You are on page 1of 9

‫حماسة ألبي تمام‬

‫تقديم‬

‫يهدف هذا البحث إىل التعريف بشاعر من أهم الشعراء البارزين يف العصر العباسي وهو أبو متام‪,‬‬

‫وعرض نبذه عن حياته ‪ ,‬وأدبه من خالل تناول محاسته اليت هلا بالغ األثر يف األدب العريب ولعلها‬

‫نالت أمهيتها من كوهنا حفظت لنا آالف األبيات من الشعر العريب‪.‬‬

‫أبو تمام (‪845-788 /231- 88‬م) ‪:‬‬

‫هو حبيب بن أوس بن احلارث الطائي‪ ,‬أحد أمراء البيان‪ ,‬ولد مبدينة جاسم ( من قرى حوران‬

‫بسورية) ورحل إىل مصر واستقدمه املعتصم إىل بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام يف العراق‬

‫مث ويل بريد املوصل فلم يتم سنتني حىت تويف هبا‪.‬‬

‫فصيحا‪ ,‬حلو الكالم‪ ,‬فيه متتمة يسرية‪ ,‬حبفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز‬
‫ً‬ ‫كان أمسر‪ ,‬طويالً ‪,‬‬

‫العرب غري القصائد واملقاطيع‪ ,‬ويف أخبار أيب متام للصويل‪ ":‬أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية‬

‫له حسن الصوت فينشد شعره بني يدي اخللفاء واألمراء"‪.‬‬

‫يف شعره قوة وجزالة‪ ,‬واختلف يف التفضيل بينه وبني املتنيب والبحرتي‪ ,‬له تصانيف‪ ,‬منها فحول‬

‫الشعراء‪ ,‬وديوان احلماسة‪ ,‬وخمتار أشعار القبائل‪ ,‬ونقائض جرير واألخطل‪ ,‬نُسب إليه ولعله‬

‫لألصمعي كما يرى امليمين‪.‬‬

‫نشأته‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ولد يف جباسم‪( 1‬من قرى حوران بسورية) أيام الرشيد‪ ,‬وكان أوال حدثًا يسقي املاء مبصر‪ €,‬مث جالس‬

‫األدباء‪ ,‬وأخذ عنهم وكان يتوقد ذكاء‪ ,‬ومسحت قرحيته بالنظم البديع‪ ,‬فسمع به املعتصم‪ ,‬فطلبه‪,‬‬

‫وقدمه على الشعراء‪ ,‬وله فيه قصائد‪ ,‬وكان يوصف بطيب األخالق والظرف والسماحة‪ ,‬وقيل‪ :‬قدم‬

‫يف زي األعراب‪ ,‬فجلس إىل حلقة من الشعراء‪ ,‬وطلب منهم أن يسمعوا من نظمه‪ ,‬فشاع وذاع‬

‫وخضعوا له‪ ,‬وصار من أمره ما صار‪.‬‬

‫عندما ترعرع أبو متام سافر إىل مصر‪ 2‬فكان يسقي املاء ارحتل يف سبيل املعرفة من الشام إىل مصر‬

‫وتردد على مسجد الفسطاط حيث حلقات العلم مكتظة بالدارسني يستمعون إىل الشيوخ الذين‬

‫يلقون الدروس يف اللغة والنحو والفقه واألدب وعلوم الدين جبامع عمرو ويستقي من أدب العلماء‬

‫والشعراء‪ ,‬حفظ الشعر منذ طفولته وصار يقلد الشعراء حىت أبدع يف هذا اجملال وتفرد فيه بعبقرية‬

‫مطبوعا لطيف الفطنة دقيق املعىن له استخراجات عجائبية ومعان غريبة‪.‬‬


‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫نادرة فأصبح ً‬
‫كان أبو متام حبيب بن أوس الطائي‪ ,‬الشاعر الشهري‪ ,‬يف رحلة إىل خراسان‪ ,‬وبينما هو يف طريق‬

‫عودته إىل بغداد‪ ,‬دخل مدينة مهذان فاستضافه أبو الوفا بن سلمة‪.‬‬

‫ومل يلبث الطقس أن ساء ونزلت الثلوج‪ ,‬فاضطر أبو متام للبقاء حىت تتحسن أحوال املناخ‪ ,‬فأراد‬

‫املضيف ابن سلمة‪ ,‬أن خيفف عنه‪ ,‬وبذا أمدَّه بكتب األدب اليت يف خزانته‪ ,‬فاشتغل عليها أبو متام‪,‬‬

‫وقضى وقته يف عمل خمتارات من الشعر العريب‪ ,‬حىت انتهى من كتابني كبريين‪ :‬كتاب "احلماسة"‪,‬‬

‫وكتاب" الوحشيات"‪ ,‬وظلت هذه املختارات زمنًا طويالً يف حوزة آل سلمة‪ ,‬حىت خرجت هذه "‬

‫املختارات"‪€.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫أبو الفرج األصفهاين‪ ,‬األغاين‪ ,‬طبعة دار التوجيه‪ ,‬لبنان (د‪.‬ت) ‪2100./15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أبو متام الطائي حياته وحياة شعره‪ ,‬طبعة دار الفكر العريب‪ ,‬بريوت‪ ,‬لبنان‪,1987 ,‬ص‪64.- 62‬‬

‫‪2‬‬
‫تويف الشاعر أبو متام الطائي عام‪ 231‬مبدينة املوصل‪ ,‬ودفن هبا‪.3‬‬

‫ديوان الحماسة‪:‬‬

‫محل العصر العباسي التغيري والتجديد على املستويات كافة‪ ,‬ما أدى إىل تطور األذواق‪ ,‬وكان من أثر‬

‫ذلك التغري‪ ,‬ابتعاد القارئ العريب عن مطالعة املطوالت الشعرية‪ ,‬واستعاض هبا‪.‬‬

‫باملقطوعات القصرية‪ ,‬وأخذ بعض كبار األدباء والنقاد جيمعون من هذه القصائد ما حيلو هلم‪,‬‬

‫ورتبوها حسب املعاين الشعرية لتشمل األغراض املختلفة‪.‬‬

‫وأقدم هذه االختيارات ما مجعه أبو متام واشتهر عن املتأخرين‪ ,‬وعرف باسم" احلماسة"‪ ,‬تسمية له‬

‫بأول أبوابه" ثلث الكتاب"‪ ,‬ورمبا الهتمام العرب بالقوة والشجاعة‪ ,‬وتليه أبواب أخرى‪ ,‬وهي‪ :‬باب‬

‫املرائي‪ ,‬باب األدب‪ ,‬باب النسيب‪ ,‬باب اهلجاء‪ ,‬باب األضياف واملديح‪ ,‬باب الصفات‪ ,‬باب السري‬

‫والنعاس‪ ,‬باب امللح‪ ,‬باب مذمة النساء‪.‬‬

‫وأشاد نقاد ومتخصصون كثر هبذا الديوان وقيمه‪ ,‬وكان من أبرز تلك الشهادات واإلشادات‪ ,‬قول‬

‫أحد النقاد‪ ":‬أبو متام يف محاسته أشعر منه يف شعره"‪.‬‬

‫منهج فريد‬

‫مل يرصد أبو متام يف " ديوان احلماسة"‪ ,‬أعالم ومشاهري الشعراء‪ ,‬كما تفعل الغالبية يف عصره‪ ,‬بل‬

‫تناول كل من كتب يف موضوعه‪ €,‬أال وهو احلماسة‪.‬‬

‫معتمدا يف ذلك على أن يبحث عن املعىن ال عن العصر‪ €,‬كما‬


‫ً‬ ‫كما أنه مل يفصل بني عصور الشعراء ‪,‬‬

‫كبريا من شعراء احلماسة ينتسبون لقبيلة طيء اليت ينتمي الشاعر بالوالء‪55(..‬‬
‫عددا ً‬
‫يالحظ أن ً‬
‫شاعرا ‪ -‬من قبيلته طيء)‪.‬‬
‫شاعراً من جمموع الشعراء‪ً 351-‬‬

‫‪ 3‬أبو الفرج األصفهاين‪ ,‬األغاين‪ ,‬طبعة دار التوجيه‪ ,‬لبنان (د‪.‬ت) ‪2100./15‬‬

‫‪3‬‬
‫ونتبني من الديوان‪ ,‬أن اختيارات أيب متام فيه‪ ,‬تعرب عن الذوق الغين‪ ,‬إذ يقتطف مقاطع من املقاصد‬

‫اليت جتمع إىل حسن املعىن‪ ,‬جزالة اللفظ حينًا‪ ,‬ومجال التشبيه حينًا آخر‪ ..‬بينما متيز ماكان يكتبه من‬

‫شعر‪ ,‬بعمق الفكرة وقوة اللغة‪ ,‬وهو ما حرّي الباحث النقدي يف تلك املفارقة بني اختياراته وأشعاره‪..‬‬

‫حىت قال أحد النقاد‪" :‬أبو متام يف محاسته أشعر منه يف شعره‪!"4‬‬

‫نموذج‬

‫نلحظ يف هذا الكتاب أليب متام‪ ,‬أنه ورغم استجادته ملا خيالف طريقة شعره‪ ,‬فهو ينتقي أحيانًا من‬

‫األبيات‪ ,‬ما يتفق مع ميله للتكلف والتصنع والبديع والغوص يف أعماق املعاين‪ ,‬وهذان البيتان يثبتان‬

‫ذلك‪ ..‬يقول شاعر جمهول‪:‬‬

‫وإنا لتصبح أسيافنا‬

‫إذا ما اصطحنب بيوم سفوك‬

‫منابرهن بطون األكف‬

‫وأغمادهن رؤوس امللوك‬

‫ففي هذين البيتني قصة معركة‪ ..‬وهكذا يقول الشاعر‪ :‬ها حنن سيوفنا عطشى تريد شرب الدماء بدل‬

‫اخلمرة‪ ,‬تريد النجيع يف يوم بسفك فيه الدم ‪ ,‬تريد تأديب القوم وتقف على منرب هو بطن األكف‪,‬‬

‫فتزجر فيه وتعظ ولن تعود إىل غمدها احلقيقي‪ ,‬بل ستكون رؤوس امللوك أغمادها‪.‬‬

‫ويف بيتني قصريين‪ ,‬استعمل فيهما من أنواع اجملاز واالستعارة الكثري‪ ,‬فهو تارة يشخص السيوف‬

‫إنسانًا ظامئًا‪ ,‬وأخرى جيعل اليوم سفو ًكا‪ ,‬ألن السفك حيدث فيه (جماز) ‪ ,‬ويف أخرى جيعل السيف‬

‫‪ 4‬البغدادي‪ ,‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ ,‬حتقيق وشرح‪ :‬عبد السالم حممد‪ €‬هارون ‪ ,‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪ ,‬ط‪1418 ,4‬‬
‫هـ ‪ 1997 -‬م ‪.357 /1 ,‬‬

‫‪4‬‬
‫خطيبًا ( استعارة)‪ ,‬وهذا هو يف غمده‪ ,‬ولكنه ليس يف الغمد املعدين املعروف‪ €,‬بل غمده هذه رؤوس‬

‫أيضا)‪.‬‬
‫امللوك ( استعاره ً‬
‫يصور حالة الشاعر يف احلرب‪ €..‬ومن‬
‫وهذه ألفاظ البيت كأهنا فوارس انتصبت على أفراسها‪ ,‬وهو ما ّ‬
‫بني الذي يتفق مع ميل أيب متام للتصنع ( حسب رأي بعض النقاد) ‪ ,‬وكذا الستعمال احلروف القوية‬

‫واأللفاظ الضخمة واللهجة اخلطابية‪.‬‬

‫كنوز الشعر‪:‬‬

‫لديوان احلماسة أمهية كربى بالنسبة للباحثني عن كنوز الشعر العريب‪ ,‬كما حيوز قيمة وأمهية أخرى‬

‫وطبعا ذلك ملا‬


‫بالنسبة للباحثني عن املعاين‪ ,‬وأمجل ما قيل يف هذا الشأن ‪ ,‬انتهاهلا من ينابيعها األوىل‪ً ,‬‬
‫حيويه الكتاب‪ ,‬من درر املعاين وكنوز األلفاظ‪.‬‬

‫كما أن الكتاب مادة أولية ملن يريد دراسة الشعر العريب جبميع أغراضه من جهة‪ ,‬ولدراسة اجملتمع‬

‫العريب من خالله من جهة أخرى‪ ,‬ذلك مثل‪ ( :‬احلياة اجلاهلية أو العربية‪ ,‬الفنون الشعرية‪ ,‬ثالث أشعار‬

‫الطائيني‪ ,‬تطور الشعر بني اجلاهلية واإلسالم‪ ,‬وصف اخليل أو احلرب)‪€.‬‬

‫مسميات‬

‫لعل أكثر ما يدل على أمهية تأثري كتاب " احلماسة " يف حمتواه ومنهجه‪ ,‬كثرة من مسى كتابه بامسه‪,‬‬

‫ومعارضه‪ €‬يف‬
‫ومن بني املؤلفات من هذا القبيل‪ ":‬احلماسة" للوليد بن عبادة البحرتي تلميذ أيب متام ُ‬
‫محاسته‪ ,‬احلماسة العسكرية أليب هالل العسكري‪ ,‬احلماسة األعلم الشمنرتي املتوىف سنة ‪,476‬‬

‫احلماسة للخالديني‪ :‬أيب عثمان سعيد وأيب بكر حممد ابين هاشم ( من شعراء سيف الدولة‬

‫احلمداين ) وتُعرف محاستهما ( باألشباه والنظائر) ومنها نسخة يف مصر‪ ,‬احلماسة أليب السعادات هبة‬

‫اهلل بن علي الشجري العلوي املتوىف سنة ‪ 542‬هجرية وتُعرف ب" املختارات"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األهم تاريخيًّا‬

‫كثريا من شعر الشعراء املقلني‬


‫تعد" محاسة أيب متام"‪ €,‬أهم اختيار شعري يف التاريخ األديب‪ ,‬إذ حفظت ً‬
‫واجملهولني يف التاريخ األديب‪..‬‬

‫وأبرز شعر احلماسة الكثري من القيم اإلنسانية والعربية‪ ,‬مثل‪ :‬الشجاعة‪ ,‬املروءة‪ ,‬الصرب‪ ,‬الكرم‪,‬‬

‫التعفف‪ ,‬وحيلو لبعض القدامى أن يسمي هذا الديوان‪ ,‬الذي مجع آالف األبيات من الشعر العريب‪,‬‬

‫ب‪ ":‬احلماسة الكربى"‪ ..‬وأليب متام جتميع شعري امسه" احلماسة الصغرى" (كتاب الوحشيات)‪.‬‬

‫شاعر فحل‬

‫أبو متام حبيب بن أوس الطائي (‪845-308 /231-188‬م)‪ ,‬أحد فحول الشعر العريب‪ ,‬ولد يف‬

‫جاسم ( من قرى حوران يف سوريا)‪ ,‬ويف شبابه‪ ,‬سافر إىل مصر‪ ,‬وتردد على مسجد الفسطاط‪,‬‬

‫حيث حلقات العلم يف اللغة والنحو والفقه واألدب وعلوم الدين‪ ,‬مث حفظ الشعر منذ طفولته‪ ,‬وصار‬

‫يقلد الشعراء حىت أبدعه‪ ,‬واستقدمه املعتصم إىل بغداد فقدمه على شعراء وقته‪ ,‬وأقام يف العراق‪ ,‬مث‬

‫ويل بريد املوصل‪ ,‬فلم يتم السنتني يف ذلك‪ ,‬حىت تويف‪.‬‬

‫وتفيد املصادر‪ ,‬أن أبا متام‪ ،‬كان غزير العلم ‪ ,‬وتفقه يف العديد من العلوم‪ ,‬وكذا كان أمسر‪ ,‬طويالً‪,‬‬

‫فصيحا‪ ,‬حلو الكالم‪ ,‬فيه متتمة يسرية‪ ,‬حيفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب‪ ,‬ووصف‬
‫ً‬
‫بطيبة القلب واألخالق والظرف والسماحة‪ ,‬ويف شعره قوة وجزالة‪ ,‬واختلفوا يف التفضيل بينه وبني‬

‫املتنيب‪.‬‬

‫أبو تمام‪ ,‬ومن شعره=‪:5‬‬

‫[من البحر الوسيط]‬


‫‪ 5‬شوقي ضيف‪ ,‬الفن ومذاهبه يف الشعر العريب‪ ,‬ط‪( ,12‬مصر‪ ,‬دار املعارف)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اجلد واللَّ ِ‬
‫عب‬ ‫بني ِّ‬ ‫يف ِ‬
‫حده ُّ‬ ‫َص َد ُق إِْنبَاء ِمن ال ُكتُ ِ‬
‫احلد َ‬ ‫ب‬ ‫ً َ‬ ‫فأ ْ‬
‫السْي ُ‬
‫َّ‬
‫ُمتُوهِن َّن جالء الشَّك والريَ ِ‬
‫ب‬ ‫الص ِ‬
‫حائف يف‬ ‫سود َّ‬
‫فائح الَ ُ‬
‫الص ِ‬‫بيض َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُّه ِ‬
‫ب‬ ‫يسنْي ِ اليف َّ‬
‫السْب َعة الش ُ‬
‫ِ‬
‫َبنْي َ اخلَم َ‬ ‫اح الَِم َعة‬ ‫والعِْلم يف ُش ُه ِ‬
‫ب األ َْر َم ِ‬ ‫ُ‬
‫ف فيها ومن َك ِذ ِ‬
‫ب‬ ‫صاغُوه ِمن زخر ٍ‬ ‫وم َو َما‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُّج ُ‬
‫أَيْ َن الروايَة بَ ْل أَيْ َن الن ُ‬
‫َّت وال َغر ِ‬
‫ب‬ ‫ت بِنَْب ٍع إِ َذا عُد ْ‬
‫لَْي َس ْ‬ ‫خترصاً وأحاديثاً ملفَّقة‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫َص َفار أ َْو ر َج ِ‬
‫ب‬ ‫ص َف ِر األ ْ‬
‫َعْن ُه َّن يف َ‬ ‫عجائباً زعموا األيَّ َام جُمْفلة‬
‫َ‬
‫الذ ِ‬
‫نب‬ ‫الغريب ذو َّ‬
‫الكوكب ُّ‬
‫ُ‬ ‫إذا بدا‬ ‫الناس ِم ْن َد ْهيَاءَ ُمظْلِ َمة‬
‫وخ َّوفُوا َ‬
‫َ‬
‫غير ُمْن َقلِ ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫َما َكا َن ُمْن َقلباً أ َْو ْ َ‬ ‫األبرج العُْليا ُمرتَّبة‬
‫َ‬ ‫وصرَّي وا‬

‫ما دار يف فلك منها ويف قُطُ ِ‬


‫ب‬ ‫يقضون باألمر عنها وهي غافلة‬

‫ماحل باألوثان والصلُ ِ‬


‫ب‬ ‫ف َّ‬ ‫مل خُتْ ِ‬ ‫ط أمراً قبل موقعه‬
‫لو بيَّنت ق ّ‬

‫الشع ِر أ َْو َن ْثر ِمن اخلُطَ ِ‬


‫ب‬ ‫ِ‬
‫نَظْ ٌم من ْ‬ ‫ط بِِه‬
‫توح َت َعاىَل أَ ْن حُي ي َ‬
‫َفْت ُح ال ُف ِ‬
‫ٌ َ‬
‫األرض يف أثواهبا ال ُق ُش ِ‬
‫ب‬ ‫وتربز‬ ‫فتح تفتَّح أبواب َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫السماء لهُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬
‫منك املىن ُح َّفالً معسولة ِ‬
‫احللب‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫صَرفَ ْ‬
‫يَا َي ْو َم َو ْق َعة َع ُّموريَّة انْ َ‬
‫ُ‬
‫صبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالم يف ٍ‬
‫ِ‬
‫ب‬ ‫الشرك يف َ‬
‫ود َار ْ‬
‫كني َ‬‫واملُ ْش ِر َ‬ ‫صعد‬ ‫ت َّ‬
‫جد بين‬ ‫أبقي َ‬
‫ْ‬
‫كل ٍّأم منهم ِ‬
‫وأب‬ ‫فداءها َّ‬ ‫أُمٌّ هَلُ ْم لَ ْو َر َج ْوا أَن ُت ْفتَدى َج َعلُوا‬
‫ُ‬
‫َّت ص ُدوداً َعن أَيِب َك ِر ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ك ْسَرى وصد ْ ُ‬ ‫رياضت َها‬
‫ُ‬ ‫أعيت‬
‫وبرزة الوجه ق ْد ْ‬
‫ْ‬
‫ت إليها مهَّة الن ِ‬
‫ُّوب‬ ‫وال ترقَّ ْ‬ ‫ف َح ِادثَة‬
‫بِكٌْر فَما ا ْفَتَر َعْت َها َك ُّ‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫ويف ختام حديثنا عن محاسة أيب متام توصلنا إىل النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫أن أيب متام تفرد من بني علماء عصره بتأليفه حلماسته وفق منهج خمتلف عن غريه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫متيز شعر أيب متام بالقوة واجلزالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أبرز شعر احلماسة الكثري من القيم اإلنسانية والعربية‪ ,‬مثل‪ :‬الشجاعة‪ ,‬املروءة‪ ,‬الصرب‪,‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكرم‪ ,‬التعفف‪ ,‬حىت أن بعض القدامى مسى هذا الديوان‪ ,‬الذي مجع آالف األبيات من‬

‫الشعر العريب‪ ,‬ب‪ €":‬احلماسة الكربى"‪€.‬‬

‫أثبت البحث أن لديوان احلماسة أمهية كربى بالنسبة للباحثني عن كنوز الشعر العريب‪,‬‬ ‫‪-‬‬

‫والباحثني عن املعاين‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أبو الفرج األصفهاين‪ ,‬األغاين‪( ,‬لبنان (د‪.‬ت)‪ €,‬طبعة دار التوجيه)‪€.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫أبو متام الطائي حياته وحياة شعره‪( ,‬بريوت‪ ,‬طبعة دار الفكر العريب‪.1987( ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫البغدادي‪ €,‬خزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ ,‬حتقيق وشرح‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪ ( , 4‬القاهرة‪ ,‬مكتبة اخلاجني‪ 1418 ,‬هـ ‪ 1997 -‬م)‪.‬‬
‫شوقي ضيف‪ ,‬الفن ومذاهبه يف الشعر العريب‪ ,‬ط‪( ,12‬مصر‪ ,‬دار املعارف)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪9‬‬

You might also like