Professional Documents
Culture Documents
:تحت إشراف
فهرس
مقدمة
لقد ظهر مفهوم ” حروب الجيل الرابع ” في أواخر الثمانيات وأصبح واضحا ً بعد الحرب
األمريكية للعراق وذلك إلن الواليات المتحدة بعدما تكبدت خسائر فادحة ماديا ً وبشريا ً نتيجة
إطالة هذه الحرب ،تعلمت أنه من الضرورى عدم التدخل في مواجهات مباشرة مع أعدائها بل
تكون المواجهات بشكل غير مباشر.
هناك تطور كبير في شكل الحروب على مدار القرون الماضية ،الجيل االول من الحروب هو
عبارة عن مواجهات مباشرة بين جيشين نظاميين والتى كانت سائدة في الحروب القديمة ،ثم
تطورت شكل الحرب حيث تم استخدام المدافع الحربية ليظهر الجيل الثاني ،ثم تأتى في الحرب
العالمية الثانية ليتم استخدام أسلحة حديثة وأدوات تجسس ليظهر الجيل الثالث ،وأخيرا الجيل
الرابع من الحروب والذي يعنى كيفية تجنب دولة ما ألكبر قدر ممكن الخسائر مع إيقاع الدول
المعادية بأكبر الخسائر الممكنة حيث يتم استغالل نقاط الضعف وضرب الركائز األساسية في
الدول المعادية لتكبد الخسائر بها دون المواجهة المباشرة.
تعتبر فكرة تلك الحروب ليست جديدة حيث تحدث عنها المفكر الصيني ” صن تزو” قائالً إنه
من الصعب أن تدخل في حروب ضد قوة عسكرية أقوى بنفس األسلحة المتناظرة ،ومن ثم
يجب البحث عن أساليب مختلفة إلستخدامها بهدف إلحاق الخسائر بالقوة الكبرى ،وفي رأيه
يتمثل هذا األسلوب في استهداف وحدة المجتمع حيث عندما يتم تحطيم التماسك االجتماعي
سيؤدي إلى تحطيم القوة العسكرية.
تعود جذور ذلك النوع من الحروب إلى الحرب الباردة بين الواليات المتحدة األمريكية
واألتحاد السوفيتى ،حيث استخدما أساليب حديثة في القتال تعتمد الحروب السرية عبر
األفراد والجماعات المدربة إلحداث اضطرابات في الدول والقيام بعمليات إرهابية ،فلقد
قامت الواليات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة ضد االتحاد السوفيتي في أفغانستان ،كما
استطاعت القوات الفيتنامية في حرب فيتنام أن تهزم الواليات المتحدة التي تعتبر أقوى
جيش في العالم وإلحاقه بالخسائر البشرية والمادية وهذا خير مثال لحروب الجيل الرابع
حيث استطاعت قوى ضعيفة من تكبد الخسائر لقوة أكبر ،وتعتبر أحداث11 سبتمبر مثاال أخر
على تلك الحروب حيث توضح مدى قدرة قوة غير نظامية والمتمثلة في تنظيم
“القاعدة” في استهداف البرج التجاري األمريكي وإلحاق الخسائر بالواليات المتحدة.
الفصل الثاني
بات تنظيم الدولة االسالمية يشكل خطر كبير على أمن واستقرار الدول العربية كافة وتزايدت
المخاوف بعد التمدد السريع للتنظيم في مناطق جغرافية واسعة في كل من العراق وسوريا،
واستخدامه لألساليب حرب العصابات من عمليات انتحارية وتفجيرات إرهابية راح ضحيتها
العديد من المدنيين .ويبدو أن السبب الرئيسي وراء امتداد تنظيم الدولة االسالمية هو فشل
الدول في السيطرة على حدودها وأرضيها ،والفشل في تقديم خدمات لمواطنييها ،والفشل في
التوصل إلى هوية سياسية مشتركة تكون أساسا ً للمجتمع السياسي.
ويتناول هذا الفصل مبحثيين ،المبحث األول :انعكاسات تنظيم الدولة االسالمية على األمن
القومى العربي والذي يتناول فيه تأثير ذلك التنظيم على سوريا والعراق ومصر وليبيا ودول
الخليج ،أما المبحث الثانى :ردود األفعال الدولية واالقليمية على تمدد التنظيم والذي يتناول
فيه التحالف الدولى لمواجهة ذلك التنظيم وموقف جامعة الدول العربية.
المبحث األول :انعكاسات تنظيم الدولة االسالمية على األمن القومى العربي:
يعتمد تنظيم الدولة االسالمية على الجانب النفسي من خالل الحرب اإلعالمية إلى جانب قدراته
العسكرية التى توصف بإنها وحشية – والتى ال تمت لإلسالم بصلة – والذي استطاع السيطرة
على كثير من األراضي العراقية والسورية ،وهناك عوامل أخرى سهلت من انتشاره وهى
الموارد المالية الهائلة التى مكنته من زيادة تسليحه وممتلكاته ،واالستفادة القصوى من
الضباط العراقيين السابقين بالجيش العراقي الذي تمكن من اإلنضمام إليه أثناء اإلحتالل
األمريكي مما أكسبه خبرة عسكرية باإلضافة إلى إعتماده على العمل المسلح .ويعامل سكان
المناطق التى يسيطر عليها معاملة سيئة خاصة األقليات سواء كانوا يزيديين أو مسيحيين فإما
يجبروهم على الدخول في االسالم عنوةً أو قتلهم أو سبي نسائهم وخطف األطفال وبيعهم في
األسواق أو دفع جزية ،ومن ثم يعتبر مصدر تهديد الجماعات التى عاشت مستقرة منذ آالف
السنيين.
يعتبر التنظيم الديمقراطية دين كفر ويرفض االنتخابات واألحزاب والمشاركيين فيها ،وبذلك
فهو يتحدى الغرب الذي يعتبرهم دار كفر الذين فرضوا ذلك النظام بعد الحرب العالمية الثانية،
ومن ثم قاموا بإعالن دولة الخالفة وتعيين “البغدادى” خليفة للمسلمين ،ومن ثم فيمثل ذلك
تمرد على النظم العربية.
وكما ذكرنا في الفصل السابق أن بدايات ظهور ذلك التنظيم في العراق عام 2003حيث كان
يحارب القوات األمريكية التى احتلت العراق ثم تحول هدفه إلى استهداف مؤسسات الدولة
العراقية ،وبالرغم من ذلك إال إننا لم نسمع عن ذلك التنظيم إال بعد ثورات الربيع العربي
وخاصة بعد الثورة السورية والذي عمل على استغالل األوضاع غير المستقرة التى انشرت بعد
تلك الثورات ،وقام التنظيم بنشر خريطة لتصور الدولة اإلسالمية التى يسعى إلقامتها والتى
تضم العراق وسوريا والكويت.
لقد سيطر قوات التنظيم على الكثير من المدن والمحافظات العراقية كما اجتاح المرافق
العسكرية التابعة للجيش العراقي وبالتالى استطاع التنظيم من إيصال العراق إلى حافة االنهيار.
فنالحظ أن الغزو االمريكى للعراق ساهم في إفشال الدولة العراقية وذلك من خالل القرارت التى
اتخاذها الحاكم األمريكى في العراق ومن تلك القرارات :حل حزب البعث وحل الجيش والشرطة
وكل الوزارات والبيروقراطية المرتبطة بحزب البعث ،ومن أخطر تلك القرارات هي حل الجيش
والشرطة الذي ترتب عليها وجود أفراد لديهم القدرة على حمل السالح ولديهم تدريب عسكرى
قوى وانتماءات قبلية ومذهبية وبالتالى انتموا هؤالء األفراد إلى التنظيمات اإلرهابية التى
تحارب االحتالل األمريكى في بادئ األمر ثم تحوله إلى استهداف مقدرات ومؤسسات الدولة
العراقية .كما قام بنهب العديد من األموال من المصارف العراقية والسيطرة على األماكن التى
تحتوى على النفط واألثار ليحصلوا منها على تمويل.
نتج عن اجتياح التنظيم للموصل والسيطرة عليها دون مقاومة تُذكر حوالى أكثر من نصف
مليون عراقي نازح من األماكن التى سيطر عليها ،فذكرت األمم المتحدة أن ما يقرب من 500
ألف شخص اضطروا إلى النزوح من الموصل بعد السيطرة عليها من قبل الجماعات اإلرهابية.
ولقد كشفت لجنة الهجرة والمهاجرين عن نزوح أكثر من سبعين ألف شخص من محافظة
األنبار وأكدت على هجرة اآلالف من المدنيين بعدما تم اجتياح العراق من قبل ذلك التنظيم .مما
أدى إلى قيام حكومة إقليم كردستان بإنشاء مخيمات لآلجيئين الذين تم نزوحهم من األراضي
العراقية التى سيطر عليها التنظيم ،وذكر “ديندار زيباري” – مسؤول العالقات الخارجية في
حكومة إقليم كردستان -أن هناك ربع مليون نازح دخلوا االقليم” .
ونتيجة لتلك األفعال الشنيعة التى يرتكبها التنظيم قامت قوات البشمركة الكردية بقيادة المعارك
ضد ذلك التنظيم نظراً لضعف الجيش العراقي ،وكانت تقوم تلك القوات باستخدام حرب
العصابات ضد االنظمة العراقية المتعاقبة ثم تحولت إلى قيادة الحرب ضد تنظيم الدولة
اإلسالمية ،وبالتالى يعمل الغرب على دعم إقليم كردستان العراق من خالل تقديم مساعدات
إنسانية وعسكرية.
منذ قيام الثورة السورية في 2011وتحولت إلى حرب أهلية مسلحة بين نظام بشار األسد
والمعارضة التى تضم العديد من الفصائل حتى التنظيمات اإلرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم
الدولة االسالمية ،ونظراً لوجود عدم استقرار في سوريا سهل ذلك من انتشار التنظيم .حاول
التنظيم التمدد نحو المناطق الكردية شمال شرق سوريا في منطقة كوبانى ولكن ُوجد تصدى
لها بشكل كبير من قبل قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب االتحاد الديمقراطى ،ودرات معارك
طاحنة بين ذلك التنظيم وبين تلك القوات باإلضافة إلى كتائب الجيش الحر والبشمركة العراقية
مما أدى إلى تقهقر تنظيم الدولة االسالمية من منطقة كوبانى وبعض المناطق الكردية ،مما
أدى إلى قيام التنظيم بتحويل هجماته من الشمال الشرقي إلى وسط البالد السورية حيث قوات
النظام .وبالفعل لقد حقق التنظيم انتصارات في هذه الجبهة فسيطر على مدينة تدمر األثرية
وسيطرته على محافظة الرقة وبعض مناطق الحسكة ومعظم مناطق بير الزور وبعض النقاط
في حلب وحمص.
لم يقتصر تأثير التنظيم في العراق وسوريا عند هذا الحد بل امتد ليشمل تدمير االثار حيث
تعيش الدول العربية حالة من التدهور الشديد فيما يخص األثار؛ فهناك العديد من األثار التى تم
تدميرها سواء بسبب الصراعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن أو بسبب تنظيم الدولة
االسالمية على وجه التحديد الذين يصفون تلك االثار بأصنام ويجب أن تدمر.
فقام التنظيم بتدمير معالم الحضارة وتاريخ العرب من أضرحة ومتاحف ومساجد تاريخية
ومكتبات في العراق وسوريا باالضافة إلى نهب التماثيل واألعمال الفنية والمخطوطات ،وذلك
يذكرنا بما فعله المغول عندما هاجموا على الدولة العباسية في العراق .فبالنسبة ألثار العراق،
دُمر متحف الموصل وحرق االالف من الكتب والمخطوطات النادرة ،واجتاح مسلحو التنظيم
المكتبة المركزية بالموصل وكذلك األضرحة مثل ضريح الشيخ فتحى الذي يعود تاريخه إلى
عام 1050م ،ومرقد الشيخ قضيب البان والذي يعود تاريخه إلى عام 1150م ،وجامع االمام
الباهر الذي يعود تاريخه إلى 1240م .ويستخدم التنظيم المطارق وأدوات الحفر لتدمير
التماثيل الضخمة وفق ما ظهر في التنظيم.
وبالنسبة لسوريا ،فقد قام بتدمير مدن أثرية بأكملها مثل تدمر والتى تعد حضارة كاملة من عدة
عصور وكذلك حلب التى تحمل أثار إسالمية ،فقام التنظيم بتدمير الكنائس واألديرة وزوايا
ومقامات ومرافق لها خصوصيتها عند السوريين.
أما بالنسبة لمصر فلقد ظهرت العديد من الجماعات االرهابية الناشطة في سيناء خاصة بعد
ثورة 30يونيو واإلطاحة بحكم االخوان المسلمين ،وهذه الجماعات اإلرهابية أعلنت والئها
لتنظيم الدولة االسالمية مثل أنصار بيت المقدس وهناك بعض الخاليا اإلرهابية المنفردة التى
قد تكون تابعة لإلخوان المسلمين والتى أعلنت والئها للتنظيم لتقوى به ضد النظام الحاكم.
وهذا الوضع يؤكد الترابط بين التنظيمات اإلرهابية والتى تهدف إلفشال النظام وإسقاط الدولة
وإغراقها في حالة من عدم األستقرار .ولقد قام التنظيم بإحدى العمليات األرهابية التى
استهدفت 21مصري قبطى في ليبيا ذبحاً ،وأظهر هذا الفيديو الذي بثه التنظيم مدى المعاملة
السيئة التى يعامل التنظيم بها األسرى كما ظهر البحر ملون بالدم ليدل على دموية التنظيم.
فأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان ينعى فيه أهالى هؤالء الرهائن الذين ذبحوا على يد
التنظيم وإعالن حداد 7أيام.
ويتضح أن الهدف من إعدام الرهائن المصريين هو إحراج النظام المصري فمنذ أن ُأعلن
التحالف الدولى ضد التنظيم كان موقف مصر رافضة للتدخل العسكري ويقتصر دورها على
تقديم الدعم اللوجيستى والمعلوماتى فقط ،ولكن بعد تلك الحادثة سرعان ما تخلت مصر عن
هذا المبدأ حيث قامت القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربة جوية لمعاقل التنظيم بمدينة
درنة الليبية فضالً عن عملية برية استهدفت قتل وأسر عدد من أعضاء التنظيم وذلك وفقا ً لما
رددته وكاالت األنباء ولم تنفيه القاهرة ،ومن ثم هناك تهديد لألمن القومى المصري من جانب
الحدود مع ليبيا نظراً النتشار الجماعات االرهابية وكذلك في سيناء.
ومما سبق يتضح لنا تهديد داعش ألمن الدول العربية كافة ولكن التهديد األكبر لسوريا
والعراق بسبب سيطرتهم على األراضي وكذلك النفط واآلثار والمصارف لكى يكون لديه
تمويل تستطيع من خالله االستمرار في السيطرة على مناطق أكثر ،كما أنهم يهددون العالم
بأكمله وليس فقط الدول العربية حيث قامت العديد من العمليات اإلرهابية في عدد من
.الدول األوروبية مثل أحداث اإلرهاب في باريس وأعلن التنظيم عن مسؤوليته عنها
من انعكاسات امتداد تنظيم الدولة اإلسالمية هو التدخل الخارجي في كالً من سوريا
والعراق تحت ستار مكافحة اإلرهاب .ففي الذكرى الثالثة عشر ألحداث 11سبتمبر وجه
الرئيس األمريكي “باراك أوباما” استراتيجية لمواجهة التنظيم في العراق وسوريا ،كما أكد
على تكوين تحالف دولى والتى تشمل خطته أربع محاور وهي :القيام بحملة منظمة من
الضربات الجوية ضد التنظيم والتنسيق مع الحكومة العراقية لضرب أهدافا ً للتنظيم وتوسيع
تلك الضربات لتشمل سوريا ،وإرسال مستشاريين عسكريين إلى العراق دون أن يكون لهم دور
في قتال بري ولكن يقتصر دورهم في مساندة القوات العراقية والكردية في مجال التدريب
والتخابر ،منع مصادر تمويل التنظيم وتحسين االستخبارات وتعزيز الدفاعات وظبط تدفق
المقاتلين األجانب إلى التنظيم ،توفير المساعدات اإلنسانية للمدنيين األبرياء الذين شردهم
.التنظيم ،التأكيد على عدم التدخل البري للواليات المتحدة حتى اليتكرر ما حدث في العراق
ويضم ذلك التحالف العديد من الدول الغربية والعربية لتقديم المساعدات العسكرية
واإلنسانية والدعم اللوجيستي والمالي ،ومن الدول المشاركة في ذلك التحالف :الواليات
،المتحدة األمريكية والتي قامت بتوجيه ضربات جويه لمواقع التنظيم في العراق وسوريا
وأرسلت حوالي 1600عسكري أمريكي لتقديم الدعم للقوات العراقية للتدريب
واإلستخبارات ،كما تلتزم بعدم التدخل العسكري البري ضد التنظيم .ونشرت كندا عشرات
العسكريين بشمال العراق لتقديم المشورة للقوات الكردية ,كما قامت بتقديم نحو 28مليون
.دوالر كندي للمساعدات اإلنسانية للمدنيين المنكوبيين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم
وبالنظر إلى فرنسا فهي أول دولة تنضم إلى التحالف حيث ُأثيرت مخاوفها من أن العمل
العسكري في سوريا من شأنه خلق فراغ قد تشغله قوات بشار األسد ،كما دعت إلى تدريب
المعارضين المعتدلين في سوريا ،وتعهد الرئيس الفرنسي “أوالند” بتقديم مساعدات عسكرية
للعراق في حربه ضد التنظيم ،وأشارت فرنسا بأنها ستنفذ ضربات جوية في العراق وإرسال
.قوات خاصة لتدريب القوات المسلحة العراقية وتزويد األكراد باألسلحة
وبالنسبة لمصر فقد أكد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” على عدم مشاركة مصر عسكريا ً
خارج أراضيها ولكن دورها في التحالف سوف يقتصر على العمل ذو الطبيعة اإلستراتيجة
واللوجيستية و القيام بعمليات عسكرية يتم تنفيذها داخل حدودها وليس خارجها أي على
.جهتين سيناء وليبيا
ولقد عقد اجتماع جدة11 سبتمبر بحضور وزير الخارجية األمريكية “جون كيري” ووزراء
خارجية دول الخليج الستة واألردن ومصر باإلضافة إلى تركيا ،ويهدف هذا اإلجتماع إلى
بلورة جهود تلك الدول مجتمعة في التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة الواليات المتحدة ،وتعود
أهمية هذا اإلجتماع في إدراك تلك الدول أن الحرب المرتقبة ليست سهلة نظرا إلعتماد التنظيم
على أساليب حرب العصابات ،كما تأتي أهمية االجتماع من أهمية الدول المشاركة فيه؛ وهي
دول الخليج الست (السعودية وقطر واإلمارات والبحرين والكويت وعمان) بما تمثله من ثقل
اقتصادي وسياسي ،إلى جانب مصر بما تمثله من ثقل إقليمي وعسكري ،واألردن ألهمية
.موقعها ،وتركيا والواليات المتحدة بما تمثالنه من ثقل إقليمي وسياسي وعسكري
نظراً لما يمثله التنظيم من تهديد لجميع الدول العربية وتوجس هذه الدول من أن يمتد
التنظيم إلى غير سوريا والعراق ،لقد وقع اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة
وتضمن الحاجة إلنجاز دول الجامعة العربية موقف أقوى في التحالف والعمل على تفعيل
.خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين األجانب وتجفيف منابع التمويل للتنظيم
ولقد دعى األمين العام لجامعة الدول العربية إلى تعاون عربي قوى لمواجهة التنظيم سياسيا ً
وفكريا ً وعسكرياً ،وضرورة تعزيز اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتي تنص على إنه إذا وقع
أي تهديد على أي دولة العربية يعتبر تهديد على جميع الدول الدول العربية
ولقد أكد مجلس جامعة الدول العربية على االلتزام بقرار مجلس األمن ( )2170بشأن منع
القيام بتوريد األسلحة أو تقديم المشورة الفنية أو مساعدة الجماعات والتنظيمات اإلرهابية،
.وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات واألديان
الخاتمة
حروب الجيل الرابع أو الحرب غير المتماثلة أو غير المتكافئة كما يُطلق عليها ،هي
.أمريكية التخطيط محلية التنفيذ و تستهدف التقسيم والتفتيت ،وإفشال الدولة المستهدفة
و أدوات هذه الحروب وأهم أسلحتها هي الحرب بالوكالة ،من جانب الجماعات المذهبية
والعرقية والعقائدية داخل الدولة ،أو جماعات إرهابية تصنعها وتدعمها أمريكا ،و اإلعالم
،والحرب النفسية والشائعات ،واستخدام التكنولوجيا ،ومواقع التواصل االجتماعي
و قد لعبت حروب الجيل الرابع دورا محوريا في دول ما يعرف بثورات الربيع العربي من
.حيث تغيير األنظمة السياسية