Professional Documents
Culture Documents
كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد03:48 - 14 / 5 / 2020 - 6563 :
المحور :االدب والفن
تص00دير :زب00ون ... :3تل00ك حكاي00ة تمأل ال00دماغ فعال( .المس00رحية ص)246.
0ه 0المؤلف – رغم أن0 تشهد الحكاية في مسرحية سعد اهلل ونوس ضروبا من التح00والت ،ف0
يحافظ على جملة من األركان كالزمان والمكان وبعض األعالم واألحداث األساسية – إال أنه
0اته0ع بتناقض0 0ا في الواق00يزج به0يتنزع نص السيرة الشعبية من مجالها الخرافي المائع ل0
وفجواته العديدة .فمرحلة العرض تمتد من الصفحة 196إلى الصفحة ،206وتتك00ون من
ثالثة مشاهد تتوزع على مكانين :سوق بغداد حيث يلتئم شمل العامة من الن00اس فتتف00اوت
0ابر0وكيْن ج0 0ع بين ممل0 الخطابات كمّا وكيفا؛ وقصر الوزير محمد العبدلي ،رواق منه يجم0
ومنصور المنشغلين بما يستجد من أحداث-وهي تصور واقعا متأزما ملؤه التوتر والتش00نج
0راوي: 0ول ال00ر باهلل ،يق0
0ة المنتص0 بعد ذيوع نبأ الخالف بين الوزير المذكور وبين الخليف0
0ا إلى0ل منه0 " في البداية كان الخالف سرا ،ثم انفجر ،وبدأ يشيع في ردهات القصور وينتق0
المدين00000000000ة وأس00000000000ماع الن00000000000اس"ص.198.
إن إقحام الرعية /العامة في النزاع بين ذوي الشوكة يُعد من أهم التحوالت الطارئ00ة على
نص الحكاية؛ إذ في سيرة الظاهر بيبرس يتجاهل الراوي العامة في مستهل روايته ،ويقصُرُ
0ه0رحي بفتح0 أمر الصراع على الخليفة ووزيره وأتباعهما من الخدم والحشم .والنص المس0
البوابة أمام أهالي بغداد وجعلهم طرفا في الخالف رغم أنوفهم ي00رُدُّ درامي00ا على تص00ور
سياسي مضمَر في الحكاية الخرافية .تعلن عامة بغداد كلُّها جهلها بأسباب الخالف ،وإن تكن
تحدس عواقبه الوخيمة؛ فحتى "الرجل الرابع" وقد بدا أوسع أفقا وأشدَّ حرصا على التيق00ظ،
0ول: 0ي .يق0 0أن السياس0 0وض في الش0 0ين الخ00ه الرافض00ررة من نظرائ00خة مك0 يظل نس0
0وتر 0بب الخالف أو ت0 0رف س0 الرجل الرابع :ما جهله كثير .كنت أسأل إن كان بينكم من يع0
األوض000000000000000000000000000000000000000اع؟ ص.212
ويض000000000000يف في موض000000000000ع آخ000000000000ر:
اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :وﺣﻖ اﷲ أﺧﺎﻓﻬﻢ ﻣﺜﻠﻜﻢ ...وﺷﻌﺮت ﻗﻠﺒﻲ ﯾﻜﺎد أن ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻟﻜﻦ أﻧﻈﻞ
ﻛﺎﻟﻌﻤﯿﺎن 0ﻻ ﻧﻌﺮف 0إﻟﻰ أﯾﺔ ﻣﻬﺎو 0ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ اﻷﺣﺪاث. 0ص215 .
0ة0ه في المعرف0 إن تجربة السجن لم تُضِفْ إلى صاحبها شيئا ،لكنه يختلف عن البقية برغبت0
واالطالع على ما يجري داخل القصور ،فالمعرفة لديه هي موضوع القيمة .يعمد ونوس إلى
تعليل راوي السيرة الشعبية للنزاع القائم بين رأسي السلطة فيحذفه رغم أنه يرد في بداي00ة
الحكاية .والراوي – أعني الراوي في الخرافة – إنما يسعى إلى إضفاء منطق ما على نسقه
السردي؛ فحسبه مبررا يمأل به مفاصل الحكاية وليس مُهِمّا لديه أن يكون ذاك التعليل علميا
0ذلك0داولي ،ل0 أو معقوال .ويدرك متلقي السيرة الشعبية هذا األمر جيدا ،فهو ضمن العقد الت0
تراه ينزل عن شروط العقل بما أن الراوي يتعهد بتحقيق المتعة واللذة .بيد أن األمر مختلف
0ة0وزير والخليف0 في المسرحية ،بل إن الحكواتي يسكت سكوتا تاما عن سبب الخالف بين ال0
ودواعيه ،جاعال السؤال عنه والتفكير فيه قضية من قضايا المسرحية األساسية .ومن ثم00ة
فإن النص الدرامي يناهض مسلمات تضمِرها الحكاية الموروث00ة والمش00حونة بتص00ورات
0تبداد
0رس االس0 قُدُسو اهتامسق تّبكت مَعارضها على يد وعاظ السلطان منذ عهود خلت لتك0
وتعمق االنفصام بين العامة /الرعية وبين مؤسسات في جوهرها اجتماعية من صنع البشر.
تُـ بْنى تلكم المسلمات غالبا على "براءة الرعية" وعدم مسؤوليتها عما يدور في "القصور" –
بوصف القصر رمزا ماديا للسلطة –لتتحمل الخاصة – وهو المصطلح السياسي الماث00ل في
أغلب المؤلفات القديمة – مسؤولية تدبير ذاك المجال بما أنها ملمة بكل أس00راره .تواج00ه
المسرحية هذه المسلمات المضمرة في الحكاية التراثية بتنزيل السر السلطوي في ش00وارع
بغداد وأسواقها عبر اإلصغاء للناس ومنحهم فضاء يعبرون فيه وب00ه عن آرائهم؛ فالعم00ل
الدرامي يتحول بالشأن السياسي من الخاص المغلق إلى العام المفتوح ليؤسس بذلك لتداول
0ا
0ر فيه0 عمومي خارقا جدران الصمت .ذاك ما يفسر في رأيي تخصيص أربعة مشاهد تظه0
0عيد0ة التص00داد في مرحل0 عامة بغداد :فإلى جانب مرحلة العرض ،يلتقي الجمهور بأهل بغ0
وتنامي الفعل الدرامي ضمن فضاءين ،واحد منهما مفتوح يتمثل في سوق بغداد (أمام فران)
وشوارعها وثانيهما مغلق يتمثل في بيت األسرة الصغيرة المعدمة .يعقِد هذا الحضور الصلة
بين الطبقة المسيطرة وبين غالبية الناس ،صلة قد ال ترى بالعين المجردة ،إال أنها متينة بما
0رأن العالقة عضوية نتيجة التبعية لنظام سياسي واحد .والمؤلف في المشاهد األربعة يقتص0
على عدد قليل من الممثلين رجاال ونساء ألداء دور الرعية؛ ذلك أنه ينتهج سبيل التك00ثيف
0ا
0ة وم0 0ف المختلف0 0يم المواق0
على طريقة التجريديين ،ومن ثمة يسعى الممثلون إلى تجس0
يصاحبها من انفعاالت وردود فعل تتراوح بين القلق والفضول وبين اليأس والتسليم لما هو
0دركها0ا ي0
0و ذروته0 0ا نح0
قائم .إن عملية التصعيد وما يرافقها من تعقيد األزمة في طريقه0
0قالجمهور في هذه المشاهد ،ليس من خالل الحوار المسرحي وحسب ،بل من خالل ما تنط0
به أحوال الناس نفسيا وجسديا واجتماعيا .والشأن ذاته ينطب00ق على الكارث00ة في نهاي00ة
المسرحية .أما الحوار الدرامي فتتنوع سبله وتتغير وتيرته ،فمنه الج00دالي الحج00اجي من
خالله يعرض النص وجهتي نظر من تعقد األزمة السياسية :أما األولى فتتمث00ل في موق00ف
0أن0وض في الش0 0ر على الخ0 0احبه يص0الرجل الرابع ،وهو موقف إيجابي نسبيا بما أن ص0
السياس000ي على ال000رغم من الحض000ور الض00اغط لح000راس الخليف000ة ،يق000ول:
اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :وﺣﻖ اﷲ وأﻧﺎ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻻ أﺣﺐ اﻟﺴﺠﻦ ،وﻻ أﺗﻤﻨﻰ أن أتذكره ...إﻻ أﻧﻲ ﻻ
أﺣﺐ أﯾﻀًﺎ ﻋﯿﺸﺔ اﻟﻜﻼب اﻟﺘﻲ أﻋﯿﺸﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻻ أﺣﺐ أن أدﻓﻊ رأﺳﻲ ﺛﻤﻨﺎ ﻻﺿﻄﺮاب ﻻ
رأي ﻟﻲ ﻓﯿﻪ 217.
معبرا عن وعيه بالواقع وإدراكه أن الرعية أولى ضحايا صراع لم تشارك في صنعه ظاهريا.
يق0000ول في ثق0000ة تل0000وح في التردي0000د والجم0000ل االس0000مية:
اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻓﻮق رؤوﺳﻨﺎ ﯾﺘﻌﺎرﻛﺎن ﻓﻮق ه00000ذه اﻟﺮؤوس اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﺳﺘﻨﺰل أﻗﺴﻰ
اﻟﻀﺮﺑﺎت ،إﻧﻨﺎ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ رؤوﺳﻨﺎ .ﻧﺴﻠﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻼدﯾﻦ ،وأﺳﻮأ ﻣﻦ اﻟﺠﻼدﯾﻦ
218
وعلى هذا السمت يظل يقاوم القناعة الراسخة في األذهان معتمدا الترهيب من مغبة السُّدور
واالنكفاء على الذات ،منذرا بمآل الرؤوس استنادا إلى معطيات واقعية ملموسة( .رأس جابر
إذن محكومة بتناقضات الواقع فهي مجرد عيّنة) .أما الثانية فتتمثل في موقف األغلبية ،وقد
0ذلك0لمها .ل00رق وأس0 اختارت إعادة إنتاج واقعها وعجزها عن تغييره معتبرة ذلك آمن الط0
يتوحد الزبائن – رجاال ونساء – في صوت واحد أشبه ما يكون بالجوقة ،ليعلنوا استكانتهم
المبني00000000ة على نزع00000000ة انتهازي00000000ة أناني00000000ة؛
00:ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ عنده 00ﺣﺮاﺳﻪ وﻗﻮاﺗﻪ . 1 اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ
اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ : 2وﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻮزﯾﺮ ﻟﻪ ﺣﺮاﺳﻪ وﻗﻮاﺗﻪ .
00:ﻗﺪ ﯾﻘﻊ اﻟﺼﺪام 00ﺑﯿﻦ ﻟﺤﻈﺔ وﻟﺤﻈﺔ . اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ 1
00:ﻓﻠﻤﺎذا 00ﻧﺮﻣﻲ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻬﻠﻜﺔ !. 00 اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ 2
اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ : 1اﻟﺨﻼف ﺑﯿﻦ وزﯾﺮ وﺧﻠﯿﻔﺔ .
. وﺧﻄﺔ ﻗﺼﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻜﻞ 000: اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ 2
اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ : 1أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻼ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ وﻻ ﺟﻤﻞ .
. اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻧﺮﻗﺐ ﻧﻨﺘﻈﺮ 000: اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ 2
اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ : 1وﻣﻦ ﯾﺘﺰوج أﻣﻨﺎ ﻧﻨﺎدﯾﻪ ﻋﻤﻨﺎ .ص218-217.
إن توزع الزبائن – أعني زبائن الفرن -على مجموعتين ال يعني االختالف ،إنم00ا التماث00ل
الكلي بين الصوت والصدى؛ والتعبير العفوي القائم على الجمل االسمية وصيغة المض00ارع
0وهم 0ا ي0
0ة .وذاك م0 يجعل المعاني قواعد عامة راسخة في األذهان والوجدان ،ألنها متوارث0
0ا بحكمة حاملها قوال وعمال ،أي أن األسلوب يبعث على الظن بأن الموقف المُجمع عليه إنم0
0من 0عار "ﻣﻦ ﯾﺘﺰوج أﻣﻨﺎ ﻧﻨﺎدﯾﻪ ﻋﻤﻨﺎ" ض0 يصدر عن العقل؛ في حين ينزِّل النص هذا الش0
0ع 0بريره .واق00ع وت0 0د الواق0
دائرة الخوف واالنفعال .إنه وعي زائف ،ال يؤدي إال إلى تأبي0
االستالب والتهميش .ومن خالل المواجهة بين الرجل الرابع ،الفرد ،وبين الرجال والنس00اء
المصطفين أمام الفرن ،الجماعة ،يصعُتف ،يماردلا لعفلا صنلا دّغْني المشهدَ حركةٌ نفس00ية
0د في 0ركحي المتجس0 0اع ال0
وجسدية تهبه حيوية توفر للجمهور الفرجة؛ بيان ذلك في اإليق0
التناوب بين حضور الحرس وغيابهم ،وفي تغير النبرة في أثناء المحادثة بتل00وين طبق00ات
الص000وت ،وفي تن000وع س000جالت الق000ول من ج000دل وت000ذكر وحكي مض000من،
تول
ّ
د عنه التضايف بين الواقعي والخرافي .إن لجوء الرجل الرابع إلى الحكي والسرد ض00رورة
0اء يقتضيها الموقف المتبدل ،إذ أنه يستغل الحكاية لتضليل العسس وقد انتشروا في كل أرج0
بغداد مداخلِها ومخارجِها وشوارعِها وأسواقِها ،وهُمْ عالمة على تصاعد األزمة بين ط00رفيْ
النزاع .ويبلغ التصعيد ذروة من ذراه في المشهدين اآلخرين ،إذ ينقضُّ الخليف00ة وأعوان00ه
على الرعية البتزازها وإثقال كاهلها بضريبة "مقدّسة" تزيد الناس تفقيرا وعجزا يبلغ أش00ده
عندما يفكر زوج في استغالل زوجته جنسيا حتى يوفر الطعام والشراب بعد طرده التعس00في
من عمل00000000000000000000000000000000000000000000ه.
اﻟﺰوج ) :ﺑﻌﺪ ﺗﺮدد ..ﺑﻠﻬﺠﺔ ﯾﺮﻋﺸﻬﺎ اﻟﺨﺠﻞ واﻟﻐﻀﺐ وﻫﻮ ﻣﻄﺮق اﻟﺮأس ( ﻟﻤﺎذا ﻻ
0ﺗﺴﺄﻟﯿﻪ ﺷﯿﺌﺎ ﻧﺄﻛﻠﻪ . 0ﯾﻤﻜﻨﻚ أن 0ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻪ ﻣﺆوﻧﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺴﻨﺔ . ﺗﺬﻫﺒﯿﻦ إﻟﻰ ﺟﺎرﻧﺎ؟
اﻟﺰوﺟﺔ ) :ﯾﺘﻐﯿﺮ وﺟﻬﻬﺎ ..ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺘﺄﻣﻠﻪ ﺑﻌﯿﻨﯿﻦ ﺟﺎﺣﻈﺘﯿﻦ ( أﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ
ذﻟﻚ ؟.
اﻟﺰوج ) :ﻻ ﯾﺰال ﻣﻄﺮﻗﺎ ﻓﻲ اﻷرض ( ﻟﻌﻠﻪ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﯿﺪ ..
اﻟﺰوﺟﺔ :أأﻧﺖ ﺟﺎد ؟ إﻧﻚ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﯾﻌﻨﯿﻪ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﺑﯿﺘﻪ ) ﯾﻐﺺ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء
( 0ﻻ 0..ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن 0ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ 0) 0..ﺗﻨﻔﺠﺮ دﻣﻮﻋﻬﺎ (. 0
اﻟﺰوج ) :ﯾﻨﻔﺠﺮ قه00ره ( ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ؟ ﺗﻀﻌﯿﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ رأﺳﻲ وﻛﺄﻧﻲ اﻟﻤﺬﻧﺐ .
أأﻧﺎ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻤﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد أأﻧﺎ ﻣﻦ أوﻗﻊ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ واﻟﻮزﯾﺮ أأﻧﺎ ﻣﻦ
أﺣﺪث اﻟﻜﺴﺎد ،وأوﻗﻒ اﻷﻋﻤﺎل ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻲ ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ؟ ﻟﺴﺖ ﺳﺎﺣﺮا وﻻ رﺟﻞ ﻣﻌﺠﺰات .
0ﺗﻨﻬﺾ 0ﺛﻮرﺗﻪ ، 0ﺧﻼل)0 0ﺻﺮاﺧﻪ ﯾﻜﻮﯾﻨﻲ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق 0وأن ،0
0ﻗﻠﺒﻲ ﯾﻨﺰف ﺗﻌﺮﻓﯿﻦ أن
اﻟﻤﺮأة ،وﺗﺠﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻮاره ﺛﻢ ﺗﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮه ( .
اﻟﺰوﺟﺔ ) :ﻣﻊ ﺷﻬﯿﻖ دﻣﻮﻋﻬﺎ ..ﺑﺤﻨﺎن ( أﻋﺮف ..أﻋﺮف ..إﻧﻲ اﻣﺮأة ﻣﻮﺟﻮﻋﺔ
وﺣﻤﻘﺎء .ﻻ أرﯾﺪ أن ﺗﻐﻀﺐ .اﻟﺠﻮع ﯾﻌﺾ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف 254 .
لموضع هذه األسرة البغدادية من سيرورة الحبكة وصيرورتها أهمية ،فالمش00هد واق00ع بين
عتبتين تصعيديتين بما أنها تظهر مباشرة بعد مشهد قرار الخليفة فرض الضريبة المقدس00ة
0ر أن0ر ينتظ0لتمويل حربه ضد الوزير ،وقبل مشهد يجمع زمرد بجابر وهو في غرفة القص0
ينبت شعره فيغطي الرسالة المرقومة على شواة رأسه ليكون رسول الوزير إلى قوة خارجية
0ه ينجح في 0رة فإن00هد األس0
يستعين بها على الفتك بالخليفة .وعلى الرغم من اقتضاب مش0
تصوير فظاعة الموقف فتنشأ مفارقة بين المشاهد بما هي نتيجة مباشرة للنزاع السياس00ي؛
0ر.
0بب القه0 يرفع هذا المشهد درجة العاطفة من خالل نبرة تفجعية تجسد الحزن العميق بس0
0ف ،ينتهج النص 0ه وبين الموق0
0وعية بين0 0افة الموض0 ومن أجل إبعاد المشاهد وحفظ المس0
الدرامي – ضمن آلية التغريب الملحمية – سبيل اإليجاز والتكثيف؛ حتى يق00ف المتلقي على
0أن0وض في الش0 0ها عن الخ00أت بنفس0 المفارقة المالزمة لكالم العامة وتصوراتها ،فكلما ن0
السياسي اعتقادا منها أنه أسلم السبل وآمنها ،يضيق الخناق عليها وتُستنزف طاقاته00ا من
جهة ،وتزداد الطبقة المسيطرة تسلطا وتصلبا من جهة أخرى .وهذا التالزم بين وهن الرعية
0ة0ادي الطبق00ة وبين تم0 0السياسي باعتباره ملكية خاص0 وإحجامها عن المشاركة في القرار
المسيطرة في تكتمها وقمعها كل من تسول له نفسه مجاوزة الح00دود ،يرس00خ في نهاي00ة
المطاف صورة الناس لديهم ،أقصد أنهم يرون أنفسهم عبئا ثقيال على السلطان وعالة عليه.
والواقع يشهد بعكس ذلك تماما .وهذا الوهم تمعن السلطة في تعميقه وتثبيت00ه الس00يما أن
طرفيْ الصراع – الخليفة والوزير-يتفقان على تفاهة العامة وجبنها .ذاك م00ا ينط00ق ب00ه
الح000000وار ال000000دائر بين ال000000وزير وعب000000د اللطي000000ف:
0داﺋﻤﺎ ﻣﻔﺎﺟﺂت 0ﻫﻨﺎك
.0 0ﻧﺘﺨﺬ ﺑﻌﺾ اﻻﺣﺘﯿﺎﻃﺎت 0وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﯿﺪ أن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ :
ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ .وﻣﻦ ﯾﺪري ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻐﻞ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ،ﻓﺘﺸﻌﻞ ﻧﺎر اﻟﺸﻐﺐ ،ﺣﯿﻨﺌﺬ
. 00. ﻛﯿﻒ ﯾﺘﺤﻮل 00اﻟﻤﻮﻗﻒ ﯾﻌﺮف00 أﺣﺪ ﻻ
اﻟﻮزﯾﺮ ) :ﺑﺎﺣﺘﻘﺎر ( اﻟﻌﺎﻣﺔ ! وﻣﻦ ﯾﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﺔ ؟ ..ﻻ ﻫﺆﻻء ﻻ ﯾﺜﯿﺮون أﯾﺔ
ﻣﺨﺎوف ،ﯾﻜﻔﻲ أن ﺗﻠﻮح ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﺣﺘﻰ ينمحوا ،وتبتلعم ﻇﻠﻤﺎت ﺑﯿﻮﺗﻬﻢ .ص230 .
وعلى الجناح اآلخر يرجّع عبد اهلل شقيق الخليفة ومستشاره الصدى فيقول ردا على مخاوف
أخي00000000000000000000000000000000000000000000000ه:
0
0اﻻزدراء 0ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ أﺑﺸﻊ ﻋﻼﻣﺎت 0ﺗﻠﻮح )0 0ﺗﺤﺚ ﻓﺘﻨﺔ ! 0ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻐﺪاد 0ﻓﺘﻨﺔ !
ﻋﺒﺪ اﷲ :
0ﻗﺪ.. 0
0أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺄﻋﺮﻓﻬﻢ ﺟﯿﺪا 0رﻋﯿﺘﻚ . 0ﺗﻌﺮف 0ﯾﻨﻘﺼﻚ ﯾﺎ ﺧﻠﯿﻔﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن .. 0
(
0ﻣﻊ رﯾﻘﻬﻢ . 0ويبلعوه
0ﺗﺬﻣﺮﻫﻢ ، 0ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻀﻐﻮا 0وﺟﻪ ﺣﺎرس 0ﯾﺮوا
0وﻟﻜﻦ ﻣﺎ إن ،0
ﯾﺘﺬﻣﺮون
وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﯾﺔ ﯾﻬﺮوﻟﻮن ،ﻟﯿﻨﺒﺸﻮا اﻷرض ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺴﺪﯾﺪ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ .ص251.
على هذا السمت تكشف المسرحية عن رعية سلبية يختار أغلبها االستكانة ويص00رون على
"براءتهم" من جريمة تكبر يوما بعد يوم تحت أعينهم وأسماعهم؛ لذلك يغلب على ح0واراتهم
0ا إال
سواء أكانت ثنائية أم محادثة االنفعالُ والنمطية ،والركون إلى أمثال شعبية ال يذكر منه0
ما يبرر الخنوع والتخاذل وادعاء الحياد ،فتتلفظ بها الشخصيات تلفظ القابض على الحقيق00ة
0اهم في رغم أنهم يعمهون في اإلشاعات نتيجة التعتيم الذي تمارسه السلطة .هذا التعتيم يس0
تكريس هالة التقديس حولها ،فالممارسة السياسية في عرف العامة شأن "خاص" وحكر على
0ا؛ أم00ا
أفراد يدبرون األمر في عُلبة سوداء ال يعرف منها المرء إال اآلثار المترتب00ة عليه0
0ان.عملية اإلنتاج ذاتها فبعيدة عن أفق اإلدراك .إنه وهم مسيطر وصنمية متجذرة في األذه0
يظل سبب الخالف والصراع طي الكتمان إلى نهاية المسرحية ،ويظل السؤال معلقا حتى عند
حلول الكارثة واجتياح الغزاة بغداد؛ لعل ذلك يعود أساسا إلى خطأ في طرح السؤال ،أو يعود
إلى زيفه؛ فليست القضية في السبب المباشر الذي أشعل فتيل النزاع بين الوزير والخليف00ة؛
0دجين 0ة على الت00ة قائم0إنما مدار األمر والغاية التي إليها يجري ذهول الناس نتيجة سياس0
والتهميش ،وتنمّي األنانية والبحث عن الخالص الف00ردي إذا أتيحت الفرص00ة ل00ذلك ،وإال
فالص0000000بر وانتظ0000000ار البط0000000ل األب0000000وي المخلص.
0ية0عية األساس00ذه الوض0 هكذا تمثل أمام الجمهور شخصية جابر المغامِرة ،لتبادر بتغيير ه0
باستغالل الخالف إياه .يحافظ سعد اهلل ونوس على األطراف الفاعل00ة في حكاي00ة الس00يرة
0ها0امرة تنهض على أسس0 الشعبية لكنه يغير هيكلها ورسالتها ،فيجعل من حدث عارض مغ0
حبكة مسرحية .تفصيل ذلك أن المملوك جابر في سيرة الظاهر بيبرس يلقى حتف00ه بس00بب
والئه للوزير الخائن لخليفته والء مطلقا؛ فيحتسب الراوي المملوك جابر -وقد قت00ل غ00درا
-شهيد طاعته لسيده ،لتظل السيرة الشعبية محتفظة بأطروحتها المضمرة المتمثلة في براءة
الرعية وسذاجتها مقابل مكر الساسة ودهائهم .ترفض المسرحية أن يُحجز الشأنُ السياس0ي
في الغرف المغلقة ،فتوسع من دائرته وتفتح أبواب االختيار أمام المملوك جابر ليضحي قوة
جاذبة لطاقات النص عرضا وتلقيا على مدى سبعة مشاهد يع0اد خالله0ا بن0اء الشخص0ية
لتكتسب مقوماتها الجسدية والنفسية واالجتماعية؛ وهي مقومات تهيئها لتك00ون بطال ،وإن
0افر0دهورة .تتظ0 0ه على قيم مت0 0لبي ينهض فعل0 يكن مغايرا للبطل التراجيدي ،فهو بطل س0
0ه ففي 0ور ركحي ل0 0ة في أول ظه0 اإلشارات الركحية والحوار الثنائي للنهوض بهذه المهم0
المشهد األول يمثل أمام الجمه00ور ش00اب «ﺗﺠﺎوز اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،ﻣﻌﺘﺪل
اﻟﻘﺎﻣﺔ ،ﺷﺪﯾﺪ .اﻟﺤﯿﻮﯾﺔ ،ﯾﻤﺘﺎز ﺑﻤﻼﻣﺢ دﻗﯿﻘﺔ وذﻛﯿﻪ وﻓﻲ ﻋﯿﻨﯿﻪ ﯾﺘﺮاءى ﺑﺮﯾﻖ
0ص ،199.يتعين في النص باسمه وصفته .فجابر مملوك 0ﯾﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﺬﻛﺎء" ﻧﻔﺎذ
0دا
0ك جي0 0و يعي ذل0 ينتمي إلى طبقة العبيد نشأ على الطاعة والوالء لمن يملك السلطة .وه0
ويواجه مخاوف رفيقه المملوك منصور من الخالف بين الوزير والخليفة باستخفاف .فاألول
– أع000ني منص000ور – يحي000ط نس000بيا بخط000ورة الص000دام ،يق000ول:
0ﻋﻨﯿﻔﺔ . 0ﺳﺘﻜﻮن 0اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى 0ﯾﺤﯿﻂ ﺑﻨﺎ ، 0اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي 0ﻻ ﺗﻘﺪر 0وإذن:0ﻣﻨﺼﻮر
ﻣﻦ رأى ﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻮزﯾﺮ ﯾﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻮان أﻣﺲ ،ﺣﺴﺐ أن ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﻬﺐ .ﻛﺎن ﻗﺎﻧﻲ
اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ ،ﻛﺎﻣﺪ اﻟﻮﺟﻪ ،ﯾﻘﻀﻢ ﺷﺎرﺑﻪ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ ص201.
ويض00000000يف مع00000000برا عن خوف00000000ه من المص00000000ير:
ﻟﻮ اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻟﻨﺎر 0 ، 0ﻓﺴﻨﻜﻮن 0اﻟﺤﻄﺐ اﻟﺬي 0ﯾﻐﺬﯾﻬﺎ .ص202.
يمنح المملوك منصور النصَّ طابعا حماسيا من خالل الصور المتعلقة بالنار ،فقوله يختل00ف
عما سبقه ونظرته السوداوية المتشائمة تجعل له موقفا يشي بانخراطه – رغم أنف00ه – في
التحوالت السياسية الجارية وإن يكن ذلك من موقع المنذر بالكارثة ال الفاعل فيها س00لبا أو
0ه وفي 0ر وقاعات0 إيجابا .إنه أشبه بالعرّاف أو الكاهن في إصغائه لما يجول في أروقة القص0
قراءته العالمات وفك شفرتها ومحاولة تأويلها .بيد أنه ال يجرؤ حتى النهاية على مغ00ادرة
خلَده يوما االق00تراب منه00ا أوموقعه فما ينفك يحذُدي مل نارين همهتلت نأ ىلإ رذنيو رّر في َ
هكذا توهُم ةيبلس اهنإ .مّطٍعلّ ال تزيده المعرفة والوعي بما يدور حول00ه إال جبن00ا .يُقاس00م
0إن0ية ،ف0 منصور جابر المنزلةَ نفسَها ،غير أنهما مختلفان في التعاطي مع األزمات السياس0
0رق في يكن األول بنبرته التفجعية ورؤياه الكارثية جادا متصلبا في جديته ،فإنّ جابر الهٍ مغ0
0اب0ول بالخط0 لهوه لذلك ترى خطابه هزليا يغلب عليه التهكم؛ ويتجلى هذا األمر عندما يتح0
0وزير: 0ب ال00أ غض0 0ا على نب0 0ول تعليق0 0ف فيق00ي الطري0من السياسي العنيف إلى الجنس0
ﺟﺎﺑﺮ 0:أﻋﺮف 0أﻧﻪ ﻣﺘﻜﺪر 0اﻟﻤﺰاج 0. 0وأن 0اﻟﺤﻆ ﯾﺒﺘﺴﻢ ﻟﺠﺎرﯾﺘﻪ ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر. 0
0ﯾﺒﺘﺴﻢ اﻟﺤﻆ ﻟﺠﺎرﯾﺘﻪ ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر 00؟. 0وﻟﻤﺎذا0 ﻣﻨﺼﻮر0: 00
ﺟﺎﺑﺮ ) :ﻫﺎﻣﺴﺎ ﻓﻲ أذﻧﻪ ،وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺗﺘﺨﺎﯾﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺨﺒﺚ (.ﻷن ﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻮزﯾﺮ ﻻ
0ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺴﺘﺼﺒﺢ ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر 0ﻟﻮ اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺤﺎل 0ﻣﺰاﺟﻪ .ﯾﺸﺒﻊ ﻣﻦ وﺻﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻜﺪر
.ص199 . اﻟﻘﺼﺮ ﻫﺬا000 ﻓﻲ ﺷﻲء000 ﻛﻞ ﺳﯿﺪة000
بل إنه يتمادى في استهتاره باألزمة المطلة برأسها من قصريْ الوزير والخليفة ليختزلها في
ره0000ان ،يق0000ول س0000اعيا إلى إخ0000راج ص0000احبه من جديت0000ه:
ﺟﺎﺑﺮ :اﻟﺨﻼﻓﺔ واﻟﻮزارة ﻣﻌﺎ .اﻟﻮﺟﻪ اﻷول ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ،واﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﻮزﯾﺮ ،
0وﯾﺨﻔﯿﻪ 0ﯾﺮﻣﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻮ ﺛﻢ ﯾﻠﺘﻘﻄﻪ، 0ﻓﻠﻨﺘﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺳﺐ ) ،0 0اﻟﻘﺮشﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا
0ﯾﺎ 0اﻟﻮزﯾﺮ ؟ 0اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ أم 0اﻟﺜﺎﻧﻲ ؟ 0أم 0اﻟﻮﺟﻪ اﻷول
0أﯾﻬﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر ﺑﯿﻦ راﺣﺘﻰ ﯾﺪﯾﻪ (
اﷲ ...اﺧﺘﺮ أﺣﺪ اﻟﻮﺟﻬﯿﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮش ،اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ أم اﻟﻮزﯾﺮ ؟ 203
يشحن الحوار واإلشارة الركحية بوظيفتها الحركية النفسية المشهد بنَفَس احتفالي فولكلوري
يجسد موقف جابر ورؤيته الكرنفالية المفعمة سخرية وترفعا؛ ذلك أنه ال ينظ00ر إال إلى م00ا
يمكن كسبه جرّاء الخالف بين رأسيْ السلطة في بغداد .وعلى هذا السمت يمسي اختالفهما،
أقصد المملوكيْن ،وجها من وجوه االختالف في الطبائع .إن جابر مسكون بحلم؛ فهو غ00ير
راض عن واقعه يحدوه طموح إلى االرتقاء من منزلته إلى أخرى يكون فيها ذا مال وج00اه.
والسبيل األمثل في نظره للتمكن مما يريده إنما هو قنص الفرص ،وإعمال كل وسيلةٍ تُحقق
غايته .إن الممارسة السياسية لديه مجرد مقامرة ال تقتضي من المرء إال الجرأة واالنغماس
0تين في 0تين متعارض0 في المغامرة بما فيها من مخاطر .هكذا يضع النص المشاهد أمام رؤي0
صلتهما بالخالف السياسي :رؤية كارثية سكونية وأخرى كرنفالية ساخرة؛ والنص وهو يقدّ
0ان إلى 0ة الره0 الفعل الدرامي وينميه يرمي إلى اختبار الرؤيتين عمليا .يشير جابر في نهاي0
غم00وض النت00ائج فيق00ول منك00را على ص00احبه منص00ور انس00حابه من المراهن00ة:
0ﻓﯿﻠﺘﻔﺖ ﺟﺎﺑﺮ 0وﻻ ﯾﺠﯿﺒﻪ ، 0ﯾﺒﺘﻌﺪ ﻣﻨﺼﻮر 0ﻓﻠﻢ ﺗﻔﺴﺪ ﻟﻌﺒﺘﻨﺎ )
0واﺣﺪ . 0ﺑﻘﻲ ﺷﻮط ﺟﺎﺑﺮ :
0ﯾﻨﺸﺐ 0ﻓﻘﻂ ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﻌﻨﯿﻪ ﻓﻲ ﺧﻼف 0ﻟﻮ أﻋﺮف (0 0ﻟﻼﻧﺴﺤﺎبﺻﻮب اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻣﺘﺄﻫﺒﺎ ﺑﺪوره
0ص.206. 0ﯾﻬﺰ ﻛﺘﻔﯿﻪ وﯾﻤﻀﻰ(0 ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ واﻟﻮزﯾﺮ )0
0ذين 0رف من ه0 0ل ط0 والشوط المقصود إنما هو الثالث في القرعة بين الوزير والخليفة ،فك0
الطرفين ربح شوطا (بميل القرش إليه) فيتحقق حينئذ التوازن ،فهما متكافئان في القوة وال
0دء 0ك تعلن عن ب0 يمكن أن يحسم النزاع بينهما سوى ميدان المعركة :بغداد .إشارة جابر تل0
الصراع على نحو استعاري ،فالقرش – وسيلة الرهان – بوجهيه المتالحمين يكثف الدول00ة
0ومئ إلى 0ه ي00ه في اآلن نفس0 ويكشف عن التماثل بين طرفي النزاع ،الوزير والخليفة ،لكن0
استحالة الفصل بينهما إال إذا انهارت الدولة انهيارا شامال .بعبارة أخرى إن "انتصار" طرف
هزيمة ألن سقوط أحد المتنازعين على السلطة يؤدي آليا إلى سقوط األخر؛ فالمسألة ال صلة
0وإنما النظام القائم برمته .والمملوك جابر يدرك أنه ليس تابعا لفرد وزيرا كان لها باألفراد،
أم خليفة إنما تبعيته لنظام سياسي توهم – مثل جل الشخصيات – أنه جوهر باق وإن تغ00ير
0رطه األشخاص .لذلك ال يرى في الكوارث وما تخلفه من فوضى إال سلما للصعود وتغيير ش0
0ذا
0رض ه0 0ر .يع0 االجتماعي .ذاك ما ينبئ به ظهوره الثاني رفقة المملوكين منصور وياس0
المشهد موقف الوزير ،الطرف اآلخر في الصراع ،ورده على تصعيد الخليف00ة المتمث00ل في
تطويق بغداد وسد منافذها .يحمل ياسر أنباء عن مزاج الوزير وبلوغ التشنج أقصاه ،ويعلل
ذل00ك بعج00زه عن تحقي00ق برنامج00ه أم00ام حرك00ة الخليف00ة االس00تباقية .يق00ول:
0ﻫﻮ أن 0ﻛﻞ ﻣﺎ أﺳﺘﻄﯿﻊ تأكيدها ... 0
0راﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج 0رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺤﻮم 0هﻨﺎك
... 0ﯾﺎﺳﺮ :
اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﺧﻄﯿﺮة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،ﻛﺎد اﻟﻮزﯾﺮ أن ﯾﺼﺎب ﺑﺎﻟﻔﺎﻟﺞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺈﺟﺮاءات
0اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .ص.ص. 0هذه
0ﺷﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺻﻮل 0ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﯾﻌﻄﻲ أي ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ،
224-223
وعلى الرغم مما يكتنف الرسالة من غموض يرفع درجة التشويق ،إال أن إيرادها في ه00ذه
0الوزير؛ فإذا
المرحلة وموقعها من الحبكة الدرامية يبرهنان على أنها تحمل في طياتها قرار
0ارج.0ع الخ00ل م0 كانت أدوات الخليفة أجهزة الدولة وأعوانه ،فإن سبيل الوزير هو التواص0
0و 0بيله نح00ذ س0 وبذلك فإنه يرد على تصعيد بمثله ليشتعل فتيل الصراع بين الطرفين ويأخ0
ذروته .وما كان له أن يتصاعد لوال تحولٌ يطرأ على شخصية جابر؛ فبعد أن يلتق00ط النب00أ
0راط في تتيقظ حواسه ومشاعره وتتكثف طاقاته الذهنية ليتخذ قرارا مصيريا يتمثل في االنخ0
الص0000راع ،بوص0000فه عنص0000را مس0000اعدا لل0000وزير وأداة من أدوات0000ه.
0ﻗﺪ ﻧﻘﺒﺾ 0أﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﻚ ..
.0 0ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻹﻟﻬﺎم ﯾﺎ ﻣﻨﺼﻮر إﻧﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﻪ اﻵن ﺟﺎﺑﺮ :
0ﻓﻠﻦ ﺗﻀﯿﻊ اﻟﻔﺮﺻﺔ 225 . .. 0
0اﻵن 0ﻛﻤﺎ هي 0رأﺳﻲ ملتهبة 0ظلت 0إذا
.0 0ندفع
0ﻣﻦ أنﺑﺪال
يبتني على ذلك أن مدار الحبكة الرئيسية في المسرحية الداخلية هو الص00راع بين الخليف00ة
ووزيره ،وما مغامرة المملوك جابر إال برنامجا أداتيا مساعدا؛ ولعل رهان جابر في مرحل00ة
0لاالستهالل يضيء هذا الجانب ،فهو يشير إلى أن القرعة تفتقر إلى شوط ثالث ح0تى يكتم0
الرهان وندرك وإياه مصير النزاع بين الطرفين .هذا الشوط الغائب ليس س00وى المغ00امرة
ذاتها؛ فجابر بتورطه في الصراع يساهم في ملء ذاك الفراغ األوّليّ بموجب دوره الحاس00م
كما سيتضح في المشاهد الالحقة .يحتد التوتر وتتعقد األزمة معلنة احتدام الصراع واتخ00اذه
منعرج000ا خط000يرا حين يعق000د الممل000وك ص000فقة م000ع مالك000ه ال000وزير.
ﺟﺎﺑﺮ 0:أﯾﻤﻦّ 0ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﯾﺮﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺿﻌﺘﻪ ؟. 0
اﻟﻮزﯾﺮ :أﻋﻄﯿﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ﻟﻮ ﺑﻠﻐﺖ رﺳﺎﻟﺘﻲ . ..
ﺟﺎﺑﺮ 0:وﯾﻜﺮﻣﻨﻲ ﻓﯿﺰوﺟﻨﻲ زﻣﺮد 0ﺧﺎدﻣﺔ ﺳﯿﺪﺗﻲ ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر 0؟. 0
اﻟﻮزﯾﺮ ) :ﻧﺎﻓﺬ اﻟﺼﺒﺮ ( ﻫﻲ ﻟﻚ ..وﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﺎل ﻛﺜﯿﺮ ،وﻟﻜﻦ أرﻧﺎ أوﻻً ﺗﺪﺑﯿﺮك
ﺟﺎﺑﺮ ( :ﯾﻨﺤﻨﻲ ﻣﻘﺘﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻮزﯾﺮ ..ﻟﻬﺠﺔ ﺑﻄﯿﺌﺔ ﻣﻊ ﺗﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻠﻤﺎت ( إﻧﻲ أﻫﺒﻚ
رأﺳﻲ ﯾﺎ ﻣﻮﻻي 235
ثم يبس000000000ط أمام000000000ه تفاص000000000يل الخط000000000ة:
ﺟﺎﺑﺮ :إذن إﻟﯿﻜﻢ اﻟﺘﺪﺑﯿﺮ ..ﻧﻨﺎدي اﻟﺤﻼق ،ﻓﯿﺤﻠﻖ ﺷﻌﺮي ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺼﺒﺢ ﺟﻠﺪ اﻟﺮأس
0ﺛﻢ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ 0ﯾﻜﺘﺐ ﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻮزﯾﺮ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﯿﻪ . ﻧﺎﻋﻤﺎ ﻛﺨﺪ ﺟﺎرﯾﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ ،
236. 0 0ﻓﺄﺧﺮج 00ﻣﻦ ﺑﻐﺪاد 00ﺑﺴﻼم0. 00 ﯾﻨﻤﻮ اﻟﺸﻌﺮ وﯾﻄﻮل0
ليعلن ال00000000000000000000وزير ف00000000000000000000وزه
اﻟﻮزﯾﺮ :ﻛﺴﺒﻮا ﻧﻘﻄﺔ ..رﺑﻤﺎ ..وﻟﻜﻦ ﻫﺎ أﻧﺬا أﻛﺴﺐ اﻟﺠﻮﻟﺔ .ﺗﺴﻠﻤﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎدرة ﻣﻨﻬﻢ،
وإﻧﻲ أﻣﺴﻚ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ وأﺧﺎه ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻲ ..وﺳﺄﻋﺼﺮﻫﻤﺎ ) ..يش00د ﻗﺒﻀﺘﻪ ( ﺣﺘﻰ ﯾﺼﺒﺤﺎ
ﻋﺠﯿﻨﺎ ﻓﺎﺳﺪا 0. 0ﺳﺘﻜﻮن 0اﻟﻤﻔﺎﺟﺄة 0كبيرة 0هذا 0المساء 0...لنتابع 0الخطة238 . 0. 0
ويمر فورا إلى اإلنجاز .إن وتيرة الفعل الدرامي السريعة والرفع من درجة االنفعال ينبئ00ان
بخطورة الرسالة رغم أنها تظل طي الكتمان حتى نهاية جابر؛ وتحول هذا المملوك من طور
0عية0ف بالوض0 0ذي يعص0 0و ال0"الحياد" البارد إلى االنحياز الكلي لطرف على حساب آخر ه0
0يري ال0راره المص0 0ابر ق0
المتوترة األساسية ليشهد الصراع تصاعدا نحو ذروته .واتخاذ ج0
يعتبره موقفا سياسيا ،بل مجرد فرصة تسمح بصفقة تخلصه من العبودية والفقر والحرمان.
0حيفة: 0ه – الص0 0واة رأس0 0عره على ش0 0و ش0 ذاك ما يصرح به لزمرد في أثناء انتظار نم0
زﻣﺮد :إﻧﻲ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﯾﺎ ﺟﺎﺑﺮ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻬﺎ ﺧﻄﯿﺮة ،وﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻤﺲ ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ .ﻟﻮ ﻋﻠﻢ
أﺣﺪ . .
ﺟﺎﺑﺮ 00:وﺗﺸﻐﻠﯿﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺨﻠﯿﻔﺔ واﻟﻮزﯾﺮ ! 00ﻓﺨﺎر
0وﺟﺪت 0ﻓﺠﺄة
0ﺗﺼﻮري 0ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ أﻫﻢ.
ﯾﻜﺴًﻀﯾأ ﻢﻬﻣﻮﻤﻫ ﻞﻤﺤﻧ ﻦﻟ .دﺮﻣز ﺎﯾ ﻪﻀﻌﺑ ﺮّ ﺎ .
أﻣﺎﻣﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﺮي ،ﻓﻬﻞ أﺗﺮﻛﻬﺎ ! أﻛﻮن ﻣﺠﻨﻮﻧًﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ أﺛﺐ ﻋﻠﯿﻬﺎ ،ﻛﻞ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ
اﻟﻔﺸﻞ واﻟﻨﺠﺎح ،ﻫﻮ أن ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺮء ﻛﯿﻒ ﯾﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮﺻﺔ ..ﻻ ..ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ .
اﻟﻤﻬﻤﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻻ ﻣﺒﺮر ﻟﻠﻘﻠﻖ ..ﺳﺄﻋﻮد ..وﺳﺘﻜﻮن أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻛﻞ اﻷﯾﺎم ،أﯾﺎم ﺣﺎﻓﻠﺔ
وﺑﻬﯿﺠﻪ . .
زﻣﺮد :أواﺛﻖ ﺣﻘًﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﯿﻚ ؟!.
. 000. ﻓﻘﻂ واﺣﺪ ﺧﻄﺮ ﻫﻨﺎك000 000: ﺟﺎﺑﺮ
زﻣﺮد ) :ﺑﻠﻬﻔﺔ وﺟﺪﯾﺔ ( ﻣﺎ ﻫﻮ ؟ .
0ﻓﺴﯿﻜﺘﺸﻒ 0ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ .
0اﻟﻘﺼﺮ .
0ﺗﺒﺎﻟﻐﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﻨﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﺴﯿﺮﯾﻦ ﻓﻲ أرﺟﺎء 0أن
ﺟﺎﺑﺮ :
اﻟﻮزﯾﺮ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻟﻚ أﻟﯿﺘﯿﻦ ﺗﺘﻼﺣﻖ ﻟﻬﺎ اﻷﻧﻔﺎس ﻛﺄﻧﻲ أراه ..ﺳﯿﺘﻨﺎول ﻧﺸﻮﻗﻪ ،
وﯾﺴﻮﻗﻚ إﻟﻰ ﻣﺨﺪﻋﻪ ،ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻟﻦ ﯾﺒﻘﻲ ﻟﻠﻤﺴﻜﯿﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن ﯾﻤﻮت ﻛﻤﺪا . .
زﻣﺮد ) :ﺑﺎﺳﻤﺔ ( ﻣﺘﻰ ﺗﺘﻌﻠﻢ اﻟﺤﺸﻤﺔ ! 260-259.