You are on page 1of 21

‫‪JiL.

Center | Home‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ UNSCIN‬‬

‫‪‬‬ ‫عن المركز‬


‫‪‬‬ ‫رئيسة المركز‬
‫‪‬‬ ‫شروط واستمارة طلب االنتساب‬
‫‪‬‬ ‫محاضراتنا‬
‫‪‬‬ ‫منشوراتنا‬
‫‪‬‬ ‫مؤتمرات وملتقيات‬
‫‪‬‬ ‫دوراتنا‬
‫‪‬‬ ‫مسابقاتنا‬
‫‪‬‬ ‫‪Cont@cts‬‬
‫‪‬‬ ‫‪JiL Scientific Research Center‬‬
‫توظيف الفنون في رواية “رماد الشرق” لواسيني األعرج ‪ /‬سمية بيدي‬
‫‪admin‬‬

‫‪2018-11-07‬‬

‫دراسات أدبية وفكرية‬

‫‪Comments‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫توظيف الفنون في رواية‪“  ‬رماد الشرق”‪  ‬لواسيني األعرج‬

‫سمية بيدي ـ باحثة سنة ثانية دكتوراه ـ جامعة الجزائر ‪ 2‬أبو القاسم سعد هللا‬

‫‪.‬مقال نشر في‪ ‬مجلة جيل الدراسات االدبية والفكرية العدد ‪ 45‬الصفحة ‪ 97‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪ :‬ملخص الدراسة‬

‫تتناول هذه الدراسة موضوع توظيف الفنون في رواية‪“ ‬رماد الش‪G‬رق“‪ ‬لواس‪GG‬يني األع‪G‬رج ‪،‬إذ انفتحت ه‪GG‬ذه الرواي‪G‬ة بفع‪GG‬ل التج‪G‬ريب ‪  ‬‬
‫وتطور الخطاب السمعي البصري على عدة فنون لغوية وغير لغوية منها‪ :‬الموسيقى وما انطوت علي‪GG‬ه من ش‪GG‬عر وأغني‪GG‬ة وس‪GG‬يمفونية ‪،‬‬
‫وفنون التمثيل كسينما‪ G‬والمسرح ‪ ،‬و الفنون التشكيلية من رسم والنحت ‪ ،‬وفني التص‪GG‬وير و ال‪GG‬رقص ‪ ،‬حيث اس‪GG‬تعارت الرواي‪GG‬ة مختل‪GG‬ف‬
‫تقنيات‪ G‬وأساليب هذه الفنون ‪ ،‬وقد توقفت عند ما أضفاه كل فن من الفنون المتناولة من وظيفة جمالية أثرت على معم‪GG‬ار الرواي‪GG‬ة وعلى‬
‫‪.‬أبعادها التركيبية والداللية‬

‫‪ .‬الكلمات المفتاحية‪ : ‬توظيف ‪ ،‬الفنون ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪ ،‬واسيني األعرج ‪ ،‬الموسيقى‪ ،  ‬فنون التمثيل ‪ ،‬الفنون التشكيلية‪    ‬‬

‫تشهد الرواية الجزائرية المعاصرة ظاهرة تداخل وتفاعل بين الخطاب الروائي والفنون بأنواعها اللغوية‪  ‬وغ‪G‬ير لغوي‪G‬ة ‪ ،‬ومن بين ‪    ‬‬
‫هذه الفنون نذكر‪:‬الموسيقى ‪ ،‬الفن التشكيلي ‪ ،‬المسرح ‪ ،‬السينما ‪ ،‬الرقص وفن التص‪GG‬وير …‪  ،‬وه‪GG‬ذا الت‪GG‬داخل ج‪GG‬اء اس‪GG‬تجابة لمتطلب‪GG‬ات‬
‫الرواية الحداثية‪  ‬أو ما يعرف بالتجريب الروائي فتط‪G‬ور الفن‪G‬ون والخط‪GG‬اب الس‪GG‬معي البص‪GG‬ري ‪ ،‬جع‪GG‬ل األدب‪GG‬اء‪  ‬يس‪GG‬عون لتوظي‪GG‬ف ذل‪G‬ك‬
‫واالستفادة من التقني‪GG‬ات المختلف‪G‬ة الموظف‪GG‬ة من قب‪G‬ل الفن‪GG‬ون ‪ ،‬ومن بين الروائ‪GG‬يين الجزائ‪GG‬ريين ال‪G‬ذين وظف‪GG‬وا الفن‪G‬ون في أعم‪GG‬الهم نج‪GG‬د ‪:‬‬
‫واسيني األعرج إذ وقع اختيارنا على روايته ” رماد الشرق “‪ ،‬فالقارئ‪  ‬لهذه الرواية يجدها حافلة بمختل‪GG‬ف أن‪GG‬واع‪  ‬الفن‪GG‬ون كالموس‪GG‬يقى‬
‫والفن التشكيلي‪ ،‬والرقص وفن التصوير باإلض‪GG‬افة إلى إفادته‪GG‬ا من بعض تقني‪GG‬ات الس‪GG‬ينما والمس‪GG‬رح‪  ‬ك‪GG‬الفالش ب‪GG‬اك والح‪GG‬وار وحركي‪GG‬ة‬
‫… المشاهد والمونتاج والكوالج‬

‫فتوظيف واسيني األعرج للفنون في روايته “رماد الشرق” لم يأت اعتباطيا بل له أسبابه وخلفياته ‪ ،‬إذ ارتأيت أن ه‪GG‬ذه مس‪GG‬الة مهم‪GG‬ة ‪  ‬‬
‫‪ :‬وجديرة بالدراسة ‪ ،‬وهذا ما سأحاول االجابة عنه من خالل طرح التساؤالت اآلتية‬
‫كيف استثمر واسيني األعرج‪  ‬الفنون‪  ‬في روايته رماد الشرق‪  ‬؟ وأين‪  ‬تجلى توظيف الفنون في روايته هذه‪  ‬؟ وما الذي دفعه له‪GG‬ذا ؟‪ ‬‬
‫هل هو‪  ‬بحث عن الموضوع أم تقنيات التعبير ؟‬

‫‪ :‬وإلجابة على هذه االسئلة سأتطرق إلى‪  ‬العناصر اآلتية‪ ‬‬

‫البناء الموسيقى للرواية (شعر ‪ ،‬أغنية ‪ ،‬سيمفونية ) ‪-‬‬

‫توظيف فنون‪  ‬التمثيل في الرواية‪(  ‬تقنيات السينما‪ ،‬تقنيات‪ G‬المسرح) ‪-‬‬

‫توظيف الفن التشكيلي في الرواية (الرسم ‪ ،‬النحت ) ‪-‬‬

‫توظيف فن التصوير في الرواية ‪-‬‬

‫توظيف فن الرقص في الرواية –‪ ‬‬

‫أوال ‪ :‬البناء الموسيقي للرواية‪ : ‬يتجلى البناء الموسيقي لرواية “رماد الشرق” من خالل توظيفها‪ G‬لعدة أشعار وأغاني و س‪GG‬يمفونية ‪ ،‬إذ‬
‫‪ :‬تضافرت فيما بينها‪ G‬لتحقق المغزى الجمالي والداللي الذي أراد الكاتب تضمينه لروايته حيث وظفها كاآلتي‬

‫ــ‪ ‬توظيف الشعر‪ : ‬لقد لجأ “واسيني األعرج” إلى تطعيم روايته “رماد الشرق” ببعض المقاطع الشعرية إيمانا من‪GG‬ه ب‪GG‬دور المهم ال‪GG‬ذي‪ 1‬‬
‫تضفيه هذه المقاطع الشعرية على‪  ‬الرواية ‪ ،‬إذ “يعد تضمين الشعر داخل الرواية شكال من أشكال التحاور بين األل‪GG‬وان األدبي‪GG‬ة ‪ ،‬وه‪GG‬و‬
‫في الوقت نفسه وسيلة من الوسائل المتعددة التي تكسر رتابة السرد ‪ ،‬كما يمكنه‪G‬ا‪ G‬أن تش‪G‬كل ملمح‪G‬ا ميتاقص‪G‬يا س‪G‬واء ك‪G‬انت منس‪G‬وبة إلى‬
‫شاعر آخر كشكل من أشكال التناص ‪ ،‬أو شاعر له حضوره‪  ‬الداخلي كشخصية من شخصيات الرواية”[‪]1‬‬

‫‪ :‬ومن بين األشعار التي ضمنها واسيني األعرج روايته مقطع من قصائد سليم الجزائري التي حفظها الستيفان قبل أن يموت‬

‫ههنا ننسج حرفا لم يقل‬

‫وهنا نكتب شعرا ال يطال‬

‫هذه أشرعتي مبحرة نحو المحال‬

‫ورياحي همسات الوجد لما ليس يقال[‪]2‬‬

‫‪ :‬هذا إضافة إلى توظيفه ألناشيد الكنيسة نذكر منها‬

‫المسيح قام من بين األموات…‬

‫ووطئ الموت بالموت‬

‫…ووهب الحياة للذين في القبور‬

‫… ناح الحمام على نشت أهليها‬

‫لهفي على أمة قتلت راعيها …[‪]3‬‬

‫فتوظيف “واسيني األعرج” لهذه األشعار لم يكن اعتباطيا بل كان توظيفا‪ G‬لغاية جمالية وخدم‪GG‬ة لس‪GG‬ياق الس‪GG‬ردي داخ‪GG‬ل الرواي‪GG‬ة ‪ ،‬فه‪GG‬و ”‬
‫يسبر أغوار اللحظة ويبحر في نسغ التكوين الوج‪G‬داني للشخص‪G‬ية بم‪G‬ا يض‪G‬ئ الموق‪G‬ف ويستش‪G‬رف آفاق‪G‬ه اآلتي‪G‬ة ‪ ،‬وه‪G‬و ج‪G‬زء من البن‪G‬اء‬
‫الحي‪G‬وي للرواي‪G‬ة أي أن‪G‬ه مت‪G‬داخل م‪G‬ع النس‪G‬يج االب‪G‬داعي له‪G‬ا”[‪ ،]4‬ه‪G‬ذا إض‪G‬افة إلى االيق‪G‬اع أو ال‪G‬رتم ال‪G‬ذي تحدث‪G‬ه ه‪G‬ذه األش‪G‬عار في نفس‪G‬ية‬
‫‪ .‬المتلقى تكسر بها رتابة‪  ‬السرد‬

‫ـ توظيف األغنية ‪ :‬تحرص األغنية ـ كبعد موسيقي ـ باعتبارها معينا‪ G‬سرديا أو ملفوظ‪GG‬ا يتوال‪GG‬د نص‪GG‬يا ع‪GG‬بر مونت‪GG‬اج س‪GG‬معي ـ مق‪GG‬روء ‪2‬‬
‫يهاجم أذاننا بسيل من المؤثرات الصوتية تعمل على مستوى ال وعي السارد‪ ،‬إن الموسيقى ‪ /‬األغنية ت‪GG‬وحي بعواطف‪GG‬ه الباطني‪GG‬ة و تح‪GG‬دد‬
‫‪:‬مالمح شخصيته[‪ ،]5‬إذ نجد في رواية رماد الشرق عدة أغاني منها مقطع للمغنية بديعة مصابني‬

‫‪ ،‬صح النوم ‪ ،‬ما تقوم يا حبيبي‬

‫‪ .‬ريق ريقك ع الحليب‬

‫‪ ،‬يالبن قشطة وحياة حبك‬

‫لو داقه العيان ليطيب ‪]6[.‬‬

‫وفريد ايب ) ‪(john kander‬وكذلك وظف األعرج أغنية أخرى لجون كندر ‪      ‬‬

‫‪         Fred Ebb)):‬‬


‫… نيويورك‪… G‬نيويورك ‪   ‬‬

‫‪ ،‬أخبروا الجميع باني سأرحل اليوم إلى نيويورك ‪ ‬‬

‫زادي‪،‬حذائي وحقيبتي مثل الجوال ‪ ‬‬

‫)…( أريد أن أفتح عيني في مدينة ال تنام ‪ ‬‬

‫نيو…يوووووووك…‪   ]7[G‬‬

‫فقد جاءت األغاني هنا مرافقة للمشاهد السردية وذلك من أجل رغبة الروائي في مضاعفة الح‪GG‬دث ال‪GG‬درامي وتفعي‪GG‬ل مج‪GG‬رى الس‪GG‬رد ‪،‬إذ‬
‫“يش‪GGG‬كل النس‪GGG‬ق الموس‪GGG‬يقي بامتدادات‪GGG‬ه المختلف‪GGG‬ة ( غن‪GGG‬اء ‪ ،‬أداء ‪ ،‬لحن‪GGG‬ا ) راف‪GGG‬دا من رواف‪GGG‬د البن‪GGG‬اء والمعرف‪GGG‬ة الروائي‪GGG‬ة ومظ‪GGG‬اهر‬
‫الهارمونية ‪:‬الهارموني هو العلم الموسيقي المختص بالقواعد ال‪GG‬تي بمقتض‪GG‬اها يتم تحقي‪GG‬ق تواف‪GG‬ق ص‪GG‬وتي بين ص‪GG‬وتين مختلفين أو أك‪GG‬ثر‬
‫يسمعان في نفس الوقت ‪،‬لكل منهما خصائصه الصوتية الخاصة”[‪]8‬‬

‫تعد السيمفونية “قمة التعبير‪ G‬الموسيقي الذي يرتفع فيه مستوى التعبير إلى مس‪GG‬توى فلس‪GG‬في‪(Symphony ): ‬ــ توظيف السيمفونية‪3‬‬
‫يعتمد على تجسيد أصوات اآلالت الموسيقية المختلفة ‪ ،‬وإعطائها شخصيات تتناسب مع طبيعة الصوت الذي يصدر منها ‪ ،‬ثم اعطائه‪GG‬ا‬
‫أدوارا في النس‪GG‬يج الموس‪GG‬يقي ‪ ،‬فأص‪GG‬بحت الس‪GG‬يمفونية عمال ين‪GG‬اظر المس‪GG‬رحية أو القص‪GG‬ة من حيث أن ح‪GG‬وار الممثلين ه‪GG‬و ال‪GG‬ذي يفس‪GG‬ر‬
‫موضوع السيمفونية ويشرحه حوار الآلالت المنفردة أو الممزوجة معا بعناية ‪ ،‬وحرص لتك‪GG‬ون كتال ص‪GG‬وتية تتب‪GG‬ادل الح‪GG‬وار أو تس‪GG‬مع‬
‫مندمجة كلها مع بعضها في التعبيرات الصاخبة واالنفعاالت الدرامية العنيفة مؤدية تركيبات‪ G‬لحني‪G‬ة أو تآلف‪G‬ات ص‪G‬وتية يض‪G‬عها المؤل‪G‬ف‬
‫إلح‪G‬داث المن‪G‬اخ الع‪G‬اطفي أو البط‪G‬ولي وفق‪G‬ا للموض‪G‬وع أو الموق‪G‬ف”[‪ ،]9‬وه‪G‬ذا م‪G‬اتجلى في رواي‪G‬ة “رم‪G‬اد الش‪G‬رق” إذ راهن “ج‪G‬از” على‬
‫عزف سيمفونية تشهد على االعدامات‪  ‬والحروب التي عاش‪GG‬ها ج‪GG‬ده على امت‪GG‬داد قراب‪GG‬ة ق‪GG‬رن من ال‪G‬زمن‪  ‬وال‪GG‬تي أنهكت‪  ‬األم‪GG‬ة العربي‪GG‬ة‬
‫وكانت وراء ضياع فلسطين‪  ‬ثم الهجرة إلى أمريكا وهو مانجح في تحقيقه بالفعل فقد قدم سيمفونيته ال‪GG‬تي س‪G‬ماها “رم‪GG‬اد الش‪GG‬رق” رفق‪G‬ة‬
‫صديقته ميترا وأعضاء فرقته الموسيقية‪  ‬في دار أوبرا بروكلين وتتجلى هذا في الفصل األخير من الرواية المعنون ب‪( :‬أصداء الزمن‬
‫المستعاد) الذي خصصه الكاتب لعزف هذه السيمفونية التي كانت بمثابة حلقة مفقودة في تاريخ األمة العربية عمل “جاز” على تخلي‪GG‬دها‬
‫‪ :‬وقد قدمها على الشكل التالي‬

‫بريلود افتتاحي ‪   ‬‬

‫الحركة األولى ‪ :‬مشانق الربيع الدامي‬

‫الحركة الثانية ‪ :‬خيبات ميسلون‬

‫الحركة الثالثة ‪ :‬رماد الشرق اليتيم‬

‫الحركة الرابعة ‪ :‬شبابيك اليس آيلند‬

‫مقطع اختتامي[‪   ]10‬‬

‫فقد قدمت السيمفونية في شكل‪  ‬أربع حركات جوهرية م‪G‬ع بريل‪G‬ود افتت‪G‬احي ومقط‪G‬ع اختت‪G‬امي وذل‪G‬ك وفق‪G‬ا لتيم‪G‬ات ال‪G‬تي تعالجه‪G‬ا وهي ‪:‬‬
‫االعدامات ‪ ،‬الثورة ‪ ،‬مأساة فلسطين‪ ،‬ثم الهجرة إلى أمريكا ‪ ،‬وأخيرا الصمت‪  ،‬حيث أرفقت كل مقطوعة من ه‪GG‬ذه الس‪GG‬يمفونية بمش‪GG‬اهد‬
‫‪ .‬تترجمها‪ G‬وتعبر عنها‬

‫‪ :‬ثانيا‪:‬توظيف فنون التمثيل ‪ :‬ونقصد بفنون التمثيل‪ G‬فني السينما و المسرح إذ أفاد األعرج من مختلف تقنياتهما كاألتي‬

‫ــ توظيف تقنيات السينما ‪ :‬لقد حرصت الرواية على االفادة من الفنون السمعية البصرية وبخاصة الفن السينمائي إذ استثمرت بعض ‪1‬‬
‫تقنياته لتشكيل نسقها السردي والتخيلي ‪ ،‬و”عندما نتأمل مشهد الرواية العربية المعاصرة نجد أن األسلوب السينمائي‪ G‬قد أخذ يتسلل إلي‪GG‬ه‬
‫ع‪G‬بر مجموع‪G‬ة من القن‪G‬وات بنس‪G‬ب متفاوت‪G‬ة” [‪ ،]11‬إذ أص‪G‬بحت الرواي‪G‬ة توظ‪G‬ف مختل‪G‬ف األس‪G‬اليب الس‪G‬ينمائية مث‪G‬ل الفالش ب‪G‬اك والمونت‪G‬اج‪G‬‬
‫والكوالج‪ G‬وحركية المشاهد وهذا ماعمل األعرج على تحقيقه في روايته التي تالحمت فيها مختل‪GG‬ف ه‪GG‬ذه التقني‪GG‬ات وه‪GG‬ذا ماس‪GG‬نعمل‪ G‬على‬
‫‪  :‬تتبعه داخل الرواية إذ نجد فيها التقنيات‪ G‬السينمائية‪  ‬االتية‬

‫الفالش باك‪ :‬يعد الفالش باك من األساليب السينمائية األكثر استعماال في الرواية وه‪GG‬و “اس‪GG‬ترجاع الماض‪GG‬ي س‪GG‬واء ك‪GG‬ان كش‪GG‬فا أولي‪GG‬ا أو‬
‫م‪G‬دخال أو موزع‪G‬ا “[‪، ]12‬إذ عم‪G‬ل األع‪G‬رج على تالعب ب‪G‬الزمن من خالل شخص‪G‬ية الج‪G‬د “باب‪G‬ا ش‪G‬ريف” ال‪G‬ذي ق‪G‬ام‪  ‬باستحض‪G‬ار ال‪G‬زمن‬
‫الماضي بكل مآسيه ‪ ،‬من ساحات االعدام التي أعدم‪  ‬فيها األتراك وال‪GG‬ده “س‪GG‬ليم الجزائ‪GG‬ري” ورفق‪GG‬اؤه ‪ ،‬إلى الح‪GG‬روب الفاش‪GG‬لة ومعاه‪GG‬دة‬
‫‪ .‬سايكس بيكو‪ G‬وضياع فلسطين وموت عائلته ولجوئه إلى أمريكا رفقة ابنته مايا‪  ‬فرارا من الموت‬

‫ونلمسه أيضا‪  ‬في استرجاع “جاز” لذكرياته الجملية مع والدته “مايا”‪ G‬المتوفي‪G‬ة‪  ‬الش‪G‬غوفة بحب الرس‪G‬م ‪ ،‬إذ لم يمنعه‪G‬ا مرض‪GG‬ها من رف‪GG‬ع‬
‫التحدي ومتابع‪GG‬ة موهبته‪GG‬ا حيث ق‪G‬ام “ج‪GG‬از” باستحض‪GG‬ار ه‪GG‬ذه ال‪GG‬ذكريات منه‪GG‬ا‪“ :‬رأى أنام‪GG‬ل أم‪G‬ه الرقيق‪GG‬ة وهي تعجن األل‪GG‬وان الص‪GG‬فراء‬
‫واألجرية والبنفسجية على الرغم من اآلالم‪  ‬التي كانت ك‪G‬ل ي‪G‬وم تأك‪G‬ل مس‪G‬احة جدي‪G‬دة من جس‪G‬دها ‪ ،‬ك‪G‬انت ترس‪G‬م في الحديق‪G‬ة أو داخ‪G‬ل‬
‫الص‪G‬الة الواس‪G‬عة عن‪G‬دما تمنعه‪G‬ا‪ G‬األمط‪G‬ار من متع‪G‬ة الرس‪G‬م في الخ‪G‬ارج”[‪ ، ]13‬وأيض‪G‬ا‪“  ‬ك‪G‬انت كلم‪G‬ا أرادت أن ترس‪G‬م أحاسيس‪G‬ها المرتبك‪G‬ة ‪،‬‬
‫عبرت الجسر العديد من المرات كمن يبحث عن شيء ضيعه ‪ ،‬المكان الوحيد الذي ال يمكن أن تمل من عبوره وهي تكتش‪GG‬ف تفاص‪GG‬يله‬
‫الصغيرة في كل مرة بشكل مخالف المدينة ياجاز ‪ ،‬مثل النهر ‪ ،‬ال نمر عليها م‪GG‬رتين متش‪GG‬ابهتين‪  ‬هك‪GG‬ذا ك‪GG‬انت تق‪GG‬ول ماي‪GG‬ا كلم‪GG‬ا ع‪GG‬برت‬
‫الجسر مفتوحة العينين”[‪]14‬‬
‫ويعد االستباق أيضا من التقنيات‪ G‬السينمائية‪  ‬إذ نلمسه في قول “مايا”‪ G‬ألبها‪“ G‬جاز” ‪”:‬عندما تكبر‪ G‬ستضيف لها أراض‪GG‬ي أخ‪GG‬رى ‪ ،‬بعض‪GG‬ها‬
‫غريب وبعضها منك‪ ،‬وتسكنها ألنها تصير وقتها أرضك وجزيرتك الجميلة التي لن ينافسك فيها أحد … “ [‪ ،]15‬وكذلك نجده في قول‬
‫“جاز” لصديقته ميترا ‪“ ‬أنا متأكد أن كالم جدي سيغير‪ G‬لدي الشيء الكث‪GG‬ير ‪ .‬أن‪GG‬ا أرى بالفع‪GG‬ل م‪GG‬ا يح‪GG‬دث يمكن أن يتح‪GG‬ول إلى أوب‪GG‬را من‬
‫الطراز الرفيع أو كوميديا موسيقية ‪ ،‬تخيلي للحظة كوميديا‪ G‬موسيقية في برودوي ؟ أال يغير‪ G‬هذا نظرة الناس إلى األشياء الس‪GG‬هلة وي‪GG‬دفع‬
‫بهم على األق‪G‬ل نح‪G‬و التفك‪G‬ير قليال ؟”[‪ ، ]16‬وك‪G‬ذلك قول‪G‬ه أيض‪G‬ا‪“ :‬في ش‪G‬يء ق‪G‬ريب من ه‪G‬ذا لم تتض‪G‬ح بع‪G‬د معالم‪G‬ه بش‪G‬كل جي‪G‬د ‪ ،‬كل‪G‬ه م‪G‬رتب‬
‫على تعامل جدي معنا وعلى مرونة فيليب غالس ‪ .‬أن أبقى في نفس مسار السيمفونية واستغالل الوس‪G‬ائل الس‪G‬معية البص‪G‬رية الحديث‪GG‬ة ‪،‬‬
‫شاشة كبيرة‪ G‬مثال توضع في خلفية الفرقة أو على جوانب تجسد كل المراحل التاريخية التي تضبطها االيقاع‪GG‬ات ‪ ،‬أعتق‪GG‬د أن ذل‪GG‬ك ممكن‬
‫من الناحية التقنية ‪ .‬لن يروق طبعا للمدارس الفيالرمونية المغلق‪GG‬ة في نيوي‪GG‬ورك وخارجه‪GG‬ا ……العم‪GG‬ل س‪GG‬يكون مقنع‪G‬ا‪ G‬وكب‪GG‬يرا‪ G‬وأعتق‪GG‬د‬
‫‪.‬جميال كذلك”[‪]17‬‬

‫وتكمن جمالية توظيف األعرج لتقنية الفالش باك في جعل األزمنة تتداخل واألحداث تتأرجح “بين الحاضر والماضي بك‪GG‬ل م‪GG‬ا في‪GG‬ه من‬
‫ذكريات وتجارب وصور”[‪ ، ]18‬إذ تعمل هذه التقنية على تحطيم خطية السرد وتخصيبه باألحداث الماضية والمتخيلة في الوقت نفسه‬
‫‪.‬‬

‫المونتاج ‪ :‬هو”تقنية لجمع مقاطع متناقضة ومتنافرة لتكون في النهاية بنية متناسقة”‪ ،]19[G‬وللمونتاج‪ G‬مجموعة من األساليب التي‬
‫يسلكها في أدائه فمنها المونتاج القائم على اللقطات المتناقضة ‪ ،‬وهناك المونتاج‪ G‬القائم على التوازي ‪ ،‬وفي‪GG‬ه يتم تق‪GG‬ديم ح‪GG‬دثين مت‪GG‬وازيين‬
‫متداخلين بحيث تقدم اللقطات بالتب‪GG‬ادل ‪ ،‬ومن أنواعه‪GG‬ا المونت‪GG‬اج‪ G‬الق‪GG‬ائم على أس‪GG‬اس التماث‪GG‬ل ‪ ،‬وفي‪GG‬ه يتم تق‪GG‬ديم اللقط‪GG‬ات متتابع‪GG‬ة يربطه‪GG‬ا‬
‫موض‪G‬وع واح‪G‬د ‪ ،‬وأخ‪G‬يرا المونت‪G‬اج الق‪G‬ائم على تك‪G‬رار لقط‪G‬ات معين‪G‬ة الحاح‪G‬ا على فك‪G‬رة خاص‪G‬ة [‪ ،]20‬والمالح‪G‬ظ من الرواي‪G‬ة المدروس‪G‬ة أن‬
‫الكاتب اعتمد بكثرة على أسلوب المونت‪GG‬اج الق‪GG‬ائم على الت‪GG‬وازي إذ جم‪GG‬ع الك‪GG‬اتب بين ح‪GG‬دثين مت‪GG‬وازيين مت‪GG‬داخلين‪  ‬وح‪GG‬رص‪  ‬على‪  ‬تقيم‬
‫اللقطات بينها‪   G‬بالتناوب ‪ ،‬فقد جمع بين صور عزف السيمفونية في دار أوب‪GG‬را ب‪GG‬روكلين وكيفي‪GG‬ة أدائه‪GG‬ا من قب‪GG‬ل ج‪GG‬از وص‪GG‬ديقته مت‪GG‬يرا‬
‫رفقة‪  ‬أعضاء فرقتهما الموسيقية وبين صور الشاشة الخلفي‪G‬ة المص‪G‬احبة له‪G‬ذه الس‪G‬يمفونية بتق‪G‬ديمها ص‪G‬ورا من الت‪G‬اريخ الماض‪G‬ي تك‪G‬ون‬
‫بمثابة ترجمة أو شرح لهذه السيمفونية حيث تجلت ه‪G‬ذه التقني‪GG‬ة بك‪G‬ثرة في الفص‪G‬ل األخ‪G‬ير من الرواي‪GG‬ة المعن‪G‬ون ب ‪(:‬أص‪GG‬داء ال‪G‬زمن‪   ‬‬
‫المستعاد ) بداية من بريلود االفتتاحي مرورا بحركات األربعة التي تليه إلى المقطع االختتامي ‪،‬وسأكتفي باستشهاد بالمونتاج‪ G‬المستعمل‬
‫‪ :‬في البريلود االفتتاحي‬

‫ـــ ارتفع أنين الكمان هادئا ومتموجا ‪ .‬تمايلت‪ G‬ميترا قليال برأسها ‪ ،‬يمينا ‪ ،‬ثم يسارا ‪ ،‬أغمضت عينيه‪G‬ا وت‪G‬ركت أص‪G‬ابعها تنس‪G‬اب داخ‪G‬ل‬
‫نعومة القصبة التي كانت تنزلق بسالسة على خيوط الكم‪GG‬ان … في‪  ‬الخلفي‪GG‬ة ‪ ،‬ارتس‪GG‬مت على الشاش‪GG‬ة في اللحظ‪GG‬ة نفس‪GG‬ها‪ G‬ت‪GG‬دفقات نه‪GG‬ر‬
‫هودسون في صور متالحقة باألبيض واألسود ‪ .‬أحصنة تركض م‪G‬ذعورة من ه‪G‬دير الس‪G‬فن الحرفي‪G‬ة ال‪GG‬تي تحت‪G‬ل الح‪G‬واف ‪ ،‬ووج‪G‬وه ال‬
‫خيار لها إال الحرية التي ال حدود لها …تركض األحصنة نح‪GG‬و رج‪G‬ال س‪G‬يدتهم الش‪GG‬جاعة والحكم‪GG‬ة والغلي‪GG‬ون الطوي‪GG‬ل‪ .‬ك‪G‬انوا مح‪G‬اطين‬
‫بأقوام الحصر لها ‪… ،‬لم يكن النغم مرتبكا‪ G‬وال متلعثما‪ ، G‬ولكنه كان جميال كجرح خيبة حب كبير ‪ .‬ش‪GG‬عرت مي‪GG‬ترا بنفس‪GG‬ها‪ G‬تغ‪GG‬وص في‬
‫عمق األلوان …[‪]21‬‬

‫فقد ‪ ‬عكس هذا المقطع من الرواية قدرة الكاتب على تمثل تقني‪GG‬ة المونت‪GG‬اج‪ G‬وتحكم في أس‪GG‬اليبها باس‪GG‬تعماله ألس‪GG‬لوب المونت‪GG‬اج‪ G‬الق‪GG‬ائم على‬
‫‪ .‬التوازي أو مايسمى بالمونتاج‪  ‬المتناوب‬

‫الكوالج ‪:‬أي االلصاق الذي “يعتمد على إعادة تصميم ولصق المزق الخشنة المأخوذة من مادة الحياة األولي‪GG‬ة لت‪GG‬دخل في تك‪GG‬وين‪ G‬جم‪GG‬الي‬
‫جدي‪G‬د ‪ ،‬بحيث يتم مس‪G‬ح م‪G‬اعلق بمص‪G‬درها من بقاي‪G‬ا االس‪G‬تعمال األول وتوظيفه‪G‬ا في الس‪G‬ياق الكلي الجدي‪G‬د”[‪ ]22‬إذ لج‪G‬أ األع‪G‬رج إلى‬
‫المزاوجة بين وحدات السرد الروائي ووحدات التوثيق‪ G‬الصحفي ووظف كذلك الرس‪GG‬ائل ووث‪GG‬ائق التاريخي‪GG‬ة ‪ ،‬فالنس‪GG‬بة لتوثي‪GG‬ق الص‪GG‬حفي‬
‫فنجده في المقطع اآلتي‪“ :‬الرحلة رقم‪ 11  ‬اصطدمت بالبرج الشمالي أقلعت من بوسطن ‪ .‬الرحلة ‪ 175‬التي اخ‪GG‬ترقت ال‪GG‬برج الجن‪GG‬وبي‬
‫أقلعت هي ك‪G‬ذلك من بوس‪G‬طن … “[‪ ،]23‬أم‪G‬ا بالنس‪G‬بة‪  ‬لتوظيف‪G‬ه الرس‪G‬ائل فق‪G‬د وظ‪G‬ف‪  ‬صور‪  ‬لرس‪G‬التين‪  :‬رس‪G‬الة‪  ‬بعث‪  ‬به‪G‬ا‪“  ‬األم‪G‬ير محم‪G‬د‬
‫السعيد” “لألمير فيصل” بشأن الوساطة إلنهاء حقن الدماء بين األتراك والعرب ونج‪GG‬د ه‪GG‬ذا في (ص ‪) 217‬من الرواي‪GG‬ة ‪ ،‬أم‪GG‬ا الرس‪GG‬الة‬
‫الثاني‪GG‬ة فك‪GG‬انت من “األم‪GG‬ير‪ G‬فيص‪GG‬ل” إلى حض‪GG‬رة “جم‪GG‬ال باش‪GG‬ا” نج‪GG‬د ه‪G‬ذا في (ص ‪ ، )219‬ووظ‪GG‬ف أيض‪GG‬ا مقط‪GG‬ع من قص‪G‬ة “الس‪GG‬احرة‬
‫الفارسية” أخذها من كتاب “الملوك لشهنامة” نذكر منها ‪“ :‬فلما سمعت الساحرة صوته استبشرت وفرحت وقالت ‪ :‬قد ظف‪GG‬رت بص‪GG‬يد ثم‬
‫تص‪G‬ورت في ص‪G‬ورة حوري‪G‬ة بيض‪G‬اء ذات مقل‪G‬ة كحالء وقام‪G‬ة هيف‪G‬اء…فاس‪G‬تحالت في الح‪G‬ال في ص‪G‬ورة س‪G‬بع عظيم… “[‪ ،]24‬ه‪G‬ذا إض‪G‬افة‬
‫‪ .‬إلى تضمينه عدة وثائق تاريخية‬

‫حركية المشاهد ‪ :‬يعد‪  ‬توظيف المشاهد الحافلة بالحركة في الرواية وليدة فن السينما‪  ، G‬إذ حرص األعرج‪  ‬في سرد أح‪GG‬داث روايت‪GG‬ه‪،  ‬‬
‫على رصد الحركات و األصوات ضمن مشهد حي يخاطب فينا حاستي السمع و البصر ويضفي على الحدث طابع‪GG‬ا درامي‪GG‬ا أق‪GG‬رب إلى‬
‫دينامية السينما منه إلى سكونية األدب مثل هذه المقاطع من الرواية ‪ ” :‬بدأت الطرق‪G‬ات الواس‪G‬عة تكت‪G‬ظ بالس‪G‬يارات وس‪G‬يارات االس‪G‬عاف‬
‫‪ :‬التي كانت أصواتها تسمع وهي تأتي من أمكنة ليست بعيدة”[‪ ،]25‬ونجده أيضا في‬

‫كانت سيارات االسعاف تخترق كل الشوارع بعويلها‪ . G‬واألدخنة تزداد كثافة وثقال ‪ .‬الناس مثل النمل ‪ ،‬يتجهون في كل األمكنة‪” [“ .‬‬
‫قبل أن تلحق بجاز الذي كان قد ‪ ، ]26 x44 ،‬وكذلك في‪“ :  ‬بحركة الية سحبت ميترا محفظتها‪ G‬وبحثت‪ G‬عن مفاتيح سيارة شيروكي‬
‫‪.‬وقف عند مدخل الباب الخارجي ليطلب المصعد”[‪]27‬‬

‫ل‪G‬ه نظ‪G‬ائره في القص‪G‬ة كاألوص‪GG‬اف الواقعي‪G‬ة في أعم‪GG‬ال الطبيع‪G‬يين )‪ (close-up‬المشاهد التفصيلة‪ :‬أو ما يعرف “بتق‪G‬ريب الص‪GG‬ورة‬
‫الفرنس‪G‬يين”‪ ،]28[G‬إذ اش‪G‬تغل األع‪G‬رج على تقني‪G‬ات‪ G‬التج‪G‬ريب البص‪G‬ري من خالل تقديم‪G‬ه للشخص‪G‬يات ع‪G‬بر ص‪G‬ور مرئي‪G‬ة لغوي‪G‬ة ‪  ‬ترص‪G‬د أدق‬
‫التفاص‪G‬يل ال‪G‬تي تنت‪G‬اب‪ G‬الشخص‪G‬ية ح‪G‬تى غ‪G‬دت الرواي‪G‬ة عن‪G‬د األع‪G‬رج “كتاب‪G‬ة بالص‪G‬ورة (كالس‪G‬ينما)”[‪  ،]29‬إذ ص‪G‬ار الق‪G‬ارئ له‪G‬ذه الرواي‪G‬ة‪ ‬‬
‫يشعر بأنه أمام عدسة كاميرا ال تفلت شيئا من تفاصيل الصورة والصوت والديكور‪ ،‬وكأنها معدة لإلخ‪GG‬راج والتص‪GG‬وير‪ ،‬يعترض‪GG‬نا مث‪GG‬ل‬
‫هذا كثيرا عند األعرج حيث الحرص على استيفاء أبعاد المشهد يوحي بوج‪GG‬ود نزع‪GG‬ة س‪GG‬ينمائية ترف‪GG‬د فع‪GG‬ل الس‪GG‬رد كم‪GG‬ا نالح‪GG‬ظ في ه‪GG‬ذه‬
‫المق‪G‬اطع ‪ ”:‬جلس‪G‬ت عائش‪G‬ة في الكرس‪G‬ي الخلفي للس‪G‬يارة ‪ ،‬بينم‪G‬ا اس‪G‬تراح باب‪G‬ا ش‪G‬ريف بج‪G‬انب ج‪G‬از وه‪G‬و يقف‪G‬ل ح‪G‬زام األمن” [‪ ،]30‬وأيض‪G‬ا‬
‫“عندما التفت نحو ميترا كانت شبه غارقة في تأمالتها ‪ ،‬تحتضن من جديد الكمان ‪ .‬ك‪GG‬ان ش‪GG‬عرها يتألأل تحت أل‪GG‬وان الش‪GG‬مس الص‪GG‬باحية‬
‫‪.‬الكثيفة التي انكسرت على مربعات زجاج النافذة المشرعة وهي تحاول أن تستعيد عالقتها بالكمان الذي استعصى بين يديها”‪]31[ ‬‬

‫ــ توظيف تقنيات المسرح‪ : ‬لقد لجأت الرواية المعاصرة‪  ‬إلى استعارة بعض تقنيات‪ G‬فن المسرح واستخدمتها في بنائها‪ G‬منها ‪ :‬الحوار ‪2‬‬
‫و المونولوج‪  G‬و المشهد‪  ‬والديكور وغيره‪G‬ا ‪ ،‬إذ “يض‪G‬يف الش‪G‬كل الممس‪G‬رح للس‪G‬رد بع‪G‬دا جدي‪G‬دا ‪ ،‬إذ أن الس‪G‬رد ال‪G‬ذي يق‪G‬ترب من النص‬
‫المسرحي يعني شيئا أكثر من كونه لغة مشابهة للغة المس‪GG‬رح ‪ ،‬وحس‪GG‬ب تحلي‪GG‬ل ايخنب‪GG‬اوم الش‪GG‬كالني فإنن‪GG‬ا في الس‪GG‬رد المش‪GG‬هدي ال نتلقى‬
‫األفع‪G‬ال كأفع‪G‬ال محكي‪G‬ة ‪ ،‬وإنم‪G‬ا كم‪G‬ا لوك‪G‬انت تتخل‪G‬ق أمامن‪G‬ا على الخش‪G‬بة” [‪  ، ]32‬وق‪G‬د‪  ‬عم‪G‬ل‪  ‬األع‪G‬رج‪  ‬على‪  ‬تمث‪G‬ل‪  ‬مختل‪G‬ف التقني‪G‬ات‪G‬‬
‫‪ :‬المسرحية في روايته “رماد الشرق” منها‬

‫الحوار المسرحي‪ : ‬يعرف الحوار بأنه “حديث يدور بين إثنين على األقل ويتناول شتى الموضوعات وهو نمط تواص‪GG‬ل ‪ :‬حيث يتب‪GG‬ادل‬
‫ويتعاقب األشخاص ‪ ،‬على اإلرسال والتلقي”[‪ ، ]33‬والمالحظ من المدونة المدروسة أن األعرج ناوب بين السرد والحوار هذا األخير‬
‫‪”:‬الذي وظفه بكثرة خاصة حوار “جاز” مع جده ومع صديقته “ميترا”‪ ،‬وهذا ما سنالحظه من خالل‪  ‬حوار “جاز” مع صديقته “ميترا‬

‫…ـــ ميترا ؟ تريدين أن نجرب مرة أخرى ؟ المشكلة أن الوقت الذي بين أيدينا يتقلص كل يوم قليال‬

‫ـــ ال ياجاز ‪ .‬أنت تعرف أحسن مني ‪ ،‬في الموسيقى ال توجد معاودة ‪ .‬كل شيء نقوم به وكأننا نفعله ألول مرة ‪]34[.‬‬

‫‪ .‬ـــ أنت لم تحدثني عن هذا من قبل‬

‫ـــ أنت تعرفين أن قصة جدي في غاية التعقيد ‪ ،‬مسكون بأندلسيته التي ورثتها له جدته‪]35[.‬‬

‫يمثل الحور في المدونة المدروسة امتداد وتكملة للسرد ” فاستعانة السارد بالحوار تعني الكش‪GG‬ف عن الشخص‪GG‬يات وإطالع الق‪GG‬ارئ على‬
‫أفكارها ومزاجها وطبائعها‪ G‬ألنه مرتبط بها ‪ ،‬فضال عن اسهامه في بنائها‪  G،‬ول‪G‬ه دور مهم أيض‪G‬ا في بن‪G‬اء الح‪G‬دث وتحريك‪G‬ه عن طري‪G‬ق‬
‫‪ .‬الحوار المتبادل بين الشخصيات”[‪ ، ]36‬فعن طريق حوار إذن تتحقق وظيفتي التواصل والتعبير‪ G‬بين شخصيات المدونة المدروسة‬

‫المونولوج ‪ :‬يعرف المونولوج بأنه “كالم يقع بين األديب ونفسه أو من ينزله مقام نفسه كربة الشعر أو خيال الحبيب‪GG‬ة …ويف‪GG‬رض في‪GG‬ه‬
‫اإلبان‪G‬ة عن الموق‪G‬ف ‪ ،‬والكش‪G‬ف عن خباي‪G‬ا النفس”[‪ ،]37‬وق‪G‬د تجلى المونول‪G‬وج بك‪G‬ثرة‪ G‬في ه‪G‬ذه الرواي‪G‬ة كم‪G‬ا تبين‪G‬ه ه‪G‬ذه المق‪G‬اطع ‪“ :‬ردد ج‪G‬از‬
‫في أعماقه بحيرة بادية على مالمحه ‹‹ عائشة أخبرتني بأن الطائرة لن تتأخر إال ربع ساعة ‪ .‬ك‪G‬انت في الط‪G‬ائرة عن‪G‬دما كلمت‪G‬ني آلخ‪G‬ر‬
‫م‪G‬رة من الموباي‪G‬ل قب‪G‬ل أن تطفئ‪G‬ه ‪ ،‬وك‪G‬انت‪ G‬الط‪G‬ائرة ق‪G‬د أغلقت األب‪G‬واب وتس‪G‬تعد إلقالع ؟ ››” [‪ ،]38‬وأيض‪G‬ا ‹‹ أي عي‪G‬د ميالد وس‪G‬ط خ‪G‬راب‬
‫كهذا بدأنا نخرج من ركامه بصعوبة ؟ تساءل جاز وهو يبحث‪ G‬لها عن مبررات ‪ :‬من يدري ؟ ربما ألنها هي كذلك م‪GG‬أخوذة معي بنفس‬
‫هاجس السيمفونية التي يجب أن أنتهي منها ‪ .‬هذا وحده كاف ألن يخلق حيرة كب‪GG‬يرة‪ G‬ل‪GG‬دى االنس‪GG‬ان ويحج‪GG‬ر فك‪GG‬ره ونباهت‪GG‬ه المعت‪GG‬ادة في‬
‫دائرة ضيقة هو األقدر على االحساس بها‪]39[›› .‬‬

‫المشهد ‪:‬تتميز‪ G‬الرواية العربية الجديدة‪  ‬وبم‪G‬ا فيه‪G‬ا الرواي‪G‬ة الجزائري‪G‬ة “بانس‪GG‬ياب‪ G‬وتالح‪GG‬ق المش‪GG‬اهد الروائي‪GG‬ة ‪ ،‬واألح‪G‬داث فيه‪GG‬ا تج‪G‬ري‬
‫‪ :‬متشابكة أمام أعيننا ( وكأننا‪ G‬أمام عرض مسرحي ) “[‪ ]40‬ونمثل للمشهد بهذا المقطع من الرواية‬

‫ـــ أنت مرهق … ما رأيك في كأس شاي ساخنة ؟ ‪  ‬‬

‫‪ .‬ـــ فكرة جيدة ‪ .‬أشكرك ‪  ‬‬

‫تناول جاز كأس الشاي بالليمون الذي قدمته له مونيكا‪ . G‬احتسى منه قليال ‪ ،‬شعر بقوة الحرارة تخ‪GG‬ترق أمع‪GG‬اءه وبل‪GG‬ذة خاص‪G‬ة ‪ .‬فج‪GG‬أة ‪  ‬‬
‫‪ .‬سرى الدفء في كامل جسده‬

‫‪ .‬ـــ أنت متعب ‪ ،‬لم تنم منذ البارحة ‪ .‬من األفضل أن ترتاح قليال وإذا حدث أي شيء سأوقظك‬

‫ـــ تمدد بظهره على الكرسي الطويل المخصص الستراحة الج‪GG‬راحين وعم‪GG‬ال المستش‪GG‬فى وغف‪GG‬ا قليال قب‪GG‬ل ان يس‪GG‬تيقظ‪ G‬على عوي‪GG‬ل اح‪GG‬د‬
‫الجرحى ‪]41[“ .‬‬

‫‪.‬فقد حوى هذا المقطع إذن عدة مشاهد متتابعة مما حقق سمة العرض المسرحي‪  ‬ومواكبة الحدث الدرامي في هذه الرواية‪   ‬‬

‫ثالثاـ ‪ :‬توظيف الفن التشكيلي ‪ :‬لقد تنوعت مرجعيات السرد الروائي عند األع‪GG‬رج في روايت‪G‬ه رم‪G‬اد الش‪GG‬رق ففض‪GG‬ال عن توظيف‪GG‬ه لع‪G‬دة‬
‫الفنون من شعر وموسيقى وسينما‪ G‬ومسرح لجأ إلى استثمار الفنون التشكيلية ‪،‬إذ ي‪G‬رى “ك‪G‬ونراد”‪ G‬أن الرواي‪G‬ة ‪ «:‬كي تحق‪G‬ق م‪G‬ا تص‪G‬وبوا‬
‫إليه من تأثير ونجاح ‪ ،‬عليها أن تتعلم من فنون النحت والتصوير والموسيقى كيف تصل إلى الوجدان عن طري‪GG‬ق الح‪GG‬واس ‪ .‬باس‪GG‬تخدام‬
‫‪ :‬التشكيل واللون وغيرها»[‪ ، ]42‬وقد راهنت رواية رماد الشرق على محاورة الفن التشكيلي‪  ‬مستفيدة‪ G‬من مختلف تقنياته منها‬

‫ــ الرسم ‪:‬تعج الرواية المدروسة بلوحات فنية سردية‪  ‬رسمت بالكلمات إن صح التعبير إذ توحي اليك هذه الكلمات المنتقاة‪ G‬بعناية أن ‪ 1‬‬
‫اللوحة التشكيلية مطروحة أمامك وكأنك تراه‪GG‬ا على ص‪GG‬ورتها الواقعي‪GG‬ة ويتجلى ذل‪GG‬ك في ع‪GG‬دة مق‪GG‬اطع من الرواي‪GG‬ة إذ اكتفيت باستش‪GG‬هاد‬
‫‪ :‬بثالث‪ G‬لوحات وهي‬

‫اللوحة االولى ‪“ :‬رأى صورة بلون حائل بين الصفرة العميقة واللون الرمادي الب‪GG‬اهت ‪ .‬كتب تحته‪GG‬ا ‪:‬فلس‪GG‬طين ‪15‬م‪GG‬ايو ‪ .1948‬طفل‪GG‬ة‬
‫تركض في فراغ غ‪GG‬ير مح‪GG‬دود ‪ .‬ش‪GG‬عرها المبع‪GG‬ثر‪ G‬ينتش‪GG‬ر في اله‪GG‬واء ويخت‪GG‬بئ قليال من ابتس‪GG‬امتها ‪.‬في ي‪GG‬دها لعب‪GG‬ة ص‪GG‬غيرة لم تظه‪GG‬ر في‬
‫الصورة إال الخيوط التي تقبضها ‪ .‬المؤكد أنها طائرة ورقية”[‪]43‬‬
‫اللوحة الثانية ‪“ :‬ثم وقف لحظة مع ميترا يت‪GG‬أمالن األض‪GG‬واء الملون‪GG‬ة ال‪GG‬تي ك‪GG‬انت تعلن عن س‪GG‬يمفونية رم‪GG‬اد الش‪G‬رق ‪ ،‬لربي‪GG‬ع نيوي‪GG‬ورك‪G‬‬
‫الموسيقي ‪ .‬الذي أنجز اللوحة االشهارية كان حساسا وشاعرا ‪ :‬وجه ميترا المليء باألنوار وهي تسند رأسها إلى الكمان ‪،‬يتمادى ح‪GG‬تى‬
‫الذوبان في حركة جاز الذي ال يظهر إال جزء جانبي من وجهه ويده اليمنى وهي ترفع القص‪GG‬بة الذهبي‪GG‬ة ال‪GG‬تي أح‪GG‬دثت خيط‪GG‬ا من الن‪GG‬ور‬
‫تشكل فوق رأس ميترا‪  ‬كهالة ‪ .‬في الخلفية البعيدة ‪ ،‬الفرقة الفيالرمونية ألوبرا بروكلين”[‪]44‬‬

‫اللوحة الثالثة ‪“ :‬وضعت في كل المع‪G‬ابر والمحط‪G‬ات والمط‪G‬ارات وأنف‪G‬اق المي‪G‬ترو ‪ ،‬في نيوي‪G‬ورك‪ G‬نفس اللوح‪G‬ة اإلش‪G‬هارية ‪ ،‬بعنوانه‪G‬ا‬
‫الكبير ‪ :‬سيمفونية رماد الشرق للموسيقي جاز كاليفي ‪ .‬وتحتها كتب بخط ناعم‪ :‬خريف المائة ع‪GG‬ام األخ‪GG‬يرة ‪ ،‬س‪GG‬نوات التي‪GG‬ه واالنكس‪GG‬ار‬
‫والبحث المحموم عن الشرق المسروق”[‪]45‬‬

‫فقد مارس األعرج هنا ما يعرف بالرسم بالكلمات شأنه في هذا شأن كتاب الرواية العربي‪GG‬ة الجدي‪GG‬دة ال‪GG‬ذين “يمارس‪GG‬ون الرس‪GG‬م بالكلم‪GG‬ات‬
‫مستخدمين الجانب التقني‪  ‬للوحة ( اإلطار ‪ ،‬الخلفية ‪ ،‬المشهد ‪ ،‬المرسوم داخل اللوحة ‪ ،‬الكوالج ‪ ،‬األلوان المع‪GG‬برة والموحي‪GG‬ة …الخ )‬
‫فرواياتهم تطفح بهذه العالقة بين الصورة واللغة ‪ ،‬مما يجعلها لوحات سردية تتفاعل فيها الكلمة والصورة واللوح‪GG‬ة تتش‪GG‬ارك في بل‪GG‬ورة‬
‫وعي بص‪G‬ري جدي‪G‬د ‪ .‬لق‪G‬د اق‪G‬ترن التش‪G‬كيل والرس‪G‬م بالس‪G‬رد وعانق‪G‬ه ليح‪G‬رره من س‪G‬لطة االنغالق رغم اختالف لغتهم‪G‬ا”‪ ،]46[ G‬فمالح‪G‬ظ إذن‬
‫أن رواية رماد الشرق تمثل نموذجا لتالقح فنين وتشابك آلياتهما ‪ :‬الرسم بالكلمات والرسم بالفرشاة ‪ ،‬فثقافة الكاتب التش‪G‬كيلية مكنت‪G‬ه من‬
‫‪ .‬مالمسة جمالية هذا التالقح‬

‫ــ النحت ‪ :‬يعد النحت “فرعا ً من فروع‪ ‬الفنون المرئية ‪ ‬وفي نفس الوقت أحد أنواع الفنون التشكيلية”[‪ ،]47‬و “يرتكز‪ G‬هذا الفن على ‪2‬‬
‫تك‪G‬وين مجس‪G‬مات بأبع‪G‬اد ثالثي‪G‬ة‪ ،‬وتتم ممارس‪G‬ته على المع‪G‬ادن ‪ ،‬والص‪G‬خور ‪ ،‬والخش‪G‬ب ‪  ‬والس‪G‬يراميك ‪ ،‬وم‪G‬واد أخ‪G‬رى متنوع‪G‬ة”[‪ ،]48‬و ق‪G‬د‬
‫استثمر الك‪GG‬اتب فن النحت في روايت‪GG‬ه المدروس‪GG‬ة من خالل وص‪GG‬فه لمنحوت‪GG‬ات‪ G‬المدين‪GG‬ة من ‪ :‬بناي‪GG‬ات‪ G‬وأق‪GG‬واس األس‪GG‬واق وم‪GG‬دخل الفن‪GG‬ون‬
‫ومنحوتات‪ G‬الكسندر كالدير ‪ ،‬وكذلك النحوت التي على الطاوالت ويظهر هذا في عدة مقاطع من الرواية منها‪“ :‬بعض بنايات‪ G‬المدين‪GG‬ة ‪،‬‬
‫أقواس األسواق ‪ ،‬ض‪G‬يق طرقاته‪G‬ا ‪ ،‬بعض ممراته‪G‬ا‪ G‬وحاراته‪G‬ا وح‪G‬تى م‪G‬دخل الفن‪G‬ون بأعمدت‪G‬ه الس‪G‬تة ‪ ،‬ال‪G‬ذي يحتض‪G‬ن لوح‪G‬ات رون‪G‬وار‬
‫ومنحوتات الكسندر كال‪G‬دير ومجموع‪GG‬ة الفن‪GG‬ون الزجاجي‪GG‬ة ‪ ،‬ت‪GG‬بين أن قليال من عط‪G‬ر األن‪GG‬دلس ق‪GG‬د وص‪GG‬ل إلى هن‪GG‬ا وع‪GG‬بر ه‪GG‬ذه الش‪GG‬وارع‬
‫الضيقة”[‪ ، ]49‬وأيضا “الطاوالت المعشقة بزجاج دمشق وماس الخليج وخشب جزيرة كريت؟”[‪]50‬‬

‫ت مُعيّنة تشمل مناظر وظواهر طبيعي‪G‬ة أو بش‪G‬ر‬ ‫رابعا‪ :‬فنّ التصوير‪ :‬وهو أحد أهم الفنون الجميلة الحديثة‪ ،‬والتي ّ‬
‫تتمثل في التقاط لحظا ٍ‬
‫أو حيوان‪G‬ات؛ إذ يس‪G‬تخدم المص‪G‬وّ ر كاميرت‪G‬ه إللتق‪G‬اط وتجس‪G‬يد لحظ‪G‬ات جميل‪G‬ة يعيش‪G‬ها‪ ،‬وبطريق‪G‬ة فني‪G‬ة [‪،]51‬إذ اس‪G‬تثمر األع‪G‬رج تقني‪G‬ات ه‪G‬ذا‬
‫الفن وتتمثل في استعماله لتقنية الصورة من خالل عرض باب شريف ‪  ‬لعدد من الصور الفوتوغرافية كانت بحوزته ‪ ،‬لحفيده جاز منها‪G‬‬
‫‪“ :‬أخرج صورة كانت ألمه ‪ :‬ماما صفية ‪ :‬امرأة جميلة ترتسم على محياها ابتسامة س‪GG‬اخرة ك‪GG‬ان من الص‪GG‬عب عليه‪GG‬ا كتمه‪GG‬ا ‪ .‬ووجهه‪GG‬ا‬
‫مشرق كوجه الروسيات شرق آسيا ‪ .‬شعر كثيف‪ G‬ومالمح واضحة ودقيقة وعينان غارقتان في الكحل والسواد ‪ ،]52[ “ .‬وأيضا صورة‬
‫أخرى ل”جمع من البشر يتقدمهم رجل بشاربين طويلين وطربوش وعصا يتكأ عليه‪GG‬ا بيس‪GG‬راه‪  ‬وفي ي‪GG‬ده األخ‪GG‬رى بقاي‪GG‬ا س‪GG‬يجارة ‪ ،‬وفي‬
‫الخلفية رجال أشبه بالروس القوقازيين ‪ ،‬إلى جانبهم األيمن رجل انجل‪GG‬يزي بقبعت‪G‬ه ولباس‪GG‬ه القص‪GG‬ير وحذائ‪G‬ه الطوي‪GG‬ل وأخ‪G‬ر في الخلفي‪GG‬ة‬
‫يس‪G‬تند إلى بندقي‪G‬ة ذات ماس‪G‬ورة‪  ‬طويل‪G‬ة‪ .‬في الخلفي‪G‬ة بعي‪G‬دة‪ G‬قليال‪ ،  ‬يرف‪G‬رف علم أبيض… “[‪ ، ]53‬فق‪G‬د أحس‪G‬ن الك‪G‬اتب تمث‪G‬ل ه‪G‬ذه التقني‪G‬ة‬
‫‪ .‬بحيث أنه نقل للمتلقي الصور بلغة فنية جميلة وكأنه يشاهد هذه الصور حقيقة أمام عينيه‬

‫خامسا‪ :‬توظيف فن الرقص‪ :‬يعد الرقص في أبسط تعريفاته ذلك “التنسيق المبدع بين الحركة‪   ‬واإليقاع ‪ ،‬إنه حركة الجس‪G‬د وه‪G‬و ينظم‬
‫الفض‪G‬اء ويعطي ايقاع‪G‬ا لل‪G‬زمن في وح‪G‬دة منس‪G‬جمة م‪G‬ع طبيعت‪G‬ه التكويني‪G‬ة”[‪ ، ]54‬ولق‪G‬د ع‪G‬د ال‪G‬رقص “وس‪G‬يلة من وس‪G‬ائل االب‪G‬داع إذ تكمن في‪G‬ه‬
‫تقالي‪G‬د الش‪G‬عوب ولغتهم الفني‪G‬ة وت‪G‬راثهم الموس‪G‬يقي وش‪G‬عورهم الجمعي ‪ ،‬ل‪G‬ذلك ك‪G‬ان البع‪G‬د ال‪G‬روحي والجم‪G‬الي من أهم أبع‪G‬اد ال‪G‬رقص” [‪،]55‬‬
‫وهناك أنواع كثيرة‪ G‬للرقص ” تؤدّى بشكل فردي أو ثنائي أو يؤدّونها مجموعة من األشخاص ومن هذه األنواع رقص الباليه‪ ،‬والتانغو‪G،‬‬
‫‪.‬والسالسا‪ ،‬والشرقي والتعبيري اإليمائي”[‪]56‬‬

‫ومالحظ من الرواية المدروسة أن “األعرج” ذو ثقافة عالمية مكنته من محاورة تقنيات‪  ‬رقص‪GG‬ة الت‪GG‬انغو األرجنتيني‪GG‬ة ال‪GG‬تي له‪GG‬ا تقالي‪GG‬دها‬
‫الخاصة إذ نلمسها‪  ‬في الرقصة التي‪  ‬أدتها ميترا مع صديقها جاز في سهرة عيد ميالده وتجلى هذا في الرواية من خالل المقطع التالي‬
‫‪ ” :‬مدت له يدها اليمنى فاحتضنها في عمق يده اليسري ‪ ،‬كعصفور هارب ‪ ،‬وعندما قبضت قليال بي‪GG‬دها اليس‪GG‬رى على ذراع‪GG‬ه األيمن ‪،‬‬
‫كان يمد هو كفه مفتوحة عن آخرها على ظهرها العاري ‪ .‬سحبها قليال نحوه …تذكر حركة االيقاع خطا خطوة نحو الجهة اليم‪GG‬نى م‪GG‬ع‬
‫التفات خفيف باتجاه اليسار في آخر الحركة الثالثة ليترك رجله تتمادى بين حافتي ساقيها وبين اللب‪GG‬اس المنفتح ح‪GG‬تى األعلى ‪ .‬وقب‪GG‬ل أن‬
‫يستقر على الوضع تنسحب‪ G‬هي في حركة شبه مماثلة ‪ ،‬ترفع قدمها اليمنى …ثم تنس‪GG‬حب‪ G‬قليال إلى ال‪GG‬وراء ‪ ،‬تتح‪GG‬رر قب‪GG‬ل أن تع‪GG‬ود إلى‬
‫نفس وضعية األسر ‪ .‬ضغط جاز على األرضية ‪ ،‬توازن قليال ‪ ،‬ثم سحبها نحوه ن وقبل أن تصل إليه تتراجع قليال بشراسة ثم تنس‪GG‬حب‬
‫قليال إلى الوراء ‪ ،‬تتحرر قبل أن تع‪GG‬ود إلى نفس وض‪GG‬عية األس‪GG‬ر ‪ .‬ض‪GG‬غط ج‪GG‬از على األرض‪GG‬ية ‪ ،‬ت‪GG‬وازن قليال ‪ ،‬ثم س‪GG‬حبها نح‪GG‬وه …ثم‬
‫تنس‪G‬حب‪ G‬دون أن ت‪G‬ترك رؤوس أص‪G‬ابع ي‪G‬ده اليم‪G‬نى ال‪G‬تي ش‪G‬دت عليه‪G‬ا بق‪G‬وة … “[‪ ،]57‬فق‪G‬د خص‪G‬ص الك‪G‬اتب أك‪G‬ثر من ص‪G‬فحة في وص‪G‬ف‬
‫طريقة رقص التانغو‪ ،‬وبهذا “انتقلت اللغة من وظيفتها الس‪GG‬معية لت‪GG‬نزاح إلى الوظيف‪G‬ة البص‪G‬رية‪  ‬لتس‪GG‬هم‪  ‬في‪  ‬تق‪GG‬ديم‪  ‬الص‪GG‬ور‪  ‬الحركي‪G‬ة‪ ‬‬
‫‪ .‬التي‪  ‬يضطلع بها الرقص “[‪]58‬‬

‫وقد استثمره األعرج في بناء نصه السردي بصورة مباشرة بذكر فعل ال‪GG‬رقص وتجس‪GG‬يد الحرك‪GG‬ات واألفع‪GG‬ال ال‪GG‬تي تق‪GG‬وم عليه‪GG‬ا رقص‪GG‬ة‬
‫‪”.‬التانغو‪ G‬من البداية حتى النهاية وهذا ماتجسد كما رأينا في‪  ‬رقصة “جاز” وصديقته “ميترا‬

‫وختاما يمكن‪  ‬القول أن رواية “رماد الشرق” ” لواس‪GG‬يني األع‪GG‬رج” ق‪GG‬د انفتحت على ع‪GG‬دة فن‪GG‬ون‪   ‬هي ‪ :‬فن الموس‪GG‬يقى وفن‪             ‬‬
‫الس‪GG‬ينما وفن المس‪GG‬رح والفن التش‪GG‬كيلي وفن التص‪GG‬وير وفن ال‪GG‬رقص ‪ ،‬إذ حاورته‪GG‬ا وأف‪GG‬ادت من تقنياته‪GG‬ا المختلف‪GG‬ة ‪ ،‬زي‪GG‬ادة على‪  ‬انتق‪GG‬اء‪ ‬‬
‫الروائي‪  ‬لشخصيات فنانة مثل “جاز” وصديقته “ميترا” الموسيقيين وأمه”مايا” الرس‪GG‬امة ‪ ،‬وك‪GG‬ذلك تض‪G‬مينه لع‪G‬دد من الفن‪G‬انين ومختل‪G‬ف‬
‫اآلالت الموسيقية والمسارح ودار األوبرا ‪  ،‬وبهذا كان توظيف‪ G‬الفنون في رواية رماد الشرق‪  ‬بحثا عن الموض‪GG‬وع بحكم أنه‪GG‬ا تتن‪GG‬اول‪ ‬‬
‫قضية فنان راهن على عزف سيمفونية تحاكي تاريخ جده من جه‪G‬ة ‪ ،‬ومن جه‪G‬ة أخ‪G‬رى ه‪G‬و تقني‪GG‬ات تعب‪GG‬ير فرض‪GG‬تها متطلب‪GG‬ات الرواي‪G‬ة‬
‫‪ .‬الحداثية أو مايعرف التجريب الروائي الذي فتح المجال واسعا أمام الرواية فكانت بهذا ملتقى لجميع الخطابات والفنون‬
‫‪ :‬مصادر البحث ومراجعه‬

‫‪ :‬المصادر‬

‫‪ :‬واسيني األعرج‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 1‬منشورات‪  ‬الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪2013 ،‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪2013 ،‬‬

‫‪ :‬المراجع‬

‫‪.‬ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو‪، G‬الزمن والرواية ‪ ،‬تر‪ :‬بكر عباس ‪ ،‬مراجعة ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط‪، 1‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪1997 ،  ‬‬

‫‪ :‬ـ بشرى البستاني‬

‫‪ .‬ـ في الريادة والفن (قراءة في شعر شاذل طاقة ) ‪ ،‬ط‪، 1‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ـ االردن ‪         1 2010 ،‬‬

‫‪.‬ـ وحدة االبداع وحوارية الفنون ‪ ،‬ط‪، 1‬دار فضاءات للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ـ األردن ‪       2 2015،‬‬

‫‪.‬ــ جبور عبد النور‪ ،  ‬المعجم األدبي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت‪ G‬ـ لبنان‪1984  ‬‬

‫‪ .‬ـ حسن لشكر ‪ :‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬دط ‪ ،‬مجلة العربية‪ ،‬الرياض ـ المملكة العربية السعودية ‪ 1431،‬ه‬

‫‪ .‬ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المدى للثقافة والنشر ‪ ،‬دمشق ـ سوريا ‪2003،‬‬

‫‪.‬ـ عطا عدي ‪ ،‬أثر توظيف‪ G‬الحدث التاريخي في صياغة السيناريو و صناعة الفيلم السينمائي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البداية‪ ،‬األردن‪2011،‬‬

‫‪ ،‬ــ فخري صالح ‪ ،‬في الرواية العربية الجديدة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الدار العربية للعلوم ناشرون‬

‫‪.‬بيروت‪ G‬ـ لبنان‪2009  ‬‬

‫‪،‬ــ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي شعر بشرى البستاني نموذجا ‪ ،‬ط‪1‬‬

‫‪ .‬دار فضاءات للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ـ االردن‪2015 ،  ‬‬

‫ــ محمد حمد ‪ ،‬الميتاقص في الرواية العربية (مرايا السرد النرجسي ) ‪،‬ط ‪ ،1‬مجمع القاسيمي للغة العربية وآدابها ‪ ،‬أكاديمية القاسيمي ‪ ‬‬
‫‪(.‬ج م )‪ ،‬باقة الغربية ‪2011 ،‬‬

‫ـ محمد صالح السنطي ‪ ،‬تداخل األنواع في الرواية األردنية ‪ ،‬مؤتمر‪ G‬النقد الدولي الثاني عشر (تداخل األن‪GG‬واع األدبي‪GG‬ة ) ‪ ،‬دط ‪،‬جامع‪GG‬ة‬
‫‪.‬اليرموك ‪،‬مؤسسة عبد الحميد شومان ‪ ،‬عمان ـ األردن ‪ ،‬مجلد ‪ 22/24 ،2‬تموز‪2008‬‬

‫‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫يناير ‪ ،http://mawdoo3.com  ، 28 2016‬ــ فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‬

‫تاريخ النشر ‪ 18‬يناير ‪ ،   http://mawdoo3.com ، 2016‬ــ هايل الجازي ‪ ،‬تعريف النحت‬

‫‪ / https://ar.wikipedia.org/wiki‬ــ ويكبيديا‪ G‬الموسوعة الحرة ‪ ،‬نحت‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ـ ينظر ‪ :‬محمد حمد ‪ ،‬الميتاقص في الرواية العربية (مرايا السرد النرجسي ) ‪،‬ط‪ ،1‬مجمع القاسيمي للغة العربية وآدابها ‪ ،‬أكاديمية]‪[1‬‬
‫القاسيمي (ج م )‪ ،‬باقة الغربية ‪ ،2011 ،‬ص ‪140‬‬

‫ـ واسيني األعرج ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪،‬ج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪ ، 2013،‬ص‪[2]85‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[3]182‬‬

‫ـ محمد صالح السنطي ‪ ،‬تداخل االنواع في الرواية االردنية ‪ ،‬مؤتمر‪ G‬النقد الدولي الثاني عشر (تداخل األنواع األدبية ) ‪[4]،‬‬
‫‪،‬دط ‪،‬جامعة اليرموك ‪،‬مؤسسة عبد الحميد شومان ‪ ،‬عمان ـ االردن ‪ 22/24 ،‬تموز‪2008‬‬

‫مجلد ‪،2‬ص ‪71‬‬


‫ـ ينظر ‪:‬حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬دط ‪ ،‬مجلة العربية ‪،‬الرياض ـ المملكة العربية السعودية ‪[5]،‬‬
‫‪ 1431‬ه ‪ ،‬ص ‪98‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[6]43‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[7]96‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية‪ ،  ‬ص ‪[8]105‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪،‬ص ‪[9]75‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[10]286‬‬

‫ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المدى للثقافة والنشر ‪ ،‬دمشق ـ سوريا ‪ ،2003،‬ص‪[11] 195‬‬

‫ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو ‪ ،‬الزمن والرواية ‪ ،‬تر‪ :‬بكر عباس ‪ ،‬مراجعة ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ص‪GG‬ادر ‪ ،‬ب‪GG‬يروت‪ G‬ـ لبن‪GG‬ان ‪ ،1997 ،‬ص]‪[12‬‬
‫‪67‬‬

‫ـ واسيني األعرج ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت‪ G‬ـ لبنان ‪ ، 2013 ،‬ص ‪[13]14‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[14]64‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[15] 71‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪[16] 79 ،‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[17]84 ،83‬‬

‫عطا‪ .‬عدي ‪ ،‬أثر توظيف الحدث التاريخي في صياغة السيناريو‪ G‬و صناعة الفلم السينمائي‪ G،‬ط‪ ،1‬دار البداي‪GG‬ة‪ ،‬األردن‪[18]،2011 ، ،‬‬
‫ص‪129.‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪،‬ص ‪[19]14، 13‬‬

‫ـ ينظر‪:‬بشرى البستاني ‪ ،‬وحدة االبداع وحوارية الفنون ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار فضاءات للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪،‬عم‪GG‬ان ـ األردن‪  ،2015 ،‬ص‪[20] ‬‬
‫‪27‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[21]396 ،395‬‬

‫ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية المعاصرة ‪ ،‬ص ‪[22]212‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[23]21‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[24]57‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[25] 20‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[26] 23‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[27] 25‬‬

‫ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو ‪ ،‬الزمن والرواية ‪ ،‬ص ‪[28] 67‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[29] 33‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[30]380‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪[31]18‬‬

‫ـ فخري صالح ‪ ،‬في الرواية العربية الجديدة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الدار العربية للعلوم ناشرون ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪ ، 2009‬ص ‪[32] 121‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي شعر بشرى البس‪GG‬تاني نموذج‪GG‬ا ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار فض‪GG‬اءات للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪ ،‬عم‪GG‬ان ـ‪[33] ‬‬
‫االردن ‪ ، 2015 ،‬ص ‪175‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[34]18‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[35] 105‬‬


‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪175‬ـ ‪[36] 176‬‬

‫ـ‪  ‬جبور عبد النور ‪ ،‬المعجم األدبي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العلم للماليين ‪ ،‬لبنان ـ بيروت ‪ ،1984 ،‬ص‪[37] 100‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[38]377 ،376‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[39] 80‬‬

‫ـ حسن لشكر‪  ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[40] 183‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[41]35‬‬

‫ـ حسن لشكر‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[42]108‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪[43]68  ‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[44]352‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[45]353‬‬

‫ـ‪  ‬حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[46]142‬‬

‫‪ / https://ar.wikipedia.org/wiki‬ـ ويكبيديا الموسوعة الحرة ‪ ،‬نحت‪[47] ‬‬

‫تاريخ النشر ‪ 18‬يناير ‪ / http://mawdoo3.com ،2016‬ـ هايل الجازي ‪ ،‬تعريف النحت]‪[48‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[49]106‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[50]263‬‬

‫تاريخ النشر ‪ 28‬يناير ‪ / http://mawdoo3.com ، 2016‬ـ ينظر ‪:‬فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‪[51] ‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[52]18‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[53] 19، 18‬‬

‫ـ بشرى البس‪GG‬تاني ‪ ،‬في الري‪GG‬ادة والفن (ق‪GG‬راءة في ش‪GG‬عر ش‪GG‬اذل طاق‪G‬ة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار مج‪GG‬دالوي للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪ ،‬عم‪GG‬ان ‪ ،‬ط‪[54]، 1‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪122‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي ‪ ،‬ص ‪[55] 354‬‬

‫يناير ‪ ،http://mawdoo3.com   ، 28 2016‬فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‪[56] ‬‬

‫رماد الشرق ‪ ،‬ص ‪[57] 86، 85‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪[58] 354‬‬

‫ـ باحثة سنة ثانية دكتوراه ـ جامعة الجزائر ‪ 2‬أبو القاسم سعد هللا‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ :‬ملخص الدراسة‬

‫تتناول هذه الدراسة موضوع توظيف الفنون في رواية‪“ ‬رماد الش‪G‬رق“‪ ‬لواس‪GG‬يني األع‪G‬رج ‪،‬إذ انفتحت ه‪GG‬ذه الرواي‪G‬ة بفع‪GG‬ل التج‪G‬ريب ‪  ‬‬
‫وتطور الخطاب السمعي البصري على عدة فنون لغوية وغير لغوية منها‪ :‬الموسيقى وما انطوت علي‪GG‬ه من ش‪GG‬عر وأغني‪GG‬ة وس‪GG‬يمفونية ‪،‬‬
‫وفنون التمثيل كسينما‪ G‬والمسرح ‪ ،‬و الفنون التشكيلية من رسم والنحت ‪ ،‬وفني التص‪GG‬وير و ال‪GG‬رقص ‪ ،‬حيث اس‪GG‬تعارت الرواي‪GG‬ة مختل‪GG‬ف‬
‫تقنيات‪ G‬وأساليب هذه الفنون ‪ ،‬وقد توقفت عند ما أضفاه كل فن من الفنون المتناولة من وظيفة جمالية أثرت على معم‪GG‬ار الرواي‪GG‬ة وعلى‬
‫‪.‬أبعادها التركيبية والداللية‬

‫‪ .‬الكلمات المفتاحية‪ : ‬توظيف ‪ ،‬الفنون ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪ ،‬واسيني األعرج ‪ ،‬الموسيقى‪ ،  ‬فنون التمثيل ‪ ،‬الفنون التشكيلية‪    ‬‬

‫تشهد الرواية الجزائرية المعاصرة ظاهرة تداخل وتفاعل بين الخطاب الروائي والفنون بأنواعها اللغوية‪  ‬وغ‪G‬ير لغوي‪G‬ة ‪ ،‬ومن بين ‪    ‬‬
‫هذه الفنون نذكر‪:‬الموسيقى ‪ ،‬الفن التشكيلي ‪ ،‬المسرح ‪ ،‬السينما ‪ ،‬الرقص وفن التص‪GG‬وير …‪  ،‬وه‪GG‬ذا الت‪GG‬داخل ج‪GG‬اء اس‪GG‬تجابة لمتطلب‪GG‬ات‬
‫الرواية الحداثية‪  ‬أو ما يعرف بالتجريب الروائي فتط‪G‬ور الفن‪G‬ون والخط‪GG‬اب الس‪GG‬معي البص‪GG‬ري ‪ ،‬جع‪GG‬ل األدب‪GG‬اء‪  ‬يس‪GG‬عون لتوظي‪GG‬ف ذل‪G‬ك‬
‫واالستفادة من التقني‪GG‬ات المختلف‪G‬ة الموظف‪GG‬ة من قب‪G‬ل الفن‪GG‬ون ‪ ،‬ومن بين الروائ‪GG‬يين الجزائ‪GG‬ريين ال‪G‬ذين وظف‪GG‬وا الفن‪G‬ون في أعم‪GG‬الهم نج‪GG‬د ‪:‬‬
‫واسيني األعرج إذ وقع اختيارنا على روايته ” رماد الشرق “‪ ،‬فالقارئ‪  ‬لهذه الرواية يجدها حافلة بمختل‪GG‬ف أن‪GG‬واع‪  ‬الفن‪GG‬ون كالموس‪GG‬يقى‬
‫والفن التشكيلي‪ ،‬والرقص وفن التصوير باإلض‪GG‬افة إلى إفادته‪GG‬ا من بعض تقني‪GG‬ات الس‪GG‬ينما والمس‪GG‬رح‪  ‬ك‪GG‬الفالش ب‪GG‬اك والح‪GG‬وار وحركي‪GG‬ة‬
‫… المشاهد والمونتاج والكوالج‬

‫فتوظيف واسيني األعرج للفنون في روايته “رماد الشرق” لم يأت اعتباطيا بل له أسبابه وخلفياته ‪ ،‬إذ ارتأيت أن ه‪GG‬ذه مس‪GG‬الة مهم‪GG‬ة ‪  ‬‬
‫‪ :‬وجديرة بالدراسة ‪ ،‬وهذا ما سأحاول االجابة عنه من خالل طرح التساؤالت اآلتية‬

‫كيف استثمر واسيني األعرج‪  ‬الفنون‪  ‬في روايته رماد الشرق‪  ‬؟ وأين‪  ‬تجلى توظيف الفنون في روايته هذه‪  ‬؟ وما الذي دفعه له‪GG‬ذا ؟‪ ‬‬
‫هل هو‪  ‬بحث عن الموضوع أم تقنيات التعبير ؟‬

‫‪ :‬وإلجابة على هذه االسئلة سأتطرق إلى‪  ‬العناصر اآلتية‪ ‬‬

‫البناء الموسيقى للرواية (شعر ‪ ،‬أغنية ‪ ،‬سيمفونية ) ‪-‬‬

‫توظيف فنون‪  ‬التمثيل في الرواية‪(  ‬تقنيات السينما‪ ،‬تقنيات‪ G‬المسرح) ‪-‬‬

‫توظيف الفن التشكيلي في الرواية (الرسم ‪ ،‬النحت ) ‪-‬‬

‫توظيف فن التصوير في الرواية ‪-‬‬

‫توظيف فن الرقص في الرواية –‪ ‬‬

‫أوال ‪ :‬البناء الموسيقي للرواية‪ : ‬يتجلى البناء الموسيقي لرواية “رماد الشرق” من خالل توظيفها‪ G‬لعدة أشعار وأغاني و س‪GG‬يمفونية ‪ ،‬إذ‬
‫‪ :‬تضافرت فيما بينها‪ G‬لتحقق المغزى الجمالي والداللي الذي أراد الكاتب تضمينه لروايته حيث وظفها كاآلتي‬

‫ــ‪ ‬توظيف الشعر‪ : ‬لقد لجأ “واسيني األعرج” إلى تطعيم روايته “رماد الشرق” ببعض المقاطع الشعرية إيمانا من‪GG‬ه ب‪GG‬دور المهم ال‪GG‬ذي‪ 1‬‬
‫تضفيه هذه المقاطع الشعرية على‪  ‬الرواية ‪ ،‬إذ “يعد تضمين الشعر داخل الرواية شكال من أشكال التحاور بين األل‪GG‬وان األدبي‪GG‬ة ‪ ،‬وه‪GG‬و‬
‫في الوقت نفسه وسيلة من الوسائل المتعددة التي تكسر رتابة السرد ‪ ،‬كما يمكنه‪G‬ا‪ G‬أن تش‪G‬كل ملمح‪G‬ا ميتاقص‪G‬يا س‪G‬واء ك‪G‬انت منس‪G‬وبة إلى‬
‫شاعر آخر كشكل من أشكال التناص ‪ ،‬أو شاعر له حضوره‪  ‬الداخلي كشخصية من شخصيات الرواية”[‪]1‬‬

‫‪ :‬ومن بين األشعار التي ضمنها واسيني األعرج روايته مقطع من قصائد سليم الجزائري التي حفظها الستيفان قبل أن يموت‬

‫ههنا ننسج حرفا لم يقل‬

‫وهنا نكتب شعرا ال يطال‬

‫هذه أشرعتي مبحرة نحو المحال‬

‫ورياحي همسات الوجد لما ليس يقال[‪]2‬‬

‫‪ :‬هذا إضافة إلى توظيفه ألناشيد الكنيسة نذكر منها‬

‫المسيح قام من بين األموات…‬

‫ووطئ الموت بالموت‬

‫…ووهب الحياة للذين في القبور‬

‫… ناح الحمام على نشت أهليها‬

‫لهفي على أمة قتلت راعيها …[‪]3‬‬

‫فتوظيف “واسيني األعرج” لهذه األشعار لم يكن اعتباطيا بل كان توظيفا‪ G‬لغاية جمالية وخدم‪GG‬ة لس‪GG‬ياق الس‪GG‬ردي داخ‪GG‬ل الرواي‪GG‬ة ‪ ،‬فه‪GG‬و ”‬
‫يسبر أغوار اللحظة ويبحر في نسغ التكوين الوج‪G‬داني للشخص‪G‬ية بم‪G‬ا يض‪G‬ئ الموق‪G‬ف ويستش‪G‬رف آفاق‪G‬ه اآلتي‪G‬ة ‪ ،‬وه‪G‬و ج‪G‬زء من البن‪G‬اء‬
‫الحيوي للرواية أي أنه متداخل مع النسيج االب‪GG‬داعي له‪GG‬ا”[‪ ،]4‬ه‪GG‬ذا إض‪G‬افة إلى االيق‪GG‬اع أو ال‪GG‬رتم ال‪GG‬ذي تحدث‪GG‬ه ه‪GG‬ذه األش‪GG‬عار في نفس‪GG‬ية‬
‫‪ .‬المتلقى تكسر بها رتابة‪  ‬السرد‬

‫ـ توظيف األغنية ‪ :‬تحرص األغنية ـ كبعد موسيقي ـ باعتبارها معينا‪ G‬سرديا أو ملفوظ‪GG‬ا يتوال‪GG‬د نص‪GG‬يا ع‪GG‬بر مونت‪GG‬اج س‪GG‬معي ـ مق‪GG‬روء ‪2‬‬
‫يهاجم أذاننا بسيل من المؤثرات الصوتية تعمل على مستوى ال وعي السارد‪ ،‬إن الموسيقى ‪ /‬األغنية ت‪GG‬وحي بعواطف‪GG‬ه الباطني‪GG‬ة و تح‪GG‬دد‬
‫‪:‬مالمح شخصيته[‪ ،]5‬إذ نجد في رواية رماد الشرق عدة أغاني منها مقطع للمغنية بديعة مصابني‬

‫‪ ،‬صح النوم ‪ ،‬ما تقوم يا حبيبي‬

‫‪ .‬ريق ريقك ع الحليب‬


‫‪ ،‬يالبن قشطة وحياة حبك‬

‫لو داقه العيان ليطيب ‪]6[.‬‬

‫وفريد ايب ) ‪(john kander‬وكذلك وظف األعرج أغنية أخرى لجون كندر ‪      ‬‬

‫‪         Fred Ebb)):‬‬

‫… نيويورك‪… G‬نيويورك ‪   ‬‬

‫‪ ،‬أخبروا الجميع باني سأرحل اليوم إلى نيويورك ‪ ‬‬

‫زادي‪،‬حذائي وحقيبتي مثل الجوال ‪ ‬‬

‫)…( أريد أن أفتح عيني في مدينة ال تنام ‪ ‬‬

‫نيو…يوووووووك…‪   ]7[G‬‬

‫فقد جاءت األغاني هنا مرافقة للمشاهد السردية وذلك من أجل رغبة الروائي في مضاعفة الح‪GG‬دث ال‪GG‬درامي وتفعي‪GG‬ل مج‪GG‬رى الس‪GG‬رد ‪،‬إذ‬
‫“يش‪GGG‬كل النس‪GGG‬ق الموس‪GGG‬يقي بامتدادات‪GGG‬ه المختلف‪GGG‬ة ( غن‪GGG‬اء ‪ ،‬أداء ‪ ،‬لحن‪GGG‬ا ) راف‪GGG‬دا من رواف‪GGG‬د البن‪GGG‬اء والمعرف‪GGG‬ة الروائي‪GGG‬ة ومظ‪GGG‬اهر‬
‫الهارمونية ‪:‬الهارموني هو العلم الموسيقي المختص بالقواعد ال‪GG‬تي بمقتض‪GG‬اها يتم تحقي‪GG‬ق تواف‪GG‬ق ص‪GG‬وتي بين ص‪GG‬وتين مختلفين أو أك‪GG‬ثر‬
‫يسمعان في نفس الوقت ‪،‬لكل منهما خصائصه الصوتية الخاصة”[‪]8‬‬

‫تعد السيمفونية “قمة التعبير‪ G‬الموسيقي الذي يرتفع فيه مستوى التعبير إلى مس‪GG‬توى فلس‪GG‬في‪(Symphony ): ‬ــ توظيف السيمفونية‪3‬‬
‫يعتمد على تجسيد أصوات اآلالت الموسيقية المختلفة ‪ ،‬وإعطائها شخصيات تتناسب مع طبيعة الصوت الذي يصدر منها ‪ ،‬ثم اعطائه‪GG‬ا‬
‫أدوارا في النس‪GG‬يج الموس‪GG‬يقي ‪ ،‬فأص‪GG‬بحت الس‪GG‬يمفونية عمال ين‪GG‬اظر المس‪GG‬رحية أو القص‪GG‬ة من حيث أن ح‪GG‬وار الممثلين ه‪GG‬و ال‪GG‬ذي يفس‪GG‬ر‬
‫موضوع السيمفونية ويشرحه حوار الآلالت المنفردة أو الممزوجة معا بعناية ‪ ،‬وحرص لتك‪GG‬ون كتال ص‪GG‬وتية تتب‪GG‬ادل الح‪GG‬وار أو تس‪GG‬مع‬
‫مندمجة كلها مع بعضها في التعبيرات الصاخبة واالنفعاالت الدرامية العنيفة مؤدية تركيبات‪ G‬لحني‪G‬ة أو تآلف‪G‬ات ص‪G‬وتية يض‪G‬عها المؤل‪G‬ف‬
‫إلحداث المناخ العاطفي أو البط‪G‬ولي وفق‪G‬ا للموض‪G‬وع أو الموق‪G‬ف”[‪ ،]9‬وه‪G‬ذا م‪G‬اتجلى في رواي‪G‬ة “رم‪G‬اد الش‪G‬رق” إذ راهن “ج‪G‬از” على‬
‫عزف سيمفونية تشهد على االعدامات‪  ‬والحروب التي عاش‪GG‬ها ج‪GG‬ده على امت‪GG‬داد قراب‪GG‬ة ق‪GG‬رن من ال‪G‬زمن‪  ‬وال‪GG‬تي أنهكت‪  ‬األم‪GG‬ة العربي‪GG‬ة‬
‫وكانت وراء ضياع فلسطين‪  ‬ثم الهجرة إلى أمريكا وهو مانجح في تحقيقه بالفعل فقد قدم سيمفونيته ال‪GG‬تي س‪G‬ماها “رم‪GG‬اد الش‪GG‬رق” رفق‪G‬ة‬
‫صديقته ميترا وأعضاء فرقته الموسيقية‪  ‬في دار أوبرا بروكلين وتتجلى هذا في الفصل األخير من الرواية المعنون ب‪( :‬أصداء الزمن‬
‫المستعاد) الذي خصصه الكاتب لعزف هذه السيمفونية التي كانت بمثابة حلقة مفقودة في تاريخ األمة العربية عمل “جاز” على تخلي‪GG‬دها‬
‫‪ :‬وقد قدمها على الشكل التالي‬

‫بريلود افتتاحي ‪   ‬‬

‫الحركة األولى ‪ :‬مشانق الربيع الدامي‬

‫الحركة الثانية ‪ :‬خيبات ميسلون‬

‫الحركة الثالثة ‪ :‬رماد الشرق اليتيم‬

‫الحركة الرابعة ‪ :‬شبابيك اليس آيلند‬

‫مقطع اختتامي[‪   ]10‬‬

‫فقد قدمت السيمفونية في شكل‪  ‬أربع حركات جوهرية م‪G‬ع بريل‪G‬ود افتت‪G‬احي ومقط‪G‬ع اختت‪G‬امي وذل‪G‬ك وفق‪G‬ا لتيم‪G‬ات ال‪G‬تي تعالجه‪G‬ا وهي ‪:‬‬
‫االعدامات ‪ ،‬الثورة ‪ ،‬مأساة فلسطين‪ ،‬ثم الهجرة إلى أمريكا ‪ ،‬وأخيرا الصمت‪  ،‬حيث أرفقت كل مقطوعة من ه‪GG‬ذه الس‪GG‬يمفونية بمش‪GG‬اهد‬
‫‪ .‬تترجمها‪ G‬وتعبر عنها‬

‫‪ :‬ثانيا‪:‬توظيف فنون التمثيل ‪ :‬ونقصد بفنون التمثيل‪ G‬فني السينما و المسرح إذ أفاد األعرج من مختلف تقنياتهما كاألتي‬

‫ــ توظيف تقنيات السينما ‪ :‬لقد حرصت الرواية على االفادة من الفنون السمعية البصرية وبخاصة الفن السينمائي إذ استثمرت بعض ‪1‬‬
‫تقنياته لتشكيل نسقها السردي والتخيلي ‪ ،‬و”عندما نتأمل مشهد الرواية العربية المعاصرة نجد أن األسلوب السينمائي‪ G‬قد أخذ يتسلل إلي‪GG‬ه‬
‫عبر مجموعة من القنوات بنسب متفاوتة”‪ ،]11[G‬إذ أصبحت الرواية توظ‪GG‬ف مختل‪GG‬ف األس‪G‬اليب الس‪G‬ينمائية مث‪G‬ل الفالش ب‪G‬اك والمونت‪GG‬اج‬
‫والكوالج‪ G‬وحركية المشاهد وهذا ماعمل األعرج على تحقيقه في روايته التي تالحمت فيها مختل‪GG‬ف ه‪GG‬ذه التقني‪GG‬ات وه‪GG‬ذا ماس‪GG‬نعمل‪ G‬على‬
‫‪  :‬تتبعه داخل الرواية إذ نجد فيها التقنيات‪ G‬السينمائية‪  ‬االتية‬

‫الفالش باك‪ :‬يعد الفالش باك من األساليب السينمائية األكثر استعماال في الرواية وه‪GG‬و “اس‪GG‬ترجاع الماض‪GG‬ي س‪GG‬واء ك‪GG‬ان كش‪GG‬فا أولي‪GG‬ا أو‬
‫مدخال أو موزعا “[‪، ]12‬إذ عمل األعرج على تالعب ب‪GG‬الزمن من خالل شخص‪G‬ية الج‪G‬د “باب‪GG‬ا ش‪GG‬ريف” ال‪G‬ذي ق‪G‬ام‪  ‬باستحض‪G‬ار ال‪G‬زمن‬
‫الماضي بكل مآسيه ‪ ،‬من ساحات االعدام التي أعدم‪  ‬فيها األتراك وال‪GG‬ده “س‪GG‬ليم الجزائ‪GG‬ري” ورفق‪GG‬اؤه ‪ ،‬إلى الح‪GG‬روب الفاش‪GG‬لة ومعاه‪GG‬دة‬
‫‪ .‬سايكس بيكو‪ G‬وضياع فلسطين وموت عائلته ولجوئه إلى أمريكا رفقة ابنته مايا‪  ‬فرارا من الموت‬
‫ونلمسه أيضا‪  ‬في استرجاع “جاز” لذكرياته الجملية مع والدته “مايا”‪ G‬المتوفي‪G‬ة‪  ‬الش‪G‬غوفة بحب الرس‪G‬م ‪ ،‬إذ لم يمنعه‪G‬ا مرض‪GG‬ها من رف‪GG‬ع‬
‫التحدي ومتابع‪GG‬ة موهبته‪GG‬ا حيث ق‪G‬ام “ج‪GG‬از” باستحض‪GG‬ار ه‪GG‬ذه ال‪GG‬ذكريات منه‪GG‬ا‪“ :‬رأى أنام‪GG‬ل أم‪G‬ه الرقيق‪GG‬ة وهي تعجن األل‪GG‬وان الص‪GG‬فراء‬
‫واألجرية والبنفسجية على الرغم من اآلالم‪  ‬التي كانت ك‪G‬ل ي‪G‬وم تأك‪G‬ل مس‪G‬احة جدي‪G‬دة من جس‪G‬دها ‪ ،‬ك‪G‬انت ترس‪G‬م في الحديق‪G‬ة أو داخ‪G‬ل‬
‫الصالة الواسعة عندما تمنعها األمطار من متعة الرسم في الخارج”[‪ ، ]13‬وأيضا‪“  ‬كانت كلم‪GG‬ا أرادت أن ترس‪G‬م أحاسيس‪G‬ها المرتبك‪G‬ة ‪،‬‬
‫عبرت الجسر العديد من المرات كمن يبحث عن شيء ضيعه ‪ ،‬المكان الوحيد الذي ال يمكن أن تمل من عبوره وهي تكتش‪GG‬ف تفاص‪GG‬يله‬
‫الصغيرة في كل مرة بشكل مخالف المدينة ياجاز ‪ ،‬مثل النهر ‪ ،‬ال نمر عليها م‪GG‬رتين متش‪GG‬ابهتين‪  ‬هك‪GG‬ذا ك‪GG‬انت تق‪GG‬ول ماي‪GG‬ا كلم‪GG‬ا ع‪GG‬برت‬
‫الجسر مفتوحة العينين”[‪]14‬‬

‫ويعد االستباق أيضا من التقنيات‪ G‬السينمائية‪  ‬إذ نلمسه في قول “مايا”‪ G‬ألبها‪“ G‬جاز” ‪”:‬عندما تكبر‪ G‬ستضيف لها أراض‪GG‬ي أخ‪GG‬رى ‪ ،‬بعض‪GG‬ها‬
‫غريب وبعضها منك‪ ،‬وتسكنها ألنها تصير وقتها أرضك وجزيرتك الجميلة التي لن ينافسك فيها أحد … “[‪ ،]15‬وكذلك نجده في ق‪GG‬ول‬
‫“جاز” لصديقته ميترا ‪“ ‬أنا متأكد أن كالم جدي سيغير‪ G‬لدي الشيء الكث‪GG‬ير ‪ .‬أن‪GG‬ا أرى بالفع‪GG‬ل م‪GG‬ا يح‪GG‬دث يمكن أن يتح‪GG‬ول إلى أوب‪GG‬را من‬
‫الطراز الرفيع أو كوميديا موسيقية ‪ ،‬تخيلي للحظة كوميديا‪ G‬موسيقية في برودوي ؟ أال يغير‪ G‬هذا نظرة الناس إلى األشياء الس‪GG‬هلة وي‪GG‬دفع‬
‫بهم على األقل نحو التفكير قليال ؟”[‪ ، ]16‬وكذلك قوله أيضا‪“ :‬في شيء قريب من هذا لم تتضح بعد معالم‪GG‬ه بش‪GG‬كل جي‪GG‬د ‪ ،‬كل‪GG‬ه م‪GG‬رتب‬
‫على تعامل جدي معنا وعلى مرونة فيليب غالس ‪ .‬أن أبقى في نفس مسار السيمفونية واستغالل الوس‪G‬ائل الس‪G‬معية البص‪G‬رية الحديث‪GG‬ة ‪،‬‬
‫شاشة كبيرة‪ G‬مثال توضع في خلفية الفرقة أو على جوانب تجسد كل المراحل التاريخية التي تضبطها االيقاع‪GG‬ات ‪ ،‬أعتق‪GG‬د أن ذل‪GG‬ك ممكن‬
‫من الناحية التقنية ‪ .‬لن يروق طبعا للمدارس الفيالرمونية المغلق‪GG‬ة في نيوي‪GG‬ورك وخارجه‪GG‬ا ……العم‪GG‬ل س‪GG‬يكون مقنع‪G‬ا‪ G‬وكب‪GG‬يرا‪ G‬وأعتق‪GG‬د‬
‫‪.‬جميال كذلك”[‪]17‬‬

‫وتكمن جمالية توظيف األعرج لتقنية الفالش باك في جعل األزمنة تتداخل واألحداث تتأرجح “بين الحاضر والماضي بك‪GG‬ل م‪GG‬ا في‪GG‬ه من‬
‫ذكريات وتجارب وصور”[‪ ، ]18‬إذ تعمل هذه التقنية على تحطيم خطية السرد وتخصيبه باألحداث الماضية والمتخيلة في الوقت نفسه‬
‫‪.‬‬

‫المونتاج ‪ :‬هو”تقنية لجمع مقاطع متناقض‪GG‬ة ومتن‪GG‬افرة لتك‪GG‬ون في النهاي‪GG‬ة بني‪GG‬ة متناس‪GG‬قة”‪ ،]19[G‬وللمونت‪GG‬اج‪ G‬مجموع‪GG‬ة من األس‪GG‬اليب ال‪GG‬تي‬
‫يسلكها في أدائه فمنها المونتاج القائم على اللقطات المتناقضة ‪ ،‬وهناك المونتاج‪ G‬القائم على التوازي ‪ ،‬وفي‪GG‬ه يتم تق‪GG‬ديم ح‪GG‬دثين مت‪GG‬وازيين‬
‫متداخلين بحيث تقدم اللقطات بالتب‪GG‬ادل ‪ ،‬ومن أنواعه‪GG‬ا المونت‪GG‬اج‪ G‬الق‪GG‬ائم على أس‪GG‬اس التماث‪GG‬ل ‪ ،‬وفي‪GG‬ه يتم تق‪GG‬ديم اللقط‪GG‬ات متتابع‪GG‬ة يربطه‪GG‬ا‬
‫موضوع واحد ‪ ،‬وأخيرا المونتاج القائم على تكرار لقطات معينة الحاحا على فكرة خاصة[‪ ،]20‬والمالح‪GG‬ظ من الرواي‪GG‬ة المدروس‪GG‬ة أن‬
‫الكاتب اعتمد بكثرة على أسلوب المونت‪GG‬اج الق‪GG‬ائم على الت‪GG‬وازي إذ جم‪GG‬ع الك‪GG‬اتب بين ح‪GG‬دثين مت‪GG‬وازيين مت‪GG‬داخلين‪  ‬وح‪GG‬رص‪  ‬على‪  ‬تقيم‬
‫اللقطات بينها‪   G‬بالتناوب ‪ ،‬فقد جمع بين صور عزف السيمفونية في دار أوب‪GG‬را ب‪GG‬روكلين وكيفي‪GG‬ة أدائه‪GG‬ا من قب‪GG‬ل ج‪GG‬از وص‪GG‬ديقته مت‪GG‬يرا‬
‫رفقة‪  ‬أعضاء فرقتهما الموسيقية وبين صور الشاشة الخلفي‪G‬ة المص‪G‬احبة له‪G‬ذه الس‪G‬يمفونية بتق‪G‬ديمها ص‪G‬ورا من الت‪G‬اريخ الماض‪G‬ي تك‪G‬ون‬
‫بمثابة ترجمة أو شرح لهذه السيمفونية حيث تجلت ه‪G‬ذه التقني‪GG‬ة بك‪G‬ثرة في الفص‪G‬ل األخ‪G‬ير من الرواي‪GG‬ة المعن‪G‬ون ب ‪(:‬أص‪GG‬داء ال‪G‬زمن‪   ‬‬
‫المستعاد ) بداية من بريلود االفتتاحي مرورا بحركات األربعة التي تليه إلى المقطع االختتامي ‪،‬وسأكتفي باستشهاد بالمونتاج‪ G‬المستعمل‬
‫‪ :‬في البريلود االفتتاحي‬

‫ـــ ارتفع أنين الكمان هادئا ومتموجا ‪ .‬تمايلت‪ G‬ميترا قليال برأسها ‪ ،‬يمينا ‪ ،‬ثم يسارا ‪ ،‬أغمضت عينيه‪G‬ا وت‪G‬ركت أص‪G‬ابعها تنس‪G‬اب داخ‪G‬ل‬
‫نعومة القصبة التي كانت تنزلق بسالسة على خيوط الكم‪GG‬ان … في‪  ‬الخلفي‪GG‬ة ‪ ،‬ارتس‪GG‬مت على الشاش‪GG‬ة في اللحظ‪GG‬ة نفس‪GG‬ها‪ G‬ت‪GG‬دفقات نه‪GG‬ر‬
‫هودسون في صور متالحقة باألبيض واألسود ‪ .‬أحصنة تركض م‪G‬ذعورة من ه‪G‬دير الس‪G‬فن الحرفي‪G‬ة ال‪GG‬تي تحت‪G‬ل الح‪G‬واف ‪ ،‬ووج‪G‬وه ال‬
‫خيار لها إال الحرية التي ال حدود لها …تركض األحصنة نح‪GG‬و رج‪G‬ال س‪G‬يدتهم الش‪GG‬جاعة والحكم‪GG‬ة والغلي‪GG‬ون الطوي‪GG‬ل‪ .‬ك‪G‬انوا مح‪G‬اطين‬
‫بأقوام الحصر لها ‪… ،‬لم يكن النغم مرتبكا‪ G‬وال متلعثما‪ ، G‬ولكنه كان جميال كجرح خيبة حب كبير ‪ .‬ش‪GG‬عرت مي‪GG‬ترا بنفس‪GG‬ها‪ G‬تغ‪GG‬وص في‬
‫عمق األلوان …[‪]21‬‬

‫فقد ‪ ‬عكس هذا المقطع من الرواية قدرة الكاتب على تمثل تقني‪GG‬ة المونت‪GG‬اج‪ G‬وتحكم في أس‪GG‬اليبها باس‪GG‬تعماله ألس‪GG‬لوب المونت‪GG‬اج‪ G‬الق‪GG‬ائم على‬
‫‪ .‬التوازي أو مايسمى بالمونتاج‪  ‬المتناوب‬

‫الكوالج ‪:‬أي االلصاق الذي “يعتمد على إعادة تصميم ولصق المزق الخشنة المأخوذة من مادة الحياة األولي‪GG‬ة لت‪GG‬دخل في تك‪GG‬وين‪ G‬جم‪GG‬الي‬
‫جدي‪GG‬د ‪ ،‬بحيث يتم مس‪GG‬ح م‪GG‬اعلق بمص‪GG‬درها من بقاي‪GG‬ا االس‪GG‬تعمال األول وتوظيفه‪GG‬ا في الس‪GG‬ياق الكلي الجدي‪GG‬د”[‪ ]22‬إذ لج‪GG‬أ األع‪GG‬رج إلى‬
‫المزاوجة بين وحدات السرد الروائي ووحدات التوثيق‪ G‬الصحفي ووظف كذلك الرس‪GG‬ائل ووث‪GG‬ائق التاريخي‪GG‬ة ‪ ،‬فالنس‪GG‬بة لتوثي‪GG‬ق الص‪GG‬حفي‬
‫فنجده في المقطع اآلتي‪“ :‬الرحلة رقم‪ 11  ‬اصطدمت بالبرج الشمالي أقلعت من بوسطن ‪ .‬الرحلة ‪ 175‬التي اخ‪GG‬ترقت ال‪GG‬برج الجن‪GG‬وبي‬
‫أقلعت هي كذلك من بوسطن … “[‪ ،]23‬أما بالنسبة‪  ‬لتوظيفه الرسائل فقد وظف‪  ‬صور‪  ‬لرسالتين‪  :‬رسالة‪  ‬بعث‪  ‬بها‪“  ‬األم‪G‬ير محم‪G‬د‬
‫السعيد” “لألمير فيصل” بشأن الوساطة إلنهاء حقن الدماء بين األتراك والعرب ونج‪GG‬د ه‪GG‬ذا في (ص ‪) 217‬من الرواي‪GG‬ة ‪ ،‬أم‪GG‬ا الرس‪GG‬الة‬
‫الثاني‪GG‬ة فك‪GG‬انت من “األم‪GG‬ير‪ G‬فيص‪GG‬ل” إلى حض‪GG‬رة “جم‪GG‬ال باش‪GG‬ا” نج‪GG‬د ه‪G‬ذا في (ص ‪ ، )219‬ووظ‪GG‬ف أيض‪GG‬ا مقط‪GG‬ع من قص‪G‬ة “الس‪GG‬احرة‬
‫الفارسية” أخذها من كتاب “الملوك لشهنامة” نذكر منها ‪“ :‬فلما سمعت الساحرة صوته استبشرت وفرحت وقالت ‪ :‬قد ظف‪GG‬رت بص‪GG‬يد ثم‬
‫تصورت في صورة حورية بيضاء ذات مقلة كحالء وقامة هيفاء…فاستحالت في الحال في صورة سبع عظيم… “[‪ ،]24‬ه‪GG‬ذا إض‪GG‬افة‬
‫‪ .‬إلى تضمينه عدة وثائق تاريخية‬

‫حركية المشاهد ‪ :‬يعد‪  ‬توظيف المشاهد الحافلة بالحركة في الرواية وليدة فن السينما‪  ، G‬إذ حرص األعرج‪  ‬في سرد أح‪GG‬داث روايت‪GG‬ه‪،  ‬‬
‫على رصد الحركات و األصوات ضمن مشهد حي يخاطب فينا حاستي السمع و البصر ويضفي على الحدث طابع‪GG‬ا درامي‪GG‬ا أق‪GG‬رب إلى‬
‫دينامية السينما منه إلى سكونية األدب مثل هذه المقاطع من الرواية ‪ ” :‬بدأت الطرق‪G‬ات الواس‪G‬عة تكت‪G‬ظ بالس‪G‬يارات وس‪G‬يارات االس‪G‬عاف‬
‫‪ :‬التي كانت أصواتها تسمع وهي تأتي من أمكنة ليست بعيدة”[‪ ،]25‬ونجده أيضا في‬

‫كانت سيارات االسعاف تخترق كل الشوارع بعويلها‪ . G‬واألدخنة تزداد كثافة وثقال ‪ .‬الناس مثل النمل ‪ ،‬يتجه‪G‬ون في ك‪G‬ل األمكن‪G‬ة‪” [“ .‬‬
‫قبل أن تلحق بجاز الذي ك‪GG‬ان ق‪GG‬د ‪ ، ]26 x44 ،‬وكذلك في‪“ :  ‬بحركة الية سحبت ميترا محفظتها‪ G‬وبحثت‪ G‬عن مفاتيح سيارة شيروكي‬
‫‪.‬وقف عند مدخل الباب الخارجي ليطلب المصعد”[‪]27‬‬
‫ل‪G‬ه نظ‪G‬ائره في القص‪G‬ة كاألوص‪GG‬اف الواقعي‪G‬ة في أعم‪GG‬ال الطبيع‪G‬يين )‪ (close-up‬المشاهد التفصيلة‪ :‬أو ما يعرف “بتق‪G‬ريب الص‪GG‬ورة‬
‫الفرنسيين”‪ ،]28[G‬إذ اشتغل األعرج على تقنيات‪ G‬التجريب البصري من خالل تقديمه للشخصيات عبر صور مرئية لغوي‪GG‬ة‪  ‬ترص‪GG‬د أدق‬
‫التفاصيل التي تنتاب الشخصية حتى غدت الرواية عن‪G‬د األع‪G‬رج “كتاب‪GG‬ة بالص‪GG‬ورة (كالس‪G‬ينما)”‪  ،]29[G‬إذ ص‪G‬ار الق‪GG‬ارئ له‪GG‬ذه الرواي‪G‬ة‪ ‬‬
‫يشعر بأنه أمام عدسة كاميرا ال تفلت شيئا من تفاصيل الصورة والصوت والديكور‪ ،‬وكأنها معدة لإلخ‪GG‬راج والتص‪GG‬وير‪ ،‬يعترض‪GG‬نا مث‪GG‬ل‬
‫هذا كثيرا عند األعرج حيث الحرص على استيفاء أبعاد المشهد يوحي بوج‪GG‬ود نزع‪GG‬ة س‪GG‬ينمائية ترف‪GG‬د فع‪GG‬ل الس‪GG‬رد كم‪GG‬ا نالح‪GG‬ظ في ه‪GG‬ذه‬
‫المقاطع ‪ ”:‬جلست عائشة في الكرسي الخلفي للسيارة ‪ ،‬بينما استراح باب‪GG‬ا ش‪GG‬ريف بج‪GG‬انب ج‪GG‬از وه‪GG‬و يقف‪GG‬ل ح‪GG‬زام األمن”[‪ ،]30‬وأيض‪GG‬ا‬
‫“عندما التفت نحو ميترا كانت شبه غارقة في تأمالتها ‪ ،‬تحتضن من جديد الكمان ‪ .‬ك‪GG‬ان ش‪GG‬عرها يتألأل تحت أل‪GG‬وان الش‪GG‬مس الص‪GG‬باحية‬
‫‪.‬الكثيفة التي انكسرت على مربعات زجاج النافذة المشرعة وهي تحاول أن تستعيد عالقتها بالكمان الذي استعصى بين يديها”‪]31[ ‬‬

‫ــ توظيف تقنيات المسرح‪ : ‬لقد لجأت الرواية المعاصرة‪  ‬إلى استعارة بعض تقنيات‪ G‬فن المسرح واستخدمتها في بنائها‪ G‬منها ‪ :‬الحوار ‪2‬‬
‫و المونولوج‪  G‬و المشهد‪  ‬والديكور وغيره‪G‬ا ‪ ،‬إذ “يض‪G‬يف الش‪G‬كل الممس‪G‬رح للس‪G‬رد بع‪G‬دا جدي‪G‬دا ‪ ،‬إذ أن الس‪G‬رد ال‪G‬ذي يق‪G‬ترب من النص‬
‫المسرحي يعني شيئا أكثر من كونه لغة مشابهة للغة المس‪GG‬رح ‪ ،‬وحس‪GG‬ب تحلي‪GG‬ل ايخنب‪GG‬اوم الش‪GG‬كالني فإنن‪GG‬ا في الس‪GG‬رد المش‪GG‬هدي ال نتلقى‬
‫األفعال كأفعال محكية ‪ ،‬وإنم‪G‬ا كم‪G‬ا لوك‪G‬انت تتخل‪G‬ق أمامن‪G‬ا على الخش‪G‬بة”[‪  ، ]32‬وق‪G‬د‪  ‬عم‪G‬ل‪  ‬األع‪G‬رج‪  ‬على‪  ‬تمث‪G‬ل‪  ‬مختل‪G‬ف التقني‪G‬ات‪G‬‬
‫‪ :‬المسرحية في روايته “رماد الشرق” منها‬

‫الحوار المسرحي‪ : ‬يعرف الحوار بأنه “حديث يدور بين إثنين على األقل ويتناول شتى الموضوعات وهو نمط تواص‪GG‬ل ‪ :‬حيث يتب‪GG‬ادل‬
‫ويتعاقب األشخاص ‪ ،‬على اإلرسال والتلقي”[‪ ، ]33‬والمالحظ من المدونة المدروسة أن األعرج ناوب بين السرد والحوار هذا األخ‪GG‬ير‬
‫‪”:‬الذي وظفه بكثرة خاصة حوار “جاز” مع جده ومع صديقته “ميترا”‪ ،‬وهذا ما سنالحظه من خالل‪  ‬حوار “جاز” مع صديقته “ميترا‬

‫…ـــ ميترا ؟ تريدين أن نجرب مرة أخرى ؟ المشكلة أن الوقت الذي بين أيدينا يتقلص كل يوم قليال‬

‫ـــ ال ياجاز ‪ .‬أنت تعرف أحسن مني ‪ ،‬في الموسيقى ال توجد معاودة ‪ .‬كل شيء نقوم به وكأننا نفعله ألول مرة ‪]34[.‬‬

‫‪ .‬ـــ أنت لم تحدثني عن هذا من قبل‬

‫ـــ أنت تعرفين أن قصة جدي في غاية التعقيد ‪ ،‬مسكون بأندلسيته التي ورثتها له جدته‪]35[.‬‬

‫يمثل الحور في المدونة المدروسة امتداد وتكملة للسرد ” فاستعانة السارد بالحوار تعني الكش‪GG‬ف عن الشخص‪GG‬يات وإطالع الق‪GG‬ارئ على‬
‫أفكارها ومزاجها وطبائعها‪ G‬ألنه مرتبط بها ‪ ،‬فضال عن اسهامه في بنائها‪  G،‬ول‪G‬ه دور مهم أيض‪G‬ا في بن‪G‬اء الح‪G‬دث وتحريك‪G‬ه عن طري‪G‬ق‬
‫‪ .‬الحوار المتبادل بين الشخصيات”[‪ ، ]36‬فعن طريق حوار إذن تتحقق وظيفتي التواصل والتعبير‪ G‬بين شخصيات المدونة المدروسة‬

‫المونولوج ‪ :‬يعرف المونولوج بأنه “كالم يقع بين األديب ونفسه أو من ينزله مقام نفسه كربة الشعر أو خيال الحبيب‪GG‬ة …ويف‪GG‬رض في‪GG‬ه‬
‫اإلبانة عن الموقف ‪ ،‬والكشف عن خبايا النفس”[‪ ،]37‬وقد تجلى المونولوج‪ G‬بكثرة‪ G‬في هذه الرواية كما تبينه ه‪GG‬ذه المق‪GG‬اطع ‪“ :‬ردد ج‪GG‬از‬
‫في أعماقه بحيرة بادية على مالمحه ‹‹ عائشة أخبرتني بأن الطائرة لن تتأخر إال ربع ساعة ‪ .‬ك‪G‬انت في الط‪G‬ائرة عن‪G‬دما كلمت‪G‬ني آلخ‪G‬ر‬
‫مرة من الموبايل قبل أن تطفئه ‪ ،‬وكانت‪ G‬الطائرة قد أغلقت األبواب وتستعد إلقالع ؟ ››”[‪ ،]38‬وأيضا ‹‹ أي عي‪GG‬د ميالد وس‪GG‬ط خ‪GG‬راب‬
‫كهذا بدأنا نخرج من ركامه بصعوبة ؟ تساءل جاز وهو يبحث‪ G‬لها عن مبررات ‪ :‬من يدري ؟ ربما ألنها هي كذلك م‪GG‬أخوذة معي بنفس‬
‫هاجس السيمفونية التي يجب أن أنتهي منها ‪ .‬هذا وحده كاف ألن يخلق حيرة كب‪GG‬يرة‪ G‬ل‪GG‬دى االنس‪GG‬ان ويحج‪GG‬ر فك‪GG‬ره ونباهت‪GG‬ه المعت‪GG‬ادة في‬
‫دائرة ضيقة هو األقدر على االحساس بها‪]39[›› .‬‬

‫المشهد ‪:‬تتميز‪ G‬الرواية العربية الجديدة‪  ‬وبم‪G‬ا فيه‪G‬ا الرواي‪G‬ة الجزائري‪G‬ة “بانس‪GG‬ياب‪ G‬وتالح‪GG‬ق المش‪GG‬اهد الروائي‪GG‬ة ‪ ،‬واألح‪G‬داث فيه‪GG‬ا تج‪G‬ري‬
‫‪ :‬متشابكة أمام أعيننا ( وكأننا‪ G‬أمام عرض مسرحي ) “[‪ ]40‬ونمثل للمشهد بهذا المقطع من الرواية‬

‫ـــ أنت مرهق … ما رأيك في كأس شاي ساخنة ؟ ‪  ‬‬

‫‪ .‬ـــ فكرة جيدة ‪ .‬أشكرك ‪  ‬‬

‫تناول جاز كأس الشاي بالليمون الذي قدمته له مونيكا‪ . G‬احتسى منه قليال ‪ ،‬شعر بقوة الحرارة تخ‪GG‬ترق أمع‪GG‬اءه وبل‪GG‬ذة خاص‪G‬ة ‪ .‬فج‪GG‬أة ‪  ‬‬
‫‪ .‬سرى الدفء في كامل جسده‬

‫‪ .‬ـــ أنت متعب ‪ ،‬لم تنم منذ البارحة ‪ .‬من األفضل أن ترتاح قليال وإذا حدث أي شيء سأوقظك‬

‫ـــ تمدد بظهره على الكرسي الطويل المخصص الستراحة الج‪GG‬راحين وعم‪GG‬ال المستش‪GG‬فى وغف‪GG‬ا قليال قب‪GG‬ل ان يس‪GG‬تيقظ‪ G‬على عوي‪GG‬ل اح‪GG‬د‬
‫الجرحى ‪]41[“ .‬‬

‫‪.‬فقد حوى هذا المقطع إذن عدة مشاهد متتابعة مما حقق سمة العرض المسرحي‪  ‬ومواكبة الحدث الدرامي في هذه الرواية‪   ‬‬

‫ثالثاـ ‪ :‬توظيف الفن التشكيلي ‪ :‬لقد تنوعت مرجعيات السرد الروائي عند األع‪GG‬رج في روايت‪G‬ه رم‪G‬اد الش‪GG‬رق ففض‪GG‬ال عن توظيف‪GG‬ه لع‪G‬دة‬
‫الفنون من شعر وموسيقى وسينما‪ G‬ومسرح لجأ إلى استثمار الفنون التشكيلية ‪،‬إذ ي‪G‬رى “ك‪G‬ونراد”‪ G‬أن الرواي‪G‬ة ‪ «:‬كي تحق‪G‬ق م‪G‬ا تص‪G‬وبوا‬
‫إليه من تأثير ونجاح ‪ ،‬عليها أن تتعلم من فنون النحت والتصوير والموسيقى كيف تصل إلى الوجدان عن طري‪GG‬ق الح‪GG‬واس ‪ .‬باس‪GG‬تخدام‬
‫‪ :‬التشكيل واللون وغيرها»[‪ ، ]42‬وقد راهنت رواية رماد الشرق على محاورة الفن التشكيلي‪  ‬مستفيدة‪ G‬من مختلف تقنياته منها‬

‫ــ الرسم ‪:‬تعج الرواية المدروسة بلوحات فنية سردية‪  ‬رسمت بالكلمات إن صح التعبير إذ توحي اليك هذه الكلمات المنتقاة‪ G‬بعناية أن ‪ 1‬‬
‫اللوحة التشكيلية مطروحة أمامك وكأنك تراه‪GG‬ا على ص‪GG‬ورتها الواقعي‪GG‬ة ويتجلى ذل‪GG‬ك في ع‪GG‬دة مق‪GG‬اطع من الرواي‪GG‬ة إذ اكتفيت باستش‪GG‬هاد‬
‫‪ :‬بثالث‪ G‬لوحات وهي‬
‫اللوحة االولى ‪“ :‬رأى صورة بلون حائل بين الصفرة العميقة واللون الرمادي الب‪GG‬اهت ‪ .‬كتب تحته‪GG‬ا ‪:‬فلس‪GG‬طين ‪15‬م‪GG‬ايو ‪ .1948‬طفل‪GG‬ة‬
‫تركض في فراغ غ‪GG‬ير مح‪GG‬دود ‪ .‬ش‪GG‬عرها المبع‪GG‬ثر‪ G‬ينتش‪GG‬ر في اله‪GG‬واء ويخت‪GG‬بئ قليال من ابتس‪GG‬امتها ‪.‬في ي‪GG‬دها لعب‪GG‬ة ص‪GG‬غيرة لم تظه‪GG‬ر في‬
‫الصورة إال الخيوط التي تقبضها ‪ .‬المؤكد أنها طائرة ورقية”[‪]43‬‬

‫اللوحة الثانية ‪“ :‬ثم وقف لحظة مع ميترا يت‪GG‬أمالن األض‪GG‬واء الملون‪GG‬ة ال‪GG‬تي ك‪GG‬انت تعلن عن س‪GG‬يمفونية رم‪GG‬اد الش‪G‬رق ‪ ،‬لربي‪GG‬ع نيوي‪GG‬ورك‪G‬‬
‫الموسيقي ‪ .‬الذي أنجز اللوحة االشهارية كان حساسا وشاعرا ‪ :‬وجه ميترا المليء باألنوار وهي تسند رأسها إلى الكمان ‪،‬يتمادى ح‪GG‬تى‬
‫الذوبان في حركة جاز الذي ال يظهر إال جزء جانبي من وجهه ويده اليمنى وهي ترفع القص‪GG‬بة الذهبي‪GG‬ة ال‪GG‬تي أح‪GG‬دثت خيط‪GG‬ا من الن‪GG‬ور‬
‫تشكل فوق رأس ميترا‪  ‬كهالة ‪ .‬في الخلفية البعيدة ‪ ،‬الفرقة الفيالرمونية ألوبرا بروكلين”[‪]44‬‬

‫اللوحة الثالثة ‪“ :‬وضعت في كل المع‪G‬ابر والمحط‪G‬ات والمط‪G‬ارات وأنف‪G‬اق المي‪G‬ترو ‪ ،‬في نيوي‪G‬ورك‪ G‬نفس اللوح‪G‬ة اإلش‪G‬هارية ‪ ،‬بعنوانه‪G‬ا‬
‫الكبير ‪ :‬سيمفونية رماد الشرق للموسيقي جاز كاليفي ‪ .‬وتحتها كتب بخط ناعم‪ :‬خريف المائة ع‪GG‬ام األخ‪GG‬يرة ‪ ،‬س‪GG‬نوات التي‪GG‬ه واالنكس‪GG‬ار‬
‫والبحث المحموم عن الشرق المسروق”[‪]45‬‬

‫فقد مارس األعرج هنا ما يعرف بالرسم بالكلمات شأنه في هذا شأن كتاب الرواية العربي‪GG‬ة الجدي‪GG‬دة ال‪GG‬ذين “يمارس‪GG‬ون الرس‪GG‬م بالكلم‪GG‬ات‬
‫مستخدمين الجانب التقني‪  ‬للوحة ( اإلطار ‪ ،‬الخلفية ‪ ،‬المشهد ‪ ،‬المرسوم داخل اللوحة ‪ ،‬الكوالج ‪ ،‬األلوان المع‪GG‬برة والموحي‪GG‬ة …الخ )‬
‫فرواياتهم تطفح بهذه العالقة بين الصورة واللغة ‪ ،‬مما يجعلها لوحات سردية تتفاعل فيها الكلمة والصورة واللوح‪GG‬ة تتش‪GG‬ارك في بل‪GG‬ورة‬
‫وعي بصري جديد ‪ .‬لقد اقترن التشكيل والرسم بالسرد وعانقه ليح‪GG‬رره من س‪GG‬لطة االنغالق رغم اختالف لغتهم‪GG‬ا”‪ ،]46[G‬فمالح‪GG‬ظ إذن‬
‫أن رواية رماد الشرق تمثل نموذجا لتالقح فنين وتشابك آلياتهما ‪ :‬الرسم بالكلمات والرسم بالفرشاة ‪ ،‬فثقافة الكاتب التش‪G‬كيلية مكنت‪G‬ه من‬
‫‪ .‬مالمسة جمالية هذا التالقح‬

‫ــ النحت ‪ :‬يعد النحت “فرعا ً من فروع‪ ‬الفنون المرئية ‪ ‬وفي نفس الوقت أحد أنواع الفنون التشكيلية”[‪ ،]47‬و “يرتكز‪ G‬ه‪G‬ذا الفن على ‪2‬‬
‫تكوين مجسمات بأبعاد ثالثية‪ ،‬وتتم ممارسته على المعادن ‪ ،‬والصخور ‪ ،‬والخشب‪  ‬والسيراميك ‪ ،‬وم‪GG‬واد أخ‪GG‬رى متنوع‪GG‬ة”[‪ ،]48‬و ق‪GG‬د‬
‫استثمر الك‪GG‬اتب فن النحت في روايت‪GG‬ه المدروس‪GG‬ة من خالل وص‪GG‬فه لمنحوت‪GG‬ات‪ G‬المدين‪GG‬ة من ‪ :‬بناي‪GG‬ات‪ G‬وأق‪GG‬واس األس‪GG‬واق وم‪GG‬دخل الفن‪GG‬ون‬
‫ومنحوتات‪ G‬الكسندر كالدير ‪ ،‬وكذلك النحوت التي على الطاوالت ويظهر هذا في عدة مقاطع من الرواية منها‪“ :‬بعض بنايات‪ G‬المدين‪GG‬ة ‪،‬‬
‫أقواس األسواق ‪ ،‬ض‪G‬يق طرقاته‪G‬ا ‪ ،‬بعض ممراته‪G‬ا‪ G‬وحاراته‪G‬ا وح‪G‬تى م‪G‬دخل الفن‪G‬ون بأعمدت‪G‬ه الس‪G‬تة ‪ ،‬ال‪G‬ذي يحتض‪G‬ن لوح‪G‬ات رون‪G‬وار‬
‫ومنحوتات الكسندر كال‪G‬دير ومجموع‪GG‬ة الفن‪GG‬ون الزجاجي‪GG‬ة ‪ ،‬ت‪GG‬بين أن قليال من عط‪G‬ر األن‪GG‬دلس ق‪GG‬د وص‪GG‬ل إلى هن‪GG‬ا وع‪GG‬بر ه‪GG‬ذه الش‪GG‬وارع‬
‫الضيقة”[‪ ، ]49‬وأيضا “الطاوالت المعشقة بزجاج دمشق وماس الخليج وخشب جزيرة كريت؟”[‪]50‬‬

‫ت مُعيّنة تشمل مناظر وظواهر طبيعي‪G‬ة أو بش‪G‬ر‬ ‫رابعا‪ :‬فنّ التصوير‪ :‬وهو أحد أهم الفنون الجميلة الحديثة‪ ،‬والتي ّ‬
‫تتمثل في التقاط لحظا ٍ‬
‫أو حيوانات؛ إذ يستخدم المصوّ ر كاميرته إللتقاط وتجسيد لحظات جميل‪G‬ة يعيش‪G‬ها‪ ،‬وبطريق‪G‬ة فنية[‪،]51‬إذ اس‪G‬تثمر األع‪G‬رج تقني‪G‬ات‪ G‬ه‪G‬ذا‬
‫الفن وتتمثل في استعماله لتقنية الصورة من خالل عرض باب شريف ‪  ‬لعدد من الصور الفوتوغرافية كانت بحوزته ‪ ،‬لحفيده جاز منها‪G‬‬
‫‪“ :‬أخرج صورة كانت ألمه ‪ :‬ماما صفية ‪ :‬امرأة جميلة ترتسم على محياها ابتسامة س‪GG‬اخرة ك‪GG‬ان من الص‪GG‬عب عليه‪GG‬ا كتمه‪GG‬ا ‪ .‬ووجهه‪GG‬ا‬
‫مشرق كوجه الروسيات شرق آسيا ‪ .‬شعر كثيف‪ G‬ومالمح واضحة ودقيقة وعينان غارقتان في الكحل والسواد ‪ ،]52[“ .‬وأيضا ص‪GG‬ورة‬
‫أخرى ل”جمع من البشر يتقدمهم رجل بشاربين طويلين وطربوش وعصا يتكأ عليه‪GG‬ا بيس‪GG‬راه‪  ‬وفي ي‪GG‬ده األخ‪GG‬رى بقاي‪GG‬ا س‪GG‬يجارة ‪ ،‬وفي‬
‫الخلفية رجال أشبه بالروس القوقازيين ‪ ،‬إلى جانبهم األيمن رجل انجل‪GG‬يزي بقبعت‪G‬ه ولباس‪GG‬ه القص‪GG‬ير وحذائ‪G‬ه الطوي‪GG‬ل وأخ‪G‬ر في الخلفي‪GG‬ة‬
‫يستند إلى بندقية ذات ماسورة‪  ‬طويلة‪ .‬في الخلفية بعي‪GG‬دة‪ G‬قليال‪ ،  ‬يرف‪GG‬رف علم أبيض… “[‪ ، ]53‬فق‪GG‬د أحس‪GG‬ن الك‪GG‬اتب تمث‪GG‬ل ه‪GG‬ذه التقني‪GG‬ة‬
‫‪ .‬بحيث أنه نقل للمتلقي الصور بلغة فنية جميلة وكأنه يشاهد هذه الصور حقيقة أمام عينيه‬

‫خامسا‪ :‬توظيف فن الرقص‪ :‬يعد الرقص في أبسط تعريفاته ذلك “التنسيق المبدع بين الحركة‪   ‬واإليقاع ‪ ،‬إنه حركة الجس‪G‬د وه‪G‬و ينظم‬
‫الفضاء ويعطي ايقاعا للزمن في وحدة منسجمة مع طبيعته التكوينية”[‪ ، ]54‬ولقد عد الرقص “وسيلة من وس‪GG‬ائل االب‪GG‬داع إذ تكمن في‪GG‬ه‬
‫تقاليد الشعوب ولغتهم الفنية وتراثهم الموسيقي وشعورهم الجمعي ‪ ،‬لذلك كان البع‪GG‬د ال‪GG‬روحي والجم‪GG‬الي من أهم أبع‪GG‬اد ال‪GG‬رقص”[‪،]55‬‬
‫وهناك أنواع كثيرة‪ G‬للرقص ” تؤدّى بشكل فردي أو ثنائي أو يؤدّونها مجموعة من األشخاص ومن هذه األنواع رقص الباليه‪ ،‬والتانغو‪G،‬‬
‫‪.‬والسالسا‪ ،‬والشرقي والتعبيري اإليمائي”[‪]56‬‬

‫ومالحظ من الرواية المدروسة أن “األعرج” ذو ثقافة عالمية مكنته من محاورة تقنيات‪  ‬رقص‪GG‬ة الت‪GG‬انغو األرجنتيني‪GG‬ة ال‪GG‬تي له‪GG‬ا تقالي‪GG‬دها‬
‫الخاصة إذ نلمسها‪  ‬في الرقصة التي‪  ‬أدتها ميترا مع صديقها جاز في سهرة عيد ميالده وتجلى هذا في الرواية من خالل المقطع التالي‬
‫‪ ” :‬مدت له يدها اليمنى فاحتضنها في عمق يده اليسري ‪ ،‬كعصفور هارب ‪ ،‬وعندما قبضت قليال بي‪GG‬دها اليس‪GG‬رى على ذراع‪GG‬ه األيمن ‪،‬‬
‫كان يمد هو كفه مفتوحة عن آخرها على ظهرها العاري ‪ .‬سحبها قليال نحوه …تذكر حركة االيقاع خطا خطوة نحو الجهة اليم‪GG‬نى م‪GG‬ع‬
‫التفات خفيف باتجاه اليسار في آخر الحركة الثالثة ليترك رجله تتمادى بين حافتي ساقيها وبين اللب‪GG‬اس المنفتح ح‪GG‬تى األعلى ‪ .‬وقب‪GG‬ل أن‬
‫يستقر على الوضع تنسحب‪ G‬هي في حركة شبه مماثلة ‪ ،‬ترفع قدمها اليمنى …ثم تنس‪GG‬حب‪ G‬قليال إلى ال‪GG‬وراء ‪ ،‬تتح‪GG‬رر قب‪GG‬ل أن تع‪GG‬ود إلى‬
‫نفس وضعية األسر ‪ .‬ضغط جاز على األرضية ‪ ،‬توازن قليال ‪ ،‬ثم سحبها نحوه ن وقبل أن تصل إليه تتراجع قليال بشراسة ثم تنس‪GG‬حب‬
‫قليال إلى الوراء ‪ ،‬تتحرر قبل أن تع‪GG‬ود إلى نفس وض‪GG‬عية األس‪GG‬ر ‪ .‬ض‪GG‬غط ج‪GG‬از على األرض‪GG‬ية ‪ ،‬ت‪GG‬وازن قليال ‪ ،‬ثم س‪GG‬حبها نح‪GG‬وه …ثم‬
‫تنسحب‪ G‬دون أن تترك رؤوس أصابع يده اليمنى التي شدت عليها بقوة … “[‪ ،]57‬فق‪GG‬د خص‪GG‬ص الك‪GG‬اتب أك‪GG‬ثر من ص‪GG‬فحة في وص‪GG‬ف‬
‫طريقة رقص التانغو‪ ،‬وبهذا “انتقلت اللغة من وظيفتها الس‪GG‬معية لت‪GG‬نزاح إلى الوظيف‪G‬ة البص‪G‬رية‪  ‬لتس‪GG‬هم‪  ‬في‪  ‬تق‪GG‬ديم‪  ‬الص‪GG‬ور‪  ‬الحركي‪G‬ة‪ ‬‬
‫‪ .‬التي‪  ‬يضطلع بها الرقص “[‪]58‬‬

‫وقد استثمره األعرج في بناء نصه السردي بصورة مباشرة بذكر فعل ال‪GG‬رقص وتجس‪GG‬يد الحرك‪GG‬ات واألفع‪GG‬ال ال‪GG‬تي تق‪GG‬وم عليه‪GG‬ا رقص‪GG‬ة‬
‫‪”.‬التانغو‪ G‬من البداية حتى النهاية وهذا ماتجسد كما رأينا في‪  ‬رقصة “جاز” وصديقته “ميترا‬

‫وختاما يمكن‪  ‬القول أن رواية “رماد الشرق” ” لواس‪GG‬يني األع‪GG‬رج” ق‪GG‬د انفتحت على ع‪GG‬دة فن‪GG‬ون‪   ‬هي ‪ :‬فن الموس‪GG‬يقى وفن‪             ‬‬
‫الس‪GG‬ينما وفن المس‪GG‬رح والفن التش‪GG‬كيلي وفن التص‪GG‬وير وفن ال‪GG‬رقص ‪ ،‬إذ حاورته‪GG‬ا وأف‪GG‬ادت من تقنياته‪GG‬ا المختلف‪GG‬ة ‪ ،‬زي‪GG‬ادة على‪  ‬انتق‪GG‬اء‪ ‬‬
‫الروائي‪  ‬لشخصيات فنانة مثل “جاز” وصديقته “ميترا” الموسيقيين وأمه”مايا” الرس‪GG‬امة ‪ ،‬وك‪GG‬ذلك تض‪G‬مينه لع‪G‬دد من الفن‪G‬انين ومختل‪G‬ف‬
‫اآلالت الموسيقية والمسارح ودار األوبرا ‪  ،‬وبهذا كان توظيف‪ G‬الفنون في رواية رماد الشرق‪  ‬بحثا عن الموض‪GG‬وع بحكم أنه‪GG‬ا تتن‪GG‬اول‪ ‬‬
‫قضية فنان راهن على عزف سيمفونية تحاكي تاريخ جده من جه‪G‬ة ‪ ،‬ومن جه‪G‬ة أخ‪G‬رى ه‪G‬و تقني‪GG‬ات تعب‪GG‬ير فرض‪GG‬تها متطلب‪GG‬ات الرواي‪G‬ة‬
‫‪ .‬الحداثية أو مايعرف التجريب الروائي الذي فتح المجال واسعا أمام الرواية فكانت بهذا ملتقى لجميع الخطابات والفنون‬

‫‪ :‬مصادر البحث ومراجعه‬

‫‪ :‬المصادر‬

‫‪ :‬واسيني األعرج‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 1‬منشورات‪  ‬الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪2013 ،‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪2013 ،‬‬

‫‪ :‬المراجع‬

‫‪.‬ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو‪، G‬الزمن والرواية ‪ ،‬تر‪ :‬بكر عباس ‪ ،‬مراجعة ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط‪، 1‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪1997 ،  ‬‬

‫‪ :‬ـ بشرى البستاني‬

‫‪ .‬ـ في الريادة والفن (قراءة في شعر شاذل طاقة ) ‪ ،‬ط‪، 1‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ـ االردن ‪         1 2010 ،‬‬

‫‪.‬ـ وحدة االبداع وحوارية الفنون ‪ ،‬ط‪، 1‬دار فضاءات للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ـ األردن ‪       2 2015،‬‬

‫‪.‬ــ جبور عبد النور‪ ،  ‬المعجم األدبي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت‪ G‬ـ لبنان‪1984  ‬‬

‫‪ .‬ـ حسن لشكر ‪ :‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬دط ‪ ،‬مجلة العربية‪ ،‬الرياض ـ المملكة العربية السعودية ‪ 1431،‬ه‬

‫‪ .‬ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المدى للثقافة والنشر ‪ ،‬دمشق ـ سوريا ‪2003،‬‬

‫‪.‬ـ عطا عدي ‪ ،‬أثر توظيف‪ G‬الحدث التاريخي في صياغة السيناريو و صناعة الفيلم السينمائي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البداية‪ ،‬األردن‪2011،‬‬

‫‪ ،‬ــ فخري صالح ‪ ،‬في الرواية العربية الجديدة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الدار العربية للعلوم ناشرون‬

‫‪.‬بيروت‪ G‬ـ لبنان‪2009  ‬‬

‫‪،‬ــ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي شعر بشرى البستاني نموذجا ‪ ،‬ط‪1‬‬

‫‪ .‬دار فضاءات للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ـ االردن‪2015 ،  ‬‬

‫ــ محمد حمد ‪ ،‬الميتاقص في الرواية العربية (مرايا السرد النرجسي ) ‪،‬ط ‪ ،1‬مجمع القاسيمي للغة العربية وآدابها ‪ ،‬أكاديمية القاسيمي ‪ ‬‬
‫‪(.‬ج م )‪ ،‬باقة الغربية ‪2011 ،‬‬

‫ـ محمد صالح السنطي ‪ ،‬تداخل األنواع في الرواية األردنية ‪ ،‬مؤتمر‪ G‬النقد الدولي الثاني عشر (تداخل األن‪GG‬واع األدبي‪GG‬ة ) ‪ ،‬دط ‪،‬جامع‪GG‬ة‬
‫‪.‬اليرموك ‪،‬مؤسسة عبد الحميد شومان ‪ ،‬عمان ـ األردن ‪ ،‬مجلد ‪ 22/24 ،2‬تموز‪2008‬‬

‫‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫يناير ‪ ،http://mawdoo3.com  ، 28 2016‬ــ فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‬

‫تاريخ النشر ‪ 18‬يناير ‪ ،   http://mawdoo3.com ، 2016‬ــ هايل الجازي ‪ ،‬تعريف النحت‬

‫‪ / https://ar.wikipedia.org/wiki‬ــ ويكبيديا‪ G‬الموسوعة الحرة ‪ ،‬نحت‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ـ ينظر ‪ :‬محمد حمد ‪ ،‬الميتاقص في الرواية العربية (مرايا السرد النرجسي ) ‪،‬ط‪ ،1‬مجمع القاسيمي للغة العربية وآدابها ‪ ،‬أكاديمية]‪[1‬‬
‫القاسيمي (ج م )‪ ،‬باقة الغربية ‪ ،2011 ،‬ص ‪140‬‬

‫ـ واسيني األعرج ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪،‬ج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪ ، 2013،‬ص‪[2]85‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[3]182‬‬

‫ـ محم‪GG‬د ص‪G‬الح الس‪GG‬نطي ‪ ،‬ت‪G‬داخل االن‪G‬واع في الرواي‪GG‬ة االردني‪GG‬ة ‪ ،‬م‪GG‬ؤتمر النق‪GG‬د ال‪GG‬دولي الث‪G‬اني عش‪G‬ر (ت‪GG‬داخل األن‪GG‬واع األدبي‪GG‬ة ) ‪[4]،‬‬
‫‪،‬دط ‪،‬جامعة اليرموك ‪،‬مؤسسة عبد الحميد شومان ‪ ،‬عمان ـ االردن ‪ 22/24 ،‬تموز‪2008‬‬
‫مجلد ‪،2‬ص ‪71‬‬

‫ـ ينظر ‪:‬حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفن‪GG‬ون الس‪GG‬معية البص‪GG‬رية ‪ ،‬دط ‪ ،‬مجل‪G‬ة العربي‪GG‬ة ‪،‬الري‪GG‬اض ـ المملك‪GG‬ة العربي‪GG‬ة الس‪GG‬عودية ‪[5]،‬‬
‫‪ 1431‬ه ‪ ،‬ص ‪98‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[6]43‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[7]96‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية‪ ،  ‬ص ‪[8]105‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪،‬ص ‪[9]75‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[10]286‬‬

‫ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المدى للثقافة والنشر ‪ ،‬دمشق ـ سوريا ‪ ،2003،‬ص‪[11] 195‬‬

‫ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو ‪ ،‬الزمن والرواية ‪ ،‬تر‪ :‬بكر عباس ‪ ،‬مراجعة ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ص‪GG‬ادر ‪ ،‬ب‪GG‬يروت‪ G‬ـ لبن‪GG‬ان ‪ ،1997 ،‬ص]‪[12‬‬
‫‪67‬‬

‫ـ واسيني األعرج ‪ ،‬رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ، 1‬منشورات الجمل ‪ ،‬بيروت‪ G‬ـ لبنان ‪ ، 2013 ،‬ص ‪[13]14‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[14]64‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[15] 71‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪[16] 79 ،‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[17]84 ،83‬‬

‫عطا‪ .‬عدي ‪ ،‬أثر توظيف الحدث التاريخي في صياغة السيناريو‪ G‬و صناعة الفلم السينمائي‪ G،‬ط‪ ،1‬دار البداي‪GG‬ة‪ ،‬األردن‪[18]،2011 ، ،‬‬
‫ص‪129.‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪،‬ص ‪[19]14، 13‬‬

‫ـ ينظر‪:‬بشرى البستاني ‪ ،‬وحدة االبداع وحوارية الفنون ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار فضاءات للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪،‬عم‪GG‬ان ـ األردن‪  ،2015 ،‬ص‪[20] ‬‬
‫‪27‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[21]396 ،395‬‬

‫ـ صالح فضل ‪ ،‬أساليب السرد في الرواية العربية المعاصرة ‪ ،‬ص ‪[22]212‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[23]21‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[24]57‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[25] 20‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[26] 23‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[27] 25‬‬

‫ـ أ‪.‬أ‪ .‬مندالو ‪ ،‬الزمن والرواية ‪ ،‬ص ‪[28] 67‬‬

‫ـ حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[29] 33‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[30]380‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪[31]18‬‬

‫ـ فخري صالح ‪ ،‬في الرواية العربية الجديدة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الدار العربية للعلوم ناشرون ‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪ ، 2009‬ص ‪[32] 121‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي شعر بشرى البس‪GG‬تاني نموذج‪GG‬ا ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار فض‪GG‬اءات للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪ ،‬عم‪GG‬ان ـ‪[33] ‬‬
‫االردن ‪ ، 2015 ،‬ص ‪175‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[34]18‬‬


‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[35] 105‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪175‬ـ ‪[36] 176‬‬

‫ـ‪  ‬جبور عبد النور ‪ ،‬المعجم األدبي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العلم للماليين ‪ ،‬لبنان ـ بيروت ‪ ،1984 ،‬ص‪[37] 100‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[38]377 ،376‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪[39] 80‬‬

‫ـ حسن لشكر‪  ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[40] 183‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[41]35‬‬

‫ـ حسن لشكر‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[42]108‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪[43]68  ‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪[44]352‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[45]353‬‬

‫ـ‪  ‬حسن لشكر ‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية ‪ ،‬ص ‪[46]142‬‬

‫‪ / https://ar.wikipedia.org/wiki‬ـ ويكبيديا الموسوعة الحرة ‪ ،‬نحت‪[47] ‬‬

‫تاريخ النشر ‪ 18‬يناير ‪ / http://mawdoo3.com ،2016‬ـ هايل الجازي ‪ ،‬تعريف النحت]‪[48‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪[49]106‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[50]263‬‬

‫تاريخ النشر ‪ 28‬يناير ‪ / http://mawdoo3.com ، 2016‬ـ ينظر ‪:‬فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‪[51] ‬‬

‫ـ رواية رماد الشرق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪[52]18‬‬

‫ـ المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪[53] 19، 18‬‬

‫ـ بشرى البس‪GG‬تاني ‪ ،‬في الري‪GG‬ادة والفن (ق‪GG‬راءة في ش‪GG‬عر ش‪GG‬اذل طاق‪G‬ة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار مج‪GG‬دالوي للنش‪GG‬ر والتوزي‪GG‬ع ‪ ،‬عم‪GG‬ان ‪ ،‬ط‪[54]، 1‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪122‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬تداخل الفنون في الخطاب النسوي ‪ ،‬ص ‪[55] 354‬‬

‫يناير ‪ ،http://mawdoo3.com   ، 28 2016‬فاطمة القضاة ‪ ،‬تعريف الفنون الجميلة‪[56] ‬‬

‫رماد الشرق ‪ ،‬ص ‪[57] 86، 85‬‬

‫ـ فاتن غانم ‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪[58] 354‬‬

‫‪Updated: 2018-11-04 — 16:06‬‬

‫‪← Previous Post‬‬

‫→ ‪Next Post‬‬

‫أضف تعليق‬
‫‪.‬يجب أنت تكون‪ ‬مسجل الدخول‪ ‬لتضيف تعليق‬

‫‪ JiL Center Journals‬‬

‫‪ JiL Center in Research Gate‬‬


 JiL Center in Youtube

 JiL Center in Find Glocal 

Visitors
Today 563

Yesterday 2,918

This Week 6,944

This Month 49,477

All Days 16,993,036


 

Share It

Be an actif Member
Membership
Join us & enjoy all your benefits

Competitions
Participate in our Competitions

The best Member


Be the Best Member of this Year

JiL Center Journals


To contribute: http://journals.jilrc.com/

‫تصنيفات‬
 ‫أبحاث تخرج‬
 ‫أبحاث قانونية‬
 ‫ألبوم الصور‬
 ‫إتفاقيات المركز‬
 ‫إعالن هام‬
 ‫إعالنات‬
 ‫تظاهرات علمية‬
 ‫توصيات‬
 ‫جديد المركز‬
 ‫حقوق اإلنسان‬
 ‫دراسات أدبية وفكرية‬
 ‫دراسات اقتصادية‬
 ‫دراسات سياسية وعالقات دولية‬
 ‫دراسات عليا‬
‫‪‬‬ ‫دراسات مقارنة‬
‫‪‬‬ ‫دورات تدريبية‬
‫محاضرات الدورات ‪o‬‬
‫‪‬‬ ‫صعوبات التعلم‬
‫‪‬‬ ‫علوم انسانية واجتماعية‬
‫‪‬‬ ‫غير مصنف‬
‫‪‬‬ ‫قانون دولي إنساني‬
‫‪‬‬ ‫قانون دولي جنائي‬
‫‪‬‬ ‫قانون دولي عام‬
‫‪‬‬ ‫محاضرات مرئية‬
‫‪‬‬ ‫مداخالت علمية‬
‫‪‬‬ ‫مسابقات‬
‫‪:  ‬البحث عن‬

‫جديد المركز‬

‫‪‬‬

‫‪ December,201711‬العضوية بمركز جيل البحث العلمي‪31‬‬

‫‪ ...‬إضغط لتحميل‪  :‬استمارة العضوية بمركز جيل البحث العلمي‪   ‬باب العضوية في مركز جيل البحث العلمي مفتوحا ‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ July,20170‬البيان الختامي للملتقى المشترك حول األمانة العلمية‪ :‬الجزائر ‪11/07/201711‬‬

‫‪ UNSCIN ...‬حمل من هنا‪ :‬كتاب أعمال ملتقى األمانة العلمية تحت رعاية االتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ December,20160‬تعريف السرقات العلمية‪16‬‬

‫‪ ...‬تعرف السرقة العلمية بموجب القرار ‪ 933‬الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المؤرخ في‬

‫‪‬‬

‫‪ February,201412‬مسابقة جيل اقرأ السنوية ‪1‬‬

‫‪: ...‬مركز جيل البحث العلمي‪ :‬مسابقة جيل اقرأ أفضل بحث علمي حول موضـوع ‪ ” :‬القراءة “ إشراف‬

‫‪‬‬
‫‪ January,201411‬عشرية التربية على القانون الدولي اإلنساني‪ :‬دورات تعليمية ‪24‬‬

‫‪ ...‬تحت رعاية اإلتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ينظم قسم حقوق اإلنسان بمركز جيل البحث العلمي شهريا‬

‫من األرشيف‬

‫‪‬‬

‫توصيات مؤتمر‪ G‬حقوق اإلنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة‪/‬بيروت‪ 7-5 G‬أبريل ‪201317/01/20140‬‬
‫‪ ...‬نظم ‪ ‬مركز جيل البحث العلمي بالتعاون ‪ ‬مع كلية القانون بجامعة ‪  ‬بسكرة‪  ‬وورقلة الجزائر مؤتمرا‬

‫‪‬‬

‫ألبوم صور المؤتمر‪ G‬الدولي الثاني‪ :‬الحق في بيئة سليمة بيروت‪ G‬ديسمبر ‪201322/01/20140‬‬

‫‪...‬‬

‫‪‬‬

‫المؤتمر الدولي الثالث العولمة ومناهج البحث العلمي‪ :‬بيروت‪ 25 G‬أبريل ‪ / 2014‬ألبوم الصور‪03/05/20140‬‬

‫‪ ...‬نظم مركز جيل البحث العلمي ‪  ‬بالتعاون مع مخبر الشباب والمشكالت االجتماعية بجامعة سوق أهراس‬

‫‪‬‬

‫ألبوم صور المؤتمر الدولي الرابع‪ :‬التربية على القانون الدولي االنساني ‪ /‬الجزائر أغسطس ‪201423/08/20140‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬

‫االحتفاليات باليوم العالمي للطفل‪ :‬ألبوم الصور ‪03/12/20141‬‬

‫‪ ...‬تحت رعاية االتحاد العالمي للمؤسسات العلمية‪ ،‬وتزام ًنا مع اليوم العالمي لحماية‪         ‬‬

‫‪‬‬

‫ملتقى المرأة والسالم البليدة ‪ 26‬مارس ‪201527/03/20150‬‬

‫‪ ...‬تقرير الباحث خالد باباعلي تحت رعاية االتحاد العالمي للمؤسسات العلمية نظم مركز جيل البحث العلمي يوم‬

‫‪‬‬
‫نتائج مسابقة جيل إقرأ ‪201515/04/20150‬‬
‫‪ ...‬إحياءا لليوم الوطني للعلم الذي يصادف ‪ 16‬أبريل من كل سنة؛ نظم قسم العلوم اإلنسانية‬

‫األرشيف‬
‫اختر شهر‪   ‬يونيو ‪    2022‬مايو ‪    2022‬أبريل ‪    2022‬مارس ‪    2022‬فبراير ‪    2022‬يناير ‪    2022‬ديسمبر ‪    2021‬‬
‫نوفمبر ‪    2021‬أكتوبر ‪    2021‬سبتمبر ‪    2021‬أغسطس ‪    2021‬يوليو ‪    2021‬يونيو‪    2021 G‬مايو ‪    2021‬أبريل‬
‫‪    2021‬مارس ‪    2021‬فبراير ‪    2021‬يناير ‪    2021‬ديسمبر ‪    2020‬نوفمبر ‪    2020‬أكتوبر ‪    2020‬سبتمبر‬
‫‪    2020‬أغسطس ‪    2020‬يوليو ‪    2020‬يونيو ‪    2020‬مايو ‪    2020‬أبريل ‪    2020‬مارس ‪    2020‬فبراير ‪  2020‬‬
‫يناير ‪    2020‬ديسمبر ‪    2019‬نوفمبر ‪    2019‬أكتوبر ‪    2019‬سبتمبر ‪    2019‬أغسطس ‪    2019‬يوليو ‪    2019‬يونيو‪G‬‬
‫‪    2019‬مايو ‪    2019‬أبريل ‪    2019‬مارس ‪    2019‬فبراير ‪    2019‬يناير ‪    2019‬ديسمبر ‪    2018‬نوفمبر ‪  2018‬‬
‫أكتوبر ‪    2018‬سبتمبر ‪    2018‬أغسطس ‪    2018‬يوليو ‪    2018‬يونيو ‪    2018‬مايو ‪    2018‬أبريل ‪    2018‬مارس‬
‫‪    2018‬فبراير ‪    2018‬يناير ‪    2018‬ديسمبر ‪    2017‬نوفمبر ‪    2017‬أكتوبر ‪    2017‬سبتمبر ‪    2017‬أغسطس‬
‫‪    2017‬يوليو ‪    2017‬يونيو‪    2017 G‬مايو ‪    2017‬أبريل ‪    2017‬مارس ‪    2017‬فبراير ‪    2017‬يناير ‪  2017‬‬
‫ديسمبر ‪    2016‬نوفمبر ‪    2016‬أكتوبر ‪    2016‬سبتمبر ‪    2016‬أغسطس ‪    2016‬يوليو ‪    2016‬يونيو ‪    2016‬مايو‬
‫‪    2016‬أبريل ‪    2016‬مارس ‪    2016‬فبراير ‪    2016‬يناير ‪    2016‬ديسمبر ‪    2015‬نوفمبر ‪    2015‬أكتوبر ‪  2015‬‬
‫سبتمبر ‪    2015‬أغسطس ‪    2015‬يوليو ‪    2015‬يونيو‪    2015 G‬مايو ‪    2015‬أبريل ‪    2015‬مارس ‪    2015‬فبراير‬
‫‪    2015‬يناير ‪    2015‬ديسمبر ‪    2014‬نوفمبر ‪    2014‬أكتوبر ‪    2014‬سبتمبر ‪    2014‬أغسطس ‪    2014‬يوليو‬
‫‪    2014‬يونيو‪    2014 G‬مايو ‪    2014‬أبريل ‪    2014‬مارس ‪    2014‬فبراير ‪    2014‬يناير ‪    2014‬أغسطس ‪  2013‬‬
‫‪  ‬نوفمبر ‪    2000‬يناير ‪2000‬‬

‫‪JiL Scientific Research Center ©Frontier Theme‬‬

You might also like