You are on page 1of 14

‫اﻟﺮﻣﺎل اﻟﺴـﻮداء‪ ..

‬ﻧﻤﻮذج ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ‬
‫ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎد اﺧﻀﺮ‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬ﺣﺎﻣﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻴﺮة‬

‫اﻟﺨﻤﻴﺲ‬
‫‪ ١٦‬ﻳﻮﻧﻴـــﻮ ‪٢٠٢٢‬‬
‫إﺻــﺪارة إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴـﺔ ﻧﺼـــﻒ ﺷــﻬﺮﻳـﺔ‬
‫ﻳﺼﺪرﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ودﻋﻢ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ‪ -‬رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء‬
‫رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺮﻛﺰ‬
‫اﻟﺴﻴﺪ‪ /‬أﺳﺎﻣﺔ اﻟﺠﻮﻫﺮي‬
‫ﻣﺴﺎﻋﺪ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء‬
‫رﺋﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ودﻋﻢ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار‬

‫رﺋﻴـﺲ اﻟﺘﺤـــﺮﻳﺮ‬
‫د‪ .‬ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻋﺮﻓﺔ‬
‫ﻣﺪﻳﺮ ا„دارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬

‫ﻣﺪﻳـــﺮ اﻟﺘﺤـــﺮﻳﺮ‬
‫د‪ .‬إﺳﺮاء أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬
‫اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟ‪ ‬دارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬

‫اﻟﻤـﺮاﺟـﻌـــﺔ‬ ‫اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺠﺮاﻓﻴﻜﻲ‬


‫ادارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻮدة‬ ‫أﺳــﻤــﺎء ﺻــــﻼح‬

‫إﺻﺪارة إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮﻳﺔ‪ .‬ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‬


‫ودﻋـﻢ اﺗﺨـﺎذ اﻟﻘـــﺮار ‪ -‬رﺋـﺎﺳـــﺔ ﻣﺠﻠـﺲ اﻟـﻮزراء‪ُ .‬ﺗﻨﺎﻗﺶ أﺣـﺪ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻪ ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻟﺘﻘﺪم‬
‫رؤﻳﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﺸﺄن ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ “ﺧﺒﻴﺮ”‪.‬‬

‫اآلراء الواردة تعبر عن رأي كاتبها‪ ،‬وال تعكس بالضرورة رأي أو سياسة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار‬
‫ّ‬
‫المش ــعة"‬ ‫تحظ ــى الرم ــال الس ــوداء "الرم ــال‬
‫بأهميـــة اقتصاديـــة بالغـــة‪ ،‬وذلـــك فـــي ضـــوء‬
‫احتوائهـــا علـــى نســـبة عاليـــة مـــن المعـــادن‬
‫الثقيلـــة‪ ،‬والتـــي تدخـــل فـــي العديـــد مـــن الصناعـــات‬
‫المهم ــة‪ ،‬وتذخ ــر س ــواحل مص ــر الش ــمالية به ــذا الكن ــز‬
‫ً‬
‫موقعـــا للرمـــال‬ ‫االســـتراتيجي‪ ،‬حيـــث تمتلـــك مصـــر ‪11‬‬
‫الســوداء تشــمل ‪ 8‬أنــواع مــن المعــادن الثقيلــة فــي المناطــق‬
‫الممت ــدة بي ــن رش ــيد ورف ــح ‪ ،‬ويص ــل االحتياط ــي الجيولوج ــي م ــن‬
‫تلـــك الرمـــال إلـــى حوالـــي ‪ 1,3‬مليـــار متـــر مكعـــب‪ ،‬بمتوســـط تركيـــز‬
‫للمعـــادن الثقيلـــة يُقـــدر بنحـــو ‪ ،%3‬بمـــا يجعـــل مصـــر تمتلـــك أكبـــر‬
‫احتياطـــي مـــن تلـــك الرمـــال فـــي العالـــم‪.‬‬

‫وتبـــذل مصـــر جهـــودًا حثيثـــة لالســـتفادة مـــن تلـــك الثـــروة القوميـــة‪ ،‬بمـــا‬
‫يُســـهم فـــي دفـــع جهـــود التنميـــة االقتصاديـــة والبيئيـــة والمجتمعيـــة قدمً ـــا‪،‬‬
‫ِّ‬
‫يمثـــل خطـــوة مهمـــة لتحويـــل مصـــر مـــن‬ ‫ال ســـيَّما أن اســـتخراج تلـــك المعـــادن‬
‫ـعا أم ــام تدش ــين جُ مل ــة م ــن‬
‫مس ــتورد للمع ــادن إل ــى مُ ص ــدِّ ر له ــا‪ ،‬ويفت ــح الب ــاب واس ـ ً‬

‫الصناع ــات الجدي ــدة‪ ،‬بم ــا يوف ــر ب ــدوره العدي ــد م ــن ف ــرص العم ــل الجدي ــدة للش ــباب‪.‬‬

‫ً‬
‫وتأسيســـا علـــى مـــا ســـبق‪ ،‬تســـعى هـــذه اإلصـــدارة مـــن سلســـلة "بقلـــم خبيـــر"‪ ،‬الصـــادرة عـــن‬
‫مركـــز المعلومـــات ودعـــم اتخـــاذ القـــرار التابـــع لمجلـــس الـــوزراء‪ ،‬إلـــى تسليط الضوء على ماهية‬
‫الرمــال الســوداء‪ ،‬وتاريــخ تكوينهــا فــي مصــر‪ ،‬وأهــم المعــادن المتواجــدة بهــا‪ ،‬وأبــرز المنتجــات التــي‬
‫تدخ ــل تل ــك المع ــادن ف ــي صناعته ــا‪ ،‬م ــع التط ــرق إل ــى اإلج ــراءات الت ــي اتخذته ــا هيئ ــة الم ــواد النووي ــة‬
‫للتغل ــب عل ــى التحدي ــات المُ حدق ــة باالس ــتفادة م ــن الرم ــال الس ــوداء ف ــي الب ــاد‪ ،‬فضـ ـ ًلا ع ــن تس ــليط‬
‫الضـــوء علـــى المســـاعي المصريـــة الحثيثـــة لالســـتفادة القصـــوى مـــن الخامـــات التـــي تشـــملها الرمـــال‬
‫الس ــوداء ف ــي عه ــد الس ــيد الرئي ــس "عب ــد الفت ــاح السيس ــي"‪ ،‬بم ــا يخ ــدم جه ــود التنمي ــة بأوجهه ــا االقتصادي ــة‬
‫والبيئي ــة والمجتمعي ــة‪.‬‬
‫الـرمــــال الـســـــوداء‪ ..‬نـمـــوذج للـتـكـامـل‬
‫بين البحث العلمي واالقتصاد األخضر‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬حامد إبراهيم ميرة‬


‫رئيس مجلس إدارة هيئة المواد النووية‬

‫األخضــر‪ ،‬ولتوضيــح هــذا المعنــى ســنقوم خــال‬ ‫ال شــك أن البحــث العلمــي هــو أحــد أهــم أركان تقــدُّ م‬
‫األســطر التاليــة بإلقــاء الضــوء علــى بدايــات‬ ‫البلــدان ورفاهيــة شــعوبها‪ ،‬إن لــم يكــن أهمهــا علــى‬
‫االهتمــام برواســب الرمــال الســوداء فــي مصــر‬ ‫اإلطــاق‪ ،‬وبنظــرة ســريعة علــى خريطــة العالــم‬
‫منــذ ســبعينيات القــرن الماضــي‪ ،‬ومــا تــا ذلــك مــن‬ ‫المُ تقــدِّ م والــدول ذات االقتصــادات القويــة‪ ،‬يُمكــن‬
‫جهــود بحثيــة علميــة وتطبيقيــة‪ ،‬ومــا أدت إليــه هــذه‬ ‫للمــرء أن يتأكــد وبمــا ال يــدع مجــا ًلا للشــك أن تطــور‬
‫المجهــودات مــن مُ خرجــات التحــول إلــى اإلنتــاج‬ ‫البحــث العلمــي وتوظيفــه فــي خدمــة مجــاالت‬
‫الصناعــي فــي وقتنــا الراهــن‪.‬‬ ‫التنميــة علــى مُ ختلف أنواعهــا وأهدافها هو المُ حرك‬

‫ً‬ ‫األساســي لتقــدم هــذه الــدول علــى األصعــدة كافــة‪،‬‬


‫بدايــة أن نفهــم مــا المقصــود بالرمــال‬ ‫لكــن يجــب‬
‫االقتصاديــة والصناعيــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى الخدمــات‬
‫الســوداء؟ ولمــاذا ُ‬
‫ســميت بهــذا االســم؟ ومــا‬
‫الصحيــة والبيئيــة‪ ،‬والعســكرية‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫أماكــن تواجدهــا فــي جمهوريــة مصــر العربيــة؟ ومــا‬
‫األهميــة االقتصاديــة واالســتراتيجية لهــذا النــوع‬ ‫ورغــم أهميــة البحــث العلمــي بشــكل عــام‪ ،‬فإنــه‬
‫مــن الخامــات التعدينيــة؟‬ ‫يكتســب أهميــة خاصــة عندمــا تظهــر جوانبــه‬
‫التطبيقيــة التــي تقــود النمــو االقتصــادي‪ ،‬ســواءً مــن‬
‫أو ًلا‪ :‬ماهية الرمال السوداء‬ ‫خــال إقامــة المشــروعات‪ ،‬أو توطيــن الصناعــات‬

‫الرم ــال الس ــوداء ه ــي ن ــوع م ــن الرواس ــب الرملي ــة‪،‬‬ ‫المختلفــة‪ ،‬وعلــى رأســها الصناعــات التكنولوجيــة‪،‬‬

‫تكونـــت منـــذ أزمنـــة جيولوجيـــة‪ ،‬ســـابقة كنتيجـــة‬ ‫أو ضمــان األمــن الغذائــي‪ ،‬والمائــي‪ ،‬أو تحســين‬
‫لعمليـــات نقـــل الرواســـب ُ‬
‫الفتاتيـــة مـــن الصخـــور‬ ‫الظــروف البيئيــة‪ .‬وفــي العقديــن المُ نصرميــن‪ ،‬ومــع‬
‫ِ‬
‫ظهــور مفهــوم االقتصــاد األخضــر بأبعــاده التنمويــة‬
‫والهضـــاب بشـــرق ووســـط إفريقيـــا ‪-‬حيـــث منابـــع‬
‫الثالثــة (االقتصاديــة‪ ،‬والبيئيــة‪ ،‬والمجتمعيــة)‬
‫نه ــر الني ــل‪ -‬الت ــي حملته ــا مي ــاه النه ــر ف ــي رحلته ــا‬
‫اكتســب البحــث العلمــي فــي مجــال المشــروعات‬
‫إلـــى منطقـــة المصـــب علـــى الســـواحل الشـــمالية‬
‫الخضــراء بُعــدًا حيويًّــا واســتراتيجيًّا جديــدًا‪.‬‬
‫لجمهوريـــة مصـــر العربيـــة‪ ،‬وهنـــا يُلقـــي النهـــر‬
‫الفتاتيـــة بســـبب‬‫ُ‬ ‫بحمولتـــه مـــن هـــذه المـــواد‬ ‫ويُمكــن الجــزم بــأن مشــروعات الرمــال الســوداء‬
‫توقـــف ســـريان ميـــاه النهـــر عنـــد التقائـــه بميـــاه‬ ‫فــي جمهوريــة مصــر العربيــة تُعــد نموذجً ــا لتعظيــم‬
‫البحـــر المتوســـط‪ ،‬ويتميـــز هـــذا النـــوع مـــن الرمـــال‬ ‫البحــث العلمــي التطبيقــي وقدرتــه علــى تخليــق‬
‫باحتوائ ــه عل ــى العدي ــد م ــن المع ــادن ذات األهمي ــة‬ ‫كيانــات صناعيــة واقتصاديــة هائلــة‪ ،‬كمــا يعــد مثــا ًلا‬
‫االقتصاديـــة واالســـتراتيجية‪ .‬وتعـــود تســـميتها‬ ‫للتكامــل بيــن تطبيقــات البحــث العلمــي واالقتصــاد‬

‫‪4‬‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ‪ -‬مجلس الوزراء‬

‫بالرم ــال الس ــوداء إل ــى َغلب ــة الل ــون األس ــود عليه ــا؛‬
‫بســـبب احتوائهـــا علـــى معدنـــي "الماجنيتيـــت"‬
‫يعـــد مشـــــروع الرمــــــال‬ ‫و"اإللمينيـــت" األســـودي اللـــون‪ ،‬واللذيـــن يُمثـــان‬
‫الس ــوداء ف ــي جمهوري ــة مص ــر‬ ‫المُ ك ــون األكب ــر له ــذه النوعي ــة م ــن الرم ــال‪ .‬وتنتش ــر‬
‫العربيـــة نموذجً ـــا لتعظيـــم‬ ‫ه ــذه الرم ــال عل ــى الس ــواحل الش ــمالية لمص ــر م ــن‬
‫البحـــث العلمـــي التطبيقـــي‪،‬‬ ‫مدينــة "إدكــو" غر ًبــا حتــى مدينــة العريــش شـ ً‬
‫ـرقا‪ ،‬إمــا‬
‫وقدرتـــه علـــى تخليـــق كيانـــات‬ ‫علــى شــكل رواســب شــاطئية غيــر مُ تصلــة‪ ،‬أو علــى‬
‫صناعيـــة واقتصاديـــة هائلـــة‪،‬‬ ‫هيئ ــة ُكثب ــان رملي ــة مُ تاخم ــة للمنطق ــة الش ــاطئية‪.‬‬
‫وكذلـــك مثـــالًا علـــى التكامـــل‬ ‫ً‬
‫حديث ــا عل ــى‬ ‫ه ــذا باإلضاف ــة إل ــى م ــا ت ـ ّ‬
‫ـم استكش ــافه‬
‫بيــن تطبيقــات البحــث العلمــي‬ ‫ســـاحل البحـــر األحمـــر جنـــوب مصـــر‪.‬‬
‫واالقتصـــاد األخضـــر‪.‬‬
‫ورغــم قــدم تواجــد هــذه الرمــال الســوداء فــي‬
‫ِ‬
‫البــاد‪ ،‬فإنهــا لــم تحـ َ‬
‫ـظ بــأي اهتمــام يُذكــر إال عندمــا‬
‫قامــت هيئــة المــواد النوويــة فــي ســبعينيات القــرن‬
‫الماضــي بدراســة ماهيتهــا واستكشــاف مكوناتهــا‬
‫التــي جعلــت منهــا ظاهــرة مختلفــة عــن الرمــال‬
‫(األلمنيــت‪ ،‬والروتيــل‪ ،‬والليكوكزيــن) فــي العديــد مــن‬ ‫المُ تعــارف عليهــا‪ ،‬ســواءً علــى الشــواطئ المصريــة‬
‫الصناعــات‪ ،‬أهمهــا‪ :‬الدهانــات‪ ،‬والبالســتيك‪ ،‬والــورق‪،‬‬ ‫شــما ًلا وشـ ً‬
‫ـرقا‪ ،‬أو حتــى تلــك المُ غطيــة لمســاحات‬
‫والمطـــاط‪ ،‬وبعـــض أنـــواع الحبـــر‪ ،‬والمنســـوجات‪،‬‬ ‫شاســعة مــن الصحــاري المصريــة‪ ،‬وكانــت هــذه‬
‫وبـــاط الســـيراميك‪ ،‬ومســـتحضرات التجميـــل‪،‬‬ ‫هــي االنطالقــة الفعليــة للرمــال الســوداء‪ ،‬والتــي‬
‫والجلـــود‪ ،‬واألدويـــة‪ ،‬والصابـــون‪ ،‬والمـــواد الغذائيـــة‪،‬‬ ‫أدت إلــى التفكيــر فــي ضــرورة اســتغالل ذلــك الكنــز‬
‫والصلـــب الكربونـــي‪ ،‬والصلـــب المقـــاوم للحـــرارة‪،‬‬ ‫المدفــون بشــواطئ مصرنــا الغاليــة‪ ،‬وقــد حملــت‬
‫والطائـــرات‪ ،‬والغواصـــات‪ ،‬وأســـياخ اللحـــام‪.‬‬ ‫أجيــال متعاقبــة حلــم اســتغالل هــذا الخــام تعدين ًّيــا‬
‫وصناعيًّــا بــكل مــا تعنيــه الكلمــة مــن معانــي‪.‬‬
‫كمـــا يدخـــل معـــدن "الزركـــون" فـــي طيـــف واســـع‬
‫مـــن التطبيقـــات الصناعيـــة‪ ،‬ومنهـــا‪ :‬الســـيراميك‪،‬‬ ‫فكانـــت الدراســـات االستكشـــافية األولـــى التـــي‬
‫والطبيـــة‪،‬‬ ‫الصناعيـــة‬ ‫والتجهيـــزات‬ ‫والزجـــاج‪،‬‬ ‫قامـــت بهـــا الهيئـــة لرواســـب الرمـــال الســـوداء‬
‫والعواكـــس‪ ،‬وســـبائك المواتيـــر‪ ،‬هـــذا باإلضافـــة‬ ‫فـــي منطقـــة رشـــيد‪ ،‬والتـــي كشـــفت النقـــاب عـــن‬
‫إل ــى الصناع ــات االس ــتراتيجية‪ ،‬ومنه ــا‪ :‬الصناع ــات‬ ‫صحبـــة متميـــزة مـــن المعـــادن ذات المـــردود‬
‫النووي ــة (قل ــوب المفاع ــات)‪ .‬بينم ــا يدخ ــل مع ــدن‬ ‫االقتصـــادي واالســـتراتيجي‪ ،‬وأهمهـــا‪" :‬اإللمينيـــت"‪،‬‬
‫"الجارن ــت" ف ــي العدي ــد م ــن االس ــتخدامات‪ ،‬ومنه ــا‪:‬‬ ‫و"الزيركــون"‪ ،‬و"المونازيــت"‪ ،‬و"الجارنــت"‪ ،‬و"الروتيــل"‪،‬‬
‫فالتـــر الميـــاه‪ ،‬وتلميـــع األســـطح‪ ،‬والدهانـــات‬ ‫و"الســـليكات‬ ‫و"الليكوكزيـــن"‪،‬‬ ‫و"الماجنيتيـــت"‪،‬‬
‫المعدنيـــة بضغـــط الهـــواء وضغـــط الميـــاه‪،‬‬ ‫الخضــراء"‪ ،‬باإلضافــة إلــى شــواهد مــن معــدن الذهــب‬
‫وأحجـــار الجلـــخ‪ ،‬وأوراق الصنفـــرة‪ ،‬والجرانيوليـــت‪.‬‬ ‫و"الكاســتريت"‪ .‬ومــن هنــا تأتــي األهميــة االقتصاديــة‬
‫ويســتخدم معــدن "الماجنتيــت" فــي صناعــة الحديــد‬ ‫للرمــال الســوداء؛ ألن كل معــدن مــن هــذه المعــادن‬
‫اإلس ــفنجي‪ ،‬والحدي ــد الزه ــر عال ــي الج ــودة‪ ،‬وصناع ــة‬ ‫إم ــا ل ــه اس ــتخدامات وتطبيق ــات صناعي ــة ف ــي حالت ــه‬
‫الفيروتيتانيــوم‪ ،‬وتثبيــت وإزالــة ملوحــة التربــة‪ ،‬بينمــا‬ ‫المعدنيـــة‪ ،‬حيـــث تســـتخدم معـــادن "التيتانيـــوم"‬

‫‪5‬‬
‫بقلم خبير ‪ -‬العـدد (‪ 16 - )32‬يونيـــو ‪٢٠٢٢‬‬

‫يبق ــى مع ــدن "المونازي ــت" المخ ــزون االس ــتراتيجي‬


‫للعناص ــر األرضي ــة الن ــادرة‪ ،‬والت ــي تعتب ــر فيتامين ــات‬

‫يهـدف مشـروع اسـتغالل‬ ‫الصناعـــات التكنولوجيـــة واإللكترونيـــة‪ ،‬ومحـــور‬

‫الرمــال السـوداء فـي مصـر إلـى‬ ‫الصــراع الصينــي ‪ -‬األمريكــي الدائــر فــي هــذه اآلونــة‪،‬‬

‫تـحـقـيـــق رؤيــــة واســـتـراتـيـجـيــــة‬ ‫كم ــا يتمي ــز مع ــدن "المونازي ــت" باحتوائ ــه عل ــى ق ــدر‬

‫القيــــادة السيـاسـيــــة فـي إعــلاء‬ ‫مـــن العناصـــر النوويـــة (الثوريـــوم واليورانيـــوم)‪.‬‬


‫القيمـة المضافـة‪ ،‬وتعظيـم أوجـه‬ ‫وفي الحقيقة‪ ،‬ال يتوقف سـقف طموحاتنا عند إنتاج‬
‫االسـتفادة مـن تلـك المقـدرات‬ ‫المعـادن وتسـويقها محليًّـا وخارجيًّـا فقط‪ ،‬إذ يهدف‬
‫الطبيعيـة‪ ،‬ومن ثـمَّ إمكانية إقامة‬ ‫مشـروع اسـتغالل الرمـال السـوداء فـي مناطـق‬
‫صناعـات تكميليـة مُ تقدمـة ذات‬ ‫تواجدهـا المختلفـة إلـى تحقيـق رؤيـة واسـتراتيجية‬
‫تـدرج تكنولوجـي متطـور‪.‬‬ ‫القيـادة السياسـية فـي إعلاء القيمـة المضافـة‪،‬‬
‫وتعظيـم أوجـه االسـتفادة مـن تلـك المقـدرات‬
‫الطبيعيـة‪ ،‬وذلـك مـن خلال معالجـة المعـادن‬
‫الناتجـة واسـتخالص العناصـر الهامـة (التيتانيـوم‪،‬‬
‫والزكونيـوم‪ ،‬والعناصـر األرضيـة النـادرة‪ ،‬والثوريـوم‪،‬‬
‫وم ــن هن ــا‪ ،‬انطلق ــت المرحل ــة الت ــي يُمك ــن وصفه ــا‬ ‫واليورانيـوم‪ .،‬وغيرهـا)‪ ،‬ومـن َّ‬
‫ثـم إمكانيـة إقامـة‬
‫بمرحلـــة البنـــاء الرئيســـة نحـــو اســـتغالل الرمـــال‬ ‫صناعـات تكميليـة متقدمـة ذات تـدرج تكنولوجـي‬
‫الســـوداء‪ ،‬والتـــي أســـفرت عـــن تحديـــد أحـــد عشـــر‬ ‫متطـور‪ ،‬ومنهـا علـى سـبيل المثـال‪ :‬صناعـة‬
‫ً‬
‫موقعـــا لرواســـب ضخمـــة مـــن هـــذه الخامـــات‪،‬‬ ‫السـيارات الهجيـن‪ ،‬والليـزر‪ ،‬وأشـباه الموصلات‪،‬‬
‫ســـواء كانـــت رواســـب شـــاطئية ضحلـــة أو ُكثبـــان‬ ‫والمغناطيسـيات الفائقـة‪ ،‬باإلضافـة إلـى صناعـة‬
‫رمليـــة مُ رتفعـــة‪ ،‬وهـــو مـــا أعطـــى تَصـــوُّ رًا يقينيًّـــا‬ ‫أجسام الطائرات‪ ،‬والسبائك المعدنية‪ ،‬والصناعات‬
‫ح ــول امت ــاك مص ــر ث ــروات هائل ــة م ــن ه ــذه الرم ــال‬ ‫النوويـة‪ ،‬ومغذيـات الصناعـات اإللكترونيـة‪.‬‬
‫يُمكنهـــا تغييـــر وجـــه االقتصـــاد المصـــري ‪-‬إذا مـــا‬
‫ُأحســـنت إدارتهـــا واســـتغاللها والتخطيـــط لهـــا‪-‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬حجم الرمال السوداء في مصر‬
‫ً‬
‫خاصـــة فـــي ظـــل وجـــود مؤشـــرات خطيـــرة إلهـــدار‬
‫وفــي دراســة محــدودة آنــذاك لتقديــر كميــات الرمــال‬
‫هـــذه الثـــروة‪ ،‬وحرمـــان الدولـــة ومواطنيهـــا مـــن‬
‫الســوداء ومحتواهــا المعدنــي باســتخدام تقنيــات‬
‫َّ‬
‫وتمثلـــت هـــذه‬ ‫عوائدهـــا االقتصاديـــة الضخمـــة‪،‬‬
‫بســيطة للتركيــز الفيزيائــي‪ ،‬كانــت النتائــج التــي‬
‫المؤشـــرات فيمـــا يلـــي‪:‬‬
‫توصلــت إليهــا هيئــة المــواد النوويــة مُ بشــره للغايــة‪،‬‬
‫ •التأثي ــر الس ــلبي لعوام ــل النح ــر البح ــري س ــنويًّا‬ ‫وهــو األمــر الــذي حَ مَ ــل الهيئــة علــى المُ ضــي ُقدمً ــا فــي‬
‫علـــى الســـواحل الشـــمالية؛ ممـــا يـــؤدى إلـــى‬ ‫استكشــاف مــدى تواجــد المزيــد مــن الرمــال الســوداء‬
‫تـــآكل مُ ســـتمر فـــي رواســـب الرمـــال الســـوداء‪،‬‬ ‫علــى طــول امتــداد الســواحل الشــمالية المصريــة؛‬
‫والق ــذف ب ــآالف األطن ــان منه ــا س ــنويًّا ف ــي مي ــاه‬ ‫اعتمــادًا علــى مــا هــو ثابــت مــن الناحيــة الجيولوجيــة‬
‫البحــر المتوســط‪ ،‬مــع انقطــاع عمليــات ترســيب‬ ‫بوجــود عــدة مصبــات قديمــة لنهــر النيــل اندثــرت‬
‫مُ تج ــددة بع ــد إنش ــاء الس ــد العال ــي عل ــى مج ــرى‬ ‫جميعهــا بســبب تغيــر الظــروف الجيولوجيــة التــي‬
‫نه ــر الني ــل ف ــي أس ــوان‪.‬‬ ‫تَح ُكــم مســار نهــر النيــل مــن منابعــه إلــى مصبــه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ‪ -‬مجلس الوزراء‬

‫ •قيــام األهالــي فــي المناطــق الشــمالية الســاحلية‬ ‫ •ســـيطرة عمليـــات التصديـــر لخـــام الرمـــال‬
‫باســـتهالك كميـــات كبيـــرة باســـتمرار مـــن هـــذه‬ ‫الس ــوداء بأس ــعار مُ تدني ــة للغاي ــة‪ ،‬بينم ــا تق ــوم‬
‫الرم ــال كم ــواد خ ــام ف ــي أعم ــال البن ــاء األهلي ــة‪،‬‬ ‫مصـــر باســـتيراد العديـــد مـــن نواتـــج المعالجـــة‪،‬‬
‫وهــو مــا ي ِّ‬
‫ُمثــل ‪-‬فضـ ًلا عــن كونــه إهــدارًا اقتصاد ًّيــا‬ ‫وتصنيــع هــذه الرمــال مــن الــدول التــي اســتوردتها‬
‫لهــذه الرمــال‪ -‬خطـرًا بيئ ًّيــا وصح ًّيــا نتيجـ ً‬
‫ـة الحتــواء‬ ‫بعشـــرات المالييـــن مـــن الـــدوالرات‪.‬‬

‫الرمـــال الســـوداء علـــى معـــادن "المونازيـــت"‬ ‫ •حرمان مصر من توطين وإقامة صناعات مُ ـتـقـدمــة‬
‫و"الزيركـــون"‪ ،‬والتـــي لهـــا تأثيـــرات إشـــعاعية‬ ‫مـرتـبـطـــة بـهـــــذا الـخـــــام‪ ،‬وجـــذب االســـتـثـمـــارات‬
‫بســـبب محتواهـــا مـــن "اليورانيـــوم" و"الثوريـــوم"‪.‬‬ ‫ً‬
‫هدفــا لهــا‪.‬‬ ‫الـضـخـمـــة التــي تُعـــد هــــذه الصناعــات‬

‫رواسب الرمال السوداء الشاطئية بمنطقة رشيد وال ُ‬


‫كثبان الرملية بمنطقة البُرلُس‬

‫السـاحلية بمدينـة رشـيد؛ لفصـل وتركيـز معـادن‬ ‫ً‬


‫ثالثا‪ :‬جهود اســتغالل الرمال الســوداء‬
‫الرمال السـوداء المصرية من رواسـب المنطقة‪،‬‬ ‫فــي مصر‬
‫وقـد سـاعدت هـذه الوحـدة علـى قيـام الهيئـة‬
‫ونظـــرا لهـــذه المُ عطيـــات‪ ،‬اتخـــذت هيئـــة المـــواد‬
‫بتطوير وتدعيم تقنيات الفصل والتركيز الفيزيائي‬
‫النوويــة حزمــة مــن اإلجــراءات والخطــوات التنفيذيــة‬
‫بحثيًّـا وتطبيقيًّـا‪ ،‬ممّ ـا سـاعد علـى التحسـن‬
‫المتتابعـــة منـــذ منتصـــف تســـعينيات القـــرن‬
‫المُ سـتمر للمُ خرجـات‪ ،‬والـذي سـاهم بشـكل كبيـر‬
‫َّ‬
‫تمثلـــت فيمـــا يلـــي‪:‬‬ ‫المُ نصـــرم‪،‬‬
‫فـي إتمـام دراسـة الجـدوى الفنيـة واالقتصاديـة‬
‫لمشـروع اسـتغالل الرمـال السـوداء‪.‬‬ ‫ •إنشـاء وتشـغيل وحدة نصف صناعية بالمنطقة‬

‫‪7‬‬
‫بقلم خبير ‪ -‬العـدد (‪ 16 - )32‬يونيـــو ‪٢٠٢٢‬‬

‫التنفيــذ ألســباب تتعلــق بالتمويــل المــادي‪ ،‬وقامــت‬ ‫ •منــذ عــام ‪ّ ،2000‬‬


‫كثفــت الهيئة نشــاطها البحثي نحو‬
‫الهيئــة بُمخاطبــة الجهــات المعنيــة بالدولــة‪ ،‬وعرض‬ ‫استكشــاف وتقييــم المزيــد مــن رواســب الرمــال‬
‫تفاصيــل المشــروع كافــة‪ ،‬ومُ ميزاتــه علــى مختلــف‬ ‫الســوداء‪ ،‬حيــث قامــت باستكشــاف ال ُكثبــان‬
‫األصعــدة‪ ،‬االقتصاديــة والبيئيــة والمجتمعيــة‪،‬‬ ‫الرمليــة بمنطقــة البُرلــس فــي محافظــة كفــر‬

‫ودراســاته التــي تــم إجراؤهــا علــى أمــل تنفيــذ‬ ‫الشــيخ‪ ،‬وأجــرت دراســاتها لتقييــم االحتياطيــات‬

‫المشــروع عــن طريــق المُ زايــدة المحليــة‪ ،‬وبنــاءً‬ ‫المؤكــدة للخــام ومعادنــه بهــذه المنطقــة‪ ،‬والتــي‬
‫أســفرت عــن حســاب االحتياطــي المؤكــد مــن خــام‬
‫علــى تلــك المُ خاطبــات والبيانــات‪ ،‬دخــل مشــروع‬
‫الرمــال الســوداء ومعادنــه االقتصاديــة وفــق‬
‫اســتغالل الرمــال الســوداء ضمــن اهتمامــات‬
‫أكــواد التعديــن العالميــة‪.‬‬
‫الدولــة ذات األولويــة‪ .‬ومــن هنــا‪ ،‬انتقــل اســتغالل‬
‫الرمــال الســوداء إلــى المرحلــة األهــم‪ ،‬وهــي‪ :‬مرحلــة‬ ‫ •وفـي إطـار االسـتعداد للبـدء فـي تنفيـذ مشـروع‬

‫"إقامــة المشــروعات واالســتغالل الفعلــي"‪ ،‬غيــر أنــه‬ ‫موسع الستغالل خام الرمال السوداء بمنطقة‬

‫بســبب األزمــة االقتصاديــة العالميــة‪ ،‬جــرى تحديــث‬ ‫البرلـس‪ ،‬قامـت الهيئـة بالتعاقـد مـع إحـدى‬
‫بيـوت الخبـرة الدوليـة (شـركة دونـر آي دي آي)‬
‫دراســة الجــدوى للمشــروع تمهيــدًا لعرضــه علــى‬
‫األسـترالية ‪-‬كبيت خبرة مُ سـتقل‪ -‬لتقييم دراسـة‬
‫مجلــس الــوزراء المصــري‪ ،‬وهــو مــا حــدث بالفعــل‪،‬‬
‫هيئـة المـواد النوويـة‪ ،‬وتأكيـد مـا ّ‬
‫تـم الوصـول إليه‬
‫حيــث قامــت ‪-‬وبالتنســيق الكامــل فيمــا بينهمــا‪ُ -‬كل‬
‫مـن حجـم احتياطيـات الرمـال السـوداء‪ ،‬وإعـداد‬
‫مــن هيئــة المــواد النوويــة ومحافظــة كفــر الشــيخ‬
‫دراسـة جـدوى كاملـة حـول اقتصاديـات إقامـة‬
‫المشـروع‪ ،‬وقـد تـم االنتهـاء مـن الدراسـة عـام‬
‫‪ ،2008‬والتـي َخ ُلصـت إلـى عـدة نقـاط‪ ،‬أهمهـا‪:‬‬

‫ ●دقــة الدراســات التــي قامــت بهــا الهيئــة حــول‬


‫احتياطيــات الخــام ومعادنــه‪.‬‬

‫ ●الجدوى االقتصادية العالية للمشروع‪.‬‬

‫ ●الجدوى البيئية والمجتمعية للمشروع‪.‬‬

‫كما قامت الشــركة العالمية بتقديم أربع شــهادات‬


‫ضمــان تشــمل صحة وســامة تقديــرات احتياطيات‬
‫الثــروة المعدنيــة واالحتياطيــات التنجيميــة‪ ،‬وصحــة‬
‫دراســة الجــدوى الماليــة‪ ،‬وعــدم تجــاوز نســبة‬
‫المخاطــر فيهــا ‪ ،%10+‬وهــي أعلــى درجــات الثقــة‬
‫الدوليــة المســموح بهــا فــي دراســات التعديــن‪،‬‬
‫كمــا قدَّ مــت الشــركة الشــهادة الرابعــة بضمــان‬
‫صحــة وفعاليــة رســومات التشــغيل والتصميمــات‬
‫الصناعيــة للمشــروع‪.‬‬

‫ورغــم هــذه التقديــرات اإليجابيــة للمشــروع‪ ،‬لــم‬


‫تســتطع هيئــة المــواد النوويــة حينهــا البــدء فــي‬

‫‪8‬‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ‪ -‬مجلس الوزراء‬

‫‪-‬باعتبارهــا المحافظــة التابعــة لهــا منطقــة البرُلس‪-‬‬


‫بعــرض المشــروع مــرة أخــرى علــى مجلــس الــوزراء‪،‬‬

‫فــي إطــار إرادة سياســية‬ ‫وبــإرادة سياســية قويــة‪ ،‬وقيادة واعيــة ‪-‬حريصة على‬
‫قويــة‪ ،‬وقيــادة واعيــة حريصــة‬ ‫اســتثمار مــا تمتلكــه الدولــة مــن مقــدرات طبيعيــة‪-‬‬
‫علــى اســتثمار مــا تمتلكــه الدولــة‬ ‫متمثلــة فــي فخامــة الســيد الرئيــس "عبــد الفتــاح‬
‫مــن مقــدرات طبيعيــة‪ ،‬مُ تمثلــة‬ ‫السيســي"‪ ،‬صــدر قــرار تأســيس الشــركة المصريــة‬
‫فــي فخامــة الرئيــس عبــد الفتــاح‬ ‫للرمــال الســوداء بمســاهمات وطنيــة خالصــة‪،‬‬
‫السيســي‪ ،‬صــدر قــرار تأســيس‬ ‫َّ‬
‫تتمثــل فــي كل مــن‪ :‬جهــاز مشــروعات الخدمــة‬
‫الشــركة المصرية للرمال السوداء‬ ‫الوطنيــة (الدافــع الحقيقــي لنجــاح المشــروع)‪،‬‬
‫بمســاهمات وطنيــة خالصــة‪.‬‬ ‫وهيئــة المــواد النوويــة (وزارة الكهربــاء والطاقــة‬
‫المتجــددة)‪ ،‬باإلضافــة إلــى محافظــة كفــر الشــيخ‪،‬‬
‫وبنــك االســتثمار القومــي‪ ،‬والشــركة المصريــة‬
‫للثــروات التعدينيــة بنســب مســاهمة متفاوتــة‪.‬‬

‫ولـــم تتوقـــف الطموحـــات نحـــو اســـتغالل خامـــات‬


‫الرم ــال الس ــوداء المصري ــة عن ــد منطق ــة البرل ــس‬
‫والبح ــث والتقيي ــم‪ ،‬فف ــي الفت ــرة بي ــن عام ــي (‪– 2016‬‬
‫فقـــط‪ ،‬حيـــث تواصلـــت أعمـــال االستكشـــاف‬
‫‪ ،)2020‬اس ــتطاعت الهيئ ــة‪ ،‬وبالتع ــاون م ــع الش ــركة‬
‫المصريـــة للرمـــال الســـوداء‪ ،‬استكشـــاف وتقييـــم‬
‫الرمـــال الســـوداء بالعديـــد مـــن المناطـــق األخـــرى‪،‬‬
‫وإضافـــة رصيـــد جديـــد مـــن احتياطيـــات الخـــام‪،‬‬
‫ومـــن أهـــم هـــذه المناطـــق‪ :‬منطقـــة بركـــة غليـــون‪،‬‬
‫ومنطقـــة غـــرب مصـــب رشـــيد؛ حيـــث ّ‬
‫تـــم إجـــراء‬
‫دراســـات حســـاب االحتياطـــي المؤكـــد القابـــل‬
‫لعمليــات التنجيــم حتــى عُ مــق ‪ 10‬أمتــار بالمنطقتيــن‪،‬‬
‫والتــي أســفرت عــن تركيــزات عاليــة (مالييــن األطنــان‬
‫مـــن المعـــادن االقتصاديـــة)‪ ،‬هـــذا باإلضافـــة إلـــى‬
‫إج ــراء تج ــارب تركي ــز وفص ــل المع ــادن االقتصادي ــة‬
‫حت ــى ب ــدء االس ــتغالل الصناع ــي التجريب ــي للمع ــادن‬
‫االقتصاديـــة بمصانـــع المنطقتيـــن مـــن خـــال‬
‫الشـــركة المصريـــة للرمـــال الســـوداء والتعـــاون‬
‫الفنـــي مـــع هيئـــة المـــواد النوويـــة‪ ،‬ويضـــاف هـــذا‬
‫إل ــى م ــا ت ـ ّ‬
‫ـم ف ــي فت ــرة س ــابقة ‪-‬وم ــن خ ــال نف ــس‬
‫الدراس ــات‪ -‬م ــن تقيي ــم االحتياط ــي المؤك ــد للرم ــال‬
‫الســوداء‪ ،‬والــذي بلــغ مالييــن األطنــان مــن المعــادن‬
‫االقتصادي ــة واالس ــتراتيجية ببع ــض مناط ــق ش ــرق‬

‫‪9‬‬
‫بقلم خبير ‪ -‬العـدد (‪ 16 - )32‬يونيـــو ‪٢٠٢٢‬‬

‫العري ــش‪ ،‬وم ــن الجدي ــر بالذك ــر أن ــه م ــا زال ــت هن ــاك‬
‫مناطـــق أخـــرى بشـــرق العريـــش تنتظـــر الدراســـة‬
‫والتقييــم‪ ،‬وعمــا قريــب وبــإذن هللا ســتعود البعثــات‬
‫قامـــت الشـــركة المصريـــة‬
‫مـــرة أخـــرى إلـــى المنطقـــة إلتمـــام الدراســـات‪.‬‬
‫للرمــال الســوداء بتوفيــر العديــد‬
‫مـــن وحـــدات تركيـــز المعـــادن‬ ‫ •وفــي إطــار مــا تتبنــاه القيــادة السياســية مــن‬
‫بمناطـــق تواجـــد الخـــام علـــى‬ ‫المشــروع القومــي لتطهيــر وتطويــر البحيــرات‬
‫الش ــواطئ المصري ــة‪ ،‬باإلضاف ــة‬ ‫المصريــة وتعظيــم أوجــه االســتفادة مــن تلــك‬
‫إلـــى إنشـــاء وتشـــغيل مصانـــع‬ ‫المقــدرات الطبيعيــة‪ ،‬امتــدت الدراســات إلــى‬
‫فص ــل مع ــادن الرم ــال الس ــوداء‬ ‫نواتــج تكريــك بحيــرة المنزلــة‪ ،‬ومينــاء دميــاط‬
‫فـــي عـــدد مـــن المناطـــق‪.‬‬ ‫بالتعــاون مــع الهيئــة الهندســية للقــوات‬
‫المســلحة‪ ،‬حيــث تبيــن علــى إثرهــا وجــود تركيــزات‬
‫اقتصاديــة مــن معــادن الرمــال الســوداء‪،‬‬
‫وبالفعــل بــدأ التشــغيل الفعلــي ألعمــال تركيــز‬
‫المعــادن بمناطــق العمــل مــن خــال وحــدات‬
‫الشــركة المصريــة للرمــال الســوداء‪.‬‬

‫ً‬
‫رابعـــا‪ :‬الموقـــف التنفيـــذي لمصانـــع‬ ‫ • ً‬
‫أيضــا ّ‬
‫تــم تحقيــق عــدة استكشــافات جديــدة‬

‫مشـــروع اســـتغالل الرمـــال الســـوداء‬ ‫لخــام الرمــال الســوداء خــال العــام ‪2022 - 2021‬‬
‫فــي مناطــق "غــرب مدينــة المنصــورة الجديــدة‪،‬‬
‫بعــد صــدور قــرار إنشــاء الشــركة المصريــة للرمــال‬
‫ومنطقــة بورســعيد ‪ -‬البردويــل‪ ،‬ومنطقــة شــرق‬
‫الســوداء‪ ،‬أخــذ المشــروع طريقــه إلــى التنفيــذ علــى‬ ‫بركــة غليــون"‪ ،‬باإلضافــة إلــى مواقــع أخــرى علــى‬
‫أرض الواقــع فــي منطقــة البُر ُلــس‪ ،‬وعــدة مناطــق‬ ‫ســاحل البحــر األحمــر‪ ،‬ومــا زالــت هــذه المناطــق‬
‫أخــرى (غليــون ورشــيد)‪ ،‬وذلــك بإنشــاء وتشــغيل‬ ‫تخضــع لمزيــد مــن الدراســات االستكشــافية‪،‬‬
‫العديــد مــن المصانــع لتركيــز وفصــل المعــادن‬ ‫وتتبــع الخــام بالعمــق للتأكــد مــن احتياطياتــه‬
‫مــن خــال الشــركة المصريــة للرمــال الســوداء‪،‬‬ ‫بهــذه المناطــق‪.‬‬
‫وبالتعــاون الفنــي مــع هيئــة المــواد النوويــة‪.‬‬
‫علـــى كل هـــذه الدراســـات العلميـــة‬ ‫وبنـــاءً‬
‫ومــن الجديــر بالذكــر أنــه رغــم أن توريــد وتركيــب‬
‫والتطبيقيـــة‪ ،‬ومـــع اإلرادة السياســـية الصادقـــة‪،‬‬
‫المُ عــدات واألجهــزة الالزمــة لخطــوط اإلنتــاج قــد‬
‫قام ــت الش ــركة المصري ــة للرم ــال الس ــوداء بدف ــع‬
‫تمــت االســتعانة خاللــه بالخبــرات األجنبيــة‪ ،‬خاصــة‬ ‫العديــد مــن وحــدات تركيــز المعــادن بمناطــق تواجــد‬
‫التكنولوجيــا األســترالية والصينيــة إلــى جانــب خبــرات‬ ‫الخـــام علـــى الشـــواطئ المصريـــة‪ ،‬باإلضافـــة إلـــى‬
‫مصريــة‪ ،‬فــإن التشــغيل ســواء علــى المســتوى‬ ‫إنشـــاء وتشـــغيل مصانـــع فصـــل معـــادن الرمـــال‬
‫التجريبــي أو الصناعــي يتــم بأيــاد مصريــة خالصــة مــن‬ ‫الســـوداء فـــي عـــدد مـــن المناطـــق المُ شـــار إليهـــا‬
‫ٍ‬
‫خــال الشــركة المصريــة للرمــال الســوداء‪ ،‬وكــوادر‬ ‫سـ ً‬
‫ـابقا‪ ،‬منهــا مــا دخــل فعل ًّيــا فــي مرحلــة التشــغيل‬
‫هيئــة المــواد النوويــة؛ حيــث يتــم العمــل ليــل نهــار‬ ‫التجريبـــي‪ ،‬ومنهـــا مـــا أوشـــك علـــى االنتهـــاء مـــن‬
‫إلنجــاز حلــم انتظرنــاه طويــ ًلا‪.‬‬ ‫تجهيزاتـــه؛ تمهيـــدًا لبـــدء التشـــغيل التجريبـــي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ‪ -‬مجلس الوزراء‬

‫مجمعــة علــى هيئــة ركاز اســتعدادًا لفصــل المعــادن‬ ‫هــذا‪ ،‬ويتــم اســتغالل ومعالجــة خــام الرمــال الســوداء‬
‫بصــورة منفــردة بمصانــع الفصــل‪ ،‬وهــي عبــارة عــن‬ ‫علــى مرحلتيــن أساســيتين‪ ،‬وذلــك مــن خــال مصانــع‬
‫مجمــع مــن المصانــع (مصنــع األلمنيــت‪ ،‬ومصنــع‬ ‫تركيز الخام‪ ،‬ومصانع فصل المعادن‪ ،‬حيث ّ‬
‫تم الدفع‬
‫الزركــون الرطــب‪ ،‬ومصنــع الزركــون الجــاف‪ ،‬ومصنــع‬ ‫بوحــدات تركيــز معــادن الرمــال الســوداء بمناطــق‬
‫الروتيــل‪ ،‬ومصنــع المونازيــت‪ ،‬ومصنــع الجارنــت‪،‬‬ ‫تواجــد الخــام علــى الشــواطئ المصريــة؛ إذ تعمــل‬
‫ووحــدات الترابيــزات الهــزازة)‪.‬‬ ‫هــذه الوحــدات علــى فصــل المعــادن االقتصاديــة‬

‫(ب)‬ ‫(أ)‬

‫ركاز المعادن االقتصادية الناتجة من وحدات التركيز الفيزيائي‬

‫لالســتثمارات‪ ،‬كمــا أصبــح مُ عــدل تنامــى االقتصــاد‬ ‫ً‬


‫خامسـا‪ :‬المشـــروع نمــوذج تطبيقــي‬
‫األخضــر مؤشـرًا أساسـيًّا فــي تصنيــف قــوة اقتصــاد‬ ‫لالقتصاد األخضر والتنمية المُ ستدامة‬
‫الــدول علــى المســتوى العالمــي‪ ،‬وبالنظــر إلــى‬
‫مــع بــروز مُ شــكلة التلــوث المناخــي إلــى واجهــة‬
‫مشــروعات اســتغالل الرمــال الســوداء فــي مصــر‪،‬‬
‫االهتمــام العالمــي‪ ،‬وتصاعــد التأثيرات الســلبية التي‬
‫واألهــداف التــي تــم التخطيــط لهــا كفوائــد ومُ خرجات‬
‫مثلت إنذارًا شــديد اللهجة بشــأن العواقب الوخيمة‬
‫لهــذه المشــروعات‪ ،‬نجــد أنهــا تُحقــق هــذه األنــواع‬
‫والمــآالت الكارثيــة المحتملــة علــى كوكــب األرض‬
‫الثالثــة مــن التنميــة وبكفــاءة عاليــة‪ ،‬ويمكــن تفصيل‬
‫حــال اســتمرار تزايــد معــدالت التلــوث البيئــي‪ ،‬اتجــه‬
‫ذلــك علــى النحــو التالــي‪:‬‬
‫المجتمــع الدولــي إلــى االهتمــام بفكــرة المشــروعات‬
‫(‪ )1‬التنمية االقتصادية‬ ‫الخضــراء ُ‬
‫وســبل دعمهــا وتشــجيعها‪ ،‬وذلــك تحــت‬
‫ •أش ــارت دراس ــات الج ــدوى المُ تعاقب ــة لمش ــروع‬ ‫مفهــوم أوســع وأشــمل بــات يُعــرف دوليًّــا باســم‬
‫الرمـــال الســـوداء إلـــى وجـــود عائـــد اقتصـــادي‬ ‫"االقتصــاد األخضــر"‪ ،‬والــذي يُشــير إلــى نوعيــة‬
‫هائـــل متوقـــع علـــى مـــدار فتـــرة االســـتغالل‪،‬‬ ‫االقتصــادات القائمــة علــى تحقيــق مُ تزامــن لتنميــة‬
‫قاب ــل لالزدي ــاد م ــع توال ــى استكش ــافات مناط ــق‬ ‫اقتصاديــة‪ ،‬إلــى جانــب التنميــة البيئيــة والتنميــة‬
‫جديـــدة لخـــام الرمـــال الســـوداء‪.‬‬ ‫المجتمعيــة‪ ،‬وباتــت المشــروعات الخضــراء جاذبــة‬

‫‪11‬‬
‫بقلم خبير ‪ -‬العـدد (‪ 16 - )32‬يونيـــو ‪٢٠٢٢‬‬

‫ه ــذا االتج ــاه خ ــال العق ــود القادم ــة‪ ،‬وم ــن ه ــذه‬ ‫َّ‬
‫المتوقــع تضاعُ ــف هــذا العائــد بصــورة‬ ‫ • ً‬
‫أيضــا مــن‬
‫المنتجـــات‪ :‬الســـيارات الكهربائيـــة‪ ،‬واألليـــاف‬ ‫أوســـع مـــع إعـــاء القيمـــة المضافـــة لهـــذه‬
‫الضوئيـــة‪ ،‬والهواتـــف الذكيـــة والحواســـب‬ ‫المعـــادن‪ ،‬وربـــط نواتـــج مشـــروع اســـتغالل‬
‫المحمولــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى البطاريــات الكهربائيــة‬ ‫الرمـــال الســـوداء‪ ،‬مـــع إنشـــاء صناعـــات ذات‬
‫ذات االســـتخدام طويـــل الزمـــن‪ ،‬وغيرهـــا‪.‬‬ ‫تـــدرُّج تكنولوجـــي متطـــور‪ ،‬قائمـــة علـــى العناصـــر‬
‫التـــي يُمكـــن اســـتخالصها مـــن معـــادن الرمـــال‪،‬‬
‫ •إضافـــة مســـاحات مـــن األراضـــي الصالحـــة‬
‫وأهمهـــا تلـــك المُ رتبطـــة بالعناصـــر األرضيـــة‬
‫إلقام ــة العدي ــد م ــن المش ــروعات االس ــتثمارية‬
‫النــادرة المتواجــدة فــي معــدن المونازيــت‪ ،‬خاصـ ً‬
‫ـة‬
‫والتنمويـــة (علـــى غـــرار مـــا يتـــم فـــي مدينـــة‬
‫ِ‬ ‫عندم ــا نض ــع ف ــي االعتب ــار أن كثيـ ـرًا منه ــا يدخ ــل‬
‫العلميـــن الجديـــدة) كنتيجـــة لعمليـــات تســـوية‬
‫فــي الصناعــات التكنولوجيــة المتطــورة‪ ،‬كصناعــة‬
‫وتدعيـــم الســـاحل بعـــد التنجيـــم‪ ،‬مـــع ردم‬
‫أشـــباه الموصـــات‪ ،‬والمغناطيســـيات فائقـــة‬
‫البـــرك والمســـتنقعات حـــول القـــرى المحيطـــة‬
‫القـــدرة‪ ،‬وذلـــك علـــى ســـبيل المثـــال ال الحصـــر‪.‬‬
‫بالمش ــروع‪ ،‬بم ــا يُس ــهم ف ــي تأهي ــل مس ــاحات‬
‫ • ً‬
‫أيضـــا مـــن العوامـــل الداعمـــة لتوقـــع زيـــادة‬
‫شاســعة مــن األراضــي لالســتغالل االســتثماري‬
‫واالقتصـــادي‪.‬‬ ‫المـــردود االقتصـــادي مـــن المعـــادن المُ ركـــزة‬
‫والمفصولـــة مـــن الرمـــال الســـوداء‪ ،‬تنامـــى‬
‫للمـــوارد‬ ‫الرشـــيدة‬ ‫اإلدارة‬ ‫مبـــدأ‬ ‫ •ترســـيخ‬
‫الطل ــب العالم ــي عل ــى بع ــض العناص ــر المُ كون ــة‬
‫التعديني ــة‪ ،‬واس ــتدامتها ألط ــول فت ــرة ممكن ــة‪،‬‬
‫لهـــذه المعـــادن (مثـــل‪ :‬عنصـــر التيتانيـــوم‪،‬‬
‫وحفظهـــا مـــن الهـــدر‪.‬‬
‫والعناصـــر األرضيـــة النـــادرة)؛ كونهـــا ترتبـــط‬
‫ •تغذية المشـروع النووي السـلمي المصري إلنتاج‬ ‫بنوعي ــة م ــن المُ نتج ــات التكنولوجي ــة الت ــي يتزاي ــد‬
‫الطاقـة النوويـة‪ ،‬سـواء بمُ كـون الوقـود النـووي‬ ‫َّ‬
‫المتوقــع تواصــل‬ ‫الطلــب العالمــي عليهــا‪ ،‬ومــن‬
‫ِ‬
‫‪12‬‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ‪ -‬مجلس الوزراء‬

‫(اليورانيـوم)‪ ،‬أو بعناصـر تُسـتخدم فـي تصنيـع‬


‫بعـض أجـزاء المُ فاعلات (الزركونيـوم)‪ ،‬أو مـن‬
‫مــن شــأن مشــروع الرمــال‬
‫خلال توفيـر مخـزون مسـتقبلي مـن الثوريـوم‪.‬‬
‫الســوداء أن يُســهم بفاعليــة فــي‬
‫تحســين العوامــل البيئية‪ ،‬وخفض‬ ‫(‪ )2‬التنمية البيئية‬
‫مخاطــر التلــوث‪ ،‬وعلــى رأســها‬ ‫ •مــن شــأن مشــروع الرمــال الســوداء أن‬
‫التلــوث اإلشــعاعي‪ ،‬وذلــك مــن‬ ‫يُســهم بفاعليــة فــي تحســين العوامــل البيئيــة‪،‬‬
‫خــال خفــض مســتويات اإلشــعاع‬ ‫وخفــض مخاطــر التلــوث‪ ،‬وعلــى رأســها التلــوث‬
‫الطبيعــي‪ ،‬والتــي تُمثــل خطــورة‬ ‫اإلشــعاعي‪ .‬ولفهــم هــذا المعنــى‪ ،‬يجــب توضيــح‬
‫بالغــة غيــر مرئيــة علــى النظــام‬ ‫فكــرة أن إزالــة مئــات المالييــن مــن أطنــان‬
‫الحيــوي بمكوناتــه المختلفــة‪.‬‬ ‫الرمــال الســوداء مــن بيئــات تواجدهــا الســاحلية‪،‬‬
‫بمــا تحتويــه مــن معــادن مُ شــعة (المونازيــت‬
‫والزركــون)‪ ،‬تعمــل ‪-‬بمــا ال يــدع مجــا ًلا للشــك‪-‬‬
‫علــى خفــض مســتويات اإلشــعاع الطبيعــي فــي‬
‫هــذه المناطــق‪ ،‬والتــي تُ ِّ‬
‫مثــل خطــورة بالغــة غيــر‬
‫مرئيــة علــى النظــام الحيــوي بمكوناتــه‪ ،‬وعلــى‬
‫ •خلــق وتوفيــر المزيــد من ُفرص العمــل‪ ،‬باعتبار أن‬
‫رأســها المُ كــون البشــرى‪.‬‬
‫التشــغيل الكامــل لمصانــع الفصــل ســيتط َّلب‬
‫ •تحمــل خطــط المشــروع فــي أهدافــه الفرعيــة‬
‫زيــادة كبيــرة فــي القــوى البشــرية بالمشــروع‪.‬‬
‫إنشــاء حائــط صخــري لمنــع النحــر نهائيًّــا عــن‬
‫ •توفيــر مــا يقــرب مــن ‪ 1000‬فرصــة عمــل بالعديــد مــن‬
‫الســاحل الجديــد وحمايتــه‪ ،‬وهــو مــا يعنــى ترســيخ‬
‫التخصصــات (مهندســين – فنييــن ‪ -‬مؤهــات‬ ‫ً‬
‫هدفــا‬ ‫مبــدأ أن "زيــادة األربــاح ال يجــب أن تكــون‬
‫ً‬
‫وخاصــة لفئــة الشــباب؛ للعمــل‬ ‫متوســطة)‪،‬‬ ‫ً‬
‫طلقــا علــى حســاب البيئــة"‪ ،‬والــذي يُعــد أحــد‬ ‫مُ‬
‫بالمشــروع فــي مواقعــه المختلفــة‪.‬‬
‫المبــادئ الهامــة فــي مفهــوم االقتصــاد األخضــر‪.‬‬
‫ •مشــاركة الشــركة المصريــة للرمــال الســوداء‬
‫(‪ )3‬التنمية المُ جتمعية‬
‫فــي التنميــة المجتمعيــة داخــل القــرى المجــاورة‬
‫لمناطــق عمــل المشــروع‪ ،‬ومــن ذلــك القيــام‬ ‫تتعــدد العوائــد اإليجابيــة مــن مشــروع الرمــال‬

‫ببنــاء عــدد مــن المنــازل لألســر األكثــر احتياجً ــا‪.‬‬ ‫الســوداء علــى تنميــة المجتمــع‪ ،‬والتــي تســهم‬
‫بشــكل مُ باشــر فــي تحســين الظــروف المعيشــية‬
‫ •يُضـاف إلـى ذلـك احتماليـة توفيـر اآلالف مـن‬
‫ألبنــاء المناطــق التــي يقــوم فيهــا المشــروع‪ ،‬ويُمكن‬
‫ُفـرص العمـل المتميزة حال اسـتكمال منظومة‬
‫تلخيصهــا فــي النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫اسـتغالل الرمـال السـوداء‪ ،‬مـن خلال إنشـاء‬
‫العديـد مـن الصناعـات المرتبطـة بالمعـادن‬ ‫ •االهتمــام بالخدمــات والمرافــق (مــن خطــوط‬
‫والعناصـر المتوافـرة فيهـا‪.‬‬ ‫كهربــاء وغــاز وميــاه عذبــة وطــرق) فــي مناطــق‬
‫استكشــاف الرمــال الســوداء‪.‬‬
‫وختامً ـا‪ ،‬تمتلـك مصـر ثـروات هائلـة مـن الرمـال‬
‫السـوداء يُمكنهـا تغييـر وجـه االقتصـاد المصري إذا‬ ‫ •أولويــة تشــغيل أبنــاء المناطــق المســتغلة‬
‫مـا ُأحسـنت إدارتهـا واسـتغاللها والتخطيـط لهـا‬ ‫وتدر يبهــم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ١‬ﺷﺎرع ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺐ – ﻗﺼﺮ اﻟﻌﻴﻨﻲ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – ﻣﺼــــﺮ‬
‫ص‪ .‬ب‪ ١ ٩١ :‬ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌــﺐ‬ ‫رﻗﻢ ﺑﺮﻳﺪ ي‪١ ١ ٥٨٢ :‬‬
‫ﻓﺎﻛﺲ‪(٢٠٢)٢٧٩٢٩٢٢٢ :‬‬ ‫ﺗﻠﻴﻔﻮن‪(٢٠٢)٢٧٩٢٩٢٩٢ :‬‬
‫‬

‫‪ISSN 2805-3206‬‬

You might also like