Professional Documents
Culture Documents
شجرة السدر قطر
شجرة السدر قطر
تمثل شجرة السدرة قيمة تراثية اجتماعية ورمزًا قديمًا للنباتات المعمرة في دولة قطر ،حيث لم تكد تخلو
البيوت القطرية في الماضي الجميل من أشجار السدر أو البنبر ،ولم تكن الفائدة منها مقتصرة على
اإلنسان بل كانت األشجار ظالال وغذاء لألغنام والدجاج التي اعتاد القطريون تربيتها في بيوتهم ،فكانت
.في البيوت بمثابة سلة الغذاء الكاملة
وقد ساهمت الحمالت الخضراء التي يطلقها ناشطون بيئيون على مواقع التواصل من الجنسين في إشراك
العديد من المواطنين بحمالت زراعة السدر وزيادة الغطاء النباتي من هذه الشجرة الوارفة الظالل في
أنحاء الدولة ،بما يرفع الحس البيئي والمسؤولية لدى المواطن تجاه ثقافة غرس األشجار والمحافظة
.عليها
ولمكانتها في المجتمع ودورها البيئي والجمالي ،أولت وزارة البلدية والبيئة اهتمامًا بزراعة األشجار
وخاصة أشجار السدر ،حيث وجهت إدارة الحدائق العامة بضرورة اإلكثار من زراعة هذه الشجرة في
.جميع المناطق الداخلية والخارجية ،لما لها من فوائد عديدة ،فضال عن تحملها ظروف البيئة الخليجية
وكانت السدرة في الماضي مقصدا لالستظالل بفيئها أو أكل ثمارها ذات المذاق الحلو والرائحة الطيبة أو
عالج العديد من األمراض بما فيها أمراض الجهاز التنفسي وتنقية الدم ،وذلك لما تحتويه أوراق السدر
من مواد قلوية تجعل منها عالجا مالئما لكثير من األمراض الجلدية ومن أهمها مرض األكزيما ،كما أن
«الرغوة البيضاء» التي تنتج عن غلي أوراق السدر بالماء تساهم في تقوية بصيالت الشعر وإزالة
.القشرة ،فضال عن أن األبحاث أكدت أيضا على احتواء هذه األوراق على مواد مضادة للحساسية
ويزين السدر العديد من الشوارع في الدولة وهي شجرة معمرة مستديمة الخضرة كثيفة األشواك ،متشعبة
الفروع ،يصل ارتفاعها ما بين 8-4أمتار ،أغصانها دانية من األرض ذات أشواك حادة معقوفة تخرج
بجانب كل ورقة شوكتان ،بيضاوية شبه مستديرة مسننة الحافة لها ثالثة عروق راحية واضحة لونها
أخضر باهت ،األزهار خضراء مصفرة على شكل نورات جالسة ،تتفتح في شهري أغسطس وسبتمبر،
.ثمارها حسالت متحشمة شبه كروية بحجم ثمرة الكرز الصغيرة ،لونها عند النضج أصفر مشرب بحمرة
ينمو السدر في التربة الرملية الطينية المتماسكة العميقة ،ويوجد في المناطق البرية ويستخدم في الطب
.الشعبي
وتأكيدًا على رمزية ومكانة شجر السدر في المجتمع ،قامت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر،
رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ،بإطالق اسم السدرة على أكبر مركز للطب والبحوث في دولة قطر ،كما
قامت شركة وقود باتخاذ ورقة السدرة شعارا لها ،وغني عن القول إن أشجار السدر مصدر أساسي
.يستقي منه النحل رحيقه إلنتاج العسل ،وهو دواء لكثير من األمراض
كما أنها كانت أول شجرة تتم زراعتها في حديقة القرآن الكريم ،وهي الشجرة التي ورد ذكرها في القرآن،
.وقامت بغرسها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر خالل حفل تدشين الحديقة قبل عدة سنوات