You are on page 1of 13

‫النبات الطبيعي‬

‫النبات الطبيعي ىو ذلك النبات الذي ينمو بدون تدخل اإلنسان وتؤثر في نموه العوامل الطبيعية‬
‫المتمثمة بالمناخ من ضوء الشمس‪ ,‬ودرجات الح اررة‪ ,‬واالمطار‪ ,‬والرطوبة النسبية‪ ,‬والرياح‪ ,‬فضلً عن‬
‫تأثير عوامل التربة والتضاريس‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في النبات الطبيعي‬
‫أوال‪ :‬المناخ ‪: Climate‬‬
‫‪ :1‬ضوء الشمس ‪Sun light‬‬
‫يعد ضوء الشمس عامل مناخي طبيعي البد منو لوجود النبات وحياتو‪ ,‬الن المادة الخضراء‬
‫)الكموروفيل( ال تنمو‪ ,‬وال تعيش إال بوجود الضوء‪ ,‬فالنبات الذي ال يحصل عمى كفايتو من الضوء يكون‬
‫ضعيفاً وىزيل ‪ ,‬قميل األوراق والفروع ‪ ,‬ويميل إلى الطول لمحصول عمى متطمباتو من الضوء ‪ ,‬أما إذا‬
‫حصل النبات عمى مقدار متوسط من الضوء فأنو يكون غنيا باألوراق الخضراء‪ ,‬ولكنو ال يكون غنيا‬
‫باألزىار النظرة‪ ,‬في حين إذا حصل النبات عمى كفايتو من الضوء فأنو يكون غنيا باألوراق واالزىار مع‬
‫ذلك ألنو بدون الضوء ال تتم عممية التمثيل الضوئي ‪ , Photosynthesis‬وصنع الغذاء‪.‬‬
‫تعد عممية التمثيل الضوئي عممية كيميائية معقدة تحدث في خليا البكتريا الزرقاء وفي‬
‫البلستيدات الخضراء ‪ Chloroplasts‬في كل من الطحالب والنباتات العميا‪ ,‬إذ يتم فييا تحويل الطاقة‬
‫الضوئية الشمسية من طاقة كيرومغناطيسية عمى شكل فوتونات في أشعة الشمس إلى طاقة كيميائية‬
‫تنتج سكريات ( سكر الجموكوز) حاوية عمى طاقة عالية‪ ,‬كما تحرر االوكسجين‪ .‬ورغم بساطة ىذه‬
‫المعادلة في وضعيا السابق ولكنيا تتم في خطوات معقدة‪ ,‬إذ تتم في دورتين ‪:‬‬
‫االولى تسمى تفاعلت الضوء ‪ Light reactions‬وىي تفاعلت تعتمد عمى وجود الضوء وتعمل عميو‪.‬‬
‫والثانية تسمى تفاعلت الظلم ‪ Dark reactions‬أو تفاعلت دورة كالفن وىي تفاعلت‬
‫تعمل ليل وفي الظلم استغلالً لممنتجات النيارية التي أنتجت في الضوء وتستعمل نواتج البناء الضوئي‬
‫المباشرة في تصنيع مركبات عضوية أخرى تدخل في تكوين االحماض النووية‪ ,‬والدىنيات‪ ,‬والبروتينات‪,‬‬
‫واليرمونات‪ ,‬وغيرىا ‪.‬‬
‫إن ما يبرز أىمية الضوء في وجود النبات الطبيعي ونموه ىو ما يلحظ عمى أرضية الغابات‬
‫االستوائية التي تخمو من الشجيرات واالعشاب‪ ,‬بسبب الجو المظمم الناتج عن عدم وصول أشعة الشمس‬
‫إلييا‪ ,‬لكثافة اْلشجار وتنافسيا في الحصول عمى أشعة الشمس وتشابك أغصانيا التي تحجب ضوء‬
‫الشمس عن أرضية الغابة‪ .‬كما إن ما يحصل في إقميم الغابات النفضية في الجيات المعتدلة من‬
‫العروض الوسطى خير مثال عمى أىمية ضوء الشمس في نمو النبات الطبيعي‪ ,‬إذ تنمو مجاميع من‬
‫االعشاب عمى ارض الغابة في أوائل فصل الربيع‪ ,‬لوصول مقدار كاف من ضوء الشمس إلى أرضية‬
‫الغابة بسبب تساقط أوراق اْلشجار خلل فصل الشتاء‪ ,‬وتكمل ىذه االعشاب دورة حياتيا خلل فترة‬
‫قصيرة‪ ,‬النو مع تقدم فصل الصيف يقل مقدار اإلشعاع الشمسي بسبب نمو االوراق‪ ,‬فتختفي النباتات‬
‫العشبية من عمى ارض الغابة فتنمو محميا نباتات عشبية أخرى محبة لمظل إن ضوء الشمس يؤثر عمى‬
‫النبات الطبيعي من خلل كثافة الضوء وطول الفترة الضوئية وطول الموجة‪ ,‬وكما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ :‬كثافة الضوء ‪: Intensity light‬‬
‫مع زيادة كثافة ضوء الشمس تزداد معدالت التمثيل الضوئي فيزداد نمو النبات تبعا لذلك‪ ,‬بينما‬
‫تبطئ عممية التمثيل الضوئي مع تناقص كثافة الضوء فيقل حينئذ نمو النبات‪ ,‬ولكن مع الكثافة العالية‬
‫لضوء الشمس فان المادة الخضراء في النبات تتعرض إلى التمف وىذا يحد من نمو النبات‪.‬‬
‫ب‪ :‬طول الفترة الضوئية ‪: Light duration‬‬
‫رغم تباين النباتات فيما بينيا من حيث استجابتيا لطول الفترة الضوئية (طول النيار) ‪ ,‬إال أن‬
‫النبات الطبيعي يزداد نموه مع طول النيار وىذا ما يمكن ملحظتو في العروض الباردة‪ ,‬إذ أن طول‬
‫النيار يساعد عمى نمو الغابات المخروطية‪ ,‬كما يساعد عمى نمو نباتات التندرا‪ ,‬إذ إن أطول نيار‬
‫يصل عند الدائرة االستوائية ‪ 11‬ساعة بينما يزداد باالقتراب من القطب ليصل ستة شيور‪.‬‬
‫ج‪ :‬طول الموجة الضوئية ‪: Wave length‬‬
‫الضوء ضروري لنمو النبات ولكن النباتات ال تحتاج إلى كافة أطوالو الموجية لكي تنمو‪ ,‬إذ إن‬
‫بعض األطوال الموجية ىي أكثر حيوية من غيرىا‪ .‬وتعد الموجات ذات المون األزرق واألحمر من أىم‬
‫الموجات اللزمة لنمو النباتات‪ .‬فالضوء األزرق يشجع عمى إنتاج الكموروفيل أكثر من أي طول موجي‬
‫آخر‪ ,‬فيو ضروري إلنتاج أوراق وسيقان سميكة وقوية لمنبات‪ ,‬أما الطول الموجي األحمر فيحفز عمى‬
‫اإلزىار واإلثمار ويمعب أيضا دو ار ميما في إنبات البذور‪ ,‬وتنمية الجذور‪.‬‬
‫‪ :2‬درجات الحرارة ‪: Temperature degree‬‬
‫تؤثر درجات الح اررة عمى العديد من العمميات الحيوية التي يقوم بيا النبات الطبيعي كالنتح‬
‫والتنفس والتمثيل الضوئي واالمتصاص والنمو‪ ,‬ويزداد نشاط تمك العمميات الحيوية لمنبات مع ارتفاع‬
‫درجات الح اررة إلى حدود معينة تصل فييا درجات الح اررة حدا تؤدي إلى تناقص نشاط تمك العمميات‪,‬‬
‫ومع االرتفاع الحاد فان أنشطة النبات تتوقف ويصاب النبات بالضرر‪ ,‬أما في حال انخفاض درجات‬
‫الح اررة فان نشاط تمك الفعاليات يقل‪ ,‬ومع االنخفاض الشديد تتوقف ويصاب النبات بالضرر أيضا‪ ,‬إن‬
‫ذلك يعني أن لكل عممية من تمك العمميات درجات ح اررة مثمى ملئمة ليا وأخرى عميا وغيرىا دنيا‬
‫محددة لنشاطيا‪.‬‬
‫تختمف النباتات الطبيعية فيما بينيا من حيث إن أطوارىا الحياتية تتباين في متطمباتيا من‬
‫درجات الح اررة ‪ ,‬إذ أن لكل طور نباتي درجات ح اررة معينة تختمف عن درجة ح اررة الطور اآلخر‪,‬‬
‫فطور اإلنبات يتطمب درجة ح اررة تختمف عن درجة ح اررة طور البراعم الورقية وليذا الطور درجة تختمف‬
‫عما يحتاجيا طور اإلزىار وىي غير ما يتطمبو طور اإلثمار‪.‬‬
‫إن مما يتصف بو النبات الطبيعي ىو انو مع ارتفاع درجات الح اررة تتنوع نباتاتو ويزداد حجم‬
‫أشجاره كما تزداد كثافتيا‪ ,‬وىذا ما يتم ملحظتو باالقتراب من الدائرة االستوائية‪ ,‬بينما يقل تنوع‬
‫األشجار‪ ,‬ويقل حجميا‪ ,‬وتتناقص كثافتيا مع االبتعاد عن الدائرة االستوائية‪ .‬ففي الغابات المدارية في‬
‫الكاميرون يوجد ما بين ‪ 611 -511‬نوع من األشجار بينما في غابات وسط أوربا تكون األنواع ما بين‬
‫‪ 15 – 11‬فقط ‪ ,‬وىي تتناقص أكثر إلى الشمال منيا‪ .‬إن أفضل درجات الح اررة ملئمة لنمو النبات‬
‫الطبيعي ىي ما يصطمح عميو بالدرجات الح اررية المثمى‪ ,‬إال أن ىذه الدرجات غير متوافرة بصورة دائمة‬
‫‪ ,‬فالنبات الطبيعي يتعرض إلى درجات ح اررة غير ملئمة لو أحيانا‪ ,‬كما في ارتفاع درجات الح اررة التي‬
‫يتعاظم ضررىا عمى النبات الطبيعي مع قمة الرطوبة النسبية أو جفاف اليواء‪ ,‬في حين يقل التأثير‬
‫السمبي الرتفاع درجات الح اررة مع ارتفاع الرطوبة النسبية ‪ ,‬أو كما في انخفاض درجات الح اررة التي‬
‫يتعاظم ضررىا عمى النبات الطبيعي مع اشتداد سرعة الرياح ‪ ,‬وتعد النباتات التي تنمو في المناطق‬
‫الحارة أكثر مقاومة الرتفاع درجات الح اررة‪ ,‬بينما تكون سريعة التأثر بانخفاض درجات الح اررة‪ .‬في حين‬
‫يحصل العكس في النباتات التي تنمو في المناطق الباردة فيي بإمكانيا أن تتحمل درجات الح اررة‬
‫المنخفضة‪ ,‬لكنيا تتأثر سريعا بارتفاع درجات الح اررة‪.‬‬
‫وعموما أن قدرة النبات الطبيعي عمى مقاومة الدرجات الح اررية الدنيا والعميا يتوقف عمى عدة عوامل‬
‫منيا‪:‬‬
‫أ‪ :‬الطور الذي يمر فيو النبات‪:‬‬
‫كطور السكون‪ ,‬أو النمو‪ ,‬أو تكون البراعم الورقية‪ ,‬أو تكون االزىار‪ ,‬أو غيرىا‪.‬‬
‫ب‪ :‬مدة انخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا‪:‬‬
‫فكمما كانت مدة ارتفاع أو انخفاض درجات الح اررة أطول كان تأثيرىا السمبي عمى حياة النبات‬
‫الطبيعي أكثر‪.‬‬
‫ج‪ :‬الفجائية في انخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا‪:‬‬
‫إن االنخفاض المفاجئ في درجات الح اررة سواء كان نحو االنخفاض أو نحو االرتفاع يصيب‬
‫النبات الطبيعي بالضرر‪ ,‬وربما تؤدي بحياتو‪ ,‬وذلك الن النبات لم يأخذ وقتاً كافياً لمتكيف لمظروف‬
‫الح اررية الجديدة‪.‬‬
‫د‪ :‬مدى نضوج خشب النبات‪:‬‬
‫إن الخشب الناضج يبدي مقاومة النخفاض وارتفاع درجات الح اررة بصورة أفضل من الخشب‬
‫الطري‪ .‬لذا أن االجزاء الطرية من النبات الطبيعي ىي االسرع تأث ار بتطرف درجات الح اررة سواء كانت‬
‫نحو االرتفاع أو نحو االنخفاض‪.‬‬
‫ه‪ :‬قابمية النبات عمى التكيف‪:‬‬
‫تتباين النباتات فيما بينيا من حيث قابميتيا عمى التكيف النخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا‪,‬‬
‫بسبب اختلف الصفات المورفولوجية والحيوية من نبات إلى آخر‪.‬‬
‫و‪ :‬عمر النبات‪:‬‬
‫تبدي النباتات الطبيعية الناضجة مقاومة الرتفاع درجات الح اررة وانخفاضيا الشديدين بصورة‬
‫اكبر من مقاومة النباتات ذات االعمار الصغيرة‪.‬‬
‫ز‪ :‬الحالة الصحية لمنبات‪:‬‬
‫النبات الطبيعي المصاب باألمراض يكون أكثر تأث ار بانخفاض درجات الح اررة وارتفاعيا من‬
‫النبات السميم‪.‬‬
‫‪ :3‬األمطار ‪: Rainfall‬‬
‫بدون االمطار ال يمكن لمنبات الطبيعي أن يحيا وينمو حتى وان كانت درجات الح اررة ملئمة‬
‫لنموه‪ ,‬وذلك ألنو بدون الماء ال تنبت البذور وبدونو ال تتم عممية التمثيل الضوئي‪ ,‬فالماء يعد عنص ار‬
‫أساسيا من عناصرىا وال يمكن االستغناء عنو‪ ,‬فضل عن ذلك أن الماء يدخل في تركيب خليا النبات‬
‫وأنسجتو‪ ,‬وىو يكون نسبة كبيرة من جسم النباتات‪ ,‬كما إن الماء يعمل عمى التخفيف من تأثير درجات‬
‫الح اررة العالية عمى النبات الطبيعي عن طريق عممية النتح‪ ,‬وبواسطتو يحصل النبات عمى المواد‬
‫الغذائية من المواد المعدنية والعضوية الموجودة في التربة والتي يمتصيا النبات عمى شكل محاليل‪.‬‬
‫ال يقتصر تأثير االمطار عمى ذلك فالنبات الطبيعي ما ىو في حقيقتو إال مرآة عاكسة ألحوال‬
‫المناخ السائدة‪ ,‬السيما من درجات ح اررة وأمطار‪ ,‬وأكد ذلك بعض التصانيف المناخية والتي أشيرىا‬
‫(تصنيف كوبن) الذي ابتكره الدكتور فلديمير كوبن الذي كان أستاذا في جامعة ليننغراد ثم نزح إلى‬
‫النمسا سنة ‪ , 1911‬فوضع تصنيفا جديدا لممناخ جاء بشكمو النيائي في أواخر سنة ‪ .1931‬واستوحى‬
‫كوبن فكرتو من دراساتو االولى عن فسيولوجية النبات واطلعو عمى أبحاث عديدة في الجغرافية النباتية‪,‬‬
‫واتخذ كوبن النبات الطبيعي كأفضل ظاىرة عمى سطح االرض تتأثر بالمناخ‪ ,‬واستنتج بان نوع النبات‬
‫السائد في منطقة من المناطق يدل عمى المناخ السائد في تمك المنطقة‪.‬‬
‫تؤدي االمطار الوفيرة إلى نمو نباتات طبيعية تتمثل بالغابات في حين عندما تقل االمطار عن‬
‫متطمبات الغابات‪ ,‬فحينئذ تنمو الحشائش‪ ,‬أما إذا قمت االمطار عن متطمبات الحشائش من المياه فان‬
‫النبات الطبيعي يكون حينئذ عمى شكل نباتات صحراوية‪ .‬إن تأثير االمطار ال يقف عند ذلك الحد‪ ,‬وانما‬
‫يمتد تأثيرىا إلى أنواع الغابات‪ ,‬وأنواع الحشائش‪ ,‬فممغابات االستوائية أمطارىا التي تختمف عن الغابات‬
‫الموسمية وكلىما يختمف عن أمطار غابات البحر المتوسط وىذه الغابات تختمف في أمطارىا عن‬
‫االمطار التي أدت إلى وجود الغابات المخروطية وما ينطبق عمى الغابات ينطبق عمى الحشائش‪,‬‬
‫فاألمطار التي أدت إلى نمو حشائش السفانا ىي غيرىا التي أدت إلى نمو حشائش االستبس‪ ,‬وكلىما‬
‫يختمفان عن ما تتطمبو حشائش البراري‪ .‬أما النباتات الصحراوية فيمكن أن تتمثل باألعشاب التي تنمو‬
‫سريعا مع سقوط االمطار وىي سرعان ما تتعرض إلى الجفاف حال انقطاع االمطار عنيا وأما ما ينمو‬
‫من أشجار فيو في الحقيقة عبارة عن شجيرات تكيفت لظروف الجفاف الناتجة عن قمة االمطار ويبرز‬
‫ىذا التأثير لألمطار‪.‬‬
‫إن ما يوضح ارتباط النبات الطبيعي باألمطار ىو استقراء أنظمة المطر في العالم‪ ,‬إذ يشير كل‬
‫نظام منيا إلى سيادة نوع معين من النبات الطبيعي لو مواصفات معينة في ظل ظروف مطرية تختمف‬
‫من نظام إلى آخر‪ ,‬من إذ إن كمية األمطار وتوزيعيا ومقدار فاعميتيا‪ .‬فالنظام االستوائي ذو األمطار‬
‫الغزيرة والموزعة طول العام والتي تتراوح بين ‪ 0511 -1511‬ادى إلى نمو نبات طبيعي من نوع‬
‫الغابات تسمى بالغابات االستوائية التي تتواجد حول الدائرة االستوائية وتمتد إلى الشمال والجنوب منيا‬
‫بعدة درجات وتتناقص كثافة ىذه الغابات وأحجاميا مع االبتعاد عن الدائرة االستوائية كما في النظام شبو‬
‫االستوائي الذي تسقط أمطاره في جميع أيام السنة أيضا إال أنيا تقل لتصل إلى نحو ‪ 1111‬ممم‪ .‬أما‬
‫عندما تقل األمطار لتصل إلى نحو‪ 511‬ممم في النظام المداري القاري فإنيا حينئذ ال تكفي لنمو‬
‫الغابات السيما أن درجات الح اررة المرتفعة تقمل من فاعمية األمطار لسقوطيا صيفا لذا نمت حشائش‬
‫شمال وجنوبا‪ .‬بينما كان لنظام‬
‫َ‬ ‫يطمق عمييا بحشائش السفانا ما بين دائرتي عرض ‪ 18 – 8‬درجة‬
‫األمطار الموسمية التي تتراوح ما بين‪ 3111-1511‬ممم دو ار كبي ار في نمو الغابات الموسمية‪ ,‬إال انو‬
‫بسبب وجود فصل جاف يصل إلى خمسة شيور أدى إلى نمو غابات اقل حجما وكثافة من الغابات‬
‫االستوائية ‪ ,‬أما في نظام المطر الصحراوي الذي يتصف بقمة األمطار الساقطة وتذبذبيا فان النبات‬
‫الطبيعي قد اتخذ مواصفات معينة تمكنو من العيش في ظل تمك الظروف المطرية المحدودة الكمية‬
‫والقميمة الفاعمية‪ .‬في حين أعطى نظام البحر المتوسط ذو األمطار الشتوية التي تتراوح بين ‪– 511‬‬
‫‪ 1051‬ممم غابات من نوع خاص تسمى بغابات البحر المتوسط‪ .‬أما في النظام الصيني حيث تتراوح‬
‫األمطار بين ‪ 0111 -1111‬ممم حيث يكون سقوطيا طول العام مع تركز ليا في فصل الصيف‪ ,‬فان‬
‫النبات الطبيعي الذي ينمو يكون عمى شكل غابات تسمى بغابات اإلقميم الصيني‪ ,‬أما في النظام القاري‬
‫البارد شمال دائرة عرض ‪ 41‬درجة شماال إذ أن األمطار تكون في فصل الصيف والربيع وكميتيا تبمغ‬
‫‪ 511‬ممم فإنيا تكون ملئمة لنمو الغابات المخروطية والى الشمال من ىذه الغابات واذ تنخفض درجات‬
‫الح اررة أكثر إذ ال يزيد أدفي شير عن ‪ 11‬درجة مئوية‪ ,‬ويكون التساقط عمى شكل ثموج في معظم أيام‬
‫السنة إال في فترة قصيرة إذ تسقط األمطار في فصل الصيف الذي اليزيد عن ثلثة شيور مما يؤدى‬
‫إلى نمو نبات طبيعي خاص بيذه الظروف يسمى بنباتات التندرا‪.‬‬
‫‪ :4‬الرطوبة النسبية ‪Relative humidity‬‬
‫لمرطوبة النسبية تأثير كبير عمى النبات الطبيعي‪ ,‬فارتفاع الرطوبة النسبية يقمل من كمية‬
‫التبخر‪/‬نتح وبالتالي فيي تحافظ عمى رطوبة التربة‪ ,‬كما انو في حالة وصوليا حد اإلشباع تؤدي إلى‬
‫حصول عممية التكاثف‪ ,‬وأيضا مع ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو يعني وجود فرص لسقوط االمطار‪,‬‬
‫فضل عن ذلك إنيا تعمل عمى التخفيف من شدة وحدة اإلشعاع الشمسي‪ ,‬وبذلك فيي تخفف من وطأة‬
‫ارتفاع درجات الح اررة‪ ,‬كما إن ارتفاعيا يقمل من الدور السمبي لمرياح عمى النبات الطبيعي‪ ,‬إال أن‬
‫ارتفاعيا المتطرف المصاحب الرتفاع درجات الح اررة يؤدي إلى انتشار آفات الغابات من االمراض‬
‫والحشرات‪ .‬أما من حيث انخفاض الرطوبة النسبية فان ليا آثار عديدة‪ ,‬فانخفاضيا يجعل النبات يصاب‬
‫بمفحة الشمس الحارقة‪ ,‬كما إن انخفاضيا في وقت االزىار وعقد الثمار يؤدي إلى تساقطيا‪ ,‬فتنخفض‬
‫إنتاجية النبات من الثمار‪ ,‬وكذلك أن االنخفاض المتطرف لمرطوبة النسبية يؤدي إلى انتشار آفات الحمم‬
‫والعناكب‪ ,‬فضل عن ذلك أن انخفاضيا يؤدي إلى انخفاض كمية عصير بعض الثمار‪.‬‬
‫يؤدي ارتفاع الرطوبة النسبية إلى نمو نبات طبيعي غني متمثلً بالغابات‪ ,‬إذ أن ارتفاع الرطوبة‬
‫النسبية المرافق الرتفاع درجات الح اررة أدى إلى نمو غابات كثيفة كالغابات االستوائية ذات االوراق‬
‫العريضة والكبيرة المسامات‪ ,‬بينما أدى ارتفاع الرطوبة النسبية مع انخفاض درجات الح اررة إلى نمو‬
‫الغابات المخروطية التي تتصف أشجارىا بخصائص تميزىا عن غيرىا من أشجار الغابات االخرى‪ ,‬في‬
‫حين كان النخفاض الرطوبة النسبية وقت الجفاف الموسمي دو اًر ميماً في بطيء نمو أشجار الغابات أو‬
‫توقفيا عن النمو كما في غابات البحر المتوسط‪ ,‬بينما كان لقمة الرطوبة النسبية في المناطق الجافة‬
‫والتي تصل إلى أدنى قيميا دو اًر في جعل النبات الذي ينمو ذو صفات متميزة لمقاومة انخفاض الرطوبة‬
‫كما في صغر أوراقو‪ ,‬واتخاذىا إشكاالً ابريو‪ ,‬مع اكتسائيا بمادة شمعية أو شوكية أو شعرية‪ ,‬أو أن‬
‫أوراقيا تمتف عمى نفسيا‪ ,‬فضل عن أن جذوعيا تكون ذات قشرة سميكة أو ذات لحاء سميك أو تتكون‬
‫من الفمين وذلك لمتقميل من المفقود من الرطوبة بعممية النتح التي تنشط مع انخفاض الرطوبة النسبية‪,‬‬
‫والحتفاظ قدر المستطاع بالرطوبة التي تكون النباتات في ىكذا بيئات بأمس الحاجة إلييا‪.‬‬
‫‪ :1‬الرياح ‪:Wind‬‬
‫لمرياح تأثير إيجابي وآخر سمبي عمى النبات الطبيعي‪:‬‬
‫أ‪ :‬التأثير اإليجابي‪:‬‬
‫تقوم الرياح بعمل موازنة ح اررية عن طريق نقل الطاقة بين العروض الدنيا والعميا‪ ,‬بالرغم من‬
‫عدم وجود موازنة إشعاعية بين تمك العروض‪ ,‬وىذا يخدم النبات الطبيعي في العروض الباردة‪ ,‬كما تقوم‬
‫الرياح بنقل بخار الماء من المحيطات نحو اليابسة فتجيزىا بالرطوبة اللزمة لحصول التساقط‪ .‬كذلك‬
‫تقوم الرياح بالتخفيف من درجات الح اررة العالية صيفاً إذا كانت قادمة من مناطق شمالية باردة فتعمل‬
‫عمى تقميل المفقود بعممية التبخر‪/‬النتح من النبات الطبيعي‪ .‬وليا دورىا في التخفيف من شدة اإلشعاع‬
‫الشمسي بسبب ما تحممو من جزيئات وذرات الغبار والشوائب وبخار الماء وجزيئات بعض الغازات‬
‫فتعمل عمى امتصاص بعض من اإلشعاع‪ ,‬كما تقوم بعكس وانتشار وبعثرة بعضو اآلخر‪ ,‬كما تقوم بنقل‬
‫الرطوبة من المناطق الرطبة إلى المناطق الجافة بما يخدم النبات الطبيعي عن طريق تقميل المفقود‬

‫بعممية التبخر‪/‬النتح‪ .‬ولمرياح دور ميم في إجراء عممية التمقيح الطبيعي لبعض النباتات الطبيعية‪ ,‬فضلً‬
‫عن دورىا في سقوط االمطار‪ ,‬كما في ىبوب الرياح الغربية (العكسية) عمى غرب أوربا‪ .‬كما تعمل عمى‬
‫تجديد ىواء التربة المحيط بالجذور وبصورة مستمرة عن طريق إزاحتيا لميواء القديم‪ ,‬واحلل ىواء جديد‬
‫محمو محمل باألوكسجين الضروري إلجراء عممية التنفس من قبل النبات وأحياء التربة‪ ,‬وتعمل الرياح‬
‫أيضاً عمى توفير ثاني أكسيد الكربون الضروري لعممية التمثيل الضوئي‪ ,‬وتوفير النيتروجين الضروري‬
‫لبعض النباتات‪ ,‬كما وتقوم بمد التربة بصورة غير مباشرة بالمواد العضوية المتكونة من تحمل االوراق‬
‫واالغصان والثمار المتساقطة عمى االرض بسببيا‪ .‬كما أن الرياح الرطبة وبسبب رفعيا لمرطوبة النسبية‬
‫في جو المناطق القريبة من المسطحات المائية تساعد عمى تقميل نسبة التباين الحراري‪ ,‬وتساىم في بقاء‬
‫درجات الح اررة فوق مستوى درجة التجمد‪ ,‬وىذا مما يوفر حماية لمنبات الطبيعي من انخفاض درجات‬
‫الح اررة ولمرياح دور ميم في نمو النبات الطبيعي عمى سفوح المنحدرات الجبمية بسبب ظاىرة نسيم الجبل‬
‫والوادي التي تحدث نتيجة االنخفاض السريع لح اررة ىواء القمم الجبمية ليلً مع بقاء ىواء بطون االودية‬
‫دافئ نسبياً‪ ,‬االمر الذي يؤدي إلى نزول اليواء البارد من القمم الجبمية إلى بطون أوديتيا لثقمو وارتفاع‬
‫كثافتو رافعاً اليواء الدافئ إلى االعمى‪ ,‬وىذا ما يسمى بنسيم الجبل‪ .‬بينما في النيار يسخن ىواء القمم‬

‫بسرعة‪ ,‬فيرتفع إلى االعمى لخفتو وقمة كثافتو‪ ,‬فيحمل بدالً عنو ىواء دافئ من بطون الوديان‪ ,‬صاعداً‬
‫السفوح إلى االعمى باتجاه القمم‪ ,‬ألنو قميل الكثافة خفيف الوزن‪ ,‬يسمى بنسيم الوادي‪ ,‬الذي يسبب سقوط‬
‫إمطا اًر تصاعدية‪ ,‬تلئم نمو أنواع مختمفة من النبات الطبيعي‪.‬‬
‫ب‪ :‬التأثير السمبي‪:‬‬
‫لمرياح أثار سمبية عديدة‪ ,‬فكمما زادت سرعتيا استطاعت حمل ذرات من االتربة والغبار أكثر‬
‫فتعمل عمى تمزيق أوراق النبات الطبيعي وتكسير أغصانو ال سميا الطرية منيا‪ ,‬كما تقوم بقمع بعض‬
‫االشجار ذات الجذور الضحمة‪ ,‬وقد تقوم بنقل االملح إلى االراضي التي ينمو فييا النبات الطبيعي‬
‫فتسبب تممحيا‪ ,‬ولمرياح أثار سمبية من إذ أنيا تقوم بنقل درجات الح اررة المنخفضة من الجيات اليابة‬
‫منيا إلى المناطق التي تيب عمييا‪ ,‬كما إنيا تنقل معيا درجات الح اررة العالية في الفصل الحار من‬
‫السنة فتسبب ارتفاعاً ممحوظاً في معدالت التبخر‪ /‬النتح فتظير علمات الذبول عمى النباتات الطبيعية‪,‬‬
‫وقد تؤدي إلى جفاف بعض االوراق وتساقطيا وموت بعض االغصان السيما الفروع واالطراف العميا من‬
‫النباتات‪ .‬فضلً عن ذلك أن الرياح تعمل عمى سقوط االزىار والثمار العاقدة حديثاً والتي يزداد تساقطيا‬
‫مع اشتداد سرعتيا وجفافيا‪ ,‬وكذلك حال اشتداد سرعتيا فإنيا تعيق عممية تمقيح بعض النباتات من قبل‬
‫بعض الحشرات كالنحل‪ ,‬كما تقوم الرياح بإزاحة اليواء المشبع بالرطوبة فتأتي بيواء أقل رطوبة أو ىواء‬
‫جاف يزيد من عممية التبخر‪ /‬نتح‪ ,‬كما أن الرياح وبسبب حمميا لألتربة والغبار وحال ىدوئيا تسبب‬
‫تساقط تمك الذرات والجزيئات من التراب والغبار عمى النباتات فتسبب سد الثغور التنفسية ال سميا عمى‬
‫االوراق مما يعمل عمى أعاقة إجراء عممية التمثيل الضوئي الضرورية لتزويد النبات بالطاقة والمواد‬
‫الغذائية‪.‬‬
‫دور ميمم في نقل بعض آفات الغابات‬
‫ال يقتصر االثر السمبي لمرياح عمى ذلك إذ إن لمرياح ُ‬
‫كما في نقل اآلفات الحشرية كالعناكب أو الحمم‪ ,‬كما قد تنقل بعض اآلفات المرضية من منطقة إلى‬
‫أخرى وذلك بحمميا لمبكتريا والفطريات المسببة ليا‪ .‬وتعمل الرياح عمى انتقال اإلصابة باآلفات من نبات‬
‫مريض إلى نبات سميم أو من االجزاء المصابة بالنبات الواحد إلى االجزاء غير المصابة وذلك عن‬
‫طريق عممية االحتكاك ببعضيا‪ .‬كما أن الرياح عن طريق سرعتيا وبسبب كسرىا لألغصان في النبات‬
‫تجعل من ىذه الخدوش والجروح مخابئ مناسبة آلفات النبات الطبيعي‪ ,‬السيما وقت الشتاء‪ ,‬إذ تقضي‬
‫فييا طور سباتيا‪ .‬إن لمرياح دور ميم في تعرية التربة فيي تساوي أو تتجاوز ما تقوم بو المياه الجارية‬
‫خصوصاً في المناطق ذات المناخ الجاف وذات االراضي المسطحة نسبياً مما يفقد االرض ترتبيا فتؤثر‬
‫سمبيا عمى نمو النبات الطبيعي‪ ,‬إذ أن الرياح قد تنقل حمولتيا من الغبار من قارة إلى أخرى‪ ,‬فالعواصف‬
‫الترابية في شمال أفريقيا تحمل حوالي بميون طن من التربة فوق المحيط االطمسي والبحر المتوسط كل‬
‫سنة وقد يصل تأثيرىا إلى جزر الكاريبي والتي تبعد نحو ‪ 5111‬كم أو ‪ 3111‬ميل‪ ,‬وليذا تأثيرات‬
‫مناخية ميمة فضلً عن تأثيرىا عمى النبات الطبيعي‪ ,‬ويقدر أن الرياح اليابة فوق حوض نير‬
‫المسيسبي تمتمك قدرة تقدر ب ‪ 1111‬مرة في حمميا االتربة ما يحممو النير نفسو‪.‬‬
‫تعد الرياح في المناخ الجاف عامل تجوية وتعرية ونقل وترسيب ‪ ,‬أما في المناطق الرطبة‬
‫فيبرز تأثيرىا بصورة رئيسية عمى الساحل الرممي البحري‪ ,‬إذ تعرض أوراق النباتات لذرات الرمال‬
‫والصمصال والطين المتحركة بواسطتيا‪ .‬كما أن عواصف الرمل والغبار التي تحدث في المساحات‬
‫الجافة تقوم بترسيب الرمال فييا‪ ,‬لذا تحولت الكثير من المناطق التي باإلمكان أن ينمو فييا النبات‬
‫الطبيعي في واليات أوكلىوما‪ ,‬وتكساس‪ ,‬وكولورادو‪ ,‬إلى قاع لمغبار المتراكم في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪ ,‬كما إن الرياح تعمل عمى زحف الكثبان الرممية اتجاه المناطق التي يسودىا النبات الطبيعي‬
‫فتؤثر سمبا عمى نموه ‪ ,‬فضلً عن تمك اآلثار السمبية لمرياح فأن الرياح التي تيب من جية محددة طوال‬
‫السنة في المناطق الجافة تعمل عمى تجريد االغصان من أوراقيا أو جفاف االغصان المواجية ليا كما‬
‫تعمل عمى انحناء الشجرة وتقزميا وجعميا تنمو بشكل أفقي باالتجاه البعيد عن ىبوب الرياح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التربة ‪:Soil‬‬
‫تعد العلقة بين التربة والنبات الطبيعي علقة وثيقة متبادلة التأثير والتأثر‪ ,‬فالنبات الطبيعي يعد‬
‫أحد العوامل الميمة التي تمعب دو ار كبي اًر في تكوين الترب وتطورىا‪ ,‬فيو يؤثر في خصائص التربة وما‬
‫تحتويو من مواد عضوية ومعدنية‪ .‬أما تأثير التربة عمى النبات الطبيعي فل يقل أىمية عن تأثير النبات‬
‫الطبيعي عمييا إن لم يزد‪ ,‬إذ تعد التربة الوسط الذي ينمو فيو النبات الطبيعي ويستمد منيا غذائو ومائو‬
‫وىوائو‪ ,‬وفييا تمتد جذوره‪ ,‬وعمييا يستقر عوده‪ .‬ونتيجة الختلف أنواع الترب وتباين خصائصيا‬
‫ومكوناتيما فقد تباين النبات الطبيعي في نموه في تمك الترب‪ ,‬إذ وجدت ترب أصمح لنمو الغابات منيا‬
‫لمحشائش‪ ,‬كما وجدت ترب أصمح لنمو الحشائش منيا لمغابات‪ .‬كما وجدت ترب ينمو فييا نوع معين‬
‫من الحشائش دون غيره‪ ,‬وترب ينمو فييا نوع معين من الغابات دون غيرىا‪ ,‬وفقاً الختلف خصائص‬
‫أنواع تمك الترب‪ .‬فالتربة الغنية بالمواد الغذائية وذات النفاذية المحدودة تنمو فييا الغابات النفضية ذات‬
‫االوراق العريضة‪ ,‬بينا تنمو غابات التايكا في ترب البودزول الحامضية الرممية الجيدة التصريف‪ ,‬كما‬
‫تتصف تربة الغابات المدارية المطيرة بأنيا طينية ثقيمة غنية بأكاسيد الحديد واأللمنيوم‪.‬‬
‫في حقيقة االمر أنو بدون التربة ال يمكن لمنبات الطبيعي أن ينمو ويتكاثر‪ ,‬ما عدا النباتات‬
‫المائية‪ ,‬والطحالب و االشنو التي يمكنيا أن تنمو عمى الصخور الصمبة العارية من التربة‪ .‬فحاجة‬
‫النبات الطبيعي إلى التربة حاجة ماسة كحاجتو إلى عناصر المناخ من ح اررة وضوء وأمطار‪ ,‬الن‬
‫النبات الطبيعي يأخذ ما يحتاجو من ماء وغذاء من التربة‪ .‬فالنباتات الطبيعية تستمد ما يمزميا من غذاء‬
‫من العناصر المكونة لمتربة التي تكون مذابة في الماء عمى شكل محاليل يمتصيا النبات عن طريق‬
‫جذوره‪ ,‬أما إذا وجدت ىذه العناصر عمى شكل مركبات صمبة فان جذور النباتات تمتمك القدرة عمى‬
‫إذابتيا بواسطة أحماض تفرزىما مثل حامض الكربونيك‪ ,‬وىذا يفسر قدرة النبات الطبيعي عمى تغمغل‬
‫جذوره في بعض أنواع الصخور الصمبة‪.‬‬
‫تمعب التربة دو ار أساسيا في اختلف المجموعات النباتية ضمن اإلقميم المناخي الواحد‪ ,‬فقد‬
‫تتواجد الغابات في مناطق الحشائش إذا كانت التربة طينية قادرة عمى االحتفاظ بالماء اللزم لنمو‬
‫االشجار‪ ,‬كما قد تتواجد الحشائش في إقميم الغابات إذا كانت التربة رممية أو كمسيو مسامية ذات قدرة‬
‫منخفضة عمى االحتفاظ بالماء‪ ,‬لذا كثي اًر ما تعد التربة عاملً مباش اًر في تفسير بعض الغموض الذي‬
‫يصاحب دراسة نمو النباتات الطبيعية وتوزيعيا الجغرافي‪ .‬وفي الحقيقة أن القسم االكبر من النبات‬
‫الطبيعي ال يمكن أن ينمو إال إذا توافر مقدار معين من التربة‪ ,‬أما بالنسبة إلى توزيع النباتات وتحديد‬
‫أنواعيا فيعتمد عمى الصفات الفيزيائية والكيميائية لمتربة ‪ ,‬فنسجة التربة التي تعد إحدى الخصائص‬
‫الفيزيائية الميمة لمتربة تحدد مساميتيا ونفاذيتيا وىي تؤثر بذلك عمى تصريف الماء فييا‪ ,‬فالتربة الرممية‬
‫ذات النفاذية العالية تؤدي إلى ترشيح المياه بسرعة منيا إلى باطن االرض مقارنة بالتربة الطينية التي‬
‫تزداد فييا نسبة المياه السطحية‪ ,‬لذلك أن التربة الرممية تكون ملئمة لنمو الحشائش الطويمة أو االشجار‬
‫التي تمتد جذورىا الطويمة إلى باطن التربة لمحصول عمى المياه‪ ,‬بينما تصمح التربة الطينية ذات النسجة‬
‫الناعمة لنمو الحشائش القصيرة‪ .‬كذلك إن الترب الغنية بالمواد الغذائية تساعد عمى نمو غطاء نباتي‬
‫طبيعي كثيف عكس التربة الفقيرة التي تقل فيو كثافة الغطاء النباتي الطبيعي‪ .‬كما يؤثر سمك التربة‬
‫وعمقيا في نوع الغطاء النباتي‪ ,‬فاألشجار عادة تنمو في التربة العميقة التي توفر ليا ما تحتاجو من مياه‬
‫ومواد غذائية‪ ,‬كما تعمل عمى تثبيتيا عمى سطح االرض‪ ,‬عمى العكس من التربة الضحمة القميمة السمك‬
‫التي تكون فقيرة بالمواد الغذائية والمياه‪ ,‬لذا تكون ملئمة لنمو االعشاب القصيرة‪ .‬وال يقتصر تأثير التربة‬
‫عمى النبات الطبيعي من حيث خصائصيا الفيزيائية‪ ,‬فممخصائص الكيميائية لمتربة من درجات مموحة‬
‫وحموضة دور في ذلك‪ ,‬فتجمع االملح يجعل التربة غير صالحة لنمو النبات الطبيعي إال بعض التي‬
‫ليا القدرة عمى مقاومة ارتفاع نسبة المموحة في التربة‪ .‬ففي مناطق البليا ( المنخفضات الصحراوية )‬
‫تتدرج أنواع النباتات الطبيعية التي تنمو عمى شكل حمقات منتظمة من نباتات مقاومة لممموحة في‬
‫الداخل إلى نباتات اقل مقاومة لممموحة نحو االطراف باتجاه المناطق االقل مموحة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التضاريس ‪: Relief‬‬
‫لمتضاريس دور ميمم في تباين النبات الطبيعي وفقا لعاممي االرتفاع واتجاه المنحدر‪ ,‬الن‬
‫عناصر المناخ تختمف من مستوى إلى آخر ومن اتجاه إلى آخر‪ ,‬وكما يأتي‪:‬‬
‫‪ :1‬تنخفض درجات الح اررة مع االرتفاع عن مستوى سطح البحر نحو‪1664‬م لميواء الرطب ودرجة مئوية‬
‫واحدة لميواء الجاف لكل ‪ 111‬متر‪.‬‬
‫‪ :0‬تزداد كمية االمطار الساقطة باالرتفاع عن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع معين‪ ,‬وبعده تبدأ‬
‫تتناقص‪( .‬فعمى سبيل المثال تزداد االمطار عمى جبال سيرانيفادا كمما زاد االرتفاع حتى ‪ 4111‬قدم فوق‬
‫مستوى سطح البحر‪ ,‬ثم تأخذ بعد ذلك في التناقص)‪.‬‬
‫‪ :3‬تستمم السفوح الشمالية في نصف االرض الشمالي طاقة من اإلشعاع الشمسي اقل من السفوح‬
‫الجنوبية‪ ,‬والعكس صحيح في النصف الجنوبي‪ .‬وىذا ينعكس بطبيعة الحال عمى أن تكون درجة ح اررة‬
‫السفوح الجنوبية أكثر من درجة ح اررة السفوح الشمالية في النصف الشمالي من الكرة االرضية‪ ,‬وعكس‬
‫ذلك تماما في النصف الجنوبي‪.‬‬
‫‪ :4‬يتناقص الضغط الجوي باالرتفاع‪( ,‬إذ يقل الضغط الجوي باالرتفاع عن مستوى سطح البحر إلى‬
‫ارتفاع ‪ 0111‬قدم بمعدل يبمغ ‪ %4‬في كل‪ 1111‬قدم ومن مستوى ‪ 0111‬قدم إلى مستوى ‪ 5111‬قدم‬
‫يقل الضغط الجوي بمعدل ‪ %3‬في كل ‪1111‬قدم‪ .‬في حين يقل من مستوى ‪ 5111‬قدم إلى ‪11111‬‬
‫قدم بمعدل يبمغ ‪ % 065‬في كل ‪ 1111‬قدم‪.‬‬
‫‪ :5‬يزداد تساقط الثموج وسمكيا باالرتفاع‪.‬‬
‫‪ :6‬تستمم السفوح الشمالية في النصف الشمالي من الثموج أكثر من السفوح الجنوبية‪ ,‬بينما تستمم السفوح‬
‫الجنوبية من الثموج أكثر من السفوح الشمالية في النصف الجنوبي‪.‬‬
‫‪ :7‬تستمم السفوح المواجية لمرياح الرطبة كمية من األمطار أكثر من السفوح الواقعة في ظل المطر‪.‬‬
‫وفقا لذلك البد أن يكون لممناطق الجبمية خصائص نباتية معينة تختمف حسب مستويات االرتفاع وموقع‬
‫الجبال واتجاه انحدار السفوح وعمى ىذا تظير ظاىرة التناطق الرأسي ‪ Vertical zonation‬وىي ظاىرة‬
‫وجود نطاقات نباتية عمى سفوح الجبال تتباين في خصائصيا النباتية تبعا لمناسيب االرتفاع‪ ,‬وبذلك‬
‫يشبو ىذا االختلف إلى حد ما االختلفات النباتية التي تحدث بالنسبة الختلف االقاليم المناخية‪.‬‬
‫ويمكن توضيح ىذه الظاىرة عمى جبل يقع في المنطقة المدارية عند دائرة عرض ‪ ° 01‬شماالً أو جنوباً‪,‬‬
‫وىذا الجبل يرتفع إلى ‪ 01111‬قدم فوق مستوى سطح البحر‪ ,‬فان قمتو تتغطى بالثموج‪ ,‬وتتناقص‬
‫درجات الح اررة فيو باالرتفاع بمعدل ‪°3‬ف لكل ‪ 1111‬قدم تقريبا‪ ,‬وتبعا لذلك تتنوع النباتات عمى مختمف‬
‫ارتفاعات الجبل‪ ,‬فإذا كانت الظروف المناخية عند حضيض الجبل رطبة فستتواجد غابات مدارية كثيفة‬
‫ف ستتواجد‬
‫في ظروف تتراوح بين ‪ ْ78 71‬وعند االرتفاع إلى ‪ 3111‬قدم وتحت ح اررة ‪ْ 71 - 61‬‬
‫غابات شبو مدارية تعموىا غابات نفضيو من أنواع غابات المناطق المعتدلة‪ ,‬فإذا زاد االرتفاع إلى‬
‫‪ 6111‬قدم فحينئذ تتواجد أشجار الغابات المخروطية (الصنوبرية) التي تسود حتى ارتفاع‪ 11111‬قدم‪,‬‬
‫وتحت ظروف ح اررة تبمغ نحو ‪° 51‬ف كمعدل شيري وىذا الحد يمثل خط االشجار ‪ , Tree line‬وىو‬
‫يمثل الحد العموي لنمو االشجار‪ ,‬وبذلك تحل محميا الحشائش التي تشبو حشائش التندرا‪ ,‬التي يطمق‬
‫عمييا اسم المروج االلبيو ‪ , Alpine meadow‬وىي تغطي الجبل إلى ارتفاع يتراوح بين ‪- 10111‬‬
‫‪ 13111‬قدم الذي يمثل الحد النيائي لمحياة النباتية عمى مثل ىذا الجبل‪ ,‬إذ تكون درجات الح اررة حتى‬
‫في ادفأ الشيور اقل من الحد اللزم لنمو جميع النباتات تقريباً‪ ,‬وأعمى من ىذا الحد النيائي لمنبات‬
‫الطبيعي تمتد الصخور العارية حتى ارتفاع ‪ 15111‬قدم‪ ,‬إذ تكون درجة ح اررة أدفأ الشيور أقل من ‪30‬‬
‫‪°‬ف وىو خط الثمج الدائم ‪.Snow line‬‬
‫إن ىذا التناطق الرأسي يختمف عمى الجبال باختلف دوائر العرض ودرجات الح اررة وكمية‬
‫المطر عند أسفل الجبل ففي العروض الوسطى كما في إقميم البحر المتوسط تندرج النطاقات النباتية‬
‫عمى الجبال من نباتات البحر المتوسط عمى السفوح الدنيا إلى غابات نفضيو تمييا غابات صنوبرية إلى‬
‫نباتات البيو يعموىا الجميد الدائم ‪ ,‬وكمما كان االتجاه نحو الشمال قل تمثيل النطاقات النباتية وزاد‬
‫انخفاض خط الثمج الدائم‪ ,‬فإذا كان ىذا الخط عمى ارتفاع ‪ 15111‬قدم في المناطق االستوائية‪ ,‬فانو‬
‫ينخفض إلى منسوب ‪ 1111‬قدم عند جبال االلب‪ ,‬ويقل أكثر كمما كانت الجبال تقع ناحية القطب‪,‬‬
‫حتى يصبح خط الثمج الدائم عند منسوب سطح البحر في المناطق المتجمدة‪.‬‬

You might also like