Professional Documents
Culture Documents
النبات الطبيعي ىو ذلك النبات الذي ينمو بدون تدخل اإلنسان وتؤثر في نموه العوامل الطبيعية
المتمثمة بالمناخ من ضوء الشمس ,ودرجات الح اررة ,واالمطار ,والرطوبة النسبية ,والرياح ,فضلً عن
تأثير عوامل التربة والتضاريس.
العوامل المؤثرة في النبات الطبيعي
أوال :المناخ : Climate
:1ضوء الشمس Sun light
يعد ضوء الشمس عامل مناخي طبيعي البد منو لوجود النبات وحياتو ,الن المادة الخضراء
)الكموروفيل( ال تنمو ,وال تعيش إال بوجود الضوء ,فالنبات الذي ال يحصل عمى كفايتو من الضوء يكون
ضعيفاً وىزيل ,قميل األوراق والفروع ,ويميل إلى الطول لمحصول عمى متطمباتو من الضوء ,أما إذا
حصل النبات عمى مقدار متوسط من الضوء فأنو يكون غنيا باألوراق الخضراء ,ولكنو ال يكون غنيا
باألزىار النظرة ,في حين إذا حصل النبات عمى كفايتو من الضوء فأنو يكون غنيا باألوراق واالزىار مع
ذلك ألنو بدون الضوء ال تتم عممية التمثيل الضوئي , Photosynthesisوصنع الغذاء.
تعد عممية التمثيل الضوئي عممية كيميائية معقدة تحدث في خليا البكتريا الزرقاء وفي
البلستيدات الخضراء Chloroplastsفي كل من الطحالب والنباتات العميا ,إذ يتم فييا تحويل الطاقة
الضوئية الشمسية من طاقة كيرومغناطيسية عمى شكل فوتونات في أشعة الشمس إلى طاقة كيميائية
تنتج سكريات ( سكر الجموكوز) حاوية عمى طاقة عالية ,كما تحرر االوكسجين .ورغم بساطة ىذه
المعادلة في وضعيا السابق ولكنيا تتم في خطوات معقدة ,إذ تتم في دورتين :
االولى تسمى تفاعلت الضوء Light reactionsوىي تفاعلت تعتمد عمى وجود الضوء وتعمل عميو.
والثانية تسمى تفاعلت الظلم Dark reactionsأو تفاعلت دورة كالفن وىي تفاعلت
تعمل ليل وفي الظلم استغلالً لممنتجات النيارية التي أنتجت في الضوء وتستعمل نواتج البناء الضوئي
المباشرة في تصنيع مركبات عضوية أخرى تدخل في تكوين االحماض النووية ,والدىنيات ,والبروتينات,
واليرمونات ,وغيرىا .
إن ما يبرز أىمية الضوء في وجود النبات الطبيعي ونموه ىو ما يلحظ عمى أرضية الغابات
االستوائية التي تخمو من الشجيرات واالعشاب ,بسبب الجو المظمم الناتج عن عدم وصول أشعة الشمس
إلييا ,لكثافة اْلشجار وتنافسيا في الحصول عمى أشعة الشمس وتشابك أغصانيا التي تحجب ضوء
الشمس عن أرضية الغابة .كما إن ما يحصل في إقميم الغابات النفضية في الجيات المعتدلة من
العروض الوسطى خير مثال عمى أىمية ضوء الشمس في نمو النبات الطبيعي ,إذ تنمو مجاميع من
االعشاب عمى ارض الغابة في أوائل فصل الربيع ,لوصول مقدار كاف من ضوء الشمس إلى أرضية
الغابة بسبب تساقط أوراق اْلشجار خلل فصل الشتاء ,وتكمل ىذه االعشاب دورة حياتيا خلل فترة
قصيرة ,النو مع تقدم فصل الصيف يقل مقدار اإلشعاع الشمسي بسبب نمو االوراق ,فتختفي النباتات
العشبية من عمى ارض الغابة فتنمو محميا نباتات عشبية أخرى محبة لمظل إن ضوء الشمس يؤثر عمى
النبات الطبيعي من خلل كثافة الضوء وطول الفترة الضوئية وطول الموجة ,وكما يأتي:
أ :كثافة الضوء : Intensity light
مع زيادة كثافة ضوء الشمس تزداد معدالت التمثيل الضوئي فيزداد نمو النبات تبعا لذلك ,بينما
تبطئ عممية التمثيل الضوئي مع تناقص كثافة الضوء فيقل حينئذ نمو النبات ,ولكن مع الكثافة العالية
لضوء الشمس فان المادة الخضراء في النبات تتعرض إلى التمف وىذا يحد من نمو النبات.
ب :طول الفترة الضوئية : Light duration
رغم تباين النباتات فيما بينيا من حيث استجابتيا لطول الفترة الضوئية (طول النيار) ,إال أن
النبات الطبيعي يزداد نموه مع طول النيار وىذا ما يمكن ملحظتو في العروض الباردة ,إذ أن طول
النيار يساعد عمى نمو الغابات المخروطية ,كما يساعد عمى نمو نباتات التندرا ,إذ إن أطول نيار
يصل عند الدائرة االستوائية 11ساعة بينما يزداد باالقتراب من القطب ليصل ستة شيور.
ج :طول الموجة الضوئية : Wave length
الضوء ضروري لنمو النبات ولكن النباتات ال تحتاج إلى كافة أطوالو الموجية لكي تنمو ,إذ إن
بعض األطوال الموجية ىي أكثر حيوية من غيرىا .وتعد الموجات ذات المون األزرق واألحمر من أىم
الموجات اللزمة لنمو النباتات .فالضوء األزرق يشجع عمى إنتاج الكموروفيل أكثر من أي طول موجي
آخر ,فيو ضروري إلنتاج أوراق وسيقان سميكة وقوية لمنبات ,أما الطول الموجي األحمر فيحفز عمى
اإلزىار واإلثمار ويمعب أيضا دو ار ميما في إنبات البذور ,وتنمية الجذور.
:2درجات الحرارة : Temperature degree
تؤثر درجات الح اررة عمى العديد من العمميات الحيوية التي يقوم بيا النبات الطبيعي كالنتح
والتنفس والتمثيل الضوئي واالمتصاص والنمو ,ويزداد نشاط تمك العمميات الحيوية لمنبات مع ارتفاع
درجات الح اررة إلى حدود معينة تصل فييا درجات الح اررة حدا تؤدي إلى تناقص نشاط تمك العمميات,
ومع االرتفاع الحاد فان أنشطة النبات تتوقف ويصاب النبات بالضرر ,أما في حال انخفاض درجات
الح اررة فان نشاط تمك الفعاليات يقل ,ومع االنخفاض الشديد تتوقف ويصاب النبات بالضرر أيضا ,إن
ذلك يعني أن لكل عممية من تمك العمميات درجات ح اررة مثمى ملئمة ليا وأخرى عميا وغيرىا دنيا
محددة لنشاطيا.
تختمف النباتات الطبيعية فيما بينيا من حيث إن أطوارىا الحياتية تتباين في متطمباتيا من
درجات الح اررة ,إذ أن لكل طور نباتي درجات ح اررة معينة تختمف عن درجة ح اررة الطور اآلخر,
فطور اإلنبات يتطمب درجة ح اررة تختمف عن درجة ح اررة طور البراعم الورقية وليذا الطور درجة تختمف
عما يحتاجيا طور اإلزىار وىي غير ما يتطمبو طور اإلثمار.
إن مما يتصف بو النبات الطبيعي ىو انو مع ارتفاع درجات الح اررة تتنوع نباتاتو ويزداد حجم
أشجاره كما تزداد كثافتيا ,وىذا ما يتم ملحظتو باالقتراب من الدائرة االستوائية ,بينما يقل تنوع
األشجار ,ويقل حجميا ,وتتناقص كثافتيا مع االبتعاد عن الدائرة االستوائية .ففي الغابات المدارية في
الكاميرون يوجد ما بين 611 -511نوع من األشجار بينما في غابات وسط أوربا تكون األنواع ما بين
15 – 11فقط ,وىي تتناقص أكثر إلى الشمال منيا .إن أفضل درجات الح اررة ملئمة لنمو النبات
الطبيعي ىي ما يصطمح عميو بالدرجات الح اررية المثمى ,إال أن ىذه الدرجات غير متوافرة بصورة دائمة
,فالنبات الطبيعي يتعرض إلى درجات ح اررة غير ملئمة لو أحيانا ,كما في ارتفاع درجات الح اررة التي
يتعاظم ضررىا عمى النبات الطبيعي مع قمة الرطوبة النسبية أو جفاف اليواء ,في حين يقل التأثير
السمبي الرتفاع درجات الح اررة مع ارتفاع الرطوبة النسبية ,أو كما في انخفاض درجات الح اررة التي
يتعاظم ضررىا عمى النبات الطبيعي مع اشتداد سرعة الرياح ,وتعد النباتات التي تنمو في المناطق
الحارة أكثر مقاومة الرتفاع درجات الح اررة ,بينما تكون سريعة التأثر بانخفاض درجات الح اررة .في حين
يحصل العكس في النباتات التي تنمو في المناطق الباردة فيي بإمكانيا أن تتحمل درجات الح اررة
المنخفضة ,لكنيا تتأثر سريعا بارتفاع درجات الح اررة.
وعموما أن قدرة النبات الطبيعي عمى مقاومة الدرجات الح اررية الدنيا والعميا يتوقف عمى عدة عوامل
منيا:
أ :الطور الذي يمر فيو النبات:
كطور السكون ,أو النمو ,أو تكون البراعم الورقية ,أو تكون االزىار ,أو غيرىا.
ب :مدة انخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا:
فكمما كانت مدة ارتفاع أو انخفاض درجات الح اررة أطول كان تأثيرىا السمبي عمى حياة النبات
الطبيعي أكثر.
ج :الفجائية في انخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا:
إن االنخفاض المفاجئ في درجات الح اررة سواء كان نحو االنخفاض أو نحو االرتفاع يصيب
النبات الطبيعي بالضرر ,وربما تؤدي بحياتو ,وذلك الن النبات لم يأخذ وقتاً كافياً لمتكيف لمظروف
الح اررية الجديدة.
د :مدى نضوج خشب النبات:
إن الخشب الناضج يبدي مقاومة النخفاض وارتفاع درجات الح اررة بصورة أفضل من الخشب
الطري .لذا أن االجزاء الطرية من النبات الطبيعي ىي االسرع تأث ار بتطرف درجات الح اررة سواء كانت
نحو االرتفاع أو نحو االنخفاض.
ه :قابمية النبات عمى التكيف:
تتباين النباتات فيما بينيا من حيث قابميتيا عمى التكيف النخفاض درجات الح اررة أو ارتفاعيا,
بسبب اختلف الصفات المورفولوجية والحيوية من نبات إلى آخر.
و :عمر النبات:
تبدي النباتات الطبيعية الناضجة مقاومة الرتفاع درجات الح اررة وانخفاضيا الشديدين بصورة
اكبر من مقاومة النباتات ذات االعمار الصغيرة.
ز :الحالة الصحية لمنبات:
النبات الطبيعي المصاب باألمراض يكون أكثر تأث ار بانخفاض درجات الح اررة وارتفاعيا من
النبات السميم.
:3األمطار : Rainfall
بدون االمطار ال يمكن لمنبات الطبيعي أن يحيا وينمو حتى وان كانت درجات الح اررة ملئمة
لنموه ,وذلك ألنو بدون الماء ال تنبت البذور وبدونو ال تتم عممية التمثيل الضوئي ,فالماء يعد عنص ار
أساسيا من عناصرىا وال يمكن االستغناء عنو ,فضل عن ذلك أن الماء يدخل في تركيب خليا النبات
وأنسجتو ,وىو يكون نسبة كبيرة من جسم النباتات ,كما إن الماء يعمل عمى التخفيف من تأثير درجات
الح اررة العالية عمى النبات الطبيعي عن طريق عممية النتح ,وبواسطتو يحصل النبات عمى المواد
الغذائية من المواد المعدنية والعضوية الموجودة في التربة والتي يمتصيا النبات عمى شكل محاليل.
ال يقتصر تأثير االمطار عمى ذلك فالنبات الطبيعي ما ىو في حقيقتو إال مرآة عاكسة ألحوال
المناخ السائدة ,السيما من درجات ح اررة وأمطار ,وأكد ذلك بعض التصانيف المناخية والتي أشيرىا
(تصنيف كوبن) الذي ابتكره الدكتور فلديمير كوبن الذي كان أستاذا في جامعة ليننغراد ثم نزح إلى
النمسا سنة , 1911فوضع تصنيفا جديدا لممناخ جاء بشكمو النيائي في أواخر سنة .1931واستوحى
كوبن فكرتو من دراساتو االولى عن فسيولوجية النبات واطلعو عمى أبحاث عديدة في الجغرافية النباتية,
واتخذ كوبن النبات الطبيعي كأفضل ظاىرة عمى سطح االرض تتأثر بالمناخ ,واستنتج بان نوع النبات
السائد في منطقة من المناطق يدل عمى المناخ السائد في تمك المنطقة.
تؤدي االمطار الوفيرة إلى نمو نباتات طبيعية تتمثل بالغابات في حين عندما تقل االمطار عن
متطمبات الغابات ,فحينئذ تنمو الحشائش ,أما إذا قمت االمطار عن متطمبات الحشائش من المياه فان
النبات الطبيعي يكون حينئذ عمى شكل نباتات صحراوية .إن تأثير االمطار ال يقف عند ذلك الحد ,وانما
يمتد تأثيرىا إلى أنواع الغابات ,وأنواع الحشائش ,فممغابات االستوائية أمطارىا التي تختمف عن الغابات
الموسمية وكلىما يختمف عن أمطار غابات البحر المتوسط وىذه الغابات تختمف في أمطارىا عن
االمطار التي أدت إلى وجود الغابات المخروطية وما ينطبق عمى الغابات ينطبق عمى الحشائش,
فاألمطار التي أدت إلى نمو حشائش السفانا ىي غيرىا التي أدت إلى نمو حشائش االستبس ,وكلىما
يختمفان عن ما تتطمبو حشائش البراري .أما النباتات الصحراوية فيمكن أن تتمثل باألعشاب التي تنمو
سريعا مع سقوط االمطار وىي سرعان ما تتعرض إلى الجفاف حال انقطاع االمطار عنيا وأما ما ينمو
من أشجار فيو في الحقيقة عبارة عن شجيرات تكيفت لظروف الجفاف الناتجة عن قمة االمطار ويبرز
ىذا التأثير لألمطار.
إن ما يوضح ارتباط النبات الطبيعي باألمطار ىو استقراء أنظمة المطر في العالم ,إذ يشير كل
نظام منيا إلى سيادة نوع معين من النبات الطبيعي لو مواصفات معينة في ظل ظروف مطرية تختمف
من نظام إلى آخر ,من إذ إن كمية األمطار وتوزيعيا ومقدار فاعميتيا .فالنظام االستوائي ذو األمطار
الغزيرة والموزعة طول العام والتي تتراوح بين 0511 -1511ادى إلى نمو نبات طبيعي من نوع
الغابات تسمى بالغابات االستوائية التي تتواجد حول الدائرة االستوائية وتمتد إلى الشمال والجنوب منيا
بعدة درجات وتتناقص كثافة ىذه الغابات وأحجاميا مع االبتعاد عن الدائرة االستوائية كما في النظام شبو
االستوائي الذي تسقط أمطاره في جميع أيام السنة أيضا إال أنيا تقل لتصل إلى نحو 1111ممم .أما
عندما تقل األمطار لتصل إلى نحو 511ممم في النظام المداري القاري فإنيا حينئذ ال تكفي لنمو
الغابات السيما أن درجات الح اررة المرتفعة تقمل من فاعمية األمطار لسقوطيا صيفا لذا نمت حشائش
شمال وجنوبا .بينما كان لنظام
َ يطمق عمييا بحشائش السفانا ما بين دائرتي عرض 18 – 8درجة
األمطار الموسمية التي تتراوح ما بين 3111-1511ممم دو ار كبي ار في نمو الغابات الموسمية ,إال انو
بسبب وجود فصل جاف يصل إلى خمسة شيور أدى إلى نمو غابات اقل حجما وكثافة من الغابات
االستوائية ,أما في نظام المطر الصحراوي الذي يتصف بقمة األمطار الساقطة وتذبذبيا فان النبات
الطبيعي قد اتخذ مواصفات معينة تمكنو من العيش في ظل تمك الظروف المطرية المحدودة الكمية
والقميمة الفاعمية .في حين أعطى نظام البحر المتوسط ذو األمطار الشتوية التي تتراوح بين – 511
1051ممم غابات من نوع خاص تسمى بغابات البحر المتوسط .أما في النظام الصيني حيث تتراوح
األمطار بين 0111 -1111ممم حيث يكون سقوطيا طول العام مع تركز ليا في فصل الصيف ,فان
النبات الطبيعي الذي ينمو يكون عمى شكل غابات تسمى بغابات اإلقميم الصيني ,أما في النظام القاري
البارد شمال دائرة عرض 41درجة شماال إذ أن األمطار تكون في فصل الصيف والربيع وكميتيا تبمغ
511ممم فإنيا تكون ملئمة لنمو الغابات المخروطية والى الشمال من ىذه الغابات واذ تنخفض درجات
الح اررة أكثر إذ ال يزيد أدفي شير عن 11درجة مئوية ,ويكون التساقط عمى شكل ثموج في معظم أيام
السنة إال في فترة قصيرة إذ تسقط األمطار في فصل الصيف الذي اليزيد عن ثلثة شيور مما يؤدى
إلى نمو نبات طبيعي خاص بيذه الظروف يسمى بنباتات التندرا.
:4الرطوبة النسبية Relative humidity
لمرطوبة النسبية تأثير كبير عمى النبات الطبيعي ,فارتفاع الرطوبة النسبية يقمل من كمية
التبخر/نتح وبالتالي فيي تحافظ عمى رطوبة التربة ,كما انو في حالة وصوليا حد اإلشباع تؤدي إلى
حصول عممية التكاثف ,وأيضا مع ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو يعني وجود فرص لسقوط االمطار,
فضل عن ذلك إنيا تعمل عمى التخفيف من شدة وحدة اإلشعاع الشمسي ,وبذلك فيي تخفف من وطأة
ارتفاع درجات الح اررة ,كما إن ارتفاعيا يقمل من الدور السمبي لمرياح عمى النبات الطبيعي ,إال أن
ارتفاعيا المتطرف المصاحب الرتفاع درجات الح اررة يؤدي إلى انتشار آفات الغابات من االمراض
والحشرات .أما من حيث انخفاض الرطوبة النسبية فان ليا آثار عديدة ,فانخفاضيا يجعل النبات يصاب
بمفحة الشمس الحارقة ,كما إن انخفاضيا في وقت االزىار وعقد الثمار يؤدي إلى تساقطيا ,فتنخفض
إنتاجية النبات من الثمار ,وكذلك أن االنخفاض المتطرف لمرطوبة النسبية يؤدي إلى انتشار آفات الحمم
والعناكب ,فضل عن ذلك أن انخفاضيا يؤدي إلى انخفاض كمية عصير بعض الثمار.
يؤدي ارتفاع الرطوبة النسبية إلى نمو نبات طبيعي غني متمثلً بالغابات ,إذ أن ارتفاع الرطوبة
النسبية المرافق الرتفاع درجات الح اررة أدى إلى نمو غابات كثيفة كالغابات االستوائية ذات االوراق
العريضة والكبيرة المسامات ,بينما أدى ارتفاع الرطوبة النسبية مع انخفاض درجات الح اررة إلى نمو
الغابات المخروطية التي تتصف أشجارىا بخصائص تميزىا عن غيرىا من أشجار الغابات االخرى ,في
حين كان النخفاض الرطوبة النسبية وقت الجفاف الموسمي دو اًر ميماً في بطيء نمو أشجار الغابات أو
توقفيا عن النمو كما في غابات البحر المتوسط ,بينما كان لقمة الرطوبة النسبية في المناطق الجافة
والتي تصل إلى أدنى قيميا دو اًر في جعل النبات الذي ينمو ذو صفات متميزة لمقاومة انخفاض الرطوبة
كما في صغر أوراقو ,واتخاذىا إشكاالً ابريو ,مع اكتسائيا بمادة شمعية أو شوكية أو شعرية ,أو أن
أوراقيا تمتف عمى نفسيا ,فضل عن أن جذوعيا تكون ذات قشرة سميكة أو ذات لحاء سميك أو تتكون
من الفمين وذلك لمتقميل من المفقود من الرطوبة بعممية النتح التي تنشط مع انخفاض الرطوبة النسبية,
والحتفاظ قدر المستطاع بالرطوبة التي تكون النباتات في ىكذا بيئات بأمس الحاجة إلييا.
:1الرياح :Wind
لمرياح تأثير إيجابي وآخر سمبي عمى النبات الطبيعي:
أ :التأثير اإليجابي:
تقوم الرياح بعمل موازنة ح اررية عن طريق نقل الطاقة بين العروض الدنيا والعميا ,بالرغم من
عدم وجود موازنة إشعاعية بين تمك العروض ,وىذا يخدم النبات الطبيعي في العروض الباردة ,كما تقوم
الرياح بنقل بخار الماء من المحيطات نحو اليابسة فتجيزىا بالرطوبة اللزمة لحصول التساقط .كذلك
تقوم الرياح بالتخفيف من درجات الح اررة العالية صيفاً إذا كانت قادمة من مناطق شمالية باردة فتعمل
عمى تقميل المفقود بعممية التبخر/النتح من النبات الطبيعي .وليا دورىا في التخفيف من شدة اإلشعاع
الشمسي بسبب ما تحممو من جزيئات وذرات الغبار والشوائب وبخار الماء وجزيئات بعض الغازات
فتعمل عمى امتصاص بعض من اإلشعاع ,كما تقوم بعكس وانتشار وبعثرة بعضو اآلخر ,كما تقوم بنقل
الرطوبة من المناطق الرطبة إلى المناطق الجافة بما يخدم النبات الطبيعي عن طريق تقميل المفقود
بعممية التبخر/النتح .ولمرياح دور ميم في إجراء عممية التمقيح الطبيعي لبعض النباتات الطبيعية ,فضلً
عن دورىا في سقوط االمطار ,كما في ىبوب الرياح الغربية (العكسية) عمى غرب أوربا .كما تعمل عمى
تجديد ىواء التربة المحيط بالجذور وبصورة مستمرة عن طريق إزاحتيا لميواء القديم ,واحلل ىواء جديد
محمو محمل باألوكسجين الضروري إلجراء عممية التنفس من قبل النبات وأحياء التربة ,وتعمل الرياح
أيضاً عمى توفير ثاني أكسيد الكربون الضروري لعممية التمثيل الضوئي ,وتوفير النيتروجين الضروري
لبعض النباتات ,كما وتقوم بمد التربة بصورة غير مباشرة بالمواد العضوية المتكونة من تحمل االوراق
واالغصان والثمار المتساقطة عمى االرض بسببيا .كما أن الرياح الرطبة وبسبب رفعيا لمرطوبة النسبية
في جو المناطق القريبة من المسطحات المائية تساعد عمى تقميل نسبة التباين الحراري ,وتساىم في بقاء
درجات الح اررة فوق مستوى درجة التجمد ,وىذا مما يوفر حماية لمنبات الطبيعي من انخفاض درجات
الح اررة ولمرياح دور ميم في نمو النبات الطبيعي عمى سفوح المنحدرات الجبمية بسبب ظاىرة نسيم الجبل
والوادي التي تحدث نتيجة االنخفاض السريع لح اررة ىواء القمم الجبمية ليلً مع بقاء ىواء بطون االودية
دافئ نسبياً ,االمر الذي يؤدي إلى نزول اليواء البارد من القمم الجبمية إلى بطون أوديتيا لثقمو وارتفاع
كثافتو رافعاً اليواء الدافئ إلى االعمى ,وىذا ما يسمى بنسيم الجبل .بينما في النيار يسخن ىواء القمم
بسرعة ,فيرتفع إلى االعمى لخفتو وقمة كثافتو ,فيحمل بدالً عنو ىواء دافئ من بطون الوديان ,صاعداً
السفوح إلى االعمى باتجاه القمم ,ألنو قميل الكثافة خفيف الوزن ,يسمى بنسيم الوادي ,الذي يسبب سقوط
إمطا اًر تصاعدية ,تلئم نمو أنواع مختمفة من النبات الطبيعي.
ب :التأثير السمبي:
لمرياح أثار سمبية عديدة ,فكمما زادت سرعتيا استطاعت حمل ذرات من االتربة والغبار أكثر
فتعمل عمى تمزيق أوراق النبات الطبيعي وتكسير أغصانو ال سميا الطرية منيا ,كما تقوم بقمع بعض
االشجار ذات الجذور الضحمة ,وقد تقوم بنقل االملح إلى االراضي التي ينمو فييا النبات الطبيعي
فتسبب تممحيا ,ولمرياح أثار سمبية من إذ أنيا تقوم بنقل درجات الح اررة المنخفضة من الجيات اليابة
منيا إلى المناطق التي تيب عمييا ,كما إنيا تنقل معيا درجات الح اررة العالية في الفصل الحار من
السنة فتسبب ارتفاعاً ممحوظاً في معدالت التبخر /النتح فتظير علمات الذبول عمى النباتات الطبيعية,
وقد تؤدي إلى جفاف بعض االوراق وتساقطيا وموت بعض االغصان السيما الفروع واالطراف العميا من
النباتات .فضلً عن ذلك أن الرياح تعمل عمى سقوط االزىار والثمار العاقدة حديثاً والتي يزداد تساقطيا
مع اشتداد سرعتيا وجفافيا ,وكذلك حال اشتداد سرعتيا فإنيا تعيق عممية تمقيح بعض النباتات من قبل
بعض الحشرات كالنحل ,كما تقوم الرياح بإزاحة اليواء المشبع بالرطوبة فتأتي بيواء أقل رطوبة أو ىواء
جاف يزيد من عممية التبخر /نتح ,كما أن الرياح وبسبب حمميا لألتربة والغبار وحال ىدوئيا تسبب
تساقط تمك الذرات والجزيئات من التراب والغبار عمى النباتات فتسبب سد الثغور التنفسية ال سميا عمى
االوراق مما يعمل عمى أعاقة إجراء عممية التمثيل الضوئي الضرورية لتزويد النبات بالطاقة والمواد
الغذائية.
دور ميمم في نقل بعض آفات الغابات
ال يقتصر االثر السمبي لمرياح عمى ذلك إذ إن لمرياح ُ
كما في نقل اآلفات الحشرية كالعناكب أو الحمم ,كما قد تنقل بعض اآلفات المرضية من منطقة إلى
أخرى وذلك بحمميا لمبكتريا والفطريات المسببة ليا .وتعمل الرياح عمى انتقال اإلصابة باآلفات من نبات
مريض إلى نبات سميم أو من االجزاء المصابة بالنبات الواحد إلى االجزاء غير المصابة وذلك عن
طريق عممية االحتكاك ببعضيا .كما أن الرياح عن طريق سرعتيا وبسبب كسرىا لألغصان في النبات
تجعل من ىذه الخدوش والجروح مخابئ مناسبة آلفات النبات الطبيعي ,السيما وقت الشتاء ,إذ تقضي
فييا طور سباتيا .إن لمرياح دور ميم في تعرية التربة فيي تساوي أو تتجاوز ما تقوم بو المياه الجارية
خصوصاً في المناطق ذات المناخ الجاف وذات االراضي المسطحة نسبياً مما يفقد االرض ترتبيا فتؤثر
سمبيا عمى نمو النبات الطبيعي ,إذ أن الرياح قد تنقل حمولتيا من الغبار من قارة إلى أخرى ,فالعواصف
الترابية في شمال أفريقيا تحمل حوالي بميون طن من التربة فوق المحيط االطمسي والبحر المتوسط كل
سنة وقد يصل تأثيرىا إلى جزر الكاريبي والتي تبعد نحو 5111كم أو 3111ميل ,وليذا تأثيرات
مناخية ميمة فضلً عن تأثيرىا عمى النبات الطبيعي ,ويقدر أن الرياح اليابة فوق حوض نير
المسيسبي تمتمك قدرة تقدر ب 1111مرة في حمميا االتربة ما يحممو النير نفسو.
تعد الرياح في المناخ الجاف عامل تجوية وتعرية ونقل وترسيب ,أما في المناطق الرطبة
فيبرز تأثيرىا بصورة رئيسية عمى الساحل الرممي البحري ,إذ تعرض أوراق النباتات لذرات الرمال
والصمصال والطين المتحركة بواسطتيا .كما أن عواصف الرمل والغبار التي تحدث في المساحات
الجافة تقوم بترسيب الرمال فييا ,لذا تحولت الكثير من المناطق التي باإلمكان أن ينمو فييا النبات
الطبيعي في واليات أوكلىوما ,وتكساس ,وكولورادو ,إلى قاع لمغبار المتراكم في الواليات المتحدة
األمريكية ,كما إن الرياح تعمل عمى زحف الكثبان الرممية اتجاه المناطق التي يسودىا النبات الطبيعي
فتؤثر سمبا عمى نموه ,فضلً عن تمك اآلثار السمبية لمرياح فأن الرياح التي تيب من جية محددة طوال
السنة في المناطق الجافة تعمل عمى تجريد االغصان من أوراقيا أو جفاف االغصان المواجية ليا كما
تعمل عمى انحناء الشجرة وتقزميا وجعميا تنمو بشكل أفقي باالتجاه البعيد عن ىبوب الرياح.
ثانيا :التربة :Soil
تعد العلقة بين التربة والنبات الطبيعي علقة وثيقة متبادلة التأثير والتأثر ,فالنبات الطبيعي يعد
أحد العوامل الميمة التي تمعب دو ار كبي اًر في تكوين الترب وتطورىا ,فيو يؤثر في خصائص التربة وما
تحتويو من مواد عضوية ومعدنية .أما تأثير التربة عمى النبات الطبيعي فل يقل أىمية عن تأثير النبات
الطبيعي عمييا إن لم يزد ,إذ تعد التربة الوسط الذي ينمو فيو النبات الطبيعي ويستمد منيا غذائو ومائو
وىوائو ,وفييا تمتد جذوره ,وعمييا يستقر عوده .ونتيجة الختلف أنواع الترب وتباين خصائصيا
ومكوناتيما فقد تباين النبات الطبيعي في نموه في تمك الترب ,إذ وجدت ترب أصمح لنمو الغابات منيا
لمحشائش ,كما وجدت ترب أصمح لنمو الحشائش منيا لمغابات .كما وجدت ترب ينمو فييا نوع معين
من الحشائش دون غيره ,وترب ينمو فييا نوع معين من الغابات دون غيرىا ,وفقاً الختلف خصائص
أنواع تمك الترب .فالتربة الغنية بالمواد الغذائية وذات النفاذية المحدودة تنمو فييا الغابات النفضية ذات
االوراق العريضة ,بينا تنمو غابات التايكا في ترب البودزول الحامضية الرممية الجيدة التصريف ,كما
تتصف تربة الغابات المدارية المطيرة بأنيا طينية ثقيمة غنية بأكاسيد الحديد واأللمنيوم.
في حقيقة االمر أنو بدون التربة ال يمكن لمنبات الطبيعي أن ينمو ويتكاثر ,ما عدا النباتات
المائية ,والطحالب و االشنو التي يمكنيا أن تنمو عمى الصخور الصمبة العارية من التربة .فحاجة
النبات الطبيعي إلى التربة حاجة ماسة كحاجتو إلى عناصر المناخ من ح اررة وضوء وأمطار ,الن
النبات الطبيعي يأخذ ما يحتاجو من ماء وغذاء من التربة .فالنباتات الطبيعية تستمد ما يمزميا من غذاء
من العناصر المكونة لمتربة التي تكون مذابة في الماء عمى شكل محاليل يمتصيا النبات عن طريق
جذوره ,أما إذا وجدت ىذه العناصر عمى شكل مركبات صمبة فان جذور النباتات تمتمك القدرة عمى
إذابتيا بواسطة أحماض تفرزىما مثل حامض الكربونيك ,وىذا يفسر قدرة النبات الطبيعي عمى تغمغل
جذوره في بعض أنواع الصخور الصمبة.
تمعب التربة دو ار أساسيا في اختلف المجموعات النباتية ضمن اإلقميم المناخي الواحد ,فقد
تتواجد الغابات في مناطق الحشائش إذا كانت التربة طينية قادرة عمى االحتفاظ بالماء اللزم لنمو
االشجار ,كما قد تتواجد الحشائش في إقميم الغابات إذا كانت التربة رممية أو كمسيو مسامية ذات قدرة
منخفضة عمى االحتفاظ بالماء ,لذا كثي اًر ما تعد التربة عاملً مباش اًر في تفسير بعض الغموض الذي
يصاحب دراسة نمو النباتات الطبيعية وتوزيعيا الجغرافي .وفي الحقيقة أن القسم االكبر من النبات
الطبيعي ال يمكن أن ينمو إال إذا توافر مقدار معين من التربة ,أما بالنسبة إلى توزيع النباتات وتحديد
أنواعيا فيعتمد عمى الصفات الفيزيائية والكيميائية لمتربة ,فنسجة التربة التي تعد إحدى الخصائص
الفيزيائية الميمة لمتربة تحدد مساميتيا ونفاذيتيا وىي تؤثر بذلك عمى تصريف الماء فييا ,فالتربة الرممية
ذات النفاذية العالية تؤدي إلى ترشيح المياه بسرعة منيا إلى باطن االرض مقارنة بالتربة الطينية التي
تزداد فييا نسبة المياه السطحية ,لذلك أن التربة الرممية تكون ملئمة لنمو الحشائش الطويمة أو االشجار
التي تمتد جذورىا الطويمة إلى باطن التربة لمحصول عمى المياه ,بينما تصمح التربة الطينية ذات النسجة
الناعمة لنمو الحشائش القصيرة .كذلك إن الترب الغنية بالمواد الغذائية تساعد عمى نمو غطاء نباتي
طبيعي كثيف عكس التربة الفقيرة التي تقل فيو كثافة الغطاء النباتي الطبيعي .كما يؤثر سمك التربة
وعمقيا في نوع الغطاء النباتي ,فاألشجار عادة تنمو في التربة العميقة التي توفر ليا ما تحتاجو من مياه
ومواد غذائية ,كما تعمل عمى تثبيتيا عمى سطح االرض ,عمى العكس من التربة الضحمة القميمة السمك
التي تكون فقيرة بالمواد الغذائية والمياه ,لذا تكون ملئمة لنمو االعشاب القصيرة .وال يقتصر تأثير التربة
عمى النبات الطبيعي من حيث خصائصيا الفيزيائية ,فممخصائص الكيميائية لمتربة من درجات مموحة
وحموضة دور في ذلك ,فتجمع االملح يجعل التربة غير صالحة لنمو النبات الطبيعي إال بعض التي
ليا القدرة عمى مقاومة ارتفاع نسبة المموحة في التربة .ففي مناطق البليا ( المنخفضات الصحراوية )
تتدرج أنواع النباتات الطبيعية التي تنمو عمى شكل حمقات منتظمة من نباتات مقاومة لممموحة في
الداخل إلى نباتات اقل مقاومة لممموحة نحو االطراف باتجاه المناطق االقل مموحة.
ثالثا :التضاريس : Relief
لمتضاريس دور ميمم في تباين النبات الطبيعي وفقا لعاممي االرتفاع واتجاه المنحدر ,الن
عناصر المناخ تختمف من مستوى إلى آخر ومن اتجاه إلى آخر ,وكما يأتي:
:1تنخفض درجات الح اررة مع االرتفاع عن مستوى سطح البحر نحو1664م لميواء الرطب ودرجة مئوية
واحدة لميواء الجاف لكل 111متر.
:0تزداد كمية االمطار الساقطة باالرتفاع عن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع معين ,وبعده تبدأ
تتناقص( .فعمى سبيل المثال تزداد االمطار عمى جبال سيرانيفادا كمما زاد االرتفاع حتى 4111قدم فوق
مستوى سطح البحر ,ثم تأخذ بعد ذلك في التناقص).
:3تستمم السفوح الشمالية في نصف االرض الشمالي طاقة من اإلشعاع الشمسي اقل من السفوح
الجنوبية ,والعكس صحيح في النصف الجنوبي .وىذا ينعكس بطبيعة الحال عمى أن تكون درجة ح اررة
السفوح الجنوبية أكثر من درجة ح اررة السفوح الشمالية في النصف الشمالي من الكرة االرضية ,وعكس
ذلك تماما في النصف الجنوبي.
:4يتناقص الضغط الجوي باالرتفاع( ,إذ يقل الضغط الجوي باالرتفاع عن مستوى سطح البحر إلى
ارتفاع 0111قدم بمعدل يبمغ %4في كل 1111قدم ومن مستوى 0111قدم إلى مستوى 5111قدم
يقل الضغط الجوي بمعدل %3في كل 1111قدم .في حين يقل من مستوى 5111قدم إلى 11111
قدم بمعدل يبمغ % 065في كل 1111قدم.
:5يزداد تساقط الثموج وسمكيا باالرتفاع.
:6تستمم السفوح الشمالية في النصف الشمالي من الثموج أكثر من السفوح الجنوبية ,بينما تستمم السفوح
الجنوبية من الثموج أكثر من السفوح الشمالية في النصف الجنوبي.
:7تستمم السفوح المواجية لمرياح الرطبة كمية من األمطار أكثر من السفوح الواقعة في ظل المطر.
وفقا لذلك البد أن يكون لممناطق الجبمية خصائص نباتية معينة تختمف حسب مستويات االرتفاع وموقع
الجبال واتجاه انحدار السفوح وعمى ىذا تظير ظاىرة التناطق الرأسي Vertical zonationوىي ظاىرة
وجود نطاقات نباتية عمى سفوح الجبال تتباين في خصائصيا النباتية تبعا لمناسيب االرتفاع ,وبذلك
يشبو ىذا االختلف إلى حد ما االختلفات النباتية التي تحدث بالنسبة الختلف االقاليم المناخية.
ويمكن توضيح ىذه الظاىرة عمى جبل يقع في المنطقة المدارية عند دائرة عرض ° 01شماالً أو جنوباً,
وىذا الجبل يرتفع إلى 01111قدم فوق مستوى سطح البحر ,فان قمتو تتغطى بالثموج ,وتتناقص
درجات الح اررة فيو باالرتفاع بمعدل °3ف لكل 1111قدم تقريبا ,وتبعا لذلك تتنوع النباتات عمى مختمف
ارتفاعات الجبل ,فإذا كانت الظروف المناخية عند حضيض الجبل رطبة فستتواجد غابات مدارية كثيفة
ف ستتواجد
في ظروف تتراوح بين ْ78 71وعند االرتفاع إلى 3111قدم وتحت ح اررة ْ 71 - 61
غابات شبو مدارية تعموىا غابات نفضيو من أنواع غابات المناطق المعتدلة ,فإذا زاد االرتفاع إلى
6111قدم فحينئذ تتواجد أشجار الغابات المخروطية (الصنوبرية) التي تسود حتى ارتفاع 11111قدم,
وتحت ظروف ح اررة تبمغ نحو ° 51ف كمعدل شيري وىذا الحد يمثل خط االشجار , Tree lineوىو
يمثل الحد العموي لنمو االشجار ,وبذلك تحل محميا الحشائش التي تشبو حشائش التندرا ,التي يطمق
عمييا اسم المروج االلبيو , Alpine meadowوىي تغطي الجبل إلى ارتفاع يتراوح بين - 10111
13111قدم الذي يمثل الحد النيائي لمحياة النباتية عمى مثل ىذا الجبل ,إذ تكون درجات الح اررة حتى
في ادفأ الشيور اقل من الحد اللزم لنمو جميع النباتات تقريباً ,وأعمى من ىذا الحد النيائي لمنبات
الطبيعي تمتد الصخور العارية حتى ارتفاع 15111قدم ,إذ تكون درجة ح اررة أدفأ الشيور أقل من 30
°ف وىو خط الثمج الدائم .Snow line
إن ىذا التناطق الرأسي يختمف عمى الجبال باختلف دوائر العرض ودرجات الح اررة وكمية
المطر عند أسفل الجبل ففي العروض الوسطى كما في إقميم البحر المتوسط تندرج النطاقات النباتية
عمى الجبال من نباتات البحر المتوسط عمى السفوح الدنيا إلى غابات نفضيو تمييا غابات صنوبرية إلى
نباتات البيو يعموىا الجميد الدائم ,وكمما كان االتجاه نحو الشمال قل تمثيل النطاقات النباتية وزاد
انخفاض خط الثمج الدائم ,فإذا كان ىذا الخط عمى ارتفاع 15111قدم في المناطق االستوائية ,فانو
ينخفض إلى منسوب 1111قدم عند جبال االلب ,ويقل أكثر كمما كانت الجبال تقع ناحية القطب,
حتى يصبح خط الثمج الدائم عند منسوب سطح البحر في المناطق المتجمدة.