You are on page 1of 10

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة بغداد – كلية العلوم‬


‫قسم الكيمياء‬

‫اعداد الطلبة ‪:‬‬


‫‪ -‬شمس علي حلو‬
‫‪ -‬نور علي عبد الباقي‬
‫بإشراف ‪ :‬م‪.‬م‪.‬االء صباح حمود‬
‫محمد مهدي الجواهري‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم والسالم على خاتم النبيين محمد صلى هللا علي‪.‬ه‬
‫وعلى ال‪..‬ه وص‪..‬حبه اجمعين ونتوك‪..‬ل على الحي القي‪..‬وم ال‪..‬ذي ال ال‪..‬ه اال ه‪..‬و‬
‫والحم‪..‬د هلل ال‪..‬ذي الهمن‪..‬ا الق‪..‬درة والمنط‪..‬ق لنتكلم عن ش‪..‬خص لقب بــ (نه‪..‬ر‬
‫العراق الثالث) ‪ ,‬شاعر قام بإسكان ضمأ النفس العراقية بكلمات قوية معبرة‬
‫عن حاله وحال الكث‪.‬يرين من الن‪.‬اس‪ .‬لقب بـ(ش‪.‬اعر الع‪.‬رب االك‪.‬بر) وال‪.‬ذي‬
‫استحق هذا اللقب بجدارة في وقت مبكر من حيات‪..‬ه ‪ ،‬فه‪..‬و ش‪..‬اعر متكام‪..‬ل ‪-‬‬
‫والكمال هلل‪ -‬من الناحية الدينية واالدبية‪ ،‬شاعر عاش ومات وه‪..‬و في حنين‪..‬ه‬
‫لوطنه ‪،‬عاش حياته بحسرة الوطن مكرس‪..‬ا ش‪..‬عره للتغ‪..‬ني ب‪..‬العراق ووص‪..‬فه‬
‫بأجم‪..‬ل االوص‪..‬اف مع‪..‬برا عن ق‪..‬در ش‪..‬وقه لبل‪..‬ده ولدجل‪..‬ة وعن ح‪..‬ال نفس‪..‬ه‬
‫المتعبة ‪ .‬عاش في غربة ومات في غربة هو شاعرنا وروح النفس العراقي‪..‬ة‬
‫الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري‪.‬‬
‫الجواهري َنسبه واسرته‬
‫ولد محمد مهدي الج‪..‬واهري ع‪..‬ام ‪١٩٠٣‬م بمدين‪..‬ة النج‪..‬ف‬
‫االش‪..‬رف ونش‪..‬أ ودرس في الص‪..‬حن العل‪..‬وي‪ .‬ك‪..‬ان من أس‪..‬رة‬
‫ديني‪..‬ة‪ ،‬ك‪..‬ان ج‪..‬ده األعلى الش‪..‬يخ محم‪..‬د حس‪..‬ن مرج‪..‬ع الش‪..‬يعة‬
‫األمامي‪..‬ة في عه‪..‬ده وكتاب‪..‬ه المش‪..‬هور (ج‪..‬واهر الكالم ال‪..‬ذي‬
‫اقتبست األسرة لقبها منه ‪ .‬وعلى ذكر األسرة قال فق‪..‬د ارتب‪..‬ط‬
‫اسم أسرتنا بجدنا الفقي‪..‬ه الكب‪..‬ير‪ ،‬الش‪..‬يخ محم‪..‬د الحس‪..‬ن النجفي‬
‫المولد هو وسبعة من آبائه‪ ،‬والمسمى باسم موس‪..‬وعته الفقهي‪..‬ة‬
‫» جواهر الكالم في شرح شرائع االسالم»‪.‬‬
‫طلع الج‪.‬واهري على الق‪.‬رن العش‪.‬رين من بيت أس‪.‬واره ال‪.‬دين والم‪.‬ذهب‬
‫وأعمدته العلم والثقافة واألدب‪ ،‬ومن مدينة بيئتها ال‪..‬دين وظواهره‪..‬ا التحف‪..‬ظ‬
‫وااللتزام‪ ،‬ومحيطها بحار من كتب االستدالل والجدل‪ ،‬والفلس‪..‬فة واألحك‪..‬ام‪،‬‬
‫ورجالها علماء فقه‪.‬اء‪ ،‬مراج‪.‬ع التقلي‪.‬د‪ ،‬وش‪.‬عراء و أدب‪.‬اء‪ ،‬ومن بل‪.‬د تتك‪.‬الب‬
‫عليه القوى االستعمارية‪ .‬فهذه الشخصية مالزمة طبعا لكل أحداث الق‪..‬رن‪( .‬‬
‫‪)1‬‬
‫شرارة الشعر عند شاعر العرب االكبر‬
‫عاش الجواهري سنين حياته االولى ي‪..‬درس الش‪..‬ريعة ويتفق‪..‬ه في ال‪..‬دين‬
‫ولم يكن بعد قد حذا حذوه تجاه الشعر ودواوين الشعراء ‪ ,‬فلم يسمح ل‪..‬ه اب‪..‬وه‬
‫اال ان يكون كجده محمد حسن الجوهر لذا حرص على تلقينه الفق‪..‬ه ب‪..‬دال من‬
‫الشعر‪.‬‬
‫لقد بدأت اول شرارات الشعر تن‪..‬ير حي‪..‬اة الج‪..‬واهري وتح‪..‬رك في نفس‪..‬ه‬
‫حب الشعر عند وفاة جدته ام والده «صيته» امرأة تمتلك من رجاح‪..‬ة العق‪..‬ل‬
‫وقوة الشخصية لدرجة ان بيت الجواهري كان يعرف بإس‪..‬م «بيت ص‪..‬يته»‪.‬‬
‫فقد تحدث الجواهري عن تأثير تلك الحادثة على انجذابه للشعر في مذكراته‬
‫قائال ‪:‬‬
‫"لقد تقاطر على مجلس عزائها كبار رجاالت المدينة‪ ،‬والصفوة من العلم‪..‬اء‬
‫واألدب‪..‬اء والش‪..‬عراء‪ ،‬وفي الطليع‪..‬ة منهم الس‪..‬يد «الحب‪..‬وبي» الكب‪..‬ير‪ ،‬وفي‪..‬ه‬
‫سمعت ألول مرة كيف يتغنى بالشعر فيزيد ذلك من رونقه وحالوته وحالوة‬
‫الشاعرية على شفاه القارئ الشهير الشيخ« محمد ش‪..‬ريف» الملقب بـ «بلب‪..‬ل‬
‫الفرات» وهو ينشد أكثر من قصيدة واحدة في رثاء جدتي ‪ .‬وهذا بحد ذات‪..‬ه‪،‬‬
‫وفي مجال األدب والشعر‪ ،‬تمرد جديد أيض‪..‬ا وس‪..‬معت قص‪..‬يدة الش‪..‬يخ ج‪..‬واد‬
‫الش‪..‬بيبي ‪ ،‬وقص‪..‬يدة عب‪..‬د المطلب الحلي ال‪..‬تي ات‪..‬ذكر مطلعه‪..‬ا ح‪..‬تى الس‪..‬اعة‬
‫وهو ‪:‬‬
‫رأيَت كيَف ترقت همُة النوِب‬
‫إلى َذ رى خيَم ة َم ضروَبة الطنِب ؟‬

‫ولئن استعص‪..‬ت علي المع‪..‬اني الص‪..‬عبة للقص‪..‬ائد‪ ،‬فق‪..‬د اخ‪..‬ذني ايق‪..‬اع الش‪..‬عر‬
‫الم‪..‬تين الس‪..‬احر الص‪..‬اعد‪ ،‬الن‪..‬ازل الموش‪..‬وش هامس ‪ً.‬ا‪ ،‬أو الص‪..‬ارخ من‪..‬ذرًا‪،‬‬
‫ورأيت أكابر أهل البلد يهتزون على هذا االيقاع ‪".‬‬
‫تفرد الجواهري بشخصه وانفرد بشخصيته بعد وفاة والده وخرج الش‪.‬اعر‬
‫الحبيس من جبة الفقيه ورجل الدين التي فرضت علي‪..‬ه‪ ,‬وك‪..‬انت اول قص‪..‬يدة‬
‫نش‪..‬رها في الثامن‪..‬ة عش‪..‬ر من عم‪..‬ره في جري‪..‬دة الع‪..‬راق بعن‪..‬وان (الش‪..‬اعر‬
‫المقبور) الذي يقول فيها ‪:‬‬
‫اخو ُم وِرٍد َض اَقْت َعليِه َم صاِدُرْه‬ ‫َدعا الَم وُت فاستحلْت َلَديِه َس راِئُر ه‬
‫َو ما هَو إال شاعُر ُك ِل خاطرْه‬ ‫َعراُه ُس كوٌت فاسترابْت عداُتُه‬

‫كان ذلك دون اخبار احد ممن حوله ‪ ,‬وقد شعر آنذاك بالقلق أتهمل قصيدته‬
‫ام ستنشر؟ واذا ما نشرت كيف سيشعر اهله حياله‪ .‬واذا بها تنشر بل وتحتل‬
‫مكانا بارزا في الجريدة‪ .‬اما عن شعوره بالقلق من در فعل من حوله فقد قال‬
‫‪:‬‬
‫" كيف اصف شعوري؟ لقد تعذر علي من ف‪..‬رط ف‪..‬رحي اخف‪..‬اء الس‪..‬ر ح‪..‬تى‬
‫وصل الخبر إلى أخي« عبد العزيز» الذي جاء إلى البيت بعد ان سمع كثيرًا‬
‫من المديح لتلك القصيدة ال‪..‬تي تتح‪..‬دث عن وح‪..‬دة الش‪..‬اعر بأس‪..‬لوب ض‪..‬بابي‬
‫رم‪..‬زي‪ ،‬وس‪..‬ألني على الف‪..‬ور‪« :‬أنت ارس‪..‬لت قص‪..‬يدة إلى جري‪..‬دة الع‪..‬راق؟‬
‫فأجبته وأنا خائف من غضبه ‪ :‬نعم ! ولم يكن خوفي في محله فقد ق‪..‬رأت في‬
‫مالمحه ما يكاد يتمازج فيه المفاجأة وتقبل األم‪..‬ر الواق‪..‬ع الجدي‪..‬د‪ .‬وواص‪..‬لت‬
‫النش‪..‬ر‪ .‬وك‪..‬ان ذل‪..‬ك بالنس‪..‬بة لي ح‪..‬افزًا أك‪..‬بر و بمس‪..‬ؤولية أك‪..‬بر‪ .‬وواص‪..‬لت‬
‫القراءة والحفظ لي‪..‬ل نه‪..‬ار متلقف‪..‬ا الجدي‪..‬د و مس‪..‬تعيدًا الق‪..‬ديم ومتابع‪ً.‬ا تي‪..‬ارات‬
‫الفكر‪)2( " .‬‬
‫مميزات شعره وحال اشعاره‬
‫يؤكد الجواهري على أنه يترفع بنفسه أن يكون شعره عبثا و س‪..‬دى ال‬
‫هدف من ورائه و أن يهيم في كل واد‪ .‬فهو لن يّتبع أبدًا أولئك ال‪..‬ذين يظن‪..‬ون‬
‫أنهم أص‪..‬نام يجب أن تعب‪..‬د‪ ،‬وهم يخ‪..‬دمون المس‪..‬تعمرين و يطيع‪..‬ونهم أذاّل ء‬
‫صاغرين‪ ،‬يقوم‪.‬ون بالدعاي‪.‬ة لهم عوض‪..‬ا عن تن‪.‬وير الش‪.‬عب و ال‪..‬دعوة إلى‬
‫‪.‬الثورة و الصمود ضدهم‪ ،‬هم في الحقيقة قد تغافلوا عن أداء رسالتهم‬
‫و يشبه األديب بالطبيب الجراح الذي يقوم بالعملية الجراحية إلزالة ما‬
‫فس‪..‬د من الجس‪..‬م بمبض‪..‬عه‪ ،‬ف‪..‬األديب أيض‪..‬ا يق‪..‬وم بإص‪..‬الح الفاس‪..‬د من أم‪..‬ور‬
‫المجتمع‪ ،‬ويعتقد الجواهري أن إصالح المجتم‪..‬ع مس‪..‬ؤولية األديب و األديب‬
‫الذي يخدم السلطة بدال من أداء رسالته‪ ،‬و يزين ألبناء المجتمع الصبر أم‪..‬ام‬
‫اضطهاد الساسة و يبرر ما علي‪..‬ه مجتمع‪..‬ه من الحرم‪..‬ان والج‪..‬وع‪ ،‬و تح‪..‬ول‬
‫دون ثورة الشعب و سخطه فهو خائن و ليس أديبا بل إنه انتحل هذه الس‪..‬مة‪،‬‬
‫فاألديب غير الملتزم هو الذي يبع أدبه و ضميره ليس إال مجرد مدع كاذب‪،‬‬
‫قد انتحل هذه السمة زورا و كذبا‪)3(.‬‬
‫‪1‬‬
‫بيـٌب اخو ِم بـضٍع ساِبـر‬ ‫و مازلـُت اعـرُف أن االديـَب طــ‬

‫بدوِر الِّم بشـر والزاّج ــر‬ ‫يـقــوُم ليـنهـَض ِم ْن ِج يلــِه‬

‫ومن هنا نعرف ان الجواهري كان صادقا في وصفه لألشياء يضع كل‬
‫شيء في محله وفي مكانته الصحيحة‪ ,‬فال يزيد او يبخس في قوله‪.‬‬
‫يجدر بنا القول ان الجواهري بحر واسع من المواضيع واالغراض‬
‫الشعرية فكان البد ان نجمع ابرز المميزات الواضحة للقارئ عند قراءة‬
‫قصائد الشاعر وهي تتلخص باالتي ‪:‬‬
‫العنف الثوري ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ 1‬املبضع‪ :‬اِملشرط‪ .‬سرب اجلرح ‪:‬قاس غوره باملسبار‪ ،‬سرب فالنًا‪ :‬خربه ِليعِر ف ما عنده‪ .‬و) الساِبر‪( :‬هنا) اخلبري)‪.‬‬
‫يعود العنف في شعر الجواهري الى الطبيعة المزاجية العنيفة التي تمت‪.‬از‬
‫بها شخصيته‪ ،‬والشيء الذي يلفت االنتباه اليه هو أن عنفه ليس بالعنف الذي‬
‫يوحي بالخشونة والحقد‪ ،‬فهو عنف تتطلبه ضرورة الموق‪..‬ف وال‪..‬زمن‪ .‬وه‪..‬و‬
‫عنف جاء بمثابة رد فعل طبيعي لواقع مر‪)4( .‬‬
‫ُسَّب من جَّر هذه األوضاعا‬ ‫قبل أن تبكَي الُّنبوَغ الُم ضاعا‬
‫هّم ًا وأن تروحوا َض ياعا‬ ‫سّب من شاء أن تموت وأمثاُلك‬
‫حيث أهُل البالد تقضي جياعا‬ ‫سَّب من شاء أن تعيَش فلوٌل‬
‫يشتكي طوَل دهره أوجاعا‬ ‫داِوني إَّن بين جنبَّي قلبًا‬
‫شروٌد يرعى الَقتاد انتجاعا‬ ‫ليت أني مع السوائم في األرض‬
‫‪2‬‬
‫أذني ما ال ُّتطيق استماعا‬ ‫ال ترى عينَي الدياَر وال تسمُع‬

‫التناقض ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫التناقض كان سمة من سمات حياة الجواهري‪ ،‬ولقد أق‪..‬ر به‪..‬ا في مواض‪..‬ع‬
‫عديدة لم يكن لشعره أن يتخلص من ذلك التناقض‪ ،‬لقد تح‪..‬ير النق‪..‬اد في أم‪..‬ر‬
‫تناقض الجواهري‪ ،‬وذهبوا في ذلك مذاهب عديدة‪ ،‬و الجواهري نفس‪..‬ه ك‪..‬ان‬
‫يربطها باألوضاع العمومية لحياته الخاص‪..‬ة‪ ،‬والى تكوين‪..‬ه النفس‪..‬ي والبي‪..‬ئي‪.‬‬
‫فمنذ البداية ينم‪..‬و التن‪..‬اقض مع‪..‬ه ‪ ,‬يريدون‪..‬ه لل‪..‬دين عالم‪..‬ا ولكن‪..‬ه يري‪..‬د لنفس‪..‬ه‬
‫شاعرًا‪ ,‬ينشأ في بيئة محافظة ‪ ,‬يتم‪..‬رد على البيئ‪..‬ة ويلقي بالتحف‪..‬ظ واالل‪..‬تزام‬
‫جانبا‪ .‬طموحا ال يقبل بالقليل ولكنه حينما يصل الى الكثير يتركه وينزل الى‬
‫الصفر‪)5(.‬‬
‫وغَّطيُت نفسًا إَّنما ُخ لقت َنسرا‬ ‫لبسُت لباَس الثعلبِّييَن ُم كرهًا‬
‫وأنزلُت من َعليا مكانتِه صقرا‬ ‫ومَّس حُت من ذيِل الَح ماِم تمّلقًا‬
‫وعادت يدي من كِّل ما أَّم َلْت ِص فرا‬ ‫وُعدُت مليء الصَّد ِر ِح قدًا وُقرحًة‬
‫**********‬
‫من الشيمِة الحسناِء للشيمِة الَنكرا‬ ‫تحولُت من طبٍع آلخَر ضِّده‬
‫فاصبحُت وحشًا واِلغًا في دٍم َنمرا‬ ‫وكنُت َو ديعًا طيب النفِس هادئًا‬
‫رأوا أَّنني منُهْم َبتدبيِرها أحرى‬ ‫فَلو َدَّبر الباغوَن للكيِد خطًة‬

‫ج‪ -‬الحنين للوطن ‪:‬‬


‫الحنين إلي الوطن في شعر الجواهري ليس حنينًا منفصًال إلي المكان ‪ ،‬و‬
‫ال تعّلقًا باألهل و الذكريات ‪ ،‬بل ه‪..‬و مم‪..‬زوج ب‪..‬األلم و العن‪..‬ف و الحق‪..‬د علي‬
‫الواقع ‪ ،‬وكأّن عالم المنفي هو أضحي منطل‪..‬ق النض‪..‬ال علي ع‪..‬دم الفص‪..‬ل و‬
‫االنفصال بينهما ‪ ،‬إذ قال فـي قصيـدة « أطياف و أشباح »‪)6( :‬‬
‫‪ 2‬نظمت عام ‪ 1931‬وقد مضت على ثورة العشرين عشر سنوات وكان العراق وقتها يجتاز ازمة سياسية واقتصادية خانقة‪.‬‬
‫َو َهـْل َيْد ُنـو بعيٌد ِبـاْش ِتَيــاِق‬ ‫َس ِهْر ُت َو َطاَل َش ْو قي ِلْلَعـراِق‬
‫َو اَل َلْيلي ُهَنـاَك ِبِسْح ــٍر راِق‬ ‫َو َم ـا َلْيلـي ُهَنــا َأَر ٌٌق َلـِدْيٌغ‬
‫َك َم ــا َح َنِت الَم َعاِط ـُن ِللّنَيــاِق‬ ‫َو َلكـْن ُترَبـٌة َتْج ُفـو و َتْح ُنـو‬
‫وفي قصيدته (ارح ركابك) شيء من الرمزية الشعرية التي يصف به‪..‬ا‬
‫نفسه بالطير الذي ال عش له‪ ,‬بل هو ُع رّيان من ك‪..‬ل ش‪..‬يء ال يحم‪..‬ل س‪..‬وى‬
‫منق‪..‬اره ال‪..‬ذي يغ‪..‬رد ب‪..‬ه (كناي‪..‬ة عن الش‪..‬عر) ‪ ,‬واجنحت‪..‬ه (كناي‪..‬ة عن ك‪..‬ثرة‬
‫الترحال) التي ليس يمكنها ان تحمل شيئا كثيرًا‪)7(.‬‬
‫كفاك جيالِن محموًال على خطر‬ ‫أرح ركابَك من أيٍن ومن عَثِر‬
‫كأَّن مغبَّرة ليل بال سَح ر‬ ‫كفاك موحُش درٍب ُر حَت َتقطعُه‬
‫في كَّل يوٍم له ُعٌش على شجِر‬ ‫ِويا أخا الطير في وْر دٍ وفي َص َد ٍر‬
‫أخَّف ما لَّم من زاٍد أخو َس َفر‬ ‫عرياَن يحمل ِم نقارًا وأجنحًة‬

‫‪ :‬اهم مؤلفات محمد مهدي الجواهري‬


‫‪-‬حلبة األدب‬
‫‪ -‬جناية الروس واإلنجليز في إيران (ترجمة عن الفارسية)‬
‫‪ -‬بين العاطفة والشعور‬
‫‪ -‬ديوان الجواهري‬
‫‪ -‬ديوان الجواهري )مجلدان(‬
‫‪. -‬بريد الغربة‬
‫‪ -‬الجواهري في العيون من أشعاره‬
‫‪ -‬بريد العودة‬
‫‪ -‬أيها األرق‬
‫‪-‬خلجات‬
‫‪ -‬ذكرياتي (‪ 3‬أجزاء)‬
‫‪ -‬الجمهرة (مختارات من الشعر العربي)‬

‫توفي محمد مهدي الجواهري فجر يوم األحد ‪ 27‬يوليو‪/‬تموز ‪1997‬م في‬
‫إحدى مستشفيات العاصمة السورية دمش‪..‬ق‪ ،‬وُش يع بحض‪..‬ور أرك‪..‬ان الدول‪..‬ة‬
‫السياسيين والعسكريين باإلضافة إلى حضور شعبي كبير‪ ،‬ودفن الج‪..‬واهري‬
‫في مقبرة الغرباء في منطقة السيدة زينب في دمشق إلى ج‪..‬انب ق‪..‬بر زوجت‪..‬ه‬
‫السيدة أمونة‪)8( .‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وهنا نصل الى اخر محطة لرحلتنا مع حياة الشاعر الذي كما وضحنا ع‪..‬اش‬
‫في غربة ومات في حسرة الوطن ‪ .‬روح الع‪..‬راق محم‪..‬د مه‪..‬دي الج‪..‬واهري‬
‫ورأينا كيف بدأ جريان نهر الع‪.‬راق الث‪.‬الث ال‪..‬ذي ع‪.‬اش خ‪..‬ارج نطاق‪..‬ه لم‪.‬دة‬
‫طويلة جدا‪ ,‬الذي ابتعد عن العراق مكانًا لكن روحه بقت تسكن العراق‪.‬‬
‫هناك من يقول ان الفراق مقتل المشاعر ومع االبتعاد تن‪..‬دثر الكلم‪..‬ات لكن‬
‫الجواهري قطعًا نفى هذا الكالم‪ ,‬فحبه للعراق مفهوم ول‪..‬د م‪..‬ع والدت‪..‬ه وظ‪..‬ل‬
‫باقيا يعيش في اشعاره التي تفيض بالمشاعر الجياش‪..‬ة ال‪..‬تي تخ‪..‬ترق القل‪..‬وب‬
‫بدون اذن فتجري قصائده في الروح كجريان دجلة والفرات‪.‬‬
‫فكما قرأنا في اشعاره نجد مشاعر متنوعة وكلم‪..‬ات تط‪..‬رب النفس بمش‪..‬اعر‬
‫متنوعة العز ‪ ,‬الفخر‪ ,‬الحزن ‪ ,‬الحنين للوطن وغيرها الكثير‬
‫ولذا فمع‪..‬ذرة عن التوق‪..‬ف في س‪..‬رد اس‪..‬طورة من اس‪..‬اطير الش‪..‬عراء الع‪..‬رب‬
‫والعراقيين ‪ ,‬نحن سنتوقف عن الكتابة وانتم من القراءة لكننا بالتأكيد س‪..‬نبقي‬
‫شيئا من انفسنا يتذكر هذا الشاعر العظيم‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫مجلة العلوم االنسانية‪ ١٤٢٧/٢٠٠٦ ،‬هـ‪ .‬ق‪ ،‬العدد ‪١٢٦ – ١٠٥ )٤( ١٣‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫انظر ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد مهدي الجواهري‪ .)2005( .‬مذكراتي (الطبعة االولى)‪ .‬دار المجتبى للنشر والتوزيع‪ .‬ص‪87-66‬‬

‫جملة اجلمعية العلمية االيرانية للغة العربية و آداهبا‪ ،‬فصلية حمكمة‪ ،‬العدد ‪ ، ١٣‬شتاء ‪ ١٣٨٨‬ه‪.‬ش‪ ٢٠١٠ /‬م‪ ،‬ص ‪17-١‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر ‪https://bo7ooth.info/2020/07/18/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF- :‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA‬‬
‫‪%D9%87-%D9%88%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%87‬‬
‫‪-‬‬

‫‪( -‬الجواهري‪ ،‬الجواهري في العيون من اشعاره‪.)2011 ،‬ص‪106‬‬

‫(‪ – )5‬مجلة العلوم االنسانية‪ ١٤٢٧/٢٠٠٦ ،‬هـ‪ .‬ق‪ ،‬العدد ‪١٢٦ – ١٠٥ )٤( ١٣‬‬

‫‪( -‬الجواهري‪ ،‬الجواهري في العيون من اشعاره‪.)2011 ،‬ص‪101‬‬

‫(‪ )6‬محمد مهدي الجواهري ‪ ،‬ذكرياتي ‪ ،‬ج ‪ 1 :‬الملحق الشعري ‪ ،‬ص ‪479‬‬

‫(‪ )7‬انظر ‪:‬عواد‪ ,‬صيته علي‪ .‬الحنين للوطن في شعر الجواهري ‪ .‬دراسة فنية‪ .2015 .‬جامعة الشرق االوسط ص‪60‬‬

‫(‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_ )8‬‬
‫‪%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AC‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A‬‬

You might also like