You are on page 1of 65

‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪2‬‬

‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬
‫الـنقــدمـــة‪:‬‬
‫الحؿد هلل‪ ،‬والصالة والسالم طؾك رسقل اهلل‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف ومـ‬
‫اتبع هداه‪.‬‬
‫وةكػ‪ :‬ففذا بحث بعـقان‪( :‬حأٌالت يف ٌِٓز اىش٘ظ فؽنٔس يف فخاوى‬
‫اإلُهار اىكيِٖ قيٕ اىٔالة)‪ ،‬وهق قائؿ طؾك الؿـفج آستؼرائل لػتاوى‬
‫الشقخ‪ ،‬وفؼف اهلل‪ ،‬وقد ساطد طؾك َجؿعف ما تؼدم مـ الؽتابة يف ذلؽ‪.‬‬
‫وتـاول البحث بعض الػتاوى السابؼة لؾشقخ التـل لؿ يؽـ يؼرر فقفـا‬
‫جقاز اإلكؽار العؾـل يف غقبة ولل إمـر‪ ،‬وهل كؾؿات شفرية‪:‬‬
‫‪ -1‬الؿـفج الؼقيؿ يف معامؾة الحؽام‪.‬‬
‫‪ -2‬ضقابط كصقحة أئؿة الؿسؾؿقـ [حؽا ًما وطؾؿاء]‪.‬‬
‫‪ -3‬يف حؽؿ التشفقر بالحؽام والتشـقع طؾقفؿ(‪.)1‬‬
‫أيضا‪ -‬فتاويف إخقرة التل غ َّقر فقفا الشقخ ققلف‪ ،‬وأصبح يجقز‬
‫وتـاول – ً‬
‫اإلكؽار العؾـل يف غقبة ولل إمـر‪ ،‬وهل‪:‬‬
‫‪ -1‬يف حؽؿ اإلكؽار ال َع َؾـل طؾك وٓة إمر‪.‬‬
‫‪ -2‬يف تقضقح إشؽال معرتض طؾك حؽؿ اإلكؽار ال َع َؾـل طؾك وٓة‬
‫إمـر‪.‬‬
‫الؿعت َِرضقـ طؾك فتقى‪« :‬اإلكؽار العؾـل ـ بضقابطف ـ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬تػـقدُ ُش ُبفات ُ‬
‫طؾك ُو َٓة إمقر»‪.‬‬
‫ِ‬
‫إطـؾؿ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومسللة ا ِّتبـا ِع‬ ‫العؾـل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلكؽار‬ ‫ِ‬
‫مجال‬ ‫‪ -4‬يف‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫وبقان فسادها‪.‬‬ ‫‪ -5‬الجقاب طؾك دطقى َبت ِْر الـ ِّ‬
‫َّص‬
‫وهل مـشقرة يف مققعف(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الؽؾؿات الشفرية الثالث مـشقرة يف مققع الشقخ‪ :‬إولك كشرت طام ‪ ،1424‬والثاكقة ممرخة‪:‬‬
‫‪.1431/1/23‬والثالثة‪1434/3/26 :‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إولك ممرخة‪1442/11/17 :‬هـ‪ ،‬والثاكقة‪1442/11/21 :‬هـ‪ ،‬والثالثة‪1442/11/17 :‬هـ‪،‬‬
‫والرابعة‪ ،1443/8/16 :‬والخامسة‪.1444/5/12 :‬‬
‫‪3‬‬ ‫الــــنــقـــدمـــــــة‬
‫اختصارا هؽذا‪:‬‬
‫ً‬ ‫رمزت لؾػتاوى الخؿس إخقرة‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫إولـك‪( :‬الـػتـقى)‪ ،‬والثـاكقـة‪( :‬التـقضقـح)‪ ،‬والثـالـثـة‪( :‬التـػـقـد)‪،‬‬
‫والرابعـة‪( :‬مجـال اإلكؽـار)‪ ،‬والخامسـة‪( :‬الجـقاب)‪.‬‬
‫وكفٍج اىتطد وفـق اىغؽـث اىخـاى٘ـث‪:‬‬
‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ فركـْض الشابقـة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪،‬‬
‫ّسبب تػٔٔـر رأُٓ فـٕ الـنشألـة‪:‬‬
‫مؾخص لؾػتاوى السابؼة لؾشقخ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اىٍتطد األول‪:‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬أكؿقذجان مـ كصائح الشقخ وإكؽاراتف طؾك القٓة يف‬
‫غقبتفؿ‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ُ :‬‬
‫بقان إحؽام الشرطقة وإكؽار جـس الؿـؽر مــ غقـر‬
‫تعر ٍ‬
‫ض لؾقٓة‪:‬‬
‫وحطخـّ ذالذـث ٌؽاىب‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬تؼريرات اإلمامقـ ابـ باز وابـ طثقؿقـ‪ ،‬وتؼريرات‬
‫الشقخ فركقس السابؼة‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬التعديـؾ طؾك إكؿقذجقـ السابؼقـ لـصائـح الشقـخ‬
‫فـركقس‪ ،‬بؿا يتقافؼ مع صريؼة بقان الحؽؿ الشرطل وإكؽار جـس‬
‫الؿـؽر مـ غقر تعرض لؾقٓة‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬مـا ُكؼـؾ ممخـ ًرا طــ الشقخ فركقس مؿـا طدَّ ه مِـ َـ‬
‫اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪ ،‬وهـق داخؾ يف إكؽار جـس الؿـؽـر‪.‬‬
‫اىٍتطد اىؽاةف‪ :‬ما ُكؼؾ طـ الشقخ يف سبب تغققـر رأيف يف الؿسللـة‪.‬‬
‫الفصـل الجاىٕ‪ :‬ميـَـج الـظٔـذ فـركـْض فـٕ التعـامـل مــع األدلــة فـٕ‬
‫فـتآّــُ األخٔــرة‪:‬‬
‫وحطخّ ٌتطران‪:‬‬
‫اىٍتطد األول‪ :‬هؾ دفع الشقخ بلدلتف يف الػتقى إولك؟‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬أثار الجديدة التل استدل هبا الشقـخ طؾك اإلكؽـار‬
‫العؾـل يف غقبة ولل إمـر‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪4‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فـركـْض فـٕ االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‪:‬‬
‫وحطخـّ ذالذـث ٌتاضد‪:‬‬
‫اىٍتطد األول‪ :‬ؼؽٗلـث اىـخكـاٌـو ٌـف األضـادٗد وا‪ٙ‬ذار اىـٔاردة فـٖ‬
‫اىـتاب‪:‬‬
‫وحطخّ ٌؽيتان‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬مـ جفة َجؿع إحاديث وأثار القاردة يف الباب‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬مــ جفـة َجؿع صرق وروايـات الحديث أو إثـر‬
‫الؿراد آستدٓل بف‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬االـخػالل ةآذار عارسث قَ ٌطو اىِؾاع‪:‬‬
‫وحطخـّ ذالذـث ٌؽاىب‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬آستدٓل بأثار القاردة فـل الؿسائؾ آجتفاديـة‬
‫وحؿؾفا طؾك اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬آستدٓل بآثـار كان اإلكؽار فقفـا بحضـقر ولـل‬
‫إمر‪ ،‬ولقس يف غقابـف‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬آستـدٓل بلثـر لتـابعـل‪ ،‬وهـق يدخـؾ فـل باب‬
‫الؾـزوم‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ٌ :‬ا ٗخكيق ةإقٍال كٔاقػ االسخٓاد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حلؽٗـؽ كاقػة‪ ،‬ذً إقٍال عالفٓا‪ ،‬أو حغيف إقٍاىٓا فـٖ ةكظ‬
‫اىٍٔاؼَ‪:‬‬
‫‪ ٓ -1‬يجقز اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية طؾك الؿخالػ إ َّ‬
‫ٓ بعد‬
‫الؿحجـة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحجـة وإيضاح‬
‫َّ‬ ‫بقان‬
‫‪ -2‬الجؿع بقــ إدلـة أولـك مــ الرتجقح‪.‬‬
‫‪ -3‬مقافؼة ففؿ الصحابة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الــــنــقـــدمـــــــة‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬قػم إقٍال ةكظ اىلٔاقػ‪:‬‬
‫‪ -1‬السمال ُمعاد يف الجقاب‪.‬‬
‫‪ -2‬الحديث الؿرفقع مؼدم طؾك ققل الصحابل‪.‬‬
‫‪ -3‬الرتجقح بالرواية إصح سـدً ا وإكثر رواة‪.‬‬
‫‪ -4‬إصؾ حؿؾ الؽالم طؾك ضاهره‪.‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬إقٍال كاقـػة يف ٌٔؼَ‪ ،‬وإٍْاىٓـا يف ٌٔاؼَ أعـؽى‪:‬‬
‫‪ -‬تلخقر البقان طـ وقت الحاجة ٓ يجقز‪.‬‬
‫راة ًكا‪ :‬إقٍال ةكظ اىلٔاقػ واىغٔاةػ يف اىفخاوى اىفاةلث‪ ،‬وإٍْاىٓا يف‬
‫اىفخاوى األع٘ؽة‪ٌ ،‬ف أٍْ٘خٓا و ُدعٔىٓا يف اىتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬درء الؿػاسد مؼدم طؾك جؾب الؿصالح‪.‬‬
‫‪ -2‬مـ تعجؾ الشلء قبؾ أواكف طققب بحرماكف‪.‬‬
‫‪ -3‬كؾ ما يػضـل إلـك حـرام ففـق حـرام‪.‬‬
‫‪ -4‬القسائـؾ لفا حؽؿ الؿؼاصد‪.‬‬
‫‪ -5‬بقان إحؽام وإكؽار جـس الؿـؽـر‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬اإلشارة إىٕ إقٍال كاقػة‪ ،‬وْـٖ ىً حهَ ٌخطللث‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬اإلجؿاع السؽقتـل‪.‬‬
‫‪ -2‬الراوي أطؾؿ بؿا روى‪.‬‬
‫اىٍتطد اىؽاةف‪ :‬وكٔع إشهاالت يف شؽح ةكظ األضادٗد وا‪ٙ‬ذار‪:‬‬
‫وحطخـّ أرةكـث ٌؽاىب‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬طـدم تـطابـؼ شـرح بـعـض إحاديث وأثـار مـع‬
‫تبـقيـبات الؿحدثقــ‪ ،‬وطدم تطابؼـف مـع شروح العؾؿاء السابؼقـ‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬وجقد إلحاقات يف شرح بعض إحاديث وأثار‪.‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬وقـقع إشؽآت‪ ،‬وطـدم رفعفـا‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪6‬‬
‫تغققرا‬
‫ً‬ ‫تضؿـ‬
‫َّ‬ ‫اىٍؽيب اىؽاةف‪ :‬وققع تغققر لبعض العبارات‪ ،‬وبعضفا‬
‫فـل الـ ُحؽـؿ‪ ،‬مِــ غقـر إشـارة لـذلؽ‪ ،‬ووقـقع اإلجؿـال فـل بعـض‬
‫إسـالقب وإلػـاظ وإحؽـام‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ميـَـج الـظٔـذ فـركـْض فـٕ التعـامـل مـع كـالو الـعلنـاء‪:‬‬
‫وحطخـّ أرةكـث ٌتاضد‪:‬‬
‫اىـٍتطـد األول‪ :‬التعـامـؾ مع كالم اإلمام ابـ الؼقؿ‪ ،‬رحؿف اهلل‪.‬‬
‫اىـٍتطد اىـرـاين‪ :‬التعـامـؾ مع كالم الحافظ الـقوي‪ ،‬رحؿف اهلل‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬التعـامـؾ مع كالم سؿاحة الشقخ اإلمام طبد العزيـز‬
‫ابـ باز‪ ،‬رحؿف اهلل‪.‬‬
‫اىٍتطد اىؽاةف‪ :‬التعـامـؾ مع كالم الشقخ العالمة محؿد بـ صالح‬
‫العثقؿقـ‪ ،‬رحؿف اهلل‪.‬‬
‫اىٍتطد اىغاٌؿ‪ :‬مققػ تطبقؼل مـ إدارة مققع الشقخ فركقس يف‬
‫كسبة ققل مؽذوب طؾك الشقخ وكشره بقـ الـاس‪.‬‬
‫الفصـل اخلامص‪ :‬ميـَـج الـظٔـذ فـركـْض فـٕ تقرٓـر ضـْابط اإلىكـار‬
‫العلـيـٕ‪:‬‬
‫وحطخـّ ٌتطرـان‪:‬‬
‫اىٍتطد األول‪ :‬إدلة طؾك الضقابط‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬التغققر يف الضقابط‪.‬‬
‫الـدـامتــة‪ :‬ملـدـص الـبـخـح‪ّ ،‬أٍــه اليتـائـج‪.‬‬
‫واهلل أسلل أن يـػع هبذا البحث‪ ،‬إكف ولل ذلؽ والؼادر طؾقف‪.‬‬
‫َ‬

‫ونختّ اىفل٘ؽ إىٕ اهلل‬


‫ةالل ةَ ٌطٍٔد قػّ ار اىشؾائؽي‬
‫اىٍػِٗث اىِتٔٗث‪7111/1/71 ،‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫فتـاوى الشيـخ فركـوس السابقـة‪،‬‬
‫ونماذج من تطبيقاته‪ ،‬وسبب تغيير رأيه في المسألة‪:‬‬

‫الـنبخح األّل‪ :‬ملدـص مـً الفتاّى الشابقـة للظٔـذ‪:‬‬


‫‪ -7‬كال اىش٘ظ يف اىهيٍـث اىشٓؽٗـث ركـً ‪( :3‬اىٍِٓز اىلًٔٗ يف ٌكاٌيـث‬
‫اىطهام)‪ ،‬اىٍِشٔرة قيٕ ٌٔككّ قام ‪:7141‬‬
‫متحتؿـا‪ ،‬ومــ لقازم صاطتفؿ‪:‬‬
‫ً‬ ‫(لذلؽ كان إحسان الظـ بقٓة إمر‬
‫متابعتفؿ يف الصقم والػطر والتضحقة‪ :‬فقصقم بصقامفؿ يف رمضان‪ ،‬ويػطر‬
‫شقال‪ ،‬ويضحل بتضحقتفؿ فـل طقد إضحك‪ :‬ومـ لـقازم‬ ‫ٍ‬ ‫بػطرهؿ فـل‬
‫صاطتفؿ ـ أيضا ـ طدم إهاكتفؿ‪ ،‬وترك سبفؿ أو لعـفؿ‪ ،‬واالٌخِاع قَ اىخشٓ٘ؽ‬
‫ةك٘ٔةٓـً‪ ،‬ــٔاء فـٖ اىهخب واىٍطِفـات واىٍشالت‪ ،‬أو فـٖ اىـػروس‬
‫واىغؽب‪ ،‬أو ةَ٘ اىكاٌث؛ نٍا ِٗتغٖ حشِب نو ٌا ٗفٖء إىً٘ٓ ٌَ كؽٗب أو‬
‫ٌَ ةك٘ػ‪ :‬ذلؽ أن طؾة الؿـع‪ :‬تػادي الػقضك‪ ،‬وترك السؿع والطاطة يف‬
‫الؿعروف‪ ،‬والخقض فقؿا يضر كتقجة سبفؿ وإهاكتفؿ‪ :‬إمر الذي يػتح‬
‫باب التللقب طؾقفؿ‪ ،‬ويجر ذلؽ إلك الػساد‪ ،‬وٓ يعقد طؾك الـاس إٓ بالشر‬
‫الؿستطقر‪ .)...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -4‬وكال يف اىهيٍث اىشٓؽٗـث ركـً ‪( :14‬عٔاةػ ُط٘طث أئٍث اىٍفيٍَ٘‬
‫[ضهاٌا وقيٍاء]) وْـٖ ٌؤرعث‪.7137/7/43 :‬‬
‫ً‬
‫(راب ًعا‪ :‬ومـ وجقه الـصقحة ٕئؿة الؿسؾؿقـ‪... :‬‬
‫‪ 3‬ـ تذكقرهؿ بالؿسمولقة الؿؾؼاة طؾك طاتؼفؿ‪ ،‬وتعريػفؿ بإخطاء‬
‫والؿخالػات التل وقعقا فقفا برفؼ وحؽؿة ولطػ‪ ،‬وإصؾ يف وطظفؿ‬
‫أن يؽقن سرا‪ ،‬وإذا صؾبقا تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا وفتحقا طؾك‬
‫أكػسفؿ باب إبداء الرأي وآكتؼاد وأذكقا فقف‪ :‬فقجقز كصقحتفؿ بالحؼ مـ‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪8‬‬
‫غقر هتؽ وٓ تعققر لؿـافاهتؿا لؾجاكب إخالقل‪ ،‬وٓ خروج بالؼقل‬
‫والػعؾ لؿخالػتف لؿـفج اإلسالم يف الحؽؿ والسقاسة‪ ،‬ويتؿ وطظفؿ سـرا‬
‫إمـا طــ صريـؼ خطاب سري مرسؾ إلقـفؿ طبـر البـريد الخـاص أو‬
‫اإللؽرتوين‪ ،‬وإما بتسؾقؿف يدويا مـ قبؾ ثـؼة‪ ،‬أو بطؾب لؼاء أخقي يسر‬
‫إلقفؿ فقف بالـصقحة‪ ،‬وكحق ذلؽ مـ أسباب حصقل آكتػاع بالـصقحة يف‬
‫مجال الدطقة والتعؾقؿ واإلطالم‪...‬‬
‫وقيّ٘‪ ،‬في٘ؿ ٌَ ؼـؽق اىِط٘طث حٍؽٗؽْـا قيـٕ شتهات األُخـؽُج‬
‫واىططف واىٍشالت وغ٘ؽْا إذا ىً ٗأذن ف٘ٓا اىٍِطٔح ىّ‪ ،‬فنن أذن فنكف‬
‫يراطك الجاكب إخالقل يف التعامؾ بالـصقحة معف‪ :‬تؼصدا لتعؿقؿ فائدة‬
‫الـصقحة‪ :‬ذلؽ ٕن هذه القسائؾ مقضقطة ابتداء لإلطالم والتشفقر‬
‫والتبؾقغ‪ ،‬وقد تستعؿؾ ـ غالبا يف بعض الشبؽات ووسائؾ اإلطالم ـ لؾتعققر‬
‫واإلهاكة والذم يف صقرة الـصقحة‪ :‬إمر الذي يؼضل بؿـافاهتا لؾـصقحة‬
‫يف قالبفا السري وإخالقل‪ٕ :‬هنا ـ هبذا الشؽؾ ـ تدخؾ يف التلكقب‬
‫والتشـقع)‪.‬‬
‫‪ -3‬وكال يف اىهيٍث اىشٓؽٗث ركً (‪ :)١7‬ةكِٔان‪( :‬فـٖ ضهً اىخشٓ٘ـؽ‬
‫ةاىطهام واىخشِ٘ف قيً٘ٓ)‪ ،‬وْـٖ ٌؤرعث‪ْ7131/3/42 :‬ـ‪:‬‬
‫( فؿـفج أهؾ السـة والجؿاطة يف مـاصحة وٓة إمر فقؿا صدر مـفؿ‬
‫مـ مـؽرات‪ :‬أن يــاصحقهؿ بالخطاب‪ ،‬وطظا وتخقيػا مـ مؼام اهلل تعالك‪،‬‬
‫وةاىفؽ وةاىؽفق‪ ،‬لؼقلف تعالك ـ مخاصبا مقسك وهارون طؾقفؿا السالم‬
‫حقـ أرسؾفؿا إلك فرطقن‪ ( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [صف]‪،‬‬
‫هذا إن وصؾقا إلقفؿ‪ ،‬أو بالؽتابة والقساصة إن تعذر القصقل إلقفؿ‪ :‬إذ‬
‫األضو يف وقـًٓ أن ٗهٔن ـؽ ا‪ ،‬وإذا ؼيتٔا حلػًٗ اىِط٘طث أٌآًٌ‬
‫قيًِا‪ ،‬وفخطـٔا قيـٕ أُففٓـً ةاب إةـ ػاء اىؽأي واالُخلـاد‪ ،‬وأذُـٔا ف٘ـّ؛‬
‫تؽ لألستار وٓ تعققـر‪ ،‬لؿـافاهتؿا‬ ‫ف٘شٔز ُط٘طخًٓ ةاىطق‪ ،‬مـ غقر ه ٍ‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫لؾجاكب إخالقل‪ ،‬وٓ خروج ـ بالؼقل أو الػعؾ ـ لؿخالػتف لؿـفج‬


‫‪ « :‬وقال جؿاهقر أهؾ‬ ‫اإلسالم فـ ل الحؽؿ والسقاسة‪ ،‬قال الـقوي‬
‫السـة مـ الػؼفاء والؿحدثقـ والؿتؽؾؿقـ‪ ٓ :‬يـعزل بالػسؼ والظؾؿ‬
‫وتعطقؾ الحؼقق‪ ،‬وٓ يخؾع‪ ،‬وٓ يجقز الخرو ج طؾقف بذلؽ‪ ،‬بؾ يجب‬
‫وطظف وتخقيػف لألحاديث القاردة يف ذلؽ»‪ٌ .‬ف حطؼٗؽ اىِاس ٌَ ْؼه‬
‫اىٍِهؽات واىتػع واىٍكاضٖ قٌٍٔا‪ ،‬دون حكَ٘٘ اىفـاقـو‪ ،‬أو اإلشـارة‬
‫إى٘ـّ‪ ،‬أو حغط٘ص ةكظ ضفـاحـّ اىخٖ ُٗ كـؽف ةٓـا‪ ،‬كالتحذيـر مـ الزكـا‬
‫والربـا والظؾؿ وشـ رب الخؿر ومحدثات إمـقر وكحقهـا طؿقما مــ‬
‫غقـر تعققــ‪ ،‬أي‪ٗ :‬هفـٖ اإلُهار قيـ ٕ اىٍكاضٖ واىتػع واىخطؼٗـؽ ٌِٓـا‪،‬‬
‫دون حكَ٘٘ فاقيٓا بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح‪ :‬فنكـف يػضل إلك الحرمان‬
‫سب قق ٌم أمقرهؿ إٓ ُح رمقا‬
‫مـ الخقر والعدل قال بعض السؾػ‪« :‬ما َّ‬
‫خقره»‪ ،‬وقال آخر‪« :‬مـ لعـ إمامف ُح رم طدلف»‪.‬‬
‫وٌكِٕ ذىم‪ :‬أن أْو اىفِث اىفيفَ٘٘ ِٗهؽون ٌا ٗأٌؽ ةّ اإلٌام ٌَ اىتػع‬
‫واىٍكاضٖ‪ ،‬وٗطؼرون اىِاس ٌِٓا‪ ،‬وٗأٌؽوًُٓ ةاالةخكاد قِٓا‪ ٌَ ،‬غ٘ـؽ أن‬
‫ٗهٔن إُهارًْ قيٕ والة األٌٔر يف ٌشاٌف اىِاس وٌطافيًٓ‪ ،‬وال قيٕ‬
‫رؤوس اىٍِاةؽ وٌشاىؿ اىٔقؾ‪ ،‬وٓ التشفقر بعققهبؿ‪ ،‬وٓ التشـقع طؾقفؿ‬
‫يف وسائؾ اإلطالم بلكقاطفا الؿختؾػة‪ :‬الؿرئقة والؿسؿقطة والؿؽتقبة‪،‬‬
‫بالؽتابة يف الصحػ والؿجالت أو بالصقر الؽاريؽاتقرية وكحق ذلؽ‪ٕ :‬ن‬
‫ذلؽ يمدي إلك تللقب العامة‪ ،‬وإثارة الرطاع‪ ،‬وإيغار لصدور الرطقة طؾك‬
‫وٓة إمقر‪ ،‬وإشعال الػتـة‪ ،‬ويقجب الػرقة بقـ اإلخقان‪ ،‬وهذه الـتائج‬
‫الضارة يلباها الشرع‪ ،‬ويـفك طـفا‪ ،‬و«كؾ ما يػضـل إلـك حـرام ففـق حـرام»‪،‬‬
‫و«القسائـؾ لفا حؽـؿ الؿؼاصد»‪ ،‬قال أبق الدرداء ﭬ‪« :‬إن أول كػاق‬
‫الؿرء‪ :‬صعـف طؾك إمامف»‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪11‬‬
‫الـنبخـح الجـاىـٕ‪ :‬أمنـْذجـاٌ مـً ىصائـح الظٔـذ ّإىكـاراتُ على الـْالة‬
‫فـٕ غٔبتـَـه‪:‬‬
‫يالحظ فـل التطبقؼات العؿؾقـة لؾشقخ أن مقاصـ مـفـا فقفا طدم تطابؼ‬
‫لبعض ما قـرره يف فتاويف‪.‬‬
‫فالشقخ قـرر أكف ٓ يـؽـر طؾك القٓة وٓ يـاصحقن يف غقبتفؿ إٓ إذا‬
‫أذكقا أو صؾبقا ذلؽ‪ ،‬وأكف يؽػل اإلكؽار طؾك الؿعاصل والبدع والتحذير‬
‫مـفا‪ ،‬دون تعققـ فاطؾفا‪ ،‬أو اإلشارة إلقف‪ ،‬أو تخصقص بعض صػاتف التل‬
‫ُيعرف هبا‪.‬‬
‫وقرر أكف لقس مـ صـرق الـصقحة تؿريرهـا طؾـك شبؽات إكتـركت‬
‫والصحػ والؿجالت وغقرها إذا لؿ يلذن فقفا الؿـصقح لف‪.‬‬
‫ومرر كصائحف يف‬
‫والشقخ أكؽر طؾك القٓة يف غقبتفؿ مـ غقر إذن مـفؿ‪َّ ،‬‬
‫شبؽة آكرتكت‪ ،‬مع أكف كان باإلمؽان تؼديؿ الـصقحة سرا‪ ،‬وكان باإلمؽان‬
‫تطبقؼ ما ذكره يف تؼريراتف‪ :‬مـ إكؽار الؿعاصل والبدع والتحذير مـفا‪،‬‬
‫دون تعققـ فاطؾفا‪ ،‬وذكر بعض إلػاظ التل تدخؾ يف باب التلكقب‪ ،‬وكان‬
‫مـ السفؾ اجتـاهبا‪ .‬وأدخؾ معف يف كصقحتف وإكؽاره إدارة مققعف‪ ،‬وهؿ‬
‫لقسقا مـ العؾؿاء‪.‬‬
‫وسلكؼؾ مثالقــ مــ مققـع الشقخ طؾـك الشبؽة العالؿقة‪ ،‬وأتبعـفؿا‬
‫بالتعديؾ طؾقفؿ ا بؿا يتقافؼ مع ما قرره الشقخ مـ إكؽار جـس الؿـؽر دون‬
‫التعرض لقلل إمر‪ ،‬وذلؽ لؾدٓلة طؾك أن سؾقك ذلؽ مؿؽـ‪ ،‬وأكف ٓ‬
‫ترابط–كؿا يزطؿ البعض‪ -‬بقـ إكؽار الؿـؽر وذكر وٓة إمـر‪.‬‬
‫الـنثال األول‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإدارة ٌٔككّ إىٕ والة األٌؽ قيٕ‬ ‫ُط٘ط ٌث ٌَ اىش٘ظ َّ‬
‫ٌطٍػ قيٖ فؽنٔس‬
‫اىتٌ٘ٔخؽٗ َْ٘‬
‫َّ‬ ‫اىغاضث ةشٔاز اىففؽ وةؽاكث اىخكؽٗف‬ ‫َّ‬ ‫اإلسؽاءات اإلدارٗث‬
‫الحؿدُ هللِ وحدَ ه‪ ،‬والصال ُة والسالم ط َؾك مـ ٓ كبل بعدَ ه‪ ،‬وطؾك ِ‬
‫آلف‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصحبف ِ‬
‫الديـ‪ ،‬أ َّما بعدُ ‪:‬‬ ‫ومـ اقت َػك َ‬
‫أثر ُه إلك يق ِم‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬
‫فنن اهلل سبحاكف وتعـالـك أمر بآلتـزام بديــف والدخـ ِ‬
‫قل فقـف كا َّفـ ًة بؼقلـف‬ ‫َّ‬
‫وجؾ‪( :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳) [البؼرة‪ ،]218 :‬وأمر‬ ‫طز َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وصاطة رسقلف ﷺ مطؾ ًؼا بؼقلف تعالك‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫بطاطتف‬
‫ﰀﰁ) [آل طؿران]‪.‬‬
‫الحؼ‬
‫ِّ‬ ‫واستجاب ًة لفذا الـداء الشرطل‪ ،‬وققاما بؿا أوجبف اهلل مِـ ِ‬
‫بقان‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬
‫محؿد طؾل فركقس وإدار َة مققعف ـ وإن كاكقا‬ ‫فنن الشقخ َّ‬ ‫ِ‬
‫لؾخؾؼ‪َّ ،‬‬ ‫والـصحِ‬
‫الخاص َة بجقاز السػر وبطاقة التعريػ‬ ‫ِ‬
‫اإلجراءات اإلداري َة‬ ‫يتػفؿقن‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫والتزوير‬ ‫ِ‬
‫مسالؽ اإلجرا ِم‬ ‫ِ‬
‫وتضققؼ‬ ‫ِ‬
‫إمـ‬ ‫ِ‬
‫إقرار‬ ‫البققمرتيقـ الرامق َة إلك‬
‫ِ‬
‫تخػقػ‬ ‫الجفات الرسؿقة َف ْر َضف مِـ‬
‫ُ‬ ‫والػساد ـ َّإٓ أهنؿ ٓ ُي ِؼرون ما تعتز ُم‬
‫ِ‬
‫لؿـافاة‬ ‫ِ‬
‫الشؿسقة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصقر‬ ‫ِ‬
‫الؿرأة وأذكقفا يف‬ ‫ِ‬
‫شعر‬ ‫ِ‬
‫وكشػ‬ ‫ِ‬
‫لحقة الرجؾِ‪،‬‬
‫ِ‬
‫الحجاب يف ققلف تعالك‪( :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫ِ‬
‫الؼرار ٔية‬
‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲‬
‫أيضا ـ‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫﮳ ﮴) [إحزاب‪ ،]59 :‬وققلف تعالك ـ ً‬
‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫الشرع طقر ًة‬
‫ُ‬ ‫ﮢ) [الـقر‪ .]31 :‬وقد ا َّتػؼ العؾؿاء قاصب ًة طؾك َّ‬
‫أن ما طدَّ ه‬
‫رته طـ إجاكب مطؾ ًؼا حؼقؼ ًة كان أو صقرةً‪ ،‬وٓ‬ ‫مِـ بدن الؿرأة يجب س ُ‬
‫يجقز أن ُت ْب ِد َي الؿرأ ُة زيـتَفا َّإٓ فقؿا استثـاه ا ُ‬
‫لدلقؾ الشرطل يف ققلف تعالك‪:‬‬
‫(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼‬
‫﮽﮾﮿﯀﯁﯂﯃﯄﯅﯆﯇﯈﯉﯊﯋‬
‫﯌﯍﯎﯏﯐﯑﯒ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬
‫ﯝﯞﰀﰁ ﰂ ﰃ) [الـقر]‪.‬‬
‫ِ‬
‫القجف‬ ‫والحجاب ٓ يـافقان ـ قط ًعا ـ تحديدَ مالمحِ‬ ‫طؾؿا َّ‬
‫أن الؾحق َة‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫مسالؽ الؿباحث يف‬ ‫ِ‬
‫الؿطؾقب يف الصقر الشؿسقة‪ ،‬إذ ٓ يعقق ـ أصالً ـ‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪12‬‬
‫كثقر مِـ الدول غقر الؿسؾؿة‬
‫إمر الذي َج َر ْت طؾقف ٌ‬
‫ُ‬ ‫التحؼقؼ والتعرف‪،‬‬
‫والحر َّيات الػردية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫احرتا ًما لؾشعائر الديـقة‬
‫محؿـد طؾـل فـركقس وإدار َة مققـعـف إذ يحضقن‬ ‫َّ‬ ‫هـذا‪َّ ،‬‬
‫وإن الشقخ‬
‫ِ‬
‫الؿرأة‬ ‫طؿا يصاد ُم َش ْر َع اهلل و َيشق ُـ كرام َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الؼرار طؾك العدول َّ‬ ‫أصحاب‬
‫َ‬
‫الؼرار ذريع ًة إلك تخ ِّؾل‬ ‫ِ‬
‫الققت ذاتف ٓ َي ْر َض ْقن أن ُيتَّخذ‬ ‫وشر َففا‪ ،‬فنهنؿ يف‬
‫ُ‬
‫الجزائري طـ أصالتف وديـف الحـقػ وطروبتف وإيؿاكف التل يسعك‬
‫ِّ‬ ‫الشعب‬
‫إلقفا الؿـاوؤون لإلسالم والعروبة‪ ،‬قال ابـ باديس رحؿف اهلل‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫الج َزائِ ِر ُم ْسؾِ ٌؿ‬
‫ب‬‫َوإِلـ َك ال ُع ُرو َبـة َيـْتَس ْ‬ ‫ب َ‬ ‫َش ْع ُ‬
‫ات َف َؼدْ ك ََذ ْب‬ ‫َأ ْو َق َال َم َ‬ ‫أصؾِ ِف‬ ‫َم ْـ َق َال َحا َد َط َـ ْ‬
‫الشتؿ والطعـ‬ ‫وتػصقال ـ‬
‫ً‬ ‫جفة أخرى ـ يرفضقن ـ جؿؾ ًة‬ ‫كؿا أهنؿ ـ مِـ ٍ‬
‫َ‬
‫الػتـ والخروجِ الؿػتعؾ الذي‬ ‫ِ‬ ‫الطريؼ إلك‬‫َ‬ ‫يؿفد‬
‫وكؾ ما ِّ‬ ‫ِ‬
‫إمقر َّ‬ ‫يف وٓة‬
‫الجزائر مِـ ويالتِف طشري ًة مِـ الزمـ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫طاكت‬
‫ِ‬
‫الؼدير أن يق ِّف َؼ وٓ َة أمقر الؿسؾؿقـ ل َؿا فقف ُ‬
‫خقر‬ ‫َ‬ ‫العؾل‬
‫َّ‬ ‫سائؾق َـ الؿقلك‬
‫ِ‬
‫تسققر‬ ‫تعقـفؿ طؾك ُح ْس ِـ‬ ‫ُ‬ ‫الديـ والدكقا‪ ،‬وأن يرز َق ُفؿ البطاك َة الصالح َة التل‬ ‫ِ‬
‫باصال‬ ‫َ‬
‫والباصؾ ً‬ ‫الحؼ حؼا ويرزقـا ا ِّتبا َطف‬ ‫إمقر وإدارهتا‪ ،‬وأن ُي ِر َيـا وإ َّياهؿ َّ‬ ‫ِ‬
‫ويرز َقـَا وإ َّياهؿ اجتـا َبف‪.‬‬
‫محؿ ٍد وآلف‬
‫َّ‬ ‫رب العالؿقـ‪ ،‬وص َّؾك اهلل طؾك‬ ‫ِ‬
‫وآخر دطقاكا أن الحؿدُ هلل ِّ‬
‫ِ‬

‫تسؾقؿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصحبف وإخقاكف وس َّؾؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫الجزائر يف‪ 13 :‬جؿادى إولك ‪1431‬ه‬
‫الؿقافؼ ل‪ 17 :‬أفريؾ ‪2111‬‬

‫(‪ )1‬يالحظ أن تاريخ هذه الـصقحة جاء بعد أربعة أشفر مـ الؽؾؿـة الشفريـة رقـؿ ‪( :49‬ضقابط‬
‫ِ‬
‫اىِط٘طث‬ ‫كصقحة أئؿة الؿسؾؿقـ [حؽا ًما وطؾؿاء]) والتل قال فقفا الشقخ‪( :‬في٘ؿ ٌِ َْ ُؼ ُؽ ِق‬
‫اىٍِطٔح ىّ)‪.‬‬ ‫هات األُخؽُج واىططف واىٍش َّال ِ‬
‫ت وغ٘ؽِْا إذا ىً َٗ ْأ َذ ْن ف٘ٓا‬ ‫حٍؽٗؽْا قيٕ َشت ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫الـنثال الثاني‪:‬‬
‫حؼن٘ؽ واـخِهار‬
‫ِ‬
‫ةفتب ُقؼر اىٍؽؽ‬ ‫قيٕ ِ‬
‫كؽار ٌِ ِف اىشٍف يف َ‬
‫اىط َغؽ‬
‫رب العالؿقـ‪ ،‬والصال ُة والسالم طؾك َم ْـ أرسؾف اهلل رحؿ ًة‬ ‫الحؿد هلل ِّ‬
‫لؾعالؿقـ‪ ،‬وطؾك آلف وصحبِف وإخقاكِف إلك يقم الدِّ يـ‪ ،‬أ َّما بعد‪:‬‬
‫الؿح َؽؿ قق ُلف تعالك‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ف َؼدْ جاء يف التـزي ِؾ ُ‬
‫أية ٌ‬
‫أصؾ‬ ‫ِ‬ ‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [إحزاب]‪ ،‬فػل‬
‫ِ‬
‫وآقتداء بف ومتابعتِف يف أققالف وأفعالف‬ ‫التلسل برسقل اهلل ﷺ‬ ‫كبقر يف‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الؿشرطة بػعؾف‬
‫َّ‬ ‫العؿؾ بالرخصة‬ ‫جر ْت طؾقف سـَّ ُة ِّ‬
‫الـبل ﷺ‪:‬‬ ‫ومؿا َ‬
‫وأحقالف‪َّ :‬‬
‫قائؿ طؾك التقسقر ورف ِع الحرج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ طـد وجقد الحرج‪ :‬إذ دي ُـ اهلل تعالك ٌ‬
‫الؿش َّؼة‪ :‬وإد َّل ُة طؾك ذلؽ متضافر ٌة بؾ َغ ْت درج َة الؼطع‪ ،‬فؿـفا‪ :‬قق ُلف‬
‫ودف ِع َ‬
‫تعالك‪( :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [الحج‪ ،]78 :‬وقق ُلف تعالك‪( :‬ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) [الؿائدة‪ ،]6 :‬وقق ُلف تعالك‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫وغقرها مِ َـ أيات‪ ،‬ومِ َـ السـَّة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [البؼرة‪،]185 :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ُث» [رواه البخاري مع َّؾ ًؼا (‪/1‬‬ ‫َٗ إِ َىٕ اهلل ا ْى َطِ٘ف َّ٘ ُث َّ‬
‫اىف ٍْ َ‬ ‫ب اىػِّ ِ‬ ‫قق ُلف ﷺ‪َ « :‬أ َض ُّ‬
‫ب َأ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َأ ْن ح ُْؤحَٕ ُر َع ُط ُّ ن ٍََا ُٗط ُّ‬ ‫‪ ،])93‬وققلف ﷺ‪« :‬إِ َّن اهللَ َق َّؾ َو َس َّو ُٗط ُّ‬
‫وصححف إلباين يف «إرواء‬ ‫ح ُْؤحَٕ َقؾَائ ٍُ ُّ» [أخرجف البقفؼل يف «الســ الؽربى » (‪.)5415‬‬
‫ِ‬
‫َّ‬

‫الغؾقؾ» (‪.])9 /3‬‬


‫ومِ ْـ الر َخص الؿبـ َّقة طؾك أطذار العباد‪ :‬رخص ُة الجؿع بقـ الصالتقـ‬
‫ٔل اهللِ‬ ‫اس ﭭ‪َ « :‬س ٍَ َف َر ُـ ُ‬ ‫ابـ ط َّب ٍ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف الحضر بسبب الؿطر‪ :‬فػل‬
‫اء ةِا ْىٍ ِػِٗ َِث‪ ،‬فِٖ َغ٘ؽِ َعٔ ٍ‬ ‫ب وا ْى ِك َش ِ‬
‫ف‪َ ،‬و َال‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﷺ َة ْ٘ ََ اى ُّـ ْٓؽِ َوا ْى َك ْطؽِ‪َ ،‬وا ْى ٍَ ْغؽِ ِ َ‬
‫َان ـ إِ َذا َج َؿ َع‬‫مسؾؿ (‪ ،])715‬وطـ كاف ٍع « َأ َّن َط ْبدَ اهللِ ْب َـ ُط َؿ َر ك َ‬ ‫ٌ‬ ‫ؽؽٍ» [أخرجف‬ ‫ٌَ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫مالؽ يف‬‫ٌ‬ ‫ج َؿ َع َم َع ُف ْؿ» [أخرجف‬ ‫ب َوا ْلع َشاء فل ا ْل َؿ َط ِر ـ َ‬ ‫ْإُ َم َرا ُء َب ْق َـ ا ْل َؿ ْغ ِر ِ‬
‫َان َي ْج َؿ ُع‬ ‫«الؿق َّصن» (‪ ،])199 /2‬وطـ مقسك بـ طؼبة « َأ َّن ُط َؿ َر ْب َـ َط ْب ِد ا ْل َع ِز ِيز ك َ‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪14‬‬
‫َان ا ْل َؿ َط ُر‪َ ،‬و َأ َّن َس ِعقدَ ْب َـ ا ْل ُؿ َس ِّق ِ‬ ‫ب وا ْل ِع َش ِ‬
‫اء ْأ ِخ َر ِة إِ َذا ك َ‬
‫ب‬ ‫َب ْق َـ ا ْل َؿ ْغ ِر ِ َ‬
‫ان كَا ُكقا‬ ‫و ُطرو َة بـ الزبق ِر و َأبا ب ْؽ ِر بـ َطب ِد الرحؿ ِـ وم ْشق َخ َة َذل ِ َؽ ا َّلزم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ َ َ َ‬
‫ون َذل ِ َؽ» [أخرجف البقفؼل يف «الســ الؽربى» (‪ ،])5558‬وقد‬ ‫قن َم َع ُف ْؿ َو َٓ ُيـْؽِ ُر َ‬
‫ُي َصؾ َ‬
‫جقال بعد جقؾٍ‪،‬‬
‫مذاهب أ َّمة اإلسالم طؾك العؿؾ هبذه السـَّة ً‬ ‫ُ‬ ‫تتاب َع ْت‬
‫العربل الؿالؽل‬ ‫أئؿ ُة الؿالؽقة‪ ،‬قال اب ُـ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫وقرروها يف مصـَّػاهتؿ‪ ،‬وم ْـ ذلؽ َّ‬ ‫َّ‬
‫ـ رحؿف اهلل ـ يف [«ال َؼ َبس يف شرح مق َّصن مالؽ ِبـ أكس» (‪« :])327‬وٓ َيطؿئِـ إلك‬
‫الجؿع وٓ يػعؾف َّإٓ جؿاط ٌة م ِ‬
‫طؿئـَّ ُة الـػقس بالسـَّة‪ ،‬كؿا أكف ٓ يؽع [أي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يجبـ ويضعػ] طـف َّإٓ ُ‬
‫أهؾ الجػاء والبداوة»‪.‬‬
‫محؿد طؾل فركقس ـ حػظف اهلل ـ وإدار َة مققعف‬ ‫الؿعز َّ‬
‫ِّ‬ ‫هذا‪َّ ،‬‬
‫وإن أبا طبد‬
‫َل َقستـؽِ ُرون مِ َـ البقان الصادر مِ ْـ وزارة الشمون الدِّ يـقة وإوقاف‪،‬‬
‫حال كزول الؿطر أو وققع الثؾج‪،‬‬ ‫والؼاضل بؿـع الجؿع بقـ الصؾقات يف ِ‬
‫طؿؾ إ َّمة اإلسالمقة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والؿـايف ل ِ َؿا طؾقف‬
‫ُ‬ ‫صادم لؾسـَّة الػعؾقة‪،‬‬‫والؿ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بنحداث ٍ‬
‫ققل‬ ‫إقامة سـ ٍَّة مِ ْـ ُسـَـف ﷺ يف بققت اهلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حظر‬ ‫ويتعجبقن مِ ْـ‬
‫َّ‬
‫الػؼفل الذي تعتؿده الجف ُة القص َّق ُة مرج ًعا لفا دون‬ ‫ِّ‬ ‫خارجٍ طـ الؿذهب‬
‫غقره‪ ،‬وهق مذهب مالؽ الذي ـ كثقرا ـ ما ُت ِ‬
‫دكد ُن القزار ُة حقلف‪.‬‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫أصحاب الؼرار ـ و َّفؼفؿ اهلل ـ‬ ‫تذكقر‬
‫َ‬ ‫وإن مِ ْـ واجب التقاصل بالخقر‪:‬‬ ‫َّ‬
‫حراسة ِديـف‬
‫ِ‬ ‫الجؾقؾة طؾك الؿسؾؿ َأ ْن يق ِّفؼف لؾعؿؾ يف‬ ‫ِ‬ ‫أن مِ ْـ كِ َعؿ اهلل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫والذب طـ سـَّة كب ِّقف ﷺ‪ ،‬والعؿ ِؾ طؾك إحقائفا‪ ،‬و َأ ْن ُي َ‬
‫ؼقؿف يف‬ ‫ِّ‬ ‫الحـقػ‪،‬‬
‫ورطاية مصالحف‬ ‫ِ‬ ‫يـ العظقؿ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خدمة هذا الدِّ ِ‬ ‫شرف‬
‫ُ‬ ‫ب يحصؾ لف بف‬ ‫َمـ ِْص ٍ‬
‫خروي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الدكققي وإ‬
‫ِّ‬ ‫الؼائؿة طؾك الخقر والـػع‬
‫لعذر الؿطر رف ًعا لؾحرج‪،‬‬‫ِ‬ ‫إطؿال سـَّة الجؿع‬ ‫ِ‬ ‫تعارض بقـ‬
‫َ‬ ‫طؾؿا أكف ٓ‬
‫ً‬
‫إصؾل‬ ‫العشاء‬ ‫صالة‬ ‫وقت‬ ‫إلك‬ ‫ـ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫لزو‬ ‫ـ‬ ‫ا‬‫مػتقح‬ ‫الؿسجد‬ ‫ِ‬
‫استبؼاء‬ ‫وبقـ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التقفقؼ والجؿع‬
‫ُ‬ ‫العؿؾ بالعزيؿة‪ :‬فقتح َّؼؼ ـ بذلؽ كؿا ٓ يخػك ـ‬ ‫َ‬ ‫لؿ ْـ أراد‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أخذ‬ ‫لؿ ْـ َ‬
‫فضؾ العزيؿ َة أو َ‬‫لؿ ْـ َّ‬ ‫خقر‪ ،‬سقا ٌء َ‬ ‫بقـ الؿصؾحتقـ‪ ،‬ويف ك َؾ ْقفؿا ٌ‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫بالرخصة‪.‬‬
‫اهلل الؿسمولقـ يف وزارة الشمون الدِّ يـقة وإوقاف ـ الؼائؿقـ طؾك‬ ‫و َّفؼ ُ‬
‫وكصر السـَّة وإحقاؤها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫التقجقف والؼرار ـ ل ِ َؿا فقف طز اإلسالم والؿسؾؿقـ‪،‬‬
‫ِ‬
‫لشرطف‪،‬‬ ‫وهدً ى‪ ٓ ،‬مبدِّ لقـ ِ‬
‫لديـ اهلل وٓ مغ ِّقريـ‬ ‫ٍ‬
‫بصقرة ُ‬ ‫والدطق ُة إلقفا طؾك‬
‫(ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ) [إحزاب]‪.‬‬
‫محؿ ٍد‬
‫َّ‬ ‫رب العالؿقـ‪ ،‬وص َّؾك اهلل طؾك كب ِّقـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وآخ ُر دطقاكا أن الحؿدُ هلل ِّ‬
‫تسؾقؿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وطؾك آلف وصحبِف وإخقاكِف إلك يقم الدِّ يـ‪ ،‬وس َّؾؿ‬
‫الجزائر يف‪ 22 :‬جؿادى إولك ‪1439‬ه‬
‫الؿقافؼ ل‪ 18 :‬فقػري ‪2118‬م‬
‫‪‬‬
‫الـنبخح الجالح‪ :‬بٔـاٌ األحكـاو الظـرعٔـة ّإىكـار جيص الـنيكـر‪ ،‬مِـً‬
‫غٔـر تعـرضٍ للـْالة‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬حلؽٗـؽات اإلٌاٌَ٘ اةَ ةاز واةَ قرٍَ٘٘‪ ،‬وحلؽٗؽات‬
‫اىش٘ظ فؽنٔس اىفاةلث‪:‬‬
‫‪ ،‬ةكػ أن ةَ٘ ؼؽٗلث‬ ‫‪-7‬كال ـٍاضث اىش٘ظ قتػ اىكؾٗؾ ةَ ةاز‬
‫اىفيف يف ُطص وىٖ األٌؽ‪:‬‬
‫(أما إكؽار الؿـؽر بدون ذكر الػاطؾ‪ :‬ف ُقـؽر الزكا‪ ،‬و ُيـؽر الخؿر‪ ،‬و ُيـؽر‬
‫الربا‪ ،‬مِـ دون ذكر مـ فعؾف‪ :‬فذلؽ واجب‪ :‬لعؿقم إدلة‪ .‬وٗهفٖ إُهار‬
‫ضانٍا وال غ٘ـؽ‬
‫ً‬ ‫اىٍكاضٖ واىخطؼٗـؽ ٌِٓـا‪ٌ ،‬ـَ غ٘ـؽ أن ُٗؼنؽ ٌََ فكيٓـا؛ ال‬
‫ضانً) (‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-4‬وكال اىش٘ظ اىكالٌث ٌطٍػ ةَ ضاىص اىكرٍَ٘٘‬
‫(مسللة التؼريـر‪ ،‬وْـٔ أن ٗخهيـً قـَ اإلُهـار قيـٕ اىـٔالة‪ ،‬وى٘ـؿ قيـٕ‬
‫(‪« )1‬مجؿقع فتاوى ومؼآت متـقطة» (‪.)211/8‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪16‬‬
‫اىٍِهـؽات اىشائكـث‪ ،‬أي‪- :‬مثـالً‪ -‬طــدكـا أن مــؽـرات شائـعـة‪ ،‬مثـؾ الربـا‬
‫والؿقسـر‪ ،‬والتلمقــات أن الؿقجـقدة طـدكـا ‪ ...‬أٌا اىٍِهـؽات اىشائـكـث‬
‫فأُهِـؽْـا‪ ،‬ىهـَ نـالٌـِــا قيـٕ اإلُـهــار قيـٕ اىطانـً‪ ،‬مثــؾ أن يؼـقم‬
‫اإلكسـان ‪-‬مثالً‪ -‬يف الؿسجد‪ ،‬ويؼقل‪ :‬الدولة ضؾؿت‪ ..‬الدولة فعؾت‪،‬‬
‫فقتؽؾؿ يف كػس الحؽام‪...‬ال‪ ،‬ى٘ـؿ ْهـؼا‪ ،‬أُا أرٗـػ ٌرال أن أكٔل ىيِاس‪:‬‬
‫اسخِتٔا اىؽةـا‪ ،‬وٗأحـٖ وٗلٔل‪ْ :‬ؼه ة٘ٔت اىؽةـا ٌكيِث ورافكث اىتِاء‪ ،‬فال ٗلٔل‬
‫ْهؼا‪ ،‬يعـل‪ :‬هذا إكؽار ضـل طؾك القٓة‪ ،‬لؽـ يؼقل‪ :‬تجـبقا الربا‪ ،‬والربا‬
‫محرم وإن كثر بقـ الـاس‪ ،‬الؿقسر حرام وإن ُأقـر‪ ،‬وما أشبف ذلؽ)(‪.)1‬‬
‫‪ٌ -3‬ا حلػم ٌَ حلؽٗؽ اإلٌاٌَ٘ اةَ ةاز واةَ قرٍَ٘٘ نان اىش٘ظ‬
‫فؽنٔس ٗلؽره ـاة ًلا يف فخاوّٗ‪ ،‬فٍَ ذىم كٔىّ‪:‬‬
‫(‪ٌ....‬ف حطؼٗؽ اىِاس ٌَ ْؼه اىٍِهؽات واىتػع واىٍكاضٖ قٌٍٔا‪،‬‬
‫دون حكَ٘٘ اىفـاقـو‪ ،‬أو اإلشـارة إى٘ـّ‪ ،‬أو حغط٘ص ةكظ ضفـاحـّ اىخٖ‬
‫ُٗكـؽف ةٓا‪ ،‬كالتحذير مـ الزكا والربا والظؾؿ وشرب الخؿر ومحدثات‬
‫إمقر وكحقها طؿقما مـ غقر تعققـ‪ ،‬أي‪ٗ :‬هفٖ اإلُهار قيٕ اىٍكاضٖ‬
‫واىتػع واىخطؼٗؽ ٌِٓا‪ ،‬دون حكَ٘٘ فاقيٓا بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح‪ :‬فنكف‬
‫سب قق ٌم‬
‫يػضل إلك الحرمان مـ الخقر والعدل قال بعض السؾػ‪« :‬ما َّ‬
‫أمقرهؿ إٓ ُحرمقا خقره»‪ ،‬وقال آخر‪« :‬مـ لعـ إمامف ُحرم طدلف»‪.‬‬
‫وٌكِٕ ذىم‪ :‬أن أْو اىفِث اىفيفَ٘٘ ِٗهؽون ٌا ٗأٌؽ ةّ اإلٌام ٌَ اىتػع‬
‫واىٍكاضٖ‪ ،‬وٗطؼرون اىِاس ٌِٓا‪ ،‬وٗأٌؽوًُٓ ةاالةخكاد قِٓا‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ أن‬
‫ٗهٔن إُهارًْ قيٕ والة األٌٔر يف ٌشاٌف اىِاس وٌطافيًٓ‪ ،‬وال قيٕ‬
‫رؤوس اىٍِاةؽ وٌشاىؿ اىٔقؾ‪ ،‬وٓ التشفقر بعققهبؿ‪ ،‬وٓ التشـقع طؾقفؿ‬
‫يف وسائؾ اإلطالم بلكقاطفا الؿختؾػة‪.)2()...‬‬

‫(‪« )1‬لؼاءات الباب الؿػتقح» (‪.)14 /62‬‬


‫(‪ )2‬اكظر‪ :‬الؽؾؿة الشفرية رقؿ (‪ :)81‬بعـقان‪( :‬يف حؽؿ التشفقر بالحؽام والتشـقع طؾقفؿ)‪ ،‬وهل‬
‫ممرخة‪1434/3/26 :‬هـ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬اىخكػٗو قيٕ األٍُٔذسَ٘ اىفاةلَ٘ ىِطائص اىش٘ظ‬


‫فؽنٔس‪ ،‬ةٍا ٗخٔافق ٌف ة٘ان اىطهً اىشؽقٖ وإُهار سِؿ اىٍِهؽ‪ٌِ ،‬ـَ‬
‫غ٘ؽ حكؽض ىئالة‪:‬‬
‫تؼدم يف الؿبحث الثاين ذكر أكؿقذجقـ مـ كصائح الشقخ فركقس‬
‫وإكؽاراتف طؾك القٓة يف غقبتفؿ‪ .‬وهذا تعديؾ طؾقفؿا‪ ،‬والغرض مـف –كؿا‬
‫تؼدم‪ -‬بقان أكف يؿؽـ إكؽار جـس الؿـؽر مـ غقر تعرض لقٓة إمر‪ٓ ،‬‬
‫كؿا يظـف البعض مـ التالزم بقـ إمريـ‪.‬‬
‫يف ة٘ان ِضهً األٌـؽ‬ ‫‪ -‬كال اىكالٌث ٌطٍػ األٌَ٘ اىشِل٘ؽٖ‬
‫ةاىٍكؽوف واىِٖٓ قَ اىٍِهؽ‪:‬‬
‫(إمر بالؿعروف لف ثالث ِحؽؿ‪:‬‬
‫األوىٕ‪ :‬إقامـة حجـة اهلل طؾـك خؾؼـف‪ ،‬كؿـا قـال تعالــك‪( :‬ﭾ‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ‬
‫ﮍ ﮎ) [الـساء]‪.‬‬
‫اىراُ٘ث‪ :‬خروج أمر مـ طفدة التؽؾقػ بإمر بالؿعروف‪ ،‬كؿا قال‬
‫تعالك يف صالحل الؼقم الذيـ اطتدى بعضفؿ فـل السبت‪( :‬ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣ) [إطراف‪ ،]164:‬وقال تعالك ‪( :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ) [الذاريات]‪.‬‬
‫فدل طؾك أكف لق لؿ يخرج مـ العفدة‪ ،‬لؽان مؾق ًما‪.‬‬
‫اىراىرث‪ :‬رجاء الـػع لؾؿلمقر‪ ،‬كؿا قال تعالك‪( :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ)‪ ،‬وقال تعالك‪( :‬ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ) [الذاريات])(‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫وكال اىكالٌث قتػ اىؽضٍَ اىفكػي‬
‫(وهـذا الؿؼصـقد إطظؿ مــ إكؽار الؿـؽر‪ :‬لقؽقن معذرة‪ ،‬وإقامة‬
‫حجـة طـؾـك الؿلمـقر الؿـفـل‪ ،‬ولعـؾ الؾـف أن يفـديـف‪ ،‬فقعؿـؾ بؿؼتضـك‬
‫ذلؽ إمـر والـفـل)(‪.)2‬‬

‫(‪« )1‬أضقاء البقان يف إيضاح الؼرآن بالؼرآن» (‪.)465/1‬‬


‫(‪« )2‬تقسقر الؽريؿ الرحؿـ»‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪18‬‬
‫فاىطهٍث األوىٕ‪ :‬وهـل إقامـة الحجـة طؾـك ولـل إمـر‪ ٓ :‬تتحؼؼ يف‬
‫حال كقن اإلكؽار فـل غقبتف‪ ،‬إذ أن وٓة إمـر ٓ يصؾفـؿ ذلؽ اإلكؽـار إٓ‬
‫ما كـدر‪ٓ :‬كشغالفؿ بشمون البالد‪ ،‬والـادر ٓ حؽؿ لف‪ ،‬وخاصة يف هذا‬
‫العصر مع وجقد وسائؾ التقاصؾ وكثرة مـ ُيـؽر فقفا‪.‬‬
‫واىراُ٘ث‪ :‬خروج أمـر مـ طفدة التؽؾقػ بإمر بالؿعروف‪.‬‬
‫وأمر إذا أمر وهنك يف غقبة ولل إمر لؿ ي ِ‬
‫قصؾ إكؽاره إلقف‪ ،‬وزاد‬ ‫ُ‬
‫طؾك ذلؽ مػاسد أخرى‪ :‬مـ وققطف يف الغقبة الؿحرمة‪ ،‬وتللقب الـاس‬
‫طؾك ولـل إمـر‪.‬‬
‫هذا ما يتعؾؼ بقلـل إمـر‪.‬‬
‫وأما ما يتعؾؼ بالـاس‪ ،‬وتحذيـرهؿ مـ ذلؽ الؿـ َؽـر‪ ،‬فنن إكؽـار جــس‬
‫كاف يف تحؼقؼ القاجب الشرطل الذي تربأ بف الذمة وٓ مػسدة‬‫الؿـؽرات ٍ‬

‫معف‪.‬‬
‫فنن قال قائؾ‪ :‬إكؽار جـس الؿـؽر ٓ يحؼؼ الغرض‪ ،‬فالبد مـ ذكر‬
‫فاطؾ الؿـؽر –وهق ولل إمر‪ -‬لتالزم ذلؽ‪ ،‬حتك ٓ يغرت الـاس‪.‬‬
‫فقؼال‪ :‬الـغـرض مــ اإلكؽـار –فقؿـا يتعؾـؼ بعؿقم الــاس‪ -‬هـق‬
‫كصحـفـؿ وتحذيرهؿ‪ ،‬وهذا إمر الؿراد التحذير مـف لؿ كعرف أكـف مـ َؽر‬
‫إٓ مــ جفـة الشـرع‪ ،‬والشـرع ورد ببقـان أكـف ُمـ َؽـر قبـؾ أن يؼـع فقـف ولـل‬
‫إمـر‪ ،‬فـال حالزم إذن ةَ٘ إُهار اىٍِهؽ وذنـؽ وىـٖ األٌـؽ‪ ،‬إذ ٍُْا أٌـؽان‬
‫ٌِفهـان‪.‬‬
‫واىراىرث‪ :‬رجاء الـػع لقلل إمـر‪.‬‬
‫أصال لؿ تبؾغف؟‬
‫وكقػ يـتػع ولل إمر إذا كاكت الـصقحة ً‬
‫‪‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫‪ -7‬التعديل على املثال األول‪:‬‬


‫ُط٘ط ٌث قاٌث حخكيق‬
‫اىتٌ٘ٔخؽٗ َْ٘‬
‫َّ‬ ‫ةشٔاز اىففؽ وةؽاكث اىخكؽٗف‬
‫الحؿدُ هللِ وحدَ ه‪ ،‬والصال ُة والسالم ط َؾك مـ ٓ كبل بعدَ ه‪ ،‬وطؾك ِ‬
‫آلف‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصحبف ِ‬
‫الديـ‪ ،‬أ َّما بعدُ ‪:‬‬ ‫ومـ اقت َػك َ‬
‫أثر ُه إلك يق ِم‬
‫طز‬ ‫ِ‬
‫والدخقل فقف كا َّف ًة بؼقلف َّ‬ ‫فنن اهلل سبحاكف وتعالك أمر بآلتزام بديـف‬ ‫َّ‬
‫وجؾ‪( :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳) [البؼرة‪ ،]218 :‬وأمر‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وصاطة رسقلف ﷺ مطؾ ًؼا بؼقلف تعالك‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫بطاطتف‬
‫ﰀﰁ) [آل طؿران]‪.‬‬
‫ِ‬
‫لحقة الرجؾِ‪ٕ ،‬ي غرض كان يـايف إحاديث التل أمرت‬ ‫ِ‬
‫تخػقػ‬ ‫وإن‬
‫بنطػاء الؾحك‪ ،‬كؼقلف ﷺ‪« :‬عاىفٔا اىٍشؽنَ٘‪ ،‬وفؽوا اىيطٕ‪ ،‬وأضفٔا‬
‫(‪ ،])5892‬وققلف‪« :‬سؾوا اىشٔارب‪ ،‬وأرعٔا‬ ‫[أخرجف البخاري‬ ‫اىشٔارب»‪.‬‬
‫اىيطٕ‪ ،‬عاىفٔا اىٍشٔس»‪[ .‬أخرجف مسؾؿ (‪ ،])261-55‬ويدخؾ ضؿـ ذلؽ‪:‬‬
‫تخػقػ الؾحقة مـ أجؾ استصدار الجقاز البققمرتي وغقره مـ إمقر‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحجاب‬ ‫ِ‬
‫الشؿسقة‪ ،‬مخالػ ٔية‬ ‫ِ‬
‫الصقر‬ ‫ِ‬
‫الؿرأة وأذكقفا يف‬ ‫كشػ ِ‬
‫شعر‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫يف ققلف تعالك‪( :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴) [إحزاب‪،]59 :‬‬
‫أيضا ـ‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫وققلف تعالك ـ ً‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [الـقر‪ .]31 :‬وقد ا َّتػؼ‬
‫رته طـ‬ ‫الشرع طقر ًة مِـ بدن الؿرأة يجب س ُ‬ ‫ُ‬ ‫العؾؿاء قاصب ًة طؾك َّ‬
‫أن ما طدَّ ه‬
‫إجاكب مطؾ ًؼا حؼقؼ ًة كان أو صقرةً‪ ،‬وٓ يجقز أن ُت ْب ِد َي الؿرأ ُة زيـتَفا َّإٓ‬
‫الدلقؾ الشرطل فـل ققلـف تعالـك‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ُ‬ ‫فقؿـا استثـاه‬
‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳‬
‫﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂‬
‫﯃﯄﯅﯆﯇﯈﯉﯊﯋﯌﯍﯎﯏﯐﯑﯒‬
‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﰀﰁ‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪21‬‬
‫ﰂ ﰃ) [الـقر]‪.‬‬
‫ِ‬
‫الؿرأة وأذكقفا‬ ‫شػ ِ‬
‫شعر‬ ‫ومـ الؿعؾقم أن اإللزام بتخػقػ الؾحقة وك ِ‬

‫شقـ‬
‫فقفؿا مخالػة صريحة لميات وإحاديث السابؼة‪ ،‬وإخقر فقف ما َي ُ‬
‫الجزائري وديـف الحـقػ‬ ‫ِ‬
‫الؿرأة وشر َففا‪ ،‬ويـايف أصالة الشعب‬ ‫كرام َة‬
‫ِّ‬
‫وطروبتف وإيؿاكف التل يسعك الؿـاوؤون لإلسالم إلك تخؾقف طـفا‪ ،‬قال ابـ‬
‫باديس رحؿف اهلل‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫الج َزائِ ِر ُم ْسؾِ ٌؿ‬
‫ب‬ ‫َوإِ َ‬
‫لك ال ُع ُرو َبة َيـْتَس ْ‬ ‫ب َ‬ ‫َش ْع ُ‬
‫َأ ْو َق َال َم َ‬
‫ات َف َؼدْ ك ََذ ْب‬ ‫أصؾِ ِف‬‫َم ْـ َق َال َحا َد َط َـ ْ‬
‫ِ‬
‫القجف‬ ‫والحجاب ٓ يـافقان ـ قط ًعا ـ تحديدَ مالمحِ‬ ‫طؾؿا َّ‬
‫أن الؾحق َة‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫مسالؽ الؿباحث يف‬ ‫ِ‬
‫الؿطؾقب يف الصقر الشؿسقة‪ ،‬إذ ٓ يعقق ـ أصالً ـ‬
‫التحؼقؼ والتعرف‪.‬‬
‫ِ‬
‫الؼدير أن يق ِّف َؼ وٓ َة أمقر الؿسؾؿقـ ل َؿا فقف ُ‬
‫خقر‬ ‫َ‬ ‫العؾل‬
‫َّ‬ ‫أسلل الؿقلك‬
‫الحؼ حؼا‬
‫َّ‬ ‫الديـ والدكقا‪ ،‬وأن يرز َق ُفؿ البطاك َة الصالحةَ‪ ،‬وأن ُي ِر َيـا وإ َّياهؿ‬
‫ِ‬
‫باصال ويرز َقـَا وإ َّياهؿ اجتـا َبف‪.‬‬ ‫َ‬
‫والباصؾ ً‬ ‫ويرزقـا ا ِّتبا َطف‬
‫محؿ ٍد وآلف‬
‫َّ‬ ‫رب العالؿقـ‪ ،‬وص َّؾك اهلل طؾك‬ ‫ِ‬
‫وآخر دطقاكا أن الحؿدُ هلل ِّ‬
‫ِ‬

‫تسؾقؿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصحبف وإخقاكف وس َّؾؿ‬
‫‪ -‬حِت٘ٓات ٌٍٓث‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجراء الؿذكقر لؿ ُيطبؼ‪ ،‬بحؿد اهلل‪ ،‬فعؾك ذلؽ إبؼاء الػتقى يف‬
‫الؿققع فقف كظر ب ِّقـ‪ ،‬وخاصة أن زمـ القاقعة قد مضك مـ فرتة صقيؾة‪.‬‬
‫‪ -‬مِـ الؿجازفة جزم البعض بلن السؾطات تركت تطبقؼ اإلجراء طؿال‬
‫بػتقى الشقخ فركقس‪ ،‬ففذا الجزم يحتاج إلك خرب قاصع‪ ،‬ولقس مـ طادة‬
‫السؾطات ذكر مثؾ ذلؽ‪.‬‬
‫‪ -‬مـ الؿبالغة يف الؿجازفة ‪-‬وهق مرتتب طؾك ما سبؼ‪ :-‬هذه التغريدة‬
‫‪21‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫التل تؽرر تـاقؾفا‪( :‬كؾ الغققريـ طؾك كسائفؿ وبـاهتؿ وأصحاب الؾحك‬
‫مديـقن بالشؽر والتؼدير والعرفان لؾشقخ فركقس‪ٕ :‬كف كصح وٓة إمر‬
‫بعدم كزع الخؿار وحؾؼ الؾحك يف جقاز السػر والبطاقة البققمرتية‪،‬‬
‫واستجابت السؾطات‪ ،‬والحؿد هلل‪ ،‬هذا مـ اإلكؽار العؾـل بضقابطف الذي‬
‫أتك ثؿاره)‪.‬‬
‫ثؿ إن هذا الـقع مـ آحتجاج طؾك صحة جقاز اإلكؽار العؾـل يشبف‬
‫كثقرا‬
‫احتجاج مـ يرى جقاز الؿظاهرات واإلضرابات وآطتصامات بلن ً‬
‫مـفا قد كػع واستجاب لف وٓة إمقر‪.‬‬
‫‪ -‬مِـ إمقر التل تدخؾ يف ققل الـبل ﷺ‪ ٌَ« :‬ضفَ إـالم اىٍؽء حؽنّ‬
‫ٌا ال ٗكِّ٘»(‪ :)1‬ما ُكؼؾ يف الؿقضقع طـ أحد الؿؼربقـ لؾشقخ فركقس أكف‬
‫قال‪( :‬كؾ الـصائح التل َكصح هبا الشقخ فركقس وٓة إمقر ُقبؾت جؿق ًعا‪،‬‬
‫وكؾ الـصائح التل كاكت مع الشقخ [و] الجؿاطة ُرفضت جؿقعفا)(‪.)2‬‬
‫فؾقس مـ هدي السؾػ الؽالم بؿثؾ هذه الطريؼة‪ ،‬بؾ يـصحقن وٓ‬
‫ُيخربون الـاس أهنؿ كصحقا‪ ،‬وهذا داخؾ يف اإلخالص‪.‬‬
‫وكالم الؿذكقر مـػر جدا‪ ،‬ويدخؾ ضؿـ آستػزاز‪ ،‬ثؿ إكف مخالػ‬
‫مثال‪ -‬ألغل قرار مـع الجؿع يف الحضر بعذر الؿطر؟!‬
‫لؾقاقع‪ ،‬ففؾ – ً‬
‫وهؾ يريد إبراز فضؾ الشقخ بالجزم بلن وٓة إمقر يلخذون بـصائحف‬
‫ويرتكقن كصائحف التل كاكت مع مشايخ آخريـ؟! وهذا يف الحؼقؼة ‪-‬لق‬
‫كان يعؾؿ‪ -‬فقف إزراء بالشقخ وبالؿشايخ وبقٓة إمقر‪.‬‬
‫وهؾ كصائح الشقخ مع إدارة مققعف مؼدمة طـد وٓة إمقر طؾك‬
‫كصائحف مع بؼقة الؿشايخ؟!‬

‫(‪ )1‬أخرجف الرتمذي (‪ ،) 2317‬وغقره‪ ،‬طـ أبل هريرة رضل اهلل طـف‪ ،‬وصححف إلباين يف‬
‫صحقح الجامع (‪.)5911‬‬
‫(‪ )2‬متـاقؾ يف طدة صػحات يف تقيرت‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪22‬‬
‫‪ -4‬التعديل على املثال الثاني‪:‬‬
‫اىط َغؽ‬
‫حؼن٘ؽ ةفِث اىشٍف يف َ‬
‫ِ‬
‫ةفتب ُقؼر اىٍؽؽ‬
‫الحؿد هلل رب العالؿقـ‪ ،‬والصالة والسالم طؾك مـ أرسؾف اهلل رحؿة‬
‫لؾعالؿقـ‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف وإخقاكف إلك يقم الديـ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فؼد جاء يف التـزيؾ الؿحؽؿ ققلف تعالك‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬


‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [إحزاب]‪ ،‬فػل أية ٌ‬
‫أصؾ‬
‫كبقر يف التلسل برسقل اهلل ﷺ وآقتداء بف ومتابعتف يف أققالف وأفعالف‬
‫ٌ‬
‫وأحقالف‪ :‬ومؿا جرت طؾقف سـة الـبل ﷺ‪ :‬العؿؾ بالرخصة الؿشرطة بػعؾف‬
‫قائؿ طؾك التقسقر ورفع الحرج‬
‫ﷺ طـد وجقد الحرج‪ :‬إذ ديـ اهلل تعالك ٌ‬
‫ودفع الؿشؼة‪ :‬وإدلة طؾك ذلؽ متضافر ٌة بؾغت درجة الؼطع‪ ،‬فؿـفا‪ :‬ققلف‬
‫تعالك‪( :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [الحج‪ ،]78 :‬وققلف تعالك‪( :‬ﮂ ﮃ‬

‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) [الؿائدة‪ ،]6 :‬وققلف تعالك‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬

‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [البؼرة‪ ،]185 :‬وغقرها مـ أيات‪ ،‬ومـ السـة‪:‬‬


‫ققلف ﷺ‪« :‬أضب اىػَٗ إىٕ اهلل اىطِ٘ف٘ث اىفٍطث» [رواه البخاري معؾؼا (‪،])93 /1‬‬
‫وققلف ﷺ‪« :‬إن اهلل قؾ وسو ٗطب أن حؤحٕ رعطّ نٍا ٗطب أن حؤحٕ‬
‫قؾائٍّ» [أخرجف البقفؼل يف «الســ الؽربى » (‪ .)5415‬وصححف إلباين يف «إرواء الغؾقؾ» (‪.])9 /3‬‬
‫ومـ الرخص الؿبـقة طؾك أطذار العباد‪ :‬رخصة الجؿع بقـ الصالتقـ‬
‫يف الحضر بسبب الؿطر‪ :‬فػل حديث ابـ طباس ﭭ‪« :‬سٍف رـٔل اهلل‬
‫ﷺ ةَ٘ اىـٓؽ واىكطؽ‪ ،‬واىٍغؽب واىكشاء ةاىٍػِٗث‪ ،‬يف غ٘ؽ عٔف‪ ،‬وال‬
‫مسؾؿ (‪ ،])715‬وطـ كافع «أن طبد اهلل بـ طؿر كان ـ إذا جؿع‬
‫ٌ‬ ‫ٌؽؽ» [أخرجف‬

‫ٌ‬
‫مالؽ يف «الؿقصن»‬ ‫[أخرجف‬ ‫إمراء بقـ الؿغرب والعشاء يف الؿطر ـ جؿع معفؿ»‬
‫‪23‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫(‪ ،])199 /2‬وطـ مقسك بـ طؼبة «أن طؿر بـ طبد العزيز كان يجؿع بقـ‬
‫الؿغرب والعشاء أخرة إذا كان الؿطر‪ ،‬وأن سعقد بـ الؿسقب وطروة بـ‬
‫الزبقر وأبا بؽر بـ طبد الرحؿـ ومشقخة ذلؽ الزمان كاكقا يصؾقن معفؿ‬
‫وٓ يـؽرون ذلؽ» [أخرجف البقفؼل يف «الســ الؽربى» (‪ ،])5558‬وقد تتابعت مذاهب‬
‫أمة اإلسالم طؾك العؿؾ هبذه السـة جقال بعد جقؾ‪ ،‬وقرروها يف مصـػاهتؿ‪،‬‬
‫ـ يف [«الؼبس يف‬ ‫ومـ ذلؽ أئؿة الؿالؽقة‪ ،‬قال ابـ العربل الؿالؽل ـ رحؿف اهلل‬
‫شرح مقصن مالؽ بـ أكس» (‪« :])327‬وٓ يطؿئـ إلك الجؿع وٓ يػعؾف إٓ جؿاط ٌة‬
‫مطؿئـة الـػقس بالسـة‪ ،‬كؿا أكف ٓ يؽع [أي‪ :‬يجبـ ويضعػ] طـف إٓ أهؾ‬
‫الجػاء والبداوة»‪.‬‬
‫وإن مـ كعؿ اهلل الجؾقؾة طؾك الؿسؾؿ أن يقفؼف لؾعؿؾ يف حراسة ديـف‬
‫الحـقػ‪ ،‬والذب طـ سـة كبقف ﷺ‪ ،‬والعؿؾ طؾك إحقائفا‪ ،‬وأن يشرف‬
‫بخدمة هذا الديـ العظقؿ‪ ،‬ورطاية مصالحف الؼائؿة طؾك الخقر والـػع‬
‫الدكققي وإخروي‪.‬‬
‫طؾؿا أكف ٓ تعارض بقـ إطؿال سـة الجؿع لعذر الؿطر رفعا لؾحرج‪،‬‬
‫وبقـ استبؼاء الؿسجد مػتقحا ـ لزوما ـ إلك وقت صالة العشاء إصؾل‬
‫لؿـ أراد العؿؾ بالعزيؿة‪ :‬فقتحؼؼ ـ بذلؽ كؿا ٓ يخػك ـ التقفقؼ والجؿع‬
‫خقر‪ ،‬سقا ٌء لؿـ فضؾ العزيؿة أو لؿـ أخذ‬
‫بقـ الؿصؾحتقـ‪ ،‬ويف كؾقفؿا ٌ‬
‫بالرخصة‪.‬‬
‫وفـؼ الؾــف الـجؿقـع لؿـا فقـف طـز اإلسـالم والؿسؾؿقــ‪ ،‬وكصر الســة‬
‫وإحقاؤها‪ ،‬والدطقة إلقفا طؾك بصقرة وهدى‪.‬‬
‫وآخر دطقاكا أن الحؿد هلل رب العالؿقـ‪ ،‬وصؾك اهلل طؾك كبقـا محؿد‬
‫وطؾك آلف وصحبف وإخقاكف إلك يقم الديـ‪ ،‬وسؾؿ تسؾقؿا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪24‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ٌ :‬ـا ُُلـو ٌؤعـ ًؽا قـَ اىش٘ـظ فـؽنـٔس ٌٍـا قػَّ ه ٌِـَ‬
‫اإلُهار اىكيِٖ قيٕ اىـٔالة‪ ،‬وْـٔ داعـو يف إُهار سِؿ اىٍِهـؽ‪:‬‬
‫أيضا‪-‬‬
‫ُكؼؾ طـ الشقخ فركقس أكف قال‪( :‬الؼقل طـ البـقك أهنا ربقية ‪ً -‬‬
‫داخؾ فـل باب اإلكؽار العؾـل طؾك ولل إمر‪ٕ :‬هنا معتؿدة مـ صرف‬
‫الدولة)(‪.)1‬‬
‫لؿا أكؽركـا السقاحـة الؿختؾطة و‪ :...‬هـذا مـ اإلكؽـار‬
‫وأكـف قـال‪َّ ( :‬‬
‫العؾـل)(‪.)2‬‬
‫فالشقخ ‪-‬طؾك هذا الـؼؾ‪ -‬طَدَّ إكؽار جـس الؿـؽر مـ غقـر تعرض‬
‫لؾقٓة مـ اإلكؽار العؾـل طؾقفؿ‪.‬‬
‫ف٘لال ةِاء قيٕ اىِلو اىٍخلػم‪:‬‬
‫حؽؿا واحدً ا‪ :‬ولؿ‬
‫ً‬ ‫أوال‪ :‬يف تؼريـر ذلؽ خؾط بقـ الؿسائؾ‪ ،‬وإططاؤها‬
‫يسبؼ ٕهؾ العؾؿ أن قرروا ذلؽ‪ ،‬ويرتتب طؾك الؼقل بف محاذير كثقرة‪،‬‬
‫ررا بؾق ًغا‪ ،‬ومِـ تؾؽ‬
‫وكتقجتـف طؽسقـة‪ ،‬وتضـر بالدطـقة وآحتسـاب ضـ ً‬
‫الؿحاذيـر‪:‬‬
‫‪ -‬فتح باب إلمؽاكقة التسؾط طؾك أهؾ العؾؿ وآحتساب‪ ،‬فقؼال لؽؾ‬
‫مـ أراد أن يـؽر جـس الؿـؽـر مــ غقـر أن يتعرض لؾقٓة‪ :‬إكؽ أكؽرت‬
‫طؾك ولل إمر طؾـًا‪.‬‬
‫كقع رهبة‪ ،‬فنذا اكؼدح يف‬
‫‪ -‬تثبقط مـ يريد إكؽار جـس الؿـؽر‪ ،‬ولف ُ‬
‫ذهـف أن إكؽار جـس الؿـؽر يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل‪ :‬ترك اإلكؽار‪،‬‬
‫خق ًفا مـ تبعات أن ُيػفؿ أن كالمف فقف اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪ ،‬وبالتالل‬
‫يضعػ جدا جاكب الـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬تغريدة بتاريخ‪.2122/4/26 :‬‬


‫(‪ )2‬تغريدة بتاريخ‪.2122/8/29 :‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفصل األّل‪ :‬فتاّى الظٔذ الشابقة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر فتْاِ‬

‫الـنبخح الرابع‪ :‬ما ىُقل عـً الظٔذ فـٕ سبب تػٔٔـر رأُٓ فـٕ الـنشألـة‪:‬‬
‫َُلو ٌشٍٔقث ٌَ ؼالب اىش٘ظ ‪-‬فٍ٘ا ـٍٖ ةـ (حآزر ؼيتث اىكيً)‪ -‬أُـّ‬
‫كال يف ٌشيفّ يف اىٍهختث ةخارٗظ‪:7113/4/44 :‬‬
‫(يف باب ال ػؼف قد تغقب طـؽ أدلة‪ ،‬لؽـ إذا كربت يف العؾؿ وجدهتا‪،‬‬
‫فتغقر ققلؽ‪ ،‬ولفذا مالؽ لف يف الؿسللة القاحدة ثالثة أققال‪ ،‬وأحؿد سبعة‬
‫أققال‪ ،‬وأبق حـقػة أربعة أو ستة‪ ،‬وتارة أكثر‪.‬‬
‫ولفذا مسللة اإلكؽار العؾـل مؿؽـ اإلكسان َقبؾ أن تتضح لف الرؤيـة‬
‫لؿا‬
‫قديؿا َّ‬
‫ً‬ ‫طؾك سعتفا يرى أكف ٓ يجقز اإلكؽار العؾـل‪ :‬وٕسباب خاصة‬
‫حصؾ التضققؼ يف زمـ آشرتاكقة‪ ،‬فاإلكؽار العؾـل ترتتب طؾقف الؿضار‪،‬‬
‫لؽـ بعد اتساع الرؤية بإدلة وبلمقر أخرى‪ :‬يتبقـ لؽ أكف جائز بالشروط‬
‫والضقابط والؼققد‪ ،‬فؾِؿ ُيـسب مـ يرى ذلؽ إلك الـػس الخارجل؟!)‪.‬‬
‫ففتب حغ٘٘ـؽ اىش٘ظ ىؽأٗـّ ‪-‬قيٕ ْؼا اىهالم‪ -‬أٌـؽان‪:‬‬
‫األول‪ :‬آصالع طؾك إدلة‪ ،‬وم َّثؾ الشقخ ذلؽ بلققال أئؿة الؿذاهب‬
‫الػؼفقة‪ ،‬ف٘لال‪:‬‬
‫‪ -‬إحاديث وأثار التل ذكرها الشقخ معروفة مشفقرة‪ ،‬فليـ الجديد‬
‫الذي استجد مـ أدلة؟! ف ِؿـ الؿعؾقم أن إئؿة الذيـ ذكرهؿ الشقخ كان‬
‫طدم اصالطفؿ طؾك إدلة وار ًدا جدا‪ٕ ،‬سباب طديدة‪ :‬كتباطد إقطار‪،‬‬
‫واكتشار الصحابة فقفا‪ ،‬و ُقرب العفد بعصر التدويـ‪.‬‬
‫‪ -‬كان الشقخ يف فتاويف السابؼة مقاف ًؼا لؾعؾؿاء‪ :‬كابـ باز وابـ طثقؿقـ‪،‬‬
‫رحؿفؿا اهلل‪ ،‬وهؿ قد اصؾعقا طؾك تؾؽ إحاديث وأثار‪ ،‬بؾ وشرحقا‬
‫أكثرها يف دروسفؿ وكتبفؿ‪ ،‬ومع ذلؽ لؿ يذهبقا إلك ما ذهب إلقف الشقخ‪.‬‬
‫قديؿـا‪ :‬لقجقد آشرتاكقة‪،‬‬
‫اىراين‪ :‬أن الشقـخ لـؿ ُيػت باإلكؽـار العؾــل ً‬
‫وحصقل التضققؼ يف زمـفـا‪ ،‬ف٘لال‪:‬‬
‫‪ -‬ما أشار إلقف الشقخ قد ولـك قبؾ أكثـر مـ أربعقـ طا ًما‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪26‬‬
‫‪ -‬كان الشقخ يف آخر تؾؽ الػرتة صال ًبا يف الجامعة اإلسالمقة‪ ،‬والػتقى‬
‫لؿ تؽـ مـ اختصاصف‪.‬‬
‫‪ -‬الػتاوى التل كان الشقخ ٓ يجقز فقفا اإلكؽار العؾـل كاكت قبؾ طشر‬
‫سـقات وأكثـر‪ ،‬ولؿ تؽـ آشرتاكقـة حقـفـا مـقجـقدة‪ ،‬ولؿ يؽـ التضققؼ‬
‫أيضا‪ -‬مقجق ًدا‪ ،‬فال فـرق مــ جفة التضققؼ بقـ الزمـ الحاضر وبقـ‬
‫– ً‬
‫السابؼة‪.‬‬
‫الزمـ الذي أصدر فقف الشقخ فتاويف َّ‬
‫‪ -‬إن كان يف زمـ آشرتاكقة تضققؼ‪ ،‬فػل السـقات إخقرة ُوجد ما هق‬
‫أطظؿ مـف‪ :‬وهـق التآمـر طؾك بؾدان الؿسؾؿقــ طامـة والجزائـر خاصة‪،‬‬
‫ومحاولة إسؼاصفا مــ أطداء الداخؾ والخارج‪ ،‬فؽان الؼقل بالؿـع مـ‬
‫اإلكؽار العؾـل مـ باب أولـك‪.‬‬
‫‪ -‬لؿ يذكر الشقخ يف فتاويف إخقرة أكف غ َّقـر ققلـف‪ ،‬ولؿ يذكر إسباب‬
‫الؿتؼدمة‪ ،‬ولؿ َيذكر فقفا أهنا خاصة بالجزائر أو خاصة بؿـ وضعفؿ مثؾ‬
‫وضـع الجـزائـر‪ ،‬ومــ الؿعؾـقم أن فتاويـف ُيػرتض أهنـا لعؿقم الؿسؾؿقــ‬
‫مؽاكًا وزماكًا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفصل الجاىٕ‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف التعامل مع األدلة يف فتآُّ األخرية‬

‫الفصـل الثاني‪:‬‬
‫منهج الشيخ فركوس في التعامل مع األدلة‬
‫فـي فـتاويـه األخيـرة‪:‬‬

‫الـنبخح األّل‪ٍ :‬ـل دَفـع الظٔـذ بأدلتـُ فـٕ الفتـْى األّلـى؟‪:‬‬


‫طؾك ما تؼدم ذكره مـ أن الشقخ غ َّقر قـقلـف يف الؿسللة‪ :‬فالؿتققع أكف‬
‫سقدفع بلدلتف مــ البدايـة‪ :‬لقثبت ققلـف‪ ،‬ولتتضؿـ إدلـة الـرد طؾـك َمـ‬
‫سقعارضف‪ ،‬وخاصة أن السمال يف (الػتقى) تضؿـ ذلؽ(‪.)1‬‬
‫واىٍالضؾ أن ذىم ىً ٗلف‪ ،‬وة٘ان ذىم ناىخاىـٖ‪:‬‬
‫إدلة التل ذكرها الشقخ يف (الػتقى) هل‪ :‬إكؽار أبل سعقد الخدري‬
‫ﭬ طؾك مروان‪ ،‬وإكؽار طبادة طؾك معاوية ﭭ يف حديث الصرف‪،‬‬
‫وحديث معاوية ﭬ فـل التؼاحؿ فـل الــار‪ ،‬ومـا كؼؾـف مــ كالم ابــ الؼقؿ‬
‫‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬الؿتضؿـ لذكر بعض اإلكؽارات طـ جؿع مـ الصحابة‪.‬‬
‫وهذه إدلة كؾفا إكؿا تتعؾؼ باإلكؽار يف حضرة ولل إمـر ٓ يف غقابف‪.‬‬
‫ثؿ يف (التقضقح) ركز الشقخ طؾك حديث معاوية ﭬ يف التؼاحؿ يف‬
‫الـار‪ ،‬وأضاف لف قصتف‪ ،‬وذكر ما ُيستدل بف طؾك اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬إكؿا يتعؾؼان باإلكؽار طؾك ولل إمر فـل‬
‫والحديث وقصتف – ً‬
‫حضرتف ٓ يف غقبتف‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكص السمال‪( :‬يعتؼد جؿاطة مـ صؾبة العؾؿ طدم جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمر‬
‫مطؾؼا‪ ،‬وأضافقا ذلؽ الحؽؿ إلك مذهب السؾػ قاصبة‪ ،‬مستدلقـ بالـصقص أمرة‬
‫بـصحفؿ سرا‪ ،‬وكسبقا الؿخالػقـ لفؿ ـ يف هذا الحؽؿ ـ إلك الجفؾ بلصقل مـفج أهؾ‬
‫السـة والجؿاطة يف التعامؾ مع الحؽام‪.‬‬
‫فـرجق مـ شقخـا ـ حػظف اهلل ـ تجؾقة هذه الؿسللة التل أخذت حقزا واسعا مـ الؿجادلة‬
‫ٍ‬
‫ومعارض‪ ٓ ،‬سقؿا طؾك مقاقع التقاصؾ يف‬ ‫ٍ‬
‫مميد‬ ‫والـؼاش بقـ صؾبة العؾؿ ـ حالقا ـ بقـ‬
‫الشبؽة العـؽبقتقة‪ ،‬وجزاكؿ اهلل خقرا)‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪28‬‬
‫دلقال واحدً ا طؾك اإلكؽار يف الغقبة‪ :‬وهق أثـر طبادة مع‬
‫ثؿ أضاف الشقخ ً‬
‫معاويـة ﭭ الذي سبؼ أن ذكره فـل (الػتقى)‪ ،‬ووجف الدٓلة مـف طـد‬
‫الشقخ يف (التػـقد) ققلف‪( :‬ولؿ يؽـ معاوية ﭬ بحضرتف ـ ابتداء ـ)‪.‬‬
‫وٌشٍٔع ٌا حلػم ذنؽه ٗػل قيٕ أن أدىث اىش٘ظ قيٕ اإلُهار اىكيِٖ يف‬
‫غ٘تث اىٔالة ةكػ ضػور (اىخٔع٘ص) إٍُا ْـٔ دى٘ـو واضػ فلػ‪ ،‬وْـٔ أذـؽ‬
‫قتـادة ٌـف ٌكاوٗـث ﭭ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـنبخح الجاىٕ‪ :‬اآلثار اجلدٓدة التـٕ استدل بَـا الظٔـذ علـى اإلىكـار‬
‫العلين يف غٔبـة ّلـٕ األمـر‪:‬‬
‫تؼدم أن استدٓل الشقخ القحقد لإلكؽار يف الغقبة ‪-‬يف (التقضقح)‪-‬‬
‫ققلـف طـ أثـر طبادة مع معاوية‪( :‬ولؿ يؽـ معاوية ﭬ بحضرتف ـ ابتداء ـ)‪.‬‬
‫ثؿ ذكر الشقخ يف (التػـقد) ما يتعؾؼ بحديث طبادة مؿا استدل بف طؾك‬
‫وققع اإلكؽار يف الغقبة‪ ،‬وذكر ثؿاكقة آثار جديدة‪ ،‬كؾفا لؿ تؽـ مقجقدة يف‬
‫(الػتقى) ويف (التقضقح)‪ ،‬مـفا سبعة طـ الصحابة رضل اهلل طـفؿ‪.‬‬
‫وقد أرسؾ لل أحد صؾبة العؾؿ هذا السمال والجقاب الذي وجفف لؾشقخ‬
‫فركقس بـ(القاتس) طـ صريؼ واسطة‪ ،‬وذلؽ بتاريخ‪ ،1442/11/27 :‬أي‬
‫بعد صدور (التقضقح) بستة أيام‪ ،‬وقبـؾ صدور (التػـقد) بعشريـ يق ًمـا‪،‬‬
‫وإخ مــ تالمقـذ الشقـخ الؿـجديــ ال ُؼدامك‪ ،‬وكاكت لـف طالقـة جقـدة‬
‫بالشقخ وبؿققعف والباحثقـ فقـف‪.‬‬
‫اىفؤال‪( :‬شقخـا حػظؽ اهلل ورطاك‪ ،‬هؾ قال باإلكؽار العؾـل طؾك وٓة‬
‫إمقر يف غقبتفؿ أحد مـ السؾػ الصالح؟ ٓ سقؿا أن أثار التل وقػـا‬
‫طؾقفا فقفا أن اإلكؽار كان بحضرة وٓة إمر‪ ،‬وأما حديث طبادة ﭬ‬
‫فؽان فقف تبققـ حؽؿ شرطل متعؾؼ بالربا دون التعرض لقلل إمـر!‬
‫وكذلؽ فنكف ُيخشك مـ هذا الؼقل أن يػتح باب شر مـ آكتؼادات يف‬
‫‪29‬‬ ‫الفصل الجاىٕ‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف التعامل مع األدلة يف فتآُّ األخرية‬
‫الصحػ واإلكرتكت بحجة أكؽؿ أفتقتؿ بالجقاز‪ٌّ ،‬‬
‫وكؾ يدطل الؿصؾحة‬
‫وإكؽار الؿـؽر‪ ،‬ومـ الؿعؾقم أن الشريعة جاءت بسد الذرائع الؿمدية إلك‬
‫الؿػسدة غال ًبا‪.‬‬
‫فـرجق الجقاب طـ هذا اإلشؽال‪ ،‬وكسلل اهلل تعالك أن يقفؼـا وإياكؿ‬
‫لؾؼقل الصقاب)‪.‬‬
‫اىشٔاب‪( :‬أقـره معاويـة ﭬ‪ ،‬كؿا يف الجقاب طؾك اطرتاض(‪ ،)1‬وىألخ‬
‫قيـٖ ةـَ ق٘فٕ سٍيـث ٌَ ا‪ٙ‬ذـار األعؽى حـػل قي٘ـّ‪ .‬وهـق مـا طؾقف أئؿة‬
‫طصركا)‪.‬‬
‫فقظفر أن الشقخ إكؿا أوقػف طؾك إدلة مـ سؿاه يف جقابف‪ ،‬وهق يعؿؾ يف‬
‫مققعف‪ ،‬بعد صدور (التقضقح)‪ ،‬فلضاففا يف (التػـقد)‪ ،‬وإٓ لق كاكت طـده‬
‫ابتداء لدفع هبا يف (الػتقى) أو طؾك إقـؾ يف (التقضقح)‪ٕ :‬كف ذكر فقف‬
‫اإلكؽار يف الغقبة‪ ،‬وبعض تؾؽ أثار يؿؽـ أن تؽقن أدطك لؾؼبقل طـد مـ‬
‫يريد التؿسؽ بجقاز اإلكؽار يف الغقبة‪ ،‬فؿع أهنا فـل باب آجتفاد ولقست‬
‫فـل باب الحسبة‪ ،‬لؽـ طؿق ًما وقع بعضفا يف غقبة ولل إمر‪ ،‬وهل َأولك‬
‫بالدفع وآستدٓل مـ أثر طبادة الذي لؿ َيسبؼ –يف حدود البحث‪ٕ -‬حد‬
‫مـ الشراح أن استدل بف طؾك اإلكؽار العؾـل يف غقبة ولل إمـر‪.‬‬
‫وٓ إشؽال يف وققع التعاون بقـ الشقخ وتؾؿقذه‪ ،‬ولؽـ اإلشؽال يف‬
‫صحة آستدٓل بتؾؽ أثار كؿا سقليت بقاكف‪ ،‬ويف ادطاء البعض أن الشقخ‬
‫إكؿا بـك فتقاه طؾك استؼراء آثار السؾػ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أي‪( :‬يف تقضقح إشؽال معرتض طؾك حؽؿ اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمر)‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪31‬‬

‫الفـصـل الثالث‪:‬‬
‫منهج الشيخ فـركوس‬
‫في االستدالل باألحاديث واآلثار‪:‬‬

‫الـنبخح األّل‪ :‬طرٓقـة الـتعـامـل مـع األحـادٓح ّاآلثار الـْاردة فـٕ‬


‫الـباب‪:‬‬
‫جؿع الـصقص الشرطقة القاردة يف الباب أمـر مفؿ يعقـ طؾك القصقل‬
‫ُ‬
‫إلك الحؽؿ الشرطل الصحقح‪ ،‬وجؿع صرق وروايات الحديث أو إثـر‬
‫أيضا‪ -‬لف أهؿقـة كبقرة يف ففؿف‪ ،‬وقد كص إئؿة‬
‫الذي يراد آستدٓل بف – ً‬
‫طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫روى الخطقب البغدادي رحؿف اهلل بنسـاده إلك اإلمام أحؿد بـ حـبؾ‬
‫رحؿف اهلل أكف قال‪« :‬الحديث إذا َلؿ َتجؿع صرقف َلؿ تػفؿف‪ ،‬والحديث يػسر‬
‫بعضا»(‪.)1‬‬
‫بعضف ً‬
‫َ‬
‫وقال الحافظ أبق زرطة العراقل‪ ،‬رحؿف اهلل‪:‬‬
‫بعضا‪ ،‬والحديث إذا ُجؿعت صرقـف تبقـ‬
‫(والروايات يػسـر بعضفـا ً‬
‫الؿراد مـف)(‪.)2‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫(والحديث إذا ُجؿعت صرقـف تبقـ الؿراد مـف‪ ،‬ولقس لـا أن كتؿسؽ‬
‫برواية‪ ،‬وكرتك بؼقة الروايات)(‪.)3‬‬
‫وقال الشقخ فـركقس يف (التقضقح)‪( :‬وٓ يخػك أن الجؿـع والتقفقؼ‬
‫بقـ إدلة الؿتعارضة أولك مـ الرتجقح ـ كؿا هق مؼرر أصقلقا ـ إذ الجؿع‬

‫(‪« )1‬الجامع ٕخالق الراوي وآداب السامع» (‪.)212/2‬‬


‫(‪« )2‬صرح التثريب» (‪.)56 /5‬‬
‫(‪ )3‬الؿصدر السابؼ (‪.)437 /7‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫والتقفقؼ بقـفا أفضؾ ما يـزهفا طـ الـؼص والعجز‪ ،‬وأكؿؾ ما يجـبفا‬


‫التـاقض واإللغاء)‪.‬‬
‫لؽـ الؿالحظ أن الشقخ لؿ يجؿع الـصقص الؿرفقطة يف الؿسللة‪ ،‬فؾؿ‬
‫كصقصا مفؿة‪ ،‬وٓ شؽ أن ذلؽ يمثـر طؾك ما ذكره مـ التقفقؼ بقـ‬
‫ً‬ ‫يذكر‬
‫جؿع واستقعاب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الـصقص‪ ،‬إذ التقفقؼ بقـفا ٓبد أن يسبؼف‬
‫َ‬
‫أحاديث وآثار استدل‬ ‫أيضا‪ -‬جؿع صرق وروايات‬
‫ولؿ يسؾؽ الشقخ – ً‬
‫هبا‪ ،‬أي‪ :‬جؿع روايات الحديث أو إثـر الخاص الذي أورده‪.‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ ٌَ :‬سٓث َسٍف األضادٗد وا‪ٙ‬ذار اىٔاردة يف اىتاب‪:‬‬
‫استدل الشقخ يف (التػـقد) طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل فـل غقاب ولـل‬
‫إمـر بلدلـة طامـة‪ ،‬وهل آيات وأحاديث ور َدت يف باب إمر بالؿعروف‬
‫والـفل طـ الؿـؽـر(‪.)1‬‬
‫ولؿ يذكر هـاك ‪-‬وٓ يف الػتقى الرابعة والخامسة‪ -‬أحاديث خاصـة‬
‫وردت فـل الباب‪ ،‬تتضؿـ صريؼـة إكؽار الؿـؽر طؾك القٓة وكصقحتفؿ‪.‬‬
‫دت أدلة طامة يف مسللة ف ُتقرد بعدها إدلة‬ ‫ويف العادة‪ :‬أكف إذا ُأ ِ‬
‫ور ْ‬
‫الخاصة فقفا‪.‬‬
‫والشقخ ترك أدلة مرفقطة مفؿة فـل الباب‪ ،‬واستدل بآثار كثقرة طـ‬
‫الصحابة رضل اهلل طـفؿ‪.‬‬
‫فٍَ حيم األدىث اىغاضث اىخٖ ىً ٗؼنؽْا اىش٘ظ‪:‬‬
‫‪ -7‬حديث أبل سعقد الخدري ﭬ قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬أفغو‬

‫(‪ )1‬وْـٖ‪ -1 :‬قـقلـف تعـالـك‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬


‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ ﮩ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ) [التقبة]‪.‬‬
‫‪-2‬قـقلـف تعـالـك‪( :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ) [آل طؿران‪.]111:‬‬
‫‪-3‬حديث‪ ٌَ« :‬رأى ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽه ة٘ػه»‪-4 .‬حديث‪« :‬اىػَٗ اىِط٘طث»‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪32‬‬
‫اىشٓاد نيٍث قػل قِػ ـيؽان سائؽ‪ ،‬أو أٌ٘ؽ سائـؽ»(‪.)1‬‬
‫وهذا الحديث جعؾف اإلمام الطربي ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬طؿدة يف ذكر مذاهب‬
‫السؾػ يف اإلكؽار طؾك وٓة إمقر‪ ،‬فذكر أهنا ثالثة‪ ،‬ولقس مـفا اإلكؽار‬
‫العؾـل يف غقبة ولل إمر(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬حديث جابـر ﭬ طـ الـبل ﷺ قـال‪« :‬ـ٘ػ اىشٓػاء‪ :‬ضٍؾة ةـَ‬
‫قتػ اىٍؽيب‪ ،‬ورسـو كـام إىـٕ إٌـام سائـؽ‪ ،‬فـأٌـؽه وُٓـاه؛ فـلخـيـّ»(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬حديث أم سؾؿة ڤ قالت‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬ـخهٔن قي٘هً‬
‫أئٍـث‪ ،‬حكؽفـٔن ٌِـٓـً وحِهؽون‪ ،‬فٍَ أُهؽ ةيفاُـّ فـلػ ةـؽئ‪ ،‬وٌَ نـؽه‬
‫ةليتـّ فـلـػ ـيـً‪ ،‬وىهَ ٌـَ رعٖ وحـاةـف»‪ .‬فـؼقـؾ‪ :‬يا رسقل اهلل‪ ،‬أفـال‬
‫كؼاتؾفـؿ؟‪ .‬قـال‪« :‬ال‪ٌ ،‬ـا ضيـٔا»(‪.)4‬‬

‫أخرجف أبق داود (‪ ،)4346‬والرتمذي (‪ ،)2174‬وابـ ماجف (‪ )4111‬طـ أبل سعقد الخدري‬ ‫(‪)1‬‬
‫ﭬ‪ ،‬وصححف إلباين يف «صحقح الجامع» (‪.)2219‬‬
‫وقد صدَّ ر هذا الحديث اإلمام حرب الؽرماين يف كتاب «السـة»‪ ،‬باب يف الـصقحة لؾسؾطان‪،‬‬
‫وأورد معف أثر ابـ طباس أكف جاءه رجؾ فؼال‪ :‬يا أبا طباس‪ ،‬آمر أمقري بتؼقى اهلل؟ قال‪ :‬إن‬
‫خػت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت ٓبد فاطال‪ ،‬فبقـؽ وبقـف‪.‬‬
‫كال ش٘غِا اىكالٌث قتػ اىٍطفَ اىكتاد اىتػر –ضفـّ اهلل‪ -‬يف شؽضّ ىيطػٗد‪:‬‬
‫(والؿؼصقد مـ ذلؽ‪ :‬أكف طـدما يؼقل نالٌا ةاؼالً يف ٌشيفّ‪ ٓ :‬يسؽت طؾقف‪ ،‬وإكؿا يبقـ أن الحؼ‬
‫هق كذا‪ ،‬وٓ يؼر الباصؾ ويسؽت طؾقف‪ ،‬وإكؿا يبقـ الحؼ‪ ،‬وأكف خالف ما يؼقل‪ ،‬وأن الذي قالف لقس‬
‫بصحقح‪ ،‬وإكؿا الصحقح هق كذا وكذا‪ٕ ،‬ن هذا هق الذي جاء طـ اهلل وطـ رسقلف طؾقف الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬فؽقكف يؽقن طـد سؾطان جائر معـاه‪ :‬أكف يؽقن طرضة لؾفالك‪ٓ ،‬سقؿا إذا كان ذلؽ‬
‫يسقرا)‪« .‬شرح ســ‬
‫الجائر معروفا بنزهاق الـػقس وإتالففا بلي سبب مـ إسباب ولق كان أمرا ً‬
‫أبل داود»‪ ،‬دروس صقتقة مػرغة‪.‬‬
‫اكظر تػصقؾ ذلؽ يف بحث بعـقان‪« :‬ما حؽاه اإلمام الطربي مـ مذاهب السؾػ يف‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلكؽار طؾك وٓة إمقر»‪ ،‬لؽاتب هذه السطقر‪.‬‬
‫أخرجف الحاكؿ (‪ ،)4884‬وصححف إلباين يف الصحقحة (‪..)374‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخــرج أبـق داود فـل ســـف (‪ ،)4762‬والحديث طـد مسؾؿ بؾػظ‪« :‬ـخهٔن أٌؽاء‪ ،‬فخكؽفٔن‬ ‫(‪)4‬‬
‫وحِهؽون‪ ،‬فٍَ قؽف ةؽئ‪ ،‬وٌَ ُهؽ ـيً‪ ،‬وىهَ ٌَ رعٖ وحاةف»‪ .‬قالقا‪ :‬أفال كؼاتؾفؿ؟ قال‪« :‬ال‪،‬‬
‫ٌا ضئا»‪.‬‬
‫كال ش٘غِا اىكالٌث قتػ اىٍطفَ اىكتاد ‪-‬ضفـّ اهلل‪ -‬يف شؽضّ ىيطػٗد‪:‬‬
‫(«فٍَ أُهؽ ةيفاُّ»‪ ،‬يعـل‪ :‬وذلؽ بالطريؼة الؿشروطة التل ترتتب طؾقفا مصؾحة وٓ ترتتب‬
‫طؾقفا مضرة‪ ،‬فال ٗهٔن ذىم اإلُهار قيٕ اىٍِاةؽ‪ ،‬أو بطريؼة التشفقر‪ ،‬أو اىهالم يف اىٍشاٌف‪،‬‬
‫مؿا يرتتب طؾقف هتققج الغقغاء وحصقل الػتـ‪ ،‬فنن هذا لقس مـ الـصح‪ ،‬وٓ مـ الصقاب‪.‬‬
‫واإلكسان ٓ يرضك لـػسف هبذا الشلء‪ ،‬فؾق حصؾ مـف أخطاء فنكف ٓ يحب أن تعؾـ وأن تذكر‬
‫=‬
‫‪33‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫سؿعت رسقل اهلل‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬حديث طـقف بــ مالؽ إشجعل ﭬ قال‪:‬‬
‫ﷺ يـؼقل‪« :‬ع٘ار أئٍخهً اىؼَٗ حطتُٔـًٓ وٗطتُٔـهً‪ ،‬وحـطيـٔن قي٘ٓـً‪،‬‬
‫وٗطئن قي٘هً‪ ،‬وشؽار أئٍخهً اىؼَٗ حتغغًُٔٓ وٗتغغُٔهً‪ ،‬وحيكًُِٔٓ‬
‫وٗيكُِٔهً»‪ .‬قالـقا‪ :‬قؾـا‪ :‬يا رسقل اهلل‪ ،‬أفال كـابذهؿ طـد ذلؽ؟ قال‪« :‬ال‪،‬‬
‫ٌا أكأٌا ف٘هً اىطالة‪ ،‬ال‪ٌ ،‬ا أكأٌا ف٘ـهً اىطالة‪ ،‬أال ٌَ وىـٖ قي٘ـّ وال‪،‬‬
‫فـؽآه ٗـأحـٖ ش٘ئًـا ٌـَ ٌكط٘ث اهلل؛ في٘هؽه ٌـا ٗأحـٖ ٌـَ ٌكـط٘ـث اهلل‪ ،‬وال‬
‫ِٗـؾقـَ ٗػً ا ٌـَ ؼاقـث»(‪.)1‬‬
‫وٌف ٌا حلػم ذنؽه فِٓاك ٌَ ادقٕ أن اىش٘ظ اـخلؽأ آذار اىفيف‪ ،‬فٔضو‬
‫إىٕ سٔاز اإلُهار اىكيِٖ يف غ٘تث اىٔالة‪ ،‬مع تخطئتفؿ ٓستؼراء العؾؿاء‬
‫الذيـ ذكروا أن آثار الصحابة دلت طؾك اإلكؽار العؾـل بحضرة القٓة ٓ‬
‫فـل غقبتفـؿ‪ :‬كالشقخ محؿد العثقؿقــ‪ ،‬رحؿف اهلل‪ ،‬والشقخ طؾل كاصـر‬
‫فؼقفل‪ ،‬والشقخ صالح آل الشقخ‪ ،‬حػظفؿا اهلل‪.‬‬
‫=‬
‫طؾك الؿـابر أو يف الؿجامع‪ ،‬فنذا كان طـد اإلكسان خطل فنكف يحب أن يـصح سرا‪ ،‬وأن يـؽر‬
‫طؾقف سرا‪ ،‬وٓ يحب أن يـؽر طؾقف طالكقة‪ .‬وإذا كان إمر كذلؽ فعؾك اإلكسان أن يعامؾ‬
‫الـاس بؿثؾ ما يحب أن يعامؾقه بف)‪« .‬شرح ســ أبل داود»‪ ،‬دروس مػرغة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف مسؾؿ (‪.)1855‬‬
‫كال اىشٔناين أذِاء شؽضّ ىيطػٗد‪( :‬ققلف‪« :‬في٘هؽه ٌا ٗأحٖ ٌَ ٌكط٘ث اهلل‪ ،‬وال ِٗؾقَ ٗػا‬
‫ٌَ ؼاقث»‪ .‬فقف دلقؾ طؾك أن مـ كره بؼؾبف ما يػعؾف السؾطان مـ الؿعاصل‪ :‬كػاه ذلؽ‪ ،‬وٓ‬
‫يجب طؾقف زيادة طؾقف‪ .‬ويف الصحقح‪ ٌَ« :‬رأى ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽه ة٘ػه‪ ،‬فإن ىً ٗفخؽف‬
‫فتيفاُّ»‪ .‬ويؿؽـ حؿؾ حديث الباب وما ورد يف معـاه‪ :‬طؾك طدم الؼدرة طؾك التغققر بالقد‬
‫والؾسان‪ ،‬ويؿؽـ أن يجعؾ مختصا بإمراء إذا فعؾقا مـؽرا‪ ،‬لؿا يف إحاديث الصحقحة مـ‬
‫تحريؿ معصقتفؿ ومـابذهتؿ‪ ،‬فؽػك يف اإلكؽار‪ :‬الؽراهة بالؼؾب‪ٕ ،‬ن يف إكؽار الؿـؽر طؾقفؿ‬
‫بالقد والؾسان تظفرا بالعصقان‪ ،‬وربؿا كان ذلؽ وسقؾة إلك الؿـابذة بالسقػ)‪« .‬كقؾ إوصار»‬
‫(‪.)211 /7‬‬
‫وكال –أٗغا‪( : -‬يـبغل لؿـ ضفر لف غؾط اإلمام يف بعض الؿسائؾ أن يـاصحف‪ ،‬وٓ يظفر‬
‫الشـاطة طؾقف طؾك رؤوس إشفاد‪ ،‬بؾ كؿا ورد يف الحديث‪ :‬أكف يلخذ بقده‪ ،‬ويخؾق بف‪ ،‬ويبذل لف‬
‫الـصقحة‪ ،‬وٓ يذل سؾطان اهلل)‪« .‬السقؾ الجرار الؿتدفؼ طؾك حدائؼ إزهار» (‪.)556 /4‬‬
‫وكال ‪-‬أٗغا‪( : -‬وقد استدل الؼائؾقن بقجقب الخروج طؾك الظؾؿة ومـابذهتؿ السقػ‬
‫ومؽافحتفؿ بالؼتال بعؿقمات مـ الؽتاب والسـة يف وجقب إمر بالؿعروف والـفل طـ‬
‫الؿـؽر‪ ،‬وٓ شؽ وٓ ريب أن إحاديث التل ذكرها الؿصـػ يف هذا الباب وذكركاها أخص‬
‫مـ تؾؽ العؿقمات مطؾؼا‪ ،‬وهل متقاترة الؿعـك‪ ،‬كؿا يعرف ذلؽ مـ لف أكسة بعؾؿ السـة)‪.‬‬
‫«كقؾ إوصار» (‪..)211 /7‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪34‬‬
‫واهتؿ بعضفؿ َمـ أخذ باستؼراء العؾؿاء ولؿ يلخذ باستؼراء الشقخ‪:‬‬
‫أهنؿ وقعقا فـل بدطة سد باب آجتفاد‪ ،‬ولقس طـدهؿ تعظقؿ الـصقص‬
‫وأثار‪ ،‬بؾ ما طـدهؿ إٓ تعظقؿ أققال الرجال مجردة‪ ،‬وأكف لقس بقـفؿ‬
‫وبقـ متعصبة الؿذاهب كبقر فرق(‪.)1‬‬
‫والشقخ فـركقس لؿ َيدَّ ع آستؼـراء الؿـسقب إلقف‪ ،‬بؾ ذكر أن أثار‬
‫مقجقدة طـد الباحث الذي يعؿؾ يف مققعف‪ ،‬ولق وقع مـف آستؼراء لذكره‪:‬‬
‫تؼقية لؼقلف‪ ،‬كؿا فعؾف العؾؿاء طـد ذكرهؿ آستؼراء فـل ضابط الحضقر‪.‬‬
‫والـظر يف التسؾسؾ الزمـل ُيظفـر أن الؿدة بقـ (الػتقى) و(التقضقح)‬
‫‪-‬الذي قرر فقف الشقخ اإلكؽار يف الغقبة‪ -‬أربعة أيام فؼط(‪ ،)2‬فٓو ْٖ ٌػة‬
‫ناف٘ث ىـٔكـٔع االـخلؽاء؟‬
‫وحلػم أن اىش٘ظ اـخػل ةآذار نر٘ؽة ىيططاةث وىً ٗشٍف األضادٗد‬
‫اىٍؽفٔقث‪ ،‬واىشٍف ةَ٘ اىِطٔص اىٍؽفٔقث يف إذتات اإلُهار اىكيِٖ أٌام‬
‫وىٖ األٌؽ دون غ٘تخّ أن ٗلال‪:‬‬
‫‪-‬حديث طقاض طام يف أن الـصقحة لقلل إمر –وضؿـفا اإلكؽار‪-‬‬
‫إكؿا تؽقن سرا‪.‬‬
‫‪ -‬ومؿا َو َر َد يف إثبات مشروطقة اإلكؽار طؾـًا أمام ولل إمر‪ :‬حديثان‬
‫مرفقطان صحقحان خاصان يف الؿسللة‪ ،‬وحديث طام‪ ،‬ولقس فؼط آثار طـ‬
‫الصحابة‪:‬‬
‫فاىطػٗد اىغاص األول‪ :‬طــ أبـل سعقـد الخدري ﭬ ‪-‬وغقره‪،‬‬
‫كطارق ابـ شفاب‪ -‬أن الـبل ﷺ قال‪« :‬أفغو اىشٓاد‪ :‬نيٍث قػل قِػ‬
‫ـيؽان سائؽ‪ ،‬أو أٌ٘ـؽ سائـؽ»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬اكظر تػصقؾ ذلؽ يف‪« :‬شبفات تدور حقل اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر» (‪.)12/5‬‬
‫(‪ )2‬إولك ممرخة‪1442/11/17 :‬هـ‪ ،‬والثاكقة‪1442/11/21 :‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف أبق داود (‪ ،)4346‬والرتمذي (‪ ،)2174‬وابـ ماجف (‪ ،)4111‬وصححف إلباين يف‬
‫«صحقح الجامع» (‪.)2219‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫واىـطػٗد اىرـاُـٖ‪ :‬طـــ جابــر ﭬ طـــ الـبــل ﷺ قــال‪« :‬ـ٘ــػ‬
‫اىشٓــػاء‪ :‬ضٍــؾة ةـَ قتـػ اىٍؽيب‪ ،‬ورسـو كـام إىـٕ إٌـام سائـؽ‪ ،‬فأٌـؽه‬
‫وُٓـاه؛ فلخيـّ»(‪.)1‬‬
‫وأٌا اىطػٗد اىكام‪ :‬ففق حديث أبل سعقد الخدري ﭬ مرفق ًطا‪ٌَ« :‬‬
‫ٌِهؽا؛ في٘غ٘ؽه ة٘ػه‪ ،‬فإن ىً ٗفخؽـف فتيفاُـّ‪ ،‬فإن ىً ٗفخؽـف‬
‫ً‬ ‫رأى ٌِهً‬
‫فتليتّ‪ ،‬وذىم أعكف اإلٍٗان»(‪.)2‬‬
‫وكػ سٍف ةَ٘ ضػٗرـٖ أةـٖ ـك٘ػ ‪-‬اىغاص واىكام(‪ -)3‬يف االـخػالل‬
‫قيٕ اإلُهـار قيـٕ وىـٖ األٌـؽ أٌاٌـّ‪ :‬اإلمام الطربي ‪ ،‬وكسب ذلؽ إلك‬
‫صائػة مـ السؾػ‪ ،‬كؿا ذكره الحافظ ابـ حجر يف «الػتح» أثـاء شرحف ٕثر‬
‫أسامة بـ زيد ﭭ لؿا ُصؾب مـف اإلكؽار طؾك طثؿان ﭬ‪ ،‬فؼال‪( :‬وقال‬
‫الطربي‪ :‬اختؾػ السؾػ يف إمر بالؿعروف‪ ،‬فؼالت صائػة‪ :‬يجب مطؾ ًؼا‪،‬‬
‫واضخشٔا ةطػٗد صارق بـ شفاب رفعف‪« :‬أفغو اىشٓاد نيٍث ضق قِػ‬
‫ٌِهؽا في٘غ٘ؽه ة٘ـػه»‬
‫ً‬ ‫ـيؽان سائـؽ»‪ ،‬وةكٍـٔم كٔىـّ‪ ٌَ« :‬رأى ٌِهً‬
‫الحديث)(‪.)4‬‬
‫وذنؽ اىشٍف ةَ٘ ضػٗد ق٘اض ةَ غًِ وضػٗد أةٖ ـك٘ػ إلذتات‬
‫اإلُهار اىكيِٖ قيٕ وىٖ األٌؽ يف ضغٔره ال يف غ٘تخّ‪ :‬اىػنخٔر أضٍػ ةَ‬
‫ضٍػ اىُٔ٘ؿ‪ ،‬فلال ةكػ أن ذنَؽ ضػٗد ق٘اض ةَ غًِ‪:‬‬
‫(وجف الدٓلة‪ :‬أن هذا الحديث صريح يف الـفل طـ كصقحة السؾطان‬
‫طالكقة‪ ،‬وإصؾ يف الـفل التحريؿ‪ ،‬وكؾؿة (طالكقة) كؽرة يف سقاق الـفل‪،‬‬
‫فتػقد العؿقم‪ ،‬أي سقاء أكاكت الـصقحة طالكقة بحضقر السؾطان أم يف‬
‫غقبتف‪ .‬لؽـ ما تؼدم يف حديث‪« :‬أفغو اىشٓاد نيٍث ضق قِػ ـيؽان‬
‫سائـؽ» ٗغطص ْؼا اىكٍٔم‪ ،‬ويدل طؾك جقاز اإلكؽار(‪ )5‬يف حضرة‬
‫أخرجف الحاكؿ (‪ ،)4884‬وصححف إلباين يف الصحقحة (‪.)374‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجف مسؾؿ (‪.)49‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الحديث ‪-‬كؿا تؼدم‪ -‬رواه أبق سعقد وصارق بـ شفاب وغقرهؿا‪ ،‬وقد تعؿدت ذكر رواية أبل‬ ‫(‪)3‬‬
‫سعقد لقجتؿع الحديث الخاص والعام مـ رواية صحابل واحد‪.‬‬
‫«فتح الباري» (‪.)53 /13‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫طؾؼ الؿملػ طؾك هذا الؿقضع بؼقلف‪( :‬يؿؽـ الؼقل بلن إكؽار الؿـؽر داخؾ يف معـك‬ ‫(‪)5‬‬
‫=‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪36‬‬
‫السؾطان الجائر ولق كان طالكقة‪ ،‬واهلل أطؾؿ)(‪.)1‬‬
‫وقـد قـدم لؽتـابـف‪ :‬سؿـاحـة الؿػتـل الشقـخ طبـد العزيـز بــ طبد الؾـف‬
‫آل الشقخ‪ ،‬حػظف اهلل‪.‬‬
‫وأٌا ٌا ُذنؽ ٌَ ا‪ٙ‬ذار قَ اىططاةـث يف فخاوى اإلُهـار اىكيِٖ ٌـَ أُـٓـا‬
‫ناُج يف غ٘تـث وىـٖ األٌـؽ؛ فإُٓـا ناُج يف ٌفائـو اسخٓادٗـث‪.‬‬
‫ولق تؿ التسؾقؿ بذلؽ‪ :‬فنن الؼاطدة‪ :‬أن الصحابة رضل اهلل طـفؿ (إن‬
‫تـازطقا‪ُ :‬ر َّد ما تـازطقا فقف إلك اهلل والرسقل‪ ،‬ولؿ يؽـ ققل بعضفؿ حجة‪،‬‬
‫مع مخالػة بعضفؿ لف‪ ،‬باتػاق العؾؿاء)(‪.)2‬‬
‫والـصقص الؿرفقطة الصحقحة ‪-‬كؿا تؼدم ذكرها وذكر الجؿع بقـفا‪-‬‬
‫إكؿا أثبتت اإلكؽار العؾـل يف حضقر ولل إمر ٓ يف غقابف‪ ،‬ف ُترد أثار إلقفا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ٌ :‬ـَ سٓـث َسٍف ؼؽق ورواٗـات اىطػٗد أو األذـؽ اىٍؽاد‬
‫االـخػالل ةـّ‪:‬‬
‫معتؿدً ا لف يف فتاويف‪،‬‬
‫هـاك أحاديث وآثار مفؿة استدل هبا الشقخ‪ ،‬وجعؾفا َ‬
‫ولؿ يجؿع صرقفا ورواياهتا إخرى‪ ،‬وهل‪:‬‬
‫‪ -7‬ضػٗد ق٘اض ةَ غًِ ﭬ‪:‬‬
‫ذكر الشقخ حديث طقاض يف (الػتقى) ‪ ،‬ويف (التقضقح)‪ ،‬وهق طـد ابـ‬
‫أبل طاصؿ يف «كتاب السـة»‪ ،‬ولؿ يذكر رواية الحديث الؿؼروكة بسبب‬
‫وروده –وهـق إكؽار هشام بـ حؽقؿ طؾك طقاض بـ غـؿ ﭭ‪ -‬إٓ يف‬
‫الػتقى الخامسة‪( :‬الجقاب)‪.‬‬
‫وجؿع الطـرق والروايات مـ أهـدافـف وفقائـده‪ :‬معرفـة سبب ورود‬
‫=‬
‫الـصقحة‪ٕ :‬ن معـاها‪ :‬إرادة الخقر لؾؿـصقح لف‪ ،‬ومـ أكؽر طؾك غقره ما وقع فقف مـ الؿعصقة‬
‫فؼد أراد لف الخقر وكصحف)‪ .‬ثؿ ذكر الػرق بقـ الـصقحة وإمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫كؼال طـ الشقخ صالح آل الشقخ يف شرح إربعقـ الـقوية‪.‬‬
‫(‪« )1‬اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر وأثره يف الخروج طؾقفؿ»‪ ،‬ص ‪ ،29‬صبعة الرئاسة العامة‬
‫لؾبحقث العؾؿقة واإلفتاء طام ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مجؿقع الػتاوى (‪)14 /21‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫الحديث‪ ،‬الذي لف أثـر مفؿ يف معرفة الحؽؿ‪.‬‬
‫‪ -4‬أذـؽ قتادة ةَ اىطاٌج ٌف ٌكاوٗـث ﭭ‪:‬‬
‫لؿ َيجؿع الشقخ روايات الحديث والؼصة‪ ،‬فذكر الرواية التل طـد مسؾؿ‬
‫وفسرها بؿا يػقـد أن طبـادة ﭬ كـان يعؾؿ أن معاويـة ﭬ هـق مــ‬
‫فؼط‪َّ ،‬‬
‫أمـر بذلؽ البقع الربقي‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬هـق طـد الـسائل فـل ســـف برقـؿ (‪ ،)4563‬وابـ‬
‫والحديث ‪ً -‬‬
‫ماجف يف ســف برقؿ (‪.)18‬‬
‫وبالرجقع إلقفؿا يتبقـ أن طبادة لؿ يؽـ يعؾؿ أن معاوية هق مـ أمر بذلؽ‬
‫البقع‪ .‬وحتك رواية مسؾؿ لقس فقفا ما يػقد أن طبادة كان يعؾؿ بذلؽ(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬ضػٗد ٌكاوٗث ﭬ يف اىخلاضً يف اىِار‪ ،‬وكطخـّ ٌف اىؽسو‪:‬‬
‫‪ -‬لؿ َيجؿع الشقخ مقاقػ أخرى لؿعاوية ﭬ تبقـ رأيف القاضح يف‬
‫اإلكؽار العؾـل طؾقف‪ ،‬فؼد ُذكرت لف وقائع مع طبادة ﭬ ُتب ِّقـ ذلؽ‪.‬‬
‫فٍِٓا‪ :‬حديث الصرف مع طبادة‪ ،‬فؼد جاء فـل رواية أن معاوية صؾب‬
‫طبادة‪ ،‬فؼال لف طبادة ما قال‪ ،‬ثؿ قال معاوية‪ :‬ما كجد شق ًئا أبؾغ فقؿا بقـل‬
‫وبقـ أصحاب محؿد طؾقف السالم مـ الصػح طـفؿ(‪.)2‬‬
‫لؿا خطب معاويـة طــ الطاطقن‪ ،‬فلكؽر طؾقـف طبادة‪ ،‬فطؾبف‬ ‫وٌِٓا‪َّ :‬‬
‫معاوية‪ ،‬وقال لف‪ :‬ألؿ تتؼ اهلل‪ ،‬وتستحل إمامؽ؟(‪.)3‬‬
‫وٌِٓا‪ :‬أن معاوية شؽاه إلك طثؿان(‪ ،)4‬رضل اهلل طـ الجؿقع‪.‬‬
‫اكظر تػصقؾ ذلؽ يف‪( :‬قراءة يف فتاوى اإلكؽار العؾـل)‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجف الشاشل يف مسـده برقؿ (‪ ،)1271‬طـ الحسـ مرسال‪ ،‬وفقف‪ :‬فؼال لف معاوية‪ :‬فؿا‬ ‫(‪)2‬‬
‫هذا الحديث الذي تذكره؟ فلخربه‪ ،‬فؼال لف معاوية‪ :‬اسؽت طـ هذا الحديث‪ ،‬وٓ‬
‫تذكره‪ ،‬فؼال لف طبادة‪ :‬بؾك‪ ،‬وإن رغؿ أكػ معاوية‪ ،‬قال‪ :‬ثؿ قام‪ ،‬فلال ىّ ٌكاوٗث‪ٌ :‬ا ُشػ‬
‫ش٘ئا أةيغ فٍ٘ا ةِٖ٘ وةَ٘ أضطاب ٌطٍػ قيّ٘ اىفالم ٌَ اىطفص قًِٓ‪.‬‬
‫أخرجف الطرباين يف إوسط (‪. )8188‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرجف أحؿد يف مسـده (‪ :)22769‬وفقف‪ :‬فهخب ٌكاوٗث إىٕ قرٍان ةَ قفان‪ :‬أن قتادة ةَ‬ ‫(‪)4‬‬
‫اىطاٌج كػ أففػ قيٖ اىشام وأْيّ‪ ،‬فإٌا حهف إى٘م قتادة‪ ،‬وإٌا أعيٖ ةِّ٘ وةَ٘ اىشام‪ ،‬فؽتب‬
‫رحؾ طبادة حتك ترجعف إلك داره مـ الؿديـة‪ ،‬فبعث بعبادة حتك قدم الؿديـة‪...‬‬‫إلقف أن ِّ‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪38‬‬
‫قال الشقخ صالح آل الشقخ‪( :‬معاوية ﭬ كان شديدً ا يف أمر القٓية‪،‬‬
‫كان ٓ يتؽؾؿ الصحابة يف حضرتف‪ٕ :‬كف كان لف حؼ يف ذلؽ‪ ،‬وكان ٓ‬
‫يرضك أن يتؽؾؿ أحد إٓ بنذكف)‪ ،‬ثؿ ذكر قصتف مع حجر بـ طدي‪ ،‬وقصة‬
‫بقعة ابـف يزيد لقٓية العفد(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬أذـؽ اةَ قتاس ﭭ ٌف ـك٘ػ ةَ ست٘ـؽ‪:‬‬
‫‪ -‬لؿ يجؿع الشقخ يف (التػـقد) صرق أثـر ابـ طباس ﭭ مع ابـ جبقـر‪،‬‬
‫بؾ اقتصر طؾك ذكر جزء مـف‪.‬‬
‫خرج الشقخ جؿقع روايات إثـر‪ ،‬لؽـ لؿ يذكـر الؾػظ‬
‫ويف (الجقاب) َّ‬
‫الذي فقف الؿـع مـ اإلكؽار طؾك ولل إمر فـل غقبتف‪ ،‬وهـق‪( :‬وٓ تغتب‬
‫إمامؽ)‪ ،‬وذكر بدلف‪( :‬وٓ تعب إمامؽ)‪ ،‬وتبقـ أن الؿطبقع مـ الـسخة التل‬
‫أحال إلقفا كان‪( :‬وٓ تغتب إمامؽ)‪.‬‬
‫آثارا أخرى طـ ابـ طباس ﭭ‪:‬‬
‫‪ -‬لؿ يذكر الشقخ يف جؿقع فتاويف ً‬
‫واثـان مـفا مذكقران يف الؿصادر الحديثقة التل اطتؿد طؾقفا يف (التػـقد)‪،‬‬
‫ويف (الجقاب)(‪.)2‬‬

‫(‪« )1‬شرح العؼقدة القاسطقة» (‪..)313 /2‬‬


‫طباس‪ :‬آمـر إمامـل بالؿعروف؟ وأهناه‬‫ٍ‬ ‫(‪ )2‬األذؽ األول‪ :‬طـ سعقد بــ جبقـ ٍر قال‪ :‬قؾت ٓبــ‬
‫طـ الؿـؽر؟ قال‪« :‬إن خشقت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت وٓ بد فاط ًال فػقؿا بقـؽ وبقـف»‪،‬‬
‫«وال حغخب إٌاٌم»‪ .‬أخرجف سعقد بـ مـصقر يف «ســف» رقؿ (‪ ،)846‬ومـ صريؼف البقفؼل‬
‫يف «شعب اإليؿان» (‪.)73/11‬‬
‫األذؽ اىراين‪ :‬طــ صاووس قـال‪ :‬أتك رجؾ ابـ طباس فـؼال‪ :‬أٓ أقـقم إلـك هـذا السؾطان‪ ،‬فآمـره‬
‫أفرأيت إن أمرين بؿعصقة اهلل طز وجؾ؟ قال‪« :‬ذاك الذي‬
‫َ‬ ‫وأهنـاه؟ قـال‪ ٓ« :‬تؽـ لف فتــة»‪ .‬قال‪:‬‬
‫تـريـد‪ ،‬فؽـ حقـئـذ رجالً»‪ .‬أخرجف ابـ أبل الدكقا يف «إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪،‬‬
‫ص ‪ ،113‬وابـ أبل شقبة يف «مصـػف» (‪ ،)258/21‬وطبد الرزاق يف «مصـػف» (‪.)21722‬‬
‫األذؽ اىراىد‪ :‬طـ صاووس قال‪ُ :‬ذكرت إمراء طـد ابـ طباس‪ ،‬فابرتك فقفؿ رجؾ‪ ،‬فتطــاول‪،‬‬
‫حتك ما أرى يف البقت أصـقل مـف‪ ،‬فسؿعت ابـ طباس يؼقل‪ :‬يا (هزهاز)‪ ٓ ،‬تجعؾ كػسؽ فتــة‬
‫رأيت يف الؼقم أقصر مـف‪ .‬أخرجف ابـ أبل شقبة (‪،)32713‬‬ ‫ُ‬ ‫لؾظالؿقـ‪ .‬فتؼاصر‪ ،‬حتك مـا‬
‫وسعقد بـ مـصقر (التػسقر) (‪.)1171‬‬
‫ققلف‪( :‬فابرتك فقفؿ رجؾ)‪ :‬قال الزبقدي يف تاج العروس (‪( :)63 /27‬ابرتك الرجؾ يف‬
‫طرضف‪ ،‬وكذا ابرتك طؾقف‪ ،‬إذا تـؼصف‪ ،‬وشتؿف‪ ،‬واجتفد يف ذمف)‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫جؿع الشقخ بقـ أثـر ابـ طباس مع ابـ جبقر وأثره مع طؾل لقثبت‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلكؽار يف الغقبة‪ ،‬ولؿ يجؿع بؼقة أثار إخرى التل تتضؿـ رأي ابـ طباس‬
‫الصريح يف اإلكؽار يف الغقبة(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬أذـؽ أةٖ ـك٘ػ اىغػري ٌف ٌكاوٗث ﭭ‪:‬‬
‫ذكر الشقخ يف (التػـقد) يف معرض ذكره ٕدلتف يف اإلكؽار يف الغقبة طـ أبل‬
‫قل اهللِ َص َّؾك‬
‫َان فِقـَا َر ُس ُ‬ ‫دري رضل اهلل طـف قال‪ُ « :‬كـَّا ُك ْخ ِر ُج ـ إِ ْذ ك َ‬ ‫الخ ِّ‬
‫ٍ‬
‫سعقد ُ‬
‫اطا مِ ْـ‬
‫قك ـ َص ً‬‫اهلل َط َؾق ِف وس َّؾؿ ـ َزكَا َة ا ْل ِػ ْط ِر ـ َطـ ُك ِّؾ ص ِغ ٍقر و َكبِ ٍقر‪ ،‬حر َأو مؿ ُؾ ٍ‬
‫ُ ٍّ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ َ َ‬
‫اطا مِ ْـ‬
‫اطا مِ ْـ َت ْؿ ٍر‪َ ،‬أ ْو َص ً‬
‫ط‪َ ،‬أ ْو َصا ًطا مِ ْـ َش ِع ٍقر‪َ ،‬أ ْو َص ً‬ ‫َصعامٍ‪َ ،‬أو صا ًطا مِـ َأقِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ان َحاجا َأ ْو‬ ‫قب‪َ :‬ف َؾ ْؿ ك ََز ْل ُك ْخ ِر ُج ُف َحتَّك َق ِد َم َط َؾ ْقـَا ُم َع ِ‬
‫او َي ُة ْب ُـ َأبِل ُس ْػ َق َ‬ ‫َزبِ ٍ‬
‫َّاس َأ ْن َق َال‪« :‬إِكِّل َأ َرى‬ ‫ِ‬ ‫معت َِؿرا‪َ ،‬ف َؽ َّؾؿ الـَّاس َط َؾك ا ْل ِؿـْب ِر‪َ ،‬ف َؽ َ ِ‬
‫قؿا َك َّؾ َؿ بِف الـ َ‬‫ان ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ً‬
‫َّاس بِ َذل ِ َؽ»‪َ :‬ق َال َأ ُبق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشا ِم َت ْعد ُل َصا ًطا م ْـ َت ْؿ ٍر»‪َ ،‬ف َل َخ َذ الـ ُ‬ ‫َأ َّن ُمدَّ ْي ِـ مِ ْـ َس ْؿ َر ِاء َّ‬
‫قد‪َ « :‬ف َل َّما َأكَا َف َال َأ َز ُال ُأ ْخ ِر ُج ُف ك ََؿا ُكـ ُْت ُأ ْخ ِر ُج ُف‪َ ،‬أ َبدً ا َما ِط ْش ُت»‪.‬‬
‫س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫وسقليت أن الشقخ أدخؾ أثار الؿتعؾؼة بالؿسائؾ آجتفادية يف مسللة‬
‫اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وهذا إثر ضؿـفا‪.‬‬
‫آثارا أخرى طـ أبل سعقد رضل اهلل طـف‬
‫ومـ جفة أخرى لؿ يجؿع الشقخ ً‬
‫تبقـ مققػف مـ اإلكؽار العؾـل يف غقبة اإلمام‪ ،‬بؾ لؿ يذكر الحديث الؿرفقع‬
‫الذي يرويف ﭬ طـ الـبل ﷺ‪« :‬أفغو اىشٓاد نيٍث قػل قِػ ـيؽان‬
‫سائؽ‪ ،‬أو أٌ٘ؽ سائؽ»(‪.)2‬‬
‫ومـ تؾؽ أثار التل لؿ يجؿعفا الشقخ‪:‬‬
‫‪ -‬فعـف ﭬ طـ الـبل ﷺ قال‪« :‬ال ٍِٗكَ أضػنً ٌغافث اىِاس أن‬
‫ٗخهيً ةطق إذا قيٍّ»‪.‬‬

‫(‪ )1‬تؼدمت فـل الحاشقة السابؼــة‪ ،‬فـل ققلــف ﭬ ٓبـ جبقـر‪« :‬وٓ تغتب إمامــؽ»‪ .‬وققلــف‪:‬‬
‫يا (هزهاز)‪ ٓ ،‬تجعؾ كػسؽ فتــة لؾظالؿقـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف أبق داود (‪ ،)4346‬والرتمذي (‪ ،)2174‬وابـ ماجف (‪ )4111‬طـ أبل سعقد الخدري‬
‫ﭬ‪ ،‬وصححف إلباين يف «صحقح الجامع» (‪.)2219‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪41‬‬
‫ِ‬
‫قصركا‪َ ،‬وإِكَّا َلـُ َب ِّؾ ُغ فل ِّ‬
‫الس ِّر»(‪.)1‬‬ ‫قال أبق سعقد‪« :‬فؿا زال بـا البالء حتك َّ‬
‫‪ -‬وطـف ﭬ طـ الـبل ﷺ قال‪« :‬ال ٍِٗكَ أضػنً ٌغافـث رسو ‪ -‬أو‬
‫ٌغافث ةشؽ ‪ -‬أن ٗخهيً ةاىطق إذا رآه أو قيٍّ»‪.‬‬
‫قال أبق سعقد‪ :‬فؾؼقت معاوية‪ ،‬فؼؾت لف‪ :‬إكف لقس صاحب غدر إٓ لف‬
‫يقم الؼقامة لقاء غدر بغدرتف‪ ،‬وٓ غادر أطظؿ مــ ِ‬
‫أمقـر طا َّمة)(‪.)2‬‬
‫‪ -‬وطـف ﭬ قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬ال ٍِٗكَ أضػنً ٌغافث اىِاس‪،‬‬
‫أن ٗخهيً ةاىطق إذا رآه أو قيٍّ»‪.‬‬
‫ركبت إلك معاوية‪ ،‬فؿألت‬
‫ُ‬ ‫قال أبق سعقد‪ :‬فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن‬
‫أذكقف‪ ،‬ثؿ رجعت)(‪.)3‬‬
‫‪‬‬
‫الـنبخح الجاىٕ‪ :‬االستدالل بآثار خارجة عً مـخـل اليـزاع‪:‬‬
‫وحطخّ ذالذث ٌؽاىب‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬االـخػالل ةا‪ٙ‬ذـار اىـٔاردة فـٖ اىٍفائـو االسخٓـادٗـث‬
‫وضٍيٓا قيٕ اإلُهار اىكيِـٖ‪:‬‬
‫الشقخ فركقس يؼرر أن (الؼقل َّ‬
‫بلن مسائؾ الخالف ٓ إكؽار فقفا‪ :‬لقس‬
‫بصحقحٍ ‪ ،‬كؿا ب َّقـ ذلؽ ابـ الؼ ِّقؿ يف «إطالم الؿق ِّقعقـ» َّ‬
‫أتؿ البقان‪،‬‬
‫فحاصـؾ ذلؽ أكـف ُيػـ َّرق بقــ الؿسائـؾ آجتفاديـة والؿسائـؾ الخالفقة‪،‬‬
‫ققل يخالػ‬ ‫فـػل الؿسائؾ الخالفقة‪ :‬فنكف يجب اإلكؽار طؾك الؿخالػ يف ٍ‬
‫سـَّ ًة ثابت ًة أو إجؿا ًطا شائ ًعا‪ ،‬وكذلؽ يجب اإلكؽار طؾك العؿؾ الؿخالػ‬
‫لؾسـَّة أو اإلجؿاع بحسب درجات إكؽار الؿـؽر‪َّ .‬أٌا اىٍفائو االسخٓادٗث‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجف ابـ حبان يف «مقارد الظؿآن» (‪ ،)84 /6‬تحت باب إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪،‬‬
‫والبقفؼل يف شعب اإليؿان (‪ ،)7165‬باب إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬وصححف إلباين‬
‫يف «صحقح مقارد الظؿآن» (‪.)217 /2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف أبق يعؾك فـل «مسـده» (‪ ،)1297( )471/2‬وقال حسقـ سؾقؿ أسد‪( :‬إسـاده‬
‫صحقح)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف طبد بـ حؿقد يف «مسـده» برقؿ (‪.)869‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫اىطشـث وإٗغاح‬ ‫َّ‬ ‫فال ٗشـٔز اإلُهار ف٘ٓـا قيـٕ اىٍغاىـف إالَّ ةكػ ة٘ـان‬
‫اىٍطشـث)(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫وكال اىش٘ظ يف (اىخفِ٘ػ)‪ ...( :‬يؿؽـ إضاف ُة بعض آثار السؾػ الدا َّل ِة‬
‫طؾك اإلكؽار العؾـل يف َغقبتفؿ أو دون ا ِّص ِ‬
‫الطفؿ ردا طؾك َم ْـ َي ْؼ ُصرها طؾك‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫كقهنـا بحضرهتؿ وهل)‪ .‬ثؿ ذكر سبعة آثـار‪ :‬ستة مـفا تدخؾ فـل باب‬
‫وأيضا كان كصػفا فـل حضقر ولل إمـر‪،‬‬
‫آجتفاد ٓ يف باب الحسبة‪ً ،‬‬
‫وكصػفا يف غقابف(‪ )2‬ولؿ ُتب َّقـ فقفا الحجة لقلل إمـر‪ ،‬ثؿ استؿر طؾك رأيف‬
‫كؿا قرره الشقخ يف الؼاطدة التل تؼدم ذكرها‪ ،‬فال يؼال طـ تؾؽ أثار‬
‫أصال ‪-‬طؾك ما ذكره الشقخ‪ :-‬إكف وقع فقفا إكؽار(‪.)3‬‬
‫فؿـ جفة –كؿا تؼدم‪ -‬لؿ يذكر الشقخ أربعة أحاديث مرفقطة تدخؾ يف‬
‫الباب‪ ،‬ومـ جفة أخرى ذكر ستة آثار ٓ تدخؾ يف باب اإلكؽار‪ ،‬وإكؿا هل‬
‫يف مسائؾ اجتفادية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬االـخػالل ةآذار نان اإلُهار ف٘ٓا ةطغٔر وىٖ األٌؽ‪،‬‬
‫وى٘ؿ يف غ٘اةـّ‪:‬‬
‫اس تدل الشقخ بآثار كان اإلكؽار فقفا يف حضقر ولل إمر ولقس فـل‬
‫غقبتف‪ ،‬وحؿؾفا طؾك الغقبة‪ ،‬وهل‪:‬‬
‫‪ -7‬إكؽار طبادة بـ الصامت طؾك معاوية ﭭ يف حديث الصرف‪.‬‬

‫(‪ )1‬اكظر‪ :‬الؽؾؿة الشفرية رقؿ (‪ :)76‬خطقرة التلصقؾ قبؾ التلهقؾ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ففٖ ضغٔر وىٖ األٌؽ‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر أبل سعقد الخدري مع معاوية ﭭ‪ :‬يف مؼدار زكاة الػطر‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر ابـ طؿر مع خالد ﭫ‪ :‬يف قتؾ الذيـ قالقا‪( :‬صبلكا)‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر طؾل مع طثؿان ﭭ يف مسللة الؿتعة بالحج‪.‬‬
‫ويف غ٘اب وىٖ األٌؽ‪:‬‬
‫‪ -1‬أثر ابـ مسعقد مع طثؿان ﭭ‪ :‬يف إتؿامف الصالة بؿـك‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر ابـ طباس مع طؾل ﭫ‪ :‬يف تحريؼف الؿرتديـ بالـار‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر أكس ﭬ مع الحجاج يف مسللة غسؾ الرجؾقـ أو مسحفؿا يف القضقء‪.‬‬
‫(‪ )3‬وطؾك كالم الشقخ أن تؾؽ اإلكؽارات الستة وقعت يف غقاب ولل إمر‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪42‬‬
‫‪ -4‬إكـؽـار طـائشـة ڤ طـؾـك مـروان فـل حضـقره‪ ،‬وإكؽـار أخقـفـا‬
‫طبد الرحؿـ طؾك معاوية ﭭ(‪.)1‬‬
‫إضافة إلك أثار الثالثة التل تؼدم أهنا تدخؾ يف الؿسائؾ آجتفادية‬
‫ولقست يف مسائؾ الحسبة‪ ،‬وكاكت يف حضقر ولل إمر ولقس يف غقبتف‪.‬‬
‫فبذلؽ أصبح طدد أثار التل ذكر الشقخ أهنا تدخؾ يف اإلكؽار العؾـل‬
‫يف غقبة ولل إمر‪ ،‬وهل كاكت يف حضرتف‪ :‬خؿسة آثار‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬االـخػالل ةأذـؽ ىخاةكـٖ‪ ،‬ؤْ ٗػعو يف ةاب اىيؾوم‪.‬‬
‫وهق أثر الحسـ البصري مع أكس بـ مالؽ ﭬ وفعؾ الحجاج‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـنبخـح الجـالح‪ :‬مـا ٓتعلـق بإعنـال قـْاعـد االجتـَـاد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حلؽٗـؽ كاقػة‪ ،‬ذً إقٍال عالفٓا‪ ،‬أو حغيف إقٍاىٓا فـٖ ةكظ‬
‫اىٍٔاؼَ‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ٗشٔز اإلُهار يف اىٍفائو االسخٓادٗث قيٕ اىٍغاىف إالَّ ةكػ ة٘ان‬
‫اىٍطشـث‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اىطشـث وإٗغاح‬
‫َّ‬
‫أيضا هق يطبؼفا يف فتاويف‪ ،‬لؽـ لؿ‬
‫سبؼ أن الشقخ يؼرر هذه الؼاطدة‪ ،‬و ً‬
‫يطبؼفـا فـل مسللـة اإلكـؽـار العـؾـل‪ ،‬فـلورد ستـة آثـار تتعؾـؼ بالؿسائـؾ‬
‫آجتفـاديـة‪ ،‬واكطبؼت طؾقفا الؼاطدة التل ذكرها‪ ،‬ومع ذلؽ فؼد طدها أهنا‬
‫تدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫العؾـل)‪( :‬اإلكؽار طؾك وٓة إمر‬ ‫ِ‬
‫اإلكؽار‬ ‫ِ‬
‫مجال‬ ‫ثؿ إن الشقخ قال يف (‬
‫ِّ‬
‫إكؿا يؽقن طؾك جؿقع إخطاء والؿخالػات والؿـؽرات التل وقعقا فقفا‬
‫مـؽرا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وحأوٗو‪ ،‬بعد تحؼؼ كقهنا ً‬ ‫ةاسخٓاد ًٌِٓ‬ ‫أو أذكقا هبا أو أمروا هبا ـ وىٔ‬
‫مخالػا لؾشرع)‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهذا إثر يؿؽـ جعؾف قسؿا مستؼال‪ ،‬وهق ما يدخؾ يف باب القٓيات وما يجري فقفا‪.‬‬
‫ٌف ٌالضـث أن إكؽار طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر ﭭ كان طؾك مروان‪ ،‬ولقس طؾك معاوية‬
‫رضل اهلل طـف‪ ،‬ولؽـل كؼؾت طبارة الشقخ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫فؾؿ يشرتط يف اإلكؽار طؾك الخطل الـاتج طـ اجتفاد وتلويؾ إقامة‬


‫الحجة وإيضاح الؿحجة كؿا تؼدم‪.‬‬
‫ويف التطبقؼ العؿؾل أكؽر طؾك وزارة الشمون اإلسالمقة طؾـًا ويف الغقبة‬
‫يف مسللة اجتفادية‪ ،‬وهق لؿ ُيؼؿ الحجة طؾقفا‪.‬‬
‫‪ -2‬اىشٍف ة٘ـَ األدىـث أوىـٕ ٌـَ اىخؽس٘ص‪:‬‬
‫ذكرها الشقخ يف طدة مقاضع مـ فتاويف إخقرة‪ .‬ف٘لال‪:‬‬
‫‪ -‬إطؿال الؼاطدة تخؾػ طؿق ًما‪ ،‬وذلؽ ٕن الشقخ –كؿا تؼدم‪ -‬لؿ يجؿع‬
‫الـصقص الؿرفقطة يف الباب‪ ،‬والتقفقؼ بقـفا ٓبد أن يسبؼف جؿع واستقعاب‪.‬‬
‫‪ -‬لؿ يذكر الشقخ الؾػظ الذي مـع فقف ابـ طباس مـ اإلكؽار يف غقبة‬
‫اإلمام‪ ،‬وهـق ققلف‪( :‬وٓ تغتب إمامؽ)‪ ،‬فلضاف الشقخ لألثـر فعؾ ابـ‬
‫طباس مع طؾل الذي طده مـ اإلكؽار وهق لقس كذلؽ‪ ،‬فنن مؼتضك َطدّ‬
‫ذلؽ مـ اإلكؽار أن يؾجل أوٓ إلك الجؿع وهق هـا متعذر ٕن التؼرير فقف‬
‫الؿـع والتطبقؼ فقف اإلكؽار‪ ،‬فعـد التعذر يؾجل إلك الؿتلخر مـفؿا‪ ،‬وهق‬
‫تؼريره ٓبـ طباس بالؿـع‪ ،‬فقؼال بالؿـع‪.‬‬
‫والشقخ لؿ يسؾؽ ذلؽ‪ ،‬وإكؿا جعؾ فعؾ ابـ طباس مع طؾل وهق‬
‫متؼدم يتقافؼ مع تؼرير ابـ طباس ٓبـ جبقر وهق متلخر‪.‬‬
‫‪ -‬هـاك خؿسة آثار ورد فقفا التلكقب طؾك ولل إمر‪ ،‬ولؿ يذكر الشقخ‬
‫وجف التقفقؼ بقـفا وبقـ بؼقـة الـصقص التـل استـبط مـفـا طـدم التلكقب‪،‬‬
‫ومـفا أثـر ابـ طباس ﭭ‪.‬‬
‫‪ٌٔ -3‬افلـث فـًٓ اىططاةـث‪:‬‬
‫ذكـر الشقخ فـل (التػـقد) أن مشاركتف آجتفاد َّيـة لؿ تخرج طـ ففؿ‬
‫الصحابة رضل اهلل طـفؿ‪.‬‬
‫ويالحظ أن ذلؽ لؿ يتحؼؼ يف كثقر مـ الؿقاصـ‪ ،‬ويدل طؾك ذلؽ‪:‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪44‬‬
‫‪ -‬هـاك ضقابط ذكرهـا الشقخ مـؼقضة ببعض أثار التل أوردها‪.‬‬
‫‪ -‬هـاك ضابط كان يؼرره الشقخ ثؿ رجع طـف يف آخر فتقى‪ ،‬وهق أكف ٓ‬
‫الس ِّر ِّي‪ ،‬بؾ يؽػل يف مشروط َّق ِة‬
‫العؾـل تعذ ُر اإلكؽار ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُيشرت َُط يف اإلكؽار‬
‫الؿػسدة‪ .‬فنذا كاكت مشاركة الشقخ آجتفادية يف‬ ‫ِ‬ ‫العؾـل اكتػا ُء‬ ‫ِ‬
‫اإلكؽار‬
‫ِّ‬
‫(التػـقد) وما قبؾف لؿ تخرج طـ ففؿ الصحابة‪ ،‬فؼد خرجت طـ ففؿفؿ يف‬
‫(الجقاب) لتغقر الضابط الؿذكقر‪.‬‬
‫‪ -‬هـاك تػسقر كان ذكره الشقخ ٕثـر ابــ طباس ﭭ مع ابـ جبقر‪،‬‬
‫طـدما حؿؾف طؾك اإلكؽار العؾـل‪ ،‬ثؿ يف آخر فتقى حؿؾف طؾك التلكقب‪،‬‬
‫فتغقر الػفؿ بقـ الؿقضعقـ‪.‬‬
‫‪ -‬وٌريّ‪ :‬الؼقل بلن طبادة طؾك أكف أكؽر طؾك معاوية يف غقبتف طـ صريؼ‬
‫التعريض والتؾؿقح‪ ،‬ولؿ يسبؼ الشقخ إلك هذا الػفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬وٌريّ‪ :‬الؼقل بلن معاوية يؼر طؾك اإلكؽار العؾـل طؾقف‪ ،‬وقد ثبت طـف‬
‫الؿـع يف طدة مقاضع‪.‬‬
‫‪ -‬وٌريّ‪ :‬إدخال آثار الصحابة التل وردت يف الؿسائـؾ آجتفاديـة يف‬
‫وهؿ رضل اهلل طـفؿ لؿ يػفؿقا مـفا ذلؽ‪.‬‬
‫مسللة اإلكؽار العؾـل‪ُ ،‬‬
‫‪ -‬وٌريّ‪ :‬أثار التل ذكرها ابـ الؼقؿ طـ الصحابة يف اإلكؽار‪ ،‬وكؾفا‬
‫كاكت يف حضقر ولل إمر‪ ،‬فحؿؾفا الشقخ طؾك الحضقر والغقبة‪.‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬قػم إقٍال ةكظ اىلٔاقػ‪:‬‬
‫‪ -1‬اىفؤال ٌُكاد يف اىشٔاب‪:‬‬
‫لؿ يستعؿؾفا الشقخ يف أثـر ابـ طباس مع ابـ جبقر‪ ،‬والسمال كان‪( :‬آمر‬
‫أمقري بالؿعروف‪ ،‬وأهناه طـ الؿـؽر؟)‪ ،‬والجقاب كان‪( :‬إن خشقت أن‬
‫يؼتؾؽ‪ :‬فال) أي‪ :‬فال تلمـر أمقرك بالؿعروف‪ ،‬وٓ تـفف طـ الؿـؽـر‪ :‬فقعاد‬
‫السمال يف الجقاب‪.‬‬
‫والشقخ حؿؾ إثر طؾك أن الؿراد بف هق التلكقب‪ ،‬ولؿ يؽـ سمال ابـ‬
‫‪45‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫جبقر متعؾ ًؼا بالصػة التل يلمـر هبا ويـفك‪ ،‬فؽقػ ُيحؿؾ جقاب ابـ طباس‬
‫طؾك أمـر غقـر مذكقر يف السمال‪ :‬وهق التلكقب؟!‬
‫‪ -4‬اىطػٗد اىٍؽفٔع ٌلػم قيٕ كٔل اىططاةٖ‪:‬‬
‫ولؿ يعؿؾ الشقخ ذلؽ مع حديث طقاض بـ غـؿ ﭬ‪ ،‬فالشقخ جعؾف‬
‫أصال يف أن إصؾ يف اإلكؽار أن يؽقن سرا‪ ،‬وٓ يؾجل لؾعؾـ إٓ إذا تعذر‬
‫السر‪ ،‬وأكف إذا تعذر اإلكؽار العؾـل يؽتػك بالسري‪ ،‬ثؿ يف (الجقاب) قرر أكَّف‬
‫ِ‬
‫الؿػسدة‪،‬‬ ‫الس ِّر ِّي‪ ،‬بؾ يؽػل اكتػا ُء‬ ‫ٓ ُيشرت َُط يف اإلكؽار‬
‫العؾـل تعذ ُر اإلكؽار ِّ‬
‫ِّ‬
‫واطتؿد يف تؼرير ذلؽ طؾك أثر ابـ طباس مع طؾل رضل اهلل طـفؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬اىخؽس٘ص ةاىؽواٗث األضص ـِػً ا واألنرؽ رواة‪:‬‬
‫لؿ ُيعؿؾفا الشقخ يف أثـر ابـ طباس مع سعقد بـ جبقر‪ ،‬فنن الروايات‬
‫التل جاءت غقر مؼقدة بالتلكقب أكثر طد ًدا‪ :‬ففل أولك بآستدٓل(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬األضو ضٍو اىهالم قيٕ ؿاْؽه‪:‬‬
‫والشقخ لؿ يحؿؾ ضاهـر ققل الرجؾ لؿعاوية‪( :‬كال‪ ،‬إكؿا الؿال مالـا‬
‫والػلء فقئـا‪ ،‬فؿـ حال بقــا وبقـف حاكؿـاه إلك اهلل بلسقافـا) طؾك ضاهره‪،‬‬
‫وهق الؼتال‪ ،‬مع وجقد الؼريـة‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر الشقخ أن معاوية ﭬ أقر الرجؾ طؾك فعؾف‪ ،‬فؼال‪( :‬ومعاوية ﭬ‬
‫لؿ يزجره طؾك صـقعف‪ ،‬ولؿ يلمره باإلكؽار السري مع أن الرجؾ كان قادرا‬
‫طؾقف‪ ،‬وتلخقر البقان طـ وقت الحاجة ٓ يجقز كؿا هق معؾقم يف الؼقاطد)‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬مـ يؼقل‪ :‬إن معاوية ﭬ أقـر الرجؾ طؾك كالمف‬
‫قد يليت ‪ً -‬‬
‫الذي يدل طؾك الخروج طؾك القٓة!!‬
‫‪ -5‬طدم جؿع الروايات والطرق‪ ،‬وقد تؼدم ذكر ذلؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬آحتجاج بحديث طقاض وجعؾف أصال‪ ،‬ثؿ اإلشارة إلك ما يػقد‬
‫تضعقػف يف (الجقاب)‪.‬‬

‫(‪ )1‬اكظر تػصقؾ ذلؽ يف (قراءة يف الػتقى الخامسة)‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪46‬‬
‫‪ -1‬تغققر الشقخ لبعض ألػاظ إثر التل ذكرها يف فتقى سابؼة كاكت‬
‫طـد ابـ أبل الدكقا لتتقافؼ مع لػظة أخرى طـد البقفؼل‪ ،‬ثؿ تخريجفا مـ‬
‫طـد البقفؼل‪ ،‬وهذا التصرف يتضؿـ تحؽؿا ومخالػة لؾؼقاطد العؾؿقة‬
‫والحديثقة‪.‬‬
‫‪ -١‬طدم الرجقع إلك الؿصادر‪ ،‬لؿطابؼة ما يف الربامج مع الؿطبقع‪.‬‬
‫فؾػظة‪( :‬وٓ تعب إمامؽ) التل كؼؾفا الشقخ مـ «شعب اإليؿان» لؾبقفؼل‬
‫هل يف صبعة «دار الرشد» التل يف «الؿؽتبة الشامؾة» و«تطبقؼ تراث» برقؿ‬
‫(‪ ،)1()7186‬وبالرجقع إلك الؿطبقع مـف لؾؿطابؼة‪ :‬تبقـ أن الؾػظ هق‪:‬‬
‫(وٓ تغتب إمامؽ)‪ ،‬ولقس‪( :‬وٓ تعب إمامؽ)‪.‬‬
‫وأيضا‪( :‬تصحـػ هــاك اسـؿ «معـاويـة بـ إسحاق» إلـك‪« :‬معاويـة طـ‬
‫ً‬
‫إسحاق»)(‪.)2‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬إقٍال كاقػة يف ٌٔؼَ‪ ،‬وإٍْاىٓا يف ٌٔاؼَ أعؽى‪:‬‬
‫‪ -‬حأع٘ؽ اىت٘ان قَ وكج اىطاسث ال ٗشٔز‪:‬‬
‫استعؿؾفا الشقخ يف مقضع‪ ،‬وتركفا يف مقاضع‪ ،‬وٌِٓا‪:‬‬
‫أ‪ -‬ققل الشقخ يف أثـر معاوية مع الرجؾ‪( :‬وتلخقر البقان طـ وقت‬
‫الحاجة ٓ يجقز)‪ :‬وقد أخر معاوية ﭬ التحديث بالحديث إلك الجؿعة‬
‫الثالثة‪ ،‬وكذلؽ لؿ يبقـ لؾرجؾ طدم جقاز قتال إئؿة إذا مـعقا رطقتفؿ‬
‫حؼفؿ‪.‬‬
‫َ‬
‫حؿؾ الشقخ أثـر ابـ طباس مع ابـ جبقر طؾك أن الؿؼصقد هق‬ ‫ب‪-‬‬
‫التلكقب‪ ،‬ولؿ ُيذكر التلكقب يف السمال‪ ،‬ويؾزم الؼقل بف‪ ،‬وطدم حؿؾف طؾك‬
‫إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ :‬تلخقر البقان طـ وقت الحاجة‪ٕ :‬ن‬
‫السمال كان طـ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬والجقاب –طؾك‬
‫رأي الشقخ‪ -‬كان طـ التلكقب‪.‬‬
‫ج‪ -‬طؾك ققل الشقخ‪ :‬فنن (الػتقى) كان فقفا تلخقر البقان طـ وقت‬
‫(‪ )1‬الطبعة إولك‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2113 -‬م‪.)73/11( .‬‬
‫(‪ )2‬ما بقـ ققسقـ هق كالم محؼؼ ســ سعقد بـ مـصقر يف (‪ ،)1657 /4‬الحاشقة رقؿ (‪.)5‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫الحاجة‪ ،‬إذ إكف سئؾ طـ حؽؿ اإلكؽار العؾـل‪ ،‬فلجاب‪ ،‬ولؿ يػصؾ بقـ‬
‫الحضقر والغقبة‪ ،‬والسمال إكؿا كان مؼصق ًدا بف أصالة اإلكؽار يف حال‬
‫الغقبة‪ ،‬إذ سبب السمال كان كذلؽ‪ ،‬وٕكف هق الؿتبادر إلك الذهـ طـد‬
‫اإلصالق بحؽؿ القاقع‪.‬‬
‫فؾؿ يذكر الشقخ يف (الػتقى) اإلكؽار فـل الغقبة‪ ،‬وإكؿا أخره إلك‬
‫(التػـقد)‪ ،‬وكالمف يف (الػتقى) كان يدل طؾك أن مراده‪ :‬اإلكؽار العؾـل أمام‬
‫ولل إمر‪ ،‬وف ًؼا لألدلة التل ذكرها ولؽالم الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪-‬رحؿف اهلل‪-‬‬
‫الذي كؼؾف‪ ،‬والذي كان يتعؾؼ بالحضقر كؿا هق معروف طـف‪ ،‬رحؿف اهلل‪.‬‬
‫راة ًكا‪ :‬إقٍال ةكظ اىلٔاقػ واىغٔاةػ يف اىفخاوى اىفاةلث‪ ،‬وإٍْاىٓا يف‬
‫اىفخاوى األع٘ؽة‪ٌ ،‬ف أٍْ٘خٓا و ُدعٔىٓا يف اىتاب‪:‬‬
‫‪ -7‬درء اىٍفاـػ ٌلػم قيٕ سيب اىٍطاىص‪:‬‬
‫ذكرها الشقخ يف معرض الؽالم طؾك الخروج طؾك القٓة‪ ،‬ومؿا قالف‬
‫أطظؿ مِ َّؿا يحصؾ مِ ْـ َج ْق ِر وٓة‬
‫ُ‬ ‫ػاسدَ شتَّك‪ ،‬وهل‬ ‫(فنن هذا العؿؾ يجر م ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫جفة‬ ‫الطريؼ ـ مِ ْـ‬
‫َ‬ ‫أن هذا‬‫ضاهر لؾعقان‪ ،‬كؿا َّ‬ ‫إمر و ُض ْؾؿفؿ طؾك ما هق‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الدطقة إلك اهلل تعالك‪ ،‬مع ِّط ٌؾ لسبقؾفا‪ ،‬ويزيد‬ ‫ثالثة ـ يـعؽس سؾ ًبا طؾك ِ‬
‫سقر‬ ‫ٍ‬

‫ب هتدم شقكتَفا و ُت ْض ِعػ‬ ‫ِ‬


‫وشرورا و َمصائ َ‬
‫ً‬ ‫طؾك إ َّم ِة هؿق ًما أخرى وفِ َتـًا‬
‫قديؿا وحدي ًثا‪،‬‬‫ً‬ ‫ِ‬
‫الػتـ‬ ‫قق َتفا وتخدم أطدا َءها‪ ،‬والتاريخ يشفد طؾك هذه‬ ‫َّ‬
‫«والسعقدُ َم ْـ ُو ِطظ بغقره»)(‪.)1‬‬
‫وهذه الؼاطدة تطبؼ ‪-‬أيضا‪ -‬طؾك اإلكؽار العؾـل يف الغقبة‪ ،‬ويـطبؼ‬
‫قديؿا وحدي ًثا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الػتـ ً‬ ‫طؾقفا خاصة ققل الشقخ‪( :‬والتاريخ يشفد طؾك هذه‬
‫قديؿا وحدي ًثا شفد أن اإلكؽار‬
‫ً‬ ‫«والسعقدُ َم ْـ ُو ِطظ بغقره»)‪ ،‬فنن التاريخ‬
‫ِ‬
‫الدطقة‬ ‫العؾـل يف الغقبة جر طؾك الؿسؾؿقـ الػتـ واكعؽس سؾبا طؾك ِ‬
‫سقر‬
‫إلك اهلل تعالك‪ ،‬وططؾ سبقؾفا‪ ،‬وفتاوى الشقخ إخقرة بالخصقص قد‬

‫(‪« )1‬الؿـفج الؼقيؿ يف معامؾة الحؽام»‪.‬‬


‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪48‬‬
‫حقزا واس ًعا مـ ذلؽ بقـ السؾػققـ‪ ،‬وأكتجت قالقؾ ٓ يـؽرها مـ‬
‫أخذت ً‬
‫لف أدكك مسؽة مـ طؼؾ‪.‬‬
‫‪ ٌَ -4‬حكشو اىشٖء كتو أواُّ قٔكب ةطؽٌاُّ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الدطقة إلك اهلل إكؿا يؽقن‬ ‫ذكرها الشقخ ساب ًؼا يف معرض بقان أن (صريؼ‬
‫طجؾة مقر ٍ‬
‫صة يف‬ ‫ٍ‬ ‫بالحؽؿة والؿقطظة الحسـة والصربِ طؾك َمشا ِّقفا دون‬
‫ِّ‬
‫الػساد واإلفساد‪ ،‬التل مآ ُلفا الحرمان)(‪.)1‬‬
‫ويف الػتاوى إخقرة قرر الشقخ أكف إذا لؿ يؿؽـ القصقل إلك ولل‬
‫إمر فقـؽر طؾقف طؾـًا يف غقبتف‪ ،‬ولؿ يسؾؽ سبقؾ إكؽار جـس الؿـؽر الذي‬
‫كان يؼرره ساب ًؼا‪ ،‬وهذا يـايف ما قرره يف الجؿؾة الؿتؼدمة‪ ،‬إذ فقف ما هق‬
‫خالف الحؽؿة‪ ،‬وفقف آستعجال الؿقرط‪ ،‬والذي مآلف الحرمان كؿا هق‬
‫مشاهد طرب إزمان‪.‬‬
‫‪ -3‬نو ٌا ٗفغـٖ إىـٕ ضـؽام فٓـٔ ضـؽام‪:‬‬
‫استعؿؾفا الشقخ لؿا كان يؿـع مـ اإلكؽار العؾـل ساب ًؼا(‪ ،)2‬ثؿ ترك‬
‫ذكرها يف الػتاوى إخقرة‪ ،‬مع أهؿقتفا‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬يف الؿظاهرات‪ ،‬فؼرر طدم جقازها‪،‬‬
‫وصبؼ الشقخ هذه الؼاطدة – ً‬
‫وذكر أهنا ـ غاى ًتا ـ ما تؽقن جالبة لؾػتـ والؿػاسد وإضرار(‪.)3‬‬

‫(‪« )1‬الؿـفج الؼقيؿ يف معامؾة الحؽام»‪.‬‬


‫(‪ )2‬اكظر‪ :‬الؽؾؿة الشفرية رقؿ (‪ :)81‬بعـقان‪« :‬يف حؽؿ التشفقر بالحؽام والتشـقع طؾقفؿ»‪ ،‬وهل‬
‫ممرخة‪1434/3/26 :‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال‪( :‬الؿظاهرات وأخقاهتا ـ غاى ًتا ـ ما تؽقن جالبة لؾػتـ والؿػاسد وإضرار‪ :‬مـ سػؽ‬
‫الدماء‪ ،‬وتخريب الؿـشآت‪ ،‬وتضققع إمقال‪ ،‬وتعطقؾ العؿؾ‪ ،‬وإشاطة الػقضك‪،‬‬
‫واختالط الذكقر باإلكاث‪ ،‬وغقرها مـ مقجات الػساد والشرور التل تلباها الػطرة‬
‫السؾقؿة‪ ،‬ويـفك طـفا اإلسالم‪ .‬إن صؾب تحصقؾ حؼقق الؿتظاهريـ والؿضربقـ وإدراك‬
‫غاياهتا الشريػة ٓ يسقغ وسائؾفا وصرقفا‪ٕ :‬ن اإلسالم يرفض الـظرية الؿقؽقافقؾقة الؼائؾة‬
‫إن‪« :‬الغاية تربر القسقؾة»‪ ،‬التل تجقز لؾػرد التقصؾ إلك الغايات الـبقؾة والؿؼاصد‬
‫وسقؾة‪ ،‬وإن كاكت مؿـقطة يف الشرائع‪ ،‬ومذمقمة يف الػطر السؾقؿة‬ ‫ٍ‬ ‫الؿشروطة بلي‬
‫=‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫وما ذكره يف الؿظاهرات يـطبؼ طؾك ما قرره يف اإلكؽار العؾـل يف‬


‫غقبة وٓة إمقر‪ ،‬فؾق قال قائؾ‪ :‬الؿظاهرات وسقؾة مـ وسائؾ تغققر‬
‫الؿـؽر‪ ،‬فـضع لفا ضقابط‪ ،‬بلن تؽقن خالقة مؿا ذكره الشقخ‪ ،‬ويستعؿؾ‬
‫فقفا الؾقـ والؽالم الطقب‪ ،‬ويؼقم طؾقفا الؿحتسبقن مـ أهؾ العؾؿ‬
‫لضبطفا‪ ،‬وما الػرق بقـ أن يـؽر طالؿ أو صالب طؾؿ الؿـؽر الذي وقع‬
‫فقف ولل إمر طؾـً ا ويف غقبتف‪ ،‬بالضقابط الؿذكقرة يف فتقى الشقخ‪،‬‬
‫وبقـ أن يجتؿع طدد أكرب لقـؽروا تؾؽ الؿـؽرات وفؼ الضقابط كػسفا؟‬
‫بؾ اجتؿاطفؿ يزيد الحؼ حؼ ا‪ ،‬ولف تلثقر طؾك الحاكؿ أكبـر مـ تلثقـر‬
‫الشخص مـػر ًدا‪.‬‬
‫وٓ شؽ أن الجقاب سقؽقن هق جقاب الشقخ إول‪ :‬الؿظاهرات‬
‫فقفـا مػاسـد أطظـؿ مؿـا يتصقره مــ تحؼقـؼ لؾؿصالـح‪ ،‬فؽـاكت تؾؽ‬
‫الضقابط غقر ممثرة يف حؽؿفا‪ ،‬فتؽقن مؾغاة‪.‬‬
‫‪ -1‬اىٔـائـو ىٓا ضهً اىٍلاضػ‪:‬‬
‫ذكرها الشقخ بعد الؼاطدة الؿتؼدم ذكرها مباشرة‪ ،‬ولؿ يذكرها يف فتاويف‬
‫أخقرا يـدرج تحت هذه الؼاطدة‪ ،‬فنن اإلكؽار يف الغقبة‬
‫إخقرة‪ ،‬وما قرره ً‬
‫يمدي إلك الؿػاسد التل ذكرها الشقخ ساب ًؼا يف فتاويف‪.‬‬
‫‪ -5‬ة٘ان األضهام وإُهار سِؿ اىٍِهـؽ‪:‬‬
‫تؼدم أن الشقخ كان يؼرر فـل فتاويف السابؼة (أن أهؾ السـة السؾػققـ‬
‫يـؽـرون مـا يلمـر بـف اإلمام مــ البدع والؿعـاصل‪ ،‬ويحـذرون الـاس مـفا‪،‬‬
‫ويلمروهنؿ بآبتعاد طـفا‪ ،‬مـ غقـر أن يؽقن إكؽارهؿ طؾك وٓة إمـقر‬

‫=‬
‫وإخالق الػاضؾة وإطراف)‪ .‬الػتقى رقؿ‪ ،)1114( :‬الؿـشقرة بؿققعف‪ ،‬بعـقان‪( :‬يف‬
‫ضهً اقختار إذن اىطانً ةاىٍـاْؽات واىٍف٘ؽات)‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪51‬‬
‫فـل مجامع الـاس ومحـافؾـفـؿ‪ ،‬وٓ طؾك رؤوس الؿــابـر ومجالـس‬
‫القطظ‪ ،‬وٓ التشفقر بعققهبؿ‪ ،‬وٓ التشـقع طؾقفؿ)‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬أن هذه الؼاطدة كص طؾقفا غقر واحد مـ أهؾ العؾؿ‪:‬‬
‫وتؼدم – ً‬
‫كسؿاحة الشقخ ابـ باز رحؿف اهلل‪ ،‬والشقخ ابـ طثقؿقـ رحؿف اهلل‪.‬‬
‫وقد ترك الشقخ العؿؾ هبا يف فتاويف إخقرة‪ ،‬مع أن العؿؾ هبا يحؼؼ‬
‫واجب البقان وجؾب الؿصالح ودرء الؿػاسد‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬اإلشارة إىٕ إقٍال كاقػة‪ ،‬وْـٖ ىً حهَ ٌخطللث‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -7‬اإلسٍاع اىفهٔحـٖ‪:‬‬
‫أشار الشقخ إلقف يف قصة إكؽار أبل سعقد ﭬ طؾك مروان‪ ،‬ولؿ يذكر‬
‫ٍ‬
‫سعقد الخدري‬ ‫مستـده فـل ذلؽ‪ ،‬فؼال‪( :‬فؼد أكؽر الصحابل الجؾقـؾ أبق‬
‫ﭬ طؾك مروان بـ الحؽؿ يف تؼديؿف الخطبة طؾك صالة العقد مـ غقـر‬
‫ٍ‬
‫تللقب‪ ،‬وىهِـّ نان قيًِا قيـٕ ٌؽأى وٌفٍ ٍف ٌـَ اىططاةـث‬ ‫ٍ‬
‫تشفقر وٓ‬
‫وغ٘ؽًْ ٌَ غ٘ؽ ُه٘ـؽٍ)‪ ،‬وسقليت أن الحافظ ابـ حجر ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬ذكر أن‬
‫ذلؽ كان بقـفؿا سرا(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬اىؽاوي أقيً ةٍا روى‪:‬‬
‫ذكرها الشقخ يف قصة معاوية ﭬ مع الرجؾ الذي أكؽر طؾقف‪ ،‬لقستدل‬
‫بف طؾك أن معاوية ﭬ يرى جقاز اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫وتؼدم أن الشقخ لؿ َيجؿع مقاقـػ أخرى لؿعاوية ﭬ تبقـ مققػف مـ‬
‫أيضا‪ -‬كالم‬
‫اإلكؽار العؾـل طؾقف‪ ،‬وأكف لؿ يؽـ يرتضل ذلؽ‪ ،‬وتؼدم – ً‬
‫الشقخ صالح آل الشقخ يف ذلؽ(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬اكظر‪ :‬ص ‪.38-37‬‬


‫(‪ )2‬اكظر‪ :‬ص ‪.52‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬

‫الـنبخح الـرابـع‪ّ :‬قـْع إطكـاالت فـٕ طـرح بعـض األحادٓح ّاآلثار‪:‬‬


‫وحطخّ أرةكث ٌؽاىب‪:‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬قػم حؽاةق شؽح ةكظ ا‪ٙ‬ذار ٌف حتٔٗتات اىٍطػذَ٘‪،‬‬
‫وقػم حؽاةلّ ٌف شؽوح اىكيٍاء اىفاةلَ٘‪.‬‬
‫مـ إمقر الؿفؿة التل تساطد طؾك ففؿ إحاديث وأثار‪ :‬الـظر يف‬
‫تبقيبات الؿحدثقـ طؾقفا‪ ،‬وقد ققؾ‪ :‬فؼف البخاري يف تبقيبف‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬الـظر إلك ففؿ العؾؿاء الؿتؼدمقـ‪ ،‬فال ُيذكر معـك‬
‫ومـ الؿفؿ ‪ً -‬‬
‫لحديث أو أثـر لؿ يسبؼ لؾعؾؿاء أن تـاولقه وكان ذلؽ مخال ًػا لؿا قرروه‪،‬‬
‫وخاصة يف الؿسائؾ الؿفؿة‪.‬‬
‫ويف ْؼا اىٍكِٕ كال اىش٘ظ فؽنٔس فـٖ إضػى حكلتاحّ قيـٕ اىكالٌث اةَ‬
‫ةادٗؿ رضٍّ اهلل‪( :‬جعؾ الؿصـػ ـ رحؿف اهلل ـ تقلقة الؽػء مؼدما طؾك‬
‫الخقر ملخقذا مـ ققل أبل بؽر ﭬ‪« :‬ولست بخقركؿ»‪ ،‬واىطل٘لث أُّ ال‬
‫ٗفكفّ ٌكِٕ اىكتارة اىفاىفث ىخأض٘و ٌا ذنؽه؛ ىكػم حؽاةلّ ٌف شؽوح اىكيٍاء‬
‫اىفاةلَ٘ ىٓـا‪ ،‬إذ ىً ٗؽد قًِٓ ـ يف ضػود قيٍٖ ـ أًُٓ شؽضْٔا ةٍؽاد‬
‫اىٍطِف ـ رضٍّ اهلل)(‪.)1‬‬
‫واىٍالضؾ أن فخاوى اإلُهار اىكيِٖ ُوسػ ف٘ٓا ٌرو ٌا حلػم‪ ،‬وة٘ان ذىم‬
‫ناىخـاىـٖ‪:‬‬
‫‪ -7‬أذـؽ قتادة ﭬ ٌف ٌكاوٗـث ﭬ‪:‬‬
‫قرر الشقخ يف (التقضقح) أن طبادة أكؽر طؾك معاوية طؾـًا يف غقبتف‪ ،‬حقث‬
‫قال‪( :‬ولؿ يؽـ معاوية ﭬ بحضرتف ـ ابتداء ـ)‪ .‬ثؿ قرر يف (التػـقد) أن طبادة‬
‫وطرض بذكر القصػ‪،‬‬
‫لؿح بف َّ‬
‫وإن لؿ يصرح باسؿ معاوية ﭬ إٓ أكف َّ‬
‫والتعريض والتؾؿقح يدخالن يف باب اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫ولؿ أقػ طؾك مـ قال بذلؽ مـ الشراح‪ ،‬ولؿ يذكر الشقخ مـ سبؼف‬

‫(‪« )1‬تبصقر إكام»‪ ،‬الحؾؼة الرابعة طشرة‪.‬‬


‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪52‬‬
‫إلك ذلؽ‪.‬‬
‫ولذلؽ فؼد استدل بؽالم الشقخ فركقس أحد الدطاة يف الؽقيت ضؿـ‬
‫شبف كثقرة أوردها يف الؿسللة‪ ،‬ولؿ يـؼؾ طـ الشقخ فركقس إٓ هذا الؿقضع‪.‬‬
‫‪ -4‬أذـؽ أةـٖ ـك٘ػ اىغػري ﭬ ٌف ٌؽوان ةَ اىطهً‪:‬‬
‫استدل الشقخ بلثـر أبل سعقد ﭬ مع مروان طؾك اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫قـرر أن ذلؽ كان بقـفؿا سرا‪ ،‬وذلؽ يف سقاق‬ ‫والحافظ ابـ حجر‬
‫ذكره أن هـاك قصتقـ وقعتا‪ ،‬ولقست قصة واحدة‪ ،‬فؼال‪( :‬ويدل طؾك‬
‫أيضا‪ :‬أن إُهار أةٖ ـك٘ػ وكف ةِّ٘ وةِّ٘‪ ،‬وإكؽار أخر وقع طؾك‬
‫التغايـر ً‬
‫رؤوس الـاس)(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬أذؽ اةـَ قتاس ﭭ ٌف ـك٘ػ اةَ ست٘ـؽ‪:‬‬
‫رجح الشقخ يف (الجقاب) أن قصـد ابــ طبـاس ﭭ هــق الؿـــع‬
‫‪َّ -‬‬
‫مـــ تـلكقب اإلمام حال الـخـقف مـ الـؼـتـؾ‪ ،‬وكان مـ قبؾ يف (التػـقد)‬
‫يستدل بف طؾك مسللة اإلكؽار العؾـل ٓ طؾك التلكقب‪.‬‬
‫خرجقا إثـر لؿ يذكـروا مسللـة التلكقب(‪ ،)2‬ولؿ يذكره أيضا‬
‫ومــ َّ‬
‫العؾؿاء الؿتؼدمقن الذيـ استشفدوا بف يف كتبفؿ(‪.)3‬‬
‫‪ -‬حؿؾ الشقخ فركقس يف (التػـقد) ققل ابـ طباس‪( :‬إن خػت أن‬
‫يؼتؾؽ فال) طؾك تحريؿ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر حال الخشقة‬
‫مـ الؼتؾ‪.‬‬
‫وقد فسره أبق يعؾك الػراء الحـبؾل ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬طؾك أن معـاه‪ :‬فال‬
‫يؾزمؽ أن تلمـره‪ ،‬وقر ر أن اإلكؽار حقـئذ يحسـ‪ ،‬ويؽقن أفضؾ مـ‬

‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬فتح الباري ٓبـ حجر» (‪.)378 /3‬‬


‫(‪ )2‬كسعقد بـ مـصقر يف «ســف»‪ ،‬وابـ أبل شقبـة يف «مصـػف»‪ ،‬وحرب الؽرماين يف «مسائؾف»‪،‬‬
‫وابـ أبل الدكقا يف «إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪ ،‬والبقفـؼـل يف «شعب اإليؿان»‪،‬‬
‫وابـ طبد الرب يف «التؿفقد»‪ ،‬واكظر تػصقؾ ذلؽ يف‪( :‬قراءة يف الػتقى الخامسة)‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )3‬كالػراء يف «إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪ ،‬وابـ رجب الحـبؾل يف «جامع العؾقم‬
‫والحؽؿ»‪ ،‬وطبد الرحؿـ بـ أبل بؽر بــ داود الحـبؾل فـل‪« :‬الؽـز إكبـر مـ إمـر‬
‫بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪ .‬واكظر تػصقؾ ذلؽ يف‪( :‬قراءة يف الػتقى الخامسة)‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫تركف(‪ .)1‬ولؿ يحؿؾف طؾك التحريؿ‪.‬‬
‫وحؽك اإلمام الطربي ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬أن مذهب ابـ طباس ﭭ أكـف يـ َؽـر‬
‫طؾك ولل إمر أمامـف إذا أمـ طؾـك كػسف الؼتـؾ‪ ،‬أو أن يؾحؼف مـ البالء مـا ٓ‬
‫قِـبؾ لـف بـف(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬أذـؽ أةـٖ ةهؽ اىطػٗق ﭬ‪:‬‬
‫قال الشقخ يف (التقضقح)‪( :‬طؾؿا أن الـصقحة العؾـقة تمدى مـ غقر‬
‫ٍ‬
‫تعققر وٓ تشـق ٍع لؿـافاهتا لؾجاكب إخالقل‪ ،‬وٓ خروجٍ بالؼقل‬ ‫ٍ‬
‫هتؽ وٓ‬
‫والػعؾ لؿخالػتف لؿـفج اإلسالم يف الحؽؿ والسقاسة‪ ،‬بؾف إذا أجازوا‬
‫تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا‪ ،‬وفتحقا طؾك أكػسفؿ باب إبداء الرأي‬
‫وآكتؼاد وأذكقا فقف‪ ،‬وهذا متضؿـ يف ققل الصديؼ ﭬ‪« :‬وإن رأيتؿقين‬
‫طؾك باص ٍؾ فسددوين»‪ ،‬ويف ٍ‬
‫لػظ‪« :‬وإن زغت فؼقمقين»‪.‬‬
‫فؼرر الشقخ أن ققل أبل بؽر الصديؼ ﭬ «وإن رأيتؿقين طؾك باص ٍؾ‬
‫فسددوين»‪ ،‬ويف ٍ‬
‫لػظ‪« :‬وإن زغت فؼقمقين»‪ ،‬يدل طؾك إذكف يف أن يـؽر طؾقف‬
‫طؾـًا‪.‬‬
‫ولؿ أقػ طؾك مـ قال ذلؽ مـ العؾؿاء‪ ،‬وأبق بؽر ﭬ أبعدُ الـاس أن‬

‫(‪ )1‬قال رحؿف اهلل‪( :‬ومـ شرصف‪ :‬زوال الخقف طؾك الـػس‪ .‬فؿتك خاف طؾك كػسف التؾػ إن‬
‫هنك طـ الؿـؽر‪ :‬ىً ٗشب‪...‬‬
‫وإذا ثبت سؼقصف مع الخقف طؾك الـػس أو ما دون الـػس‪ :‬ففؾ يحسـ اإلكؽار‪ ،‬ويؽقن‬
‫أفضؾ مـ تركف؟ ضاهر كالم أحؿد أكف يحسـ‪ ،‬ويؽقن أفضؾ مـ تركف‪ ...‬خال ًفا لؾؿتؽؾؿقـ‬
‫يف ققلفؿ‪ :‬إن ذلؽ قبقح‪ ،‬إٓ يف مقضعقـ‪ :‬أحدهؿا‪ :‬طـد إضفار كؾؿة الؽػر‪ ،‬فنكف يحسـ مـف‬
‫إضفار اإليؿان‪ ،‬والثاين‪ :‬إضفار كؾؿة حؼ طـد السؾطان الجائر‪ .‬وما طدا ذلؽ فنكف قبقح‪...‬‬
‫والدٓلة طؾك حسـف‪ :‬ققلف تعالك‪( :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ) [لؼؿان‪.]17:‬‬
‫يحث طؾك الصرب يف ذلؽ‪ :‬فدل طؾك أن فقف الػضؾ‪...‬‬
‫واضخز اىٍغاىف‪ :‬بؼقلف تعالك‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ) [البؼرة‪ ... ]195:‬واحتج بؿا رواه‬
‫سعقد بـ جبقر قال‪ :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬أأمر السؾطان بالؿعروف وأهناه طـ الؿـؽر؟ فؼال‪:‬‬
‫فاطال‬
‫إن خػت أن يؼتؾؽ فال‪ .‬قال‪ :‬ثؿ طدت‪ ،‬فؼال لل‪ :‬مثؾ ذلؽ‪ .‬وقال‪ :‬إن كـت ٓبد ً‬
‫فػقؿا بقـؽ وبقـف‪.‬‬
‫واىشٔاب‪ :‬إن ٌكِاه‪ :‬فال ٗيؾٌم أن حأٌـؽه)‪ .‬اكظر‪« :‬إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪،‬‬
‫لؾػراء‪ ،‬باختصار‪ ،‬ص ‪.98-82‬‬
‫(‪ )2‬اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪.)51/11‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪54‬‬
‫ؼقم و ُيسدَّ د بؿا‬
‫يؼرر لألمة ما تسؼط بف هقبة إئؿة‪ ،‬وإكؿا أرشد ﭬ أن ُي َّ‬
‫تضؿـف هدي الـبل ﷺ يف باب الـصقحة‪ ،‬وأثر أسامة ﭬ يبقـ أكف لؿ ُيعفد‬
‫ذلؽ يف خالفتف ﭬ‪.‬‬
‫وأيضا‪ :‬فؼد يليت مـ يستدل بذلؽ طؾك جقاز الخروج بالسقػ‪ ،‬إذ أن‬
‫ً‬
‫لػظة (التؼقيؿ) مؿا يصح حؿؾفا طؾك التؼقيؿ بالسقػ‪.‬‬
‫‪ -5‬أذؽ أـاٌث ةَ زٗػ ﭭ ىٍا ُؼيب ٌِّ أن ٗهيً قرٍان ﭬ‪:‬‬
‫قال الشقخ يف (التػـقد)‪( :‬وكظقره ققل أسامة ﭬ‪« :‬إكؽؿ لرتون أين‬
‫ٓ أكؾؿف إٓ أسؿعؽؿ‪ ،‬إين أكؾؿف يف السر دون أن أفتح بابا ٓ أكقن أول مـ‬
‫فتحف»‪ .‬والحؼقؼة أن ضاهر ققل أسامة ﭬ لقس فقف أكف كػك طـ كػسف‬
‫مؽالؿتف أمام الـاس‪ ،‬بؾ كػك حصر مؽالؿتف يف كقهنا أمام الـاس‪ ،‬فؽلكف‬
‫يؼقل‪ :‬هؾ تظـقن أين ٓ أكؾؿف إٓ وأكتؿ تسؿعقن أو إذا كان ذلؽ‬
‫بؿسؿعؽؿ ـ كؿا يف بعض الروايات‪ :‬بسؿعؽؿ ـ أو بؿرأى مـؽؿ أو إذا‬
‫أخربتؽؿ أين كؾؿتف‪ ،‬إين ٕكؾؿف ـ طالوة طؾك ذلؽ ـ فقؿا بقـل وبقـف)‪.‬‬
‫فؼقلف‪( :‬بل نفى حصر مكاملته يف كونها أمام الهاس)‪ :‬لؿ أقػ طـد‬
‫الشراح مـ قال بذلؽ‪ ،‬بؾ كالمف ﭬ يدل طؾك أكف كان يؽؾؿف سرا‪ ،‬وذلؽ‬
‫يف ققلف‪( :‬إين أكؾؿف يف السر)‪ ،‬وهذا الذي ففؿف الشراح وذكروه(‪.)1‬‬
‫ولق كان كؾؿفؿ مـ قبؾ أمامفؿ لؿا احتاج إلك أن يدفع التفؿة طـ‬
‫كػسـف‪ ،‬طؾك مــ قصـد اهتامـف بذلؽ‪ ،‬فـدل طؾـك أكـف لـؿ يؽؾؿـف طؾـًا قبـؾ‬
‫ذلؽ‪.‬‬
‫‪( :‬يعرففؿ أن هذا الحديث جعؾف أٓ يداهـ أحدً ا‪،‬‬ ‫قال ابـ بطال‬
‫ٗختؽأ إىً٘ٓ ٌٍا ؿِٔا ةّ ٌَ ـهٔحّ قَ قرٍان يف أعّ٘)(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬اكظر مثال‪« :‬فتح الباري» ٓبـ حجر (‪ ،)51/13‬و«إرشاد الساري لشرح صحقح البخاري»‬
‫لؾؼسطالين (‪ ،)192 /11‬و«شرح صحقح البخاري» ٓبـ بطال (‪.)49 /11‬‬
‫(‪ )2‬اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪.)49 /11‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬وسٔد إىطاكات يف شؽح ةكظ األضادٗد وا‪ٙ‬ذار‪:‬‬
‫ٓ إشؽال يف أن ُيستدل بإثر القاحد مـ طدة أوجف‪ ،‬لؽـ مـ الؿـاسب‬
‫الدفع هبا‪ٕ :‬ن اإللحاقات تؾحؼفا تساؤٓت‪ ،‬وخاصة إذا لؿ يسبؼ ٕهؾ العؾؿ‬
‫ذكر ذلؽ القجف مـ آستدٓل‪ ،‬وكان مخال ًػا لبعض الروايات‪ ،‬كؿا تؼدم‪.‬‬
‫فٍَ حيم اإلىطاكات‪:‬‬
‫‪ -7‬وج ُف استدٓل الشقخ بلثر طبادة مع معاوية ﭭ تغ َّقـر مـ مقضع‬
‫إلك آخر‪ :‬فػل (الػتقى) أثبت بف الشقخ اإلكؽار العؾـل فؼط‪ ،‬ثؿ يف‬
‫(التقضقح) أثبت بف اإلكؽار العؾـل يف غقبة اإلمام‪ ،‬ثؿ يف (التػـقد) أثبت فقف‬
‫اإلكؽار العؾـل يف غقبة اإلمام وأن ذلؽ وقع طـ صريؼ التعريض والتؾؿقح‪.‬‬
‫‪ -4‬كان الشقخ يف (التػـقد) يستدل بلثـر ابـ طباس ﭭ مع ابـ جبقر‬
‫لقثبت اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وأن ابــ طباس ﭭ لؿ يـػـف‪ ،‬وإكؿا ق َّقده بجـقاز‬
‫إمــ مــ الؼتـؾ(‪.)1‬‬
‫ثؿ يف (الجقاب) ذكر أن ققلف‪( :‬إن كـت ٓ بد فاطال) يحتؿؾ أن يراد بف‪:‬‬
‫آمرا بالؿعروف‪ ،‬ويحتؿؾ أن يراد بف‪ :‬إن كـت ٓ بد ممك ًبا‪،‬‬
‫إن كـت ٓ بد ً‬
‫وققى إخقر بلكف آخر مذكقر‪.‬‬
‫وهذا آحتؿال ثؿ التـرجقح لؿ يؽقكا مقجقديــ فـل (التػـقد)‪ ،‬مـع‬
‫تضؿـف هـاك الرواية التل فقفا ذكـر التلكقب‪.‬‬
‫‪ -3‬ذكر الشقخ يف (التػـقد) أثـر ابـ طباس ﭭ مع ابـ جبقر‪ ،‬ثؿ ذكـر يف‬
‫أواخره أثـر ابـ طباس مع طؾل ﭭ‪ ،‬ولؿ ُيشر إلك الجؿع بقـفؿا‪.‬‬
‫ويف (الجقاب) جؿع بقـفؿا يف مقصـ واحد‪ :‬إلثبات أن ابـ طباس ﭭ‬
‫يرى اإلكؽار العؾـل يف الغقبة(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬مع أن تخصقص إثر بلن الؿؼصقد مـف طدم كػل العؾـل فقف كظر‪ ،‬إذ لؿ يرد يف السمال‬
‫ذكره‪.‬‬
‫(‪ )2‬اكظر مـاقشة ذلؽ يف‪« :‬قراءة يف الػتقى الخامسة لؾشقخ فركقس»‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪56‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬وكٔع إشهاالت‪ ،‬وقػم رفكٓـا‪:‬‬
‫‪ -1‬ور َد يف قصة الرجؾ مع معاوية ﭬ إشؽال‪ ،‬وهـق ققل الرجـؾ‬
‫لؿعاوية ﭬ‪« :‬كال‪ ،‬إكؿا الؿال مالـا والػلء فقئـا‪ ،‬فؿـ حال بقــا وبقـف‬
‫حاكؿـاه إلك اهلل بلسقافـا»‪.‬‬
‫قال الشقخ يف حاشقة (‪ )5‬طبارة‪«( :‬حاكؿـاه إلك اهلل بلسقافـا»‪ :‬أسؾقب‬
‫لغقي قائؿ طؾك الؿبالغة كؿا ذكره إلباين ـ رحؿف اهلل ـ وٓ يػفؿ مـف الخروج‬
‫طؾك السؾطان بالسقػ الذي دلت الـصقص طـ اهلل ورسقلف ﷺ طؾك طدم‬
‫جقازه‪ ،‬فنن الؿحاكؿة إلك اهلل تؼتضل طدم الؿؼاتؾة والصرب طؾك الجقر)‪.‬‬
‫‪ -‬لؿ يذكر الشقخ الؿصدر الذي كؼـؾ مــف كالم إلباكـل أن «حاكؿــاه‬
‫كثقرا‬
‫إلك اهلل بلسقافـا»‪ :‬أسؾقب لغقي قائؿ طؾك الؿبالغة‪ ،‬وقد بحثت طـف ً‬
‫ولؿ أقػ طؾقف‪.‬‬
‫‪ -‬إصؾ حؿؾ الؽالم طؾك ضاهره‪ ،‬وطدم تلويؾف‪ ،‬وخاصة أن الؼريـة‬
‫تدل طؾك أن الرجؾ أراد حؼقؼتف‪ ،‬وحؼقؼتف طــد العـرب أن يـراد بـف الؼتـال‬
‫ما دام مؼرتكًا بالسقػ‪.‬‬
‫‪ -‬قـقل الشقخ فـركـقس‪( :‬وٓ يػفـؿ مــف الخروج طؾـك السؾطـان‬
‫بالسقػ الذي دلت الـصقص طـ اهلل ورسقلف ﷺ طؾك طدم جقازه‪ ،‬فنن‬
‫الؿحاكؿة إلك اهلل تؼتضل طدم الؿؼاتؾة والصرب طؾك الجقر)‪.‬‬
‫يؼال‪ :‬وما الؿاكع أن ُيػفؿ مـف ذلؽ؟ فنن الرجؾ مبفؿ‪ ،‬ولؿ ُيذكر طـف أكف‬
‫مـ أهؾ العؾؿ‪ ،‬وما الؿاكع أن يؽقن مؿـ يرى الخروج بالسقػ طؾك‬
‫القٓة‪ ،‬أو كان مؿـ ٓ َيعرف حؽؿ ذلؽ‪ ،‬فتلويؾ كالمف القاضح ‪-‬يف أكف‬
‫أراد الؼتال‪ -‬لقتقافؼ مع طؼقدة أهؾ السـة والجؿاطة فقف كظر ب ِّقـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الـاضر يف (الػتقى) و(التقضقح) و(التػـقد) و(الجقاب)‪ :‬يالحظ‬
‫ما يؾل‪:‬‬
‫(الػتقى)‪ :‬إصؾ يف الـصقحة أن تؽقن سرا‪ ،‬وإذا تعذرت‪ :‬فقجقز أن‬
‫‪57‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫تؽقن طؾ ًـا‪ ،‬لقرود أدلة يف ذلؽ‪ ،‬لؽـ تؽقن وفؼ ضقابط‪.‬‬
‫(التقضقح)‪ :‬إصؾ فـل اإلكؽار العؾـل أن يؽقن بحضـرة ولل إمر‪،‬‬
‫ويجقز أن يؽقن يف غقبتف‪ ،‬لقرود أدلة يف ذلؽ‪.‬‬
‫أيضا بالتؾؿقح‬
‫(التػـقد)‪ :‬اإلكؽار العؾـل بؼسؿقف يؽقن بالتصريح‪ ،‬ويؽقن ً‬
‫والتعريض‪ ،‬إذ هؿا داخالن يف اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وورد دلقؾ طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫(الجقاب)‪ ٓ :‬يؾزم أن يؽقن إصؾ يف الـصقحة واإلكؽار السرية‪ ،‬بؾ‬
‫ذلؽ مـقط بالؿصؾحة‪.‬‬
‫وهذا التدرج الذي مشك طؾقف الشقخ يؿؽـ أن يؿشل معف الخقارج‬
‫والحزبققن والحركققن‪ ،‬فقؼقلقن‪ :‬اتػؼـا مع الشقخ فركقس طؾك جقاز‬
‫اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة يف حضرهتؿ ويف غقاهبؿ‪ ،‬لؽـ كختؾػ معف يف‬
‫الضقابط التل ذكرها‪ ،‬فال يؾزم التؼقد هبا‪ ،‬إذ إدلة مـ فعؾ السؾػ طؾك‬
‫خالففا‪ :‬فػقفا الصدع بالحؼ‪ ،‬واستعؿال إلػاظ الؼقية يف ذلؽ التل تردع‬
‫الؿـؽر طؾقف(‪ ،)1‬وبعض أدلتـا ما ذكره الشقخ مـ أثار‪ ،‬وهل أربعة‪ ،‬إذ يؾزم‬
‫طـد آحتجاج هبا أن يحتج بؽؾ ما تضؿـتف‪ ،‬وٓ يؼتصر طؾك مسللة اإلكؽار‬
‫طؾـًا يف حضقر ولل إمر أو يف غقابف‪.‬‬
‫أو يؼقلقن‪ :‬إصؾ يف اإلكؽار العؾـل ‪-‬بؼسؿقف‪ -‬أن تؽقن صريؼتف وفؼ‬
‫الضقابط التل ذكرها الشقخ فركقس‪ ،‬لؽـ يجقز أٓ يؽقن بتؾؽ الضقابط‬
‫لقرود أدلة يف ذلؽ‪.‬‬
‫وهذا اإللزام ‪-‬طؾك صريؼة الشقخ يف آستدٓل‪ -‬هق ٓزم‪ ،‬وٓ مدفع‬
‫لف‪ ،‬ولؿ يذكر الشقخ جقا ًبا طـف‪.‬‬
‫لؿا قرر الشقخ أن مراد ابـ طباس ﭭ الـفل طـ التلكقب حال‬
‫‪َّ -3‬‬
‫الخقف مـ الؼتؾ‪ :‬ذكر أكف يف حال اكتػاءه يجقز ذلؽ‪ ،‬ويـبغل أن يؽقن بؿا‬
‫ٓ يـايف الـصقحة وإدب‪ ،‬مـ غقر إهاكة لؾسؾطان‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد ُوجد مـ ُمـظري التؽػقر مـ قال بذلؽ‪.‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪58‬‬
‫تعريػ التلكقب بلكـف ال َّؾق ُم َّ‬
‫الشديد‪ ،‬أو الؿبالغ ُة فـل التـقبقخ‬ ‫َ‬ ‫وقد َ‬
‫كؼؾ‬
‫والتعـقػ‪ ،‬ثؿ ذكر أن ذلؽ يؽقن مع السؾطان بلدب‪ ،‬ومِـ غقر إهاكـة‪ ،‬وبؿا‬
‫ٓ يـايف الـصقحة‪.‬‬
‫ثؿ ذكـر الشقخ أن جؿؾة مِـ أثار تشفـد لؿا ذكره‪ ،‬ولؿ يذكـر تؾؽ‬
‫أثار‪.‬‬
‫وهذا الضابط يظفر معـف الجؿع بقـ الؿتـاقضات‪ ،‬ففـؾ هـاك تـقبقخ‬
‫يقجفان إلك السؾطان –بؾ ولغقر السؾطان‪ -‬لؽـ بلدب ومِـ غقر‬ ‫وتعـقػ َّ‬
‫إهاكة؟! هذا ٓ يؼع إٓ يف طالؿ آفرتاضات والتخؿقـات‪ ،‬أما القاقع فقدفعف‪.‬‬
‫‪ -4‬جعؾ الشقخ يف (الػتقى) حديث طقاض ﭬ هق إصؾ يف‬
‫اإلكؽار السري‪ .‬ثؿ يف (التقضقح) جعؾ العؿؾ بف يؽقن حقـؿا يغؾب طؾك‬
‫الظـ أن اإلكؽار العؾـل يزداد بف الشر والػتـة وٓ يحصؾ بف الخقر‪.‬‬
‫ويف (التقضقح) رأى وجقب ترك اإلكؽار العؾـل إذا غؾب طؾك الظـ‬
‫زيادة الشر وطدم حصقل الخقر‪ ،‬وآكتػاء باإلكؽار السري‪ ،‬وقد قرر مـ‬
‫قبؾ يف (الػتقى) أكف ٓ يـتؼؾ مـ السري إلك العؾـل إٓ طـد تعذره‪ ،‬فؽقػ‬
‫يؽتػك بالسري وهق متعذر؟! والظاهر أن إَولك أن ُيؼال‪ :‬إذا تعذر العؾـل‬
‫ف ُقؽتػك باإلكؽار الؼؾبل(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫ٍ‬
‫فضح‬ ‫(‪ )1‬كال اىش٘ظ يف (اىفخٔى)‪( :‬وإصؾ يف وطظفؿ أن يؽقن سرا طـد اإلمؽان مـ غقر‬
‫تقبقخ وٓ تشـق ٍع إلك أن قال‪ :‬وطؾك هذا يحؿؾ حديث‪ ٌَ« :‬أراد أن ِٗطص ىؼي‬ ‫ٍ‬ ‫وٓ‬
‫ٍ‬
‫ـيؽان فال ٗتػه قالُ٘ث‪ ،‬وىهَ ٗأعؼ ة٘ػه ف٘غئ ةّ‪ ،‬فإن كتو ٌِّ فؼاك وإال نان كػ أدى‬
‫اىؼي قيّ٘»‪ .‬أما إذا لؿ يؿؽـ وطظفؿ سرا يف إزالة ٍ‬
‫مـؽر وقعقا فقف طؾـا‪ ،‬وغؾب طؾك الظـ‬
‫ٍ‬
‫مػسدة فنكف يجقز ـ والحال هذه ـ‬ ‫تحصقؾ الخقر باإلكؽار العؾـل مـ غقر ترتب أي‬
‫هتؽ وٓ ٍ‬
‫تعققر وٓ تشـقعٍ)‪.‬‬ ‫كصقحتفؿ واإلكؽار طؾقفؿ طؾـا دون ٍ‬
‫وكال يف (اىخٔع٘ص)‪( :‬ويؽقن ترك اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر واجبا إذا غؾب طؾك‬
‫الظـ أكف يزداد بف الشر والػتـة وٓ يحصؾ بف الخقر‪ ،‬فنن ما تؼتضقف الؿصؾحة ـ والحال‬
‫هذه ـ تركف وتجـبف وآكتػاء بقطظفؿ سرا قدر اإلمؽان‪ ،‬طؿال بحديث طقاض بـ ٍ‬
‫غـؿ‬
‫ﭬ ‪ ،‬مع ترك امتثال أوامرهؿ الؿعارضة لصريح كصقص الؽتاب والسـة)‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫حغ٘٘ؽا يف‬
‫حغٍَ ً‬‫اىٍؽيب اىؽاةف‪ :‬وكٔع حغ٘٘ؽ ىتكظ اىكتارات‪ ،‬وةكغٓا َّ‬
‫اىطهً‪ ٌَِ ،‬غ٘ـؽ إشارة ىؼىم‪ ،‬ووكـٔع اإلسٍـال فـٖ ةكظ األــاى٘ب‬
‫واألىفـاظ واألضهام‪:‬‬
‫ونأٌريث قيٕ ذىم‪:‬‬
‫‪ -7‬قال الشقخ يف‪( :‬اىفخٔى)‪ :‬وجدير بالتـبقف أكـف إذا غؾب طؾك الظـ طـدم‬
‫زوال الؿػسدة والؿـؽر بالقطظ العؾـل‪ ،‬بؾ قد يرتتب طؾقف كتائج طؽسقة‬
‫مضرة بالدطقة إلك اهلل وبالـاصحقـ طؾـا‪ ،‬فنن ما تؼتضقف الؿصؾحة ـ والحـال‬
‫هـذه ـ حشِب اإلكؽار العؾــل وآكتػاء بقطظـفؿ سرا طــد اإلمؽان‪.‬‬
‫وقال يف‪( :‬اىخٔع٘ص)‪ :‬ويؽقن ترك اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر واس ًتا إذا‬
‫غؾب طؾك الظـ أكف يزداد بف الشر والػتـة وٓ يحصؾ بف الخقر‪ ،‬فنن ما تؼتضقف‬
‫الؿصؾحة ـ والحال هذه ـ تركف وتجـبف وآكتػاء بقطظفؿ سرا قـدر اإلمؽان‪.‬‬
‫وقال يف‪ٌ( :‬شال اإلُهار اىكيِٖ)‪ :‬كؿا أكَّف إذا كاكت الـَّصقح ُة ٓ تليت ب َثؿرتِفا‬
‫الؿـ َؽ ِر ما‬ ‫ِ‬ ‫رجق ِة‬
‫الؿـ َؽ ِر ـ ٓ سرا وٓ طؾـًا ـ وكان يف بذلفا لػاط ِؾ ُ‬
‫بالؽػ طـ ُ‬
‫ِّ‬ ‫الؿ َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مصقره إلك َأ َش َّر مـف‪ ،‬أو كان ذلؽ ُمـتفك‬ ‫الش َّر بنمعاكف يف ُمـ َؽ ِره أو‬
‫يزيد َّ‬
‫اىٔاسب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّصقحة لف هـا هق‬ ‫ُ‬
‫فرتك الـ‬ ‫بقجفة ِ‬
‫كظر الـَّاصح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتفاده ولؿ يؼتـع‬
‫ُ‬
‫حقث ٓ تـػع ِّ‬
‫الذكرى‪ :‬لؼقلف تعالك‪( :‬ﯧﯨﯩﯪﯫ) [إطؾك])‪.‬‬
‫فػل (الػتقى) قرر الشقخ حشِب اإلكؽار العؾـل وآكتػاء بقطظفؿ سرا‬
‫طـد اإلمؽان‪ .‬ويف (التقضقح) قرر وسٔب ترك اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة‬
‫إمقر‪ ،‬مع بؼاء العبارة فقفا إجؿال بسبب الزيادة طؾقفا والتعديؾ القسقر‬
‫فقفا بقـ (الػتقى) و(التقضقح)‪.‬‬
‫و(يف مجال اإلكؽار) حذف طبارة‪( :‬فنن ما تؼتضقف الؿصؾحة ـ والحال‬
‫هذه ـ تركف وتجـبف وآكتػاء بقطظفؿ سرا قدر اإلمؽان)‪ ،‬وأبدلفا بؼقلف‪:‬‬
‫اىٔاسب)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َّصقحة لف هـا هق‬ ‫( ُ‬
‫فرتك الـ‬
‫ُ‬
‫وقـال فـل (الػـتـقى)‪( :‬وآكتػـاء بـقطظـفؿ سرا طـد اإلمؽـان)‪ .‬وفـل‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪61‬‬
‫(التقضقح) قال‪( :‬وآكتػاء بقطظفؿ سرا قدر اإلمؽان)‪.‬‬
‫‪( -4‬الػتقى) جاءت ُمجؿؾة فـل مسللة اإلكؽار العؾـل‪ ،‬فؾؿ ُيػصؾ‬
‫الشقخ فقفا بقـ الحضقر والغقبة‪.‬‬
‫الؿجؿؾ طـ الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪-‬رحؿف اهلل‪-‬‬ ‫وزاد يف اإلجؿال ُ‬
‫الـؼؾ ُ‬
‫الـذي فقـف الؽـالم طؾـك أن الؿـسللـة معـؾؼـة بجؾب الؿصؾحة‪ ،‬مـع أن‬
‫الشقــخ ابــ طثقؿقــ ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬فـل الؾؼاء كػسف تؽؾؿ بعـد ذلؽ طـ‬
‫التػريؼ يف اإلكؽار بقـ الحضقر والغقبة‪.‬‬
‫ٗتَ٘ ذىم أن ةكظ ٌِاضؽي اىش٘ظ فؽنٔس يف فخٔاه ساءت ٌٔاكفًٓ‬
‫ٌختاِٗث‪:‬‬
‫‪ -7‬فؿـفؿ مـ بحث يف كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬لقثبت أكف‬
‫يرى اإلكؽار يف الغقبة‪.‬‬
‫وهمٓء ‪-‬مع إسػ‪ -‬سؾؽقا مسؾؽ اتباع الؿتشابف مـ كالم العؾؿاء‬
‫الؿح َؽؿة‪ ،‬ولؿ ُي ِّ‬
‫ػرققا يف مقاصـ بقـ إكؽار الؿـؽر‬ ‫وأفعالفؿ وترك تؼريراهتؿ ُ‬
‫وبقــ بقـان إحؽـام الشرطقـة‪ ،‬فقـظـــقن أن بقـان إحؽـام إكـؽـار‪ ،‬ويظـقن‬
‫‪-‬أي ًضا‪ -‬أن إكؽار جـس الؿـؽرات يدخؾ يف اإلكؽار طؾك ولل إمـر‪.‬‬
‫‪ -3‬وطؾك كؼقض مـ تؼدم‪ :‬هـاك َمـ كػك أن يؽقن الشقخ فركقس‬
‫قصد بؽالمف أن الشقخ ابـ طثقؿقـ يؼقل باإلكؽار يف الغقبة‪ :‬معؾؾقـ بلن‬
‫فركقسا لؿ يذكر ذلؽ يف كالمف(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫الشقخ‬

‫(‪ )1‬مـ ذلؽ مـشقر يف إحدى قـقات التؾجرام‪ ،‬ومؿا ذكر فقف‪( :‬وبقان ذلؽ أن الشقخ محؿد طؾل‬
‫فركقس –حػظف اهلل‪ :-‬إكؿا كسب إلك الشقخ ابـ طثقؿقـ –رحؿف اهلل‪ -‬اىلٔل ةشٔاز اإلُهار‬
‫اىكيِٖ قيٕ اىطانً فطفب‪ ،‬وزاد اىهاحب ٌَ ن٘فّ‪( :‬هذا يدل طؾك خطن الشقخ فركقس يف‬
‫كسبة جقاز اإلكؽار العؾـل يف غقبة الحاكؿ إلك الشقخ ابـ طثقؿقـ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬فتـبف لفذا)‬
‫فقؼال‪ :‬جقابا تـبف –أيفا الؽاتب‪ -‬لؽالم الشقخ محؿد طؾل فركقس –حػظف اهلل‪ :-‬فن َّن‬
‫ِ‬
‫وتؼريرات طؾؿاء السـَّة‬ ‫الؿشاركة آجتفاد َّية فقفا لؿ تخرج طـ ففؿ الصحابة رضل اهلل طـفؿ‬
‫بـ بازٍ‬‫اإلكؽار العؾـل بضقابطف مثؾ الشقخ طبد العزيز ِ‬ ‫َ‬ ‫العامؾقـ الذيـ أثبتقا ـ يف الجؿؾة ـ‬
‫َّ‬
‫القادطل والشقخ طبد اهلل بـ قعقد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والشقخ إلباينِّ والشقخ ِ‬
‫ابـ طثقؿقـ والشقخ ُمؼبؾ بـ هادي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ـسب إلك همٓء‬ ‫ُ‬
‫الخطل والشذو ُذ إلك هذه الػتقى فنكؿا ُي َ‬ ‫رحؿفؿ اهلل وغقرهؿ كثقر‪ ،‬فنذا ُكسب‬
‫=‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ميَج الظٔذ فركْض يف االستدالل باألحادٓح ّاآلثار‬
‫‪ -2‬ومـفؿ مــ س َّؾـؿ بـقجـقد التـػريـؼ‪ ،‬ولؽـــف رد استؼـراء الـشقـخ‬
‫ابـ طثقؿقـ ‪-‬رحؿف اهلل‪ -‬بلمقر‪:‬‬
‫‪ -‬مـفا‪ :‬أن الشقخ ابـ طثقؿقـ استؼرأ الـصقص الشرطقة‪ ،‬فقصؾ إلك‬
‫التػريؼ الؿذكقر‪ ،‬والشقخ فركقس استؼرأها‪ ،‬فلثبت هبا اإلكؽار يف الغقبة‪،‬‬
‫وأن استؼراء الشقخ ابـ طثقؿقـ كاقص‪ ،‬ولقس استؼراؤه َأولك مـ استؼراء‬
‫الشقخ فركقس‪ .‬وبعضفؿ قال إن استؼراء الشقخ ابـ طثقؿقـ ُقبؾ ٕكف مـ‬
‫طؾؿاء الؿشرق‪ ،‬واستؼراء الشقخ فركقس ُر َّد ٕكف مـ طؾؿاء الؿغرب(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ومـفا‪ :‬أن التػريؼ الؿذكقر لؿ َيرد طـد السؾػ‪ ،‬فؿا ورد طـفؿ يف‬
‫الباب يستقي فقف الحضقر والغقبة‪.‬‬
‫‪ -‬ومـفا‪ :‬أكف وردت كصقص طـ السؾػ يف جقاز غقبة ولل إمـر‬
‫الػاسؼ(‪.)2‬‬
‫جؿؾ‪،‬‬
‫الؿ َ‬
‫فتبقـ مؿا سبؼ الخؾط الذي وقع بسبب كالم الشقخ فركقس ُ‬
‫ومـ تؼدم ذكرهؿ كؾفؿ مميدون لػتقى الشقخ‪ ،‬وٓ شؽ أن هذه صريؼة‬
‫غقر مرضقة‪ ،‬يحصؾ معفا الخؾط والؾبس وكسبة أققال لغقر قائؾقفا‪.‬‬
‫‪ -3‬استعؿؾ الشقخ بعد (الػتقى) مصطؾح‪( :‬اإلكؽار العؾـل بضقابطف)‪،‬‬
‫فلصبحت كؾؿة (بضقابطف) مالزمة لإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫وهل كؾؿة مجؿؾة‪ ،‬والشقخ يعـل هبا الضقابط التل قررها وجؿعفا(‪.)3‬‬
‫‪ -1‬ثؿ يذكر الشقخ فـل (التػـقد) أن طؾؿاء السـَّة العامؾقـ أثبتقا ـ فـل‬
‫العؾـل بضقابطف‪ ،‬وذكر مجؿقطة مـ العؾؿاء‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اإلكؽار‬
‫َ‬ ‫الجؿؾة ـ‬
‫فؼقلف‪( :‬يف الجؿؾة) لقس ٌّ‬
‫كؾ َيػفؿ معـاهـا‪ ،‬وإكؿا َيػفؿ غالب ال ُؼـ َّراء‬
‫مـفـا أن العؾؿاء ذهبقا إلك ما ذهب إلقف الشقخ(‪.)4‬‬

‫ِ‬ ‫=‬
‫والعؾؿاء إثبات مِ ْـ ٍ‬
‫باب َأ ْولك)‪ .‬واكظر مـاقشة‬ ‫الؿـؼقل طـفؿ مِ َـ الصحابة رضل اهلل طـفؿ‬
‫ِ‬
‫ذلؽ يف (وقػات مع مـشقريـ)‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫واكظر مـاقشة ذلؽ يف (شبفات تدور حقل اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر) (‪.)12/5‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫واكظر مـاقشة ذلؽ يف (شبفات تدور حقل اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر) (‪.)8/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سقليت الؽالم طـفا يف الػصؾ الخامس‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سقليت الؽالم طـ ذلؽ يف الػصؾ الرابع‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪62‬‬
‫باس ِؿ معاوية‬
‫يصرح ْ‬ ‫ً‬
‫جدٓ ـ أكف لؿ ِّ‬ ‫‪ -5‬قال الشقخ‪( :‬فنكف ـ وإِ ْن س َّؾ ْؿـا‬
‫َّؾؿقح يدخالن‬ ‫ﭬ َّإٓ أكف لؿح بف وطرض ِ‬
‫َّعريض والت ُ‬
‫ةؼنؽ اىٔضف‪ ،‬والت ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫العؾـل ـ كؿا تؼدَّ م)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يف باب اإلكؽار‬
‫فؼقلف‪( :‬بذكر القصػ) جؿؾة غقـر مػفقمة الؿعـك‪ ،‬وقد سللت طـفا‬
‫بعض الؿشايخ والدكاترة وصؾبة طؾؿ‪ ،‬فؾؿ أجد َمـ ففؿ معـاها‪ ،‬سقى أن‬
‫طرض بؿعاوية ﭭ‪ ،‬ثؿ وقػت طؾك‬
‫الشقخ يؼصد بؽالمف طؿق ًما أن طبادة َّ‬
‫ما قد يؽقن معـك مؼصق ًدا‪ ،‬فذكرتـف غقـر جازم بف(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬لؿ يبقـ الشقخ يف حديث معاوية ﭬ هؾ الحديث والؼصة يدٓن‬
‫طؾك اإلكؽار العؾـل أمام ولل إمر‪ ،‬أم يدخؾ يف ذلؽ اإلكؽار يف الغقبة‪.‬‬
‫وقد قال‪( :‬والرد ـ يف الحديث ـ جاء ٌؽيلا سقاء كان سريا أو طؾـقا ةطفب‬
‫اىٍطيطث يف إحؼاق الحؼ وإبطال الباصؾ)‪.‬‬
‫‪ -1‬يف مسللة إضافة الـؼاط الثالث يف أثـر ابـ طباس ﭭ‪ :‬لؿ يصـرح‬
‫الشقـخ أن إثـر فـل (التػـقد) كاكت فقف الـؼاط الثالث‪ ،‬وإكؿا كتب كتابـة‬
‫مطقلـة مجؿؾـة تتعؾؼ بعالمات الرتققؿ‪ ،‬ومـ ضؿـفا الـؼـاط الثـالث‪.‬‬
‫وكـان يؿؽـ آستغــاء طـ التطقيؾ واإلجؿال الؿذكقر يف بقان طالمات‬
‫التـرققؿ بلدكك طبارة‪ ،‬وهق التصريح بلن إثـر يف (التػـقد) كان فقف ثالث‬
‫كؼاط تدل طؾك وجقد محذوف‪.‬‬
‫واهلل أطؾؿ‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف‬
‫أجؿعقـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬يف (قراءة يف فتاوى اإلكؽار العؾـل)‪ ،‬ص ‪ ،53‬وفقفا‪( :‬جؿؾة (بذكر القصػ) قد ُتػفؿ‬
‫طؾك طدة معاين‪ ،‬فنن كان قصد شقخـا‪ :‬أن طبادة ذكر القصػ بؼقلف‪( :‬إين سؿعت رسقل اهلل‬
‫ﷺ‪ :‬يـفك طـ بقع الذهب بالذهب) أي القصػ –يف حدود ما ففؿتف‪ -‬هق الـفل طـ‬
‫حؽؿا شرطقا‪ ،‬وهق حرمة البقع‪ .‬جاء يف «تقسقر التحرير»‬
‫ً‬ ‫البقع الؿذكقر‪ ،‬والذي يتضؿـ‬
‫(‪( :)58/4‬فنن ذكر القصػ فؼط‪ ،‬كـ (ﭧ ﭨ ﭩ) فنن اىٔضف وهق ضو اىت٘ف مذكقر‪،‬‬
‫والحؽؿ وهق الصحة غقر مذكقر‪ ،‬بؾ مستـبط مـ الحؾ)‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫فـَـرض الـنـْضــْعـات‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫اىـٍلــػٌـــث ‪2 .....................................................................‬‬
‫الفصل األّل‪ :‬فتـاّى الظٔـذ فـركـْض الشابقـة‪ّ ،‬مناذج مً تطبٔقاتُ‪ّ ،‬سبب تػٔٔـر‬
‫رأُٓ فـٕ الـنشـألـة‪7 ............................................................ :‬‬
‫اىـٍتطد األول‪ٌ :‬يغص ٌَ اىفخاوى اىفاةلث ىيش٘ـظ ‪7 .............................‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬أٍُٔذسان ٌَ ُطائص اىش٘ظ وإُهاراحّ قيٕ اىٔالة فـٖ غ٘تخًٓ ‪11....‬‬
‫الـؿثال إول ‪11...............................................................‬‬
‫الـؿثال الثاين ‪13...............................................................‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬ة٘ان األضهـام اىشؽق٘ـث وإُهـار سِـؿ اىٍِهـؽ ٌـَ غ٘ـؽ حكـ ٍ‬
‫ؽض‬
‫ىيـٔالة‪15........................................................................ :‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬حلؽٗـؽات اإلٌاٌَ٘ اةَ ةـاز واةَ قرٍَ٘٘‪ ،‬وحلؽٗـؽات اىش٘ظ‬
‫فؽنٔس اىفاةلث ‪15............................................................‬‬
‫‪-1‬تؼرير سؿاحة الشقخ طبد العزيز بـ باز رحؿف اهلل ‪15.......................‬‬
‫‪ -2‬تؼرير الشقخ العالمة محؿد بـ صالح العثقؿقـ رحؿف اهلل ‪15..............‬‬
‫‪ -3‬تؼرير الشقخ فركقس يف فتاويف الؿتؼدمة ‪16...............................‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬اىخكػٗو قيٕ األٍُٔذسَ٘ اىفاةلَ٘ ىِطائص اىش٘ظ فؽنٔس‪ ،‬ةٍا‬
‫ٗخٔافق ٌف ة٘ان اىطهً اىشؽقٖ وإُهار سِؿ اىٍِهؽ ٌَ غ٘ؽ حكؽض ىئالة ‪17...‬‬
‫‪ -1‬التعديؾ طؾك الؿثال إول ‪19............................................‬‬
‫‪ -‬تـبقفات مفؿة ‪21..........................................................‬‬
‫‪ -2‬التعديؾ طؾك الؿثال الثاين ‪22.............................................‬‬
‫ٌؤعؽا قـَ اىش٘ظ فؽنٔس ٌٍـا قػَّ ه ٌَ اإلُهار اىكيِٖ‬
‫ً‬ ‫اىٍؽيب اىراىد‪ٌ :‬ا ُُلـو‬
‫قيٕ اىٔالة‪ ،‬ؤْ داعو يف إُهار سِؿ اىٍِهـؽ ‪24...............................‬‬
‫اىٍتطد اىؽاةف‪ٌ :‬ا ُُلو قـَ اىش٘ظ فـٖ ـتب حغ٘٘ـؽ رأّٗ فـٖ اىـٍفأىـث ‪25............‬‬
‫الفصـل الجاىٕ‪ :‬ميَج الـظٔذ فركْض يف التعـامل مع األدلة يف فتآُّ األخرية‪27... :‬‬
‫اىـٍتطد األول‪ْ :‬و دفـف اىش٘ظ ةأدىخـّ يف اىفخٔى األوىـٕ؟ ‪27......................‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬ا‪ٙ‬ذار اىشػٗػة اىخٖ اـخػل ةٓا اىش٘ـظ قيٕ اإلُهـار اىكيِٖ يف غ٘تث‬
‫وىٖ األٌـؽ ‪28.....................................................................‬‬
‫تأمـالت فـٕ ميَـج الظٔذ فـركـْض فـٕ فـتاّى اإلىكـار العلين على الـْالة‬ ‫‪64‬‬
‫الفـصـل الجالح‪ :‬ميَـج الظٔـذ فـركـْض فـٕ االستـدالل باألحـادٓح ّاآلثار‪31...... :‬‬
‫اىـٍتطد األول‪ :‬ؼؽٗلـث اىـخكـاٌـو ٌـف األضـادٗد وا‪ٙ‬ذار اىـٔاردة فـٖ اىـتاب ‪31.....‬‬
‫كالم الخطقب البغدادي‪ ،‬رحؿف اهلل ‪31...........................................‬‬
‫كالم الحافظ أبق زرطة العراقل‪ ،‬رحؿف اهلل ‪31....................................‬‬
‫كالم الشقخ فـركقس ‪31.........................................................‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ ٌَ :‬سٓث َسٍف األضادٗد وا‪ٙ‬ذار اىٔاردة يف اىتاب ‪31..................‬‬
‫مِـ إدلة الخاصة التل لؿ يذكرها الشقخ ‪31.......................................‬‬
‫آدطاء بلن الشقخ استؼرأ آثار السؾػ‪ ،‬فقصؾ إلك جقاز اإلكؽار يف غقبة القٓة ‪33...‬‬
‫الجؿع بقـ الـصقص الؿرفقطة يف إثبات اإلكؽار العؾـل أمام ولل إمـر ‪34.........‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ ٌَ :‬سٓـث َسٍف ؼؽق ورواٗات اىطػٗد أو األذؽ اىٍؽاد االـخػالل ةّ ‪36.‬‬
‫‪ -1‬حديث طقاض بـ غـؿ ﭬ ‪36.............................................‬‬
‫‪ -2‬أثـر طبادة بـ الصامت مع معاويـة ﭭ ‪37..................................‬‬
‫‪ -3‬حديث معاوية ﭬ يف التؼاحؿ يف الـار‪ ،‬وقصتـف مع الرجؾ ‪37...............‬‬
‫‪ -4‬أثـر ابـ طباس ﭭ مع سعقد بـ جبقـر ‪38..................................‬‬
‫‪ -5‬أثـر أبل سعقد مع معاوية ﭭ ‪39...........................................‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬االـخػالل ةآذار عارسث قَ ٌطو اىِؾاع ‪41.........................‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬االـخػالل ةا‪ٙ‬ذار اىٔاردة فـٖ اىٍفائو االسخٓادٗـث وضٍيٓا قيٕ‬
‫اإلُهار اىكيِٖ ‪41..............................................................‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬االـخػالل ةآذار نان اإلُهار ف٘ٓا ةطغٔر وىٖ األٌؽ‪ ،‬وى٘ؿ فـٖ‬
‫غ٘اةـّ ‪41......................................................................‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬االـخػالل ةأذـؽ ىخاةكٖ‪ ،‬ؤْ ٗػعو يف ةاب اىيؾوم‪42......... .‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ٌ :‬ا ٗخكيق ةإقٍال كٔاقػ االسخٓاد ‪42...............................‬‬
‫أوال‪ :‬حلؽٗـؽ كاقػة‪ ،‬ذً إقٍال عالفٓا‪ ،‬أو حغيف إقٍاىٓا فـٖ ةكظ اىٍٔاؼَ ‪42.....‬‬
‫الحجـة‬
‫َّ‬ ‫‪ ٓ -1‬يجقز اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية طؾك الؿخالػ إ َّ‬
‫ٓ بعد بقان‬
‫الؿحجـة ‪42..........................................................‬‬
‫َّ‬ ‫وإيضاح‬
‫‪ -2‬الجؿع بقــ إدلـة أولـك مــ الرتجقح ‪43...................................‬‬
‫‪ -3‬مقافؼة ففؿ الصحابة ‪43....................................................‬‬
‫ذاُ ً٘ا‪ :‬قػم إقٍال ةكظ اىلٔاقػ ‪44................................................‬‬
‫‪ -1‬السمال ُمعاد يف الجقاب ‪44................................................‬‬
‫‪ -2‬الحديث الؿرفقع مؼدم طؾك ققل الصحابل ‪45.............................‬‬
‫‪65‬‬ ‫فـَـرض الـنـْضــْعـات‬
‫‪ -3‬الرتجقح بالرواية إصح سـدً ا وإكثر رواة ‪45.............................‬‬
‫‪ -4‬إصؾ حؿؾ الؽالم طؾك ضاهره ‪45........................................‬‬
‫ذاى ًرا‪ :‬إقٍال كاقػة يف ٌٔؼَ‪ ،‬وإٍْاىٓا يف ٌٔاؼَ أعؽى‪46........................ :‬‬
‫‪ -‬تلخقر البقان طـ وقت الحاجة ٓ يجقز ‪46....................................‬‬
‫راة ًكا‪ :‬إقٍـال ةكظ اىلٔاقػ واىغٔاةػ فـٖ اىفخاوى اىفاةلث‪ ،‬وإٍْاىٓا فـٖ اىفخاوى‬
‫األع٘ؽة‪ٌ ،‬ف أٍْ٘خٓا و ُدعٔىٓا يف اىتاب‪47........................................ :‬‬
‫‪ -1‬درء الؿػاسد مؼدم طؾك جؾب الؿصالح ‪47................................‬‬
‫‪ -2‬مـ تعجؾ الشلء قبؾ أواكف طققب بحرماكف ‪48.............................‬‬
‫‪ -3‬كؾ ما يػضـل إلـك حـرام ففـق حـرام ‪48....................................‬‬
‫‪ -4‬القسائـؾ لفا حؽؿ الؿؼاصد ‪49............................................‬‬
‫‪ -5‬بقان إحؽام وإكؽار جـس الؿـؽـر ‪49.....................................‬‬
‫عاٌفا‪ :‬اإلشارة إىٕ إقٍال كاقػة‪ ،‬وْـٖ ىً حهَ ٌخطللث‪51....................... :‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬اإلجؿاع السؽقتـل ‪51.....................................................‬‬
‫‪ -2‬الراوي أطؾؿ بؿا روى ‪51..................................................‬‬
‫اىٍتطد اىؽاةف‪ :‬وكٔع إشهاالت يف شؽح ةكظ األضادٗد وا‪ٙ‬ذـار‪51............. :‬‬
‫اىٍؽيب األول‪ :‬قػم حؽاةـق شـؽح ةكظ ا‪ٙ‬ذـار ٌـف حتٔٗتات اىٍطػذ٘ـَ‪ ،‬وقـػم‬
‫حؽاةلّ ٌف شؽوح اىكيٍاء اىفاةل٘ـَ‪51......................................... .‬‬
‫‪ -1‬أثـر طبادة ﭬ مع معاويـة ﭬ ‪51......................................‬‬
‫‪ -2‬أثـر أبـل سعقد الخدري ﭬ مع مروان بـ الحؽؿ‪52................... .‬‬
‫‪ -3‬أثر ابــ طباس ﭭ مع سعقد ابـ جبقـر ‪52...............................‬‬
‫‪ -4‬أثـر أبـل بؽر الصديؼ ﭬ ‪53...........................................‬‬
‫‪ -5‬أثر أسامة بـ زيد ﭭ لؿا ُصؾب مـف أن يؽؾؿ طثؿان ﭬ ‪54.............‬‬
‫اىٍؽيب اىراين‪ :‬وسٔد إىطاكات يف شؽح ةكظ األضادٗد وا‪ٙ‬ذار ‪55.............‬‬
‫اىٍؽيب اىراىد‪ :‬وكٔع إشهاالت‪ ،‬وقػم رفكٓـا ‪56.............................‬‬
‫حغ٘٘ؽا يف اىطهً‪،‬‬
‫ً‬ ‫حغٍَ‬
‫َّ‬ ‫اىٍؽيب اىؽاةف‪ :‬وكٔع حغ٘٘ؽ ىتكظ اىكتارات‪ ،‬وةكغٓا‬
‫ٌَِ غ٘ؽ إشارة ىؼىم‪ ،‬ووكٔع اإلسٍال يف ةكظ األـاى٘ب واألىفاظ واألضهام ‪59...‬‬
‫فٓؽس اىٍٔعٔقات ‪64.......................................................‬‬
‫‪‬‬

You might also like