‫إزرع شجرة‬

‫تحسين البيئة‬
‫الحضرية تساعد الشجرة على تخفيض درجة الحرارة التي ُتحيط‬
‫بالمدينة‪ ،‬وذلك بزيادة توفير الظل‪ ،‬كما أنها ُتحسن نوعية الماء‬
‫ونوعية الهواء ألنها تمتص الملوثات‪ ،‬وتعترض الغبار‬
‫والجسيمات الصغيرة‪ ،‬و ُتنتج األكسجين‪ ،‬وتقلل مستوى تآكل‬
‫األوزون‪]١[.‬‬

‫وصف الشجرة‬
‫إنَّ الشجرة هي أحد أشكال النباتات التي خلقها هللا سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬والتي تعيش على أرض اليابسة وتحتاج إلى الماء من‬
‫أجل االستمرار بالحياة‪ ،‬وهي تدل على العيش الكريم وعلى‬
‫الحياة السعيدة‪ ،‬كما تتعدد األشجار وتختلف فيما بينها‪ ،‬فقيل في‬
‫تعريف الشجرة إ ّنها هي كل نبات له ساق وفروع متعددة‪ D‬تتفاوت‬
‫بطولها وحجمها‪ ،‬فهناك األشجار الصغيرة‪ ،‬والكبيرة والمرتفعة‬
‫التي تتميز بوجود جذور قوية تمدد باألرض وتتشبث بها‪ ،‬كما‬
‫أ ّنها من أهم الموجودات التي تمد البشر ّية بالطاقة الغذائ ّية‬
‫خاصة في توفير الخضروات والفواكه‪ ،‬فهناك شجرة التفاح‬
 ‫والليمون والبرتقال والكرز والتوت‪ ،‬وغيرها الكثير من األنواع‬
‫واألشكال‪.‬‬
‫تتكون الشجرة من عدة أجزاء خارجية‪ ،‬تبدأ من الجذور وهي‬
‫أساس الشجرة الذي ُيثبت وجودها على األرض ويمدها بالقدرة‬
‫على الصمود في مواجهة الرياح‪ ،‬والتغيرات الجو ّية والبيئية‬
‫المختلف‪.‬‬

‫ومن ثم يأتي الساق وهو من األخشاب إذ يتكون الساق من‬

‫قشرة خارجية عمودية تمتد على طول الشجرة‪ ،‬ومن ثم يأتي‬
‫التاج وهو الجزء الثالث في الشجرة والذي يحمل أزهار الشجرة‬
‫وثمارها وبراعمها‪ ،‬وبما في ذلك ما تحمله الشجرة من أوراق‬
‫تختلف وتترواح في بينهما‪ ،‬وذلك يعود للشجرة ونوعها‪ ،‬فمثاًل‬
‫توصف شجرة النخيل بأنها شجرة طويلة لها أوراق كبيرة‬
‫ومسطحة‪ ،‬بينما توصف شجرة الليمون بأنها ذات أوراق صغيرة‬
‫وناعمة‪ ،‬كما أن هذه األوراق تحمل رائحة الفاكهة التي ُتثمرها‪،‬‬
‫كرائحة ورق شجرة الليمون‪.‬‬

‫تنمو األشجار من خالل زراعتها في تربة خصبة ومن ثم‬

‫اإلعتناء بها وسقايتها‪ ،‬و ُتزرع األشجار من خالل البذور‪،‬‬
‫وتختلف هذه البذور تب ًعا للنوع ال ُمراد زرعه‪ ،‬فم ًثال هناك أشجار‬
‫غير منتجة للثمار وإنما مجرد أشجار للزينة أو أشجار للظل‪،‬‬
‫ومنها أشجار الشوارع التي ُتزرع من أجل الغرض الجمالي‬
‫للبالد‪ ،‬وتتراوح االشجار حسب الفصول األربعة‪ ،‬فمثاًل تزداد‬
‫األشجار في فصل الربيع‪ ،‬ويزداد جمال خضرتها وإنتاج ثمارها‪،‬‬
‫بينما في فصل الخريف فهي تتوقف عن النمو وتتساقط أوراقها‬
‫بعد أن تتحول من اللون األخضر إلى اللون األصفر‪ ،‬وذلك يعود‬
‫على أغلب‬

‫األشجار‪ ،‬ألنّ ما تب ّقى منها فهي أشجار تنبت في كافة الفصول‪،‬‬

‫أي ال يؤثر عليها فصل الخريف إذ تستمر بالحياة ما دامت‬
‫سقايتها‪.‬‬

‫محاربة التغير المناخي‬

‫تقلل من تركيز غازات الدفيئة في الجو‪ ،‬وذلك بأخذها لثاني‬

‫أكسيد الكربون من الغالف الجوي وتخزينه في أخشابها في‬
‫عملية ُتسمى "حبس الكربون"‪ ،‬وهذا يمنع تغير المناخ‪،]١[،‬‬
‫كما تقلل التلوث وتقلل من ظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬ألن‬
 ‫األشجار ُتعدّ رئة كوكب األرض‪]٢[.‬‬

‫زيادة التنوع البيولوجي الحضري‬

‫تو ّفر موئاًل للحياة البرية‪ ،‬إذ إن الطيور في أغلب األحيان تربي‬
‫صغارها في أعشاش على الشجرة‪ ،‬وتختبئ من الحيوانات‬
‫المفترسة ألنها تعتبر الشجرة ملجًأ لها‪ ،‬كما توفر الطعام‪D‬‬
‫للفراشات والطيور من ثمارها وأوراقها وأزهارها‪ ،‬اما فروع‬
‫الشجرة الكبيرة‪ D‬فإنها ُتشكل دعامة للنباتات المتسلقة مثل‪:‬‬
‫السرخسيات وغيرها‪ ،‬لذلك فإن زراعة األشجار يجعل الحياة‬
‫البرية أكثر سهولة‪.]١[،‬‬

‫كما أنها ُتضفي جمااًل على الطبيعة‪ ،‬وتزيد من اتصال اإلنسان‬

‫صا أن اللون األخضر يهدئ‬‫بالطبيعة وتمنحه الهدوء‪ ،‬خصو ً‬
‫ويساعد في تقليل اإلجهاد ويقلل من التلوث‬

‫تقليل حرارة الهواء‬

 ‫ُتساعد الشجرة في الحفاظ على الطاقة‪ ،‬وهذا ُيعدّ فائدة‬
‫اقتصادية كبيرة‪ ،‬إذ إن نمو ثالث أشجار حول المنزل يخفض‬
‫احتياجات تكييف الهواء بنسبة تصل إلى ‪ ،%50‬ولهذا ُتعد‬
‫تأثيرا بالبرودة‪D‬‬
‫ً‬ ‫الشجرة مكي ًفا طبيع ًيا‪ ،‬كما أنَّ شجرة واحدة تولد‬
‫يكفي لعشرة غرف‪ ،‬مما يمنح الشعور باالنتعاش‪ ،‬وبالمقابل‬
‫فإنها تقلل من متطلبات الطاقة في الشتاء ألنها تعمل كمصدّ ات‬
‫للرياح‪ ،‬وهذا بدوره يقلل استخدام الوقود ويجعل السيطرة على‬
‫التلوث أسهل ألنه يقلل من استهالك الطاقة‪ ،‬و ُتساعد الشجرة في‬
‫خفض درجة حرارة الهواء ألنها تحجب بعض أشعة الشمس‪،‬‬
‫صا عند تبخر الماء‬ ‫مما يزيد الشعور بالبرودة‪ D‬واالنتعاش‪ ،‬خصو ً‬
‫كثيرا في خفض حرارة‬ ‫عن سطح أوراق الشجرة‪ ،‬وهذا ُيساعد ً‬

‫الهواء‪ ،‬حيث تعمل الشجرة كمكيف هواء طبيعي‪ ،‬إذ أن مقدار‬

‫التبخر من شجرة واحدة ُيعادل‪ D‬تأثير تبريد عشر مكيفات هواء‬
‫بحجم الغرفة وتعمل لمدة عشرين ساعة في اليوم‪ ،‬وكما ُذكر‬
‫ضا فإن ظل الشجرة ُيساعد في حجب أشعة الشمس في فص‬ ‫أي ً‬
‫الصيف وتمنعها من الدخول إلى المنزل‪.‬‬

‫تخفيض سرعة‪ D‬الرياح‬

 ‫تساعد الشجرة دائمة الخضرة في تقليل سرعة الرياح‪ ،‬كما أنها‬
‫تمنع الضوضاء‪ ،‬حيث يمكن للشجرة أن تخفض الضوضاء‬
‫بنسبة ‪ ،%40‬حيث تساعد أوراق الشجرة وأغصانها في‬
‫امتصاص الصوت ومنع أمواجه من االنتشار‪ ،‬وهذا يساعد في‬
‫صا‬
‫تقليل ضوضاء الطرق السريعة بنسبة ‪ ،%50‬وخصو ً‬
‫األشجار دائمة الخضرة التي تقلل الضوضاء بشكل عام‪]٢[.‬‬

‫المحافظة على التربة‬

‫تقلل الشجرة من تآكل التربة‪ ،‬كما أنها تزيد من قدرة التربة على‬
‫امتصاص مياه األمطار‪ ،‬و ُتساعد على إدارة المياه في المدن‪،‬‬
‫ألن أوراقها تلتقط بعض مياه األمطار المتساقطة‪ ،‬كما أنها تقلل‬
‫الضغط على شبكات تصريف المياه‪]١[،‬كما تساعد أوراق‬
‫الشجرة المتساقطة في خفض درجة حرارة التربة وتقليل مقدار‬
‫الرطوبة المفقودة منها‪ ،‬إذ أن الورق المتساقط من الشجرة‬

‫يتحلل و ُيعزز وجود الكائنات‪ D‬الحية الدقيقة في التربة‪ ،‬ويزيد من‬

‫توفر العناصر الغذائية الالزمة لنمو األشجار‪ ،‬كما تساعد الشجرة‬
‫في تقليل جريان الماء السطحي‪ ،‬مما ُيقلل من تراكم الرواسب‬
‫في الجداول‪ ،‬كما تزيد من تغذية المياه الجوفية‪ ،‬وتقلل من المواد‬
‫الكيميائية الضارة‪.‬‬

‫تقليل الغبار في الهواء‬

‫ُتساعد الشجرة في تقليل نسبة الغبار والدخان وحبوب اللقاح‬
‫في الهواء‪ ،‬إذ إنَّ مستوى الغبار الموجود في الهواء المحيط‬
‫بالشجرة أقل بنسبة ‪ %75‬من الغبار الموجود في األماكن‬
‫الجرداء‪ ،‬كما أنَّ الشجرة تمتص الغازات الضارة مثل‪ :‬ثاني‬
‫أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون‪،‬‬
‫وبالمقابل ُتطلق األكسجين‪ ،‬إذ إن شجرة واحدة كبيرة تستطيع‬
‫توفير األكسجين ألربعة أشخاص في اليوم الواحد‪.‬‬

‫مأوى للكائنات الحية‬

‫تعد األشجار موط ًنا للعديد من الكائنات‪ D‬الحية؛ حيث توفر‬

‫المسكن والطعام لمجتمعات متعددة من الطيور‪ ،‬والحشرات‪،‬‬
‫والفطريات‪ ،‬وغيرها‪ ،‬كما أن جذوعها المجوفة تعتبر موطنا ً‬
‫للخفافيش‪ ،‬والخنافس‪ ،‬والبوم‪ ،‬ونقار الخشب‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال؛ يمكن أن توفر شجرة البلوط موطنا ً لما يصل إلى أكثر من‬
‫‪ 500‬نوع مختلف من األحياء‪]٤[.‬‬

‫تنمية االقتصاد‬
‫ينجذب البشر للعيش والعمل واالستثمار في المناطق التي تتوفر‬
‫فيها األشجار أكثر من غيرها‪ ،‬وقد أثبتت األبحاث أن متوسط‬
‫أسعار المنازل القريبة من األشجار أعلى بنسبة ‪ %18-5‬من‬
‫غيرها‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تستثمر الشركات في القوى العاملة‬
‫التي تتمتع بصحة أفضل إذا كانت هناك حدائق وأشجار قريبة‬
‫على مكان العمل‪]٤[.‬‬

‫الحفاظ على صحة اإلنسان وتقليل التلوث‬

‫تكمن أهمية األشجار في تنقية البيئة من الملوثات الناتجة عن‬

‫النشاط اإلنساني أو الطبيعي‪ ،‬حيث تزيل غازات األوزون‬
‫والجسيمات الضارة‪ ،‬باإلضافة لغاز ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬فوفقا ً‬
‫لدليل الغابات المجتمعي (باإلنجليزية‪Community :‬‬
‫‪ ،)Forest Guidebook‬تزيل ‪ 100‬شجرة ما يقارب من‬
‫‪4535‬‬
 ‫كيلو‪ D‬غرام من ثاني أكسيد الكربون خالل فترة حياتها‪ ،‬وكمية‬
‫كبيرة من الملوثات األخرى التي تعتبر سامة بالنسبة لجسم‬
‫اإلنسان‪ ،‬وبالتالي تحافظ على صحة اإلنسان وتقلل من أمراض‬
‫الجهاز التنفسي عنده‪]٣[.‬‬

‫فوائد الشجر لإلنسان‬

‫تشعر اإلنسان بالهدوء والسكينة والطمأنينة‪ ،‬وتدخل الراحة‬

‫النفسية لقلب اإلنسان؛ حيث تعتبر األشجار والمناطق الخضراء‬
‫بشكل عام من أبرز األماكن التي يقصدها اإلنسان عاد ًة للراحة‬
‫واالستجمام‪،‬‬

‫وقضاء أجمل األوقات‪ ،‬وممارسة األنشطة المميزة‪ ،‬التي تعيد له‬

‫الحيوية والنشاط‪ ،‬وتشاعده على ممارسة مختلف األنشطة‬
‫بإتقان أكبر‪ .‬توفر الظل لإلنسان خاصة األشجار التي تتزين بها‬
‫شوارع‬

‫ص ًة في أوقات الحر الشديد‪،‬‬

‫المدن؛ فالماشي على الرصيف خا ّ‬
‫بإمكانه المشي براحة وهدوء تحت األشجار دون أن يكون هناك‬
 ‫إزعاج من أشعة الشمس‪ .‬تساعد األشجار على منح اإلنسان‬
‫هوا ًء جيداً ونقياً‪ ،‬من خالل ملئه باألكسجين بكميات جيدة‬
‫مأوى مناسبا ً للعديد‪ D‬من أصناف‬
‫ً‬ ‫ومناسبة‪ .‬توفر األشجار‬
‫الحيوانات‪ ،‬مما يجعلها‪ D‬قادرة على احتواء عدد كبير من البيئات‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫يمكن لألشجار التحكم بسرعة الرياح واتجاهها‪ ،‬حيث تعتبر‬

‫األشجار من المصدات الهوائية الجيدة للرياح‪ ،‬كما أنه بمقدور‬
‫األشجار أن تحمي الناس والحيوانات والمنازل من األمطار‬
‫الغزيرة الشديدة‪ ،‬كما أنها تحميهم من األمطار المتجمدة‪ ،‬كما‬
‫ويمكن لألشجار أن تق ّلل من نسبة الرطوبة لمن يحتمون أسفلها‪،‬‬
‫كما أن درجات الحرارة تكون مناسبة أكثر‪ ،‬ومعتدلة‬

‫بشكل كبير حول الشجرة وتحتها‪ ،‬ومن هنا فإنّ لألشجار أهمية‬
‫كبيرة جداً في تلطيف الجو‪ ،‬وتحسين األجواء في المناطق التي‬
‫تكثر فيها‪ .‬توفر األشجار لإلنسان العديد من المواد الغذائية‪ ،‬فكم‬
‫من ثمار يمكن لإلنسان تناولها‪ D‬باستمرار‪ ،‬كما أنّ األشجار توفر‬
‫لإلنسان المواد العالجية الهامة التي تساعده على تخطي وتجاوز‬
‫األزمات الصحية التي يمر بها‪ ،‬كما أنّ هذا األمر يعطي لألشجار‬
‫قيمة اقتصادية عالية جداً‪ ،‬فاإلنسان قد يعتاش هو وعياله على‬
‫ما تعود به األشجار من عائد اقتصادي ج ّيد يو ّفر لهم حياة كريمة‬
‫وهانئة نتيجة لبيع الثمار التي تنتج عنها‪.‬‬

‫بإمكان األشجار أن تش ّكل عوازل طبيعية وجميلة ومفيدة لبعض‬

‫المناظر‬

‫غير المرغوب فيها‪ ،‬كما أ ّنها تق ّلل من شدة األضواء المرتفعة‬

‫التي قد تؤذي العين في مختلف األماكن واألوقات‬

‫األشجار تفيد البيئة‬

‫تؤثر األشجار على البيئة بعدة طرق تجعلها ذات أهمية كبيرة للحفاظ‬
‫على النظام الحيوي صح ًيا‪ ،‬وفيما يأتي فائدة األشجار للبيئة‪]٢[:‬‬
‫تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغالف الجوي‪ ،‬والذي يعد المساهم‬ ‫ّ‬
‫الرئيسي في ظاهرة تغير المناخ‪ ،‬وبالتالي فإن األشجار مفيدة جدًا في‬
 ‫تحسين حالة المناخ‪ُ .‬تطلق األشجار األكسجين‪ ،‬وبالتالي فهي ُت ّ‬
‫حسن‬
‫من جودة الهواء و ُتن ّقيه نتيجة امتصاص الغازات الملوثة األخرى‪.‬‬

‫تعمل األشجار على ص ّد الجسيمات الصغيرة الملوثة من خالل أوراقها‪.‬‬

‫توفر األشجار الظل في األماكن التي تتواجد فيها‪ ،‬مما يزيد من برودة‬
‫المكان‪.‬‬

‫ضا لدورها في زيادة مساحات الظل مما ُيقلل‬ ‫تو ّفر األشجار المياه أي ً‬
‫من تبخر الماء‪ُ .‬تن ّقي األشجار مياه األمطار التي تحتوي على الفسفور‬
‫والنيتروجين‪ ،‬وتمنع وصولها للبحيرات مباشر ًة‪ُ .‬تص ّنف بأنها مصدر‬
‫للطاقة المتجددة‪ D‬في حال حصادها بانتظام ومعالجتها بصورة مستدامة‪.‬‬
‫تقوي االشجار من التربة وتزيد من خصوبتها وتمنع تآكلها‪.‬‬

‫ماذا سيحدث لو لم تكن في األرض أشجار؟‬

‫إنّ األشجار ُتسهم بالتقليل من نسبة الملوثات التي تؤثر على‬

‫الحياة‪ ،‬إذ إنّ لها الدور الكبير الذي يساعد الكون في اإلنتاج‬
‫والعيش‪ ،‬وبتوفير مختلف الضرورات التي تحتاجها البشرية‪،‬‬
‫ومن هنا فقد كانت من أخطر األفعال التي تقوم بها البشرية من‬
‫أجل األشجار هي قطعها‪ ،‬وافتعال‪ D‬الحرائق في الغابات‪ D‬من أجل‬
 ‫القضاء عليها وإتالفها‪ ،‬وذلك في الحقيقته يعود إلى قلة الوعي‬
‫عند ُمفتعلي الحرائق‪ ،‬فهم ال يدركون خطورة ما قاموا به‪ ،‬وحجم‬
‫التلوث البيئي الذي تسببوا به لمجرد قطعهم لهذه األشجار‪ .‬إنّ‬
‫تلك الحرائق تؤدي لزيادة ثاني أكسيد الكربون في البيئة الجوية‪،‬‬
‫ما يزيد من الغازات التي تؤثر على نسبة األكسجين النقي الذي‬
‫يحتاجه الكائن البشري من أجل التنفس والحياة‪.‬‬

‫تقوم العالقة الحيوية والمهمة بين األشجار والبشر‪ ،‬فوجودها‬

‫هو السبب األهم الذي أسهم بالحفاظ على البشرية وديمومتها‪،‬‬
‫ولو لم تكن موجودة لكانت قدرة التنفس والعيش ضئيلة جدًا‪،‬‬
‫ومن دون األشجار الختفى المصدر الرئيس للغذاء والصحة‪،‬‬
‫والتغذية السليمة في الحياة‪ ،‬وألصبح االعتماد بالغذاء على كل‬
‫ما هو مصنوع بالمواد الحافظة الخالية من الفيتامينات المهمة‪،‬‬
‫كما أن اختفاء األشجار يؤثر على المنظر الجمالي في الطبيعة‬
‫وفي البالد‪ ،‬وهي لها الدور الرئيس في حياة بعض الحيوانات‪،‬‬
‫فهي ُتشكل بمثابة المنازل اآلمنة لهم‪ ،‬كالطيور التي تستقر على‬
‫أغصان األشجار‪ ،‬وتبني أعشاشها بين غصونها‪ ،‬إ ًذا لماذا يقطع‬
‫الناس األشجار وهم يعلمون مدى أهميتها؟ لو لم‬
 ‫يكن في األرض أشجار‪ ،‬لحدث خلل في التوازن البيئي‪،‬‬
‫صاحب هذا الخلل الكثير من األعراض السيئة المؤثرة على‬ ‫و َل َ‬
‫مصدرا مه ًما في نجاح‬
‫ً‬ ‫الحيوان واإلنسان والبالد ككل‪ ،‬فهي تعد‬
‫الحركة االقتصادية للدول‪ ،‬من خالل تصدير المواد الغذائية‬

‫واستيرادها‪ ،‬كما أنّ لها الدور بالمحافظة على توازن الحركة‬

‫االجتماعية واالستقرار المادي والمعنوي بين األفراد‪ ،‬من خالل‬
‫التقليل من نسبة البطالة في البالد‪ ،‬فالكثير من الفئات المجتمعية‬
‫تعتمد في حياتها على الزراعة وعلى األشجار المنتجة‬
‫والمساهمة في االستقرار الزراعي‪ ،‬وبذلك فإنّ اختفاء األشجار‬
‫يجعل الحياة خاوية وفاقدة للروح‪ ،‬ومليئة بالتوتر على مختلف‬
‫األصعد‪.‬‬

‫كيف نحافظ على الشجرة؟‬

‫إنّ ال ُمحافظة على األشجار هي أحد العناصر المهمة في حمالت‬
‫المحافظة على البيئة‪ ،‬وعندما يكسب األفراد الوعي الصحيح‬

‫والعِلم‪ D‬حول أهمية األشجار‪ ،‬يسعون حينها إلى المحافظة عليها‬

‫بشتى الوسائل والطرق‪ ،‬هذه الوسائل‪ D‬التي تعتمد على عمل‬
 ‫جمعيات وحمالت تدعو إلى المحافظة على البيئة‪ ،‬ونشر الوعي‬
‫بين طالب المدارس والجامعات من خالل إعطاء دورات خاصة‬
‫تشرح كيفية المحافظة على األشجار‪ ،‬وتعليم‪ D‬القواعد الالزمة‬
‫والمناسبة من أجل غرس األشجار والعناية بها‪ ،‬إضافة إلى عمل‬
‫تطوع جماعي بين المجموعات بأن يقوم كل فرد من هؤالء‬
‫األفراد بغرس شجرة خاصة له أينما شاء‪ ،‬ومن هنا تزيد عدد‬
‫األشجار المساهمة بالحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫هناك بعض الطرق األخرى والمهمة التي تحافظ على وجود‬

‫األشجار وتكاثرها‪ ،‬وهي منع الرعي الجائر واإلفراط في رعي‬
‫الماشية وتنقلها بين النباتات واألشجار‪ ،‬إضافة إلى منع قطع‬
‫الشجر وإقامة الحرائق‪ ،‬من خالل توعية عامة توزع على‬
‫ضا التحذير من رمي النفايات بجانب‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬ومن المهم أي ً‬
‫األشجار‪ ،‬والمحافظة على نظافة الحدائق والمحميات‪ ،‬ومن ثم‬
‫االعتناء باألشجار وزراعتها‪ ،‬وتشجيع اآلخرين بذلك من خالل‬
‫إقامة مسابقات وفعاليات تدعو إلى زراعة أكبر عدد ممكن من‬
‫األشجار في المناطق الخاوية منها وشبه الصحراوية‪.‬‬

‫إنّ نشر الوعي بين األفراد من أجل المحافظة على البيئة هي‬
‫من أهم الخطوات الالزمة‪ ،‬فذلك يؤدي إلى الحفاظ على التوازن‬
 ‫البيئي من أي خلل‪ ،‬والتقليل‪ D‬من األضرار واألخطار التي ُيمكن‬
‫أن تحدث من خالل قطع األشجار وحرقها‪ ،‬فال بد أن تقوم‬
‫سسات المجتمع التعليمية والهيئات اإلعالمية والجهات‬
‫مؤ ّ‬
‫اإلدراية بزيادة االعتناء بموضوع الحفاظ على البيئة‪ ،‬ونشر‬
‫الوعي لذلك بين كافة فئات المجتمع‪ ،‬من خالل التركيز على‬
‫توضيح جهود عمل الفرد الواحد‪ ،‬أو عمل مجموعة من األفراد‬
‫المتطوعة‪ ،‬فذلك يعزز الغرض الجمالي والطبيعي في البالد‪،‬‬
‫و ُيحسن من جودة الحياة وصحتها واستقرارها‪.‬‬

‫األشجار مهمة للبيئة‬

‫تتعدد فوائد الشجرة للبيئة؛ فهي ُتساهم في توفير األكسجين‪،‬‬

‫والحفاظ على المياه‪ ،‬وتحسين جودة الهواء‪ ،‬والمحافظة على‬
‫التربة‪ ،‬ودعم الحياة البر ّية‪ ،‬كما أ ّنها ُتساعد في عمل ّية التمثيل‬
‫الضوئي؛ فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون و ُتنتج األكسجين‪،‬‬
‫إضافة إلى امتصاص الملوثات غير الصح ّية‪ ،‬مثل ثاني أكسيد‬ ‫ً‬
‫الكبريت‪ ،‬وثاني أكسيد النيتروجين‪ ]٣[،‬كما أ ّنها تجمع مياه‬
‫األمطار بعد تصفيتها إلرسالها إلى لألنهار والجداول المائ ّية نق ّية‬
 ‫ونظيفة؛ فهي ُتص ّفي الرواسب والملوثات الموجودة في الماء‬
‫قبل ال َّذهاب إلى وجهتها‪ ]٤[.‬كما أنّ األشجار تتح ّكم في المناخ‬
‫عبر تخفيف تأثير كاًّل من المطر والرياح والشمس؛ إذ تمتص‬
‫األشجار أشعة الشمس‪ ،‬م ّما ُيحافظ على برودة الجو في أثناء‬
‫فصل الصيف‪ ،‬كما أ ّنها تحجز الرياح القاس ّية ل ُتحافظ على أجواء‬
‫إضافة إلى تأثيرها على اتجاه وسرعة الرياح‪،‬‬‫ً‬ ‫دافئة في الشتاء‪،‬‬
‫ضا ُتساعد في خفض درجة حرارة‬ ‫والجدير بالذكر أنّ األشجار أي ً‬
‫الهواء وحدة درجات الحرارة العالية بسبب االحتباس الحراري؛‬
‫من خالل الحفاظ على مستويات ثاني أكسيد الكربون ‪2‬‬