموعة من‬
‫األطفال وهم ٌتحلقون حول الراوي وٌطلبون إلٌه أن ٌحكً لهم حكاٌة‬

‫ٖ٘‬
‫من عجابب األخبار أو من حكاٌات الزمن الماضً وٌجري الحوار بٌن‬
‫األطفال والراوي على النحو‪:‬‬
‫األطفال‪ٌ( :‬ؽنون) إحك لنا ٌا جدنا‬
‫إحك لنا‬
‫إحك لنا عجابب األخبار‬
‫وكان ٌاما كان‬
‫فً سالؾ الزمان‬
‫إحك لنا ٌا جدنا‪...‬إحك لنا‬
‫شكرا لكم‬
‫ً‬ ‫شكرا لكم ٌا أصدقاء ‪...‬‬
‫ً‬ ‫الراوي‪:‬‬
‫أحكً لكم حكاٌة الطٌب والشرٌر‬
‫(فً سعادة) إحك لنا القصة من أولها‬
‫األطفال‪ :‬حس ًنؤ ‪...‬لكً أحكٌها ٌا أصحاب‬
‫الراوي‪ :‬البد لنا أن نذهب للتسوق‪...‬‬
‫ومثل هذا المشهد الحواري ٌتكرر باستمرار أو باطراد مع بداٌة كل‬
‫مسرحٌة من المسرحٌات فٌما ٌشبه "الثٌمة"أو "البلزمة" األساسٌة ‪,‬‬
‫وتتردد عبارة ( كان ٌاما كان فً سالؾ الزمان) بما تحمله من دالالت‬
‫(الحكً) أو (السرد) أو(القصص) ومما ترتبط به من إشارات تراثٌة‬
‫فضبل عما تخزنه من إشارات زمنٌة إلى زمن الطفولة وما ٌرتبط به من‬
‫حكاٌات وقصص ٌسمعه األطفال على ألسنة اآلباء أو األجداد ‪.‬‬
‫ونبلحظ أن الحوار ٌتلخص من العٌوب أو المآخذ الفنٌة التً ٌنزلق‬
‫إلٌها بعض كتاب المسرحٌة الشعري‪ ,‬فهو ٌسلم من اإلسهاب واإلطالة‬
‫وٌعتمد اللؽة الفصحى البسٌطة وٌتنقل بسرعة بٌن المحاورٌن (األطفال‬
‫والراوي) كما ٌحرص الشاعر على االنتقال بمشاهذه نف ًٌؤ للملل‬
‫والجمود‪.‬‬

‫ٗ٘‬
‫والبلفت أن الشاعر ٌمٌل إلى االنتقال باألطفال المشاركٌن ذاتهم إلى‬
‫مسرح الحدث لٌتابعوا مع جمهور األطفال المشاهدٌن األحداث‬
‫والمواقؾ المختلفة وٌتدخل السرد النثرٌبإٌجاز لٌنتقل المشهد من حٌث‬
‫ٌنتقل الحدث إلى السوق وٌظهر دكانان متجاوران ‪ ...‬دكان الحبلقة‬
‫وفٌه منصور (الطٌب) ودكان سعفان (الشرٌر) أو المصبؽة وٌعتمد‬
‫الشاعر إلى رسم مبلمح شخصٌاته بإٌجاز وؼال ًبؤ ما ٌكشؾ الحوار عن‬
‫طبٌعة كل شخصٌة وسماتها على النحو الذي نتمثله فً هذا الحوار بٌن‬
‫منصور وسعفان ‪:‬‬
‫منصور‪ٌ( :‬تحدث إلى سعفان) صباح الخٌر‪...‬‬
‫مالك مهموم ٌا سعفان؟!‬
‫شكرأ لك ‪ ..‬ال شا‪...‬‬
‫ً‬ ‫سعفان ‪ :‬صباح الخٌر ٌا منصور‪..‬‬
‫منصور‪ :‬هل صلٌت الفجر الٌوم ؟‬
‫سعفان ‪ٌ(:‬تردد) إنً ‪..‬أقصد‪ ...‬سوؾ أصلً ‪...‬‬
‫منصور‪ٌ :‬ا سعفان‪...‬‬
‫أشرقت الشمس‪ ...‬وطلع الصبح‬
‫وعلٌك اآلن قضاء الفجر‬
‫إنك كسبلن وهللا‪...‬‬
‫لو أنك تعتاد على أن تدعو هللا ‪...‬كل صباح‬
‫لبورك فً ٌومك ٌا سعفان‬
‫كثٌرا‬
‫ً‬ ‫ولوفقك هللا‪ ...‬وسعدت‬
‫سعفان‪ :‬أعدك ٌامنصور‪ ...‬أعدك‪...‬‬
‫وهذا الحوار ٌكشؾ عن خصابص شخصٌة كل من منصور وسعفان ‪,‬‬
‫وهما الشخصٌتان المحورٌتان فً فً المسرحٌة‪ ,‬فمنصور ٌبدأ صاحبه‬
‫بالحدٌث وٌلقً علٌه تحٌة الصباح وٌهتم بالسإال عن حاله وٌعاتبه أنه‬
‫ً‬
‫متفاببل‪ ,‬وهً صفات‬ ‫لم ٌإد فرض هللا فً موعده ‪ ,‬وٌبدو بشو ً‬
‫شا‬

‫٘٘‬
‫تكشؾ عن جوانب الخٌر والصبلح واإلٌمان فً شخصٌة منصور‪ ,‬بٌنما‬
‫ٌبدو (سعفان) على النقٌض إذ ٌكشؾ الحوار عن جوانبه أو صفاته‬
‫السلبٌة‪ ,‬فهو ٌبدو (كسبلن) ‪ ,‬مهمو ًمؤ‪ ,‬ؼٌر ملتزم بواجباته‬
‫ومسبولٌاته ‪ ,‬وٌوظؾ الشاعر هذا التناقض فً إٌجاد صراع بٌن الخٌر‬
‫والشر ٌنتهً فً النهاٌة لصالح الخٌر‪ .‬إذ نرى سعفان ٌكٌد لصاحبه‬
‫عند الوالً بعد أن نجح فً عمله وٌصدق الوالً وشاٌة سعفان وٌتدخل‬
‫الراوي فً ؼدارة الحدث وتكثٌفه واختصاره‪:‬‬
‫الراوي‪ :‬وٌنجح سعفان فً حٌلته الماكرة على الوالً وٌفاجؤ منصور‬
‫أن الوالً ٌؤمر حارسه‬
‫أن ٌؽلق حمامه‬
‫وأن ٌقتل منصور "الطٌب"‪...‬‬
‫لكن الحارس كان كرٌ ًما‪ٌ ...‬عرؾ أن‬
‫الرجل الطٌب‪...‬مظلوم‬
‫فلم ٌقتله‪...‬‬
‫وٌعمل منصور صٌادًأ ال ٌعرؾ عنه أحد شٌ ًبا‬
‫وفً ٌوم‪ ...‬أخرج شبكته من ماء البحر‬
‫فوجد بها (خاتم)‬
‫وكان الخاتم ذهب ًٌا ‪ ...‬وعلٌه شارات الوالً‬
‫وٌرٌد هللا‪ ..‬أن ٌظهر للوالً ما خفً من األمر‪..‬‬
‫فٌصحبه الحارس للوالً‬
‫وٌعطٌه الخاتم‪..‬‬
‫وٌقص علٌه حكاٌته وحكاٌة سعفان‬
‫ومن الواضح أن الشاعر استعار فكرة مسرحٌته من إحدى حكاٌات أألؾ‬
‫لٌلة ولٌلة التً تصور الصراع بٌن الخٌر والشر من خبلل شخصٌتً‬
‫(أبً صٌر وأبً قٌر) وقد احتفظ للقصة بعناصرها األصلٌة وإن كان قد‬

‫‪٘ٙ‬‬
‫اختزلها ‪ ,‬وحرص على أن ٌطرح على لسان الراوي فً نهاٌتها الهدؾ‬
‫أوالمؽزى األخبلقً الذي ٌسعى إلى ؼرسه فً نفوس األطفال وٌلخصه‬
‫فً هذه الحكمة‪:‬‬
‫من ٌزرع خٌرا‪ٌ ...‬حصد خٌرا‬
‫من ٌزرع شرا‪ ...‬ال ٌحصد إال شرا‬
‫وفً المسرحٌة شخصٌات ثانوٌة لم ٌشر إلٌها الشاعر فً التمهٌد مثل‬
‫شخصٌة القابد والجنود والحارس وبابع اللبن ‪ ,‬وقد أضاؾ الشاعر هذه‬
‫الشخصٌة األخٌرة لمؽزى خاص هو أن ٌإكد لؤلطفال‪ -‬بطرٌقة ؼٌر‬
‫مباشرة – أهمٌة كوب اللبن فً تؽذٌتهم وقد أجرى على لسان البابع‬
‫هذا الخطاب‪:‬‬
‫صباحكم مثل اللبن‬
‫وٌومكم مثل الورود‬
‫بارك ٌارب ٌومنا‬
‫وأرزق عبٌدك الصبلح‬
‫وأرزق عبٌدك الفبلح‬
‫وقد انتظت المسرحٌة فً بنٌة إٌقاعٌة رشٌقة حٌث اعتمد الشاعر على‬
‫البناء التفعٌلً من خبلل مجزوء الرجز ‪:‬‬
‫إحك لنا ٌاجدنا‬
‫مستفعلن مستفعلن‬
‫إحك لنا‬
‫مستفعلن‬
‫واستخدم الشاعر (المتدارك) اعتمد علٌه بصورة أساسٌة فً أؼلب‬
‫أجزاء الحوار ومن ذلك‪:‬‬
‫سعفان‪ :‬ماذا تقصد ٌا منصور؟‬
‫منصور‪ :‬إنك تفهم ما أقصد‪...‬‬

‫‪٘7‬‬
‫أعرؾ أنك تفعل هذا مع كل الناس‬
‫ٌؤتون إلٌك ‪ ...‬تماطلهم‬
‫وكما استهل الشاعر مسرحٌاته بمشهد لؤلطفال وهم ٌسؤلون الراوي أن‬
‫ضا بمشهد األطفال وهم‬
‫ٌحكً لهم إحدى الحكاٌات فإنه ٌختمها أٌ ً‬
‫ٌتوجهون بخطابهم إلى الراوي أو الجد ‪:‬‬
‫األطفال ‪ :‬شكرا شكرا ٌاجد‬
‫نحن األطفال عٌون الؽد‬
‫نحن األجٌال نظٌفو الٌد‬
‫نسعد بحكاٌات األجداد‬
‫نؤخذ منا العبرة والحكمة‬
‫نؤخذ منها الضحكة والبسمة‬
‫شكرا ٌاجد‪...‬‬
‫ً‬ ‫شكرا‬
‫ً‬
‫وتتكرر هذه البنٌة الحوارٌة فً كل مسرحٌات أحمد سوٌلم الشعرٌة‬
‫لؤلطفال‪.‬‬

‫الجزاء العادل‪:‬‬
‫وهً تقترب فً فكرتها من المسرحٌة السابقة فهً تدور حول انتصار‬
‫الخٌر على الشر وترسٌخ مبدأ الجزاء العادل وتطبٌقه على البشر جمٌعا‬
‫أٌا كانت مكانتهم أو سطوتهم أو سلطتهم وٌتكٌا الشاعر على قصة‬
‫تراثٌة من قصص ألؾ لٌلة ولٌلة هً حكاٌة (األمٌر الحكٌم)‪ .‬وٌشرع‬
‫الراوي فً سرد الحكاٌة لؤلطفال باستخدام عبارة (كان ٌا ما كان)‬
‫‪ ,‬فٌقول‪:‬‬
‫الراوي‪ :‬كان ٌاما كان‬
‫فً سالؾ الزمان‬
‫حاكم أمٌر‪...‬‬

‫‪٘1‬‬
‫وكان ٌشكو كل ٌوم‬
‫من مرض ؼرٌب‬
‫وحار فً هذا المرض‬
‫كل أطباء البلد‬
‫حتى أتاه ذات ٌوم رجل حكٌم‬
‫مهلهل الثٌاب‬
‫وٌنجح هذا الحكٌم فً تحقٌق ما عجز عنه األطباء ‪ ,‬وٌشفً األمٌر‬
‫وٌكافا الحكٌم وٌجعله مستشاره الخاص‪ ,‬ولكن الوزٌر ٌحقد على ذلك‬
‫الحكٌم ‪ ,‬فٌشً به عند األمٌر‪ ,‬وٌتدفق الحوار كاشفا عن صوت الحقد‬
‫والشر فٌجري على هذا النحو‪:‬‬
‫الوزٌر‪:‬‬
‫ٌاموالي‪ ...‬لو سلمنا أن الرجل شفاك‬
‫ألست معً أن الرجل كذلك‬
‫ٌملك أن ٌقتلك بشبتؤكله أو تلمسه‬
‫أوتدهن به؟!‬
‫أرى أن الرجل الطٌب هذا جاسوس‬
‫شرٌر‬
‫ٌضمر لك سو ًءا ٌا موالي‬
‫وٌجب علٌنا أن نؽدر به‬
‫حتى ال ٌؽدر بك‪...‬‬
‫ٌحدثنً قلبً أنا فً خطر ٌاموالي‬
‫لو لم نتخلص منه‬
‫األمٌر‪ :‬دعنً اآلن أفكر‪...‬‬
‫فحدٌثك هذا ‪...‬‬
‫الوزٌر (مقاطعا)‪ :‬ال وقت لدٌنا للتفكٌر‬

‫‪٘9‬‬
‫احضره اآلن‪...‬‬
‫واحكم بالقتل علٌه‬
‫وٌعتمد الشاعر فً تصاعد الحدث وتكثٌفه على عنصر هام من عناصر‬
‫الجذب والتشوٌق عند األطفال وهو توظٌؾ (الحلم) فً هذا المشهد‬
‫الذي ٌجمع بٌن األمٌر والحكٌم ‪:‬‬
‫األمٌر‪ :‬رأٌت كؤنً أجلس فً بستانً وحدي‬
‫فانقض علً ؼراب أسود‪...‬‬
‫وأخذ ٌنقر قدمً‬
‫وأحاول أن أبعده عن قدمً لكنً ال أقدر‬
‫حتى أقبل نسر ‪ٌ ...‬هبط من فوقً‬
‫فاقتتبل‪...‬‬
‫وانتصر النسر‪...‬‬
‫وأخذ ٌمسح قدمً بجناحٌه‬
‫فصحوت من النوم ‪...‬‬
‫فماذا ٌعنً هذا الحلم؟؟‬
‫خٌرا ٌا موالي‬
‫الحكٌم‪ً :‬‬
‫الحلم ٌفسر نفسه ‪...‬‬
‫أما ما ٌعنٌه ؼراب فً الحلم‬
‫فهو الرجل الشٌر الحاقد‬
‫حٌن ٌسد علٌك طرٌق الحق‬
‫بالكذب واألحقاد‬
‫وأما النسر‪...‬‬
‫فرمز الخٌر ورمز الحكمة‬
‫ولك أن تدرك ما أعنٌه ٌا موالي‬
‫علٌك اللٌلة أن تقرأ شٌ ًبؤ من سور القرآن‬

‫ٓ‪ٙ‬‬
‫وتنام بإذن هللا ‪ ..‬فتحلم بالخٌر‬
‫وكما نبلحظ فالشاعر فً كل موقؾ أو مشهد أو فكرة ٌضع عٌنٌهداب ًمؤ‬
‫على الطفل الذي ٌتوجه له بالخطاب‪ ,‬وال ٌؽفل عن مقاصده األخبلقٌة أو‬
‫التربوٌة أو التعلٌمٌة ‪ ,‬فٌتوقؾ أمام ظاهرة (األحبلم) التً ٌتوقؾ‬
‫أمامها األطفال طوٌبل وٌتساءلون عن مؽزاها وكنهها ‪ ,‬فٌجري على‬
‫كثٌرا من تساإالتهم ‪ ,‬فٌإكد‬
‫لسان الحكٌم ما قد ٌفس لؤلطفال ً‬
‫أن(األحبلم رموز لحٌاة اإلنسان)‬
‫وٌوجه النصح واإلرشاد للتؽلب على مخاوفهم أو هواجسهم بطرٌقة‬
‫ؼٌر مباشرة فٌلفتهم إلى أن قراءة شا من سور القرآن قبٌل النوم‬
‫تهدئ من روع اإلنسان وتجعله ٌحلم بالخٌر‪.‬‬
‫وألن (الراوي) ٌمثل العنصر الربٌسً فً مسرحٌات أحمد سوٌلم ‪ ,‬فهو‬
‫الذي ٌبدأ سرد الحدث وختامه ‪ ,‬فٌدخل الراوي إلى المسرح وقد أظلم‬
‫بعد خروج الممثلٌن لٌسرد نهاٌة األحداث وٌقدم العبرة أو العظة‬
‫لؤلطفال بصورة مباشرة‪:‬‬
‫الراوي‪ :‬وٌعزل من منصبه وزٌر القصر الشرٌر‬
‫وٌعاقب بالسجن‬
‫وٌتولً الرجل الطٌب أعماله‬
‫وبهذا انتصر الخٌر على الشر‪...‬‬
‫وتلقى اإلنسان الشرٌر جزاء الشر العادل‬

‫األمٌرة وصاحبة الكوخ‪:‬‬


‫ضا إلى التراث القصصً ‪ ,‬فٌختار‬
‫ٌلتفت الشاعر فً هذه المسرحٌة أٌ ً‬
‫حكاٌة األمٌرة الصؽٌرة مع صاحبة الكوخ ‪ ,‬وهً سٌدة عجوز طٌبة‬
‫القلب ‪ٌ ,‬قع الكوخ الذي تسكنه على مقربة من قصر األمٌرة الصؽٌرة‬

‫ٔ‪ٙ‬‬
‫التً ؼضبت منها ألنها صاحت فٌها وأهانتها ‪ ,‬ولندع الحوار ٌكشؾ‬
‫عن هذا الموقؾ‪:‬‬
‫األمٌرة‪ :‬تعرؾ ٌا أبت صاحبة الكوخ‪...‬‬
‫األمٌر‪ :‬أعرفها ‪ ...‬سٌدة طٌبة القلب ‪..‬عجوز ‪ ..‬مسكٌنة‬
‫األمٌرة‪ :‬لٌست طٌبة القلب وال مسكٌنة ‪...‬‬
‫صاحت فً وجهً ٌا أبت وأهانتنً‪...‬‬
‫األمٌر‪ :‬صاحت فً وجهك ؟ كٌؾ؟!‬
‫األمٌرة‪ :‬كنت أالعب خادمتً بالكرة‬
‫وكنا نضحك ‪ ..‬نجري‪ ..‬ونؽنً‬
‫حتى سقطت كرتً فً نافذة الكوخ ببل قصد‪...‬‬
‫فطرقنا الكوخ على الجدة‬
‫نطلب منها أن نعطٌنا الكرة ‪...‬‬
‫فصاحت فٌنا‪ ...‬وأهانتنا‬
‫وٌستبد الؽضب باألمٌرة الصؽٌرة فتطلب من أبٌها أن ٌعاقب تلك العجوز‬
‫بطردها وهدم كوخها وٌتم عرض السٌدة على االقضً وٌعرض علٌها‬
‫ماال كثٌرا حتى تترك الكوخ وترحل ولكنها ترفض وتتشبث بالمكان‬
‫وتوجه خطابها التبرٌري للقاضً وهو فً الواقع خطاب موجه بشكل‬
‫ؼٌر مباشر لؤلطفال ٌدعوهم إلى عدم التفرٌط فً حقوقهم‪...‬‬
‫تقول المرأة‪:‬‬
‫ٌا سٌدنا القاضً‬
‫من ٌتنازل عن حقه‬
‫انسان ال ٌمتلك إرادة‪...‬‬
‫من ٌفرط فً بٌته أو فً أرضه‬
‫فبل شا لدٌه عزٌز‬

‫ٕ‪ٙ‬‬
‫وال ٌملك القاضً واألمٌر إال أن ٌعبرا عن إعجابهما بمنطق المرأة‬
‫وحكمتها وبجعبلها تحتفظ بكوخها‪.‬‬
‫وربما كانت هذه المسرحٌة أقل المسرحٌة من حٌث المعالجة الفنٌة‬
‫وتماسك البناء الدرامً‬
‫وذلك ألان المإلؾ اهتم بالوعظ المباشر على حساب العناصر الفنٌة ال‬
‫سٌما الحبكة وتتضح هذه المباشرة من هذا الحوار بٌن الراوي‬
‫واألطفال فً ختام المسرحٌة‪:‬‬
‫الراوي‪ :‬ماذا ٌتعلم أوالدي الظرفاء‬
‫من قصتنا الٌوم؟!‬
‫األطفال‪:‬نتعلم أشٌاء كثٌرة‬
‫أن العدل له قدمان‬
‫والظلم ٌسٌر ببل أقدام‪...‬‬
‫نتعلم أن الحكمة فوق القوة والعنؾ‬
‫والحق ضٌاء وأمان‪...‬‬
‫والباطل ال ٌسمو باإلنسان‬
‫والواقع أن مجرٌات األحداث ال تقضً إلى هذا التصور فلٌس فً موقؾ‬
‫األمٌر ما ٌوحً بالظلم فقد عرض أمر السٌدة على القاضً وعرض‬
‫علٌها ماال كثٌرا وكان بإمكانه أن ٌستؽل قوته وسلطته فً التنكٌل‬
‫بالمرأة وهدم كوخها لكنه لم ٌفعل ومال إلى عرض األمر إلى القاضً‬
‫المنوط بالعدل ‪ .‬كما أن موقؾ األمٌرة الصؽٌرة ال ٌمكن فصله عن‬
‫مرحلتها العمرٌة واحساسها بالذات باعتبارها أمٌرة صؽٌرة مدللة‪...‬‬
‫وذلك فاستخبلص العبرة والعظة بالصورة التً وردت على لسان‬
‫األطفال ال ٌنسجم مع المقدمات ‪ ,‬وفً تصوري أن الهدؾ الحقٌقً الذي‬
‫ٌتفق مع الحدث قد عبر عنه الراوي وهو ٌبدأ بسرد القصة حٌن قال‪:‬‬
‫أختار أن أحكً لكم حكاٌة األمٌر‬

‫ٖ‪ٙ‬‬
‫والمرأة العجوز‬
‫وكٌؾ أن الحق ال ٌضٌع‬
‫إن لم ٌقرط فٌه صاحبه‬
‫فالتشبث بالحق هو المؽزى الحقٌقً الذي تهدؾ إلً المسرحٌة‪,‬‬
‫والبلفت أن الشاعر حرص على تؤكٌد هذا الهدؾ فً بداٌة المسرحٌة‬
‫خبلفا لطرٌقته فً إرجاء ذلك إلى الختام‪.‬‬
‫وقد افتقر الحوار إلى التدفق والتوهج ‪ ,‬ومال إلى اإلطال فً بعض‬
‫المواقؾ دون حاجة لذلك (ص‪ )7‬كما جنح الراوي فً سرده (ص‪)ٙ‬‬
‫إلى اإلطالة فً ؼٌر العادة وإن نجح الشاعر فً إشراك األطفال فً‬
‫متابعة األحداث والتعلٌق علٌها على نحو لم ٌشهده بهذه الصورة فً‬
‫مسرحٌاته األخرى‪.‬‬

‫ٗ‪ٙ‬‬
‫تجارب مسرحٌة لؤلطفال‬

‫قراءة ‪ :‬أحمد شلبى‬

‫من األقدار أننى أعمل بالتربٌة والتعلٌم ‪ ,‬وتخرجت فى كلٌة التربٌة ‪ ,‬وإلى جانب ذلك مارست‬
‫الكتابة لؤلطفال ‪ ,‬حٌث صدر لى دٌوان فى شعر األطفال عن سلسلة " قطر الندى " وصدرت‬
‫لى مجموعة من مسرحٌات الطفل ‪ ,‬شاهدت منها ما تم عرضه على مسارح الطفولة فى‬

‫ومنها ما ٌتم تدرٌسه بالعدٌد من كلٌات التربٌة‬ ‫السعودٌة وفى مدارسنا بالتربٌة والتعلٌم ‪,‬‬
‫بشعابها المختلفة ‪ ,‬وما من مرة كنت أشاهد فٌها العروض ‪ ,‬أو أقرأ ما كتبت إال وأحببت أن‬
‫أكون قد ك َّثفت المعنى هنا ‪ ,‬أو اختصرت العبارة هناك ‪ ,‬أو حذفت من الحوار هنا أو هناك ‪..‬‬

‫ذلك ألنى كنت أتابع انفعاالت األطفال المشاهدٌن ‪ ,‬متى ٌتفاعلون أو ٌنفعلون ‪ ,‬ومتى ٌفقدون‬
‫ذلك للحظات ‪ ,‬أو ٌنصرفون بؤذهانهم عند بعض الجمل الحوارٌة ‪ ,‬أو بعض المواقؾ‬
‫المسرحٌة ‪.‬‬

‫ولذلك ُتعد الكتابة للطفل من األمور الصعبة التى تحتاج ثقافة شاملة ‪ ,‬من سٌكولوجٌة‬
‫وتربوٌة وأخبلقٌة ودٌنٌة وعلمٌة ـ إضافة إلى موهبة الكتابة واإلبداع ‪.‬‬

‫ولمسرح الطفل وظابؾ منها ‪:‬‬

‫الوظٌفة المعرفٌة ـ الوظٌفة التربوٌة ـ الوظٌفة الترفٌهٌة ‪.‬‬

‫فكاتب مسرح الطفل ٌستطٌع من خبلل عمله أن ٌوصل المعلومة للطفل من خبلل عمل درامى ‪,‬‬
‫وٌستطٌع أن ٌستهدؾ قٌمة تربوٌة ‪ ,‬وفى الوقت ذاته ٌستطٌع أن ٌحقق المتعة والبهجة فى‬
‫نفس الطفل ‪ ..‬هذا باإلضافة إلى ما ٌحققه الدٌكور والموسٌقى والتمثٌل ‪ ,‬وما ٌراه مخرج‬
‫العمل من زٌادة المتعة وإٌصال المستهدؾ من المعارؾ والقٌم ‪.‬‬

‫٘‪ٙ‬‬
‫وهناك من ٌفرق بٌن مسرح الطفل والمسرح المدرسى ‪:‬‬

‫فمسرح األطفال " ٌمثل مسرحا من أجل األطفال ‪ٌ ,‬قدم فٌه راشدون محترفون أعماال‬
‫مسرحٌة ٌنفعل بها األطفال المتفرجون الذٌن ٌستمتعون بمشاهدته ‪ ,‬وهذا المسرح ٌكتبه‬
‫(ٔ)‬ ‫مإلؾ متخصص ‪ ,‬وٌخرجه كذلك وٌمثله راشدون متخصصون "‬

‫أما المسرح المدرسى فله أهداؾ منها ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬هدؾ تعلٌمى ‪ :‬كإعداد المادة الدراسٌة إعدادا درامٌا ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬هدؾ تربوى ‪ٌ :‬عمل لتكوٌن الشخصٌة المتكاملة ونمو القدرات الفردٌة والجماعٌة ‪.‬‬
‫(ٕ)‬ ‫هدؾ ثقافى ‪ :‬وٌهدؾ إلنماء الجانب الثقافً فى الجوانب الفنٌة واالجتماعٌة ‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬‬

‫وٌنطبق على مسرح الطفل كل ما ٌنطبق على مسرح الكبار من عناصر أدبٌة و فنٌة‬

‫‪ ,‬فهو ٌحتاج إلى كاتب موهوب مبدع مثقؾ دارس لعنصر المسرحٌة ومقوماتها ‪,‬‬
‫وخصابص األطفال ومراحل نموهم ‪.‬‬

‫والشك أن مسرح الطفل ٌكتسب أهمٌة مضاعفة لما ٌضطلع به من مهمة خطٌرة فى‬
‫تنشبة الطفل وتكوٌنه وتفجٌر طاقاته اإلبداعٌة والسلوكٌة ‪ " ,‬وٌإدى مسرح الطفل دورا‬
‫هاما فى تكوٌن شخصٌة الطفل وإنضاجها ‪ ,‬وهو وسٌلة من وسابل االتصال المإثرة فى‬
‫(ٖ)‪.‬‬ ‫تكوٌن اتجاهات الطفل ومٌوله وقٌمه ونمط شخصٌته "‬

‫والحدٌث عن مسرح الطفل عموما بما فٌه المدرسى والتربوى أفاض فٌه الكثٌر من‬
‫الباحثٌن أمثال عبد التواب ٌوسؾ ‪ ,‬وإبراهٌم حمادة‪ ,‬وٌعقوب الشارونى وهناك دراسات‬
‫قٌمة مثل كتاب " أدب األطفال للدكتور فوزى عٌسى " ‪ ,‬وكتاب "مقدمة فى نظرٌة‬
‫مسرح الطفل " للدكتور أبو الحسن سبلم ‪ ,‬و كتاب " مسرح الطفل فى الوطن العربى "‬
‫للدكتور حمدى الجابرى وؼٌرهم ممن ٌمكن الرجوع إلٌهم نظرٌا حول هذا المبحث ـ حول‬
‫نشؤته وتطوره وأهم كتابه ‪.‬‬

‫ولكننا هنا بطبٌعة الحال ندرك أن البحث مقدم لمإتمر إقلٌم " ؼرب ووسط الدلتا الثقافى "‬
‫وتحت عنوان ( األدب وتحوالت المجتمع ) ‪ ,‬ولذا سنعمد إلى الجانب التطبٌقى حول‬

‫‪ٙٙ‬‬
‫األعمال التى وصلتنى من المسرح ‪ ,‬ولما لم ٌصلنى إال أربعة أعمال مسرحٌة وجدت منها‬
‫ثبلثة لؤلطفال والرابعة مسرحٌة تارٌخٌة ‪ ,‬فآثرت أن أقتصر على مسرحٌات األطفال حتى‬
‫ٌكون البحث ذا اتجاه واحد واقتصرت على تقدٌم قراءتى على مسرحٌات األطفال الثبلث‬
‫وهى ‪:‬‬

‫‪ " -‬األمٌرة سكرة " لمحمد عبد السمٌع نوح ‪.‬‬

‫‪" -‬سٌد الحروؾ " لعبلء سلٌمان ‪.‬‬

‫‪ " -‬بستان بطعم الحرٌة " ألشرؾ دسوقى ‪.‬‬

‫والعمل األول لمحمد عبد السمٌع نوح إحدى مسرحٌتٌن ضمهما كتاب واحد بعنوان‬

‫" النملة الذكٌة "( ٗ ) وهو أدٌب معروؾ ٌكتب الشعر والرواٌة والقصة القصٌرة‬
‫والمسرحٌة ‪ ,‬ولذلك نجد أثر هذه الفنون األدبٌة واضحة فى عمله هذا عن األطفال ‪..‬‬

‫فترى أثر السرد فى مفتتح المسرحٌة فٌقول ‪:‬‬

‫" ٌقؾ خالد أمام المرآة ‪ٌ ,‬تفرس مبلمحه جٌدا ‪ٌ ,‬تحدث بصوت مسموع ‪:‬‬

‫متى أكبر متى أصبح رجبل ‪ٌ ,‬ا للملل ‪ ,‬أنا هو أنا ‪ ,‬ال جدٌد ‪ ,‬أنا الٌوم هو أنا الذى كان‬
‫باألمس ‪ ,‬ألٌس من حقى أن أكبر وأصبح أدٌبا ومإلفا مسرحٌا ؟‪ ..‬نعم نعم عندما ٌبون‬
‫األوان ‪ ..‬متى ؟ هذا الدماغ ( ٌخبط على رأسه ) ملىء باألشٌاء المدهشة ‪ ,‬أستطٌع أن‬
‫أإلؾ الحكاٌات وأخترع الحوادٌت وأمؤل الدنٌا بالفن ‪" ...‬‬

‫وٌستمر هذا المفتتح السردى فٌما هو قرٌب من بناء القصة القصٌرة ‪.‬‬

‫وترى أثر الشعر فى األناشٌد االستعراضٌة الداخلة ضمن البناء المسرحى مثل "‬
‫استعراض النمل عن صفات مملكته ‪:‬‬

‫هنـا وا ٍد به نمل ُ‬ ‫هنا حب هنا عــدل ُ‬

‫وفى اللٌل به بد ُر‬ ‫به نهـر ‪ ,‬به زهـ ُر‬

‫وخط ٌراعه شع ُر‬ ‫سحر‬


‫ُ‬ ‫خٌو ُط شعاعِه‬

‫‪ٙ7‬‬
‫به الدنٌا لنا تحلو‬ ‫وٌطلع بعـده الفج ُر‬

‫هنا وا ٍد به نمـل ُ‬ ‫هنا حب هنا عـدل ُ‬

‫أو بعض الجمل الحوارٌة مثل ‪-- :‬‬

‫‪ -‬هل تشعرٌن باألل ْم ؟‬


‫كالحلُ ْم‬
‫ُ‬ ‫طفٌؾ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬أل ٌم‬
‫‪ -‬هل تشعرٌن بالند ْم؟‬
‫ْ‬
‫أسخطْْ‬ ‫معاذ هللا أن‬ ‫‪ -‬معاذ هللا أن أند ْم ‪...‬‬
‫ْ‬
‫أسقط‬ ‫ووسط الماء لم‬ ‫ولطؾ منه رافقنى‬
‫ٌ‬

‫والفكرة التى تقوم علٌها المسرحٌة تدور حول الصراع العربى اإلسرابٌلى ولكن‬
‫بصورة رمزٌة تتمثل فى الصراع بٌن مملكتٌن من النمل إحداهما صاحبة األرض‬
‫واألخر ؼازٌة جاءت من الشتات لتؤكل األخضر والٌابس حولها ‪ ,‬تولدت أحداثها‬

‫عندما كان( خالد ) ٌقرأ عن ممالك النمل إلى أن ( ٌستؽرق فى النوم وننتقل معه عبر‬
‫صفحات الحلم ـ بدال أو موازاة ـ لصفحات الكتاب ) ‪.‬‬

‫وقد جاءت المسرحٌة فى فصلٌن ‪ ,‬كل فصل موزع على ثمانى صفحات أى مشاهد ‪,‬‬
‫وقد استطاع الكاتب ببراعة أن ٌسٌطر على عدة خٌوط بالتوازى ‪ ,‬وهى الخٌط‬
‫الرمزى للحكاٌة ‪ ,‬والخٌط التارٌخى للصراع وللٌهود ‪ ,‬والخٌط الفكاهى الذى ٌربط‬
‫الطفل بالعرض المسرحى ‪ ,‬والخٌط التعلٌمى أو المعرفى حول طبابع النمل وأنواعه‬
‫وطرٌقة حٌاته ‪.‬‬

‫وفى نهاٌة المسرحٌة ٌعود بنا الكاتب إلى مشهدها الواقعى األول وهو رإٌة خالد فى‬
‫حجرته التى كان فٌها فى المفتتح ‪ ,‬وفى ٌده الكتاب ‪.‬‬

‫وتلك البداٌة وهذه النهاٌة تتشابهان تماما فى المسرحٌة الثانٌة التى نتناولها فى‬
‫قراءتنا هذى ‪ ,‬وهى مسرحٌة " سٌد الحروؾ " ( ٘ ) لعبلء سلٌمان أحمد إبراهٌم ‪,‬‬
‫عرفنى بصاحب العمل إال مسرحٌته هذه الجمٌلة والطرٌفة التى‬
‫ولٌس هناك ما ٌُ ِّ‬
‫صاؼها بذكاء ومقدرة ‪ ,‬واستطاع من خبللها التعبٌر عن المشهد الذى تعٌشه الببلد‬
‫من صراع سٌاسى تمزقت معه عبلقات وروابط كثٌرة بٌن أبناء الوطن ‪.‬‬

‫‪ٙ1‬‬
‫هذا العمل الجٌد بدأ بقٌمة تربوٌة وهى الحرص على عدم التفرقة بٌن األبناء حتى‬
‫بدون قصد ألن رب األسرة ٌجب أال ٌنسى ـ كما قالت الزوجة الطبٌبة المثقفة لزوجها‬
‫أن له " طفلٌن اثنٌن ‪ ,‬وتشٌر بإصبعٌها ‪ :‬الوسطى والسبابة وتكرر اثنتٌن ‪ ,‬فإن لم‬
‫تؤت بؤٌة هدٌة خٌر من أن تؤتى بهدٌة واحدة ‪ ,‬وفى البٌت طفبلن " ‪.‬‬

‫لقد كانت الهدٌة صندوق الحروؾ ‪ ,‬واقترح األب أن ٌؤخذ االبن "نادر " الحروؾ‬
‫المذكرة ‪ ,‬وتؤخذ االبنة " مرٌم " الحروؾ المإنثة ـ قال ذلك األب وهو ٌنام ‪ ,‬ثم‬
‫نامت مرٌم ‪ ,‬وٌضع نادر الصندوق أمامه على سرٌره وقد بدا ٌؽلبه النعاس هو اآلخر‬
‫‪ ,‬فإذا بؤصوات تتعإلى من داخل الصندوق ‪:‬‬

‫‪ -‬صوت أول ‪ :‬أنا أحق بالسٌادة ‪ ,‬أنا سٌد الحروؾ‬


‫‪ -‬صوت ثان ‪ :‬بل هو سٌد الحروؾ‬
‫‪ -‬صوت ثالث ‪ :‬بل أنا أحق منك‬
‫‪ -‬صوت رابع ‪ :‬ولماذا أنتم ؟ لماذا ال ٌكون أحدنا أولى منكما ؟‬
‫وهكذا تبدأ أحداث المسرحٌة الطرٌفة فى الصراع حول هذا اللقب القٌادى ‪.‬‬

‫حوار على تسلسل األحداث التى ٌدخل فٌها نادر وأستاذه‬


‫ٍ‬ ‫وٌسٌطر الكاتب بخفة ورشاق ِة‬
‫األستاذ محمود ‪ ,‬وتنساب المصطلحات السٌاسٌة كالدٌمقراطٌة والشورى والدستور‬
‫والمإتمرات ‪ ,‬واالستفتاء واالنتخابات والصمت االنتخابى والدعاٌة والتوعٌة وفرز‬
‫األصوات ‪ ,‬واإلعادة ‪ ,‬وتشوٌه صورة الخصوم فى محاكاة شٌقة لما ٌحدث فى واقعنا‬
‫السٌاسى ‪ ,‬وٌؤتى مصطلح الثقافة فى الحوار‪ ,‬وٌإكد األستاذ محمود بخبرته وحكمته أن‬
‫" الثقافة ُت ِّ‬
‫حسن أشٌاء كثٌرة ‪ ,‬ومن هذه األشٌاء سلوك الفرد نفسه " وأٌضا ٌرى أنها‬
‫تحسن المظهر فٌقول ‪ " :‬إن اإلنسان الذى بداخله أنٌق فمن المإكد أن ٌكون مظهره أنٌقا‬
‫"‪.‬‬

‫وٌبرز من خبلل األحداث حكمة حرؾ الٌاء ـ المتعفؾ ـ وٌرٌد أن ٌصل بمدٌنة الحروؾ‬
‫إلى بر األمان مع الخبلفات الشدٌدة بٌن المرشح ٌْن فى اإلعادة ـ حرفً األلؾ والبلم ـ‬
‫والمإٌدٌن لكلٌهما فى مثل الحوار التإلى ‪:‬‬

‫‪ -‬نادر ‪ :‬سمعت أن حرؾ البلم سٌعقد ندوة فى ؼد فى مجمع حروؾ الرفس‬


‫‪ -‬الٌاء ‪ :‬نعم ‪ ,‬ولكن قل لى ٌا نادر ‪ ..‬هل تعرؾ حروؾ الرفس ؟‬
‫‪ -‬نادر ‪ :‬نعم وهى ‪ :‬أ ‪ ,‬د ‪ ,‬ذ ‪ ,‬ز ‪ ,‬و ‪ ,‬ت‬
‫‪ٙ9‬‬
‫‪ -‬الٌاء ‪ :‬منهم من ٌإٌد األلؾ ومنهم من ٌإٌد البلم‬
‫‪ -‬الراء ‪ :‬هذا طبٌعى‬
‫‪ -‬نادر ‪ :‬لماذا ؟‬
‫‪ -‬الٌاء ‪ :‬ألن الحروؾ " د ‪ ,‬ذ ‪ ,‬ز " هى حروؾ شمسٌة ‪ ,‬والبلم من الحروؾ الشمسٌة‬
‫‪ ,‬أما الهمزة والواو فهما من الحروؾ قمرٌة وبالتإلى ستإٌد األلؾ‬
‫‪ -‬نادر ‪ :‬هذا كبلم صحٌح‬
‫‪ -‬الٌاء ‪ :‬ألم أقل لك إن الخبرة ال تؤتى من ٌوم ولٌلة ؟‬
‫‪ -‬نادر ‪ :‬ولكن هذا كبلم خطٌر‬
‫‪ -‬الٌاء ‪ :‬أعرؾ ما تشٌر إلٌه بكلمة خطٌر‬
‫‪ -‬الراء ‪ :‬الوضع خطٌر حقا ‪ ,‬فنصؾ الحروؾ شمسٌة ونصفها اآلخر قمرٌة ‪... ,‬‬
‫إلى آخر هذا الحوار الشٌق الرشٌق ‪ ,‬وتؤتى اللحظات األخٌرة عند إعبلن النتٌجة بعد فرز‬
‫األصوات أمام الجمٌع حٌث كان نادر ٌُملى على حرؾ الراء " المثقؾ " األصوات لكبل‬
‫المرشحٌن ‪ ,‬وعندما أمر األستاذ محمود نادرا أن ٌقرأ النتٌجة أمام الجمٌع تؤتى الكلمات‬
‫المعبرة عن النتٌجة ببل معنى وببل كلمات صحٌحة فى شكل عبثى ‪ " :‬قد صحل رحؾ الكخت‬
‫ٌلع بختن "‪...‬‬

‫وذلك رؼم دقة إمبلء األصوات ودقة تسجٌلها ‪ ,‬كما جاء على لسان نادر ‪:‬‬

‫ألهذا الحد بلػ الشقاق بٌن الحروؾ األبجدٌة ؟ ‪.‬‬

‫وتبدأ األصوات تتعإلى لمعرفة من هو سٌد الحروؾ ‪ ,‬ثم ٌعلو صوت حرؾ الٌاء ‪:‬‬

‫سٌد الحروؾ هو هذا ـ مشٌرا بإصبعه نحو رأس نادر ـ عقلك أنت أٌها اإلنسان ‪ ,‬وأنت سٌد‬
‫الحروؾ ‪.‬‬

‫وٌؤتى المشهد األخٌر فى ؼرفة الطفلٌن " نادر" المحتضن صندوق الحروؾ وٌردد سٌد‬
‫الحروؾ ‪ ,‬سٌد الحروؾ ‪ ,‬و"مرٌم " التى تنام على ذراع األب ‪ ,‬و تدخل األم توقظه لٌنام فى‬
‫حجرته ‪ ,‬وتحاول أن تؤخذ الصندوق من بٌن ٌدى نادر مما جعله ٌصحو من النوم ‪...‬‬

‫هذه المسرحٌة تكشؾ عن كاتب موهوب واع كثٌرا بتقنٌات المسرح عموما ‪ ,‬ومسرح الطفل‬
‫خصوصا ‪ ,‬فقط ما ٌمكن أن ألفت نظره إلٌه وٌولٌه عناٌة كبٌرة هو الدقة اللؽوٌة ‪ ,‬ألن من‬

‫ٓ‪7‬‬
‫أهداؾ مسرح الطفل االرتقاء باللؽة وبجمال إلقابها ‪ ,‬فقد تخلل الحوار وجمل الربط الكثٌر من‬
‫األخطاء مثل ‪:‬‬

‫" فنحن فقط المرشحٌن الشرعٌٌن " فالصواب ‪ " :‬المرشحان الشرعٌان "‬

‫أو " أرٌد أن أسؤل سإال " والصوب " سإاال " ‪ ...‬وأمثلة كثٌرة لهذه األخطاء‬
‫التى ٌجب أن تنقح منها األعمال األدبٌة ‪.‬‬

‫‪ -‬أما العمل الثالث فهو " بستان بطعم التجربة " ألشرؾ دسوقى ‪ ,‬وأٌضا ال أعرؾ‬
‫صاحب العمل ‪ ,‬وإن كان النص الذى قدمه ٌإكد أنه فى مرحلة البداٌة حٌث مزج بٌن‬
‫الحقٌقة والخٌال ‪ ,‬فى حوار بٌن صاحب البستان وبٌن شجرتى المانجو والكمثرى مما‬
‫أثار دهشته واستؽرابه ‪ ,‬فهرول للبٌت وعر ض األمر على زوجته وابنه وابنته الذٌن‬
‫ٌجدون األمر طبٌعٌا من خبلل قراءاتهم لهذه األجواء الؽراببٌة فى القصص التى‬
‫ٌقرأونها ‪ ,‬ومنها قصة " قطرة المٌاه النظٌفة " وٌحاولون تفسٌر األمر‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬إذن ما المهم ؟‬
‫المهم ‪ ..‬حسن التصرؾ والتصدى للمشكلة تفسٌرا علمٌا ـ لم ٌستطع الحوار‬ ‫‪-‬‬
‫المسرحى أن ٌصل بالفكرة إلٌنا ‪ ...‬وٌبدأون رحلة من المؽامرات الساذجة فى البستان‬
‫بمقابلة ثعبان ٌحاول االعتداء على االبن " تامر " ولكن تقتله األم واالبنة " مى "‬
‫بفؤس واحدة ‪ ..‬ولم ٌتضح كٌؾ ‪..‬ثم تهتدى األسرة لنشر هذه التجربة العملٌة على‬
‫شبكة األنترنت بالعربٌة وٌترجمها األب باإلنجلٌزٌة التى ٌجٌدها حتى ٌقرأها أكبر عدد‬
‫من القراء حٌث توصلوا إلى نتٌجة هامة تتضح فى الحوار التإلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تامر ‪:‬لم ٌعد مهما بالنسبة لى اآلن ‪..‬‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬كٌؾ ؟‬
‫تامر ‪:‬تكلمت الشجرة أو لم تتكلم ‪ ,‬سمعها أبى أم لم ٌسمعها‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬تقصد المنهج العلمى ؟‬
‫‪ -‬تامر ‪ :‬بفرض الفروض ‪..‬‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬والدراسات المٌدانٌة‬
‫‪ -‬تامر ‪ :‬والبحث عن العٌنات المماثلة ‪..‬‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬شجرة المانجو والكمثرى بل والثعبان أٌضا‬

‫ٔ‪7‬‬
‫‪ -‬تامر ‪ :‬ال ال تذ ِّكرٌنى ‪ ..‬كدت أموت خوفا ‪..‬‬
‫‪ -‬مى ‪ :‬أو سما ‪...‬‬
‫ولكن ال ٌفوتنى تحٌة الكاتب على محاولته صٌاؼة عمل مسرحى ‪ ,‬كما أن لؽته جٌدة إلى حد‬
‫كبٌر ‪ ,‬وٌحتاج إلى المزٌد من دراسة المسرح وتقنٌاته حتى ٌُحكم مشاهده وعباراته وٌسٌطر‬
‫على فكرته ‪.‬‬

‫ٕ‪7‬‬
‫انفصم انثاوً‬
‫وماذج تحهٍهٍة‬
‫مه‬
‫مسسذ انطفم‬
‫ٖ‪7‬‬

‫نموذج من المسرح التعلٌمى‬

‫مسرحٌة‬

‫" لؤلطفال "‬

‫للشاعر أحمد معروؾ شلبً‬ ‫أبناء الجملة االسمٌة‬

‫٘‪7‬‬
‫الشخصٌات ‪:‬‬

‫المبتدأ‬

‫الخبر‬

‫كان‬

‫إن‬

‫المشهد‬

‫طالبان ٌرتدٌان وشاحٌن‬

‫" مبتدأ "‬ ‫أحدهما مكتوب على وشاحه ‪:‬‬

‫" مرفوع "‬ ‫وفوق رأسه تاج مكتوب علٌه ‪:‬‬

‫" خبر "‬ ‫اآلخر مكتوب على وشاحه ‪:‬‬

‫وفوق رأسه تاج مكتوب علٌه ‪ " :‬مرفوع "‬

‫ٌدخبلن المسرح‬

‫ٌجلس كل ٌّ منهما على كرسى بكبرٌاء شدٌد‬

‫‪7ٙ‬‬
‫ثم ٌقفان‬

‫وٌدوران حول بعضهم البعض‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫ما اسمك ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫اسمى مبتدأ‬

‫الخبر " ضاحكا "‪:‬‬

‫تقول ‪ :‬مبتدا ؟‬

‫اسمك مبتدأ ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫لماذا تضحك ؟‬

‫نعم‬

‫اسمى مبتدأ‬

‫وأنت ‪:‬‬
‫‪77‬‬
‫ما اسمك ؟‬

‫الخبر " باعتزاز "‪:‬‬

‫اسمى خبر‬

‫المبتدأ " ضاحكا بشدة " ‪:‬‬

‫تقول ‪ :‬خبر‬

‫" ٌا خبر "‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫نعم خبر ‪...‬‬

‫ما شؤنك بذلك ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫إنى أراك مؽرورا كثٌرا‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫وأنا أراك مؽرورا كثٌرا‬

‫‪71‬‬
‫المبتدأ ‪:‬‬

‫أنا مؽرور على حق‬

‫فؤنا‬

‫مرفوع دابما‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫وأنا – أٌضا ‪-‬‬

‫مرفوع دابما‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫أٌها المؽرور‬

‫إننى أستطٌع أن آتى‬

‫بمن ٌؽٌرك‬

‫من الرفع إلى النصب‬

‫الخبر " ساخرا " ‪:‬‬

‫ومن ذلك الذى ٌستطٌع أن ٌؽٌرنى‬

‫من الرفع إلى النصب ؟‬

‫‪79‬‬
‫‪:‬‬ ‫المبتدأ‬

‫ٌا خبر ‪ :‬تع ّقلْ ‪....‬‬

‫ُ‬
‫أتٌت لك بمن ٌنصبك‬ ‫وإال‬

‫‪:‬‬ ‫الخبر‬

‫ومن هذا ؟‬

‫قل ‪......‬‬

‫أنا ال أخاؾ أحدا‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫إذن ا ْن ْ‬
‫تظر ‪....‬‬ ‫ِ‬

‫فسآتى لك بإحدى صدٌقاتى‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫أنا ال ٌهمنى ‪.....‬‬

‫ف ْلتؤ ِ‬
‫ت بمن تحب‬

‫المبتدأ "منادٌا تجاه الخارج" ‪:‬‬

‫ٌا كانَ‬
‫ٓ‪1‬‬
‫ٌا كانَ‬

‫( تدخل المسرح طالبة ترتدى وشاحا مكتوبا علٌه ‪ " :‬فعل ناسخ "‬

‫وعلى رأسها تاج مكتوب علٌه ‪ " :‬كان " )‬

‫‪:‬‬ ‫كان‬

‫ماذا بك ٌا عزٌزى مبتدأ‬

‫‪:‬‬ ‫المبتدأ‬

‫ٌا كان‬

‫على كثٌرا‬
‫ٌؽتر َّ‬
‫ُّ‬ ‫هذا الخبر‬

‫أرجوك ٌا كان‬

‫أنا ال أرٌده مرفوعا مثلى‬

‫‪:‬‬ ‫كان‬

‫ٌا عزٌزى مبتدأ ‪...‬‬

‫أنت تعلم أن هذا األمر‬

‫سهل وبسٌط‬
‫ٔ‪1‬‬
‫‪:‬‬ ‫الخبر " بانفعال "‬

‫وماذا تقصدٌن بذلك ؟‬

‫‪:‬‬ ‫كان‬

‫أقصد أننى سؤ ِّؼ ٌِّ ُرك‬

‫من الرفع إلى النصب‬

‫تؽتر على المبتدأ صدٌقى‬


‫َّ‬ ‫حتى ال‬

‫‪:‬‬ ‫الخبر‬

‫ومن أنت ‪ ...‬؟‬

‫قولى ‪...‬‬

‫من أن ِ‬
‫ت؟‬

‫كان " مهددة " ‪:‬‬

‫أال تعرفنى ؟‬

‫أنا‬

‫أنا " كان "‬

‫الفعل الناسخ‬
‫ٕ‪1‬‬
‫الخبر " ٌبكى " ‪:‬‬

‫ٌا وٌلتى ‪ٌ ..‬ا وٌلتى‬

‫أأن ِ‬
‫ت من األفعال الناسخة ؟‬

‫كان ‪:‬‬

‫نعم‬

‫أنا من األفعال الناسخة‬

‫إننى األخت الكبرى لـ ‪:‬‬

‫أصبح وظل وأمسى وبات‬

‫وصار ولٌس ومازال ومادام‬

‫الخبر "متجها للمبتدأ" ‪:‬‬

‫ٌا مبتدأ ‪ٌ ..‬ا صدٌقى ‪:‬‬

‫لماذا أتٌت لى بـ " كان" ؟‬

‫إننى كنت أمزح معك‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫علٌك أن تتحمل ٌا صدٌقى‬


‫ٖ‪1‬‬
‫نتٌجة الؽرور والتهور‬

‫كان ‪:‬‬

‫اجلس ٌا عزٌزى مبتدأ‬

‫ا ْب َق مرفوعا – كما أنت‪-‬‬

‫( الخبر ٌرٌد أن ٌجلس )‬

‫كان " صارخة "‪:‬‬

‫ال تجلس أٌها الخبر‬

‫فستبقى منصوبا‬

‫ما دمت أنا هنا‬

‫( تنزع " كان " تاج الخبر المكتوب علٌه " مرفوع " وتضع على رأسه آخر‬
‫مكتوبا علٌه " منصوب " ‪.‬‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫ٗ‪1‬‬
‫أتظنُّ ٌا مبتدأ أنك ستفلت منى ؟‬

‫ال ‪ ..‬لن ُتفلت منى‬

‫وسؤعاقبك على َفعلتك هذى‬

‫المبتدأ " ساخرا "‪:‬‬

‫وماذا ستفعل ٌا مسكٌن‬

‫وأنت منصوب هكذا ؟‬

‫الخبر " مهددا " ‪:‬‬

‫سترى ماذا سٌحدث‬

‫بعد أن تؽادر " كان "‬

‫كان ‪:‬‬

‫أترٌد شٌبا آخر ٌا عزٌزى مبتدأ ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫شكرا ٌا عزٌزتى ‪...‬‬

‫ٌا رافعة المبتدأ ‪..‬‬

‫وناصبة الخبر‬
‫٘‪1‬‬
‫كان ‪:‬‬

‫إذن أستؤذنك ٌا عزٌزى‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫مع السبلمة ٌا صدٌقتى‬

‫( تخرج " كان " من المسرح ‪ ,‬فٌندفع الخبر ملقٌا بالتاج المنصوب ‪ ,‬وٌضع على‬
‫رأسه التاج المنصوب )‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫انتظر أٌها الخابن المؽرور ‪..‬‬

‫فسآتى بمن تجعلك منصوبا‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫افعل ما تشاء‬

‫فسوؾ آتى لك بـ " كان " ؼدا‬

‫‪1ٙ‬‬
‫( ٌتجه الخبر نحو الخارج منادٌا )‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫ٌا " إنَّ " ‪ٌ ..‬ا " إنَّ "‬

‫( تدخل " إن " المسرح ‪ :‬طالبة مكتوب على تاجها ‪ " :‬إنَّ " ‪,‬‬

‫وعلى وشاحها ‪" :‬حرؾ ناسخ " )‬

‫‪:‬‬ ‫إنَّ‬

‫ماذا بك ٌاعزٌزى خبر ؟‬

‫إن هذا المبتدأ الخابن ‪..‬‬ ‫الخبر ‪:‬‬

‫قد أتى لى بـ " كان "‬

‫فنصبتنى وأبقته مرفوعا‬


‫‪17‬‬
‫تصورى ٌا إن‬
‫َّ‬

‫نصبتنى وأبقته مرفوعا‬

‫إن " تمسك المبتدأ بعنؾ "‪:‬‬

‫أأنت فعلت ذلك ؟‬

‫المبتدأ " خابفا " ‪:‬‬

‫انتظرى ‪..‬‬

‫فسؤحكى لك ماحدث‬

‫‪:‬‬ ‫إن‬

‫ال تحكِ لى شٌبا ‪..‬‬

‫أتعرؾ من أنا ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫من أنت ؟‬

‫‪:‬‬ ‫إن‬

‫أنا " إنَّ " ‪ ..‬الحرؾ الناسخ‬


‫‪11‬‬
‫المبتدأ " باكٌا خابفا " ‪:‬‬

‫حرؾ ناسخ ؟‬

‫وماذا ترٌدٌن منى ٌا " إنَّ " ؟‬

‫‪:‬‬ ‫إن‬

‫أرٌد أن أنصبك ‪..‬‬

‫وأُبقى الخبر مرفوعا‬

‫أال تعرؾ أن الخبرصدٌقى‬

‫أنا لم أكن أعرؾ أنه صدٌقك ‪..‬‬ ‫المبتدأ ‪:‬‬

‫ص ِّدقٌنى‬

‫إن " بانفعال " ‪:‬‬

‫كان ٌجب أن تعرؾ‬

‫‪:‬‬ ‫الخبر‬

‫هٌا ٌا " إنّ "‬

‫انصبٌه كما نصبتنى " كان "‬


‫‪19‬‬
‫إن ‪:‬‬

‫اجلس ٌا خبر ٌا صدٌقى‬

‫‪:‬‬ ‫( وتصرخ فى المبتدأ )‬

‫تعال هنا ‪ ..‬تعال هنا‬

‫( تنزع التاج المرفوع ‪ ,‬وتضع على رأسه التاج المنصوب )‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫أهكذا ٌا خبر‬

‫تؤتى بصدٌقتك " إن " ؟‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫كما أتٌت لى ب " كان "‬

‫إن ‪:‬‬

‫ال تتحدث ٌا مبتدأ ‪ ..‬ال تتحدث‬


‫ٓ‪9‬‬
‫( تدخل " كان المسرح " فى تلك اللحظة )‬

‫كان ‪:‬‬

‫ٌا مبتدأ ‪ٌ ..‬ا عزٌزى‬

‫ٌا مبتدأ‬

‫المبتدأ " بلهفة " ‪:‬‬

‫أنا هنا ٌا " كان "‬

‫أنا هنا منصوب ٌا عزٌزتى‬

‫لقد نصبتنى " إن "‬

‫( تتجه كان إلى " إنَّ " )‬

‫كان ‪:‬‬

‫ماذا أتى بك إلى هنا ٌا " إن " ؟‬


‫ٔ‪9‬‬
‫إن ‪:‬‬

‫جبت أنصب المٌتدأ‬

‫وأبقى الخبر مرفوعا‬

‫كان ‪:‬‬

‫وأنا أرٌد أن أنصب الخبر‬

‫وأبقى المبتدأ مرفوعا‬

‫إن ‪:‬‬

‫إذن ‪ ...‬ما العمل ؟‬

‫نحن ٌجب أال نجتمع‬

‫كان ‪:‬‬

‫حقا ‪ ..‬ما العمل – إذن ‪ -‬؟‬

‫نحن ٌجب أال نجتمع‬

‫إن ‪:‬‬

‫إذن ‪:‬‬
‫ٕ‪9‬‬
‫فلتنصبى أنت الخبر – مرة –‬

‫وأنصب أنا المبتدأ – مرة –‬


‫ْ‬

‫كان ‪:‬‬

‫وها هو كذلك‬

‫( " كان " و" إن " تتصافحان )‬

‫المبتدأ " متجها للخبر " ‪:‬‬

‫انظر ٌا خبر‬

‫إنهما تتفقان علٌنا‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫حقا ٌا صاحبى ‪..‬‬

‫ما العمل إذن ؟‬

‫المبتدأ ‪:‬‬
‫ٖ‪9‬‬
‫صاحبى ركنان لجملة واحدة‬
‫َّ‬ ‫نحن ٌا‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫نعم ‪ ..‬نعم‬

‫الجملة االسمٌة‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫وأنا بدونك ال أعنى شٌبا‬

‫الخبر ‪:‬‬

‫وأنا بدونك ال أعنى شٌبا‬

‫المبتدأ ‪:‬‬

‫فلنتحدْ ٌاصدٌقى‬

‫‪:‬‬ ‫الخبر‬

‫فلنتحدْ ٌاصدٌقى‬

‫ٗ‪9‬‬
‫( تتجه إلٌهما " كان " و " إن " )‬

‫" كان " و " إن " – معا ‪: -‬‬

‫ٌا صدٌقٌنا ‪..‬‬

‫ال تختلفا معنا‬

‫معانى جدٌدة‬
‫َ‬ ‫فنحن أٌضا نعطٌكما‬

‫نحن – جمٌعا –‬

‫أبناء جملة واحدة‬

‫هى الجملة االسمٌة‬

‫ً‬
‫متشابكة أٌدٌهم ‪: -‬‬ ‫الجمٌع –‬

‫نعم ‪ ..‬نعم‬

‫فلنتحدْ ‪ ..‬فلنتحدْ‬

‫٘‪9‬‬
‫نموذج من المسرح التربوي‬

‫صدٌق الشجرة‬

‫" مسرحٌة "‬

‫لؤلطفال‬
‫للشاعر أحمد معروؾ شلبً‬

‫‪9ٙ‬‬
‫( مجموعة من األطفال ‪ ,‬فً ٌد كل منهم فرع صؽٌر ٌؽرسه ‪ ,‬ومنهم من ٌحمل‬

‫لٌروى ما ؼرس )‬ ‫الماء‬

‫ٌنشدون األنشودة التالٌة أثناء عملهم ‪:‬‬

‫هٌَاااااااااااااااااااا م ًعاااااااااااااااااااا ه ٌَّاااااااااااااااااااا‬

‫َ‬
‫ااااااااااااااااااازٌنُ الاااااااااااااااااااادُّنٌا‬‫ُنا‬

‫ض ْر‬ ‫بثوب َها ْ‬


‫األخـــــــ َ‬ ‫ْ‬

‫‪97‬‬
‫ااااااااااااحراء‬
‫ْ‬ ‫صا‬‫و َن ْج َعااااااااااااال ُ ال َّ‬ ‫ُن َع ِّطااااااااااااااااااااااااا ُر ْ‬
‫األجاااااااااااااااااااااااااواء‬

‫المنـــــــــــظر‬
‫ْ‬ ‫َجمٌلة‬

‫ااااااااااااااااارس‬
‫ْ‬ ‫لرإٌااااااااااااااااااة الؽا‬ ‫َه ٌَّااااااااااااااااا إلااااااااااااااااى ال ُؽا‬
‫ااااااااااااااارس‬
‫ِ‬

‫فً َر ْوضِ َنـــــــــا أ ْث َم ْر‬

‫أحدهم ‪:‬‬

‫هٌا أٌهــــــا األصدقاء‬

‫فلنؤخذ ق ِْس ّطا من الراحة‬

‫ُثم َّ ن ُعدْ للعــــــــــــــمل‬

‫الثانى ‪:‬‬

‫لوال حرارة الشمس ما اس َت َر ْحنا‬

‫إال بعد أن نكمل ال َع َمــــــــــــل‬

‫الثالث ‪:‬‬

‫األشجار‬
‫َ‬ ‫صدقت َ ‪ ,‬فنحن ال نذك ُر‬
‫َ‬

‫إال عنــــــــــــــدما نفتقــــــــــدُها‬

‫‪91‬‬
‫الرابع ‪:‬‬

‫َر ْؼــــــــم أن َّ هللا ـ تعإلى ـ‬

‫ٌذ ّك ُرنا ـ دابما ً ـ بال َّ‬


‫شجـــَ َرة ْ‬

‫الخامس ‪:‬‬

‫أجـــــلْ‬
‫أجــــل ْ َ‬
‫َ‬

‫فاألشجا ُر والثمار‬

‫من نعٌم الجــــــنة‬

‫األول ‪:‬‬

‫بل إن َّ هللا تعإلى‬

‫َج َعل الحٌاة َ الدنٌا كلها‬

‫أشــــــــ َب َه بالنــــــــبات‬

‫الثانً ‪:‬‬

‫أجلْ‬
‫َ‬

‫ورؼم ذلك ال نتذ َّك ُرها إال قلٌبلً‬

‫‪99‬‬
‫الثالث ‪:‬‬

‫هٌّا ٌا رفاقى استرٌحوا ‪ ...‬استرٌحوا‬

‫ُ‬
‫ٌعبث ببعض ما ؼرسوه‬ ‫( ٌمر طفل ّ صؽٌر‬

‫ثم ٌقطع إحداها ‪...‬‬

‫تقوم الجماعة إلٌه مسرعٌن )‬

‫الرابع ‪:‬‬

‫أقطع رأسه كما قطعها‬


‫ْ‬ ‫دعونً‬

‫الخامس ‪ ( :‬وهو ٌمنعه ) ‪:‬‬

‫مهبلً ٌا أخى مهبلً‬

‫( بعصبٌة )‬ ‫األول ‪:‬‬

‫إنه ٌستحق‬

‫الثانى ‪:‬‬

‫إنه ٌعٌث فى األرض فساداً‬


‫ٓٓٔ‬
‫الثالث ‪:‬‬

‫وماذا ٌفٌد عقابه ؟‬

‫الرابع ‪:‬‬

‫أوال َ ٌدرى َك ْم تعبنا‬

‫فً ؼرس هذه الشجرات‬

‫هٌا ٌا رفاق قولى معى ‪:‬‬

‫ٌاااااااااااااااااااااا قاتااااااااااااااااااااال الثمااااااااااااااااااااارة‬ ‫ٌاااااااااااااااااا قااااااااااااااااااطع الشاااااااااااااااااجرة‬

‫بالن ْبااااااااااااااااااااااااااااات و اإلنساااااااااااااااااااااااااااااان‬ ‫أتجهااااااااااااااااااااااااال اإلحساااااااااااااااااااااااااانْ‬

‫تبعثاااااااااااااااااااااااااااااار الشاااااااااااااااااااااااااااااارا وتنكااااااااااااااااااااااااااااااااااار الخٌااااااااااااااااااااااااااااااااااارا‬

‫وتكااااااااااااااااااااااااااااره الجمااااااااااااااااااااااااااااال والماااااااااااااااااااااااااااااااااء والظاااااااااااااااااااااااااااااااابلل‬

‫ٔٓٔ‬
‫ٌاااااااااااااااااااااااااا ُماااااااااااااااااااااااااإل َم األرض ِ والطٌاااااااااااااااااااااااااااااار والااااااااااااااااااااااااااااااروض‬

‫ٌا قاطـــع الشجرة‬

‫ٌا قاطــــع الشجرة‬

‫( ٌنشد األطفال هذه األنشودة ‪ ,‬وهم ٌدورون حول الطفل ‪,‬‬


‫والطفل ٌضع ٌدٌه فوق رأسه لٌتقى ضرباتهم وٌحاول الفرار‬
‫‪ ,‬ولكن الدابرة المحكمة تمنعه فٌسقط على األرض )‬

‫الخامس ‪:‬‬

‫كفاكم ـ كفاكم‬

‫( ٌمسك بالصبى وٌوقفه من األرض )‬

‫( وٌكمل حدٌثه ) ‪:‬‬

‫لماذا فعلت ذلك ٌا أخً ؟‬

‫( بخوؾ ‪ ...‬وندم )‬ ‫الطفل ‪:‬‬

‫لست أدرى‬

‫األول ‪:‬‬

‫ٕٓٔ‬
‫أوال تعرؾ قٌمة الشجرة ؟‬

‫الثانً ‪:‬‬

‫إنها الؽذاء والظبلل والجمال‬

‫الثالث ‪:‬‬

‫ترفقوا به ‪ ,‬ترفقوا به‬

‫الرابع ‪:‬‬

‫ألم تعلم قول الرسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬

‫( من قطع سِ درة فى فـَبلة ـ َّ‬


‫صوب هللا رأسه فى نار جهنم )‬

‫الخامس‬

‫رفقا بالطفل ٌا إخوانى‬

‫سرع‬
‫فإنه قد ت َّ‬

‫ولم ٌفكر‬

‫الطفل ‪:‬‬

‫أستحلفكم باهلل ‪ ..‬كفاكم‬


‫ٖٓٔ‬
‫فؤنا أشعر بالندم والخطؤ‬

‫سؤصِ لح لكم الشــجرة‬


‫و َ‬

‫سؤصِ لح لكم الشــجرة‬


‫و َ‬

‫( وٌسرع الطفل إلى الشجرة المقطوعة ٌحاول أن ٌقٌمها )‬

‫األول ‪ ( :‬للصبى ) ‪:‬‬

‫الشجرة مخلوق َح ّى‬

‫ٌتؤلم مثل اإلنسان‬

‫الثانى ‪:‬‬

‫وإذا قِطعت ماتت‬

‫فلن تستطٌع إرجاعها‬

‫( وهو ٌبكً )‬ ‫الصبى ‪:‬‬

‫وما العمل إذن ؟‬

‫أرٌ ُد أن ا ّك َفر عن ذنبى‬

‫أرٌ ُد أن ا ّك َفر عن ذنبى‬


‫ٗٓٔ‬
‫( وٌردد ذلك حتى ٌجثو على ركبتٌه )‬

‫قم ْ َم َعنـَا‬ ‫الثالث ‪:‬‬

‫الرابع ‪:‬‬

‫ُخ ُذ هَذى؛‬

‫ناولـُه ُ‬
‫ش َجٌرة )‬ ‫( ٌُ ِ‬

‫الخامس ‪:‬‬

‫فلتؽرس معنا الشجرة‬


‫ْ‬

‫( ٌتناولها الطفل منه َف ِرحا ً )‬

‫الطفل‬

‫شكراً شكراً ٌا إخوانى‬

‫فؤنا بعد الٌوم‬

‫لن أقطع أبداً شجرة‬


‫٘ٓٔ‬
‫وسؤوصً كل أخ ٍ‬

‫وسؤوصى كل صدٌق ٍ‬

‫فً البٌت ِ ‪...‬‬

‫وفى الشارع‬

‫فً كل مكــــــــــــــــان‬

‫أن ٌؽــــــــــــرس شجرة‬

‫( ٌؤخذ الجمٌع بٌدى الطفل ‪ٌ ,‬صالحونه وٌربتون على كتفه )‬

‫وٌنشد الجمٌع‬

‫َ‬
‫اااااااااااااااااااازٌنُ الااااااااااااااااااااادُّنٌا‬‫ُنا‬ ‫هٌَاااااااااااااااااااا م ًعاااااااااااااااااااا ه ٌَّاااااااااااااااااااا‬

‫ض ْر‬ ‫بثوب َها ْ‬


‫األخـــــــ َ‬ ‫ْ‬

‫و َن ْج َعاااااااااااااال ُ ال َّ‬
‫صااااااااااااااحراء‬ ‫ُن َع ِّطااااااااااااااااااااااااا ُر ْ‬
‫األجاااااااااااااااااااااااااواء‬

‫‪ٔٓٙ‬‬
‫َجمٌلة المنـــــــــــظر‬

‫ااااااااااااااااارس‬
‫ْ‬ ‫لرإٌااااااااااااااااااة الؽا‬ ‫َه ٌَّااااااااااااااااا إلااااااااااااااااى ال ُؽا‬
‫ااااااااااااااارس‬
‫ِ‬

‫فً َر ْوضِ َنـــــــــا أ ْث َم ْر‬

‫( ٌخرجون جمٌعا ً صفا ً إلى خارج المسرح على ذلك التردٌد )‬

‫‪ٔٓ7‬‬
‫انفصم انثانث‬
‫وصُص مه انمسسذ‬

‫‪ٔٓ1‬‬
ٔٓ9
‫بحث مقدم من تؤلٌؾ د‪ /‬رزق بركات فً مإتمر أدباء األقالٌم االشر بمقر ثقافة‬
‫مطروح لسنة ٕٓٔٓ‬

‫انطبلقا ً من أن اإلبداع األدبً جزء من الكٌان اللؽوي لؤلمة بؤثرها‪ ,‬واإلبداع األدبً‬
‫لئلقلٌم هو جزء ال ٌتجزأ من اإلبداع األدبً لؤلمة‪ ,‬جاءت دراستً هذه لمجموعة‬
‫من إبداعات اإلقلٌم التً ارتقً بها مبدعوها فً سلم اإلبداع األدبً المصري‬
‫والعربً‪ ,‬فهً لما تمسه من قضاٌا دٌنٌة وسٌاسٌة واجتماعٌة ٌجد فٌها القارئ‬
‫العام من الثقافة ما ٌلذه وٌمتعه‪ ,‬وٌجد فٌها المتخصص كثٌرا من فنٌات العمل‬
‫الفنً الذي ٌنشده‪.‬‬
‫وهذه المجموعة هً‪:‬‬
‫‪‬مسرحٌة شعرٌة بعنوان أرمانوسة للشاعر أحمد شلبً‪.‬‬

‫‪‬مسرحٌة شعرٌة بعنوان حان بكاء النٌل للشاعر أحمد صبلح كامل‪.‬‬

‫‪‬مجموعة مسرحٌات شعرٌة بعنوان األراجوز والسلطان للشاعر أبو السعود‬


‫سبلمة‪.‬‬
‫ولقد جمع بٌن هذه األعمال جمٌعا الصدق الفنً وحب الوطن واإلحساس بالؽٌر‬
‫وعدم االنكفاء علً الذات مع أشٌاء أخري تكشؾ عنها القراءة‪.‬‬

‫وشكرا‬
‫ً‬

‫د‪ .‬رزق بركات‬

‫كلٌة التربٌة فرع دمنهور‬

‫جامعة االسكندرٌة‬

‫ٓٔٔ‬
‫أوالً‬

‫مسرحٌة أرمانوسة للشاعر أحمد شلبً‬

‫أرمانوسة‬

‫(مسرحٌة شعرٌة)‬

‫شعر‪:‬أحمد شلبً‬

‫أحمد شلبً شاعر معاصر من موالٌد حوش عٌسى – بحٌرة – ٌعمل فً مجال‬
‫التعلٌم معلما بالمرحلة الثانوٌة ‪ ,‬كما أنه عضو اتحاد كتاب مصر – ربٌس نادي‬
‫األدب بالبحٌرة – وجمعٌة رواد الثقافة باقلٌم وسط وشرق الدلتا‪.‬‬

‫صدر له مجموعة دواوٌن مطبوعة منها على سبٌل المثال من أؼانً الخوؾ ‪ ,‬من‬
‫حكاٌا عاد ‪ ,‬الوجه الؽابب‪.‬‬

‫صدر له مجموعات شعرٌة لؤلطفال ما بٌن المسرحٌات واألناشٌد واصطبؽت‬


‫بصبؽة التعلٌم والتوجٌه‪.‬‬

‫وقد نشرت له الصحؾ والمجبلت المصرٌة والسعودٌة كثٌرا من القصابد الشعرٌة‪.‬‬

‫حصل دٌوانه األول (من أؼانً الخوؾ) على أحسن دٌوان لعام ٕ‪ ٔ00‬من الهٌبة‬
‫العامة لقصور الثقافة عن اقلٌمً وسط وؼرب الدلتا ‪.‬‬

‫اهتم بشعره النقاد االكادٌمٌون والصحفٌون وؼٌرهم ‪ ,‬فقد دارت اهتمامات نقدٌة‬
‫متنوعة ما بٌن المقالة والبحث والنقد والتقدٌم‪.‬‬

‫ٔٔٔ‬
‫أرمانوسة‬

‫(مسرحٌة شعرٌة)‬

‫شعر‪:‬أحمد شلبً‬

‫تمهٌد‬

‫زمن المسرحٌة‪ :‬عام ٕٔ هـ (الفتح االسبلمً لمصر)‪.‬‬

‫مكانها ‪ :‬بلبٌس – حصن نابلٌون – منؾ – الفسطاط‪.‬‬

‫الشخصٌات‪:‬‬

‫أرمانوسة‪ :‬بنت المقوقس‬

‫قٌس السهمً‪ :‬البطل العربً‬

‫مارٌة‪ :‬جارٌة أرمانوسة (فتاة قبطٌة)‬

‫المقوقس‪ :‬زعٌم القبط‬

‫بنٌامٌن‪ :‬أسقؾ الٌعاقبة‬

‫شطا‪ :‬راهب دمٌاط‬

‫تٌودور‪ :‬القابد العسكري للرومان‪.‬‬

‫جرٌج‪ :‬أمٌر حصن نابلٌون‪.‬‬

‫جنود الرومان‬

‫بعض الفتٌات‬

‫بعض الفتٌان وبعض الخدم‬

‫ٕٔٔ‬
‫أرمانوسة مسرحٌة شعرٌة من تؤلٌؾ الشاعر أحمد شلبً‪ .‬ولقد استطاع الشاعر‬
‫بمهارة أن ٌستمد مادة مسرحٌته من التارٌخ إذ بناها علً الحقٌقة التارٌخٌة لفتح‬
‫العرب لمصر – لكنه نقل هذه الحقٌقة بصورة فنٌة ومن خبلل وعً جٌد بتقنٌات‬
‫المسرح التً تنفذ علٌه المسرحٌة وإلمام بعناصر البناء الفنً للمسرح الشعري‪.‬‬
‫والمتمثلة فً البناء والقصة أو الحدث والشخصٌات‪ ,‬بما فً ذلك دور الراوي‬
‫واللؽة والحوار وأخٌراً اإلٌقاع‪.‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬عناصر البناء الفنً فً مسرحٌة أرمانوسة‪:‬‬

‫أ‪ -‬البناء‪:‬‬
‫تتكون مسرحٌة أرمانوسة من ثبلثة مشاهد‪ٌ ,‬قوم الراوي بتمهٌد ٌلخص‬
‫فٌه أحداث كل مشهد قبل بداٌة الحوار واألحداث وكؤنة ٌربط بٌن المشاهد‬
‫الثبلثة‪ .‬ففً المشهد األول وقبل أن ٌنفتح الستار ٌقول الراوي‪:‬‬
‫أرمانوسة‬
‫بنت عظٌم القبط مقوقس‬
‫قدمت من منؾ‬
‫بموكبها الفخم‬
‫لتزؾ إلً قسطنطٌن بن هرقل‬
‫بمدٌنة قٌسارٌة بالشام‬
‫سمعت عن أبناء الٌرموك‬
‫وسقوط الشام‬
‫وبٌت المقدس‬
‫سمعت عن مقدم عمرو بن العاص‬
‫منطلقا بجنود‬
‫قد تركوا األهل وباعوا األنفس‬
‫سمعت أنباء سقوط الفرما‬

‫ٖٔٔ‬
‫بمساعدة القبط‬
‫أرمانوسة ‪ -‬بنت عظٌم القبط مقوقس‬
‫شعرت أن من الصعب‬
‫زفاؾ عروس القبط‬
‫علً ابن هرقل‬
‫أوقؾ موكبها موج األنباء المتبلحق‬
‫فؤقامت فً بلبٌس ‪ :‬لتعرؾ‬
‫أي طرٌق قد تلتمس‬
‫ثم ٌنفتح الستار وتدور أحداث المشهد األول ببهو قصر ٌندفع إلٌه جندي‬
‫رومً معلنا عن الؽزو اإلسبلمً ‪.‬‬
‫وٌستمر الحوار بٌنهم وبٌن مارٌه وصٌفة أرمانوسة وبٌنه وبٌن أرمانوسة‬
‫وبٌن الجندي العربً وٌنتهً المشهد باقتناع أرمانوسة بؤخبلق وشهامة‬
‫العربً‪.‬‬
‫العربً ٌقول‪:‬‬
‫نحن أناس ال نحمل سٌؾ العدوان‬
‫علمنا اإلسبلم بؤن نرعى اإلنسان‬
‫وأن نرعى كل األدٌان‬
‫ال نؤخذ من صدر امرأة‬
‫درعا ً أو سٌفا ً‬
‫نستخدمه فً مٌدان‬
‫من ٌفعل ذلك معنً الحق وأخبلق الفرسان‬
‫أرمانوسة‪ :‬قد كاد الروم الملعونون‬
‫ٌبٌدون الحق‬
‫العربـً ‪ " :‬قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"‬

‫ٗٔٔ‬
‫مارٌـة ‪ :‬فرحة‪ ,‬مبتهجة‬
‫البد من شكر إلٌك‬
‫أرمانوسة‪ :‬فلتسمعٌنا ٌا مارٌه‬
‫بعضا من الشعر الجمٌل‬
‫فلقد ولدنا من جدٌد‬
‫مارٌـة‪ :‬وهً متجهة نحو قٌس‬
‫ٌا أٌها الشهم النبٌل ٌا أٌها البطل األصٌل‬
‫كٌؾ امتلكت النفس باإلحسان ال السٌؾ الصقٌل‬
‫كٌؾ انزرعت بقلب مصر شامخا مثل النخٌل‬
‫تسري كما ٌسري النسٌم بشاطا النٌل الجمٌل‬
‫ٌا قٌس ٌا سهمً سهمك رقة تشفً العلٌل‬
‫هل علم اإلسبلم مثلك نفحة الخلق الجلٌل‬
‫أسد بؽضبك الزبٌر وفً اإلسبلم لك الهدٌل‬
‫أنت الحقٌقة كلها من ممكن أو مستحٌل‬
‫قٌـس ‪ :‬هللا‪ ...‬ما احلً الكبلم وأعذبه!‬
‫حقا‪ ...‬فإنك شاعرة‬
‫وٌظل الحوار علً هذا األمر حتى ٌنسدل الستار بدخول قٌس إلى الصبلة‬
‫وأرمانوسة تراقبه باستؽراب‪.‬‬
‫ولنا أن نلمح ذاتٌة الشاعر فً هذا المقطع الؽنابً الجمٌل الذي جاء علً‬
‫لسان مارٌة ‪ ,‬وما هو من إحساس مارٌة‪,‬وإنما هً نوازع نفس الشاعر‬
‫التً تنم عن احترام شدٌد وإٌمان صادق بقٌم الدٌن اإلسبلمً ومن ٌتحلً‬
‫به‪ ,‬باإلضافة إلً أن الشاعر عمودي ٌحن إلى مدرسته التً ٌنتمً إلٌها‪.‬‬
‫وٌبدأ المشهد الثانً بتلخٌص أحداثه علً لسان الراوي ثم ٌنفتح الستار إذ‬
‫ٌجلس مجموعة من الرومان ٌتصدرهم تٌودور القابد العسكري أمٌر حصن‬

‫٘ٔٔ‬
‫بابلٌون‪ ,‬وٌتحاور مع قواده وعساكره فً حسرة تامة علً سقوط كل‬
‫المدابن فً أٌدي المسلمٌن منكرٌن موقؾ القبط مع الؽزو‪.‬‬

‫ثم ٌبدأ المشهد الثالث بتلخٌص أحداثه على لسان الراوي أٌضا ‪ -‬وأهم ما‬
‫دار فٌه أن أرمانوسة تنتظر أباها مقوقس وقد أرسله قسطنطٌن بن هرقل‬
‫لٌعٌد عبلقات الروم مع القبط‪ ,‬وباستهزاء شدٌد ٌسؤل أرمانوسة سإاال‪:‬‬

‫هل مازال‬
‫لقسطنطٌن صدي أحبلم‬
‫أن تبقً مصر – كما كانت–‬
‫مزرعة رومٌة‬
‫أن تصبح أرمانوسة‬
‫زوجا له ؟‬
‫وٌدور حوار طوٌل بٌن فتٌات أقباط وبٌن أرمانوسة ومارٌه حول ما حدث‬
‫وما تم فرحٌن مهللٌن بالمسلمٌن ساخرٌن من الرومان‬
‫الفتٌات ‪ٌ -‬تضاحكن‬
‫فتاة (ٕ) ‪ :‬أال ٌزال فً انتظار أرمانوسة‬
‫فتاة (ٖ) ‪ :‬وربما ٌطول االنتظار‬
‫أرمانوسة ‪ -‬واقفة بشموخ‬
‫ٌا فتٌات‬
‫كفاكن الهزل‬
‫أرمانوسة ال ترحل‬
‫حتى لملوك األرض جمٌعا‬
‫أرمانوسة لو ترحل‬
‫ترحل مصر عن النٌل‬

‫‪ٔٔٙ‬‬
‫الجمٌع ‪ :‬ال ٌمكن ذلك أن ٌحدث‬
‫أرمانوسة ‪ :‬كل نساء القبط‬
‫كل رجال القبط لها أباء وأبناء‬
‫هل ٌملكها ؼٌر بنً مصر‬
‫الجمٌع ‪ :‬ال أن ٌملكها ؼٌر بنً مصر‬
‫ومع نهاٌة المشهد الثالث الذي ٌصوره الشاعر نلمح الرسالة التً ٌرٌد أن‬
‫ٌبثها علً امتداد ثبلثة مشاهد وهً‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬فرحة المصرٌٌن بقدوم اإلسبلم‬
‫ٕ‪ -‬تضامن األقباط مع المسلمٌن علً طرد الرومان‬
‫ٖ‪ -‬سماحة الدٌن اإلسبلمً‬
‫ٗ‪ -‬شهامة العربً األصٌل ودماثة أخبلقه‬
‫٘‪ -‬الحرٌة التً أعطاها اإلسبلم لؤلقباط‬

‫ب‪ -‬القصة والحوار‪:‬‬


‫استمد احمد شلبً قصته من التارٌخ إذ بنً مسرحٌته أرمانوسة هذه علً‬
‫الحقٌقة التارٌخٌة لفتح مصر فزمن المسرحٌة ٌرجع إلً عام ٕٔ هـ حٌث‬
‫الفتح اإلسبلمً لمصر" ومكانها – بلبٌس – حصن بابلٌون – منؾ –‬
‫الفسطاط" ‪.‬‬
‫وإذ كان أحمد شلبً قد بنً هذه المسرحٌة الشعرٌة على الحقٌقة التارٌخٌة‬
‫لفتح العرب‪ ,‬فإن الحقٌقة التارٌخٌة المجردة ال تعٌننا فً دراسة العمل‬
‫المسرحً أو الحكم علٌه‪ ,‬وإنما تدرس تلك الحقٌقة فً صورتها الفنٌة التى‬
‫أضفاها المإلؾ‪ ,‬كما أننا نحكم على تلك الحقٌقة بمقدار قدرتها علً اإلقناع‬
‫داخل الموقؾ المسرحً‪ ,‬ال من واقع التارٌخ والحٌاة‪ ,‬لذا ٌستطٌع المإلؾ‬
‫المسرحً أن ٌفسر التارٌخ برإٌته الخاصة‪ ,‬وأن ٌسقط دالالت معٌنة‪,‬‬
‫وٌظهر من خبللها رإٌته الفنٌة والفكرٌة وهذا ما فعله أحمد شلبً عندما‬

‫‪ٔٔ7‬‬
‫جعل أرمانوسة معادال موضوعٌا لمصر فً مسرحٌته‪.‬‬
‫ٌقول الشاعر‪:‬‬
‫أرمانوسة بنت عظٌم القبط مقوقس‬
‫صارت شرٌانا كالنٌل‬
‫مدت بذراعٌن كدلتا النٌل‬
‫صارت أرمانوسة نبعا ٌسقً‬
‫كل نبات فً مصر‬
‫وكل نخٌل‬
‫أرمانوسة‬
‫صارت وطنا ‪ -‬صارت زمنا‬
‫صارت مهدا أبدٌا‬
‫لضٌاء الحق بوادي النٌل‬
‫ولقد استطاع أحمد شلبً أٌضا من خبلل رإٌته الفنٌة والفكرٌة أن ٌبرز‬
‫بعض األمور فً مسرحٌته أرمانوسة هً‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أنه جعل قصة الحب فً المسرحٌة تنشؤ بٌن مارٌه وصٌفة أرمانوسة‬
‫وبٌن قٌس السهمً الفارس العربً‪ ,‬ولم ٌجعل القصة بٌن العربً‬
‫وأرمانوسة ألن أرمانوسة كما قال صارت وطنا – صارت مهدا أبدٌا – فقد‬
‫جعلها رمزا لمصر‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬استطاع أحمد شلبً من خبلل القصة أو الحدث التارٌخً أن ٌبرز‬
‫حقٌقة اإلسبلم ذلك الدٌن السمح النقً ومبادبه السمحة المتمثلة فً حرٌة‬
‫العقٌدة‪ ,‬المروءة‪ ,‬الشجاعة‪ ,‬الرحمة حتى بالطٌر والحٌوان‪.‬‬
‫فقد أعطً ألهل مصر حرٌة العقٌدة وأ َّمنهم علً أموالهم وأنفسهم‪ ,‬ولقد‬
‫صور الشاعر ذلك على لسان بنٌامٌن‪:‬‬
‫بنٌامٌن ‪ :‬ولذلك‪ ...‬كان األمر طبٌعٌا‬

‫‪ٔٔ1‬‬
‫أن أمننً عمرو‬
‫فالدٌن لدٌهم دٌن أمان وسبلم‬
‫كان طبٌعٌا‬
‫أن ٌرفق حتى بالطٌر‬
‫أن ٌعطً أمنا لٌمامة‬
‫أن ٌدع الفسطاط لها‬
‫كً تفقس فٌه بسبلمة‬
‫‪ٖ-‬كذلك جعل أحمد شلبً ٌوم الفتح هو ٌوم زفاؾ أرمانوسة إلى‬
‫قسطنطٌن بن هرقل لماذا ؟ أقول ألن الفتح جاء فً مٌعاده ولو تؤخر‬
‫النتقلت مصر للرومان‪ .‬فزواج أرمانوسة إلى قسطنطٌن سوؾ ٌفقدها‬
‫عذرٌتها وحرٌتها وٌنقلها إلً الهاوٌة‪.‬‬
‫وأرمانوسة نفسها كانت تحس هذا اإلحساس لذا لم تك سعٌدة فً موكب‬
‫زفافها ولم ٌزعجها خبر مقدم الؽزاة " العرب " من أجل هذا انتظرت‬
‫بموكبها فً بلبٌس حتى تتابع األخبار وكؤنها تعلم أن هإالء الؽزاة العرب‬
‫سوؾ ٌخلصونها وٌحافظون علٌها من هذا الرومانً المتكبر المتجبر الذي‬
‫تزؾ إلٌه‪ ,‬والدلٌل علً ذلك قولنا أن المقوقس نفسه لم ٌك راضٌا عن‬
‫زواج ابنته من هرقل ولقد صور الشاعر ذلك فقال‪:‬‬
‫بنٌامٌـن ‪ :‬أو من ٌنسً ما فعل الرومً تٌودور بقتل القبط بابلٌون‬
‫المقوقس ‪ :‬قد كان هرقل ؼبٌا‬
‫واألؼبى منه قسطنطٌن‬
‫نسٌا كٌؾ نساعدهم‬
‫والروم استعمار نرفضه منذ قرون‬
‫واألدهى‬
‫ال ٌكفً قسطنطٌن بن هرقل‬

‫‪ٔٔ9‬‬
‫كراهٌة األقباط‬
‫فٌطلب أرمانوسة زوجا له‬
‫آه‬
‫لو ضاعت أرمانوسة منً‬
‫لندمت علٌها العمر‬
‫ولكنت لها ‪ -‬ببس الوالد‬
‫ببس النخاس‬
‫ٌبٌع ابنته لعدو‬
‫ال ٌؤمن منه الؽدر‬
‫بنٌامٌن ‪ :‬صل لربك‪ ...‬أن أرسلها‬
‫قبل فوات الفرصة عمرو‬
‫شطـا ‪ :‬قد كان لطٌفا فً ذلك‬
‫المقوقس ‪ " :‬مقاطعا "‬
‫لم ٌتصنع عمرو األمر‬
‫بل أن دٌانته تمنعه‬
‫من مس نساء‬
‫أو تخرٌب دٌار‪ ...‬أو إتبلؾ زروع‬
‫أو مس اإلنسان بشر‬

‫ج‪ -‬اللؽة والحوار‪:‬‬


‫استخدم الشاعر لؽة شعرٌة سهلة فً معظم األحٌان‪ ,‬إذ ابتعد عن الصعوبة‬
‫والتعقٌد فهً لؽة فصحً بسٌطة‪ .‬وقد اقتربت فً بعض األحٌان من لؽة‬
‫النثر كما جاءت معبرة عن األحداث‪.‬‬
‫وألن أحمد شلبً ٌدرك أن الحوار هو أساس المسرح فقد جعل لؽته حوارٌة‬
‫درامٌة‪ ,‬إذ لم ٌلجؤ إلً الؽنابٌة إال فً القلٌل النادر ألنه كما قال د‪ /‬محمود‬
‫ٕٓٔ‬
‫حمزة فً مقدمة المسرحٌة "إن وراءه ماضٌا عرٌقا من الشعر العمودي‪,‬‬
‫لذا اعتمد فً بعض مشاهده على اإلٌقاع التقلٌدي للقصٌدة العربٌة" ‪.‬‬
‫أما اعتماد الشاعر ونزوعه إلى الحوار جعل الحوار هو "شرٌان المسرحٌة‬
‫الذي ٌحمل الفكرة وٌكثؾ المواقؾ "وهذا الحوار الذي ٌحمل الفكرة وٌعبر‬
‫عن المواقؾ كشؾ عن خصابص كل شخصٌة من شخصٌات المسرحٌة‬
‫فهناك الشخصٌة المخادعة المنتهزة كشخصٌة الجندي الرومً وهناك‬
‫الشخصٌة الشجاعة القوٌة صاحبة المروءة واألخبلق الحسنة كشخصٌة‬
‫قٌس السهمً الفارس العربً‪.‬‬
‫وهناك الشخصٌة الودودة المحبة العطوفة المستعدة للتضحٌة بحٌاتها فدا ًء‬
‫لسٌدتها وهً شخصٌة مارٌه‪ .‬كما تظهر الشخصٌة الربٌسٌة فً المسرحٌة‬
‫" أرمانوسة " األصلٌة التً تمثل القوة والعظمة واألصالة تلك الشخصٌة‬
‫التً استطاعت أن تحدد موقفها بصراحة وتعبر عن إحساسها ألنها ترمز‬
‫لمصر‪.‬‬
‫والخبلصة نري أن الحوار هو وسٌلة التفاعل الذي مزج بٌن األحداث‬
‫والشخصٌات كما أن المواقؾ تتشكل من خبلل هذا التفاعل‪.‬‬

‫د‪ -‬الشخصٌات‪:‬‬
‫قدمت مسرحٌة أرمانوسة مجموعة من الشخصٌات منها التارٌخٌة العربٌة‬
‫ومنها المصري ومنها الرومً ولقد كشؾ الحوار كما ذكرنا عن نوازع‬
‫شخصٌات وسماتها‪ .‬ولقد استخدم الشاعر الرمز فً اختٌار بعض‬
‫شخصٌاته‪.‬‬
‫فؤرمانوسة رمز لمصر‪ ,‬وقٌس السهمً رمز للبطل العربً الفارس الشجاع‬
‫المخلوق الحً األمٌن الذي ٌتمٌز بكل القٌم الخالدة وكذلك كان قسطنطٌن‬
‫بن هرقل رمزا للمستعمر المستؽل المتجبر‪...‬‬
‫وأما باقً الشخصٌات فهً‪ ...‬بنٌامٌن أسقؾ الٌعاقبة وتٌودور القابد‬

‫ٕٔٔ‬
‫العسكري للرومان فظهرا بمظهر الحزٌن المتؤسؾ على ما حدث وأما‬
‫مارٌه وصٌفة أرمانوسة فكانت العطوفة المضحٌة وهكذا أظهر الشاعر من‬
‫خبلل رمزٌة الشخصٌات ونوازعها‪.‬‬
‫دور الراوي ‪:‬‬
‫أما الراوي فقام بدور هام إال أنه ؼٌر محوري فً المسرحٌة ‪ -‬فهو ٌقوم‬
‫بحكً أو سرد األحداث ملخصة مع بداٌة كل مشهد وهو بذلك ٌربط بٌن‬
‫المشاهد الثبلثة – إال أنه لم ٌتدخل فً الحوار وال فً صنع األحداث‬
‫وبالتالً فدوره ؼٌر محوري فً المسرحٌة‪ .‬ولننظر إلً نص المسرحٌة‬
‫لنري كٌؾ ٌحكً الراوي األحداث ملخصة فً بداٌة كل مشهد‪.‬‬

‫هـ‪ -‬اإلٌقاع‪:‬‬
‫اعتمد احمد شلبً علً إٌقاع التفعٌلة أو علً شعر التفعٌلة وقد َّنوع فً‬
‫ٌنس أنه شاعر عمودي‪ ,‬لذا‬
‫ً‬ ‫تفعٌبلته تبعا للدور ونوع الحوار‪ ,‬إال أنه لم‬
‫لجؤ إلى اإلٌقاع التقلٌدي فً بعض المشاهد ٌقول‪:‬‬

‫من عروض الرمل‪:‬‬


‫من ٌرد السهم عن قلب الٌمامة‬
‫لتطٌر العمر فً أفق السبلمة‬
‫من ٌزٌح السهد عن عٌنً ؟ ومن‬
‫ٌسكن اللٌل شذاه ‪ -‬كً أنامه ؟‬
‫إن فى فسطاط قلبً‪ ...‬منزال‬
‫لٌمام‪ ...‬عطر الحب مقامه‬
‫أٌها القادم‪ ...‬من فجر المنى‬
‫حط ّفً الفسطاط وارفق بالٌمامة‬

‫ٕٕٔ‬
‫ثان ًٌؤ ‪ :‬تقنٌات المسرح‪:‬‬
‫للمسرح الذي تنفذ علٌه المسرحٌة تقنٌات خاصة منها المكان الحركة‪,‬‬
‫اإلضاءة‪ ,‬الدٌكور وؼٌرها‪ .‬ولقد الحظنا أن أحمد شلبً استطاع أن ٌحقق‬
‫كثٌرا من هذه التقنٌات فً أرمانوسة مثل‪:‬‬
‫المكان‪ ,‬المناظر‪ ,‬الحركة‪ ,‬الدٌكور‪ ,‬وؼٌرها‬
‫ففً بداٌة المشهد األول‪:‬‬
‫ٌنفتح الستار‬
‫المشهد – بهو القصر‬
‫ٌندفع إلً البهو جندي رومً صارخا‪...‬‬
‫ولقد اهتم الشاعر أٌضا بحركة الشخصٌات‪ .‬ومن ذلك قوله مصورا حركة‬
‫أرمانوسة فً المشهد األول بعد حوار دار بٌن مارٌة وصٌفة أرمانوسة‬
‫وبٌن الجندي عن الؽزاة المسلمٌن‬
‫وهنا تدخل " أرمانوسة " مسرعة إلى البهو متسابلة‪:‬‬
‫أرمانوسة ماذا جرى ٌا مارٌا ؟‬
‫وكذلك ٌكشؾ عن انفعاالت جندي الروم فٌقول فً الحوار الذي دار بٌن‬
‫أرمانوسة ومارٌا وبٌن الجندي‪.‬‬
‫أرمانوسة ‪ :‬ما اختبلؾ األمر فً بلبٌس عما قد سبق؟‬
‫مارٌــه ‪ :‬اختبلؾ األمر أنت‬
‫الجنـدي ‪ " :‬بؽٌظ"‬
‫هو ما قلت لها ٌا مارٌه‬
‫ً‬
‫صارخة فٌه‪:‬‬ ‫مارٌـه ‪:‬‬
‫لٌس ٌعنٌنً سوى خوفً علٌها‬
‫أرمانوسة ‪ " :‬بحدة"‬

‫ٖٕٔ‬
‫أٌها الرومً أفصح عن حدٌثك‬
‫الجندي ‪ " :‬بؽضب"‬
‫أنت فً بلبٌس صٌد للعرب‬
‫أنت هذا الرهن فً أٌدي العرب‬
‫إن عمرا داهٌة‬
‫ولدٌه اآلن – ؼٌر السٌؾ والجند – رهٌنة‬
‫ونري هنا أن الشاعر قد اهتم بحركة الشخصٌات وانفعاالتها فؤرمانوسة ال‬
‫ٌفزعها سقوط بلبٌس فً أٌدي العرب على الرؼم من حركتها المسرعة فً‬
‫دخولها إلى البهو حٌنما سمعت الحوار‪ ,‬وحركة الرومً المسرعة ولهجته‬
‫الؽاضبة‪.‬‬
‫ومارٌه لٌس ٌعنٌها سوى الخوؾ على سٌدتها أرمانوسة‪.‬‬
‫والجندي الرومً – ؼاضب – ٌنبا عن ؼٌظ‪.‬‬
‫وهكذا استطاع الشاعر أن ٌبرز المكان والحركة ونوازع الشخصٌة وؼٌرها‬
‫علً خشبة المسرح كذلك استطاع إلى حد كبٌر أن ٌفً بمتطلبات المسرح‬
‫الشعري‪.‬‬
‫فقد اشتملت المسرحٌة علً مضمون هادؾ حٌن اختار لها هذا الحدث‬
‫التارٌخً العظٌم – ولقد جاء هذا المضمون فً إطار درامً وإٌقاع حواري‬
‫بعٌد عن الؽنابٌة واإلطالة إال فً القلٌل من المواقؾ التً أرؼمت الشاعر‬
‫علً ذلك ألنها تعبر عن خلجات ونوازع نفسٌة أو هً مستمدة من موروث‬
‫لدى الشاعر أو هو انتماء إلى العمودٌة جذبه أكثر من مرة‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫ثان ًٌا‬
‫حان بكاء النٌل‬
‫مسرحٌة شعرٌة كتبها‬
‫الشاعر ‪ /‬أحمد صبلح كامل‬
‫من أبناء محافظة البحٌرة مركز أدكو‬
‫زمن المسرحٌة ‪ :‬قبل ظهٌرة أخر ٌوم للحملة الفرنسٌة علً مصر‬
‫مكان المسرحٌة ‪ :‬شارع ممتد ٌمر بٌن جانبٌن قرٌب من ساحة‬
‫األزهر الشرٌؾ تنتشر علً جانبٌه الحوانٌت‪.‬‬

‫ٕ٘ٔ‬
‫شخصٌات المسرحٌة‬
‫ٔ‪ -‬المرشحون‪:‬‬
‫بهلول‬
‫شٌعار‬
‫شرقام‬
‫دروٌش‬
‫ٕ‪ -‬الرافضون‪:‬‬
‫على‬
‫سعٌد‬
‫رباب‬
‫ٖ‪ -‬األشٌاع‪:‬‬
‫رؼٌم‪ :‬من أشٌاع شرقام‬
‫عباد‪ :‬من أشٌاع دروٌش‬

‫‪ٕٔٙ‬‬
‫المؽزى من المسرحٌة‬
‫حاول أحمد صبلح كامل أن ٌوظؾ التارٌخ للتعبٌر عن الواقع ولٌعطى‬
‫رإٌته فٌمس مسالة انتخاب من ٌحكم الشعب فً ظروؾ عصٌبة‪ ,‬وتلك هً‬
‫الفكرة األساسٌة التً تؽلؽلت فً هٌكل نص مسرحٌة " حان بكاء النٌل"‬
‫ولقد استطاع الشاعر باقتدار فنً أن ٌنقل فكرته بصورة فنٌة من خبلل‬
‫وعى بعناصر البناء الفنً للمسرح الشعري المتمثلة فً‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬البناء الدرامً للمسرحٌة‬
‫ٕ‪ -‬الحدث‬
‫ٖ‪ -‬الشخصٌات‬
‫ٗ‪ -‬اللؽة والحوار‬
‫وتكشؾ المسرحٌة أٌضا عن إلمام صاحبها بتقنٌات المسرح الذي تنفذ‬
‫علٌه المسرحٌة مثل المكان‪ ,‬الحركة‪ ,‬اإلضاءه‪ ,‬الدٌكور وؼٌرها‪...‬‬
‫فضبل عن أنه لم ٌترك القارئ أو المشاهد فً التٌه لكنه ٌدخله بإرة‬
‫الصراع الدرامً المتمثلة فً الصورة العامة لبلنتخابات وكثرة المرشحٌن‬
‫وانقسام الشعب إلى مإٌد ومعارض‪.‬‬

‫عناصر البناء الفنً للمسرحٌة‬


‫ٔ‪ -‬البناء الدرامً‪:‬‬
‫تتكون مسرحٌة " حان بكاء النٌل " من فصلٌن كبٌرٌن كل فصل ٌشتمل‬
‫على عدة مشاهد بدأ الفصل األول الذي ٌمثل بداٌة البناء بتقدٌمه‬
‫درامٌة بمثابة عرض أو مدخل قدمه المإلؾ للجمهور لٌنبا عن الجو‬
‫العام للمسرحٌة وتمثل فً صوت المنادي ثم مجموعة أصوات مختلفة‪.‬‬

‫المنادي‪:‬‬

‫‪ٕٔ7‬‬
‫ٌا كل أهل مدٌنتً‪ٍ ..‬بشري لَ ْكم‬
‫السماء اآلنَ‬
‫ِ‬ ‫رب الجبلل ِة فً‬
‫ُّ‬
‫حقق ُح ْلم َك ْم‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫ٌر َحل ُ عن ببل ِد‬ ‫س ْ‬ ‫فؽداً َ‬
‫زٌؾ المعتدي‬
‫ُ‬
‫وٌعو ُد من بعد الضبللة َح َق ُك ْم‬
‫َف َّت َخٌروا َملكا ً ٌُ َح ِّك ُم َب ٌْ َن ُك ْم‬
‫و ْل ُت ِ‬
‫سرعوا ال ُتبطبوا‬
‫لٌس ٌُفٌِ ُد ُك ْم‬
‫َ‬ ‫فال ُبط ُء‬
‫للجمٌع‬
‫ْ‬ ‫إنَّ الببل َد اآلنَ ِم ْل ٌك‬
‫فتشاوروا فاأل ْمر شورى َب ٌْ َن ُك ْم‬
‫وٌخرج المنادي من ٌمٌن المسرح وهو ٌكرر النداء‪ ,‬وتتوإلى أصوات‬
‫وحركات الفرح والبهجة التً تسود الشارع بعد سماع الخبر وٌتساءل‬
‫بعض المارة فٌما بٌنهم‬
‫صوت ٔ ‪ :‬أهل المدٌنة هل سمعتم ما مضً‬
‫مٌنو سٌرحل َع ْن ُك ُمو‬
‫وؼداً تعو ُد ببل ُد ُك ْم حقا ً ؼدا‬
‫ُ‬
‫حقٌقة‬ ‫صوت ٕ ‪ :‬أنا ال أصدق أن تِ ْل َك‬
‫صوت ٖ ‪ :‬البد أنك نابم‬
‫أو كان سمعك موصدا‬
‫ولقد هٌؤت هذه المقدمة أو هذه الصٌؽة الحوارٌة للحظة الدفع بظهور‬
‫شخصٌة جدٌدة هً الشخصٌة الحافزة التً عملت على والدة أحداث‬
‫ال جدٌدة‪.‬‬
‫جدٌدة وردود أفع ٍ‬
‫بهلول ٌقبل من أول الشارع متهلبلً لهذا الحشد الكبٌر حامبلً فً ٌده‬
‫جرابا ً وفً ٌده األخرى عصاه مزركشة بنفس ألوان مبلبسه هكذا‬

‫‪ٕٔ1‬‬
‫ٌصوره المإلؾ وٌقول‪:‬‬
‫ٌاسادتً‪ٌ ...‬اسادتً‬
‫عندي لكم لعب جمٌلٌ‪ ...‬جمٌل ُ‬
‫فلتعٌرونً النظر‬
‫سؤُرٌكمو َفنَّ ا ْلحوا ِة‬
‫َ‬
‫ِب المسٌ ُخ إلً َقمر‬
‫وكٌؾ ٌَ ْن َقل ُ‬
‫ُ‬
‫الطلٌقة‬ ‫وأُرٌكمو َ‬
‫كٌؾ الثعابٌنُ‬
‫تستحٌل ُ إلً هٌاكل أو صور‬
‫وبعد ذلك ٌتولد الصراع الذي أثار فً نفس المشاهد التشوٌق والترقب‬
‫وذلك بظهور باقً شخصٌات المسرحٌة‪ ,‬شخصٌة تلً األخرى فً‬
‫الظهور حتى تصل المسرحٌة إلى ذروة التؤزم وذلك بظهور المرشحٌن‬
‫شرقام الذي سٌتولى الحكم رؼم‬
‫واح ٌد بعد اآلخر شٌعار‪ ,‬ثم دروٌش‪ ,‬ثم ْ‬
‫إرادة الشعب وهً الواقعة المؤسوٌة الحاسمة أو الحدث المإسؾ الذي‬
‫ٌنهً الصراع المحتوم الذي انتهى بتولٌة شرقام أمٌراً للببلد وقد‬
‫استحال اسمه إلى خورشٌد باشا هً النهاٌة الدرامٌة المتؤزمة التً مر‬
‫بها البطل " الشعب " شعب النٌل مما جعل النٌل ٌبكً‪.‬‬
‫المنادى‪:‬‬
‫ٌظهر من جدٌد‬
‫بشرى بنً وطنً لكم‬
‫رب الجبللة ٌا رفاق اآلن‬
‫حقق حلمكم‬
‫شرقام ‪ /‬خورشٌد أتى‬
‫متولٌا أرض الكنانة‬
‫أرضكم‬
‫فخلٌفة األسبلم أرسله لنا‬
‫‪ٕٔ9‬‬
‫حكما ٌحكم بٌنكم‬
‫بشرى بنً وطنً لكم‬
‫البعض فً ذهول كؤنما قد أصابتهم صاعقة – الحزن ٌخٌم على الجمٌع‬
‫– على وسعٌد ورباب فً حالة حزن وؼضب‬

‫رباب‪:‬‬

‫بعد قلٌل‬

‫ٌؤتً ٌركب فرس القهر‬

‫وٌرشق فٌكم سهم الحزن القاتل‬

‫بعد قلٌل‬

‫سعٌد‪:‬‬

‫فً انكسار ٌقول‬

‫ما أسوأ حظ النٌل بهذى الناس‬

‫ما أسوأ أن نحٌا موتى األحساس‬

‫ٌا وطنً‬

‫آسؾ ٌا وطنً‬

‫أن تحٌا فً القهر زما ًنؤ‬

‫وتموت إذا مات الناس‬

‫علً‪:‬‬

‫بصوت مهزوم ٌقول‪:‬‬

‫ٖٓٔ‬
‫الظلم وباء ٌؤكل جسد النٌل‬

‫والنٌل الباكً‬

‫ال ٌبكً ظلم القهر‬

‫وعبث الطؽٌان‬

‫بل ٌبكً موت الشعب‬

‫وؼفلة هذي الناس‬

‫وٌنتهً المشهد األخٌر بظهور شرقام على خشبة المسرح وتصرخ رباب –‬
‫الشخصٌة الرافضة – والكل ٌردد‬

‫أبدًا لن تصبح حاكمنا‬

‫أبدًا لن تصبح حاكمنا‬

‫وال ٌخلو البناء الدرامً للمسرحٌة من لحظة التنوٌر التً كانت سببا ً فً تحول‬
‫مجرى األحداث صعوداً وهبوطا ً وتمثلت فً حوار بهلول وعلً‪ ,‬وبهلول وشٌعار‪,‬‬
‫وسعٌد وشٌعار‪ ,‬ورباب ورؼٌم وؼٌرهم‬
‫فلحظة التنوٌر هنا قد كشفت عن طبٌعة الشخصٌتٌن وكانت سببا ً لتحول مجرى‬

‫أمثلة توضح ذلك‪:‬‬

‫على صاحب حانوت ٌقول لبهلول ‪:‬‬

‫الحق أنك كنت تصبح مده ً‬


‫شؤ‬

‫أمرا قد ٌعوق االعتبلء‬


‫لكن ً‬

‫الحق أنً مدهش‬

‫لم ال أكون أنا األمٌر‬


‫ٖٔٔ‬
‫وٌستدرك فٌقول‪:‬‬

‫لكن أمر تؽربً عن كل أرجاء الببلد‬

‫شا سٌبعث فً النفوس اإلعتراض‬

‫ٌحاول إقناع نفسه فٌقول‪:‬‬

‫سؤقول إنً عاشق للناس فً هذا البلد‬

‫الكل ٌعلم أننً‬

‫قد جبت من زمن بعٌد وافد‬

‫وٌحق لً الحق الذي فٌها ُولِدْ‬

‫متمرس‬
‫ٌ‬ ‫ضا إننً‬
‫وأقول أٌ ً‬

‫والمنصب الخالً ٌبلبم همتً‬

‫فالكل ٌعلم أننً حاوي الثعابٌن الطلٌقة‬

‫والتحاٌل والسٌاسة مهنتً‬

‫شٌعار‪:‬‬

‫بهلول‬

‫تهذى فً الصبٌحة والمساء‬

‫ماذا دهاك؟‬

‫هل قد أتتك مصٌبة؟‬

‫أم أن ُثعبان البلستِك قد أذاك؟‬

‫بهلول‪:‬‬
‫ٕٖٔ‬
‫ٌرد بحدة وصرامة‬

‫شٌعار‪ ...‬شحاذ المدٌنة‬

‫التبالػ فً المزاح‬

‫أولست تعرؾ من أنا؟‬

‫فالزم حدودك كً ُت َر ْ‬
‫اح‬

‫فلحظة التنوٌر هنا قد كشفت عن طبٌعة الشخصٌتٌن وكانت سب ًبا تحول مجرى‬
‫األحداث فبهلول الحاوي وشٌعار الشحاذ كبلهما ٌطمع فً اإلمارة‪.‬‬
‫بهلول لشٌعار ‪ :‬إن الببلد وعرشها لٌست لِمثل َك‬
‫تستخٌر‬
‫ْ‬
‫ج من ِم ْثلًِ‬
‫لكنها تحتا ُ‬
‫أمٌر‬
‫ٌكون لها ْ‬
‫خر من مثلً ٌكون ؟‬
‫شٌعار ‪ :‬ما ُّ‬
‫بهلول ‪ :‬متسول ٌ تهوي الجنونْ‬
‫فاألمر لٌس كما تري‬
‫بل انه أم ٌر عظٌ ٌم ال ٌهون‬
‫كذلك كشفت لحظة التنوٌر موقؾ رباب الوطنً وموقؾ رؼٌم الذي ٌنساق وراء‬
‫التٌار وٌإٌد شرقام ذلك الطاؼٌة وكبلهما ٌدافع عن موقفه فً مشهد درامً‪.‬‬

‫الحوار‬

‫رباب‪ :‬أو أنت تتبع ذلك الزندٌق‬

‫ٌا وطن الحروؾ؟!‬

‫رؼٌم‪ :‬ما كنت وحدي خلفه‬

‫ٖٖٔ‬
‫قد كنت فردًا بٌن جمع من ألوؾ‬

‫رباب‪ :‬أنا لم أر أحدًا سواك‬

‫رؼٌم‪ :‬ال تظلمٌنً ٌا رباب‬

‫فؽدًا سٌصبح خلفه شعب كبٌر‬

‫رباب‪ :‬الشعر صوت الشعب ٌا وطن الحروؾ‬

‫وأراك بعت الشعر بالثمن الزهٌد‬

‫فبؤي وجه سوؾ تجرإ‬

‫أن تبلقً الناس فً ٌوم جدٌد‬

‫رؼٌم‪ :‬الشعر حبٌس فً صدري‬

‫وأسٌر فً حبر دواتً‬

‫ما كان لمخلوق ؼٌري‬

‫أن ٌدرك حجم معاناتً‬

‫فاستبق الشعر ببل خلط‬

‫ما بٌن الشعب ومؤساتً‬

‫رباب‪ :‬الشعب أنت ‪ ...‬أنا‬

‫وكل الناس فً كل الببلد‬

‫الشعب آالؾ ‪ ...‬مبلٌٌن ٌمثلها رؼٌم‬

‫وٌحاول رؼٌم أن ٌفصل بٌن العاطفتٌن الشخصٌة والوطنٌة فً الحوار فٌجعل‬


‫العاطفة الفردٌة هً أصل الحوار محاوال استمالة قلب رباب لكنها ترفض بشدة‬

‫ٖٗٔ‬
‫وتؽلب العاطفة الكبرى "الوطن" على الصؽرى "الحب" وٌتمثل ذلك فً الحوار‬
‫اآلتً‪:‬‬

‫رؼٌم ٌحاول استمالة عواطؾ رباب فٌقول‪:‬‬

‫بصوت راج‬

‫إنً أتٌت إلى جوارك أسترٌح‬

‫ال تزرعً بالقلب آالم الجراح‬

‫ٌكفٌك عمر ضاع من ٌدنا‬

‫وأحبلم تفرق شملها مثل الرٌاح‬

‫تكفٌك أٌامً وأعوامً التً مرت هباء‬

‫بٌن تعذٌب وظلم ترتجً نور الصباح‬

‫رباب‪:‬‬

‫ترفض ما ٌقول‬

‫هذا ال ٌكفً ٌا حلمً‬

‫كً ال تتبع هذا الزندٌق‬

‫رؼٌم‪ٌ :‬حاول فصل القضٌتٌن أو العاطفتٌن‬

‫لم ال نتحدث عن ؼدنا‬

‫فلنترك هذا الموضوع‬

‫رباب‪ :‬ترفض‬

‫ؼدنا مرهون باآلن‬

‫ٖ٘ٔ‬
‫رؼٌم‪:‬ؼدنا سٌكون هو األجمل‬

‫أجمل من كل األوقات‬

‫سؤرٌك الجنة ٌا عشقً‬

‫وأحقق أكبر أحبلمً‬

‫وأعٌد العمر وما فات‬

‫وٌظل الحوار بٌنهما على هذه الصورة المتناقضة وٌفشل رؼٌم فً استمالتها‬
‫وفصل عواطفها عن القضٌة األساسٌة‪.‬‬

‫القصة أو الحدث‪:‬‬
‫استمد أحمد صبلح كامل مادة مسرحٌته أو قصتها من لحظة تارٌخٌة هً وقت‬
‫خروج الحملة الفرنسٌة من مصر ووصلها بالحاضر‪ ,‬فجسد صورة انتخاب من‬
‫ٌتولً أمر الخبلفة فً تلك الفترة وأسقط ذلك علً الحاضر أو وصل الماضً‬
‫بالحاضر من خبلل اختٌاره شخصٌات ممتدة إلى الحاضر كبهلول وشٌعار ودروٌش‬
‫كما اختار من بٌن شخصٌاته شخصٌة تحمل أفكاره وتبرز رإٌته الواعٌة فً‬
‫تجسٌد معنً الدٌمقراطٌة التً لم تتحقق فً المسرحٌة وهً شخصٌة رباب تلك‬
‫المرأة المثقفة التً رفضت فصل عبلقتها العاطفٌة الخاصة برؼٌم عن عبلقتها‬
‫الوطنٌة األصلٌة " حب الوطن " كما رفضت إمارة الحاكم المستبد "شرقام" الذي‬

‫عٌن من قبل الخلٌفة على رؼم إرادة الشعب فتصٌح رباب قابلة‪:‬‬
‫أبدا لن تصبح حاكمنا‬
‫أبدا لن تصبح حاكمنا‬

‫‪ٖٔٙ‬‬
‫الشخصٌات‪:‬‬

‫الشخصٌة هً التً تإدي األحداث من خبلل أقوالها وأفعالها لتنتج المؽزى أو‬
‫الفكرة األساسٌة للمسرحٌة‪ ,‬وقد قدم أحمد صبلح كامل فً مسرحٌته حان بكاء‬
‫النٌل مجموعة متنوعة من الشخصٌات كما أضفى علً كل شخصٌة طبٌعة تمٌزها‬
‫عن ؼٌرها بما ٌتواءم مع وظٌفتها وأفعالها فبهلول وشٌعار ودروٌش "‬
‫المرشحون " شخصٌات نمطٌة منتفعة فبهلول حاو له حٌل ٌتكسب منها وٌمارسها‬
‫فتعجب عامة الناس وتجذبهم لٌعطوه‪ ,‬وشٌعار شحاذ محترؾ ٌتكسب وٌقتات من‬
‫مهنة التسول‪ ,‬ودروٌش ٌتاجر باسم الدٌن إذن فسر المنفعة ٌجمعهم وهذا ما جعل‬
‫شٌعار ٌخاطب بهلول قاببل‪:‬‬
‫إذن فاعلم‬
‫بؤن الفقر وحدنا علً أن نسؤل الناسا‬
‫كبلنا مرؼما ٌحٌا‬
‫على أن ٌحتسً الكاسا‬
‫فذل العٌش قٌدنا‬
‫تري للذل إحساسا ؟‬
‫ولست أقول أقوالً‬
‫ألبعث فٌك وسواسا‬
‫ولكن الذي ٌعطً‪....‬‬
‫ٌقول منحت شحاذا وشحاذا‬
‫فهل باألمر تفرٌق ؟‬
‫أجبنً أٌها الهذا‬
‫وتلك شخصٌات ممتدة عبر التارٌخ فهً شخصٌات قدٌمة حدٌثة وقد جعلها أحمد‬
‫صبلح كامل شخصٌات حافزة تقوم بتحرٌك الموقؾ الدرامً‪.‬‬
‫كما أن لدٌه مجموعة من الشخصٌات التً تمثل رإٌته فٌصور من خبللها الواقع‬

‫‪ٖٔ7‬‬
‫الذي ٌرفضه وٌبث من خبللها أٌضا طرق اإلصبلح‪ ,‬وتلك الشخصٌات هً (رباب‪,‬‬
‫سعٌد علً)ولننظر إلى الحوار الذي دار بٌنهم وٌإكد هذه الفكرة‪:‬‬

‫سعٌد‪:‬‬

‫ال تقلقوا‬

‫دروٌش أبعد ما ٌكون عن اإلمارة‬

‫فالشعب ٌعرؾ جهله وؼباءه‬

‫فً كل ما ٌفتً به‬

‫عباد‪ :‬من أشٌاع دروٌش ٌرد ؼاض ًبا فٌقول‪:‬‬

‫دروٌش أنقى أن تدنسه المزاعم والكذب‬

‫سٌفوز رؼم أنوفكم‬

‫حتى ولو كنتم على كره له‬

‫مشٌرأ إلى عباد ً‬


‫قاببل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫سعٌد –‬

‫متعصب أعمى ككل األؼبٌاء‬

‫ً‬
‫محاوال إقناع عباد فٌقول‪:‬‬ ‫على –‬

‫عباد مصر اآلن‬

‫مثل سفٌنة وسط البحار‬

‫والموج ٌلطمها وٌكسر قلعها‬

‫والكل لٌس ٌهمه أمر الببلد‬

‫الكل ٌبحث عن مكان للقٌادة فً عناد‬

‫‪ٖٔ1‬‬
‫حتى ولو ؼرق الجمٌع‬

‫حتى ولو بٌع الوطن‬

‫رباب – ٌابسة‪:‬‬

‫لٌت المصٌبة فً دروٌش أو شرقام‬

‫أو شٌعار‬

‫لكن أصل ببلبنا فً شعبنا‬

‫فالكل رشح نفسه‬

‫والكل ٌؤمل أن ٌكون هو األمٌر‬

‫وتستطرد رباب قابلة‪:‬‬

‫ً‬
‫مسبوال‬ ‫إنا ٌزٌد الشعب‬

‫عن الحكم الجدٌد‬

‫فٌهٌب منه إلى اإلمارة فارس‬

‫ٌعطً المظالم والحقوق‬

‫ولقد وردت فً المسرحٌة شخصٌات أخرى وهً شخصٌات "األشٌاع" مثل عباد‬
‫المإٌد لدروٌش ورؼٌم الشاعر الذي ٌإٌد شرقام ألنه ٌعلم أن شرقام سٌؤتً حاكما‬
‫رؼم أنؾ المعارضٌن له فؤراد أن ٌسٌر مع التٌار ‪ ,‬وصرح بذلك فً حواره مع‬
‫رباب ً‬
‫قاببل لها حٌن اتهمته بخٌانة القصابد‪:‬‬

‫رباب‪:‬‬

‫أنا لم ابع نفسً‬

‫‪ٖٔ9‬‬
‫ولم أخن القصابد ٌا رباب‬

‫لكنما األٌام تقذؾ بً إلى عرض البحر‬

‫إما أعوم لكً أعٌش ببل هوان‬

‫أو ٌمر منً القرار‬

‫فاخترت العوم ببل شك‬

‫لكنك لم تبذل جه ًدا‬

‫واخترت العوم مع التٌار‬

‫رؼٌم – محاوال اقناعها ‪:-‬‬

‫عوم التٌار سٌمنحنً‬

‫شطا ٌحمٌنً من الرٌح‬

‫وبهذا ٌكون الشاعر قد استطاع أن ٌختار شخصٌاته اختٌارا دقٌقا وموفقا حٌث‬
‫أعطى لكل شخصٌة طبٌعة خاصة تمٌز عن ؼٌرها بما ٌتواءم مع وظٌفتها وأفعالها‬
‫ومظهرها وكبلمها‪.‬‬

‫اللؽة والحوار‪:‬‬

‫جاءت لؽة مسرحٌة "حان بكاء النٌل" بعٌدة عن التعقٌد والؽموض فهً لؽة‬
‫شعرٌة سهله معبرة عن األحداث كان الحوار فٌها وعلى الرؼم من أن الشاعر‬
‫ٌدرك تمام اإلدراك أن شعر المسرح أساسا حوار فإنه لجؤ إلى الؽنابٌة فً مشاهد‬
‫كثٌرة من المسرحٌة ومن ذلك قوله على لسان علً أحد شخصٌات المسرحٌة‪:‬‬
‫من ٌحمل ذنب األرض وذنب الناس‬

‫ٓٗٔ‬
‫إن جاء الطوفان لٌؽرق أرض النٌل‬
‫وٌقتل كل صباح فٌها دون حٌاء‬
‫وٌبٌد الحرٌات بسٌؾ مخبول‬
‫ٌسمٌه الناس السلطة والسلطان‬
‫نتعلل باألعذار ؟!‬

‫نقول منحنا الناس النصح ولم ٌلتفتوا ؟!‬


‫واجهنا سٌوؾ الظلم‬
‫بؤفواه ال تنطق ؼٌر الحكمة واألشعار‬
‫ما ذنب األرض وذنب الناس‬

‫ومن ذلك قول رباب‪:‬‬

‫أرواح القتلى ودماء المجروحٌن‬

‫تقول القاتل خورشٌد ٌا رفقاء‬

‫فرٌاح الحقد تهب علٌكم من شفتٌه‬

‫هل ٌعقل أن تشتعل النار‬

‫بتدبٌر البهلول أوالشحاذ‬

‫فالكل كقطعة شطرنج‬

‫ٌتحكم فٌها القاتل خورشٌد دون حٌاد‬

‫فانتفضوا نحو القلعة‬

‫إن السم النافذ فً أوردة الناس‬

‫ٌنفذ من شرقام لٌقتل كل الناس‬

‫ٔٗٔ‬
‫أما اعتماد الشاعر األساسً فكان علً الحوار الذي قام بكشؾ المواقؾ ورسم‬
‫الشخصٌة وتحرٌك الحدث ولننظر إلى هذا الحوار الدرامً الذي دار بٌن مجموعة‬
‫من األشخاص‬
‫علــً ‪ :‬مهبل مهبل ٌا بهلول‬
‫أٌن هوٌة هذا الشعب‬
‫بهلول ‪ :‬ال تشؽلوا األذهان باللؽو العقٌم‬
‫فالشعب أحوج ما ٌكون إلً الطعام‬
‫رباب ‪ :‬الشعب أحوج ما ٌكون‪ ...‬ألن ٌكون‬
‫وبعد فإننً أستطٌع أن أقول أن أحمد صبلح كامل شاعر جٌد ٌحسن صٌاؼة الكلمة‬
‫والقافٌة وٌعً تماما بدور المسرح الشعري "كمعطً دال فً تراثنا اإلبداعً "كما‬
‫أنه استطاع باقتدار فً أن ٌعرض رإٌته وٌختار شخصٌاته وٌقدم حوارا درامٌا‬
‫ٌإكد على موهبته الفنٌة‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫ثال ًثا‬
‫األراجوز والسلطان‬

‫مسرحٌات شعرٌة تؤلٌؾ‬

‫الشاعر أبو السعود سبلمة أبو السعود‬

‫مركز المحمودٌة – محافظة البحٌرة‬

‫ٖٗٔ‬
‫وتعنً هذه المجموعة بمناقشة األفكار التً تتصل باألوضاع السٌاسٌة‬
‫واالجتماعٌة‪ .‬حٌث تتراءى الفكرة شٌبا فشٌبا من خبلل ما ٌدور فٌها من صراع‪.‬‬
‫ولقد استطاع أبو السعود سبلمة خبلل هذه المسرحٌات التً تمثل مجموعة مشاهد‬
‫أن تعبر عن واقع سٌاسً وٌعطً رإٌته متمثلة فً استهداؾ اإلنسان والوطن من‬
‫ناحٌة وهٌمنة السلطة أو القوة من ناحٌة أخرى فجاءت مشاهده عبارة عن‬
‫مناضلة بٌن قوتٌن متعارضتٌن (الخٌر والشر) وهذا هو الخٌط الذي ٌربط بٌن تلك‬
‫المشاهد جمٌعا‪.‬‬
‫فهو فً المشهد األول ٌقٌم صراعا درامٌا بٌن الطفل وبٌن المارد حٌنما خرج‬
‫المارد من حبسه‬
‫الطفل ‪ :‬اعذرنً‪.....‬‬
‫فؤنا ال ٌمكن أن أتصور‬
‫أن شخوص حوادٌت األجداد‬
‫تدب إلٌها الروح ونحن علً‬
‫أبواب القرن الحادي والعشرٌن‬
‫المارد ‪ :‬القرن الحادي والعشرون‬
‫ما معنى هذا القول ؟‬
‫الطفل ‪ :‬معناه أن سنٌنا مرت‬
‫منذ دخولك هذا الشا‬
‫المارد‪ :‬سنٌنا مرت ؟ ؟!‬
‫الطفل ‪ :‬نعم‪ ...‬نعم‬
‫المارد ‪ :‬ونبً علٌه سلٌمان‬
‫هل عاد من المٌدان ؟‬
‫كنت بصحبته حٌن تفقد كل الطٌر‬
‫الطفل ‪ :‬حٌن تفقد كل الطٌر‬

‫ٗٗٔ‬
‫المارد ‪ :‬نعم‬
‫الطفل ‪ :‬وتوعد بالذبح الهدهد ؟‬
‫المارد ‪ :‬نعم‬
‫من أٌن علمت بهذا األمر ؟‬
‫ألدٌك كتاب السحر ؟‬
‫أم تصعد كً تسترق السمع ؟‬
‫الطفل ‪ :‬كبل‪ ...‬كبل‬
‫وردت قصته فً القرآن‬
‫المارد ‪ :‬ماذا تعنً بورود القصة فً القرآن ؟‬
‫الطفل ‪ :‬القرآن كبلم هللا‬
‫أنزله هللا علً قلب رسول هللا محمد‬
‫صلً هللا علٌه وسلم‬
‫المارد ‪ :‬هل جاء به قصة بلقٌس‬
‫الطفل ‪ :‬نعم‬
‫المارد ‪ :‬احكً لً‬
‫ماذا فعلت بلقٌس ؟‬
‫فالشاعر هنا قد أجاد فً استلهام التراث الدٌنً وتوظٌفه توظٌفا ٌتمشً ورإٌته‬
‫المتمثلة فً انتصار العقل على كل شا‪ ,‬فعلً الرؼم من أن المارد كان فً مجلس‬
‫بلقٌس فإن الطفل استطاع بعقله أن ٌؤتً بالقصة كاملة وٌذكر المارد بما حدث‪.‬‬

‫وٌتجلى النشٌد الختامً للمشهد فٌؽنً الطفل فً حركات إٌقاعٌة راقصة قاببل‪:‬‬
‫الطفل ‪ :‬علمنا هللا األسماء‬
‫وتجلى فً كل سماء‬
‫علمنا كٌؾ نواري النبت‬
‫ونصنع آالؾ األشٌاء‬
‫فتعإلى هللا المنان‬
‫٘ٗٔ‬
‫أن خلق العقل الفنان‬
‫لٌكون مبلذ اإلنسان‬
‫أما المشهد الثانً "األراجوز والسلطان" والذي ٌحمل عنوان المجموعة فٌتجلً‬
‫فٌه الصراع بٌن الخٌر والشر أو الضعؾ والقوة مستلهما التراث الشعبً المتمثل‬
‫فً الؽناء الشعبً ودق الصبٌان على الصفٌح حٌنما ٌظهر القمر فً السماء‬
‫مخنوقا فٌقول‪:‬‬
‫هٌا ٌا بنات الجنة‬
‫ازرعن المنى والحنة‬
‫هٌا ٌا بنات الحور‬
‫ارجعن للقمر النور‬
‫وقد جعل الشاعر هذه األؼنٌة محور ارتكاز له فً بناء هذا المشهد‪ ,‬فهو ٌؤتى بها‬
‫كلما ٌتؤزم الصراع بٌن الخٌر والشر أو الضعؾ والقوة – فاألؼنٌة تنبا عن ؼٌاب‬
‫الضٌاء وضٌاع الحق‪-‬‬
‫ثم ٌؤتً األراجوز الذي ٌرمز إلً الشخصٌة الساخرة تلقابٌة الشعب فٌخرج‬
‫بمسرحه على خشبة المسرح من حٌن آلخر لٌنبا عن شا ومن ذلك أنه ٌدخل‬
‫بمسرحه الصؽٌر ومعه لعبتان األولى برأس ذبب واألخرى برأس خروؾ‪ .‬لٌإكد‬
‫ؼٌاب القمر (النور) ؼٌاب الحق ؼٌاب العدل‪.‬‬

‫الذبب‪:‬عكرت على الماء‬

‫الخروؾ‪ :‬عجبا ٌا ذبب‬

‫الماء ٌجا إلى مسقاتً من عندك‬

‫الذبب‪ :‬أتكذبنً‬

‫الخروؾ‪ :‬ردي ال ٌحمل تكذٌ ًبا‬

‫‪ٔٗٙ‬‬
‫الذبب‪ :‬أو لم تشتمنً فً العام الماضً‬

‫وهربت إلى بٌت القاضً‬

‫كً تشكونً‬

‫الخروؾ‪ :‬فً هذا الوقت‬

‫ما كنت ولدت‬

‫الذبب‪ :‬أو لست خروؾ بنً ؼطفان‬

‫الخروؾ‪ :‬أبدا وهللا‬

‫إنً من حً بنً شهبلن‬

‫الذبب‪ :‬ؼطفان ‪ ...‬شهبلن‬

‫لن تهرب منً اآلن‬

‫ثم ٌستطرد األراجوز ً‬


‫قاببل‪:‬‬

‫أرأٌت؟‬

‫سٌظل القمر على حاله‬

‫ما دمنا نلعق مر الصمت‬

‫ولننظر إلى موقؾ ثان للصراع الدرامً بٌن الخٌر والشر أو القوة والضعؾ‪.‬‬

‫" ٌدخل جندٌان ٌجران رجبل ممزق الثٌاب حافً القدمٌن ٌنشؽبلن به عن أي شا‬
‫عن المرح"‬

‫الجندي األول‪ :‬من أوقفك على باب السلطان‬

‫الرجل‪ :‬أشكو همً‬

‫‪ٔٗ7‬‬
‫الجندي الثانً‪ :‬همك‬

‫أجرإت على نطق الكلمة‬

‫ممنوع نطق الهاء والمٌم‬

‫الجندي األول‪ :‬وخروج اآله‬

‫الرجل‪ :‬ولمن أذهب؟‬

‫واللقمة نهبت والهدمة‬

‫الجندي الثانً‪ :‬أن تحمد ربك‬

‫أن أبقً لك تلك الجثة‬

‫وٌستمر الحوار بٌن الجندٌٌن وبٌن الرجل وٌتؤزم الصراع بٌن الخٌر والشر أو بٌن‬
‫لضعؾ والقوة‬

‫الجندي األول‪ :‬إنك تشكو‬

‫الرجل ‪ :‬لم أقصد شكوى بالمرة‬

‫لكنً أبؽً‬

‫أن أجد طعا ًما لصؽاري‬

‫أن أجد أما ًنا فً داري‬

‫"ٌضربانه"‬

‫الجندي الثانً‪ :‬أمانا‬

‫أو بعد حٌاتك أمان‬

‫الجندي األول‪ :‬إنك تتهم السلطان‬

‫‪ٔٗ1‬‬
‫الجندي الثانً‪ :‬آه‪ ...‬اآلن‬

‫أتذكر فعلتك البشعة؟‬

‫ماذا تقصد؟‬

‫الجندي الثانً‪ :‬أولست السارق أجولة الحنطة‬

‫الرجل‪ٌ :‬ا خلق ‪ ...‬اهوه‬

‫إنً المسروق‬

‫ولجؤت إلى باب السلطان‬

‫كً ٌرجع لً حقً المنهوب‬

‫أصبح سارق؟!‬

‫ال حول وال قوة إال باهلل‬

‫الجندي األول‪ :‬تشتم موالنا السلطان‬

‫الرجل ‪ :‬اشتم موالنا السلطان‬

‫(ٌؤخذانه وٌخرجانه وهو ٌردد)‬

‫أشتم موالنا السلطان‬

‫وبعد حوار قصٌر بٌن األراجوز والبحار ٌدخل الصبٌة ومعهم النساء والرجال‬
‫ومعهم صفابحهم التً ٌدقون علٌها ‪:‬‬

‫هٌا بنات الجنة‬

‫ازرعن المنى والحنة‬

‫هٌا بنات الحور‬

‫‪ٔٗ9‬‬
‫ارجعن للقمر النور‬

‫وبعد حوار آخر ٌدخل األراجوز مسرحه ثم ٌحرك لعبه ٌمٌنا وٌسارا حتى ٌطمبن‬
‫على حركتها ثم ٌقص الحكاٌة فً حوار فردي قاببل‪:‬‬

‫األراجوز‪:‬‬

‫ٌا إخوانً‬

‫سؤقص علٌكم قصتنا‬

‫فً لٌل هس‬

‫انطلق اللص‬

‫ٌسرق أؼراض مدٌنتنا‬

‫اندفع الناس‬

‫وبٌدهم عنوان السلطان‬

‫لكن رجال الدٌوان‬

‫حبسوا األنفاس‬

‫لكن الرجل المسروق‬

‫لم ٌسكت‬

‫بل واصل سعٌه‬

‫حتى وصل إلى باب السلطان‬

‫صرخ الفبلح‬

‫الفبلح‪ٌ :‬ا موالي السلطان‬

‫ٓ٘ٔ‬
‫أوالدي قد صاروا جوعى‬

‫ورجالك قد سلبوا قمحً‬

‫سرقوا ماشٌتً وحماري‬

‫لم ٌبقوا شٌ ًبا فً داري‬

‫(تبدو ابتسامة عرٌضة على وجه السلطان)‬

‫الفبلح‪ٌ :‬ا موالي السلطان‬

‫ؼاب الضوء وطال اللٌل‬

‫وطال الوٌل‬

‫فالزرع ٌموت‬

‫واألرض كساها الخوؾ‬

‫ورجؾ الموت‬

‫"تتسع ابتسامة السلطان"‬

‫الفبلح‪ :‬ازدادت بسمة موالنا‬

‫سٌحل جمٌع قضاٌانا‬

‫سؤعود ألاخبر أهلٌنا‬

‫أن الحق المنهوب‬

‫سٌعود‬

‫"ٌهلل الناس وٌدعون للسلطان"‬

‫الناس‪ :‬حفظ هللا السلطان‬


‫ٔ٘ٔ‬
‫األراجوز‪ :‬ضحك السلطان‬

‫وأشار إلى الحرس الملكً‬

‫واهتزت بالضحك األبدان‬

‫قال أمٌر الدٌوان‬

‫الملك أصم‬

‫ارتعد الناس‬

‫وبكى الفبلح‬

‫وفً نهاٌة المشهد ٌؤتً الشاعر باألؼنٌة التً جعلها محور ارتكازه فً عرض‬
‫رإٌته‪ ,‬وبعدها ٌختم بعبارات األراجوز‪.‬‬

‫(ٌدخل الصبٌة ومعهم صفابحهم ٌدقون علٌها)‬

‫هٌا بنات الجنة‬

‫ازرعن المنى والحنة‬

‫هٌا بنات الحور‬

‫ارجعن للقمر النور‬

‫"ٌختفً السلطان وحاشٌته وصوت ضحكهم ٌمؤل المسرح"‬

‫األراجوز‪ :‬الملك أصم‬

‫من منكم ٌعطٌه السمع‬

‫حتى ٌسمع‬
‫ثم ٌؤتً المشهد الثالث من هذه المجموعة وهو بعنوان فً قفص اإلرهاب فٌعقد‬

‫ٕ٘ٔ‬
‫محاكمة لئلرهاب على خشبة المسرح محاوال انتصار العقل ومبلزمته للدٌن‪ٌ .‬قول‬
‫علً الرواة‬
‫راو ٔ ‪ :‬فً قفص الوهم‬
‫سنرد الكلمة بالكلمة‬
‫حتى ٌتوارى فً الظلمة‬
‫سٌؾ اإلرهاب‬
‫حراس الحق‬
‫راو ٕ ‪ :‬فتعالوا ٌا َّ‬
‫نتحاور فً زمن الحٌرة‬
‫راو ٔ ‪ :‬وألنً فنان‬
‫راو ٕ ‪ :‬وألنً إنسان‬
‫ٕ‪ ٔ,‬ألنا نحترم عقول الناس‬
‫نرفض أن تسفك قطرة دم‬
‫ونحاول أن ٌجري شرٌان‬
‫الحق بقلب الناس‬
‫سنشخص محكمة كبري‬
‫سٌكون القاضً فٌها الحق‬
‫والشاهد أرواح األبرار‬
‫راو ٔ ‪ :‬فلنبدأ باسم هللا‬
‫راو ٕ ‪ :‬فلنبدأ باسم هللا‬
‫ٕ‪ ٔ,‬باسم هللا الؽفار‬
‫المجموعة ‪ :‬جبنا من صحو الموت‬
‫ل ُن ِّ‬
‫عري فكر اإلرهاب الموتور‬
‫ولنحكم بالقسطاس‬
‫وتظل المحكمة معقودة وٌعترؾ اإلرهاب بؤن ما صنعه ؼٌر خاضع للعقل وإنما‬
‫لحكم األمٌر‪.‬‬

‫ٖ٘ٔ‬
‫اإلرهاب ‪ :‬مهبل‪ ...‬مهبل‪ ...‬كنت أنفذ‬
‫حكم أمٌري‬
‫لكن عقلً اآلن مشوش‬
‫حتى اسمً ال أذكره‬
‫وٌظل الصراع قابما بٌن الحق والباطل أو بٌن الخٌر والشر حتى نصل إلى المشهد‬
‫األخٌر "الحابط " وٌظهر المسرح فٌه عبارة عن لوحة حابط حجري ضخم به‬
‫فتحة صؽٌرة ضٌقة ال تسمح بمرور أحد تسترها شجرة ضخمة‪ .‬ثم ٌفتح الستار‬
‫على تابلوه راقص‬
‫وتبدأ المجموعة الؽناء ثم ٌنزلق من فتحة الصخرة طفل نحٌل – ٌنصب باهتمام –‬
‫وٌختفً الطفل‪ ,‬ثم ٌدخل رجبلن أمامهما صندوق ٌشبه الؽسالة وٌحتدم الصراع‬
‫الدرامً وٌتطور الحدث‪ ,‬وٌحاول الرجبلن قتل الطفل إما بخنقه أو علً األقل بؽسل‬
‫أفكاره حتى ٌصبح مسلوب الرأي‪.‬‬

‫الرجل األول‪ :‬أحكمت وثاق الطفل‬

‫الثانً ‪ :‬ألقٌت به فً قاع الجب‬

‫األول‪ :‬ولحٌن ٌفٌق‬

‫سنلؾ الحبل على عقله‪.‬‬

‫ولقد حاول الشاعر أن ٌحكم البناء الدرامً لهذا المشهد فبدأ بعرض ؼنابً كمدخل‬
‫ٌنم عن وعٌه بتقنٌات المسرح – المسرح الشعري – ٌقول على لسان المجموعة‬
‫الراقصة‪,‬‬
‫المجموعة ‪ :‬اللٌل توارت أنجمه‬
‫والحابط سد‬
‫فتعالوا نحطم صخرته‬

‫ٗ٘ٔ‬
‫ونفك القٌد‬
‫فالساكن مجنون قاس‬
‫والحابط صلد‬
‫من منا األبقى واألقوى‬
‫من منا العبد‬
‫ولقد هٌؤت هذه المقدمة للحظة الدفع بظهور شخصٌة الطفل الذي ٌمثل األمل أو‬
‫المستقبل وهً الشخصٌة الحافزة التً حركت األحداث‬
‫الطفل ‪ٌ " :‬تؤمل ٌدٌه ورأسه وسابر جسده"‬
‫حمدا حمدا‬
‫أن عدت إلً وطنً األخضر‬
‫تعبت قدماي‬
‫والعقل تقدم‪ ...‬وتؤخر‬
‫لكن قد عدت‬
‫وببل صورة‬
‫أتؤمل نفسً مرآتً‬
‫فؤري عجبا‬
‫وبعد ذلك ٌتولد الصراع بظهور الرجلٌن ومعهما صندوق ٌشبه ؼسالة المبلبس‬

‫األول‪ :‬أسمعت الصوت‬

‫الثانً‪ٌ" :‬دقق السمع" ولمن سٌكون؟‬

‫األول‪ :‬أٌكون الطفل تتبعنا‬

‫الثانً‪ :‬كبل ‪ ....‬كبل‬

‫إنً أؼلقت علٌه الباب‬


‫٘٘ٔ‬
‫والقٌد ٌقٌد أحبلمه‬

‫حتى الكلمات المطوٌة‬

‫ؼسلت وانكمشت بخٌاله‬

‫ونسٌج العقل المتمرد‬

‫مازال بقاع الؽسالة‬

‫األول‪" :‬فً استعجال"‬

‫فلنعبر تلك األنحاء‬

‫كً نصل إلى أقصى القربة‬

‫فالناس هنا‬

‫نفضوا فكري‬

‫وأنا قد جبت ألؼسلهم‬

‫وألدخل أوهامً الثرة‬

‫فً أدمؽهم‬

‫الثانً‪ :‬حسنا تفعل‬

‫فالناس تمادوا فً الحلم‬

‫وؼدوا فً عطر زجاجته‬

‫فلنؽسلهم‬

‫طوعا‪ ...‬كرها‪ ...‬كرها‪ ...‬طوعا‪.‬‬

‫‪ٔ٘ٙ‬‬
‫وٌستمر الصراع وٌنمو الحدث لٌصل المشهد إلى ذروة التؤزم وذلك بظهور طفل‬
‫آخر من خبلل الفتحة التً بالجدار‪ ,‬وٌسؤل‪:‬‬
‫الطفل الثانً ‪ :‬ماذا فً تلك الؽسالة ؟‬
‫األول ‪ :‬مزمار الفٌران السحري‬
‫الثانً ‪ :‬ماذا تقصد‬
‫األول ‪ :‬تلك الؽسالة‪ ..‬ؼسلتنً‬
‫فنسٌت األهل ولم أبصر‬
‫إال أنً أمشً فً طرق ملتوٌة‬
‫أبحث عن نفسً فً دأب‬
‫لكنً لم أبصر إال‬
‫ظبل‪ ...‬ظبل‬
‫أراجوزا ٌرقص فً سٌرك‬
‫‪......................‬الخ‬
‫الثانً ‪ :‬وأنا مثلك‬
‫نزعوا وتدي‬
‫فؽدوت أسٌر ببل رشد‬
‫نزعوا عنوانً‬
‫أربطتً‬
‫ؼسلوا أوراقً‪ ...‬ذاكرتً‬
‫ما نفرط اللفظ‬
‫فؽدوت ألملم أحرفه‬
‫حرفا‪ ...‬حرفا‬
‫ثم تؤتً لحظة توتر وٌتحول الحدث بظهور األم التً تبحث عن طفلها وتقول‪:‬‬
‫األم ‪( :‬فً حزن) ٌا وٌلً‬

‫‪ٔ٘7‬‬
‫من ٌرجع طفلً ؟‬
‫ؼسلوه فهل ٌذكر اسمه ؟‬
‫ٌذكر ماضٌه أو أهله ؟‬
‫ٌذكر نبعه‬
‫ولن تستسلم األم وتكرر محاولة الدخول فتحفر بٌدٌها الصخر فتنكسر أظافرها‬
‫فتعاود المحاولة وتخاطب الجمهور‪:‬‬
‫لن أستسلم‬
‫ستعود األطٌار لعشً‬
‫والحابط هذا لن ٌخلد‬
‫علمنً الولدان كثٌرا‬
‫أن األحبلم بنا تولد‬
‫ولنا تولد‬
‫**وٌنتصر الكاتب للخٌر فٌنهً مشاهده بالتصمٌم علً‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬انتصار العقل‬
‫ٕ‪ -‬مواكبه الحفاظ علً الوطن المستهدؾ‬
‫وفً النهاٌة نستطٌع أن نقول إن هذه المسرحٌات تنتمى إلى الذهنٌة أو إلى‬
‫المدرسة الذهنٌة حٌث قدم فٌها الشاعر رإى فكرٌة‪,‬وأن مثل هذا اللون من‬
‫المسرحٌات ٌقوم علً حركة األفكار واصطراعها أكثر ما ٌقوم علً صراع‬
‫الشخوص‪ ,‬وفضبل عن ذلك فإن الشاعر أبدى مهاراته الفنٌة فً توظٌؾ التراث‬
‫الدٌنً والشعبً بما ٌتواءم مع الحوار‪ ,‬وكذا أحسن استخدام الرمز حٌن جعل‬
‫الطفل رمزاً لؤلمل المشرق وؼٌاب القمر والشمس رمزاً للقهر والظلم –والمارد‬
‫والؽسالة والحابط رمزا للخوؾ والهدم وهكذا‪...‬‬
‫كما استطاع الشاعر أن ٌوابم بٌن الشخصٌة وبٌن اللؽة من خبلل طبٌعة الشخصٌة‬
‫ومستواها االجتماعً‪ ,‬فؤحٌانا نبلحظ أن هناك أجزا ًء بالعامٌة وأخرى بالفصحى‬

‫‪ٔ٘1‬‬
‫وثالثة بٌن الفصحى والعامٌة‪ ,‬كذلك لم تقتصر لؽته علً الحوار فحسب لكن‬
‫استخدام المناجاة الفردٌة أو المنولوج الداخلً‪ ,‬وهو عبارة عن خطبة تلقٌها‬
‫الشخصٌة لنفسها بصوت مسموع دون مقاطعة‪ ,‬وفً هذه الحالة تعبر الشخصٌة‬
‫عن بعض أفكارها الداخلٌة ودوافعها‪.‬‬
‫ومثل ذلك حدٌث الطفل لنفسه فً المشهد األول والطفل المارد‬

‫ٌقول الطفل مخاطبا نفسه‪:‬‬

‫ٌا لطؾ هللا!!‬

‫ماذا أبصر‬

‫(ٌمسك العلبة وٌقلبها فً كفٌه)‬

‫سرا؟‬
‫ال أدري هل تحمل ً‬

‫أمرا؟‬
‫أم تخفً داخلها ً‬

‫افتحها‪...‬ال ‪...‬لن افتحها‬

‫شرا‬
‫قد تخفً داخلها ً‬

‫لكن قد تحوي ٌا ربً‬

‫صرخة باخرة فً محنة‬

‫وٌستطرد‪.....‬‬

‫هل أذهب كً أخبر أبت؟‬

‫أم أحملها للبٌت؟‬

‫أم اتركها فتصادؾ النسان ؼٌري‬

‫‪ٔ٘9‬‬
‫ٌا عقلً‪ ...‬قل لً‪ٌ ...‬ا عقلً‬

‫فالعلبة شؽلت تفكٌري‬

‫أفتٌنً هٌا ٌاعقلً‬

‫أما عن اإلٌقاع فواضح أن الشاعر قد اعتمد علً تفعٌلة بحر الخبب "فعلن فعلن"‬
‫وهً تتمشً كثٌرا ومشاهد الؽناء والرقص التً سٌطرت علً كل المشاهد‪ .‬هذا‬
‫والمسرحٌات فً مجملها تنم على وعً كاتبها وإلمامه بعناصر المسرح الشعري‬
‫من زواٌاه المختلفة‪.‬‬

‫ٓ‪ٔٙ‬‬
‫انفصم انسابع‬
‫نُحات بغدادٌة‬
‫مسرحٌة شعرٌة ألحمد شلبى‬

‫كتبت هذه المسرحٌة‬

‫بعد الؽزو األمرٌكى للعراق‬

‫ٖٕٓٓ‬

‫ٔ‪ٔٙ‬‬
ٕٔٙ
‫اللوحة األولى‬

‫( األسد )‬

‫الشخصٌات‬

‫الخلٌفة ‪ :‬أبو جعفر المنصور‬

‫جم ٌع من كبار رجال الدولة حول الخلٌفة‬

‫لمن حولو ‪:‬‬ ‫الخميفة‬

‫بشار بن برٍد‬
‫‪ -‬كيف ُ‬

‫القبيح –‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬ذلك األعمى‬

‫‪ -‬كيف ييجونا ؟‬

‫الجحيم ؟‬
‫ْ‬ ‫يعمم أنى سوف أصميو‬
‫أال ُ‬

‫الزنديق يا موالى‬
‫ُ‬ ‫إنو‬ ‫أحد الجالسين ‪:‬‬

‫الكمب ييجو‬
‫ُ‬ ‫كيف ىذا‬ ‫آ َخر ‪:‬‬

‫ِ‬
‫الناس ‪...‬‬ ‫سيد‬
‫َ‬

‫ٖ‪ٔٙ‬‬
‫أمير المؤمنين؟‬
‫َ‬

‫لعن ُة اهلل عميو‬ ‫جماعة من‬

‫"سويا " ‪:‬‬ ‫الجالسين‬

‫كان زنديقا لعينا‬

‫بشار بن برٍد ‪،‬‬


‫أنبأونى أن َ‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫قال فى ٍ‬
‫شعر لو ‪ :‬ال َّ‬
‫بد من قتمى‬

‫ِ‬
‫عميو‬ ‫لعن ُة اهلل‬ ‫الجالسون ‪:‬‬

‫لعنة اهلل عميو‬

‫كمبا أثيما‬
‫يا لو ً‬ ‫أحدىم ‪:‬‬

‫كمب ‪..‬‬
‫إنو ـ بالفعل ـ ٌ‬ ‫آخر‬

‫" مكمال " ‪:‬‬ ‫الخميفة‬

‫ِ‬
‫الناس‬ ‫ثم يدعو ال لتفاف‬

‫الناس‬
‫ُ‬ ‫حول العمويين الذين انخدع‬

‫بدعواىم ىنا ‪.....‬‬

‫ٗ‪ٔٙ‬‬
‫حول إبراىيم بن عبد اهلل بالبصرة ‪.‬‬

‫مد " بالخالفة ‪ ...‬فى المدين ْة‬


‫حيث يدعو ألخيو " مح ْ‬

‫" ثم يمتفت الى كاتبو " ‪:‬‬

‫كالم بن برد‬ ‫ِ‬


‫القوم َ‬
‫ُ‬ ‫أسمع‬

‫سيدى ‪..‬‬ ‫الكاتب‬

‫أستغفر اهلل – يا موالى –‬

‫جمع‬
‫أن ألقيو فى ٍ‬

‫ال عميك ‪...‬‬ ‫الخميفة‬

‫اق أر‬

‫بتأثر ‪:‬‬ ‫الكاتب‬

‫لعنة اهلل عميو ‪..‬‬

‫ذلك الزنديق قال ‪:‬‬

‫جعفر ما طول عيش ِ‬


‫بدائم‬ ‫ٍ‬ ‫أبا‬

‫قميل بسـ ِ‬
‫الم‬ ‫وال سـالم عما ٍ‬
‫ٌ‬

‫عمى الممك الجبار يقتحم الردى‬

‫ويصر ُعو فى المأزق المتالحم‬

‫كأنك لم تسمع بقتـل متــوج‬

‫٘‪ٔٙ‬‬
‫عظيم ‪ ..‬ولم تسمع بقتل األعاجم‬

‫منتفضا ‪:‬‬ ‫أحد الجالسين‬

‫عفوا موالنا‬

‫كافر‬
‫فمن نصغى ليذا القول من ْ‬

‫قال ‪...‬‬
‫إن يكن قد قال ما ْ‬ ‫آخــر ‪:‬‬

‫فيناك المادحون الصادقون الواقفون‬

‫ببابك موالى ‪...‬‬

‫فدعيم‬

‫ضاحـكا ‪:‬‬

‫اء بباب الرجاء ؟‬


‫وىل بقى الشعر ُ‬ ‫الخميفة‬

‫يضحكـون‬ ‫الجالسون‬

‫‪ٔٙٙ‬‬
‫لقد فشل الشعراء‬ ‫أحدىم‬
‫وولَّ ْوا جميعا‬
‫ولم يحظَ أحد منيم بأعطية مرةً‬
‫ولكن موالى كيف اىتدى لتمك الوسيمة ؟‬
‫َّ‬ ‫الخميفة‬
‫ضاحكا ‪:‬‬
‫منيم ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫لقد ُج َّن عق ُل الذى قد أتى‬
‫فإنى أحفظ منو القصيدة‬ ‫َ‬
‫إذا قاليا – مرة واحدة ـ‬
‫فأوىمو‬
‫أنيا لسواه من الشعراء ‪...‬‬
‫يضحكون ‪......‬‬ ‫الجميع‬

‫مكمال ًً ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫وآمر ىذا الغالم‬
‫( مشي ار إليو )‬
‫بإلقائيا‬
‫أنشدىا لمذى قاليا ‪..‬‬
‫َ‬ ‫بعد أن‬
‫غالمى يحفظ من مرتين‬
‫َ‬ ‫ألن‬
‫وخمف الستار‬
‫( مشي ار إليو )‬
‫ترددىا الجارية ‪...‬‬
‫وذلك بعد ثالث‬
‫ِ‬
‫اليروب‬ ‫فال يممك الشاعر غير‬
‫الخجل‬
‫ْ‬ ‫وغير‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ارتياب‬ ‫وغير‬

‫‪ٔٙ7‬‬
‫ُي َج ُّن بو عقمُ ُو ‪...‬‬

‫" في إعجاب "‬ ‫الجالسون‬

‫كذاك‬

‫ورب السماء –‬
‫‪ِّ -‬‬

‫ىي العبقري ْة‬

‫" مناديا "‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫أحد ؟‬
‫أثَ َّم من الشعراء ْ‬

‫أجل سيدى‬ ‫الحاجب ‪:‬‬

‫بدوى ‪ ...‬لو ىيئة رث ٌة‬


‫ٌّ‬ ‫شاعر‬

‫ال يميق بو من دخول‬

‫فدعنا نره‬ ‫الخميفة‪:‬‬

‫يدخمو الحاجب‬

‫"يمبس جوخة مفرجة من وراء‬

‫ومن قدام " يضرب لثاما لم يبين منو غير عينيو "‬

‫فإنى امتدحتك‬ ‫الشاعر ‪:‬‬

‫يا سيدى‬

‫‪ٔٙ1‬‬
‫بقصيدة‬

‫فإن لم تكن لك تمك القصيد ْة ‪..‬‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫منعنا العطية‬

‫ان ت ُك لك‬
‫وْ‬

‫وزن ال‬
‫منحناك قدر الذى ىى مكتوبة فيو َ‬

‫فييا ابتدئ‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫" ويبتسم الخميفة لمغالم ‪...‬الذى يشير الى الجارية من خمف الستار"‬

‫الشاعر‬
‫" منشدا " ‪:‬‬

‫ِ‬
‫الثمل‬ ‫قمب‬
‫ىيـــَّــج َ‬ ‫صوت صفير البمبل‬

‫الم َق ِل‬
‫لحظ ُ‬
‫من غنج ْ‬ ‫الماء والـــزىر معا‬
‫ُ‬
‫" يزيد ابتسام الخميفة لمغالم‬

‫مستسيال القصيدة "‬

‫( يكمل الشاعر ) ‪:‬‬

‫وم ْولمى‬
‫وســـؤددى َ‬ ‫وأنت – حقا – سيدى‬
‫غــــ َز ٍ‬
‫يل عـقنقمى‬ ‫وكم وكم تيمنـــى‬
‫ُ‬
‫ـ بالوىم ـ ورد الخجل‬ ‫ِ‬
‫وجنتو‬ ‫ت من‬ ‫قطفـــ ُ‬
‫فمم ُي ِجـ ْد بالقُـبـَــ ِل‬ ‫سـبستنى‬
‫س ُب ْ‬
‫وقمت ‪ُ :‬ب ْ‬

‫‪ٔٙ9‬‬
‫وقـد غـدا ـ ميرولى‬ ‫وقــال ‪ :‬ال ال ال لال‬

‫" يبدى الحاضرون إعجابيم بالشاعر ‪...‬‬


‫وتبدو مالمح االستغراب عمى وجو الخميفة‬
‫ويبدى حيرتو لمغالم من لغة القصيدة ‪ ،‬الذى يبادلو االستغراب نفسو "‬

‫ويواصل الشاعر‪:‬‬
‫قيــوة كالعسل‬ ‫ٍ‬
‫وفتية سقَــ ْيننى‬
‫أزكـى من القرنفل‬ ‫شممتُيا فى أنففى‬
‫السر ْولمى‬
‫بالزىر و َ‬ ‫حس ٍن‬ ‫بس ٍ‬
‫تتان َ‬ ‫فى ْ‬
‫والطبل طبطبطبمى‬ ‫والعود دندندنـمى‬

‫" الجميع يبدى دىشتو واستغرابو "‬

‫ِ‬
‫أعـزل‬ ‫عمى حمار‬ ‫فـمو ترانى راكبا‬ ‫(يكمل الشاعر) ‪:‬‬
‫كمشية العرْنجـل‬ ‫يمشى عمى ثـالثة‬
‫فى السوق بالبقممى‬ ‫والناس قد ترجمنى‬
‫خمفى ومن ُحويممى‬ ‫كعمى‬
‫كع َ‬ ‫كع ْ‬ ‫و ُّ‬
‫الكل ْ‬
‫من خشية فى عقمى‬ ‫لكن مشيت ىاربا‬
‫معظــم م َبــج ِ‬
‫َّل‬ ‫ُ‬ ‫إلى لقاء ممِــك‬
‫حمـراء كالدمدممى‬ ‫ٍ‬
‫بخــمعة‬ ‫يأمر لى‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫كالدلدل‬ ‫ٍ‬
‫ببـــغدد‬ ‫أج ُّـر فييا ماشيا‬
‫ُ‬

‫وسط استغراب الجميع‬ ‫الخميفة‬


‫– يشير لمغالم –‬
‫الذى يشير بعدم الحفظ‬

‫ٓ‪ٔ7‬‬
‫ويشير خمف الستار لمجارية ‪..‬‬
‫التى تشير بعدم الحفظ أيضا‬

‫" بشعور اليزيمة " ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫كتبت عميو القصيدة‬
‫َ‬ ‫فيات الذى قد‬

‫بخبث ‪:‬‬ ‫الشاعر‬


‫أنا لم أجد ‪..‬‬
‫يا سيدى‬
‫من ورق‬
‫فجئت ‪........‬‬
‫( ناظ ار الى الباب )‬

‫بدىشة ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫فجئت بماذا ؟‬

‫" مشي ار " ‪:‬‬ ‫الشاعر‬


‫بيذا ‪...‬‬
‫" ويدخل رجال معمود من الرخام ضخم "‬

‫" وقد زاد اندىاشا "‬ ‫الخميفة‬


‫وما ذاك ؟‬

‫عمود رخام ‪..‬‬


‫ُ‬ ‫الشاعر ‪:‬‬
‫نقشت عميو القصيدة ‪...‬‬
‫" عمود عتيق "‬
‫( بحزن وخبث )‬

‫ٔ‪ٔ7‬‬
‫تبقَّى لنا من أبى‬

‫منيا ار ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫ِز ًِ ُنوا قدر ىذا العمود‬

‫"الجالسون مندىشون "‬

‫" صائحا " ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أحدىم‬


‫وأى الخزائن‬
‫تمك التى‬
‫قد تفى‬
‫بما قد وعدت‬
‫حائ ار ‪:‬‬ ‫الخميفة‬
‫إذن –‬
‫ما العمل ؟‬
‫( وىنا يضحك الشاعر )‬

‫" بميفة " ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫فمن أنت ؟‬
‫( يكشف الشاعر عن وجيو )‬

‫األصمعى‬
‫ُّ‬ ‫أنا‬ ‫الشاعر ‪:‬‬

‫أأنت ؟‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫أجل سيدى‬ ‫األصمعى‬


‫إننى األصمعى‬

‫ٕ‪ٔ7‬‬
‫فعمت الذى قد فعمت‬
‫ألنك‬
‫– يا سيدى –‬
‫قد منعت العطايا عن الشعراء‬

‫أتفعل ىذا ؟‬ ‫الجميع ‪:‬‬


‫أال تستحى ؟‬
‫الخميفة ‪:‬‬
‫مشي ار لمجميع ‪:‬‬
‫ىدوءا ‪ ..‬ىدوءا‬

‫أنا سوف أمنح‬


‫أصمعى –‬
‫ُّ‬ ‫– يا‬
‫يظن الزنادق ُة الممحدون‬
‫لئال َّ‬
‫بأن الذى قالو بن برد‬
‫ىو الحق‬

‫إنى أريد‬
‫مدح‬
‫قصائد ٍ‬
‫ِ‬
‫بالدين‬ ‫ُّ‬
‫تمف الخميف َة‬
‫تمبسو‬
‫لمنبى‬
‫ِّ‬ ‫بردةً‬
‫وتجع ُل‬
‫تمك الخالف ْة‬
‫منقمدة إليو‬
‫فمم ت ُك تصمح إال لو‬

‫ٖ‪ٔ7‬‬
‫يصمح إال ليا‬
‫ُ‬ ‫ولم ي ُك‬
‫أريد‬
‫خطاب القصائد‬
‫ِ‬
‫القداسة‬ ‫ينفث ِسحر‬
‫فى ‪:‬‬
‫حكمنا‬
‫ِجدِّنا‬
‫ىزلنا‬
‫نومنا‬
‫صحونا‬
‫حربنا‬
‫ِسممنا‬
‫قتمنا‬
‫عفونا‬

‫ُّ‬
‫الحق يا سيدى‬ ‫لك‬ ‫الجميع ‪:‬‬

‫مواصال ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫أال تذكرون بأنى‬
‫َأرَيتُ منامياً قديماً‬
‫شغمتُ كثي ارً‬
‫بو قد ُ‬
‫أال تذكرون ؟‬

‫( ويمتفت إلى بعض الجالسين ) ‪:‬‬


‫محمد‬
‫عيسى‬

‫ٗ‪ٔ7‬‬
‫أال تذكرون ؟‬
‫أنا لست أذكر يا سيدى‬ ‫محمد ‪:‬‬
‫عفواً ومعذرة سيدى‬ ‫عيسى ‪:‬‬
‫فإنا شغمنا بأعداء موالى‬
‫من أىل بيتوْ‬
‫كذاك شغمنا‬ ‫محمد ‪:‬‬
‫تستتب األمور‬
‫َّ‬ ‫بأن‬
‫ٍ‬
‫جعفر‬ ‫فإنا فداء أبى‬
‫‪.........‬‬
‫ولكن‬
‫‪..............‬‬

‫ولكن ‪ .......‬ماذا ؟‬
‫َّ‬ ‫الخميفة ‪:‬‬
‫فرؤيا الخميفة ليست‬
‫كأية رؤيا‬
‫لقد كان البد أن تكتبوىا‬
‫الذىب‬
‫ْ‬ ‫بماء‬
‫صبى تُعمق‬
‫ٍّ‬ ‫وفى جيد كل‬

‫أال تذكرون ؟‬

‫فإنى رأيت الرسول الكريم‬


‫يكور لى بيديو عمامة‬
‫ِّ‬

‫وقال‬
‫ـ عميو الصالة وأزكى السالم ـ ‪:‬‬

‫٘‪ٔ7‬‬
‫إلٌك إلٌك‬
‫أبا الخلفاء لٌوم القٌامة‬

‫عميو السالم‬ ‫الجميع ‪:‬‬


‫وأزكى السالم‬
‫أٌسمح لى سٌدى‬ ‫طيفور‬
‫أن أبوح بسر نبوءة أ ُ ِّم األمٌر‬
‫" بسعادة ولهفة " ‪:‬‬ ‫الخميفة‬

‫فإنك ‪ -‬طٌفور ‪-‬‬


‫المقرب‬
‫َّ‬ ‫مولى األمٌر‬
‫فقل ما تشاء‬

‫‪:‬‬ ‫طيفور‬
‫لقد حدث َتنى " سبلمة "‬
‫‪ -‬أم األمٌر ‪-‬‬
‫ربى أم األمٌر‬
‫وٌرحم َ‬
‫‪:‬‬ ‫الجمٌع‬

‫أجل ‪.....‬‬
‫ٌرحم هللا أم األمٌر‬ ‫طٌفور‬

‫مواصبل الحدٌث ‪:‬‬


‫لقد حدثتنى‬
‫فقالت ‪:‬‬
‫ُ‬
‫حملت‬ ‫" ولما‬
‫ـ إذن ـ‬

‫‪ٔ7ٙ‬‬
‫بؤبى جعفر ‪....‬‬
‫رأٌت‬
‫( وٌنظر الخلٌفة إلى الخلٌفة وٌواصل ) ‪:‬‬

‫وعفوا‬
‫رأت ‪...‬‬

‫( وٌتعلثم بعض الشىء ) وٌواصل ‪:‬‬


‫تقول " سبلمة " أم جعفر ‪:‬‬
‫رأٌت أسدا‬
‫– خارجا –‬
‫ٌزأر من فرجها‬
‫ثم أقعى‬

‫وماذا ؟‬ ‫بختيشوع‬
‫تحدث‬
‫فإنك شوقتنا‬

‫طيفور‬
‫مواصال الحديث ‪:‬‬
‫األس ُد‬
‫تجمعت ْ‬
‫من حوله‬
‫س َّجدا‬
‫ُ‬

‫‪ٔ77‬‬
‫س َّجدا‬
‫ُ‬ ‫األصمعى‬

‫أجل ‪......‬‬
‫رحم هللا ُ أم األسد‬

‫الجميع‬

‫الخلٌفة‬

‫المهندس‬
‫الخلٌفة‬

‫بختشوع‬

‫الخلٌفة‬

‫المنجم‬
‫الخلٌفة‬

‫‪ٔ71‬‬
‫أجل ‪.......‬‬ ‫الجمً‬
‫رحم هللا أم األسد‬ ‫المنجم‬
‫دعونا الى ما أردت‬
‫فإنى أرٌد بناء المدٌنة‬
‫( وٌتوجه الى أحد الجالسٌن ) ‪:‬‬
‫فماذا ٌقول المهندس ؟‬
‫لنعم المكان الذى أردت‬
‫متوجها الى بختشوع " الرومى "‬
‫وماذا ٌقول الطبٌب ؟‬
‫أفض بختشوع‬
‫هو القول ‪.......‬نعم التراب‬
‫ونعم الهواء‬
‫متوجها الى أحد الجالسٌن ‪:‬‬
‫وماذا ٌقول المنجم ؟‬

‫أرى المشترى داخل القوس‬


‫أخبر ‪.....‬وهذا عبلم ٌدل ؟‬

‫تدل النجوم على خٌر تلك المدٌنة‬


‫وطول الزمان بها‬ ‫وفقر األنام إلٌها‬
‫ِ‬

‫‪ٔ79‬‬
‫ولٌست بها الخلفا ُء تموت‬

‫إذن تلك بشرى سعٌدة‬ ‫‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫وماذا ُتس َّمى المدٌنة؟‬

‫تسمى المدٌنة باسم المكان‬ ‫الميندس ‪:‬‬

‫وما االسم ؟‬ ‫الخميفة ‪:‬‬

‫بؽداد‬ ‫الميندس ‪:‬‬


‫"مقاطعا " ‪:‬‬ ‫األصمعى‬

‫بل نقول ‪:‬‬


‫( السبلم )‬
‫نرٌد بناء السبلم‬
‫فبؽداد ٌا سٌدى فارس ٌَّ ْة‬
‫بمعنى ‪:‬‬
‫" عطاء الصنم "‬

‫لك الحق ٌا أصمعى‬ ‫الخميفة‬


‫وال عجب‬
‫اللؽوى‬
‫ُّ‬ ‫إنك‬

‫ٓ‪ٔ1‬‬
‫وإنك رواٌة الشعر عند العرب‬

‫أقول‬
‫‪ -‬كما قلت –‬
‫نرٌد بناء السبلم‬
‫فهٌا اجمعوا كل أمر لها‬
‫ولتكن دابرة‬
‫ولٌكن قصرنا وسطها‬

‫فهٌا نش ٌِّ ُد دار السبلم‬


‫للعرب‬
‫ْ‬ ‫لتصبح حاضرة‬
‫وتصبح َ‬
‫رمز الحضار ِة‬
‫مرسى العلوم‬
‫األدب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بلوغ‬

‫صوت ختام‬
‫من خارج المسرح ‪:‬‬

‫أعاينت فى طول البالد وعرضيا‬


‫كبغداد – دا ار ‪ -‬إنيا جنة األرض‬

‫ٔ‪ٔ1‬‬
‫اخضر عوده‬
‫صفا العيش فى بغداد و َّ‬
‫غض‬
‫وعيش سواىا غير صاف وال ِّ‬
‫ُ‬

‫اللوحة الثانٌة ‪:‬‬

‫( ليمة بغدادية )‬

‫الشخصٌات ‪:‬‬

‫‪ :‬أمير المؤمنين‬ ‫ىارون الرشيد‬


‫‪ :‬الوزٌر‬ ‫جعفر البرمكً‬
‫‪ :‬أخت الرشٌد‬ ‫العباســة‬
‫ابراهٌم بن المهدى ‪ :‬أخو الرشٌد و المؽنى العباسى‬
‫علٌة بنت المهدى ‪ :‬أخت الرشٌد و المؽنٌة العباسٌة‬
‫‪ :‬المؽنى العباسى المشهور‬ ‫إسحق الموصلى‬
‫‪ :‬المؽنى المشهور " تلمٌذ إسحق الموصلى"‬ ‫زرباب‬
‫‪ :‬الشاعر‬ ‫أبو نواس‬
‫‪ :‬الشاعر‬ ‫أبو العتاهٌة‬

‫ٕ‪ٔ1‬‬
‫‪ :‬زوج هارون الرشٌد‬ ‫زبٌدة‬
‫‪ :‬قابد عسكرى‬ ‫هرثمة بن أعٌن‬
‫‪" :‬عبد وحاجب" هارون الرشٌد‬ ‫مسرور‬

‫قصر هارون الرشٌد‬ ‫المشيد‬


‫ٌتصدر هارون المجلس‬
‫وأمامه جعفر البرمكً ‪,‬‬
‫وبٌنهما لوحة الشطرنج –‬
‫وتتوسط بٌنهما العباسة أخت الرشٌد ‪......‬‬
‫التى تتبادل النظرات‬
‫– خلسة – مع جعفر ‪......‬‬
‫والرشٌد منهمك فى التفكٌر فً الشطرنج‬

‫" بزهو" ‪:‬‬ ‫الرشيد‬


‫قد انتهى الدور‬
‫ـ إذن ـ‬
‫ٌاجعف ُر‬

‫ٖ‪ٔ1‬‬
‫وهو ٌنظر إلى العباسة ثم إلى الرشٌد ‪:‬‬ ‫جعفر‬
‫ثمة فرصة أخٌرة‬
‫لٌنجو الوزٌر‬

‫( ناظرا الى أخته ثم الى جعفر ) ‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫أال ترٌد أن تقر بالحقٌقة ؟‬

‫( فى اضطراب وفزع ) ‪:‬‬ ‫جعفر‬


‫أى حقٌقة بها أقر ؟‬
‫َّ‬

‫بؤن خطوتى المفاجبة‬ ‫‪:‬‬ ‫الخميفة‬


‫الوزٌر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫نهاٌة‬ ‫فٌها‬
‫( وٌمد الخلٌفة ٌده نحو رقعة الشطرنج‬
‫فتؤتى العباسة بحركة مفاجبة ‪..‬‬
‫تسقط معها أحجار الشطرنج على اللوحة )‬

‫فى تلعثم ‪:‬‬ ‫العباسة‬


‫موالى عفوا‬

‫ما قصدت‬
‫ما قصدت‬

‫ٗ‪ٔ1‬‬
‫مبلطفا أخته ‪:‬‬ ‫الرشيد‬
‫أختاه‬
‫ٌاعباسة اللطٌفة‬
‫أٌها األمٌرة الجمٌلة الشرٌفة‬
‫كم تعلمٌن‬
‫ما أكنه بقلبى من محبة‬

‫ٌا موالى‬ ‫العباسية ‪:‬‬


‫ما علٌك ٌا أختاه‬ ‫ىارون ‪:‬‬
‫هذا خاتمى الزمرد الكبٌر‬
‫ضعٌه فى إصبعك الرقٌق‬

‫أكان هذا شرؾ اللهبة ٌا موالى ؟‬ ‫جعفر ‪:‬‬

‫تعلم ٌا جعفر أنى‬ ‫الرشيد ‪:‬‬


‫أحار‬
‫ْ‬ ‫بٌن حبٌن‬
‫فبٌن حبى لوزٌرى جعفر‬
‫وبٌن حبى ألختى الطاهرة‬

‫جعمت مجمسى بينكما‬


‫ُ‬ ‫لذا‬

‫٘‪ٔ1‬‬
‫( وهو ٌنظر الى العباسة ) ‪:‬‬ ‫جعفر‬
‫فداك نفسى ٌا أمٌر المإمنٌن‬

‫( ألخٌها ) ‪:‬‬ ‫العباسة‬


‫فُ َ‬
‫دٌت من أخ‬
‫ومن ملِ ْك‬

‫صابحا ‪:‬‬
‫هٌا فؤدخلوا القٌان والجوارى‬
‫وابدأوا الؽناء والقصابد‬

‫وأكثروا الشراب والطعام‬

‫ً‬
‫وطاعة لموالى‬ ‫سمعا‬

‫( ٌتقدم إبراهٌم بن المهدى أخو الرشٌد ممسكا بعوده‬


‫ٌقبل األرض بٌن ٌدى أخٌه )‬

‫أهبل ـ إبراهٌم بن المهدى ـ أخى‬


‫والموسٌقى الفنان‬
‫ِّ‬ ‫أهبل بالشاعر ‪...‬‬

‫أهبل بؤخى ملك الدنٌا‬

‫‪ٔ1ٙ‬‬
‫( تتقدم ُعل ٌّة بنت المهدى أخت الرشٌد ممسكة بعودها‬
‫وتقبل ٌد أخٌها )‬

‫َ‬
‫بعلٌة أختى‬ ‫أهبل‬
‫أهبل بالشعر وبالطر ِ‬
‫ب‬
‫ترنٌمة هذى الدنٌا لبى العباس‬

‫( ثم ٌشٌر من بعٌد إلسحق الموصلى الممسك بعوده ) ‪:‬‬


‫اجلس إسحق‬

‫( ٌسرع إسحق مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد )‬

‫" الرشٌد ٌواصل حدٌثه " ‪:‬‬


‫ومن الممسِ ُك بالعود ؟‬

‫هذا تلمٌذى " زرٌاب "‬

‫( ٌسرع زرٌاب مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد )‬

‫أٌن أبو نواس ؟‬

‫‪ٔ17‬‬
‫( ٌسرع مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد ) ‪:‬‬
‫هذا موالك ٌا موالى‬

‫(ثم ٌسرع أبو العتاهٌة مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد ) ‪:‬‬

‫(ٌشٌر بالجلوس ) ‪:‬‬


‫رب ‪,‬‬
‫ه ٌّا فلنط ْ‬
‫ولنشرب‬
‫ْ‬

‫( ٌبدأ الجمٌع فى ؼناء جماعى ‪ ,‬ونظارات ٌختلساها جعفار والعباساة‬


‫لآلخر ‪ ,‬ثم ٌنصرفان مع انشؽال الجمٌع بالؽناء والشراب )‬
‫ٌؽنى إبراهٌم بن المهدى ‪:‬‬
‫طرقتك ـ زابر ًة ـ فح ٌِّى خٌالها‬
‫بٌضا ُء تخلط بالحٌاء جمالها‬
‫هل تطمسون من السماء نجومها‬
‫بؤك ِّفكم ‪ ...‬أو تسترون خٌالها‬

‫( الجمٌع فى نشوة ‪ ..‬والرشٌد تحٌط به الجوارى )‬

‫" وتؽنى ُعل ٌّة " ‪:‬‬


‫منفصل ٌ عنى ‪ ,‬وما‬

‫‪ٔ11‬‬
‫قلبى عنه منفصلْ‬
‫ٌا قاطعى الٌو َم ‪ :‬فمن‬
‫َ‬
‫نوٌت بعدى أن تصل ؟‬

‫( ٌتقدم إسحق للؽناء مع تماٌل الراقصات ‪ ,‬ونشوة الرشٌد‬


‫وٌمسك إلسحق بعوده وٌؽنى ) ‪:‬‬

‫ألى وضمتنى لترشفنى‬


‫مالت َّ‬
‫ص ِن‬
‫كما ٌمٌل نسٌم الرٌح بالؽ ُ‬
‫وأعرضت ثم قالت وهى باكٌة‬
‫تكن‬
‫ٌا لٌت معرفتى إلٌاك لم ِ‬

‫ثم تقدم زرٌاب للؽناء ‪...‬‬


‫وتوجه نحو الرشٌد حتى اقترب من مجلسه وؼنى ‪:‬‬

‫ٌا أٌها الملك المٌمون طلعته‬


‫هارون ‪ ,‬راح إلٌك الناس وابتكروا‬

‫وأخذ ٌرددالحن أمام الرشٌد المبتهج‬

‫" محدثا نفسه بصوت لفت إلٌه الجالسٌن بجواره ‪,‬‬


‫وهو فى حالة ؼٌظ " ‪:‬‬

‫‪ٔ19‬‬
‫ألخرجنك من بؽداد أجمعها‬
‫زرٌاب‬
‫ُ‬ ‫ولن تعود لهذا القصر ‪:‬‬

‫" محدثا إسحق "‪:‬‬


‫زرٌاب‬
‫ُ‬ ‫ما رأى إسحق فٌما قال‬

‫" بؽٌظ " ‪:‬‬


‫الرأى رأى أمٌر المطربٌن‬
‫فقط‬
‫زرٌاب‬
‫ُ‬ ‫أنا المعلم ‪ ,‬والتلمٌذ‬

‫لقد أحسنتم ـ وهللا ـ‬


‫فى هذا الؽناء‬
‫حملوهم بالهداٌا والعطاٌا‬

‫" ثم ٌنظر نحو أبى نواس "‪:‬‬


‫أبا نواس هات ما عندك‬

‫َ‬
‫ولٌلة أقبلت فى القصر سكرى‬

‫ٓ‪ٔ9‬‬
‫س ْك َر الوقا ُر‬
‫ولكنْ ز ٌَّن ال ُّ‬
‫وقد سقط الردا عن منكبٌها‬
‫من التخمٌش وانحل َّ اإلزا ُر‬
‫َّ‬
‫وهز الرٌح أعطافا ثقاال‬
‫وصدرا فٌه رمان صؽـار‬
‫فقلت ‪ :‬الوع ُد سٌدتى ‪ ,‬فقالت ‪:‬‬
‫كبلم اللٌل ٌمحوه النها ُر‬

‫جزاك هللا ٌا فاجر‬


‫أمس معى‬
‫ِ‬ ‫كؤنك كنت‬

‫" ثم ٌنظر نحو أبى العتاهٌة " ‪:‬‬


‫إذن ألبى العتاهٌة الختام‬

‫ح‬
‫خانك الطرؾ الطمو ُ‬
‫ح‬
‫أٌها القلب الجمو ُ‬
‫لدواعى الخٌر والشر‬
‫ح‬
‫دنــو و نـزو ُ‬
‫ٌّ‬
‫هل لمطلوب بذنب‬
‫توبة منه نصوح‬

‫ٔ‪ٔ9‬‬
‫كٌؾ إصبلح قلوب‬
‫إنما هـنَّ قروح‬
‫أحسن هللا بنا ‪ ,‬أنَّ‬
‫الخطاٌا ال تفوح‬

‫لقد أشجٌتنى بجمال شعرك‬


‫وقد ن َّبهتـنى بعمٌق زهدك‬

‫فهٌا ـ أٌها الجم ُع ـ انصرافا‬

‫( ٌنصرؾ الجمٌع )‬

‫تدخل " زبٌدة " زوجة الرشٌد‬


‫وتلقى بردابها ووشاحها ‪ ,‬فتكشؾ عن جمال أخاذ "‬

‫" وقد لعبت به الشمول " ـ مداعبا زبٌدة ـ ‪:‬‬

‫جمٌل أن تجٌبى ٌا زبٌدة‬


‫المرمر‬
‫ْ‬ ‫كؤنك قطعة‬

‫" وٌمٌل مقببل وجنتها " ‪:‬‬

‫ٕ‪ٔ9‬‬
‫كؤنكِ فى فمى السكر‬

‫" وٌتحسس كتفٌها الناعمٌن األبٌضٌن " وٌواصل ‪:‬‬

‫وإن مؤل النساء قصور قلبى‬


‫األكبر‬
‫ْ‬ ‫حبى‬
‫َ‬ ‫فإنك‬

‫" وهى تتحسس صدره وتتلوى بٌن ٌدٌه " ‪:‬‬

‫أمٌر المإمنٌن ـ فدتك نفسى ـ‬


‫لكم أخشى علٌك من العوادى‬

‫" وتنفلت منه ‪ ..‬وتبدى الحزن ‪ ,‬على بعدخطوات "‬

‫وما تخ َ‬
‫شٌن ؟‬
‫قولى ٌا زبٌدة‬
‫فؤن ِ‬
‫ت سوى النساء جمٌعهن‬
‫فؤنت الحب ‪..‬‬
‫أنت الزوج ‪..‬‬
‫بنت العم ‪..‬‬
‫ولدى األمٌر‬ ‫أم محم ٍد ‪..‬‬

‫ٖ‪ٔ9‬‬
‫وهذا ما أخاؾ علٌه‬

‫لقد أخرجت سحر الخمر من رأسى‬


‫فبوحى بالذى تخفٌن‬

‫مإامرة ُتحاك علٌك‬


‫مإامرة على ولدى محمد‬
‫فسل أختك‬

‫على‬
‫زبٌدة ‪ ,‬ال تدورى ّ‬

‫هى العباسة اسؤلها‬


‫وسلها عن حبٌب القلب‬

‫البرمكى ؟‬
‫ُّ‬

‫أجل ‪...‬‬
‫هو الزندٌق‬
‫أكرهه‬
‫وأمقته‬

‫ٗ‪ٔ9‬‬
‫زبٌدة ‪:‬‬
‫ما الدلٌل ؟‬

‫هما ولدان ٌا هارون‬


‫قد كانا ثمار اإلثم‬

‫زبٌدة‬
‫ال أصدق‬

‫ولٌت األمر للحد الذى كانَ‬

‫وماذا بعد هذا األمر ؟‬

‫هو الحكم الذى عزم البرامكة انتزاعه‬

‫ٌرٌدون انتزاعه ‪...‬‬


‫أكنت ُمؽ ٌَّبا عما ٌدور‬

‫" وهى ترتدى رداءها وتوارى كتفٌها وتلبس وشاحها " ‪:‬‬
‫ُ‬
‫استدعٌت هرثمة بن أعٌن‬ ‫قد‬

‫لماذا قد أتٌ ِ‬
‫ت به ؟‬

‫٘‪ٔ9‬‬
‫هو العربى ٌا موالى‬
‫الفرس‬
‫ِ‬ ‫ٌوققؾ عصبة‬
‫وٌوقؾ ذلك الزندٌق‬
‫إن والء هرثم ٍة والء مخلص حقا‬

‫لٌدخلْ هرثمة‬
‫مسرور‬

‫هو األمر ٌا موالى‬

‫" ٌدخل هرثمة ‪ٌ ,‬قبل ٌد أمٌرالمإمنٌن ‪ ,‬وٌقؾ بجوار مسرور "‬

‫وماذا عند هرثمة ٍ؟‬

‫إذا ما شبت‬
‫ـ موالى ـ‬
‫ُ‬
‫اجتثثت رإوسهم طرا‬

‫هو األمر الذى شبت‬

‫‪ٔ9ٙ‬‬
‫سؤجعل نكبة الفجار تارٌخا‬
‫سؤكتبه بنهر من دمابهمو‬
‫فبعد ـ سوٌعة ـ‬
‫ـ موالى ـ‬
‫تؤتٌك الرإوس على حد الظبى‬

‫علٌك بهم ‪..‬‬


‫وخذ عبدنا مسرور‬
‫خٌل‬
‫وخذ ما شبت من جند ‪ ..‬ومن ٍ‬
‫فإنى فى انتظار رإوس القوم ‪...‬‬
‫فلتسرع‬
‫ْ‬
‫" ٌخرج هرثمة ومسرور "‬

‫لقد أحسنت‬
‫ـ ٌا موالى ـ‬
‫ما تحمى به األسبلم‬

‫لقد خاننى األنذال‬

‫لهذا ‪...‬‬
‫عندما تؤتى رإوسهمو‬
‫ـ على حد الظبى ـ‬

‫‪ٔ97‬‬
‫بادر ‪..‬‬
‫ْ‬
‫ود ِّعم حِزبك العربى ‪:‬‬
‫هرثمة بن أعٌن‬
‫وسهل بن الربٌع‬
‫ِّ‬
‫وأخ ْر‬
‫بٌعة المؤمون " عبدهللا "‬
‫ال تهت َّم باألكبر‬
‫وخذها لؤلمٌن " محمد " أولى‬
‫فإنى‬
‫أمه الحرة‬
‫بنت العم ٌا هارونْ‬

‫ٌ‬
‫شراكسة‬ ‫وللمؤمون أخوال ٌ‬
‫جر َ‬
‫بت مكرهمو‬ ‫وقد ّ‬
‫ُ‬
‫البرامكة‬ ‫وما فعل‬
‫ولٌس هناك‬
‫فرق‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫شراكسة ٌ‬
‫ٌ‬
‫برامكة‬

‫فكل ٌ طامع محتالْ‬

‫ولكن‬

‫‪ٔ91‬‬
‫ٌا زبٌدة‬
‫كل ما أخشاه ‪...‬‬

‫وما تخشى ؟‬
‫ـ أمٌر المإمنٌن ـ إذن‬

‫أخاؾ الفتنة الكبرى‬


‫ـ إذا ولى األمٌن األمر ـ‬
‫فالمؤمون لن ٌسكت‬
‫هما ولداى‬
‫ٌا محبوبتى األحلى‬
‫هما أخوان‬
‫ٌا ب َ‬
‫نة ع ِّم َى الجبل‬

‫" تتحسس الرشٌد وتضع كفٌها على صدره " ‪:‬‬


‫أخبرك‬
‫ْ‬ ‫ألم‬
‫أن الكل محتال ٌ ؟‬
‫فلٌت األمر‬
‫عند الحد الذى قلت‬

‫‪ٔ99‬‬
‫وماذا‬
‫ؼٌر هذا األمر قد ٌحدث "‬
‫َ‬

‫" وهى تتلفت حولها "‪:‬‬


‫فإن أخاك إبراهٌم‬
‫لن ٌسكت‬
‫وهل ٌرضى بضرب العود فى قصر ْك‬
‫فف ِّك ْر ـ إذن ـ هارون‬
‫زنْ أمر ْك‬

‫زبٌدة ‪..‬‬

‫هذه األحبلم‬
‫بٌن عٌونهم تبدو‬

‫فم ِّكنْ لؤلمٌن إذنْ‬


‫ود ِّعمه‬
‫بما ٌلزم من قوة‬

‫هو األم ُر الى قل ِ‬


‫ت‬
‫إذن‬
‫حفل ُ اجتثاث رإوسهم‬

‫ٕٓٓ‬
‫ـ فورا ـ‬
‫ٌتم به‬
‫احتفال ال َعقد بالبٌعة‬

‫( محم ٌد األمٌن ُ )‬
‫ول ُى عهدى‬

‫موالى‬
‫ْ‬ ‫لقد أحسنت ٌا‬
‫لقد أحسنت لئلسبل ْم‬
‫لقد أحسنت للعر ِ‬
‫ب‬

‫" ٌدخل هرثمة ومسرور"‬

‫لقد ُجزت رإوس الخابنٌن‬


‫وقد جبنا برأس جعفر‬

‫ولكن ‪....‬‬
‫أٌن العباسة ؟‬

‫كؤن األرض‬
‫ٌا موالى‬
‫قد بلعتها‬

‫ٕٔٓ‬
‫أذابت فى مٌاه النهر ؟‬
‫أم ذابت فى ثناٌا روح جعفر ؟‬

‫لقد ص ّد ُ‬
‫قت هذا الزعم ٌا موالتى‪..‬‬

‫سلوا عنها الفرات ‪..‬‬


‫ونهر دجلة‬
‫سلوا عنها التراب‬
‫سلوا عنها الشوارع واألزقة ْ‬

‫روٌدا‬
‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬
‫وه ٌّا‬
‫فابحثوا عنها‬
‫فإن أمٌر المإمنٌن‬
‫قلق المزاج‬
‫فهدبوا أنفاس ْه‬

‫ٕٕٓ‬
‫( تتداخل أصوات فى الختام من خلؾ المسرح )‬

‫هى ارتفعت فى سماوات الم ْ‬


‫دٌنة‬
‫وقد الم األمٌر‬
‫ـ بشد ٍة ـ‬
‫حراس ْه‬

‫إ ِذ ارتسمت‬
‫على أباب بؽدا َد الحزٌنة‬
‫مبلم َح‬
‫ْ‬
‫العباسة‬ ‫أخته‬

‫دار اللهو منى‬


‫على بؽداد ِ‬
‫طرؾ‬
‫ُ‬ ‫سبل ٌم ما سجى للعٌن‬

‫وما فارق ُتها ً‬


‫لقلى ‪ ...‬ولكن‬
‫صرؾ‬
‫ُ‬ ‫تناولنى من الحدثان‬
‫لعل َّ زماننا سٌعود ٌوما‬
‫إلؾ‬
‫سر ُ‬‫آلؾ ‪ ,‬و ٌُ ُّ‬
‫فٌرجع ٌ‬
‫َ‬

‫الفرس‬
‫ْ‬ ‫ٌا دار ‪ :‬أٌن الملوك‬
‫والترس‬
‫ْ‬ ‫أٌن الذٌن رعوها بال َقنا‬

‫ٖٕٓ‬
‫قالت ‪:‬‬
‫تراهم‬
‫رم ْم‬
‫ُّرس‬
‫تحت األراضى الد ْ‬
‫ْ‬
‫الفصاحة‬ ‫سكوت بعد‬

‫ألسن ْتهم ُخ ْ‬
‫رس‬

‫ختام‬

‫ٕٗٓ‬
‫اللوحة الثالثة‬
‫( المحنة )‬

‫الشخصٌات ‪:‬‬

‫الخلٌفة الواثق‬
‫أحمد بن أبى دإاد‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل‬
‫رجبلن موثوق األٌدى‬
‫بعض رجال العلم‬

‫المشهد قصر الخبلفة‬

‫ْ‬
‫الخبلفة‬ ‫منذ ولِّ َ‬
‫ٌت‬
‫ٌسطع‬
‫ْ‬ ‫وضٌاء العلم‬

‫ٕ٘ٓ‬
‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬

‫إن نور العلم‬


‫فى شتى األمور‬
‫قد أعاد الناس للعهد العظٌم‬

‫فؤمٌر المإمنٌن الواثق‬


‫ـ قد أطال هللا عمره ـ‬
‫قد خطا بالعلم ُخ ْطوا ٍ‬
‫ت عظٌمة‬
‫كعلوم الطب والكٌمٌاء واألفبلك‬

‫والحسا ِ‬
‫ب‬
‫ْ‬
‫الفلسفة‬ ‫وكذاك‬

‫إن بؽداد استضاءت‬


‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬

‫إنما نسعى‬
‫لنبقى‬
‫شعلة العلم المبٌن‬
‫نعم سعٌا ٌا أمٌر المإمنٌن‬

‫‪ٕٓٙ‬‬
‫وستبقى ٌا أمٌر المإمنٌن‬
‫قوة للدٌن‬
‫تكفٌه‬
‫شرور المعتدٌن‬

‫" وكؤن الكبلم ال ٌعجبه " ‪:‬‬


‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬
‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬

‫ماذا ترٌد ٌابن أبى دإاد ؟‬

‫أرٌد أن أقول للخلٌفة المعظم‬


‫العلم ـ حقا ـ‬
‫ٌا أمٌر المإمنٌن‬
‫هو الذى قالت به المعتزلة‬

‫والنصر ـ حقا ـ‬
‫كافر‬
‫أن تر َّد كل ٍ‬
‫ٌنكر خلق القرآنْ‬

‫ألم تمل َّ ذلك األمر إذن‬


‫ٌا بن أبى دإاد ؟‬

‫‪ٕٓ7‬‬
‫ولن أملّّْ ه حٌاتى كلها‬
‫إلنه سبٌل علمنا‬
‫وإنه طرٌق نصرنا‬
‫وإنه بنا مجدنا‬

‫وماذا ترٌد ٌا إمامنا ؟‬

‫أرٌد أن تسٌر سٍ ٌرة المؤمون والمعتص ْم‬


‫وأن تجادل الزنادقة‬
‫وتجعل العصاة عبر ًة لمن بؽى‬

‫لكننى ‪...‬‬
‫أردت أن أترك للناس رأٌهم‬

‫فإن تر ْك َت أمرهم لهم‬


‫فقد تركتهم‬
‫ٌهددون سلطة الخلٌفة‬
‫وٌخرجون عن طرابق الخبلفة‬

‫ال بد للناس من اتباع مذهب الخلٌفة‬


‫واتباع منهج الخبلفة‬

‫‪ٕٓ1‬‬
‫ومن ترٌد أن أجادل ْه ؟‬

‫هو أحمد بن حنبل‬


‫فكم ٌثٌر فى نفوس الناس‬
‫منذ أن ظهر‬
‫فكم أثار لللمؤمون من قبلقل‬
‫وكم اثار بعده للمعتص ْم‬
‫وعندما‬
‫أودعه السجن‬
‫ـ اتقاء شره ـ‬
‫ظل الجنوح فى نفوس تابعٌه‬

‫وما العمل ؟‬

‫ال بد أن ٌجٌب دعوتك‬


‫فإنه وبعض من مع ْه‬
‫بالباب فاد ُعهم‬

‫فلتدخلوهم‬

‫‪ٕٓ9‬‬
‫" ٌدخل اإلمام أحمد بن حنبل واهنا ‪..‬‬
‫ومعه رجبلن ٌرسفان فى قٌودهما "‬

‫" محدثا ابن حنبل " ‪:‬‬


‫ٌاشٌخ ‪:‬‬
‫دعوتك كى تخبرنى‬
‫ما رأٌك فى المؤمون ؟‬

‫رحم هللا المؤمون‬


‫لم أره ق ُّط‬
‫طوال حٌاتى‬

‫المعتصم ؟‬
‫ِ‬ ‫ما رأٌك فى‬

‫ؼفر هللا له ذنبه‬

‫ال تلعب بالكلمات‬


‫كؾ القول ٌابن أبى دإاد‬
‫َّ‬
‫كؾ القول‬
‫" مواصبل حدٌثه مع ابن حنبل " ‪:‬‬
‫ماراٌك فى ابن أبى دإاد ؟‬

‫ٕٓٔ‬
‫ٌهدى هللا الضالٌن‬

‫أولٌس ابن أبى دإاد من أهل العلم ؟‬


‫فناظره إذن‬
‫ْ‬

‫لو أعرفه من أهل العلم لناظرت ْه‬

‫ٌا شٌخ ‪:‬‬


‫فما قولك فى خلق القرآن ؟‬

‫قد قلت مرارا‬


‫لٌس القرآن بمخلوق‬
‫فالقرآن كبلم هللا‬
‫ـ حروفا ومعانى ـ‬
‫فالقرآن هو علم هللا‬
‫وعلم هللا سوى خلقه‬
‫العلم سوى الخلق‬
‫وحدوث القرآن حدوث تكلُّم‬
‫ْ‬
‫حادث‬ ‫فالقرآن ـ إذن ـ‬
‫بحدوث تكلُّ ْم‬
‫" وقد بدا علٌه اإلعجاب واالقتناع ‪,‬‬

‫ٕٔٔ‬
‫ولكنه أراد أن ٌرضى ابن أبى دإاد " ‪:‬‬

‫ٌا أحمد ‪:‬‬


‫ال تجمع أحدا عندك‬

‫وارحلْ‬
‫ال تسكن بلدا أنا فٌه‬

‫هو ما تقول‬
‫عفا هللا عنك‬

‫" ٌخرج اإلمام ابن حنبل "‬

‫" ناظرا إلى الرجلٌن المقٌدٌن باألؼبلل‬


‫مشٌرا ألحدهما " ‪:‬‬
‫ماقولك ٌاهذا فى خلق القرآن ؟‬
‫رحم هللا القرآن‬
‫فقد مات ‪..‬‬

‫وٌلك وٌلك‬
‫القرآن ٌموت ؟‬

‫ٕٕٔ‬
‫أولست تقول بخلق القرآن ؟‬
‫وكل المخلوقات تموت‬
‫فكٌؾ ٌصلى الناس‬
‫الصوم‬
‫ِ‬ ‫تراوٌح‬
‫بدون القرآن ؟‬

‫"الواثق ٌضحك ‪...‬ثم ٌرفع صوته بالضحك‬


‫وٌنظر إلى ابن أبى دإاد ‪...‬‬
‫وٌضحك جمٌع من بالمجلس ‪ ..‬إال ابن أبى دإاد "‬

‫" ٌنظر الواثق للرجل ضاحكا ‪ ,‬ومكمبل الحدٌث " ‪:‬‬

‫قاتلك هللا‬
‫فؤمسِ ْك‬

‫" ثم ٌنظر إلى أحمد ابن أبى دإاد ‪ ,‬وٌقول " ‪:‬‬
‫ناظر ٌا أحمد هذا اآلخر‬

‫قلْ لى ‪:‬‬
‫ما قولك فى خلق القرآن ؟‬

‫ٖٕٔ‬
‫شىء لم ٌد ُع إلٌه رسول هللا‬
‫وال الخلفاء‬
‫فإما قد علموه‬
‫وإما قد جهلوه‬

‫إن َ‬
‫قلت ‪:‬‬
‫لقد علموه وسكتوا عنه‬
‫فعلٌنا أن نسكت مثل سكوتهمو‬

‫أو قلت ‪:‬‬


‫لقد جهلوه‬
‫أفؤنت علمت ؟‬

‫أو ٌجهل ُ ٌا لك ُع‬


‫رسول هللا‬
‫وتعل َم أنت ؟‬

‫أوال ٌكفٌك ابن أبى دإاد‬


‫اؼ ُر ْب عن وجهى‬

‫و ْلٌنصر ِ‬
‫ؾ الرجبلن لحالهما‬

‫ٕٗٔ‬
‫( وٌخرج الخلٌفة من المجلس ضاحكا ‪...‬‬
‫وٌنظر إلٌه ابن أبى دإاد نظرات الحسرة والؽٌظ )‬

‫صوت من خلؾ المسرح ‪:‬‬

‫ِؾ‬
‫ٌا شمس بؽداد إننى دن ُ‬
‫واللطؾ‬
‫ُ‬ ‫إذ مات منك الوداد‬
‫ُ‬
‫كلفت بالشمس ‪ ..‬من رأى رجبل‬
‫ِؾ‬
‫بالشمس ـ ٌا قوم قلبه ـ كل ُ‬
‫ٌا لٌت أن الرٌاح جارٌة‬
‫تسعى بحاجاتنا وتختلؾ‬
‫ٌا جنة ال ٌموت ساكنها‬
‫كل ضمٌر إلٌك ٌنصرؾ‬

‫ٕ٘ٔ‬
‫اللوحة الرابعة‬

‫( الهوان )‬

‫الشخصٌات ‪:‬‬
‫معز الدولة‬
‫الخلٌفة المستكفى‬
‫جارٌتان‬
‫المؽنى‬
‫بعض الجند‬
‫المطٌع‬

‫المشهد ‪:‬‬
‫قصر الخبلفة‬

‫ٌجلس الخلٌفة المستكفى‬


‫تحٌط به جارٌتان تسقٌانه‬
‫وأمامه المؽنى ٌؽنى ‪:‬‬

‫ُ‬
‫دعوت المنى ودعوت العبل‬
‫القدح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫دعوت‬ ‫فلما أجابا‬

‫‪ٕٔٙ‬‬
‫وقلت ألٌام شرخ الشباب‬
‫أال إن هذا أوانُ الفرح‬
‫إذا بلػ المـر ُء آمــاله‬
‫فلٌس له بعدها مقترح‬

‫" ٌدخل الحاجب منادٌا " ‪:‬‬

‫المستكفى باهلل خلٌفتنا‬

‫ماذا ٌا حاجب ؟‬

‫قد حضر معز الدولة‬


‫‪ -‬أحمد بن بوٌه –‬
‫معه بعض القادة والجند‬

‫" ٌدخل أحمد بن بوٌه وٌقبل األرض "‬

‫ماذا من أمرك ٌا بن بوٌه ؟‬

‫كنا نتجادل فى أمرك‬

‫‪ٕٔ7‬‬
‫فى أمرى ‪..‬‬
‫ما األمر إذن ؟‬

‫فى أمر خبلفتكم‬

‫فى أمر خبلفتنا ؟‬

‫تعل ُم ‪:‬‬
‫أنا زٌد ٌّون‬
‫أى شٌعة‬
‫والشٌعة ٌعتقدون‬
‫بؤن العلوٌٌن‬
‫أحق بؤمر الحكم‬
‫من العباسٌٌن‬
‫وأنا أطلب أن تتنحى عن هذا األمر‬

‫َأو تجعل أمر الحكم إلى العلوٌٌن ؟‬

‫كبل ‪..‬‬
‫فؤنا فكرت ملٌا‬

‫‪ٕٔ1‬‬
‫ورأٌت بؤن األمر‬
‫إذا كان مع العلوٌٌن‬
‫ٌستوجب ذلك منا الطاعة‬

‫وأنا ال أرؼب‬
‫أن ٌصبح للخلفاء علٌنا طاعة‬
‫ولهذا ‪..‬‬
‫فسؤبقى الحكم مع العباسٌٌن‬

‫عجبا من أمرك‬
‫أولم ٌحلؾ كل ٌّ منا لآلخر ‪:‬‬
‫أنت السلطان‬
‫وأنا أبقى فى الحكم خلٌفة ؟‬

‫" ثم ٌستعطفه " ‪:‬‬


‫أو لم أعطِ ك لقب " معز الدولة "‬
‫ووهبت أخاك " عماد الدٌن "‬
‫سلطة فارس‬

‫ووهبت اآلخر " ركن الدولة "‬


‫الرى ؟‬
‫ّ‬ ‫سلطان‬

‫‪ٕٔ9‬‬
‫أنا لم أحضر إال بإرادة قادة بؽداد‬

‫" بحزن وبخوؾ "‪:‬‬


‫ما المطلوب إذن ؟‬

‫مطلوب أن ٌشعر كل الناس‬


‫بؤن خلٌفتهم‬
‫لٌس سوى تمثال‬
‫فى متحؾ قصر‬
‫شبت رمٌت ْه‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫أو أبقٌت ْه‬

‫دعنى تمثاال فى قصرى‬


‫أَشع ِْر كل الناس بذلك‬

‫ال ‪ ..‬ال‬
‫إنى ع ٌَّ ُ‬
‫نت أخاك خلٌفة‬

‫المطٌع أخى ‪ ..‬؟‬


‫أو لم تسلب منى كل السلطان ؟‬
‫أو لم أتجرع منك كإوس هوان ؟‬

‫ٕٕٓ‬
‫فلماذا الظلم ؟‬

‫ال ظلم ‪..‬‬


‫فإنى اخترت أخاك‬
‫الكرسى كثٌرا‬
‫ِّ‬ ‫وأنت جلست على هذا‬
‫قل لى ‪:‬‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫أو كل مها ِّم خبلفتك‬
‫الرقص‬
‫ِ‬ ‫أن تجلس بٌن الكؤس وذاك‬
‫وتستمتع باأللحان ؟‬
‫هذا عمل‬
‫ٌعمله عربٌد فى حانْ‬
‫ْ‬
‫َّالمتعة‬
‫ٌكفٌك إلى هذا الحد‬

‫وأخى ماذا ٌفعل ؟‬

‫ٌفعل ما تفعل أنت‬


‫األمر‬
‫ْ‬ ‫كل ُّ‬
‫هو أن خبلفتكم عادة‬

‫هٌا ٌا جند‬

‫ٕٕٔ‬
‫فلتسملْ عٌناه‬

‫" ٌتقدم اثنان من الجند ‪ ,‬وٌلفان عمامة رأسه حول عنقه ‪,‬‬
‫وٌجرانه بعد أن ٌطرحاه أرضا وهو ٌصرخ "‬

‫و ٌواصل ابن بوٌه ‪:‬‬


‫أٌن خلٌفتنا ؟‬
‫أٌن أمٌر المإمنٌن‬
‫" المطٌع " ؟‬

‫ٌدخل المطٌع ‪ ,‬وٌجلس على الكرسى ‪ ..‬وٌتحسسه‬


‫وٌق َّبل أحمد بن بوٌه األرض على رسمه ‪ ,‬ثم ٌنصرؾ "‬

‫وتمد كل جارٌة بكؤس إلى الخلٌفة الجدٌد‬


‫وٌؽنى المؽنى ‪:‬‬

‫ُ‬
‫دعوت المنى ودعوت العبل‬
‫القدح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫دعوت‬ ‫فلما أجابا‬
‫وقلت ألٌام شرخ الشباب‬
‫أال إن هذا أوانُ الفرح‬
‫إذا بلػ المـر ُء آمــاله‬

‫ٕٕٕ‬
‫فلٌس له بعدها مقترح‬

‫اللوحة الخامسة‬

‫( الؽزو األول )‬

‫الشخصٌات ‪:‬‬

‫هوالكو‬
‫العلقمى‬
‫قادة وجنود من التتر‬
‫المشهد ‪:‬‬

‫ٖٕٕ‬
‫هوالكو ٌجلس فى قصرالخبلفة ببؽداد‬
‫بٌن قادته وبعض من جنده ـ مدججٌن بالسبلح ‪.‬‬

‫هو األمر ت ّم‬


‫فلن تسمعوا ؼٌر ‪:‬‬
‫أنات جرحى‬
‫عوٌل ثكالى‬
‫صراخ ٌتامى‬

‫ولن تبصروا ؼٌر ‪:‬‬


‫لون الدماء‬
‫سواد الدخان‬
‫لهٌب الحرابق‬
‫أال أخبرونى ‪:‬‬
‫ألم تحصروا‬
‫كم قتٌبل‬
‫ٌُز ٌِّن بؽداد‬
‫كم ؟‬

‫ٕٕٗ‬
‫ٌقولون ٌا سٌدى ‪:‬‬
‫ألؾ ألؾ‬
‫أجل ـ سٌدى ـ‬
‫أو ٌزٌد‬

‫وأٌن الخلٌفة ؟‬

‫قد مات ـ رفسا ـ‬


‫وسالت دماه على األحذٌة‬

‫فبل تدفنوه‬
‫ُّ‬
‫الحق‬ ‫فإن الكبلب لها‬
‫أن تتذوق لحم الخلٌفة‬

‫ونحن تركنا جمٌع الجثث‬


‫العبر‬
‫ْ‬ ‫دلٌل‬
‫البشر‬
‫ْ‬ ‫أمام‬

‫ٌطٌب ‪..‬‬
‫ُ‬
‫ـ ونحن بقصر الخلٌفة ـ‬

‫أن نحتسى خمرهُ‬


‫إلى قوارٌره ُ‬
‫فهاتوا َّ‬

‫ٕٕ٘‬
‫وصبوا الشراب بكاسات ِه‬
‫ونادوا الجوارى الحسانَ‬
‫لنحتفل اآلن بالنصر‬

‫" ٌدخل الجنود ببعض الجوارى الجمٌبلت "‬


‫وٌواصل هوالكو مشٌرا إلى إحداهن ‪:‬‬

‫هاتوا الجمٌلة تلك‬

‫" وٌجذب كل قابد جارٌة منهن "‬

‫" هوالكو ٌتناول كؤسا وٌتحسس الجارٌة "‬

‫وٌصٌح ‪:‬‬

‫أٌعلم هذا الطرٌح الخلٌفة‬


‫أنى احتضنت النساء بكرسٌه‬
‫هنٌبا له الموت‬
‫فالقصر لى‬
‫وكل نساء المدٌنة لى‬

‫" ٌدخل جندى تترى صابحا ‪:‬‬

‫‪ٕٕٙ‬‬
‫العلقمى الوزٌر‬
‫ُّ‬ ‫أتى‬
‫ٌرٌد الدخول‬

‫وماذا ٌرٌد ؟‬
‫أٌحسب أنى الخلٌفة ؟‬

‫" ٌضحك الجمٌع "‬


‫الؽبى‬
‫ّ‬ ‫لٌدخل اآلن هذا‬

‫" ٌجرى نحو قدم هوالكو ٌقبلها ـ هاتفا " ‪:‬‬


‫أموالى‬

‫من أنت ؟‬
‫ماذا لدٌك ؟‬
‫أال تعرفنى ؟‬
‫فإنى الوزٌر‬
‫العلقمى‬
‫ُّ‬ ‫أنا‬
‫أنا من بعثت إلٌكم‬
‫وباطن ُتكم‬
‫ونصحت الخلٌفة‬
‫والعلماء‬

‫‪ٕٕ7‬‬
‫وجمهور بؽداد‬
‫أن ٌدخلو تحت إمرتكم‬

‫وخادعتهم‬
‫كى ٌتم دخول المدٌنة‬
‫‪ -‬دون قتال‬
‫وس َّهلت خطتكم‬
‫ثم نفذتم القتل والنهب والسلب‬
‫وأحرقتم المكتبة‬
‫كل ذلك ٌا سٌدى‬
‫حٌث ساعدتكم‬

‫َأوكنا نحتاج مساعدتك ؟‬


‫أوال تخجل من أنك خابن ؟‬

‫أأنا الخابنُ ٌا موالى ؟‬


‫هل تقدٌمى‬
‫بؽداد‬
‫وشعبى – كل الشعب –‬
‫قرابٌن إلٌك‬
‫ْ‬
‫خٌانة ؟‬ ‫ٌُع ُّد‬

‫‪ٕٕ1‬‬
‫أم تقدٌمى‬
‫آخر خلفاء بنى العباس " المستعصم "‬
‫قربانا منى‬
‫تجعله خٌانة ؟‬

‫" وٌقترب من هوالكو الذى ٌدفعه بٌده "‬

‫إنك ال تفهم‬
‫قل لى ‪:‬‬
‫ماذا ترؼب ؟‬
‫ال تكثر فى القول‬

‫" وٌتشاااؼل هوالكااو بمبلمسااة شااعر وجسااد الجارٌااة المرمٌااة علااى‬


‫صدره "‬

‫إنك ٌا مبلى‬
‫وعدت‬
‫علوى‬
‫ٌّ‬ ‫بؤن ٌحكم‬
‫لٌكون خلٌفتنا‬

‫العباسى ؟‬
‫ِّ‬ ‫ما شؤنى بالعلوى أو‬

‫‪ٕٕ9‬‬
‫هذا أمر لن ٌحدث‬
‫بؽداد اآلن بؤٌدٌنا‬
‫نحكم فبها كٌؾ نشاء‬
‫سٌكون لنوابى‬
‫الحك ُم بها‬
‫واختر أنت لنفسك من شٌبٌن‬
‫إما أن تذهب أدرا َج الرٌح‬
‫وإما أن تسرح بٌن الؽلمان‬
‫فإنا ال نحتاج إلى وزراء‬

‫أوكان جزابى ذاك ؟‬

‫ال تكثر ‪ ,‬قلت‬

‫" ٌجرى ابن العلقمى نحو قدم هوالكو لٌقبلها‬


‫لكن هوالكو ٌركله بقدمه فٌسقطه على األرض "‬
‫ٌصٌح هوالكو ‪:‬‬
‫ألقوه بعٌدا عنى‬
‫فلقد أزعجنى هذا الكلب‬

‫وأنا أرؼب‬

‫ٖٕٓ‬
‫أن أتوجه نحو دمشق‬
‫ولقد أرسلت‬
‫إلى السلطان الناصر‬
‫– صاحبها‪-‬‬
‫إما أن ٌستسلم‬
‫حتى ندخل نهدمها‬
‫أو نهدمها دون استسبل ْم‬

‫صوت ختامى ‪ " :‬من خارج المسرح "‬


‫لسابل الدمع عن بؽداد أخبا ُر‬
‫فما وقوفك واألحباب قد ساروا‬
‫ٌا زابرٌن إلى الزوراء ال تفدوا‬
‫فما بذاك الحمى والدار دٌار‬
‫ناج الخبلفة والربع الذى شرفت‬
‫ِ‬
‫به المعالم قد عـ َّفـاه إقفا ُر‬

‫ٖٕٔ‬
‫لوحة الختام‬
‫( الؽزو الثانى )‬

‫الشخصٌات ‪:‬‬

‫عسكرٌون أجانب‬
‫شعب بؽداد‬

‫المشهد ‪:‬‬
‫مٌدا ن فسٌح‬
‫ٌتوسطه تمثاال للقابد المهٌب‬

‫ٕٖٕ‬
‫رافعا ٌدٌه ‪ ,‬كؤنه ٌودع المٌدان‬

‫وجنود أجانب‬
‫وشباب بؽدادٌون‬
‫ٌربطون رقبة الزعٌم بسلسلة‬
‫ثم ٌربطونها بعربة عسكرٌة‬
‫تتحرك فٌهوى التمثال‬
‫تضربه النعال‬
‫وسط التصفٌق والتهلٌل‬

‫‪............................................‬‬
‫شباب وكهول ٌمرون من المٌدان‬
‫منهم من ٌحمل‬
‫تحفا‬
‫نجفا‬
‫تماثٌل صؽٌرة‬
‫صندوقا‬
‫أجهزة كهربابٌة مختلفة‬

‫‪..........................................‬‬

‫" محدثا أحد هإالء الذٌن ٌجرون بهذه األجهزة " ‪:‬‬

‫ٖٖٕ‬
‫من أتٌت بهذا ؟‬

‫من متحؾ بؽداد‬


‫أسر ْع ‪ ..‬فالكل هناك‬
‫ِ‬

‫" وٌسرع بما ٌحمل مؽادرا المٌدان "‬

‫من أٌن أتٌت بها ؟‬

‫كل قصور زعٌم الشعب مف َّت ٌ‬


‫حة‬
‫اذهب‬
‫ْ‬
‫خذ منها ما ترؼب‬
‫وكذلك كل دواوٌن الوزراء‬

‫" الناهبون ٌتدفقون إلى المٌدان سراعا وٌمرون سراعا "‬


‫الفوضى تعم‬

‫( بجوار التمثال الساقط ‪ٌ ,‬قؾ قابد عسكرى أجنبى‬

‫ٖٕٗ‬
‫وحوله اإلعبلمٌون من مختلؾ الجنسٌات‬
‫وأمامه مٌكروفونات ذات شعارات متنوعة )‬
‫شكرا للشعب‬
‫لقد ساعدَنا‬
‫واآلن‬
‫فالدور علٌنا لنساعده‬
‫التحرٌر‬
‫ِ‬ ‫نحن نهنبه على‬
‫من ال ُحكم الظال ْم‬
‫شكرا لؤلكرادْ‬
‫وألهل السنة ِ‬
‫ْ‬
‫والشٌعة‬

‫شكرا لجهاز مخابرة العد الساقط‬


‫شكرا للقاد ِة والجند‬

‫الؽزو‬
‫ِ‬ ‫شكرا للمنسحبٌن أمام‬
‫وللوزراء‬
‫ِ‬
‫النور‬
‫ِ‬ ‫ألجٌال‬
‫ْ‬
‫الحرٌة‬ ‫وأجٌال‬

‫ال شىء ٌدل على الحرٌ ِة‬


‫أكثر مما ٌجرى اآلن‬

‫ٖٕ٘‬
‫إنا سعداء‬
‫بفرحة هذا الشعب‬
‫وسنبقى نحمى ما أنجزناه من النصر‬

‫شكرا لسبلطٌن الشرق جمٌعا‬


‫وعلٌهم أن ٌتعظوا‬
‫المنطرح‬
‫ِ‬ ‫من مشهد هذا التمثال‬
‫على األرض‬

‫ونح ِّذر من ال ٌبدى بهجت ُه‬


‫فى طهرانْ‬
‫ونحذر حكام دمشق من األحزانْ‬

‫إن التارٌخ ٌسجل‬


‫تلك اللحظات‬
‫ف ْلتهنؤْ بؽداد اآلنَ‬
‫بهذا العهدْ‬
‫النصر‬
‫ْ‬ ‫ولتهنؤ بؽدا ُد اآلن بهذا‬

‫‪ٕٖٙ‬‬
‫الفهرس‬

‫‪3‬‬ ‫ِمذِح‬
‫‪4‬‬ ‫ذّ‪ٙ‬يذ (ِؼٕ‪ ٝ‬اٌّغشحيح ‪٘ٚ‬يىٍ‪ٙ‬ا‬
‫‪ٚ‬أعظ تٕائ‪ٙ‬ا)‬
‫‪33‬‬ ‫اٌفصً األ‪ٚ‬ي‪:‬‬
‫ِغشح اٌطفً‬
‫(ٔشأذٗ – أٔ‪ٛ‬اػٗ‪ -‬أ٘ذافٗ )‬
‫‪33‬‬ ‫اٌفصً اٌثأي‪:‬‬
‫ّٔارج ذحٍيٍيح ِٓ ِغشح اٌطفً‬
‫‪801‬‬ ‫اٌفصً اٌثاٌث‪:‬‬
‫ٔص‪ٛ‬ص ِٓ اٌّغشح‬
‫‪868‬‬ ‫اٌفصً اٌشاتغ‪:‬‬
‫ٌ‪ٛ‬حاخ تغذاديح‬
‫‪733‬‬ ‫اٌف‪ٙ‬شط‬

‫‪ٕٖ7‬‬

You might also like