You are on page 1of 202

‫الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة تبسة‬

‫كلية اآلداب واللغات والعلوم االجتماعية واالنسانية‬


‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫تخصص‪ :‬علم اجتماع التنمية‬

‫البلدية والتنمية المحلية المستدامة‬


‫‪-‬دراسة ميدانية ببلدية العقلة والية تبسة‪-‬‬

‫*مذكرة مكملة لنيل شھادة الماجستير في علم اجتماع التنمية"‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫د‪ .‬خالد حامد‬ ‫جدعون عبدالحكيم‬

‫اعضاء لجنة المناقشة‬


‫أ‪.‬د مصطفى عوفي أستاذ التعليم العالي جامعة باتنة رئسا ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مقررا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫د ‪.‬خالد حامد أستاذ محاضر جامعة تبسة‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪.‬د بوقرة بلقاسم أستاذ محاضر جامعة باتنة مناق ً‬
‫شا ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أ‪.‬د معتوق جمال أستاذ محاضر جامعة البليدة مناق ً‬
‫شا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫السنة الجامعية‪2011-2010 :‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻝﻤﻨﻬﺠﻲ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشكلة البحث‪.‬‬


‫‪ -1‬اإلشكالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أھمية الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب اختيار الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -4‬أھداف الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات المنھجية للبحث‪.‬‬
‫‪ -1‬فرضيات البحث ‪.‬‬
‫‪ -2‬منھج البحث‬
‫‪ -3‬أدوات البحث ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المفاھيم األساسية للبحث ‪.‬‬
‫‪ -1‬البلدية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مفھوم التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ - 3‬التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬التعريف اإلجرائي‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الدراسات السابقة ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدراسات العربية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تجربة التنمية المحلية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬الدراسات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -1‬التنمية المحلية في ظل المحافظة على البيئة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ديناميكية جديدة لتفعيل الجماعات المحلية في التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬دور الجماعات المحلية في المحافظة على البيئة ‪.‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺒﺤث‪:‬‬


‫‪-1‬اﻹﺸــﻜﺎﻝﻴﺔ ‪ :‬ﺘﻌــد اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤــن أﻫــم اﻝﻘﻀــﺎﻴﺎ اﻝﺘــﻲ ﺸــﻐﻠت اﻫﺘﻤــﺎم اﻝﻌــﺎﻝم‪ ،‬ﻤــن أﺠــل‬
‫اﻝﻨﻬوض ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﻤـن وﻀـﻌﻴﺎت اﻝﺘﺨﻠـف ‪،‬وأﺼـﺒﺤت ﻤـن اﻝﻤوﻀـوﻋﺎت ذات‬
‫اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋﻘدت ﻷﺠﻠﻬﺎ اﻝﻤؤﺘﻤرات و اﻝﻨدوات ﻓﻲ ﻤﻌظم ﺒﻠـدان اﻝﻌـﺎﻝم ‪ ،‬ورﻏـم‬
‫ﻜل اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻲ ﺒذﻝت ﻤن طرف اﻝﻤﻔﻜرﻴن ورﺠﺎل اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ‪ ،‬ﻝدﻓﻊ ﻫـذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت ﻝﻠﺘﻘـدم‬
‫واﻝﺘطور‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻝﺠﻬود ﻝم ﺘرق إﻝـﻰ ﻤﺴـﺘوى ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬واﻝوﺼـول‬
‫إﻝﻰ ﺘﻠﺒﻴـﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت و اﻝﻤﺘطﻠﺒـﺎت اﻝﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤـق ﻫـذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت ‪ ،‬وﻤـﻊ اﻝﺘﺤـول‬
‫اﻝﻌـــﺎﻝﻤﻲ ﻝﻼﻗﺘﺼـــﺎد اﻝﺤـــر‪ ،‬وﻨﻬـــﺞ ﺴﻴﺎﺴـــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ ازداد اﺴـــﺘﻐﻼل اﻝﺜـــروات‬
‫اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ ‪،‬ﻤﻤــﺎ أﻝﺤــق أﻀ ـ ار ار ﺒﺎﻝﺒﻴﺌــﺔ واﻝﺘــﻲ أﺼــﺒﺤت ﻤــن أوﻝوﻴــﺎت اﻝﻘﻀــﺎﻴﺎ اﻝدوﻝﻴــﺔ ﻤﻨــذ‬
‫ﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎت اﻝﻘرن اﻝﻤﺎﻀﻲ ‪،‬ﺤﻴـث أﺼـدرت اﻝﻠﺠﻨـﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ واﻝﺒﻴﺌـﺔ ﺘﻘرﻴـر ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻨﺎ‬
‫اﻝﻤﺸﺘرك ‪،‬وﻤﻊ ﺒداﻴﺔ اﻝﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻋﻘد ﻤؤﺘﻤر اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﺤول اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ رﻴـو‬
‫دي ﺠــﺎﻨﻴروا)اﻝﺒرازﻴــل( ﺤــول اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‪ ،‬وﻤــن ﺜﻤــﺔ ﺒــدأ اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﺒﺎﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺒﻴﺌــﻲ‬
‫واﻝﻤﻨــﺎداة ﺒﺎﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ طﺒﻘــﺔ اﻷوزون وﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﻤﻨــﺎخ ﻤــن اﻻﺤﺘﺒــﺎس اﻝﺤراري‪،‬وﺤﻤﺎﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺠــددة ﻜﺎﻝﺘرﺒــﺔ واﻝﻤﻴــﺎﻩ واﻝﻬ ـواء‪ ،‬واﻻﺴــﺘﻐﻼل اﻝﻌﻘﻼﻨــﻲ ﻝﻠﻤ ـوارد ﻏﻴــر‬
‫اﻝﻤﺘﺠــددة ﻜــﺎﻝﺒﺘرول واﻝطﺎﻗــﺔ‪ٕ ،‬واﻴﻘﺎف ﺘﺒدﻴــد اﻝﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ‪ ،‬واﻻﺴــﺘﻐﻼل اﻷﻤﺜــل ﻝﻠﻤ ـوارد‬
‫اﻝﺒﺸــرﻴﺔ‪ ،‬ﻤـــن أﺠـــل اﻝﻤﺤﺎﻓظـــﺔ ﻋﻠـــﻰ ﺤﻴـــﺎة اﻹﻨﺴـــﺎن واﻝوﺼـــول ﺒـــﻪ إﻝـــﻰ ﺤرﻴـــﺔ اﻻﺨﺘﻴـــﺎر‬
‫واﻝدﻴﻤﻘراطﻴــﺔ‪ ،‬و ﺘﻌﺘﺒــر اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ أﺤــد ﻤﺠــﺎﻻت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻷﻜﺜــر اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎ‬
‫ﺒﺎﻹﻨﺴﺎن‪ ،‬ذﻝك ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴق ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺘوازﻨﺔ ‪،‬واﻷﻫم ﻤـن ذﻝـك ﻓﺈﻨﻬـﺎ ﺘﻬـدف إﻝـﻰ‬
‫إﺸ ـراك اﻝﻤ ـواطن ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻋــﺎدة ﻤــﺎ ﺘﺘــوﻝﻰ اﻝﺤﻜوﻤــﺎت ﻫــذﻩ اﻝﺴﻴﺎﺴــﺎت و‬
‫ﺘﻨﻔﻴــذﻫﺎ ﻋــن طرﻴــق اﺴــﺘﺜﺎرة اﻫﺘﻤــﺎم اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺒﻤﺸــﻜﻼﺘﻬﺎ و ﻗﻀــﺎﻴﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻝﺘﺒــﺎدر‬
‫ﻝﺤ ل ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﻜﻼت و اﻝﺴﻌﻲ ﻝﺘﺤﺴﻴن أوﻀﺎﻋﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺘﻀطﻠﻊ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﻤﺠـﺎﻝس اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـﺔ‪ ،‬اﻝﺘـﻲ ﺘﻘﺘـرح اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺤﺘﺎﺠﻬﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ‪ ،‬وﻴﻌﺘﺒـر دﺴـﺘور‪1989‬ﻤرﺤﻠـﺔ ﻓﺎﺼـﻠﺔ ﻓـﻲ ﻤﺴـﺎر‬
‫وﺘﺨﻠـﻲ‬ ‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺠزاﺌري‪ ،‬وذﻝك ﻷﻨﻪ ﺘﺒﻨﻰ اﻝﺘﻌدد واﻝﺘوﺠﻪ ﻨﺤو ﺘطﺒﻴق اﻗﺘﺼﺎد اﻝﺴوق‬
‫اﻝدوﻝﺔ ﻋن وظﺎﺌﻔﻬـﺎ واﺴـﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت ﺒﻤـﺎ ﻓـﻲ ذﻝـك اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪،‬وﺒـذﻝك أﺼـﺒﺤت‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤ رﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻘرﺒﻬﺎ ﻤن اﻝﻤواطن ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﺘﻌﺘﺒر اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﺘﻲ ﺘرﺘﻜز ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‪ ،‬ﻨظـ ار ﻝﻘرﺒﻬـﺎ ﻤـن‬
‫اﻝﻤ ـواطن‪ ،‬وﺴــﻌت اﻝﺠزاﺌــر ﻤﻨــذ اﻻﺴــﺘﻘﻼل إﻝــﻰ ﺘﻘرﻴــب اﻹدارة ﻤــن اﻝﻤ ـواطن ‪،‬ﻋــن طرﻴــق‬
‫اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻻﺸﺘراك اﻝﻤواطن ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻫﻜذا ﺠﺎءت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻘﺴﻴم اﻹداري اﻝﺠدﻴد‪ ،‬اﻝـذي ﺘرﺘـب ﻋﻨـﻪ ﺨﻠـق ‪ 17‬وﻻﻴـﺔ ﺠدﻴـدة و‬
‫‪ 837‬ﺒﻠدﻴﺔ إﻀﺎﻓﻴﺔ‪،‬وﺘﺠﺴد ﻓﻲ اﻝﻤﺨطط اﻝﺨﻤﺎﺴﻲ اﻝﺜﺎﻨﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﺨططـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺘﻨظﻴم ﻨﺸﺎطﺎت اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝﺨﺎص اﻝوطﻨﻲ‪ ،‬ودﻤﺠﻪ ﻓﻲ ﺤرﻜـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴـﺔ أو‬
‫ﻝﻠوﻻﻴﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻت اﻝﺒﻨـﺎء و اﻷﺸـﻐﺎل اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ‬
‫وﺒــذﻝك أﺼــﺒﺤت اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻫ ـ ﻲ اﻝﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ‪ ،‬واﻹدارﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬اﻝﺘــﻲ ﺘﺴــﻌﻰ و ﺘﺘﻜﻔــل ﺒﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و ﺘﺘﻤﺘــﻊ ﺒﺎﻻﺴــﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﻤــن‬
‫ﺨﻼل ﻤﺎ أﺸﺎرت إﻝﻴﻪ اﻝﻤﺎدة اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤن اﻝدﺴﺘور ‪. 1996‬‬
‫و ﺒـــذﻝك أﻀـــﺤت اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﺘﻤﺘﻠـــك اﺨﺘﺼﺎﺼـــﺎت ﻤﺘﻌـــددة و ﺼـــﻼﺤﻴﺎت ﻫﺎﻤـــﺔ‪ ،‬ﻓـــﻲ ﻤﺠـــﺎل‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻤﺤﻠـﻲ واﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﺤﻴث ﺘﺒـﺎدر اﻝﺒﻠدﻴـﺔ و ﺘﺸـﺠﻊ ﻜـل إﺠـراء ﻤـن‬
‫ﺸﺄﻨﻪ ﺘطوﻴر اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪ ،‬وﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﻤراﻓق اﻝﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬وﺤﻔـظ‬
‫اﻝﺼــﺤﺔ واﻝﻨ ظﺎﻓــﺔ واﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ واﻝﻤﺤــﻴط ‪،‬وﺒــذﻝك أﺼــﺒﺤت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﻤﻬﺎم اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ وذﻝك ﺒﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻝﻤوارد اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻤﻊ اﻝﺘﻐﻴرات اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ أﺼﺒﺢ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ و اﻝدوﻝﻲ ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻝﺤـﺎﻝﻲ ﻴﻨـﺎدي ﺒﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤﺴــﺘداﻤﺔ‪ ،‬وذﻝـك ﻓــﻲ إطـﺎر اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻝﻤراﻋــﺎة ﺤﻴـﺎة اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻘﺎدﻤــﺔ و‬
‫اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺴﻴن ظروف ﺤﻴـﺎة اﻝﻤـواطن ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﺠﻌـل اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﺴـﻌﻰ إﻝـﻰ ﻜﻴﻔﻴـﺔ اﻝﺘﻌﺎﻤـل‬
‫ﻤــﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و إدارﺘﻬــﺎ ﻓــﻲ إطــﺎر ﺤــق اﻝﻤ ـواطن ﻓــﻲ ﻤﺤــﻴط ﺴــﻠﻴم و ﺼــﺤﻲ‪ ،‬و‬
‫ﺘﺤﻘﻴـــق ﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ و إﻗﻠﻴﻤﻴـــﺔ و اﻝﻌﻤـــل ﻋﻠـــﻰ ﻤواﺠﻬـــﺔ اﻝﻤﺸـــﻜﻼت اﻝﺘـــﻲ ﺘﻌﺘـــرض‬
‫اﻝﻤواطن ‪.‬‬
‫ﻜﺎﻝﺼﺤﺔ و اﻝﺴﻼﻤ ﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻌـدة ﺠواﻨـب و ﺨﺎﺼـﺔ ﺒﺈﺸـﻜﺎﻝﻴﺔ ﺘﺴـﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‬
‫اﻝﻤﻨزﻝﻴـــﺔ وﻤـــﺎ ﺸـــﺎﺒﻬﻬﺎ و ﻫـــذا ﺒﺎﻝﺘﻌـــﺎون ﻤـــﻊ اﻝﻤـــواطن و إﺸـــراﻜﻪ و إﻋﻼﻤـــﻪ أﺜﻨـــﺎء ﻗﻴـــﺎم‬
‫اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ و ﻫـذا ﻴــدل ﻋﻠـﻰ أن اﻻﻫﺘﻤــﺎم اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻲ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻴﺴــﻴر ﻨﺤـو ﺘﺤﻘﻴــق‬
‫ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﺴ ﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﺘراﻋـﻲ ﻓﻴﻬـﺎ ﺘﻠﺒﻴـﺔ اﻝﺤﺎﺠﻴـﺎت اﻝﺤﺎﻝﻴـﺔ و اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤﺎﺠﻴـﺎت‬
‫اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻘﺎدﻤــﺔ وذﻝ ـك ﻤــن ﺨــﻼل ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ إﺸ ـراك اﻝﻤ ـواطن‬
‫ﻝﺘﺤﺴﻴن ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﺤﻴﺎة وذﻝك ﺒﺘوﻓﻴر اﻝﻤراﻓق اﻝﺼـﺤﻴﺔ و اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ و اﻝرﻴﺎﻀـﻴﺔ ‪ ،‬و ﺘـوﻓﻴر‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫و ﺘﻨظــﻴم اﻝﻨﻘــل ‪ ,‬ﺴــﻌﻴﺎ ﻝﺘﺤﺴــﻴن ﻨوﻋﻴــﺔ اﻝﺤﻴــﺎة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻝﻠﻤ ـواطن و ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‬
‫ﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﻜﺨﻠق ﺒﻴﺌﺔ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻝﺠذب اﻝﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن‪ ،‬و دﻋـم اﻝﻘطﺎﻋـﺎت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴـﺔ ﻜﺎﻝﺴـﻴﺎﺤﺔ‬
‫و اﻝزراﻋﺔ و اﻝﺼﻨﺎﻋﺔ واﻝﺘﺠﺎرة‪ ،‬و ﻫذا ﻝﻜﻲ ﺘﺤـﺎﻓظ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر ﻓـﻲ ﻤﺼـﺎدرﻫﺎ‬
‫و ﻤواردﻫــﺎ و ذﻝــك ﻝﺘﺠدﻴــدﻫﺎ دورﻴــﺎ و اﻻﺴــﺘﻤرار ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ ﻗــدراﺘﻬﺎ‬
‫اﻝذاﺘﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ‪ ،‬وﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺒﻴﺌﻴـﺔ ﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺘﻘـوم ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ اﻝﻤﺴـﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـراء‬
‫‪،‬و اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﺘﺴـﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴـﺔ و دﻓﻨﻬـﺎ ووﻀـﻊ أﺴـس ﻋﻠﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر‬
‫اﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻌﻘﻼﻨـﻲ ﻝﻠﺘﺨطـﻴط اﻝﻌﻤراﻨـﻲ ﺒﻤـﺎ ﻴﻀـﻤن اﻻﺴـﺘﺨدام اﻷﻤﺜـل ﻝﻠﻤﺼـﺎدر اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ و‬
‫ﺘﺠﻨب اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ وﻜذﻝك ﺘوﺴﻴﻊ ﺸـﺒﻜﺔ اﻝﺼـرف اﻝﺼـﺤﻲ و إﺼـﻼح اﻝﺸـﺒﻜﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ‬
‫و اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻤﻴﺎﻩ اﺴﺘﻐﻼﻻ ﻋﻘﻼﻨﻴﺎ و ﻤراﻋﺎة ﺤﺎﺠﻴﺎت اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ و ﻋدم اﻝﻀرر ﺒﻬـﺎ‬
‫‪.‬‬
‫و ﻻﺸك أن أﻏﻠـب اﻝﺒﻠـدﻴﺎت ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻝـوطن ﺘﻌـﺎﻨﻲ ﻤـن اﻝﻌﺠـز اﻝـداﺌم ﻓـﻲ اﻝﻤﻴزاﻨﻴـﺔ‬
‫واﻝﺘﺴﻴﻴر ﻜﻤﺎ ﺘؤﻜدﻩ وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼم اﻝﻤﺴﻤوﻋﺔ و اﻝﻤرﺌﻴﺔ ‪ ,‬وﻤن أﺠل اﻝوﺼـول إﻝـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫ﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻫﺎدﻓــﺔ ‪،‬ﻓــﺈن ذﻝــك ﻝــن ﻴﺘــﺄﺘﻰ إﻻ ﺒﺎﻝــدور اﻝــذي ﺘﻠﻌﺒــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺠﺴــﻴد‬
‫اﻝﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ اﻝﻬﺎدﻓــﺔ ﺘﺸــﺠﻴﻊ اﻝﻨﺸــﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻻﺴــﺘﺜﻤﺎر وﺨﺎﺼــﺔ‬
‫ﺘﺸــﺠﻴﻊ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﻤﺼــﻐرة وﺘﻨظــﻴم اﻷﺴ ـواق‪ ،‬وﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ ﻨﺸــﺎطﺎت اﻝﻤراﻓــق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬
‫ﻝﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺤﺘﺎﺠﻬﺎ اﻝﻤـواطن وﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ ﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ ﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ ﺘﻘﻨﻴـﺔ‬
‫واﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻜﺄﺤد ﺤﻘوق اﻹ ﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺒﻴﺌـﺔ ﺴـﻠﻴﻤﺔ ﺨﺎﻝﻴـﺔ ﻤـن اﻷﺨطـﺎر ﻝـذﻝك ﻓـﺈن‬
‫اﻝﻬـدف ﻤـن ﻫـذا اﻝﺒﺤــث ﻫـو اﻝﻜﺸـف ﻋــن اﻝﺠﻬـود اﻝﺘـﻲ ﺘﺒـذﻝﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻓــﻲ اﻝواﻗــﻊ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ اﻝــذي ﻴﻌﻴﺸــﻪ اﻝﻤ ـواطن ‪ ,‬وذﻝــك‬
‫اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن اﻝﺘﺴﺎؤل اﻝرﺌﻴﺴﻲ اﻝﺘﺎﻝﻲ ‪:‬‬
‫ﻤﺎ ﻤدى ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ؟‬
‫اﻝﺘﺴﺎؤﻻت اﻝﻔرﻋﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻤــﺎ ﻫــو اﻝــدور اﻝــذي ﺘﻘــوم ﺒــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻝﺘﺤﺴــﻴن ﺤﻴــﺎة اﻝﻤ ـواطن اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺎ واﻗﺘﺼــﺎدﻴﺎ‬
‫وﺜﻘﺎﻓﻴﺎ وﺒﻴﺌﻴﺎ ؟‬
‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻫو اﻝدور اﻝذي ﺘﻠﻌﺒﻪ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ؟‬
‫‪ -3‬ﻤﺎ ﻤدى ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤواطن ؟‬
‫‪ –4‬ﻤﺎ ﻫﻲ اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘرض وﺘﻌرﻗل ﻋﻤل اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬
‫؟‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -2‬أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤوﻀوع ‪:‬‬


‫ﺘﺒرز أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻜﻀـرورة اﻗﺘﻀـﺘﻬﺎ ﺘﺠرﺒـﺔ ﺘطﺒﻴـق اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ‪،‬وﻓـق اﻝﻤﻨظـور‬
‫اﻝﺘﻘﻠﻴـــدي ﻓـــﻲ ظـــل اﻝﻨظـــﺎم اﻻﻗﺘﺼـــﺎدي اﻝﺤـــر‪ ،‬اﻝﻘـــﺎﺌم ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤﺼـــﻠﺤﺔ اﻝﻔردﻴـــﺔ اﻝﻀـــﻴﻘﺔ‬
‫واﻻﺴﺘﻐﻼل اﻝﻔﺎﺤش ﻝﻠﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ ‪ ،‬واﻋﺘﺒـﺎر اﻝـرﺒﺢ ﻤﻌﻴـﺎر اﻝﻨﺠـﺎح اﻻﻗﺘﺼـﺎدي ‪ ،‬اﻷﻤـر‬
‫اﻝــذي ﺘرﺘــب ﻋﻨــﻪ أﻀـرار وﺨﻴﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻜوﻜــب‪ ،‬واﻝﺤﻴــﺎة اﻹ ﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ ‪،‬ﻤــن اﺴــﺘﻨزاف اﻝﻤـوارد‬
‫وﺘﻠوﻴث اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻼﻤﺴﺎواة ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻓـرض اﻋـﺎدة اﻝﻨظـر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ وﻤرﺘﻜزاﺘﻬـﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴـق‬
‫ﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤﺘوازﻨــﺔ ﺘ ار ﻋــﻲ اﻷﺒﻌــﺎد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ‪ ,‬وﻨﺴــﻌﻰ ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذﻩ‬
‫اﻝدراﺴﺔ ﻝﻤﻌرﻓﺔ ﻤدى ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴ ﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪،‬أﻀف إﻝـﻰ ذﻝـك أن‬
‫ﺘﺄﺨرﻫﺎ ﻴؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻝﻤواطن ﺒﺎﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﻴﺠﻌﻠﻨـﺎ ﻨﻌـﻴش ﻓـﻲ ﻗﻠـق داﺌـم و ﻤﺸـﻜﻼت‬
‫ﻜﺜﻴرة ﻤﺘﻌددة‪ ،‬ﺒﺴب اﻓﺘﻘـﺎدﻩ ﻝﻤﻌظـم اﻝﺤﺎﺠﻴـ ﺎت اﻝﻀـرورﻴﺔ اﻝﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒﻜراﻤﺘـﻪ و آدﻤﻴﺘـﻪ ‪،‬و‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أداة ﺘﻨﻤوﻴﺔ وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻫﻤﻴــﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ واﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ‪ :‬ﺘﻜﺘﺴــب اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ أﻫﻤﻴــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ ‪،‬ﻨظ ـ ار ﻻرﺘﺒﺎطﻬــﺎ‬
‫اﻝﻤﺒﺎﺸــر ﺒﺤﺎﺠﻴــﺎت اﻝﻤ ـواطن وﻤﺸــﻜﻼﺘﻪ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬــﺎ اﻝﻤؤﺸــر اﻝــذي ﻴﻜﺸــف ﻋــن واﻗــﻊ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ وﻤدى ﺴﻼﻤﺔ اﻝﻤﺤـﻴط اﻝﺒﻴﺌـﻲ ‪ ،‬ﺨﺎﺼـﺔ ﺒﻌـد أن‬
‫اﺘﺨذت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﻌـدا ﺠدﻴـدا‪ ،‬ﻴراﻋـﻲ اﻝﺘـوازن ﺒـﻴن اﻝﻤﺘﻐﻴـرات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ ﻝﺘﺤﺴـﻴن‬
‫ﺤﻴﺎة اﻝﻤواطن ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺠﻌل اﻝدور اﻝذي ﺘﻠﻌﺒـﻪ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‬
‫)ﺘﺴﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت ‪ ،‬إﻨﺸﺎء ﻤﺴﺎﺤﺎت ﺨﻀراء ‪ ،‬اﻝﺘﺸﺠﻴر( أي اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﺒﺼـﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬أﺴﺒﺎب اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوﻀوع ‪:‬‬
‫ﻴﺘﻔق اﻝﺒﺎﺤﺜون ﻋﻠﻰ أن اﺨﺘﻴﺎر ﻤوﻀـوع اﻝﺒﺤـث اﻝﻌﻠﻤـﻲ ﻻ ﻴﺨﻀـﻊ ﻝﻤﻨطـق اﻝﻌﻔوﻴـﺔ ﺒﻘـدر‬
‫ﻤﺎ ﻫو ﻤرﺘﻜز ﻋﻠﻰ ﻋدة اﻋﺘﺒﺎرات و ﻤﺒررات ﻤوﻀوﻋﻴﺔ وذاﺘﻴﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻝﻤﺒررات ﺘؤدي ﺒﺎﻝﺒﺎﺤث إﻝﻰ اﺨﺘﻴﺎر ﻤوﻀوع دون ﻏﻴرﻩ و ﻤن ﻀﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﺒررات ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﺴﺒﺎب اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ‪ :‬ﻫﻲ أن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ أﺤـد ﻤواﻀـﻴﻊ اﻝﺴـﺎﻋﺔ ﻨظـ ار‬
‫ﻝﻸﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﺘﺤظ ﻰ ﺒﻬﺎ اﻝﻘﻀـﺎﻴﺎ اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ ‪ ،‬واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ﻤـن ﺠﻬـﺔ ‪ ،‬وﻝﻠـدور‬
‫اﻝــذي ﺘﻘــوم ﺒــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن ﺒـراﻤﺞ وﻤﺨططــﺎت ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ،‬وﻴﻤﻜــن أن ﺘﻀـﻴف ﻫــذﻩ‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫اﻝدراﺴــﺔ وﻝــو ﻗــدر ﻴﺴــﻴر إﻝــﻰ اﻝﺘ ـراﻜم اﻝﻤﻌرﻓــﻲ‪ ،‬ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻘﻴﻤــﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ واﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻝﻤوﻀــوع اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻝﻤــﺎ ﺘﻤﺜﻠــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻜﺄﺴــﺎس ﻷي‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻜﺠزء ﻤﻌﺘﺒر ﻤن اﻫﺘﻤﺎﻤﺎت ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘوﻓ ر اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ‪ ،‬و اﻝوﺜﺎﺌق اﻹدارﻴﺔ ﺤول اﻝﻤوﻀوع ‪،‬ﺤﻴث ﺸﻜل‬
‫ﻤوﻀـــوع اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﺤﻘـــﻼ ﺨﺼـــﺒﺎ ﻝﻠﻌدﻴـــد ﻤـــن اﻝدراﺴـــﺎت ‪ ،‬و اﻷﺒﺤـــﺎث اﻷﻜﺎدﻴﻤﻴـــﺔ‬
‫واﻝﻤؤﻝﻔﺎت‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ وﻓرة اﻝﻤﻠﺘﻘﻴﺎت و اﻝﻨدوات اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻝﺘﻲ أوﻝت اﻝﻤوﻀوع أﻫﻤﻴﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻐﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺤــﻴط اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻴﺸــﻬد ﻏﻴــﺎب اﻝﺘﻨﺎﺴــب ﺒــﻴن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‬
‫ﻜﻤﻬﻤــﺔ ﻤــن ﻤﻬــﺎم اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬وﺤﺎﺠــﺔ اﻝﺴــﻜﺎن ﻝﺒ ـراﻤﺞ ﺘﻨﻤوﻴــﺔ ﻤﺤﻠﻴــﺔ‪ ،‬ﺘﻠﺒ ـﻲ ﻓﻴﻬــﺎ ﺤﺎﺠﻴــﺎت‬
‫اﻝﺴﻜﺎن وﺘدﻓﻌﻬم إﻝﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ,‬وذﻝـك ﻤـن ﺨـﻼل ﻤﺒـﺎدراﺘﻬم اﻝذاﺘﻴـﺔ و‬
‫ﺘﺤﻤل ﻤﺴؤوﻝﻴﺘﻬم ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴن أوﻀﺎﻋﻬم ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﺴﺒﺎب اﻝذاﺘﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻫــﻲ ﻤــن أﻗــرب اﻝﻤوﻀــوﻋﺎت اﻝﻤرﺘﺒطــﺔ ﺒﺎﺨﺘﺼــﺎص ﻋﻠــم‬
‫اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﻐﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻫﺘﻤﺎم اﻝﺒﺎﺤث ﺒﻬذا اﻝﻤوﻀوع ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ أﻜﺜر ارﺘﺒﺎطﺎ ﺒﺤﻴﺎة اﻝﻤواطن‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻝوﺴـط‬
‫اﻝﺤﻀري وﻤﺎ ﻴﺘطﻠﺒﻪ ﻤن ﻤراﻓق ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺨدﻤﻴﺔ ‪ ،‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪...‬‬
‫‪ -4‬أﻫداف اﻝدراﺴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻜﺸف ﻋن واﻗﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﺎﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﻝﻌراﻗﻴل و اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘف ﻓﻲ وﺠﻪ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻌرﻓﺔ اﻷﺴﺒﺎب اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻝﺘدﻨﻲ ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺠﺴﻴد أﻫداف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ إدارة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻜﺸف ﻋن اﻝدور اﻝﻔﻌﻠﻲ اﻝـذي ﺘﻘـوم ﺒـﻪ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ‬
‫واﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻌرﻓــﺔ ﻤــدى ﻤﺴ ــﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻘــدﻴم اﻝﺨــدﻤﺎت ﻝﻠﻤ ـواطﻨﻴن ‪،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠــﺎل‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻲ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪:‬‬
‫اﻹﺠراءات اﻝﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻝﻠﺒﺤث‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓرﻀﻴﺎت اﻝﺒﺤث‪:‬‬
‫ﻴﻌﺘﺒر اﻝﻔـرض أﺴﺎﺴـﻲ ﻓـﻲ اﻝﺒﺤـث اﻝﻌﻠﻤـﻲ ‪ ،‬ﻓـﻨﺤن ﻻ ﻨﺴـﺘطﻴﻊ اﻝﺘﻘـدم ﻓـﻲ ﺒﺤﺜﻨـﺎ‪ ،‬ﻤـﺎ ﻝـم‬
‫ﻨﺒدأ ﺒﺘﻔﺴﻴر ﻤﻘﺘرح أو ﺤل ﻝﻠﺼﻌوﺒﺔ اﻝﺘﻲ ﺘواﺠﻬﻨﺎ‪ ،‬واﻝﺘﻲ ﻤـن أﺠﻠﻬـﺎ ﻨﻘـوم ﺒﺎﻝﺒﺤـث‪ ،‬ﻓﻠﻜـﻲ‬
‫ﻴﺴــﺘطﻴﻊ اﻝﺒﺎﺤــث اﻹﺠﺎﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﺴــﺌﻠﺔ اﻝﺘــﻲ أﺜﺎرﺘﻬــﺎ ﻤﺸــﻜﻠﺔ ﺒﺤﺜــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺒــدأ ﺒﺼــﻴﺎﻏﺔ‬
‫ﻓروﻀﻪ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬واﻝﺘﻲ ﻫﻲ أﻓﻀل ﺘﻔﺴﻴر ﻴﺘﻀﻤن ﻋﻼﻗـﺔ ﺒـﻴن ظـﺎﻫرﺘﻴن أو ﻤﺘﻐﻴـرﻴن ‪ ،‬ﻝـم‬
‫ﻴﺜﺒت ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺸﻲء ﺒﻌـد ‪،‬أي أﻨـﻪ ﻴﺴـﺘﺤق اﻝﺒﺤـث واﻻﺴﺘﻘﺼـﺎء‪.‬ﺒﻤﺎ أن اﻝﻔـرض ﻫـو ﺘﻔﺴـﻴر‬
‫ﻤﻘﺘرح ﻝﻠﺼﻌوﺒﺔ اﻝﺘﻲ أﺤس ﺒﻬﺎ اﻝﺒﺤث‪ ،‬ﻓﻬو إذن ﻴوﺠﻪ اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ أي أﻨﻪ ﻴﺤدد إطﺎر‬
‫اﻝﺒﺤث وﻴﺴﺎﻋد ﺒذﻝك ﻋﻠـﻰ ﻋـدم ﺘﺸـﺘت اﻝﺠﻬـود‪ ،‬ﻓـﺎﻝﻔروض ﺘرﺸـد اﻝﺒﺎﺤـث ﻝﻠﺨطـوات اﻝﺘـﻲ‬
‫ﻴﺠــب أن ﻴﺘﺒﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺒﺤﺜــﻪ‪ ،‬وﺘوﺠﻬـﻪ إﻝــﻰ اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴﺠــب ﺠﻤﻌﻬــﺎ واﻝﺘــﻲ‬
‫ﻴﻤﻜن اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ ‪،‬ﻤن ﻫذا اﻝﻤﻨطﻠـق‪ ،‬ﺘﻠﻌـب اﻝﻔـروض دو ار أﺴﺎﺴـﻴﺎ ﻓـﻲ ﺘوﺠﻴـﻪ اﻝﺒﺤـث‬
‫ٕواﺒﻌــﺎدﻩ ﻋــن اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺎت واﻝﺘﺸــﺘت‪ ،‬وذﻝــك ﺒــﺎﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠــﻰ ﻗﻀــﺎﻴﺎ ﻤﺤــددة ‪ ،‬ﻴﺘﻀــﻤﻨﻬﺎ ذﻝــك‬
‫اﻝﺘﻔﺴﻴر اﻝﻤﻘﺘرح ﻝﻠﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺘﻲ واﺠﻬت اﻝﺒﺎﺤث )‪.(1‬‬
‫ﻴــرﺘﺒط اﻝﺒﺤــث اﻝﻌﻠﻤــﻲ ﺒــﺎﻝﻔروض ارﺘﺒﺎطــﺎ وﺜﻴﻘــﺎ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺘﻀــﻔﻲ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﺤــث اﻝﻤزﻴــد ﻤــن‬
‫اﻝﻌﻠﻤﻴـــﺔ‪ ،‬ﻜﻤـــﺎ أﻨﻬـــﺎ ﺘﻌـــد ﺒﻤﺜﺎﺒـــﺔ ﺤﻠﻘـــﺔ وﺼـــل ﺒـــﻴن ﺠـــﺎﻨﺒﻴن ﻫـــﺎﻤﻴن ﻓـــﻲ اﻝﺒﺤـــث‪ :‬ﻨظـــري‬
‫وﺘطﺒﻴﻘﻲ‪.‬‬
‫واﻝﻔرض ﻫو ﻋﺒﺎرة ﻋن أﻓﻀل ﺘﺨﻤﻴن ‪ ،‬ﻴﺘﻀﻤن ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴن ظـﺎﻫرﺘﻴن أو ﺒـﻴن ﻤﺘﻐﻴـرﻴن ﻝـم‬
‫ﻴﺜﺒــت ﻋﻨﻬﻤــﺎ ﺸــﻲء ﺒﻌــد‪ ،‬ﺴــواء ﺒﺎﻝﺼــﺤﺔ أو ﺒﺎﻝﺨطــﺄ‪ ،‬ﻓﺎﻝﻔرﻀــﻴﺔ ﻫــﻲ ﺘﻔﺴــﻴرات ﻤﻘﺘرﺤــﺔ‬
‫ﻝﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻤﺘﻐﻴرﻴن)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬ﻓوﻀﻴل دﻝﻴو ‪،‬ﻋﻠﻲ ﻏرﺒﻲ‪ :‬أﺴس اﻝ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻨﺸورات ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻨﺘـوري ﻗﺴـﻨطﻴﻨﺔ‬
‫‪،1999‬ص‪ ، 115‬ص ‪. 116‬‬
‫)‪( 2‬ﻋﻤﺎر ﺒوﺤوش ‪ ،‬ﻤﺤﻤد اﻝدﻨﻴﺒﺎت ‪ :‬ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ وطرق إﻋداد اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ ‪.‬دم ج ‪.‬اﻝﺠزاﺌر‪1995،‬ص‪37‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﺒﻌﺒﺎرة أﺨرى إﻨـﻪ اﺤﺘﻤـﺎل ﻴﺘﻀـﻤن ﺒرﻫﻨـﺔ إ ﺜﺒـﺎت أو رﻓـض وﺠـود ﻋﻼﻗـﺔ ﻨﺴـﺒﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﺤﻴـﺎة‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬ﻴﻘﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﺴﺎس اﻝﻨظـري أو اﻝﻤﻼﺤظـﺔ اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ أو ﻋﻠـﻰ ﻗواﻋـد ﻤﻨظﻤـﺔ‪ ،‬أو‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻝﺤدس)ﺸــﻌور ﻏــﺎﻤض ﻴﻌﻘــب ﻤﻼﺤظــﺔ اﻝظــﺎﻫرة(‪ ،‬ﻴﺴــﻠم اﻝﻌﻘــل ﺒﺼــﺤﺘﻪ‪،‬وﻻ ﻴــﺘﻤﻜن‬
‫اﻝﺒﺎﺤث ﻤن ﺒرﻫﻨﺘﻬﺎ ﻝﺸدة ﻋﻤوﻤﻴﺘﻬﺎ )‪.(1‬‬
‫الفرضية الرئيسية ‪:‬‬
‫ﺘﺴﺎﻫم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫اﻝﻔرﻀﻴﺎت اﻝﺠزﺌﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺘﺴــــﺎﻫم اﻝﺒﻠدﻴــــﺔ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴــــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــــﺔ اﻝﻤﺴــــﺘداﻤﺔ ) اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ واﻻﻗﺘﺼــــﺎدﻴﺔ‬
‫واﻝﺒﻴﺌﻴﺔ( ﻓﻲ رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى ﺤﻴﺎة اﻝﻤواطن ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن وﻋﻲ اﻝﻤواطن ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‬
‫‪ -3‬ﺘﻌﺒـــر اﻝﺨـــدﻤﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺘﻘـــدﻤﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻝﻠﻤـــواطن ﻋـــن اﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻬـــﺎ ﺒﻤﺸـــﻜﻼﺘﻪ‬
‫وﻗﻀﺎﻴﺎﻩ‪ .‬وﻴﻤﻜﻨﻨ ﺎ ﺘﺤﻠﻴل ﻫﺎﺘﻪ اﻝﻔرﻀﻴﺎت إﻝﻰ اﻝﻤؤﺸرات اﻵﺘﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬إن ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻤـن ﺨـﻼل‬
‫وﻀﻊ اﻝﺨطط واﻝﺒراﻤﺞ‪ ،‬ﻻﻨﺠﺎز اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﺒﻴﺌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤــن ﺨــﻼل ﺘﺤدﻴــد ﻤطﺎﻝــب واﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤــن ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﻨ ـواﺤﻲ‪ ،‬ﺘﺴــﻌﻰ‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻫذﻩ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت‪ ،‬ﻤن ﺨﻼل وﻀﻊ ﺨطـط وﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ وﺘﻨﻔﻴـذﻫﺎ ﻝﺘـوﻓﻴر‬
‫اﻝﻤراﻓق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻴﻌﺘﺒر ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻫدف ﻤن اﻷﻫـداف‬
‫اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻨظﺎﻓﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻨظﺎﻓـﺔ وﺘﺴـﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‪ ،‬واﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒﺎﻝﻤﺴـﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـراء‬
‫ﻴﻌﺘﺒر ﻫدﻓﺎ ﻤن أﻫداف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطن ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﻴﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن وﻋــﻲ اﻝﻤـــواطن ﺒﺄﻫﻤﻴـــﺔ ﻨظﺎﻓــﺔ اﻝﻤﺤـــﻴط‪ ،‬ﻴﻜﻤـــل دور اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤﺴـــﻴن ظـــروف ﺤﻴـــﺎة‬
‫اﻝﻤواطن‬
‫)‪ (1‬ﺤﺴن ﺨﻠﻴل ﻋﻤر‪ :‬اﻝﻤوﻀوﻋ ﻴﺔ واﻝﺘﺤﻠﻴل ﻓﻲ اﻝﺒﺤث اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪،‬دار اﻵﻓﺎق اﻝﺠدﻴدة ‪،‬ﺒﻴروت ‪1983،‬‬
‫ص‪،34‬ص‪.35‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬إن ﺤل اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘرض اﻝﻤواطن ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﺴـﺎﻫم ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﻴـق ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫ﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن ﺘﻘدﻴم ﺨد ﻤﺎت ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﻤواطن ﻴﻨﺠرﻋﻨﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴق ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻤﻨﻬﺞ اﻝﺒﺤث‪:‬‬
‫ﻤـن أﺠـل اﻹﺠﺎﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﺴـﺎؤﻻت اﻝدراﺴـﺔ‪ ،‬و اﻝوﺼـول إﻝـﻰ ﻨﺘـﺎﺌﺞ أﻜﺜـر دﻗـﺔ ﻋـن اﻝظـﺎﻫرة‬
‫اﻝﻤدروﺴﺔ ﻻ ﺒد ﻤن إﺘﺒﺎع طرﻴق ﻴؤﻫل اﻝﺒﺎﺤث إﻝﻰ ﻜم ﻤﻌرﻓﻲ‪ ،‬ﻴﻤﻜن اﺴﺘﺜﻤﺎرﻩ ﺤﺎﻀ ار‬
‫و اﻝﺘﻨﺒؤ ﻝﻪ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ﻓﻲ ظل إﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤث و أﻫداﻓﻪ‪.‬‬
‫و ﻝﻤﺎ ﻜﺎن ﻤوﻀوع اﻝدراﺴﺔ ﻫو اﻝذي ﻴﻔرض اﻝطرﻴق ‪،‬و اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝذي ﻴﺴﻠﻜﻪ اﻝﺒﺎﺤث ﻓﻲ‬
‫ﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻝواﻗﻊ‪ ،‬ﻨرى أن أﻜﺜر اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻤوﻀوع‪.‬‬
‫ﻫو أﺴﻠوب اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝوﺼﻔﻲ واﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ ‪ ،‬ﻷن اﻝﻤـﻨﻬﺞ اﻝوﺼـﻔﻲ ﻴﻘـوم ﺒدراﺴـﺔ اﻝظـروف أو‬
‫اﻝظواﻫر أو اﻝﻤواﻗف أو اﻝﻌﻼﻗﺎت ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻤوﺠودة ﻓﻲ اﻝواﻗﻊ ‪ ،‬دون أي ﺘدﺨل ﻤن اﻝﺒﺎﺤث‬
‫ﺜـم ﻴﻘـوم ﺒﻌﻤـل اﻝوﺼـف اﻝـدﻗﻴق واﻝﺘﺤﻠﻴـل اﻝﺸـﺎﻤل ﻝﻠﻤﺴـﺎﻋدة ﻋﻠـﻰ ﺘﻔﺴـﻴر اﻹﺸـﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬و ﺠﻤﻊ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺤوﻝﻬﺎ و ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﺴـﺘﺨﻼص اﻝﻤﻌـﺎﻨﻲ واﻝـدﻻﻻت‬ ‫ﺘﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻝدراﺴﺔ‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﺤوﻴﻬﺎ ﻫذﻩ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺘﻲ أﻤﻜن اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن أﺠل اﻝﺘﻨﺒؤ ﺒﻬﺎ )‪.(2‬‬
‫و ﺒﺸﻜل ﻋﺎم ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴف ﻫذا اﻝﻤﻨﻬﺞ ‪ :‬ﺒﺄﻨﻪ أﺴﻠوب ﻤن أﺴﺎﻝﻴب اﻝﺘﺤﻠﻴل اﻝﻤرﺘﻜز ﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﻌﻠوﻤـﺎت ﻜﺎﻓﻴـﺔ و دﻗﻴﻘـﺔ ﻋـن اﻝظـﺎﻫرة‪ ،‬أو ﻤوﻀـوع ﻤﺤـدد ﻤـن ﺨـﻼل ﻓﺘـرة أو ﻓﺘـرات زﻤﻨﻴـﺔ‬
‫ﻤﻌﻠوﻤﺔ و ذﻝك ﻤن أﺠل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻨﺘـﺎﺌﺞ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺘـم ﺘﻔﺴـﻴرﻫﺎ ﺒطرﻴﻘـﺔ ﻤوﻀـوﻋﻴﺔ و ﺒﻤـﺎ‬
‫ﻴﻨﺴﺠم ﻤﻊ اﻝﻤﻌطﻴﺎت اﻝﻔﻌﻠﻴﺔ ﻝﻠظﺎﻫرة‪ ،‬و ﻤﺎ ﻴﻤﻴز ﻫذا اﻝﻤﻨﻬﺞ أﻨﻪ ﻴوﻓر ﺒﻴﺎﻨﺎت ﻤﻔﺼـﻠﺔ ﻋـن‬
‫اﻝواﻗﻊ اﻝﻔﻌﻠﻲ ﻝﻠظﺎﻫرة أو ﻤوﻀوع اﻝدراﺴﺔ‪ ،‬ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻴﻘدم ﻓﻲ اﻝوﻗت ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻔﺴﻴ ار واﻗﻌﻴﺎ‬
‫ﻝﻠﻌواﻤل اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻤوﻀوع اﻝدراﺴﺔ و اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻗـدر ﻤﻌﻘـول ﻤـن اﻝﺘﻨﺒـؤ اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻝﻠظﺎﻫرة‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤود ﻋﺒد اﻝﺤﻠﻴم ﻤﻨﺴﻲ ‪:‬ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻝﺘرﺒوﻴﺔ و اﻝﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ‪2000 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 201‬‬
‫)‪(2‬ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب إﺒراﻫﻴم ‪:‬أﺴس اﻝﺒﺤث اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ اﻝﺸرق‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ط‪ 1985 1‬م‪ ،‬ص‪100-4‬‬
‫)‪ (3‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒﻴدات وآﺨرون ‪:‬ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ‪.‬دار واﺌل ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر‪،‬ﻋﻤﺎ ن‪ ،‬اﻷردن‪،1999،‬ص‪47‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﻝﻬــذا اﻋﺘﻤــدﻨﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﻨﻬﺞ اﻝوﺼــﻔﻲ‪ ،‬ﻷن ﻫــذا اﻝﺒﺤــث ﻴﺤــﺎول اﻹﺠﺎﺒــﺔ ﻋــن ظــﺎﻫرة‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ ﻋﻼﻗــﺔ اﻝﻤ ـواطن ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴ ــﺔ واﻝﻤﺸــﻜﻼت اﻝﺘــﻲ ﻴﻌﺎﻨﻴﻬــﺎ وﻤــﺎ ﻫــو اﻝــدور‬
‫اﻝذي ﺘﻘوم ﺒﻪ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠوﺼول ﺒﺎﻝﻤواطن إﻝـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺘﺤﻘـق ﺤﻴـﺎة ﻜرﻴﻤـﺔ‬
‫‪،‬وﻜﻴﻔﻴـﺔ اﻝوﺼـول إﻝـﻰ اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻝﻤﺴـﺘﻬدﻓﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺼـﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ‬
‫اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤوﻀوع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻬذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺘﺨﻀـﻊ إﻝـﻰ اﻝﻤـﻨﻬﺞ اﻝوﺼـﻔﻲ‬
‫ﻜﻤـﺎ وﻜﻴﻔـﺎ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ اﻝﻤـﻨﻬﺞ اﻝﺘـﺎرﻴﺨﻲ ‪ .‬اﻝـذي اﺴـﺘﻌﻨﺎ ﺒـﻪ ﻝﻠﻜﺸـف ﻋـن اﻝﻤراﺤـل‬
‫اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻝﺘﻲ ﻤرت ﺒﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪،‬ودورﻫـﺎ اﻝﺘﻨﻤـوي ﻋﺒـر اﻝﻤراﺤـل اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‪,‬وﻋـن‬
‫أﻫــم اﻝﻤﺤطــﺎت اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻤــرت ﺒﻬــﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر‪ ،‬وﻓﻘــﺎ ﻝﻠﻤﺨططــﺎت‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ و ﻋن طرﻴق ﺘﻘﺼﻲ اﻝﺤﻘﺎﺌق و اﻷﺤداث اﻝﻤﺎﻀﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﺒر ﻓﺘـرات ﻤﺘﺒﺎﻴﻨـﺔ‬
‫ذﻝـك ﻝﻠوﻗـوف ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺸـﻜل اﻝﺤﺎﻀـر ‪ ،‬و ﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻫـذﻩ اﻝﻤﻨـﺎﻫﺞ‬
‫اﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻋﻠﻰ طرق ﺠﻤﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻜﺎﻝﺴﺠﻼت و اﻝوﺜﺎﺌق واﻝﻤﻼﺤظﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ واﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوات اﻝﺒﺤث‪:‬‬
‫ﺘﻘﺎس اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻷي ﺒﺤث ﺒﺎﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘـﻲ ﻴﺘوﺼـل إﻝﻴﻬـﺎ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ ﺘـرﺘﺒط ارﺘﺒﺎطـﺎ‬
‫ﻗوﻴــﺎ ﺒــﺎﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﻤﺴــﺘﺨدم وﺒــﺎﻷدوات اﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﻌﺎن ﺒﻬــﺎ اﻝﺒﺎﺤــث ﻓــﻲ ﺠﻤــﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت ‪ ،‬وﻤــﺎ‬
‫داﻤـت ﻤﺼــﺎدر ﺠﻤــﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت ﻤﺘﻌــددة ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻴﻠﺠــﺄ اﻝﺒﺎﺤــث ﻷﻜﺜــر ﻤــن أداة ﻝﺠﻤــﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت‬
‫اﻝﺘﻲ ﻴرﻴدﻫﺎ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ ‪ ،‬ﻜﺎﻨت اﻻ ﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻷدوات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﻼﺤظ ‪-2‬اﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ‪-3‬اﻝوﺜﺎﺌق واﻝﺴﺠﻼت ‪-4‬اﻻﺴﺘﻤﺎرة‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﻼﺤظﺔ ‪ :‬إن اﻝﻤﻼﺤظﺔ ﻤـن أﻫـم وأﻗـدم اﻷدوات ﻓـﻲ ﺠﻤـﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨـﺎت وﻫـدﻓﻬﺎ ﻴﺘﻤﺜـل‬
‫ﻓــﻲ اﻜﺘﺸــﺎف اﻝﺘﻌــﺎرض اﻝ ـ ذي ﻗــد ﻴﺤــدث ﺒــﻴن ﺘﺼــرﻴﺤﺎت اﻝﻤﺒﺤــوث وﺒــﻴن ﺤﻘﻴﻘــﺔ ﻤﺸــﺎﻋرﻩ‬
‫وآراﺌﻪ ﺤول اﻷﺴﺌﻠﺔ اﻝﻤطروﺤﺔ ﻋﻠﻴـﻪ اﻝﺘـﻲ ﺘظﻬـر ﻋﻠـﻰ ﻤﺤﻴـﺎﻩ وردود أﻓﻌﺎﻝـﻪ‪ .‬ﻜﻤـﺎ ﺘﺴـﺎﻋد‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻲ اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺠﻴدة ﻝم ﻴﻔﻜر ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺒﺎﺤث ﻤن ﻗﺒل‪.‬‬
‫ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ ‪ ،‬وﻤن ﺠﻬـﺔ أﺨـرى ﻓـﺈن ﻓﺘـرة ﺘواﺠـد اﻝﺒﺎﺤـث ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺴـﻤﺤت ﺒرﺼـد ﺒﻌـض‬
‫اﻝﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻋــن طرﻴــق ﻤﻼﺤظــﺔ ﻤــﺎ ﻫــو ﻤوﺠــود ﻓﻌــﻼ‪ ،‬ﺤﻴــث ﻻﺤظﻨــﺎ اﻻﻨﺘﺸــﺎر اﻝﻔﻀــﻴﻊ‬
‫ﻝﻠﻘﻤﺎﻤﺔ اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ ﺸرق اﻝﻤدﻴﻨﺔ ورﻤﻴﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻋﺸواﺌﻲ داﺨل اﻷﺤﻴﺎء‪،‬ﻝﻌدم وﺠود أﻤﺎﻜن‬

‫)‪(1‬ﻋﻤــﺎر ﺒوﺤــوش‪ :‬دﻝﻴــل اﻝﺒﺎﺤــث ﻓــﻲ ا ﻝﻤﻨﻬﺠﻴــﺔ وﻜﺘﺎﺒــﺔ اﻝرﺴــﺎﺌل اﻝﺠﺎﻤﻌﻴــﺔ‪،‬د م ج اﻝﺠزاﺌــر‪ ،‬اﻝطﺒﻌــﺔ اﻷوﻝــﻰ دون ﺴــﻨﺔ‬
‫ص‪41‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝرﻤﻴﻬﺎ‪،‬وأن أﻏﻠب اﻷﺤﻴﺎء ﻏﻴر ﻤﻬﻴﺄة‪،‬ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎء ﺤﻲ اﻷﻤل‪،‬رﻏم أن اﻝﺒﺤث‬


‫ﺘ ـزاﻤن ﻤــﻊ أﺸــﻐﺎل ﺘزوﻴــد اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﺒﺎﻝﻐــﺎز‪،‬وأن ﺠــل اﻷﺤﻴــﺎء ﻻ ﺘﺨﻠــو ﻤــن أﺸــﻐﺎل اﻝﺒﻨــﺎء‬
‫واﻝﺘرﻤﻴم‪،‬ﻤﻤﺎ ﺠﻌل اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺴﻜﻨﺎت ﻏﻴر ﻤﻜﺘﻤﻠﺔ ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ ﺘﺸوﻴﻪ ﻤﻨظر اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻜﻤــﺎ ﺘﺘــوﻓر اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺤدﻴﻘــﺔ ﻋﻤوﻤﻴــﺔ‪،‬ﺒﻜل ﻤواﺼــﻔﺎﺘﻬﺎ إﻝــﻰ ﺠﺎﻨــب اﻝﻤرﻜــز اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ‬
‫واﻝﻤﻜﺘﺒﺔ واﻝروﻀﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ‪ :‬اﺴﺘﻌﻤل اﻝﺒﺎﺤث اﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻜﺄداة ﻝﺠﻤﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت‪ ،‬ﺤﻴث ﺘﻘﺎﺒل اﻝﺒﺎﺤث ﻤﻊ ﺒﻌـض‬
‫ﻤ ـواطﻨﻲ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ وﻋﻠــﻰ رأﺴــﻬم‪ ،‬رﺌــﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬واﻷﻤــﻴن اﻝﻌــﺎم ﻝﻠﺒﻠدﻴــﺔ وﺒﻌــض أﻋﻀــﺎء‬
‫اﻝﺒﻠدﻴـــــﺔ وﺒﻌـــــض اﻝﺴـــــﻜﺎن اﻝﻨﺸـــــطﻴن واﻝﻤﻬﺘﻤـــــﻴن ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـــــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــــﺔ ﻜـــــﺒﻌض أﻋﻴـــــﺎن‬
‫اﻝﻤﻨطﻘﺔ‪،‬ﺤﻴث أﻓﺎدﻨـــﺎ رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﻨظـرة ﻋﺎﻤـﺔ ﻋـن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ واﻝﻘطﺎﻋﻴـﺔ وﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪،‬وﻗد أﻓﺎد اﻝﺒﺎﺤث ﺒﺒﻌض اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋن ﻤدى ﻜﺜﺎﻓﺔ اﻝﺒـراﻤﺞ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ‪،‬اﻝﺘﻲ ﺘﺸــﻬدﻫﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ أو ﻗﻠﺘﻬــﺎ واﻝﻌواﻤــل اﻝﺘــﻲ ﺘﺘــﺄﺜر ﺒﻬــﺎ‪ ،‬وﻨﺴــب اﻹﻨﺠــﺎز اﻝﺘــﻲ‬
‫ﺘﻌرﻓﻬﺎ‪،‬وﻋن ﺴﻴر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬و أﺠرﻴت ﻤﻘﺎﺒﻼت ﻤﻊ ﺒﻌض أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ واﻝـذﻴن‬
‫أﻓﺎدوا اﻝﺒﺎﺤث ﻋن ﻤدى ﺴﻴر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝوﺜﺎﺌق واﻝﺴﺠﻼت‪ :‬إﻝﻰ ﺠﺎﻨـب اﻝﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ واﻝﻤﻼﺤظـﺔ‪ ،‬ﺘﻤـت اﻻ ﺴـﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒـﺒﻌض اﻝوﺜـﺎﺌق‬
‫واﻝﺴــﺠﻼت اﻝﻤوﺠــودة ﺒﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬واﻝﺘــﻲ ﺘﺤﺘــوي ﻋﻠــﻰ ﺒﻌــض اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻝﻀــرورﻴﺔ‬
‫ﻝﻠﺒﺤث ﻜﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ اﺴﺘﻌﺎن اﻝﺒﺎﺤث ﺒﺒﻌض اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﻤﺘواﺠدة ﺒﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﺘﺨطﻴط واﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺤﻴـث‬
‫اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋدد وطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻀﻤن ﺨطﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪ ،‬وﻜذﻝك اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪ ،‬وواﻗـﻊ ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ وﺒـﺎﻝطﺒﻊ وﻜﻤـﺎ ﺴـﺒﻘت اﻹﺸـﺎرة‬
‫إﻝﻰ ذﻝك‪.‬‬
‫وﻗد ﺸﻤﻠت ﻫذﻩ اﻝوﺜﺎﺌق واﻝﺴﺠﻼت ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ﺴﺠل ﻴﺤﺘوي ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻀﻤن ﺨطﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ )‪.(2010-2000‬‬
‫‪ -‬ﺴﺠل ﻴﺤﺘوي ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻀﻤن ﻨﻔس اﻝﻔﺘرة‪.‬‬
‫‪ -‬ﺴﺠل اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻤﻐﻠﻘﺔ ) اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺨطط اﻷﺤﻴﺎء ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -4‬اﻻﺴﺘﻤﺎرة‪ :‬ﻻ ﻴﺠب اﻋﺘﺒﺎر اﻻﺴـﺘﻤﺎرة ﻤﺠـرد ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﻝﻸﺴـﺌﻠﺔ ﻓﺤﺴـب‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ ﻫـﻲ وﺜﻴﻘـﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺘـــــــــــدون ﻋﻠﻴﻬـــــــــــﺎ إﺠﺎﺒـــــــــــﺎت أو اﻨﻔﻌـــــــــــﺎﻻت ﻤوﻀـــــــــــوع ﻤﺤـــــــــــدد )اﻝﻤﺒﺤـــــــــــوث(‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓـﺈن اﻻﺴـﺘﻤﺎرة ﻫـﻲ ﻤﻨﺒﻬـﺎت ﻝﻔظﻴـﺔ ﻤدروﺴـﺔ ﺒﻌﻨﺎﻴـﺔ ﻓ ﺎﺌﻘـﺔ‪ ،‬وﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻝﺠﻬـود ﻋﻘﻠﻴـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻤﻀﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺒﻨــﺎءا ﻋﻠــﻰ ﻫــذا‪ ،‬ﻓــﺈن اﻻﺴــﺘﻤﺎرة ﻤــن أﻫــم اﻷدوات اﻝﺘــﻲ اﻋﺘﻤــدﻫﺎ اﻝﺒﺎﺤــث ﻋــن دراﺴــﺔ‬
‫اﻝﻤوﻀوع‪.‬‬
‫وﻗـــد ﺘﻤـــت ﺼــــﻴﺎﻏﺔ أﺴـــﺌﻠﺔ اﻻﺴـــﺘﻤﺎرة اﻨطﻼﻗــــﺎ ﻤـــن ﻤﺸـــﻜﻠﺔ اﻝدراﺴــــﺔ‪ ،‬واﻷﺴـــﺌﻠﺔ اﻝﺘــــﻲ‬
‫أﺜﺎرﺘﻬﺎ‪،‬واﻷﻫداف اﻝﺘﻲ ﻴرﻤﻲ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‪،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﻔرﻀﻴﺎت اﻝﻤﺘﺒﻨﺎة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘد ﺸﻤﻠت اﻻﺴﺘﻤﺎرة ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوع ‪ 49‬ﺴؤاﻻ‪ ،‬ﺘﺘراوح ﺒﻴن اﻷﺴـﺌﻠﺔ اﻝﻤﻔﺘوﺤـﺔ واﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘرك ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺒﺎﺤث اﻝﺤرﻴﺔ ﻝﻠﻤﺒﺤوث‪ ،‬ﻝﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن رأﻴﻪ ﺒﻜل ﺤرﻴﺔ ‪ ،‬وأﺴﺌﻠﺔ ﻤﻐﻠﻘﺔ ﺒﻨﻌم أو ﻻ‬
‫ﻤﻊ اﺤﺘوا ء ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴؤال ﻝﻤـﺎذا ؟ ﺤﺘـﻰ ﻨﺘﻌـرف ﻋﻠـﻰ ﺤﻘﻴﻘـﺔ اﻝـدواﻓﻊ اﻝﻜﺎﻤﻨـﺔ ﺨﻠـف‬
‫اﻹﺠﺎﺒﺔ اﻝﻤﺨﺘﺎرة‪.‬وﻫﻨﺎك ﺒﻌض اﻷﺴﺌﻠﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎرات ﻴﺨﺘـﺎر ﻤﻨﻬـﺎ اﻝﻤﺒﺤـوث ﻤـﺎ‬
‫ﻴﺘﻤﺎﺸـــﻰ ورأﻴـــﻪ ﺤـــول اﻝﻤوﻀـــوع‪ ،‬وﻤﺜـــل ﻫـــذﻩ اﻷﺴـــﺌﻠﺔ اﻝﻤﻐﻠﻘـــﺔ ﺘﺴـــﺎﻋد ﻋﻤﻠﻴـــﺎت ﺘﺤﻠﻴـــل‬
‫اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻘدم ﺘﻔﺴﻴرات ﻤﺤددة ﺒﻌﻴدة ﻋن اﻝﺘﺄوﻴل‪.‬‬
‫وﻗد روﻋﻲ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻻﺴﺘﻤﺎرة اﻝﻤوازﻨﺔ ﺒـﻴن ﻤﺨﺘﻠـف ﻤﺤـﺎور اﻝﻤوﻀـوع‪ ،‬ﺘﺠـدر اﻹﺸـﺎرة‬
‫إﻝﻰ أﻨﻪ ﻗﺒل اﻝﺼﻴﺎﻏﺔ اﻝﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻝﻼﺴﺘﻤﺎرة اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺘﻤت ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ اﻷوﻝﻴﺔ‬
‫ﻝﺘطﺒق ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ اﺨﺘﺎرﻫﺎ اﻝﺒﺎﺤث ﺒطرﻴﻘﺔ ﻋﺸواﺌﻴﺔ ﻤن ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ‪ ،‬وﻗد طﺒﻘـت اﻷﺴـﺌﻠﺔ‬
‫وﻜﺎﻨت واﻀﺤﺔ‪.‬‬

‫‪(1)Claude javeau : lenquete par questionnaire. Edition .De l universite 2eme edition.1978‬‬
‫‪p 14‬‬
‫)‪ (2‬ﺨﻴر اﷲ ﻋﺼﺎر‪ :‬ﻤﺤﺎﻀرات ﻓﻲ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻝﺒﺤث اﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬د م ج ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر ن ‪ ، 1982‬ص ‪.73‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪:‬‬
‫اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﺒﺤث‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪:‬‬
‫إن ﺘﻌرﻴــف اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺘﻌرﻴﻔــﺎ ﻤﺎﻨﻌــﺎ ﺸــﺎﻤﻼ ﻴﻌﺘﺒــر ﻤــن اﻝﻤوﻀــوﻋﺎت اﻝﻤﻌﻘــدة و اﻝﺸــﺎﺌﻜﺔ ﻷن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ﻴﺼﻌب ﻀﺒطﻬﺎ‪ ،‬و ﻤﻊ ﻫذا ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﺨﻠو ﻤن اﻝﻤﺒـدﺌﻴﻴن اﻷﺴﺎﺴـﻴن‬
‫‪.‬‬
‫إن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻌﻨـﻰ اﻝﺠﻐراﻓـﻲ ﺠـزء ﻤـن اﻝﺘـراب اﻝـوطﻨﻲ ‪ ,‬ﻜﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ اﻝﺨﻠﻴـﺔ اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻝﻠﺸﻌب و اﻝﺜورة‬
‫وﻴﻌرﻓﻬـــﺎ ﻗــــﺎﻨون ‪ 08/90‬ﺒﺄﻨﻬـــﺎ ‪ :‬اﻝﺠﻤﺎﻋــــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴــــﺔ اﻷﺴﺎﺴـــﻴﺔ و ﺘﺘﻤﺘــــﻊ ﺒﺎﻝﺸﺨﺼــــﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ‬
‫واﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝﻤﺎﻝﻲ وﺘﺤدث ﺒﻤوﺠب ﻗﺎﻨون ‪ ,‬و ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ إﻗﻠﻴم واﺴم و ﻤرﻜز )‪.(2‬‬
‫ﻜﻤـﺎ ﺘﻌــرف اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ وﺤـدة أو ﻫﻴﺌــﺔ إدارﻴـﺔ ﻻﻤرﻜزﻴــﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻨظــﺎم‬
‫اﻹداري اﻝﺠزاﺌــري ‪ ،‬ﺒــل ﻫــﻲ اﻝﺠﻬــﺎز أو اﻝﺨﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴــﺔ اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ واﻝﻘﺎﻋدﻴــﺔ ﺴﻴﺎﺴــﻴﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ‪.‬‬
‫رﻜـــز اﻝﺘﻌرﻴـــف اﻷول ﻋﻠـــﻰ أن ﻝﻠﺒﻠدﻴـــﺔ رﻗﻌـــﺔ ﺠﻐراﻓﻴـــﺔ ﺨﺎﺼـــﺔ ﺒﻬـــﺎ ‪ ،‬ﻜﻤـــﺎ أﻨﻬـــﺎ اﻝﺨﻠﻴـــﺔ‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﺸﻌب ‪ ،‬أﻤﺎ اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ ﻓﻘـد ﻤﻴـز اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﻜوﻨﻬـﺎ ﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻤﻌﻨوﻴـﺔ ﻝﻬـﺎ‬
‫اﺴـم وﻤرﻜــز‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﻨﺠــد أن اﻝﺘﻌرﻴـف اﻝﺜﺎﻝــث رﻜــز ﻋﻠــﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻫــﻲ إدارة ﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘﺘﻤﻴــز‬
‫ﺒﺎﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ ‪،‬وﺘﻘوم ﺒﺄدوار ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺘﻌرﻴف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﻨظﻴم إداري ﻻ ﻤرﻜـزي ﻤﺤﻠـﻲ‪ ،‬ﻝﻬـﺎ‬
‫إﻗﻠــﻴم ﻤﺤــدد وﻝﻬــﺎ اﺴــم ‪،‬وﺘﻘــوم ﺒــﺄدوار ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ واﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‬
‫وﺒﻴﺌﻴﺔ‪...‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺴﻌود ﺸرﻴﺒط ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ و اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﺒﺒﻠدﻴﺎت اﻝﻤـدن اﻝﺠزاﺌرﻴـﺔ ‪ ,‬رﺴـﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴـﺘﻴر ‪ ,‬ﻤﻌﻬـد ﻋﻠـم اﻻﺠﺘﻤـﺎع ﺠﺎﻤﻌـﺔ‬
‫ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ ‪ ,1998,‬ص ‪.24‬‬
‫)‪ (2‬ﻗﺎﻨون رﻗم ‪ 08/90‬اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ‪ 1990/04/07‬و اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ,‬اﻝﻤﺎدة ‪01‬و ‪.02‬‬
‫)‪ (3‬ﻋﻤﺎر ﻋواﺒدي ‪ :‬دروس ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻹ داري‪ ،‬دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر‪ ،1990 ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﺘﻘوم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒدور ﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬وذﻝك ﻋن طرﻴق ﺘـرك‬
‫ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﺘﺨﺎذ اﻝﻤﺒﺎدرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻝﻬﺎ‪ ،‬وﻜذا إﻴﺠﺎد ﺤﻠـول ﻓـﻲ أﻗـرب وﻗـت‪،‬وﻓﻲ أﺤﺴـن‬
‫ظروف ﻤﻤﻜﻨـﺔ ﻝﻤﺸـﻜﻠﺘﻲ ﻋـدم اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر اﻷﻤﺜـل ﻝﻠﻤـوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ اﻝﻤؤﻫﻠـﺔ‪ ،‬و اﻝرﻏﺒـﺔ ﻓـﻲ‬
‫رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى ﻤﻌﻴﺸﺔ أﺒﻨﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻤﺒـﺎدرة و اﻝﺘﻨﺸـﻴط‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺒـذﻝك ﺘﺨـدم اﻝدوﻝـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻻﻗﺘﺼـﺎد‪ ،‬و أﻴﻀـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﻨﻔﻴـذ و اﻝﺘﺨطـﻴط‬
‫‪.‬إن ﻝﻠﺒﻠدﻴــﺔ دو ار ﻫﺎﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ,‬ﺤﻴــث ﻤﻨﺤــت ﻝﻬــﺎ ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ أداة ﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻤـواطن‪ ،‬وﻫـذا ﻝـن ﻴﺘـﺄﺘﻰ إﻻ إذا ﻜﺎﻨـت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠـﺔ ﻤـن‬
‫ﺤﻴث‬
‫ﻤواردﻫـﺎ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ و اﻝﺒﺸــرﻴﺔ‪ ،‬و ﺘرﻜـز ﻋﻠــﻰ اﻝﻤـوارد اﻝﻤﺎدﻴــﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﺘﺒــر ﻀـرورﻴﺔ ﻝﺘﻤوﻴــل‬
‫ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪،‬ﺘﻌﺘﺒر ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ وﺴﻴﻠﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﻬﺠﺔ ﻓـﻲ ﻤﻴـدان اﻝﺘﺠﻬﻴز‪ ،‬وﺘﻠﺒﻴـﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬
‫ﻝﺴــﻜﺎن اﻝوﻻﻴــﺔ‪ ،‬وﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﻀــوء اﻷﻫــداف اﻝوطﻨﻴــﺔ اﻝﻜﺒــرى اﻝﻤﺴــطرة )‪ .(2‬وﻨظ ـ ار ﻝﻜــون‬
‫اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘﻤﺜــل ﻋﺼــب اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻗﺎﻤــت اﻝﺴــﻠطﺎت اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ ﺒﻌــدة‬
‫إﺼــﻼﺤﺎت ﻤﺎﻝﻴـــﺔ ﻝﺼـــﺎﻝﺢ ﻫـــذﻩ اﻝﻬﻴﺌـــﺔ ﺒﻐـــرض ﻀـــﻤﺎن ﻨﺠـــﺎح ﺒـــراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ‪.‬‬
‫وﺴــﻤﻴت ﺒﺎﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و اﻝﺘــﻲ ﻫــﻲ ﻋﺒــﺎرة ﻋــن ﻤﻨطﻘــﺔ ﺠﻐراﻓﻴــﺔ ﺤﻴــث ﻴﻘﺴــم إﻗﻠــﻴم‬
‫اﻝدوﻝﺔ إﻝﻰ وﺤدات ﺠﻐراﻓﻴﺔ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﻝﺸﺨﺼـﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴـﺔ و ﺘـﻨظم ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﺴـﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ‬
‫وﺘﻨﺘﺨب ﻤن ﻴﻘوم ﺒﺘﺴﻴﻴر ﺸؤوﻨﻬﺎ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﺠﻠـس ﻤﻨﺘﺨـب و ﻝﻬـذﻩ اﻻﻋﺘﺒـﺎرات‬
‫ﺘﻌــددت ﺘﺴــﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﺴــﻤﻴت ﺒﺎﻝﻼﻤرﻜزﻴــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ ﻨﺴــﺒﺔ إﻝــﻰ اﻹﻗﻠــﻴم اﻝﺠﻐراﻓــﻲ اﻝــذي ﺘﻘــوم‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻤﻴت ﺒﺎﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻝﺘـﻲ ﻋرﻓﻬـﺎ أﺤـد اﻝﻔﻘﻬـﺎء اﻻﻨﺠﻠﻴـز ﻫـﻲ ذﻝـك اﻝﺠـزء ﻤـن‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻷﻤﺔ أو اﻝدوﻝﺔ اﻝذي ﻴﺨﺘ ص أﺴﺎﺴﺎ ﺒﺎﻝﻤﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﺘﻬم ﺴﻜﺎن ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ أو‬
‫ﻤﻜــﺎن ﻤﻌــﻴن إﻝــﻰ ﺠﺎﻨــب اﻝﻤﺴــﺎﺌل اﻝﺘــﻲ ﻴــرى اﻝﺒرﻝﻤــﺎن ﻤﻼﺌﻤــﺔ إدارﺘﻬــﺎ ﺒواﺴــطﺔ ﺴــﻠطﺎت‬
‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﺘﻜﻤل اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻝﻤرﻜزﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﺠﻌﻔــر أﻨــس ﻗﺎﺴــم ‪ :‬أﺴــس اﻝﺘﻨظــﻴم اﻹداري و اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺒــﺎﻝﺠزاﺌر ‪ ,‬دﻴ ـوان اﻝﻤطﺒوﻋــﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴــﺔ ‪1998 ,‬‬
‫ص‪ ، 65‬ص‪.66‬‬
‫)‪ (2‬ﻤدﻴرﻴـــﺔ اﻝﺘﺨطـــﻴط و اﻝﺘﻬﻴﺌـــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـــﺔ ﺒﺴـــﻜرة ‪ ,‬ﺒرﻨـــﺎﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ‪ ,‬ﻓﻌﺎﻝﻴـــﺎت اﻝﻤﻠﺘﻘـــﻰ اﻝﺘﻜـــوﻴن ﻝرؤﺴـــﺎء‬
‫اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝوﻻﻴﺔ ﺒﺴﻜرة ‪ ,‬ﺠﺎﻨﻔﻲ ‪ , 2003‬ص ‪.113‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫و ﺒذﻝك ﻓﺎﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝوظﻴﻔـﺔ اﻹدارﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝدوﻝـﺔ ﺒـﻴن أﺠﻬزﺘﻬـﺎ اﻝﻤرﻜزﻴـﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻝﻌﺎﺼــﻤﺔ ‪ ,‬و ﻫﻴﺌــﺎت ﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤﺴــﺘﻘﻠﺔ ﻋﻨﻬــﺎ و ﻤــن ﺜﻤــﺔ ﻓﻬــﻲ أﺴــﻠوب ﻓــﻲ اﻝﺘﻨظــﻴم‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻹداري اﻝﺤﻜوﻤﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺒذﻝك ﺘﺘﻤﻴز ﻋن اﻹدارة اﻝﻤرﻜزﻴﺔ ﻷن ﻨﺸﺎطﻬﺎ ﻤﺤﻠﻲ و ﻝـﻴس وطﻨﻴـﺎ ‪،‬و ﻜـذﻝك ﺴـﻤﻴت‬
‫ﺒﺎﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻝﻔﻜرة ‪ ،‬و ﺴﻤﻴت ﺒﺎﻝﺤﻜم اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻝﺘﻤﺘﻌﻬﺎ ﺒﺎﺴـﺘﻘﻼل‬
‫واﺴﻊ ﻋن اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻝﻤرﻜزﻴﺔ ‪،‬إﻻ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺼﺎت ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ و ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ وﺴﻤﻴت‬
‫ﻜذﻝك ﺒﺎﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﺨﺒﺔ‪ ،‬ﻝﻜوﻨﻬﺎ ﺘﻨﺘﺨب ﻤن ﺠﻬﺎزﻫﺎ اﻝﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﻤن ﻗﺒل اﻝﺴﻜﺎن ‪.‬‬
‫وﻗـــد ﺘﺸـــﻜﻠت اﻝﺒﻠـــدﻴﺎت ﺒﻌـــد اﻻﺴـــﺘﻘﻼل ﻤﺒﺎﺸـــرة ﻤـــن ﻤﻤﺜﻠـــﻴن ﻋـــن ﻗـــدﻤﺎء اﻝﻤﺠﺎﻫـــدﻴن‬
‫وﻤﻨﺎﻀـﻠﻴن ﺒـﺎﻝﺤزب‪ ،‬و اﻝﺤﻘﻴﻘـﺔ أن اﻷﻤــر رﻗـم ‪ 24 – 67‬اﻝﺼـﺎدر ﻓـﻲ ‪ 18‬ﺠــﺎﻨﻔﻲ ‪1967‬‬
‫واﻝﻤﺘﻀـﻤن ﻝﻘـﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺸـﻜل أﺴــﺎس اﻝﺘﻨظـﻴم اﻝﺒﻠـدي ﺒــﺎﻝﺠزاﺌر ‪،‬ذﻝـك أﻨــﻪ ﻤﺜـل ﻤﺤﺎوﻝــﺔ‬
‫ﻝﺒﻌث اﻝدﻴﻤﻘ راطﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻹداري ‪ ,‬ﻜﻤﺎ ﻴﺸﻴر ﻤﻴﺜـﺎق اﻝﺒﻠدﻴـﺔ اﻝﻤﺘﺼـدر ﻝﻸﻤـر اﻝﻤﺸـﺎر‬
‫إﻝﻴﻪ ﺴﺎﺒﻘﺎ وطﺒﻘﺎ ﻝﻬذا اﻝﻨص ﻜﺎن اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﺒﻠدي ﻴﻘوم ﻋﻠﻰ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ –1‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ‪ :‬و ﻫو ﻫﻴﺌﺔ ﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﺒﺎﻻﻗﺘ ارع اﻝﻌـﺎم اﻝﻤﺒﺎﺸـر و اﻝﺴـري ﻤـن‬
‫طرف ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻨﺎﺨﺒﻴن ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬وﻴﺘـﺄﻝف ﻤـن ‪ 09‬إﻝـﻰ ‪ 39‬ﺤﺴـب ﻋـدد ﺴـﻜﺎن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬أﻤـﺎ‬
‫ﻋــن ﺼــﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻘــد ﺨوﻝــﻪ اﻷﻤــر رﻗــم ‪ 24 – 67‬اﻝﺴــﺎﺒق اﺨﺘﺼﺎﺼــﺎت ﻤﺘﻌــددة و ﻤﺘﻨوﻋــﺔ‬
‫ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ اﻻﺨﺘﻴﺎر اﻻﺸﺘراﻜﻲ اﻝذي ﻜﺎن ﺴﺎﺌدا آﻨذاك‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺘﻨﻔﻴــذي اﻝﺒﻠــدي ‪ :‬و ﻴﻨﺘﺨــب ﻤــن طــرف اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺸــﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠــدي ‪،‬و ﻴﻀــم‬
‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ﻋددا ﻤن اﻝﻨواب ﻝﻠرﺌﻴس ‪.‬‬
‫‪ -3‬رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي‪ :‬ﻴﻨﺘﺨﺒـﻪ اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﻤـن ﺒـﻴن أﻋﻀـﺎﺌﻪ‬
‫وﻫو ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻻزدواﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺨﺘﺼﺎص ﺤﻴث ﻴﻤﺜل اﻝدوﻝﺔ ﺘﺎرة وﻴﻤﺜل اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﺎرة‬
‫أﺨرى )‪.(2‬‬

‫)‪(1‬ﺤﻤدي أﻤﻴن ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب ‪ :‬اﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ و اﻝﻤﻌﺎﺼـرة ‪ ،‬أﺼـول اﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ و ﺘطﺒﻴﻘﺎﺘﻬـﺎ اﻝﻤﻘﺎرﻨـﺔ ‪ ,‬دار اﻝﻔﻜـر‬
‫اﻝﻌرﺒﻲ ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ، 1977‬ص ‪116‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻐﻴر ﺒﻌﻠﻲ ‪:‬اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻝﻌﻠوم واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒﺔ ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وأول ﻤﺠﺎﻝس ﺒﻠدﻴﺔ ﻤﻨﺘﺨﺒـﺔ ﻜﺎﻨـت ﻓـﻲ ‪ 1967 -02 -05‬و أول ﻤﺠـﺎﻝس وﻻﺌﻴـﺔ ﻤﻨﺘﺨﺒـﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻜﺎﻨت ﻓﻲ ‪ 1969 – 05 -25‬وﻋددﻫﺎ ‪ 15‬ﻤﺠﻠﺴﺎ وﻻﺌﻴﺎ‬
‫ﻓﺎﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝوﻻﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ اﻷﻤر ﻜﺎﻨت ﺘﻀم ﻤﻤﺜﻠﻴن ﻋن اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻹدارﻴـﺔ‪ ،‬وﻤﻤﺜﻠـﻴن‬
‫ﻋن اﻝﺴﻜﺎن ﻴﻌﻴﻨﻬم ﻋﺎﻤل اﻝﻌﻤﺎﻝﺔ ) اﻝواﻝﻲ ( اﻝذي ﺘؤول إﻝﻴﻪ رﺌﺎﺴﺔ اﻝﻠﺠﻨﺔ‪ ،‬واﻝﺤﻘﻴﻘـﺔ أن‬
‫ﺘﻠك اﻝﻠﺠﺎن ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻗﻴﺎﻤﻬـﺎ ﻝـم ﻴﻜـن ﻝﻬـﺎ ﺴـوى دور اﺴﺘﺸـﺎري ﺒﺎﻝﻤﺼـﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ ﻴﻘـدم‬
‫ﻝﻬﺎ ﻤن ﻤﺸﺎرﻴﻊ و ﻗ اررات‪ ،‬ﻤن طرف ﻋﺎﻤل اﻝﻌﻤﺎﻝﺔ ) اﻝـواﻝﻲ ( اﻝـذي ﻜـﺎن ﻴﺤـوز – ﻗﺎﻨوﻨـﺎ‬
‫وﻓﻌﻼ‪ -‬ﺴـﻠطﺎت و اﺨﺘﺼﺎﺼـﺎت واﺴـﻌﺔ ﻝﻤواﺠﻬـﺔ اﻝوﻀـﻌﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤـﺔ اﻝﺴـﺎﺌدة ﺒـﺎﻝﺒﻼد آﻨـذاك‬
‫وﺒﻌد اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻷوﻝﻰ ﻝﺴﻨﺔ ‪ 1967‬ﺘم اﺴﺘﺨﻼف اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﻤﺠﻠس ﺠﻬوي‬
‫) ﻋﻤــﺎﻝﻲ أو وﻻﺌــﻲ ( اﻗﺘﺼــﺎدي و اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ‪ .‬ﻜﻤــﺎ ﺠــﺎء ﻓــﻲ اﻝﻤــﺎدة ‪ 111‬و ‪ 184‬ﻤــن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺒﻠدي‬
‫‪ -2‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ :‬ظﻬر ﻫذا اﻝﻤﻔﻬوم ﻤن ﺨﻼل ﻤؤﺘﻤر ﻜﺎﻤﺒرﻴدج اﻝذي ﻋرﻓﻬـﺎ‬
‫ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﺤرﻜﺔ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺘﺤﺴﻴن اﻷﺤوال و اﻝظروف اﻝﻤﻌﻴﺸـﻴﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫ﻜﻜل ‪ ,‬و ﺘﻌﺘﻤد أﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻻﻴﺠﺎﺒﻴـﺔ و اﻝﻤﺒـﺎدرة اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻷﺒﻨـﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪ ,‬و‬
‫إذا ﻝـــم ﺘظﻬـــر ﻫـــذﻩ اﻝﻤﺒـــﺎدرة ﺘﻠﻘﺎﺌﻴـــﺎ ‪،‬وﺤﻴـــ ث اﻻﺴـــﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻝوﺴـــﺎﺌل اﻝﻤﻨﻬﺠﻴـــﺔ ﻝﺒﻌﺜﻬـــﺎ و‬
‫اﺴﺘﺸﺎرﺘﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﺘﻀﻤن ﻝﻨﺎ اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺤﻤﺎﺴﻴﺔ ﻓﻌﺎﻝﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺤرﻜﺔ‪.‬‬
‫و ﺘﺸﺘﻤل ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠـﻰ ﻜـل أﺸـﻜﺎل و أﻨﻤـﺎط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ‪ ،‬و ﻴﺠـب أن ﻴﺴـﺘﺨدم اﻝﺤرﻜـﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺘﻌﺎوﻨﻴﺔ وأن ﺘرﺘﺒط ﺒﺸدة ﺒﺎﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ‬
‫رﻜز ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻋﻠﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺤرﻜﺔ ﻫﺎدﻓﺔ ‪،‬ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺒﺎدرة اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫اﻝﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺔ أو اﻝﻤﺼطﻨﻌﺔ و اﻝﺘﻨوع ﻓﻲ أﻨﻤﺎط اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و ارﺘﺒﺎطﻬﺎ ﺒﺎﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺠﻠﺔ اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت اﻝوﻻﺌﻴﺔ و اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪,‬اﻝﻤرﻜز اﻝوطﻨﻲ ﻝوﺜﺎﺌق اﻝﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ‪,‬اﻝﺠزاﺌر‪ , 2007 ,‬ص ‪. 12‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻐﻴر ﺒﻌﻠﻲ ‪ :‬اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ,‬ص‪.165 -152‬‬
‫)‪ (3‬ﻜﻤﺎل اﻝﺘﺎﺒﻌﻲ‪:‬ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث‪ ,‬دراﺴﺔ ﻨﻘدﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌﺎرف ‪ ,‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ,1993‬ص‪.21‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﻗد ﻋرﻓﺘﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤـدة ﻋـﺎم ‪ 1956‬ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﺘﻠـك اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﻤﻜـن ﺒﻬـﺎ ﺘوﺤﻴـد‬
‫ﺠﻬــــود اﻷﻫــــﺎﻝﻲ ﻤــــﻊ اﻝﺴــــﻠطﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴــــﺔ ‪ ،‬ﻤــــن أﺠــــل ﺘﺤﺴــــﻴن اﻷﺤــــوال اﻻﻗﺘﺼــــﺎدﻴﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ,‬و إدﻤـﺎج ﻫـذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻘوﻤﻴﺔ ‪ .‬و ﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺒﺄﻗﺼﻰ ﻗدر ﻤﺴﺘطﺎع ﻓﻲ اﻝﺘﻘدم اﻝﻘوﻤﻲ‬
‫رﻜــز ﻫــذا اﻝﺘﻌرﻴــف ﻋﻠــﻰ أن ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘــﺘم ﺒﺎﻝﺘوﺤﻴــد ﺒــﻴن ﺠﻬــود اﻷﻫــﺎﻝﻲ‬
‫واﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻝﻠوﺼول إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗوﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫و ﺘﻌـــرف ﻋﻠـــﻰ أﻨﻬـــﺎ ﻤﺼـــطﻠﺢ ﻴﺴـــﺘﺨدم ﻝوﺼـــف أﻋﻀـــﺎء ﻤﺠﺘﻤـــﻊ ﻤﺤﻠـــﻲ ﻤﻌـــﻴن‪ ،‬ﺤﻴﻨﻤـــﺎ‬
‫ﻴﻨظﻤـــون ﺠﻬـــودﻫم ﺒﻬـــدف اﻝﺘﺨطـــﻴط و اﻝﻌﻤـــل ﻤـــن أﺠـــل ﺘﺤﺴـــﻴن اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ ‪ ,‬ﻓﻴﺤـــددون‬
‫ﺤﺎﺠﻴﺎﺘﻬم وﻤﺸﻜﻼﺘﻬم اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﻔردﻴﺔ ‪،‬و ﻴﻀﻌون ﺒراﻤﺞ ﻤﺤددة ﻝﺤل ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـﻜﻼت‬
‫و ﻴﻌﺘﻤدون ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤـوارد اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ‪ ,‬وﻗـد ﻴﺤﺼـﻠون ﻋﻠـﻰ ﺘـدﻋﻴم ﻝﻬـذﻩ‬
‫اﻝﺠﻬود اﻝذاﺘﻴﺔ ﻤن ﻫﻴﺌﺎت ﺤﻜوﻤﻴﺔ أو ﻏﻴر ﺤﻜوﻤﻴﺔ ﺨﺎرج ﻨطﺎق اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ إذا ﻝـزم‬
‫اﻷﻤر )‪.(2‬‬
‫ﻴﺘﻔــق ﻫــذا اﻝﺘﻌرﻴــف ﻤــﻊ ﺴــﺎﺒﻘﻴﻪ ﻓــﻲ اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ ﻀــرورة اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤدﻴــد‬
‫اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻤن ﺜﻤﺔ اﻝﺘﺨطﻴط و اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻝﺤل ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻝﻤـوارد‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺴﺎﻋدة اﻝﺤﻜوﻤﺔ ‪.‬‬
‫و ﻴﻌرﻓﻬــﺎ ﺘــﺎﻴﻠور ‪ Taylor‬ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻝطــرق و اﻝوﺴــﺎﺌل اﻝﺘــﻲ ﻴــﺘﻤﻜن ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ‬
‫اﻝﻨـﺎس اﻝـذﻴن ﻴﻌﺸــون ﻓـﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﻤـن اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ و اﻝﺘﻔﺎﻋـل ﻤــن أﺠـل ﺘﺤﺴــﻴن‬
‫ظــروﻓﻬم و أﺤ ـواﻝﻬم اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬و ﻫﻜــذا ﻴﺼــﺒﺤون ﺠﻤﺎﻋــﺎت ﻋﻤــل ﻓﻌﺎﻝــﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﻤؤﺜرة ﻓﻲ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻘوﻤﻴﺔ‬
‫ﻴرﻜز ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻋﻠﻰ اﻝطرق و اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﺘﺴـﻤﺢ ﻝﻠﺴـﻜﺎن اﻝﻤﺤﻠﻴـﻴن ﺒﺎﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻤـن‬
‫ﺨﻼل ﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﻤل ﻓﻲ اﻝوﺼول إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻗوﻤﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺎطف ﻏﻴث ‪ :‬ﻗﺎﻤوس ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع ‪ ,‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫)‪ (2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ :‬ص ‪.74‬‬
‫)‪ (3‬ﻜﻤﺎل اﻝﺘﺎﺒﻌﻲ ‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ,‬ص ‪. 22‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫أﻤــﺎ ﻜﻤــﺎل اﻝﺘــﺎﺒﻌﻲ ﻓﻘــد ﻋــرف ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﻌــد ﺘﺤﻠﻴﻠــﻪ ﻷرﺒﻌــﺔ ﻋﺸــرة ﺘﻌرﻴﻔــﺎ‬
‫ﻤطﻠﻘــﺎ ﺒﺄﻨﻬــﺎ " ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺎت دﻴﻨﺎﻤﻴــﺔ و ﻤﺘﻜﺎﻤﻠــﺔ ﺘﺤــدث ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﻤــن‬
‫ﺨـــﻼل اﻝﺠﻬـــود اﻷﻫﻠﻴـــﺔ و اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ‪ ،‬و اﻝﻤﺸـــرﻜﺔ ﺒﺄﺴـــﺎﻝﻴب دﻴﻤﻘراطﻴـــﺔ ووﻓـــق ﺴﻴﺎﺴـــﺔ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺤددة و ﺨطﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﻤرﺴوﻤﺔ ‪ ,‬و ﺘﺘﺠﺴد ﻤظﺎﻫرﻫﺎ ﻓـﻲ ﺴﻠﺴـﻠﺔ ﻤـن اﻝﺘﻐﻴـرات‬
‫اﻝﺒﻨﺎﺌﻴــﺔ واﻝوظﻴﻔﻴـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﺘﺼـــﻴب ﻜﺎﻓـــﺔ ﻤﻜوﻨــﺎت اﻝﺒﻨـــﺎء اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـــﻊ اﻝﻤﺤﻠـــﻲ )‬
‫اﻝرﻴﻔﻲ أو اﻝﺤﻀري أو اﻝﺒدوي (‪ ،‬و ﺘﻌﺘﻤد ﻫذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻤوارد اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ و‬
‫اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ واﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ و اﻝﻤﺴﻴرة ‪ ,‬ﻝﻠوﺼـول إﻝـﻰ أﻗﺼـﻰ اﺴـﺘﻐﻼل ﻤﻤﻜـن ﻓـﻲ أﻗﺼـر‬
‫وﻗت ﻤﺴﺘطﺎع ‪،‬و ذﻝك ﺒﻘﺼـد ﺘﺤﻘﻴـق اﻝرﻓﺎﻫﻴـﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻝﻜـل‬
‫أﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ٕ ,‬وادﻤـﺎج اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﺤﻴـﺎة اﻝﻘوﻤﻴـﺔ و ﺘﻤﻜﻴﻨﻬـﺎ ﻤـن‬
‫اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺒﺄﻗﺼﻰ ﻗدر ﻤﺴﺘطﺎع ﻤن اﻝﺘﻘدم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ (1) .‬و ﺘﻌرف ﺒﺄﻨﻬﺎ "ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻝﻠﻌﻤـل‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﺴﺎﻋد اﻝﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺘﻨظـﻴم أﻨﻔﺴـﻬم ﻝﻠﻘﻴـﺎم ﺒﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺘﺨطـﻴط و اﻝﺘﻨﻔﻴـذ‪ ،‬ﺤﻴـث‬
‫ﻴﻘوﻤون ﺒﺘﺤد ﻴد ﺤﺎﺠﻴﺎﺘﻬم اﻝﺠﻤﻌﻴﺔ و اﻝﻔردﻴﺔ ‪،‬واﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻜﻠﻬم ﻜﻤﺎ ﻴﻘوﻤون ﺒرﺴم‬
‫اﻝﺨط ـ وط اﻝﻜﻔﻴﻠــﺔ ﺒﺴــد ﻫــذﻩ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت ‪،‬وﻋــﻼج ﺘﻠــك اﻝﻤﺸــﻜﻼت و ﺘﻨﻔﻴــذ ﻫــذﻩ اﻝﺨطــط‬
‫ﻤﻌﺘﻤدﻴن ﻓـﻲ ذﻝـك ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـوارد اﻝذاﺘﻴـﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ إﻝـﻰ أﻗﺼـﻰ ﺤـد ﻤﻤﻜـن‪ ،‬واﺴـﺘﻌﻤﺎل ﻫـذﻩ‬
‫اﻝﻤـوارد إذا ﻝــزم اﻷﻤــر ﻋـن طرﻴــق اﻝﺨــدﻤﺎت و اﻝﻤﺴــﺎﻋدات اﻝﻤﺎدﻴـﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ اﻝﻬﻴﺌــﺎت‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ ﺨــﺎرج ﻨطــﺎق اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ " )‪ ، (2‬ﻻ ﻴﺨﺘﻠــف ﻫــذا اﻝﺘﻌرﻴــف ﻋــن اﻝﺘﻌرﻴﻔــﺎت‬
‫اﻝﺴــﺎﺒﻘﺔ ﻷﻨــﻪ ﻴرﻜــز أﻜﺜــر ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﻤـواردﻩ اﻝذاﺘﻴــﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ‬
‫اﻝﺘﺨطــﻴط و اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ‪،‬ﻜﻤــﺎ ﻋرﻓﺘﻬــﺎ ﻫﻴﺌــﺔ اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺒﺄﻨﻬــﺎ " اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﻜــن ﺒﻬــﺎ‬
‫ﺘوﺤﻴد ﺠﻬـود اﻝﻤـوظﻔﻴن و اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـﻴن ﻤـﻊ ﺠﻬـود اﻝﺴـﻠطﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴـﺔ‪ ،‬ﻝﺘﺤﺴـﻴن اﻷﺤـوال‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ وﻤﺴـﺎﻋدة ﻫـذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﻨدﻤﺎج ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻷﻤﺔ و اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ )‪.(3‬‬
‫وﻫــﻲ ﺜﻤــرة اﻨﺠــﺎز ﻴﻬــدف إﻝــﻰ ﺘﺤﺴــﻴن ظــروف ﻋــﻴش اﻝﺴــﻜﺎن اﻝﻘــﺎطﻨﻴن ﻓــﻲ ﻓﻀــﺎء ﻤﻌــﻴن‬
‫وذﻝك ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﻤؤﺴﺴﺎﺘﻴﺔ أو اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ أو اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ﻜﻤﺎل اﻝﺘﺎﺒﻌﻲ ‪:‬ﺘﻌرﻴف اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪. 22‬‬
‫)‪ (2‬ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﺠوﻫري و آﺨرون ‪ :‬دراﺴﺎت ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ) ﻤـدﺨل إﺴـﻼ ﻤﻲ ( ‪ ,‬ﻤﻜﺘﺒـﺔ اﻝﻨﻬﻀـﺔ ‪ ,‬اﻝﻘـﺎﻫرة‬
‫‪ ،1986‬ص ‪. 50‬‬
‫)‪ (3‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ,‬ص ‪. 50‬‬
‫)‪ (4‬ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة اﻻﻨﻤﺎﺌﻲ‪ ،‬ﺘﻘرﻴراﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴروت ‪.1994‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪-3‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ :“Sustainable development‬ﻴﻌود‬


‫أﺼل ﻤﺼطﻠﺢ اﻻﺴﺘداﻤﺔ إﻝﻰ ﻋﻠم اﻻﻴﻜوﻝوﺠﻴﺔ‪ ،‬ﺤﻴث اﺴﺘﺨدﻤت اﻻﺴﺘداﻤﺔ ﻝﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋـن‬
‫ﺸــﻜل و ﺘطــور اﻝــﻨظم اﻝدﻴﻨﺎﻤﻜﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻜــون ﻋرﻀــﺔ – ﻨﺘﻴﺠــﺔ دﻴﻨﺎﻤﻜﻴﺘﻬــﺎ – إﻝــﻰ ﺘﻐﻴـرات‬
‫ﻫﻴﻜﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﺘـؤدي إﻝـﻰ ﺤـدوث ﺘﻐﻴـر ﻓـﻲ ﺨﺼﺎﺌﺼـﻬﺎ وﻋﻼﻗـﺎت ﻫـذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼـر ﺒﻌﻀـﻬﺎ ﺒــﺒﻌض‬
‫وﻓﻲ اﻝﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤوي أﺴﺘﺨدم ﻤﺼـطﻠﺢ اﻻﺴـﺘداﻤﺔ ﻝﻠﺘﻌﺒﻴـر ﻋـن طﺒﻴﻌـﺔ اﻝﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴن ﻋﻠـم‬
‫اﻻﻗﺘﺼـــﺎد و ﻋﻠـــم اﻻﻴﻜوﻝوﺠﻴـــﺔ‪ ،‬ﻋﻠـــﻰ اﻋﺘﺒـــﺎر أن اﻝﻌﻠﻤـــﻴن ﻤﺸـــﺘﻘﺎن ﻤـــن ﻨﻔـــس اﻷﺼـــل‬
‫اﻹﻏرﻴﻘﻲ ﺤﻴث ﻴﺒدأ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﻝﺠذر ‪ ECO‬واﻝذي ﻴﻌﻨـﻲ ﻓـﻲ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ اﻝﺒﻴـت أو اﻝﻤﻨـزل‬
‫‪ ,‬و اﻝﻤﻌﻨـــﻰ اﻝﻌــــﺎم ﻝﻤﺼــــطﻠﺢ ‪ Ecology‬ﻫـــو دراﺴــــﺔ ﻤﻜوﻨــــﺎت اﻝﺒﻴـــت‪ ،‬أﻤــــﺎ ﻤﺼــــطﻠﺢ‬
‫‪ Economy‬ﻓﻴﻌﻨﻲ إدارة ﻤﻜوﻨﺎت اﻝﺒﻴت‪ ،‬و ﻝو اﻓﺘ رﻀﻨﺎ أن ﻫذا اﻝﺒﻴت ﻴﻘﺼد ﺒﻪ ﻤدﻴﻨـﺔ أو‬
‫إﻗﻠــﻴم أو ﺤﺘــﻰ اﻝﻜــرة اﻷرﻀــﻴﺔ ‪.‬ﻓــﺈن اﻻﺴــﺘداﻤﺔ ﺒــذﻝك ﺘﻜــون ﻤﻔﻬوﻤــﺎ ﻴﺘﺒــﺎدل ﺒﺎﻝدراﺴــﺔ و‬
‫اﻝﺘﺤﻠﻴل اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒـﻴن أﻨـواع وﺨﺼـﺎﺌص ﻤﻜوﻨـﺎت اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪،‬أو اﻹﻗﻠـﻴم أو اﻝﻜـرة اﻷرﻀـﻴﺔ‪ ،‬و‬
‫ﺒﻴن إدارة ﻫذﻩ اﻝﻤﻜوﻨﺎت أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻠﻐـﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ ﺒـﺎﻝرﺠوع إﻝـﻰ اﻝﻤﻌﻨـﻰ اﻝﻠﻐـوي ‪,‬ﺠـﺎء اﻝﻔﻌـل‬
‫اﺴــﺘدام اﻝــذي ﺠــذرﻩ ) دوم( ﻝﻤﻌــﺎن ﻤﺘﻌــددة ﻤﻨﻬــﺎ اﻝﺘــﺄﻨﻲ ﻓــﻲ اﻝﺸــﻲء ‪,‬و طﻠــب دواﻤــﻪ ‪ ,‬و‬
‫اﻝﻤواظﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ) ﻝﺴﺎن اﻝﻌرب ﻤﺎدة )دوم( ( ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﺘـﺄن ﻓـﻲ رﺴـم ﺴﻴﺎﺴـﺘﻬﺎ‬
‫و دﻴﻤوﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺸﺎرﻴﻌﻬﺎ و أﺜﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ و ﺒﺤﺎﺠـﺔ إﻝـﻰ ﻤواظﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴـذ ﺒراﻤﺠﻬـﺎ‬
‫ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫و اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻫــﻲ ﺘﻠــك اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴــدﻴم اﺴــﺘﻤرارﻴﺘﻬﺎ اﻝﻨــﺎس أو اﻝﺴــﻜﺎن ‪،‬أﻤــﺎ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘدﻴﻤﺔ ﻓﻬﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻤرة أو اﻝﻤﺘواﺼﻠﺔ ﺒﺸﻜل ﺘﻠﻘـﺎﺌﻲ ﻏﻴـر ﻤﺘﻜﻠـف‪ ،‬وﻓـﻲ‬
‫اﻝﻌدﻴـد ﻤــن اﻝدراﺴــﺎت ا ﻝﻌرﺒﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼــﺔ أﺴــﺘﺨدم اﻝﻤﺼــطﻠﺤﺎن ﻤﺘـرادﻓﻴن‪ ،‬ﻓﺒﻌﻀــﻬم ﻗــﺎل‬
‫ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘداﻤﺔ و ﺒ ﻌﻀـــﻬم اﻵﺨـــر ﻴﻘـــول ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘدﻴﻤﺔ ﻜﺘرﺠﻤـــﺔ ﻝﻠﻤﺼـــطﻠﺢ‬
‫اﻻﻨﺠﻠﻴـزي ‪ ... (1) Sustainable Devlopment‬ورد ﻤﻔﻬـوم اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘدﻴﻤﺔ ﻷول‬
‫ﻤرة ﻓﻲ ﺘﻘرﻴر اﻝﻠﺠﻨـﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴـﺔ ﻝﻠﺒﻴﺌـﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻋـﺎم ‪ 1987‬وﻋرﻓـت ﻫـذﻩ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻝﺘﻘرﻴــر ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ ﺘﻠ ـ ك اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻠﺒــﻲ ﺤﺎﺠــﺎت اﻝﺤﺎﻀــر دون اﻝﻤﺴــﺎوﻤﺔ ﻋﻠــﻰ ﻗــدرة‬
‫اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﺤﺎﺠﻴﺎﺘﻬم ) اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻝﻠﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ , 1989‬ص‪( 83‬‬

‫)‪(1‬ﻋﺜﻤــﺎن ﻤﺤﻤــد ﻋﻨــﻴم ‪ ،‬ﻤﺎﺠــدة أﺤﻤــد أﺒــو زﻨــط ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ‪ ,‬ﻓﻠﺴــﻔﺘﻬﺎ ﺘﺨطﻴطﻬــﺎ و أدوات ﻗﻴﺎﺴــﻬﺎ ‪ ,‬دار‬
‫ﺼﻔﺎء ﻝﻠﻨﺸر و اﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ,‬ﻋﻤﺎن ‪ ,‬اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ‪ , 2007‬ص ‪25‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﻋرف ﻗﺎﻤوس وﻴﺒﺴﺘر ﻫذﻩ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﻠك اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨدم اﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ‬
‫دون أن ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺎﺴﺘﻨزاﻓﻬﺎ أو ﺘدﻤﻴرﻫﺎ ﺠزﺌﻴﺎ أو ﻜﻠﻴﺎ ‪.‬‬
‫و ﺒــذﻝك ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺘﺴــﻌﻰ ﻝﺘﺤﺴــﻴن ﻨوﻋﻴــﺔ ﺤﻴــﺎة اﻹﻨﺴــﺎن ‪،‬وﻝﻜــن ﻝــﻴس ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺤﺴﺎب اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻝﻌﺎم ﻻ ﺘﺨرج ﻋن ﻜوﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺴﺘﺨدام اﻝﻤـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ‬
‫ﺒطرﻴﻘﺔ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺒﺤﻴث ﻻ ﻴﺘﺠﺎوز ﻫـذا اﻻﺴـﺘﺨدام ﻝﻠﻤـوارد ﻤﻌـدﻻت ﺘﺤـددﻫﺎ اﻝطﺒﻴﻌـﺔ ‪،‬أﻤـﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤوارد اﻝﻤﺘﺠددة ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠب اﻝﺘرﺸﻴد ﻓﻲ اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ‪.‬‬
‫و اﻝﺘرﺸــﻴد ﻓــﻲ اﺴــﺘﺨدام اﻝﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻴــﺘم ﺒﺎﻻﺴــﺘﻐﻼل اﻝﻌﻘﻼﻨــﻲ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻤﺼــﺎدر‪ ،‬و‬
‫ﺒــوﻋﻲ و ﺒــذﻝك ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺘﺴــﻌﻰ اﺒﺘــداء ﻤــن اﻝدوﻝــﺔ و اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت و اﻨﺘﻬــﺎء‬
‫ﺒﺴــﻠوك اﻝﻔــرد ‪،‬و ﺒﻤﻌﻨــﻰ آﺨــر ﻫــﻲ ﺘــدﻋو إﻝــﻰ ﺘﻐﻴــر ﻓــﻲ اﻝﺴﻴﺎﺴــﺎت واﻷﺴــﺎﻝﻴب اﻝﻤﺘﺒﻌــﺔ‬
‫ﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻷﻓراد و اﻨﺘﻬﺎء ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدوﻝﻲ‪ ،‬ﻝﺘﺤﺴﻴن أﺤوال اﻝﻨﺎس وﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻷرض ﻓﻲ‬
‫ار ﻜﺎن ﻋﻠﻰ رأﺴﻬﺎ أن اﻹﻨﺴﺎن ﻫو ﻤﺤور اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬و ﻗـد‬
‫رﻴو دي ﺠﺎﻨﻴروا ﺘم ﺘﺒﻨﻲ ‪ 27‬ﻗر ا‬
‫ﺘم اﺴﺘﺤداث ﺘﻌﺎرﻴف ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺘؤدي إﻝﻰ ﻨﻔس اﻝﻤﻌﻨﻰ و اﻝﻬدف‪.‬‬
‫و ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﻠك اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻬﻴﺊ ﻝﻠﺠﻌل اﻝﺤﺎﻀـر ﻤﺘطﻠﺒﺎﺘـﻪ‬
‫اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ واﻝﻤﺸــروﻋﺔ ‪ ،‬دون أن ﺘﺨــل ﺒﻘــدرة اﻝﻤﺤــﻴط اﻝطﺒﻴﻌــﻲ ﻋﻠــﻰ أن ﻴﻬﻴــﺊ ﻝﻸﺠﻴــﺎل‬
‫اﻝﺘﺎﻝﻴــﺔ ﻤﺘطﻠﺒــﺎﺘﻬم أي اﺴــﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻝﺤﺎﺠــﺎت اﻝﺤﺎﻀــر ‪ ،‬دون اﻝﻤﺴــﺎوﻤﺔ ﻋﻠــﻰ ﻗــدرة‬
‫اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻤﻘﺒﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﺤﺎﺠﺎﺘﻬﺎ‪.‬وﻫﻨــﺎك ﻤــن ﻴــرى أﻨﻬــﺎ ﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠــﺔ ‪ ،‬وﻴﻌﺘﺒــر‬
‫اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺒﺸــري ﻓﻴﻬــﺎ وﺘﻨﻤﻴﺘــﻪ ﻫــﻲ أول أﻫــداﻓﻬﺎ ‪ ،‬ﻝــذﻝك ﻓﻬــﻲ ﺘراﻋــﻲ اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ رأس‬
‫اﻝﻤـــﺎل اﻝﺒﺸـــري واﻝﻘـــﻴم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ ‪ ،‬اﻻﺴـــﺘﻘرار اﻝﻨﻔﺴـــﻲ ﻝﻠﻔـــرد واﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ ‪ ،‬ﺤـــق اﻝﻔـــرد‬
‫واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺤرﻴﺔ وﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺴـﺎواة واﻝﻌـدل‪ .‬وﻴﻤﻜـن اﻝﻨظـر ﻝﻤﻔﻬـوم‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﺤــﺎور ﺜﻼﺜــﺔ ‪ - :‬اﻝﻨﻤــو اﻝﺴــﻜﺎﻨﻲ اﻝﻤﻌﻘــول ‪ - .‬ﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫راﺸدة ‪ .‬ﺒﻴﺌﺔ ‪-‬ﻏﻴر ﻤﺠﻬدة ‪.‬وﺘﻌﺘﺒر إ ﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻋﺎﻝﻤﻴﺔ ﻤﻠﺤﺔ ﻴﺴـﻌﻰ ﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻬـﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻝدوﻝﻲ‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ ﻗﻀـﻴﺔ أﺨﻼﻗﻴـﺔ إﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺒﻘـدر ﻤـﺎ ﻫـﻲ ﻗﻀـﻴﺔ آﻨﻴـﺔ ﻤﻠﺤـﺔ‪.‬‬
‫ﻷن ﺒ رﻨـــﺎﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻨـــﺎﺠﺢ ﺒﻤﻘـــﺎﻴﻴس اﻝﺤﺎﻀـــر ﻗـــد ﺘﺒـــدواﻋﺎﺠزة ﻋـــن اﻻﺴـــﺘﻤرار اﻵﻤـــن‬
‫ﺒﻤﻘﺎﻴﻴس اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل‪.‬‬
‫)‪ (1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ :‬ص ‪.25‬‬
‫)‪ (2‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼـطﻔﻰ ﻗﺎﺴـم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌـﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘدﻴﻤﺔ ﻓـﻲ ظـل اﻝﻌوﻝﻤـﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼـرة ‪ ،‬اﻝـدار اﻝﺠﺎﻤﻌﻴـﺔ اﻹﺴـﻜﻨدرﻴﺔ‬
‫‪ ، 2007‬ص ‪.157‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﻷﻨﻬـــﺎ ﺒـــراﻤﺞ ﺘـــﺘم ﻋﻠـــﻰ ﺤﺴـــﺎب ﺴـــرﻋﺔ اﺴـــﺘﻬﻼ ك واﺴـــﺘﻨزاف اﻝرﺼـــﻴد اﻝطﺒﻴﻌـــﻲ ﻝﻸﺠﻴـــﺎل‬
‫اﻝﻘﺎدﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻋرﻓت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻋﻠـﻰ اﻻﺴـﺘﻐﻼل اﻷﻤﺜـل ﻝﻠﻤـوارد اﻝﻤﺘﺎﺤـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺸروﻋﺎت ﺘﻨﻤوﻴﺔ دون اﻝﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ اﺴﺘﻨﻔﺎذ ﻤوارد أﺨرى ‪.‬‬
‫”‪“Brundtland commission‬ﺘﻜـون ﺸـرط ﻻﺴـﺘﻤرارﻴﺔ ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـروﻋﺎت‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻋرﻓـت‬
‫ﻝﺠﻨـﺔ ﺒروﻨﺘﻼﻨـد اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺒﺄﻨﻬـﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻘـق اﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت ﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﺤﺎﻀـر‬
‫)‪(1‬‬
‫دون إﻀﻌﺎف ﻗدرة اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬم‪.‬‬
‫إن اﻝﻤﻔﻬـوم اﻝﻌـﺎم ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ) ‪ (RAVETZ 1999‬ﻫـو ﺘﺤﻘﻴـق اﻝﺘـوازن ﺒـﻴن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺒﺠواﻨﺒﻬـﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ واﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ‪ ،‬ﺤﻴـث ﻴﺒـرز دور‬
‫اﻹدارة ﻜﻌﻨﺼر ﻓﺎﻋل وداﻋم ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫـداف اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ‪ ،‬واﻝﻌﻤـل‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﺎ وﺘدﻋﻴم اﺴـﺘداﻤﺘﻬﺎ)‪ (2‬وﻗـد اﻋﺘﻤـدت ﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺤﻀـرﻴﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻤدن اﻝﻌﺎﻝم اﻝﻨﺎﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺤورﻴن أﺴﺎﺴﻴﻴن‪:‬‬
‫اﻝﻤﺤـور اﻷول ‪:‬ﻫـو اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﻨـﻰ ﺒﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤـوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ‪ ،‬ﺒﺘـوﻓﻴر‬
‫اﻝﻤﺘطﻠﺒـﺎت اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻤـن ﺤﻴـث اﻝرﻋﺎﻴـﺔ اﻝﺼـﺤﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠـﻴم اﻷﺴﺎﺴـﻲ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ ﺘﺤﺴـﻴن‬
‫ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ﺒﻐرض إﻗﺎﻤﺔ ﺒﻨﺎء اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺠدﻴد ﻴﻨﺒﺜق ﻤﻨﻪ ﻋﻼﻗﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻌﻨوﻴﺔ ﺠدﻴدة‪،‬‬
‫ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﻤﺒدأ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ أو وﻀﻊ ﻗـﻴم ﻤﺴـﺘﺤدﺜﺔ ﺘﺴـﺎﻫم ﻓـﻲ ﺘﻐﻴﻴـر أوﻀـﺎع اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‪،‬‬
‫ﻜدﻤﺞ دور اﻝﻤرأة ﻓﻲ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻝﻤﺤـور اﻝﺜـﺎﻨﻲ ‪:‬ﻫـو اﻝﻤﺠـﺎل اﻝﻌﻤراﻨـﻲ أو اﻝﻔﻴزﻴﻘـﻲ‪ ،‬اﻝـذي ﻴﻬـﺘم ﺒﺈدﺨـﺎل ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن‬
‫اﻝﺘﺤﺴﻴﻨﺎت اﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬وﺘﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ ﺘﺤﺴـﻴن وﺘطـوﻴر اﻝﻤﺒـﺎﻨﻲ ورﺼـف اﻝﺸـوارع‬
‫وﺘﺸﺠﻴرﻫﺎ ﻤﻊ ﺘوﻓﻴر اﻝﺒﻨﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤن ﺸﺒﻜﺎت اﻝﺘﻐذﻴﺔ ﺒﻤﻴﺎﻩ اﻝﺸرب واﻝﺼرف اﻝﺼـﺤﻲ واﻹﻨـﺎرة‬
‫وﺘﻨﺴﻴق اﻝﻔراﻏﺎت اﻝﺤﻀرﻴﺔ )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ﻓرﻴق اﻝﺠﻬﺎز اﻝﺘﻨﻔﻴذى ﻝﺘﺠدﻴد أﺤﻴﺎء اﻝﻘﺎﻫرة اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ واﻝﻔﺎطﻤﻴﺔ‪ "،‬ﺘﺤﺴﻴن اﻝظروف اﻝﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺤﻀـرﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻰ اﻝﻤﻨﺎطق ذات اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻤؤﺘﻤر اﻝﻌرﺒﻰ اﻹﻗﻠﻴﻤﻰ ‪ ،‬ﺘﺤﺴﻴن اﻝظـروف اﻝﻤﻌﻴﺸـﻴﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺤﻀـرﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺘﺨطﻴط اﻝﻌﻤراﻨﻰ ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ 18 ، 15‬دﻴﺴﻤﺒر ‪.2003‬‬
‫‪(2) Ravetz J.,:“integrated planning for a sustainable environment” - city region 2020, London 1999.‬‬
‫)‪ (3‬ﻨﺎﻫد أﺤﻤد ﻋﻤران‪ :‬ﺘﺤﺴﻴن اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤﻨﺎطق اﻝﻤﺴﺘﻬدﻓﺔ ﻓﻰ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺤﻀرﻴﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﺎﻤـﺔ‬
‫ﻝﻠﺘﺨطﻴط اﻝﻌﻤراﻨﻰ ‪ ،‬اﻝﻤؤﺘﻤر اﻝﻌرﺒﻰ اﻹﻗﻠﻴﻤﻰ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ 18 ، 15‬دﻴﺴﻤﺒر ‪.2003‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﻝﻜن إذا ﻨظرﻨﺎ إﻝﻰ اﻝﺤد اﻷدﻨـﻰ ﻤـن اﻝﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻝﻤﺸـﺘرﻜﺔ ﻝﻠﺘﻌرﻴﻔـﺎت واﻝﺘﻔﺴـﻴرات اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬
‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﻴﻤﻜﻨﻨـﺎ أن ﻨﺘﻌـرف ﻋﻠـﻰ أرﺒـﻊ ﺨﺼـﺎﺌص رﺌﻴﺴـﺔ & ‪(Grosskurth‬‬
‫)‪ .Rotmans, 2005: 135-150‬ﻴﺸـﻴر أوﻝﻬـﺎ إﻝـﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺘﻤﺜـل ظـﺎﻫرة‬
‫ﻋﺒر ﺠﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬أي أﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤوﻴل ﻤن ﺠﻴل إﻝﻰ أﺨر‪ ،‬وﻫـذا ﻴﻌﻨـﻲ أن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬
‫ﻻﺒد أن ﺘﺤـدث ﻋﺒـر ﻓﺘـرة زﻤﻨﻴـﺔ ﻻ ﺘﻘـل ﻋـن ﺠﻴﻠـﻴن‪ ،‬وﻤـن ﺜـم ﻓـﺈن اﻝـزﻤن اﻝﻜـﺎﻓﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻴﺘراوح ﺒﻴن ‪ 25‬إﻝﻰ ‪ 50‬ﺴﻨﺔ‪.‬‬
‫وﺘﺘﻤﺜل اﻝﺨﺎﺼﻴﺔ اﻝﻤﺸﺘرﻜﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻘﻴـﺎس‪ ،‬ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻫـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬
‫ﺘﺤدث ﻓﻲ ﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻋدة ﺘﺘﻔﺎوت ) ﻋﺎﻝﻤﻲ‪ ،‬إﻗﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻤﺤﻠﻲ(‪.‬‬
‫وﻤﻊ ذﻝك ﻓﺈن ﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒر ﻤﺴﺘداﻤﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى اﻝﻘـوﻤﻲ ﻝـﻴس ﺒﺎﻝﻀـرورة أن ﻴﻜـون ﻜـذﻝك‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝﻌــﺎﻝﻤﻲ‪ ،‬وﻴﻌــود ﻫــذا اﻝﺘﻨــﺎﻗض اﻝﺠﻐراﻓــﻲ إﻝــﻰ آﻝﻴــﺎت اﻝﺘﺤوﻴــل ‪،‬واﻝﺘــﻲ ﻤــن‬
‫ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺘﻨﺘﻘل اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺴﻠﺒﻴﺔ ﻝﺒﻠد أو ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ إﻝﻰ ﺒﻠدان أو ﻤﻨﺎطق أﺨرى‪.‬‬
‫وﺘﻌــد اﻝﻤﺠــﺎﻻت اﻝﻤﺘﻌــددة ﺨﺎﺼــﻴﺔ ﺜﺎﻝﺜــﺔ ﻤﺸــﺘرﻜﺔ ‪ ،‬ﺤﻴــث ﺘﺘﻜــون اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤــن‬
‫ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺠﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪ ،‬وﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‪ .‬وﻤـﻊ أﻨـﻪ ﻴﻤﻜـن ﺘﻌرﻴـف‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻜل ﻤﺠﺎل ﻤن ﺘﻠك اﻝﻤﺠﺎﻻت ﻤﻨﻔردا‪ ،‬إﻻ أن أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﻔﻬوم ﺘﻜﻤن‬
‫ﺘﺤدﻴدا ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝ ﻤﺘداﺨﻠﺔ ﺒﻴن ﺘﻠك اﻝﻤﺠﺎﻻت‪ ،‬ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺘﻬـدف‬
‫إﻝﻰ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠـﻰ ﺘطـور اﻝﻨـﺎس واﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت‪ ،‬ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺘﻀـﻤن ﻤـن ﺨﻼﻝﻬـﺎ ﺘﺤﻘﻴـق اﻝﻌداﻝـﺔ‬
‫وﺘﺤﺴــﻴن ظــروف اﻝﻤﻌﻴﺸــﺔ واﻝﺼــﺤﺔ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻓﻴﻜــون اﻝﻬــدف‬
‫اﻷﺴــﺎس ﻫــو ﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻷﻨﺴــﺎق اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ واﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻤﺤــور‬
‫اﻫﺘﻤــﺎم اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻓﻴﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ ﺘطــوﻴر اﻝﺒﻨــﻰ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻓﻀــﻼ ﻋــن‬
‫اﻹدارة اﻝﻜﻔـــؤة ﻝﻠﻤـــوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـــﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ واﻝﻘﻀـــﻴﺔ ﻫﻨـــﺎ أن ﺘﻠـــك اﻝﻤﺠـــﺎﻻت اﻝﺜﻼﺜـــﺔ‬
‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺘﺒدو ﻨظرﻴﺎ ﻤﻨﺴﺠﻤﺔ‪ ،‬ﻝﻜﻨﻬﺎ ﻝﻴﺴت ﻜذﻝك ﻓﻲ اﻝواﻗﻊ اﻝﻤﻤﺎرس‪.‬‬
‫ﻜذﻝك ﻓﺈن اﻝﻤﺒﺎدئ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﺨرى ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻤﺜل اﻝﻜﻔﺎءة اﻝﻤﺒدأ اﻝرﺌﻴس ﻓـﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﺘﻌﺘﺒر اﻝﻌداﻝﺔ ﻤﺤ ور اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬

‫)‪ ( 1‬ﻋﺒداﷲ ﺒن ﺠﻤﻌﺎن اﻝﻐﺎﻤري‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﻴن اﻝﺤـق ﻓـﻲ اﺴـﺘﻐﻼل اﻝﻤـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ واﻝﻤﺴـﺌوﻝﻴﺔ ﻋـن ﺤﻤﺎﻴـﺔ‬
‫اﻝﺒﺌﻴﺔ ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻤﻠك ﺴﻌود ‪ ،‬اﻝرﻴﺎض ‪ ، 2007 ،‬ص ‪ ، 09‬ص ‪.10‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫أﻤــﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻓﺘؤﻜــد ﻋﻠــﻰ اﻝﻤروﻨــﺔ أو اﻝﻘــدرة اﻻﺤﺘﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻝــﻸرض ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺘﺠدﻴــد ﻤواردﻫــﺎ‪ ،‬وﺘﺘﻌﻠق راﺒــﻊ ﺨﺎﺼــﻴﺔ ﻤﺸــﺘرﻜﺔ ﺒﺎﻝﺘﻔﺴــﻴرات اﻝﻤﺘﻌــددة ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻤﻊ أن ﻜل ﺘﻌرﻴف ﻴؤﻜد ﻋﻠـﻰ ﺘﻘـدﻴر ﻝﻼﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ اﻝﺤﺎﻝﻴـﺔ واﻝﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ وﻜﻴﻔﻴـﺔ‬
‫اﻹﻴﻔـــﺎء ﺒﻬـــﺎ‪ ،‬إﻻ أﻨــــﻪ ﻓـــﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘــــﺔ ﻻ ﻴﻤﻜـــن ﻷي ﺘﻘـــدﻴر ﻝﺘﻠــــك اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت أن ﻴﻜــــون‬
‫ﻤوﻀــوﻋﻴﺎ‪ ،‬ﻓﻀــﻼ ﻋــن أن أﻴــﺔ ﻤﺤﺎوﻝــﺔ ﺴــﺘﻜون ﻤﺤﺎطــﺔ ﺒﻌــدم اﻝﺘــﻴﻘن‪ ،‬وﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻝــذﻝك ﻓــﺈن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻴﻤﻜن ﺘﻔﺴـﻴرﻫﺎ وﺘطﺒﻴﻘﻬـﺎ وﻓﻘـﺎ ﻝﻤﻨظـورات ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ & ‪(Grosskurth‬‬
‫)‪.(1).Rotmans, 2005: 135-150‬‬
‫وﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﻌرف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪،‬ﺒﺄﻨﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﺤﻘق ﺤﺎﺠﻴﺎت اﻝﺠﻴل اﻝﺤﺎﻀر‪ ،‬ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة ﺤﺎﺠﺎت اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ وذﻝك ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻹ ﻨﺴﺎن ‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻝﺘﻌرﻴف اﻹﺠراﺌﻲ ‪:‬‬


‫ﻤــن ﺨــﻼل ﻋــرض ﻤﻔــﺎﻫﻴم اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻨﺠــد أن أﻏﻠــب اﻝﻤﻔــﺎﻫﻴم رﻜــزت ﻋﻠــﻰ ﻤﺸــﺎرﻜﺔ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﺎﻝﺘﻌــﺎون ﻤــﻊ اﻝﺤﻜوﻤــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ﻨﻔﺴــﻪ و اﻝﺘﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺸﻜﻼﺘﻪ و ﺤﻠﻬﺎ‪ ،‬و ذﻝك ﺒﺎﻝﺘﺨطﻴط و اﻝﻌﻤل ﻤن أﺠل ﺘﺤﺴﻴن أﺤواﻝﻪ‪.‬‬
‫و أﻗـرب اﻝﻤﻔــﺎﻫﻴم إﻝـﻰ ﺒﺤﺜﻨــﺎ ﻫـذا ﻫــو ﻤﻔﻬـوم ﻫﻴﺌــﺔ اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤــدة‪ ،‬ﺒﺄﻨﻬـﺎ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ‬
‫ﻴﻤﻜن ﺒﻬﺎ ﺘوﺤﻴد ﺠﻬود اﻝﻤوظﻔﻴن و اﻝﻤﻨﺘﺨﺒﻴن ﻤﻊ اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴـﺔ‪ ،‬ﻝﺘﺤﺴـﻴن اﻷﺤـوال‬
‫اﻻ ﻗﺘﺼـــــﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــــﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـــــﺔ ‪،‬ﻓـــــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــــﺔ و ﻤﺴـــــﺎﻋدة ﻫـــــذﻩ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻨدﻤﺎج ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻷﻤﺔ ‪،‬و اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ‪.‬‬
‫أﻤـﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻨﺠــد أن أﻏﻠـب اﻝﻤﻔــﺎﻫﻴم ذات ﺒﻌـد ﺒﻴﺌــﻲ و ﺘرﻜـز ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺘﺴــﻴﻴر اﻝﻌﻘﻼﻨــﻲ ﻝﻠﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ‪ ،‬و ﻤراﻋــﺎة ﺤﻘــوق اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻘﺎدﻤــﺔ ﻜﺎﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺜروة اﻝﻤﺎﺌﻴﺔ و ذﻝـك ﺒﺎﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻤﺤـور ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻫـو‬
‫اﻹﻨﺴــﺎن أي اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ و ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ﻫــﻲ ﺘﻨﻤﻴﺘــﻪ ا ﻗﺘﺼــﺎدﻴﺎ و اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺎ و‬
‫ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ و ﺒذﻝك ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﺴﺘﺨﻠص ﻤﻤﺎ ﺴﺒق اﻝﺘﻌرﻴف اﻹﺠراﺌﻲ اﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻫــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺸــﺎرك ﻓﻴﻬــﺎ أﺒﻨــﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‪ ،‬ﻤــﻊ‬
‫اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤن أﺠل ﺘﺤﺴﻴن أﺤـواﻝﻬم ﺒﻜـل وﻋـﻲ‪ ،‬ﻤـﻊ ﻤراﻋـﺎة ﻤـﺎ ﺘﺤﺘﺎﺠـﻪ اﻷﺠﻴـﺎل‬
‫اﻝﻘﺎدﻤﺔ ﻤن ﻤوارد طﺒﻴﻌﻴﺔ و اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫راﺒﻌﺎ ‪:‬‬
‫اﻝدراﺴﺎت اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1-‬الدراسات العربية ‪:‬‬
‫‪ -‬دراﺴﺔ أﺤﻤد ﺸرﻴﻔﻲ اﻝﻤوﺴوﻤﺔ ﺒ ﺘﺠرﺒﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪:‬‬
‫إن اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺎول اﻝدراﺴﺔ اﻹﺠﺎ ﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ,‬أن ﻫﻨﺎك ﺤﺎﻝﺔ ﻤن اﻝﻼ ﺘـوازن واﻻﺨـﺘﻼل‬
‫اﻝﺠﻬوي و اﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﺘﻌﻴﺸـﻬﺎ اﻝﺠزاﺌـر ﺤﺎﻀـ ار و ﻴﺘوﻗـﻊ ﺘﻔﺎﻗﻤﻬـﺎ ﻤﺴـﺘﻘﺒﻼ و ﻴﺒـرز ذﻝـك ﻤـن‬
‫ﺨﻼل ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻤرﻜـــز ‪ % 63.9‬ﻤـــن اﻝﺴـــﻜﺎن ﻓـــﻲ اﻝﺸـــﻤﺎل ﻋﻠـــﻰ ﻤﺴـــﺎﺤﺔ ﺼـــﻐﻴرة ﻗـــدرﻫﺎ ‪ % 4‬ﻤـــن‬
‫اﻝﻤﺴﺎﺤﺔ اﻹﺠﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﻘطر‪.‬‬
‫‪ -‬اﺴـــﺘﻘرار ‪ % 27.5‬ﻤـــن اﻝﺴـــﻜﺎن ﻓـــﻲ ﻤﺴـــﺎﺤﺔ ﻨﺴـــﺒﺘﻬﺎ ‪ % 9‬و ﺘـــوطن ‪ % 8.9‬ﻓـــوق‬
‫ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺸﺎﺴﻌﺔ ﺘﻤﺜل ‪ % 83‬ﻤن إﺠﻤﺎﻝﻲ ﻤﺴﺎﺤﺔ اﻝﺒﻠد ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻨــزوح و ﻫﺠــرة رﻴﻔﻴــﺔ ﻤﺴــﺘﻤرة أدت إﻝــﻰ ) ﺘراﺠــﻊ ( اﻨﺨﻔــﺎض ﻤﻌــدل ﺴــﻜﺎن اﻝرﻴــف ﻤــن‬
‫‪ %68.6‬ﺴﻨﺔ‪ 1966‬إﻝﻰ ‪ %47.8‬ﺴﻨﺔ ‪. 1997‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻝوﺴﺎﺌل و اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن ﺒواﺴطﺘﻬﺎ ﻤواﺠﻬﺔ ﻫذا اﻻﺨـﺘﻼل و اﻝﺘﻐﻠـب ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫أو اﻝﺘﺨﻔﻴف ﻤن ﺤدﺘﻪ ؟‬
‫وﻗدوﻀﻊ اﻝﺒﺎﺤث اﻝﻔرﻀﻴﺎت اﻻﺘﻴﺔ‬
‫‪-1‬‬
‫إن أﺴـــﻠوب اﻝﻌﻤ ـــل ﺒـــﺎﻝﺨطط و اﻝﺒـــراﻤﺞ ذات اﻝﺒﻌـــد اﻝـــوطﻨﻲ ‪،‬و اﻹﻋـــداد و اﻝﺘﺴـــﻴﻴر‬
‫اﻝﻤرﻜــزي‪ ،‬ﺘﻌﺠــز ﻋــن اﺴــﺘﻴﻌﺎب اﻝﺤﺎﺠــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﺨﺎﺼــﺔ ﺒﻜــل إﻗﻠــﻴم‪ ،‬و ﻻ ﺘﺴــﺘطﻴﻊ‬
‫)‪(1‬‬
‫أن ﺘﺤﻘق اﻝﺘوازن ﺒﻴﻨﻬﺎ و داﺨﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫‪(1) http://www.ulum.nl/d175.html 20-02-2010- 10:00‬‬


‫ﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠوم اﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ‪Journal of Human Sciences‬ﻤﺎﻴل‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -2‬ﻴﺘﺤﻘق و ﻴﺤدث اﻝﻨﻤو اﻝﻤﺘوازن ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻘطـر‪ ،‬ﺒﻨﻤـو ﻤﺨﺘﻠـف أﺠزاﺌـﻪ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫واﻝﺤﻀرﻴﺔ دﻓﻌﺔ واﺤدة و ﻤﺘزاﻤﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺘﺤﻘــق اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ اﻝــﺘﻼﺤم و اﻻﻨﺴـــﺠﺎم ﺒـــﻴن اﻝﺘﺼــورات و اﻝﺠﻬـــود اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ‬
‫واﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ و اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ،‬و ﺘﺘـواءم ﺒراﻤﺠﻬــﺎ ﻤــﻊ اﻝﺤﺎﺠــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و ﺘﺴــد ﻨﻘــﺎﺌص‬
‫اﻝﺨطط اﻝوطﻨﻴﺔ و ﺘﺘﻜﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ‪.‬‬
‫واﻋﺘﻤداﻝﺒﺎﺤث ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻻﺘﻲ‬
‫إن اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻝﻤﺜل ﻫـذﻩ اﻝدارﺴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﻀـﻤن اﻝوﺼـف و اﻝﺘﺤﻠﻴـل و اﻻﺴـﺘﻨﺘﺎج ‪,‬‬
‫ﻫو اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝوﺼﻔﻲ اﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ و اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻻﺴﺘﻨﺒﺎطﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺴــﺘﺨداﻤﻨﺎ اﻝﻤــﻨﻬﺞ اﻝﺘــﺎرﻴﺨﻲ ﻓــﻲ ﻤﺨﺘﻠــف ﻤراﺤــل و ﻤﺤطــﺎت ﻤﺴــﻴرة اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‪،‬‬
‫ﻤﻨــذ ‪1967‬م إﻝــﻰ ﻏﺎﻴــﺔ اﻝﻴــوم ﻤــﻊ اﻹﺸــﺎرة إﻝــﻰ اﻝﺨﺼــﺎﺌص و اﻝﻤﻤﻴ ـزات اﻝﺘــﻲ طﺒﻌــت ﻜــل‬
‫ﻤرﺤﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺴــﺘﻌﻨﺎ ﺒــﺎﻝﻤﻨﻬﺞ اﻻﺴـــﺘﻨﺒﺎطﻲ ﻓــﻲ ﺘﺤﻠﻴــل اﻝﻨﺼـــوص و اﻝوﺜــﺎﺌق ‪،‬و اﺴــﺘﻨطﺎق اﻷرﻗـــﺎم‬
‫وﺘﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ و ﺘرﺘﺒﻴﻬــﺎ ‪،‬ﻤــن أﺠــل إﺒ ـراز اﻻ ﻨﺠــﺎزات اﻝﻤﺤﻘﻘــﺔ و اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ و اﻝﺼــﻌوﺒﺎت اﻝﺘــﻲ‬
‫واﺠﻬﺘﻬﺎ ‪،‬و اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت اﻝﺘﻲ أﻓرزﺘﻬﺎ وﻻ ﺘزال ﺘﻤﻴز ﺘﺠرﺒﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫ﺤﻴث ﺘﻬدف ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ إﻝﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻌـــرف ﻋﻠـــﻰ ﺤﺠـــم اﻝﻤﺠﻬـــودات‪ ،‬و اﻷﻫﻤﻴـــﺔ اﻝﻨﺴـــﺒﻴﺔ ﻝﺒـــراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻓـــﻲ‬
‫إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ و ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺎﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤدى ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘوازن اﻝﺠﻬوي و اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬و اﻝﺘﻜﺎﻤل ﺒـﻴن‬
‫اﻝﻘطﺎﻋﺎت و اﻝﻨﺸﺎطﺎت ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝــدور اﻝــذي ﺘﻠﻌﺒــﻪ ﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺤــد ﻤــن اﻝﻬﺠــرة اﻝرﻴﻔﻴــﺔ‪ ،‬و اﺴــﺘﻘرار‬
‫اﻝﺴﻜﺎن و اﻝﻨﺸﺎطﺎت ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﺘﻘﻴﻴ م ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﺠرﺒﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬

‫‪(1) http://www.ulum.nl/d175.html 20-02-2010- 10:00‬‬


‫ﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠوم اﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ‪Journal of Human Sciences‬ﻤﺎﻴل‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫وﺘم اﻝوﺼول اﻝﻰ اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻻﺘﻴﺔ‬


‫ﺒــﺎﻝرﻏم ﻤــن اﻻﺴــﺘﺜﻤﺎرات اﻝﻀــﺨﻤﺔ اﻝﺘــﻲ و ﺠﻬﺘﻬــﺎ اﻝدوﻝــﺔ إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‪ ،‬و ﻜﺎﻨــت‬
‫اﻨﺠﺎزاﺘﻬ ـﺎ ﻜﺒﻴــرة ﻨﺴــﺒﻴﺎ‪ ،‬إﻻ أﻨﻬــﺎ ﻋرﻓــت ﻨﺠﺎﺤــﺎت و إﺨﻔﺎﻗــﺎت و ﺴــﻠﺒﻴﺎت‪ ،‬ﻻ ﺘ ـزال ﺘﻌﺘــرض‬
‫طرﻴــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ‪،‬و ﺘﻤﻨﻌﻬــﺎ ﻤــن ﺘﺤﻘﻴــق أﻫــداﻓﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝوﺠــﻪ اﻝﻤﻘﺒــول ‪ ,‬و ﻫــﻲ ﻤﺘﻌــددة ‪,‬‬
‫ﻤﻨﻬﺎ اﻹدارﻴﺔ و اﻝﻔﻨﻴـﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ ظـل اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﺸـﺒﻪ اﻝﻜﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻗطﺎع اﻝﻤﺤروﻗﺎت ‪،‬و ﻀﻌف اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺨرى اﻝﺘـﻲ ﻻ ﺘﺘﺠـﺎوز ﻤﺴـﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﺼـﺎدرات‬
‫أﻜﺜر ﻤن ‪ ، % 3‬وﻗد ﺘوﺼﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻫذا إﻝﻰ اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻻ ﺘﺘطﻠب ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻀﺨﻤﺔ ﻓﻘط ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻫداﻓﻬﺎ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﺘﺘطﻠـب إﻝـﻰ ﺠﺎﻨـب‬
‫ذﻝــك إدارة ﻜﻔــؤة وﻓﻌﺎﻝــﺔ وﺠﻬــﺎز ﻓﻨــﻲ ﻤؤﻫــل وﻤــدرب‪ ،‬وﻤﺴــﺎﻨدة ﺤﻜوﻤﻴــﺔ وﺸــﻌﺒﻴﺔ واﻋﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻤﺨﻠﺼﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺨطـــط و اﻝﺒـــراﻤﺞ ذات اﻝﺒﻌـــد اﻝـــوطﻨﻲ و اﻝﺘﺴـــﻴﻴر اﻝﻤرﻜـــزي ﺘﺒﻘـــﻰ ﺒﻌﻴـــدة ﻋـــن اﻝﺘﻜﻔـــل‬
‫ﺒﺎﻻﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ اﻝﺨﺎﺼـــﺔ‪ ،‬و ﺘﻌﺠـــز ﻋـــن ﺘﺤﻘﻴـــق اﻝﺘـــوازن اﻝﺠﻬـــوي ‪ ,‬ﻤـــﺎ ﻝـــم ﺘﻜـــن‬
‫ﻤﺼﺤوﺒﺔ ﺒﺒراﻤﺞ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﺘم إﻋد ادﻫﺎ و اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻬﺎ و ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﻤﺤﻠﻴﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺠﻬود اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ﻝوﺤدﻫﺎ ﻏﻴـر ﻗـﺎدرة ﻋﻠـﻰ ﺒﻠـوغ أﻫـداف اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ و اﻝﻤﺘوازﻨـﺔ‪،‬‬
‫ﻤﺎ ﻝم ﺘﻜن ﻤدﻋوﻤﺔ ﺒﺎﻝﻤﺒﺎدرات اﻝﺨﺎﺼﺔ ‪.‬‬
‫) ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ( و اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘﻤوﻴﻼ و إﻋدادا و ﺘﻨﻔﻴذا و ﺘﻘوﻴﻤﺎ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝدراﺴﺎت اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراﺴﺔ طﻴ ب ﺴـﻠﻴﻤﺎن ﻤﻠﻴﻜـﺔ اﻝﻤوﺴـوﻤﺔ ﺒﻌﻨـوان إﺸـﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬
‫ﻓﻲ ظل اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪:‬‬
‫وﺘﻜﻤــن إﺸــﻜﺎﻝﻴﺔ ﻫــذا اﻝﺒﺤــث ﻓــﻲ ﻜﻴﻔﻴــﺔ ﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‪ ،‬دون إﻝﺤــﺎق‬
‫اﻝﻀرر ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬ﺤﻴث ﻗﺴﻤت اﻝدراﺴﺔ إﻝﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺒﺎﺤث ﻤن ﺨﻼل وﺼف ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺤـــول اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻤﻔﻬوﻤﻬـــﺎ وأﻫـــداﻓﻬﺎ ﺜـــم دور رأس اﻝﻤـــﺎل اﻝﺒﺸـــري ﻓـــﻲ ﺘﺤﻘﻴـــق‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪(1) http://www.ulum.nl/d175.html 20-02-2010- 10:00‬‬


‫ﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠوم اﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ‪Journal of Human Sciences‬ﻤﺎﻴل‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬ﺘﺒﻴﺎن ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ واﻝﻤﻌوﻗﺎت اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻝﻬﺎ‬


‫‪ -‬اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﻤﻔﻬـوم اﻝﺒﻴﺌـﺔ وﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬اﻝﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴن اﻝﺒﻴﺌـﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺜـم ﺘطﻠﻌـﺎت اﻝﻌـﺎﻝم‬
‫اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫وﻤن أﻫم ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ أن ﺒﻴن اﻝﺒﻴﺌـﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻴﺠـب أن ﺘﻜـون ﻤﺘﺒﺎدﻝـﺔ ‪،‬ﻤـن أﺠـل‬
‫اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻷوﻝــﻰ ‪،‬وﻀــﻤﺎن اﺴــﺘﻤرار اﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ ‪،‬و ذﻝــك ﻝﻠﺘوﻓﻴــق ﺒــﻴن أﻫــداف اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و‬
‫ﻀرورات ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﻴﻌﻨـﻲ أن ﻋﻠـﻰ اﻹﻨﺴـﺎن أن ﻴﻌﻴـد اﻝﻨظـر ﻓـﻲ أﻨﻤـﺎط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﺘﻲ ﺴﺎر و ﻤﺎزال ﻴﺴﻴر ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬و اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻨﺴﺠم ﻤﻊ اﻝﺘوازﻨﺎت اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺤﻴن اﻝﺘﺤدث ﻋن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﻴﺘﻌﻠق اﻷﻤر ﺒﺎﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻤـن زاوﻴـﺔ ﺘﻀـﻤن‬
‫ﻓــﻲ آن واﺤــد ﺤﺎﺠــﺎت اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﺤﺎﻀــرة‪ ،‬و اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻘﺎدﻤــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺼﺎدر اﻝﺤﻴﺎة‪ ،‬واﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪,‬ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺘﺴـﺘدﻋﻲ إﻋـﺎدة اﻝﻨظـر‪ ،‬ﻝـﻴس ﻓﻘـط‬
‫ﻓﻲ ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬و ﻝﻜـن ﻜـذﻝك ﻓـﻲ ﻤﻔﻬـوم اﻝﺒﻴﺌـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب أن ﺘﻌﺘﺒـر ﻜﻜـل ﻏﻴـر ﻗﺎﺒـل‬
‫ﻝﻠﺘﺠزﺌــﺔ‪ ،‬ﺘﺘرﺘــب ﻋﻨــﻪ ﺘﻐﻴﻴ ـرات ﻓــﻲ ﻨوﻋﻴــﺔ اﻝﻌﻼﻗــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴﻘﻴﻤﻬــﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ﻤــﻊ اﻝﺒﻴﺌــﺔ و‬
‫ﻤواردﻫـــﺎ‪ ,‬ﻓـــﺎﻷﻤر ﻴﺘﻌﻠـــق ﺒﺈﺼـــﻼح اﻝﻨظـــﺎم اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ و اﻝﺜﻘـــﺎﻓﻲ ﺒﺄﻜﻤﻠـــﻪ‪ ,‬ﺤﻴـــث أن ﻫـــذا‬
‫اﻹﺼﻼح ﻻ ﻴﻤﻜن أن ﻴﺘﺤﻘق إﻻ إذا ﺒﺎدر اﻹﻨﺴﺎن ﺒﺈﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﻘﻴﻤﻬـﺎ‬
‫ﻤﻊ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬ﻝﻤﻠـﺊ اﻝﻬـوة اﻝ ﺘـﻲ ﻤـﺎ ﻓﺘﺌـت ﺘﺘﺴـﻊ ﺒـﻴن اﻹﻨﺴـﺎن و اﻝﺒﻴﺌـﺔ ‪،‬اﻝﺸـﻲء اﻝـذي ﻴﻘـود‬
‫اﻹﻨﺴﺎن إﻝﻰ اﻝﺘﻌﺎﻴش ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻗﻠﺒـﺎ و ﻗﺎﻝﺒـﺎ‪ ،‬وﺒﺴـﺒب ﺘﻌـﺎظم ﺨطـر اﻝﻤﺸـﺎﻜل اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ‬
‫ﻤن ﺠﻬﺔ وﺘﻘﻠص ﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤوارد ﻋﻠﻰ اﻷرض ٕوا ﻀﻌﺎف ﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺠدﻴد ذاﺘﻬـﺎ ﻤـن ﺠﻬـﺔ‬
‫أﺨرى ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﺤﺎﺠﺔ ﻤﻠﺤﺔ ﻝﺘرﺸﻴد اﻝﺘﻌﺎﻤل اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ‪ ،‬وذﻝك ﻷن ﻨﻤـوذج اﻝﺤداﺜـﺔ اﻝﻘـﺎﺌم‬
‫اﻝذي ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ اﻹﻴﻔﺎء ﺒﺎﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ ﻤﻊ ﺘﺠﺎﻫل ﺘﺎم ﻝﻠﺒﻴﺌـﺔ وﻝﻠﻤﺴـﺘﻘﺒل ﻝـم‬
‫ﻴﻌد ﻤﻼﺌﻤﺎ وﻻ ﻜﻔؤا ﻋﻠﻰ اﻝﻤدى اﻝطوﻴـل‪ ،‬ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺘﺘطﻠـب أن ﺘﺄﺨـذ اﻝﻨﺸـﺎطﺎت‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻵﺜﺎر اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﺘداﺨﻠـﺔ اﻝﻨﺎﺘﺠـﺔ ﻋﻨﻬـﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻤن أﺠل اﻝﺠﻴل اﻝﺤﺎﻝﻲ واﻷﺠﻴﺎل اﻝﻘﺎدﻤﺔ‪.‬‬

‫‪(1) http://www.ulum.nl/d142.html 20-02-2010- 10:00‬‬


‫إ ﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﻝﻘـد آن اﻷوان ﻝﻴﺴـﻠك ا ﻹﻨﺴــﺎن اﻝﺴـﺒل اﻝﺘــﻲ رﺴـﻤﻬﺎ ﻝــﻪ اﷲ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﻓــﻲ اﺴـﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻠــم‬
‫اﺴــﺘﻌﻤﺎﻻ ﻴﻠﻴــق و ﻤــﺎ ﻴﺘطﻠﺒــﻪ اﻝــﻨﻬﺞ اﻝﺒﻴﺌــﻲ اﻝﺴــﻠﻴم ‪،‬ﻓــﺎﷲ ﻤــﻨﺢ ﻝﻌﺒــﺎدﻩ ﺨﻴ ـرات اﻷرض و‬
‫ﻤﻨﺎﻓﻌﻬــﺎ و ﺨــول ﻝﻬــم ﻓﻘــط ﺤــق اﻻ ﻨﺘﻔــﺎع ‪,‬و ﺤــق اﻻ ﻨﺘﻔــﺎع ﻫــذا ﻴﺤــﺘم ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻨﺘﻔــﻊ ﻜﻠﻤــﺎ‬
‫ﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻊ أن ﻴﺼون ﻤﺼدر اﻻ ﻨﺘﻔﺎع و ﻴﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻝﻴﺴـﺘﻔﻴد ﻤﻨـﻪ ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻀـر و‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل‪.‬‬
‫‪ -2‬دراس>>>ة ربح>>>ي كريم>>>ة وبرك>>>ان زھي>>>ة بعن>>>وان وض>>>ع دينامكي>>>ة جدي>>>دة لتفعي>>>ل دور‬
‫الجماعات المحلية في التنمية الموسومة باإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻜﻴف ﻴﻤﻜن ﺘﺤدﻴد اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﺘطورات اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﻹﻗرار ﻨزاﻫﺘﻬﺎ ؟‬
‫‪ -‬ﻫــــل ﻴﻤﻜــــن اﻗﺘــــراح اﻝرﻗﺎﺒــــﺔ ﻋﻠــــﻰ ﻤﻴزاﻨﻴــــﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋــــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــــﺔ ‪،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــــﺎ اﻝوﺴــــﻴﻠﺔ‬
‫اﻝدﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﻝﺘﻔﻌﻴل دور ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ؟‬
‫‪ -‬و ﻤن أﺠل اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹﺸﻜﺎل ﻗﺎﻤﺘﺎ ﺒﺎﻝﺘطرق إﻝﻰ اﻝﻨﻘﺎط اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝﻤﺎﻝﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻌرﻴف اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ) ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻔﻬوم اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝﻤﺎﻝﻲ و اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻔﻬوم و أﻨواع اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻤﻔﻬوم اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻨواﻋﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬رﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻝﺴﻠطﺎت اﻝوﺼﻴﺔ ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬

‫إ ﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل ‪(1) http://www.ulum.nl/d142.html 20-02-2010- 10:00‬‬


‫ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‬
‫‪(2) http://30dz.justgoo.com/montada-f5/topic-t722.htm 20-02-2010 .10:00‬‬
‫وﻀﻊ دﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﺠدﻴدة ﻝﺘﻔﻌﻴل دور اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝ ﻼﺤﻘﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬


‫‪ -‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝ ﻼﺤﻘﺔ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻤن أﻫم ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ أﻨﻬﺎ ﺴﻤﺤت ﻝﻨﺎ ﺒ رؤﻴـﺔ و ﺘﺤﻠﻴـل ﻤﺨﺘﻠـف أﻨـواع اﻝرﻗﺎﺒـﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻬﺎ ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪،‬ﻝﻜن اﻝﺴؤال اﻝﻤطروح ﻫو ‪:‬ﻫل أن ﻫذﻩ اﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﻗـد‬
‫ﺠﺴــدت ﻓﻌــﻼ ﻋﻠــﻰ أرض اﻝواﻗــﻊ‪ ،‬و ﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﺤﻘﻘــت أﻫــداﻓﻬﺎ اﻝﻤﺴــطرة ‪ ،‬و ﻤــﺎ ﻫــو ﺘﻔﺴــﻴر‬
‫وﺠود ﺒﻠدﻴﺎت ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤن ﻋﺠز ﻓﻲ ﻤﻴزاﻨﻴﺘﻬـﺎ‪ ،‬و أﺨـرى اﺴـﺘطﺎﻋت ﺘﺤﻘﻴـق اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ‬
‫و إﺤداث ﻓﺎﺌض ‪.‬‬
‫ﻴﻌود ﺘﻔﺴﻴر ﻫذا إﻝﻰ ظـﺎﻫرة اﻝﻨﻤـو اﻝﺴـرﻴﻊ ﻝﻨﻔﻘـﺎت اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬و اﻝﻨﻤـو اﻝﺒطـﻲء‬
‫ﻹﻴراداﺘﻬــﺎ‪ ،‬و اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت اﻝﺴــﺒب اﻷﺴﺎﺴــﻲ ﻓــﻲ إﺤــداث ظــﺎﻫرة ﺨطﻴــرة ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ ﻋــدم‬
‫اﻝﺘـوازن ﺒــﻴن اﻹﻴـرادات و اﻝﻨﻔﻘــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻨظﻤﻬــﺎ اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ ‪ ,‬اﻷﻤــر اﻝــذي أدى ﺒﺎﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ أن ﺘﻠﺠﺄ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺴﺘﻤرة إﻝﻰ اﻝدوﻝﺔ طﺎﻝﺒﺔ ﻴد اﻝﻤﺴﺎﻋدة ‪.‬‬
‫وﻜــل ﻫــذا ارﺠــﻊ إﻝــﻰ ﻋــدم وﺠــود اﻝرﻗﺎﺒــﺔ اﻝﺼــﺎرﻤﺔ ‪،‬ﺴ ـواء ﻋﻨــد إﻋــداد اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ أو أﺜﻨــﺎء‬
‫ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ‪ ,‬وﻫذا ﻤـﺎ ﻴـؤدي إﻝـﻰ اﻝﺘﻼﻋـب ﺒـﺄﻤوال اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬ﻤـن طـرف اﻝﻤـؤطرﻴن‬
‫وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ أدى ذﻝك إﻝﻰ اﻝزﻴﺎدة اﻝﺴرﻴﻌﺔ ﻝﻠﻨﻔﻘـﺎت ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـﺎب اﻹﻴـرادات ﺒﺼـورة ﻋﺸـواﺌﻴﺔ‬
‫و ﻏﻴر ﻤﻨﺘظﻤﺔ ‪ ,‬ﺒرﻏم أﻨﻨﺎ ﻨﻌﻠم أن ﻤﻌظـم اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺘﻌـﺎﻨﻲ ﻤـن ﻤﺸـﻜﻠﺔ اﻝزﻴـﺎدة‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﺴرﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻝﻨﻤو اﻝدﻴﻤﻐراﻓﻲ ‪ ،‬و اﻝﻨزوح اﻝرﻴﻔﻲ ﻻﻨﻌدام ﺒﻌض اﻝﻤراﻓق اﻝﻀرورﻴﺔ‬
‫و ظﻬور ﻤﺸﺎﻜل اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘدﻓﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺎت إﻝﻰ اﻝزﻴﺎدة ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت إﻝﻰ اﻝﻤـواطﻨﻴن‬
‫اﻝﻤوﺠودﻴن ﻓﻲ ﺤدود اﻹﻗﻠﻴم ‪،‬ﻤﻤـﺎ ﻴـؤدي إﻝـﻰ اﻝزﻴـﺎدة ﻓـﻲ اﻹﻨﻔـﺎق ‪ ,‬إﻻ أن ﻫـذﻩ اﻷﺴـﺒﺎب‬
‫ﻴﻤﻜن ﺘدارﻜﻬﺎ و اﻝﺴﻴطرة ﻋﻠﻴﻬـﺎ‪ ،‬وذﻝـك ﻋـن طرﻴـق وﻀـﻊ ﺨطـط ﻤﺤﻜﻤـﺔ ﻝﺘﻔـﺎدي اﻹﻨﻔـﺎق‬
‫اﻝﻤﺘزاﻴد اﻝذي ﻴﻔوق اﻹﻴرادات و اﻝذي ﻴﺤدث إﺨﻼﻻ ﻓﻲ اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪(1) http://30dz.justgoo.com/montada-f5/topic-t722.htm 20-02-2010 10:00‬‬


‫وﻀﻊ دﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﺠدﻴدة ﻝﺘﻔﻌﻴل دور اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -3‬دراﺴــﺔ ﻤﺼــﺎﺒﻴﺢ ﻓوزﻴــﺔ ﺒﻌﻨ ـوان دور اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ) اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ( ﻓــﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﻤوﺴوﻤﺔ ﺒﺈﺸﻜﺎﻝﻴﺔ ‪ :‬اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺠزء ﻻ ﻴﺘﺠ أز ﻤـن اﻝدوﻝـﺔ ‪ ,‬أي أﻨﻬـﺎ‬
‫ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻬﺎ ﺒﺎﻝرﻏم ﻤن وﺠود اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر أﺴﻠوﺒﺎ ﻤـن أﺴـﺎﻝﻴب اﻝﺘﻨظـﻴم اﻹداري‪ ،‬و‬
‫اﻝﺘـــﻲ ﺘﻌﻨـــﻲ ﺘوزﻴـــﻊ اﻝوظﻴﻔـــﺔ اﻹدارﻴـــﺔ ﺒـــﻴن اﻝﺴـــﻠطﺎت اﻝﻤرﻜزﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝدوﻝـــﺔ‪ ،‬و اﻝﻬﻴﺌـــﺎت‬
‫اﻹدارﻴــﺔ اﻝﻤﻨﺘﺨﺒــﺔ ‪،‬و اﻝﺘــﻲ ﺘﺒﺎﺸ ـر ﻤﻬﺎﻤﻬــﺎ ﺘﺤــت رﻗﺎﺒ ـﺔ ﻫــذﻩ اﻝﺴــﻠطﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﻨظــﻴم اﻝدوﻝــﺔ‬
‫ﻴﺴــﺘوﺠب ﺘﻘﺴــﻴﻤﻬﺎ إﻝــﻰ أﻗــﺎﻝﻴم ‪ ,‬وﻻﻴــﺔ‪ ،‬ﺒﻠدﻴــﺔ‪ ,‬و ﺒــﺎﻝرﺠوع إﻝــﻰ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌــد اﻝﺨﻠﻴــﺔ‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﺘﻜﻔل ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤواطﻨﻴن‪.‬‬
‫ﻓﺎﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺘﻌﺘﺒــر اﻝﻨ ـواة اﻝرﺌﻴﺴــﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻗرﻴﺒــﺔ ﻤــن اﻝﻤ ـواطن ‪ ,‬و ﻗــد‬
‫وﻀــﻌت أﺴﺎﺴــﺎ ﺒﻬــدف ﺘﺴــﻴﻴر ﺸــؤون اﻷﺸــﺨﺎص اﻝﻘــﺎطﻨﻴن ﺒﻬــﺎ ‪ ,‬و ﺘﺤﺴــﻴن وﻀــﻌﻴﺘﻬم‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻝﺼﺤﻴﺔ ‪ ,‬و ﻜذا ﺘرﻗﻴﺔ اﻝﻤﺤﻴط اﻝذي ﻴﻌﻴﺸون ﻓﻴـﻪ ‪,‬ﻓﺎﻝﺴـﻜﺎن‬
‫ﻴﻌﻴﺸون و ﻴﻌﺎﻨون ﻴوﻤﻴﺎ ﻤن ﻤﺸﺎﻜل ﺸﺘﻰ ﻜﺎﻝﺴﻜن ‪ ,‬اﻝﻌﻤل ‪ ,‬ﻨﻘص اﻝﻤراﻓق اﻝﺼـﺤﻴﺔ ‪...‬‬
‫و ﻗد ﺨوﻝت اﻝدوﻝﺔ ﺴﻠطﺎت إﻝـﻰ اﻝﺒﻠـدﻴﺎت ﺒﺈﺘﺒـﺎع ﻨظـﺎم اﻝﻼﻤرﻜزﻴـﺔ ﻤـن أﺠـل اﻝﺘﺨﻔﻴـف ﻤـن‬
‫ﺤدة ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﺎﻜل و اﻝﺘﻘﻠﻴل ﻤﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫و ﻤﻤﺎ ﻻﺸك ﻓﻴﻪ أن ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻤـن اﻝﻘﻀـﺎﻴﺎ اﻝﺸـﺎﺌﻜﺔ‪ ،‬اﻝﺘـﻲ ﺒﺎﺘـت ﺘـؤرق‬
‫ﺸــﻌوب دول اﻝﻌــﺎﻝم ﻤــﻊ إطﻼﻝــﺔ اﻝﻘــرن اﻝواﺤــد و اﻝﻌﺸــرﻴن ‪ ,‬وﻗــد ﺘرﺠﻤــت ﻫــذﻩ اﻝﺸــﻌوب‬
‫وﻋﻴﻬﺎ ﻫذا إﻝﻰ ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ظﻬور ﻤﻨظﻤـﺎت و أﺤـزاب ‪ ,‬ﺒﺎﺘـت ﺘﻤـﺎرس ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺤﻜوﻤﺎت دوﻝﻬﺎ ﻀﻐوطﺎ ﻜﺒﻴرة ﻗﺼد اﺘﺨﺎذ ا ﻹﺠراءات اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒﻴﺌﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ إﻨﺴﺎﻨﻬﺎ و ﻀﻤﺎن اﺴﺘﻤ اررﻴﺘﻪ و ﺴﻼﻤﺘﻪ‪ ,‬وﻤـن اﻝﻤﻌﻠـوم ﻜـذﻝك أن اﻝـوﻋﻲ‬
‫اﻝﺒﻴﺌــﻲ ﻻﻴ ـزال ﻓــﻲ ﺒداﻴﺎﺘــﻪ اﻝﻤﺘﻌﺜــرة ‪ ،‬ﺒــدول اﻝﺠﻨــوب – دول اﻝﻌــﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝــث – اﻝﺘــﻲ ﻤــن‬
‫ﻀــﻤﻨﻬﺎ اﻝﺠزاﺌــر ‪ ,‬و ﻫــﻲ وﻀــﻌﻴﺔ ﺘــرﺘﺒط ﺒﺄوﻀــﺎع ﻫــذﻩ اﻝﺒﻠــدان و ﻤﺸــﺎﻜﻠﻬﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪ ,‬اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و ﻗد وﻀﻌت ﻝذﻝك ﻤﻘﺎﻴﻴس ﻋﺎﻝﻤﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪(1) http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=1786 20-02-2010 10:00‬‬


‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ و ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫و ﺘم اﻝﺘﺄﻜﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤـن ﺨـﻼل ﺘرﺴـﺎﻨﺔ ﻤـن اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﺘـﻲ ﺴـﻨت ﻝﻀـﻤﺎن اﻝﺘﻜﻔـل ﺒﻬـﺎ ‪ ,‬و‬
‫ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر ﻓﻘــد دﻋــﺎ اﻝــوزﻴر اﻝﻤﻨﺘﺨــب اﻝﻤﻜﻠــف ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ إﻝــﻰ ﻀــرورة ﺒــذل اﻝﺠﻬــود ﻗﺼــد‬
‫ﺘﺠﺎوز اﻝدﻴﻜور اﻝﻤﺘدﻫور ﻝﻠﻔﻀﺎءات اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ و اﻝﺘﻲ ﻋرﻓت اﻝﻤﺤﻴط اﻝﻤﻌﻴﺸﻲ ﻝﻠﺴـﻜﺎن ﻤـن‬
‫ﺨﻼل إدراج ﻗﻴم اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘرﻤﻲ إﻝﻰ ﺘﻬذﻴب ﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻹﻓراد ‪ ,‬وﺘﺤﺴﻴن اﻹطـﺎر اﻝﻤﻌﻴﺸـﻲ‬
‫ﻝﻠﻤواطﻨﻴن ‪ ,‬ﻓﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻫﻲ ﻤن أوﻝوﻴﺎت اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ وذﻝـك ﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ و‬
‫إﺤــداث ﺘﻐﻴﻴــر اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ داﺨﻠــﻪ ‪ ,‬و ﻝﻬــذﻩ اﻷﺴــﺒﺎب ﺠــﺎءت ﻫــذﻩ اﻝدراﺴــﺔ ﻤــن أﺠــل إﺒ ـراز‬
‫اﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺨوﻝﻬﺎ اﻝﻤﺸروع ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ و أﻫـم اﻝﻌراﻗﻴـل اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﻌﻴق ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﺴﻠﻴم ‪.‬‬
‫و ﺘﻨﺎوﻝت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﺤﺎور اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬واﻗﻊ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺤﻀرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ و ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌراﻗﻴل اﻝﺘﻲ ﺘواﺠﻪ اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫وﻤن أﻫم ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘزوﻴد اﻝﻤـدن ﺒﺎﻝﻤﺨططـﺎت اﻝﺘوﺠﻴﻬﻴـﺔ ﻝﻠﺘﻬ ﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ و ﺘﺼـﺎﻤﻴم اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ‬
‫ﻤﺎدام اﻝﻘرار ﺒﺈﺤداث ﻫذﻩ اﻝﺘﺼﺎﻤﻴم ﻴﺨوﻝﻪ اﻝﻘـﺎﻨون ﻝﻠﺒﻠـدﻴﺎت ‪ ,‬و ﻤﺎداﻤـت اﻝﻤﺼـﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻫــذﻩ اﻝﺘﺼــﺎﻤﻴم أو ﺘﻌــدﻴﻠﻬﺎ ﺒﻌــد اﻨﺠﺎزﻫــﺎ ﻤ ــن طــرف اﻝﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻝﺘﻘﻨﻴــﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼــﺔ ﻫــﻲ ﻤــن‬
‫اﺨﺘﺼﺎص اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ اﻨﺠــﺎز اﻝدراﺴــﺎت اﻝﻼ زﻤ ــﺔ ﺤــول ﺘﺼــرﻴف اﻝﻤﻴــﺎﻩ اﻝﻤﺴــﺘﻌﻤﻠﺔ ‪ ,‬و إﺘــﻼف‬
‫اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺼـﻠﺒﺔ ‪ ,‬أو اﻝﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ اﺴـﺘﻐﻼﻝﻬﺎ إﻤـﺎ ﻋﺒـر إﻋـﺎدة اﻝﺘﺼـﻨﻴﻊ أو اﺴـﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫إﻨﺘﺎج اﻝطﺎﻗﺔ ‪ ,‬ﺨﺎﺼﺔ و أن اﻝﺘﺠﺎرب أﻜدت ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺨﻔﻴـف اﻝﻀـﻐط ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤوارد اﻷوﻝﻴﺔ ‪ ,‬وﺘوﻓﻴر ﻤﺼﺎدر إﻀﺎﻓﻴﺔ ﻝﻠطﺎﻗﺔ ‪ ,‬ﻓﻀﻼ ﻋن اﻝﻤردودﻴـﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﻝﻤﺜـل‬
‫ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ ‪ ,‬و ﻫو ﻤﺎ ﺘﺄﻜد ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﺠﺎرب اﻝﺘﻲ ﻗﺎﻤت ﺒﻬﺎ ﺒﻌض اﻝﺒﻠـدﻴﺎت ﻓـﻲ ﺒﻠـد‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻨﺎﻤﻲ ﻜﺎﻝﺴﻨﻐﺎل ﻤﺜﻼ‪.‬‬

‫‪(1) http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=1786 20-02-2010 10:00‬‬


‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ و ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫‪ -‬إﺤـــداث ﻤﺤطـــﺎت ﻝﺘﺼـــﻔﻴﺔ اﻝﻤﻴـــﺎﻩ اﻝﻤﺴـــﺘﻌﻤﻠﺔ ﻤـــن أﺠـــل إﻋـــﺎدة اﺴـــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻓـــﻲ ﺴـــﻘﻲ‬
‫اﻝﻤﺴـــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـــراء ‪ ,‬واﻝﻌﻤـــل ﻋﻠـــﻰ ﻤﻨـــﻊ اﺴـــﺘﻌﻤﺎل اﻝﻤﻴـــﺎﻩ اﻝﻤﻠوﺜـــﺔ )ﻏﻴـــر اﻝﻤﻌﺎﻝﺠـــﺔ (‬
‫ﻷﻏراض زراﻋﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺤدث ﻓﻲ ﻋدد ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺎت ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻗﺎﻤﺔ و ﺘﺠﻬﻴز اﻝﻤﺨﺘﺒرات ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜن اﻷﻗﺴﺎم اﻝﺼﺤﻴﺔ ﻤن اﻝﻘﻴﺎم ﺒدورﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻜﺜــــﺎر ﻤــــن اﻝﻤﻨﺘزﻫــــﺎت و اﻝﺤــــداﺌق و اﻝﻤﺴــــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀــــراء ﻹﻋــــﺎدة اﻝﺘــــوازن ﺒــــﻴن‬
‫اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻤﺒﻨﻴﺔ و اﻹﺤﻴﺎء اﻝوظﻴﻔﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬و ﻓوق ﻜل ﻫذا و ذاك ﻀـرورة اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒﺘﻜـوﻴن اﻷطـر اﻝﺒﺸـرﻴﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴـﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﺘﻠوث و ﻤﺤﺎرﺒﺘﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ ﻨﺸــر اﻝــوﻋﻲ اﻝﺒﻴﺌــﻲ ﻋــن طرﻴــق ﺘﻨظــﻴم اﻝﻤﻌــﺎرض‪ ،‬و اﻝﻨــدوات و ﺘﻌﻠﻴــق‬
‫اﻝﻤﻠﺼﻘﺎت و ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﻬرﺠﺎﻨﺎت و اﻝﺘظﺎﻫرات ﺤول ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺤدﻴد ﻋﺘﺒﺎت اﻝﺘﻠوث و وﻀﻊ ﺸروط وﻗﺎﺌﻴﺔ ﻤﻠزﻤﺔ ﻝﻠﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﻴن ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝوﻋﺎء اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ‪،‬و اﺘﺨـﺎذ ﻜﺎﻓـﺔ اﻹﺠـراءات اﻝزﺠرﻴـﺔ اﻝﻜﻔﻴﻠـﺔ‬
‫ﺒردع ﻜل ﻤن ﻴﺴﺎﻫم ﻤﺘﻌﻤدا ﻓﻲ ﺘﻠوﻴث اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺤﻀرﻴﺔ ‪ ،‬و ﻋﻤوﻤﺎ ﻓﺈﻨﻨﺎ إذا ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ اﻝﻌواﺌـق‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﺤد ﻤن ﻓﻌﺎﻝﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒدورﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ‪ ,‬ﺴـواء ﻤﻨﻬـﺎ اﻝﻌواﺌـق‬
‫اﻝذاﺘﻴﺔ أو اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻨ ﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘرﺘﺒط ﺒ ﻤﺸﻜل اﻝوﻋﻲ اﻝﺒﻴﺌﻲ ﻝدى اﻝﻨﺎﺨﺒﻴن‪.‬‬
‫وﻫﻲ ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﻝﺠﻤﻴﻊ و ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﻝدوﻝﺔ ﺒﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻤـﺔ ‪ ،‬ﺒﻤؤﺴﺴـﺎﺘﻬﺎ و أﺠﻬزﺘﻬـﺎ‬
‫وﻫﻴﺌﺎﺘﻬـــﺎ اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـــﺔ و أﺤزاﺒﻬـــﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴـــﻴﺔ و اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ اﻝﻤـــدﻨﻲ ﺒﺼـــﻔﺔ ﻋﺎﻤـــﺔ ‪ ,‬ﺤﻴـــث أن‬
‫اﻝﺘﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻝﻤﺸــﻜل) ﻤﺸــﻜل ﺘﻠــوث اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﺒﺼــﻔﺔ ﻋﺎﻤــﺔ و اﻝﺒﻴﺌــﺔ اﻝﺤﻀــرﻴﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺨﺼوص ( ﻻ ﻴرﺘﺒط ﻓﻘط ﺒﺘـوﻓﻴر اﻝوﺴـﺎﺌل اﻝﻤﺎدﻴـﺔ و اﻝﺘﻘﻨﻴـﺔ ﻝﻤﺤﺎرﺒـﺔ اﻝﺘﻠـوث ‪ ,‬و إﻨﻤـﺎ‬
‫ﻴرﺘﺒط ﺒﻀـرورة ﺘوﻋﻴـﺔ اﻝﻤـواطن‪ ،‬ﻋﺒـر ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﺘرﺒوﻴـﺔ و اﻹﻋﻼﻤﻴـﺔ ﻷﺨطـﺎر‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺘﻠوث اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻋواﻤل ﻫذا اﻝﺘﻠوث و طرق اﻝﺘﺨﻔﻴف ﻤﻨﻪ ‪ ,‬ووﺴﺎﺌل ﻤﺤﺎرﺒﺘﻪ ‪.‬‬

‫‪(1) http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=1786 20-02-2010 10:00‬‬


‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ و ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المنھجـــــــي‬ ‫الفصــــــــــــــــــــــل األول‬

‫ﺨﻼﺼﺔ ‪:‬‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴ ـﺔ ﻻ ﺘﺘطﻠــب ﻤﺒــﺎﻝﻎ ﻀــﺨﻤﺔ ﺒﻘــدر ﻤــﺎ ﺘﺘطﻠــب إدارة ﻜﻔــؤة وﻓﻌﺎﻝــﺔ وﻤﺴــﺎﻨدة‬
‫ﺤﻜوﻤﻴﺔ وﺸﻌﺒﻴﺔ واﻋﻴﺔ وﻤﺨططﺔ ‪ ،‬وأن اﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤرﻜزي ﻝﻠﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻴﺒﻘـﻰ ﺒﻌﻴـد‬
‫ﻋـــن اﻝﺤﺎﺠـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ اﻝﺨﺎﺼـــﺔ ‪ ،‬وأن اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘداﻤﺔ ﺘﺘطﻠـــب أن ﺘﺄﺨـــذ‬
‫ا ﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﻓـﻲ اﻻﻋﺘﺒـﺎر اﻵﺜـﺎر اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﺘداﺨﻠـﺔ‪،‬‬
‫ﻤـــن أﺠـــل اﻝﺠﻴـــل اﻝﺤـــﺎﻝﻲ واﻷﺠﻴـــﺎل اﻝﻘﺎدﻤـــﺔ ‪ ،‬و ﺒﺎﻋﺘﺒـــﺎر اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻫـــﻲ اﻝﻨـــواة اﻷﺴﺎﺴـــﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﺴـؤوﻝﺔ ﻋـن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﺠـد ﻤـن ﺨــﻼل ﻫـذﻩ اﻝدراﺴـﺎت إﺠﺎﺒـﺔ ﻋـن اﻝﻌﺠـز ﻤــن‬
‫اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ ﻷﻏﻠــب اﻝﺒﻠــدﻴﺎت‪ ،‬واﻝﻤﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ اﻝﻨﻤــو اﻝﺴــرﻴﻊ ﻝﻨﻔﻘــﺎت اﻝﺒﻠدﻴــﺔ واﻝﻨﻤــو اﻝﺒطﻴــﺊ‬
‫ﻹﻴراداﺘﻬــﺎ ‪ ،‬وﻫــذا راﺠــﻊ إﻝــﻰ ﻋــدم وﺠــود اﻝرﻗﺎﺒــﺔ اﻝﺼــﺎرﻤﺔ ﻋﻨــد إﻋــداد اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ وأﺜﻨــﺎء‬
‫ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻴؤدي ﺒﺘﻼﻋب أﻤوال اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤن طرف اﻝﻤؤطرﻴن ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴؤدي ذﻝـك‬
‫إﻝﻰ اﻝزﻴ ﺎدة اﻝﺴرﻴﻌﺔ ﻝﻠﻨﻔﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻹ ﻴرادات ﺒﺼورة ﻋﺸواﺌﻴﺔ وﺘﻤـر ﻤﻨﺘظﻤـﺔ ‪ ،‬وأن‬
‫ظﻬور اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﺎﻝﻨزوح اﻝرﻴﻔﻲ واﻝﻨﻤو اﻝدﻴﻤﻐراﻓﻲ ‪ ،‬ﻴدﻓﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ إﻝـﻰ اﻝزﻴـﺎدة‬
‫ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت إﻝﻰ اﻝﻤواطﻨﻴن ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ اﻝزﻴﺎدة ﻓﻲ اﻹ ﻨﻔﺎق ‪ ،‬وأن ﺘﻘدﻴم ﺤﻠول‬
‫ﻤﺎدﻴــﺔ ﻻ ﺘﻜﻔــﻲ ﻓــﻲ ﻏﻴــﺎب وﻋــﻲ اﻝﻤـواطن وﻤﺴــﺎﻫﻤﺘﻪ وﺘﻌﺎوﻨــﻪ ﻤــﻊ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻤﺠﺎل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻝﻤﺤﺔ ﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﻋن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪.‬‬


‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ )‪.(1962 -1830‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻝﻴﺔ )‪.(1967-1962‬‬
‫‪ -3‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻗﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴﺎت )‪.(1990-1967‬‬
‫‪ -4‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد ‪.1990‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬اﻝﻤﺸﺎﻜل واﻝﺘﺤدﻴﺎت اﻝﺘﻲ واﺠﻬت ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺎت ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻌﺎﻤل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻌﺎﻤل اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻝﻤﺎﻝﻲ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ودورﻫﺎ اﻝﺘﻨﻤوي‪.‬‬
‫‪ -1‬اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻌﻤﻴر واﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝرﻴﺎﻀﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﺘطرﻗﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻔﺼــل إﻝــﻰ اﻹﺤﺎطــﺔ ﺒﺎﻝﻤراﺤــل اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻤــرت ﺒﻬــﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺠزاﺌـر‪ ،‬واﻝﺼــﻌوﺒﺎت اﻝﺘــﻲ اﻋﺘرﻀــت اﻝﺒﻠــدﻴﺎت ﻓـﻲ آداء دورﻫــﺎ اﻝﺘﻨﻤــوي‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫إدارة ﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘﺴــﻌﻰ ﻝﺨدﻤــﺔ اﻝﻤ ـواطن ﻤــن ﺨــﻼ ل اﻝﻤﺠــﺎﻝس اﻝﻤﻨﺘﺨﺒــﺔ واﻝﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻹدارﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻤوﻀــﺤﻴن اﻝــدور اﻝﺘﻨﻤــوي ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ واﻝﻘﻴــﺎم ﺒﻨظﺎﻓ ـﺔ‬
‫اﻝﻤﺤــﻴط واﻻﻫﺘﻤــﺎم ﺒــﺎﻝﻤواطن ﻓــﻲ إط ـﺎر اﻝﻤﻬــﺎم واﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت اﻝﻤﻨوطــﺔ ﻝﻬــﺎ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻤﻴدان اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﻜزﻴن ﻋﻠﻰ ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﺒﻴﺌﻲ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪:‬‬
‫ﻝﻤﺤﺔ ﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﻋن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬
‫ﻝﻘــد دﺨــل اﻝﻌﺜﻤــﺎﻨﻴون اﻝﺠزاﺌــر ﺴــﻨﺔ ‪ 1513‬م و اﺴــﺘﻤر و ﺠــودﻫم ﺤﺘــﻰ ‪ 1830‬م ‪ ،‬إن‬
‫اﻝﻔﺘرة اﻝزﻤﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺒﻘﻲ اﻝﺤﻜم اﻝﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻓﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌـر طوﻴﻠـﺔ داﻤـت ﻗراﺒـﺔ ‪ 311‬ﺴـﻨﺔ‬
‫ﻓﻘــد ﻜﺎﻨــت وراء ﻫــذﻩ اﻝﻤــدة اﻝطوﻴﻠــﺔ ﻋواﻤــل اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و ﻋﻘﺎﺌدﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ إﺒﻘــﺎء اﻝﺤﻜــم‬
‫اﻝﻌﺜﻤــﺎﻨﻲ واﻋﺘﺒــر ذﻝــك اﻝﺠزاﺌرﻴــون و اﻝﻌﺜﻤــﺎﻨﻴون إﺨــوة ﻓــﻲ اﻝــدﻴن ﺘﺤــت راﻴــﺔ اﻝﺨﻼﻓــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ وﻗﺎﻤوا ﺠﻨﺒﺎ إﻝﻰ ﺠﻨب ﻝﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻝﻐزاة اﻝطﺎﻤﻌﻴن ﻓﻲ اﻻﺴـﺘﻴﻼء ﻋﻠـﻰ اﻝﺠزاﺌـر‬
‫ﺒﺤﻴث أن اﻝﺠزاﺌر ﻗﺴﻤت إﻝﻰ ﺜﻼﺜـﺔ وﻻﻴـﺎت ) ﺒﺎﻴﻠـك اﻝﺸـرق ‪ ،‬اﻝوﺴـط ‪ ,‬اﻝﻐـرب ( ﻴﺸـرف‬
‫ﻋﻠـــﻰ ﻜـــل وﻻﻴـــﺔ ﻗﺎﺌـــد ‪ ,‬ﻤﻤﺜـــل اﻹدارة اﻝﻤرﻜزﻴـــﺔ و ﺘﻨﺴـــﻴق أﻋﻤـــﺎل اﻷوطـــﺎن و اﻝﻘﺒﺎﺌـــل‬
‫اﻝﻤﺘواﺠدة ﻋﻠﻰ ﺘراب اﻝوﻻﻴﺔ )‪ ,(2‬و ﻋﻠﻰ اﻝـرﻏم ﻤـن أن اﻝدراﺴـﺎت ﻤـﺎ ﺘـزال ﻗﻠﻴﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻝﻤﻀــﻤﺎر إﻻ أن ﺒﻌــض اﻷﺒﺤــﺎث اﻷوﻝﻴــﺔ ﺘﻤــت ﺤﺘــﻰ اﻵن ﺘﺒــﻴن أﻫﻤﻴــﺔ ﻤــداﺨﻼﺘﻬم ﻓـــﻲ‬
‫اﻝﺸؤون اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﺒﺤﺘﺔ ‪ ,‬ﺤﻴث ﺘراوﺤت ﺒﻴن ﺘﺤدﻴد دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺸروط اﻝﺒﻨﺎء و ﺤﺠب‬
‫) اﻷﻨظــﺎر ( وﺘﻨظــﻴم اﻝﺤــﺎرات و ﺘــدﺒﻴر ﺸــؤون اﻝﺤــرﻓﻴﻴن و ﻤــﺎ ﺸــﺎﺒﻪ ذﻝــك ﻤــن أﻤــور‪ ،‬إن‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻝﻨظﺎم اﻝﺒﻠدي ﻨﻌﺘﺒرﻩ أ ﺼﻴﻼ ﺒﺎﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺘﻌرﻓﻪ ﻓﻲ أورﺒﺎ ‪...‬‬

‫)‪ (1‬أﺒو اﻝﻘﺎﺴم ﺴـﻌد اﷲ ‪ :‬ﺘـﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌـر اﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ ‪ ,‬اﻝﺸـرﻜﺔ اﻝوطﻨﻴـﺔ ﻝﻠﻨﺸـر و اﻝﺘوزﻴـﻊ اﻝﺠزاﺌـر ‪ ,‬اﻝﺠـزء اﻷول ‪1981‬‬
‫ص‪ ، 10‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (2‬ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻓﻴﻼﻝﻲ ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻴوراش ‪ :‬ﻨظﺎم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬ﻤوﻀوع ﻗدم ﻝﻠﻤؤﺘﻤر اﻝراﺒﻊ ﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻤـدن اﻝﻌرﺒﻴـﺔ‬
‫‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر ‪ 05 ،‬ﻤﺎي ‪ ،1983‬ص ‪. 2‬‬
‫)‪ (3‬أﻨدرﻴﻪ رﻴﻤون ‪ :‬اﻝﻌواﺼم اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻋﻤﺎرﺘﻬﺎ و ﻋﻤراﻨﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﺘـرة اﻝﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ‪ ،‬ﺘرﺠﻤـﺔ ﺤـﺎﺘم طوﻴـل ‪ ,‬ﻤﺠﻠـﺔ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ‪ ,‬ﻤﻨظﻤﺔ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ,‬اﻝﻜوﻴت ‪ ،‬اﻝﻌدد ‪ 24‬ﻤﺎرس ‪ ، 1987‬ص ‪. 79‬‬

‫‪35‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ ) ‪:( 1962 -1830‬‬


‫ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر ﺸــﻜل اﻷﺴــﺎس اﻝﺘــﺎرﻴﺨﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴــﺔ أﺤــد اﻝﻤﻘوﻤــﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ اﻝــذي ﻴﻤﻜــن‬
‫اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﻝﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻋﻠﻴﻪ ﻫذﻩ اﻹدارة و ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻝﺘﺤﺴـﻴن ﻤﺴـﺘوى أداﺌﻬـﺎ‬
‫ﺤﺘﻰ ﺘﺴﺘطﻴﻊ اﻹدارة دﻗـﻪ اﻝﻌﻤـل اﻝﺒﻠـدي و ﺘطـوﻴرﻩ ‪ ,‬ﺨﺎﺼـﺔ ﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﻤﻌﺎﻝﺠـﺔ اﻝﻤﺸـﺎﻜل‬
‫اﻝﻤﺘﺼـــﻠﺔ ﺒـــﺎﻝﻨﻤو اﻝﺴـــﻜﺎﻨﻲ و اﻝﺘوﺴـــﻊ اﻝﻌﻤراﻨـــﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻝﺒﻠدﻴـــﺔ و ﺘﻨظﻴﻤﺎﺘﻬـــﺎ اﻹدارﻴـــﺔ ﻓـــﻲ‬
‫اﻝﺠزاﺌــر ﺨﻀــﻌت ﻝﻼﺴــﺘﻌﻤﺎر اﻝﻔرﻨﺴــﻲ ‪ ،‬ﻏﻴــر أن ﺘــﺄﺜﻴر ﻫــذا اﻝﺨﻀــوع اﺨﺘﻠــف ﻤــن اﻝﺤﻜــم‬
‫اﻝﻌﺜﻤﺎﻨﻲ إﻝﻰ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر اﻝﻔرﻨﺴﻲ ‪ ،‬و ﻜﺎن دﺨﻴﻼ ﻋﻠﻰ اﻝﺸـﻌب اﻝﺠزاﺌـري وﻤـن ﺜﻤـﺔ ظﻠـت‬
‫اﻹدارة ) اﻝﺒﻠدﻴﺔ ( ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻗﺒل ا ﻻﺴﺘﻘﻼل ﺠﺴﻤﺎ ﻏرﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤواطن اﻝﺠزاﺌري )‪.(1‬‬
‫ﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ‪ 1834‬م أﺼـــﺒﺤت اﻝﺠزاﺌـــر رﺴـــﻤﻴﺎ ﺘﺤـــت إدارة ﺤـــﺎﻜم ﻋـــﺎم ﺘﻌﻴﻨـــﻪ وزارة اﻝـــدﻓﺎع‬
‫اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ﻝﻘد ﻨﺠﺢ اﻝﻤﺴﺘوطﻨون ﻋﻨدﻤﺎ ﺼدر ﻗﺎﻨون ‪ 15‬أﻓرﻴل ‪1845‬م اﻝـذي ﻴـﻨص ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺘﻘﺴﻴم اﻝﺠزاﺌر إدارﻴﺎ إﻝﻰ ﺜـﻼث ﻋﻤـﺎﻻت‪ ،‬ﺒـدل ﺜـﻼث ﻨـواﺤﻲ ﻋﺴـﻜرﻴﺔ ﻗدﻴﻤـﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ رأس‬
‫ﻜــل وﻻﻴــﺔ واﻝــﻲ ﻤ ـ دﻨﻲ ﺒﺠﺎﻨﺒــﻪ ﻗﺎﺌــد ﻋﺴــﻜري ﻝﻠوﻻﻴــﺔ ورﻏــم ﺸــدة اﻝﺨــﻼف ﺒــﻴن اﻝﻨظــﺎﻤﻴن‬
‫اﻝﻤــدﻨﻲ و اﻝﻌﺴــﻜري ﻓﻘــد ﺒﻘﻴــت اﻝﻴــد اﻝﻌﻠﻴــﺎ ﻝﻠﻘﺎﺌــد اﻝﻌﺴــﻜري ﻜﻤــﺎ ﻗﺴــﻤت ﻜــل وﻻﻴــﺔ إﻝــﻰ‬
‫ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻝﺒﻠــدﻴﺎت وﻜــل ﺒﻠدﻴــﺔ ﻝﻬــﺎ ﻤﺠﻠــس ﻤﻨﺘﺨــب ﻴﺘﻜــون ﻤــن ﻓرﻨﺴــﻴﻴن ﻤــﻊ ﺒﻌــض‬
‫اﻻﺴﺘﺜﻨﺎء ﻝﻠﺠزاﺌرﻴﻴن اﻝﻤرﺨص ﻝﻬم وﻜﺎن ﻋدد اﻷﻋﻀﺎء ﻓـﻲ اﻝﻤﺠـﺎﻝس ﻴﺨﺘﻠـف ﻤـن ﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫إﻝﻰ أﺨرى ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻴــوم‪ 04‬ﻨــوﻓﻤﺒر ‪ 1848‬أﻋﻠــن دﺴــﺘور اﻝﺠﻤﻬورﻴــﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻓرﻨﺴــﺎ ‪ ،‬اﻝﻤــﺎدة ‪109‬‬
‫ﻤﻨﻪ ﺒﺄن اﻝﺠزاﺌر ﺘﻌﺘﺒر أرﻀﺎ ﻓرﻨﺴﻴﺔ و ﻤﻨﺤت اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ) ‪1848‬م – ‪1852‬م (‬
‫ﻓرﻨﺴﻲ اﻝﺠزاﺌر ﺤﻘوﻗﺎ ﺘﻤﺜﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ‪ 04‬ﻨواب ﻓﻲ اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺘﺄﺴﻴﺴﻲ‬
‫و ‪ 03‬ﻨـواب ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺘﺸــرﻴﻌﻲ و ﻤ ــﻨﺤﻬم اﻨﺘﺨــﺎب ﺜﻠﺜــﻲ أﻋﻀــﺎء اﻝﻤﺠــﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أﺒو اﻝﻘﺎﺴم ﺴﻌد اﷲ ‪ :‬ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌر اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪ ،10‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (2‬ﺼﺎﻝﺢ ﻓرﻜوس ‪ :‬اﻝﻤﺨﺘﺼرﻓﻲ ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬دار اﻝﻌﻠوم ﻝﻠﻨﺸر و اﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ، 2003 ،‬ص ‪ ،224‬ص ‪. 225‬‬

‫‪36‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫وﻝــم ﺘﻜــن ﺴﻴﺎﺴــﺔ " اﻹ ﻨــدﻤﺎج " اﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻝﺠﻤﻬورﻴــون ﺒﻌــد ‪ 1848‬ﻗــد ﻨﺠﺤــت ﻓــﻲ‬
‫ﺠﻠــب اﻝﺠزاﺌــرﻴﻴن ﻷﻨﻬــﺎ ﻜﺎﻨــت ﺘﻌﻨــﻲ ﻋﻨــدﻫم اﻝﺘﺨﻠــﻲ ﻋــن أﺤـواﻝﻬم اﻝﺸﺨﺼــﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘـﺘﺤﻜم‬
‫ﻓﻴﻬــﺎ اﻝﺸــرﻴﻌﺔ اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻝﺴﻴﺎﺴــﺔ >> اﻝﻠﻴﺒراﻝﻴــﺔ << ﻝــم ﺘــﻨﺠﺢ ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر‪،‬‬
‫وﻗد ﺠﺎء ﻨـﺎﺒﻠﻴون اﻝﺜﺎﻝـث ‪ ،‬اﻝـذي اﺸـﺘﻬر ﻓـﻲ زﻤﻨـﻪ ﺒﺘﺄﻴﻴـد اﻝﻘوﻤﻴـﺎت ﻓـﻲ أورﺒـﺎ ‪ ،‬ﺒﺒرﻨـﺎﻤﺞ‬
‫ﺠدﻴد ﻝﻠﺠزاﺌر رﻏم أن اﻝﻠﻴﺒراﻝﻴﻴن ﻝم ﻴﺘﺤﻤﺴوا ﻝﻪ ‪ ،‬ذﻝك أﻨﻪ أﻴد ﻓﻜـرة اﻝﺤﻜـم اﻝـذاﺘﻲ ﻓﻴﻬـﺎ و‬
‫ﻨظ ـ ار إﻝــﻰ اﺴــﺘﻤرار اﻝﻤﻘﺎوﻤــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ و اﻨﺸــﻐﺎل ﻨــﺎﺒﻠﻴون ﺒﻤﻨــﺎطق أﺨــرى ) اﻝﻤﻜﺴــﻴك ‪،‬‬
‫روﻤـــﺎ اﻝﻬﻨـــد اﻝﺼـــﻴﻨﻴﺔ ‪ ،‬و ﺘﺄﻴﻴـــدﻩ ﻝﻠﻘوﻤﻴـــﺎت – أدﺨـــل ﻨـــﺎﺒﻠﻴون ﻝﻠﺠ ازﺌـــر ﻫـــذﻩ اﻝﺴﻴﺎﺴـــﺔ‬
‫اﻝﺠدﻴدة اﻝﺘﻲ أود أن أﻝﺨﺼﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻨﻘﺎط اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻨﻘل ﺸؤون اﻝﺠزاﺌر ﻤن اﻝﻤﻜﺎﺘب اﻝﻌﺴﻜرﻴﺔ إﻝﻰ أﻴدي ﻤدﻨﻴﺔ )ﺴﻨﺔ ‪. ( 1858‬‬
‫‪ -‬إﻨﺸﺎء إدارة ﺠدﻴدة ﺒﺎﺴم ) وزارة اﻝﺠزاﺌر و اﻝﻤﺴﺘﻌﻤرات ( ﻋﻠﻰ أﺴـﺎس أن ﻴﻘـﻴم اﻝـوزﻴر‬
‫ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﺒﻌﻨوان اﻷﻤﻴر ﺠﻴروم ﻨﺎﺒﻠﻴون اﻝﻨﺎﺌب ‪VICE- ROI :‬‬
‫‪ -‬إﻋطﺎء اﻝﺠزاﺌر اﻝﺤﻜم اﻝذاﺘﻲ وذﻝك ﺒﺈﻨﺸﺎء ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋرﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻗف ﻤوﺠﺔ اﻝﻬﺠرة اﻷوروﺒﻴﺔ إﻝﻰ اﻝﺠزاﺌر و اﻝﺘوﻗف ﻋن ﻤﺼﺎدرة اﻷراﻀﻲ اﻷﻫﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘوﻓﻴر اﻝﺘﻌﻠﻴم ﻝﻸﻫﺎﻝﻲ ‪.‬‬
‫ﺘﻠـك ﻫــﻲ أﻫـم ﻨﻘــﺎط ﺒرﻨـﺎﻤﺞ ﻨــﺎﺒﻠﻴون اﻝﺜﺎﻝــث وﻝﻌـل اﻝﻤﻬــم ﻫﻨـﺎ ﻝــﻴس ﻫـو اﻝﺒرﻨــﺎﻤﺞ ﻨﻔﺴــﻪ ‪،‬‬
‫وﻝﻜن ﺘﻨﻔﻴذﻩ ‪ ،‬ﻓﻤﺎذا إذن ﻜﺎﻨت اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤن ﻫذا اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ؟‬
‫و اﻝواﻗﻊ أﻨﻪ ﻝم ﺘﻨﻔـذ أﻴـﺔ ﻨﻘطـﺔ ﻤـن ﻫـذﻩ اﻝﻨﻘـﺎط ‪ ،‬ذﻝـك أن اﻷﻤﻴـر ﺠﻴـروم ﻨـﺎﺒﻠﻴون رﻓـض‬
‫اﻹﻗﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻜـل اﻝوﻗـت و اﺨﺘـﺎر اﻹﻗﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺒـﺎرﻴس ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـل أرﺒﻌـﺔ أﺸـﻬر ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺴــﻨﺔ ‪ ،‬وﻫﻜــذا ﻓــﺈن) وزارة اﻝﺠزاﺌــر و اﻝﻤﺴــﺘﻌﻤرات ( اﺸــﺘﻐﻠت ﺒﻌــض اﻝوﻗــت و ﻝﻜــن ﻓــﻲ‬
‫ﺒــﺎرﻴس و ﻝــﻴس ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر و ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ذﻝــك ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻹدارة اﻝﺠدﻴــدة ﺴــرﻋﺎن ﻤــﺎ‬
‫أﻋﻴدت إﻝﻰ أﻴدي اﻝﻌﺴﻜرﻴﺔ اﺒﺘداء ﻤن ﺴﻨﺔ ‪1860‬م وذﻝك ﻓﻲ ﺸـﺨص اﻝﺠﻴﻨـرال ﺒﻴﻠﻴﺴـﻴﻴﺔ‬
‫‪ Pelissier‬اﻝذي اﺸﺘﻬر ﻓﻲ أﻨﺼﺎرﻩ ﻓﻲ ﺤرب اﻝﻘرم و ﺒﺎرﺘﻜﺎﺒﻪ ﺠراﺌم ﻜﺜﻴـرة ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌـر‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻗد ﺘﺒﺨر ﺤﻜم اﻝﻤﻤﻠﻜﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ أو ﻤﻨﺢ اﻝﺠزاﺌر اﻝﺤﻜم اﻝذاﺘﻲ ﻋﻠﻰ إﺜر اﻝﺤرب‪.‬‬

‫)‪ (1‬أﺒو اﻝﻘﺎﺴـم ﺴـﻌد اﷲ ‪ :‬أﺒﺤـﺎث و أراء ﻓـﻲ ﺘـﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌـر ‪ ،‬اﻝﻤؤﺴﺴـﺔ اﻝوطﻨﻴـﺔ ﻝﻠﻜﺘـﺎب ‪ ,‬اﻝﺠـزء اﻝﺜـﺎﻨﻲ ‪، 1986 ،‬‬
‫ص ‪. 99‬‬

‫‪37‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫اﻝﻔرﻨﺴــﻴﺔ اﻷﻝﻤﺎﻨﻴ ـﺔ و ﻫزﻴﻤــﺔ اﻝﺠــﻴش اﻝﻔرﻨﺴــﻲ ﻋﻨدﺌــذ و ﻋــﺎدت اﻝﺠﻤﻬورﻴــﺔ اﻝﺜﺎﻝﺜــﺔ إﻝــﻰ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻘدﻴﻤﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻻ ﻨدﻤﺎج و اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر و اﻝﻤﺼﺎدرة و اﻝﻘﻬر اﻝﺸدﻴد ‪.‬‬
‫ﻤن ﺨﻼل ) ﻤرﺴوم ‪ 24‬أﻜﺘـوﺒر ‪ ( 1870‬و ﻗـد رﺒـط ﻫـذا اﻝﻤرﺴـوم اﻝﺠزاﺌـر ﻤﺒﺎﺸـرة ا‬
‫ﺒـوزرة‬
‫اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺼدر ﻗﺎﻨون ‪ 24‬دﻴﺴﻤﺒر ‪ 1900‬اﻝذي أﻋطـﻰ اﻝﺠزاﺌـر ﻨوﻋـﺎ ﻤـن‬
‫اﻝﺤﻜم اﻝذاﺘﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﻴـدان اﻝﻤـﺎﻝﻲ ‪ ،‬وﻫﻜـذا ﻜـﺎن اﻝﺘﻨـﺎﻗض ﻓـﻲ ﺴﻴﺎﺴـﺔ اﻝﺠﻤﻬورﻴـﺔ‬
‫اﻝﺜﺎﻝﺜــﺔ ﻓﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺘرﻏــب ﻓــﻲ إدﻤــﺎج اﻝﺠزاﺌــر ﺒﻔرﻨﺴــﺎ ‪ ،‬ﺘﻤــﻨﺢ ﻓــﻲ اﻝوﻗــت ﻨﻔﺴــﻪ ﺤﻜﻤــﺎ ذاﺘﻴــﺎ‬
‫ﻝﻠﺠزاﺌر و ﺘﻌﺘرف ﺒﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك ﻤـﻨﺢ اﻝﻤﻌﻤـرﻴن اﻝﺴـﻠطﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷﻫﺎﻝﻲ‬
‫وﻫﻜــذا وﻤﻨــذ ‪ 1868‬أﺼــﺒﺢ اﻝﺘﻨظــﻴم اﻝﺒﻠــدي ﺒــﺎﻝﺠزاﺌر ﻴﺘﻤﻴــز ﺒوﺠــود ﺜﻼﺜــﺔ أﺼــﻨﺎف ﻤــن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺎت ‪:‬‬
‫‪ –1-1‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ‪:Communes d indigénes:‬‬
‫وﺠد ﻫذا اﻝﺼﻨف أﺼﻼ ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق اﻝﺠﻨوب) اﻝﺼﺤراء( وﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﻤﺎﻜن اﻝﺼﻌﺒﺔ‬
‫و اﻝﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺸﻤﺎل إﻝﻰ ﻏﺎﻴﺔ ‪. 1880‬‬
‫وﻗد ﺘﻤﻴزت إدارة ﻫذﻩ اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﺒﺎﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻌﺴﻜري ‪ ،‬إذ ﺘوﻝﻰ ﺘﺴﻴﻴرﻫﺎ اﻝﻔﻌﻠـﻲ رﺠـﺎل اﻝﺠـﻴش‬
‫اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﺒﻤﺴﺎﻋدة ﺒﻌض اﻷﻋﻴﺎن ﻤن اﻷﻫﺎﻝﻲ ﺘم ﺘﻌﻴﻴﻨﻬم ﺘﺤت ﺘﺴﻤﻴﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠطﺔ ) اﻝﻤﻤﺘزﺠـﺔ ( ‪ : Communes mixtes:‬و ﻗـد ﻜﺎﻨـت ﺘﻌطـﻰ‬
‫اﻝﺠــزء اﻷﻜﺒــر ﻤــن اﻹﻗﻠــﻴم اﻝﺠزاﺌــري ﺤﻴــث وﺠــدت ﻓــﻲ اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝﺘــﻲ ﻴﻘــل ﻓﻴﻬــﺎ ﺘواﺠــد‬
‫اﻷورﺒﻴﻴن) اﻝﻔرﻨﺴﻴﻴن ( ﺒﺎﻝﻘﺴم اﻝﺸﻤﺎﻝﻲ ﻤن اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫ﺘرﻜز إدارة اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘﻴن رﺌﻴﺴﺘﻴن‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺘﺼــرف ‪ :Administrateur‬واﻝــذي ﻴﺨﻀــﻊ ﻝﻠﺴــﻠطﺔ اﻝرﺌﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻠﺤــﺎﻜم أو اﻝ ـواﻝﻲ‬
‫اﻝﻌﺎم ﻤن ﺤﻴث اﻝﺘﻌﻴﻴن و اﻝﺘرﻗﻴﺔ و اﻝﺘﺄدﻴب ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أﺒو اﻝﻘﺎﺴم ﺴﻌد اﷲ ‪ :‬أﺒﺤﺎث و أراء ﻓﻲ ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫)‪ (2‬ﺼﺎﻝﺢ ﻓرﻜوس ‪ :‬اﻝﻤﺨﺘﺼر ﻓﻲ ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪226‬‬

‫‪38‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -‬اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ :‬وﻴرأﺴـﻬﺎ اﻝﻤﺘﺼـرف ﻤـﻊ ﻋﻀـوﻴﺔ ﻋـدد ﻤـن اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـﻴن ﻤـن اﻝﻔرﻨﺴـﻴﻴن‬
‫وﺒﻌــض اﻝﺠزاﺌــرﻴﻴن ) اﻷﻫــﺎﻝﻲ ( اﻝــذﻴن ﻴــﺘم ﺘﻌﻴﻴـﻨﻬم ﻤــن طــرف اﻝﺴــﻠطﺔ اﻝﻔرﻨﺴــﻴﺔ اﺴــﺘﻨﺎدا‬
‫إﻝﻰ اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻘﺒﻠﻲ اﻝﻘﺎﺌم أﺼﻼ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺒﺸرﻴﺔ ﻋدة ﺨﻴﻤﺎت ﻫﻲ اﻝدوار ‪.‬‬
‫ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠطﺔ ﺘدار ﻤن طرف ﻤوظف ﻤـن اﻹدارة اﻻﺴـﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ أﻻ وﻫـو‬
‫ﻤﺘﺼــرف اﻝﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻝﻤدﻨﻴــﺔ ﻴﺴــﺎﻋدﻩ اﻝﻘ ـواد وﻫــم ﻤوظﻔــون ﺠزاﺌرﻴــون ﺨﺎﻀــﻌون ﻝــﻨﻔس‬
‫اﻹدارة و ﺘﺴﺎﻋدﻩ أﻴﻀـﺎ ﻝﺠﻨـﺔ ﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﺘﻜـون ﻤـن أﻋﻀـﺎء أورﺒﻴـﻴن ﻜـﺎﻨوا ﻴﻨﺘﺨﺒـون وﺤـدﻫم‬
‫وﻤن أﻋﻀـﺎء ﺠزاﺌـرﻴﻴن ﻤﻌﻴﻨـﻴن ‪ ،‬وﻗـد أﺼـﺒﺢ ﻫـؤﻻء ﻴﻨﺘﺨﺒـون ﺒﺼـورة ﺠزﺌﻴـﺔ اﺒﺘـداء ﻤـن‬
‫ﻋﺎم ‪. 1919‬‬
‫‪ -3-1‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت ذات اﻝﺘﺼرف اﻝﺘﺎم ) اﻝﻌﺎﻤﻠـﺔ ( ‪:Communes de plein exercice‬‬
‫وﻗد أﻗﻴﻤت أﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ اﻷ ﻤﺎﻜن و ﻤﻨﺎطق اﻝﺘواﺠد اﻝﻤﻜﺜف ﻝﻸورﺒﻴﻴن )اﻝﻔرﻨﺴـﻴﻴن ( ﺒﺎﻝﻤـدن‬
‫اﻝﻜﺒرى و اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺴـﺎﺤﻠﻴﺔ و ﻝﻘـد ﺨﻀـﻌت ﻫـذﻩ اﻝﺒﻠـدﻴﺎت إﻝـﻰ اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﺒﻠـدي اﻝﻔرﻨﺴـﻲ‬
‫اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ ‪ 5‬أﻓرﻴل ‪ 1884‬و اﻝذي ﻴﻨﺸﺊ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻫﻴﺌﺘﻴن ﻫﻤﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺒﻠدي ‪ :‬وﻫو ﺠﻬﺎز ﻤﻨﺘﺨب ﻤن طرف ﺴﻜﺎن اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻷورﺒﻴﻴن‬
‫و اﻝﺠزاﺌــرﻴﻴن ﺤﺴــب اﻝﻤراﺤــل و اﻝﺘطــورات اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﻋرﻓﺘﻬــﺎ اﻝﺠزاﺌــر ‪ ،‬ﻤــؤﺜرة ﺒــذﻝك‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻝوﻀــﻊ اﻻﻨﺘﺨــﺎﺒﻲ ﻝﻠﺠزاﺌــرﻴﻴن ﺴ ـ واء ﻜﻨــﺎﺨﺒﻴن أو اﻝﻤﻨﺘﺨﺒــﻴن ﺒﻨﺴــب ﻤﺤــدودة وﻝــﻪ‬
‫ﺼﻼﺤﻴﺎت ﻤﺘﻌددة ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻌﻤــدة ‪ :‬ﻴﻨﺘﺨﺒـــﻪ اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺒﻠـــدي ﻤــن ﺒـــﻴن أﻋﻀــﺎﺌﻪ ‪ ،‬و ﺒﻬـــدف ﻗﻤــﻊ اﻝﺠﻤـــﺎﻫﻴر و‬
‫ﻤﻘﺎوﻤــــﺔ اﻝﺜــــورة اﻝﺘﺤرﻴرﻴــــﺔ )‪ ( 1954‬دﻋﻤــــت اﻝﺴــــﻠطﺔ اﻻﺴــــﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ اﻝﻔرﻨﺴــــﻴﺔ اﻝطــــﺎﺒﻊ‬
‫اﻝﻌﺴﻜري ﻝﻠﺒﻠدﻴﺎت ﺒﺈﺤداث‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻗﺴﺎم اﻹدارﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ )‪ ( S.A.S‬ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝرﻴﻔﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﻗﺴﺎم اﻹدارﻴﺔ اﻝﺤﻀرﻴﺔ ) ‪ ( S.A.U‬ﻓﻲ اﻝﻤدن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻫﻲ ﻫﻴﺌﺎت ﺘﻘﻊ ﺘﺤت ﺴﻠطﺔ اﻝﺠﻴش اﻝﻔرﻨﺴﻲ و ﺘﺘﺤﻜم‪،‬ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ إدارة وﺘﺴﻴر اﻝﺒﻠدﻴﺎت‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻐﻴر ﺒﻌﻠﻲ ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ‪ .‬دار اﻝﻌﻠوم ﻝﻠﻨﺸـر و اﻝﺘوزﻴـﻊ ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒـﺔ‪ ، 2004 ,‬ص‪38‬‬
‫ص‪39‬‬

‫‪39‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﺘﻘﺎﻝﻴﺔ )‪:( 1967 – 1962‬‬


‫ورﺜت اﻝﺠزاﺌر ﺒﻌد اﺴﺘﻘﻼﻝﻬﺎ ‪ 1578‬ﺒﻠدﻴﺔ و ‪ 15‬وﻻﻴﺔ ﺘﻌـﺎﻨﻲ اﻝﻔﻘـر و اﻝﺤرﻤـﺎن و اﻝـدﻤﺎر‬
‫ﻜﺒﻴـر‬
‫ا‬ ‫ﻋﺠز ﻤﺎﻝﻴـﺎ‬
‫ا‬ ‫و ﻤﺎ ﺨﻠﻔﻪ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر ﻤن ﺠﻬل وﻓﻘر وأﻤﻴﺔ و ﺒطﺎﻝﺔ ﻓﻘد ﻋﺎﻨت اﻝﺒﻠدﻴﺎت‬
‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﺘﻨﺎﻗض ﻤواردﻫﺎ وزﻴﺎدة ﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ ﺒﺴـب اﻝﻤﺴـﺎﻋدات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻝﻤـن أﺼـﺎﺒﻪ ﻀـرر‬
‫ﻓﺒﻌد اﻻﺴﺘﻘﻼل أﺼﺒﺢ إﺼﻼح ﻨظﺎم اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ذات أوﻝوﻴﺔ و ﻫذا ﻤﺎ ﺠﻌـل‬
‫اﻝدﺴﺘور ‪ 1963‬ﺘﺒﻨﻰ ﻤﺒدأ اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ واﻋﺘﺒر‪:‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ‬
‫و اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ )‪ .(1‬وﺒﻌــد اﻻﺴــﺘﻘﻼل ﻗﺎﻤــت اﻝدوﻝــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ ﺒﺘﻘﻠــﻴص ﻋــدد اﻝﺒﻠــدﻴﺎت إﻝــﻰ‬
‫‪ 676‬ﺒﻠدﻴﺔ أﻤﺎ ﻋدد اﻝوﻻﻴﺎت ﺒﻘـﻲ ﻨﻔﺴـﻪ – ‪ 15‬وﻻﻴـﺔ ‪ -‬وﺒﻌـد أﺤـداث ‪ 19‬ﺠـوان ‪1965‬‬
‫ﺼدر أول ﻗﺎﻨون ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﺒﻤوﺠب اﻷﻤر رﻗم ‪ 24-67‬اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ‪. 1969 /05 /18‬‬
‫واﻋﺘﺒــر ﻫــذا اﻷﺨﻴــر ﺒــﺄن دور اﻝوﻻﻴــﺔ ﻫــو اﻝــرﺒط ﺒــﻴن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و اﻝدوﻝــﺔ و اﻝوﻻﻴــﺔ ﻫــﻲ‬
‫ﻤؤﺴﺴــﺔ ﻻﻤرﻜزﻴــﺔ و ﻤــﻊ ذﻝــك ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻝﻼﻤرﻜزﻴــﺔ ﻻ ﻴﻤﻜــن ﺠﻌﻠﻬــﺎ ﺘﻌﺒــر ﻋــن ﻗــدر ﻤــن‬
‫اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝـذاﺘﻲ ﻝﻠوﻻﻴـﺔ ‪.‬وﻫﻜـذا ﺘـم ﺘﻜـوﻴن اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي و ﻫـو اﻝﻬﻴﺌـﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫أﻨﺸـــﺄﺘﻪ ﻗﻴـــﺎدة اﻝﺜـــورة‪ ,‬ﻝﺘـــﺄطر اﻝﻤـــدﻨﻴن و ﺘـــﻨظﻤﻬم و ﺘـــرﺒطﻬم ﻤﺒﺎﺸـــرة ﺒﺠـــﻴش و ﺠﺒﻬـــﺔ‬
‫اﻝﺘﺤرﻴر اﻝوطﻨﻲ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻝﻤﺠﺎﻝس ﻴدﺨل ﻓﻲ ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﻜﻤـﺎ ﺤـددﻫﺎ ذﻝـك ﻤـؤﺘﻤر اﻝﺼـوﻤﺎم‬
‫‪ ،‬ﻜل ﻤﺎ ﻫو ﻏﻴر ﻋﺴﻜري ‪ ،‬أي ﻜل اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺤﻴﺎة و ﻤﻌﻴﺸـﺔ اﻝﺴـﻜﺎن‬
‫واﻝﻤواط ﻨﻴن ‪ ،‬و اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘﻐطﻲ ﻜل اﻷرﻴﺎف و اﻝﻘرى ‪ ،‬و ﺘﺴﻴرﻫﺎ ﻫﻴﺌـﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﺘﻨﺘﺨــب ﻤــن طــرف اﻝﺸــﻌب وﻗــد ﻝﻌﺒــت ﻫ ــذﻩ اﻝﻤﺠــﺎﻝس دو ار ﺤﺎﺴــﻤﺎ ﻓــﻲ ﺘــﺄطﻴر اﻝﺸــﻌب و‬
‫ﺘﻌﺒﺌﺘﻪ )‪.(2‬‬
‫و ﻜﺎﻨت ﺒﺤق اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻝﻠﻬرم اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ‪ ،‬ﻝﻠﺜورة وﻗد ﺘﺠﺴدت ﻓﻲ اﻝواﻗـﻊ و ﺨرﺠـت‬
‫ﻝﻠوﺠود ﻓﻜرة اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺎﻤﻠﻴن ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤﺎدة ‪ 09‬ﻤن اﻝدﺴﺘور اﻝﺠزاﺌري ‪. 1963‬‬


‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد اﻝﻌرﺒﻲ ﺴﻌدي ‪ :‬اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤرﻜزﻴﺔ و اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ) اﻝوﻻﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ( 1962 – 1516‬دﻴوان‬
‫اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ,‬اﻝﺠزاﺌر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 265‬‬

‫‪40‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -‬ﺘطــور وظﻴﻔــﺔ اﻝﻠﺠــﺎن اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺸــﻜﻠت ﻤﻨــذ اﻻﻨطﻼﻗــﺔ اﻷوﻝــﻰ ﻝﻤﺴــﺎﻨدة و دﻋــم‬
‫اﻝﺜورة إﻝ ﻰ ﻤﺠﺎﻝس ﺒﻠدﻴﺔ ﺘدﻴر اﻝﺸـؤون اﻝﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ و اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴـﺔ و اﻹدارﻴـﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫واﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻋراش و اﻝﻘرى و اﻷﺤﻴﺎء اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤدن ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻘﻴﺎدة ﻝﻠﺜورة‪ :‬ﺘﺸـﻜﻴل ﻫﻴﺌـﺔ ﺘﺘﻜﻔـل ﺒﻘﻀـﺎﻴﺎ اﻝﻤـواطﻨﻴن اﻝﻤدﻨﻴـﺔ ‪ ،‬وﺘﺘﺤـول ﺸـﻴﺌﺎ ﻓﺸـﻴﺌﺎ‬
‫إﻝﻰ إدارة ﻤوازﻴﺔ ﻝﻺدارة اﻻﺴﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻌد اﻷواﻤر اﻝﺘﻲ أﻋطﺘﻬﺎ ﻝﻠﻤواطﻨﻴن ﺒﻤﻘﺎطﻌـﺔ ﻫـذﻩ‬
‫اﻹدارة ﻓـﻲ ﺸــؤون دﻓـﻊ اﻝﻀـراﺌب و اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝﻤدﻨﻴـﺔ و اﻝﺘﻘﺎﻀــﻲ و ﺘﺘﻜـون ﻫــذﻩ اﻝﻤﺠــﺎﻝس‬
‫ﻤن ﻋﻀو ﻴﺔ ﺨﻤﺴﺔ أﺸﺨﺎص ﻤن ﺒﻴﻨﻬم رﺌﻴس ﻴﺴﻤﻰ ﺸﻴﺦ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬ﻴﻨﺘﺨﺒـون ﻤـن ﺒـﻴن‬
‫ﻤﻨﺎﻀﻠﻲ ﺠﺒﻬﺔ اﻝﺘﺤرﻴر اﻝوطﻨﻲ وﺘوزع ﺒﻴﻨﻬم اﻷ ﻤورﻴﺎت وﻴﻨظم اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺒﻠـدي اﻝﻬﻴﺎﻜـل‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ اﻝرﺌﻴس و أرﺒﻌﺔ أﻋﻀﺎء‬
‫وﻝﻤﺎ ﻜﺎﻨت اﻝﺠزاﺌر ﻗد اﺴﺘﻌﺎدت اﺴﺘﻘﻼﻝﻬﺎ اﻝﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻓﺈ ﻨﻪ ﻝم ﻴﻌد ﺒﺎﻹﻤﻜـﺎن اﻝﻘﺒـول ﺒﻬﻴﺎﻜـل‬
‫ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺴس و ﺘﺼﺤﻴﺢ ﺘﺨﻠـف اﻹدارة و إﺨراﺠﻬـﺎ ﻤـن ﻤﺠﺎﻝﻬـﺎ اﻝﻀـﻴق ‪ ،‬وﻫﻜـذا ﻜـﺎن‬
‫اﻝﻴــوم اﻝﺨــﺎﻤس ﻤــن ﺸــﻬر ﻓﺒراﻴــر ‪ 1967‬أول ﺘــﺎرﻴﺦ ﻝوﻀــﻊ اﻝﻠﺒﻨــﺔ اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻓــﻲ ﺼــرح‬
‫اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ‪ ،‬إذ ﺘم ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻴوم ﺘﻨﺼﻴب اﻝﻤﺠـﺎﻝس اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ اﻷوﻝـﻰ واﻝﺘـﻲ ﺘﻌﺘﺒـر‬
‫ﺒﺤق إﺤدى و أﻫم ﺜﻤرات ﺘﺠدﻴد اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ و ﻴﻌﺘﺒر ﻤﻴﻼد اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ أﺤﻀـﺎن‬
‫اﻝﻌﻬد اﻝﺠدﻴد ﺤدا ﻓﺎﺼﻼ ﻝﺘﻌﻘﻴد اﻷﺠﻬزة اﻹدارﻴﺔ و ﺜﻘﻠﻬﺎ و ﻤﺎ ﻴﻨﺠر ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻤـن‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻨﻌدام اﻝﺘﻨﺴﻴق اﻝﺘﻲ اﻨﻌﻜﺴت آﺜﺎرﻩ اﻝﺴﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻝوطﻨﻴﺔ‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤــد اﻝﻌرﺒــﻲ ﺴﻌدي‪:‬اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ واﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر) اﻝوﻻﻴــﺔ ‪ ،‬اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪ ،( 1962 – 1516‬ﻤرﺠــﻊ‬
‫ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫)‪ (2‬أﺤﻤد ﺒوﻀﻴﺎف ‪ :‬اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻻﺴﺘﺸﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻤ ؤﺴﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب ‪ , 1989 ،‬ص ‪. 335‬‬

‫‪41‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -3‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻗﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴﺔ )‪:( 1990 -1967‬‬


‫ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ ﺘﻤﻴزت ﺒﺨﻀوﻋﻬﺎ ﻝﻤﺒﺎدئ وأﺤﻜﺎم ﺠدﻴدة أرﺴﺎﻫﺎ دﺴﺘور ‪ 1989‬وﻋﻠﻰ رأﺴﻬﺎ‬
‫إﻝﻐــﺎء ﻨظــﺎم اﻝﺤــزب اﻝواﺤــد واﻋﺘﻤــﺎد ﻨظــﺎم اﻝﺘﻌددﻴــﺔ اﻝﺤزﺒﻴــﺔ وﻤــن ﺜﻤــﺔ ﺘــم إﻋــﺎدة اﻝﺘﻘﺴــﻴم‬
‫اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﺒﻠد ﻓﺄﺼﺒﺢ ﻋدد اﻝﺒﻠدﻴﺎت ‪ 691‬ﺒﻠدﻴـﺔ ﻤـن ﺨـﻼل إﻋـﺎدة إدﻤـﺎج ﺒﻌـض اﻝﺒﻠـدﻴﺎت‬
‫اﻝﺼﻐﻴرة ﻓﻲ ﺒﻠدﻴﺎت أﺨرى أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻌـدد اﻝوﻻﻴـﺎت ﺘـم ﺘوﺴـﻴﻌﻬﺎ ﻝﺘﺼـﺒﺢ ‪ 31‬وﻻﻴـﺔ ﺒـدﻻ‬
‫ﻤن ‪ 15‬وﻻﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ ورﻏم ﻫذا اﻝﺘﻘﺴﻴم إﻻ أن اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﻝن ﺘﺼل إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ وﻫـذا‬
‫ﻤﺎ أﻜدﻩ ﺨطﺎب اﻝـرﺌﻴس اﻝراﺤـل " ﻫـواري ﺒوﻤـدﻴن " ﺒﺘـﺎرﻴﺦ ‪ 01‬ﺠوﻴﻠﻴـﺔ ‪ 1970‬و‪ 01‬ﻤـﺎي‬
‫‪... 1972‬ﻋﻠﻰ اﻝﺼﻌﻴد اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻝم ﺘﺒﻠﻎ اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﻫدﻓﻬﺎ و ﻝم ﺘﻌـط ﻨﺘـﺎﺌﺞ طﻴﺒـﺔ ‪ ،‬ﺒﺸـﻜل‬
‫ﻋﺎم و ﻴرﺠﻊ ﻫذا أوﻻ إﻝﻰ اﻝظروف اﻝﻌﺎﻤـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﻌـﻴش ﺒﻠـدﻨﺎ ﻓـﻲ ظﻠﻬـﺎ )اﻝﻌـدد ﻏﻴـر ﻜـﺎف‬
‫ﻤن اﻝﻜوادر اﻝﻜﻔؤة( وﺜﺎﻨﻴﺎ إﻝﻰ اﻻﻓﺘﻘـﺎر إﻝـﻰ اﻝﺨﺒـرة و اﻝﻤﻤﺎرﺴـﺔ‪ ...‬ﻝﻘـد أﺨﻔـق رؤﺴـﺎء و‬
‫أﻋﻀﺎء اﻝﻤﺠـﺎﻝس اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ اﻝـذﻴن اﻨﺘﺨـﺒﻬم اﻝﺸـﻌب ﻓـﻲ إﻨﺠـﺎز واﺠﺒـﺎﺘﻬم و أﻫﻤﻠـوا‬
‫ﺸؤون اﻝﺸـﻌب ﻝﻴﻌﻨـوا ﺒﺸـؤوﻨﻬم اﻝﺨﺎﺼـﺔ‪ ...‬و ﻤـن اﻝﺠـوﻫري أن ﺘﺘوﻗـف ﻤظـﺎﻫر اﻷﻫـﺎﻝﻲ‬
‫ﻫذﻩ ﻷﻨﻬﺎ إذا اﺴﺘﻤر ت ﻓﺈن ﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ ذﻝـك ﺴـﺘﻘﻊ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺠـﺎﻝس اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ وﻋﻠـﻰ أوﻝﺌـك‬
‫اﻝــذﻴن ﻴﺘوﻝــون اﻝﺴــﻴطرة ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى اﻝوﻻﻴــﺔ ﺤﻴــث أن اﻝــوﻻة ﻴﺸــﺎرﻜون ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ ‪.(1) ...‬‬
‫و ﻤﻨــذ ﻋــﺎم ‪ 1967‬إﻝــﻰ ‪ 1990‬ﻜﺎﻨــت اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘﺴــﻴر ﻤــن طــرف ﻤﺠــﺎﻝس‬
‫ﻤﻨﺘﺨﺒــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺤــزب اﻝواﺤــد أي ﻓــﻲ ظ ــل اﻷﺤﺎدﻴــﺔ اﻝﺤزﺒﻴــﺔ ‪ ,‬و ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻻرﺘﻔــﺎع ﻋــدد‬
‫اﻝﺴﻜﺎن ﻤن ﺠﻬﺔ و ﻓﺸل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺨططﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻝﺘﺴﻴﻴر اﻻﺸـﺘراﻜﻲ و ﻋـدم‬
‫ﻗدرة اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴ ﻴر اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت‬
‫) اﻝﻤﻘﺎوﻻت ( اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻬـﺎ ﻤﻤـﺎ أدى ﺒﺎﻝدوﻝـﺔ إﻝـﻰ إﻋـﺎدة ﺘﻘﻴـﻴم اﻝﻤﺴـﺎر اﻝﺘﻨﻤـوي‬
‫اﻝذي ﺨﺎﻀﺘﻪ اﻝﺠزاﺌر ﺨﻼل اﻝﻌﺸرﻴﺔ اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ ) ‪ ( 1977 -1967‬و ﺘﺤـت ﻫـذﻩ اﻝظـروف‬
‫ظﻬــرت اﻝﻀــرورة إﻝــﻰ اﻝﺒﺤــث ﻋــن أﺴﻠـــــوب ﺠدﻴــد ﻝﻠﺨــروج ﻤــن ﻫــذا اﻝﻤــﺄزق واﻝﻨﻬــوض‬
‫ﺒﺎﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و ﺘﻔﻌـــــﻴﻠﻬﺎ ﻤــن ﺠدﻴــد ﻤــن ﺨــﻼل إﻋــﺎدة ﻫﻴﻜﻠــﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋــــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫ﺤﻴث ﺘم ﻓﺼل اﻝﻤﻘﺎوﻻت و اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﺘم إﻋﺎدة‬

‫)‪ (1‬ﻤﻐﻨﻴﺔ اﻷزرق ‪ :‬ﻨﺸؤ اﻝطﺒﻘﺎت ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪ ,‬ﻤؤﺴﺴﺔ اﻷﺒﺤﺎث اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ،1980 ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪42‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫اﻝﺘﻘﺴﻴم اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﺒﻼد ﺒرﻓﻊ ﻤن ﻋدد اﻝﺒﻠـدﻴﺎت و اﻝوﻻﻴـﺎت ﻓﺄﺼـﺒﺢ ﻋـدد اﻝﺒﻠـدﻴﺎت ‪1541‬‬
‫ﺒﻠدﻴـــﺔ و ‪ 48‬وﻻﻴـــﺔ و ﻫـــذا ﺒﻤوﺠـــب اﻝﻘـــﺎﻨون ‪ 09 -84‬اﻝﻤـــؤرخ ﻓـــﻲ ‪1984 -02 – 04‬‬
‫اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﻨظﻴم اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﺒﻼد‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫـــذﻩ اﻹﺼـــﻼﺤﺎت ﻝـــن ﺘﺤﻘـــق ﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻤﺤﻠﻴـــﺔ و ﻝـــن ﺘﺴـــﺘطﻴﻊ اﻝﺠﻤﺎﻋـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ‬
‫اﻝﺘﺨﻠص ﻤن ﻋﺠزﻫﺎ ﺒﺎﻝرﻏم ﻤـن اﻝﺘطﻬﻴـر اﻝﻤـﺎﻝﻲ اﻝـذي ﻗﺎﻤـت ﺒـﻪ اﻝدوﻝـﺔ ﻋـدة ﻤـرات ﻗﺼـد‬
‫اﻝﻨﻬوض ﺒوﺘﻴرة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻤﻊ ﺘﺄزم اﻝوﻀﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻝﺴﻴﺎﺴـﻲ‬
‫ﻝﻠﺒﻼد ﻗﺎﻤت اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﺒﺈﺠراء اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺘﻌـدﻴﻼت ﻤﻨﻬـﺎ اﻻﻋﺘـراف ﺒﺎﻝﺘﻌددﻴـﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ و‬
‫اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ وﻓﻘــﺎ ﻝدﺴــﺘور ‪ 1989‬و ﺘــم إﻋــﺎدة اﻝﻨظــر ﻓــﻲ ﻗــﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و اﻝوﻻﻴــﺔ ‪ ،‬وذﻝــك‬
‫ﺒﺈﺼدار اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠدﻴد ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ و اﻝوﻻﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻘﺎﻨون ‪ 08 -90‬اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ‪ 07‬أﻓرﻴل ‪ 1990‬اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ‬
‫‪ -‬اﻝﻘﺎﻨون ‪ 09 – 90‬اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ‪ 07‬أﻓرﻴل ‪ 1990‬اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝوﻻﻴﺔ‬
‫وﻜــذا اﻝﻤرﺴــوم اﻝﺘﻨﻔﻴــذي رﻗــم ‪ 482 – 91‬اﻝﻤــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 1991 -12 – 14‬اﻝــذي ﻴﺤــدد‬
‫ﻜﻴﻔﻴـــﺎت ﺘطﺒﻴـــق ﺼـــﻼﺤﻴﺎت اﻝـــواﻝﻲ ﻓـــﻲ ﻤﺠـــﺎل اﻝﺘﻨﺴـــﻴق ﺒـــﻴن اﻝﻤﺼـــﺎﻝﺢ و اﻝﻤؤﺴﺴـــﺎت‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻝﻤوﺠودة ﻓﻲ اﻝوﻻﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد ‪:1990‬‬
‫و ﻗﺼــد ﺒﻨــﺎء ﻤؤﺴﺴــﺎت دﺴــﺘورﻴﺔ أﺴﺎﺴــﻬﺎ ﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻜــل ﺠزاﺌــري و ﺠزاﺌرﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺴ ـﻴﻴر‬
‫اﻝﺸؤون اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﺴﻌﻴﺎ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻌداﻝﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﻤﺴﺎواة و ﻀﻤﺎن اﻝﺤرﻴﺔ ﻝﻜـل‬
‫ﻓرد‪ ،‬ﺼدر دﺴﺘور ‪ 1996‬اﻝذي ﺠﺎءت ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة رﻗم ‪ 15‬ﻤﻨﻪ ‪.‬‬
‫و ﺒﻬذا ﻓﺈن ﺘﺒﻨﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻝﻨظﺎم اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﻌﺒر ﻋن ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺤدﻴﺜﻴﺔ اﻨطﻼﻗﺎ ﻤـن‬
‫اﻹﻤﻜﺎﻨــﺎت و اﻝﻤـوارد اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ و ﺘوﺠﻴﻬﻬــﺎ ﻨﺤــو ﺨدﻤــﺔ اﻷﻫــداف اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ وﻤﻨﻪ اﻝوطﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﺠرﻴدة اﻝﻨﺼر ‪ 17‬ﻤﻠﻴون ﺠزاﺌري ﻴﺸﻌرون ﺒﺎﻻﻜﺘظﺎظ ‪ ،‬اﻝﻌدد ‪ 11، 6642‬اﻓرﻴل ‪ ، 1995‬ص ‪. 3‬‬

‫‪43‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺸﺎﻜل و اﻝﺘﺤدﻴﺎت اﻝﺘﻲ واﺠﻬت ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺎت ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺘﻤﻴــزت اﻝﻤــدن اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ ﺒﺼــﻔﺔ ﻋﺎﻤــﺔ ﺒﺘﻜــﺎﺜف ﺴــﻜﺎﻨﻲ ﺒﻌــد اﻻﺴــﺘﻘﻼل ﻤﺒﺎﺸــرة ﻨظ ـ ار إﻝــﻰ‬
‫ﺘواﺼل اﻝﻬﺠرة ﻤن اﻝرﻴف إﻝﻰ اﻝﻤدن ﺤﻴث أﺼﺒﺢ ﻤـن اﻝﻌﺴـﻴر ﺠـدا ﺤـل ﻤﺸـﻜﻠﺔ اﻻﻜﺘظـﺎظ‬
‫اﻝﺴـــﻜﺎﻨﻲ و اﻝﻨﻤـــو اﻝـــدﻴﻤﻐراﻓﻲ و اﻝﺘوزﻴـــﻊ اﻝﻌﻤراﻨـــﻲ ﻓـــﻲ اﻝﻤـــدن و اﻝـــذي ﺼـــﺎﺤب ﻫﺠـــرة‬
‫اﻝﻔﻼﺤﻴن ﻤـن اﻷرﻴـﺎف و اﻨﺨـراطﻬم ﻓـﻲ اﻝﻤﺼـﺎﻨﻊ و ﺘﺨﻠـﻴﻬم ﻋـن اﻷرض و ﻫـذا ﻤـﺎ ﺠﻌـل‬
‫اﻝﺠزاﺌر ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻤﻨﺎطق ﻴﺸـﺘد ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﺴـﻜﺎن ﻜﺎﻝﻤـدن اﻝﺴـﺎﺤﻠﻴﺔ وﻤﻨـﺎطق أﺨـرى ﺸـﺒﻪ ﺨﺎﻝﻴـﺔ‬
‫ﻤن اﻝﺴﻜﺎن و ﻴرﺠﻊ ﺴﺒب ﺘوزﻴﻊ اﻝﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر إﻝﻰ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻌﺎﻤـل اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‪ :‬ﻻ ﺸـك أن اﻝﻌﺎﻤــل اﻝﺘـﺎرﻴﺨﻲ ﻜـﺎن ﻝـﻪ ﺒــﺎﻝﻎ اﻝﺘـﺄﺜﻴر ﻋﻠـﻰ ﺘﺼــﻨﻴف‬
‫اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸري و ﺘطوﻴرﻩ ﺤﺴب ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﻜﺘظﺔ و أﺨرى ‪ ...‬و ﻤﻨﻌزﻝﺔ و ﺘﻌﺘﺒر ﻤرﺤﻠـﺔ‬
‫اﻻﺤﺘﻼل اﻷﺠﻨﺒﻲ ) ﻤﻨذ اﻝﻘرن اﻝﺘﺎﺴـﻊ ﻋﺸـر أﻫـم ﻤرﺤﻠـﺔ ﺒـدأت ﻓﻴﻬـﺎ ‪ ...‬اﻝﻜﺒـرى ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ‬
‫ﻝﺘوطﻴن اﻝﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻨظ ار ﻻﻨﺘﻤﺎء اﻝﺠزاﺌر إﻝﻰ ﻨﻤط اﻝﻤﺴﺘﻌﻤرات اﻝﺘوطﻨﻴـﺔ( ‪.‬وﻜﺎﻨـت‬
‫اﻝﻤدن وﺨﺎﺼﺔ اﻝﺴـﺎﺤﻠﻴﺔ ﻤراﻜـز اﻝﺘﺼـرف اﻻﺴـﺘﻌﻤﺎري ﻓﺎﺴـﺘﻘطﺒت أﻓـواج اﻝﻌﻤـﺎل اﻝﻨـﺎزﺤﻴن‬
‫ﻤن اﻷرﻴﺎف اﻝﻤﻬﻤﻠـﺔ و اﻷراﻀـﻲ اﻝﻤﻐﺘﺼـﺒﺔ ﻝﻠﻘﻴـﺎم ﺒـﺒﻌض اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﻤﺤدﺜـﺔ اﻝﻤﻌروﻀـﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬم ‪ ،‬وذﻝك ﻝﻌدم ﺘوﻓر اﻝﻴد اﻝﻌﺎﻤﻠـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ اﻝﺴـﻨﻴن اﻷوﻝـﻰ ﻤـن اﻻﺴـﺘﻌﻤﺎر ﻝـدى اﻝﺤﻀـر‬
‫ﺒﻴن اﻝﻘروﻴﻴن اﻝذﻴن ﻜﺎﻨوا آﻨذاك ﻤﻨﺘظﻤﻴن ﺤﺴب ﺤرﻓﻬم اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ اﻝﻤﺴـﺘﺠﻴﺒﺔ ﻝﺤﺎﺠـﺎﺘﻬم ‪،‬‬
‫ﻓﺘوﺴــﻌت اﻝﻤــدن وﻨﺸــﺄت ﺤوﻝﻬــﺎ اﻝﻨ ـواة اﻷوﻝــﻰ ﻝﻸﺤﻴــﺎء اﻝﻘﺼــدﻴرﻴﺔ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت‬
‫اﺴﺘﻌﻤﺎر اﻷراﻀﻲ اﻝﻔﻼﺤﻴﺔ اﻝﺨﺼﺒﺔ و ﺘﺤوﻴل اﻝﻤراﻋﻲ إﻝﻰ ﻀﻴﻌﺎت ﻓﻼﺤﻴﺔ ﺸﺎﺴﻌﺔ ﻀـﻠﻊ‬
‫ﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﺘﺸرﻴد اﻝﻔﻼﺤﻴن اﻝﺼﻐﺎر و اﻝ رﻋﺎة ﻨﺤو اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﻬﺎﻤﺸﻴﺔ )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد اﻝﻔﺨﻔﺎخ ‪ :‬اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸري و اﻝﺘوازن اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﻐرب اﻝﻜﺒﻴـر ‪ ،‬ﻤﺠﻠـﺔ ﺸـؤون ﻋرﺒﻴـﺔ ‪ ،‬وﺤـدة اﻝﻤﺠـﻼت‬
‫اﻷﻤﺎﻨﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻌدد ‪ ، 30‬أﻏﺴطس ‪ ، 1983‬ص ‪ ، 71‬ص ‪.72‬‬

‫‪44‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -2‬اﻝﻌﺎﻤل اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻝﻤﺎﻝﻲ‪ :‬إن اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﻤراﻨﻲ ﻓﻲ اﻝﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻜـﺎن ﻴﺘﻤﻴـز ﺒﺘﻤرﻜـز‬
‫اﻝﺴــﻜﺎن اﻷورﺒﻴــﻴن ﻓــﻲ اﻝﻤــدن ) ‪ % 80‬ﻤــﻨﻬم ( اﻝﺘــﻲ ﺘوﺴــﻌت ﺤﺴــب اﻝــﻨﻤط اﻝﻤﻌﻤــﺎري‬
‫اﻷورﺒﻲ دون أن ﻴﺒﻠﻎ اﻝﺘوﺴﻊ درﺠﺔ اﻝﺘﻀـﺨم اﻝﻬﺎﺌـل اﻝـذي ﺘﺘﺨـﺒط ﻓﻴـﻪ اﻝﻤـدن اﻝﻴـوم ﻷن‬
‫اﻝﻤراﻜز اﻝﺤﻀرﻴﺔ آﻨـذاك ﻝـم ﺘﻜـن وظﺎﺌﻔﻬـﺎ ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻗطﺎﻋـﺎت اﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﻤﻨدﻤﺠـﺔ ﻗﺼـد‬
‫اﻝﻨﻤو اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝﻘوﻤﻲ وﺨﻠـق ﻤـواطن ‪ ...‬ﻝﻜـل اﻝﻔﺌـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ‪ ،‬ﻤﻤـﺎ ﺠﻌـل ﺠﺎذﺒﻴـﺔ‬
‫اﻝ ﻤــدن ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻠﻨــﺎزﺤﻴن ﻀــﻌﻴﻔﺔ وﺤﺘــﻰ اﻹﻨﺘــﺎج اﻝزراﻋــﻲ اﻻﺴــﺘﻌﻤﺎري ﻜــﺎن ﻴﻌﺒــر ﺒــﺒﻌض‬
‫اﻝﻤدن ﻝﻠﺘﺼدﻴر دون وﻗﻊ ﻜﺒﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺸﺎط اﻝﺤﻀري ﺒﺤﻴـث ﺒﻘﻴـت ﻨﺴـﺒﺔ اﻝﻨﻤـو اﻝﺤﻀـري‬
‫ﻤﺘواﻀﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻝﻘطـر اﻝﺠزاﺌـري ﻤـﺜﻼ ﻝـم ﺘﺘﺠـﺎوز ﻨﺴـﺒﺔ اﻝﺴـﻜﺎن اﻝﺤﻀـرﻴﻴن ‪ % 22‬وﻝـم‬
‫ﺘﺒﻠﻎ اﻝﻤدن اﻝﻜﺒـرى ﺤﺠﻤـﺎ ﻋظﻴﻤـﺎ ﻓﺎﻝﻤدﻴﻨـﺔ اﻝوﺤﻴـدة اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﺠـﺎوز ‪ 500.000‬ﺴـﺎﻜن ﻫـﻲ‬
‫اﻝـدار اﻝﺒﻴﻀــﺎء ‪ ،‬وﻫﻨـﺎك ﺨﻤــس ﻤــدن ﻴﺒﻠـﻎ ﻋــدد ﺴــﻜﺎﻨﻬﺎ ‪ 200.000‬ﻨﺴـﻤﺔ ﻫــﻲ ﺘــوﻨس و‬
‫اﻝﺠزاﺌــر ووﻫ ـران و ﻓــﺎس و ﻤ ـراﻜش و ﻤــدﻴﻨﺘﻴن ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر ﻴﻔــوق ﺤﺠﻤﻬﻤــﺎ ‪100.000‬‬
‫ﺴــﺎﻜن ﻫــﻲ ﻗﺴــﻨطﻴﻨﺔ و ﻋﻨﺎﺒــﺔ وﻜﺎﻨــت ﺠــل اﻝﺘﺠﻤﻌــﺎت اﻝﺴــﻜﺎﻨﻴﺔ اﻝﻤوﺠــودة داﺨــل اﻹﻗﻠــﻴم‬
‫)‪.(1‬‬
‫إن ﺤرﻜﺔ اﻝﺘوﺴﻊ اﻝﻌﻤراﻨﻲ اﻝﺘﻲ اﻨطﻠﻘت ﺒﻌد اﻝﺤرب اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻹﻋﺎدة ﺒﻨﺎء اﻝﻤواﻨﻰء‬
‫و اﻷﺤﻴﺎء اﻝﺘﻲ دﻤرت ‪ ،‬ﺘﻤﺜل ﻓﺘرة ﺤﺎﺴﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﺘرات ﺘطور اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸـري ﻓﻘـد وﻀـﻌت‬
‫ﻤﺨططﺎت ﻝﻠﻤدن اﻝﻜﺒرى ﻋﻠﻰ ﻨﻤط اﻝﻬﻨدﺴﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ اﻷورﺒﻴـﺔ ﻤـﻊ إﻀـﺎﻓﺔ ﺒﻌـض اﻷﺤﻴـﺎء‬
‫اﻝﻤﻬﻴﺄة ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل اﻝﻤواطﻨﻴن ﻓﻲ ﺸـﻜل اﻝﻤـدن اﻝﻌﺘﻴﻘـﺔ و اﻝﻤﻨﻔﺼـﻠﺔ ﻋـن اﻝﻤدﻴﻨـﺔ اﻝﻌﺼـرﻴﺔ‬
‫و ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺘﻌﻤﻴر ﻫذﻩ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن اﻓﺘﻘﺎر اﻝﻤدن إﻝﻰ اﻝﻴد اﻝﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻌﺎدﻴﺔ )ﻏﻴـر اﻝﻤـﺎﻫرة (‪،‬‬
‫و ﻜــذﻝك اﻝﻤؤﻫﻠــﺔ )اﻝﻤــﺎﻫرة( اﻝﺘــﻲ ﻝــم ﻴﻌــد ﺒﺎﻹﻤﻜــﺎن ﺠﻠﺒﻬــﺎ ﻤــن أورﺒــﺎ ﻷن ﻫــذﻩ اﻷﺨﻴــرة‬
‫ﺨﺴرت اﻝﻘﺴط اﻝواﻓر ﻤن ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ اﻝﻨﺎﺸطﻴن‪ ،‬وﻓﻲ ﻨﻔس ﻤﺴﺘوى اﻻزدﻴﺎد اﻝطﺒﻴﻌﻲ ﻝﻠﺴﻜﺎن‬
‫اﻝــوطﻨﻴﻴن ﻓﺄﺼــﺒﺤت اﻝﻤــدن اﻝﻜﺒــرى ﺘﺘرﻜــب ﻤــن ﺜﻼﺜــﺔ أﺤﻴــﺎء ﻤﺘﺠــﺎورة ‪ ،‬اﻝﻤدﻴﻨــﺔ اﻝﻌﺘﻴﻘــﺔ)‬
‫اﻝﺠدﻴـدة ( اﻝﺘــﻲ ﻴﻘطﻨﻬـﺎ اﻝﻤﺴــﻠﻤون و ﻜــذﻝك اﻝﻴﻬـود و اﻷﺤﻴــﺎء اﻝﻌﺼــرﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﻤﻴــز ﺒﻬــﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻝﺠﺎﻝﻴﺔ اﻷورﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻌﻤ ـران اﻻﺴــﺘﻌﻤﺎري اﻝﻔرﻨﺴــﻲ ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌــر ﺒــﻴن )‪ ( 1962-1830‬ﻓــﻲ ﻤﺠﻠــﺔ ﺤﻘــﺎﺌق ﻤدﻴﻨــﺔ اﻝﺠزاﺌــر ‪ ،‬اﻝﻌــدد ‪12‬‬
‫ﻤﺎرس ‪ ،1983‬ص‪.62‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد اﻝﻔﺨﻔﺎخ ‪ :‬اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸري و اﻝﺘوازن اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﻐرب اﻝﻜﺒﻴر ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪45‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫و اﻷﺤﻴـــﺎء اﻝﻬﺎﻤﺸـــﻴﺔ اﻝﻘﺼـــدﻴرﻴﺔ اﻝﺘـــﻲ ﻴﻠﺠ ـــﺄ إﻝﻴﻬـــﺎ اﻝﻨـــﺎزﺤون اﻝوطﻨﻴـــون و ﻴﻼﺤـــظ أن‬
‫اﻝﺘطور اﻝﻌﻤراﻨﻲ ﻓـﻲ ﻨﻬﺎﻴـﺔ اﻝﻔﺘـرة اﻻﺴـﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ ﻨﺠـد أن اﻝﺘﺠﻤﻌـﺎت اﻝﺤرﺒﻴـﺔ ﻻ ﺘﻤﺜـل أﻜﺜـر‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬وﻓـﻲ اﻝﻌﻬـد اﻷول ﻤـن ﻋﻬـد اﻻﺴـﺘﻘﻼل اﺸـﺘد‬ ‫ﻤن‪ %15‬ﻤن ﻋدد اﻝﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫اﺴــﺘﻘطﺎب اﻝﻤــدن اﻝﻜﺒــرى ﻝﻠﺘﻴــﺎرات اﻝﻬﺠرﻴــﺔ ﻨظ ـ ار ﻝﻶﻤــﺎل اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻠﻘﻬــﺎ اﻝﺠﻤــﺎﻫﻴر اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺘﻘوم ﺒﻪ اﻝﺴـﻠطﺎت اﻹدارﻴـﺔ اﻝﻔﻨﻴـﺔ ﻝﻔﺎﺌـدﺘﻬم و ﺒﺎﻝﺨﺼـوص ﻋﻨـدﻤﺎ ﻓﺘﺤـت أوﻝـﻰ‬
‫اﻝوﺤــدات اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ أﺒواﺒﻬــﺎ ﻓزﺤﻔــت أﻓ ـواج ﻋﺎرﻤــﺔ ﻤــن اﻝﺴــﻜﺎن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدن ﺨﺎﺼــﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﻤﻨـــﺎطق اﻝرﻴﻔﻴـــﺔ ‪ .‬ﻓـــﺎزداد اﻝﻀـــﻐط اﻝﺴـــﻜﺎﻨﻲ ﻋﻠـــﻰ ﻀـــﺎﺤﻴﺎت اﻝﻤـــدن اﻝﻜﺒـــرى و ﺘوﺴـــﻌت‬
‫اﻷﺤﻴﺎء اﻝﻌﺸواﺌﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻹﻴواء اﻝﻨﺎزﺤﻴن اﻝﻔﻘـراء ‪ ،‬و اﺸـﺘد اﻝﻀـﻐط اﻝـدﻴﻤﻐراﻓﻲ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدن‬
‫ﺤﺘــﻰ أﻨﺠــزت ﻓــﻲ اﻝﺘﺠﻬﻴ ـزات اﻝﺼــﺤﻴﺔ ﻓﺎﻨﺨﻔﻀــت ﺒﻬــﺎ ﻨﺴــﺒﺔ اﻝوﻓﻴــﺎت و ارﺘﻔﻌــت اﻝﻜﺜﺎﻓــﺔ‬
‫اﻝﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﺎﻝﻴم اﻝﻤدن اﻝﻜﺒرى – اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬وﻫران و ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ – أﻜﺜر ﻤـن ‪ 140‬ﺴـﺎﻜﻨﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻜﻠم‪ 2‬اﻝواﺤد ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫﻀﺎب ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ ﻤن ‪ 100‬إﻝﻰ ‪ 140‬ﺴﺎﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﻜﻠم‪ 2‬اﻝواﺤد‬
‫ﻓﻠﻘد اﺸﺘدت أزﻤﺔ اﻝﺴﻜن ﻓﻲ اﻝﻤدن و ﺘزاﺤم ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻝطﻠـب و ﺘﻘﻠﺼـت اﻝﻤﺒـﺎﻨﻲ و ﻀـﺎﻗت‬
‫ﻓﻲ اﻝﺒﻨﺎء و ﻗل ﻋدد ﻏرﻓﻬﺎ و زاد ﻋدد أﻓراد اﻷﺴـرة و ﻋـدد اﻝـذﻴن ﻴﺤﺘﻠوﻨﻬـﺎ ‪ ,‬ﻓﻜـﺎن ﻋـدد‬
‫اﻝﺴﻜﻨﺎت اﻝﻤﺘـوﻓرة ﻝﻜـل ‪ 1000‬ﻤـواطن ﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ ‪ 1962‬ﻫـو ‪ 182‬ﻤﺴـﻜن و ‪ 164‬ﻤﺴـﻜن‬
‫ﻝﻜل ‪ 1000‬ﻤواطن ﻓﻲ ‪ ، 1966‬وﻜﺎن ﻫذا اﻝﻌـدد ‪ 128.4‬ﻤﺴـﻜن ﻝﻜـل ‪ 1000‬ﻤـواطن ﻓـﻲ‬
‫ﺴﻨﺔ ‪ ، 1977‬وﻝم ﺘﺘﻤﻜن اﻝﻤﺠﻬودات اﻝﺘﻲ ﺒذﻝت ﻤﻨذ ذﻝك اﻝﺘـﺎرﻴﺦ ﺴـوى ﺘﺨﻔـﻴض اﻝﻨﻤـو‬
‫اﻝــدﻴﻤﻐراﻓﻲ ﻤــﻊ اﻹﺒﻘــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻝﻌﺠــز اﻝﻨﺴــﺒﻲ ﻓــﻲ اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝــذي ﻜــﺎن ﻋﻠﻴــﻪ ﻋﻨــد ﻨﻬﺎﻴــﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت‬
‫أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻌﺸرﻴﺔ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ) ‪: ( 1980-1970‬‬
‫اﺸﺘد اﻝﻀﻐط اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ وزادت ﺤدﺘـﻪ ﻓـﻲ اﻝﺴـﻨوات اﻷﺨﻴـرة و أﺼـﺒﺢ ﻤـن اﻝﻌﺴـﻴر اﻝﺴـﻴطرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻤـﺎﻜن اﻝﻤﻜﺘظـﺔ ﺴـواء ﻜﺎﻨـت ﺤﻀـرﻴﺔ أو رﻴﻔﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺒﻠﻐـت اﻝﻜﺜﺎﻓـﺔ اﻝﺴـﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ‬
‫إﻗﻠﻴﻤــﻲ وﻫــران و اﻝﺠزاﺌــر ﺒــﻴن ‪ 150‬و ‪ 300‬ﻓـــﻲ ﻜﻠــم‪ 2‬اﻝواﺤــد ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻨﺠــﺎز اﻝﻤﺸـــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻤن ﺨدﻤﺎت و ﻤﺼﺎﻨﻊ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻷﻗﺎﻝﻴم ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد اﻝﻔﺨﻔﺎخ ‪ :‬اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸري و اﻝﺘوازن اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﻐرب اﻝﻜﺒﻴر‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫)‪ (2‬ﺠرﻴدة اﻝﻨﺼر ‪ 17 :‬ﻤﻠﻴون ﺠزاﺌري ﻴﺸﻌرون ﺒﺎﻻﻜﺘظﺎظ ‪ ,‬اﻝﻌدد ‪11 ,6642‬اﻓرﻴل ‪ , 1995‬ص ‪. 3‬‬
‫)‪ (3‬ﻤﺤﻤد اﻝﻔﺨﻔﺎخ‪ :‬اﻝﻌﻤران اﻝﺒﺸري واﻝﺘوازن اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﻐرب اﻝﻜﺒﻴر ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪46‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫و ﻝﻌل ﻨظرﻴﺔ أﻗطﺎب اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻜﺎﻨـت ﺴـﺎﺌدة ﺴـﺎﻋدت ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝﺘﻤرﻜـز ﻓـﻲ اﻝﻤﻨـﺎطق‬
‫اﻝﻔﻘﻴرة أﻀف إﻝﻰ ذﻝك اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺼﺤﻴﺔ ﺘﺤﺴﻨت ﻓﻲ ﺘﻠـك اﻝﻤﻨـﺎطق ﻓﺎرﺘﻔﻌـت ﻨﺴـﺒﺔ اﻻزدﻴـﺎد‬
‫اﻝطﺒﻴﻌﻲ ‪ % 3.2‬ﺴﻨوﻴﺎ ﻤﻤﺎ زاد اﺨﺘﻼل اﻝﺘوازن ﺒـﻴن اﻝﻤـوارد و اﻝﺴـﻜﺎن وﺤـد ﻤـن ﻓﺎﻋﻠﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﺘــﻲ ﺒﻌﺜــت ﻝﻠوﺠــود )‪ ،(1‬ﻓﻘــد أﺜــرت ﺒﺼ ـﻔﺔ ﺴــﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝوﻀــﻌﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬
‫واﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ ﺘﻤﺜﻠـــت أﺴﺎﺴـــﺎ ﻓـــﻲ ﻋـــدة أزﻤـــﺎت و ﻋﻠـــﻰ رأﺴـــﻬﺎ أزﻤـــﺔ اﻝﺴـــﻜن‪،‬اﻝﻨﻘل‪،‬اﻝﻤﻴﺎﻩ‬
‫اﻝﻨظﺎﻓﺔ اﻝﺘﻤوﻴن و ﺒروز اﻻﻨﺤراﻓﺎت وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ اﻨﻌﻜﺎﺴﺎت ﺴـﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪( 2‬‬
‫اﻝوﻀﻌﻴﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ وﻤﺴﺘﻘﺒل اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﺒﺎﻝﺠزاﺌر ﺘﻤﺜﻠت ﺒﺎﻝﺨﺼوص ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻨﻤو ﻏﻴر اﻝﻤوﺠﻪ و ﻏﻴر اﻝﻤﺨطط ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺠﻴﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻرﺘﺒﺎك اﻝﻤروري واﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ طول اﻝرﺤﻼت ﺒﻴن ﻤﻨﺎطق اﻝﺴﻜن وﻤﻨﺎطق اﻝﻌﻤل‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻘدان اﻝﺴﻴطرة اﻷﻤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻜوﺤدة ﻋﻤراﻨﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺴﺒب إرﻫﺎق ﻝﻠﺒﻠدﻴﺎت‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻀﺎرب ﻓﻲ اﺴﺘﺨداﻤﺎت اﻷراﻀﻲ وﺘداﺨﻠﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻠﻨﻤو اﻝﻤﻔرط و ﻏﻴر اﻝﻤﺨطط‪.‬‬
‫‪ -‬اﺨﺘﻼل اﻝﺘوزﻴﻊ اﻝﺴﻜﺎﻨﻲ ﺴواء ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝوطﻨﻲ أو اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬
‫أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك ﺼــﻌوﺒﺔ ﻤراﻗﺒــﺔ ﻤطﺎﺒﻘــﺔ اﻝﺒﻨــﺎءات ﻝﻸﻤﺜﻠــﺔ ﻤــن ﻗﺒــل اﻷﻋــوان اﻝﺒﻠــدﻴﻴن‬
‫وﺼـــﻌوﺒﺔ اﻝـــﺘﺤﻜم ﻓـــﻲ ظـــﺎﻫرة اﻻﺴـــﺘﻴﻼء ﻋﻠـــﻰ اﻷراﻀـــﻲ ﺒطـــرق ﻏﻴـــر ﻗﺎﻨوﻨﻴـــﺔ و اﻝﺒﻨـــﺎء‬
‫اﻝﻔوﻀوي ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺘطﻠب ﻤن اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺸرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤدن ﻀﺒط إﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻋﻤراﻨﻴـﺔ‬
‫ﺘﺘﻤﺎﺸﻰ و اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ إﻻ أن ﻏﻴﺎب اﻝﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ و اﻝﻤراﻗﺒـﺔ اﻝﻔﻨﻴـﺔ ﻝﻠﻬﻴﺎﻜـل اﻝﻤﻜﻠﻔـﺔ‬
‫ﺒ ـــﺎﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻌﻤراﻨـــﻲ ﻜﻤدﻴرﻴـــﺔ اﻝﺒﻨـــﺎء و اﻝﺘﻌﻤﻴـــر و ﻤدﻴرﻴـــﺔ اﻝﺘﻨظـــﻴم و اﻝﺸـــؤون اﻝﻌﺎﻤـــﺔ‬
‫وﻤدﻴرﻴﺔ اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ووﻜﺎﻝﺔ ﻤﺴﺢ اﻷراﻀﻲ و أﻤﻼك اﻝدوﻝـﺔ و ﻏﻴـﺎب‬
‫اﻝـــدور اﻝﻔﻌﻠـــﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴـــﺔ ﻜﻬﻴﺌـــﺔ ﺘﺸـــرف ﻤﺒﺎﺸـــرة ﻋﻠـــﻰ اﻝﺘﻨظـــﻴم اﻝﻌﻤراﻨـــﻲ و اﻝﺤﻔـــﺎظ ﻋﻠـــﻰ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫)‪ (1‬و ازرة اﻝﺘﺠﻬﻴز و اﻝﻌﻤران و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬إدارة اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ‪،1974‬ص ‪.57‬‬
‫)‪ (2‬أﺤﻤد ﻜﻤﺎل اﻝدﻴن ﻋﻔﻴﻔﻰ ‪ :‬ﻤﺴﺘﻘﺒل اﻝﻤدﻴﻨﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ ﻤﺠﻠـﺔ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ ‪ ،‬اﻝﻌـدد ‪ ، 74‬ﺴـﺒﺘﻤﺒر ‪ ،‬أﻜﺘـوﺒر‬
‫‪ ،1996‬ص ‪.81‬‬
‫)‪ (3‬ﻨوراﻝدﻴن ﺼﺎدق‪.‬ﻋواﻤل ﺘﻠوث اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪www.perso – menara-ma‬‬

‫‪47‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫و اﻝﺴؤال اﻝذي ﻴطرح ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺎذا ﺘﻔﻌل اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺤﻴﺎل ﻫذﻩ اﻝﺘﺤدﻴﺎت و اﻝﻤﺸﺎﻜل ﻝﺘﺤﺴـﻴن‬
‫ﺤﻴﺎة اﻝﻤواطن و اﻝﺴﻬر ﻋﻠﻰ ﺘوﻓﻴر ﺒﻴﺌﺔ و ﻤﺤﻴط ﻨظﻴف؟‬
‫ﺘﻌﻴش اﻝﻤدﻴﻨﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـﺔ اﻝﻴـوم واﻗﻌـﺎ ﻤـؤز ار و أﻫـم ﻤؤﺸـراﺘﻪ ﻫـﻲ ﺘﻨـﺎﻤﻲ اﻝﺒﻨـﺎء اﻝﻌﺸـواﺌﻲ‬
‫ﺒﺸﻜل ﺴرﻴﻊ‪ .‬و اﻝذي ﻴﻌود إﻝﻰ أﺴﺒﺎب ﻋدﻴدة أﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻀﻐط اﻝﺴﻜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻤدن و اﻓﺘﻘﺎر ﻫـذﻩ اﻝﻤـدن إﻝـﻰ اﻝﺘﺼـﺎﻤﻴم اﻝﻀـرورﻴﺔ ﻜﺘﺼـﺎﻤﻴم‬
‫اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ ﻤﺜﻼ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻀﻌف ﻤراﻗﺒـﺔ اﻝ ﺒﻠـدﻴﺎت ﻝﻘطـﺎع اﻝﺘﻌﻤﻴـر ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﺤﺘـرام اﻝﺘﺼـﺎﻤﻴم و اﻝﺘراﺨـﻲ ﻓـﻲ‬
‫زﺠر اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻤﻀﺎرﺒﺎت اﻝﻌﻘﺎرﻴﺔ ‪ ...‬وﻫﻲ ظـواﻫر ﺠـد ﺨطﻴـرة ﺘـؤﺜر أﺜـ ار ﺒﺎﻝﻐـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺎت‬
‫اﻝﺤﻀرﻴﺔ وﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﻠوﻴﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻋدﻴدة أﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺨﺘﻼل اﻝﺘوازن ﺒﻴن اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻤﺒﻨﻴﺔ واﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘدﻤﻴر اﻝﺤزام اﻷﺨﻀر ﻝﻠﻤدن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻨﺘﺸــﺎر أﺤﻴــﺎء ﻻ ﺘﺘــوﻓر ﻋﻠــﻰ اﻝﺸــروط واﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝﺼــﺤﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻠﺴــﻜن اﻝﻼﺌــق‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻓﺘﻘﺎر إﻝﻰ اﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﺼرف اﻝﺼﺤﻲ وﺠﻤﻊ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺼﻠﺒﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻤوﻤﺎ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻝﻌواﻤل ﺘﺤول اﻝﺴﻜن اﻝﻌﺸواﺌﻲ إﻝﻰ أﺤد أﺨطـر ﻋواﻤـل اﺨـﺘﻼل اﻝﺘـوازن‬
‫داﺨل اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺤﻀـرﻴﺔ ﺒـﺎﻝﺠزاﺌر‪ .‬ﺤﻴـث ﻴﺴـﻤﺢ ﺒﺘﻨﺎﺴـل ﻋﻠـب إﺴـﻤﻨﺘﻴﺔ ﺘﻔﺘﻘـر إﻝـﻰ اﻝﺘﻬوﻴـﺔ‬
‫اﻝﻀــرورﻴﺔ واﻹﻨــﺎرة اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ اﻝﻜﺎﻓﻴــﺔ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﺘﻔﺘﻘــر إﻝــﻰ ﻜــل ﺸــروط اﻝﺴــﻜن اﻝﺼــﺤﻲ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ‬
‫ﻴﻌرض ﺤﻴﺎة ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻵﻓﺎت ﺠد ﺨطﻴرة )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤوﻗﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ﻜﻤﺎ أن اﻝﻨﻤو اﻝدﻴﻤﻐراﻓﻲ اﻝذي ازداد ﺒﺼورة اﻀطرارﻴﺔ ﺠﻌـل ﻤـن اﻝﺘﻌﺠﻴـل ﺒﺈﻗﺎﻤـﺔ ﻨظـﺎم ﻻ‬
‫ﻤرﻜزي أﻤ ار ﻻ ﻤﻔـر ﻤﻨـﻪ ‪ ،‬وﻗـد اﺨـذ ﺒﻌـﻴن اﻻﻋﺘﺒـﺎر اﻻﺘﺠـﺎﻩ اﻝﺴﻴﺎﺴـﻲ اﻝـذي ﺸـﻘﺘﻪ اﻝﺜـورة‬
‫اﻝﻤﻀطرة و اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺘـﻲ اﻨﺘﻬﺠﺘﻬـﺎ إﺒـﺎن اﻻﺴـﺘﻘﻼل ﻝﻬـدف ﻫﻴﻜﻠـﺔ اﻝزراﻋـﺔ و اﻝﺘوﺴـﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺘﺼﻨﻴﻊ اﻝرﻴف ﺒﻬدف اﻝﺘﻘﻠﻴل ﻤن اﻨدﻓﺎﻋﻪ ﺴﻴﻤﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺘوﻓر ﻝﻠﻤـواطﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝﻤﻨـﺎطق‬
‫اﻝرﻴﻔﻴــﺔ ﻨﻔــس اﻝﺘﺴــﻬﻴﻼت و اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﻤﺘــﻊ ﺒﻬــﺎ ﺴــﻜﺎن اﻝﻤــدن ‪ ،‬إن اﻝﻌواﻤــل اﻝﺘــﻲ‬
‫ﺠﻌﻠت ﻫذﻩ اﻝﻨواة ﻻ ﻴﻤﻜن ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋن اﻝﻌﺒﺎرات اﻝﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻝﻤﻴﺜـﺎق اﻝـوطﻨﻲ اﻝـذي رﻓـض‬
‫ﺒــﺄن ﻴﻜـــون إﻨﺸـــﺎء اﻷﺠﻬـــزة اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ إﻨﺸـــﺎء ارﺘﺠﺎﻝﻴـــﺎ ‪ ،‬ﻝـــم ﺘﻜــن اﻝﻬﻴﺎﻜـــل اﻝﺘـــﻲ أﻗﻴﻤـــت‬
‫واﻝﺘﻐﻴرات اﻝﻌﻤﻴﻘﺔ اﻝﺘﻲ أدﺨﻠت ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺼـﺎدرة ﻋـن ﻗواﻝـب ﻤذﻫﺒﻴـﺔ ﺠﺎﻤـدة وﻻ‬
‫ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن ﻤﻤﺎرﺴﺎت ظرﻓﻴﺔ ﺒل أﻨﻬﺎ ﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻤن اﻝرؤﻴﺎ اﻝواﻀـﺤﺔ ﻝﻸﻫـداف اﻝﻤﻨﺸـودة‬
‫واﻝﺘﻘدﻴر اﻝﺴﻠﻴم ﻝظـروف اﻝـﺒﻼد اﻝﻤوﻀـوﻋﻴﺔ و اﻹدارة اﻝﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ اﻝﺤﺎزﻤـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺤﺼـﻴﻠﺔ‬
‫ﻝﻠﺘﺠرﺒــﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﺨﻔﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺠﻤﻌــت طﻴﻠــﺔ ﺤــرب اﻝﺘﺤرﻴــر اﻝــوطﻨﻲ أو أﺜﻨــﺎء اﻝﻜﻔــﺎح‬
‫اﻝﻌﺎﺘﻲ ﻤن أﺠل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻫﻜذا ﻜﺎن ﻓﻲ ﻨﺸـﺄة اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫ﺒرﻫــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺒــﺎدئ اﻝﺘــﻲ ﺘﺴــﺘﻠﻬم ﻨﺸــﺎط اﻝﺜــورة و ﺘﺼــﻤﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠــﻰ إﺸ ـراك اﻝﺸــﻌب ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻔﻌﻠﻴﺔ و اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻝﻠﺴﻠطﺔ و اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺼﻌدة )‪.(1‬‬

‫‪ -1‬أﺤﻤد ﺒوﻀﻴﺎف ‪:‬اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻻﺴﺘﺸﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪. 38‬‬

‫‪49‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪:‬‬
‫البلدية و دورھا التنموي ‪:‬‬

‫ﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴـﺔ اﻹدارﻴـﺔ ﻤـن أﻫـم اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﺒﻨـﻰ ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻝﻨظـﺎم اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬
‫ﻜﻜــل ﻓﻬــﻲ ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ ﺘﻤﺜــل ﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝدوﻝــﺔ و ﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝوﻻﻴــﺔ و ﺘﻌﺒــر ﻋﻨﻬﻤــﺎ و ﺘﻌﻜــس‬
‫ﺒراﻤﺠﻬﻤــﺎ وﺘﺘوﺴــط ﻤﺒﺎﺸــرة ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ و ﺒــﻴن اﻝﻤ ـواطن ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘواﻫﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤــﻲ‪،‬وﻤن ﻨﺎﺤﻴــﺔ‬
‫أﺨــــرى ﺘﻤﺜــــل اﻝﻤﺠﺘﻤــــﻊ ﻋﻠــــﻰ اﻝﻤﺴــــﺘوى اﻝﻤﺤﻠــــﻲ و ﺘطﻠﻌﺎﺘــــﻪ و أﻤﺎﻝــــﻪ و اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘــــﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻜﺎﻝوﻻﻴﺔ و ﻜﺄي إدارة ﻋﻤوﻤﻴﺔ ‪،‬ﻫﻲ ﺘﻨظـﻴم اﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ذو ﻋﻼﻗـﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ‬
‫ﺘﺘﺴــم ﺒــﺎﻝﺘﻨظﻴم و اﻝﺘﺴﻠﺴــل اﻝﻬرﻤــﻲ اﻝﺴــﻠطوي‪.‬و ﻴﻤﻜــن ﺘﻌرﻴﻔﻬــﺎ ﻤــن اﻝﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ‬
‫واﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ‪ :‬ﺘﺠﻤﻊ ﺴﻜﺎﻨﻲ و ﻓﻀﺎء ﺠﻐراﻓﻲ ﻤﺤدد إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ و ﺒﺄﻨﻬـﺎ وﺤـدة إدارﻴـﺔ )‪.(1‬‬
‫وﻫﻲ ﺘﻌﺘﺒر ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻗﺎﻋدة اﻝﺘﻌﺒﻴر اﻝﺴﻜﺎﻨﻲ ﻋن طرﻴق اﻻﻨﺘﺨﺎب ‪ ،‬و ﺘﺴﺘﺠﻴب اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫إﻝﻰ ﺒﻌدﻴن اﺜﻨﻴن و ﻫﻤﺎ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻜوﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒر ﻋن ﺴﻠطﺔ و اﻤﺘداد اﻝدوﻝﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻜوﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒر ﻋن ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﻨظﻤﺔ ﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ و اﻷﻋﻤﺎل و اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﺎﻴﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺘﻨظﻴم اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت‬
‫‪ -‬ﺘﻌﻤﻴم اﻝﻘواﻨﻴن و اﻝﻨظﺎم‬
‫‪ -‬اﻹﺤﺼﺎء ﻝﻔﺎﺌدة واﺠب اﻝﺨدﻤﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻝوﺜﺎﺌق‬
‫‪ -‬اﻝﺴــــــــﻬر ﻋﻠــــــــﻰ اﻷﻤـــــــــن و اﻝﻨظــــــــﺎم و اﻝﻬــــــــدوء ﻋﻠـــــــــﻰ اﻝﻤﺴــــــــﺘوى اﻹﻗﻠﻴﻤـــــــــﻲ‪.‬‬
‫و ﻴﻌﺘﺒر ﻫﻨﺎ رﺌـﻴس اﻝﺒﻠدﻴـﺔ أو رﺌـﻴس اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﻜﻌـون ﻤـن أﻋـوان اﻝدوﻝـﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ اﻝﻤ ﺴﺘوﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻀطﻠﻊ ﺒﻬﺎ و اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺠﻤﺎﻋﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أو ﻤؤﺴﺴﺔ إدارﻴﺔ‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤــد اﻝﺴــوﻴدي ‪ :‬اﻝﺘﺴــﻴﻴر اﻝــذاﺘﻲ ﻓــﻲ اﻝﺘﺠرﺒــﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴــﺔ وﻓــﻲ اﻝﺘﺠــﺎرب اﻝﻌﺎﻝﻤﻴــﺔ ‪ ،‬اﻝﻤؤﺴﺴــﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ ﻝﻠﻜﺘــﺎب‬
‫اﻝﺠزاﺌر ‪ , 1986 ,‬ص ‪. 179‬‬

‫‪50‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻬﺎ إن ﺘﺴﻬر ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻀﻤﺎن ﺼﻴرورة اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻝﻠﻤﺼﺎﻝﺢ و اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻘدﻤﺔ ﻝﻠﻤواطﻨﻴن اﻝﺴﺎﻜﻨﻴن ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬و ﻤــﺎدام أ ن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺘﻤﻠــك اﻝﺸﺨﺼــﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴــﺔ و اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺨوﻝﻬــﺎ ﺤــق‬
‫اﻝﺘﺼرف ﻓﻲ ﺘﻨظﻴﻤﻬﺎ اﻝداﺨﻠﻲ و ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴـﺎت و اﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻷﺨـرى إﻝـﻰ ﺤـد‬
‫ﻤــﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﺘﻌﺘﺒــر ﺘﻨظﻴﻤــﺎ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺎ ﻤﺴــﺘﻘﻼ ﻨﺴــﺒﻴﺎ ‪ ،‬ﻴﻘــوم ﺒﺘﺤﻘﻴــق اﻝوظــﺎﺌف و اﻝﻤﻬــﺎم‬
‫اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹدارة ا ﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻜﺘﻨظﻴم و ﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻤواطﻨﻴن‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة أﻤﻼك اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻤﺘﺤرﻜﺔ و ﻏﻴر اﻝﻤﺘﺤرﻜﺔ ﻜﺎﻝﻌﻘﺎرات ﺒﻤﺨﺘﻠف أﻨواﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻌﻤﻴر و اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﻴط و ﻜل اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺘرﺒوﻴﺔ و اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺘﺴﻴﻴر اﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻤن أ ﺠل ﺘوظﻴف أﺤﺴن ﻝﻠﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻤوﻜﻠﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‬
‫ﻓﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻤؤﺴﺴﺔ ذات طﺎﺒﻊ ﺴﻴﺎﺴﻲ إداري اﻗﺘﺼـﺎدي اﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬
‫وﺜﻘﺎﻓﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ ﻓﻬﻲ اﻝﺨﻠﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠدوﻝـﺔ )‪ ، (2‬ﻜﻤـﺎ ﺘـﻨص اﻝﻤـﺎدة‬
‫اﻷوﻝﻰ ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري ‪:‬‬
‫ﻋﻠـــﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻫـــﻲ اﻝﺠﻤﺎﻋـــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴـــﺔ اﻷﺴﺎﺴـــﻴﺔ و ﺘﺘﻤﺘـــﻊ ﺒﺎﻝﺸﺨﺼـــﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴـــﺔ و‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝﻤﺎﻝﻲ و ﺘﺤدث ﺒﻤوﺠب اﻝﻘﺎﻨون‬
‫‪ .‬وﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ‪ 13‬ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺒﻠد ي ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻴﻠﻲ " ﻫﻴﺌﺘﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻫﻤﺎ‪:‬‬

‫)‪ (1‬ﻨﺎﺼر ﻝﺒﺎد ‪ :‬اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري و اﻝﺘﻨظﻴم اﻹداري ‪ ،‬ﻤﻨﺸورات دﺤﻠب ‪ ,‬اﻝﺠزاﺌر ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 184‬‬
‫‪(2) New john pohn phiff and Robert per thus: The roared press company. York.1956.p22‬‬
‫‪(3) Lahsen seriak: Lorganisation et fonctionnellement de la commune . enag/ édition .‬‬
‫‪alger/ 1998p 05.‬‬

‫‪51‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -1‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‬


‫‪ -2‬رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ‪:‬‬
‫ﻴﺸرف ﻋﻠـﻰ إدارة ﺸـؤون اﻝﺒﻠدﻴـﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻤﺠﻠـس ﻤﻨﺘﺨـب وﺠﻬـﺎز ﻤداوﻝـﺔ ﻫـو اﻝﻤﺠﻠـس‬
‫اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ‪ ,‬وﺘﻘﺘﻀﻲ دراﺴﺔ ﻫذا اﻝﻬﻴﻜل اﻝﻤﺴﻴر اﻝﺘطرق ﻝﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻪ و ﻗواﻋد ﻋﻤﻠﻪ‬
‫و ﺴﻴرﻩ و ﻨظﺎم ﻤداوﻻﺘﻪ و ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ )‪.(1‬‬
‫‪ -‬ﺘﺸﻜﻴل اﻝﻤﺠﻠس ‪:‬‬
‫ﻴﺘﺸــﻜل اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺸــﻌﺒﻲ ﻤــن ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤﻨﺘﺨﺒــﻴن ﻴــﺘم اﺨﺘﻴــﺎرﻫم ﻤــن ﻗﺒــل ﺴــﻜﺎن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫ﺒﻤوﺠب أﺴـﻠوب اﻻﻗﺘـراع اﻝﻌـﺎم اﻝﺴـري اﻝﻤﺒﺎﺸـر ‪,‬و ذﻝـك ﻝﻤـدة ﺨﻤـس ﺴـﻨوات ‪ ,‬و ﻴﺨﺘﻠـف‬
‫ﻋــدد أﻋﻀــﺎء اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺸــﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠــدي ﺒﺤﺴــب اﻝﺘﻌــداد اﻝﺴــﻜﺎﻨﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴــﺔ وﻓــق اﻝﺠــدول‬
‫اﻝﺘﺎﻝﻲ ‪:‬‬
‫‪ 7 -‬أﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻘل ﻋدد ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻋن ‪ 10.000‬ﻨﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ 9 -‬أﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺘراوح ﻋدد ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒﻴن ‪10000‬و ‪ 20000‬ﻨﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ 11 -‬ﻋﻀوا ﻓﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺘ اروح ﻋدد ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒﻴن ‪ 200001‬و‪ 50000‬ﻨﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ 15 -‬ﻋﻀوا ﻓﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺘراوح ﻋدد ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒﻴن ‪ 500001‬و ‪ 100000‬ﻨﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ 23 -‬ﻋﻀـــوا ﻓـــﻲ اﻝﺒﻠـــدﻴﺎت اﻝﺘـــﻲ ﻴﺴـــﺎوي ﻋـــدد ﺴـــﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒـــﻴن ‪ 1000001‬و ‪200000‬‬
‫ﻨﺴﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ 33 -‬ﻋﻀـوا ﻓــﻲ اﻝﺒﻠــدﻴﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴﺴــﺎوي ﻋـدد ﺴــﻜﺎﻨﻬﺎ أو ﻴﻔــوق ‪ 200000‬ﻫــذا و ﻴﺠــدر‬
‫اﻝﺘﻨﺒﻴﻪ أن ﻗـﺎﻨون ‪ 1990‬ﻝـم ﻴﻌـط أوﻝوﻴـﺔ ﻷي ﻓﺌـﺔ ﻤـن ﻓﺌـﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻋـن ﻏﻴرﻫـﺎ و ﻫـذا‬
‫ﺨﻼﻓﺎ ﻝﻠﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﺤﻴث ﻜﺎﻨت اﻷوﻝوﻴﺔ ﻤﻌﺘرﻓﺎ ﺒﻬﺎ رﺴﻤﻴﺎ ﻝﻔﺌﺔ اﻝﻌﻤﺎل و اﻝﻔﻼﺤﻴن‬
‫)‪(2‬‬
‫و اﻝﻤﺜﻘﻔﻴن اﻝﺜورﻴﻴن ﻜﻤﺎ ﺴﻠف اﻝﻘول ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻋﻤﺎر ﺒوﻀﻴﺎف ‪ :‬اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻻداري ‪ ,‬دار رﻴﺤﺎﻨﺔ ‪ ,‬اﻝﺠزاﺌر ‪ ,‬ص ‪. 138‬‬
‫)‪ (2‬ﺒــوﻋﻼم ﺒوﺸــﺎﻤﺔ ‪ :‬اﻝﺘﻨظــﻴم اﻹداري اﻝﺒﻠــدي ‪ ،‬ﻤــذﻜرة ﻝﺘﺤﻀــﻴر ﺸــﻬﺎدة دوﻝــﺔ ﻓــﻲ اﻹدارة و اﻝﻤﻨﺎﺠﻤﻨــت ‪ ،‬اﻝﻤدرﺴــﺔ‬
‫اﻝوطﻨﻴﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ﻝﻺدارة و اﻝﺘﺴﻴﻴر ‪ ، 98/96‬ص ‪.33‬‬

‫‪52‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -2‬رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪:‬‬


‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻀﺎﺒط ﺸرطﺔ إدارﻴﺔ ‪ :‬ﻴﻘوم رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺎﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻤـن اﻝﻌـﺎم و ﻴﺴـﺘﻌﻴن‬
‫ﺒﺸــرطﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺼــﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ و ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤﺠــﺎل ﻴﻘــوم رﺌــﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫ﺒﺎﺘﺨﺎذ ﺠﻤﻴﻊ اﻹﺠراءات اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ أرواح اﻝﻨﺎس و ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬم و اﺘﺨﺎذ ﻜل إﺠـراء ﻤـن‬
‫ﺸـــﺄﻨﻪ ﻀـــﻤﺎن ﺘـــدﻋﻴم اﻝﺠﺎﻨـــب اﻝوﻗـــﺎﺌﻲ و ﺒﺎﺘﺨـــﺎذ ﺠﻤﻴـــﻊ اﻹﺠـــراءات و اﻻﺤﺘﻴﺎطـــﺎت و‬
‫اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺼﺤﻴﺔ اﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ )‪.(1‬‬

‫و ﻝﻠﻌﻠم ﻓﺈن رﺌـﻴس اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﻓـﻲ ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻪ ﺼـﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻀـﺒط‬
‫اﻹداري ﻴﻜ ون ﺘﺤت اﻝﺴﻠطﺔ اﻝرﺌﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠواﻝﻲ )‪.(2‬‬
‫وﺒﺼﻔﺘﻪ ﻤﻤﺜﻼ ﻝﻠدوﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻴﻘوم رﺌـﻴس اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﺎﻝﺴـﻬر ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻔﻴـذ ﺸـﺘﻰ‬
‫اﻝﻘ ـواﻨﻴن و اﻝﺘﻨظﻴﻤــﺎت ﻓــﻲ ﺸــﺘﻰ اﻝﻤﺠ ـﺎﻻت ﻤﺜــل اﻻﻨﺘﺨﺎﺒــﺎت ﺤﻴــث ﻴﺘــوﻝﻰ إﻋــداد ﺒطﺎﻗــﺔ‬
‫اﻝﻨﺎﺨب و ﺘﺴـﻠﻴﻤﻬﺎ )‪ .(3‬ﻜﻤـﺎ ﻴﻘـوم ﻜـذﻝك ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝ ﺼـدد ﺒﻀـﺒط ﺒطﺎﻗـﺔ اﻝﺨدﻤـﺔ اﻝوطﻨﻴـﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫وﻤﺠــﺎﻻت أﺨــرى ﻜﺎﻝﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﻤدﻨﻴــﺔ وﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻷﺸــﺨﺎص وﻤراﻗﺒــﺔ اﻝﺒﻨﺎﻴــﺎت ﻏﻴــر اﻝﻼﺌﻘــﺔ‬
‫وﺘﻬدﻴﻤﻬﺎ ‪ ...‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إ ﻝﻰ ﺼﻼﺤﻴﺎت و اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت أﺨرى ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬
‫و اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ و اﻝﺘﺠﺎري‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺠــﺎل اﻻﻗﺘﺼــﺎدي‪ :‬ﻴﻌﺘﺒــر اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻝرﻜﻴــزة اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘطــور و ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر رﺌــﻴس‬
‫اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻫــو اﻝﻤﺴـﺌول اﻷول و اﻷدرى ﺒﺸــؤون و ﺤﺎﺠــﺎت اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻤــن ﺠﻬــﺔ و طﺎﻗــﺎت‬
‫وﻗـدرات و إﻤﻜﺎﻨــﺎت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻤــن ﺠﻬـﺔ أﺨــرى ﻓـﺈن اﻝﻤﺸــرع ﺨـول ﻝــرﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫اﻝﻨﻬوض ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻘﺎﻨون رﻗم ‪ 05/85‬اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ‪ 1985/02/16‬اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺼﺤﺔ و ﺘرﻗﻴﺘﻬﺎ اﻝﻤﻌدل و اﻝﻤﺘﻤم‪.‬‬
‫)‪ (2‬اﻝﻤﺎدة ‪ 69‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪.08/90‬‬
‫)‪ (3‬اﻝﻤــﺎدة رﻗــم ‪ 04‬ﻤــن اﻝﻤرﺴــوم اﻝﺘﻨﻔﻴــذي رﻗــم ‪ 59/90‬اﻝﻤــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 1990/02/13‬اﻝــذي ﻴﺤــدد ﻜﻴﻔﻴـﺔ اﻋــداد ﺒطﺎﻗــﺔ‬
‫اﻝﻨﺎﺨب و ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪ (4‬اﻝﻤﺎدة ‪ 70‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻝــذﻝك ﻓﻬــو ﻴﺴــﻬر ﻋﻠــﻰ إﻋــداد ﻤﺨطــط اﻝﺒﻠدﻴــﺔ اﻝﻘﺼــﻴر و اﻝﻤﺘوﺴــط و اﻝطوﻴــل اﻝﻤــدى‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺎدر ﺒﻜل ﻋﻤل أو إﺠراء ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘطوﻴر اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻴﻘوم ﺒﺘﺸﺠﻴﻊ ﺘدﺨل‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﻴن‬
‫‪-‬اﻝﻤﺠــﺎل اﻝﺼــﻨﺎﻋﻲ‪ :‬ﻝــرﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺼــﻼﺤﻴﺎت ﻤﺒﺎﺸــرة ﻓــﻲ أي ﻋﻤــل ﻴﻬــدف إﻝــﻰ وﻀــﻊ‬
‫ﻗﺎﻋدة أو ﺸﺒﻜﺔ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى إﻗﻠﻴم اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺼﻼﺤﻴﺎت ﻓﻲ اﻵﺘﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝزﻴﺎدة ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻝطﺎﻗﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻀﻤﺎن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ اﻝﻌﻘﻼﻨﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻀﻤﺎن ﺘﻠﺒﻴﺔ اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن اﻹﻨﺘﺎج اﻝﻤﺤﻠﻲ و ﻜذا إﻗﺎﻤﺔ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫ودﻋﻤﻬﺎ‪،‬وﺘﺴﻬﻴل اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻨﺸر ﺘﻘﻨﻴﺎﺘﻬﺎ و ﺘﺴﻬﻴل ﺘطﺒﻴق اﻝﺘﻨظﻴم‬
‫اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻪ ﺒﺘﻌﺒﺌﺔ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻝﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﻤل اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ و ﺘوﺠﻴﻬﻪ )‪.(3‬‬
‫‪ -‬ﺘﺸـــﺠﻴﻊ إﻨﺸـــﺎء ﺘﻌﺎوﻨﻴـــﺎت ﻝﻺﻨﺘـــﺎج ذات طـــﺎﺒﻊ ﺤرﻓـــﻲ ‪ ،‬و اﻝﻌﻤـــل ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤوازﻨـــﺔ ﺒـــﻴن‬
‫إﻴرادات و ﻨﻔﻘ ﺎت اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و ﺘﻨظﻴﻤﻬـﺎ و ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﻋﻤﻠﻬـﺎ ﻋـن طرﻴـق‬
‫اﻝﺘﻨظﻴم‪.‬‬
‫‪-‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺘﺠﺎري‪ :‬ﺘﺘﻤﺜل ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﻤﺠـﺎل ﻓـﻲ‬
‫ﺘﻨظــﻴم اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ و اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ و اﻝﺨــدﻤﺎت و ﺘﺸــﺠﻴﻌﻬﺎ ﻜﺘﻨظــﻴم و ﻤراﻗﺒــﺔ اﻷﻋﻤــﺎل‬
‫اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺴواق اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺘﻨظ م أﻨﺼﺎف اﻝﺸﻬور اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻻ ﺘﺘﺠـﺎوز ﻤﻨطﻘـﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺘﺄﺜﻴرﻫﺎ ﺘراب اﻝﺒﻠدﻴﺔ‬
‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻤﺎ ﻴﺨوﻝﻪ ﻝﻪ اﻝﻘﺎﻨون ﻤن ﺘطوﻴر ﺸﺒﻜﺔ اﻝطرق و ﻓك اﻝﻌزﻝﺔ و ﺘﻘـوم اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ و اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤﺎدة ‪ 86‬ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪08/90‬‬


‫)‪ (2‬اﻝﻤﺎدة ‪ 88‬ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون‬
‫)‪ 3‬اﻝﻤﺎدة ‪ 02‬ﻤن اﻝﻤرﺴوم رﻗم ‪ 378/81‬اﻝﻤﺤدد ﻝﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻝﺼﻨﺎﻋﺔ و اﻝطﺎﻗﺔ‬
‫)‪ (4‬اﻝﻤﺎدة ‪ 137‬ﻤن ﻨﻔس اﻝﻤرﺴوم ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -1‬اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻝﻌل ﻤن أﻫم اﺨﺘﺼﺎ ﺼﺎت اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒـﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻌﻤﻴر واﻝﺒﻴﺌﺔ‪:‬‬
‫ﺘﺸﻤل ﻜل ﻤﺎ ﺘﻘوم ﺒﻪ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﺨطـﻴط اﻝﻤـدن وﺘﻨظﻴﻤﻬـﺎ ﻋﻤراﻨﻴـﺎ‪ ،‬ﻜﺸـف اﻝطـرق‬
‫إﻗﺎﻤﺔ أﺒﻨﻴﺔ وﻤراﻓق ﻋﺎﻤـﺔ‪ ،‬ﺘﻨظـﻴم اﻝﺴـﺎﺤﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ‪ ،‬إﻗﺎﻤـﺔ ﻤﺸـﺎرﻴﻊ ذات ﻤﻨﻔﻌـﺔ ﻋﺎﻤـﺔ‬
‫)ﻤﺜــل ﻤﻌﺎﻤــل اﻝــﺘﺨﻠص ﻤــن اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت(‪ ...‬ﺘﻌﺒﻴــد اﻝطــرق‪ ،‬إﻗﺎﻤــﺔ اﻷرﺼــﻔﺔ‪ ،‬ﺘﻨظــﻴم اﻝﺴــﻴر‪،‬‬
‫إﻗﺎﻤﺔ اﻝﺤداﺌق واﻝﻤﻨﺘزﻫﺎت ‪...‬‬
‫ﻤن ﺤﻴث اﻝﺘزود ﺒوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻌﻤﻴر واﺤﺘرام ﺘﺨﺼﺼﺎت اﻷراﻀﻲ اﻝﻤﻌدة ﻝﻠﺒﻨـﺎء أو اﻝزراﻋـﺔ و‬
‫اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘراث اﻝﻌﻤراﻨﻲ‪ .‬ﺤﺴب اﻝﻤﺎدة ‪ :90‬ﻓﻴﺘﻌﻴن ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ إن ﺘﺘـزود‬
‫ﺒﻜل وﺴﺎﺌل اﻝﺘﻌﻤﻴر‬
‫اﻝﻤــﺎدة‪ :94‬ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺸــﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠــدي أﺜﻨــﺎء إﻗﺎﻤــﺔ اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻋﺒــر ﺘ ـراب‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤراﻋﺎة ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻷراﻀﻲ اﻝزراﻋﻴﺔ و اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء)‪.(1‬‬
‫اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن و اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻝﻤﺎدة ‪ :91‬ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻠدﻴﺔ أن ﺘﺘﺤﻘـق ﻤـن ا ﺤﺘـرام ﺘﺨﺼﺼـﺎت اﻷراﻀـﻲ و ﻗواﻋـد اﺴـﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ‬
‫ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻬر ﻋﻠﻰ اﻝﻤراﻗﺒﺔ اﻝداﺌﻤﺔ ﻝﻤطﺎﺒﻘﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻨﺎء ﻝﻠﺸروط اﻝﻤﺤددة ﻓـﻲ اﻝﻘـواﻨﻴن و‬
‫اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻝﻤﺎدة‪ :92‬ﺘﺸـﺘرط اﻝﻤواﻓﻘـﺔ اﻝﻘﺒﻠﻴـﺔ ﻝﻠﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﻋﻠـﻰ إﻨﺸـﺎء أي ﻋﻠـﻰ ﺘـراب‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻴﺘﻀﻤن ﻤﺨﺎطر ﻤن ﺸﺎﻨﻬﺎ اﻹﻀرار ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫اﻝﻤــــﺎدة‪ :93‬ﺘﺘﺤﻤــــل اﻝﺒﻠدﻴــــﺔ ﻓــــﻲ إطــــﺎر ﺤﻤﺎﻴــــﺔ اﻝﺘــــراب اﻝﻌﻤراﻨــــﻲ ﻤﺴــــؤوﻝﻴﺔ ﻤــــﺎ ﻴــــﺄﺘﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺤﺎﻓظـــﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤواﻗـــﻊ اﻝطﺒﻴﻌﻴـــﺔ و اﻵﺜـــﺎر ﻨظـــ ار ﻝﻘﻴﻤﺘﻬـــﺎ اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴـــﺔ و اﻝﺠﻤﺎﻝﻴـــﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝطــﺎﺒﻊ اﻝﺠﻤـﺎﻝﻲ و اﻝﻤﻌﻤــﺎري و اﻨﺘﻬـﺎج أﻨﻤــﺎط ﺴـﻜﻨﻴﺔ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴــﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﺠﻤﻌــﺎت‬
‫اﻝﺴﻜﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻐﻴر ﺒﻌﻠﻲ ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪، 166‬ص‪.168‬‬
‫)‪ (2‬ﻋﻤﺎر ﺒوﻀﻴﺎف ‪ :‬اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪146‬‬

‫‪55‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -‬اﻝﺘﻌﻠــﻴم اﻷﺴﺎﺴــﻲ و ﻤــﺎ ﻗﺒــل اﻝﻤدرﺴ ــﻲ ‪ :‬ﺘﺨــﺘص اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒﺈﻨﺠــﺎز ﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺘﻌﻠــﻴم‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻲ و ﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻝﻬﺎ أن ﺘﺸﺠﻊ ﻜل إﺠ ارء ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘرﻗﻴﺔ اﻝﻨﻘل اﻝﻤدرﺴﻲ‬
‫و اﻝﺘﻌﻠﻴم ﻤﺎ ﻗﺒل اﻝﻤدرﺴﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﺠﻬزة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺜل إﻨﺠﺎز اﻝﻤراﻜز و اﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﺼﺤﻴﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫و اﻝرﻴﺎﻀﻴﺔ و ﺼﻴﺎﻨﺔ اﻝﻤﺴﺎﺠد و اﻝﻤدارس اﻝﻘرآﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺴــﻜن ‪ :‬وذﻝــك ﺒﺘــوﻓﻴر ﺸــروط اﻝﺘرﻗﻴــﺔ اﻝﻌﻘﺎرﻴــﺔ ﻜﺎﻝﺘﺸــﺠﻴﻊ ﻋﻠــﻰ إﻨﺸــﺎء اﻝﺘﻌﺎوﻨﻴــﺎت‬
‫اﻝﻌﻘﺎرﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺤﻔـــظ اﻝﺼـــﺤﺔ و اﻝﻨظﺎﻓـــﺔ و اﻝﻤﺤـــﻴط ‪ :‬ﺘﺘﻜﻔـــل اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﺒﺤﻔـــظ اﻝﺼـــﺤﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻨظﺎﻓـــﺔ‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ ﺨﺎﺼ ــﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻠﻤﻴــﺎﻩ اﻝﺼــﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﺸــرب و اﻝﻤﻴــﺎﻩ اﻝﻘــذرة و اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت و ﻨظﺎﻓــﺔ‬
‫اﻷﻏذﻴﺔ‬
‫و اﻷﻤﺎﻜن اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ و ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎرات اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ إن ﺘﺴـــﺘﺜﻤر ﻓـــﻲ اﻝﻤﺠـــﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ و طﺒﻘـــﺎ‬
‫ﻝﻠﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻪ ‪.‬‬
‫أن اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت اﻝﻤوﻜﻠــﺔ ﻝﻠﻤﺠﻠــس ﻻﺘﻌــد ﻓــﻲ ﻤﻌظﻤﻬــﺎ اﻝﺘزاﻤــﺎت واﺠﺒــﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ذﻝــك أن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﺘﺘـــوﻝﻰ اﻝﻘﻴـــﺎم ﺒﻬـــﺎ ﺤﺴـــب إﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺘﻬـــﺎ اﻝذاﺘﻴـــﺔ أو اﻝﻤﺴـــﺎﻋدات اﻝﺘـــﻲ ﺘﻘـــدﻤﻬﺎ ﻝﻬـــﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ ‪.‬‬
‫و ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻠﺘزم اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠـدي ﺒـﺎﻝﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬـﺎ ﻓﻬـﻲ ﺘﺘﻤﺜـل‬
‫ﻓﻲ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺼﻠﺒﺔ اﻝﺤﻀرﻴﺔ و ﺤددﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝزﺒﺎل اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ و اﻝﻔردﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺘﺸرﻴﺢ و اﻝﺘﻌﻔن اﻝﺘﻲ ﺘرﻤﻴﻬﺎ اﻝﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻤﺴﺎﻝﺦ و ﺠﺜث اﻝﺤﻴواﻨﺎت و اﻝﻔﻀﻼت اﻝﻤﻀﺎﻴﻘﺔ ﻜﺎﻷﺸﻴﺎء اﻝﻀﺨﻤﺔ و اﻝﺨـردة‬
‫اﻝﺤدﻴدﻴﺔ و ﻫﻴﺎﻜل اﻝﺴﻴﺎرات‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻋﻤﺎر ﺒوﻀﻴﺎف ‪ :‬اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪. 146‬‬

‫‪56‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫و ﻴﺒدو أن ﻫـذﻩ اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ اﻋﺘﻤـد ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻝﻤﺸـرع ﻓـﻲ ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﺘﻌرﻴـف اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴـﺔ‪ :‬و‬
‫ﻫــﻲ ﻜــل اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﻨﺎﺘﺠــﺔ ﻋــن اﻝﻨﺸـــﺎطﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴــﺔ و اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠــﺔ اﻝﻨﺎﺠﻤــﺔ ﻋـــن‬
‫اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ و اﻝﺤرﻓﻴﺔ و ﻏﻴرﻫﺎ و اﻝﺘﻲ ﺒﻔﻌل طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺘﺸﺒﻪ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت‬

‫ﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬذﻩ اﻷﻨواع ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت ﻗد ﺨﺼﻬﺎ اﻝﻤﺸرع ﺒطرﻴﻘﺔ ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ و اﻝﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ذﻝك ﺠﻤﻌﻬﺎ و اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوﻗﻊ ﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ و اﻝذي ﻴﺨﻀﻊ إﻝﻰ ﺘرﺨﻴص اﻝوزﻴر اﻝﻤﻜﻠف‬
‫ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ و إﻝﻰ رﺨﺼﺔ اﻝواﻝﻲ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ و ﻤﺎ‬
‫ﺸﺎﺒﻬﻬﺎ إﻝﻰ رﺨﺼﺔ رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻬﺎﻤدة‪ .‬و ﻗد أﻝزم‬
‫ﺸروط ﻝﻠﻤوﻗﻊ وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﻴﻜون أﻗرب ﻤن ﻤرﻜز اﻝﻘطﺎع ﻝﻜﻨﻪ ﺒﻌﻴد ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت ﻋن اﻝﻤﺴﺎﻜن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺤدﻴد اﻝﻤﺴﺎﻓﺔ اﻝﺒﻌد ﻤﻜﺎن اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ ﻋن ﻤﺠرى اﻝﻤﻴﺎﻩ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﺠب أﻻ ﺘﻘل اﻝﻤﺴﺎﻓﺔ اﻝدﻨﻴﺎ اﻝواﺠب اﺤﺘراﻤﻬﺎ ﺒﻴن ﻤوﻗﻊ اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ و أﻗرب اﻝﻤﻨﺎزل ﻋن‬
‫‪200‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻨﻊ إﻓراغ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت و اﻝﺒﻘﺎﻴﺎ اﻝﺤﻀرﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻘﺎط اﻝﻤﻴﺎﻩ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﻤﻨﻊ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻤﺤﺎﺠر اﻝﺒﺎطﻨﻴﺔ و اﻵﺒﺎر و اﻝﻜﻬوف ﻤزاﺒل ﻝﻠﺘﻔرﻴﻎ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ و اﺤﺘ ـواء اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ﻗﺎﻤــت اﻝدوﻝــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﺈﻋداد ﻤﺨططﺎت ﺒﻠدﻴﺔ ‪.‬ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﻠﺴﻴطرة ﻋﻠـﻰ ﻤﻔـﺎرغ اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﻔوﻀـوﻴﺔ‬
‫اﻝﻤﻨﺘﺸرة ﻋﺒر اﻝوطن ‪ ،‬ﻗررت اﻝﺤﻜوﻤﺔ إﻋداد أﻝف ﻤﺨطط ﺘوﺠﻴﻬﻲ ﺒﻠدي ﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﺒﻠدﻴﺎت واﻝﺘﻲ ﺘﺴﺒﺒت ﻓﻲ أﻀرار ﺒﻴﺌﻴﺔ ﻜﺒﻴرة ‪ ،‬وذﻝك ﻤن ﺨﻼل اﻝﺴﻬر ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺼـرﻨﺔ ﺘﺠﻬﻴـزات وﺴـﺎﺌل اﻝﺘﺠﻤﻴـﻊ وﻏﻠــق و إﻋـﺎدة ﺘﺄﻫﻴـل ‪20‬ﻤﻔرﻏـﺎ ﻓوﻀـوﻴﺎ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴــﺎت ‪.‬‬
‫وﻴﺘﻌﻠــق اﻷﻤــر ﺒﻤﻔــﺎرغ ﻜــل ﻤــن وادي اﻝﺴــﻤﺎر ﺒﺎﻝﻌﺎﺼــﻤﺔ ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒــﺔ ‪ ،‬ﺴــﻜﻴﻜدة اﻝطــﺎرف ‪،‬‬
‫ﺘﺒﺴﺔ ‪ ،‬اﻝﺠﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﺘﻴﺎرت وﻫران ‪ ،‬ﺒﺎﺘﻨﺔ ‪ ،‬ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﺒﺴـﻜرة ‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴـﺎن‪ ،‬ﺒﺠﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻠﻴـدة ‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺠﻴﺠل ‪ ،‬ﺴطﻴف ‪ ،‬ورﻗﻠﺔ ‪ ،‬ﺤﺎﺴﻲ ﻤﺴﻌود ‪ ،‬ﺒوﻤرداس و ﻤﻌﺴﻜر‬
‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻐﻴر ﺒﻌﻠﻲ ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻹدارة اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪ ، 166‬ص ‪.168‬‬
‫‪mosbalyah fouzia@ yahoo. fr‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد ﻤﺴﻠم ‪ :‬ﺠرﻴدة اﻝﺸروق ‪ ،‬أﻝف ﻤﺨطط ﺒﻠدي و اﺴﺘﺤداث ﺨﻤس ﻤدن ﻨﻤوذﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺴـﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ‪ ،‬اﻝﻌـدد‬
‫‪16 ،2020‬ﺠوان ‪ ، 2007‬ص ‪. 4‬‬

‫‪57‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ﻜﻤﺎ ﻗررت اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﺴﺘﺤداث ‪ 48‬ﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻤوﻤﻴﺔ ذات طﺎﺒﻊ ﺼﻨﺎﻋﻲ ‪...‬ﻋﻠﻰ ﻤﺴـﺘوى‬
‫اﻝوﻻﻴﺎت ‪ ..‬ﺒﺘﺴﻴﻴر ﻤراﻜز اﻝطﻤر ) اﻝدﻓن( اﻝﺘﻘﻨﻲ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴـﺎت ‪ ،‬و إدﺨـﺎل اﻝﺘﺠﻤﻴـﻊ اﻻﻨﺘﻘـﺎﺌﻲ‬
‫ﻝﻬــذﻩ اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى ﺨﻤــس ﻤ ــدن اﺨﺘﻴــرت ﻝﺘﻜــون ﻨﻤوذﺠﻴــﺔ و ﻫــﻲ ‪ :‬ﺴــطﺎواﻝﻲ‬
‫ﺒﺎﻝﻌﺎﺼﻤﺔ ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒﺔ ‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴﺎن ‪ ،‬اﻝﺠﻠﻔﺔ وﻏرداﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻬدف ﺘﺸـﺠﻴﻊ ﺒـروز ﺴـوق اﻻﺴـﺘرﺠﺎع‬
‫)‪(1‬‬
‫ٕواﻋﺎدة اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ‪.‬‬
‫ﺘﻀ ـــﻤﻨت ﺴﻴﺎﺴـــﺔ رﺴـــﻜﻠﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴـــﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺴـــﻴﺘم ﺘطﺒﻴﻘﻬـــﺎ ﻋﺒـــر اﻝـــوطن ﺨـــﻼل ﺴـــﻨﺔ‬
‫‪ 2011/2010‬ﻀﻤن ﻤﺨطط وطﻨﻲ أﻨﻤﺎط ﺠدﻴدة ﻝﻠﺘﺨﻠص ﻤـن ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ﻤﻨﻬـﺎ ﻤـﺎ‬
‫ﺨص ﺘﺤدﻴث اﻝﺘﺠﻬﻴزات و إﻨﺠﺎز ﻤراﻜز ﺠدﻴدة ﻝﻠردم و اﺴﺘﻘﺒﺎل اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت ﺒـ ‪ % 10‬ﺴﻨوﻴﺎ‬
‫و ذﻝــك ﺒﻔﻀــل اﻝﺘﺄﻫﻴــل اﻝﻤــدرج ﻀــﻤن اﻝﻤﺨطــط اﻝــوطﻨﻲ ﺒﻤــﺎ ﻓــﻲ ذﻝــك إطــﻼق ﻤﺼــﻨﻌﻴن‬
‫ﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻨﻬﺎﺌﻴـﺔ ﻫـذا وﻗـد ﺘﻀـﻤﻨت ﻋﻤﻠﻴـﺔ رﺴـﻜﻠﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ‪ 900‬ﻤﺨطـط ﺨـص‬
‫اﻝﺒﻠـــدﻴﺎت ﻓﻴﻤـــﺎ ﺴـــﻴﺘم اﻨﺠـــﺎز ‪ 100‬ﻤرﻜـــز ﻝﻠـــردم و ﺘـــوﻓﻴر ‪ 348‬ﺠﻬـــﺎ از ﻝﺤـــرق اﻝﻨﻔﺎﻴـــﺎت‬
‫اﻹﺴﺘﺸﻔﺎﺌﻴﺔ و ﻗد ﺠﺎء اﻝﻤﺨطط اﻝﺠدﻴد ﺒﺈﺠراءات ﻨﺎﺠﻌﺔ ﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺴﺎﺤل ﻋن طرﻴق ﺤرﻜـﺔ‬
‫إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺘﻨﻔﻴذ ‪ 20‬ﻤﺨطط أﻴن ﺴﺘﺘﻀـﻤن ﻫـذﻩ ا ﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺘﺤوﻴـل اﻝﻌﻤﻴـق ﻝﻺﻗﻠـﻴم‬
‫ﺒﻤــﺎ ﻓــﻲ ذﻝــك اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﺔ اﻝﺘوازﻨــﺎت اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ ﻤــﻊ اﻷﺨــذ ﺒﻌــﻴن اﻻﻋﺘﺒــﺎر وﻀــﻌﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌــﺔ و‬
‫آﺜﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤواطن ‪ .‬ﺤﻴـث ﺴـﻴﻜون اﻝﺘﻘﻠـﻴص ﻤـن اﻝﺘﻠـوث ﻤـن اﻷوﻝوﻴـﺎت اﻝﺘـﻲ ﺴﺘﺴـﻤﺢ‬
‫ﺒﺘﺤﺴﻴـن‬
‫اﻹطـــﺎر اﻝﻤﻌﻴﺸـــﻲ ﻝـــﻪ ‪ .‬ﻫـــذا و ﺴﺘﺴـــﺎﻫم اﻹﺠـــراءات اﻝﺠدﻴـــدة ﻓـــﻲ رﺴـــﻜﻠﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴـــﺎت إﻝـــﻰ‬
‫اﻝﺘﺴــﻴﻴر اﻝﻤــدﻤﺞ ﻝﻬــذﻩ اﻷﺨﻴــرة ﻜﻤــﺎ ﺘﺤظــﻰ اﻹﺠ ـراءات اﻝﺠدﻴــدة ﺒﺎﻷوﻝوﻴــﺔ ﻜــذﻝك ﻹﻨﺠــﺎز‬
‫اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء و ﺘوﺴﻴﻊ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻤﺤﻤﻴـﺔ ﻝﻠﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻷﻤـﻼك اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ ﺒﻤـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ذﻝك ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘراث اﻝطﺒﻴﻌـﻲ ﺒﺈﻨﺠـﺎز ‪ 3‬ﺤظـﺎﺌر طﺒﻴﻌﻴـﺔ و ﺘﻬﻴﺌـﺔ ‪ 10‬ﻤﻨـﺎطق رطﺒـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﺒر اﻝوطن ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻤﺴﺢ أراض ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ % 56‬ﻤن اﻝﺨط اﻝﺴﺎﺤﻠﻲ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد ﻤﺴﻠم‪ :‬ﺠرﻴدة اﻝﺸروق ‪ ،‬أﻝف ﻤﺨطط ﺒﻠدي و اﺴﺘﺤداث ﺨﻤس ﻤدن ﻨﻤوذﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ‪ ،‬اﻝﻌـدد‬
‫‪16 ،2020‬ﺠوان ‪ ، 2007‬ص ‪. 4‬‬
‫)‪ (2‬ﺒﻜـﺎي ﻴﺴـ ار ‪ :‬ﺠرﻴـدة آﺨـر ﺴـﺎﻋﺔ ‪ ،‬اﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﺠدﻴـدة ﻝرﺴـﻜﻠﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت و اﻝﺘﻘﻠـﻴص ﻤـن ﻨﺴـب اﻝﺘﻠـوث ‪ ،‬اﻝﻌــدد‬
‫‪15 ، 3027‬ﺴﺒﺘﻤﺒر ‪ ، 2010‬ص ‪.8‬‬

‫‪58‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫ورﻏــم ﻤــﺎ ﻗﺎﻤــت ﺒــﻪ اﻝدوﻝــﺔ ﻤــن اﻨﺠــﺎزات إﻻ أن ﻫــذﻩ ‪ ...‬ﻝــم ﻴــﺘم اﺴــﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻤــﺎزال وﻀــﻊ‬
‫اﻝﻤﺤﻴط اﻝﻌﺎم ﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺘﺒﺴﺔ وﻏﺎﻝﺒﻴﺔ ﺒﻠدﻴﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻴﻌﻴش إﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻨﺘﺸـﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ و اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‬
‫ﺒﺼورة ﻓوﻀوﻴﺔ ‪ ،‬ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋدم اﺴﺘﻐﻼل ﻤرﻜز اﻝردم اﻝﻤﻨﺠـ ز ﺤـدﻴﺜﺎ ﺒﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﻜﺎرﻴـﺔ ‪ 12‬ﻜﻠـم‬
‫ﺸرق ﺘﺒﺴﺔ ‪ ،‬و اﻝذي ﻜﻠف ﺨزﻴﻨﺔ اﻝدوﻝﺔ ﻤﺎ ﻴﻔوق ‪ 32‬ﻤﻠﻴﺎر ﺴﻨﺘﻴم ‪ ،‬ﻓـﺎﻝزاﺌر ﻫـذﻩ اﻷﻴـﺎم‬
‫ﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪ ،‬ﻴﺠزم ﺒﺄن ﻋدة أﻤراض ﺴﺘﺼﻴب اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ ،‬ﻨظﻴر اﻨﺘﺸـﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ‬
‫ﻋﺒــر ﻜــل اﻷﻤــﺎﻜن ‪ .‬ﻓﻠــم ﺘﺴــﻠم ﻻ اﻝﺸ ـوارع و اﻝﺴــﺎﺤﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ و ﻻ ﺤﺘــﻰ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت‬
‫اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴــﺔ ‪ ،‬وﻓــﻲ وﺠــود ﻝـــ " اﻝﻨﻬــﺎر " ﻝﻜﺒرﻴــﺎت أﺤﻴــﺎء ﻤدﻴﻨــﺔ ﺘﺒﺴــﺔ ‪ ،‬ﺸــوﻫدت اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت‬
‫واﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ ﻜـل ﻤﻜــﺎن ‪ ،‬وﺤـول اﻝﻤـدﺨل اﻝرﺌﻴﺴــﻲ ﻝﻌﺎﺼـﻤﺔ اﻝوﻻﻴـﺔ إﻝــﻰ ﻤرﻜـز ﻗـﺎر ﻝرﻤــﻲ‬
‫اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ‪ ،‬و ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻓــﻲ ﺤﺎﺠــﺔ ﻤﺎﺴــﺔ إﻝــﻰ ﻋﻤﻠﻴــﺎت ﺘطﻬﻴــر و ﺘﻨظﻴــف ﺸــﺎﻤﻠﺔ ‪،‬‬
‫ﺨﺎﺼﺔ وﻨﺤن ﻤﻊ ﺒداﻴﺔ ﻓﺼل اﻝﺼﻴف ‪ ،‬اﻝوﻗـت اﻝـذي ﺘﻘـل ﻓﻴـﻪ اﻝﻤﻴـﺎﻩ و ﺘﻜﺜـر اﻷوﺴـﺎخ و‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻫﻲ ﻋواﻤل ﺘؤدي إﻝﻰ ﺘﻔﺸﻲ اﻷﻤراض ﻓﻲ أوﺴﺎط اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬إﻝﻰ ﺠﺎﻨب ﺘدﻫور اﻝﺒﻴﺌﺔ‬
‫‪ -2‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺼﺤﻴﺔ‪:‬‬
‫و ذﻝك ﻋن طرﻴق اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺄﻋﻤﺎل اﻝﺘﻨظﻴف وﺠﻤﻊ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت واﻝﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬﺎ‬
‫– إﺤداث وﺼﻴﺎﻨﺔ ﺸﺒﻜﺎت ﺘﺼرﻴف اﻝﻤﻴﺎﻩ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ‬
‫‪ -‬ﺘﺄﻤﻴن ذﺒﺢ اﻝﻤواﺸﻲ ﻓﻲ ظروف ﺼﺤﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻤﺄﻜوﻻت وﻤﺤﻼت ﺒﻴﻊ اﻝﻤواد اﻝﻐذاﺌﻴﺔ )اﻝﻠﺤوم‪،‬اﻷﺴﻤﺎك‪،‬اﻝﺨﻀر‪،‬اﻝﻤﻘﺎﻫﻲ‪( ..‬‬
‫– اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻨظﺎﻓــﺔ واﻝﺼــﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ‪ -‬ﻤﻨــﻊ رﻤــﻲ اﻝزﺒــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻷرﺼــﻔﺔ واﻝطرﻗــﺎت‬
‫)‪(2‬‬
‫واﻷﻤﺎﻜن اﻝﻌﺎﻤﺔ‪....‬‬

‫)‪ (1‬ﻫواري ﻏرﻴب ‪ :‬ﺠرﻴـدة اﻝﻨﻬـﺎر ‪ ،‬ردم اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ﺒﺒﻜﺎرﻴـﺔ ﻜﻠـف ﺨزﻴﻨـﺔ اﻝدوﻝـﺔ ‪ 32‬ﻤﻠﻴـﺎر ﺴـﻨﺘﻴم دون اﺴـﺘﻐﻼﻝﻪ ‪23 ،‬‬

‫ﺠوان ‪ . 2010‬ص ‪. 6‬‬


‫‪(2)http://montada.echorouonline.com/showthread.php?t=50732-Rahmani_moussa.‬‬
‫‪05-01-2010. 9:00.‬‬

‫‪59‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -3‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝرﻴﺎﻀﻴﺔ‪:‬‬


‫ﺘﺸﻤل ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ دﻋم ﻤﺨﺘﻠف اﻷ ﻨﺸطﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﻬﺎ اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت واﻝﻨـوادي ﻋـن‬
‫طرﻴق ﺘﻘدﻴم اﻝﻤﺴﺎﻋدة واﻝدﻋم اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻝﻀﻤﺎن اﺴﺘﻤرار ﻫـذﻩ اﻷﻨﺸـطﺔ )اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‪ ،‬ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬
‫رﻴﺎﻀﻴﺔ(‪ ،‬وأ ن ﺘﻘوم اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﺒﺘﻨظﻴم ﻫذﻩ اﻷﻨﺸطﺔ ٕواﻴﺠﺎد اﻝﺒﻨﻴﺎت واﻝﺘﺠﻬﻴـزات اﻝﻀـرورﻴﺔ‬
‫ﻝﻬــــــﺎ ‪ :‬ﻜــــــدور اﻝﺸــــــﺒﺎب ‪ ،‬اﻝﻤﺴــــــﺎرح واﻝﻤرﻜﺒــــــﺎت اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــــــﺔ واﻝﻤﻜﺘﺒــــــﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴــــــﺔ ‪...‬‬
‫وﻋﻤوﻤﺎ إذا ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﻫذﻩ اﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎت ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠدﻫﺎ ﺘـدﺨل ﻓـﻲ إطـﺎر اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‬
‫اﻝﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﺴواء ﻤﻨﻬﺎ اﻝﺒﻴﺌـﺔ اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ أو اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ أو اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‪ .‬وﺘﻌﺘﺒـر اﻷﺠﻬـزة اﻹدارﻴـﺔ‬
‫واﻝﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻘﺴم اﻝﺘﻘﻨﻲ اﻝﺒﻠدي‪:‬‬
‫اﻝﻤﻜﻠــف ﺒﺎﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﺠﻬﻴــزات اﻝﻌﺎﻤــﺔ وﻴﺴــﻬر ﻋﻠــﻰ ﺘﻨظــﻴم ﻨﻘــل اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت وﺘﺨﻠــﻴص‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻤﻨﻬﺎ واﻹﺸراف ﻋﻠﻰ ﺼﻴﺎﻨﺔ وﻤراﻗﺒﺔ إﺤـداث ﺸـﺒﻜﺎت اﻝﺼـرف اﻝﺼـﺤﻲ‪ ...‬وﻤراﻗﺒـﺔ‬
‫اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ اﻝﻤﺘواﺠ ــدة ﺒﺘـراب اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬وﻤـدى ﺘﻠوﻴﺜﻬــﺎ ﻝﻠﺒﻴﺌــﺔ ٕواﻝزاﻤﻬــﺎ ﺒــﺎﺤﺘرام‬
‫ﻗواﻋد اﻝﻨظﺎﻓﺔ واﻝﺼﺤﺔ واﻝﺴﻼﻤﺔ ‪...‬‬
‫‪ -2‬ﻤﻜﺘب ﺤﻔظ اﻝﺼﺤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪:‬‬
‫اﻝــذي ﻤــن واﺠﺒــﻪ اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺼــﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﺒﻤراﻗﺒــﺔ ﻤــدى ﺘــوﻓر ﺸــروط اﻝﺼــﺤﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺒﻨﺎﻴﺎت اﻝﺴﻜﻨﻴﺔ‪،‬واﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﻤﻬﻨﻴـﺔ‪ ،‬وﻤـن واﺠﺒـﻪ ﻜـذﻝك دراﺴـﺔ ﺘـﺄﺜﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﺼـﻠﺒﺔ‬
‫واﻝﺴﺎﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺼـﺤﺔ اﻝﺴـﻜﺎن وﺒﻴﺌـﺔ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ...‬وﺘﻨﺒﻴـﻪ اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـﻴن إﻝـﻰ ﻤﺨﺘﻠـف اﻷﺨطـﺎر‬
‫اﻝﻨﺎﺠﻤـــﺔ ﻋﻨﻬـــﺎ‪ ،‬وﻤراﻗﺒـــﺔ اﻝﻤـــﺄﻜوﻻت واﻝﺴـــﻠﻊ‪ ،‬وﻤﺤـــﻼت اﻝﺨـــدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤـــﺔ ‪ :‬ﻜﺎﻝﺤﻤﺎﻤـــﺎت‪،‬‬
‫وﻗﺎﻋﺎت اﻝﺴﻴﻨﻤﺎ‪ ،‬ووﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل اﻝﻌﻤوﻤﻲ ‪...‬‬
‫‪ -3‬ﻗﺴم اﻝﺘﻌﻤﻴر واﻝﺒﻨﺎء‪ :‬ﻓﻠـﻪ ﻴوﻜـل أﻤـر اﻹﺸـراف ﻋﻠـﻰ ﺘﻨظـﻴم اﻝﻤﺠـﺎل اﻝﻌﻤراﻨـﻲ ﻝﻠﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫وﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ وﻤراﻗﺒــﺔ ﺘــوﻓر اﻝﺸــروط اﻝﺘﻘﻨﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺒﻨﺎﻴــﺎت اﻝﻤﻨﺠــزة وﻤــدى اﺤﺘراﻤﻬــﺎ ﻝﻘ ـواﻨﻴن‬
‫اﻝﺘﻌﻤﻴر وﻝﺘﺼﻤﻴم اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ‪ .‬وﻤن ﻤﻬﺎﻤﻪ أﻴﻀﺎ اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء واﻝﺴﺎﺤﺎت‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ واﻝﻤﻨﺘزﻫﺎت ﻜﻤﺎ ﻫو ﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺼﻤﻴم اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ وﻋدم اﻝﺴﻤﺎح ﺒﺘﻔوﻴﺘﻬﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫أو ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ‪.‬‬

‫‪(1)http://montada.echorouonline.com/showthread.php?t=50732-Rahmani_moussa‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪05-01-2010. 9:00.‬‬

‫‪60‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -4‬ﻓــﻲ اﻝﻤﺠــﺎل اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ‪ :‬أﻋطــﻰ اﻝﻤﺸـــرع ﺒﻤوﺠــب اﻝﻤــﺎدة ‪ 89‬ﻤــن ﻗــﺎﻨون اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ‬
‫ﻝﻠﻤﺠﻠس ﺤق اﻝﻤﺒﺎدرة ﺒﺈﺘﺒﺎع ﻜـل إﺠـراء ﻤـن ﺸـﺄﻨﻪ ﺒﺎﻝﻔﺌـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﺤروﻤـﺔ و ﻤـد‬
‫ﻴد اﻝﻤﺴﺎﻋدة إﻝﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺼﺤﺔ و اﻝﺘﺸﻐﻴل و اﻝﺴﻜن ‪.‬‬
‫و أﻝزم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺈﻨﺠﺎز ﻤراﻜز ﺼﺤﺔ و ﻗﺎﻋﺎت ﻝﻠﻌﻼ ج و ﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎ و ذﻝـك ﻓـﻲ ﺤـدود ﻗـدراﺘﻬﺎ‬
‫اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻜﻤــﺎ أﻝزﻤﻬــﺎ ﺒﺈﻨﺠــﺎز ﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺘﻌﻠــﻴم اﻷﺴﺎﺴــﻲ و ﻓﻘــﺂ ﻝﻠﺒرﻨــﺎﻤﺞ اﻝﻤﺴــطر ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺨرﻴطﺔ اﻝﻤدرﺴﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت و اﺘﺨﺎذ ﻜل إﺠراء ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘﺴﻬﻴل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻨﻘل اﻝﻤدرﺴﻲ ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺴــﻜن ﺘﻜﻠ ــف اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒﺘﺸــﺠﻴﻊ ﻜــل ﻤﺒــﺎدرة ﺘﺴــﺘﻬدف اﻝﺘرﻗﻴــﺔ اﻝﻌﻘﺎرﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺴــﺘوى اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪ .‬وﻤــن ﻫﻨــﺎ أﺠــﺎز ﻝﻬــﺎ اﻝﻤﺸــرع اﻹﺸـراك ﻓــﻲ إﻨﺸــﺎء اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﻌﻘﺎرﻴــﺔ‬
‫وﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﺘﻌﺎوﻨﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻌﻘﺎري ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ :‬ﺤﻴـث ﺘﻌـد اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻤﺨططﻬـﺎ اﻝﺘﻨﻤـوي و ﺘﺒـﺎدر و ﺘﺸـﺠﻊ‬
‫ﻜل إﺠراء ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘطوﻴر اﻷﻨﺸطﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪ .‬ﺘـﻨص اﻝﻤـﺎدة‪ :86‬ﻋﻠـﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻌـد‬
‫ﻤﺨططﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤوي اﻝﻘﺼـﻴر و اﻝﻤﺘوﺴـط و اﻝطوﻴـل اﻝﻤـدى و ﺘﺼـﺎدق ﻋﻠﻴـﺔ و ﺘﺴـﻬر ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺘﻨﻔﻴــذﻩ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺼــﻼﺤﻴﺎت اﻝﻤﺴــﺘﻨدة إﻝﻴﻬــﺎ ﻗﺎﻨوﻨــﺎ ‪ ،‬و ﺒﺎﻨﺴــﺠﺎم ﻤــﻊ ﻤﺨطــط اﻝوﻻﻴــﺔ‬
‫وأﻫداف ﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻴﺘم ﺘﺠﺴﻴد اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻨـوﻋﻴن ﻤـن اﻝﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ‪ ،‬ﺘﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ ﺒـراﻤﺞ‬
‫اﻝﺘﺠﻬﻴز و اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻤراﻓﻘﺔ و اﻝﻤدﻋﻤﺔ ﻝﻺﺼﻼﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒــراﻤﺞ اﻝﺘﺠﻬﻴـز ‪:‬‬
‫ﺤﺴـــب ﻤـــﺎ ﻗﻀـــت ﺒـــﻪ اﻝﻤـــﺎدة ‪ 05‬ﻤـــن اﻝﻤرﺴـــوم رﻗـــم ‪ 380 / 81‬ﻫﻨـــﺎك ﻨـــوﻋﻴن ﻤـــن‬
‫اﻝﻤﺨططــﺎت ﺘﻘــوم ﺒﻬــﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴ ـﺔ أﺤــدﻫﻤﺎ ﺒﻠــدي ﻴــﺘم ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺴـﺘوى اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ PCD‬و اﻵﺨـر ﻗطـﺎﻋﻲ ﻴـﺘم ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻝوﻻﻴـﺔ ‪ . PSD‬و ﺴﻨوﻀـﺢ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻜﻼ اﻝﻤﺨططﻴن ‪:‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤوﻗﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫‪ -1‬اﻝﻤﺨطط اﻝﺒﻠدي ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪:‬‬


‫ﻫــو ﻋﺒــﺎرة ﻋــن ﻤﺨطــط ﺸــﺎﻤل ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و ﻫــو أﻜﺜــر ﺘﺠﺴــﻴدا ﻝﻼﻤرﻜزﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺴــﺘوى اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و ﻤﻬﻤﺘــﻪ ﺘــوﻓﻴر اﻝﺤﺎﺠــﺎت اﻝﻀــرورﻴﺔ ﻝﻠﻤــواطﻨﻴن و دﻋﻤــﺎ‬
‫ﻝﻠﻘﺎﻋــدة اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و ﻤﺤﺘــوى اﻝﻤﺨطــط ﻋــﺎدة ﻴﺸــﻤل اﻝﺘﺠﻬﻴ ـزات اﻝﻔﻼﺤﻴــﺔ و اﻝﻘﺎﻋدﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﺘﺠﻬﻴزات اﻹ ﻨﺠﺎز و اﻝﺘﺠﻬﻴزات اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ‪.‬‬
‫و ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ‪ 86‬ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون رﻗــم ‪ 08/90‬ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ إﻋــداد ﻤﺨططﺎﺘﻬــﺎ‬
‫واﻝﺴﻬر ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ‪ ,‬و ﺘﺴﺠﻴل اﻝﻤﺨطط اﻝﺒﻠدي ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻴﻜون ﺒﺎﺴـم اﻝـواﻝﻲ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻴﺘـوﻝﻰ‬
‫رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي اﻝﺴﻬر ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذﻩ و ﻴﺸـﺘرط ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﻤﺨطـط أن ﻴﻜـون‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻤﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ اﻝﻤﺨطط اﻝﻘطﺎﻋﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻜذا اﻝﻤﺨطط اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤﺨطط اﻝﻘطﺎﻋﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫــو ﻤﺨطــط ذو طــﺎﺒﻊ وطﻨــﻲ ﺤﻴــث ﺘــدﺨل ﻀــﻤﻨﻪ ﻜــل اﺴــﺘﺜﻤﺎرات اﻝوﻻﻴــﺔ و اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻜــون وﺼــﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ و ﻴــﺘم ﺘﺴــﺠﻴل ﻫــذا اﻝﻤﺨطــط ﺒﺎﺴــم اﻝ ـواﻝﻲ و اﻝــذي‬
‫ﻴﺴﻬر ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻜذﻝك‪.‬‬
‫و ﻴﻜــون ﺘﺤﻀــﻴر اﻝﻤﺨطــط اﻝﻘطــﺎﻋﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ﺒدراﺴــﺔ اﻗﺘراﺤــﺎت ﻤﺸــﺎرﻴﻌﻪ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﻠــس‬
‫اﻝﺸــﻌﺒﻲ اﻝــوﻻﺌﻲ و اﻝــذي ﻴﺼــﺎدق ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﻌــد ذﻝــك‪,‬ﺜم ﺘﻜــون دراﺴــﺔ اﻝﺠواﻨــب اﻝﺘﻘﻨﻴــﺔ ﻤــن‬
‫طرف اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﺒﻌد إرﺴﺎل اﻝﻤﺨططﺎت ﻝﻬﺎ )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤوﻗﻊ اﻝﺴﺎﺒق ﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬


‫)‪ (2‬رﺸﻴد أﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻠطﻴف ‪ :‬أﺴﺎﻝﻴب اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ،2002 ،‬ص ‪19‬‬
‫)‪ (3‬ﺘﻘرﻴر اﻝﻤﺠﻠس اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻝطرف اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻝﻠﺴداﺴﻲ اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ ، 2001 ،‬ﺠوان ‪. 2002‬‬

‫‪62‬‬
‫البلديـــــة والتنمية‬ ‫الفصــــــــــــــــل الثاني‬

‫خالﺻة ‪:‬‬
‫إن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻝﻴﺴـــت وﻝﻴــدة اﻻﺴـــﺘﻌﻤﺎر اﻝﻔرﻨﺴـــﻲ ﻓــﻲ اﻝﺠزاﺌـــر ﻜﻤـــﺎ ﻴﻌﺘﻘــد اﻝـــﺒﻌض ‪ ،‬وﻝﻜـــن‬

‫أﺼــوﻝﻬﺎ ﺘﻌــود إﻝــﻰ اﻝﻌﻬــد اﻝﻌﺜﻤــﺎﻨﻲ ‪ ،‬وﺒــدأ ﺘطورﻫــﺎ ﺸــﻴﺌﺎ ﻓﺸــﻴﺌﺎ إﻝــﻰ ﻏﺎﻴــﺔ ‪ ، 1990‬أﻴــن‬

‫اﺘﻀــﺤت ﻤﻌﺎﻝﻤﻬــﺎ وأﺼــﺒﺤت ﺒﻌــد ذﻝــك ﻤﻜﻠﻔ ــﺔ ﺒــﺎﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻝﺘﻠﺒﻴــﺔ ﺤﺎﺠــﺎت‬

‫اﻝﻤــــواطن ﻤــــن ﺨــــﻼل ﻤﻤﺜﻠــــﻴﻬم ﺒﺎﻝﻤﺠــــﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴــــﺔ ﻓــــﻲ ﺠﻤﻴــــﻊ اﻝﻤﺠــــﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼــــﺎدﻴﺔ‬

‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وأﻤﺎم اﻝﺴﻴر ﻨﺤو اﻗﺘﺼﺎد اﻝﺴوق واﻝﺨوﺼﺼﺔ أﺼﺒﺢ دور اﻝﺒﻠدﻴﺔ أﻜﺜر ﻓﻲ‬

‫اﻝﻤﺠـــﺎل اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻜﺎﻝﺴـــﻜن ‪ ،‬وﺘـــوﻓﻴر ﻀـــرورﻴﺎت اﻝﺤﻴـــﺎة ﻜﺎﻝﻤﻴـــﺎﻩ واﻝﻜﻬرﺒـــﺎء وﺘﻌﺒﻴـــد‬

‫اﻝطرﻗﺎت ‪ ،‬وﺘﺴﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ واﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ اﻝﻤـواطن أﺼـﺒﺤت ﻤـت أوﻝوﻴـﺎت‬

‫اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝوﺼول ﺒﺎﻝﻤواطﻨﻴن إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬

‫‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التنمية المحلية‪.‬‬


‫‪ -1‬مداخل التنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظھور ونشأة التنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أھمية التنمية المحلية في التنمية الوطنية ‪.‬‬
‫‪ -4‬نماذج التنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬عناصر التنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -6‬أھداف التنمية المحلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مكونات الفعل التنموي ‪.‬‬
‫‪ -1‬التخطيط للتنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تمويل التنمية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬المشاركة في التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ -4‬تقويم التنمية المحلية‪.‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪:‬‬


‫‪ -1‬ﻤداﺨل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻴؤﻜـــد ‪ s.c.d.u.b.e‬ﻋﻠـــﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻫـــﻲ ﻜـــل ﻤرﻜـــب ﻴﺴـــﺘﻬدف اﻝﺘـــﺄﺜﻴر ﻋﻠـــﻰ اﻝﺒﻨـــﺎء‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن ﺨﻼل ﻤداﺨل ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺘﻔق و اﻝﻤﻌطﻴﺎت اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻜﻤـﺎ ﻴﺤـددﻫﺎ‬
‫"ً‪ " sanders‬أرﺒﻌﺔ ﻤداﺨل أﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺸﻜل اﻹطـﺎر اﻝﻨظـري ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻫـﻲ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺒوﺼـﻔﻬﺎ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﻨﻬﺠﺎ‪ ،‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺒرﻨﺎﻤﺠﺎ‪ ،‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﺤرﻜﺔ ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻜﻌﻤﻠﻴﺔ‪: ( Asaprocess) :‬‬
‫ﻴﻜــون اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ ﺴﻠﺴــﻠﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻝﻤﺘﻌﺎﻗﺒــﺔ واﻝﺘــﻲ ﻴﻨﺘﻘــل ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﻨﺴــق ﻤــن‬
‫اﻝﻨﻤــوذج اﻝﺒﺴــﻴط إﻝــﻰ اﻷﻜﺜــر ﺘﻌﻘﻴــدا ‪ ،‬وﻴﻤﻜــن ﻓــﻲ ﻀــوء ﻤﻌــﺎﻴﻴر ﻤﺘﺨﺼﺼــﺔ ﺘــدور ﺤــول‬
‫اﻝﺘﻐﻴرات اﻝﺴﻴﻜو اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ)‪ ،(1‬وﻝﻌل أﺤـد اﻝﻤـداﺨل اﻝﻬﺎﻤـﺔ اﻝﻤطروﺤـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻠـم اﻻﺠﺘﻤـﺎع‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤـن ﻓﻬـم اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻫـو ﻤـدﺨل اﻝﻨﺴـق اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺤﻴـث ﺘﻠﻘـﻰ ﻨظرﻴـﺔ‬
‫اﻝﻨﺴق اﻝﻀوء ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎء و ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻝـذﻝك ﻴﻤﻜـن اﻝﻨظـر إﻝـﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﻜﻨﺴــق ﺘﺘﻤﺜــل ﻤﻜوﻨﺎﺘــﻪ اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻓــﻲ أﻨﺴــﺎق اﻝﻤﻜﺎﻨ ـﺔ و اﻷدوار و اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت و‬
‫اﻝـــﻨظم وأﻫﻤﻬـــﺎ ﻨظـــﺎم اﻝﺤﻜوﻤـــﺔ‪ ،‬اﻻﻗﺘﺼـــﺎد و اﻝﺘﻌﻠـــﻴم و اﻝﻨظـــﺎم اﻝـــدﻴﻨﻲ ‪ ،‬و ﻴﺴـــﺘﻨد ﻫـــذا‬
‫اﻝﻤدﺨل إﻝـﻰ ﺘﺼـور ﻋﻀـوي ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ و ﻤ ﻜوﻨﺎﺘـﻪ و ﻤﺎﺒﻴﻨﻬـﺎ ﻤـن ﺘﺴـﺎﻨد وﺘﻜﺎﻤـل وارﺘﺒـﺎط‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻴﻌــرف ﻜﻨــدوﻜﺎ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ‪ ...‬ﻜﻌﻤﻠﻴــﺔ ﺘﻬــدف إﻝــﻰ أن ﻴــﺘﻌﻠم‬ ‫ﻤﺘــداﺨل‬
‫اﻝﻨﺎس و ﺘﺤﺜﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺎﻋدة اﻝذاﺘﻴﺔ و ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺎدة ﻤﺤﻠﻴﻴن إﻴﺠﺎﺒﻴﻴن وﺘﻀﻊ ﻓﻲ أذﻫـﺎن‬
‫اﻝـــرﻴﻔﻴﻴن اﻝﺸـــﻌور ﺒﺎﻝﻤواطﻨـــﺔ وﻓـــﻲ أذﻫـــﺎن اﻝﺤﻀـــﺎرﻴﻴن روح اﻝﺸـــﻌور ﺒﺎﻝﻤدﻨﻴـــﺔ و ﺘـــدﻋم‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬وﻴرﻜـز ﻫـذا اﻝﻤـدﺨل‬ ‫اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ ﻝدى اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻌرﻓﻴـﺔ ﻤـن اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻨﺘﻘـل ﺒﺎﻝﻨﺴـق ﻤـن اﻝـﻨﻤط اﻝﺒﺴـﻴط إﻝـﻰ اﻝـﻨﻤط‬
‫اﻝﻤرﻜب ‪ ..‬وﺘﻌﻨـﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻋﻨـد أﻨﺼـﺎر ﻫـذا اﻝﻤـدﺨل ﺘﻨﻤﻴـﺔ دﻴﻨﺎﻤﻴـﺎت اﻝﺘﻔﺎﻋـل اﻝـداﺨﻠﻲ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻨﺴق ﻓﻲ اﺘﺠـﺎﻩ ﻴﺤﻘـق ﻤﺸـﺎرﻜﺘﻬم اﻻﻴﺠﺎﺒﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘوﺠﻴـﻪ ﻤﺴـﺎرات ﻤﺠـﺘﻤﻌﻬم ﻤـﻊ اﻝوﺼـول‬
‫ﺒﻬم إﻝﻰ ﺘرﺸﻴد اﻝﻘ اررات وﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ‪ ،‬أي أن ﻫدف اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﻫـو ﺘﺤوﻴـل أﺒﻨـﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫إﻝﻰ ﻋﻨﺎﺼر اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ >>ﻨﻤوذج اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اطﺎر ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ<< اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 2‬ﻤرﻴم أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ‪ ،‬ﻋﺒد اﷲ ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝرﺤﻤن‪ :‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﺠدﻴدة‪ .‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،2001 .‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 3‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ‪:‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪،‬اﻝﻤﻜﺘب اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ اﻝﺤدﻴث ‪ ،2006‬ص‪.35‬‬

‫‪65‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﻓﻲ اﻝﻤوﻗف اﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻤن ﺨﻼل إﺒـراز ﻗﻴـﺎدات ﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻗـﺎدرة وﻓﻌﺎﻝـﺔ‪ ،‬و ﻴﻌـﺎﻝﺞ اﻝـﺒﻌض ﻫـذا‬
‫اﻝﻤدﺨل ﻤن ﻤﻨظور ﻤﻔﻬوم اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﺤدد ﺒﻌض اﻝدارﺴﻴن أﺒﻌﺎدﻫﺎ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ وﻫﻲ ‪:‬‬
‫ﺒﻌد اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات‪ ,‬وﺒﻌد اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ اﻷﻨﺸـطﺔ ‪ ,‬وﺒﻌـد اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ ﻗـﻴم‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﺒﻌﺎد اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻝﻠﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝطوﻋﻴـﺔ ﻋﻨـد >> وﻝـﻴم اﻴﻔـﺎن<< وﻴﺘﺒﻨـﻰ‬
‫ﻫذا اﻝﻤدﺨل أﻏﻠب دارﺴﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻐرب ﻤﺜل "روس" و"ﻨﻠﺴن"و "وارن" وﻏﻴرﻫم وﻝﻘد‬
‫ﺤـدد >>روس<< ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴل اﻝﻤﺜــﺎل ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﻤــداﺨل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻔرﻋﻴـﺔ اﻝﻘــﺎدرة‬
‫ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظرﻩ ﻋﻠﻰ ﻤواﺠﻬﺔ ﻤﺸﻜﻼت اﻝﺘﺨﻠف ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻤدﺨل اﻝﺨﺒﻴر‪ :‬اﻝذي ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻷﺨﺼﺎﺌﻲ اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﻤﺸﻜﻼت وﻴﻌد ﻨﻤﺎذج ﺠـﺎﻫزة‬
‫ﻝﻠﻤواﺠﻬﺔ وﻴظل ﻓﺘرة داﺨل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﻨﻬﻲ ﺒﻌدﻫﺎ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻤﻊ أﺒﻨﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤدﺨل اﻝﻤﺘﻌدد‪ :‬اﻝذي ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠـﻰ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﺨﺒـراء اﻝـذﻴن ﻴﺤـددون اﻝﻤﺸـﻜﻠﺔ و‬
‫ﻴرﺴﻤون أﺴﻠوب اﻝﻤوﺠﻬﺔ ﻤن ﺨﻼ ل ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﻨﻤﺎذج اﻝﺠﺎﻫزة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻤــدﺨل اﻝﻤــوارد اﻝداﺨﻠﻴــﺔ وﻫﻨــﺎ ﻴﻜــون اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ ﺠﻤــﺎﻫﻴر اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ أﻨﻔﺴــﻬم ﻤــﻊ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬وﻴﻜــون اﻝﺘرﻜﻴــز ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذا اﻝﻤــدﺨل ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻻﺴــﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤرﺸــد ﺨــﺎرﺠﻲ ﻜﻤوﺠــﻪ‬
‫ﺴﻠﺴــﻠﺔ اﻝﺨط ـوات اﻝﻤﺘﻌﺎﻗﺒــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻨﺘﻘــل ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﻨﺴــق ﻤــن اﻝﻨﻤــوذج اﻝﺒﺴــﻴط إﻝــﻰ‬
‫اﻷﻜﺜر ﺘﻌﻘﻴـدا‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻴﻌـﻴن اﻻﻨﺘﻘـﺎل اﻝﺘـدرﻴﺠﻲ ﻤـن اﻝﺤﺎﻝـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـرر ﻓﻴﻬـﺎ اﻷﻗﻠﻴـﺔ ﺸـؤون‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ اﻝــذي ﻴﻌﻴﺸـون ﻓﻴـﻪ ﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻋـن ﺒﻘﻴــﺔ اﻷﺸـﺨﺎص إﻝـﻰ اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﻘــرر‬
‫ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل ﻤﻌﺎﻴﻴرﻩ ‪ ،‬وﻴﻌﻤﻠون ﻤﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻨظﻴﻤﻪ وﺘوﺠﻴﻬﻪ)‪.(2‬‬
‫إﻨﻬــﺎ ﺤﺎﻝــﺔ ﻴﺴــﺘﻨﺒط ﻤﻨﻬــﺎ اﻝﺴــﻜﺎن اﻝﻤﺤﻠﻴــون طــرق اﻻﺴــﺘﺨدام اﻝﻘﺼــوى ﻝﻤـواردﻫم اﻝذاﺘﻴــﺔ‬
‫)‪.(3‬‬
‫واﻝﺘرﻜﻴز ﻫﻨﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻤﺎ ﻴﺤدث ﻝﻠﻨﺎس ﻨﻔﺴﻴﺎ وﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫وﻗـد ﺘﻨـﺎول اﻝﻌدﻴـد ﻤـن اﻝﻤﻔﻜـرﻴن واﻝﻬﻴﺌـﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤـن ﻫـذا اﻝﻤـدﺨل وﻤـن أﻤﺜﻠــﺔ‬
‫ذﻝــك ﺘــرى ﻫﻴﺌــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝدوﻝﻴــﺔ ﻝﻠوﻻﻴــﺎت اﻝﻤﺘﺤــدة اﻷﻤﻴرﻜﻴــﺔ أن ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ‬
‫ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻝﻠﻌﻤل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﺴﺎﻋد اﻝﻨﺎس ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﻨظﻴم أﻨﻔﺴﻬم ﻝﻠﺘﺨطـﻴط و‬
‫اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﺤﻴث ﻴﻘوﻤون ﺒﺘﺤدﻴد اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬم اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﻔردﻴﺔ واﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻜل ﺤﻴﺎﺘﻬم‬
‫اﻝﺠﻤﺎﻋﻴـــﺔ ﻜﻤـــﺎ ﻴﻘوﻤـــون ﺒرﺴـــم اﻝﺨطـــط اﻝﻜﻔﻴﻠـــﺔ ﺒﺴـــد ﻫـــذﻩ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت‪ ،‬وﻋـــﻼج ﺘﻠـــك‬

‫‪ 1‬ﻨﺒﻴل اﻝﺴﻤﺎﻝوطﻲ‪ :‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬د راﺴﺎت ﻓﻲ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎت اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪،‬دار اﻝﻨﻬﻀﺔ ﺒﻴروت ‪ ،1981‬ص‪.135‬‬
‫‪ 2‬ﻤﺤﻤد ﺒﻬﺠت ﺠﺎد اﷲ ﻜﺸك ‪ :‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻋدة إﻝﻰ اﻝدﻓﺎع‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ 1998‬ص‪.246‬‬
‫‪ 3‬ﻗوت اﻝﻘﻠوب ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ‪ :‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪،‬اﻝﻤﻜﺘب اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ اﻝﺤدﻴث‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ، 2000‬ص‪.164‬‬

‫‪66‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻤﺸــﻜﻼت ‪ ،‬وﺘﻨﻔﻴــذ ﻫــذﻩ اﻝﺨطــط ﻤﻌﺘﻤــدﻴن ﻓــﻲ ذﻝــك ﻋﻠــﻰ اﻝﻤ ـوارد اﻝذاﺘﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ إﻝــﻰ‬
‫أﻗﺼﻰ ﺤد ﻤﻤﻜن ‪ ،‬واﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫذﻩ اﻝﻤوارد إذا ﻝزم اﻷﻤر‪،‬ﻋن طرﻴق اﻝﺨدﻤﺎت واﻝﻤﺴـﺎﻋدات‬
‫اﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ واﻷﻫﻠﻴﺔ ﺨﺎرج ﻨطﺎق اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻜﻤﻨﻬﺞ أو ﻜطرﻴﻘﺔ‪.(AS.snethod) :‬‬
‫وﻫﻨــﺎ ﻴﻜــون اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻜﻤــدﺨل ﻤوﺠــﻪ ﻝﻠﻌﻤــل وﻴظــل اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﺒﻌــد‬
‫ﺒﺎﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤـﺎ ‪ ،‬وﻝﻜـن اﻝﺨـﻼف ﻓـﻲ ﻨﻘـﺎط اﻝﺘرﻜﻴـز ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﻨﺠـزات أﻜﺜـر ﻤـن اﻝﺘرﻜﻴـز ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻻﻀــطرارﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗﺒــﺔ و ﺒﻬــذا اﻝﻤﻌﻨــﻰ ﺘﺼــﺒﺢ ﺤرﻜــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ وﺴــﻴﻠﺔ ﻝﻐﺎﻴــﺔ أو‬
‫)‪(2‬‬
‫طرﻴﻘــﺔ ﺘﺴــﺘﻬدف ﻤﻨﺠ ـزات ﺒﻌﻴﻨﻬــﺎ و ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر ﺘوﺠــﻪ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻝﺨدﻤــﺔ اﻝﻬــدف‬
‫وﺘﺤﻘﻴـــق اﻷﻫـــداف اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ واﻝﻘوﻤﻴـــﺔ ﺒـــﺎﻝطرق اﻝﻤﻨﻬﺠﻴـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﻴﺴـــﺘﺨدﻤﻬﺎ أﺨﺼـــﺎﺌﻴون‬
‫ﻤدرﺒون ﺘﻜﻔل ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻘطﺎع اﻷﻫﻠﻲ ‪ ،‬ﺒﻤواردﻩ اﻝﺒﺸـرﻴﺔ واﻝﻤﺎدﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ اﻝﺘﺨطـﻴط ﻝﺒـراﻤﺞ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ وﺘﻨﻔﻴـــذﻫﺎ اﺴـــﺘﺠﺎﺒﺔ ﻝﻼﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻤـــن ﻨﺎﺤﻴـــﺔ ‪ ،‬وﻤﺴـــﺎﻫﻤﺔ ﻓـــﻲ ﺘﺤﻘﻴـــق‬
‫اﻷﻫــداف اﻝﻘوﻤﻴــﺔ ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ أﺨــرى)‪،(3‬وﻤــن ﻫــذا اﻝﻤــدﺨل ﻨظــر اﻝــﺒﻌض ﻤــﺜﻼ إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ طرﻴﻘﺔ ﺘﻌﻠﻴم اﻝﻜﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﺴـﺘﺨدام اﻝﺘوﻗﻴـت وﺘﺴﻠﺴـل اﻝﻨﺸـﺎطﺎت ﻝﻠﺴـﻴر‬
‫ﻓﻲ ﻤراﺤل ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ ﻨﺤو ﺨﺎﺘﻤﺔ ﻤﻘﺒوﻝﺔ )‪ ،(4‬ﻤﻌﻨﻰ ذﻝـك أن ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﺘﺴـﺘﺨدم‬
‫ﻜﻤــﻨﻬﺞ أو ﻜﺄﺴــﻠوب ﻝﻠوﺼــول ﺒــﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ إﻝــﻰ اﻝرﻓﺎﻫﻴــﺔ ﻋــن طرﻴــق اﻝﻌﻤــل ﻓــﻲ ﻤﺨﺘﻠــف‬
‫اﻝﻤﺠــﺎﻻت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ اﻝﻤﻌﻨــﻰ ﻤﺜــل اﻝﺘﻌﻠــﻴم و‬
‫اﻝﺼﺤﺔ‪....‬‬
‫‪ -3‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻜﺒرﻨﺎﻤﺞ )‪.(AS.sprogram‬‬
‫وﻴﻤﻜن اﻝﺘرﻜﻴز ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻷﻨﺸـطﺔ ‪ ،‬وﻴﺼـﺒﺢ اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ ذاﺘـﻪ ﻫـو اﻝﻬـدف وﻴـذﻫب‬
‫"ﺴــﺎﻨدوز" إﻝــﻰ أن اﻝﻤــﻨﻬﺞ ﻫﻨــﺎ ﻴﺼــﺒﺢ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻹﺠ ـراءات أﻤــﺎ اﻝﻤﻀــﻤون ﻓﻴﺤﺘــوي‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻷﻨﺸطﺔ ﻤﻊ اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ وﻝﻴس ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻤﺎﻫﻴر )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫)‪ (2‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫)‪ (3‬ﻤﺤﻤــد ﻋﺒــداﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤــد ﻋﺒــد اﷲ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤــن ﻤﻨظوراﻝﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﻤرﺠــﻊ ﺴــﺎﺒق ص‪،35‬‬
‫ص‪36‬‬
‫)‪ (4‬ﻗوت اﻝﻘﻠوب ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ‪:‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص ‪.165‬‬
‫)‪ (5‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص ‪.55‬‬

‫‪67‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻴﻌرف "ﻜﻨـدوﻜﺎ " ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻜﺒرﻨـﺎﻤﺞ ذو أﻏـراض ﻤﺘﻌـددة أﻨﻬـﺎ ﺘﺸـﻤل ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝرﻴﻔﻴﺔ اﻝزراﻋﻴﺔ ‪ ،‬اﻝري‪ ،‬اﻝﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝرﻴﻔﻴﺔ ‪...‬اﻝﺘﻌﻠﻴم ‪...‬اﻝﺼﺤﺔ‪ ...‬وﺒرﻨـﺎﻤﺞ‬
‫اﻝﻤرأة ‪،‬وﺘدرﻴب ﻗدرات اﻝﻘرﻴﺔ ‪،‬أﻤﺎ ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﺤﻀـري ﻓﺘﺸـﻤل ﻋﻠـﻰ ﻨﻔـس اﻷﻨﺸـطﺔ‬
‫ﻝﻜن ﺒﺸﻜل أوﺴﻊ)‪.(1‬‬
‫واﻝﻤﻘﺼــود ﺒﺼــﻔﺔ اﻝﺒرﻨــﺎﻤﺞ ﻫــو اﻝﺘرﻜﻴــز ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﺌﻤــﺔ اﻝﻨﺸــﺎطﺎت واﻹﺠ ـراءات اﻝﺘــﻲ ﺘﺤــدث‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ وﻓﻘـــﺎ ﻝﻬـــﺎ ‪ ،‬وﻗـــد ﻴﻜـــون اﻝﺒرﻨـــﺎﻤﺞ ﺒﺴـــﻴطﺎ ﻜﻤـــﺎ ﻗـــد ﻴﻜـــون ﻤﻨظﻤﻨـــﺎ ﺒﺸـــﻜل ﻋـــﺎﻝﻲ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوى ﻤﺜل اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺨﻤﺎﺴﻴﺔ ﻤﺜﻼ‪ ،‬وﻫﻨﺎ ﻴﻤﻴل اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ ﻨﻔﺴـﻪ وﻝـﻴس‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻴﺤــدث ﻝﻸﺸــﺨﺎص اﻝﻤﻌﻨﻴــﻴن ﺒــﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺼــﺒﺢ اﻝﺒرﻨــﺎﻤﺞ ﻓــﻲ ﺤــد ذاﺘــﻪ ﻫــو اﻝﻬــدف و‬
‫اﻝﺘﺄﻜﻴــد ﻴﻜــون ﻋﻠــﻰ ﺘﺤﻘﻴــق ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻝﻨﺸــﺎطﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﻜــن ﺘﻘــدﻴر ﺤﺠﻤﻬــﺎ ‪..‬وﻤــن‬
‫اﻝﻤﻔﻜرﻴن اﻝذﻴن ﺘﻨﺎوﻝوا اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻨﻬـﺎ ﺒرﻨـﺎﻤﺞ ﻨﺠـد آرﺜرداﻨﻬـﺎم اﻝـذي اﻋﺘﺒـر أن ﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻫﻲ ﺠﻬود ﻤﻨظﻤﺔ ﻝﺘﺤﺴﻴن ظروف ﺤﻴﺎة اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ وﺘﺤﺴـﻴن ﻗدرﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﺤﻴث ﻴﻌرف آرﺜرداﻨﻬﺎم ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻜﺎﻤل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻝﺘوﺠﻴﻪ اﻝذاﺘﻲ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻲ ﻴﺒذﻝﻬﺎ اﻝﻤواطﻨون ﻝﺘ ﺤﺴﻴن أوﻀﺎع ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬم اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ وزﻴﺎدة‬
‫طﺎﻗـــﺔ اﻷﻫـــﺎﻝﻲ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ واﻝﺘﺴـــﻴﻴر اﻝـــذاﺘﻲ وﻋﺎﻤـــل اﻝﺠﻬـــود ﻓﻴﻤـــﺎ ﻴﺘﺼـــل ﺒﺸـــؤون‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ‬
‫ورﻏــم ﺘرﻜﻴــز ﻫــذا اﻝﻤــدﺨل ﻋﻠــﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻜﺒرﻨــﺎﻤﺞ إﻻ أﻨــﻪ ﻝــن ﻴﻬﻤــل ﺠﻬــود‬
‫وﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻤــوطﻨﻴن ﻓــﻲ ﺘﺤﻘﻴــق اﻝﻬــدف اﻝﻤﻨﺸــود ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ ﻫــذا اﻝﺒرﻨــﺎﻤﺞ وﻫــو‬
‫اﻝﻬدف اﻝﺘﻨﻤوي اﻝذي ﻴﺤﻘق اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻤـن ﺨﻼﻝـﻪ ﺤﻴـﺎة اﻝرﻓﺎﻫﻴـﺔ وﺘﺤﺴـﻴن أﺤـوال‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻜﺤرﻜﺔ ‪.(AS.smovement):‬‬
‫ﻻﻴﻤﻜن اﻝﺘرﻜﻴز ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ٕواﻨﻤﺎ ﻋﻠـﻰ اﻻرﺘﺒـﺎط اﻝﺠﻤـﺎﻫﻴري ‪،‬وﻋﻠـﻰ اﻝﺸـﺤﻨﺔ‬
‫اﻝوﺠداﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺠب أن ﻴزو د ﺒﻬﺎ اﻷﻫﺎﻝﻲ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤوﻝوا إﻝﻰ ﻋﻨﺼر إﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ اﻝﻤوﻗـف‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص ‪.35‬‬
‫‪ 2‬ﻗوت اﻝﻘﻠوب ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ‪:‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص‪ ، 166‬ص‪.167‬‬
‫‪ 3‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪:‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪68‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻹﻨﻤــﺎﺌﻲ ﻤــن ﺨــﻼل اﻹﻴﻤــﺎن ﺒﻘﻀــﻴﺔ اﻝﺘﻘــدم ‪،‬ﻋﻠــﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻜﺤرﻜــﺔ ﻴﻤﻜــن أن ﺘﺼــﺎع‬
‫ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻨظﺎﻤﻴﺔ )‪.(1‬‬
‫ﻜﻤـــﺎ أظﻬـــرت إﺤـــدى اﻝدراﺴـــﺎت اﻝﻤﻴداﻨﻴـــﺔ أن اﻝﺴـــﺒب اﻝرﺌﻴﺴـــﻲ اﻝـــذي ﻴـــدﻋو اﻝﻨـــﺎس إﻝـــﻰ‬
‫اﻻﺸﺘراك ﻓﻲ اﻝﻤﺸروﻋﺎت ﻫو أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﺸروع ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬم وﻤدى ﻤﺎ ﻴﺤﻘﻘﻪ ﻝﻬم ﻤـن ﻓﺎﺌـدة‬
‫ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ إﺸــﺒﺎع ﺤﺎﺠــﺔ ﻤــن ﺤﺎﺠــﺎﺘﻬم أو ﺤــل ﻤﺸــﻜﻠﺔ ﺘﻌﺘرﻀــﻬم‪ ،‬وﺘؤﻜــد اﻝدراﺴــﺎت ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤدى اﺨﺘﻼف اﻝﻔﺌﺎت اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﺤﺴـ ب طﺒﻴﻌـﺔ اﻝﻤﺸـروع ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻜﺎﻨـت ﻤﺸـﺎرﻜﺘﻬم أﻜﺜـر ﻤـن‬
‫ﻏﻴــرﻫم ‪ ..‬وﻴــرى " آرﺜرﻫﻠﻴﻤــﺎن" أن اﻷﺴــﺒﺎب اﻝﺘــﻲ ﺘﻌــود إﻝــﻰ اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻫ ـﻲ اﻝﻨﺠــﺎح ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﻤــﻊ اﻵﺨــرﻴن اﻝﺘﺒــﺎﻫﻲ ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ واﻝــوﻋﻲ اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ وﻤﺴــﺎﻴرة اﻷﺴــرة أو اﻷﻓ ـراد‬
‫واﻝرﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻨﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﺤﺎﺠـﺔ إﻝـﻰ اﺘﺼـﺎﻻت ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻌﻤـل أو‬
‫اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ )‪ ، (2‬ﻓﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻝﻴﺴت ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺤﻴﺎدﻴﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻗﻀـﻴﺔ ذات طـﺎﺒﻊ‬
‫ﻋـــﺎطﻔﻲ ﻴﻨﺒﻐـــﻲ اﻻﻝﺘـــزام ﺒﻬـــﺎ ﺒﻌﻤـــق ‪،‬وﻤـــن ﺨـــﻼل ذﻝـــك ﺘﺸـــﻜل اﻝداﻓﻌﻴـــﺔ ﻝـــدى اﻝﻤـــواطﻨﻴن‬
‫ﻝﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴواء ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﺘﺨطﻴط أو اﻝﺘﻨﻔﻴذ ‪.‬‬
‫ﻝﻘــد ﻨظــر اﻝﻌدﻴــد ﻤــن اﻝﻜﺘــﺎب إﻝــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﺤرﻜــﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ أو‬
‫ﻓﻠﺴــﻔﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ‪،‬وﻓــﻲ ذﻝــك إﺸــﺎرة إﻝــﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘﻤﺜــل ﺠﻬــود ﺠﻤﺎﻋــﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﺴــﻜﺎن ﺘﻬــدف إﻝــﻰ إﺤــداث ﺘﻐﻴﻴــر إﻴﺠــﺎﺒﻲ ﻷوﻀــﺎع اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ وﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﺤرﻜــﺔ إﻝــﻰ‬
‫اﻜﺘﺴـــﺎب اﻝطـــﺎﺒﻊ اﻝﻤؤﺴﺴـــﺎﺘﻲ وأن ﺘﺨﻠـــف ﻫﻴﻜﻠﻬـــﺎ اﻝﺘﻨظﻴﻤـــﻲ اﻝﺨـــﺎص ﺒﻬـــﺎ ٕواﺠراءاﺘﻬـــﺎ‬
‫اﻝﻤﻌﺘرف ﺒﻬﺎ وﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ )‪.(3‬‬
‫رﻜز ﻫذا اﻝﻤدﺨل ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻲ ﻴﺒذﻝﻬﺎ اﻝﻤواطﻨون ﻤن أﺠل ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺠـﺘﻤﻌﻬم إﻻ‬
‫أن ﺠﻬــود اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻓــﻲ ﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ ﻫﻴﺌــﺔ ﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘــﻨظم و ﺘﻨﺴــق ﻫــذﻩ اﻝﺠﻬــود ﻤــن أﺠــل‬
‫اﻝوﺼــول إﻝــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤﺤﻠﻴــﺔ وﻫــذا اﻝﻤــدﺨل اﻝــذي اﻋﺘﻤــدﻩ ﻤــؤﺘﻤر ﻜﻤﺒرﻴــرج وﻜــذﻝك ﻤــؤﺘﻤر‬
‫أﺜﺒردج اﻝذي أﺴس ﻝﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ وﻫو أﻴﻀﺎ اﻝﻤدﺨل اﻝذي ﺘﻌﺘﻤدﻩ ﻫـذﻩ اﻝدراﺴـﺔ‬
‫اﻝﻤﻴداﻨﻴــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤــن ﺒﻘﻴ ــﺔ اﻝﻤــداﺨل ﺘــرﺘﺒط ﺒﺎﻝﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫــﺎ‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وﻤﺨﺘﻠف اﻵﻝﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤدﻫﺎ ﻓﻲ ذﻝك ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ 2‬ﻫﻨﺎء ﺤﺎﻓظ ﺒدوي ‪ :‬أﺴﺎﺴﻴﺎت طرﻴﻘﺔ ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻤﻜﺘب اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ اﻝﺤدﻴث اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،2002‬ص‪، 204‬‬
‫ص‪.205‬‬
‫‪ 3‬ﻗوت اﻝﻘﻠوب ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ‪ :‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫‪69‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -2‬ظﻬور و ﻨﺸﺄة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻴﻌود ظﻬور ﻓﻜرة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ إﻝﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻝﻔرن اﻝﺘﺎﺴـﻊ ﻋﺸـر وﺒداﻴـﺔ اﻝﻘـرن اﻝﻌﺸـرﻴن‬
‫ﻝﻘد ﺒدأ اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﻨذ ﺒداﻴﺔ اﻝﻘرن اﻝﻌﺸرﻴن ﺤﻴث ﻴرى اﻝﻜﺜﻴـرون ﻤﻤـن‬
‫أرﺨوا ﻝﻤﻔﻬوم ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ أﻨﻪ ﻤن اﻝﻤﻤﻜن أن ﺘرﺘد ﺒﺄﺼوﻝﻬﺎ اﻷوﻝـﻰ إﻝـﻰ اﻝﻌﻘـد‬
‫اﻝﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن اﻝﻘــرن اﻝﻌﺸــرﻴن وﻤــﺎ ﺒﻌــدﻩ ‪،‬ﻓــﻲ إﺸــﺎرة ﻤــﻨﻬم إﻝــﻰ اﻝﻌدﻴــد ﻤــن اﻝﺴﻴﺎﺴــﺎت و‬
‫اﻝﺒراﻤﺞ و اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬــﺎ اﻝﺤﻜوﻤﺎت واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺘطوﻋﻴﺔ ﺴواء ﻓـﻲ اﻝوﻻﻴـﺎت اﻝﻤﺘﺤـدة‬
‫اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ أو ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤرات اﻝﺒرﻴطﺎﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻝدول اﻝﺘﻲ ﺤﺼـﻠت ﻋﻠـﻰ اﺴـﺘﻘﻼ ﻝﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫وﻗــت ﻤﺒﻜــر واﻝﺘــﻲ اﺴــﺘﻬدﻓت ﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ ﺘﺤرﻴــك اﻷوﻀــﺎع اﻝراﻜــدة ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫اﻝرﻴﻔﻴﺔ ورﻓﻊ ﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﺤﻴﺎة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )‪.(1‬‬
‫وﻗـــد ظﻬـــر اﻝﻤﻔﻬـــوم اﻷول ﻤـــرة ﻓـــﻲ إطـــﺎر اﻷﻤـــم اﻝﻤﺘﺤـــدة ﻋـــﺎم ‪ 1950‬وﻜﺎﻨـــت اﻝﺨطـــﺔ‬
‫اﻝﺨﻤﺎﺴﻴﺔ اﻷوﻝﻰ ﻓﻲ اﻝﻬﻨد وﻗد ﻝﻔﺘت أﻨظﺎر اﻝﻌدﻴدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى اﻝـدوﻝﻲ وزﻴـﺎدة ﻋـدد‬
‫اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺤﺼﻠت ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻘﻼﻝﻬﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻌد ﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬﺎ ردﺤﺎ طوﻴﻼ ﻤن ﻤﻴـراث‬
‫اﻝﺘﺨﻠف ورواﺴب اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ ‪ .‬وﻗد ﺨﺼﺼت داﺌـرة اﻝﺸـؤون اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺒـﺎﻷﻤم‬
‫اﻝﻤﺘﺤدة ﻗﺴم ﻴﻬﺘم ﺒﺄﻤور ﺘﻨظﻴم وﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪،‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪1953‬أﻗﺎﻤـت اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤـدة‬
‫ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻝﺘﻨﺴﻴق ﺒﻴن وﻜﺎﻻﺘﻬﺎ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓـﻲ ﻤوﻀـوع ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ‪ ،‬وﻗـد‬
‫ﻗدﻤت ﺴﻜرﺘﺎرﻴﺔ اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤـدة ﺘﻘرﻴـ ار ﻫﺎﻤـﺎ ﻝﻠﻤﺠﻠـس اﻻﻗﺘﺼـﺎدي و اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻓـﻲ ﻋـﺎم‬
‫‪1955‬ﻋــن اﻝﺘﻘــدم اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ اﻝــذي ﻴﻤﻜــن ﺤدوﺜــﻪ ﻤــن ﻤﻤﺎرﺴــﺎت ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ‪ ،‬وﻗــد‬
‫اﺘﺨــذ ﻗـ ار ار ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ وﺴــﻴﻠﺔ ﻫﺎﻤــﺔ ﻝﻠﺘﻘــدم اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ اﻝﺒﻠــدان‬
‫اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ وﻗد اﺴﺘﻤر ﻨﺸﺎط اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﻤـن ﺨـﻼل ﻋﻘـد ﻤـؤﺘﻤرات وﺘﻘـدﻴم‬
‫اﻝﻤﺴــﺎﻋدات أو اﻝﺨﺒ ـراء إﻝــﻰ اﻝــدول اﻝﻨﺎﻤﻴــﺔ ﺤﺘــﻰ ﺜﺒﺘــت ﻓﻌﺎﻝﻴــﺔ ﻫــذا اﻷﺴــﻠوب واﺴــﺘﻘرت‬
‫ﻗواﻋـــدﻩ ‪ ..‬وﻗـــد ﻋرﻓـــت اﻷﻤـــم اﻝﻤﺘﺤـــدة ﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ‪1956‬ﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ اﻝﻤﺤﻠـــﻲ ﺒﺄﻨﻬـــﺎ‬
‫ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﻤداﺨل واﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﻔﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻜوﺤدات ﻝﻠﻌﻤـل‬
‫واﻝﺘﻲ ﺘﺤﺎول أن ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴن اﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ وﺒﻴن اﻝﺠﻬود اﻝذاﺘﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﻨظﻤـﺔ‬
‫ﺒﺸــﻜل ﻴوﺠــﻪ ﻤﺤﻠﻴــﺎ ﻝﻤﺤﺎوﻝــﺔ اﺴــﺘﺜﺎرة اﻝﻤﺒــﺎدأة و اﻝﻘﻴــﺎدة ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ‬
‫اﻷداة اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻹﺤداث اﻝﺘﻐﻴﻴر)‪.(2‬‬
‫)‪ ( 1‬ﻗوت اﻝﻘﻠوب ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ‪:‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪:‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺒﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص‪،32‬ص ‪33‬‬

‫‪70‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻓـﻲ ﺘﻘرﻴــر اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﻝﺴــﻨﺔ ‪1957‬ﻋــن اﻝوﻀــﻊ اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ اﻝﻌــﺎﻝم أﻝﻘــﻲ اﻝﻀــوء‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻜل اﻝﺘﺤﻀر ‪،‬وﻫﻜذا ﺒدأ اﻝﺘرﻜﻴـز ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﺤﻀـرﻴﺔ ﺒﻌـد‬
‫أن ﻜﺎﻨـت اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺘرﻜــز ﻓـﻲ اﻝﺒداﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﻨــﺎطق‬
‫اﻝرﻴﻔﻴـــﺔ وﻜـــﺎن اﻫﺘﻤﺎﻤﻬـــﺎ ﻴﻨﺼـــب ﻋﻠـــﻰ إﺴـــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﺤـــدﻴث ﻜﻌﻤﻠﻴـــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠـــﻰ ﺘﻨﺴـــﻴق‬
‫اﻝﺨدﻤﺎت ﻓﻲ اﻝزراﻋﺔ و اﻝﺼﺤﺔ و اﻝﺘﻌﻠﻴم و اﻝرﻋﺎﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )‪.(1‬‬
‫وﺒذﻝك ﻋرﻓت اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة اﻝﻤﻔﻬوم ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1963‬ﺒﺄﻨﻪ ﺘﻠك اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺒواﺴطﺘﻬﺎ ﻴـﺘم‬
‫ﺘوﺤﻴـــد ﺠﻬـــود اﻝﻤـــواطﻨﻴن أﻨﻔﺴـــﻬم ﻤـــﻊ ﺠﻬـــود اﻝﺴـــﻠطﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ ﻝﺘﺤﺴـــﻴن اﻷﺤـــوال‬
‫اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻴـــﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ و إدﻤـــﺎج ﻫـــذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻷﻤﺔ وﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻘدم ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى‬
‫اﻝﻘــوﻤﻲ وﻋﻠــﻰ ذﻝــك ﻓــﺈن ﻫــذﻩ اﻝﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻝﻤرﻜﺒــﺔ ﻤــن اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت ﺘﺘﻜــون ﻤــن ﻋﻨﺼــرﻴن‬
‫أﺴﺎﺴﻴن‪ :‬أوﻝﻬﻤﺎ ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻨﺎس أﻨﻔﺴﻬم ﻓﻲ اﻝﺠﻬود اﻝﻤﺒذوﻝﺔ ﻝﺘﺤﺴﻴن أﺤواﻝﻬم اﻝﻤﻌﻴﺸﻴﺔ‬
‫وأﻜﺒر ﻗدر ﻤﻤﻜن ﻤن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎدراﺘﻬم اﻝذاﺘﻴﺔ ‪ ،‬وﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺘﻘدﻴم اﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻝﻔﻨﻴـﺔ‬
‫وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺨدﻤﺎت اﻷﺨـرى ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺘﺸـﺠﻊ اﻝﻤﺒـﺎدأة و اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ اﻝﺠﻬـود اﻝذاﺘﻴـﺔ ‪،‬‬
‫واﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻝﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ ‪ ،‬وﺠﻌل ﻫذﻩ أﻜﺜـر ﻓﻌﺎﻝﻴـﺔ وﻫـﻲ ﺘﻌﺒـر ﻋـن ﻨﻔﺴـﻬﺎ ﻓـﻲ ﺸـﻜل ﺒـراﻤﺞ‬
‫ﻤﺠﺴﻤﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻨـواع ﻜﺜﻴـرة ﻤـن اﻝﺘﺤﺴـﻴﻨﺎت اﻝﻤﺤـددة )‪، (2‬وﻓـﻲ ﻫـذا اﻹطـﺎر ﻗـدم ﻤﺎرﺸـﺎل‬
‫ﻜﻠﻴﻨﺎرد ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1966‬واﺤدا ﻤن أﻫم اﻝﺘﺼورات اﻝﺸﺎﻤﻠﺔ ﺒﺨﺼـوص اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝﺤﻀــرﻴﺔ اﻝﻔﻘﻴــرة ‪ ،‬ﺘﺘﻔــوق ﻨﺘﺎﺌﺠــﻪ ﻋــن ﺒﻘﻴــﺔ اﻝﻤــداﺨل اﻷﺨــرى اﻝﺘــﻲ ﺘﻔﺸــل ﻓــﻲ‬
‫إﺜـــﺎرة اﻝداﻓﻌﻴـــﺔ واﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻝـــدى اﻝﻤـــواطﻨﻴن اﻝﻤﻘﻴﻤـــﻴن ﻓـــﻲ ﺘﻠـــك اﻝﻤﻨـــﺎطق ‪ ،‬ﻜﻤـــﺎ أﻨﻬـــﺎ ﻻ‬
‫ﺘﺴــﺘطﻴﻊ اﻝوﺼــول إﻝــﻰ ﻤﻌظــم اﻝﻤﺤﺘــﺎﺠﻴن ﻓﻌــﻼ إﻝــﻰ ﺘﻠــك اﻝﺨــدﻤﺎت‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ أﻨﻬــﺎ‬
‫ﺘﺼﺤﺢ اﻝﺴﻠوك اﻝﺨﺎطﺊ اﻝذي ﻴوﺠد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﻔﻘﻴرة ﻋﻠﻰ ﻋﻜس اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﺘﻤــد ﺒﺸــﻜل ﻤﺒﺎﺸــر ﻋﻠــﻰ ﺴــﻜﺎن ﻫــذﻩ اﻝﻤﻨــﺎطق ذاﺘﻬــم ﻓــﺈذا أﻤﻜــن اﻝﺘﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺸﻌورﻫم ﺒﺎﻝﻼﻤﺒﺎﻻة و اﻻ ﺘﻜﺎﻝﻴﺔ وﺘﻌوﻴﻀﻬﺎ ﺒﺎﻻﻋﺘداد ﺒﺎﻝﻨﻔس واﻹﺤﺴﺎس ﺒﺤﻘﻬـم ﻓـﻲ أﺨـذ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻝﻤﺒﺎدرة ﻓﺈن ﻫؤﻻء اﻝﺴﻜﺎن ﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ أﻤﻜﺎﻨﻬم اﺴﺘﺨدام ﻤواردﻫم ﻝﺤل ﻤﺸﺎﻜﻠﻬم اﻝﻤﺘﻌددة‬

‫)‪ ( 1‬ﻤﺤﻤد ﺒﻬﺠت ﺠﺎد اﷲ ﻜﺸك ‪ :‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻋدة إﻝﻰ اﻝدﻓﺎع ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫)‪ ( 2‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪ :‬اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ص ‪ ،33‬ص ‪.34‬‬
‫)‪ (3‬ﻤﺤﻤد ﺒﻬﺠت ﺠﺎد اﷲ ﻜﺸك ‪:‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻋدة إﻝﻰ اﻝدﻓﺎع‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪71‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻓﻲ ﺘﻘرﻴر اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻝﺴﻨﺔ ‪ 1967‬اﻝﺘﺄﻜﻴد ﺒﺄن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺘﺘطﻠب ﻀـرورة ﺘﺠﻨـب‬
‫ﻓرض اﻝﺨطط ﻤن أﻋﻠﻰ أو اﺴﺘﻌﻤﺎل ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻜوﺴـﻴﻠﺔ ﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻌﻤـل اﻝـذي‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺘﻘررﻩ اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﻌﻠﻴﺎ‬
‫‪ -3‬أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﺤﺼر أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻨﻘﺎط اﻵﺘﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻬــﺘم ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺒﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻗــدرات اﻝطﺎﻗــﺔ اﻝﺒﺸــرﻴﺔ ‪،‬و ذﻝــك ﻝﺘﻐﻴــر أﻓﻜــﺎر اﻝﻤــوطﻨﻴن‬
‫واﺘﺠﺎﻫــــﺎﺘﻬم وﻗــــﻴﻤﻬم ‪ ،‬وﻤﺴــــﺎﻨدة ﻤﺸــــروﻋﺎﺘﻬم اﻝذاﺘﻴــــﺔ إذا ﻋﺠــــزت اﻝﻤــــوارد اﻝﻤﺤﻠﻴــــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻝﻔﻨﻴﺔ واﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻤن اﻝﺠﺎﻨـب اﻝﺤﻜـوﻤﻲ وذﻝـك ﻝـرﺒط اﻝﺨطـط اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺒـﺎﻝﺨطط‬
‫اﻝﻘوﻤﻴﺔ )اﻝوطﻨﻴﺔ( ٕواﻴﺠﺎد اﻝﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴن اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻘوﻤﻲ اﻷﻜﺒر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻬﺘم ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﺒﻜـل ﺴـﻜﺎن اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ و ﻝـﻴس ﺠﻤﺎﻋـﺔ أو ﻓﺌـﺔ ﻤـن اﻝﻨـﺎس‬
‫وﻤـــﻊ ذﻝـــك ﻝـــﻴس ﺒﺎﻝﻀـــرورة أن ﻴﺸـــﺎرك ﻜـــل ﺴـــﻜﺎن اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ ﻓـــﻲ اﻝﻤﺸـــروﻋﺎت واﻝﺒـــراﻤﺞ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺘﻬـــﺘم ﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ ﺒﻜـــل ﻤـــن أﻫـــداف اﻹﻨﺠـــﺎز ) وﻫـــﻲ اﻝﺘـــﻲ ﺘرﻜـــز ﻋﻠـــﻰ اﻝﺘﻨﺴـــﻴق‬
‫واﻻﻨﺴﺠﺎم ﻝﻸﻋﻤﺎل ﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ أو ﻝﺤل ﻤﺸـﻜﻼت ﻤﻌﻴﻨـﺔ وأﻫـداف اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ‬
‫أو ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻬﺘم ﺒﻤﺴﺎﻋدة اﻝﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻤو ﺒطرﻴق ﻤﻌﻴﻨﺔ وﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻘوﻴﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ‬
‫واﻝﺘوﺠﻴﻪ اﻝذاﺘﻲ واﻝﺘﻌﺎون (‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻷﻫﺘﻤم ﺒﺎﻨﺠﺎز اﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﺤﺘـﺎج إﻝﻴﻬـﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫ﻓﺤﺴب وﻝﻜﻨﻬﺎ ﺘﻬﺘم ﺒﺼورة أﻜﺒر ﺒـﺘﻌﻠم اﻝﻨـﺎس ﺨطـوات اﻨﺠـﺎز ﺤﺘـﻰ ﻴﻤﻜـن اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ‬
‫أﻨﻔﺴﻬم ﻓﻲ اﻨﺠﺎزﻫﺎ دون ﻤﺴﺎﻋدات ﻤن اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻤﺴﺌوﻝﺔ )‪.(2‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻝـرﻏم ﻤـن اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻻﻴﺠﺎﺒﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻗـد ﺘـﻨﺠم ﻋـن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝوطﻨﻴـﺔ )اﻝﻘوﻤﻴـﺔ ( ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻌـﺎم ﻜﺎرﺘﻔـﺎع اﻝـدﺨل اﻝﻘـوﻤﻲ أو اﻝﻔـردي ﻤـﺜﻼ أو ارﺘﻔـﺎع ﻨﺴـﺒﺔ ﺘﻘـدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت‬
‫ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ إﻻ أﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻝواﻗــﻊ ﻻ ﺘﻀــﻤن ﻋداﻝــﺔ اﻝﺘوزﻴــﻊ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻻﻴﺠﺎﺒﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﻴن ﻝﻬﺎ ‪ ،‬ﻤن ﻫﻨﺎ ﻓﺈن أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤد ﺒﻬﺠت ﺠﺎد اﷲ ﻜﺸك ‪:‬ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻋدة إﻝﻰ اﻝدﻓﺎع ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪ ، 259‬ص ‪.260‬‬
‫‪ 2‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪:‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص‪،38‬ص‪.39‬‬

‫‪72‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﺘﻘــوم ﺒـراﻤﺞ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺒﺘــوﻓﻴر اﻝوﺴــﺎﺌل ﻝﺴــد اﻝﺜﻐـرات أو إﻗﺎﻤــﺔ اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر‬
‫ﺒﻴن اﻝﺘﺨﺼﺼﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻘوﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺤﻘﻘت ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ اﻝﻜﺎﻤـل ﺒـﻴن اﻝﺠواﻨـب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻲ واﻝﺤد ﻤن اﻝﻌزﻝﺔ ﻝﺒﻌض اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻝﻼﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﻨﺘـﺎﺌﺞ ﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻘوﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﻤﻌظم اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻬﺘم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓـﻲ دﻋـم اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻘوﻤﻴـﺔ ﻋـن‬
‫طرﻴــق اﻝﺘﻤﻬﻴــد ﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻘوﻤﻴــﺔ واﻝﺤــد ﻤــن اﻝﻤﻌوﻗــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻗــد ﺘﻘــف أﻤــﺎم ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﺒراﻤﺞ‬
‫‪ -‬ﺘــوﻓر ﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ وﺴــﺎﺌل اﻻﺘﺼــﺎل ﺒــﻴن اﻝﻤﺤﻠﻴــﺎت واﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﻘــوﻤﻲ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ‬
‫ﻴﺴــﻤﺢ ﺒﺎﻝﻴــﺎﺜر اﻝﻤﺘﺒــﺎدل وﻫــذا ﻤــن ﺸــﺄﻨﻪ أن ﻴﺴــﻤﺢ ﺒﺘﻌﺒﺌــﺔ اﻝ ـرأي اﻝﻤﺴــﺎﻨد ﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻘوﻤﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺴﺎﻫم ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﺒﻌض اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤﻤـﺎ ﻴﺠﻌـل اﻝﻤـوارد‬
‫اﻝﻘوﻤﻴــﺔ أﻜﺜــر ﻗــدرة ﻋﻠــﻰ ﻤواﺠﻬــﺔ ﻤﺸــﻜﻼت ﺠدﻴــدة ‪ ،‬أو ﺒﻤﻌﻨــﻰ آﺨــر أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫ﺘرﻓﻊ ﺠزءا ﻤن اﻝﻌبء ﻋن ﻜﺎﻫل اﻝدوﻝﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘوﻓر ﺒراﻤﺞ اﻝﻤﻨﺎخ اﻝﻤﻼﺌم ﻝﺘﻨﻔﻴذ ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻘوﻤﻴﺔ ﺒﻤـﺎ ﻴﺴـﻤﺢ ﺒـﺎﻝﺘواﻓق اﻻﻴﺠـﺎﺒﻲ‬
‫ﻝﻠﺘﻐﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝﻤﻘﺼـود اﻝـذي ﻴﻬـدف إﻝﻴـﻪ ﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺒﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻤـﺔ و ﺘﻌﺘﺒـر ﻫـذﻩ‬
‫اﻷﻤور ﻤن اﻝﺘﺴﻬﻴﻼت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺠـــﺎرب اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺎت ﻓـــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﺘزﻴـــد ﻤـــن وﻀـــوح اﻝرؤﻴـــﺔ اﻝواﻗﻌﻴـــﺔ ﻝﻤـــﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴـــب ﻤـــﻊ‬
‫اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت وﻤﻌطﻴﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫذا ﻴﻤﻬد ﻝﻠﺘﺨطﻴط اﻝواﻗﻌﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻘـوﻤﻲ‬
‫)‪ ،(1‬وﺘﺴﺎﻫم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﻔـﺎوت اﻝﺠﻬـوي وﻻﺸـك أن اﻹطـﺎر اﻝـذي‬
‫ﻗدﻤﻪ "ﻓرﻴدﻤﺎن" ﻴﻨطوي ﻋﻠﻰ اﻝﻔواﺌد ﻤﺤﻘﻘﺔ ﻓﻲ دراﺴﺔ ﻤﺴﺄﻝﺔ اﻝﺘﻌﺎون اﻝﺠﻬـوي ذﻝـك ﻷﻨـﻪ‬
‫ﻜﺸف ﻋﻠﻰ أن ﺘزاﻴد اﻝﺘﻌﺎون ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻴﺼـﺒﺢ اﺴـﺘﻘطﺎب ﻝﻠﻤﺼـﺎﻝﺢ ‪ ،‬ﺘﺘﻨـﺎﻗض‬
‫أﻫﻤﻴﺘـــﻪ ﻋﻨـــدﻤﺎ ﻴﺒﻠـــﻎ درﺠـــﺔ ﻤﻌﻴﻨـــﺔ ‪ ،‬وﻤـــن ﺜـــم ﻴﺒـــدأ ﻓـــﻲ اﻝﻘﻬـــور ﻗـــوى ﺴﻴﺎﺴـــﻴﺔ ﺘطﺎﻝـــب‬
‫ﺒﺘﺨﺼﻴص ﻨﺴﺒﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ﻤن اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﺠﻬﺎت اﻝﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ :‬اﻻﺘﺠﺎﻫﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪ ،‬اﻻﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﻨﻤﺎذج اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ‪ ،‬اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ‪،‬‬
‫ص ‪.234‬‬

‫‪73‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﻫﻨـﺎك اﻝﻌدﻴــد ﻤـن اﻷدﻝــﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘؤﻜــد ﻫـذﻩ اﻝﻔﻜــرة ‪ ،‬ﻤـن ذﻝــك ﻤـﺜﻼ ﻤــﺎ ذﻫـب إﻝﻴــﻪ " ﺒـوازي "‬
‫ﺤﻴﻨﻤـــﺎ ﻨظـــر إﻝـــﻰ اﻝﻤﺨططـــﻴن اﻝﺠﻬـــوﻴﻴن ﻜﻬﻴﺌـــﺔ ﺘﺄﺜﻴرﻴـــﺔ ﺘﺤـــﺎول ﺘﻐﻴـــر اﻝﻤﻘـــﺎﻴﻴس اﻝﺘـــﻲ‬
‫وﻀﻌﺘﻬﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ٕوازاﺤﺔ اﻝﻘﻴود اﻝﺘﻲ ﺘﻌرﻗل ﻋﻤل اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ‪ ،‬وﺘﻜﺘﺴـب‬
‫ﻫذﻩ اﻝﻨظرة اﻝﺼﻔﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎق اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝرأﺴﻤﺎﻝﻲ‪.‬‬
‫ﻜﺘـــب " رﻴﺘﺸـــﺎر ﻤـــورس " ﻴﻘـــول ‪ :‬ﺘﻌﺘﺒـــر ﻤراﻜـــز اﻝﻨﻤـــو اﻝﻌواﺼـــم اﻝﺠﻬوﻴـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﺘﺘﻤﻴـــز‬
‫ﺒﺘﺎرﻴﺨﻬﺎ اﻝﻌرﻴق ﻜﻌواﺼـم إﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ ﻗوﻴـﺔ و ﻴﻨﺘﺸـر ﻫـذا اﻝـﻨﻤط ﻤـن اﻝﻤـدن ﻓـﻲ اﻝـدول اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻬﻴﺎﻜل ﻻﻤرﻜزﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ )‪. (1‬‬
‫‪ – 4‬ﻨﻤﺎذج اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﺴﺘﻘراء اﻝﻨﻤﺎذج اﻹﻨﻤﺎﺌﻴـﺔ اﻝﺘطﺒﻴﻘﻴـﺔ ﻝﻜﺜﻴـر ﻤـن اﻝـدول اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ ﻴﺘﺒـﻴن أن ﻫﻨـﺎك‬
‫ﺜﻼث ﻨﻤﺎذج رﺌﻴﺴﻴﻪ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻨﻤــوذج اﻝﺘﻜــﺎﻤﻠﻲ ‪ :‬وﻴﺘﻤﺜــل ﻫــذا اﻝﻨﻤــوذج ﻓــﻲ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘــﻲ ﺘﻨطﻠــق ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﻤﺴـــﺘوى اﻝﻘـــوﻤﻲ ‪ ،‬واﻝﺘـــﻲ ﺘﺸـــﻤل ﻜﺎﻓـــﺔ اﻝﻘطﺎﻋـــﺎت اﻝﻔرﻋﻴـــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـــﺔ وﻜﺎﻓـــﺔ اﻝﻤﻨـــﺎطق‬
‫اﻝﺠﻐراﻓﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝدوﻝـــﺔ ‪ ،‬أي ﺘﻠـــك اﻝﺒـــراﻤﺞ اﻝﻤﺤﻘﻘـــﺔ ﻝﻠﺘـــوازن اﻹﻨﻤـــﺎﺌﻲ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤﺴـــﺘوﻴﻴن‬
‫اﻝﻘطــﺎﻋﻲ واﻝﺠﻐراﻓـــﻲ و اﻝﻤﺤﻘﻘـــﺔ ﻝﻠﺘﻨﺴــﻴق اﻝﻜﺎﻤـــل ﺒـــﻴن اﻝﺠﻬــود اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺨططـــﺔ و‬
‫اﻝﺠﻬود اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﺸـﺎرة وﻴﻘـوم ﻫـذا اﻝﻨﻤـوذج ﻋﻠـﻰ أﺴـﺎس اﺴـﺘﺤداث و ﺤـدات ادراﻴـﺔ‬
‫وﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ ﺠدﻴدة وﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺘوﻓﻴر ﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ داﺨـل اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ واﻝﺘـﻲ‬
‫ﻴﺸــرف ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺠﻬــﺎز ﻗــوﻤﻲ ﻤﻨﻔﺼــل ﻋــن اﻷﺠﻬــزة اﻝوظﻴﻔﻴــﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت‬
‫اﻹدارﻴــﺔ ﻤﺜـــل اﻝﻠﺠﻨــﺔ اﻝﻤرﻜزﻴـــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻬﻨــد وﻫﻴﺌـــﺔ اﻝرﺌﺎﺴــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻔﻠﻴﺒـــﻴن ووزارة‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻲ ﻤﺼر وﺘﺸﺘرط ﺘوﻓر ﺸﻜل ﻤن أﺸﻜﺎل اﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤزدوج ﺨﻼل ﻗﻨـوات ﺜﺎﺒﺘـﺔ و‬
‫ﻤﺴﺘﻘرة ﺒﻴن اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤرﻜزﻴﺔ واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻨوﻋﻴﺔ اﻝوظﻴﻔﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻝﺠﺎن داﺌﻤـﺔ أو‬
‫ﻤﺸﺘرﻜﺔ أو ﺠﻠﺴﺎت دورﻴﺔ ‪ ...‬وﻴﺘطﻠب ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﺘواﻓر ﺸﻜل ﻤن أﺸﻜﺎل اﻝﺘﺴﻠﺴـل ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﺴـــﺘوﻴﺎت اﻹدارﻴـــﺔ و اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺌوﻝﺔ ﻋـــن إدارة اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻜﻤـــﺎ ﻴﺘطﻠـــب ﻗـــدر ﻤـــن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬وﻫــو ﻋﺒــﺎرة ﻋــن‬ ‫ﻻﻤرﻜزﻴــﺔ اﺘﺨــﺎذ اﻝﻘ ـ اررات واﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺨدﻤــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠدوﻝــﺔ‬
‫ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘـﻲ ﺘﻨﻔـذ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى اﻝﻘـوﻤﻲ وﺘﺸـﻤل ﻜﺎﻓـﺔ اﻝﻘطﺎﻋـﺎت اﻝﻔرﻋﻴـﺔ‬
‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝدوﻝـﺔ ‪ ،‬ﻤـﻊ اﻝﺘﻨﺴـﻴق اﻝﻜﺎﻤـل ﺒـﻴن ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﺠﻬـود اﻝﺤﻜوﻤﻴـﺔ واﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ وﻗـد‬

‫‪ 1‬إﺴﻤﺎﻋﻴل ﻗﻴرة ‪،‬ﻋﻠﻲ ﻏرﺒﻲ ‪ :‬ﻓﻲ ﺴوﺴﻴوﻝوﺠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪،‬اﻝﺠزاﺌر‪ ،2001‬ص‪.121‬‬
‫‪ 2‬ﻨﺒﻴل اﻝﺴﻤﺎﻝوطﻲ ‪ :‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪ ، 197‬ص‪.198‬‬

‫‪74‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬وﻴﺘﻤﺜـل ﻫـذا اﻝﻨﻤـوذج‬ ‫ﺘﺸرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻬﺔ وﺼﻴﺔ رﺴﻤﻴﺔ ﻜوزارة اﻝﺸؤون اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﺒـراﻤﺞ اﻝﺘـﻲ ﺘﻬـم ﻜﺎﻤـل اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ أي ﺘﺸـﻤل ﻜﺎﻓـﺔ اﻝﻤﻨـﺎطق‬
‫اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ ﺤﻀرﻴﺔ ‪ ،‬رﻴﻔﻴﺔ ‪ ،‬ﺼﺤراوﻴﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺘﺸﻤل ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝﻨﻤوذج اﻝﺘﻜﺎﻤﻠﻲ ﻫـو اﻝـذي ﻴﺸـﻤل‬
‫اﻝﺒـــراﻤﺞ اﻝﺘـــﻲ ﺘﺤﻘـــق اﻝﺘـــوازن اﻹﻨﻤـــﺎﺌﻲ ﻤـــن ﺨـــﻼل اﻝﺘﻨﺴـــﻴق و اﻝﺘﻌـــﺎون ﺒـــﻴن اﻝﺠﻬـــود‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ واﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ و اﻝﺸـــﻌﺒﻴﺔ ﻜﻤـــﺎ ﻴﻘـــوم ﻫـــذا اﻝﻨﻤـــوذج ﻋﻠـــﻰ ﻤﺒـــدأ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴــﺘﻤرة ﺒﻐــرض ﺘــوﻓﻴر ﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ داﺨــل اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ واﻝﺘــﻲ‬
‫ﺘﺸــرف ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻷﺠﻬــزة اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ و اﻷﺠﻬــزة اﻝوطﻨﻴــﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت اﻹدارﻴــﺔ‬
‫)‪.(2‬‬
‫اﻝﻤرﻜزﻴﺔ واﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻷن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺠزء ﻤن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ‬
‫‪ -2‬اﻝﻨﻤوذج اﻝﺘﻜﻴﻔﻲ ‪:‬‬
‫وﻴﺘﻔــق ﻫــذا اﻝﻨﻤــوذج ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤــﻊ اﻝﻨﻤــوذج اﻝﺴــﺎﺒق ﻓــﻲ أن اﻝﺒ ـ ارﻤﺞ ﺘﻨﺒﺜــق ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤرﻜزي ‪ ،‬وﻝﻜﻨﻬـﺎ ﺘﺨﺘﻠـف ﻋﻨـﻪ ﻓـﻲ اﻨﺘﺼـﺎر ﻨﻘـﺎط اﻝﺘرﻜﻴـز ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﻠﻴـﺎت ﺘﻨظـﻴم‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ واﺴﺘﺜﺎرة اﻝﺠﻬود اﻝذاﺘﻴﺔ ‪ ،‬واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺒﻘول آﺨـر ﻴﻌﺘﻤـد‬
‫ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﻋﻠﻰ ﺒراﻤﺞ وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﺤد ﻓروﻋﻬـﺎ اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ اﻝﺜﻼﺜـﺔ‬
‫وﻫو ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ وﻴطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﺘﻜﻴﻔـﻲ ﻷﻨـﻪ ﻻ ﻴﺘطﻠـب ﻜﻤـﺎ ﻫـو اﻝﺤـﺎل ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻨﻤـــوذج اﻝﺴـــﺎﺒق اﺴـــﺘﺤداث ﺘﻐﻴـــر ﻓـــﻲ اﻝﺘﻨظـــﻴم اﻹداري اﻝﻘـــﺎﺌم ‪ ،‬وذﻝـــك ﻷن ﺒـــراﻤﺞ ﻫـــذا‬
‫اﻝﻨﻤـوذج ﻴﻤﻜـن أن ﺘﻨﻔـذ ﻓـﻲ ظـل أي ﻨـوع ﻤـن اﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻹدارﻴـﺔ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻴﻤﻜـن أن ﻴﻠﺤـق‬
‫اﻝﺠﻬــــﺎز اﻝﺘﻨظﻴﻤــــﻲ اﻝﻤﺸــــرف ﻋﻠــــﻰ ﺘﻨﻔﻴــــذﻫﺎ ﺒــــﺄي ﺠﻬــــﺎز إداري ﻗــــﺎﺌم ﻴﻤﺜــــل اﻝﻨﻤــــوذج‬
‫>>اﻝﻐﺎﺌﻲ<< ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﺘﻤﺎم اﻝﺘﻤﺜﻴل ‪ ،‬وﺘﺸﻴر أﻏﻠب اﻝدراﺴﺎت إﻝـﻰ أن‬
‫ﻏﺎﻝﺒﻴﺔ اﻝدول ﺘﻠﺠﺄ إﻝﻰ ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺒراﻤﺞ ﻋﻘب اﺴﺘﻘﻼﻝﻬﺎ ﺒﺴﺒب ﻋواﻤـل ﻤﺎدﻴـﺔ وﻓﻨﻴـﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫وﺘﻨﻔﻴذ ﺒراﻤﺞ ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﻓﻲ ظل أي ﻨوع ﻤـن اﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻹدارﻴـﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ ودون أي‬
‫ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻴﺘم ﻓﻴـﻪ اﻝﺘرﻜﻴـز ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﻠﻴـﺎت ﺘﻨظـﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪،‬واﺴـﺘﺜﺎرة اﻝﺠﻬـود اﻝذاﺘﻴـﺔ‬

‫‪ 1‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘرﺒوي ‪ ،‬دار اﻝﻌﻠوم ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒﺔ ‪ ،2004 ،‬ص‪. 157‬‬
‫‪ 2‬ﺴﻤﻴرة ﻜﺎﻤل ﻤﺤﻤد ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﻤﻔﻬوﻤﺎت أﺴﺎﺴﻴﺔ رؤﻴﺔ واﻗﻌﻴﺔ ( دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت ‪ ،1988‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 3‬ﻨﺒﻴل اﻝ ﺴﻤﺎﻝوطﻲ ‪ :‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪75‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫واﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻨظﻤــﺎت اﻝﺠﻤﺎﻫﻴرﻴــﺔ ‪ ،‬وﻜﺜﻴ ـ ار ﻤــﺎ ﻴﻜــون ذﻝــك ﻋﻘــب اﺴــﺘﻘﻼل اﻝدوﻝــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﺼورة ﻤؤﻗﺘﺔ ﺜم ﺘﻌود إﻝﻰ اﻝﻨﻤوذج اﻝﺘﻜﺎﻤﻠﻲ‬
‫‪ -3‬ﻨﻤوذج اﻝﻤﺸروع ‪ :‬ﻴﺨﺘﻠف ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﻋن اﻝﻨﻤـوذﺠﻴن اﻝﺴـﺎﺒﻘﻴن ﻓـﻲ أﻨـﻪ ﻻ ﻴـﺘم ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻘوﻤﻲ ٕواﻨﻤﺎ ﻴﺘم ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﺠﻐراﻓﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻝظروف ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﻤﻨطﻘﺔ ﻤﺜـل‬
‫ﻤﺸـــروع اﻝﺠزﻴـــرة ﻓـــﻲ اﻝﺴـــودان وﺒـــراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻤﻨـــﺎطق اﻝﺼـــﺤراوﻴﺔ اﻝﻤﺴـــﺘزرﻋﺔ ﻓـــﻲ‬
‫ﺼﺤراء ﻤﺼر ﻤﺜل ﻤﻨطﻘﺔ اﻝﺘﺤرﻴر و ﻤﻨﺎطق ﺘوطﻴن اﻝﺒدو ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻴﺘﻔق ﻫذا اﻝﻨﻤوذج ﻤﻊ اﻝﻨﻤوذج اﻝﺘﻜـﺎﻤﻠﻲ ﻓـﻲ أﻨـﻪ ﻨﻤـوذج ﻤﺘﻌـدد اﻷﻏـراض وﻝﻜﻨـﻪ ﻴطﺒـق‬
‫ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻴﻤﻜن ﻝﻬذا اﻝﻨﻤوذج أن ﻴﻜون ﻨﻤوذﺠـﺎ ﺘﺠرﻴﺒﻴـﺎ أو اﺴـﺘطﻼﻋﻴﺎ ﻴطﺒـق‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻘوﻤﻲ إذا ﻤﺎ ﺜﺒت ﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺘﺠرﻴﺒﻴﺔ‬
‫وﻴﻜــون ﻫــذا اﻝﻨﻤــوذج ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى ﻤﻨطﻘــﺔ ﺠﻐراﻓﻴــﺔ ذات ظــروف ﺨﺎﺼــﺔ ﺘﺘطﻠــب ﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻷﺤواﻝﻬـﺎ ‪ ،‬ﻜﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﻨـﺎطق اﻝﺤدودﻴـﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـﺔ اﻝﺘوﻨﺴـﻴﺔ أو ﺘـوطﻴن‬
‫اﻝﺒــدو ﻓــﻲ ﻤﻨطﻘــﺔ اﻝزرﻗــﺎء اﻷردﻨﻴــﺔ ‪ ،‬وﻴﻤﻜــن أن ﻴﻜــون ﻨﻤــوذج اﻝﻤﺸــروع ﺘﺠرﻴﺒﻴــﺎ ﻝﻴــﺘم‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺘﻌﻤﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق أﺨرى ﺤﺎل ﻨﺠﺎﺤﻪ‬
‫‪ -5‬ﻋﻨﺎﺼر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻤــن ﺨــﻼل اﺴــﺘﻘراء اﻝﻌدﻴــد ﻤــن ﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻝﻌــدة دول ﻨﺴــﺘطﻴﻊ اﻝﻘــول أن‬
‫ﻫﻨﺎك ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼر أﺴﺎﺴﻴﺔ اﻋﺘﻤدت ﻝﺘﻠك اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝدﻴﻨﺎﻤﻴﺔ ﺘﺘﻠﺨص ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻐﻴر اﻝﺒﻨﺎﺌﻲ أو اﻝﻨﻴﺎﺌﻲ ‪:‬‬
‫ﻴﻘﺼـــد ﺒـــﺎﻝﺘﻐﻴر اﻝﺒﻨـــﺎﺌﻲ أو اﻝﻨﻴـــﺎﺌﻲ ذﻝـــك اﻝﻨـــوع ﻤـــن اﻝﺘﻐﻴـــر اﻝـــذي ﻴﺴـــﺘﻠزم ظﻬـــور أدوار‬
‫وﺘﻨظﻴﻤﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺠدﻴدة ﺘﺨﺘﻠـف ﻋـن اﻷدوار و اﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ وﻫـو‬
‫اﻝﺘﻐﻴــر اﻝــذي ﻴﺤــدث ﻓــﻲ ﺒﻨــﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ أي ﻓــﻲ ﺤﺠﻤــﻪ وﺘرﻜﻴــب أﺠزاﺌــﻪ وﺸــﻜل ﺘﻨظﻴﻤــﻪ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ وﻴرﺘﺒط اﻝﺘﻐﻴـر اﻝﺒﻨـﺎﺌﻲ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ ‪ ،‬اﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻓﻤـن اﻝﺼـﻌب‬
‫أن ﻨﺤــدث اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤﺘﺨﻠــف اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺎ دون أن ﻨﻐﻴــر اﻝﺒﻨــﺎء اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻝــذﻝك‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘد ورﺜت اﻝﺒﻼد اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻜﺜﻴ ار ﻤن اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﺘـﻲ ﺘراﻜﻤـت ﻋﺒـر اﻝﺴـﻨﻴن وﻴﺘﻤﺜـل‬
‫ذﻝــك ﻓــﻲ اﻝﺜﻨﺎﺌﻴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴــﺔ وﺴــﻴﺎدة اﻝطــﺎﺒﻊ اﻝزراﻋــﻲ ﻋﻠﻴﻬــﺎ و اﻝﺘﻔــﺎوت‬

‫‪.157‬‬ ‫‪ 1‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘرﺒوي ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‬
‫‪ 2‬ﻨﺒﻴل اﻝﺴﻤﺎﻝوطﻲ ‪ :‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪.198‬‬
‫‪ 3‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪76‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝﺜروة واﻝدﺨل وﺴﻴطرة أﻓراد اﻝطﺒﻘﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺎز اﻝﺤﻜوﻤﺔ واﻝﺴـﻠطﺔ‬
‫واﻨﺨﻔﺎض اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺘﻤﺜـل ﻫـذﻩ اﻝﺨﺼـﺎﺌص ﺘﺤـدﻴﺎت ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ ﻝﻠﺒﻠـدان اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ‬
‫وﻻ ﻴﻤﻜــن ﺘﺤﻘﻴــق ﻤﻌــدﻻت ﺴــرﻴﻌﺔ ﻝﻠﻨﻤــو دون إﺤــداث ﺘﻐﻴ ـرات ﺒﻨﺎﺌﻴــﺔ ﻝﻬــﺎ ﺼــﻔﺔ اﻝﻌﻤــق‬
‫واﻝﺠذرﻴــﺔ وﻝﻬــﺎ طــﺎﺒﻊ اﻝﺸــﻤول و اﻻﻤﺘــداد وﻝﻴﺴــت ﺠﻬــود ﻻزﻤــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ‪ ،‬ﻤــن دوﻨــﻪ ﻻ‬
‫ﻴﺘﺴــﻨﻰ ﻝﻠــﺒﻼد اﻝﻨﺎﻤﻴــﺔ أن ﺘــﺘﺨﻠص ﻤــن اﻝﻤﺸــﻜﻼت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘرﺴــﺒت ﻋﺒــر اﻝﺴــﻨﻴن‬
‫)‪(1‬‬
‫واﻝﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﺘﻤﺜل ﺘﺤدﻴﺎت أﻤﺎم ﺤﻜوﻤﺎت ﻫذﻩ اﻝﺒﻼد‬
‫وﻴﻘﺼــد ﺒــﺎﻝﺘﻐﻴر اﻝﺒﻨــﺎﺌﻲ ذﻝــك اﻝﻨــوع ﻤــن اﻝﺘﻐﻴــر اﻝــذي ﻴﺴــﺘﻠزم ظﻬــور أدوات وﺘﻨظﻴﻤــﺎت‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺠدﻴـدة ‪،‬ﺘﺨﺘﻠـف اﺨﺘﻼﻓـﺎ ﻨوﻋﻴـﺎ ﻋـن اﻷدوار واﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ و ﻴﻔﻀــﻲ ﻫــذا اﻝﻨــوع إﻝــﻰ ﺤــدوث ﺘﺤــول ﻜﺒﻴــر ﻓــﻲ اﻝظ ـواﻫر واﻝــﻨظم واﻝﻌﻼﻗــﺎت‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻴﻘﺼــد ﺒــﺎﻝﺘﻐﻴر اﻝﺘﻴــﺎﺌﻲ ﻫﻨــﺎ ‪ ،‬وﺠــوب ظﻬــور أدوار و ﺘﻨظﻴﻤــﺎت‬ ‫اﻝﺴــﺎﺌدة ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠف ﻋن اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻘدر ﻋﻠﻰ أﺤـداث اﻝﺘﻐﻴـر اﻝﻤطﻠـوب أي‬
‫أن اﻝﺘﻐﻴر اﻝﺒﻨﺎﺌﻲ ﻴﻘﺘﻀﻲ إﺤداث ﺘﺤوﻻت ﻜﺒﻴرة ﻓﻲ اﻝظواﻫر واﻝﻨظم واﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﺴﺎﺌدة ﻓﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺼورة ﺠذرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺸﻜل واﻝﺘﻨظﻴم واﻝﺘرﻜﻴب‬
‫‪ -2‬اﻝدﻓﻌﺔ اﻝﻘوﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺤﺘــﻰ ﺘﺤﻘــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ أﻫــداﻓﻬﺎ اﻝﻤرﺠــوة ﻓــﻼ ﺒــد ﻝﻬــﺎ ﻤــن دﻓﻌــﺔ ﻗوﻴــﺔ ﺘﺴــﺘﻨد ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺘﺠﻨﻴــد ﻜــل اﻝﻌواﻤــل اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﺒﺸــرﻴﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴﻤﻜــن دﻓــﻊ ﻋﺠﻠﺘﻬــﺎ إﻝــﻰ اﻷﻤــﺎم ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــب أن‬
‫ﺘﺘواﻓق اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻤﺒذوﻝﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻊ اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝـﻪ ﺒﺤﻴـث ﺘﻜـون اﻷوﻝوﻴـﺔ‬
‫ﻝﻠﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻬــم اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ ﺤﻴــﺎﺘﻬم ﻤﺒﺎﺸــرة )‪ ، (4‬وﻝﻜــن إﻝــف اﻝﻌــﺎدة ﻴﺠﻌــل اﻝﻨــﺎس‬
‫ﻴﺘﻤﺴــﻜون ﺒــﻨﻤط اﻝﺤﻴــﺎة اﻝــذي أﻝﻔــوﻩ ﻓﻴﻜــون ﻤــن اﻝﻀــروري دﻓﻌﻬــم ﺒﻘــوة ﻹﺤــداث اﻝﺘﻐﻴــر‬
‫اﻝﻤطﻠوب ‪ ،‬وذﻝك ﻴﺠﻌل اﻝﺨﻠل ﻓﻲ اﻝﺘوازﻨﺎت واﻀـﺤﺎ ﻝﻠﻌﻴـﺎن أوﻻ ‪ ،‬ﺜـم إﺤـداث ﺠﻤﻠـﺔ ﻤـن‬
‫اﻝﺘﻐﻴرات اﻝﻤﻘﻠﻠﺔ ﻝﻠﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻝﺜـروة وﻀـﻤﺎن اﻝﻌـدل ﻓـﻲ اﻝﺘوزﻴـﻊ و اﻻﺴـﺘﺤﻘﺎق ‪ ،‬وﺘطـوﻴر‬
‫اﻝﻀﻤﺎن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻹﺴﻜﺎن )‪ ، (5‬ﻻﺒد ﻤن ﺤدوث دﻓﻌﺔ ﻗوﻴﺔ أو ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝـدﻓﻌﺎت‬
‫اﻝﻘوﻴــﺔ ‪ ،‬واﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺴــﻨﻰ ﺒﻤﻘﺘﻀــﺎﻫﺎ اﻝﺨــروج ﻤــن ﺤﺎﻝــﺔ اﻝرﻜــود وﻫــذﻩ اﻝدﻓﻌ ـﺔ أو اﻝــدﻓﻌﺎت‬

‫‪ 1‬ﺤﺴﻴن ﻋﺒد اﻝﺤﻤﻴد أﺤﻤد رﺸوان ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻤؤﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎب اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ‪ ،‬اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ، 2009‬ص ‪ ، 84‬ص‪. 85‬‬
‫‪ 2‬ﺴﻤﻴرة ﻜﺎﻤل ﻤﺤﻤد‪ ،‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ)ﻤﻔﻬوﻤﺎت أﺴﺎﺴﻴﺔ‪،‬رؤﻴﺔ واﻗﻌﻴﺔ(‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 3‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ‪ ،‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘرﺒوي‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 4‬ﺤﺴن إﺒراﻫﻴم ﻋﻴد ‪ :‬دراﺴﺎت ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،1990‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 5‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘرﺒوي ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪77‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻘوﻴـﺔ ﻻزﻤـﺔ ﻹﺤـداث ﺘﻐﻴـرات ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪،‬وذﻝـك ﻷن ﻫﻨـﺎك ﺤـدا أدﻨـﻰ ﻤـن اﻝﺠﻬـد‬
‫اﻹﻨﻤــﺎﺌﻲ ﻴﻨﺒﻐــﻲ ﺒذﻝــﻪ ﻗﺒــل أن ﻴﺘﺴــﻨﻰ اﻝﺘﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ ﻋواﻤــل اﻝﻤﻘﺎوﻤــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﺘﻠــﺊ ﺒﻬــﺎ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺘﺨﻠف واﻻﻨطﻼق ﺒﻪ ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﺎرج اﻝﻨﻤـو اﻝـذاﺘﻲ وﺘﻌﺘﺒـر ﺤﻜوﻤـﺎت اﻝـدول‬
‫اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﻤﺴﺌوﻝﺔ ﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ ﺘﻜﺎد ﺘﻜـون ﻜﺎﻤﻠـﺔ ﻓـﻲ إﺤـداث اﻝدﻓﻌـﺔ اﻝﻘوﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﻤﻠك إﻤﻜﺎﻨﻴﺎت اﻝﺘﻐﻴر وﻫﻲ اﻝﻤﺴﺌوﻝﺔ ﻋن ﻀﻤﺎن ﺤـد أدﻨـﻰ ﻝﻤﺴـﺘوﻴﺎت اﻝﻤﻌﻴﺸـﺔ ﻝﻸﻓـراد ‪،‬‬
‫وﻴﻤﻜن أن ﺘﺤدث اﻝدﻓﻌﺔ اﻝﻘوﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺈﺤـداث ﺘﻐﻴـرات ﺘﻘﻠـل اﻝﺘﻔـﺎوت ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺜروات واﻝدﺨول ﺒـﻴن اﻝﻤـواطﻨﻴن ‪ ،‬وﺒﺘوزﻴـﻊ اﻝﺨـدﻤﺎت ﺘوزﻴﻌـﺎ ﻋـﺎدﻻ ﺒـﻴن اﻷﻓـراد وﻴﺠﻌـل‬
‫اﻝﺘﻌﻠﻴم إﻝزاﻤﻴﺎ وﻤﺠﺎﻨﻴﺎ ﺒﻘدر اﻹﻤﻜﺎن وﺘﻌﻤﻴم ﻤﺤو اﻷﻤﻴﺔ‬

‫واﻝﺘــدرﻴب اﻝﻤﻬﻨــﻲ ‪ ،‬وﺘــﺄﻤﻴن اﻝﻌــﻼج ‪ ،‬واﻝﺘوﺴــﻊ ﻓــﻲ ﻤﺸــروﻋﺎت اﻹﺴــﻜﺎن وﻏﻴــر ذﻝــك ﻤــن‬
‫اﻝﻤﺸـــروﻋﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺘﺘﻌﻠـــق ﺒﺎﻝﺨـــدﻤﺎت ‪..‬و اﻝدﻓﻌـــﺔ اﻝﻘوﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﻤﺠـــﺎل اﻻﻗﺘﺼـــﺎد ﻻﺒـــد أن‬
‫ﻴﺼــﺎﺤﺒﻬﺎ دﻓﻌــﺔ ﻗوﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠــﺎل اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ و إﻻ ﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ذﻝــك وﺠــود ﻫــوة ﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ‬
‫وﻤﺸﻜﻼت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻀﺨﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻝﺨطط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺘﺘطﻠب ﻤن ﺨطﺔ اﻝﺘﻌﻠـﻴم ﺘـوﻓﻴر اﻝﻘـوى‬
‫اﻝﺒﺸــرﻴﺔ اﻝﻤدرﺒــﺔ ‪ ،‬وﺘﺘطﻠــب ﻤــن ﺨطــﺔ اﻹﺴــﻜﺎن أن ﺘﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ ﺴــد اﻝﺤﺎﺠــﺎت اﻝﺴــﻜﻨﻴﺔ‬
‫ﻝﻠﻌــﺎﻤﻠﻴن ﻓــﻲ ﻤواﻗــﻊ اﻝﻌﻤــل وﻋﻠــﻰ ذﻝــك ﻓﻤــن اﻝﻀــروري وﺠــود ﻨــوع ﻤــن اﻝﺘـوازن واﻝﺘﻜﺎﻤــل‬
‫ﺒـــﻴن اﻝﺠـــﺎﻨﺒﻴن اﻻﻗﺘﺼـــﺎدي و اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ ﺒﺤﻴـــث ﺘﻜـــون اﻝﺨطـــط ﻤﺘﻜﺎﻤﻠـــﺔ ﻓـــﻲ وظﻴﻔﺘﻬـــﺎ‬
‫وﻤﺘوازﻨــﺔ ﻓــﻲ أﻫــداﻓﻬﺎ وﻤﺘﻔﺎﻋﻠــﺔ ﻨﺤــو ﺘﺤﻘﻴــق ﻫــدف ﻤﺸــﺘرك وﻗــد اﻨﻘﺴــﻤت اﻵراء ﺤــول‬
‫أﻫﻤﻴــﺔ اﻝدﻓﻌــﺔ اﻝﻘوﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠــﺎل اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓﻴــرى اﻝــﺒﻌض أن اﻝدﻓﻌــﺔ اﻝﻘوﻴــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻻ ﻀــرورة ﻝﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ اﻷوﻝــﻰ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ‪ ،‬وﻴرﺠﻌــون ذﻝــك إﻝــﻰ أن اﻝــدول‬
‫اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻻﺘﺴﺘطﻴﻊ أن ﺘﺘﺤﻤل ﻋبء اﻹﻨﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ وﻝـذا‬
‫ﻴؤﻴـــدون اﻝﺘرﻜﻴـــز ﻋﻠـــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ وﻴـــرى ﻓرﻴـــق آﺨـــر أﻫﻤﻴـــﺔ ﺒـــراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺤﻴث ﺘوﺠﻪ إﻝﻰ اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴر ﻤﺒﺎﺸـر ﻋﻠـﻰ زﻴـﺎدة اﻝﻜﻔﺎﻴـﺔ اﻹﻨﺘﺎﺠﻴـﺔ‬
‫ﻤﺜــل ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ واﻝﺼــﺤﺔ اﻝوﻗﺎﺌﻴــﺔ ‪ .‬وﻴــرى ﻓرﻴــق ﺜﺎﻝــث أن اﻝدﻓﻌــﺔ اﻝﻘوﻴــﺔ‬
‫ﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻝﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴر ﻀﺎر ﻋﻠـﻰ ﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ واﻝﺘوﺴـﻊ ﻓـﻲ اﻝﺘﻌﻠـﻴم ﻤـﺜﻼ‬
‫ﻗد ﻴؤدي إﻝﻰ زﻴﺎدة ﻋدد اﻝﺨـرﺠﻴن اﻝـذﻴن ﻻ ﻴﺠـدون ﻋﻤـﻼ وﻤـن ﺜـم ارﺘﻔـﺎع ﻨﺴـﺒﺔ اﻝﺒطﺎﻝـﺔ‬
‫ﺒﺄﻨواﻋﻬـﺎ اﻝﻜﻠﻴـﺔ و اﻝﺠزﺌﻴـﺔ ‪ .‬وﻨﺸـﻴر ﻫﻨـﺎ إﻝــﻰ أن اﻝدﻓﻌـﺔ اﻝﻘوﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺤـدث ﻓـﻲ اﻝﻤﺠــﺎل‬
‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻻ ﺘﺼــﺎﺤﺒﻬﺎ دﻓﻌــﺔ ﻗوﻴــﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠــﺎل اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻴﻨــﺘﺞ ﻋﻨﻬــﺎ ﻓﺠــوة‬
‫ﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ وﻤﺸــﻜﻼت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ أﻗــل أﻀ ـرارﻫﺎ ﻤﻘﺎوﻤــﺔ ﻝﻠﺘﻐﻴــر ﺒﺸــﻜل ﻴﻬــدد ﻨﺠﺎﺤــﻪ وﻴﻀــﻌف‬
‫ﻓﻌﺎﻝﻴﺘـــﻪ ٕواذا ﻓﺈﻨـــﻪ ﻤـــن اﻝﻀـــروري إﻴﺠـــﺎد ﻨـــوع ﻤـــن اﻝﺘـــوازن واﻝﺘﻜﺎﻤـــل ﺒـــﻴن اﻝﺠـــﺎﻨﺒﻴن‬

‫‪78‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪،‬ﺒﺤﻴث ﺘﺨرج اﻝﺨطﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ وظﻴﻔﺘﻬـﺎ وﻤﺘوازﻨـﺔ ﻓـﻲ أﻫـداﻓﻬﺎ‬
‫وﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻨﺤو ﻫدف ﻤﺸﺘرك )‪. (1‬‬
‫‪ -3‬اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻤﻼﺌﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﺤﺘــﻰ ﺘﺤﻘــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ أﻫــداﻓﻬﺎ وﺒﻠوﻏﻬــﺎ ﻏﺎﻴﺎﺘﻬــﺎ ﻻﺒــد أن ﺘﺘﻀــﻤن ﺘﻐﻴ ـ ار ﺒﻨﺎﺌﻴــﺎ‬
‫ﺸﺎﻤﻼ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤن أﻴﻀﺎ دﻓﻌﺔ ﻗوﻴﺔ ﻴﻤﻜن ﻝﻬﻤﺎ ﻜل ﻤن اﻝدوﻝﺔ ﺒﻜﺎﻤل ﻤؤﺴﺴـﺎﺘﻬﺎ اﻝوطﻨﻴـﺔ‬
‫واﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ واﻝﻤﺸﺎرﻜﻴن ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﻤﺨﺘﻠف ﺸراﺌﺤﻬم ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى‬
‫وﻝﻜـــن ﻓـــﻲ ﺤﻘﻴﻘـــﺔ اﻷﻤـــر ﻨﺠـــد أﻨﻔﺴـــﻨﺎ ﻓـــﻲ ﺤﺎﺠـــﺔ ﻤﺎﺴـــﺔ إﻝـــﻰ ﻋﻨﺼـــر ﺜﺎﻝـــث أﻻ وﻫـــو‬
‫اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻤﻼﺌﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘراﻋﻲ اﻝﺨﺼوﺼﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ‪،‬وﻤن اﻝواﻀـﺢ ﺠﻠﻴـﺎ ﻝـدى ﺨﺒـراء‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ – ﺒﺄن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠـف ﻋـن ﺒﻌﻀـﻬﺎ اﻝـﺒﻌض ﺒـﺎﺨﺘﻼف‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت و اﻹﻤﻜﺎﻨـــﺎت اﻝﻤﺎدﻴـــﺔ واﻝﻤﻌﻨوﻴـــﺔ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻤـــوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـــﺔ واﻝﺒﺸـــرﻴﺔ‬
‫واﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـــﺔ وﻜـــذﻝك رؤوس اﻷﻤـــوال ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀـــﺎﻓﺔ إﻝـــﻰ ﻤﺴـــﺘوى اﻝـــﺘﺤﻜم واﻝﺴـــﻴطرة ﻋﻠـــﻰ‬
‫اﻝﻤﺨططـﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ وﺘﺠﺴــدﻫﺎ ﻋﻠـﻰ أرض اﻝواﻗـﻊ ‪ ،‬ﻨﺎﻫﻴــك ﻋـن اﻝﺨﺼوﺼـﻴﺎت اﻝﺘﺎرﻴﺨﻴــﺔ‬
‫واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﺈن ﻨﺠﺎح أي ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﺘوﻗف ﺒﺎﻝدرﺠـﺔ اﻷوﻝـﻰ ﻋﻠـﻰ إﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ‬
‫ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻤدروﺴﺔ ﺒدﻗﺔ ‪ ،‬ﺘﺴﺘﻨد إﻝﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﺸروط ‪ ،‬اﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜن اﻻﺴﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬﺎ وﻫـﻲ‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﺨـــذ ﺒﻨظـــﺎم اﻷوﻝوﻴـــﺎت وﺴـــواء ﻜـــﺎن ﻫـــذا ﺒﺎﻝﻨﺴـــﺒﺔ ﻝﻨﺸـــﺎطﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ أو‬
‫ﻗطﺎﻋﺎﺘﻬﺎ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ واﻝﻤﺘﻌددة ‪.‬‬
‫اﻷﺨذ ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﻜﻤﻲ اﻝرﻗﻤﻲ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﻜﻴﻔﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤوازﻨﺔ ﺒﻴن إﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﺘطﻠﻌﺎﺘﻪ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻝﻤوازﻨﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜذﻝك ﻴﺠب أن ﺘﻜون اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ واﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ – اﻝﺨطط اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ – ﻨﺎﺒﻌﺔ ﻤن واﻗـﻊ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﻨﻔﺴــﻪ وﻫــذا ﻓــﻲ ﺤــد ذاﺘــﻪ ﻴﺘﻀــﻤن اﻹﺸــﺎرة إﻝــﻰ اﻻﺒﺘﻌــﺎد ﻋــن اﺴــﺘﻴراد‬
‫اﻻﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت اﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ اﻝﺠــﺎﻫزة اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻤـل ﻓــﻲ ظﺎﻫرﻫـﺎ اﻝﺘﻘـدم واﻝﺘطــور واﻝرﻓﺎﻫﻴـﺔ وﻓــﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﺎطﻨﻬﺎ ﺘﻜرس اﻝﻔﻘر واﻝﺘﺒﻌﻴﺔ و اﻝﺘﺨﻠف‬

‫‪ 1‬ﺤﺴﻴن ﻋﺒد اﻝﺤﻤﻴد أﺤﻤد رﺸوان ‪ :‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ، 86‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﺠوﻫري وآﺨرون ‪ :‬دراﺴﺎت ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪79‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻴﻘﺼد ﺒﺎﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻹطـﺎر اﻝﻌـﺎم أو اﻝﺨطـط اﻝﻌرﻴﻀـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘرﺴـﻤﻬﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴـﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻻﻨﺘﻘــﺎل ﻤ ـن ﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺘﺨﻠــف إﻝــﻰ ﺤﺎﻝــﺔ اﻝﻨﻤــو اﻝــذاﺘﻲ ‪ ،‬وﺘﺨﺘﻠــف اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻋــن‬
‫اﻝﺘﻜﺘﻴـــك اﻝـــذي ﻴﻌـــﻴن اﻻﺴـــﺘﺨدام اﻝﺼـــﺤﻴﺢ ﻝﻠوﺴـــﺎﺌل اﻝﻤﺘﺎﺤـــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴـــق اﻝﻬـــدف وﺘﺘوﻗـــف‬
‫اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ طﺒﻴﻌﺔ اﻷﻫداف اﻝﻤﻨﺸودة ﻓﻬﻨﺎك أﻫداف ﺒﻌﻴدة ﻴـراد اﻝوﺼـول إﻝﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤـدى اﻝﺒﻌﻴــد وﻫﻨــﺎك أﻫــداف ﻤرﺤﻠﻴــﺔ ﻴـراد اﻝوﺼــول إﻝﻴﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤــدى اﻝﻘرﻴــب ‪ ..‬وﺘﺘوﻗــف‬
‫اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻤـن اﻻﻋﺘﺒـﺎرات أﻫﻤﻬـﺎ طﺒﻴﻌـﺔ اﻝظـروف و اﻷوﻀـﺎع اﻝﺴـﺎﺌدة ﻋﻨـد‬
‫ﺒــدء اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤــن ﺤﻴــث درﺠــﺔ اﻝﺘﺨﻠــف ‪ ،‬طﺒﻴﻌــﺔ اﻝﻨظــﺎم اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ‪ ،‬وﻨوﻋﻴــﺔ اﻝﺘرﻜﻴــب‬
‫اﻝطﺒﻘـﻲ ‪ ،‬وﺤﺠـم اﻝﻤﻨـﺎطق اﻝرﻴﻔﻴـﺔ إﻝـﻰ ﻤﻨـﺎطق اﻝﺤﻀـرﻴﺔ ‪ ،‬وﺘرﻜﻴـب اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤـن ﺤﻴــث‬
‫اﻝﺴﻜﺎن وﻤﺴﺘوﻴﺎت‬
‫اﻝﺘﻌﻠــﻴم واﻝﺼــﺤﺔ واﻝﻘــﻴم اﻝﺴــﺎﺌدة ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ و ﻨــوع اﻻﺴــﺘﻌﻤﺎر اﻝــذي ﻜــﺎن ﻴﺤﺘــل اﻝﺒﻠــد‬
‫واﻝﻔﺘرة اﻝزﻤﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻤرت ﻤﻨـذ ﺤﺼـول اﻝدوﻝـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻻﺴـﺘﻘﻼل و ﻨـوع اﻝﺤﻜـم اﻝﺴـﺎﺌد ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺒﻠد ﺒﻌد ﺘﺤرﻴرﻩ‪ ،‬ودرﺠﺔ اﻻﺴﺘﻘرار اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ وﻨوع اﻹدارة وﺸﻜل اﻝﺠﻬـﺎز اﻝﺤﻜـوﻤﻲ وﺘﺒـدو‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼر ﻋدة ﻤظﺎﻫر ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ظﺎﻫرة اﻝرﻗﻲ ﺒﺄﺴﻠوب اﻝﻌﻤل اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ ﻜﺎن أو اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وذﻝك ﺒﺎﺴﺘﺨدام أﺤدث ﻤﺎ ﺒﻠﻐـﻪ‬
‫اﻝﻌﻠم وﺤﻘﻘﺘﻪ اﻝﺨﺒرة ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬ظﺎﻫرة ﺨﻠق ﺘﻨظﻴﻤﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ ﺘدار إدارة ﻋﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ أي أن ﺘﻜون اﻝﺨطوط اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻝﻠﺴﻴﺎﺴـﺔ اﻹﻨﻤﺎﺌﻴـﺔ‬
‫ﻝﻼﻨﺘﻘﺎل ﻤن ﺤﺎل اﻝﺘﺨﻠف إﻝﻰ اﻝﺘﻘدم ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ‪ ،‬ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﺘﻜون ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻻﺴـﺘﺨدام اﻝوﺴـﺎﺌل‬
‫واﻹﻤﻜﺎﻨــﺎت اﺴــﺘﺨداﻤﺎ ﺼــﺤﻴﺤﺎ وﻤوزﻋــﺔ ﺘوزﻴﻌــﺎ ﺠﻴــدا ﺒﺨطــﺔ ﺠﻴــدة اﻹﻋــداد ﺘﻤﻴــز ﺒــﻴن‬
‫اﻝﺸروط اﻝﻀرورﻴﺔ وﺒﻴن اﻝﺸروط اﻝﻜﺎﻓﻴﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﻤﺨططﺔ )‪. (2‬‬
‫‪-6‬أﻫداف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻤﻬﻤــﺎ ﺘﻌــددت أﻫــداف اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﻻ ﺘﺒﺘﻌـــد ﻋــن اﻷﻫــداف اﻝﺠوﻫرﻴــﺔ اﻝﺜﻼﺜــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫‪،‬ﻨﺴﺘطﻴﻊ أن ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺎدﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴـﺔ ﻜﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ ﺤﺎﻝـﺔ ﻨﻔﺴـﻴﺔ واﻝﺘـﻲ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻗد أﻤـن اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ وﺴـﺎﺌل اﻝﺤﺼـول ﻋﻠـﻰ ﺤﻴـﺎة أﻓﻀـل وأﻴـﺎ ﻜﺎﻨـت اﻝﻤﻜوﻨـﺎت اﻝﻤﺤـددة‬

‫‪ 1‬ﺤﺴﻴن ﻋﺒد اﻝﺤﻤﻴد أﺤﻤد رﺸوان ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪ ، 87‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 2‬ﺼﻼح اﻝدﻴن ﺸروخ ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘرﺒوي ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪80‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﻝﺘﻠــك اﻝﺤﻴــﺎة اﻝﻔﻀــﻠﻰ ﻓــﺈن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻜــل اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﻴﺠــب أن ﻴﺘـواﻓر ﻓﻴﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل‬
‫واﺤد ﻤن اﻷﻫداف اﻝﺜﻼﺜﺔ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬زﻴـــﺎدة إﺘﺎﺤـــﺔ وﺘوﺴـــﻴﻊ وﺘوزﻴـــﻊ اﻝﺴـــﻠﻊ اﻷﺴﺎﺴـــﻴﺔ اﻝﻤﻘوﻤـــﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻝﺤﻴـــﺎة ﻤﺜـــل اﻝﻐـــذاء‬
‫واﻝﺴﻜن واﻝﺤﻤﺎﻴﺔ‬
‫‪ -‬رﻓﻊ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸـﺔ ﻤﺘﻀـﻤﻨﺎ ﺘـوﻓﻴر ﻓـرص ﻋﻤـل أﻜﺒـر وﺘﻌﻠـﻴم أﻓﻀـل و اﻫﺘﻤـﺎم أﻜﺒـر‬
‫ﺒﺎﻝﻘﻴم اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝﻘﻴم اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ واﻝﺘـﻲ ﻻ ﺘـؤدي ﻓﻘـط ﻝﺘﺤﺴـﻴن اﻝرﻓﺎﻫﻴـﺔ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ ﺒـل أﻨﻬـﺎ‬
‫ﺴوف ﺘوﻝد أﻴﻀﺎ ﻋزة ﻨﻔس ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻔردي ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘوﺴــﻴﻊ ﻨطــﺎق اﻻﺨﺘﻴــﺎرات اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﻝﻸﻓـراد وﻝﻸﻤــم وذﻝــك ﻋــن‬
‫طرﻴــق ﺘﺨﻠﻴﺼــﻬم ﻤــن اﻝﻌﺒودﻴــﺔ و اﻻﻋﺘﻤﺎدﻴــﺔ ‪ ،‬وﻝــﻴس ﻓﻘــط ﻓــﻲ ﻋﻼﻗــﺎﺘﻬم ﻤــﻊ اﻝﻨــﺎس‬
‫واﻝدوﻝﺔ ﺒل أﻴﻀﺎ ﺘﺤرﻴرﻫم ﻤن ﻗوى اﻝﺠﻬل واﻝﻤﺄﺴـﺎة اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ )‪ٕ (1‬واذا ﻜـﺎن اﻝﻬـدف اﻝﻌـﺎم‬
‫ﻓﻲ رأﻴﻨﺎ ﻫو ﺘﺤﺴﻴن اﻝظروف اﻝﻤﺎدﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻤن أﺠل رﻓﻊ ﻤﺴـﺘوى ﻤﻌﻴﺸـﺔ اﻷﻓـراد‬
‫ﻓﻬﻨﺎك أﻫداف أﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻨدرج ﺘﺤت ﻫذا اﻝﻬدف اﻝﻌﺎم وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺘﺤﻘﻴق اﻝذات وﺘﺄﻜﻴد اﻝﺸﻌور ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻝدى اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪:‬‬
‫ﺘﺨﺘﻠف ﻤن دون ﺸك طﺒﻴﻌـﺔ ﺘﻘـدﻴر اﻝـذات وأﺸـﻜﺎل اﻝﺘﻌﺒﻴـر ﻋﻨﻬـﺎ ﻤـن ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺤﻠـﻲ إﻝـﻰ‬
‫آﺨر وﻜذﻝك ﻤـن دوﻝـﺔ إﻝـﻰ أﺨـرى ‪ ،‬وﻤـن اﻝﻤﺸـﺎﻫد ﻓـﻲ اﻝﻌﺼـر اﻝﺤـدﻴث أن اﻨﺘﺸـﺎر أﻨﻤـﺎط‬
‫اﻝﺴــﻠوك اﻝﻤــﺎدي اﻝﺴــﺎﺌدة ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻗــد اﻤﺘــدت ﺒﺘــﺄﺜﻴر اﻝﻤﺤﺎﻜــﺎة واﻝﺘﻘﻠﻴــد‬
‫ﻝﺸراﺌﺢ وطﺒﻘﺎت ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝﻨﺎس ﻓـﻲ اﻝـدول اﻝﻌـﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث‪،‬وﺘـدﺨﻠت ﺒدرﺠـﺔ أو ﺒـﺄﺨرى ﺒﻤـﺎ‬
‫ﻫــو ذو ﻗﻴﻤــﺔ وﻤــﺎ ﻫــو ﺒــﻼ ﻗﻴﻤــﺔ وأﺼــﺒﺢ ﻝﻠرﻓــﺎﻩ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي اﻝﻤــﺎدي اﻝﻴــد اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﻝﻬــذا‬
‫اﻝﺸــﻌور ﺒــﺎﻻﺤﺘرام ﺒــﻴن اﻵﺨــرﻴن وذﻝــك ﻝﻤــﺎ ﺘﺤﺘﻠــﻪ اﻝﻤــﺎدة ﻤــن أﻫﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺸــﻜﻴل اﻝﻤﻜﺎﻨــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﺒــدﻻ ﻤــن أن ﻴﺸــﻌر اﻹﻨﺴ ـﺎن ﺒﺄﻨــﻪ ﻋﺒــﺎرة ﻋــن أداة ﻤﺴــﺨرة ﻝﺨدﻤــﺔ اﻵﺨــرﻴن أو‬
‫ﻜﻤﺠرد ﻗطﻌﺔ ﻤن آﻝﺔ ﻀﺨﻤﺔ ﺘدﻴرﻫﺎ وﺘﺤرﻜﻬﺎ وﺘﻔوﻗﻬـﺎ ﻗـوى أﻜﺒـر ﻤﻨﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﻼﺒـد أن ﻴﺸـﻌر‬
‫أن ﻝــﻪ ﻜﻴﺎﻨــﺎ‪ ،‬ﻴﺤﺘــرم وﻴؤﺨــذ ﻓــﻲ اﻝﺤﺴــﺒﺎن ﻋﻨــد اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﻤﻌــﻪ ﻤــن ﺠﺎﻨــب اﻝﻤﺴــﺌوﻝﻴن ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ‪،‬وﻜــذﻝك ﻤــن ﺠﺎﻨــب اﻝدوﻝــﺔ ﺒواﺴــطﺔ اﻝﻘ ـواﻨﻴن اﻝﺘــﻲ ﺘﻀــﻌﻬﺎ وأن ﺘﺤــرص‬

‫‪ 1‬ﻤﻴﺸﻴل ﺘودار‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪ :‬ﺘرﺠﻤﺔ ﻤﺤﻤد ﺤﺴن ﺤﺴﻴن و ﻤﺤﻤد ﺤﺎﻤد ﻤﺤﻤود ‪ ،‬دار اﻝﻤرﻴﺢ ﻝﻠﻨﺸر اﻝﻤﻤﻠﻜﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬
‫اﻝﺴﻌودﻴﺔ ‪ ،2006‬ص ‪.58‬‬

‫‪81‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻘــﻴم اﻝﺴــﺎﺌدة ﻋﻠــﻰ ﺤﻤﺎﻴﺘــﻪ واﻻﻋﺘ ـراف ﺒﺈﻨﺴــﺎﻨﻴﺘﻪ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ داﺨــل اﻝﻔﻀــﺎء‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻀﻴق اﻝذي ﻴﺴﻜﻨﻪ أو اﻝواﺴﻊ اﻝذي ﻴﻨﺘﻤﻲ إﻝﻴﻪ أو اﻝﻜﻠﻲ اﻝذي ﻴؤﺜر ﻋﻠﻴﻪ‬
‫‪ -2‬إﺘﺎﺤﺔ اﻝﺤرﻴﺔ واﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺨﺘﻴﺎر‪:‬‬
‫وﺘﻌﻨﻲ ﻫﻨﺎ اﻝﺤرﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤﻔﻬوم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝﺘﺤرر ﻤن اﺴﺘﻌﺒﺎد اﻝظروف اﻝﻤﺎدﻴﺔ‬
‫و اﻝﺤﺎﺠﺔ واﻝﻌوز و اﻝﺘﺤرر ﻤـن ﻗﻬـر اﻝظـروف اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻝﻺﻨﺴـﺎن ‪ ،‬واﻝﺘﺤـرر ﻤـن‬
‫اﻝﻌﺒودﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﻌﻤــل واﻝﺘﺤــرر ﻤــن ﻋﺒودﻴــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ﻝﻺﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﻌــﺎدات‬
‫واﻝﺘﻘﺎﻝﻴد واﻝﻤﻌﺘﻘـدات واﻝﺘﺤـرر ﻤـن اﻻﺘﺠﺎﻫـﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﻴـق اﻨطـﻼق اﻹﻨﺴـﺎن ﻤـن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أﺠل ﺘﺤﻘﻴق ﺤﻴﺎة أﻓﻀل‬
‫‪ -3‬إﺸﺒﺎع اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻸﻓراد ‪:‬‬
‫ﻝﻸﻓراد داﺨل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬم اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ و اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ واﻝﺘﻲ ﻤن دوﻨﻬﺎ ﺘﺼﻌب‬
‫اﻝﺤﻴــﺎة ﻜــﺎﻝﻌﻼج واﻷﻤــن واﻝﻤﻠــﺒس واﻷﻜــل و اﻝﻤﺴــﻜن و اﻝﺘﻌﻠــﻴم واﻝﻌﻤــل ‪...‬اﻝــﺦ ٕواذا ﺤــدث‬
‫ﻏﻴﺎب أو ﻨﻘص ﺸدﻴد ﻝﻤؤﺸر واﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت أﻤﻜﻨﻨﺎ اﻝﻘول وﺒـﻼ ﺘﺤﻔـظ أن أﺤـد‬
‫ﻤﺴﺒﺒﺎت اﻝﺘﺨﻠف ﻗـد ﺘواﺠـد ‪ ،‬وﻤـن أﻫـداف اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ اﻝﺘﺤـرك ﺒﻜـل‬
‫اﻝطرق واﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺘﻲ ﻴﻘرﻫﺎ اﻝﻨظﺎم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻝﻤﻨـﻊ ﻤﺠﺎﻋـﺔ أو إﻴـواء ﻤـن ﻻ ﻤـﺄوى ﻝﻬـم‬
‫أو إﻨﻘﺎذ ﻤن أﺼﺎﺒﺘﻬم اﻷوﺒﺌﺔ اﻝﻔﺘﺎﻜﺔ‪,‬و ﺘﺴـﺨﻴر اﻝﻤـوارد ﻝﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﻤـواطﻨﻴن ٕواﺘﺎﺤـﺔ ﻓـرص‬
‫اﻝﺘﻌﻠﻴم ﻝﻬم ٕوادﻤﺎج اﻝﺒطﺎﻝﻴن ﻓﻲ اﻝﻌﻤل ‪.‬‬
‫ﻓﺎرﺘﻔـــﺎع اﻝـــدﺨول واﻝﻘﻀـــﺎء ﻋﻠـــﻰ اﻝﻔﻘـــر ٕواﺘﺎﺤـــﺔ ﻓـــرص اﻝﺘوظﻴـــف ٕوازاﻝـــﺔ اﻝﻔـــوارق داﺨـــل‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‪ ،‬ﺘﺒﻘـﻰ ﻏﻴـر ﻜﺎﻓﻴـﺔ ‪ ،‬ﻝﺘﺴـرﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‪ ،‬وﻋﻨـد ﻫـذا اﻝﻤﺴـﺘوى ﻤــن‬
‫اﻝظــروف اﻝﻤﻌﻴﺸــﻴﺔ ﻴﻤﻜــن اﻝﻘــول‪ :‬ﺒــﺄن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻔﻌﻠﻴــﺔ ﺸــرط أﺴﺎﺴــﻲ ﻝﺘﺤﺴــﻴن‬
‫اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ واﻝﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ داﺨـل اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤـﻊ ﺘـواﻓر إﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ اﻝﺘطﻠـﻊ ﻝﻤـﺎ ﻫـو أﻓﻀـل‬
‫)‪.(3‬‬
‫‪ -4‬ﺘﻘﻠﻴل اﻝﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻝدﺨول واﻝﺜروات ‪:‬‬
‫إن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝــدول اﻝﻨﺎﻤﻴــﺔ ﺘﺘﻤﻴــز ﺒﺎﻨﺨﻔــﺎض وﺘﻔــﺎوت ﻜﺒﻴــر‬
‫ﻝﻤﺘوﺴــط ﻨﺼــﻴب اﻝﻔــرد ﻤــن اﻝــدﺨل واﻝﺜــروة واﺴــﺘﺤواذ ﻓﺌــﺔ ﺼــﻐﻴرة ﻫــﻲ ﻓﺌــﺔ اﻝﺒرﺠوازﻴــﺔ‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ إﺒراﻫﻴم ﺴﻼﻤﺔ ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻤﻨﺸﺄة اﻝﻤﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،1991‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ص ‪.28‬‬
‫‪ 3‬ﻋﻠﻲ اﺒراﻫﻴم ﺴﻼﻤﺔ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪82‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠزء ﻜﺒﻴر ﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺸك أن ﻝﻠﺘﻔﺎوت ﻓﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝدﺨول واﻝﺜروات ﻤﺴـﺎوئ‬
‫ﺘﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ ﻋــدم ﺸــﻌور اﻷﻏﻠﺒﻴــﺔ ﺒﺎﻝﻌداﻝــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ أن ﻫــذا اﻝﺘﻔــﺎوت ﻴﻤﻴــل إﻝــﻰ‬
‫وﻀــﻊ اﻷﻓـراد ﻓــﻲ طﺒﻘــﺎت ‪ ،‬وأﻫــم ﻫــذﻩ اﻝﻤﺴــﺎوئ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ﻫــﻲ اﻝﻀــﻴﺎع اﻻﻗﺘﺼــﺎدي‬
‫اﻝذي ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨد ﺘﻀﻴﻴﻊ ﻤوارد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺴﻠﻊ اﻝﻜﻤﺎﻝﻴﺔ ﻫذا إذا ﻜﺎﻨـت ﻫﻨـﺎك ﻗـدرة ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻹﻨﺘﺎج ‪ ،‬واﻝﺘﺤرك ﻹﺸﺒﺎع اﻝطﻠب اﻝﻤﺘزاﻴد ﻤـن طـرف اﻷﻏﻨﻴـﺎء‪ ،‬ﻴـدﻓﻊ ﺒﺎﻝدوﻝـﺔ إﻝـﻰ اﻝﻠﺠـوء‬
‫ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﺤﺎﻻت إﻝﻰ اﻻﺴﺘﻴ ارد ﻤن اﻝدول اﻝﻤﺘﻘدﻤـﺔ رﻏـم ﻤـﺎ ﻴﺼـﺎﺤب ذﻝـك ﻤـن ﻋﺠـز‬
‫ﻓﻲ ﻤﻴزان اﻝﻤدﻓوﻋﺎت وﻤﺘﺎﻋب اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ أﺨرى وﻤﺎ ﻴراﻓﻘﻪ أﻴﻀﺎ ﻤـن ﻨﻘـص ﻓـﻲ اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ‬
‫اﻝﻔﻌﻠﻴـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﺘـــدﻋم اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ‪ ،‬وﻨﻘـــص ﻓـــﻲ اﻝﺘﻤﺎﺴـــك اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ وﻋﻠـــﻰ ﻫـــذا‬
‫اﻷﺴﺎس ﻓﺈن ﺘﻘﻠﻴـل اﻝﺘﻔـﺎوت ﻓـﻲ ﺘوزﻴـﻊ اﻝـدﺨول واﻝﺜـروات ﻴﻌـد ﻤـن ﺒـﻴن اﻷﻫـداف اﻝﻬﺎﻤـﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺘﻲ ﻴﺠب أن ﺘﺴﻌﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺒوﺴﻴﻠﺔ أو ﺒﺄﺨرى‬
‫‪ -5‬زﻴﺎدة اﻝدﺨل اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺘﻌﺘﺒر اﻝزﻴﺎدة ﻓﻲ اﻝدﺨل ﻤن أوﻝﻰ أﻫداف اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒل ﻫﻲ ﻤـن أﻫـم اﻷﻫـداف ﻋﻠـﻰ‬
‫وﺠﻪ اﻹطﻼق وﻝﻴس ﻫﻨﺎك ﻤن ﺸـك ﻓـﻲ أن زﻴـﺎدة اﻝـدﺨل اﻝﺤﻘﻴﻘـﻲ ﻓـﻲ أي ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺤﻠـﻲ‬
‫أو ﺒﻠــد ﻨــﺎﻤﻲ ﺘﺤﻜﻤــﻪ ﻋواﻤــل ﻀــﻌﻴﻔﺔ ﻜﻤﻌــدل اﻝزﻴــﺎدة ﻓــﻲ اﻝﺴــﻜﺎن ٕواﻤﻜﺎﻨﻴــﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫اﻝﻤﻌﻴﺸﻴﺔ واﻝﻤﺎدﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎن ﻤﻌدل اﻝزﻴﺎدة ﻓـﻲ اﻝﺴـﻜﺎن ﻜﺒﻴـ ار ﻜﻠﻤـﺎ اﻀـطرت اﻝدوﻝـﺔ‬
‫إﻝﻰ اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴق ﻨﺴﺒﺔ أﻋﻠﻰ ﻝﻠزﻴـﺎدة ﻓـﻲ اﻝـدﺨل ‪ ،‬ﻏﻴـر أن ﺤـدود ﻫـذﻩ اﻝزﻴـﺎدة ﻤـن‬
‫ﺠﻬــﺔ أﺨــرى ﺘﺘوﻗــف ﻋﻠــﻰ اﻹﻤﻜﺎﻨﻴــﺎت اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﻔﻨﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ واﻝدوﻝــﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤــﺎ‬
‫ﺘواﻓرت رؤوس اﻷﻤـوال واﻝﻜﻔـﺎءات ﻜﻠﻤـﺎ ﺘﺤﻘﻘـت ﻨﺴـﺒﺔ أﻋﻠـﻰ ﻝﻠزﻴـﺎدة ﻓـﻲ اﻝـدﺨل اﻝﺤﻘﻴﻘـﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪ -6‬رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ‪:‬‬
‫ﺘﺴﻌﻰ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻤرار ﻤـن أﺠـل رﻓـﻊ ﻤﺴـﺘوى ﻤﻌﻴﺸـﺔ أﻓرادﻫـﺎ ‪ ،‬ﻷﻨﻬـﺎ أﻴﻘﻨـت ﺒـﺄن‬
‫اﻝﻀرورة اﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻝﻠﺤﻴﺎة واﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺄﻜل واﻝﻤﻠﺒس ‪...‬اﻝﺦ ﻤن اﻝﻤﺘﻌذر ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻤﺎ ﻝـم‬
‫ﻴرﺘﻔــﻊ ﻤﺴــﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸــﺔ ﻝﺴــﻜﺎن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺴــﺎس ﻨﺠــد أن ﻫــذا‬
‫اﻝﻬدف اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ﻴﻌد ﻤن ﺒﻴن أﻫم اﻷﻫـداف اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب أن ﺘﻌﻤـل‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺠﻤﻴﺔ و آﺨرون ‪ :‬ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط ‪ ،‬دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴروت ‪ 1983‬ص‪.4‬‬
‫‪ 2‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺠﻤﻴﺔ وآﺨرون ‪ :‬ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪ ،78‬ص‪ ،79‬ص‪.80‬‬

‫‪83‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘــﻪ ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻜﺎﻓــﺔ أﻓـراد اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ‪ ،‬وذﻝــك ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ و ﻝﻌل أﻗرب وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺴﺘوى ﻤﻌﻴﺸﺔ اﻝﻔرد ﻫو ﻤﺘوﺴـط ﻤـﺎ‬
‫ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤن دﺨل ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎن ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤرﺘﻔﻌﺎ ﻜﻠﻤﺎ دل ذﻝك ﻋﻠـﻰ ارﺘﻔـﺎع ﻤﻌﻴﺸـﺘﻪ‬
‫وﺒــﺎﻝﻌﻜس ﻜﻠﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻤﻨﺨﻔﻀــﺎ ﻜــﺎن ﻤﺴــﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸــﺔ ﻤﻨﺨﻔﻀــﺎ ‪،‬و إذا ﻜــﺎن رﻓــﻊ ﻤﺘوﺴــط‬
‫ﻨﺼﻴب اﻝﻔرد ﻤن اﻝدﺨل اﻝﻘوﻤﻲ ـ اﻝدﺨل اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻤﺘﻀﻤن ﻓﻲ اﻝدﺨل اﻝﻘـوﻤﻲ ـ ﻫـو ﻤﻘﻴـﺎس‬
‫ﻫذا اﻝﻤﺴﺘوى ﻤن اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﻬو ﻤن اﻷﻫداف اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫إذ ﻫذا ﻻ ﻴﻘف ﻋﻨد ﺨﻠق زﻴﺎدة ﻓـﻲ اﻝـدﺨل اﻝﻘـوﻤﻲ واﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻓﺤﺴـب‪ ،‬ﺒـل ﻴﺠـب أن ﺘـرﺘﺒط‬
‫ﻫذﻩ اﻝزﻴﺎدة ﺒﺘﻐﻴرات ﻓـﻲ ﻫﻴﻜـل اﻝزﻴـﺎدة اﻝﺴـﻜﺎﻨﻴﺔ وﺘﻨظﻴﻤﻬـﺎ واﻝـﺘﺤﻜم ﻓـﻲ ﻤﻌـدﻻت اﻝﻤواﻝﻴـد‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻝﻰ أن ﻴﺼل إﻝﻰ اﻝﻤﻌدل اﻝﻤﻨﺎﺴب اﻝذي ﻴﺤﻘﻘﻪ رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ‬
‫وﻗــد أﺸــﺎر ﻓرﻴــدرﻴك ﻫﺎدﻴﺴــون أﻴﻀــﺎ إﻝــﻰ ذﻝــك ﺒﺘﺴــﺎؤﻝﻪ أﻻ ﻴوﺠــد ﻫﻨــﺎك أﻫــداف أﺨــرى‬
‫ﻝﻠﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ ﻋــدا ﻋــن ﺘﻌظــﻴم اﻝﻨــﺎﺘﺞ اﻝﻤﺤﻠــﻲ اﻹﺠﻤــﺎﻝﻲ أو اﻝﻨــﺎﺘﺞ اﻝﻘــوﻤﻲ‬
‫اﻹﺠﻤــﺎﻝﻲ ؟ ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل اﻝﻤﺜــﺎل ‪ ،‬ﺘﺨﻔــﻴض اﻝﺒطﺎﻝ ــﺔ ‪ ،‬ﺘﺤﺴــﻴن ﻤﺴــﺘوى اﻝﺘﻌﻠــﻴم واﻝﻤﻌرﻓــﺔ ﺘﻨظــﻴم‬
‫اﻝﻨﻤو اﻝﺴﻜﺎﻨﻲ‪.‬‬
‫اﻝﺴﻌﻲ إﻝﻰ ﺼﺤﺔ أﻓﻀل أو اﻝﺘﺤﺴـﻴﻨﺎت اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ ﻜﺄﻫـداف ﻤﺴـﺎوﻴﺔ أو أﻜﺜـر أﻫﻤﻴـﺔ ‪ ،‬وﻗـدم‬
‫ﻤﻘﻴﺎﺴﺎ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘطور )اﻝﺤداﺜﺔ ( ﻤن ﺨﻼل ﺘرﺘﻴب اﻝدول ﺤﺴب ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻀوء أرﺒﻌـﺔ‬
‫ﻤؤﺸرات ‪ -:‬ﻨﺼﻴب اﻝﻔرد ﻤن اﻝﻨﺎﺘﺞ اﻝﻤﺤﻠﻲ اﻹﺠﻤﺎﻝﻲ ‪ ،‬ﻤؤﺸر اﻝﺘﻌﻠﻴم ‪ ،‬وﻤؤﺸـر اﻝﺘﻐذﻴـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬وﻜــل ﻫــذﻩ اﻝﻤؤﺸ ـرات ﺘــدل ﻋﻠــﻰ ﺘﺤﺴــن أﺤ ـوال اﻝﻨــﺎس أي ﺘﺤﺴــﻴن‬ ‫وﻤؤﺸــر اﻝﺼــﺤﺔ‬
‫ﻤﻌﻴﺸﺘﻬم ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﺒﻨﺎء اﻷﺴﺎس اﻝﻤﺎدي ﻝﻠﺘﻘدم ‪:‬‬
‫إن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ إﻗﺎﻤـﺔ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت أو اﻝﻤﺼـﺎﻨﻊ أو ﺘﻘـدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت ﻷن اﻷﻤـور ﺘﻌﺘﺒـر‬
‫وﺴﺎﺌل ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﺤﻘق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وﻫذا اﻝﻤﻌﻨﻰ ﻴﺠب أن ﻴرﺴﺦ ﻓـﻲ ذﻫـن اﻷﻓـراد‬
‫ﺒﺤﻴــث ﻻ ﻴﺨﻠــط اﻝﻔــرد ﺒــﻴن اﻝوﺴــﺎﺌل واﻷﻫــداف‪ ،‬إن اﻝﻐﺎﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻬــدف إﻝﻴﻬــﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻫــﻲ‬
‫إﺤــداث ﺘﻐﻴــر ﻓــﻲ ﻨظــرة اﻝﻔــرد ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻨﻔﺴــﻪ وﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻌﻼﻗﺘــﻪ ﻤــﻊ اﻵﺨــرﻴن وﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ‬
‫ﻝﻨظرﺘﻪ إﻝﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝذي ﻴﻌﻴش ﻓﻴﻪ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻬذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪،‬إن ﺘوظﻴف وﺘرﺸﻴد اﻝﻤـوارد‬
‫اﻝﺒﺸــرﻴﺔ ﻴﻌﺘﺒــر اﻝﻤﺒــدأ اﻷﺴﺎﺴــﻲ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼــرة وﻝــذﻝك ﻨﺠــد أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ وﺒ ـراﻤﺞ‬

‫‪ 1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ :‬ص ‪.53‬‬


‫‪ 2‬إﺒراﻫﻴم اﻝدﻋﻤﺔ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ واﻝﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬دار اﻝﻔﻜر ‪ ،‬ﻝﺒﻨﺎن ‪ ،2002 ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪84‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﺘوﺠﻴﻪ ﻤـن ﻜﺎﻓـﺔ اﻷﻨـواع ﺘﺘﺠـﻪ ﻨﺤـو ﺘﺤرﻴـر اﻝطﺎﻗـﺎت اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ‬
‫ﻤن ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻨﻤو وﻫﻜذا ﻓﺈن ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘطﻠـب ﺘﺴـﻬﻴل وزﻴـﺎدة اﻝرﻋﺎﻴـﺔ و‬
‫اﻝرﻓﺎﻫﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻬدف ﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎم اﻷول ﺒﻴن زﻴﺎدة اﻹﻨﺘﺎج ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ وﻝﻜـن زﻴـﺎدة‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ,‬أي اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ‬ ‫اﻝﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻹﻨﺘــﺎج اﻝــذي ﻤــن ﺸــﺄﻨﻪ أن ﻴﺤﻘــق اﻝﺘﻘــدم اﻻﻗﺘﺼــﺎدي‬
‫ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﻤرارﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ وذﻝــك ﺒﺒﻨــﺎء اﻷﺴــﺎس اﻝﻤــﺎدي واﻝﻬﻴﺎﻜــل اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ اﻝﻘــﺎدرة ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻋﻤﻠﻴــﺔ إﻋــﺎدة اﻹﻨﺘــﺎج وﺒﻨــﺎء اﻝﻘﺎﻋــدة اﻝ واﺴــﻌﺔ ﻝﻠﻬﻴﻜــل اﻹﻨﺘــﺎﺠﻲ ﻫــﻲ اﻝطرﻴــق ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﻤﻜوﻨﺎت اﻝﻔﻌل اﻝﺘﻨﻤوي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺎﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫إن اﻝﺘﺨطــﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻫــو ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﻨﻬﺞ اﻝﻌﻠﻤــﻲ ﻝﺘوﺠﻴــﻪ واﺴــﺘﺜﻤﺎر‬
‫طﺎﻗﺎت وﻤوارد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ واﻝﺒﺸـرﻴﺔ واﻝﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋـن طرﻴـق ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﻘـدرات‬
‫اﻝرﺸــﻴدة ﻴﺸــﺎرك ﻓــﻲ اﻨﺠﺎزﻫــﺎ اﻝﺨﺒ ـراء وأﻓ ـراد اﻝﺸــﻌب وﻗﺎدﺘــﻪ واﻝﺴﻴﺎﺴــﻴون ﻝﻠوﺼــول إﻝــﻰ‬
‫وﻀــﻊ اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ أﻓﻀــل وﻤرﻏــوب ﻓﻴــﻪ وﻋﻠــﻰ ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت ﺨــﻼل ﻓﺘــرة زﻤﻨﻴــﺔ ﻤﺤــددة‬
‫وذﻝك ﻓـﻲ ﻀـوء إﻴدﻴوﻝوﺠﻴـﺔ وﺜﻘﺎﻓـﺔ وﻗـﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪ ،‬وﻫـو دراﺴـﺔ اﻝواﻗـﻊ ﺒﻬـدف اﻝﺘﻌـرف‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ ﻝﺘﺤدﻴــد اﻝﻤﺸــﻜﻼت واﻹﻤﻜﺎﻨــﺎت واﻝﻤ ـواد اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﺒﻬــدف اﻝﺘوﺼــل إﻝــﻰ وﻀــﻊ اﻝﺨطــط‬
‫وﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﺜم اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ و اﻝﺘﻘﻴﻴم ﻝﻬﺎ )‪ ، (2‬أﻜﺜر ﻫﺎﺘﻴن اﻝﺘﻌرﻴﻔﻴن ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ أن اﻝﺘﺨطـﻴط‬
‫ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﻨﻬﺞ اﻝﻌﻠﻤــﻲ ودراﺴــﺔ اﻝواﻗــﻊ ﻝوﻀــﻊ اﻝﺨطــط وﺘﻨﻔﻴــذﻫﺎ وﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬــﺎ‬
‫وﺘﻘﻴﻴﻤﻬــﺎ وﻴﻌﻨــﻲ اﻝﺘﺨطــﻴط ﻜــل أﻓ ـراد اﻝﺸﻌب‪،‬أﺸــﺎر إﻝــﻰ اﻝﻤ ـوارد اﻝﻤﺴــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ و اﺴــﺘﻌﻤﺎل‬
‫اﻝﻘـــدرات اﻝراﺸـــدة أي ﻋـــدم إﻫﻤـــﺎل ﻨﺼـــﻴب اﻷﺠﻴـــﺎل اﻝﻘﺎدﻤـــﺔ ﻤـــن اﻝﻤـــوارد اﻝﻤﺴـــﺘﻌﻤﻠﺔ ‪.‬‬
‫واﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫو ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋداد اﻝﻘ اررات اﻝﺘﻲ ﺘﻨظم اﺴـﺘﺨدام اﻝﻤـوارد اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫وﻏﻴر اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻫداف ﻤﺤدودة ﻴﻘرﻫـﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ وﻴﻤﻜـن أن ﺘـﺘم ﺒـﺄﻜﺜر ﻤـن‬
‫وﺴــﻴﻠﺔ أي أﻨــﻪ ﺘوﺠــد وﺴــﺎﺌل ﺒﺴــﻴطﺔ ﺘــؤدي إﻝــﻰ ﺘﺤﻘﻴــق اﻷﻫــداف اﻝﻤﺘﻔﺎوﺘــﺔ ﻤــن ﺤﻴــث‬
‫اﻷﻫﻤﻴﺔ وﻝﻬذا ﻓﺈن ﻝﺒﻌﻀـﻬﺎ أوﻝوﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝـﺒﻌض اﻷﺨـر وﻫـذﻩ اﻷوﻝوﻴـﺎت ﻻ ﺘﺘﺨـذ ﺒﺼـﻔﺔ‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 2‬إﺒراﻫﻴم ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﻤﻠﻴﺠﻲ ‪ ،‬ﻤﺤﻤد ﻤﺤﻤود اﻝﻤﻬدﻝﻲ ‪ :‬اﻝﻌوﻝﻤﺔ وأﺜرﻫﺎ ﻓﻲ اﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬اﻝﻤﻜﺘب اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ اﻝﺤدﻴث ‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.215‬‬

‫‪85‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ .‬وﻴــﺘم ﻫــذا‬ ‫ﻤطﻠﻘــﺔ ‪ ،‬ﺒــل أﻨﻬــﺎ ﺘﺨﺘﻠــف ﺒــﺎﺨﺘﻼف اﻝظــروف اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬
‫اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺘﺨطﻴط ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﻐرض اﻝﻨﻬوض ﺒﺘﻠـك اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت ‪،‬‬
‫و ﻴرﺘﺒط ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺘﺨطﻴط ﺒﺎﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻜﻤﺠﻠـس اﻝﻘرﻴـﺔ‬
‫وﻤﺤﻠــﻲ اﻝﻤدﻴﻨــﺔ و ﻤﺤﻠــﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ‪ ،‬وﻤــن أﻫــم اﻻﻋﺘﺒــﺎرات اﻝﺘــﻲ ﺘؤﺨــذ ﻗــﻲ اﻝﺤﺴــﺒﺎن‬
‫ﺒﺎﻝﻨﺴـــﺒﺔ ﻝﻠﺘﺨطـــﻴط اﻝﻤﺤﻠـــﻲ ﻤراﻋـــﺎة اﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت اﻝﺒﻴﺌـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ واﻋﺘﻤـــﺎدﻩ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻤـــوارد‬
‫اﻝﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻓﻲ اﻝوﻗت ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺘﺘﻤﻴز ﻫذﻩ اﻝﺨطط اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ و اﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻬـﺎ‬
‫وأﻓﻜﺎرﻫﺎ ﻤن اﻝﺨطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ ‪.‬‬
‫وﻴﺴﺎﻫم اﻝﺘﺨطﻴط ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻓـﻲ ﻤﻌﺎﻝﺠـﺔ ﺒﻌـض اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻻ‬
‫ﻴﻜــون ﻝﻬــﺎ ﻋﺎﺌــد ﻗــوﻤﻲ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﻴــدﻓﻊ أﻓـراد ﻫــذﻩ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﻨﺤــو اﻝﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺎت‬
‫اﻹﻨﺘﺎج اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻜﻤـﺎ ﻴﻌﺘﺒـر ﻫـذا اﻝﻨـوع ﻤـن اﻝﺘﺨطـﻴط ‪ ،‬ﺘـدرﻴﺒﺎ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪، (2‬‬
‫أﺤﻴﺎﻨـﺎ‬ ‫اﻝﺤﻜم اﻝذاﺘﻲ وﺤل ﻤﺸﺎﻜﻠﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ وﻓـﻲ ﻀـوء اﻝﻤـوارد و اﻹﻤﻜﺎﻨـﺎت اﻝﻤﺘﺎﺤـﺔ‬
‫ﺘﺸﺄ ﺤﺎﺠﺔ ﺠﻬﺎز ﻝﻠﺘﺨطﻴط ﻓﻲ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻴـﺎت وﺒﻌـض ﻤؤﺴﺴـﺎت اﻹﻨﺘـﺎج أو اﻝﺨـدﻤﺎت‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﺴـﺘﻘﻼل ذاﺘـﻲ ‪ ،‬أي ﻻ ﺘـ رﺘﺒط ﺒﺸـﺒﻜﺔ أﺠﻬـزة أﻜﺒـر ﻤﻨﻬـﺎ‪ ،‬وﻤـن اﻝطﺒﻴﻌـﻲ أن‬
‫ﻴﻜــون ﻨــوع اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﺴــﺎﺌد ﻓــﻲ اﻝﺒﻠــد اﻝﻤﻌﻨ ــﻲ ﻤرﺘﺒطــﺎ ﺒﺎﻝﺒﻨــﺎء اﻝﺴﻴﺎﺴــﻲ ﻝﺠﻬــﺎز اﻝدوﻝــﺔ‬
‫ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ ﻓـﻲ ظـل ﻨظـﺎم اﻝﻼﻤرﻜزﻴـﺔ ‪ ،‬ﺴـوف ﻨﺠـد أن ﺠﻬـﺎز اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﻤﻔﻀـل ﻓـﻲ ﻤﺜـل‬
‫ﺘﻠك اﻷﺤوال ﻫو اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺤﻠﻴﺎت ‪ ،‬وﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﺘﻤﺜل ﻜﻴﺎﻨـﺎت ﻤﺴـﺘﻘﻠﺔ ‪ ،‬ﺤﻴـث‬
‫ﻴﺴﻌﻰ ﻜل ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺤﻠﻲ ﻝﺒﻨﺎء ﺨططﻪ وﺒراﻤﺠﻪ ﻓﻲ ﻀوء ظروﻓﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫‪ ،‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻻﺸــﺘراﻜﻴﺔ ﻓــﺈن ﻨظﺎﻤﻬــﺎ اﻝﺘﺨطﻴطــﻲ ﻫــو ﻨظــﺎم اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﻤرﻜــزي‬
‫اﻝﺸﺎﻤل اﻝذي ﻴﺴﺘﻨد إﻝـﻰ ﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺎت واﻝﻘطﺎﻋـﺎت ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺘﺨطـﻴط وﻝﻜـن ﻓـﻲ‬
‫ظــل ﺴﻴﺎﺴــﺔ ﻤوﺤــدة ﻝﻠدوﻝـﺔ ﺘﻨﺴــق اﻷﻫــداف اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ ‪ ،‬وﻴــﺘم ﺘرﺠﻤﺘﻬــﺎ ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫أﺠﻬزة اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻤﻨﺘﺸرة ﻓـﻲ ﺠﻤﻴـﻊ اﻝﻤﺴـﺘوﻴﺎت ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻝﺒﻠـدان اﻝﺘـﻲ ﺘﺤـﺎول ﺘﺠـﺎوز ﻫـوة‬
‫اﻝﺘﺨﻠــف )ﺒﻠــدان اﻝﻌــﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝــث( ﺴــوف ﻨــرى إﻨﻬــﺎء ﻓﺘــرة اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﻤﺤﻠــﻲ ) اﻝﻼﻤرﻜزﻴ ـﺔ(‬
‫وﻝـــدﻴﻬﺎ ﻓـــﻲ اﻝﻌـــﺎدة أﺠﻬـــزة ﺘﺨطـــﻴط ﻤرﻜزﻴـــﺔ أﻴﻀـــﺎ ‪،‬وﻓـــﻲ ﺒﻌـــض اﻝﺒﻠـــدان اﻝﺘـــﻲ ﺘﻤـــﺎرس‬

‫‪ 1‬إﺒراﻫﻴم ﻤذﻜور‪ :‬ﻤﻌﺠم اﻝﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب ‪ ،1975 ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪ 2‬إﺒراﻫﻴم ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﻤﻠﻴﺤﻲ ‪ ،‬ﻤﺤﻤد ﻤﺤﻤود اﻝﻤﻬدﻝﻲ ‪ :‬اﻝﻌوﻝﻤﺔ وأﺜرﻫﺎ ﻓﻲ اﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‬
‫ص ‪.224‬‬

‫‪86‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ ﻓﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝﻘـوى و اﻝﻤﺴـﺌوﻝﻴﺎت وﺘﻌﺘﻤـد ﻋﻠـﻰ اﻝﺴـﻠطﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺴـوف ﻨﺠـد‬
‫أن اﻝﺴﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺨطﻴط ﻫو ﻨﻤـوذج اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﻤﺤﻠـﻲ أو اﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ‪ ،‬ووﻓـق‬
‫اﻝﻨظﺎم اﻝﻔﻴدراﻝﻲ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﻤﻨﺎطق اﻷﺨرى ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝذا ﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻌﻤﻠﻴﺎت اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ أﺴﻠوب ﻋﻠﻤـﻲ ﻴـﺘم ﻓـﻲ ﻀـوءﻩ اﻨﺠـﺎز ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﻘـ اررات اﻝﻤﺘﻜﺎﻤﻠـﺔ‬
‫اﻝﺘــﻲ ﺘﻬــدف إﻝــﻰ ﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ ﺒــﺄﻜﺒر ﻜﻔــﺎءة ﻤﻤﻜﻨــﺔ وذﻝــك ﺒﺎﺴــﺘﺨدام اﻝﻤ ـوارد‬
‫واﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ و اﻝﻜﻔﺎءات اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺴـﺘوى اﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ و ﻜـذﻝك ﺒﺄﻨـﻪ‬
‫ﺘﻠــك اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت واﻷﺴــﺎﻝﻴب اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴــﺘم ﻓــﻲ ﻀــوءﻫﺎ اﻨﺠــﺎز ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠــﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﻘـــ اررات ﺒﻬـــدف اﻹﺴـــراع ﺒﻌﺠﻠـــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴـــﺔ ﺒطرﻴﻘـــﺔ ﺴـــﻠﻤﻴﺔ ﺘﺤﻘـــق اﻷﻫـــداف‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻤرﺴوﻤﺔ ‪ ،‬وﻫو ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻤﻌﺘﻤدة وﻤﻨظﻤﺔ ﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﺸﻜﻼت ﺒﻐرض ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴم‬
‫ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺨطـﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺘﺘﻀـﻤن اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﺒـﻴن ﻫـذﻩ اﻝﺒـداﺌل ‪ ،‬وذﻝـك ﺒـﺄن إﻋـداد‬
‫ﻤﺨطط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻴﻜون ﻀﻤن اﻝﺨطـﺔ اﻝوطﻨﻴـﺔ اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ أن ذﻝـك ﻴـﺘم‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻋــدة ﻤراﺤــل ﻤﺒﻴﻨــﺔ وﻴﺘوﻗــف اﻝﺘﺘــﺎﺒﻊ ﻋﻠــﻰ ﺘﻨظــﻴم أﺠﻬــزة اﻝﺘﺨطــﻴط وﻋﻠــﻰ ﻤــدى ﺘــوﻓر‬
‫اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻝدى اﻷﺠﻬزة اﻝﻤوﻜول إﻝﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺨطﻴط ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪.‬‬
‫إن اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺴﻠﻴم ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻻﺒد أن ﻴﻌﻤل ﻋﻠـﻰ أن ﻴﻜـون ﻤـن أﻫـم أﻫداﻓـﻪ‬
‫إزاﻝﺔ اﻝﺠﻤود اﻝذي ﻫو ﻓﻲ اﻝواﻗـﻊ ﻤـن اﻝﺴـﻤﺎت اﻝﻀـﺎرة ﻓـﻲ اﻗﺘﺼـﺎدﻴﺎت اﻝﺘﺨﻠـف وﻤﺤﺎوﻝـﺔ‬
‫إﻴﺠـــﺎد درﺠـــﺔ ﻤـــن اﻝﻤروﻨـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻬﻴﻜـــل اﻻﻗﺘﺼـــﺎدي و اﻻﺠﺘﻤـــﺎﻋﻲ ﻝﻤواﺠﻬـــﺔ اﺨـــﺘﻼﻻت‬
‫اﻝﺘطور اﻝﻤﺴﺘﻤر ‪.‬‬
‫و اﻝﻤﻼﺤظ أن اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤـن ﻨﻘـﺎط ﻀـﻌف ﻤﺘﻐﻠﻐﻠـﺔ ﻓـﻲ إدارات اﻝﺘﺨطـﻴط ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝــوطﻨﻲ واﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺤﻴــث ﻴظﻬــر ﻋــدم اﻝﺘـزام اﻝﺠﻬــﺎت واﻝﻬﻴﺌــﺎت ﻨﻔﺴــﻬﺎ ﺒﺎﻷﻫــداف‬
‫اﻝﻤﻘررة ﻤن اﻝﻤﺨططﻴن ﺤﻴـث ﻴﺨـرج أﻋﻀـﺎء اﻝﺤﻜوﻤـﺔ أﻨﻔﺴـﻬم ﻤـن ﻫـذﻩ اﻷﻫـداف ﺴـواء‬
‫ﻷﺸﺨﺎﺼﻬم أو ﻝﻠﺠﻬﺎت واﻝﻬﻴﺌـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﺘوﻝوﻨﻬـﺎ ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ ﻋـدم اﻝﺘـزام اﻹدارﻴـﻴن ﺒﻤـﺎ‬
‫ﺘﻔرﻀﻪ ﻋﻠﻴﻬم اﻝﻠواﺌﺢ واﻝﺘﻌﻠﻴﻤـﺎت اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴـﺔ‪ ،‬و اﻝـﺒطء ﻓـﻲ اﺴـﺘﻌﻤﺎل اﻝﻘـ ار ارت اﻝﺘﺨطﻴطﻴـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻝﻰ ﻤﻴﺎدﻴن اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﺴرﻋﺔ واﻝدﻗﺔ اﻝﻤطﻠوﺒﺔ‬

‫‪ 1‬ﻤﺤروس ﻤﺤﻤود ﺨﻠﻴﻔﺔ ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺼر ‪ 2003‬ص ‪.341‬‬
‫‪ 2‬إﺒراﻫﻴم ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﻤﻠﻴﺠﻲ ‪ ،‬ﻤﺤﻤود اﻝﻤﻬدﻝﻲ‪ :‬اﻝﻌوﻝﻤﺔ وأﺜرﻫﺎ ﻓﻲ اﻝﺘﺨطﻴط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪87‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻗــد أﺸــﻴر إﻝــﻰ أن اﻝﺤﻜوﻤــﺎت ﻗــد ﺸــﻬدت ﺘﻌــﺎظم دورﻫــﺎ ﺘﻌﺎظﻤــﺎ ﻫــﺎﺌﻼ ﻓــﻲ ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﺒﻠــدان‬
‫اﻝﻐرﺒﻴــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺎ ‪ ،‬ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻝﺒﻠــدان اﻝﺘــﻲ ﺘؤﻴــد وﺒﻘــوة اﻝﻤﺒــﺎدرة اﻝﺤــرة و آﻝﻴــﺔ اﻝﺴــوق‬
‫وﺘﻘــوم ﻫــذﻩ اﻝﺒﻠــدان إﻴﺎﻫــﺎ أﻻن ﺒﺼــﻴﺎﻏﺔ اﻝﺨطــط اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ ﻜﻤــﺎ ﺘــذﻴﻊ ﻋﻨﻬــﺎ ‪،‬‬
‫ﺼﺤﻴﺢ أن ﻫذﻩ اﻝﺨطط ﻜﺜﻴر ﻤﺎﻻ ﺘﺘﺠﺎوز ﻜوﻨﻬـﺎ ﻝـواﺌﺢ ﻤـن اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺼـﻔوﻓﺔ ﺴـوﻴﺎ ‪،‬‬
‫أو اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻌرﻴﻀﺔ‬
‫ﺒدﻻ ﻤن اﻝﺨطط اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ وﺼﺤﻴﺢ أﻴﻀﺎ أﻨﻪ ﺤﺘﻰ اﻝﺨطط اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻝﻴﺴت ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻝـدوام‬
‫ﻓﻬـــﻲ ﻻ ﺘﺤﺘـــوي ﻋﻠـــﻰ اﻝﺘﺨﺼﺼـــﺎت اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ اﻹﻝزاﻤﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﻘطـــﺎع اﻝﻌـــﺎم‪،‬أو ﻋﻠـــﻰ‬
‫اﻝﺨطوط اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻝﺘﺄﺸـﻴرﻴﺔ ﻝﻠﺨطـط اﻝﺘـﻲ ﻴﻘﺼـد ﺒﻬـﺎ ﻓﻘـط أن ﺘﺸـﻜل ﺘوﺠﻴﻬـﺎ ﻻﺴـﺘﺜﻤﺎرات‬
‫اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ‪ ،‬وﻝﻜن اﻝﺜﺎﺒـت أن اﻝﺘﺨطـﻴط ﻝـم ﻴﺼـﺒﺢ ﻤﻘﺒـوﻻ ﻓـﻲ ﺠﻤﻴـﻊ اﻝﺒﻠـدان ﻓﺤﺴـب‬
‫ـر أﺴﺎﺴــﻴﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤواﻗــف‬
‫ﺒــل وأﺼــﺒﺢ >> زﻴﺎدارﺠــﺎ << أﻴﻀــﺎ وﻫــذا ﻴﺠــد ذاﺘــﻪ ﻴﻌﻜــس ﺘﻐﻴـ ا‬
‫وﻴﻤﻜن ﺒﺴب ﻫذا اﻝﺘﻐﻴر ﻓﻲ اﻹدراك ﺒﺄن ﻨظﺎم اﻝﻤﺒﺎدرة اﻝﺨﺎﺼﺔ واﻝﻨظﺎم اﻝﻤﺨطـط ﻤرﻜزﻴـﺎ ‪،‬‬
‫ﻜﻤـــﺎ ﻴطﺒﻘـــﺎن ﻓـــﻲ اﻝﻤﻨطﻘـــﺔ اﻝﻌرﺒﻴـــﺔ‪،‬وﻴﻤﻜن رﺒطﻬﻤـــﺎ أو اﻝﺘوﻓﻴـــق ﺒﻴﻨﻬﻤـــﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻤـــﺎ ﻝـــﻴس‬
‫ﻤﺘﺒﺎﻋــدﻴن ﻜﺜﻴ ـ ار ﺒــﺎﻝواﻗﻊ )‪ .(1‬وﻋﻠــﻰ اﻝــرﻏم ﻤــن أن اﻝﺤﻜوﻤــﺎت ﻫــﻲ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﺤﻤــل ﻤﺴــﺌوﻝﻴﺔ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ إﻻ أن اﻝﺠﻤﺎﻫﻴر ﻫﻲ اﻝﻔﺎﻋﻠﺔ ﻝﻬـﺎ وﻤـن ﺜـم ﻴﻨﺒﻐـﻲ أن ﺘﺸـﺎرك ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻓﺎﻝﺼــﻨﺎﻋﺔ ﻻ ﺘﺒﻨــﻰ ﺒﺎﻝﻤــدﻴرﻴن و اﻝﻌﻤــﺎل ‪ ،‬واﻝزراﻋــﺔ ﻻ ﺘﻜــون‬
‫دون ﻓﻼﺤــــﻴن واﻝﺘﻌﻠــــﻴم ﻻ ﻴــــﺘم ﺒﻐﻴــــر اﻝﻤدرﺴــــﻴن‪،‬واﻝرﻋﺎﻴﺔ اﻝﺼــــﺤﻴﺔ ﻻ ﺘﻨﺠــــز ﺒﺎﻷطﺒــــﺎء‬
‫واﻝﻤﻤرﻀﻴن‪ٕ ،‬واﺠﻤﺎﻻ ﻓﺎﻝﺠﻤﺎﻫﻴر ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ وذﻝـك ﻤـن ﺨـﻼل ﺘﺨطـﻴط‬
‫ﻨﺸــﺎطﻬم وﺘوﺠﻴﻬــﻪ وﻓﻘــﺎ ﻝﻤــﺎ ﺘﻘﺘﻀــﻴﻪ اﻝﺤﺎﺠــﺔ واﻷوﻝوﻴــﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ وﻓﻘــﺎ ﻝﺨطــط ﻤدروﺴــﺔ‬
‫ﺒدﻗﺔ وﻝﻜن اﻝﻤﻼﺤظ ﻋﻠﻰ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺄﺨذ ﺒﻬذﻩ اﻝﻤؤﺜرات ﻜﻠﻴﺔ و ذﻝك ﻝﻤﺎ ﻴﺘﺴم‬
‫ﺒﻪ اﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻴﻬﺎ ﻤن ﺴﻤﺎت ﺨﺎﺼﺔ ﻴﻤﻜن إﻴﺠﺎزﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ )‪: (2‬‬
‫‪ -‬اﻝﻬدف اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻝﻠﺤﻜوﻤﺔ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫو ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺤرﻴﺔ واﻝﻤﻜﺎﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻫﻲ اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝوﺤﻴدة اﻝﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻨﺸﺎء اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ظﻬورﻫــﺎ أﻤــﺎم ﻨــدرة اﻝﻤ ـوارد وﺘرﻜﻴزﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻨــﺎطق اﻷﻜﺜــر ﻨﻤــو ﻜﺎﻝﻤــدن‬
‫واﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﻝزراﻋﻴﺔ ﺒﺴب ﻨﻤوﻫﺎ اﻝﻨﺴﺒﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜذﻝك ﻓﺈن اﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ رأس اﻝﻤﺎل اﻷﺠﻨﺒﻲ وﺨﺎﺼـﺔ اﻝﻤﺘﻤﺜـل‬
‫ﻓﻲ اﻝﻤﻌوﻨﺔ اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ وﻋﻠﻰ ﻋدم إﻤﻜﺎن وﻀﻊ ﻨظﺎم ﻝﻠﻤﻜﺎﻓﺌﺎت أو اﻝﺤواﻓز ﻝﻠﻌﻤل اﻝداﺨﻠﻲ‬

‫‪ 1‬ﻴوﺴف ﻋﺒد اﷲ ﺼﺎﻴﻎ ‪ :‬اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻌرﺒﻲ‪ ،‬اﻨﺠﺎزات اﻝﻤﺎﻀﻲ واﺤﺘﻤﺎﻻ ت اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل‪،‬دار اﻝطﻠﻴﻌﺔ ﺒﻴروت ط‪ ،1983 1‬ص ‪ ،151‬ص ‪.154‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب إﺒراﻫﻴم ‪ :‬ﻤﻌوﻗﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ،‬دار اﻝﻨﻬﻀﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺼر ‪ ،1985‬ص ‪.137‬‬

‫‪88‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﻜﻤﺎ أن اﻝﺤﻜوﻤﺎت ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﻝﺘﻘدﻴرات اﻝﺘﻘرﻴرﻴـﺔ ﺤﺘـﻰ ﻴﻤﻜﻨﻬـﺎ‬
‫اﻹﺴراع ﻓﻲ وﻀﻊ إطﺎر اﻝﺨطـﺔ ﻋﻠـﻰ أن ﺘﻜـون ﻫـذﻩ اﻝﺘﻘـدﻴ ارت ﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒﻤـﺎ ﻴﻤـس اﻷﻤـور‬
‫اﻝﺤﻴوﻴــﺔ اﻝﻬﺎﻤــﺔ وﻝــﻴس ﻤﺠــرد اﻝظ ـواﻫر اﻝﺴــوﻗﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﻻ ﻋﻼﻗــﺔ ﻝﻬــﺎ ﺒﻤوﻀــوﻋﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ و اﻝﺤﺎﺠﻴﺎت اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ‬
‫‪ -2‬أﻨواع اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻗد ﺘﺨﺘﻠف اﻝرؤى ﺤول أﻨواع اﻝﺘﺨطـﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓﻬﻨـﺎك اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﺘﺤﻜﻤـﻲ وﻓﻴـﻪ‬
‫ﺘــﺘﺤﻜم اﻝﺨطــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤدﻴــد أﻫــداف اﻻﻗﺘﺼــﺎد ﺒﺘﻔﺎﺼــﻴﻠﻬﺎ اﻝدﻗﻴﻘــﺔ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﺘــﺘﺤﻜم ﻓــﻲ رﺴــم‬
‫اﻝوﺴﺎﺌل ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف وﻓﻲ ﺘﺤدﻴد اﻝﻔﺘرة اﻝزﻤﻨﻴﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﻬﺎ و ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﻴﻜـون‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬وﻫﻨــﺎك اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﻤــرن و اﻹرﺸــﺎدي وﻫــذا ﻤــﺎ ﻴﺠﻌــل‬ ‫اﻻﻗﺘﺼــﺎد ﻜﻠــﻪ ﻤوﺠﻬــﺎ وﻤرﻜـ از‬
‫اﻝﻜﺜﻴر ﻴﻌطﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻝﻠﺘﺨطـﻴط اﻝﻤـرن و اﻹرﺸـﺎدي ‪-‬وﻴﺘﻤﺜـل ﻨﻤوذﺠـﻪ ﻓـﻲ ﻓرﻨﺴـﺎ – ﻋﺎﻤـﺔ‬
‫ﻤرﻏوﺒﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ وﻫﻲ ﺘﺘﻀﺢ ﺒوﺴﺎﺌل ﻴﻤﻜن إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻝﺒﻠوغ ﻫذﻩ اﻷﻫداف وﺘﺴـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ وﺘرك اﻝﻤﺠﺎل ﻝﻠﺴوق اﻝﺤـر ‪ ،‬وﺘﻬـدف اﻝﺨطـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ إﻝـﻰ وﻀـﻊ دراﺴـﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻝﺤﺎﻝﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد و إﻝﻰ اﻝﺘﻨﺴﻴق ﺒﻴن اﻷﻫداف اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬
‫وﻤﻬﻤــﺎ ﺘﻌــددت اﻝــرؤى ﺤــول أﻨــوع اﻝﺘﺨطــﻴط ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن ﺨــﻼل اﺴــﺘﻘراء اﻝﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﺘﺠــﺎرب‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬـﺎ ﺘﺠـﺎرب اﻝـدول اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ ﺒﺼـﻔﺔ ﻋﺎﻤـﺔ و اﻝﺠزاﺌـر ﺒﺼـﻔﺔ ﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺘﺼﻨﻴف ﺜﻼث أﺸﻜﺎل ﻝﻠﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻤﺸروع ﻓﻤﺸروع ‪:‬‬
‫وﻴﻌﺘﻤد ﻫذا اﻝﻨوع ﻋﻠﻰ اﺨﺘﻴﺎر اﻝدوﻝﺔ ﻝﻌدد ﻤـن اﻝﻤﺸـروﻋﺎت وﺘوﺠﻴـﻪ اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر اﻝﺤﻜـوﻤﻲ‬
‫إﻝﻴﻬﺎ ﺴﻨوﻴﺎ وﻗد ﻴﻜون ﻫﻨﺎك رﺒط ﺒﻴن ﻫذﻩ اﻝﻤﺸروﻋﺎت ﻏﻴـر أﻨـﻪ ﻴﻜـون ﻋﻠـﻰ ﺨـﻼف ذﻝـك‬
‫ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻠﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﺼــﻐﻴرة أو اﻝﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﻀــﺨﻤﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻠﻴﻬــﺎ ﻤﺸــﺎرﻴﻊ أﺨــرى ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺴـﻨﺔ أو اﻝﺴـﻨوات اﻝﺘﺎﻝﻴــﺔ ‪ ،‬وﻝﻜـن اﻝﻤﻼﺤــظ أن ﻫـذا اﻷﺴــﻠوب ﻴﻔﺘﻘـد إﻝــﻰ اﻝﻨظـرة اﻝﺸــﺎﻤﻠﺔ‬
‫ﻝﻠﻤ ـوارد اﻝﻜﻠﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ و ﻴﺨﻠــو ﻤــن اﻝﺘ ـراﺒط اﻝــذي ﻴﺠــب أن ﻴﻤﻴــز أﺴــﻠوب اﻝﺘﺨطــﻴط‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي – اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬وﺒل أﻨﻪ ﻗد ﻴؤدي أﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒدﻻ ﻤن ﺘﺤﻘﻴق ﻤﻌدﻻت ﻋﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﻨﻤو‬
‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدي إﻝــﻰ إﺤــداث ﺒﻌــض اﻻﺨــﺘﻼﻻت ﺴ ـواء ﻓــﻲ ﻤﻴ ـزان اﻝﻤــدﻓوﻋﺎت أو ﻓــﻲ اﻝﺒﻨﻴــﺎن‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺠﻤﻴﺔ وآﺨرون ‪:‬ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬إﺒراﻫﻴم ﻤذﻜور ‪:‬ﻤﻌﺠم اﻝﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪HAMED ME TMMAR : PLANIFICATION DU DEVLOPPEMENT. ENTREPRISE NATIONALE 3‬‬
‫‪DULIVERE . TOME 1 . 1988.P 08‬‬

‫‪89‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝﻤﺤﻠــﻲ ‪ ،‬ﻤــن ﻫﻨــﺎ ﻴــرﻓض اﻝــﺒﻌض اﻝﻨظــر إﻝــﻰ ﻫــذا اﻝﻨــوع‬
‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻨوع ﻤن أﻨواع اﻝﺘﺨطﻴط ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق )‪. (1‬‬
‫‪ - 2‬اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺠزﺌﻲ ‪:‬‬
‫ﻓﻬــو أﻗــرب إﻝــﻰ اﻝﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻨﻔــذ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻗﺘﺼــﺎدي أو اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻤﻌــﻴن ‪ ،‬ﻤﺜــل‬
‫اﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝﺼـﺤﻴﺔ أو اﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﻝزراﻋﻴـﺔ ‪ ،‬وﻫـذا اﻝﻨـوع أﻴﺴـر ﻤـن اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﻜﻠـﻲ‬
‫وﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻝﺘﺨطـﻴط اﻝﺠزﺌـﻲ ﺒرﻨـﺎﻤﺞ اﻝﺴـﻨوات اﻝﺨﻤـس اﻷوﻝـﻰ ﻝﻠﺼـﻨﺎﻋﺔ اﻝـذي أﻋـد وﻨﻔـذ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬وﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻴﻌﺎب ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻓﺘﻘﺎر إﻝﻰ اﻝﺘـوازن واﻝﺘﻨﺎﺴـق‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺼر ﻤن ﻋﺎم ‪1907‬‬
‫ﺒﻴن ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻐﻠـب ﻗطـﺎع ﻋﻠـﻰ ﻗطـﺎع آﺨـر ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ ﻜوﻨـﻪ ﻴﺼـﻌب‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ ﻤﺘﻐﻴرات ﻜﻠﻴﺔ ﻫﺎﻤـﺔ ﻤﺜـل اﻻدﺨـﺎر و اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر واﻝﻌﻤﺎﻝـﺔ ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻷﺨﻴـرة‬
‫وﻏﻴرﻫﺎ ﻫﻲ ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ وﻤﻘﺎﻴﻴﺴـﻬﺎ اﻝﺘـﻲ ﻻ ﻏﻨـﻰ ﻋـن اﻝﺴـﻴطرة ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ إﻝﻰ اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬـﺎ ﻻﺒـد أن ﺘﻜـون ﻤﺒﻨﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﺨطـﻴط‬
‫اﻝﻔﻌــﺎل اﻝــذي ﻴﺄﺨــذ ﻓـﻲ اﻝﺤﺴــﺒﺎن ﻜــل اﻝﻤـوارد اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﻝــذﻝك ﻤــن ﺨــﻼل اﻋﺘﻤــﺎد اﻷﺴــﺎﻝﻴب‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻻﺴﺘﻐﻼل اﻷﻤﺜل ﻝﻠطﺎﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪ -3‬اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺸﺎﻤل ‪:‬‬
‫ﻫو أن ﺘﺘﻀﻤن اﻝﺨطﺔ ﻜﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺠـﺎﻻت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴـﺔ اﻝﺒﺸـرﻴﺔ داﺨـل اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪ ،‬وﻫﻨـﺎ ﺘوﻀـﺢ‬
‫اﻝﺨطـــﺔ ﺤﺠـــم اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎرات اﻝواﺠـــب ﺘﻨﻔﻴـــذﻫﺎ ﺨـــﻼل ﺴـــﻨوات اﻝﺨطـــﺔ وﺘﻘﺴـــم ﻋﻠـــﻰ ﺠﻤﻴـــﻊ‬
‫اﻷﻨﺸــطﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻀــﻤﻨﻬﺎ ﻫــذﻩ اﻝﺨطــﺔ ‪ ،‬وﻴطﺒــق ﻨﻔــس اﻝﺸــﻲء ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻌــدد اﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن‬
‫وﻴﺤﺘــﺎج ﻫــذا اﻝﻨــوع ﻤــن اﻝﺘﺨطــﻴط إﻝــﻰ دراﺴــﺎت ﻤﺘﻌــددة ﻝﻠوﻗــوف ﻋﻠــﻰ طﺒﻴﻌــﺔ اﻝﻌﻼﻗــﺎت‬
‫اﻝﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف ﻓروع اﻝﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻓزﻴـﺎدة اﻹﻨﺘـﺎج اﻝﺼـﻨﺎﻋﻲ‬
‫ﺒﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﺘطﻠب ﺘوﻓﻴر اﻝﻌـدد اﻝـﻼزم ﻤـن اﻝﻤﻬﻨدﺴـﻴن و اﻝﻔﻨﻴـﻴن و اﻹدارﻴـﻴن ‪ ،‬ﻫﻨـﺎك‬
‫ﺒﻌض اﻝﺼﻨﺎﻋﺎت ﺘﻌﺘﻤـد ﻋﻠـﻰ ﻤﺤﺎﺼـﻴل زراﻋﻴـﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻤﻤـﺎ ﻴﺘوﺠـب ﻋﻤـل ﺤﺴـﺎب اﻝﻌﻼﻗـﺔ‬
‫ﺒـﻴن اﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت ﻫــذﻩ اﻝﺼـﻨﺎﻋﺎت وﺤﺠـم اﻝﻤﺤﺎﺼــﻴل اﻝﻤطﻠوﺒـﺔ ‪ ،‬ﻜـذﻝك ﻓــﺈن ﺘطـوﻴر اﻹﻨﺘــﺎج‬
‫اﻝزراﻋــﻲ ﻴﻌﺘﻤـــد ﻋﻠـــﻰ اﻝﻨﺸـــﺎط اﻝﺼـــﻨﺎﻋﻲ ﻓـــﻲ إﻨﺘـــﺎج اﻷﺴـــﻤدة واﻝﺠ اررات‪..‬وﻋﻠـــﻰ اﻝﻨﺸـــﺎط‬
‫اﻝﺘرﺒــوي ﻓــﻲ إﺨـراج اﻝﺨﺒ ـراء واﻝﻤﻬﻨدﺴــﻴن اﻝــزراﻋﻴﻴن و اﻝﻌﻤــﺎل اﻝﻤﻬــرة ‪ ..‬و ﻋﻠــﻰ اﻝﻨﺸــﺎط‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ إﺒ ارﻫﻴم ﺴﻼﻤﺔ ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ، 427‬ص‪.428‬‬


‫‪ 2‬ﻨﺒﻴل اﻝﺴﻤﺎﻝوطﻲ‪:‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪( REUIEW) TUMA. ELIAS. H . INSTITUTION ALIZED OBSTACLES TO 3‬‬
‫‪DEVLOPPEMENT . ( TH CASE OF EGYPT) WORDLD DEVELOPPEMENT . PRINTED‬‬
‫‪INGREAT BRITAIN ( UNIVERSITY OF CALIFORNIA ) VOL . 16 .NO .10PP1185 . 1198 .‬‬
‫‪1988 P 1196‬‬
‫‪90‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﺼﺤﻲ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻝﻜﻔﺎﻴﺔ اﻝﺼـﺤﻴﺔ ﻝﻠﻌـﺎﻤﻠﻴن)‪ (1‬وﻝﻜـن ﻤـن اﻝﻤﻌـروف أﻨـﻪ ﻏﺎﻝﺒـﺎ ﻤـﺎﻻ ﺘﺘـواﻓر‬
‫ﻝﻠــدول اﻝﻨﺎﻤﻴــﺔ ﻜﺎﻓــﺔ ﻤﻘوﻤــﺎت اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝﺸــﺎﻤل ﻤــن ﺘــوﻓﻴر اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت واﻹﺤﺼــﺎءات وﺘـواﻓر‬
‫اﻝﻜﻔﺎءات اﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ‬
‫واﻝﻔﻨﻴــﺔ اﻝﻘﺎﺌﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ وﻀــﻊ وﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ اﻝﺨطــﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ ﺤﻴــث ﺘﺤﺘــوي ﻫــذﻩ اﻷﺨﻴــرة ﻋﻠــﻰ‬
‫درﺠﺎت ﻤﺘﻔﺎ وﺘﺔ ﻤن اﻝﺘﻔﺎﻋـل و ذﻝـك ﺤﺴـب ﻤـﺎ ﺘﺄﺨـذ ﺒـﻪ اﻝدوﻝـﺔ ﻤـن ﻤرﻜزﻴـﺔ و ﻻ ﻤرﻜزﻴـﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻗــدر أﻜﺒــر ﻤــن اﻝﺘﻔﺎﺼــﻴل اﻝﻜﻤﻴــﺔ ﺴ ـواء ﻓــﻲ ﺘﺤدﻴــد اﻷﻫــداف أم ﻓــﻲ ﺘﻌﻴــﻴن وﺴــﺎﺌل‬
‫اﻝﺘﻨﻔﻴذ )‪ .(2‬وأن ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺘﺨطﻴط ﻴﻤﻜـن ﻤـن اﻻﺴـﺘﻐﻼل اﻝﺠﻴـد ﻝﻠﺒﻨﻴـﺔ اﻝﺘﺤﺘﻴـﺔ اﻝـذي‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ ﺘﺴﻬﻴل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وﺨﺎﺼﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫‪ - 3‬ﻤراﺤل اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻴﻤﻜن ﻋرض ﻤراﺤل اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺴﺘﺔ ﻤراﺤل وﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻷوﻝﻰ ‪:‬‬
‫ﻴﺘم اﻝﺘرﻜﻴز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻝوﻀـﻊ اﻻﻗﺘﺼـﺎدي و اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ اﻝﻘـﺎﺌم‬
‫وﺘﺸﺨﻴﺼﻪ ﻋﻠﻤﻴﺎ وواﻗﻌﻴﺎ – ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﺘﺤدﻴد اﻷﻫداف اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ‪...‬‬
‫ﻓﻤﻬﻤــﺔ اﻝﻤﺨطــط اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﺘﺒــدد ﻓــﻲ ﻀــرورة اﻝﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ ﻗــدر ﻜﺒﻴــر ﻤــن اﻝﻤﻌــﺎرف‬
‫واﻝﻤﻌﻠوﻤـــﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺘﺼـــور اﻝوﻀـــﻊ اﻝـــراﻫن اﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺎ ‪ ،‬ﻜﻤـــﺎ أﻨـــﻪ ﺴـــﻴﻜون ﻤـــن اﻝﻤﻬـــم أن‬
‫ﺘﺘﻀﻤن اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻌﻴن اﻝﻤﺨطط ﺒﺎﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗد ار ﻤﻼﺌﻤﺎ ﻤن أﻫـداف اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫و ﺘطﻠﻌ ــﺎت اﻝﻨــﺎس وﻤطــﺎﻝﺒﻬم ‪ ،‬وﻓﻬــم ﺘرﻜﻴﺒــﺔ اﻝﺘﺸــﻜﻴﻠﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻷوﻀــﺎع اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ‬
‫وﺒﻨﺎء اﻝﺴﻠطﺔ وﺘوزﻴﻌﻬﺎ ﻜﻤﺎ أن اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻤطﻠوﺒﺔ ﻗد ﺘﻜـون ﻓـﻲ ﺼـورة رﻗﻤﻴـﺔ وﺒﻴﺎﻨـﺎت‬
‫إﺤﺼــﺎﺌﻴﺔ وﻤﺤﺎﺴــﺒﻴﺔ ﻋــن اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻝﻘــوﻤﻲ ﺒﻔروﻋــﻪ و ﻤﺠﺎﻻﺘــﻪ اﻝﻤﺘﻌــددة و ﺨواﺼــﻪ‬
‫اﻝﻨوﻋﻴــﺔ ‪ ،‬ﻓﻤــﺜﻼ ﻻﺒــد ﻤــن ﺘﺤدﻴــد اﻝــدﺨل اﻝﻘــوﻤﻲ ‪ .‬وﻤﻜوﻨﺎﺘــﻪ وﺤﺠــم اﻻدﺨــﺎر واﻝﺼــﺎدرات‬
‫واﻝوردات وﻨﻤو اﻝﺴﻜﺎن وﺘوزﻴﻊ أﻋﻤﺎرﻫم ﻓﻲ ﻓﺌﺎت اﻝﻌﻤـر اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ‪ ،‬وﻜـذﻝك دراﺴـﺔ ﺤﺠـم‬
‫اﻝﻘــوى اﻝﻌﺎﻤﻠــﺔ وﺒﻨﺴــﺒﺔ اﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن اﻝﻤدرﺴــﻴن و ﻏﻴــر اﻝﻤدرﺴــﻴن وﻤﺴــﺘوى اﻷﺠــور وﺘوزﻴــﻊ‬
‫اﻝـــدﺨل ‪ ،‬وﻓﻀـــﻼ ﻋـــن ذﻝـــك ﻻﺒـــد ﻤـــن دراﺴـــﺔ ﻤﻴـــول اﻝﺴـــﻜﺎن وﺘطﻠﻌـــﺎﺘﻬم و اﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎﺘﻬم‬

‫‪ 1‬نبيل السمالوطي ‪ :‬علم اجتماع التنمية ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ ، 181‬ص ‪. 182‬‬


‫‪ 2‬ﻋﻠﻲ اﺒراﻫﻴم ﺴﻼﻤﺔ ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 423‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) ( REVIEW ) LORENDAHL BENHGT . IVEWCOOPE RATIVES AND LOGAL DEVLOPPMENT .‬‬
‫‪C.A STUDY OF CASES INJAMT LAND SWEDEN . JOURNAL OF RURAL STUDY VOL 12 NO :‬‬
‫‪2.PP143-150 . 1996P 146‬‬

‫‪91‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫واﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﺘــﻲ ﺘ ـواﺠﻬﻬم ﻜﺎﻝﺒطﺎﻝــﺔ و اﻷﻤﻴــﺔ و اﻨﺘﺸــﺎر أﻤ ـراض ﻤﻌﻴﻨــﺔ ‪،‬و ﺘﺤدﻴــد ﺤﺠــم‬
‫اﻝطﺎﻗﺎت اﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﻤﻌطﻠﺔ وأﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ‪ ..‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ ﻴﺘﻌﺎﻤل اﻝﻤﺨطط ﻤﻊ اﻝواﻗﻊ‪.‬‬
‫ﻓﻬو ﻴدرس ﻋدد ﻤن اﻝﻤﺘﻐﻴرات اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ) اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ( ﻜﻤـﺎ أﻨـﻪ ﻴـدرس اﻝﻨظﺎﻤـﺎت و اﻷﺠﻬـزة اﻝﻤﺸـﺘﻐﻠﺔ ﺒﺎﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﻤﺘﻌـددة ﻹﺸـﺒﺎع‬
‫اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻨﻴ ﺔ ﺘﺘﺼل ﺒﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﺨطـﻴط ﻤﺒﺎﺸـرة‪...‬‬
‫وﻴﺴــﺘﻔﻴد ﻓــﻲ ذﻝــك ﻤــن ﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻹﺤﺼــﺎء و اﻝﺘﻌــدادات اﻝﺴــﻜﺎﻨﻴﺔ و اﻝدراﺴــﺎت اﻝﺘﻔﺼــﻴﻠﺔ‬
‫واﻝﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ‪،‬ودراﺴﺔ اﻝﻤﻌدﻻت اﻝﺴـﻜﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻝﻤواﻝﻴـد واﻝوﻓﻴـﺎت واﻝزﻴـﺎدة واﻝﺘرﻜﻴـب‬
‫اﻝﻌﻤ ـري‪ ...‬وﻗــد ﻴﻜــون ﻤــن اﻝﻤﻬــم اﻹﺸــﺎرة إﻝــﻰ أن ﺘــوﻓر اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﺘﺤدﻴــد ﻓﺌــﺔ‬
‫اﻝﺴﻜﺎن دون ﺴـن اﻝﻌﻤـل ) اﻝﻤﺴـﺘﻬﻠﻜﻴن ﻏﻴـر اﻝﻤﻨﺘﺠـﻴن ( و ﻓﺌـﺔ اﻝﺴـﻜﺎن ﻓـﻲ ﺴـن اﻝﻌﻤـل‬
‫وﻫــم ﻗــوة اﻝﻌﻤــل اﻝرﺌﻴﺴــﻴﺔ و اﻝﺴــﻜﺎن ﻓــوق ﺴــن اﻝﻌﻤــل و دراﺴــﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻔﺌﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ..‬ﻜل ذﻝك ﻗـد ﻴﻜـون ﻤطﻠﺒـﺎ أوﻝﻴـﺎ ﻝﺘﻨظـﻴم ﺨطـط و ﺴﻴﺎﺴـﺎت اﻝﺘﺸـﻐﻴل و‬
‫اﻹﻨﺘــﺎج واﻝﺘﻌﻠــﻴم و اﻝﺼــﺤﺔ واﻹﺴــﻜﺎن‪ ..‬وﻏﻨــﻲ ﻋــن اﻝﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ أن اﻝﺘﺄﻜﻴــد ﻋﻠــﻰ أن ﻜﺎﻓــﺔ‬
‫اﻝﻤــوارد اﻝﺘــﻲ ﻴﺠــب ﺘﺤدﻴــدﻫﺎ ﻫــﻲ اﻝﺘــﻲ ﺘﻜــون ﺼــﺎﻝﺤﺔ ﻝﻼﺴــﺘﺨدام أو ﻤﺘﺎﺤــﺔ أو ﻴﻤﻜــن‬
‫اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﺎﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ واﻝطﺎﻗﺔ واﻝﺨﺎﻤﺎت واﻝﻤﻌﺎدن واﻝﻤوارد اﻝﻨﺒﺎﺘﻴﺔ واﻝﺤﻴواﻨﻴﺔ‬
‫وﻤﺼــﺎدر اﻝﻤﻴــﺎﻩ واﻝﻤﺒــﺎﻨﻲ واﻝﻤﻨﺸــﺂت واﻝﻤﻌــدات و ﻴﺠــري ﺘﻘــدﻴر ﻫــذﻩ اﻝﻤ ـوارد ﻤــن ﺤﻴــث‬
‫اﻝﺤﺠم واﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﺸﻐﻴﻠﻬﺎ و ﻫﻜـذا ﻓـﺈن اﻝﻤرﺤﻠـﺔ اﻷوﻝـﻰ ﻫـﻲ ﻤرﺤﻠـﺔ اﻝﺘﻌـرف ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ودراﺴﺔ ﻤﻌﺎﻝﻤﻪ و اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ واﻝطﻠـب ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﺠـﺎت و اﻝﻤـوارد اﻝﺘـﻲ ﻴﻤﻜـن‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أن ﺘﻜون اﻝﻘﺎﻋدة اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﺒﻨﺎء اﻝﺨطﺔ‬
‫وﻤن ﻫذﻩ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻴﺴﺘﺨﻠص اﻝﻤﺨطط ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻨﺘـﺎﺌﺞ ﻴﻀـﻌﻬﺎ ﺘﺤـت ﺘﺼـرف‬
‫واﻀـﻌﻲ اﻝﺴﻴﺎﺴـﺔ اﻝﻌﻠﻴـﺎ ﻝﻼﺴــﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴـد اﻝﻤﺒــدأ ﻝﻸﻫـداف اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻷن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻫــﻲ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻨﺴــﺎن ﻜﻔــرد و ﻜﻌﻨﺼــر ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺘرﻤــﻲ إﻝــﻰ ﺘﺤرﻴــرﻩ و ازدﻫــﺎرﻩ‬
‫ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺒرز اﻷﻤن داﺨل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻨﻔﺴﻪ و ﺘرﻜز ﻫذﻩ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺨطﻴط اﻝـذي ﻴﻌﺘﻤـد‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻜــل ﻤﺎﺘﻤﻠﻜــﻪ اﻝﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ و اﻝﺒﻴﺌ ـﺔ اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ و اﻝﺘ ـراث اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ و اﻝطﺎﻗــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺨﻼﻗﺔ ﻝﻠﻨﺴﺎء واﻝرﺠﺎل اﻝﺘﻲ ﻴﺘﻜون ﻤﻨﻬﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ و اﻝﺘﺒﺎدل اﻝﻤﺴﺘﻤر‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ :‬ص ‪. .328‬‬


‫)‪ (2‬ذاج ﻫﻤر ﺸوﻝد ‪ :‬ﻝﻨﺒدأ اﻝﻤﺴﻴرة ‪ ،‬اﻝﺸرﻜﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠﻨﺸر و اﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ، 1980 ،‬ص ‪. 43‬‬

‫‪92‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ - 2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ‪:‬‬


‫و ﺘﺴﻤﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ ﺒﻤرﺤﻠﺔ ﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫـداف ‪،‬و ﻴﻨﺒﻐـﻲ أن ﻻ ﻴﺨﻔـﻰ ﻋﻠﻴﻨـﺎ أن أﻫـداف‬
‫اﻝﺨطﺔ و ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﻴﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﻀوء ﻤﺎ ﺘم اﻝﺘوﺼـل إﻝﻴـﻪ ﻤـن ﻤﻌﻠوﻤـﺎت و اﺴـﺘﻨﺘﺎﺠﺎت ﺒـﺄن‬
‫ﻤرﺤﻠﺔ اﻝدراﺴﺔ و اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﻝوﻀﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝراﻫن ‪ ،‬أﻴﻀﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ أن‬
‫ﺘﺤــدد ﻓــﻲ أطــﺎر اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻴﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻝﻤﺒــﺎدئ ‪ ،‬وﻗــﻴم أﺴﺎﺴــﻬﺎ اﻝﺸــﻤول‬
‫واﻝﻌداﻝــــﺔ و اﻝﻤﺴــــﺎواة و اﻨﺠــــﺎز اﻝﺘﻘــــدم اﻻﻗﺘﺼــــﺎدي و اﻻﺠﺘﻤــــﺎﻋﻲ و أن ﻴﻜــــون إﺸــــﺒﺎع‬
‫اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻫـو اﻝﻤﻌﻴـﺎر اﻝﺘـﻲ ﺘﺴـﺘﻨد إﻝﻴـﻪ ﺘﻠـك اﻷﻫـداف ﻓـﻲ ﻀـوء أﻓﻀـﻠﻴﺎت و‬
‫ﻤﻌــدﻻت ﺘــم ﺘﺤدﻴــدﻫﺎ ﺒﻤﻌرﻓــﺔ ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﻘــوى اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ أﻤــﺎ إذا ﻜﺎﻨــت أﻫــداف اﻝﺨطــﺔ ﻫــﻲ‬
‫ﻨﺘﻴﺠﺔ واﻨﻌﻜﺎس اﻵﻤﺎل و رﻏﺒـﺎت اﻝﻘﻴـﺎدة ‪ -‬اﻝﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ اﻝﻌﻠﻴـﺎ – ﻓﻘـد ﺘﺼـﺒﺢ اﻝﺨطـط ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻨﻬﺎﻴــﺔ ﻤﺠــردة ﻤــن ﻤﻀــﻤوﻨﻬﺎ اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ و اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﺒﻌﻴــدة ﻋــن اﻝواﻗــﻊ اﻝــذي ﺘﻌﻴﺸــﻪ‬
‫اﻝﺒﻠدان اﻝﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ‪ ..‬وﺒﻤﻌﻨﻰ آﺨر أن ﺘﺤدﻴد اﻷﻫداف اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﻝﻠﺨطـﺔ ﻻ‬
‫ﻴﺠب أن ﻴﻘوم ﻋﻠﻰ أﺴﺎس زاﺌف و إﻨﻤﺎ ﻴوﻀﻊ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻝﻌﻠﻤـﻲ و اﻝـواﻗﻌﻲ و اﻝﺘﻘـدﻤﻲ‬
‫‪ ،‬و ﻴﺘطﻠب اﻷﻤـر ﺒطﺒﻴﻌـﺔ اﻝﺤـﺎل أن ﺘﺼـﺎغ أﻫـداف اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ أﺴﺎﺴـﺎ ﺤﺘـﻰ ﻴﻤﻜـن ﺼـﻴﺎﻏﺔ‬
‫أﻫداف اﻝﺨطـﺔ وﻋﻨدﺌـذ أن ﻫـذﻩ اﻷﻫـداف ﻻﺒـد وأن ﺘـرﺒط ﺒﺎﻝوﺼـول إﻝـﻰ ﻨﻘﻠـﺔ ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﻜﻤﻴـﺔ‬
‫ﻤﻌــــﺎ ﺴــــواء ﻓﻴﻤــــﺎ ﻴﺘﻌﻠــــق ﺒﺎﻗﺘﺼــــﺎد اﻝﻤﺠﺘﻤــــﻊ أو ﻓﻴﻤــــﺎ ﻴﺘﻌﻠــــق ﺒﺎﻝﻘﻀــــﺎﻴﺎ و اﻝﻤﺴــــﺎﺌل‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــــﺔ واﻝﺴﻴﺎﺴــــﻴﺔ و اﻝﺘــــﻲ ﺘرﺘﻜــــز إﻝــــﻰ ﺘﺤﻘﻴــــق اﻝﻌداﻝــــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ و‬
‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و ﺘﺤﻘﻴــق اﻝــوﻓرة و اﻝﺘﻘــدم اﻝﻔﻌــﺎل ‪ ..‬و ﻴﻨﺒﻐــﻲ أن ﺘﺼــﺎغ اﻷﻫــداف ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫أوﻝوﻴﺎت ﻴﺘم اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﻤﻌﺎﻴﻴر و أوزان ﻨﺴﺒﻴﺔ ﺘﻌطﻲ ﻝﻠﻤـوارد اﻝﻤﺘﺎﺤـﺔ ﺒﺸـرﻴﺔ‬
‫و ﻤﺎدﻴــﺔ و اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ و ﻋﺴــﻜرﻴﺔ أﻤﻨﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻫﻜــذا ﻴﺼــﻴر اﺨﺘﻴــﺎر‬
‫اﻷﻫداف ﺒﺼورة ﻤﺘﻜﺎﻝﻤﺔ ﻤﺘﻨﺎﺴـﻘﺔ ﻤﺘوازﻨـﺔ و ﺸـﺎﻤﻠﺔ ﺒﺤﻴـث ﺘﻜـون ﻫـذﻩ اﻻﺨﺘﻴـﺎرات ﻤﻌﺒـرة‬
‫ﻋـن اﺨﺘﻴـﺎرات اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺒﺤﺴـب ﻤرﺤﻠـﺔ اﻝﺘطــور اﻻﻗﺘﺼـﺎدي و اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ اﻝـذي ﻴﻤـر ﺒﻬــﺎ‬
‫ﻓﻤــﺜﻼ ﻴﻤﻜــن أن ﻴﻌطــﻰ وزن ﻨﺴــﺒﻲ ﻝﻬــدف زﻴــﺎدة ﻓــرص اﻝﻌﻤﺎﻝــﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠــﺔ و اﻹﻗــﻼل ﻤــن‬
‫ظﻬور ﺤﺎﻻت اﻝﺒطﺎﻝﺔ ﺒﺄﻨواﻋﻬﺎ و ﻴﻌﻨـﻲ ﻫـذا اﻝﺘرﻜﻴـز ﻓـﻲ ﻤﺸـروﻋﺎت اﻝﺨطـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘوﺴـﻴﻊ‬
‫ﻗﺎﻋدة اﻝﻨﺸـﺎط اﻻﻗﺘﺼـﺎدي واﻝﺼـﻨﺎﻋﻲ و اﻝزراﻋـﻲ ‪...‬اﻝـﺦ ﻜﻤـﺎ أﻨـﻪ ﻗـد ﻴﻌطـﻰ وزن ﻨﺴـﺒﻲ‬
‫أﻜﺒر ﻝﺘدﻋﻴم ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘواﻓر اﻝﺴﻠﻊ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﻀرورﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘـﺎج إﻝﻴﻬـﺎ اﻝﻐﺎﻝﺒﻴـﺔ اﻝﻌظﻤـﻰ‬

‫‪93‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﻤن اﻝﺴﻜﺎن ﺨﺼوﺼﺎ ﺘﻠك اﻝﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒﺘـوﻓﻴر اﻝﻐـذاء و اﻝﻤﻴـﺎﻩ اﻝﺼـﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﺸـرب و اﻝﻜﺴـﺎء‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫واﻹﺴﻜﺎن اﻝﺸﻌﺒﻲ‬
‫وﻤﺜﺎل ذﻝك أن ﺘﺤﺴـﻴن اﻹﻨﺘـﺎج اﻝﺤﻴـواﻨﻲ ﻴﺘطﻠـب ﺘﺤﺴـﻴن اﻝﺴـﻼﻻت و اﺴـﺘﺤداث ﺴـﻼﻻت‬
‫ﺠدﻴـــدة و ﺘﺤﺴـــﻴن اﻝﻌﻠﻴﻘـــﺔ و اﻝﻌﻠـــف و اﻝﺘﻠﻘـــﻴﺢ اﻝﺼـــﻨﺎﻋﻲ ‪..‬وﻫﻨـــﺎ أﻴﻀـــﺎ ﻴﺠـــب ﺘرﺘﻴـــب‬
‫اﻷوﻝوﻴــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺤﺴــﺎب اﻹﻤﻜﺎﻨــﺎت اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ و درﺠــﺔ إﺤﺴــﺎس اﻝﻨــﺎس ﺒﺎﻝﻤﺸــﻜﻠﺔ و اﻝﻤــدى‬
‫اﻝزﻤﻨــﻲ ﻝﻠﻤﺸــروع ﻓﻔــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻴﺤﺴــن أن ﺘﺤــدد اﻷوﻝوﻴـﺎت ﻓــﻲ ﻀــوء ﺒﻌــض‬
‫اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺤﻴث ﻴﺠـب أن ﺘﻜـون اﻷوﻝوﻴـﺎت ﻝﻸﻫـداف اﻝﺘـﻲ ﺘﻤﺜـل إﺸـﺒﺎﻋﺎ ﻝﺤﺎﺠـﺎت‬
‫أﺴﺎﺴﻴﺔ ﺸﻌر ﺒﻬﺎ أﻋﻀﺎء اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﺒﻠوا ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺸروع ﻜذﻝك ﻴﺤﺴـن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أن ﺘﺨﺘﺎر ﺘﻠك اﻷﻫداف اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدى زﻤﻨﻲ ﻗﺼﻴر‬
‫‪ - 3‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻝﺜﺔ ‪ ) :‬ﺘﺤدﻴد اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺒدﻴﻠﺔ ( ‪:‬‬
‫وﻋﻨـــدﻤﺎ ﻴـــﺘم اﻻﻨﺘﻬـــﺎء ﻤـــن ﺘﺠﻤﻴـــﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨـــﺎت و اﻝﻤﻌﻠوﻤـــﺎت وﺘﺤدﻴـــد اﻷﻫـــداف اﻝﻨﻬﺎﺌﻴـــﺔ‬
‫واﻝوﺴطﻴﺔ و ﻨظﺎم اﻷوﻝوﻴﺎت ‪ ،‬ﻴﻌد اﻝﺸروع أوﻻ ﻓﻲ اﻝﺨطﺔ أي وﻀﻊ اﻹطﺎر اﻝﻌـﺎم ﻝﻬـﺎ و‬
‫ﻴﺒدأ ﺠﻬـﺎز اﻝﺘﺨطـﻴط ﻏﺎﻝﺒـﺎ ﺒﺎﻝﻜﻤﻴـﺎت اﻹﺠﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺴـﺎس اﻝﺘوﺠﻬـﺎت اﻝﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻝﻠدوﻝـﺔ‬
‫ﻤﺜـــل اﻝـــدﺨل اﻝﻘـــوﻤﻲ و ﻤﻌـــدل اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎر و اﻻﺴـــﺘﻬﻼك وﺘﻘﻴﻤﻬـــﺎ ﺒـــﻴن اﻝﻔـــروع اﻝرﺌﻴﺴـــﻴﺔ‬
‫ﻝﻺﻨﺘﺎج و ﺘﺤدﻴد أﻫداف أوﻝﻴﺔ ﻝﻜل ﻓرع ‪ ،‬وﻫﻨﺎ ﻴﺠب أن ﺘﻜون أﻫداف اﻹﻨﺘﺎج اﻝﻌﺎﻤـﺔ ﻝﻜـل‬
‫ﻓــرع ﻤﻤﻜﻨــﺔ اﻝﺘﺤﻘﻴــق و أن ﺘﻜــون ﻤﺘﻨﺎﺴــﻘﺔ و ﻏﻴــر ﻤﺘﻌﺎرﻀــﺔ ‪ ،‬و ﻴﻘــوم ﺠﻬــﺎز اﻝﺘﺨطــﻴط‬
‫ﺒﺈﺠﻼء ﻤﺎ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ اﺨﺘﻴﺎرات اﻻﺘﺴﺎق اﻝداﺨﻠﻲ و اﻻﺘﺴـﺎق اﻝوﺴـﻴط اﻝﻼﺤـق ‪ ،‬و ﺘﺠـري‬
‫اﺨﺘﻴﺎرات اﻻﺘﺴﺎق اﻝداﺨﻠﻲ ﺒﻴن اﻝﻤـوارد و اﻻﺴـﺘﺨداﻤﺎت اﻝﺠﺎرﻴـﺔ ﻝﻠﺘﺄﻜـد ﻤـن أن اﻝﻜﻤﻴـﺎت‬
‫اﻝﻤﺨطط اﺴﺘﻬﻼﻜﻬﺎ ﺴﺘﻜون ﻤﺘوﻓرة ﺒﺎﻝﻔﻌل و أن اﻝﻜﻤﻴﺎت اﻝﻤطﻠوﺒﺔ ﻤن اﻝﻴـد اﻝﻌﺎﻤﻠـﺔ ﻤـن‬
‫ﻤﺨﺘﻠــف اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ ﺴــﺘﻜون ﻤﺘﺤﻘﻘــﺔ ‪ ،‬و ﻨﻔــس اﻝﺸــﻲء ﻴﻨطﺒــق ﻋﻠــﻰ اﻝﺘــدﻓﻘﺎت‬
‫اﻝﻨﻘدﻴـﺔ و ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﻌــدات اﻝﻼزﻤـﺔ ﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ و إذا ﻤـﺎ ﻜﺸــﻔت اﻝدراﺴـﺎت أن اﻷﻫــداف‬
‫اﻷوﻝﻴﺔ ﻝﻴﺴت ﻤﺘﺒﻌﺔ وﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜـون ﻤـن اﻝﻀـروري‬
‫ﺘﻌدﻴل ﺒﻌض اﻷﻫداف وﺼوﻻ إﻝﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﺘﺴـﻘﺔ ﻤـن اﻷﻫـداف )‪ ،(3‬ﻤﻌﻨـﻰ ذﻝـك أﻨـﻪ ﻴـﺘم‬
‫ﺘﺤدﻴد اﻝوﺴـﺎﺌل اﻝﺒدﻴﻠـﺔ وذﻝـك ﺒﺘﻌـدﻴل ا ﻷﻫـداف اﻝﺘـﻲ ﻴﺼـﻌب أو ﻴﺴـﺘﺤﻴل ﺘﺤﻘﻴﻘﻬـﺎ ﺘﻤﻬﻴـدا‬
‫ﻝﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫداف ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻤﺤروس ﻤﺤﻤود ﺨﻠﻴﻔﺔ ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻝ ﺘﺨطﻴط ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص‪ ، 329‬ص‪.330‬‬
‫‪ 2‬ﻨﺒﻴل اﻝﺴﻤﺎﻝوطﻲ ‪:‬ﻋﻠم اﺠﺘﻤﺎع اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ 3‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪ ،276‬ص ‪. 277‬‬

‫‪94‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ - 4‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝراﺒﻌﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺨﺘﻴﺎر ﺒﻴن اﻝﺒداﺌل ‪،‬ﻨظ ار ﻝﺘﻌدد اﻝﺒداﺌل وﺘﻌـدد أﻫـداﻓﻬﺎ‬
‫ﻓﺈن اﺨﺘﻴﺎر ﺒدﻴل ﻤﻌﻴن ﻴﻜون ﻤﻘﻴد ﺒﻌدة اﻋﺘﺒﺎرات ﺘﺤددﻫﺎ اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫــذﻩ اﻻﻋﺘﺒــﺎرات ﺘﻤﺜــل اﻝﻘﻴــود اﻝﻤﻔروﻀــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺨطــﺔ و ﻫــذﻩ اﻝﻘﻴــود ﻴﺄﺨــذﻫﺎ اﻝﻤﺨطــط‬
‫ﻜﺒﻴﺎﻨــﺎت ﻤﻌطــﺎة و ﻴﺤــﺎول ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ إﺠ ـراء اﻻﺨﺘﻴــﺎر اﻷﻤﺜــل داﺨــل ﻫــذﻩ اﻝﻘﻴــود‬
‫وﻋــﺎدة ﻨﺴــﺘﻌﻤل ﺒﻌــض اﻷﺴ ـﺎﻝﻴب اﻝرﻴﺎﻀــﻴﺔ اﻝﻤﻌروﻓــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ اﻝﺤﺠــم اﻷﻤﺜــل‬
‫وﺘﻌرف ﻫذﻩ اﻷﺴـﺎﻝﻴب ﺒـﺎﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺨطﻴـﺔ ﻏﻴـر أن ﻜﻤﻴـﺔ اﻻﺨﺘﻴـﺎرات ﺘﺨﻀـﻊ ﻝﺼـﻌوﺒﺎت ﻤـن‬
‫اﻝﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ و ﺘﺘــدﺨل اﻋﺘﺒــﺎرات اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤدﻴــد اﻻﺨﺘﻴــﺎر‪ ،‬إﻻ أن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻤﻜوﻨﺎت اﻝﺒﻨﺎء اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺘظل داﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﺜﺒﺎت ﻓﻬﻲ داﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﺘﻐﻴرﻻ ﻴﻨﻘطﻊ‬
‫‪ -5‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ ‪ :‬وﻴﺘم ﻓﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ ﺘﺤدﻴـد اﻷﻫـداف ﺒﺼـﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴـﺔ وﺼـﻴﺎﻏﺔ‬
‫اﻝﺨطﺔ ﻓﻲ وﺜﻴﻘﺔ ﻋﺎﻤـﺔ و أﺨـرى ﺘﻔﺼـﻴﻠﻴﺔ وﻫـﻲ ﻋﺒـﺎرة ﻋـن ﺘﻔﺼـﻴل دﻗﻴـق ﻝﻜـل ﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق‬
‫ﺒﺎﻝﺨطﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤوارد و اﻝﺘﻜﺎﻝﻴف و اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎرات و اﻷﻫـداف اﻝﻤروﺠـﺔ أو اﻝﻤﺘوﻗﻌـﺔ و‬
‫ﺤﺠــــم اﻝﻌواﺌــــد و اﻝﻤــــدة اﻝزﻤﻨﻴــــﺔ اﻝﻤطﻠوﺒــــﺔ و اﻷﺠﻬــــزة اﻝﻤﻌﻨﻴــــﺔ ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــــذ ‪ ..‬واﻝوﺜــــﺎﺌق‬
‫اﻝﺘﺨطﻴطﻴﺔ ﻨوﻋﺎن ‪ ..‬ﻓﺄﻤﺎ اﻝﻨوع اﻷول ﻓﻬو اﻝوﺜﻴﻘﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺸـﻤل ﻋﻠـﻰ ﺨطـﺔ ﻗطـﺎع ﻤﺤـرر‬
‫ﻓﻬﻨﺎك وﺜﻴﻘﺔ ﺨطﺔ اﻝﺘﻌﻠﻴم ‪ ،‬ﺨطﺔ اﻝﺼﺤﺔ ‪ ،‬ﺨطـﺔ اﻹﺴـﻜﺎن ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺨطـط ﺘﻔﺼـﻴﻠﻴﻪ ﺘﻌﻨـﻲ‬
‫ﻓﺘرة زﻤﻨﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ) ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺨﻤس ﺴﻨوات ( ﻜﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﺘﻀﻤن ﺘﻔﺼﻴﻼت ﺘﻘﺴـم اﻝﻤﺸـروﻋﺎت‬
‫وﻓق ﻤراﺤل زﻤﻨﻴﺔ أﺼﻐر ) ﻨﺼف ﺴﻨﺔ‪ ،‬ﺜﻼﺜﺔ ﺸﻬور( و إﻋداد ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝوﺜﻴﻘﺔ ﻴﺘطﻠـب‬
‫اﻝﻌﻤــل ﻝﻔﺘ ـرات طوﻴﻠــﺔ و ﻴﺤﺘــﺎج ﻝﺘﻜــﺎﻝﻴف ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﻔﻨﻴــﻴن و اﻝﺨﺒ ـراء ‪ ،‬وﻋــدد ﻜﺒﻴــر ﻤــن‬
‫اﻝﻘ اررات ﺤﻴث ﺘﺘﻀﻤن ﺘﺤﻠﻴﻼت إﺤﺼﺎﺌﻴﺔ و ﺒﻴﺎﻨﺎت دﻗﻴﻘـﺔ ﻋـن اﻝﻤوﻗـف اﻝـراﻫن وﺘوﺼـﻴﺎت‬
‫ﺒﺎﻷﺴﺎﺴﻴﺎت اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ و اﻻﺴـﺘ راﺘﻴﺠﻴﺎت اﻝﻤﺴـﺘﺨدﻤﺔ أﻴﻀـﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴـق أﻫـداف اﻝﺴﻴﺎﺴـﺎت‬
‫اﻝﻤﻌﻠﻨﺔ ﻝﻠﺨطﺔ واﻝﺘﻜﺎﻝﻴف اﻝﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ اﻝﻤطﻠوﺒﺔ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴذ ‪.‬‬
‫أﻤﺎ اﻝﻨوع اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻤن وﺜﺎﺌق اﻝﺨطﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﺎدة وﺜﻴﻘﺔ اﻝﺨطﺔ اﻝﺸﺎﻤﻠﺔ اﻝﻘوﻤﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﻜـون‬
‫ﻤن ﻋدد ﻤن اﻝﺨطط اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ و ﻋﻨد دراﺴﺔ أي ﺨطﺔ ﻗوﻤﻴﺔ ﺴـوف ﺘﻼﺤـظ أﻨﻬـﺎ ﺘﺤﺘـوي‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻋــدد ﻜﺒﻴــر ﻤــن اﻝﺨطــط اﻝﺘﻔﺼــﻴﻠﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌﻠــﻴم واﻝﺼــﺤﺔ واﻹﺴــﻜﺎن واﻝﺘــروﻴﺞ و اﻝﺜﻘﺎﻓــﺔ‬
‫واﻹﻋﻼم ‪ ..‬و ﺘوﻀﻊ اﻝﺨطﺔ ﻓﻲ ﺼـورﺘﻬﺎ ﻗﺒـل اﻝﻨﻬﺎﺌﻴـﺔ ﻝﻤﻨﺎﻗﺸـﺘﻬﺎ ﻤـﻊ اﻝﺠﻬـﺎز اﻝﺴﻴﺎﺴـﻲ‬

‫‪ 1‬اﻝﺴﻴد اﻝﺤﺴﻴﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻝﺘﺨﻠف ‪ ،‬دراﺴﺔ ﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌﺎرف ‪ ،‬ط ‪ ،1982 ،2‬ص ‪. 250‬‬

‫‪95‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻤﺴﺌول وﻫو ﻴﻤﺜل أﻋﻠﻰ ﺴـﻠطﺔ ﻓـﻲ اﻝدوﻝـﺔ و ﻋﻨـد إﻗرارﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺼـورﺘﻬﺎ اﻝﻨﻬﺎﺌﻴـﺔ ﺘﺼـدر‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﻘرار ﺘﺸرﻴﻌﻲ ﻜﻲ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻠزﻤﺔ أﻤﺎم ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻬﻴﺌﺎت و اﻷﺠﻬزة اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ‬
‫‪ -6‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺴﺎدﺴﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺨطﺔ‪:‬‬
‫وﺘﺘﻤﺜل ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺘرﺠﻤـﺔ اﻝﺨطـﺔ و اﻝﺒـراﻤﺞ اﻝﻤﺘﻀـﻤﻨﺔ ﻓﻴﻬـﺎ إﻝـﻰ ﺴـﻠوك ﺘطﺒﻴﻘـﻲ‬
‫وﻤن اﻝﻀروري ﻫﻨﺎ اﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﻤﺴﺘوى اﻝﻜﻔﺎﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ و اﻝﻔﻨﻴﺔ ﻝﻸﺠﻬزة اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴـﺔ ﻀـﻤﺎﻨﺎ‬
‫ﻝﺤﺴــن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻝﻤﺨططــﺔ ‪ ،‬ﻜــذﻝك ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن اﻝﻤﻬــم أن ﻴﻤــﻨﺢ اﻝﻌــﺎﻤﻠون ﻓــﻲ ﺘﻠــك‬
‫اﻷﺠﻬزة ﻗد ار ﻤـن اﻻﺴـﺘﻘﻼل ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﺴـﻠطﺔ اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـ اررات اﻝﺘـﻲ ﻴﺘطﻠﺒﻬـﺎ ﺤﺴـن أداء‬
‫اﻝﻤﻬﺎم اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴـﺔ ‪ ،‬وذﻝـك ﺘﺠﻨﺒـﺎ ﻝﻤﺸـﺎﻜل اﻝﻤرﻜزﻴـﺔ اﻝﺸـدﻴدة اﻝﺘـﻲ ﺘﻌـوق اﻝﻌﻤـل وﺘﻘﻠـل ﻤـن‬
‫ﻜﻔــﺎءة ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط ذاﺘﻬــﺎ)‪ .(2‬ﻜــذﻝك ﻻﺒــد ﻤــن ﺨﻀــوع ﺒــراﻤﺞ اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت ﻝﻠﺘﺤﻠﻴــل‬
‫ﺒواﺴــطﺔ اﻝطــرق اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﺤدﻴﺜــﺔ اﻝﻤﺘــوﻓرة وذﻝــك ﻤــن أﺠــل اﻝﺘﻘﻠﻴــل ﻤــن اﻷﺨطــﺎر اﻝﺘــﻲ ﻗــد‬
‫ﺘﻠﺤق اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬـﺎ ﺘوﻗـف أو ﺘـﺄﺨر اﻝﺘﻨﻔﻴـذ وﻴﻤﻜﻨﻨـﺎ أن ﻨﺸـﻴر إﻝـﻰ أن‬
‫ﻫﻨــﺎك اﻝﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ واﻝﺘﻘﻴــﻴم ﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و اﻝرﻗﺎﺒــﺔ وذﻝــك ﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺨطــط ﺘﻨﻔﻴــذا ﻴﻌــود‬
‫ﺒﺎﻝﻔﺎﺌدة ﻋﻠﻰ اﻝﻤواطﻨﻴن ﻜﻤﺎ ﺨطط ﻝﻪ ‪.‬‬
‫‪ –4‬أﺴﺒﺎب ﻓﺸل اﻝﺘﺨطﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻤن اﻝﻀرورة أن ﻨﺸﻴر ﻫﻨﺎ إﻝﻰ ﻜون اﻝﺠﻴل اﻷول ﻤـن اﻝﺨطـط اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ واﻝﻜﺜﻴـر‬
‫ﻤن ﺨطط اﻝﺠﻴل اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﺸل ﻓﻲ ﺘوﺠﻴﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻝﻜﺎﻓﻲ إﻝﻰ أﻫﻤﻴﺔ ارﺘﻔﺎع ﺤﺠم اﻝﻌﻤﺎﻝﺔ‬
‫ﻜﻬــدف ‪ ،‬وﻜﺸــف ﻫــذا اﻹﻏﻔــﺎل اﻝﻨﻘــﺎب ﻋــن ﺘﻘﺼــﻴر اﻗﺘﺼــﺎدي و اﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﺨطﻴــر ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ‬
‫واﺘﺴــم ﺒﻤﻐــﺎز اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺨطﻴــرة ‪ ،‬و ﺘﺘﺠــﺎوز ﻫــذﻩ ﺤــد اﻝﻀــرر اﻝــذي ﺘﻠﺤﻘــﻪ‬
‫اﻝﺒطﺎﻝـــﺔ ﺤﺠـــم اﻹﻨﺘـــﺎج و ﺒـــﺎﻝﻘوة اﻝﺸـــراﺌﻴﺔ و اﻝرﻓـــﺎﻩ ‪ ،‬ﻝﺘﻬـــد اﻻﺴـــﺘﻘرار و اﻝﺘﻤﺎﺴـــك ﻓـــﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪ ..‬ﻤـن اﻝﻤﻬـم أن ﻨﺸـﻴر ﻫﻨـﺎ إﻝـﻰ أن ﻋـددا ﻜﺒﻴـ ار ﻤـن ﺨطـط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ و ﺨﺼوﺼـﺎ‬
‫ﺘﻠــك اﻝﺘــﻲ ﺘﻤــت ﺼــﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓــﻲ اﻝﺨﻤﺴــﻴﻨﺎت و اﻝﺴــﺘﻴﻨﺎت ﻓﺸــل ﻓــﻲ طــرح اﻝﺴـؤال اﻷﺴﺎﺴــﻲ‬
‫اﻝﺘـﺎﻝﻲ ‪ :‬ﻤــن ﺴـﻴﻜون اﻝﻤﺴــﺘﻔﻴد اﻝﺤﻘﻴﻘـﻲ ﻤــن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤطروﺤـﺔ ؟‪ ،‬ﻓﻘــد أﺸـﻴر ﻤـ ار ار إﻝــﻰ‬
‫اﻝﻌداﻝــــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ و اﻝرﻓــــﺎﻩ وﺘﺤﺴــــﻴن ﻤﺴــــﺘوى ﻤﻌﻴﺸــــﺔ اﻝﻤﺠﻤوﻋــــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤروﻤﺔ ‪ ،‬إﻨﻤﺎ ظﻠـت ﻫـذﻩ اﻹﺸـﺎرات رﻏـم ذﻝـك ‪ ،‬ﻀـﻤن ﻋـﺎﻝم اﻝﺒﻼﻏـﺔ ‪ ،‬ﻤﺠـردة ﻤـن أي‬

‫‪ 1‬ﻤﺤروس ﻤﺤﻤود ﺨﻠﻴﻔﺔ ‪:‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪ ،335‬ص ‪.336‬‬
‫‪ALAIN BIENAGIE : LACROISSANCE DES DEVELOPPEMENT DES ENTRPRIS FRANCE. 1971, 2‬‬
‫‪P121‬‬

‫‪96‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﻤﺤﺘــوى ﺠـــﺎد أو آﻝﻴـــﺔ ﺘطﺒﻴﻘﻴـــﺔ ﻋﻤﻠﻴـــﺔ وﺘﺒـــﻴن ﻤـــ ار ار ﺒﺎﻝﺘـــﺎﻝﻲ أن اﻝﻤﺴـــﺘﻔﻴد اﻝﺤﻘﻴﻘـــﻲ ﻫـــم‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻷﻗوﻴﺎء و اﻷﺜرﻴﺎء‪.‬‬
‫وﻗد ﺤﻤل ذﻝك ﻤرة أﺨرى ﻤﻐﺎزي ﺨطﻴرة ﺠدا ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ اﻻﺴﺘﻘرار و اﻝﺘﻤﺎﺴك اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬
‫و ﻝﻠﺤواﻓز اﻹﻨﻤﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤد ﺴواء ‪ ...‬إن إﺤدى اﻝﻌﻠل اﻷﻜﺜر ﺠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻌرﺒـﻲ‬
‫وﺤﻴﺎﺘــﻪ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻴــق اﻝﻤﺴــﻴرة اﻝﻨﺸــطﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻫــﻲ ﻀــﻌف اﻹﻝ ـزام اﻝﺸــﻌﺒﻲ‬
‫ﺒﺨطط وﺠﻬود اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و اﻝﻘﺒول ﻏﻴر اﻝﻜﺎﻓﻲ ﻝﻠﺘﻀﺤﻴﺎت و اﻷﻋﺒﺎء إﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ اﻨﻀـﺒﺎطﻴﺔ‬
‫اﻝﻌﻤـــل اﻝﺘـــﻲ ﺘﺘطﻠﺒﻬـــﺎ ﺘﻠـــك اﻝﺨطـــط واﻝﺠﻬـــود ‪ ،‬و ﻴﻨﺒـــﻊ اﻹﻝـــزام اﻝﻀـــﻌﻴف ﻤـــن اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ‬
‫اﻝﻤﺘدﻨﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ﻝﻠﺴﻜﺎن ﻀﻤن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤدﻴد أﻫـداف و أوﻝوﻴـﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‪،‬و ﺨﻠـق اﻝﻤﺠـﺎل‬
‫ﻝﻠﻤﺒﺎدرات اﻝدﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ و اﻝﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﺼﺔ ﻋﺎدﻝﺔ ﻤن ﺜﻤﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻴﻤﻜـن ﺘﻠﺨـﻴص اﻝﻤﺴـﺄﻝﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ واﺤدة ﺤﻴث ﻻ ﺘوﺠد ﻤﺸﺎرﻜﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻴوﺠد اﻝﺘزام‬
‫ﻴﻘول اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷﻤرﻴﻜﻲ " اﻝﺒرت واﺘرﺴﺘﻴن " أظﻬر اﻝﻔﺤص اﻝـذي أﺠـري ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﺠـﺎرب‬
‫اﻝﺘــﻲ ﻗﺎﻤــت ﺒﻬــﺎ ﺨﻤــس وﺨﻤﺴــون دوﻝــﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺘﺨطــﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ أن ﺤــﺎﻻت‬
‫اﻝﻔﺸل ﻓﺎﻗت ﺒﻜﺜﻴر ﺤﺎﻻت اﻝﻨﺠﺎح وﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴـر اﻝﻘﻠـق أن اﻝﻤوﻗـف ﻻ ﻴﺘﺤﺴـن ﻤـﻊ اﻻﺴـﺘﻤرار‬
‫ﻓــﻲ اﻝﺘﺨطــﻴط ﺒــل ﻴــزداد ﺴــوءا وﻓــﻲ ﺘﻘرﻴــر ﻤﺸــﺎﺒﻪ ﻴــذﻜر " دﻴــرك ﻫﻴﻠــﻲ " ﻓ ـﻲ ﻤﻘــﺎل ﻋــن‬
‫ﺴﻴﺎﺴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻝﻌﻘود اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﺤرب اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ أن ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺨطـط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫ﺠـﺎءت ﻤﺤﺒطــﺔ و ﻤﺒـددة ﻝﻜــل أﻤــل ﻜـﺎن ﻝــدى ﻫـؤﻻء اﻝــذﻴن اﻋﺘﻘــدوا ﻓـﻲ اﻝﺘﺨطــﻴط اﻝطرﻴــق‬
‫ﻝﻠﺨﻼص ﻤن اﻝﻔﻘر ﻓﻬﻨﺎك ﻤﺠﻤوﻋﺘﺎن ﻤن اﻷﺴـﺒﺎب ﻏﻴـر اﻝﻤﻨﻔﺼـﻠﺔ ﻋـن ﺒﻌﻀـﻬﺎ اﻝـﺒﻌض‬
‫ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻷول اﻝﻔﺠوة اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﺒﻴن اﻝﻤزاﻴﺎ اﻝﻨظرﻴﺔ ﻝﻠﺘﺨطﻴط وﻨﺘﺎﺌﺠﻪ اﻝﻔﻌﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘطﺒﻴـق‬
‫‪ ،‬و ﺘﻨص اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻴوب و اﻷﺨطﺎر اﻝﺘﻲ ﺘرﺘﻜب ﻋﻨد وﻀﻊ وﺘﻨﻔﻴـذ وﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ اﻝﺨطـﺔ‬
‫اﻝﻘوﻤﻴﺔ أي ﺘوﺨﻲ اﻝﻘﺼور ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﺨطـﻴط ذاﺘﻬـﺎ ﺨﺎﺼـﺔ و أﻨﻬـﺎ ﺘﺘوﻗـف ﻜﺜﻴـ ار ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻜﻔـــﺎءة ﻓـــﻲ اﻹدارة واﻹدارات اﻝﺴﻴﺎﺴـــﻴﺔ و ﻤـــدى ﺘـــواﻓر ﻫـــذﻩ اﻝﻌﻨﺎﺼـــر اﻝﻼزﻤـــﺔ ﻝﺤﺴـــن‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط )‪ .(3‬وﻀﻌف اﻝﺘﺤﻠﻴل اﻻﻗﺘﺼﺎدي و ﻴﺘﻀﺢ ذﻝك ﻋﻨد ﺘوﻗﻊ اﻝرواﺒط ﺒﻴن اﻝﻘطـﺎﻋﻴن‬
‫‪ ،‬اﻝزراﻋـــﻲ واﻝﺼـــﻨﺎﻋﻲ ﻜﻤـــﺎ ﻴﺘﻀـــﺢ ﻓـــﻲ ﻋـــدم ﺼـــﺤﺔ اﻝﺘﻘـــدﻴرات إﻤـــﺎ ﺒﺎﻝزﻴـــﺎدة اﻝﻜﺒـــرى أو‬
‫ﺒﺎﻝﻨﻘص اﻝﺸدﻴد ) ﻜﺎن رﺌﻴس اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻴﺘوﻗﻊ أن ﺘﻜون ﺨدﻤﺔ اﻝدﻴون ﻓﻲ ﺤدود ‪ 5.6‬ﻤﻠﻴﺎر‬

‫‪ 1‬ﻴوﺴف ﻋﺒد اﷲ ﺼﺎﻴﻎ ‪ :‬اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻌرﺒﻲ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.191‬‬


‫‪ 2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪. 198‬‬
‫‪ 3‬ﻋﻠﻲ إﺒراﻫﻴم ﺴﻼﻤﺔ ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 438‬‬

‫‪97‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫دوﻻر ﻝﺴﻨﺔ ‪ 1998‬و إذا ﺒﻬﺎ وﺼﻠت ‪ 6.5‬ﻤﻠﻴﺎر دوﻻر و ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺼﺎر اﻝﻔﺎرق ﻓﻲ اﻝﺘﻘدﻴر‬
‫ﻴﻘدر ﺒﻤﻠﻴﺎر دوﻻر وﻫذا ﻤـﺎ ﻴـؤﺜر ﺴـﻠﺒﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﺨطـﻴط ﻷن ﻤﺠـﺎل اﻝﺨطـﺄ ﻓـﻲ اﻝﺘﻘـدﻴر ﻜـﺎن‬
‫واﺴﻌﺎ ﺠدا ( ‪.‬‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺴﻴﺊ و ﻴﺘﻀﺢ ذﻝك ﻓﻲ اﻝﺨطط اﻝﻤؤﻗﺘـﺔ و اﻝﺨطـط اﻝﺸـﺎﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻋـدم ﻓﻬـم‬
‫ﻤدﺨل اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻤﺒﻜر ‪،‬ﺜم اﻨﻌﻜﺎس ذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﻤﺸروع اﻝذي ﻴﺒـدو ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط ﻏﻴر اﻝدﻗﻴق و ﻴرﺘﺒط ﺒذﻝك إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﻋدم ﺘواﻓر اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ اﻝدﻗﻴﻘـﺔ‬
‫ﻋن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺼﺎدر اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸﻜﻼت أﺨـرى ﻤﺜـل ﻀـﻌف ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻝﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ ‪،‬وﻋـدم دراﺴـﺔ اﻝﻤﺨططـﻴن و ﺨﺎﺼـﺔ إذا‬
‫ﻜــﺎﻨوا ﻤــن اﻷﺠﺎﻨــب اﻝﻤﺸــﻜﻼت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﻘﺼــورة ﻓــﻲ اﻝﻨ ـواﺤﻲ اﻹدارﻴــﺔ ﻨﺘﻴﺠــﺔ اﺴــﺘﻤرار‬
‫اﻝﻨظﺎم اﻹداري اﻻﺴﺘﻌﻤﺎري اﻝذي ﻜﺎن ﻴرﻜز ﻋﻠﻰ اﻷﻨﻤﺎط ﻤن ﺨـﻼل اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻌـﺎم واﻝﻨظـﺎم‬
‫و اﻝﺘرﻜﻴــز أﻴﻀ ـﺎ ﻋﻠــﻰ ﺠﻤﻴ ـﻊ اﻝﻀ ـراﺌب و ﻋــدم ﺘطوﻴرﻫــﺎ ﺒﻤــﺎ ﻴــﻼءم ﻤﺒــدأ إﺤــداث اﻝﺘﻐﻴــر‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ .‬وﻫﻨـــﺎك ﻤﺸـــﻜﻼت ﻫﺎﻤـــﺔ و أﺴﺎﺴـــﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜـــل ﻓـــﻲ اﻝﺨﻠـــل اﻝﻤوﺠـــود ﻋﻠـــﻰ‬ ‫اﻝﻤﺴـــﺘﻬدف‬
‫ﻤﺴــﺘوى اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ اﻝﺸــﺎﻤﻠﺔ )ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝــوطﻨﻲ و اﻝﻤﺤﻠــﻲ( وذﻝــك ﻤــن‬
‫ﺨــﻼل إﻫﻤــﺎل ﺒﻌــض اﻝﻤﻜوﻨــﺎت واﻝﻤــؤﺜرات اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﻀــرورﻴﺔ ﻝﻠﺘﺨطــﻴط ﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻤﺜل ﻤؤﺜر اﻝﺒطﺎﻝﺔ واﻝﻔﻘر داﺨل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫وﻤـن ﺨـﻼل ﻤـﺎ ﺴـﺒق ﻴﻤﻜﻨﻨــﺎ ﺤﺼـر أﺴـﺒﺎب ﻓﺸـل اﻝﺘﺨطــﻴط ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻨﻘــﺎط‬
‫اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋدم ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطﻨﻴن ﻓﻲ ﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وذﻝك ﻝوﺠود ﻓﺠوة ﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻋـدم اﻝﺜﻘـﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻝس و اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺘﻲ ﺘدﻴر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ وذﻝـك ﻝﻌـدم إﺤﺴـﺎس اﻝﻤـواطن‬
‫ﺒﺎﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﻔﻌﻠﻴــﺔ و ﻴﺄﺴــﻪ ﻤــن اﻝﺸــﻌﺎرات اﻝﺘــﻲ ﺘرﻓــﻊ ﻓــﻲ ﻜــل ﻤــرة ﻜﺎﻝﻌداﻝــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و ﺘﺤﺴن ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ‪...‬‬
‫‪ -‬ﻓﺸـــل اﻝﺨطـــط اﻝﺘﻨﻤوﻴـــﺔ ﻝﻌـــدم وﺠـــود اﻝﺨﺒـــراء اﻝﻤﻴـــداﻨﻴن وﻋـــدم اﻹﻝﻤـــﺎم ﺒﺎﻝﺤﺎﺠﻴـــﺎت‬
‫واﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝﻔﻌﻠﻴﺔ ﻝﻠﻤواطﻨﻴن‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب إﺒراﻫﻴم ‪:‬ﻤﻌوﻗﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪( REVIEW ) GEORGE SORENSEN : INTERNAL AND EXTERNAL INIGRIWIND . 50 BSTA CLES 2‬‬
‫‪TO DEVELOPPMENT IN INDIA . GURV . NANAK – JOURNAL OF SOCIOLOGY . CINSTIT‬‬
‫‪EVLOPPMENT AND PLANNING AALBORY . VOL . 9.VO.1PP 25.45ADR 1988 P 32‬‬

‫‪98‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﻋدم اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ و اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺎد ﻝﻠﺨطـط اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻤـن طـرف اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻷﻨﻬـﺎ ﺘﺴـﺘﻨد إﻝـﻰ‬
‫اﻝﺘﻘﻨـــﻴن و اﻝﻤﻘـــﺎوﻝﻴن ﻓﺘﺼـــﺒﺢ ﻤﺸـــﺎرﻴﻊ ﺘﺠﺎرﻴـــﺔ ﻓـــﻲ أﻴـــﺎدي ﻏﻴـــر آﻤﻨـــﺔ ﻋﻠـــﻰ ﻤﺼـــﻠﺤﺔ‬
‫اﻝﻤواطﻨﻴن‬
‫‪ -‬اﻝﻤــواطن ﻻ ﻴﻤﺘﻠــك ﺜﻘﺎﻓــﺔ ووﻋــﻲ ﺒﺄﻫﻤﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ،‬أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك إﺴــﻨﺎد‬
‫اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ و اﻝﻤﺨططﺎت إﻝﻰ ﻏﻴر أﻫﻠﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻻﺒـــد ﻷي ﺨطـــﺔ ﺘﻨﻤوﻴـــﺔ ﻤـــن ﺘـــوﻓﻴر اﻝﻤـــوارد اﻝﻤﺎﻝﻴـــﺔ اﻝﻼزﻤـــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴـــق أﻫـــداﻓﻬﺎ ‪ ،‬و ﻴـــﺘم‬
‫اﻻﻋﺘﻤــﺎد أوﻻ و أﺨﻴ ـ ار ﻋﻠ ـﻰ ﻤــﺎ ﻴﺘــوﻓر ﻝــدى اﻝﺒﻠــد ﻤــن ﻤـوارد ﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ،‬ﻷن ﻤﺼــﺎدر‬
‫اﻝﺘﻤوﻴل اﻷﺨرى ﻻ ﻴﻤﻜن اﻝﺘﻌوﻴل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻀﻤﺎن اطراد اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻝﻴﺴت ﻤﺘوﻓرة داﺌﻤـﺎ‬
‫ﺘﻠﺠﺄ اﻝدول ﻓﻲ اﻝﻌﺎدة إﻝﻰ اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﺨﺎرﺠﻲ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﻋﺠز ﻓﻲ ﻤوازﻨﺎﺘﻬﺎ اﻝﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﻻ ﺘﺴــﺘطﻴﻊ ﺘﻐطﻴﺘــﻪ ﻤــن ﻤواردﻫــﺎ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪ ،‬ﺒﺤﻴــث ﻴــﻨﻌﻜس ﻋﺠـ از ﻓــﻲ ﻤـوازﻴن ﻤــدﻓوﻋﺎﺘﻬﺎ‬
‫وﻴﺘم ﻋﺎدة ﺘﻐطﻴﺔ ﻫذا اﻝﻌﺠز ﺒطرﻴﻘﺘﻴن إﻤﺎ ﻋن طرﻴق اﻻﻗﺘراض أو اﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻝﺨﺎرﺠﻴـﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أو اﻻﺜﻨﻴن ﻤﻌﺎ‬
‫و ﻴﻘﺼد ﺒﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘـوﻓﻴر اﻝﻤـوارد اﻝﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ و ﺘﺨﺼﻴﺼـﻬﺎ ﻷﻏـراض اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ و ﻴﻘﺼـــد ﺒـــﺎﻝﻤوارد اﻝﺤﻘﻴﻘﻴـــﺔ ﺘﻠـــك اﻝﺴـــﻠﻊ و اﻝﻤـــوارد و اﻝﺨـــدﻤﺎت اﻝﻼزﻤـــﺔ ﻝﺒﻨـــﺎء‬
‫اﻝطﺎﻗﺎت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻤـﺎ ﻴﺘﺼـل ﺒﻬـﺎ ﻤـن رؤوس أﻤـوال ﺠدﻴـدة و اﺴـﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻤﺠﺎل إﻨﺘـﺎج اﻝﺴـﻠﻊ و اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ )‪ ، (2‬و اﻝﺘﻤوﻴـل اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻴﻤﻜـن أن ﻴـﺄﺘﻲ ﺒﺄﺸـﻜﺎل‬
‫ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ و ﻴﻤﻜن اﻝﺘﻔرﻴق ﺒﻴن ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع ﻤن اﻻﻗﺘراض اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ ،‬ﻤـن اﻝﻤﺼـرف اﻝﻤرﻜـزي‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬اﻻﻗﺘراض ﻤن اﻝﺒﻨوك اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ‪ ،‬اﻻﻗﺘراض ﻤن اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص‬
‫‪ -2‬ﻤﺼﺎدر ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎك ﻋدة ﻤﺼﺎدر ﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻝﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1‬إﺒراﻫﻴم اﻝدﻋﻤﺔ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ واﻝﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 2‬ﺒﺸﻴر ﻨﺎﻓﻊ وآﺨرون ‪ :‬ﻤﺠﻠﺔ ﻗراءات ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻹﺴﻼم و اﻹﻋﻼم ‪ ،‬ﻓﻠورﻴدا ‪ ،‬اﻝﻌدد ‪ 1993 ،03‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬ﻋﺒد اﻝرزاق اﻝﻐﺎرﺴﻲ ‪ :‬اﻝﺤ ﻜوﻤﺔ و اﻝﻔﻘراء و اﻻﺘﻔﺎق اﻝﻌﺎم ‪ ،‬دراﺴﺔ ﻝظﺎﻫرة ﻋﺠز اﻝﻤوازﻨﺔ وآﺜﺎرﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺒﻠدان اﻝﻌرﺒﻴﺔ‬
‫‪ ،‬ﺒﻴروت ‪ ،‬ﻝﺒﻨﺎن ‪ ،‬اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ‪ ،1997 ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪99‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﻘطﺎع اﻝﻌـﺎﺌﻠﻲ ‪ ،‬ﻗطـﺎع اﻷﻋﻤـﺎل ‪ ،‬اﻝﻘطـﺎع اﻝﺨـﺎص ‪ ،‬ﻗطـﺎع اﻷﻋﻤـﺎل اﻝﻌﻤـوﻤﻲ ‪ ،‬اﻝﻘطـﺎع‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﻲ ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻘطــﺎع اﻝﻌــﺎﺌﻠﻲ ‪ :‬وﻴﺘﻤﺜــل ﻓﻴﻤــﺎ ﺘــدﺨرﻩ اﻝﻌــﺎﺌﻼت ﻤــن أﻤ ـوال ‪ ،‬وﻤــن وﺴــﺎﺌل ﺘﻌﺒﺌــﺔ‬
‫اﻝﻤدﺨرات رﺒـط أدوات اﻻدﺨـﺎر ﺒرﻏﺒـﺎت ﺨﺎﺼـﺔ ﻝﻸﻓـراد ﻜﺘﺸـﺠﻴﻊ ﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻝﺒﻨـﺎء واﻻﺌﺘﻤـﺎن‬
‫اﻝﺘﻌﺎوﻨﻲ اﻝﺘﻲ ﺘرﺒط ﺸﻬﺎدات اﻻدﺨـﺎر ﺒﺘـوﻓﻴر اﻝﻤﺒـﺎﻨﻲ ﻝﻠﻤـدﺨرﻴن و ﺘزوﻴـدﻫم ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠـﺎﺘﻬم‬
‫ﻤــن اﻻﺌﺘﻤــﺎن ‪ ،‬ﻴﻀــﺎف إﻝــﻰ ذﻝــك اﻨﺘﻬــﺎج ﺴﻴﺎﺴــﺔ ﻤرﻨــﺔ وواﻗﻌﻴــﺔ ﻝﺘطــوﻴر أﺴ ـواق اﻷوراق‬
‫اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ وﺘﺒﺴﻴط إﺠراءاﺘﻬﺎ و اﻝﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺘوظﻴف اﻝﻤدﺨرات ﻓﻲ اﻷﺴﻬم واﻝﺴﻨدات ‪ ،‬ﻤـﻊ‬
‫اﻝﻌﻠـــم أن ﻤﻴـــل اﻝﻌﺎﺌﻠـــﺔ ﻝﻼدﺨـــﺎر ﻤﺴـــﻠك اﻷﺴـــﻌﺎر ﻓـــﻲ اﻝﻤﺴـــﺘﻘﺒل ﻴـــؤدي إﻝـــﻰ اﻻﺴـــﺘﻘرار ‪،‬‬
‫ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ اﻝﺘﻐﻴــر ﻓــﻲ اﻝﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ و ﻨﻤــط ﺘوزﻴــﻊ اﻝــدﺨول اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﺒــﻴن أﻓ ـراد‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ و ﻜذﻝك ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى وطﻨﻲ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻤدﺨرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻤﺎل ‪:‬‬
‫ﻴﻨطوي ﺘﺤـت ﻗطـﺎع اﻷﻋﻤـﺎل ﺠﻤﻴـﻊ اﻝﻤﺸـروﻋﺎت اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﻤـل ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻨﺸـﺎط اﻹﻨﺘـﺎﺠﻲ‬
‫ﺴ ـواء ﻜﺎﻨــت ﻤﺸــروﻋﺎت ﺨﺎﺼــﺔ أو ﻋﺎﻤــﺔ و ﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻓﻤــدﺨرات ﻗطــﺎع اﻷﻋﻤــﺎل ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻝﻤﻔﻬوم ﺘﺸﻤل ﻋﻠﻰ ﻤدﺨرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﻝﺨﺎص و ﻤدﺨرات اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻌﺎم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻤدﺨرات اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ‪:‬‬
‫ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﺘدﺨرﻩ ﻤﺸروﻋﺎت اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻤن ذﻝك اﻝﺠزء ﻤن اﻷرﺒﺎح اﻝﻤﺤﻘﻘﺔ اﻝـذي ﻻ‬
‫ﺘوزﻋــﻪ ﻋﻠــﻰ أﺼــﺤﺎب ﻤــﺎﻝﻜﻲ رؤوس اﻷﻤ ـوال ﻫــذﻩ اﻝﻤﺸــروﻋﺎت ‪ ،‬وذﻝــك ﺒﻌــد ﺨﺼــم ﻤــﺎ‬
‫ﺘﺨﺼﺼﻪ ﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺘﻠك اﻝﻤوارد اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺎح ﻝﺘﻤوﻴل طﺎﻗـﺎت إﻨﺘﺎﺠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺸـروﻋﺎت اﻝﻘﺎﺌﻤـﺔ‬
‫أو ﺘﻤوﻴل طﺎﻗﺎت إﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺸـروﻋﺎت اﻝﺠدﻴـدة ‪ ،‬و ﻤـن ﺤﻴـث ﻤـدى أﻫﻤﻴـﺔ و ﻓﺎﻋﻠﻴـﺔ‬
‫ﻤــدﺨرات ﻗطــﺎع اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﺨــﺎص ﻓــﻲ ﺘﻤوﻴــل ﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻨﺠــدﻫﺎ ﻋﻤوﻤــﺎ‬
‫ﺘﻤﺜــل ﻤﺼــد ار ﻤﺘواﻀــﻌﺎ ﻝﺼــﻐر ﺤﺠــم ﻗطــﺎع اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﺨــﺎص ﻓــﻲ ﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ -‬داﺨل اﻝـدول اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ – ﻜﻤـﺎ أﻨـﻪ ﻴﺠـب اﻝﺘﻨوﻴـﻪ ﺒﺄﻨـﻪ ﻝـﻴس ﺒﺎﻝﻀـرورة أن ﻜـل ﻤـﺎ‬
‫ﻴﺤﺘﺠز ﻤـن أرﺒـﺎح ﻝـدى اﻝﻤﺸـروﻋﺎت ﻴﺨﺼـص ﻝﺘﻤوﻴـل ﻤﺸـروﻋﺎت ﺠدﻴـدة داﺨـل اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻲ و ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝوطﻨﻲ ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -4‬ﻤدﺨرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻌﻤوﻤﻲ ‪:‬‬


‫ﺘﺘﻤﺘﻊ ﻤدﺨرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻌﻤوﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﺎﺤﺘﻜﺎر ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻤﺸروﻋﺎت‬
‫و ﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن اﻝﻤﻤﻜــن اﻻرﺘﻔــﺎع ﺒﺄرﺒــﺎح ﻫــذﻩ اﻝﻤﺸــروﻋﺎت وﻤــﺎ ﺘﺤﻘﻘــﻪ ﻤــن ﻤــدﺨرات‬
‫وذﻝـــك ﺒﺈﺘﺒـــﺎع ﺴﻴﺎﺴـــﺎت ﺴـــﻌرﻴﻪ اﺤﺘﻜﺎرﻴـــﺔ ﻓـــﻲ أﺴـــواق ﺒﻴـــﻊ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬـــﺎ و أﺴـــواق ﺸـــراء‬
‫ﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨﻪ ﻓﻲ إﻤﻜﺎﻨﻬﺎ أن ﺘﺒﻴﻊ ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ ﺒﺄﺴﻌﺎر أﻋﻠـﻰ ﻤـن ﺘﻠـك اﻝﺘـﻲ‬
‫ﻜﺎن ﻴﻤﻜـن أن ﺘﺴـود ﻓـﻲ ظـل اﻝﻤﻨﺎﻓﺴـﺔ اﻝﺼـﺎﻓﻴﺔ و ﺘـرى ﻤﺴـﺘﻠزﻤﺎت إﻨﺘﺎﺠﻬـﺎ ﺒﺄﺴـﻌﺎر أﻗـل‬
‫ﻤن ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻜﺎن ﻴﻤﻜن أن ﺘﺴود ﻓﻲ أﺴواق اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ و ﻜذﻝك اﻝﺤواﺠز اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻤدﺨرات اﻝﻘطﺎع اﻝﺤﻜوﻤﻲ ‪:‬‬
‫ﻴﺤﻘق اﻝﻘطﺎع اﻝﺤﻜوﻤﻲ ادﺨﺎ ار ﻴﻜون ﻤﺼـد ار ﻝﺘﻤوﻴـل ﻤﺸـﺎرﻴﻊ وﺨطـط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ إذا‬
‫زادت اﻹﻴرادات اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ﻋن ﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ اﻝﺠﺎرﻴﺔ و ﻴﺘم ﺘﻤوﻴـل ﻫـذا اﻝﻔـﺎﺌض واﻝﻌﺠـز ﺒﺎﻝﺒﺤـث‬
‫ﻋن ﻤدﺨرات اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺨرى أو ﺒﻨﻘود ﺠدﻴدة ‪ ،‬ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻴﻤﻜن اﻻﻨﺘﻔـﺎع ﺒﺈﺴـﻬﺎم اﻝﻘطـﺎع‬
‫اﻝﺤﻜوﻤﻲ ﻓﻲ اﻻدﺨﺎر اﻝﻤﺤﻠﻲ أو اﻝﺘﺨﻔﻴض ﻤن اﻋﺘﻤـﺎدﻩ ﻋﻠـﻰ اﻝﻘطﺎﻋـﺎت اﻷﺨـرى ‪ ،‬وذﻝـك‬
‫ﺒﺎﻻﻨﺘﻔـــﺎع ﺒﻜﻔـــﺎءة اﻝﺠﻬـــﺎز اﻝﻀـــرﻴﺒﻲ و ﺒﺘﺤدﻴﺜـــﻪ و ﻤﻜﺎﻓﺤـــﺔ اﻝﺘﻬرﻴـــب و ﺒﺘطـــوﻴر اﻝﻨظـــﺎم‬
‫اﻝﻀــرﻴﺒﻲ اﻝﻌــﺎم و اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﻝــﻴﻼﺌم اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت اﻝداﺨﻠﻴ ـﺔ اﻝﺴــﺎﺌدة ‪ ..‬ووﻀــﻊ ﻤﻌــﺎﻴﻴر أداء‬
‫اﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن ورﺒطﻬــﺎ ﺒــﺎﻝﺤواﻓز اﻻﻴﺠﺎﺒﻴــﺔ و اﻝﻔﻌﺎﻝــﺔ ﻤــﻊ اﻝﻌﻠــم أن اﻻرﺘﻔــﺎع ﺒﻤﻌــدل اﻻدﺨــﺎر‬
‫اﻝﻤﺤﻠـــﻲ و اﻝـــوطﻨﻲ ﻴﻤﺜـــل اﻝﺤﺠـــر اﻷﺴﺎﺴـــﻲ ﻓـــﻲ ﺴﻴﺎﺴـــﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻓﺎﻝﻤـــدﺨرات‬
‫اﻝوطﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺼدر اﻝﻤوارد اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻝﻠﺘﻤوﻴل اﻝداﺨﻠﻲ ﻝﺨطـط و ﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 3‬ﻤﺸﻜﻼت ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺘﺨﻠف اﻝﺴوق اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻨدﻤﺎ ﺤﻠت ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﻨﻔﺘﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻤﺤل أﺴﻠوب اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺨططﺔ ﺘواﻝت اﻝﻤﺼـﺎﻋب‬
‫ﻝﺘﻨﺸــﻴط اﻝﺴــوق اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻤ ـن ﺠدﻴــد وﻗــدﻤت ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﺴــﺒﻴل ﻤﻘﺘرﺤــﺎت ﺸــﺘﻰ ﻤﺜــل إﻋﻔــﺎء‬
‫ﺸرﻜﺎت اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ‪،‬إﻋﻔﺎء رأﺴﻤﺎﻝﻬﺎ ﻋن طرﻴق )اﻻﻜﺘﺘـﺎب اﻝﻌـﺎم( و اﻝﻘﻴـد ﻓـﻲ اﻝﺒورﺼـﺔ‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺠﻤﻴﺔ وآﺨرون ‪ :‬ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘﺨطﻴط ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ،134‬ص ‪139‬‬
‫‪ 2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪. 139‬‬

‫‪101‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻷﺴــﻬم اﻝﺸــرﻜﺎت ‪ ،‬و اﻝواﻗــﻊ أن ﻤﻌــدﻻت اﻷﺴــﻌﺎر اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻵﺨــذة ﻓــﻲ اﻻرﺘﻔــﺎع ﻨﺘﻴﺠــﺔ‬
‫ارﺘﻔﺎع اﻝواردات ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ زﻴﺎدة ﻓﻲ اﻝطﻠب اﻹﺠﻤﺎﻝﻲ ﻜﺎﻨت ﻫـﻲ اﻝﻌواﻤـل اﻝﻜﺎﻤﻨـﺔ وراء‬
‫زﻴــﺎدة اﻝﺘﻤوﻴــل ﺒــﺎﻝﻌﺠز وﻤــن ﺜــم اﻝﻔﺠــوة اﻝﺘﻀــﺨﻤﻴﺔ و ﻨــﺘﺞ ﻋﻨﻬــﺎ ﻓﻘــدان ﺒﻌــض اﻝﺴــﻠﻊ‬
‫اﻝﻀرورﻴﺔ وﻨﻘص اﻝﺨدﻤﺎت )‪.(1‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻀﺨﻤﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺘرﺠﻊ ﺤﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺒﻼد اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻝﻠﺘﻀـﺨم ﺒﺴـﺒب اﻝﺨﺼـﺎﺌص اﻝﻬﻴﻜﻠﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻜـم اﻗﺘﺼـﺎدﻫﺎ‬
‫وﺘﺘﻤﺜــل ﻫــذﻩ اﻝﺨﺼــﺎﺌص ﻓــﻲ اﻨﺨﻔــﺎض ﻤروﻨــﺔ ﺠﻬﺎزﻫــﺎ اﻹﻨﺘــﺎﺠﻲ وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻀــﺂﻝﺔ ﻤروﻨــﺔ‬
‫اﻝﻐرض اﻝﻜﻠﻲ ﻝﻺﻨﺘﺎج ووﺠود طﺎﻗﺎت ﻋﺎطﻠﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺎت اﻻﺴـﺘﻬﻼك ﻨﺎﺸـﺌﺔ ﻋـن ﻗﺼـور‬
‫اﻝطﻠــب اﻝﻨﻘــدي و اﻝﺒطﺎﻝــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺴـودﻫﺎ ﻫــﻲ ﺒطﺎﻝــﺔ ﻤﻘﻨﻌــﺔ و ﻝﻴﺴــت ﺒطﺎﻝــﺔ إﺠﺒﺎرﻴــﺔ ﻜﻤــﺎ‬
‫ﻴﺤدث ﻓﻲ اﻝﺒﻠدان اﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺘﻘدﻤـﺔ ‪ ،‬ﻴـؤدي اﻝﺘﻀـﺨم إﻝـﻰ ﺘوﺠﻴـﻪ رؤوس اﻷﻤـوال إﻝـﻰ‬
‫ﻓــروع اﻝﻨﺸــﺎط اﻻﻗﺘﺼــﺎدي اﻝﺘــﻲ ﻻ ﺘﻔﻴــد اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤراﺤﻠﻬــﺎ اﻷوﻝــﻰ ﻨﺘﻴﺠــﺔ إﻝــﻰ‬
‫إﻨﺘﺎج اﻝﺴﻠﻊ اﻝﺘﻲ ﺘزﻴد أﺴﻌﺎرﻫﺎ ﺒﺎﺴـﺘﻤرار وﻫـﻲ ﻋـﺎدة اﻝﺴـﻠﻊ اﻝﺘرﻓﻴﻬﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴـزداد اﻝطﻠـب‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨد أﺼـﺤﺎب اﻝـدﺨول اﻝﻌﺎﻝﻴـﺔ ‪ ،‬وﻜـذﻝك ﻴﺘﺠـﻪ ﻗﺴـم ﻫـﺎم ﻤـن اﻷﻤـوال إﻝـﻰ اﻻﺴـﺘﻴ ارد‬
‫واﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﻌﺎر اﻷراﻀﻲ اﻝزراﻋﻴﺔ و ﻜذﻝك اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ و إﻝﻰ ﺒﻨﺎء اﻝﻤﻨﺎزل‬
‫اﻝﻔﺎﺨرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺘدﻫور رأس اﻝﻤﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪:‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﻏﻴﺎب و ﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل و اﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤﺘطورة ﺘﻜون اﻷﺴـواق ﻤﺤﻜوﻤـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻘـﺎء ﻀـﻴﻘﺔ ﻻ‬
‫ﺘﻠﺒــــﻲ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــــﺔ ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘــــﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﻤﻜــــن أن ﺘﺠــــذب اﻝﻔــــﺎﺌض ﺒﺎﺘﺠــــﺎﻩ اﻝﺘــــوﻓﻴر‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫واﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻝﺒﻌث اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫‪ -4‬دور اﻝﻤوارد اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎك ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺼﺎدر ﻝﻠﻤوارد اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘدﻓق ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻼد اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ ﻝﺘﺴـﻬم ﻓـﻲ‬
‫ﺘﻤوﻴل ﺨطط و ﻤﺸﺎرﻴﻊ ﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝوطﻨﻲ و اﻝﻤﺤﻠﻲ وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤــﻨﺢ و اﻹﻋﺎﻨــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻗــد ﺘﻜــون ﻓــﻲ ﺸــﻜل ﻋﻤــﻼت و ﺴــﻠﻊ و ﺨــدﻤﺎت اﺴــﺘﻬﻼﻜﻴﺔ‬
‫واﺴﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ أو ﺨﺒرات ﻓﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ إﺒراﻫ ﻴم ﺴﻼﻤﺔ ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪.160‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪ ،160‬ص ‪. 162‬‬

‫‪102‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬اﻝﻘروض اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻗـد ﺘﻜـون ﻋﺎﻤـﺔ أو ﺨﺎﺼـﺔ أي ﻤـن طـرف ﺤﻜوﻤـﺎت أﺠﻨﺒﻴـﺔ أو‬
‫ﻫﻴﺌـــﺎت ﺘﺎﺒﻌـــﺔ ﻝﻬـــﺎ أو ﻫﻴﺌـــﺎت دوﻝﻴـــﺔ ‪ ،‬ﻜﺎﻝﺒﻨـــك اﻝﻌـــﺎﻝﻤﻲ أو اﻝﻬﻴﺌـــﺎت اﻝدوﻝﻴـــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـــﺔ أو‬
‫ﻤﻨظﻤﺎت اﻝﺘﻤوﻴل اﻝدوﻝﻴﺔ و ﺼﻨﺎدﻴق اﻝﺘﻤوﻴل اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ )‪. (1‬‬
‫ﻜﻤﺎ أن اﻝﻘروض ﻻﺒد أن ﺘﻜون ﺨﺎﻝﻴـﺔ ﻤـن أﻴـﺔ ﺸـروط ﻴﺘرﺘـب ﻋﻠﻴﻬـﺎ أي ﻨـوع ﻤـن اﻝﺘﺒﻌﻴـﺔ‬
‫اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ أو اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻤــﻊ اﻝﻌﻠــم أن ﺘﺼــﺎﻋ د اﻝﻤدﻴوﻨﻴــﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴــﺔ ﻴﻌﻜــس ﻓﻴﻬــﺎ ﻏﻴــﺎب‬
‫اﻻﺴﺘﺨدام اﻷﻤﺜل ﻝﺤﺼﻴﻠﺔ اﻝﻘروض اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝوطﻨﻲ و اﻝﻤﺤﻠﻲ )‪. (2‬‬
‫)‪ -3‬اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺘﻌرﻴف اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ‪ :‬ﺘدل اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻤل و اﻝﺘﻌـﺎون >> و ﺘﻌـﺎوﻨوا ﻋﻠـﻰ اﻝﺒـر و‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬وﻗد ﺘﻌددت ﻤﻔﺎﻫﻴم اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ و ﻝﻜﻨﻨـﺎ‬ ‫اﻝﺘﻘوى و ﻻ ﺘﻌﺎوﻨوا ﻋﻠﻰ اﻹﺜم و اﻝﻌدوان <<‬
‫ﺴﻨﻘوم ﺒﻌرض ﺒﻌض ﻤﻔﺎﻫﻴم اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺘﻌــرف اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻤ ـواطﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﺠﻤــﺎﻫﻴر اﻷﻫــﺎﻝﻲ‬
‫اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﺘﺨـﺎذ اﻝﻘـرار ﻝﺘﺤدﻴـد اﻷﻫـداف اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻴـﺔ و ﺤﺼـر و ﺘﺤدﻴـد اﻝﻤـوارد‬
‫اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻫذﻩ اﻷﻫداف و ﻜذﻝك ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻷﻫﺎﻝﻲ اﻝﺘطوﻋﻴﺔ ﻓـﻲ ﺒـراﻤﺞ وﻤﺸـروﻋﺎت‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫و ﻴﻌرف وﻝﻴم اﻴﻔﺎن "‪ " W.EVAN‬اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜـل ﻤـﺎ ﻴﺘﺼـل ﺒﺎﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﺘﺨــﺎذ اﻝﻘـ ار ارت أو ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺨطــط و اﻝﺒ ـراﻤﺞ أو اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ‬
‫ﺘﻨظﻴﻤـــﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ أو اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻓـــﻲ اﻝﺤﻔـــﻼت اﻝﻌﺎﻤـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﺘزﻴـــد ﻤـــن وﺤـــدة و ﺘﻤﺎﺴـــك‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ أو اﻝوﻋﻲ ﺒﺎﻝﻘﻴم اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‬
‫إذا ﻜﺎن ﺘﻌرﻴف اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة رﻜز ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻷﻫﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات ﻋـن‬
‫طرﻴـق اﻝﺘﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻝﻔﻌﻠﻴـﺔ و ﺘﺤدﻴـد اﻝﻤـوارد اﻝﻼزﻤـﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴـق أﻫـداﻓﻬم ﻓــﺈن‬
‫اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﺜﺎﻨﻲ رﻜز ﻋﻠﻰ أن اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻻ ﺒدﻝﻬﺎ ﻤـن ﺘﻤﺎﺴـك ووﻋـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺒـﺎﻝﻘﻴم اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﺴﻌﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻝﻐرﺴﻬﺎ ﻜﻬدف ﺘﻨﻤوي ‪.‬‬
‫وﻜذﻝك ﻤن ﻴﻌرف اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ >> ﻫﻲ ذﻝك اﻝﺠﻬد اﻝﺘطوﻋﻲ اﻝذي ﻴﺒذﻝﻪ اﻝﻔرد ﺒﺎﺨﺘﻴﺎرﻩ ﺘﺄدﻴـﺔ‬
‫ﻋﻤــل ﻤﻌــﻴن ﻴﻌــود ﺒــﺎﻝﻨﻔﻊ ﻋﻠــﻰ ﻏﻴــرﻩ ﻤــن اﻷﻓـراد ﺴ ـواء ﻜــﺎن ﻫــذا اﻝﺠﻬــد ﺘﺒرﻋــﺎ ﺒﺎﻝﻤــﺎل أو‬

‫‪ 1‬عبد العزيز عجمية وآخرون‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 176‬‬


‫‪E. HRLE . G . CHEVALIGR : COMMENT ADEPTER LENTREPRISE A LEVOLLUTION 2‬‬
‫‪DES MARCHES DEPOT LEGAL IMPRIMEUR ( IMPRIMIEN FRANCE ) 1988 P103‬‬
‫‪ 3‬ﺴورة اﻝﻤﺎﺌدة ‪ :‬اﻵﻴﺔ رﻗم ‪ ، 02‬اﻝﻘرآن اﻝﻜرﻴم‬
‫‪ 4‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪ :‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ، 64‬ص ‪. 65‬‬

‫‪103‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫ﺒﺎﻝوﻗت و ﺒﺎﻝﺠﻬد إﺤﺴﺎﺴﺎ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺒﺎﻝﺘﻀﺎﻤن ﻤﻊ أﺒﻨـﺎء ﻤﺠﺘﻤﻌـﻪ<<‬


‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬رﻜز ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻋﻠﻰ أن اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﺠﻬد ﺘطوﻋﻲ ﻴﺒذﻝﻪ اﻝﻔرد ﻤن أﺠـل اﻵﺨـرﻴن وﻻ‬
‫ﻴﺒﻌد ﻜﺜﻴ ار ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻋن ﻗوﻝـﻪ ﺼـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺴـﻠم >> ﻻ ﻴـؤﻤن أﺤـدﻜم ﺤﺘـﻰ ﻴﺤـب‬
‫ﻷﺨﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﺤب ﻝﻨﻔﺴﻪ <<)‪ (2‬رواﻩ اﻝﺒﺨﺎري و ﻤﺴﻠم ‪.‬‬
‫وﻴﻌرﻓﻬـــﺎ اﻝـــدﻜﺘور ﻤـــرزوق ﻋﺒـــد اﻝـــرﺤﻴم اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻓـــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﺒﺄﻨﻬـــﺎ ﻤﺸـــﺎرﻜﺔ اﻷﻓـــراد‬
‫واﻝﺠﻤﻌﻴﺎت و اﻝﻘﻴﺎدات ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﺸﻌور ﺒﺎﻝﻤﺴـﺌوﻝﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻤﻤـﺎ ﻴـؤدي ﺒﺎﻹﺴـﻬﺎم‬
‫ﻓﻲ ﻋـدد ﻤـن ﻤﺠـﺎﻻت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر ﻤـن اﻝﻘـﻴم و اﻝﻤﺒـﺎدئ اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـوم ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬
‫ﻤﻨظﻤﺎت و ﺠﻤﺎﻋﺎت ﻝﻬﺎ دورﻫـﺎ اﻷﺴﺎﺴـﻲ و ﻤﺴـﺌوﻝﻴﺎﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﺨطـﻴط ﻝﻤﺸـروﻋﺎت‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻫدﻓﻬﺎ رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى ﻤﻌﻴﺸﺔ اﻝﻨﺎس‬
‫ﻴرﻜز ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻋﻠﻰ أن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺘﺤﺘـﺎج إﻝـﻰ اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺴـﺌوﻝﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﺘﻤـد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺨطﻴط ﻤن أﺠل رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى ﻤﻌﻴﺸﺔ اﻝﻨـﺎس ‪ ،‬وﺘﻌﺘﺒـر اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ وﻴﻌرﻓﻬــﺎ ﺒﻌــض اﻝﺒــﺎﺤﺜﻴن ﺒﺄﻨﻬــﺎ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻠﻌــب ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﻔــرد دو ار ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺤﻴـــﺎة اﻝﺴﻴﺎﺴـــﻴﺔ ﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﻪ ‪ ،‬و ﺘﻜـــون ﻝدﻴـــﻪ اﻝﻔرﺼـــﺔ ﻝﻠﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻓـــﻲ وﻀـــﻊ و ﺼـــﻴﺎﻏﺔ‬
‫اﻷﻫــداف اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝــذﻝك اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ‪ ،‬وﻜــذﻝك إﻴﺠــﺎد أﻓﻀــل اﻝوﺴــﺎﺌل ﻝﺘﺤﻘﻴــق و اﻨﺠــﺎز ﻫــذﻩ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪،‬وزﻴﺎدة اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻝﻬـﺎ دور ﻫـﺎم ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﺼـدد ﻓﻬـﻲ ﺘﺴـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻷﻫداف‬
‫اﺴﺘﺨدام اﻝﻘدرات اﻝﺒﺸرﻴﺔ إﻝﻰ أﻗﺼﻰ ﺤـد ﻤﻤﻜـن ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ وﺴـﻴﻠﺔ ﻝزﻴـﺎدة ﻤﺴـﺘوﻴﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ و ﺘﺤﻘﻴــق اﻝــذات ‪ ،‬وﻤــن ﺜــم ﻓــﺈن اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻨﺸــطﺔ ﻫــﻲ اﻝﺘــﻲ‬
‫ﺘﺴــﻤﺢ ﻝﻠﻨــﺎس ﺒــﺄن ﻴﺤﻘﻘـوا إﻤﻜﺎﻨــﺎﺘﻬم اﻝﻜﺎﻤﻠــﺔ و أن ﻴﻘــدﻤوا أﻓﻀــل إﺴــﻬﺎم ﻤــن ﺠــﺎﻨﺒﻬم ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫﻲ أﻴﻀﺎ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻬﺎ )‪.(5‬‬

‫‪ 1‬ﻫﻨﺎء ﺤﺎﻓظ ﺒدوي ‪ :‬أﺴﺎﺴﻴﺎت طرﻴق ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪ 2‬ﻤﺤﻲ اﻝدﻴن أﺒﻲ زﻜرﻴﺎ ﻴﺤﻲ ﺒن ﺸرف اﻝﻨوري اﻝدﻤﺸﻘﻲ اﻝﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﺸرح اﻷرﺒﻌﻴن اﻝﻨووﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺤﺎدﻴث اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ اﻝﻨﺒوﻴﺔ دار اﻝﺴﻼم ‪،‬‬
‫دار اﻝﻬدى ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ و اﻝﻨﺸر و اﻝﺘوزﻴﻊ ‪ ،‬ﻋﻴن ﻤﻠﻴﻠﺔ ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ 3‬ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﷲ ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص‪65‬‬
‫‪ 4‬ﻤﺤﻤد اﻝﺴوﻴدي ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻴداﻨﻪ و ﻗﻀﺎﻴﺎﻩ ‪ ،‬دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ 5‬ﺘﻘرﻴر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻝﻌﺎم ‪ 1993‬ﻤﻨﺸور ﻝﺤﺴﺎب ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة اﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ‪ ،‬ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴروت ) ﻝﺒﻨﺎن (‬
‫‪ ، 1993‬ص ‪.21‬‬

‫‪104‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -2‬أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻝﻘــد ظﻬــر ﻤﻔﻬــوم اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ "‪ " PARTICIPATION‬ﻷول ﻤــرة ﻀــﻤن ﻤﻔــﺎﻫﻴم أو ﻝﻔــظ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴـﺔ اﻝﺨﻤﺴـﻴﻨﻴﺎت ‪،‬و ذﻝـك ﻤـن ﺨـﻼل ﻋﻤـل اﻝﻤﺴـﺌوﻝﻴن ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـــﺔ‪ ،‬ﻨﺘﻴﺠـــﺔ اﻻﺨـــﺘﻼف اﻝﻜﺒﻴـــر ﺒـــﻴن اﻝواﻗـــﻊ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﻲ اﻝـــذي ﺘﻌﻴﺸـــﻪ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت‬
‫اﻝﻤﺘﺨﻠﻔﺔ و ﺘوﻗﻌﺎﺘﻬم اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ و اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ‪،‬و ﻫـذا ﺒـدورﻩ أدى إﻝـﻰ ﺘﻌﻠـﻴﻘﻬم أﺴـﺒﺎب ﻓﺸـل‬
‫اﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝﺘﻲ ﺨططوا ﻝﻬـﺎ أو ﺼـﻤﻤوا ﻝﻬـﺎ إﻻ أن اﻫﺘﻤﺎﻤـﺎت اﻝﺴـﻜﺎن ﺒﻌﻴـدة ﺘﻤﺎﻤـﺎ ﻋـن‬
‫ﺘﺼورات اﻝﻤﺨططﻴن و اﻝﻤﻨﻔذﻴن ﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ )‪. (1‬‬

‫ﻓﺈن ﻜﺎن ﻏﻴﺎب اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻴـؤدي ﺤﺘﻤـﺎ إﻝـﻰ ﻓﺸـل ﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﻌﻨـﻰ ذﻝـك أن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﻘف ﻋﻠﻰ ﺴﺎﻗﻴن أﺤدﻫﻤﺎ اﻝﻤﺠﻬودات اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ و اﻵﺨـر ﻫـو اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ‬
‫اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﺎﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ أﺼﺒﺤت أﻤ ار ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ وﻝﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒرى ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺘﺨــﺎذ اﻝﻘ ـرارﻤن أﺠــل اﻝﺘﺨطــﻴط وأوﻝوﻴﺎﺘــﻪ ﻻ ﻴﺠــب أن ﺘﻘــوم ﺒــﻪ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻓﻘــط ﺘﻌﺘﺒــر‬
‫ﻨﻔﺴـــﻬﺎ ﺼـــﻔوة ﻤﻤﻴـــزة ﻓـــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ‪،‬وﻫﻲ اﻝﺠـــدﻴرة واﻷﺤـــق ﺒﺘﺤدﻴـــد اﻷوﻝوﻴـــﺎت واﺘﺨـــﺎذ‬
‫ات‪،‬واﻨﻤﺎ ﻻﺒد أن ﺘﻜون اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ واﺴﻌﺔ اﻝﻨطﺎق ﺒﺤﻴـث ﺘﻤـس اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝﻌرﻴﻀـﺔ ﻤـن‬ ‫اﻝﻘ ارر ٕ‬
‫اﻝﻤواطﻨﻴن وﻝﻴس ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺼﻔوة ﻓﻘط ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﺠب أن ﻴﻌﻜس اﻝﺘﺨطﻴط اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻨﺎس ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ و اﻝﺸرﻴﺤﺔ اﻝﻌرﻴﻀـﺔ ﺒﺼـﻔﺔ ﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻜﻤﺎ أن ﺤﻔظ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻴﺠب أن ﺘﺸﺎرك ﻓﻲ وﻀﻌﻬﺎ و ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺸراﺌﺢ ﻤن اﻝﻤواطﻨﻴن ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﺠــب أن ﺘﺘﻀــﻤن ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﻀــﺒط و اﻝرﻗﺎﺒــﺔ و اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻓــﻲ اﺘﺨــﺎذ‬
‫اﻝﻘرار ﺒﺠﺎﻨب ﺘﺒﺎدل اﻵراء ﺒﻴن اﻝﻘﺎﻋدة و اﻝﻘﻤﺔ و اﻝﻌﻜس )‪. (2‬‬
‫‪ -‬وﻤن ﺨﻼل اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻴﺘﻌﻠم اﻝﻤواطﻨون ﻜﻴف ﻴﻤﻜﻨﻬم ﺤل ﻤﺸﺎﻜﻠﻬم ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋـــن طرﻴـــق اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ اﻝﺸـــﻌﺒﻴﺔ ﻴﻤﻜـــن ﺘـــوﻓﻴر اﻝﺠﻬـــود اﻝﺤﻜوﻤﻴـــﺔ ﺒﻤـــﺎ ﻫـــو أﻫـــم ﻤـــن‬
‫اﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺎت اﻝﻜﺒرى ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﻤﻜــن ﻝﻠﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻬﻴﺌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ أن ﺘــؤدي دو ار راﺌــدا ﻗــد ﺘﻌﺠــز‬
‫ﺒﻌــض اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺒﻌــض اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت ﻋــن اﻝﻘﻴــﺎم ﺒــﻪ ﻨظ ـ ار ﻝﻠﻤروﻨــﺔ اﻝﺘــﻲ‬
‫ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻬﺎ اﻝﻬﻴﺌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ و اﻝﺘـﻲ ﺘﺘـﻴﺢ ﻝﻬـﺎ ﻓرﺼـﺔ اﻻﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ ﺒﺴـﻬوﻝﺔ وﺴـرﻋﺔ رﻏﺒـﺎت‬
‫اﻝﺠﻤﺎﻫﻴر داﺨل ﻫذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬
‫‪ 2‬ﻤﺤﻤد اﻝﺴوﻴدي ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻴداﻨﻪ وﻗﻀﺎﻴﺎﻩ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ،159‬ص ‪. 160‬‬

‫‪105‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﻜذﻝك ﺘﻜﻤن أﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل زﻴﺎدة اﻝﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺠﻤﻴـﻊ‬
‫اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻜﻀرورة ﺠوﻫرﻴﺔ وواﺤدة ﻤن اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻝﻸﻓـراد ﻓـﻲ اﻝوﻗـت ﻨﻔﺴـﻪ‬
‫ﻝﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻔﻘر و اﻝﺘﺨﻠف ﺒﺄﺴرع وﻗت ﻤﻤﻜن ﺨﺼوﺼﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ اﻝﻤرأة اﻝﺘـﻲ ﻴﺠـب‬
‫أن ﺘوﻝﻰ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎم ﺨﺎص ﻝﻼﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﻗدراﺘﻬﺎ )‪.(1‬‬
‫‪ -‬ﺘﻤﻜن اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤـن ﻓـﺘﺢ ﺒﻌـض اﻝﻤﻴـﺎدﻴن اﻝﺠدﻴـدة‬
‫ﻝﻠﺨدﻤﺎت و اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﺘﻲ ﻝم ﺘﻜن ﻤﺘوﻓرة ﻤن ﻗﺒل ‪ ،‬ﻷن ﺘدﻋﻴم اﻝﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﺤﺘﻴـﺔ ﺒﻤؤﺴﺴـﺎت‬
‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻜﺎﻝﻤدارس و اﻝﻤﺤﻼت و ﻤؤﺴﺴﺎت اﻻﺘﺼﺎل و اﻝﺸـرﻜﺎت و اﻝﻤﺼـﺎﻨﻊ ‪ ،‬ﻝﻬـﺎ أﻫﻤﻴـﺔ‬
‫ﻜﺒــرى ﻓــﻲ ﺘوظﻴــف اﻝﻤ ـوارد اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﻤﺎدﻴــﺔ ﻜﺎﻨــت أو ﺒﺸــرﻴﺔ وﻫــﻲ ﺒــذﻝك ﺒﺠﺎﻨــب‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻤﺴﺎﻋدﺘﻬﺎ اﻝﻤﺎدﻴﺔ و اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ ﺘوﺠﻪ ﻨظر اﻝﺤﻜوﻤﺔ إﻝﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﻴﺎدﻴن اﻝﺠدﻴدة‬
‫‪ -3‬اﻝدواﻓﻊ و اﻝﺤواﻓز اﻝﻤؤدﻴﺔ ﻝﻠﻤﺸﺎرﻜﺔ ‪:‬‬
‫ﻴﻤﻜن إﻋطﺎء ﺒﻌض اﻷﻤﺜﻠﺔ ﻝدواﻓﻊ اﻝﺘطوع ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘــوﻓر اﻝﺸــﻌور ﺒﺎﻻ ﻨﺘﻤﺎﺌﻴــﺔ إﻝــﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤــن ﺸــﺄﻨﻪ أن ﻴوﻝــد اﻝرﻏﺒــﺔ ﻝــدى اﻝــﺒﻌض ﻓــﻲ‬
‫اﻝﺘطوع ﻝدﻋم أﻨﺸطﺔ اﻝرﻋﺎﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫‪ -‬اﻝﻌرﻓﺎن ﺒﺎﻝﺠﻤﻴل ﻝﺒﻌض ﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤـن ﺸـﺄﻨﻪ أن ﻴوﻝـد اﻝـداﻓﻊ ﻝـدى اﻝﻔـرد إﻝـﻰ‬
‫ﺘﻘدﻴم ﺒﻌض اﻝﺠﻬود اﻝﺘطوﻋﻴﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺤﺎوﻝــﺔ ﺸــﻐل وﻗــت اﻝﻔ ـراغ ﺒﺼــورة إﻴﺠﺎﺒﻴــﺔ ﺘﻌــود ﺒــﺎﻝﻨﻔﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﻔــرد وﻋﻠــﻰ ﻤؤﺴﺴــﺎت‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻝوﻗت ﻨﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺸﺒﺎع اﻝﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﺘﻜوﻴن ﺼداﻗﺎت أو اﻝﺘﻌرف ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻨس اﻵﺨر ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺸــﺒﺎع اﻝﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ ﻤﻤﺎرﺴــﺔ ﺒﻌــض اﻷﻋﻤــﺎل اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻔــق ﻤــﻊ اﻝﻤﻴــول و اﻝرﻏﺒــﺎت ﻝﻠﻔــرد‬
‫واﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﺠد ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝرﺴﻤﻲ ﻤﺘﺴﻌﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻜﺘﺴﺎب ﻤﻜﺎﻨﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓـﻲ ﺒﻌـض اﻝﺘﻨظﻴﻤـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ وﻋـن طرﻴـق‬
‫اﺤﺘﻼل ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤرﺘﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻝﻨظم اﻹداري ﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝرﻋﺎﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻨﺎول ﺒﻌض اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﻔردﻴﺔ ﺒﺎﻝﺤل ﻤن ﺨﻼل اﻝﻌﻤل اﻝﺘطوﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬دﻋــم ﺠﻬــود ﺒﻌــض اﻝﻤﻨظﻤــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻤــل ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ و اﻝﺘــﻲ ﻴــرى ﻓﻴﻬــﺎ‬
‫أﻨﻬﺎ ﺘﻘوم ﺒدور ﻫﺎم ﻴﺠب دﻋﻤﻪ ﻝﻀﻤﺎن اﺴﺘﻤرارﻴﺘﻪ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺴﻌد ﺤﺴﻴن ﻓﺘﺢ اﷲ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ) اﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت و اﻻﺴﺘراﺘﺠﻴﺎت ( ‪ ،‬ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴروت ﻝﺒﻨﺎن‪ ،‬ط‪ ،1993 1‬ص‬
‫‪ ،53‬ص ‪. 54‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) ( REVIEW ) LORENDAHL BENHGT : NEN COOPERTIVES AND LOGAL DEVLOPPMENT ( ASTUDY OF CASEIN‬‬
‫‪JAMT LAND . SWEDEN) JOURNAL OF RURALSTUDY VOL 12 NO. 2 PP143.150. 1996P 149‬‬

‫‪106‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬اﻹﻨﺘﻤﺎﺌﻴﺔ اﻝﺤزﺒﻴﺔ ودﻋم اﻝدوﻝﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﺘطـوع ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻت ﻤﺘﻌـددة ‪ ،‬وﺘﻌﺘﺒـر ﻫـذﻩ‬
‫ﻤﺠرد أﻤﺜﻠﺔ ﻝﺒﻌض اﻝدواﻓﻊ وﻝﻴس ﻋﻠﻰ ﺴـﺒﻴل اﻝﺤﺼـر ﻷﻨﻨـﺎ ﻗـد ﻨﺠـد ﺘﻨوﻋـﺎ و ﺘﻔـردا ﺒـﻴن‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬ﻜذﻝك ﺤـب اﻝﻌﻤـل ﻤـﻊ‬ ‫أﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن ﺤﻴث اﻝداﻓﻊ ﻝﻠﺘطوع ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬
‫اﻵﺨرﻴن واﻝرﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻜﺴب ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺒـﻴن اﻝﻤـواطﻨﻴن و اﻝﺤﺼـول ﻋﻠـﻰ ﻤرﻜـز ﻓـﻲ اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت‬
‫واﻝﻬﻴﺌــﺎت أو اﻷﺤزاب‪،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ﻜﺴــب ﺘﻘــدﻴر و اﺤﺘ ـرام اﻵﺨــرﻴن وﻓــﻲ ﺤــﺎﻻت ﻜﺜﻴــرة‬
‫ﻨﺠــد أن اﻝــدواﻓﻊ اﻝﻔردﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻫــﻲ اﻝﻤﺼــﻠﺤﺔ اﻝﻤﺎدﻴــﺔ وﻫﻨــﺎك دواﻓــﻊ ذاﺘﻴــﺔ و اﻝﻌﻤــل‬
‫واﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻹﺸــﺒﺎع ﺤﺎﺠــﺎت إﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ ﻤﺜــل اﻝﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ اﻻ ﻨﺘﻤــﺎء و اﻝﻤرﻜــز واﻝﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﺘﻘدﻴر وﺘﺤﻘﻴق اﻝذات‬
‫‪ -4‬أﺸﻜﺎل اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻴﻌﺘﺒر اﻝوﻋﻲ ﻤن أﻫم ﻤﺤرﻜﺎت و ﻤﻘوﻤـﺎت اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ ‪،‬ﻓﻬـو ﻴﺨﻠـق ﻝـدى اﻝﻤـواطن‬
‫اﻝرﻏﺒﺔ و اﻹرادة ﻓﻲ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ و ﻴﻜون ﻫذا اﻝوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺜﻼث ﻤﺴﺘوﻴﺎت ‪،‬اﻝـوﻋﻲ ﺒـﺎﻝﺘﺨﻠف‬
‫واﻝوﻋﻲ ﺒﻀرورة اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺨﻠف أو اﻝﻘﻨﺎﻋـﺔ ﺒﻀـرورة اﻝﺘﻐﻴـر‪ ،‬ﺜـم اﻝـوﻋﻲ ﺒﺎﻷﺴـﺎﻝﻴب‬
‫واﻷدوات اﻝﻤﺼﺎﺤﺒﺔ )‪ .(3‬ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻝوﻋﻲ ﻫو ﻤﺼدر اﻝﻘوة اﻝﻤﺤرﻜﺔ ﻝﻠﺠﻤـﺎﻫﻴر ﻓـﺎﻝﻔرد‬
‫إذا ﻜﺎن ﻴﻌﻲ ﺘﺨﻠﻔﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺄﻤل أن ﻴﻠﺤق ‪،‬و ﻝذﻝك ﺘﺠـدﻩ ﻴﻨـدﻓﻊ ﻨﺤـو اﻝﺘﻐﻴـر و ﺒـذﻝك ﻴﺒﺤـث‬
‫ﻋـن اﻝطرﻴــق أو اﻝﺴــﺒﻴل ﻝﻠﺘﻐﻴـر ﻓﻨﺠــد اﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت و اﻝﻬﻴﺌــﺎت اﻝﺘـﻲ ﻴﺘــدرج ﺘﺤــت ﻏطﺎﺌﻬــﺎ و‬
‫ﺒذﻝك ﻴﺴﻌﻲ ﺠﺎﻫدا ﻝﻠﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ أﻀف إﻝﻰ ذﻝك أﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﻴﻌﻲ اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت‬
‫اﻝﺘﻲ ﺴﻨﺘﻬﺎ اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻤن أﺠل ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطن ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﺒﻬذا ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـواطن أن ﻴﺴـﺎﻫم ﻓـﻲ ﺤـل ﻤﺸـﺎﻜﻠﻪ ﺒﻨﻔﺴـﻪ ﻤـن ﺨـﻼل ﻤﻤﺎرﺴـﺔ ﻤواطﻨﺘـﻪ‬
‫ٕواﺜﺒﺎت اﻨﺘﻤﺎﺌﻪ إﻝﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ و ﻴﻤﻜن أن ﺘﺘﺨذ ﻫذﻩ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ أﺸﻜﺎﻻ ﻋدﻴدة ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻻﺸﺘراك ﻋن طرﻴـق اﻝوﺤـدات و اﻝﻤﺠـﺎﻝس اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻜﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺴـﺘوﻴﺎت ﺴـواء ﻋـن‬
‫طرﻴـــق اﻝﻌﻀـــوﻴﺔ ﻓﻴﻬـــﺎ أو اﻝﺘرﺸـــﺢ ﻝﻺﻨﺘﻤـــﺎء إﻝﻴﻬـــﺎ أو اﻻﻨﺘﺨـــﺎب ﻝﺘﺤدﻴـــد أﻋﻀـــﺎﺌﻬﺎ أو‬
‫اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺘﻬﺎ و ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ‪...‬‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ،151‬ص ‪. 152‬‬
‫‪ 2‬ﺘﻘرﻴر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻝﺴﻨﺔ ‪ ، 1993‬ﻤﻨﺸور ﻝﺤﺴﺎب ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة اﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒﻴروت ‪ ،‬ﻝﺒﻨﺎن ‪،‬‬
‫‪ ، 1993‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 3‬ﻤرﻴم أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ و إﺤﺴﺎن ﺤﻔظﻰ ‪ :‬ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،‬ص ‪244‬‬

‫‪107‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻋن طرﻴق اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻝﺘﻌﺎوﻨﻴﺔ أو اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ وذﻝـك ﻤـن ﺨـﻼل إﻨﺸـﺎء‬
‫ﻫذﻩ اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت أو اﻹﻨﺘﻤﺎء و اﻝﻌﻀوﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ أو اﻝﺘطوع ﻓﻲ ﺒﻌـض أﻨﺸـطﺘﻬﺎ و اﻝﻤﺴـﺎﻋدة‬
‫اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ ﻝﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻋــن طرﻴــق اﻷﺤ ـزاب اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ‪ ،‬أو اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻋــن طرﻴــق اﻝﻠﺠــﺎن اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أواﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻤن ﺨﻼل إﺒداء اﻝرأي أو اﻝﺸﻜﺎوي اﻝﻌﺎﻤﺔ ‪...‬‬
‫‪ -5‬ﻤن واﻗﻊ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻝﻘــد ﻋﻤﻠــت اﻝﻌدﻴــد ﻤــن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﻋﻠــﻰ إﺸ ـراك اﻷﻫــﺎﻝﻲ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺒﻌــد أن ظﻬــرت‬
‫أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﺎﺤﺔ اﻝﻔﻜرﻴﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ إﻨﺠﺎح اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﺴﻌﻴﺎ ﻝﻠوﺼول إﻝﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وﻴرﺠﻊ ذﻝك إﻝﻰ ﻀرورة إﺸراك اﻝﻤواطﻨﻴن ﻓﻲ ﺘﻘرﻴر ﻤﺼﻴرﻫم وﺤل ﻤﺸﺎﻜﻠﻬم)‪.(2‬‬
‫وﺴــﻨﺤﺎول ﻋــرض ﻨﻤــوذﺠﻲ ﻨﻤــوذج ﻋــﺎﻝﻤﻲ أي ﻤــن اﻝﻌــﺎﻝم و ﻨﻤــوذج ﻤــن اﻝــوطن اﻝﻌرﺒــﻲ‬
‫ﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺠﻤﺎﻫﻴر ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻨﻤﺎذج ﻤن اﻝﻌﺎﻝم‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﺒﻤدﻴﻨﺔ ﺴﻴﻨﺴﻴﻨﺎﺘﻲ اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻝﻘد ﻗﺎﻤـت ﺘﺠرﺒـﺔ اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﺸـﻌﺒﻴﺔ ﻓـﻲ ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻓـﻲ ﻤدﻴﻨـﺔ ﺴﻴﻨﺴـﻴﻨﺎﺘﻲ‬
‫ﺴــﻨﺔ ‪ 1980‬ﺒﺎﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻘــﺎﺒﻼت ﻤــﻊ ﻗﻴــﺎدات اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻤــن اﻝﺤﻜوﻤــﺔ و اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫اﻝﻤﺤﻠـﻲ وﻗـد ﺸــﻤل ذﻝـك إدارﻴـﻴن ﻤــن ﺨﻤـس ﻋﺸـرة إدارة ﻤــن اﻹدارات اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬و أرﺒﻌــﺔ‬
‫ﻋﺸر ﻗﺎﺌـدا ﻤـن ﻗﻴـﺎدات ﻤﺠﻠـس اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬وذﻝـك ﻝﻤﻨﺎﻗﺸـﺔ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝﺤﻠـول اﻝﻤﻤﻜﻨـﺔ‬
‫ﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﻤدﻴﻨــﺔ وﻗــد أﺼــﺒﺢ اﻹدارﻴــون ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺴﻴﻨﺴــﻴﻨﺎﺘﻲ ﻤﻬﺘﻤــﻴن اﻫﺘﻤﺎﻤ ـﺎ ﻜﺒﻴ ـ ار‬
‫ﺒﻤﺠــﺎﻝس اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ﺤﻴــث ﻜﺎﻨــت إدارة اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و ﻤﻨظﻤــﺎت اﻷﻫــﺎﻝﻲ ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﺘﻌﻤــل‬
‫ﺴوﻴﺎ ﻋن ﻜﺜب ﻓﻲ ﻤﺠﺎل واﺴﻊ ﻤن ﺒراﻤﺞ اﻝﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬و ﻗد أﻜﺘﺸف اﻹدارﻴون ﻋدة ﻤزاﻴﺎ ﻝﺘﻠـك‬
‫اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﻨـــوات أﻓﻀـــل ﻝﻼﺘﺼـــﺎﻻت ك‪:‬ﺤﻴـــث ﺘﺒـــﻴن أن ﻤﻨظﻤـــﺎت اﻷﻫـــﺎﻝﻲ ﺘﻤﺜـــل ﻤﺼـــﺎدر ﻤﻔﻴـــدة‬
‫ﻝﻠﻤﻌﻠوﻤﺎت وﻗد ﻜﺎﻨت ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻫﻤزة وﺼـل ﺒـﻴن اﻝﺴـﻜﺎن و اﻹدارة ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺴـﺎﻋدت ﻫـذﻩ اﻝﻤﻨظﻤـﺎت‬
‫إدارات اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺸروط اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝﺠوﻫري ‪ :‬دراﺴﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ اﻝﺸرق ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ، 1995 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 2‬ﺠون ﻜﻼﻴﻨﺘون ﺘوﻤﺎس ‪ :‬ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺠﻤﻬور ﻓﻲ اﻝﻘ اررات اﻝﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﺘرﺠﻤﺔ ﻓﺎﻴز اﻝﺤﻜﻴم و اﺤﻤد ﻤﻨﻴب ‪ ،‬اﻝدار اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻼﺴﺘﺜﻤﺎرات اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻋن م م ‪ ،‬اﻝﻘﺎﻫرة ‪ ،2001 ،‬ص ‪. 28‬‬

‫‪108‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺒراﻤﺞ أﺤﺴن ﺘﻨﻔﻴذ ‪ :‬ﺤﻴث أﻜد ﻋدﻴد ﻤن اﻹدارﻴﻴن أن ﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻷﻫـﺎﻝﻲ ﻓـﻲ ﻗـ اررات‬
‫اﻹدارة ﻴﻴﺴر ﺘﻨﻔﻴذ ﺘﻠك اﻝﻘ اررات و زاد ﻤن ﺘﻘﺒل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻝﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤزﻴــد ﻤــن اﻝﺨــدﻤﺎت ﻤﻘﺎﺒــل ﻜــل دوﻻر ‪ :‬ﻗــد ﺤﺴــﻨت ﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤــن إﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫ﺒﺘﺠﻨﻴد اﻷﻫﺎﻝﻲ ﻝﻠﻤﺴﺎﻋدة ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺒـراﻤﺞ و ﺘﻘـدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت ‪ ،‬ﺤﻴـث ذﻫـب اﻷﻫـﺎﻝﻲ إﻝـﻰ أﺒﻌـد‬
‫ﻤن ﻗﺒول ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺒراﻤﺞ و ﺘﻘدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت‪،‬ﺤﻴث ذﻫـب اﻷﻫـﺎﻝﻲ إﻝـﻰ أﺒﻌـد ﻤـن ﻗﺒـول اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﺒـل‬
‫إﻝﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻴﻪ‬
‫‪ -‬اﻝﺤﺎﺠــﺔ ﻤــن اﻝﻨﻘــد ‪ :‬ﻗــد ﻗﻠﻠــت ﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﺘﺨــﺎذ اﻝﻘ ـرار ﻤــن ﻨﻘــدﻫم‬
‫ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﺤﻴث أﺼﺒﺤت ﻗﻴـﺎدات اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ اﻝـذﻴن ﺸـﺎرﻜوا اﻹدارات ﻜﺜﻴـ ار ﻏﻴـر راﻏﺒـﻴن ﻓـﻲ‬
‫ﻨﻘل اﻝﺨﻼﻓﺎت ﺨﺎرج اﻹدارات ) إﻝﻰ ﺴﻠطﺎت أﻋﻠﻰ ( وذﻝك ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺴوء اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬم‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﻀﻊ اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻋﻨدﻤﺎ ﺤﺎﻝت ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﻤدﻴﻨﺔ‬
‫ﺴﻴﻨﺴــﻴﻨﺎﺘﻲ دون ﺘﺼــﻌﻴد اﻝﺸــﻜﺎوي إﻝــﻰ اﻝﺴــﻠطﺎت اﻷﻋﻠــﻰ ﻓﺈﻨﻬــﺎ زادت أﻴﻀــﺎ ﻤــن اﻝﺘــﺄﺜر اﻝــذي‬
‫ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﺒﻌض اﻹدارات ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﺴﻠطﺎت ﺤﻴث أﻜد ﻋدد ﻤن اﻹدارﻴﻴن ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺒﺄن اﻝﻤﻨظﻤﺎت‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻜﺎﻨت ﺤﻠﻴﻔﺎ ﻤﻔﻴدا ﻓﻲ إﻗرار اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ‬
‫ﻓﻘد ﻜﺎن ﻤﺠﻠس اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﺴـﺘﻌداد ﻹﻋطﺎﺌﻬـﺎ اﻝﻤزﻴـد إذا ﺘﻤﻜﻨـت ﻤـن إﻗﻨﺎﻋـﻪ ﺒﺤﺎﺠﺘﻬـﺎ ﻝـذﻝك‬
‫وﻗــد ﺤﻘﻘــت اﻝﻤﻜﺎﺴــب اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ اﻋﺘراﻓــﺎ ﻤﺘزاﻴــدا ﺒﺄﻫﻤﻴــﺔ و ﻀــرورة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺴﻜﺎن و اﻝﻘﻴﺎدات اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ و اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫‪ -2‬ﻨﻤﺎذج ﻤن اﻝﻌﺎﻝم اﻝﻌرﺒﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻷردن ‪:‬‬
‫ﻗﺎﻤت ﺒﻬذﻩ اﻝﺘﺠرﺒﺔ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻨور اﻝﺤﺴﻴﻨﻲ ‪ ,‬وﻫﻲ ﻤؤﺴﺴﺔ ﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻏﻴـر ﺤﻜوﻤﻴـﺔ أﻨﺸـﺌت‬
‫ﻋﺎم ‪ ، 1985‬و ﺘرﻜز إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬ﻫﺎدﻓـﺔ‬
‫ﻤن وراء ذﻝك إﻝﻰ اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺴـﻴن ﻨوﻋﻴـﺔ اﻝﺤﻴـﺎة ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻷردﻨﻴـﺔ ﻤـن‬
‫ﺨﻼل اﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻝﻼﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ و اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓـﻲ ﻜﺎﻓـﺔ أﻨﺤـﺎء اﻷردن ﻋﺒـر‬
‫ﻨﻤـــﺎذج ﺘﻨﻤوﻴـــﺔ ﻤﺒﺘﻜـــرة و ﻤﺘﻜﺎﻤﻠـــﺔ ‪ ،‬ووﻀـــﻊ ﻤﻌ ـــﺎﻴﻴر وطﻨﻴـــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺘﻜﺎﻤﻠـــﺔ ﺒﺒﻌـــدﻫﺎ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪،‬ﻴؤﺜر ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻝﻤﺸروع اﻝﻬﺎدف إﻝﻰ ﺘﺤﺴـﻴن ﻨوﻋﻴـﺔ اﻝﺤﻴـﺎة‬
‫ﻤن ﺨﻼل ﺘﻠﺒﻴﺔ اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ أوﻻ ‪ ،‬ﺜم ﺘﻠﺒﻴﺔ اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻤﻊ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ﻋـﺎم‬
‫‪ ، 1989‬وﻗد ﺘوﺴﻊ ﻫذا اﻝﻤﺸروع ﻝﻴﺸﻤل واﺤـد وﻋﺸـرﻴن ﻗرﻴـﺔ و ﺒﻠـدة ﻤـﻊ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ‪2002‬‬

‫‪ 1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪ ،28‬ص‪.30‬‬


‫‪ 2‬ﺠون ﻜﻼﻴﻨﺘون ﺘوﻤﺎس ‪ :‬ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺠﻤﻬور ﻓﻲ اﻝﻘ اررات اﻝﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪109‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫وﻗــد اﻋﺘﻤــد اﻝﻤﺸــروع ﻓــﻲ أﺴــﺎس ﻋﻤﻠــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺘﺸــﻜﻴل اﻝﻤﻨظﻤــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﻤﺜﻠــﺔ ﻝﻜﺎﻓــﺔ‬
‫ﻗطﺎﻋﺎت اﻝﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ و ﺘﻔﻌﻴل دورﻫﺎ ﺒﺎﻝﺘدرﻴب و اﻝﺘوﺠﻴﻪ ‪ ،‬ﺒﺤﻴـث ﻴﻜـون‬
‫ﻋﻤــل اﻝﻤﺸــروع ﻓــﻲ اﻝﻨﻬﺎﻴــﺔ ﻤﻨﺼــﺒﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹﺸ ـراف و اﻝﻤﺘﺎﺒﻌــﺔ ‪ ،‬وﺘﻤﺜــل ﻫــذﻩ اﻝﺘﻨظﻴﻤــﺎت‬
‫ﻤﺠﺎﻝس ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ‪ ،‬ﻝﺠـﺎن اﻝﻤـرأة ‪ ،‬ﻝﺠـﺎن ﻓﻨﻴـﺔ ﻤﺴـﺎﻨدة ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻝﻘرﻴـﺔ ‪ ،‬ﻝﺠـﺎن‬
‫ﻗروض ‪ ،‬أﻨدﻴﺔ ﺒﻴﺌﻴﺔ وﻏﻴرﻫﺎ ‪.‬‬
‫و ﻗد ﺘم وﻀـﻊ اﻝﺨطـط ﻋﻠـﻰ ﻀـوء اﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ و اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻝﻜـل ﻗرﻴـﺔ ﻤـن ﻗﺒـل‬
‫ﻤﺠﺎﻝس اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬و اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤن اﻝﺠواﻨب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﻜرﻴﺎض اﻷطﻔﺎل ‪ ،‬أﻨدﻴـﺔ‬
‫اﻷﻤﻬـﺎت ‪ ،‬اﻝﺘﺜﻘﻴـف اﻝﺼــﺤﻲ و اﻝﺒﻴﺌـﻲ ( و اﻝﺠواﻨـب اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ) ﻜﺎﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ اﻹﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ‬
‫اﻝﺠﻤﺎﻋﻴـــﺔ و اﻝﻤﺸـــﺎرﻴﻊ اﻹﻨﺘﺎﺠﻴـــﺔ اﻝﻔردﻴـــﺔ و ﺒـــراﻤﺞ اﻹﻗـــراض ( و اﻝﺠواﻨـــب اﻝﺘدرﻴﺴـــﻴﺔ‬
‫) ﺘدرﻴب اﻝﻠﺠﺎن و اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﺘﺄﻫﻴﻠﻬﺎ ( ﻝﻘد ﺴﺎﻫم ﻫذا اﻝﻤﺸروع ﻓـﻲ ﺘﺤﺴـﻴن ﻨوﻋﻴـﺔ‬
‫اﻝﺤﻴﺎة ﺒﺎﻝﺤد ﻤن ﻨﺴﺒﺔ اﻝﺒطﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻝرﻴف و ﺨﻠـق ﻓـرص ﻋﻤـل و ﺘﺸـﻐﻴل اﻷﻴـدي اﻝﻌﺎﻤﻠـﺔ ورﻓـﻊ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ و زﻴﺎدة دﺨل اﻷﺴر ﻤن ﺨﻼل اﺴﺘﻘطﺎب اﻝﺘﻤوﻴل ﻹﻨﺸﺎء اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﻤدرة ﻝﻠدﺨل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻔـرد و اﻝﺠﻤﺎﻋـﺔ ‪ٕ ،‬وا ﻨﺸـﺎء ﺼـﻨﺎدﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺜـل ) ﺼـﻨﺎدﻴق‬
‫اﻝﻘرى‪ ،‬ﺼﻨﺎدﻴق اﻻﺌﺘﻤﺎن‪ ،‬وﺼـﻨﺎدﻴق اﻷﺴـرة واﻝطﻔـل ( ﺤﻴـث ﺘﻘـوم ﻫـذﻩ اﻝﺼـﻨﺎدﻴق ﺒﺘﻘـدﻴم‬
‫اﻝﺘﻤوﻴـــل اﻝـــﻼزم – و ﻀـــﻤن آﻝﻴـــﺔ ﻤرﻴﺤـــﺔ ﺘﺘﻨﺎﺴـــب و اﺤﺘﻴﺎﺠـــﺎت اﻷﺴـــرة و إﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺘﻬـــﺎ –‬
‫ﻹﻨﺸــﺎء ﻤﺸــﺎرﻴﻊ ﺼــﻐﻴرة ﻤــدرة ﻝﻠــدﺨل ‪ ،‬ودﻋــم ﺒﻌــض اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﻘﺎﺌﻤــﺔ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ‬
‫ﺒراﻤﺞ ﻝﺘﻘدﻴم اﻝﻘروض اﻝﻌﻴﻨﻴﺔ ﺒﻤﺨﺘﻠف أﻨواﻋﻬﺎ ‪.‬‬
‫و ﻴﻜﻤن ﺴر ﻨﺠﺎح ﻫذﻩ اﻝﺘﺠرﺒﺔ ﻓـﻲ ﻜوﻨﻬـﺎ ﺘﻌﺘﻤـد ﺒﺸـﻜل أﺴﺎﺴـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺘﻤﻜـﻴن اﻝﻤﻨظﻤـﺎت‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻹدارة اﻝﻌﻤﻠﻴـــﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴـــﺔ ﻤـــن اﻝﻨـــواﺤﻲ اﻹدارﻴـــﺔ و اﻝﻤﺎﻝﻴـــﺔ ‪ ،‬و إﻋـــداد اﻝﺨطـــط‬
‫واﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ و ﺘﺤدﻴــد اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ و اﻝﺒﺤــث ﻋــن ﺴــﺒﻴل ووﺴــﺎﺌل ﺘﻠﺒﻴﺘﻬــﺎ و ﺸــﻤل‬
‫ذﻝك أﻴﻀﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻔﻌﻴـل ﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ ﻤـن ﺨــﻼل ﺘﻘوﻴـﺔ وﺒﻨـﺎء ﻗــدرات اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ اﻝــذات‬
‫ﻝﻠﺴﻜﺎن اﻝﻤﺤﻠﻴﻴن ﺒﺤﻴث ﺘﺼﺒﺢ ﻤﺴﺌوﻝﺔ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋن ﺤل ﻤﺸﺎﻜﻠﻬﺎ ‪،‬وﻤدرﺒﻪ ﻋﻠﻰ إدارة ﺒـراﻤﺞ‬
‫و ﻓﻌﺎﻝﻴﺎت ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘطوﻴرﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤود اﻝﺤدﻴـد و آﺨـرون ‪ :‬ﺘﺠرﺒـﺔ ﻤؤﺴﺴـﺔ ﻨـور اﻝﺤﺴـﻴن ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻷردن ‪ ،‬ورﻗـﺔ‬
‫ﻤﻘدﻤﺔ إﻝﻰ اﻝﻤؤﺘﻤر اﻝدوﻝﻲ اﻝﺴﺎﺒﻊ " إدارة اﻝﻬﻴﺌﺎت و اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘطوﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼرة "‬
‫‪http : ww. Awc . ovg . jo / arabic / western – as /j / downlojds / hgo. Doc‬‬

‫‪110‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﺘﻔﻌﻴل ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝرﺴﻤﻴﺔ و اﻷﻫﻠﻴﺔ ‪.‬‬


‫‪ -‬إﺘﺒــﺎع ﻤــﻨﻬﺞ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺸــﺎﻤﻠﺔ اﻝﻤﺘﻜﺎﻤﻠــﺔ اﻨطﻼﻗــﺎ ﻤــن اﻝﻘرﻴــﺔ إﻝــﻰ اﻝﻤﻨطﻘــﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴــﺔ‬
‫اﻷﻜﺒر‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن اﻝﻘﺎﻋدة إﻝﻰ اﻝﻘﻤﺔ ﻤـن ﺨـﻼل ﺘﻤﻜـﻴن اﻝﻤﻨظﻤـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻤـن‬
‫إدارة ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻌظـــﻴم دور اﻝﻤؤﺴﺴـــﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴـــﺔ ﻤـــن ﺨـــﻼل دور اﻝﻤﻴﺴـــر و اﻝﺴـــﻬل وﻝـــﻴس اﻝﺒـــدﻴل ﻋـــن‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت‬
‫‪ -‬اﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝﻤوارد اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻝذاﺘﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻤﻜــﻴن اﻝﻤﻘﺘرﻀــﻴن و اﻝﻌﻤــﻼء ﻤــن ﻤﻬــﺎرات ﻤﻬﻨﻴــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﺘــدرﻴب و اﻝﻤﻤﺎرﺴــﺔ‬
‫واﻝﺘوﺼﻴﺔ و ﻋﻠـﻰ اﻝـرﻏم ﻤـن ﻨﺠـﺎح ﻫـذﻩ اﻝﺘﺠرﺒـﺔ إﻝـﻰ ﺤـد ﻜﺒﻴـر ﻓﻘـد ﻻﻗـﻰ اﻝﻤﺸـروع ﻋـدة‬
‫ﺼﻌوﺒﺎت أﺜﻨﺎء ﺘﻨﻔﻴذﻩ ‪ .‬ﻤن أﻫﻤﻬﺎ ارﺘﺒﺎط اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻤوﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻷﻫـﺎﻝﻲ ﺒﻤﻔﻬـوم‬
‫اﻝﻬﻴﺌـــﺎت و اﻝﻤﺴـــﺎﻋدات ‪ ،‬وﻀـــﻌف اﻝﺘوﺠـــﻪ ﻝـــدى اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻨﺤـــو اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎر‬
‫)‪.(1‬‬
‫واﻹﻨﺘﺎج و اﻝﻌﻤل‬
‫‪ -4‬ﺘﻘوﻴم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺘﻘوﻴم اﻝﺨطط ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ اﻷﺴﺒﺎب اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ﻋﻠﻰ أن ﺘﺘﺨـذ‬
‫اﻝﻤﻘﺎﻴﻴس اﻵﺘﻴﺔ أﺴﺎﺴﺎ ﻝﺘﻘوﻴم اﻝﺨطط ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻤدى ﻨﺠﺎح اﻝﺨطط ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ اﻷﺴﺒﺎب اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﻤﺤﻠـﻲ و ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘوﻓﻴر ﺤﺎﺠﺘﻪ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤـدى ﻨﺠـﺎح اﻝﺨطـط ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﺴـﻴق ﺒـﻴن اﻝﺠﻬــود اﻝﺘـﻲ ﺘﺒـذل ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴـذﻫﺎ ﻝﺘﻔـﺎدي اﻝﺘﻜـرار‬
‫واﻝﺘﻀﺎرب ) ﻋدم ﺨﺴﺎرة اﻝﺠﻬد ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤدى ﻨﺠﺎح اﻝﺨطط ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴـد اﻻﻫﺘﻤﺎﻤـﺎت ﻓـﻲ اﻝﻤﺸـروﻋﺎت و ﻤـدى واﻗﻌﻴﺘﻬـﺎ و ﻗرﺒﻬـﺎ‬
‫ﻤن اﻝﻴﻘﻴن اﻝﻌﻠﻤﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤدى ﻤروﻨﺔ اﻝﺨطط وﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻬﺎ ﻝﻠﺘﻼؤم ﻤﻊ ظروف اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤود اﻝﺤدﻴـد و آﺨـرون ‪ :‬ﺘﺠرﺒـﺔ ﻤؤﺴﺴـﺔ ﻨـور اﻝﺤﺴـﻴن ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻷردن ‪ ،‬ورﻗـﺔ‬
‫ﻤﻘدﻤﺔ إﻝﻰ اﻝﻤؤﺘﻤر اﻝدوﻝﻲ اﻝﺴﺎﺒﻊ " إدارة اﻝﻬﻴﺌﺎت و اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘطوﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼرة "‬
‫‪http : ww. Awc . ovg . jo / arabic / western – as /j / downlojds / hgo. Doc .‬‬

‫‪111‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﻤدى وﻀﻊ اﻝﺨطط ﻝﻠﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﺜﻼﺜﺔ ‪.‬‬


‫‪ -2‬ﺘﻘـــوﻴم اﻝﻘﻴـــﺎدة ﻓـــﻲ اﻝﻤﺸـــروﻋﺎت و اﻝﻨﻬـــوض ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ ﻋﻠـــﻰ أن ﺘﺘﺨـــذ‬
‫اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻵﺘﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤــدى ﻜﻔﺎﻴــﺔ اﻝﻘﻴــﺎدة اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻘﻴــﺎم ﺒﺄﻋﻤﺎﻝﻬــﺎ دون اﻝﺘﻤﻴــز ﺒﺎﻝﻌﻼﻗــﺎت اﻝﺸﺨﺼــﻴﺔ و‬
‫ﻤدى ﻨﺠﺎح اﻝﻘﻴﺎدة ﻓﻲ ﺘﺸﺠﻴﻊ ظﻬور اﻝﻘﺎدة اﻝﻤﺤﻠﻴﻴن ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤدى ﺘدرﻴب اﻝﻘ ﺎدة اﻝﻤﺤﻠﻴﻴن ﻋﻠﻰ ﺨطوط وﺴﺎﺌل اﻝﻘﻴﺎدة ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﺨﺘﻴﺎر اﻝﺠﻬﺎز اﻝﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻘوﻴم ‪:‬‬
‫ﻴﺠب أن ﺘﺘوﻓر ﻓﻴﻪ اﻝﺼﻔﺎت اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﻴﺠب أن ﻴﻨﺎل ﻫذا اﻝﺠﻬﺎز اﺴﺘﻘﻼﻻ ﻜﺎﻓﻴﺎ وأن ﻴﺘﺤرر ﻤن أي ﻀﻌف ﻴؤﺜر ﻋﻠـﻰ ﻨﺘــــــﺎﺌﺞ‬
‫اﻝﺘﻘــوﻴم وذﻝــك ﺒــﺄن ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺘوﻴﺎت ﻜــﺄن ﻴﺘﺒــﻊ ﺘﻌــﺎون اﻝــوزﻴر ﻤﺒﺎﺸــرة أو ﻤﺤﻠــﻲ‬
‫اﻝﺘﺨطﻴط اﻷﻋﻠﻰ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﺠــب أن ﻴﺘــوﻓر ﻝﻬــذا اﻝﺠﻬــﺎز اﻝﻔﻨﻴــﻴن ذوي اﻝﺨﺒــرة اﻝﻤﻴداﻨﻴــﺔ ﺒﻤــﺎ ﻴﺴــﻤﺢ ﻝــﻪ ﺒــﺄن ﻴﺤﻜــم‬
‫ﺤﻜﻤﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸروﻋﺎت ﻤﻊ ﺘوﻓﻴر اﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ و اﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻬل ﻝﻬـم‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻤﻬﺎﻤﻬم ﺒﺎﺴﺘﻤرار‬
‫‪ -‬ﻴﺠــب أن ﺘرﻓــﻊ اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﺘــﻲ ﻴﺼــل إﻝﻴﻬــﺎ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻔﻌــل اﻝﺘﻘــوﻴﻤﻲ إﻝــﻰ اﻝﻤﺴــﺌوﻝﻴن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻝﻤﻌﻨﻴﻴن ﻤﺒﺎﺸرة ﻗﺼد زﻴﺎدة إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻝزﻤن اﻝﻤﻨﺎﺴب‬
‫‪ -‬ﻨﻤوذج ﺨطﺔ ﺘﻘﻴﻴم ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻤﺎ ‪:‬‬
‫ﻫــذا ﻨﻤـــوذج ﻤﺴــك ﻝﻌﻤﻠﻴـــﺔ ﺘﻘــﻴم أي ﻤـــن ﺒــراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻴﻤﻜﻨـــك ﻜﺈﺨﺼـــﺎﺌﻲ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﺴﺘﺨداﻤﻪ ﻝﺘﻘﻴم اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﺎرﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﻌﻤل ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻤﻘدﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻴن ﻴﻘﻊ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ؟‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ اﻝﻤﻼﻤﺢ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝذي ﻴﻨﻔذ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻓﻴﻪ ؟‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫو اﻝﻤﻨﺎخ اﻝﺴﺎﺌد ﻝﻬذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ؟‬

‫‪ 1‬ﻤﺤﻤود اﻷﺸرم ‪ :‬ﻤﺤﺎﻀرات ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘ ﻤﻊ اﻝرﻴﻔﻲ ‪ ،‬ﻤﻨﺸورات ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺤﻠب ‪ ،‬ﺴورﻴﺎ ‪ , 1976 ،‬ص ‪. 157‬‬
‫‪ 2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪. 157‬‬

‫‪112‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫‪ -‬ﻤــﺎ ﻫــﻲ ﺨﺼــﺎﺌص ﻫــذا اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ – أﻨﻤــﺎط اﻝﻤﻌﻴﺸــﺔ – اﻝﻨﺸــﺎط اﻝﺴــﺎﺌد – اﻝﺘﻌﻠـــﻴم –‬
‫اﻝظروف اﻝﺼﺤﻴﺔ – اﻷﺤوال اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪...‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ – ﻤﺘﻰ ﺒدأ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ – ﻝﻤﺎذا ﺒدأ اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ – أﻴـن ﺒـدأ اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ – ﻜﻴـف‬
‫ﺒدأ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ‪..‬‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤراﺤل ﺘطور اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ – ﻤﺎ ﻫﻲ اﻷﺤداث اﻝﻬﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ أﺜرت ﻋﻠﻰ ﺘطورﻩ ؟‬
‫‪ -‬ﻜم ﻋدد اﻷﻓراد اﻝﻤﺸﺘرﻜﻴن ﻓﻲ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻤن ﻋﺎﻤﻠﻴن ‪ ,‬ﻤﺸـﺎرﻜﻴن ‪ ,‬ﻤﺘطـوﻋﻴن ‪ ,‬ﻗﻴـﺎدات‬
‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ؟‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ ‪ :‬أﻫداف اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ‬
‫‪ -‬ﻤن اﻝذي أﺨﺘﺎر اﻷﻫداف اﻷﺼﻠﻴﺔ ﻝﻠﺒرﻨﺎﻤﺞ ؟ وﺼل طﻠب ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺤﺘﻰ ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﻘﻴﻴم‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ أﻫم أﻫداف اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺤﺎﻝﻴﺎ وﻝﻤﺎذا ؟‬
‫‪ -‬ﻫل ﻜل اﻝﻤﺸﺘرﻜﻴن ﻓﻲ اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻝدﻴﻬم ﻨﻔس اﻷﻓﻜﺎر ﻋن أﻫداﻓﻪ ؟‬
‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﻨوع اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﻤﺘوﻓرة ﻋﻨد ﻤـﺎ ﺒـدأ اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ وﻜﻴـف ﺠﻤﻌـت‬
‫و اﺴﺘﺨدﻤت ؟‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬أي أﻫداف اﻝﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺘﻌﺘﺒر ﻤﺤددة ﺠدا ‪ ،‬وﻤﺘﻰ ﺘﺤق و ﻓﻘﺂ ﻝﺘﺨطﻴطك‬

‫‪ 1‬أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﺨﺎطر ‪ :‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ,‬ص ‪ ، 265‬ص ‪. 266‬‬

‫‪113‬‬
‫التنميـة المحليــــة‬ ‫ا لفصــــــــــــــــــــــل الثالث‬

‫اﻝﺨﻼﺼﺔ‪:‬‬
‫ﺒــدأ اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻤــن طــرف اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤﻨــذ ﺨﻤﺴــﻴﻨﺎت اﻝﻘــرن اﻝﻤﺎﻀــﻲ‬
‫ﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ وﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ اﻷرﻴـﺎف ‪ ،‬وﻤـن ﺨـﻼل وﻀـﻊ ﺒـراﻤﺞ وﺨطـط ‪ ،‬إﻻ‬
‫أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ أﻏﻠــب اﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴ ـﺔ ﻝــن ﺘرﻗــﻰ إﻝــﻰ ﻤــﺎ ﻴﺼــﺒو إﻝﻴــﻪ اﻝﻤﺨططــون‬
‫واﻝﺴﻴﺎﺴﻴون ﻤﻤﺎ اﺴﺘدﻋﻰ ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓـﻲ وﻀـﻊ ﺨطـط وﺒـراﻤﺞ ﺘﻨﻤوﻴـﺔ‬
‫ﺘﻌﻜس ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﺎ وﻤﺘطﻠﺒﺎﺘﻬﺎ وذﻝك ﻤن أﺠل إﺜﺎرة اﻝﻨﺎس ﻓﻲ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﻨﺠـﺎح اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ وﺘوﻓﻴر ﻗرص اﻝﻌﻤل ‪ ،‬وﺘﺤﺴﻴن أﺤوال اﻝﻨﺎس ‪ ،‬ورﻏم ﻫذا ﺘﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎك اﻝﻌدﻴد ﻤـن‬
‫اﻝﺼـﻌوﺒﺎت واﻝﺘﺤــدﻴﺎت أﻤــﺎم ﻨﺠــﺎح اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻝﻜﺜﻴــر ﻤــن اﻝﺒﻠــدان وﺨﺎﺼــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ‬
‫ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﻤوﻴل وﺴﻴطرة اﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤرﻜزي ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺤوال ‪ ،‬ﻀـف إﻝـﻰ ذﻝـك ﻗﻠـﺔ اﻝﺨﺒـرة‬
‫وﻋــدم وﻀــوح اﻝﻤﺴــؤوﻝﻴﺎت ﻓــﻲ ﻏﻴــﺎب إطــﺎرات ﻜﻔــؤة وأﺸــﺨﺎص ﻗــﺎدرﻴن ﻋﻠــﻰ ﻨﺠــﺎح ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﻌﺎﻤــل اﻝﺤﺎﺴــم ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻫــو اﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ ‪ ،‬ورﻏــم‬
‫ﻨﺠﺎح ﺒﻌض اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓـﻲ ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻨﻔﺴـﻬﺎ إﻻ أﻨﻬـﺎ ﻝـن ﺘﺤـﺎﻓظ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ أﺜﻨـﺎء‬
‫إدارة اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ ﻤﺘﺴﺒﺒﺔ ﻓـﻲ ﺘﻠوﻴـث اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻤﻤـﺎ اﺴـﺘدﻋﻰ ﻤﻨـﺎداة اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤـدة ﻤﻨـذ ﺒداﻴـﺔ‬
‫اﻝﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎت ﺒﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻴراﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺠﺎﻨب اﻝ ﺒﻴﺌﻲ واﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻤﺤﻠﻴﺎ ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝراﺒﻊ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وأﺒﻌﺎدﻫﺎ‪.‬‬


‫‪ -1‬ظﻬور ﻓﻜرة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -4‬أﺒﻌﺎد اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﻤراﺤل ﺘطور اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺘﺨطﻴط )‪.(1989-1967‬‬
‫‪ -2‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻗﺘﺼﺎد اﻝﺴوق وﻓﺘرة اﻝﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ‬
‫) ﻤﺎ ﺒﻌد ‪.(1990‬‬
‫‪ -3‬ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻹﺼﻼﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺒرﻨﺎﻤﺞ دﻋم اﻝﻨﻤو ﻴﻤﺘد ﻤن ) ‪. (2009 -2005‬‬
‫‪ -5‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد ‪.2010‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪.‬‬
‫‪ -1‬واﻗﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻗﺎﻨون ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم اﻝﺠزاﺌري‪.‬‬
‫راﺒﻌﺎ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم ‪.‬‬
‫‪ -1‬أﻫداف اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ وأدواﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪.‬‬
‫‪ -3‬آﻓﺎق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪.‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وأﺒﻌﺎدﻫﺎ ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ظﻬور ﻓﻜرة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﻤﻨذ ﺒداﻴﺔ ﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎت اﻝﻘرن اﻝﻤﺎﻀﻲ ﺒدأ اﻝﻌﺎﻝم ﻴﺼﺤوا ﻋﻠـﻰ ﻀـﺠﻴﺞ اﻝﻌدﻴـد ﻤـن اﻝﻤﺸـﻜﻼت‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﺨطﻴرة اﻝﺘﻲ ﺒﺎﺘت ﺘﻬدد أﺸﻜﺎل اﻝﺤﻴﺎة ﻓوق ﻜوﻜب اﻷرض ‪ ،‬وﻜﺎن ﻫذا طﺒﻴﻌﻴﺎ ﻓﻲ‬
‫ظل إﻫﻤﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻝﻠﺠواﻨب اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ طوال اﻝﻌﻘود اﻝﻤﺎﻀﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻜـﺎن ﻻ ﺒـد ﻤـن إﻴﺠـﺎد ﻓﻠﺴـﻔﺔ‬
‫ﺘﻨﻤوﻴﺔ ﺠدﻴدة ﺘﺴﺎﻋد ﻓﻲ اﻝﺘﻐﻠب ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـﻜﻼت ‪ ،‬وﺘﻤﺨﻀـت اﻝﺠﻬـود اﻝدوﻝﻴـﺔ ﻋـن‬
‫ﻤﻔﻬوم ﺠدﻴد ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋرف ﺒﺎﺴم اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘدﻴﻤﺔ ‪ ،‬وﻜـﺎن ﻫـذا اﻝﻤﻔﻬـوم ﻗـد ﺘﺒﻠـور ﻷول‬
‫ﻤرة ﻓﻲ ﺘﻘرﻴر اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻝﻠﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝـذي ﻴﺤﻤـل ﻋﻨـوان ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻨﺎ اﻝﻤﺸـﺘرك ‪our‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ common future‬وﻨﺸر ﻫذا ﻷول ﻤرة ﻋﺎم ‪1987‬م‪.‬‬
‫ﺒﻴن ﻋﺎم ‪ 1972‬و ﻋﺎم ‪ 2002‬اﺴـﺘﻜﻤﻠت اﻷﻤـم اﻝﻤﺘﺤـدة ﻋﻘـد ﺜﻼﺜـﺔ ﻤـؤﺘﻤرات دوﻝﻴـﺔ ذات‬
‫أﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ اﻷول ﻋﻘد ﻓﻲ ﺴﺘوﻜﻬوﻝم ) اﻝﺴـوﻴد( ﻋـﺎم ‪ 1972‬ﺘﺤـت اﺴـم ﻤـؤﺘﻤر اﻷﻤـم‬
‫اﻝﻤﺘﺤدة ﺤول ﺒﻴﺌﺔ اﻹﻨﺴﺎن ‪ ,‬و اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻋﻘد ﻓﻲ رﻴو دي ﺠﺎﻨﻴرو ) اﻝﺒرازﻴل ( ﻋـﺎم ‪1992‬‬
‫ﺘﺤت اﺴم ﻤؤﺘﻤر اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﺤول اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪،‬و اﻝﺜﺎﻝـث اﻨﻌﻘـد ﻓـﻲ ﺠوﻫﺎﻨﺴـﺒورغ‬
‫)ﺠﻨــوب إﻓرﻴﻘﻴــﺎ ( ﻓــﻲ ﺴــﺒﺘﻤﺒر ‪ 2002‬ﺘﺤــت اﺴــم ﻤــؤﺘﻤر اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺤــول اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ‪ .‬ﺘﻐﻴــر اﻷﺴــﻤﺎء ﻴﻌﺒـــر ﻋــن ﺘطــور ﻤﻔــﺎﻫﻴم اﻝﻌـــﺎﻝم و اﺴــﺘﻴﻌﺎب اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒـــﻴن‬
‫اﻹﻨﺴﺎن و اﻝﻤﺤﻴط اﻝﺤﻴوي اﻝذي ﻴﻌﻴش ﻓﻴﻪ و ﻴﻤﺎرس ﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺤﻴﺎة ‪ .‬ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪1972‬‬
‫أﺼــدر ﻨــﺎدي روذوﻤـﺎذ ﺘﻘرﻴــرﻩ اﻝﻔرﻴــد ) ﺤــدود اﻝﻨﻤــو( اﻝــذي ﺸــرح ﻓﻜــرة ﻤﺤدودﻴــﺔ اﻝﻤـوارد‬
‫اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ ‪ ,‬و أﻨــﻪ إذا اﺴــﺘﻤر ﺘزاﻴــد ﻤﻌــدﻻت اﻻﺴــﺘﻬﻼك ﻓــﺈن اﻝﻤ ـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻝــن ﺘﻔ ـﻲ‬
‫ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝﻤﺴـــﺘﻘﺒل ‪ ,‬و أن اﺴـــﺘﻨزاف اﻝﻤـــوارد اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺠـــددة ) اﻝﻤـــزارع ‪ ,‬اﻝﻤراﻋـــﻲ‬
‫اﻝﻐﺎﺒــﺎت ‪ ,‬ﻤﺼــﺎﻴد اﻷﺴــﻤﺎك ( و اﻝ ـوارد ﻏﻴــر اﻝﻤﺘﺠــددة ) رواﺴــب اﻝﻤﻌــﺎدن‪ ,‬ﺤﻘــول اﻝــﻨﻔط‬
‫واﻝﻐــﺎز اﻝطﺒﻴﻌــﻲ ‪ ,‬طﺒﻘــﺎت اﻝﻔﺤــم( ﻴﻬــدد اﻝﻤﺴــﺘﻘﺒل وﻓـﻲ ﻋــﺎم ‪ 1973‬ﻫــزت أزﻤــﺔ اﻝﺒﺘــرول‬
‫اﻝﻌﺎﻝم و ﻨﺒﻬت إﻝﻰ أن اﻝﻤوارد ﻤﺤدودة اﻝﺤﺠم)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬ﻋﺜﻤﺎن ﻤﺤﻤد ﻏﻨﻴم ‪ ،‬ﻤﺎﺠدة أﺒو زﻨط ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﺴـﻔﺘﻬﺎ وأﺴـﺎﻝﻴب ﺘﺨطﻴطﻬـﺎ وأدوات ﻗﻴﺎﺴـﻬﺎ ‪ ،‬ﻤرﺠـﻊ‬
‫ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫)‪ :(2‬ﻤﺠﻠﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬اﻝﻌﺎﻝم ﻓﻲ ‪ , 2003‬ﻤﺠﻠد ﺨﺎص اﻝﻌددان ‪ 53 ، 52‬ص ‪ ، 22‬ص‪.23‬‬

‫‪115‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫و ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ 1980‬ﺼــدرت وﺜﻴﻘ ـﺔ اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴــﺔ اﻝﺼــون ‪ ,‬ﻨﺒﻬــت ﻫــذﻩ اﻝوﺜﻴﻘــﺔ‬
‫اﻷذﻫﺎن إﻝﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘوازن ﺒﻴن ﻤﺎ ﻴﺤﺼدﻩ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﻤوارد اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻗـدرة اﻝـﻨظم‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌطﺎء ‪.‬و ﻓﻲ ﻋـﺎم ‪ 1987‬أﺼـدرت اﻝﻠﺠﻨـﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ و اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﺘﻘرﻴـر‬
‫) ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻨﺎ اﻝﻤﺸــﺘرك( ﻜﺎﻨــت رﺴـﺎﻝﺔ ﻫــذا اﻝﺘﻘرﻴــر اﻝــدﻋوة إﻝـﻰ أن ﺘراﻋــﻲ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺤﺎﺠــﺎت‬
‫اﻝﻤﺸـــروﻋﺔ ﻝﻠﻨـــﺎس ﻓـــﻲ ﺤﺎﻀـــرﻫم ﻤـــن دون اﻹﺨـــﻼل ﺒﻘـــدرة اﻝـــﻨظم اﻝﺒﻴﺌﻴـــﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻝﻌطـــﺎء‬
‫اﻝﻤوﺼــول ﻝﺘﻠﺒﻴــﺔ ﺤﺎﺠــﺎت اﻷﺠﻴــﺎل اﻝﻤﺴــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ و ﻝﻤــﺎ اﻨﻌﻘــد ﻤــؤﺘﻤر اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﻋــن‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺎم ‪ , 1992‬ﺒـرزت ﻓﻜـرة اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ أو اﻝﻤﺘواﺼـﻠﺔ ﻜواﺤـدة ﻤـن‬
‫ﻗواﻋــد اﻝﻌﻤــل اﻝــوطﻨﻲ و اﻝﻌــﺎﻝﻤﻲ ‪.‬ووﻀــﻊ اﻝﻤــؤﺘﻤر وﺜﻴﻘــﺔ ﻤﻔﺼــﻠﺔ ) ﺒرﻨــﺎﻤﺞ اﻝﻌﻤــل ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻘــرن اﻝﺤــﺎدي و اﻝﻌﺸــرﻴن ‪ ,‬أﺠﻨــدة )‪ (21) (1‬ﺘﻀــﻤﻨت أرﺒﻌــﻴن ﻓﺼــﻼ ﺘﻨﺎوﻝــت ﻤــﺎ ﻴﻨﺒﻐــﻲ‬
‫اﻻﺴﺘرﺸﺎد ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ) اﻝزراﻋـﺔ ‪ ,‬اﻝﺼـﻨﺎﻋﺔ اﻝﻤـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ (‬
‫و اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ ) اﻝﺼـــﺤﺔ ‪ ,‬اﻝﺘﻌﻠـــﻴم ( ‪ ,‬و ﻓـــﻲ ﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻗطﺎﻋـــﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤـــﻊ ﻓـــﻲ‬
‫ﻤﺴﺎﻋﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻓﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻴب ﻋﺎدل ﻤن ﺜﻤﺎرﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻓـﻲ ﻋــﺎم ‪ 2002‬اﻨﻌﻘــد ﻤــؤﺘﻤر اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺤــول اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ‪ ,‬ﻝﻴراﺠــﻊ ﺤﺼــﻴﻠﺔ‬
‫اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﻌﺎﻝم ﻝﻔﻜرة اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺘواﺼﻠﺔ ‪ ,‬إذا ﻓﺎﻝﺘطور ﻤن ﻓﻜرة ﺒﻴﺌﺔ اﻹﻨﺴﺎن ‪ 1972‬إﻝـﻰ‬
‫ﻓﻜــرة اﻝﺒﻴﺌــﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ‪ 1992‬إﻝــﻰ ﻓﻜــرة اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺘواﺼــﻠﺔ ‪ , 2002‬ﻴﻨطــوي ﻋﻠــﻰ ﺘﻘــدم‬
‫ﻨﺎﻀــﺞ ‪ .‬ذﻝــك أن اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻹﻨﺴــﺎن و اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻻ ﺘﻘﺘﺼــر ﻋﻠــﻰ أﺜــﺎر ﺤﺎﻝـﺔ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺼﺤﺔ اﻹ ﻨﺴﺎن ﻜﻤﺎ ﻜﺎن اﻝظن ‪ , 1972‬إﻨﻤﺎ اﻝﻌﻼﻗـﺔ وﺠـﻪ آﺨـر ﻫـو أن اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻫـﻲ ﺨزاﻨـﺔ‬
‫اﻝﻤ ـوارد اﻝﺘــﻲ ﻴﺤوﻝﻬــﺎ اﻹﻨﺴــﺎن ﺒﺠﻬــدﻩ و ﺒﻤــﺎ ﺤﺼــﻠﻪ ﻤــن اﻝﻤﻌــﺎرف اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ و اﻝوﺴــﺎﺌل‬
‫اﻝﺘﻘﻨﻴـــﺔ إﻝـــﻰ ﺜـــروات ‪ ,‬ﺘﺤوﻴـــل اﻝﻤـــوارد إﻝـــﻰ ﺜـــروات ﻫـــو ﺠـــوﻫر اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ‪ ,‬ﻓﻜـــرة اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫اﻝﻤﺘواﺼﻠﺔ ﺘﺘﻘدم ﺒﻨﺎ ﺨطوة ﻝﻸﻤـﺎم إذ ﺘﻀـﻴف أﺒﻌـﺎد اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و أﺨﻼﻗﻴـﺔ ﻝﻌﻼﻗـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن‬
‫ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ )‪ .(1‬وﻋرف اﻝﻌﺎﻝم اﻝﻌرﺒـﻲ اﻨطﻼﻗـﺔ ﺒراﻤﺠـﻪ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻤﻨـذ اﻹﻋـﻼن اﻝﻌرﺒـﻲ‬
‫ﻋن اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺼﺎدر ﻋن اﻝﻤؤﺘﻤر اﻝوزاري اﻷول ﺤول اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝـذي ﻋﻘـد ﻓـﻲ ﺘـوﻨس ﻓـﻲ أﻜﺘـوﺒر ‪ 1986‬م واﻝﺒﻴـﺎن اﻝﻌرﺒـﻲ ﻋـن اﻝﺒﻴﺌـﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ وآﻓـﺎق‬
‫اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻫرة ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒر ‪ 1991‬م‪.‬‬

‫)‪ :(1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪ ،22‬ص‪.23‬‬

‫‪116‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻜﺜﻴـر ﻤـن ﻤﺠـﺎﻻت اﻝﻨﺸـر واﻝﺒﺤـث اﻝﻤـرﺘﺒط ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻜﺎﻨـت ﺘﺤﻤـل‬
‫ا‬ ‫واﻝﻤﻼﺤـظ أن‬
‫اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠـﻰ اﻝـدول اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ وأن ﻤﻌظـم اﻝدراﺴـﺎت و ﻤﻨـذ اﻝﺒداﻴـﺔ وﺤﺘـﻰ اﻝﺴـﻨوا ت‬
‫اﻷﺨﻴـرة ﻓـﻲ ﺘﻠـك اﻝـدول ﺘﻨﺎوﻝـت اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺒﺎﺘﺠـﺎﻩ ﻴـرﺘﺒط ﺒـﺎﻝﺤوار ﺤـول اﻝﻨﻤـو‬
‫واﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬إﻝﻰ أن ﺠﺎء ﺘﻘرﻴﺒﺎ ﺘﻘرﻴر اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ اﻝﻌرﺒﻴـﺔ‬
‫ﻝﻌﺎم ‪ 2002‬ﺤﻴث رﻜز ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻤن زاوﻴـﺔ اﻝﺘﻤﻜـﻴن اﻝﺴﻴﺎﺴـﻲ‪ ،‬إذ ﻴﻌﺘﺒـر "أن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻫﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ دﻴﻤﻘراطﻴﺔ ﺘﻬدف إﻝﻰ ﺒﻨﺎء ﻨظﺎم اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎدل ‪ ،‬و إﻝﻰ رﻓـﻊ‬
‫اﻝﻘـدرات اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ﻋﺒـر زﻴـﺎدة اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ اﻝﻔﺎﻋﻠـﺔ واﻝﻔﻌﺎﻝـﺔ ﻝﻠﻤـواطﻨﻴن وﻋﺒـر ﺘﻤﻜـﻴن اﻝﻔﺌـﺎت‬
‫اﻝﻤﻬﻤﺸـﺔ‪ ،‬وﺘوﺴـﻴﻊ ﺨﻴـﺎ ار ت اﻝﻤـواطﻨﻴن ٕواﻤﻜﺎﻨـﺎﺘﻬم اﻝﻤرﺘﺒطـﺔ ارﺘﺒﺎطـﺎ ﻤﺤورﻴـﺎ ﺒﺎﻝﻘـدرات‬
‫واﻝﻔرص اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤن )اﻝﺤرﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻝواﺴﻊ‪ ،‬واﻜﺘﺴﺎب اﻝﻤﻌرﻓـﺔ وﺘﻤﻜـﻴن اﻹطـﺎر‬
‫اﻝﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻲ)‪ .(1‬وﺒﺤﻠــول ﻋــﺎم ‪ 2000‬ﻓــﺈن ﻫﻨــﺎك ﻨﺤــو ‪ 138‬دوﻝــﺔ ﺘﻨﺸــر ﺘﻘﺎرﻴرﻫــﺎ ﻋــن‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ وﻗد أﺸﺎرت اﻝﺨﺒﻴرة اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ "ﻨﺎدﻴـﺔ ﺤﺠـﺎب‪ ،‬إﻝـﻰ ﻫـذﻩ‬
‫اﻝظــﺎﻫرة ﺤﻴــث ﻴﺒــدو أن ﻫﻨــﺎك ﺜﻼﺜــﺔ أﺴــﺒﺎب رﺌﻴﺴــﻴﺔ ﺠﻌﻠ ـت ﻫــذﻩ اﻝﺘﻘــﺎرﻴر ذات أﺜــر ﻓــﻲ‬
‫ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺼﻌﻴد اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ ٕواﺜﺎرة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﻪ ﻋﻠﻰ أوﺴﻊ ﻨطﺎق‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬أﻨﻬـــﺎ ﺘﻨﺎوﻝـــت اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﺒوﺼـــﻔﻬﺎ ﻗﻀـــﻴﺔ ﺸـــﺎﻤﻠﺔ ذات أﺒﻌـــﺎد اﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ‬
‫وﺴﻴﺎﺴﻴﺔ وﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺒﻴﺌﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬أن ﻫذﻩ اﻝﺘﻘﺎرﻴر ﺘﻨﺒﻪ اﻝﻌﺎﻝم إﻝﻰ أن اﻝﻬدف اﻷﺴﺎس ﻤن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫو ﺤﻴﺎة أﻓﻀل ﻝﻠﻨﺎس‬
‫وﻝﻴس ﻨﻤوا اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ أﻜﺜر ﻓﻘط‪ .‬ذﻝك أن اﻝﺒﺸر ﻫم اﻝﻬدف ﻤن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وﻝﻴﺴوا ﻋﺒﻴدا ﻝﻠﻨﻤو‪.‬‬
‫اﻝﺜﺎﻝث‪ :‬ﻝﻘد ﺘﻨﺎوﻝت ﺘﻠك اﻝﺘﻘﺎرﻴر ﺘﻘدم اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺸﻤﺎل واﻝﺠﻨوب ﻋﻠﻰ ﺤد ﺴواء‪ ،‬ﻓﻘـد أﺸـﺎرت‬
‫ﺘﻠك اﻝﺘﻘﺎرﻴر إﻝﻰ أﻨﻪ ﻻ ﻴوﺠد ﺤﺘﻰ اﻵن ﺒﻠد واﺤـد ﻓـﻲ اﻝﻌـﺎﻝم ﻗـد أﻨﺠـز اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ واﺴـﺘداﻤﺘﻬﺎ ﻝﻜـل‬
‫)‪(2‬‬
‫أﺒﻨﺎء ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ‬

‫)‪ (1‬ﺤﺴن ﻜرﻴم ‪ :‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎﻝﺢ ﻓﻲ ﻜﺘﺎب إﺴﻤﺎﻋﻴل اﻝﺸطﻲ( وآﺨرون )اﻝﻔﺴﺎد واﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎﻝﺢ ﻓﻲ اﻝـﺒﻼد اﻝﻌرﺒﻴـﺔ‬
‫ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺒﻴروت ‪ ، 2004‬ص‪.99‬‬
‫)‪ (2‬ﻨﺎدﻴﺔ ﺤﺠﺎب‪ :‬ﺘﻘرﻴر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ ‪ ،‬اﻷ ﺜر اﻝوطﻨﻲ واﻝدوﻝﻲ‪ .‬ﺒﺤث ﻤﻨﺸـور ﻓـﻲ دراﺴـﺎت ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻝوطن اﻝﻌرﺒﻲ‪ ،‬ﻤﻨﺸورات دار اﻝﺤﻜﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﻐداد ‪ ، 2001،‬ص‪.13‬‬

‫‪117‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪:‬‬


‫إن اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ) ‪ ( Développement local. Durable et soutenable‬ﺘﻌـود‬
‫إﻝﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺒﺎدرات اﻝﺘﻲ اﻋﺘﻤدت‪,‬ﻓﻲ إطـﺎر ﻋﻤـل ﺘﻌـﺎوﻨﻲ‪,‬ﺒواﺴـطﺔ اﻝﻔـﺎﻋﻠﻴن اﻝﻤﻬﺘﻤـﻴن‬
‫ﺒﺘﺤﺴـــﻴن ﺸـــروط اﻝﺤﻴـــﺎة ﻓـــﻲ ﺒﻴﺌـــﺘﻬم اﻝﻤﺒﺎﺸـــرة‪،‬إن ﻏﺎﻴـــﺎت اﻝﻤﻨـــﺘﻬﺞ اﻝﻤﺘﺒﻨﻲ‪,‬ﻫـــﻲ إذن‬
‫اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝوﻗــت ذاﺘــﻪ ﻝﻘــد ﺘﻌﻠﻤﻨــﺎ ﻜﺜﻴـ ار ﻤــن ﺨــﻼل ﻤــﺎ ﻴﺠــري ﻓــﻲ اﻝﺒﻠــدان‬
‫اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ ﺤول ﺤدود اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﻗدراﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻀـوء ﺘﺠـﺎرب ﺴـﻨوات ‪ . 1980‬ﻓﻘـد‬
‫ذﻫﺒــت ﻜﺜﻴ ـر ﻤــن اﻷوﻫﺎم‪,‬ﻜﻤــﺎ ﺒــرزت إﻤﻜﺎﻨــﺎت أﺨــرى ﺠدﻴــدة و إذا ﻜﺎﻨــت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫)‪ ( DL‬ﺘﺤدﻴدا‪,‬ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻴﺠب أن ﺘﻜون إﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ‪,‬أي أن ﺘﻌـود إﻝـﻰ اﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﻤطﺒﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻤﺴﺘوى ﻤﻴﻜرو ﺠﻬـوي و ﻴﺠـب ﺠﻌﻠﻬـﺎ ﻤﺴـﺄﻝﺔ ﺸـﺎﻤﻠﺔ ‪ ,‬أﻴﻀـﺎ وﻫـذا ﻴﻌﻨـﻲ ﻋـدم اﻻﻜﺘﻔـﺎء‬
‫ﺒﺎﻝﺒﻌد اﻻﻗﺘﺼﺎدي ‪,‬و أﺨﻴـ ار ﻓﻔـﻲ اﻝﺴـﻴﺎق اﻝـذي ﺘﻤﻴـل ﻓﻴـﻪ اﻝﺤﻜوﻤـﺎت اﻝﻤرﻜزﻴـﺔ ‪ ,‬ﻓـﻲ ظـل‬
‫ﻏﻴــﺎب اﻝوﺴــﺎﺌل و اﻝﺨﻴــﺎل ‪ ,‬إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﺼــل ﻤــن ﻤﺴــﺌوﻝﻴﺎﺘﻬﺎ ﻴﺠــب أن ﻴﻨظــر إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﻤﻘﺎرﺒﺔ وﻨﻬﺠﺎ ﻤﺘوﻝدا ﻤن اﻝﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴن اﻝﻤرﻜـز اﻝﻘﺎﻋـدة‪,‬ﺒﺘطﺒﻴق اﻝﺤﻜﻤـﺔ‬
‫اﻝﺸﻬﻴرة‬
‫" أﻋــن ﻨﻔﺴــك ﻴﻌﻨــك اﻝﻤرﻜــز "وﻗــد ظﻬــر ﻫــذا اﻝﻤﻔﻬــوم ﺘﻘرﻴﺒــﺎ ‪,‬ﻓــﻲ ﺴــﻨوات ‪ 1975‬ﺨــﻼل‬
‫اﻝﻤﻨﺎﻗﺸـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻝﻜــن رﻏـم اﻝﺘﻘﻠﻴــد اﻝﻴﻌﻘــوﺒﻲ اﻝـذي ﻴطﺒــﻊ اﻝﺤﻜــم ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌــر )ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻏرار ﻤﺴﺘﻌﻤرﺘﻬﺎ ﻓرﻨﺴﺎ(‪,‬ﻓﺈن ﻫـذﻩ اﻝﻔﻜـرة ﻗـد ﺘﻀـﻤﻨﻬﺎ اﻝﺒﻨـﺎء اﻝﻤؤﺴﺴـﻲ ﻝﻠدوﻝـﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴـﺔ‬
‫ﺒﻌـــد اﻻﺴـــﺘﻘﻼل ﻤﺒﺎﺸـــرة و ﺒﻌـــد ﺴـــﻨوات ‪ , 1990, 1980‬ﻓـــﺈن اﻝﻨﻘﺎﺸـــﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺘﻨﺎوﻝـــت‬
‫إﺸــﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪,‬ﻗــد ﺤﻘﻘــت ﻨﺠﺎﺤــﺎ ﻤﻌﺘﺒ ـ ار ﻓــﻲ أﻤرﻴﻜــﺎ اﻝﺸــﻤﺎﻝﻴﺔ ﻜﻤ ـﺎ ﻓــﻲ أورﺒــﺎ‬
‫‪Economiques‬‬ ‫اﻝﻐرﺒﻴـــﺔ و ﺒـــﺎﻝطﺒﻊ ‪ ,‬ﻓـــﺈن ﻤﻨظﻤـــﺔ اﻝﺘﻌـــﺎون و اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ‬
‫) ‪ ( Organisation de Coopération et de Développement‬ﻓـﻲ أورﺒﺎ‪,‬ﻗـد‬
‫اﻋﺘرﻓت رﺴﻤﻴﺎ ﺒﺎﻝﻤﺒﺎدرات اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ,‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺒدﻴﻼ ﻝﺤل ﻤﺸﻜﻼت اﻝﻤﻨﺎطق و اﻝﺠﻬﺎت‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬل أن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻫﻲ آﺨر ﺤل ؟‬
‫وﻗﺒــل أن ﻨﺼــل إﻝــﻰ اﻹﺠﺎﺒــﺔ ﻋــن ﻫــذا اﻝﺘﺴــﺎؤل ﻴﻤﻜــن أن ﻨﻌــرف اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻫــﻲ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻠﺒـﻲ اﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻝﺤﺎﻀـر دون اﻹﺨـﻼل ﺒﻘـدرات اﻷﺠﻴـﺎل اﻝﻘﺎدﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻠﺒﻴـﺔ‬

‫‪ 1‬ﺒوﺨرﻴﺴﺔ ﺒوﺒﻜر ‪ :‬ﻤﺤﺎﻀرات ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻬد اﻝﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ,‬ﻝﺴﻨﺔ ‪.2008‬‬

‫‪118‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻬﺎ ‪ ,‬أو ﻫﻲ ﺘﻌﺒﻴر ﻋن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﺼـف ﺒﺎﻻﺴـﺘﻘرار ﺘﻤﺘﻠـك ﻋواﻤـل اﻻﺴـﺘﻤرار‬
‫و اﻝﺘواﺼل ‪ ,‬أو ﻫﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻼﺴﺘﻤرار ‪.‬‬
‫وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﻔﺎﻋـل ﺒـﻴن ﺜﻼﺜـﺔ أﻨظﻤـﺔ ﻨظـﺎم ﺤﻴوي‪,‬اﻗﺘﺼـﺎدي‪ ,‬اﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ واﻻﺴـﺘراﺘﺠﻴﺎت‬
‫اﻝﺤدﻴﺜﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻘﻴﺎس اﻻﺴﺘداﻤﺔ ﺘرﻜز ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻝﺘراﺒط ﺒﻴن ﻤﺠﻤـوع اﻝﻌﻼﻗـﺎت اﻝﺘـﻲ‬
‫)‪.(1‬‬
‫ﺘﺸﻤل اﻻﻗﺘﺼﺎد واﺴﺘﺨدام اﻝطﺎﻗﺔ واﻝﻌواﻤل اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﻴﻜل اﺴﺘداﻤﻲ‬
‫و ﺘطﻠب اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﺸروط ﻋﺎﻤﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺘﻌــﺎون و اﻝﺸـراﻜﺔ ‪ :‬ﻻ ﺘﻌﻨــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﺘﺤﻘﻴــق اﻝﻨﻤــو اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ‪ ,‬اﻝــذي ﻫــو ﻋﻤﻠﻴــﺔ‬
‫ﻜﻤﻴﺔ ﻓﺤﺴب ‪ ,‬ﺒل أﻨﻬـﺎ ﺘﺤﺴـﻴن ﻨـوﻋﻲ ﻹطـﺎر اﻝﺤﻴـﺎة وﻫـﻲ ﻤﺴـﺘدﻴﻤﺔ ‪ ,‬ﺒﺎﻝﻜﻴﻔﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻻ‬
‫ﺘﺘﺴﺒب ﻓﻲ ﺘﻘوﻴض ذاﺘﻬﺎ ﻝذﻝك ﻓﺈن اﻝﻨظـرة اﻝﺒﻌﻴـدة اﻝﻤـدى ‪ ,‬ﻀـرورﻴﺔ ﻫﻨـﺎ ﻝﻠﺤﻴﻠوﻝـﺔ دون‬
‫ﺘﺠدد اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﺘﻲ ﺘﻤت ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ ﻤرة أﺨرى و ﻴﻜون ذﻝك ‪ ,‬ﻤن ﺨﻼل ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ‬
‫ﻻ ﻋﻼﺠﻴﺔ ‪ ,‬و ﺘﻜون اﻝرؤﻴﺔ ﺸـﺎﻤﻠﺔ ‪ ,‬ﺘﺴـﻤﺢ ﺒﻤﻘﺎرﺒـﺔ ﻋﻤودﻴـﺔ و ﻨﺴـﻘﻴﻪ ‪ ,‬ﺒـدل اﻝﻤﻘﺎرﺒـﺔ‬
‫اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ‪,‬وﻀــــرورة ﺘﻨظــــﻴم اﻝﻔﻌــــل اﻝﺘﻨﻤــــوي‪,‬ﻋﻠﻰ ﻤﺴــــﺘوﻴﺎت ﻋــــدة‪ :‬ﻤــــن اﻝﻤﺤﻠــــﻲ إﻝــــﻰ‬
‫اﻝوطﻨﻲ‪،‬اﻝﻘـــوﻤﻲ ﻓـــﺎﻝﻜوﻨﻲ‪,‬ﻓﻲ اﻝﺤـــﺎﻻت ﺘﺴـــﺘﻠزم ﻤﺜـــل ﻫـــذﻩ اﻝﻤﻘﺎرﺒـــﺔ اﻝﻤﺘﻜﺎﻤﻠـــﺔ أن ﺘﻜـــون‬
‫ﻤﺘﻌــددة اﻝﺸ ـراﻜﺔ و ﺒﻴﻔرﻋﻴــﺔ )‪ ( Interdisciplinaire‬ﺘﺘﺒﻨــﻰ اﻝﺘﻌــﺎون و اﻝﺤ ـوار ذﻝــك أن‬
‫اﻝﺘﺨﺼﺼــﺎت اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ ) اﻗﺘﺼــﺎد‪ ,‬اﺠﺘﻤﺎع‪,‬ﺠﻐراﻓﻴــﺎ‪ (...‬و اﻝﻘطﺎﻋــﺎت ) ﻨﻘل‪,‬ﻤﻴﺎﻩ‪,‬ﻨﻔﺎﻴــﺎت( و‬
‫اﻝﻤﺘـــدﺨﻠون ) ﺴﻴﺎﺴـــﻴون‪ ,‬ﺠﻤﻌﻴـــﺎت ‪ ,‬ﻤﻘـــﺎوﻝون ( ﻤﺘﻌـــددون و ﻤﺘﻨوﻋـــون ‪ .‬ﻫﻜـــذا ﻴﻌﺘﻤـــد‬
‫ﻨﺠــﺎح اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‪,‬ﻋﻠﻰ ﺘﺠﻨﻴــد و ﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻜــل اﻝﻔــﺎﻋﻠﻴن‪,‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ أﻴــن ﻴﺸــﺎرك‬
‫اﻝﻤ ـواطن‪,‬ﻓﻲ اﻝﻤﺸــروﻋﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻬﻤــﻪ ‪ ,‬ﺒﻌــدة ﺼــﻴﻎ )ﻋــن طرﻴــق اﻝﻤﻨﺘﺨﺒﻴن‪,‬اﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت (‬
‫وﻻ ﻴﺠب أن ﺘﻔرض اﻝﺤﻠول ﻤن اﻷﻋﻠﻰ ﺒـل ﻴﺠـب أن ﺘﻜـون ﺘﺘوﻴﺠـﺎ ﻝوﻓـﺎق ﺒـﻴن ﻤﺨﺘﻠـف‬
‫اﻝﻤﻬﺘﻤﻴن‪,‬و ﻤن ﻫﻨﺎ ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘدﻴﻤﺔ ﻝﻴﺴت ﻏﺎﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺤـد ذاﺘﻬـﺎ ‪ ,‬ﺒـل ﻫـﻲ دﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴـﺔ‬
‫ﺘطوﻴر و ﺘوﺠﻪ ﻴﻀﻤن اﻝﺤﻴـﺎة اﻝﻜرﻴﻤـﺔ اﻝﻌداﻝـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ و اﺤﺘـرام اﻝطﺒﻴﻌـﺔ و ﻴﻔﺘـرض‬
‫اﻝﺘﻔﺎوض ﻤﻊ اﻝﻔـﺎﻋﻠﻴن اﻝﻤﺤﻠﻴـﻴن اﺴـﺘﻌداد اﻝﻤﻨﺘﺨﺒـﻴن اﻝﻤﺤﻠﻴـﻴن ﻝﻼﻨﺨـراط ‪ ,‬ﻓـﻲ ﻤﺜـل ﻫـذا‬
‫اﻝﺘوﺠﻪ و إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻝﺸراﻜﺔ ﺒﻴن اﻝﻘطﺎﻋﻴن اﻝﻌﺎم و اﻝﺨﺎص ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪،‬اﻝدار اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ 2007‬ص ‪ ، 20‬ص ‪. 21‬‬

‫‪119‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤدﻨﻲ ‪ :‬إن ﻤﺎ ﻴﻤﻜـن أن ﻴﻌﻴـق ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘدﻴﻤﺔ ‪,‬ﻫـو ﻏﻴـﺎب أو‬
‫ﺘﻐﻴﻴب اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤدﻨﻲ ‪ ,‬اﻝﻘﺎدر ﻋﻠـﻰ ﻤﻤﺎرﺴـﺔ ﺴـﻠطﺔ ﻤﻀـﺎدة أو ﻤﻌﺎرﻀـﺔ و رﻏـم ﺘواﺠـد‬
‫اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻝﻤدﻨﻴﺔ ‪ ,‬ﻓﻬل أﻨﻬﺎ ﺘﺸرك ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار ؟‬
‫أم أﻨــﻪ ﺘﻔــرض ﻨﻔﺴــﻬﺎ و ﺘﺤﻤــل اﻝﻤطﺎﻝــب ‪ ,‬اﻝﺘــﻲ ﻴﻌﺠــز اﻝﻤﻨﺘﺨﺒــون و أﻋ ـوان اﻝدوﻝــﺔ ﻋــن‬
‫ﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ؟ دون ﻫذﻩ اﻝدﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴـﺔ ‪ ,‬ﻴﺼـﺒﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﺠﻤﻌـوي ‪ ,‬ﺒـﻼ ﻤﻌﻨـﻰ و ﻤـن اﻝﻤؤﺴـف‬
‫ﻤﻼﺤظــﺔ أن اﻝﻤظــﺎﻫرات اﻝﻌﻨﻴﻔــﺔ ووﻀــﻊ اﻝﺤ ـواﺠز و اﻝﻤﺘــﺎرس ﻓــﻲ اﻝطرﻗــﺎت أو ﺤــرق و‬
‫ﺘﺤطــﻴم اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ ‪ ,‬ﻓــﻲ ﻤﻌظــم اﻝــدول اﻝﻌرﺒﻴــﺔ و ﻤــن ﺠﻤﻠﺘﻬــﺎ اﻝﺠزاﺌــر وﻫــﻲ‬
‫اﻷﺸﻜﺎل اﻝوﺤﻴدة ﻤن اﻝﺘﻌﺒﻴر وﻤطﺎﻝب اﻝﻤواطﻨﺔ‪ ,‬اﻝﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﺒﻨﺘﺎﺌﺞ اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و اﻝدﻴﻤﻘراطﻴــﺔ ‪ :‬ﻴﺠــب أن ﻴﺄﺨــذ ﻤﻔﻬــوم اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﺒﻌــﻴن اﻻﻋﺘﺒــﺎر ﻜــل اﻝﻌواﻤــل‬
‫اﻝﺘــﻲ ﺘﺴــﻤﺢ ﻝﻸﻓـراد ﺒﺎﻻزدﻫــﺎر و اﻻﻨﻌطــﺎف ) اﻝﻤﺤــﻴط ‪ ,‬اﻝﻌداﻝــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ‪ ,‬اﻝﺘرﺒﻴــﺔ و‬
‫ﺘﻘﺎﺴم اﻝﻤﻌرﻓﺔ( وﻫﻜذا ﻴﺠد اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﻜﺎﻨـﻪ ﺒطﺒﻴﻌـﺔ اﻝﺤـﺎل ﺒـﻴن ﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن‪.‬‬
‫إن ﺒداء دﻴﻨﺎﻤﻜﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻴﺘطﻠب ﻫﻜذا ﻝﻴس ﻓﺤﺴب‪,‬إﺸﺒﺎع اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻝﻤﺒﺎﺸرة اﻝﺘﻲ ﺘـرﺘﺒط‬
‫ﺒﺎﻝﺤﻴﺎة ﻝﻜـن أﻴﻀـﺎ إﺸـﺒﺎع ﻤﺘطﻠﺒـﺎت اﻝﺼـﺤﺔ‪,‬اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻷﻨظﻤـﺔ اﻝﻤرﻜﺒـﺔ ﻤﺜـل اﻝﺴـﻜن ﻓـﻲ‬
‫إطـــﺎر ﺤﻴـــﺎة ﻻق اﻝﺘرﺒﻴـــﺔ واﻝﻬﻴﺎﻜـــل اﻝﻘﺎﻋدﻴـــﺔ و ﻴﻔﺘـــرض ذﻝـــك ﺘـــدﻋﻴم ﻗـــدرات اﻷﻓـــراد و‬
‫اﻝﻤﺠﻤوﻋـــﺎت واﻝﻤﺸـــرﻜﺔ ﻓـــﻲ ﻋﻤﻠﻴـــﺔ اﺘﺨـــﺎذ اﻝﻘـــ اررات اﻝﺘـــﻲ ﺘﺨﺼـــﻬم ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻤﺜﻠﻤـــﺎ ﻫـــﻲ‬
‫اﻝدﻴﻤﻘراطﻴـﺔ ﻻ ﺘﻨﻔﺼــل ﻋــن اﻝﻌداﻝــﺔ‪,‬ﻷﻨﻬﺎ ﻴﺠــب أن ﺘرﺘﻜــز ﻋﻠــﻰ ﻗواﻋــد و ﻗـواﻨﻴن واﻀــﺤﺔ‬
‫وﻤﻨﺼﻔﺔ‪...‬و ﺘﺠب اﻹﺸﺎرة ﻫﻨﺎ إﻝﻰ أن ﻜل ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺤﻠـﻲ أو ﻗـوﻤﻲ ﻫـو ﻋﺒـﺎرة ﻋـن ﻨﺴـق‬
‫أو ﻨظﺎم ﻓرﻋﻲ ﻤن اﻝﻨظﺎم اﻝدوﻝﻲ‪,‬وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜل ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺤﻠـﻲ‪ ،‬ﻴﻤﻜﻨـﻪ أن ﻴﺴـﺘﻠﻬم ﻓـﻲ إطـﺎر‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن اﻝﻘﻴم اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻝﻜﻠﻴﺔ و اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ أو اﻝﻔرﻋﻴﺔ‪.‬ﻜﻤﺎ ﺒﻤﻘدورﻩ أن ﻴﻘـﺎرن‬
‫ﺒـﻴن درﺠــﺔ ﺘﻘدﻤـﻪ واﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻷﻜﺜـر ﺘﻘــدﻤﺎ وﺤداﺜـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻨﻤـﺎذج ﻤرﺠﻌﻴــﺔ‪.‬و ﺘﺼــﺒﺢ‬
‫ﺸروط اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ) اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ( ﻫﻨﺎ ﻫﻲ اﻝﺒﺤث ﻋن ﺘوازن ﻻﻨﻬـﺎﺌﻲ‪,‬أي ﻻ ﻴﻤﻜـن ﺒﻠوﻏـﻪ ﺒﺼـﻔﺔ‬
‫ﻤطﻠﻘــﺔ‪,‬أو إﻴﺠــﺎد ﺤﻠــول ﻝﻠﺘــوﺘرات اﻝﻤﺘﺠــددة ﻋﻠــﻰ اﻝــدوام ‪ ,‬ﺒــﻴن ﻤﺨﺘﻠــف ﻗطﺎﻋــﺎت اﻝﺤﻴــﺎة‬
‫اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ أو ﺒـــﻴن ﻤﺨﺘﻠـــف ﺠﻬـــﺎت اﻝـــوطن‪ ،‬و ﻋﻠﻴـــﻪ ﻓﺈﻨﻬـــﺎ أي اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻀــرورة ﺤﻴوﻴــﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠﻲ‪,‬ﻓــﻲ اﻝــدول اﻝﻤﺘﺨﻠﻔــﺔ أو اﻝﻨﺎﻤﻴــﺔ ﻷﻨﻬــﺎ‬
‫وﺴــﻴﻠﺔ ﺘﺨطــﻲ وﻀــﻌﻴﺔ اﻝﺘﺨﻠــف و اﻝﻠﺤــﺎق ﺒﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻝﻤﺘطــورة و ﺒﻠــوغ ﻓــرص اﻝﺤﻴــﺎة‬

‫‪120‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اﻝﻜرﻴﻤــﺔ ﻷﻓـراد اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻠــﻲ ‪ ,‬ﻓــﻲ ﻓﺘـرات زﻤﻨﻴــﺔ ﻤﻼﺌﻤــﺔ و ذﻝــك ﻤــن ﺨــﻼل اﺴــﺘﻐﻼ ل‬
‫اﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﺒﺸرﻴﺔ و اﻝﻤﺎدﻴﺔ واﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘوﻓر ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪.(1).‬‬
‫وﻤــن ﺨــﻼل ﻤــﺎ ﺴــﺒق ﻨﺴــﺘﻨﺘﺞ أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ أﺼــﺒﺤت ﻤرﺘﺒطــﺔ ارﺘﺒﺎطــﺎ وﺜﻴﻘــﺎ ﺒﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ واﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ وﺘﺤﻘﻴق اﻝﻌداﻝﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﺠﺎءت اﻝﻤﺒﺎدئ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺤﻴن ﺘﻜـوﻴن اﻷﺠﻨـدة ‪ ) 21‬اﻝﻤﺘﺒﻨـﺎة ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻗﻤـﺔ‬
‫"رﻴو" ‪ 1992‬ﻓﻬو ﺒذﻝك ﻴﻌﺘﺒر اﻝﻨص اﻝﻤؤﺴس ﻝﻼﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ (‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ اﻝﻤراﻋﺎة و اﻻﺤﺘﻴﺎط‪:‬ﺘﻬدف إﻝﻰ أﺨذ اﻝﻤﻘﺎﻴﻴس اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘدارك إﻋﺎﻗﺔ ﺘـدﻤﻴر اﻝﺒﻴﺌـﺔ وﻜـذا‬
‫اﻝﺘﻠوث ) اﻝوﻗﺎﻴﺔ ﺨﻴر ﻤن اﻝﻌﻼج ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ ﻤﻠوث‪/‬داﻓﻊ)ﻤؤدي(‪:‬واﻝﻤﻘﺼود ﻫﻨﺎ ﻫو ﺨﺼم ﻗﻴﻤﺔ ﻤن ﻋﻨد اﻝﻤﺼدر اﻝﻤﻠـوث أو اﻝﺴـﻌﻲ‬
‫ﻨﺤــو اﻝﺘﻘﻠﻴــل ﻤــن اﻝﺘﻠــوث‪،‬إن ﺘطﺒﻴــق ﻫــذا اﻝﻤﺒــدأ ﻴﻬــدف إﻝــﻰ ﻤﺤﺎرﺒــﺔ اﻝﺘــدﻤﻴر وﻜــذا إﻝــﻰ إرﺴــﺎء‬
‫ﻗﺎﻋدة اﻝﺨﺼم ﻤن اﻝﺜﻤن ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎﺌل و ذﻝك طﺒﻌﺎ ﻤن ﺼﺎﻝﺢ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ )اﻹﺴﻬﺎم(‪ :‬إن ﻤﺒـدأ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻴﺤﻜـم ﺴﻴﺎﺴـﺔ اﻝﺘﻜﺎﻓـل اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ و‬
‫ﻴﺠب ﺒذﻝك ﺘﻨظﻴم ﻤﺸﺎورات ﺠﺎدة و اﻷﻗرب إﻝﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ وذﻝـك ﺒﻐـرض اﺠﺘﻴـﺎز اﻻﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ‬
‫اﻝوﺤﻴدة إﻝﻰ ﻫذا اﻻﺴﺘﻴﺎء ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒــدأ اﻝﻤﻨطﻘﻴــﺔ و اﻝﻔﻌﺎﻝﻴــﺔ‪ :‬اﻨطﻼﻗــﺎ ﻤــن ﻫــذا اﻝﺘوزﻴــﻊ أو اﻝﺘﻘﺴــﻴم ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﺨــص اﻝﻤﺤﺎﺴــن‬
‫واﻝﻤﺴﺎوئ ﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻴﺠب اﻷﺨذ ﺒﻌﻴن اﻻﻋﺘﺒـﺎر اﻻﻨﻌﻜﺎﺴـﺎت أو اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻨﺎﺒﻌـﺔ ﻤـن‬
‫ﻫذﻩ اﻝﻘ اررات‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ اﻝﺘﻜﺎﻤل أو اﻻ ﻨدﻤﺎج ‪ :‬وذﻝك ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨـص آﻝﻴـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ و ﺘطـوﻴر ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ دون أن‬
‫ﻴﺠﻴد أﻴﻀﺎ ﻋـن آﻝﻴـﺔ ) إﺴـﺘراﺘﺠﻴﺔ ( اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ و ﻜـذا اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ )اﻝﺠﻤﺎﻋﻴـﺔ ( دون‬
‫أن ﺘﺒﻴن اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ) اﻝﻔردﻴﺔ (‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ اﻝﺘﻀﺎﻤن ‪ :‬إن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻴﺤﺘم إرﺴـﺎء ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺘﺴـﻤﺢ‬
‫ﺒﺘﻐﻴر اﻝطﺎﻗﺎت ﻏﻴر اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺠدﻴد إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘﺠدﻴد اﻝطﺎﻗﺎت اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺠدﻴد ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺒدأ ﺤرﻴﺔ اﻷﺠﻴﺎل اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ‪ :‬وذﻝـك ﺒﺘـرك اﻝﻤﺠـﺎل اﻝـﻼزم ﻝﻸﺠﻴـﺎل اﻝﻘﺎدﻤـﺔ و ذﻝـك ﺒﻐـرض‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤن اﻝﻤﻀﻲ ﻨﺤو اﻻﺨﺘﻴﺎرات اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺒوﺨرﻴﺴﺔ ﺒوﺒﻜر ‪ :‬ﻤﺤﺎﻀرات ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ,‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪.‬‬


‫‪Http:www.sustainablesettlement.co.za.issues.susdev.html‬‬
‫‪ ( 2‬ﺘرﺠﻤﺔ اﻝطﺎﻝب‬
‫‪20-12-2009. 11:00‬‬

‫‪121‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬أﺒﻌــﺎد اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘدﻴﻤﺔ ﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻻ ﺘرﺘﻜــز ﻋﻠــﻰ اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺒﻴﺌــﻲ‬
‫ﻓﻘط ﺒل ﺘﺸﻤل أﻴﻀﺎ اﻝﺠواﻨب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﺄﺒﻌﺎد ﺜﻼﺜـﺔ ﻤﺘراﺒطـﺔ‬
‫وﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ إطـﺎر ﺘﻔـﺎﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻴﺘﺴـم ﺒﺎﻝﻀـﺒط واﻝﺘﻨظـﻴم واﻝﺘرﺸـﻴد ﻝﻠﻤـوارد‪ ،‬وﻻ ﻴﻜﻔـﻲ وﺼـف‬
‫ﻫذﻩ اﻷﺒﻌﺎد ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﺘراﺒطﺔ ﻤﻌﺎ ‪ ،‬ﺒـل ﻻ ﺒـد ﻤـن اﻹﺸـﺎرة إﺸـﺎرة واﻀـﺤﺔ و ﺼـرﻴﺤﺔ إﻝـﻰ أن‬
‫ﻫــذﻩ اﻷﺒﻌــﺎد ﻤﺘراﺒطــﺔ وﻤﺘداﺨﻠــﺔ وﻤﺘﻜﺎﻤﻠــﺔ‪ ،‬وﻴﻤﻜــن اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﻤــﻊ ﻫــذﻩ اﻷﺒﻌــﺎد ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ‬
‫ﻤﻨظوﻤﺎت ﻓرﻋﻴﺔ ﻝﻤﻨظوﻤﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘدﻴﻤﺔ‪ ،‬ﺤﻴث ﺘﺘﻜـون ﻜـل ﻤﻨظوﻤـﺔ ﻓرﻋﻴـﺔ ﻤـن ﻫـذﻩ‬
‫ــر ﻝﺘـــﻲ ﻴﻤﻜـــن ﺘﺤدﻴـــدﻫﺎ ﻓـــﻲ ﻤـــﺎ ﻴﻠـــﻲ‪ ):‬اﻝﺸـــﻜل‬
‫اﻝﻤﻨظوﻤـــﺎت اﻝﻔرﻋﻴـــﺔ اﻷﺨـــرى أو اﻝﻌﻨﺎﺼـ ا‬
‫أدﻨﺎﻩ()‪.(1‬‬

‫‪ -‬اﻟﻨﻤﻮ‬
‫‪ -‬اﻟﻤﺴﺎواة‬
‫‪ -‬اﻟﻜﻔﺎءة‬ ‫اﻟﺒﻌﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬
‫‪ -‬اﻟﻨﻈﻢ‬
‫اﻷﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬ ‫‪ -‬اﻟﻄﺎﻗﺔ‬
‫اﻟﺒﻌﺪ‬
‫‪ -‬اﻟﺤﺮاك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺒﻌﺪ‬ ‫‪ -‬اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ‬
‫اﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ‬
‫‪ -‬اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫‪ -‬اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ‬

‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﻤﺔ‬

‫تداخل أبعاد عملية التنمية المستديمة‬


‫ﻋﻤﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺘﺼﺮف ﻋﻦ ‪ :‬ﻣﻮﺳﺸﻴﺖ ‪1997‬‬
‫وﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﺸـﻜل ﻴﺘﻀـﺢ أن ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﺜـﻼث أﺒﻌـﺎد ﻤﺘداﺨﻠـﺔ طﺒﻘـﺎ ﻝﻤـﺎ ورد‬
‫ﺒﺄﺠﻨدة اﻝﻘرن اﻝﺤﺎدي واﻝﻌﺸرﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺒﻌــد اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ‪ -2 ،‬اﻝﺒﻌــد اﻹﻨﺴــﺎﻨﻲ واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ‪ - 3‬اﻝﺒﻌــد اﻝﺒﻴﺌــﻲ ‪ -4‬اﻝﺒﻌــد‬
‫اﻝﺘﻘﻨﻲ واﻹداري )‪.(2‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺜﻤﺎن ﻤﺤﻤد ﻏﻨﻴم ‪ ،‬ﻤﺎﺠدة أﺒو زﻨط ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘدﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ وأﺴﺎﻝﻴب ﺘﺨطﻴطﻬﺎ وأدوات ﻗﻴﺎﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ص ‪ ، 39‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 2‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ ،‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪122‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺜــﻼث أﺒﻌــﺎد رﺌﻴﺴــﻴﺔ وﻫــﻲ اﻝﺒﻌــد اﻻﻗﺘﺼــﺎدي‪ ،‬واﻝﺒﻌــد‬
‫اﻹ ﻨﺴﺎﻨﻲ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻝﺒﻌد اﻝﺒﻴﺌﻲ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﺒﻌد اﻝﺘﻘﻨﻲ واﻹداري‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﺒﻌــد اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ‪ :‬وﻴﺴــﺘﻨد ﻫــذا اﻝﻌﻨﺼــر إﻝــﻰ اﻝﻤﺒــدأ اﻝــذي ﻴﻘﻀــﻲ ﺒزﻴــﺎدة رﻓﺎﻫﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ إﻝﻰ أﻗﺼﻰ ﺤد واﻝﻘﻀـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻝﻔﻘـر ﻤـن ﺨـﻼل اﺴـﺘﻐﻼل اﻝﻤـوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻨﺤــو اﻷﻤﺜــل‪ :‬ﺤﻴــث ﻨﺠــد أن ﺴــﻜﺎن اﻝﺒﻠــدان اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻴﺴــﺘﻐﻠون ﻗﻴﺎﺴــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى‬
‫ﻨﺼﻴب اﻝﻔرد ﻤن اﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم أﻀﻌﺎف ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨدﻤﻪ ﺴﻜﺎن اﻝﺒﻠـدان اﻝﻨﺎﻤﻴـﺔ‪،‬‬
‫وأﻜﺒــر ﻤﺜــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻝــك اﻝــدول اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﺸــﻤﺎل ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺘﻌﻨــﻲ إﺠ ـراء‬
‫ﺨﻔض ﻋﻤﻴق وﻤﺘواﺼل ﻓﻲ اﺴﺘﻬﻼك اﻝطﺎﻗﺔ واﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪،‬أﻤﺎ اﻝـدول اﻝﻔﻘﻴـرة ﻓﺘﺤـﺎول‬
‫اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺘوظﻴف اﻝﻤوارد ﻤن أﺠل رﻓﻊ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ﻝﻠﺴﻜﺎن اﻷﻜﺜر ﻓﻘ ار وﻤـن اﻷﻤﺜﻠـﺔ‬
‫اﻝداﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻤﻌﻨﻰ اﺴـﺘﻬﻼك اﻝطﺎﻗـﺔ اﻝﻨﺎﺠﻤـﺔ ﻋـن اﻝـﻨﻔط واﻝﻐـﺎز واﻝﻔﺤـم ﻓـﻲ اﻝوﻻﻴـﺎت‬
‫اﻝﻤﺘﺤـــدة أﻋﻠـــﻰ ﻤﻨـــﻊ ﻓـــﻲ اﻝﻬﻨـــد ب‪ 33‬ﻤـــرة وﻫـــو ﻓـــﻲ ﺒﻠـــدان ﻤﻨظﻤـــﺔ اﻝﺘﻌـــﺎون واﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ اﻝــــ ‪ OECD‬أﻋﻠـــﻰ ﺒﻌﺸـــر ﻤـــرات ﻓـــﻲ اﻝﻤﺘوﺴـــط ﻤﻨـــﻪ ﻓـــﻲ اﻝﺒﻠـــدان اﻝﻨﺎﻤﻴـــﺔ‬
‫ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ‪ ،‬وﻴﻨدرج ﺘﺤت ﻫذا اﻝﺒﻌد ‪:‬‬
‫‪ -1‬إﻴﻘﺎف ﺘﺒدﻴد اﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺘﻘﻠﻴص ﺘﺒﻌﻴﺔ اﻝﺒﻠدان اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ اﻝﺒﻠدان اﻝﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻋن اﻝﺘﻠوث وﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻪ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻝﻤﺴﺎواة ﻓﻲ ﺘوزﻴﻊ اﻝﻤوارد ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻝﺤد ﻤن اﻝﺘﻔﺎوت ﻓﻲ ﻤﺴﺘوى اﻝدﺨل ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -6‬ﺘﻘﻠﻴص اﻹﻨﻔﺎق اﻝﻌﺴﻜري‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺒﻌـد اﻹ ﻨﺴــﺎﻨﻲ واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ‪:‬وﻴﺸــﻴر ﻫــذا اﻝﻌﻨﺼــر إﻝــﻰ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝطﺒﻴﻌــﺔ واﻝﺒﺸــر‬
‫وﺘﺤﻘﻴــق اﻝرﻓﺎﻫﻴــﺔ وﺘﺤﺴــﻴن ﺴــﺒل اﻝرﻓﺎﻫﻴــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺼــﺤﻴﺔ‬
‫واﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴــﺔ ووﻀــﻊ اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻷﻤﻨﻴــﺔ واﺤﺘــ ارم ﺤﻘــوق اﻹ ﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ اﻝﻤﻘدﻤﺔ‪،‬وﻴﺸــﻴر ﻫــذا‬
‫اﻝﻌﻨﺼـــر إﻝـــﻰ ﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓـــﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـــﺔ واﻝﺘﻨـــوع واﻝﺘﻌددﻴـــﺔ واﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ اﻝﻔﻌﻠﻴـــﺔ ﻝﻠﻘواﻋـــد‬
‫اﻝﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻓــﻲ وﻀــﻊ اﻝﻘ ـرار وﻴﻌﺘﻤــد ﻫــذا اﻝﺒﻌــد ﻋﻠــﻰ اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺒﺸــري ﺒﻌﻨﺎﺼــرﻩ اﻵﺘﻴــﺔ‪-1:‬‬
‫ﺘﺜﺒﻴت اﻝﻨﻤو اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ ‪ -2‬أﻫﻤﻴـﺔ ﺘوزﻴـﻊ اﻝﺴـﻜﺎن ‪ -3‬اﻻﺴـﺘﺨدام اﻷﻤﺜـل ﻝﻠﻤـوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -4‬دورة اﻝﻤرأة ‪ -5‬اﻝﺼﺤﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم ‪ -6‬ﺤرﻴﺔ اﻻﺨﺘﻴﺎر واﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪ ،28‬ص‪29‬‬
‫)‪ (2‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ :‬ص ‪ ، 32‬ص ‪.33‬‬

‫‪123‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻴﺸﻴر ﻫذا اﻝﺒﻌد إﻝﻰ أﻨﻪ ﻴﺠب اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ اﻝﻨﻤـو اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ وذﻝـك ﺒﺘﺜﺒﻴـت ﻋـدد اﻝﺴـﻜﺎن ﻷن‬
‫ﺤدود ﻗدرة اﻷرض ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻝﺔ اﻝﺤﻴﺎة اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻏﻴر ﻤﻌروﻓﺔ ‪ ،‬وأن ﻜﺜرة اﻝﺴﻜﺎن ﺘؤدي إﻝﻰ‬
‫اﺴـﺘﻨزاف اﻝﺜــروات اﻝطﺒﻴﻌﻴــﺔ واﻝﻘﻀـﺎء ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـراء وﺘــدﻫور اﻝﺒﻴﺌــﺔ وﻋﻨــدﻤﺎ‬
‫ﻴــﺘم اﻝــﺘﺤﻜم ﻓــﻲ زﻴــﺎدة اﻝﺴــﻜﺎن ﻴــﺘم ﺘوزﻴﻌــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدن ﻝﻠﺘﻘﻠﻴــل ﻤــن اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝﺤﻀــرﻴﺔ‬
‫اﻷﻜﺜر ﺘﻠوﻴﺜﺎ ﻝﻠﺒﻴﺌﺔ ‪،‬ﻜﻤﺎ ﺘﺤث اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ رأس اﻝﻤـﺎل اﻝﺒﺸـري‬
‫وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘﻨوع اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ﻜذﻝك ﺘوﻝﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻝﻸرض ﺤﻴث ﺘﻌﺘﻤد اﻝﺒﻠدان اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺴﺎء‬
‫واﻷطﻔــﺎل ﻓﺘﻌﻠــﻴم اﻝﻤ ـرأة ﻴﻌــود ﺒﻤزاﻴ ـﺎ ﻤﺘﻌــددة ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك‬
‫اﻝﻌﻨﺎﻴــﺔ ﺒﺎﻝﺴــﻜﺎن ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﺼــﺤﺔ واﻝﺘﻐذﻴــﺔ وﺘوﻋﻴــﺔ اﻹ ﻨﺴــﺎن ﺒﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﻐﺎﺒــﺎت وﻤ ـوارد‬
‫اﻝﺘرﺒﺔ واﻝﺘﻨـوع اﻝﺒﻴوﻝـوﺠﻲ ‪ ،‬وﺘﻌﺘﺒـر اﻝدﻴﻤﻘراطﻴـﺔ وﺤرﻴـﺔ اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻓـﻲ اﻝﺤﻜـم ﻫـﻲ اﻝﻘﺎﻋـدة‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﺸرﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬وذﻝك ﻋـن طرﻴـق اﺸـﺘراك اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻗ اررات اﻝﺘﺨطﻴط واﻹدارة ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺒﻌــد اﻝﺒﻴﺌــﻲ ‪ :‬وﻴﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤ ـوارد اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﺒﻴوﻝوﺠﻴــﺔ ﻤﺜــل اﻻﺴــﺘﺨدام‬
‫اﻷﻤﺜل ﻝﻸ راﻀﻲ اﻝزراﻋﻴﺔ واﻝﻤوارد اﻝﻤﺎﺌﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻌـﺎﻝم وذﻝـك ﻤـن ﺨـﻼل اﻷﺴـس اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـوم‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻻﻋﺘﺒـﺎرات اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ وﻫـﻲ ‪ - :‬ﻗﺎﻋـدة ﻤﺨرﺠـﺎت ‪ :‬وﻫـﻲ‬
‫ﻤراﻋﺎة ﺘﻜوﻴن ﻤﺨﻠﻔﺎت ﻻ ﺘﺘﻌدى ﻗـدرة اﺴـﺘﻴﻌﺎب اﻷرض ﻝﻬـذﻩ اﻝﻤﺨﻠﻔـﺎت أو ﺘﻀـر ﺒﻘـدرﺘﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻴﻌﺎب ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻋدة ﻤدﺨﻼت‪ - :‬ﻤﺼﺎدر ﻤﺘﺠددة ﻤﺜل اﻝﺘرﺒﺔ ‪ ،‬اﻝﻤﻴﺎﻩ ‪ ،‬اﻝﻬواء ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺼﺎدر ﻏﻴر ﻤﺘﺠددة ﻤﺜل اﻝﻤﺤروﻗﺎت ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻝﻤﺼﺎدر اﻝﻤﺘﺠددة ﻴﺠب اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋن طرﻴق ﻋدة أﻤور ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﻴط اﻝﻤﺎﺌﻲ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺜراء اﻷ رض ﻓﻲ اﻝﺘﻨوع اﻝﺒﻴوﻝوﺠﻲ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎخ ﻤن اﻻﺤﺘﺒﺎس اﻝﺤراري )‪.(1‬‬

‫)‪ : (1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪ ،34‬ص ‪.35‬‬

‫‪124‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺼﺎدر اﻝﻤﺘﺠددة ﻴﻌﺘﺒر ﺘﻠوث اﻝﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬ﺸﺄﻨﻪ ﻓﻲ ذﻝك اﺴﺘﻨزاف اﻝﻤـوارد‬
‫داﻓﻌــﺎ ﻴﺤــث ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﺠدﻴــد اﻝﺘﻜﻨوﻝــوﺠﻲ ﻓــﻲ اﻝﺴــﻨوات اﻝﻘﻠﻴﻠــﺔ اﻝﻘﺎدﻤﺔ‪.‬ﻝــذﻝك ﺘوﺠــﻪ ﺒﻌــض‬
‫اﻝﺠﻬود ﻨﺤو ﺘطوﻴر اﻝﻤﻌدات واﻵﻻت اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻴطر وﺒﻜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺨﻠﻔـﺎت اﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴـر‬
‫اﻝﻤرﻏوﺒﺔ واﻝﺘﻲ ﺘﻨﺒﻌث ﻓﻲ اﻝﻬواء واﻝﻤﺎء واﻝﺘرﺒﺔ‪ .‬وﻫﻨﺎك أﻴﻀﺎ ﺠﻬـود أﺨـرى ﺘﺒـذل ﻝﺘطـوﻴر‬
‫وﺴـــﺎﺌل اﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ ﻹﻋـــﺎدة دوران ﻤﺨﻠﻔـــﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت اﻝﺘـــﻲ ﺘﻨـــﺘﺞ ﻜﺜﻴـــ ار ﻤـــن اﻝﺴـــﻠﻊ و‬
‫اﻝﻤﻨﺘﺠــﺎت اﻝﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻝﻠﺘﻠــف ﺒﺴــرﻋﺔ‪ .‬وﻤــن اﻝﻤﻤﻜــن ﺨــﻼل اﻝﻌﻘــود اﻝﻘﻠﻴﻠــﺔ اﻝﻘﺎدﻤــﺔ ﺘﺄﺴــﻴس‬
‫ﻤﺼــﺎﻨﻊ وﺸــرﻜﺎت ﻤرﺒﺤــﺔ ﻝــﻴس ﻓﻘــط ﻝﺤــرق اﻝﻤﺨﻠﻔــﺎت ﻝﺘوﻝﻴــد اﻝطﺎﻗــﺔ‪ ،‬ﺒــل أﻴﻀــﺎ ﻝﺘﻌــوﻴض‬
‫اﻝﻤــوارد اﻝﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻝﻠﺘــدوﻴر ﻤﺜــل اﻝﺤدﻴـــد واﻷﻝوﻤوﻨﻴــوم واﻝزﺠــﺎج واﻝﻤطــﺎط واﻝــورق وﻏﻴرﻫـــﺎ‪.‬‬
‫وﻜذﻝك ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺤرارة أﻴﻀﺎ ﻤن ﻤﻠوﺜﺎت اﻝﺒﻴﺌـﺔ وﻝـذﻝك ﻓـﺈن وﺴـﺎﺌل إﻋـﺎدة ﺘـدوﻴرﻫﺎ ﻻ ﺘﺴـﻬم‬
‫ﻓﻲ ﺘوﻓﻴر اﻝطﺎﻗﺔ ﻓﺤﺴب ﺒل ﺘﻔﻴد أﻴﻀﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﻤﻜﺎﻓﺤـﺔ ﺘﻠـوث اﻝﺒﻴﺌـﺔ‪ .‬وﻴﻌﺘﺒـر اﻝﺼـرف‬
‫اﻵﻤــن ﻝﻠﻤ ـواد اﻝﺴــﺎﻤﺔ أﺤــد ﻤﺠــﺎﻻت اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﺼــدد أن ﻤﻼﻴــﻴن ﻻ ﺘﺤﺼــﻰ ﻤــن‬
‫اﻝﺤﺎوﻴــﺎت اﻝﻤﺤﻤﻠــﺔ ﺒﺎﻝﻤــﺎء اﻝﻤﺸــﻊ و ﺒﺎﻝﻐــﺎز اﻝﻌﺼــﺒﻲ وﻏﻴرﻫــﺎ ﻤــن اﻝﻤ ـواد اﻝﻤﻤﻴﺘــﺔ ﺘﺤــرق‬
‫أﺼﻼ أو ﺘﺨزن ﺤﺎوﻴﺎت ﻏﻴر آﻤﻨﺔ‪ .‬وﻴﺤـرص اﻝﻌﻠﻤـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻤواﺠﻬـﺔ ﻤﺜـل ﻫـذﻩ اﻝﻤﺸـﻜﻼت‬
‫ﻴوﻤــﺎ ﺒﻌــد ﻴــوم‪ ،‬ﻓﻬﻨــﺎك ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل اﻝﻤﺜــﺎل‪ ،‬ﻤﺸــﻜﻠﺔ ﺼــرف اﻝﺒﻠوﺘوﻨﻴــوم وﻫــو ﻋﻨﺼــر ﻤــن‬
‫أﺨطر ﻤﺨﻠﻔﺎت اﻝﻤﻔﺎﻋﻼت اﻝﻨووﻴﺔ واﻝذي ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺸـﻌﺎ ﻵﻻف اﻝﺴـﻨﻴن‪ .‬ﻝﻘـد أوﺼـﻰ اﻝﻌﻠﻤـﺎء‬
‫ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺒﻌض اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻜﻴﻤﺎﺌﻴﺔ ﻝﻨزع اﻝﺒﻠوﺘوﻨﻴوم ﻤـن ﻤﻴـﺎﻩ اﻝﺼـرف اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﺨـزن ﻓﻴﻬـﺎ‬
‫وﺠﻌﻠــﻪ أﻜﺜــر اﻨــدﻤﺎﺠﺎ وﺘوﺤــدا وأﺴــﻬل ﺼــرﻓﺎ‪ .‬وﻴﻤﻜــن ﻝﻬــذﻩ اﻝوﺴــﺎﺌل وﻏﻴرﻫــﺎ ﻤــن اﻝوﺴــﺎﺌل‬
‫اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ أن ﺘﺴﺘﺨدم ﻓـﻲ اﻝﺘﻨـﺎول اﻵﻤـن ﻝﻜﺜﻴـر ﻤـن اﻝﻤﺨﻠﻔـﺎت اﻷﺨـرى اﻷﻜﺜـر ﺨطـورة )‪.(1‬‬
‫وﺒذﻝك ﺘﺴـﻌﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ إﻝـﻰ ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻷراﻀـﻲ ﻤـن ﺨـﻼ ل اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺎت اﻝزراﻋﻴـﺔ‬
‫وﻋدم اﻹﺴراف ﻓـﻲ اﺴـﺘﺨدام اﻷﺴـﻤدة اﻝﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴـﺔ واﻝﻤﺒﻴـدات واﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻝﺜـروة اﻝﻤﺎﺌﻴـﺔ‬
‫وﺘﺤﺴـــﻴن ﻨوﻋﻴـــﺔ اﻝﻤﻴـــﺎﻩ واﺴـــﺘﺨدام اﻝﻤﻴـــﺎﻩ اﻝﺴـــطﺤﻴﺔ ﺒﻜﻔـــﺎءة واﻻﺴـــﺘﻐﻼل اﻷﻤﺜـــل ﻝﻠﻤﻴـــﺎﻩ‬
‫اﻝﺠوﻓﻴﺔ دون اﺴﺘﻨزاﻓﻬﺎ واﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻐﺎﺒـﺎت وﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﻤﻨـﺎخ ﻤـن اﻻﺤﺘﺒـﺎس اﻝﺤـراري‬
‫ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻜﺎﺌﻨـﺎت اﻝﺤﻴـﺔ واﻹ ﻨﺴــﺎن‪ٕ ،‬واذا ﻜـﺎن اﺴـﺘﺨدام اﻝﻤﺒﻴـدات اﻝﻜﻴﻤﺎوﻴـﺔ ﻴــؤدي‬
‫إﻝﻰ ﺘﺤﺴﻴن ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝزراﻋﻴﺔ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﺴﻴد ﻋﺒد اﻝﻌﺎطﻲ اﻝﺴﻴد ‪ :‬اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬دار اﻝﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،2007‬ص ‪ ،374‬ص‪.375‬‬

‫‪125‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻓﺈن ﺒﻌض ﺴﻠﺒﻴﺎت ﻫذا اﻻﺴﺘﺨدام ﻴﻘﻠل ﻤن أﻫﻤﻴﺔ إﻴﺠﺎﺒﻴﺎﺘﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻘد ﻝوﺤظ ظﻬـور‬
‫آﻓﺎت ﺠدﻴدة ﻜﺎﻝﻌﻨﺎﻜب اﻝﺤﻤـراء وأﻤـراض اﻷوراق ﺒﻌـد اﺴـﺘﺨدام اﻝﻤﺒﻴـدات اﻝﺤدﻴﺜـﺔ وﺘرﺘـب‬
‫ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺨدام اﻝﻤﺒﻴدات إ ﺤداث ﺨﻠل ﻓﻲ اﻝﺘوازن اﻝطﺒﻴﻌﻲ ﻝﻠﻜﺎﺌﻨﺎت اﻝﺤﻴﺔ أدى إﻝـﻰ ﺤـدوث‬
‫ﺘﻐﻴﻴــر ﻓــﻲ ﻨظــﺎم اﻝﺒﻴﺌــﺔ اﻝزراﻋﻴــﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺸــك أن أﻫــم اﻵﺜــﺎر اﻻﻴﺠﺎﺒﻴــﺔ ﻻﺴــﺘﺨدام اﻝﻤﺒﻴــدات‬
‫ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ إﺼﺎﺒﺔ اﻝﻜﺎﺌﻨﺎت اﻝﺤﻴﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﺴﺘﻬدﻓﺔ ٕواﻝﺤﺎق اﻝﻀرر ﺒﺎﻹ ﻨﺴﺎن واﻝﺤﻴوان ‪ ،‬ﺒل‬
‫واﻝﻨﺒﺎت‪ ،‬وﻴﻀﺎﻋف ﻤن أﺨطﺎر اﻝﺘﻠوث ﺒﺎﻝﻤﺒﻴدات ﻓﻲ دول اﻝﻌﺎﻝم اﻝﺜﺎﻝث ﻏﻴـﺎب اﻝﺘﺸـﺨﻴص‬
‫اﻝﺼﺤﻴﺢ اﻝدﻗﻴق ﻝﻶﻓﺎت وﺘﺤدﻴد اﻝﻤﺒﻴدات اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝﻬﺎ دون إﻓراط أو ﺘﻔرﻴط ‪ ،‬وﻫذا ﻴﺘـرك‬
‫اﻝﻔرﺼـــﺔ ﻝﺘﺠـــﺎر اﻝﻤﺒﻴـــدات ﻻﺴـــﺘﻐﻼل ﻋـــدم أو ﻨﻘـــص اﻝـــوﻋﻲ اﻝزراﻋـــﻲ ﻝـــدى اﻝﻤـــزارﻋﻴن‬
‫ﻝﺼــﺎﻝﺤﻬم ‪ ،‬ﺒــﺄن ﻴﻘوﻤ ـوا ﺒﺘﺸــﺨﻴص اﻹﺼــﺎﺒﺔ وﺘﺤدﻴــد اﻝﻌــﻼج أو ﻨــوع اﻝﻤﺒﻴــد ‪ ،‬وﺘورﻴــدﻩ‬
‫وﺘﺤﻘﻴق أﻜﺒر ﻗدر ﻤﻤﻜن ﻤن اﻝرﺒﺢ ﻤن ﺘﺴوﻴﻘﻪ واﻻﺘﺠـﺎر ﻓﻴـﻪ ‪ ،‬ﺒﺼـرف اﻝﻨظـر ﻋـن آﺜـﺎرﻩ‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ‪ ،‬وﺘﺴﺘﻬﻠك اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻜﻤﻴﺎت ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝﻤﺒﻴدات ﻜل ﻋﺎم ‪ ،‬وﻤـن ﺨـﻼل دراﺴـﺔ‬
‫ﻗﺎم ﺒﻬﺎ أﺤد ﺒﻴـوت اﻝﺨﺒـرة اﻷﻨﺠﻠﻴزﻴـﺔ أﻓـﺎدت اﻹﺤﺼـﺎﺌﻴﺎت أن أﺜﻤـﺎن اﻝﻤﺒﻴـدات اﻝﻤﺴـﺘوردة‬
‫ﻓـــﻲ اﻝـــوطن اﻝﻌرﺒـــﻲ ﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ‪ 1981‬ﺒﻠﻐـــت ‪ 318‬ﻤﻠﻴـــون دوﻻر ‪ ،‬أي أﻜﺜـــر ﻤـــن أﺜﻤـــﺎن‬
‫اﻷﺴــﻤدة اﻝﺘــﻲ ﻗــدرت ﺒﻤﺒﻠــﻎ ‪ 296‬ﻤﻠﻴــون دوﻻر ﻓﻘــط ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ 1990‬ارﺘﻔﻌــت أﺜﻤــﺎن‬
‫اﻝﻤﺒﻴدات إﻝﻰ ﻤﻠﻴﺎر دوﻻر ووﺼﻠت ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ ‪ 92‬أﻝف طـن ﺘﻘرﻴﺒـﺎ وﻫـو ﻤـﺎ ﻴﻘـرب ﻤـن ﻋﺸـر‬
‫ﺘﺠﺎرة اﻝﻤﺒﻴدات ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم)‪.(1‬‬
‫‪ -4‬اﻝﺒﻌــد اﻝﺘﻘﻨــﻲ واﻹداري ‪ :‬ﻫــو اﻝﺒﻌــد اﻝــذي ﻴﻬــﺘم ﺒــﺎﻝﺘﺤول إﻝــﻰ ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴــﺎ أﻨظــف وأﻜﻔــﺄ‬
‫ﺘﻨﻘـل اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ إﻝـﻰ ﻋﺼـر ﻴﺴـﺘﺨدم أﻗـل ﻗـدر ﻤـن اﻝطﺎﻗـﺔ واﻝﻤـوارد وأن ﻴﻜـون اﻝﻬـدف ﻤـن‬
‫ﻫذﻩ اﻝـﻨظم اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺔ إﻨﺘـﺎج ﺤـد أدﻨـﻰ ﻤـن اﻝﻐـﺎزات واﻝﻤﻠوﺜـﺎت واﺴـﺘﺨدام ﻤﻌـﺎﻴﻴر ﻤﻌﻴﻨـﺔ‬
‫ﺘؤدي إﻝﻰ اﻝﺤد ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت وﺘﻌﻴد ﺘـدوﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت داﺨﻠﻴـﺎ وﺘﻌﻤـل ﻤـﻊ اﻝـﻨظم اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ أو‬
‫ﺘﺴﺎﻨدﻫﺎ ‪ ،‬وﻝﻜﻲ ﻴﺘم ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻴﺠب ﻤراﻋﺎة ﻋدة أﻤور أﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺴﺘﺨدام ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ أﻨظف‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺤد ﻤن اﻨﺒﻌﺎث اﻝﻐﺎزات ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﻤﺎﺠد راﻏب اﻝﺤﻠو‪ :‬ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻝﺸـرﻴﻌﺔ‪ ،‬دار اﻝﺠﺎﻤﻌـﺔ اﻝﺠدﻴـدة اﻹﺴـﻜﻨدرﻴﺔ ‪ ،2007‬ص ‪،305‬‬
‫ص ‪.306‬‬

‫‪126‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬اﺴﺘﺨدام ﻗواﻨﻴن اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن اﻝﺘدﻫور اﻝﺒﻴﺌﻲ‪.‬‬


‫‪ -‬إﻴﺠﺎد وﺴﺎﺌل أو طﺎﻗﺔ ﺒدﻴﻠﺔ ﻝﻠﻤﺤروﻗﺎت ﻤﺜل اﻝطﺎﻗﺔ اﻝﺸﻤﺴﻴﺔ وﻏﻴرﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺤﻴﻠوﻝﺔ دون ﺘدﻫور طﺒﻘﺔ اﻷوزون )‪.(1‬‬
‫ﻓﻤن اﻝﻤؤﻜد أن ﻜﺜﻴ ار ﻤـن اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﺘـﻲ ﺘواﺠـﻪ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﻴـوم ﺴـﺘوﺠﻪ اﻝﺠﻬـود ﻨﺤـو‬
‫اﻝﺒﺤث ﻋـن ﺤﻠـول ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺔ ‪ ،‬وﺴـوف ﺘـؤدي اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺎت اﻝﺠدﻴـدة ﺒـدورﻫﺎ إﻝـﻰ اﻝﻌدﻴـد‬
‫ﻤــن اﻝﺘﻐﻴــرات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ‪ .‬ﻤــن اﻝﻤؤﻜــد أن اﻝﻌواﻤــل اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ اﻝﻤﺴــﺌوﻝﺔ ﻋــن‬
‫ﺤـــدوث اﻝﺘﻘـــدم اﻝﺘﻜﻨوﻝـــوﺠﻲ اﻝـــراﻫن واﻝﺘـــﻲ ﺘﺘﻤﺜـــل ﻓـــﻲ ﻀـــﺨﺎﻤﺔ اﻝﻤﺨـــزون اﻝـــراﻫن ﻤـــن‬
‫اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت‪ ،‬واﻝﺤﺠم اﻝﻤﺘزاﻴد ﻝﻠﺴﻜﺎن‪ ،‬وزﻴﺎدة ﺤﺠم اﻻﺘﺼﺎل ﺒﻴن اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻻ ﺘـزال ﺘﻌﻤـل‬
‫ﺤﺘﻰ اﻵن ‪ ،‬ﻝﺘﻌطﻲ اﻨطﺒﺎﻋﺎت وﺸواﻫد ﻋﻠﻰ وﺠود دواﻓﻊ ﻗوﻴﺔ ﻝﻠﺘﺠدﻴد ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل أﻜﺜر‬
‫ﻤﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن‪ ،‬وﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ذﻝك ‪ ،‬ﺘﻨﺸـﻐل اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺘﻘدﻤـﺔ اﻝﻴـوم‬
‫ﺒﻤواﺼﻠﺔ اﻝﺒﺤث اﻝﻤﻨظم وﻋﻠﻰ ﻨطﺎق واﺴﻊ ﻋن اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘزاﻴدت اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎرات ﻓـﻲ‬
‫ﻤﺠــﺎﻻت اﻝﺒﺤــث اﻝﻌﻠﻤــﻲ واﻝﺘﻜﻨوﻝــوﺠﻲ ﻋﻠــﻰ ﻨﺤــو ﻤﻠﺤــوظ ‪ ،‬ﻫــذا ﻓــﻲ اﻝوﻗــت اﻝــذي زاد ﻓﻴــﻪ‬
‫اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ وﻏﻴرﻩ ﻤن وﺴﺎﺌل ﺘﻘﻨﻴﺔ أﺨـرى ﻤـن ﻗـدرﺘﻨﺎ ﻋﻠـﻰ اﻜﺘﺴـﺎب وﺘﺤﺼـﻴل وﺘﺤﻠﻴـل‬
‫وﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻤﻤﺎ أﻀﺎف ﺒدورﻩ دواﻓﻊ ﺠدﻴدة ﻝزﻴﺎدة ﻤﻌدﻻت اﻝﺘﻐﻴر وﺴرﻋﺘﻪ‪ ،‬ﻏﻴر أن‬
‫ﻫﻨــﺎك ﺒﻌــض اﻝﻌواﻤــل اﻝﺘــﻲ ﻴﻤﻜــن أن ﺘــؤدي ﻋﻠـﻰ اﻹﺒطــﺎء ﺒﻤﻌــدﻻت ﺨــﻼ ل اﻝﻌﻘــود اﻝﻘﻠﻴﻠــﺔ‬
‫اﻝﻘﺎدﻤــﺔ ﻤﺜــل اﻝﺤــرب اﻝﻨووﻴــﺔ واﻝﻘﺼــور اﻝﺤــﺎد ﻓــﻲ اﻝطﺎﻗــﺔ ذﻝــك أن ﻫــذﻩ اﻝﺤــرب ﺘﻌﻨــﻲ‬
‫ﺒﺒﺴﺎطﺔ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺒل واﻝﺤﻴﺎة اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ﺒرﻤﺘﻬـﺎ ﻜﻤـﺎ أن ﻗﺼـور اﻝطﺎﻗـﺔ‬
‫ﻴﺤول دون اﻝﺘﻐﻴر واﻝﺘﺠدﻴـد طﺎﻝﻤـﺎ أن ﻤﻌظـم اﻝﻨﺸـﺎطﺎت اﻝﺘـﻲ ﺘﻌﺘﻤـد ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺎت‬
‫اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﺘﺘطﻠب ﻜﻤﻴﺎت ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝطﺎﻗـﺔ اﻝرﺨﻴﺼـﺔ ﻨﺴـﺒﻴﺎ وﻤـﻊ ذﻝـك وﻋﻠـﻰ اﻝـرﻏم ﻤـن أن‬
‫ﻨﻘص أو ﻗﺼور اﻝطﺎﻗﺔ ﻗد ﻴﺒدوا أﻤـ ار ﻤﻤﻜﻨـﺎ ﻓـﻲ رﺒـﻊ اﻝﻘـرن اﻝﻘـﺎدم إﻻ أﻨـﻪ ﻗﺼـور ﻝـﻴس‬
‫ﺤـﺎدا ﺒﺎﻝدرﺠــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻨﻌـدم ﻓﻴﻬــﺎ ﻤـوارد اﻝطﺎﻗـﺔ اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﻠﻨﺸــﺎطﺎت اﻝﺠوﻫرﻴـﺔ ﺒﻤــﺎ ﻓــﻲ ذﻝــك‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻝﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫)‪ (2‬اﻝﺴﻴد ﻋﺒد اﻝﻌﺎطﻲ اﻝﺴﻴد ‪ :‬اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪ ،371‬ص‪. 372‬‬

‫‪127‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻜﻤــﺎ ﻗــﺎم ﺒرﻨــﺎﻤﺞ اﻷﻤــم اﻝﻤﺘﺤــدة ﺒوﻀــﻊ ﻤﺼــطﻠﺢ ﺸــﺎﻤل ﻝﻤﺼــطﻠﺢ اﻹ ﻨﺘــﺎج اﻷﻨظــف‪ ،‬ﻫــو‬
‫اﻝﺘطﺒﻴق اﻝﻤﺘواﺼل ﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺒﻴﺌﻴﺔ وﻗﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت واﻝﻤﻨﺘﺠـﺎت ﻤـن أﺠـل‬
‫ﺘﻘﻠﻴل اﻝﻤﺨﺎطر اﻝﻤﺘﺼـﻠﺔ ﺒﺎﻹﻨﺴـﺎن ‪ ،‬وﻴﺸـﻤل اﻹ ﻨﺘـﺎج اﻷ ﻨظـف اﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـواد اﻝﺨـﺎم‬
‫واﻝطﺎﻗــﺔ واﺴــﺘﺒﻌﺎد اﻝﻤ ـواد اﻝﺨــﺎم اﻝﺴــﺎﻤﺔ وﺘﻘﻠﻴــل ﻜﺎﻓــﺔ اﻻ ﻨﺒﻌﺎﺜ ـﺎت واﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﻨﺎﺘﺠــﺔ ﻜﻤــﺎ‬
‫وﻜﻴﻔﺎ وﻤن أﻫم اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝﺘﻲ دﻋت إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻹ ﻨﺘﺎج اﻷﻨظف ﺒروﺘوﻜـول ﻜﻴوﺘـو ﻓﻘـد‬
‫ﺘﺒﻨﻰ ﻤؤﺘﻤر اﻷطراف اﻝﺜﻼﺜﺔ ﻓﻲ ‪ 11‬دﻴﺴﻤﺒر ‪ 1997‬ﺒروﺘوﻜـول ﻜﻴوﺘـو اﻝـذي ﻴﻘﻀـﻲ ﺒـﺄن‬
‫ﺘﻜﻔل اﻝدول اﻝﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ ﺘﺨﻔـﻴض ﻤﺠﻤـوع اﻻﻨﺒﻌﺎﺜـﺎت ﻤـن اﻝﻐـﺎزات اﻝدﻓﻴﻨـﺔ ﻝـدﻴﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﺘـرة‬
‫ﺒﻴن ‪ 2014-2008‬ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ % 5‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻠم ‪.(1) 1990‬‬
‫ﻜﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت ﺒﻌــض اﻝــدول ﺴــﺒﺎﻗﺔ ﻻﺴــﺘﻌﻤﺎل اﻝﻘ ـواﻨﻴن ﻝﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻤﺜــل ﻓرﻨﺴــﺎ ﻓﺘﺤــرم‬
‫اﻝﻤﺎدة ‪ 27‬ﻤن ﺘﻘﻨﻴن اﻝدوﻤﻴن اﻝﻌـﺎم اﻝﻨﻬـري اﻝﻔرﻨﺴـﻲ أﻗﺎﻤـﻪ أو ﺘـرك أي أﻋﻤـﺎل ﻴﻤﻜـن أن‬
‫ﺘﻌوق اﻝﻤﻼﺤﺔ أو ﺠرﻴﺎن اﻝﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ اﻷﻨﻬﺎر واﻝﻘﻨوات ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﺤظر اﻝﻤﺎدﺘﺎن ‪ 38‬و‪ 40‬ﻤـن‬
‫ﻨﻔس اﻝﺘﻘﻨﻴن إﻝﻘﺎء ﻤواد ﻤﻀرة أو أﺴﻤدة ﻓﻲ ﻤﺠرى اﻷﻨﻬﺎر أو اﻝﻘﻨـوات أو ﻋﻠـﻰ ﺠواﻨﺒﻬـﺎ‬
‫‪ ،‬وﻻ ﺸك أن ﻫذﻩ اﻝﻨﺼوص ﻴﻤﻜن اﻻﺴـﺘﻨﺎد إﻝﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﻤﻜﺎﻓﺤـﺔ ﺘﻠـوث اﻝﻤﻴـﺎﻩ ‪ٕ ،‬وان‬
‫ﻜﺎن اﻝﻬدف اﻷﺼﻠﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻫو اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺠـرى اﻝﻤـﺎء وﺼـﻼﺤﻴﺘﻪ ﻝﻠﻤﻼﺤـﺔ ‪ ،‬وﻝـﻴس‬
‫ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﺎء وﻨﻘﺎوﺘﻪ ﻤن اﻝﺘﻠوث )‪.(2‬‬
‫وﻓــﻲ اﻝﺴــﻨوات اﻷﺨﻴــرة أﺠــرى اﻝﻌﻠﻤــﺎء واﻝﻤﻬﻨدﺴــون دراﺴــﺎت واﺴــﻌﺔ اﻝﻨطﺎﻗــﺎت ﺒﺤﺜــﺎ ﻋــن‬
‫ﻤوارد ﺠدﻴـدة ﻝﻠطﺎﻗـﺔ ﻴﻤﻜـن أن ﺘﻘﻠـل ﻤـن اﻋﺘﻤـﺎد اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت ﻋﻠـﻰ اﻝوﻗـود اﻝﻤﺘﺤﺠـر وﻤـن‬
‫ﺒﻴن اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت اﻝﻤﻤﻜﻨﺔ أو اﻝﺘﻲ أﻤﻜن اﻜﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻨﺠد اﻻﻨﺸطﺎر واﻻﻝﺘﺤﺎم اﻝذري واﻝﻨووي‪،‬‬
‫واﻝطﺎﻗﺔ اﻝﺸﻤﺴﻴﺔ ‪ ،‬واﻝطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻤن اﻷﻋﻤﺎق ﻋﺎﻝﻴﺔ اﻝﺴـﺨوﻨﺔ ﺘﺤـت ﺴـطﺢ اﻷرض ‪،‬‬
‫وﻗــوة اﻝرﻴــﺎح ‪ ،‬وﻗــوة أﻤ ـواج اﻝﻤﺤــﻴط ‪ ،‬واﻝزﻴــت اﻝﺤﺠــري‪ ،‬وﺘﻐــوﻴر اﻝﻔﺤــم أي ﺘﺤوﻴﻠــﻪ إﻝــﻰ‬
‫ﻏﺎز)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪،38‬ص ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺎﺠد راﻏب اﻝﺤﻠو ‪ :‬ﻗﺎﻨون ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻀوء اﻝﺸرﻴﻌﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫)‪ (3‬اﻝﺴﻴد ﻋﺒد اﻝﻌﺎطﻲ اﻝﺴﻴد ‪ :‬اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.373‬‬

‫‪128‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫و ﺘﺴـــﻴﻴل اﻝﻬﻴـــدروﺠﻴن أي ﺘﺤوﻴﻠـــﻪ إﻝـــﻰ ﺴـــﺎﺌل ﺒﻌـــد اﺸـــﺘﻘﺎﻗﻪ ﻤـــن اﻝﻤـــﺎء ‪ ،‬واﻷﺴـــﻤدة‬
‫واﻝﻨﻔﺎﻴﺎت‪ .‬وﻓﻴﻤﺎ ﻋدا اﻻﻨﺸطﺎر اﻝﻨووي ﻻ ﻨﺠد أﻴﺎ ﻤن ﻫـذﻩ اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـﺎت اﻝﺤدﻴﺜـﺔ ﻴﺘـواﻓر‬
‫ﺒﺄﺴﻌﺎر ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝﻼﺴﺘﺨدام اﻝواﺴﻊ ‪ ،‬ﻜذﻝك ﺘﺴﺘﺨدم اﻝطﺎﻗﺔ اﻝﺸﻤﺴـﻴﺔ وﻗـوى اﻝـرﻴﺢ واﻝﻤـﺎء‬
‫واﻝﻨﻔﺎﻴﺎت اﻵن ﺒﺎﻝﻔﻌل وﻝﻜن ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق ﻤﺤدود‪...‬‬
‫ﻝﻘد ﻜﺸﻔت دراﺴﺔ ﺤدﻴﺜﺔ أﺠرﻴت ﺤول اﺴﺘﺨدام اﻝطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺤواﻝﻲ رﺒﻊ اﻝطﺎﻗﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﺴﺘﻬﻠك ﺤﺎﻝﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺘﺼـﻨﻴﻊ ﺒﺎﻝوﻻﻴـﺎت اﻝﻤﺘﺤـدة ‪ ،‬ﻴﻤﻜـن ﺘوﻓﻴرﻫـﺎ ﻓﻘـط ﻋـن طرﻴـق‬
‫ﺘطﺒﻴق ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎت ﻤوﺠودة أﺼﻼ ﻤﻊ ﺒﻌض اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝطﻔﻴﻔﺔ ‪ ،‬وﺒوﺠﻪ ﻋـﺎم ﻓـﺈن ﺘـﺎرﻴﺦ‬
‫اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ ﻴزودﻨﺎ ﺒﻤﺠﺎﻻت وﺴﻌﺔ ﻤن اﻝﺘﻔﺎؤل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﺴﺘﺒﺼﺎر وﺘوﻗﻊ زﻴﺎدة ﻜﻔـﺎءة‬
‫اﻝطﺎﻗـــﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴـــﺒﺔ ﻝﻠﻌدﻴـــد ﻤـــن اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـــﺎت اﻝﺤﺎﻝﻴـــﺔ ‪ ،‬وﺨﺎﺼـــﺔ ﻓـــﻲ ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴـــﺎت اﻵﻻت‬
‫اﻝﺒﺨﺎرﻴﺔ وأﺸﻜﺎل اﻹﻀﺎءة واﻹ ﻨﺎرة وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ )‪.(1‬‬
‫إن ﻝﻠﺘﺼــﻨﻴﻊ اﻝﺘﻜﻨوﻝــوﺠﻲ اﻝﺤــدﻴث آﺜــﺎر ﺴــﻴﺌﺔ ﻓــﻲ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻓــﺎﻨطﻼق اﻷﺒﺨــرة واﻝﻐــﺎزات‬
‫ٕواﺠراء ﺘﻐﻴرات ﻜﺒﻴرة ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻴـؤدي إﻝـﻰ ﺘﻐﻴﻴـر أﻨﻤـﺎط ﺴـﻘوط اﻷﻤطـﺎر أو زﻴـﺎدة‬
‫اﻷﺸــﻌﺔ ﻓــوق اﻝﺒﻨﻔﺴــﺠﻴﺔ وﻴــؤدي ذﻝــك إﻝــﻰ إﺤــداث ﺘﻐﻴﻴ ـر ﻓــﻲ اﻝﻔــرص اﻝﻤﺘﺎﺤــﺔ ﻝﻸﺠﻴــﺎل‬
‫اﻝﻤﻘﺒﻠــﺔ وﻴﻌﻨــﻲ ذﻝــك ﻋــدم اﺴــﺘﻘرار اﻝﻤﻨــﺎخ أو اﻝــﻨظم اﻝﺠﻐراﻓﻴــﺔ اﻝﻔﻴزﻴﺎﺌﻴــﺔ واﻝﺒﻴوﻝوﺠﻴــﺔ أو‬
‫ﺘدﻤﻴر طﺒﻘﺔ اﻷوزون اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤﻲ اﻷرض)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص ‪.374‬‬


‫)‪ (2‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ :‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق‪.39 ،‬‬

‫‪129‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎً‪ -‬ﻤراﺤل ﺘطور ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬

‫‪-1‬ﻤرﺤﻠــﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط )‪1989-1967‬م(‪ :‬ﺘﻌﺘﺒــر ﺴــﻨﺔ ‪ 67‬ﺒداﻴــﺔ اﻝﻌﻤــل ﺒﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝﺘﺨطــﻴط‬


‫وﻓﻘﺎ ﻝﻔﺘـرات زﻤﻨﻴـﺔ ﺘﺘﻤﻴـز ﻜـل ﻓﺘـرة ﺒﺘﺤﻘﻴـق أﻫـداف ﺘﻨﻤوﻴـﺔ ذات أوﻝوﻴـﺔ ﻤـن ﺨـﻼل وﻀـﻊ‬
‫ﺒراﻤﺞ ﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺠدول أدﻨﺎﻩ‪:‬‬

‫البرنامج‬ ‫المخطط‬
‫برن‪AAA‬امج اس‪AAA‬تثمار موج‪AAA‬ه للمن‪AAA‬اطق المحرم‪AAA‬ة ف‪AAA‬ي إط‪AAA‬ار‬ ‫المخطط الثالثي‬
‫مكافحة التفاوت الجھوي‪.‬‬ ‫‪1969 -1967‬‬

‫تخص‪AAA‬يص قيم‪AAA‬ة ثالث‪AAA‬ون ) ‪ (30‬ملي‪AAA‬ار دين‪AAA‬ار للب‪AAA‬دء ف‪AAA‬ي‬


‫المخطط الرباعي األول‬
‫برنامج التصنيع ‪ ،‬وتأسيس التخطيط و ذلك بإنشاء كتاب‪A‬ة‬
‫‪1973 -1970‬‬
‫دولة للتخطيط خصيصا لذلك ‪.‬‬
‫تخص‪AAA‬يص مبل‪AAA‬غ مائ‪AAA‬ة ملي‪AAA‬ون ) ‪ ( 100‬دين‪AAA‬ار كتثم‪AAA‬ين‬
‫للموارد الطبيعية و تكثي‪A‬ف النس‪A‬يج الص‪A‬ناعي إل‪A‬ى جان‪A‬ب‬
‫المخطط الرباعي الثاني‬
‫إدم‪AA‬اج القطاع‪AA‬ات االقتص‪AA‬ادية ‪ ،‬و ك‪AA‬ذلك تحس‪AA‬ين تقني‪AA‬ات‬
‫‪1977 - 1974‬‬
‫التخط‪AAA‬يط بتحدي‪AAA‬د اآلج‪AAA‬ال و تنظ‪AAA‬يم مس‪AAA‬ار اإلرس‪AAA‬ال و‬
‫التلقي‪.‬‬
‫تخص‪AA‬يص مبل‪AA‬غ م‪AA‬ائتين و خمس‪AA‬ين ) ‪ ( 250‬ملي‪AA‬ار دين‪AA‬ار‬
‫إلع‪AA‬ادة إق‪AA‬رارات التوازن‪AA‬ات االقتص‪AA‬ادية و إع‪AA‬ادة تنظ‪AA‬يم‬
‫المخطط الخماسي األول‬
‫المؤسسات و تثمين الطاق‪A‬ة إل‪A‬ى جان‪A‬ب تص‪A‬نيف أولوي‪A‬ات‬
‫‪1984 - 1980‬‬
‫التنمية و إكمال نظ‪A‬ام التخط‪A‬يط و إنش‪A‬اء وزارة التخط‪A‬يط‬
‫و التھيئة العمرانية بدال من كتابة الدولة ‪.‬‬
‫تخص‪AAA‬يص قيم‪AAA‬ة خمس‪AAA‬مائة و خمس‪AAA‬ين ) ‪ ( 550‬ملي‪AAA‬ار‬
‫المخطط الخماسي الثاني‬
‫لتنمي‪AAA‬ة الزراع‪AAA‬ة و ال‪AAA‬ري و اإلس‪AAA‬كان و النق‪AAA‬ل و تس‪AAA‬ديد‬
‫‪1989 - 1985‬‬
‫الديون الخارجية ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬
‫ﺠدول ﻴﺒﻴن أﻫم ﺨﺼﺎﺌص اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ‬

‫)‪ (1‬إﺴﻤﺎﻋﻴل ﻗﻴرة وﻋﻠﻲ ﻏرﺒﻲ ‪ :‬ﺴوﺴﻴوﻝوﺠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬

‫‪130‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اﻨﺼب اﻫﺘﻤﺎم اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺨﻤﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﺜﻼﺜﺔ ﺘوزﻋت ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﺴـﺘﻤﺎراﺘﻬﺎ ﺤﺴـب‬
‫ﻤﺎ ﻴﺒﻴﻨﻪ اﻝﺒﻴﺎن اﻝﻤواﻝﻲ‪.‬‬
‫ﺒﻴﺎن )‪ (1‬ﺘوزﻴﻊ اﺴﺘﺜﻤﺎرات اﻝﻤﺨططﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ )‪(1989-1967‬‬
‫اﻝوﺤدة ﻤﻠﻴﺎر د‪.‬ج‪.‬‬

‫توزيع استثمارات المخططات الوطنيـة )‪(1989-1967‬‬


‫الوحدة ‪ :‬مليار دينار ج‬

‫‪600‬‬
‫القطاع المنتج‬ ‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬
‫قطاع الخدمات‬ ‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫قطاع البنية األساسية‬ ‫‪0‬‬
‫النســــبة‬

‫النســــبة‬

‫النســــبة‬

‫النســــبة‬

‫النســــبة‬

‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫المبلـــــغ‬

‫المبلـــــغ‬

‫المبلـــــغ‬

‫المجموع‬
‫المخطط المخطط المخطط المخطط المخطط‬
‫الثالثي الرباعي الرباعي الخماسي الخماسي‬

‫اﻝﻤﺼدر‪ :‬وزارة اﻝﺘﺨطﻴط ﺴﺎﺒﻘﺎً‪ :‬ﺘﻘﺎرﻴر إﻨﺠﺎز اﻝﻤﺨططﺎت )اﻝﺒﻴﺎن ﻤن إﻋداد اﻝطﺎﻝب(‬

‫‪131‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﺘﺒﻴن اﻷرﻗﺎم اﻝواردة ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺎن أوﻝوﻴﺎت اﻝﻤﺨططﺎت وﻓق اﻝﺘرﺘﻴب اﻝﺘﺎﻝﻲ‪:‬‬


‫‪ -1‬اﻝﻘطﺎع اﻝﻤﻨﺘﺞ ﻤﺒﺎﺸرة‪ :‬وﻴﺸﻤل اﻝزراﻋﺔ واﻝري واﻝﺼﻴد اﻝﺒﺤري واﻝﻐﺎﺒﺎت واﻝﻤﺤروﻗـﺎت‬
‫واﻝﺼــﻨﺎﻋﺎت اﻝﺘﺤوﻴﻠﻴــﺔ واﻷﺴﺎﺴ ـﻴﺔ واﻝطﺎﻗــﺔ واﻝﻤﻨــﺎﺠم واﻷﺸــﻐﺎل اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ واﻝﺒﻨــﺎء‪ ،‬واﻝــذي‬
‫اﺤﺘــل اﻝﺼــدارة ﻓــﻲ ﺠﻤﻴــﻊ اﻝﻤﺨططــﺎت ﻷﻨــﻪ ﻴﻤﺜــل اﻝﻘﺎﻋــدة اﻝﻤﺎدﻴــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ودوﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ اﻝﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺤﺒﻴس ﺤﻠﻘﺔ ﻤﻔرﻏﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻗطـــﺎع اﻝﺒﻨﻴـــﺔ اﻝﺘﺤﺘﻴـــﺔ‪ :‬ﻴﻨـــدرج ﺘﺤـــت ﻫـــذا اﻝﻘطـــﺎع ﺸـــﺒﻜﺔ اﻝﻨﻘـــل )اﻝطـــرق واﻝﺴـــﻜﺔ‬
‫اﻝﺤدﻴدﻴــﺔ واﻝﻤ ـواﻨﺊ واﻝﻤطــﺎرات( واﻝﻤﻨــﺎطق اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺴــﻜن واﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ واﻝﺘرﺒﻴــﺔ‬
‫واﻝﺘﻜـــوﻴن واﻝﺼـــﺤﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓـــﺔ واﻝرﻴﺎﻀـــﺔ واﻝﺤﻤﺎﻴـــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ وﺘزوﻴـــد اﻝﺴـــﻜﺎن ﺒﺎﻝﻤـــﺎء‬
‫اﻝﺸــــروب واﻝﻜﻬرﺒــــﺎء واﻝﻐــــﺎز واﻹﻨــــﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴــــﺔ واﺤﺘــــل اﻝﻤرﺘﺒــــﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴــــﺔ ﻓــــﻲ أوﻝوﻴــــﺎت‬
‫اﻝﻤﺨططﺎت‪ ،‬ﻝﻤﺎ ﻝﻪ ﻤن دور أﺴﺎﺴﻲ وﺤﺎﺴم ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻬو اﻝذي ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻴوﻓر ﺸروط ازدﻫﺎر اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻘدﻤﻪ ﻝﻬﺎ ﻤن وﻓـورات ﺨﺎرﺠﻴـﺔ ﺘﻘﻠـل ﻤـن‬
‫اﻝﺘﻜﺎﻝﻴف وﺘزﻴد ﻤن اﻷرﺒﺎح‪.‬‬
‫‪ -‬ﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﻠﺒﻴﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﺴﻜﺎن اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋدﻫم ﻋﻠﻰ اﻻﺴـﺘﻘرار وﺘﺨﻔـف‬
‫ﻤن ﺤﺠم اﻝﻬﺠرة ﻨﺤو اﻝﻤدن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻠﻌب دو ارً أﺴﺎﺴﻴﺎً ﻓﻲ ﺘزوﻴد اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺨرى ﺒﺎﻹطﺎرات واﻝﻴد اﻝﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻤدرﺒﺔ واﻝﻔﻨﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤؤﻫﻠﺔ )اﻝﺘرﺒﻴﺔ واﻝﺘﻌﻠﻴم وﺘﻜوﻴن(‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻘرﻴب اﻝﺨدﻤﺎت واﻝﻤراﻓق اﻝﻀرورﻴﺔ ﻤن اﻝﻤواطن‪.‬‬
‫‪ -‬رﺒط ﻤﺨﺘﻠف ﺠﻬﺎت اﻝﻘطر وﻓك اﻝﻌزﻝﺔ ﻋن ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻝﺒﻌض‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻗطــﺎع اﻝﺨــدﻤﺎت‪ :‬أﻋطــت اﻝﻤﺨططــﺎت ﻋﻨﺎﻴــﺔ ﻝﻘطــﺎع اﻝﺨــدﻤﺎت ٕوان ﻜﺎﻨــت أﻗــل ﻤــن‬
‫اﻝﻘطــﺎﻋﻴن اﻝﺴــﺎﺒﻘﻴن ﻝﻤــﺎ ﻴﻤﺜﻠــﻪ ﻤــن ﺤﻠﻘــﺔ وﺼــل ﺒــﻴن اﻹﻨﺘــﺎج واﻝﺘــداول ٕواﺴــﻨﺎد ﻝﻠﻘطــﺎع‬
‫اﻝﻤﻨﺘﺞ وﻤدﻩ ﺒﺎﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤـن ﻨﻘـل واﺘﺼـﺎﻻت وﺘﺨـزﻴن وﺘوزﻴـﻊ وﺘﻘـدﻴم اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت‬
‫ﻋن ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺴوق وﺤﺠم اﻝﻌرض واﻝطﻠب‪.‬‬
‫إن اﻝﻘطﺎﻋــﺎت اﻝﺜﻼﺜــﺔ ﺘﻀــﻤﻨت ﺒ ـراﻤﺞ ذات ﺒﻌــد وطﻨــﻲ ﺘﺘــوﻝﻰ ﺘﺴــﻴﻴرﻩ اﻝﻤﺼــﺎﻝﺢ اﻝﻤرﻜزﻴــﺔ‬
‫وﺒـراﻤﺞ ﻗطﺎﻋﻴـﺔ ﻏﻴـر ﻤﻤرﻜـزة أﺴـﻨد أﻤـر ﺘﺴـﻴﻴرﻫﺎ ﻝـﻺدارة اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻷﻨﻬـﺎ ذات ﺒﻌـد إﻗﻠﻴﻤــﻲ‬
‫)‪ (PSD‬وﻤﺨططــﺎت ﺒﻠدﻴــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ )‪ (PCD‬وﻜــﺎن ﻨﺼــﻴﺒﻬﺎ ﻤــن اﻝﻤﺨططــﺎت ﻜﻤــﺎ ﻴﺒﻴﻨــﻪ‬
‫اﻝﺠدول اﻝﻤواﻝﻲ‬

‫‪132‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اﻝﺠــدول‪ :‬ﻨﺼــﻴب ﺒ ـراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻤــن اﺴــﺘﺜﻤﺎرات اﻝﻤﺨططــﺎت)‪( 1989-1967‬م‬


‫اﻝوﺤدة ﻤﻠﻴﺎر د‪.‬ج‬

‫المواصالت السلكية والالسلكية‬


‫الصحة والحماية االجتماعية‬
‫الھياكل األساسية اإلدارية‬
‫المخططات البلدية للتنمية‬

‫الصناعات التحويلية‬
‫المناطق الصناعية‬

‫التخزين والتوزيع‬
‫استثمارات أخرى‬

‫التربية والتكوين‬
‫برامج خاصة‬

‫شبكة النقل‬
‫المجموع‬

‫السياحة‬
‫السكن‬

‫النقل‬
‫البيان‬

‫المخطط‬
‫‪9.06/2.95‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0.34 0 . 4 9‬‬
‫الثالثي‬
‫المخطط‬
‫‪27.75/14.74‬‬ ‫‪0.257‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪3.31‬‬ ‫‪1.52‬‬ ‫‪1.14‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪0.70 1 . 1 9‬‬
‫الرباعي‪1‬‬
‫المخطط‬
‫‪110.22/56.44‬‬ ‫‪10.32‬‬ ‫‪1.399‬‬ ‫‪1.905‬‬ ‫‪9.95‬‬ ‫‪8.30‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪3.09‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪6.49‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪4.01‬‬
‫الرباعي‪2‬‬
‫المخطط‬
‫‪459.210/253.33‬‬ ‫‪21.55‬‬ ‫‪11.3650 27.232 7.198‬‬ ‫‪9.142 36.633 53.729 1.968 19.668 18.190 4.742 12.719 21.77 27.08‬‬
‫الخماسي‪1‬‬
‫المخطط‬
‫‪550/384.81‬‬ ‫‪60.20‬‬ ‫‪10.14‬‬ ‫‪40.97‬‬ ‫‪45.00‬‬ ‫‪86.45‬‬ ‫‪01.90‬‬ ‫‪43.60‬‬ ‫‪08.00‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫‪1.80‬‬ ‫‪1.50 58.50‬‬
‫الخماسي‪2‬‬

‫اﻝﻤﺼدر وزارة اﻝﺘﺨطﻴط واﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ "ﺤﺼﻴﻠﺔ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻤﺨططﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ" ) اﻝﺠدول ﻤن إﻋداد اﻝﺒﺎﺤث (‬

‫ﻫذﻩ اﻝﺒراﻤﺞ ﻋﻠﻰ ﻀﺨﺎﻤﺘﻬﺎ اﺴﺘطﺎﻋت أن ﺘﺤﻘق ﺒﻌض اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻹﻴﺠﺎﺒﻴـﺔ ﻨﺴـﺒﻴﺎ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ‬
‫ﻓـﻲ اﻝﺘﻜﻔــل ﺒﺎﻻﺤﺘﻴﺎﺠـﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻠﺴـﻜﺎن وﺘﺤﻘﻴــق ﻨـوع ﻤــن اﻝﺘـوازن اﻝﺠﻬــوي واﺴــﺘﻘرار‬
‫اﻝﺴــﻜﺎن ٕواﻴﺠــﺎد ﻗﺎﻋــدة ﻤﺎدﻴــﺔ واﺴــﻌﺔ ﻤــن اﻝﻬﻴﺎﻜــل اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬
‫ﺨﺎﺼﺔ ﺨﻼل ﻓﺘرة )‪ 1984-1967‬م(‪،‬ﻏﻴر أﻨﻪ واﺠﻬﺘﻬﺎ اﻝﻌدﻴـد ﻤـن اﻝﺼـﻌوﺒﺎت وﺼـﺎﺤﺒﺘﻬﺎ‬
‫اﻝﻜﺜﻴر‬
‫ﻤن اﻝﺴﻠﺒﻴﺎت أﺜﻨﺎء ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﻝم ﺘﺴﺘطﻊ ﻤﻌﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴق ﻤﺎ ﻜﺎن ﻤﺄﻤوﻻً ﻤﻨﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻜﻤـل وﺠـﻪ‬
‫ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﻜزﻴﺔ اﻝﺸدﻴدة ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار وﺘﺴﻴﻴر اﻝﺒراﻤﺞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻨﻘـــص وﻏﻴـــﺎب اﻝﻤؤﺸـــرات اﻝﻜﺎﻓﻴـــﺔ ﻝﺘﺤدﻴـــد وﺘرﺘﻴـــب أوﻝوﻴـــﺎت اﻝﺤﺎﺠـــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ‬
‫واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻝﻠﻤواطﻨﻴن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻬﻤﻴش اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ واﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ ﻨﻘص اﻝﻜﻔﺎءة واﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻏﻴﺎب اﻝﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ‬

‫‪133‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬ﻀﻌف واﻨﻌدام اﻝﺘﻨﺴﻴق واﻝﺘﻜﺎﻤل ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺘدﺨﻠﻴن ﻓﻲ إﻋداد وﺘﺤدﻴد وﺒﻨﺎء‬
‫وﺘﻨﻔﻴذ وﻤﺘﺎﺒﻌﺔ اﻝﺒراﻤﺞ وﺴﻴطرة اﻝﻨظرة اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﻔرطﺔ ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ اﻝﺘﻨﺎﻗض واﻝﺘﻜرار‬
‫ﻓﻲ اﻝﻌﻤل وﺘداﺨل اﻝﺼﻼﺤﻴﺎت‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻗﺘﺼﺎد اﻝﺴوق وﻓﺘرة اﻝﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ)ﻤﺎ ﺒﻌد ‪1990‬م(‪:‬‬


‫ﺘﻌﺒر ﺴﻨﺔ ‪ 1988‬ﻋن ﺤد ة اﻷزﻤﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋن اﻝﺘدﻫور اﻝﺤﺎد‬
‫ﻓﻲ اﻝﻘدرة اﻝﺸراﺌﻴﺔ ﻝﻠﻤواطن اﻝﺠزاﺌري وذﻝك ﺒﺴﺒب ﻋدم ﺼﻤود اﻝدوﻝﺔ أﻤﺎم ﻫزة أﺴﻌﺎر‬
‫اﻝﻨﻔط ﻓﻲ اﻷﺴواق اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ وﺘدﻫور ﺴﻌر اﻝدوﻻر ﻓﻲ اﻝﺴوق اﻝﻨﻘدﻴﺔ‪ ،‬و ﻗد ﻋﺠﻠت ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺤداث اﻝﻤﺘﺄزﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺨﺘﻤت ﻋﻘد اﻝﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎت اﻝدﺨول إﻝﻰ اﻗﺘﺼﺎد اﻝﺴوق اﻝذي ﻜﺎن ﻤن‬
‫اﻝﻤﻔروض أن ﻴﺘﺄﺴس ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ ‪ ، 1991‬وﺘﺒﻨت اﻝدوﻝﺔ ﺒرﻨﺎﻤﺠﺎ ﻴﺴﺘﺠﻴب ﻝﻠﻤطﺎﻝب‬
‫اﻝﻤﺘزاﻴدة ﻝﻠﺴﻜﺎن ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻹﺴﻜﺎن وﺘﺸﻐﻴل اﻝﺸﺒﺎب وﻜﺎن اﻝرﻫﺎن اﻝوﺤﻴد‬
‫أﻤﺎﻤﻬﺎ ﻫو اﻝﺘﻌوﻴل ﻋﻠﻰ اﻝﻤداﺨﻴل اﻝﻨﻔطﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ وأن ﺴﻌر اﻝﺒرﻤﻴل ﻜﺎن ﻴﺘراوح ﻓﻲ ﺴﻨﺔ‬
‫‪1989‬ﺒﻴن ‪ 18‬و‪ 20‬دوﻻ ار )‪. (1‬‬
‫ﻏﻴر أن ﺤﻠﻘﺔ اﻝﻤدﻴوﻨﻴﺔ ﺠﻌﻠت ﻫذﻩ اﻝطﻤوﺤﺎت ﺘدور ﻓﻲ ﺤﻠﻘﺔ ﻤﻔرﻏﺔ ﻓﻠﻴس ﻤن اﻝﻤﻌﻘول‬
‫اﻝﻤراﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼدر ﺘﻤوﻴل واﺤد ﻴوﺠﻪ اﻝﺠزء اﻷﻋظم ﻤﻨﻪ ﻝﺴداد اﻝدﻴون‪ ،‬ﻫذا ﻋﻼوة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻝوﻀﻌﻴﺔ اﻝﻤﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﺘﻀﺨم ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ ، % 9‬ﺘدﻫور ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻨﻘد ب ‪ % 20‬ودﻴن‬
‫ﺨﺎرﺠﻲ ﺒﻘﻴﻤﺔ ‪ 26‬ﻤﻠﻴﺎر دوﻻر)‪. (2‬‬
‫ﺜم ﺤﺎوﻝت اﻝﻌﺼب اﻝﻘﺎﺌدة إﻋطﺎء ﻨﻔس ﻗوي ﻝﻺﻨﺘﺎج وواﺠﻬت ﺘﺤدﻴﺎت ﻜﺒﻴرة ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ‬
‫ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺘﻀﺨم وﻤﺸﻜﻠﺔ اﺨﺘﻼل ﻤﻴزان اﻝﻤدﻓوﻋﺎت ﻝذﻝك ﺘم اﻝﺤد ﻝﻶﻝﻴﺎت اﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ‬
‫ﺘﻌطل إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر واﻹﻨﺘﺎج واﻝﺤد ﻤن اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻤرﻜزي ﻝﻼﻗﺘﺼﺎد ٕواﻋطﺎء‬
‫ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺔ وﺨﻠق دواوﻴن ﺘﺘﻜﻔل ﺒﺘﻨظﻴم أﺴواق اﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤﺴﺘوردة‬
‫وﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺘﻀﺨم ﻤن ﺨﻼل ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻨﻘد واﻷﺴﻌﺎر‪ ،‬وأﺨﻴ ار ﺘﻘﻠﻴص اﻝﻌﺠز ﻓﻲ اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫وﺒﺎﺸرت اﻝﺠزاﺌر ﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻹﺼﻼﺤﺎت اﻝﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ‪:‬‬


‫‪ -‬إﻋﺎدة اﻝﻬﻴﻜﻠﻴﺔ اﻝﻌﻀوﻴﺔ واﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪1982‬م‪.‬‬

‫‪Ahmed Dahmani . l’Algérie à l’épreuve, économie politique des réformes 1980-1997, 1‬‬
‫‪casbah édition? 1999, p 116‬‬
‫‪zakia paou. dans l’étau de la dépendance financière, cd-rom 2‬‬

‫‪134‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬إﻋﺎدة ﺘﻨظﻴم اﻝﺘراب اﻝوطﻨﻲ ﺒرﻓﻊ ﻋدد اﻝوﺤدات اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ‪1984‬م‬
‫‪ -‬إﻋﺎدة ﺘﻨظﻴم اﻝﻘطﺎع اﻝﻔﻼﺤﻲ وﻓق ﻨظﺎم اﻝﻤﺴﺘﺜﻤرات اﻝﻔﻼﺤﻴﺔ ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﺼدور ﻗﺎﻨون اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺴﻨﺔ ‪1989‬م‪.‬‬
‫وﻤﻊ ﺼدور دﺴﺘور‪ 1989‬م دﺨﻠت اﻝﺠزاﺌر ﻤرﺤﻠﺔ ﺠدﻴدة وﺒداﻴﺔ ﺘﺤول ﺘﺎرﻴﺨﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻤﺴﺎر اﻝدوﻝﺔ واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺼﻌدة اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴر أن‬
‫ﻫذا اﻝﺘﺤول ﻝم ﻴﻜن ﺴﻬﻼً وﻤﻴﺴو ارً‪ ،‬ﺒل ﺘﻤﻴز ﺒﺄزﻤﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﺸﺎﻤﻠﺔ أدت إﻝﻰ ﻏﻴﺎب ﺸﺒﻪ‬
‫ﻜﻠﻲ ﻝﻠﻤراﻓق اﻝﺨدﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻷرﻴﺎف واﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤدن وﺤرﻜﺔ واﺴﻌﺔ ﻤن اﻝﻨزوح اﻝرﻴﻔﻲ‬
‫ﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤدن اﻝﻜﺒرى واﻜﺘظﺎظﻬﺎ وﺘدﻫور ﻤﺤﻴطﻬﺎ اﻝﺒﻴﺌﻲ ٕواطﺎرﻫﺎ اﻝﻌﻤراﻨﻲ‪ ،‬وﻤن أﺠل‬
‫ﻤواﺠﻬﺔ ﻫذﻩ اﻝﺼﻌوﺒﺎت ﺒﻌد ﻋودة اﻻﺴﺘﻘرار اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ واﻷﻤﻨﻲ ﻨﺴﺒﻴﺎ ﺒدرﺠﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ﺴﻨﺔ‬
‫‪،1997‬ﺸرﻋت ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق وﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﻬﺎﻤﺔ اﺒﺘداء ﻤن‪.1998‬‬
‫اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻌﺎدﻴﺔ‪ ( 1):‬ﺒﻠﻎ ﺤﺠم اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ‪ 883.24‬ﻤﻠﻴﺎر د‪.‬ج‬
‫‪ -3‬ﺒراﻤﺞ اﻻﺼﻼﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺒرﻨـــﺎﻤﺞ دﻋـــم اﻹ ﻨﻌـــﺎش اﻻﻗﺘﺼـــﺎدي ﻴﻐطـــﻲ اﻝﻔﺘـــرة )‪2004-2001‬م (‪ :‬ﺒﻐـــﻼف ﻤـــﺎﻝﻲ ﻗـــدرﻩ‬
‫‪525‬ﻤﻠﻴﺎر د‪.‬ج ﻤﻨﻬﺎ ‪114‬ﻤﻠﻴﺎر دج ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ )‪ ،(2‬وﻫو ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺒﺎدر ﺒﻪ رﺌﻴس‬
‫اﻝﺠﻤﻬورﻴـــﺔ و ﻴﺘﻤﺤـــور ﺤـــول اﻷﻨﺸـــطﺔ اﻝﻤﺨﺼﺼـــﺔ ﻝـــدﻋم اﻝﻤؤﺴﺴـــﺎت و اﻷﻨﺸـــطﺔ اﻝزراﻋﻴـــﺔ‬
‫اﻝﻤﻨﺘﺠﺔ وﻏﻴرﻫﺎ و إﻝﻰ ﺘﻌزﻴز اﻝﻤراﻓق اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻴدان اﻝـري و اﻝﻨﻘـل و اﻝﻤﻨﺸـﺌﺎت اﻝﻘﺎﻋدﻴـﺔ‬
‫و ﺘﺤﺴﻴن ظروف اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒرﻨــﺎﻤﺞ ﺼــﻨدوق اﻝﺠﻨــوب ‪ :‬ﻫــو ﺒرﻨــﺎﻤﺞ ﻴﻬــدف إﻝــﻰ اﻝﺘﻜﻔــل ﺒــﺎﻝﻌﺠز ﻓــﻲ ﻤﻴــدان اﻝﺘﺠﻬﻴ ـزات‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺠﻨوﺒﻴﺔ ﺒﺎﻝوطن ﻝﺘﺠﺎوز ﺘﺨﻠف ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺎطق ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺼﻨﺎدﻴق اﻝﺨﺎﺼﺔ ‪ :‬وﺘﻬدف ﻫذﻩ اﻝﺼﻨﺎدﻴق إﻝﻰ اﻝﺘﻜﻔـل ﺒـﺎﻝﻌﺠز ﻓـﻲ ﻤﻴـدان اﻝﺘﺠﻬﻴـ ازت ﻋﺒـر‬
‫وﻻﻴﺎت اﻝوطن اﻝﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻔوارق اﻝﺠﻬوﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ﺼـــﻨﺎدﻴق أﺨــرى ﻨــذﻜر ﻤﻨﻬـــﺎ‪ ،‬اﻝﺼــﻨدوق اﻝــوطﻨﻲ ﻝﻠﻀـــﺒط واﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻔﻼﺤﻴـــﺔ ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وﺼﻨدوق اﻝﻜوارث اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪...‬‬

‫‪ 1‬ء أﻨظر اﻝﻤﺨططﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ )‪1989 -1967‬م( و ﺒراﻤﺞ اﻝﺤﻜوﻤﺔ ‪2004-1990‬م و ﺘﻘﺎرﻴر ﻝﻘﺎء اﻝﺤﻜوﻤﺔ – اﻝوﻻة ﺠوان‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪ 2‬وزارة اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ " ﺘوزﻴﻊ اﻋﺘﻤﺎدات اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﻘطﺎﻋﻴﺔ ﻝﻠﻔﺘرة ‪ "2006 -1998‬اﻝﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﻴزاﻨﻴﺔ‬
‫‪ 3‬ﺘﻘرﻴر اﻝﻤﺠﻠس اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ,‬اﻝظرف اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻝﻠﺴداﺴﻲ اﻝﺜﺎﻨﻲ ﺴﻨﺔ ‪/2001‬ﺠوان‪. 2002‬‬

‫‪135‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫رﻜـزت ﻫـذﻩ اﻝﺒـراﻤﺞ ﻓــﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﺴـﻴن إطــﺎر ﻤﻌﻴﺸـﺔ اﻝﺴـﻜﺎن ﻤـن ﺨــﻼل ﻤـﺎ رﺼـد ﻤــن‬
‫ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ﻜﻤﺎ ﻫو ﻤوﻀﺢ ﻓﻲ اﻝﺠدول أدﻨﺎﻩ ‪.‬‬
‫ﺠدول رﻗم )‪ (3‬ﻨﺼﻴب ﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺨﻼل اﻝﻔﺘرة ت)‪.(2009-1998‬‬
‫اﻝوﺤدة ﻤﻠﻴﺎر دﻴﻨﺎر ﺠزاﺌري‬
‫‪2009-2005‬‬ ‫‪2004-98‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫اﻝﺒﻴﺎن‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع اﻝﻌﺎم‬
‫‪1908.5‬‬ ‫‪997.24‬‬ ‫‪214.82‬‬ ‫‪290.82‬‬ ‫‪296.58‬‬ ‫‪120.58‬‬ ‫‪84.01‬‬ ‫‪47.68‬‬ ‫‪42.546‬‬
‫‪PCD+PSD‬‬
‫اﻝﺒــــــــــــر اﻤــــــــــــﺞ‬
‫‪1708.5‬‬ ‫‪776.162‬‬ ‫‪188.81‬‬ ‫‪245.49‬‬ ‫‪154.78‬‬ ‫‪80.97‬‬ ‫‪49.16‬‬ ‫‪29.42‬‬ ‫‪27.51‬‬ ‫اﻝﻘطﺎﻋﻴــــﺔ ﻏﻴـــــر‬
‫اﻝﻤرﻜزة ‪PSD‬‬

‫اﻝﺒــــراﻤﺞ اﻝﺒﻠدﻴــــﺔ‬
‫‪200‬‬ ‫‪221.08‬‬ ‫‪62.01‬‬ ‫‪45.47‬‬ ‫‪41.79‬‬ ‫‪39.04‬‬ ‫‪35.51‬‬ ‫‪18.20‬‬ ‫‪15.03‬‬
‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ‪PCD‬‬

‫المصدر وزارة المالية ‪ 2006‬تطور البرامج القطاعية‬

‫‪ -4‬ﺒرﻨﺎﻤﺞ دﻋـم اﻝﻨﻤـو ﻴﻤﺘـد ﻤـن )‪2009-2005‬م(‪ :‬ا ﻴﺒﻠـﻎ ﺤﺠﻤـﻪ اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎري اﻝﺤـﺎﻝﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ 9000‬ﻤﻠﻴﺎر دج ﺨﺼص ‪ 1908.5‬ﻤﻠﻴﺎر د‪.‬ج ﻝﻠﺒراﻤﺞ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻜـــﺎن ﻤـــن ﻨﺘـــﺎﺌﺞ ﻫـــذﻩ اﻻﺴـــﺘﺜﻤﺎرات اﻝﺒﺎﻝﻐـــﺔ ‪ 3585.08‬ﻤﻠﻴـــﺎر د‪.‬ج ﺨـــﻼل اﻝﻔﺘـــرة )‪-1967‬‬
‫‪2006‬م(‪.‬‬
‫‪ -‬ارﺘﻔـﻊ ﻋـدد اﻝﻤﺘرﺒﺼــﻴن ﻓـﻲ ﻤﻌﺎﻫـد اﻝﺘﻜــوﻴن اﻝﻤﻬﻨـﻲ ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪ %63‬ﺴــﻨﺔ ‪1998‬م ﻝﻴﺼـل إﻝــﻰ‬
‫‪ %71‬ﺴﻨﺔ ‪ 2006‬ﺒﻔﻀل إﻨﺠﺎز ‪16 418‬ﻤؤﺴﺴﺔ ﺘﻜوﻴن ﺨﻼل ﻨﻔس اﻝﻔﺘرة‪.‬‬
‫‪ -‬ارﺘﻔﺎع اﻝﻘدرات اﻝﺒﻴداﻏوﺠﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌﻠﻴم اﻝﻌﺎﻝﻲ )ﻋدد ﻤﻘﺎﻋد اﻝدراﺴﺔ ( ﺒﻤﻌدل ‪.97‬‬
‫‪ -‬ارﺘﻔﻊ ﻤﻌدل إﻴﺼﺎل اﻝﻜﻬرﺒﺎء إﻝﻰ ‪ %84.58‬ﺴﻨﺔ ‪1998‬م و‪ %95‬ﻋـﺎم ‪2004‬م وﺒﻠـﻎ ‪%96‬‬
‫ﺴﻨﺔ ‪ 2006‬م وﻫو ﻤﺎ ﻴﻌﺎدل ‪ 5.7‬ﻤﻠﻴون أﺴرة‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘزوﻴد ﺒﺎﻝﻐﺎز اﻝطﺒﻴﻌﻲ ﺒﻠﻎ ﻨﺴﺒﺔ ‪ %37‬ﺴﻨﺔ ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝرﺒط ﺒﺸﺒﻜﺔ اﻝﺘطﻬﻴر ارﺘﻔﻊ إﻝﻰ ‪ %87‬ﺴﻨﺔ ‪2006‬م‪.‬‬

‫)‪ 1 (1‬اﻝـــــــدﻜﺘور أﺤﻤـــــــد ﺸـــــــرﻴﻔﻲ ‪ :‬ﺘﺠرﺒـــــــﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـــــــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــــــﺔ ﻓـــــــﻲ اﻝﺠزاﺌـــــــر ‪ ,‬ﻤﺠﻠـــــــﺔ ﻋﻠـــــــوم إﻨﺴـــــــﺎﻨﻴﺔ‬
‫‪ WWW.ULUM.NL,‬اﻝﺴﻨﺔ اﻝﺴﺎدﺴﺔ ‪ :‬اﻝﻌدد ‪ :40‬ﺸﺘﺎء‬
‫‪6th Year : Issue 40 Winter -2009‬‬

‫‪136‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬إﻨﺠﺎز ‪ 9935‬ﻜﻠـم ﻤـن اﻝطرﻗـﺎت ﺨـﻼل اﻝﻔﺘـرة )‪2006-1998‬م( ﻤﻤـﺎ ﺴـﻤﺢ ﺒﻔـك اﻝﻌزﻝـﺔ ﻋـن‬
‫ﻜﺜﻴر ﻤن ﺠﻬﺎت اﻝﻘطر ورﺒط ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻝﺒﻌض‪.‬‬
‫‪ -‬اﻨﺘﻘــل ﻤﻌــدل ﺸــﻐل اﻝﻤﺴــﻜن ﻤــن ‪ 5.82‬ﺴــﻨﺔ ‪1998‬م إﻝــﻰ ‪ 5.50‬ﺴــﻨﺔ ‪2004‬م و‪ 5.4‬ﻋــﺎم‬
‫‪2006‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﻓﻀل إﻨﺠﺎز ‪ 963.675‬أﻝف ﻤﺴﻜن‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد ‪ : 2010‬ﺨﺼﺼت اﻝدوﻝﺔ ﻏﻼﻓﺎ ﻤﺎﻝﻴـﺎ ﻓـﺎق ‪ 895‬ﻤﻠﻴـﺎر دﻴﻨـﺎر ﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻗطـﺎع‬
‫اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و اﻷﻤــن اﻝــوطﻨﻲ و اﻝﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﻤدﻨﻴــﺔ و ذﻝــك ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺒرﻨــﺎﻤﺞ اﻝﻌﻤــوﻤﻲ‬
‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﻤﺘد ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻝﻔﺘرة ‪2014-2010‬‬

‫وﺒﺎﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﻫذا اﻝﻤﺒﻠﻎ ﻴﻨﺘظر أن ﻴﺘم اﻨﺠﺎز ‪ 4‬ﻤﻘرات وﻻﺌﻴﺔ و ‪ 103‬ﻤﻘر داﺌرة و ‪ 6‬ﻤراﻜـز‬
‫ﻝﺘﻜوﻴن اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﻴن و ﺤواﻝﻲ ‪ 450‬ﻤﻘ ار ﻝﻸﻤن اﻝوﻻﺌﻲ و اﻤـن اﻝـداﺌرة و اﻷﻤـن اﻝﺤﻀـري ‪.‬ﻜﻤـﺎ‬
‫ﻴﻨﺘظر أن ﻴﺘم ﺨﻼل ذات اﻝﻔﺘرة اﻨﺠﺎز أزﻴد ﻤـن ‪ 180‬ﻤﻔـرزة ﻝﻠﺸـرطﺔ اﻝﻘﻀـﺎﺌﻴﺔ وﺸـرطﺔ اﻝﺤـدود‬
‫و وﺤدات اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ ﻝﻸﻤن ﻨﺎﻫﻴك ﻋن أزﻴد ﻤن ‪330‬وﺤدة ﻝﻠﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻓﺈن ﻗطـﺎع اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﺴـﻴﻌرف إﺼـﻼﺤﺎت ﻜﺒـرى ﺨـﻼل اﻝﺴـﻨوات‬
‫اﻝﺨﻤــس اﻝﻘﺎدﻤــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ ﻴﺸــﻜل " ﻗﺎﻋــدة اﻝﻼﻤرﻜزﻴــﺔ و ﻤﺸــﺎرﻜﺔ اﻝﻤ ـواطﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝﺘﺴــﻴﻴر‬
‫ﻋﺒر ﻤﻨﺘﺨﺒـﻴﻬم ﺨﺼوﺼـﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﺎﻝﺘﻘﺴـﻴم اﻹداري اﻝﺠدﻴـد و ﻤراﺠﻌـﺔ ﻗـﺎﻨوﻨﻲ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫واﻝوﻻﻴﺔ و اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﺎﻝﻴﺔ و اﻝﺠﺒﺎﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺘﻴن " ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﺴــﻴﺎق اﻝﻤﺠﻬــودات اﻝﺘــﻲ ﺘﺼــب ﻓــﻲ إطــﺎر ﺘﺤــدﻴث اﻝﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و ﻋﺼــرﻨﺘﻬﺎ‬
‫ﻜﺎﻨت وزارة اﻝداﺨﻠﻴﺔ و اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ﻗـد وﻗﻌـت ﺨـﻼل ﺸـﻬر ﺠـوان ﻤـن ﺴـﻨﺔ ‪2009‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺼﻔﻘﺎت ﺒراﻤﺞ ﻤﻊ ﺜﻼث ﻤؤﺴﺴﺎت ﻋﻤوﻤﻴﺔ وطﻨﻴـﺔ‪ ،‬ﻤـن أﺠـل اﻗﺘﻨـﺎء ﻋﺘـﺎد ﻝﺘﺠﻬﻴـز‬
‫ﻤﺨﺘﻠف ﺒﻠدﻴﺎت اﻝﻘطر اﻝوطﻨﻲ ‪.‬‬
‫وﺘﺨــص ﻫــذﻩ اﻝﺼــﻔﻘﺎت ﺘــدﻋﻴم اﻝﺤظــﺎﺌر اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒﻌرﺒــﺎت اﻝﺘﻨظﻴــف و اﻝﺘطﻬﻴــر و اﻝﻨﻘــل‬
‫اﻝﻤدرﺴـــﻲ و ﺘﺠدﻴـــد و ﺼـــﻴﺎﻨﺔ اﻝﻌرﺒـــﺎت اﻝﻤﺴـــﺘﻌﻤﻠﺔ ﻤـــﻊ اﻝﻤؤﺴﺴـــﺔ اﻝوطﻨﻴـــﺔ ﻝﻠﺴـــﻴﺎرات‬
‫اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺎت ‪.‬‬
‫أﻤﺎ اﻝﺼﻔﻘﺘﺎن اﻷﺨرﻴﺎن ﻓﺴﺘﺴﻤﺤﺎن ﺒﺎﻗﺘﻨﺎء ‪ 1840‬آﻝﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻷﺸﻐﺎل اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﺒﻐـﻼف‬
‫ﻤﺎﻝﻲ ﻗﻴﻤﺘﻪ ‪48‬ر‪16‬ﻤﻠﻴﺎر دج و ﻜذا ‪ 585‬ﺠرار و ‪ 2094‬ﻋﺘﺎد ﻤرﻓق ﺒﻘﻴﻤـﺔ ‪75‬ر‪1‬ﻤﻠﻴـﺎر‬

‫‪ 1‬وزارة اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ " ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻹﻨﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي )‪ 2004 -2001‬م( " اﻝﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﻴزاﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫دج وﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﺘـم ﻤـﻨﺢ اﻝﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ﻏﻼﻓـﺎ ﻤﺎﻝﻴـﺎ ﺒﻘﻴﻤــﺔ ‪4705‬‬
‫ﻤﻠﻴــﺎر دج ﻹﺠ ـراء ﻨﺤــو ‪ 27000‬ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻹﻨﻤﺎﺌﻴــﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ و أﻜﺜــر ﻤــن‬
‫‪ 22000‬ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺒ ـراﻤﺞ اﻹﻨﻤﺎﺌﻴــﺔ اﻝﻔرﻋﻴــﺔ ﻤﻤــﺎ ﻴﺴــﻤﺢ ﺒﺎﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺤرﻜﻴــﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﻤوع اﻝوﻻﻴﺎت ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺠرﻴـدة ﻜـواﻝﻴس ‪ 895 .‬ﻤﻠﻴــﺎر ﻝﻠﺠﻤﺎﻋـﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ و اﻷﻤـن و اﻝﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﻤدﻨﻴــﺔ – اﻝﻌـدد ‪ 02 – 413‬ﺠـوان ‪. 2010‬‬
‫ص ‪.7‬‬

‫‪138‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬


‫ﻓـﻲ اﻝﺴـﻨوات اﻷﺨﻴـرة ﺒـﺎدرت اﻝﺠزاﺌـر ‪ ،‬ﻤﺜﻠﻬـﺎ ﻤﺜـل اﻝـدول اﻝﻌرﺒﻴـﺔ إﻝـﻰ ﺘﺨﺼـﻴص ﻤﺒـﺎﻝﻎ‬
‫ﻤﻌﺘﺒــرة ﻝــدﻋم وﺘﺠﺴــﻴد اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻓــﻲ ﻤﻌظــم اﻝﻤﺠــﺎﻻت اﻝﺤﻴوﻴــﺔ و ﻻﺴــﻴﻤﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺒﻴﺌﻲ ﻤﻌﺘﻤـدة ﻋﻠـﻰ ﺜـﻼث وﺴـﺎﺌل ﻫـﻲ وﻀـﻊ إطـﺎر ﻗـﺎﻨوﻨﻲ ﺼـﺎرم و ﻤﺘﺨﺼـص‬
‫ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻝﻤﺴﺒﺒﺔ ﻝﻠﺘﻠـوث و إﺨﻀـﺎﻋﻬﺎ ﻝﻠﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻝدوﻝﻴـﺔ ‪ ،‬وﻀـﻊ رﺴـوم ﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﺒﺤﻤﺎﻴـــﺔ اﻝﺒﻴﺌـــﺔ ﺘـــدﻓﻊ اﻝﻤؤﺴﺴـــﺎت ﻝﻤراﻗﺒـــﺔ ﻨﺸـــﺎطﺎﺘﻬﺎ‪ ،‬إﻀـــﺎﻓﺔ إﻝـــﻰ اﻝرﺴـــم اﻝﻤﺸـــﺠﻊ‬
‫ﻝﻠﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺨﻠص ﻤن ﻨﻔﺎﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤﻌﺎﻝﺠـﺔ ﺒـدل اﻝﺘﺨـزﻴن أو اﻝرﻤـﻲ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺴـطرت‬
‫ﻤﺸــﺎرﻴﻊ ﻤﺴــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒــر إﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ إذا ﻤــﺎ ﺘــم إﻨﺠﺎزﻫــﺎ ﺒﺎﻝﺸــﻜل اﻝﻤرﺴــوم أو اﻝﻤﺨطــط‬
‫آﻨﻔﺎ‪.‬‬
‫‪ -1‬واﻗﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬
‫أدرﻜــت اﻝﺠزاﺌــر ﻋﻠــﻰ ﻏ ـرار ﺒــﺎﻗﻲ دول اﻝﻌــﺎﻝم أﻫﻤﻴــﺔ إﻗﺎﻤــﺔ ﺘ ـوازن ﺒــﻴن واﺠﺒــﺎت ﺤﻤﺎﻴــﺔ‬
‫اﻝﺒﻴﺌــﺔ و ﻤﺘطﻠﺒــﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻹدارة اﻝﺤﻜﻴﻤــﺔ ﻝﻠﻤـوارد‪ ،‬و ﻝﺘﺠﺴــﻴد ﻫــذا اﻝﻬــدف‬
‫اﺘﺨــذت إﺠ ـراءات و ﺴﻴﺎﺴــﺎت ﻤــن ﺸــﺄﻨﻬﺎ ﺘﺤﺴــﻴن اﻷوﻀــﺎع اﻝﻤﻌﻴﺸــﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و اﻝﺼــﺤﻴﺔ ﻝﻠﻤ ـواطن ‪ ،‬وﺼــون ﺒﻴﺌﺘــﻪ ‪ ،‬وﺴــوف ﻨﺘﻨــﺎول ﺠــزء ﻤــن ﻫــذﻩ‬
‫اﻹﺠراءات ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻤﺸﻜل اﻝﺘﺼﺤر‬
‫ﻴﻌد اﻝﺘﺼﺤر ﻤﺸﻜﻠﺔ رﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘؤﺜر ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻘﺒل اﻝزراﻋﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎك اﻝﻜﺜﻴر‬
‫اﻷرﻀﻲ اﻝﻤﻌرﻀﺔ إﻝﻰ ﻫذا اﻝﺨطر)‪.(1‬‬
‫ﻤن ﻤﺴﺎﺤﺎت ا‬

‫‪(1) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970 -10‬‬


‫‪2009-09 10:00‬‬

‫‪139‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اﻷرﻀﻲ اﻝزراﻋﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -2‬ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺘوﺴﻊ اﻝﻌﻤراﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب ا‬
‫ﻫﻨﺎك ﻤﺴﺎﺤﺎت ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻴﺘم ﺘﺤوﻴﻠﻬﺎ إﻝﻰ ﻤﺒﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻤﻊ ﻓﻘدان ﻜﻤﻴﺎت ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝﻐﺎﺒـﺎت ﺒﻔﻌـل‬
‫اﻝﺤراﺌــق و اﻝطﻔﻴﻠﻴــﺎت و ﻝﻘــد اﻨﺨﻔــض ﻨﺼــﻴب اﻝﻔــرد ﻤ ـن اﻷراﻀــﻲ اﻝزراﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﻤــن ‪1.1‬‬
‫ﻫﻜﺘﺎر ﻓﻲ ﻋـﺎم ‪ 1962‬م إﻝـﻰ ‪ 0.35‬ﻫﻜﺘـﺎر ﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪ 1980‬م‪ ،‬و ﻴﺘوﻗـﻊ أن ﺘﻘـل ﻋـن‬
‫‪ 0.15‬ﻤﻊ ﻤﻨﺘﺼف اﻝﻘرن اﻝﺤﺎﻝﻲ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺘﻠوث اﻝﺒﻴﺌﺔ‪:‬‬
‫ﺘﻔـﺎﻗم ﻤﺸـﻜل اﻝﺘﻠـوث ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌـر ﺒﺸـﻜل ﻤﻘﻠـق ‪ ،‬و ﻨظـ ار ﻝﻠﻨﻤـو اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ اﻝﻤﺘزاﻴـد‪ ،‬إذ‬
‫ﻴﻨﻤو اﻝﺴﻜﺎن ﺒﺸﻜل ﻻ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤوارد اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﻤﺘوﻓرة أن ﺘﺘﺤﻤﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻤـﺎ ﺘوﻝـدﻩ ﻤـن‬
‫ﻀﻐوط ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺴﻜن‪ ،‬و اﻝﻌﻨﺎﻴﺔ اﻝﺼـﺤﻴﺔ‪ ،‬اﻝطﺎﻗـﺔ و اﻝﻤﻴـﺎﻩ‪ ،‬و اﻝﺨـدﻤﺎت و ﻏﻴرﻫـﺎ‬
‫ﻤن اﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ‪.‬ﻓﻠﻘد ﺘﻀﺎﻋف ﻋدد اﻝﺴﻜﺎن ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌـر أﻜﺜـر ﻤـن ‪ 5‬ﻤـرات ﻤـﺎ‬
‫ﺒــﻴن ﻋــﺎﻤﻲ ‪ 1962‬م ‪ – 2002‬م ﻤــن ‪ 6‬ﻤﻠﻴــون إﻝــﻰ أﻜﺜــر ﻤــن ‪ 30.6‬ﻤﻠﻴــون ﻨﺴــﻤﺔ‬
‫ﺒﻤﻌدل زﻴـﺎدة ﻴﻔـوق ‪% 0.3‬ﺴـﻨوﻴﺎ‪،‬ﺤﻴث ﻴﺘوﻗـﻊ أن ﻴﺼـل ﺤـواﻝﻲ ‪ 42‬ﻤﻠﻴـون ﻨﺴـﻤﺔ ﻤـﻊ‬
‫ﺤﻠول ﻋﺎم ‪ 2020‬م ‪ .‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘﻠوث اﻝﻬواء واﻝﻤﻴﺎﻩ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻗﺎﻨون ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم اﻝﺠزاﺌري ‪:‬‬
‫إن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤﺘﻌﻠــق ﺒﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻹﻗﻠــﻴم وﺘﻨﻤﻴﺘــﻪ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ اﻝــذي ﺼــدرﻓﻲ ‪ 2001‬ﻴﻬ ـدف‬
‫إﻝﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻋداد إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻹﻋﺎدة ﺘوازن ﺘوزﻴﻊ اﻝﻨﺸﺎطﺎت ‪ ،‬اﻝﺴﻜﺎن ووﺴﺎﺌل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ أﺴﺒﺎب اﻝﻨزوح اﻝرﻴﻔﻲ و إﻨﻌﺎش اﻝﻤﻨﺎطق اﻝﻤﻬﻤﺸﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ و ﺘﺜﻤﻴن اﻷﻨظﻤﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻀﻊ ﺒﻨﻴﺔ ﺤﻀرﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ و ﺘﻨظﻴم ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬دﻤﺞ اﻝﺒﻌد اﻝﻤﻐﺎرﺒﻲ و اﻝﻤﺘوﺴطﻲ‪.‬‬
‫‪-‬ﺘرﻗﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ و اﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﺘﺴﺎﻫﻤﻲ ‪.‬‬
‫‪-‬أﻤــﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻝﻺﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺘرﻤــﻲ إﻝــﻰ ﺘﻜــرﻴس اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻋــن‬
‫)‪(1‬‬
‫طرﻴق ﺜﻼث ﻤﺤﺎور‪:‬‬
‫‪ -‬ﺒﻌث اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻹﻨﺸﺎء اﻝﺜروات ‪ ،‬ﻤﻨﺎﺼب اﻝﺸﻐل و ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ظﺎﻫرة اﻝﻔﻘر ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻝﻤوﻗﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤوارد اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ اﻝﻤﺤدودة ﻜﺎﻝﻤﻴﺎﻩ‪ ،‬اﻷراﻀﻲ اﻝﻔﻼﺤﻴﺔ ‪ ،‬و اﻝﺘﻨوع‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺤﺴﻴن اﻹطﺎر اﻝﻤﻌﻴﺸﻲ ﻝﻠﺴﻜﺎن ﻤن ﺨﻼل ﺘﺴﻴﻴر أﻤﺜل ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت ‪ ،‬ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘطﻬﻴر‬
‫ﻝﻤﺨﺘﻠف اﻝﺸﺒﻜﺎت وﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق ﻫذﻩ اﻷﻫداف ‪ ،‬ﺘم وﻀﻊ ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻋﻤل ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ‬
‫اﻝﻤﺨطط اﻝوطﻨﻲ اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﻬﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫إن ﺘرﺠﻤﺔ ﻫذ ا اﻝﻤﺨطط ﺘطﻠﺒت وﻀﻊ ﺘداﺒﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ و ﻤؤﺴﺴﺎﺘﻴﺔ و ﻜذا طـرق اﻝﻤﺘﺎﺒﻌـﺔ‬
‫و اﻝﻤراﻗﺒﺔ ‪.‬ﻝﻬذا اﻝﻐرض ﺼدرت ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤـن اﻝﻘـواﻨﻴن ﻤـن ﺒﻴﻨﻬـﺎ ﺘﺴـﻴﻴر وﻤراﻗﺒـﺔ و إزاﻝـﺔ‬
‫اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ﻗــﺎﻨون اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ وﺘﺜﻤــﻴن اﻝﺴــﺎﺤل ‪ ،‬ﻗــﺎﻨون اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ‪ ،‬ﻗــﺎﻨون‬
‫اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝﺠﺒﻠﻴــﺔ ‪ .‬ﻤــن ﺠﻬــﺔ وﻤـن ﺠﻬــﺔ أﺨــرى ﺘــم ﺘﻜﻴﻴــف اﻝﻨﺼــوص‬
‫اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺴﺎرﻴﺔ اﻝﻤﻔﻌول ﻤﻊ ﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫و ﺘدﻋﻴﻤﺎ ﻝﻬذﻩ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ‪ ،‬ﺘـم وﻀـﻊ أدوات اﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ وﻤﺎﻝﻴـﺔ و ﺘرﺘﻴﺒـﺎت ﺠﺒﺎﺌﻴـﺔ‬
‫ﺘﻀــﻤﻨﺘﻬﺎ ﻗ ـواﻨﻴن اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻝﺴــﻨوات ‪ 2003، 2002 ،2000‬ﺘﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﺼــﻠﺒﺔ‬
‫واﻝﺴواﺌل اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و ﺘﺴرب اﻝﻐﺎزات و اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻝﻤﻠوﺜﺔ أو اﻝﺨطﻴرة ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫ﻜﻤــﺎ ﺸــرع ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذ ﻫــذﻩ اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ اﻨطﻼﻗــﺎ ﻤــن ‪ 2001‬راﻓﻘﺘﻬــﺎ ﻋﻤﻠﻴــﺎت‬
‫اﻝﺘﺤﺴـﻴس اﺘﺠــﺎﻩ اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻗﺼــد اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ و ﻫـو ﻤــﺎ ﻴﻔﺴــر أﻴﻀــﺎ اﻝزﻴــﺎدة‬
‫اﻝﻤﻠﺤوظﺔ ﻓـﻲ ﻋـدد اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻹﻴﻜوﻝوﺠﻴـﺔ اﻝﻨﺸـﻴطﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝﻤﻴـدان ‪ ،‬وﺘﺼـب ﺠﻤﻴـﻊ‬
‫اﻝﺠﻬود اﻝﺘﻲ ﺘﺒذﻝﻬﺎ اﻝﺠزاﺌر ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﻓﻲ أن ﺘﺠﻌل ﻫذﻩ اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم ﺜﻘﺎﻓـﺔ وﻤﻤﺎرﺴـﺔ‬
‫‪،‬و ﻫو ﻤﺎ ﻴؤﻜد ﻋزﻤﻬﺎ اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ ﺒﺈدراﺠﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺘرﺒوﻴﺔ ﻜﻤواد ﺘدرس ﻝﻠﺘﻼﻤﻴذ ‪..‬‬
‫‪ -1‬ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺼرف اﻝﺼﺤﻲ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت ‪:‬‬
‫ﺘﻨﺘﺞ اﻝﺠزاﺌر ﺴﻨوﻴﺎ ﻤﺎ ﻴﻘدر ﺒـ ‪ 200‬أﻝف طـن ﻤـن اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﺨﺎﺼـﺔ اﻝﺨطـرة ‪ ،‬اﻝﻨﺎﺘﺠـﺔ‬
‫أﺴﺎﺴــﺎ ﻋــن اﻝﻨﺸــﺎطﺎت اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ و اﻝزراﻋﻴــﺔ و اﻝﻌﻼﺠﻴــﺔ ‪ .‬ﻫــذﻩ اﻷﺨﻴــرة ﻜﺎﻨــت ﺘﺨــزن‬
‫ﻀﻤن وﺤدات إﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ‪،‬أو ﻴﺘم اﻝﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬﺎ ﺒطرق ﻏﻴـر ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤزاﺒـل اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ أﺴﺎﺴﺎ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘﻜون ﻤﺼدر ﺨطر داﺌـم ﻴﺘﺴـﺒب‬
‫ﻓــﻲ ﺘﻠــوث اﻝﻤﻴــﺎﻩ اﻝﺴــطﺤﻴﺔ و اﻝﺠوﻓﻴــﺔ ‪ .‬وﻗــد ﺸــرﻋت وزارة اﻝﺒﻴﺌــﺔ وﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻹﻗﻠــﻴم ﻓــﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫وطﻨﻴﺔ‬ ‫وﻀﻊ إﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺒﻴﺌﻴﺔ‬
‫‪(1)http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970‬‬
‫‪10:00،2009-10-09‬‬

‫‪141‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻤﻌﺘﻤدة ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻘرﻴر اﻝوطﻨﻲ ﺤول وﻀﻌﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ و اﻝﻤﺨطط اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺒﻴﺌﻴـــﺔ‬
‫واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﺤﻴث ﺘـﺘﻤﻜن ﻤـن ﺘﺴـﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﺨﺎﺼـﺔ ﺘﺴـﻴﻴ ار ﺠﺒرﻴـﺎ ﻴﺨﻀـﻊ‬
‫ﻝﻠﻤﻘﺎﻴﻴس اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻌﻠن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻜـل وﻻﻴـﺎت اﻝﺠزاﺌـر ﺴﺘﺴـﻤﺢ‬
‫ﺒﺘﻔﺎدي اﻷﺨطﺎر اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤواد اﻝﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ اﻝﺨطرة ‪ ،‬و اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﺨﺎﺼـﺔ ‪ ،‬وﻗـد‬
‫اﻨطﻠﻘـت وزارة ﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻹﻗﻠـﻴم واﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻓـﻲ إﺤﺼـﺎء وطﻨـﻲ ﺸـﺎﻤل ﻝﻜـل اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﺨﺎﺼـﺔ ‪،‬‬
‫ﻤن ﺨﻼل ﺘﻨظﻴم ورﺸﺎت ﻋﻤل ﻝﺘدرﻴب أﺸﺨﺎص ﻤن اﻝﻘطﺎﻋـﺎت اﻝﻤﻨﺘﺠـﺔ ﻝﻬـذا اﻝﻨـوع ﻤـن‬
‫اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ﻴﻘوﻤــون ﺒﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻹﺤﺼــﺎء وﻓــق ﻤﻨﻬﺠﻴــﺔ ﻤدروﺴــﺔ وﺒﺎﻝﻔﻌــل ‪ ،‬ﺸــﻬدت ﺴــﺒﻊ‬
‫وﻻﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﺒﻼد ﻫﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬ﺴﻜﻴﻜدة ‪ ،‬ﻏرداﻴـﺔ ‪ ،‬ﺘﻠﻤﺴـﺎن ‪ ،‬ﻤﺴـﻴﻠﺔ وﺒﺎﺘﻨـﺔ ‪ ،‬ﺘﻨظـﻴم‬
‫ورﺸﺎت داﻤت ﻜل واﺤدة ﻤﻨﻬﺎ ﻴوﻤﻴن ﺘﺤت إﺸراف ﺨﺒراء دوﻝﻴـﻴن ‪ ،‬وﺸـﻤﻠت اﻝﻤﻬﻨدﺴـﻴن‬
‫اﻝﻤﻜﻠﻔــﻴن ﺒﻤﻠــف اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﺨﺎﺼــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى اﻝﻤﻔﺘﺸــﻴﺎت اﻝوﻻﺌﻴــﺔ ﻝﻠﺒﻴﺌــﺔ ‪ .‬وﻜــذﻝك‬
‫ﻤﺴـﺌوﻝﻲ اﻝﺨﻼﻴــﺎ اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ داﺨــل اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻔــرز اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت اﻝﺨﺎﺼــﺔ وﻗــد ﺘﻀــﻤن‬
‫ﺠـــدول ﻋﻤـــل اﻝورﺸـــﺎت اﻝوﻀـــﻌﻴﺔ اﻝﺤﺎﻝﻴـــﺔ ﻝﺘﺴـــﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴـــﺎت اﻝﺨﺎﺼـــﺔ ﻓـــﻲ اﻝﺠزاﺌـــر ‪،‬‬
‫واﻝﺘﺴــﻬﻴﻼت اﻝﺘــﻲ ﻴﻘــدﻤﻬﺎ اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﺠدﻴــد و ﻜــذﻝك وﻀــﻊ ﻤﺨطــط ﻝﺘﻨﺴــﻴق اﻝﻌﻤــل ﺒــﻴن‬
‫ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺠﻬﺎت‪.‬‬
‫وﻗـد ﺼـﺎدق اﻝﻤﺠﻠـس اﻝﺸـﻌﺒﻲ اﻝـوطﻨﻲ ‪ ،‬أﺜﻨـﺎء ﻤﻨﺎﻗﺸـﺔ ﻗـﺎﻨون اﻝﻤﻴزاﻨﻴـﺔ ﻝﺴـﻨﺔ ‪،2002‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺸروﻋﻲ ﻗﺎﻨون ﻤراﻗﺒﺔ وﺘﺴﻴﻴر اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت و طرق اﻝـﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬـﺎ ‪ ،‬وﺘﺠـدر اﻹﺸـﺎرة‬
‫إﻝﻰ أن اﻝﻤﺨطط اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻨﻔﺎﻴﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺴﻴﺴﻤﺢ ﺒﺘﻘدﻴر ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ و ﺨﺼﺎﺌص اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‬
‫اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن إﻋﺎدة ﺘـدوﻴرﻫﺎ و ﺘﻠـك اﻝﺘـﻲ ﻴـﺘم اﻝـﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬـﺎ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺴﻴﺴـﻤﺢ ﺒﺘﺤدﻴـد ﻋـدد‬
‫ﻤراﻜز وﻤواﻗﻊ اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻝﻤوﺠودة ﻓﻲ أﻨﺤﺎء اﻝﺒﻼد ‪ ،‬وﻤن ﺜم اﺴﺘﻨﺘﺎج اﻷوﻝوﻴﺎت اﻝﻼزﻤﺔ‬
‫ﻹﻨﺸﺎء ﻤراﻜز ﺠدﻴدة و اﺨﺘﻴﺎر أﻨظﻤﺔ اﻝﺠﻤﻊ واﻝﺘﻔرﻴﻎ و اﻝﻔـرز ‪ ،‬ﻤـﻊ اﻷﺨـذ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻨﻴـﺎت‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻻﻋﺘﺒﺎر‪.‬‬ ‫اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫‪ -‬ﻓـــــﻲ ﻤﺠـــــﺎل اﻝﺼـــــﻨﺎﻋﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴـــــﺔ و اﻝﻤؤﺴﺴـــــﺎت اﻝﺼـــــﻐﻴرة و اﻝﻤﺘوﺴـــــطﺔ‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫ﻓﻲ ﺴﻴﺎق ﺘﺤدﻴﺎت اﻝﻨظﺎم اﻻ ﻗﺘﺼﺎدي اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ اﻝﺠدﻴد وﻤﺎ طﺒﻌﺘﻪ ﻤن ﺘﺤوﻻت ﻋﻠﻰ أﻜﺜر‬
‫ﻤن ﺼﻌﻴد أﻀﺤت اﻝﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ و اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺼﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴطﺔ راﻓدا‬

‫‪(1)http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970‬‬ ‫‪09-10-‬‬
‫‪2009 10:00‬‬

‫‪142‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﺒﺸــﻘﻴﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي و اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻗطﺎﻋــﺎ ﻤﻨﺘﺠــﺎ ﻝﻠﺜــروة‬


‫وﻓﻀــﺎء ﺤﻴوﻴ ـﺎ ﻝﺨﻠــق ﻓــرص اﻝﻌﻤــل ‪ ،‬وﻝــن ﻴﻜــون ﻝﻬــﺎ ﻫــذا اﻷ ﺜــر اﻝﻜﺒﻴــر إﻻ إذا ﻜﺎﻨــت‬
‫ﻤﻘروﻨـﺔ ﺒـﺎﻗﺘراح ﺴﻴﺎﺴـﺎت رﺸـﻴدة ﻤدﻋﻤـﺔ ﺒﺂﻝﻴـﺎت وﻤﻴﻜﺎﻨﻴزﻤـﺎت ﻓﻌﺎﻝـﺔ و ﻗﺎﺒﻠـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴـذ ‪،‬‬
‫وﻗد ﺒﺎدرت اﻝـوزارة ﺒﻤﺸـروع إﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺠدﻴـدة ﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﺼـﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴـطﺔ‬
‫واﻝﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ‪ ،‬وﻗد ﺸﻤﻠت ﻫذﻩ اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ‪ 4‬ﻋﻨﺎﺼر‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻨﺎوﻝــت ﻓﻴــﻪ ﺘﺸــﺨﻴص اﻝوﻀــﻌﻴﺔ اﻝﺤﺎﻝﻴــﺔ ﻝﻘطــﺎع اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺼــﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴــطﺔ‬
‫ﺒﻤﺨﺘﻠف أﺒﻌﺎدﻫﺎ ‪ٕ ،‬واﺒراز اﻝﻤﻌوﻗﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘف ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘطرﻗــت ﻓﻴــﻪ إﻝــﻰ اﻷﻫــداف واﻝﺨﻴــﺎرات واﻝﻌﻨﺎﺼــر اﻝﻤﺴــﺘﻬدﻓﺔ ﻤــن وراء وﻀــﻊ ﻫــذﻩ‬
‫اﻹﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬و ﻝﻠﺘﺨﻔﻴف ﻤن آﺜﺎر اﻝﺒطﺎﻝﺔ واﻤﺘﺼﺎص اﻝﻴد اﻝﻌﺎﻤﻠـﺔ ﻤـن اﻝﻀـروري وﻀـﻊ‬
‫آﻝﻴــــﺎت ﻤــــن ﺸــــﺄﻨﻬﺎ أن ﺘوﺴــــﻊ ﻓــــﻲ ﺴــــوق اﻝﻌﻤــــل‪،‬و ﺘﺤﻘــــق اﻝﺘﻨﻤﻴــــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪،‬وﺘرﻗﻴــــﺔ‬
‫اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘطرﻗت ﻓﻴﻪ إﻝﻰ اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒدﻋم وﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﺼـﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴـطﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻤﺨﺘﻠـــف اﻷﺼـــﻌدة ‪،‬ﻓـــﻲ ﻤﺠـــﺎل اﻝﺘﻤوﻴـــل وﻀـــﻌت اﻝـــوزارة آﻝﻴـــﺎت ﻋـــن طرﻴﻘﻬـــﺎ ﺘﺴـــﺘﻔﻴد‬
‫اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺼــﻐﻴرة و اﻝﻤﺘوﺴــطﺔ ﻤــن اﻝﻤﻨﺘﺠــﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ و اﻝﺒﻨﻜﻴــﺔ‪ ،‬و ﻜــذا ﺨطــوط‬
‫اﻝﻘــرض و إﻨﺸــﺎء اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻤوﻴــل ﻫــذا اﻝﻘطﺎع‪،‬واﺴــﺘﺨدام‬
‫اﻷدوات اﻝﺤدﻴﺜـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﺴـﻴﻴر ‪ ،‬أﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﺄﻫﻴـل ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﺘﺤـﺘم اﻹﺴـراع ﻓـﻲ‬
‫ﺘﺄﻫﻴــل اﻝﻘطــﺎع ‪،‬ﺒﻬــدف اﻝرﻓــﻊ ﻤــن اﻝﻜﻔــﺎءة اﻹﻨﺘﺎﺠﻴــﺔ و اﻝﻘــدرة اﻝﺘﻨﺎﻓﺴــﻴﺔ ﺨﺎﺼــﺔ وأن‬
‫اﻝﺠزاﺌر ﻤﻘﺒﻠﺔ ﻝﻼ ﻨﻀـﻤﺎم إﻝـﻰ اﻝﻤﻨظﻤـﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴـﺔ ﻝﻠﺘﺠـﺎرة‪ ،‬و ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﻜـوﻴن ﻓﻘـد ﺘـم‬
‫إﻋداد ﺒراﻤﺞ ﻝﻠﺘﻜـوﻴن ﻤوﺠﻬـﺔ ﺨﺼﻴﺼـﺎ ﻹطـﺎرات وﻤﺴـﻴري اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت و ﻜـذا اﻝﻤﻘـﺎوﻝﻴن‬
‫وﻓــق ﻨﻤــﺎذج وﺘطﺒﻴﻘــﺎت اﻝﺘﺴــﻴﻴر اﻝﺤدﻴﺜــﺔ ﻻ ﻜﺘﺴــﺎب ﺜﻘﺎﻓــﺔ وﻜﻔــﺎءة اﻝﺘﺴــﻴﻴر و اﻹدارة ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋن إﻨﺸﺎء ﻤراﻜز اﻝدﻋﻤﺎت‬

‫‪(1)http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970‬‬ ‫‪09-10-‬‬
‫‪2009 10:00‬‬

‫‪143‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬أﺒـــرز أﻫﻤﻴـــﺔ اﻝﺸـــراﻜﺔ و اﻝﺘﻌـــﺎون اﻝـــدوﻝﻲ ﻝﻤـــﺎ ﻝﻬـــﺎ ﻤـــن آﺜـــﺎر و اﻨﻌﻜﺎﺴـــﺎت ﻋﻠـــﻰ‬
‫اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤدى اﻝﺒﻌﻴد واﻝﻤﺘوﺴط)‪. (1‬‬
‫ﺘطور دﻴﻤﻐراﻓﻴﺎ ﻤﺘواﺼﻼ ‪،‬اﻨﺠر ﻋﻨـﻪ ﻓـﻲ اﻝﻤﻘﺎﺒـل ﺘطـور ﻋﻤراﻨـﻲ‬
‫ا‬ ‫ﺘﺸﻬد اﻝﺠزاﺌر ﺤﺎﻝﻴﺎ‬
‫ﺴــرﻴﻊ ﻴﺘﻤﺜــل ﻓــﻲ اﺘﺴــﺎع اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ ﺒﺼــﻔﺔ ﻜﺒﻴــرة و ذﻝــك ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻝﻠﻤﺸــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﺒﻬﺎ اﻝدوﻝﺔ‪.‬‬
‫و اﻝﻘطﺎع اﻝﺨـﺎص ﻓـﻲ ﺠﻤﻴـﻊ اﻝﻤﻴـﺎدﻴن ﻤـن أﺠـل ﺘﻠﺒﻴـﺔ ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﻤﺘطﻠﺒـﺎت و اﻝﺤﺎﺠﻴـﺎت‬
‫اﻝﻤﺘزاﻴدة ﻝﻠﻤواطﻨﻴن ﻴوﻤﺎ ﺒﻌد آﺨر ‪.‬‬
‫و ﺒﻬـذا ﻝﺠـﺄت اﻝدوﻝـﺔ إﻝـﻰ اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ ﻜﺄﺴـﺎس ﻝﺘﺤﻘﻴـق أﻫـداف ﻤﻠﺤـﺔ ﻓـﻲ ﺠﻤﻴــﻊ‬
‫اﻝﻤدن اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ و ﻋﺒر ﻜﺎﻤل اﻝﺘراب اﻝوطﻨﻲ‪.‬‬
‫و ﻤن ﻫﻨﺎ ﺘﻤﺤور ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث ﺤول ‪:‬واﻗﻊ اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ و ﻤراﺤﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﺠزاﺌـر ﻤـن‬
‫ﺨﻼل اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺎت ﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻤــﺎ اﻝﻤﻘﺼــود ﺒﺎﻝﺘﻬﻴﺌـــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـــﺔ؟ و ﻤـــﺎﻫﻲ أﻫــداﻓﻬﺎ و وﺴـــﺎﺌﻠﻬﺎ؟ و ﻤـــﺎﻫﻲ اﻝﺴﻴﺎﺴـــﺔ‬
‫اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ذﻝك؟)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬اﻝﻤوﻗﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪.‬‬


‫)‪. 10:00 http://www.4geography.com/vb/t5102.htm. 09-10-2009(2‬‬
‫م ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وأدواﺘﻬﺎ ‪-‬اﻝﺠزاﺌر‪ - -‬اﻝﻤوﺴوﻋﺔ اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ‪-‬اﻝﻤﺠﻠﺔ اﻝﺠﻐراﻓﻴﺔ‬

‫‪144‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫راﺒﻌﺎ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ وﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم‪:‬‬


‫‪ -1‬أﻫداف اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ و أدواﺘﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻝﻘد ظﻬر ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺒداﻴـﺔ اﻝﺜﻼﺜﻴﻨـﺎت ﻓـﻲ اﻹﺘﺤـﺎد اﻝﺴـوﻓﻴﺎﺘﻲ ﺜـم ﺘطـور‬
‫ﻓــﻲ اﻝــدول اﻝرأﺴــﻤﺎﻝﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺘﻌرﻴﻔﻬــﺎ ﻴﺨﺘﻠــف ﻤــن ﺒﻠــد إﻝــﻰ آﺨــر و ﻫــذا ﺤﺴــب اﻝﻨظــﺎم‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝﻤطﺒق ‪،‬و ﻤﺴﺘوى اﻝﺘﻘدم اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝذي ﻴﻌرﻓﻪ‪.‬‬
‫و ﻋﻤوﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﻌـرف اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ ﻜﻤـﺎ ﻋرﻓﻬـﺎ اﻝـدﻜﺘور "ﺘﻴﺠـﺎﻨﻲ اﻝﺒﺸـﻴر" ﺒﺄﻨﻬـﺎ‬
‫)ﻨوع ﻤن أﺴﺎﻝﻴب و ﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﺘدﺨل اﻝﻤﺒﺎﺸر ﺴواء ﺒواﺴـطﺔ اﻷﻓﻜـﺎر أو ﺒواﺴـطﺔ اﻝدراﺴـﺎت‬
‫و وﺴﺎﺌل اﻝﺘﻨﻔﻴذ و اﻹﻨﺠﺎز ﻝﺘﻨظﻴم و ﺘﺤﺴﻴن ظروف اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺴـﺘوطﻨﺎت اﻝﺒﺸـرﻴﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻝوطﻨﻲ(‪.‬‬ ‫ﺴواء ﻜﺎن ذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ أو‬
‫و ﺘﻌرف أﻴﻀﺎ اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻔﻬوﻤﻬـﺎ اﻝﻤﻌﺎﺼـر ‪،‬ﺤﺴـب اﻝـدﻜﺘور"ﺘﻴﺠـﺎﻨﻲ اﻝﺒﺸـﻴر"‬
‫ﻓــﻲ آﺨــر ﻜﺘﺎﺒﺎﺘــﻪ ﺤــول ﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﺘ ـراب اﻝــوطﻨﻲ ﺒﺄﻨﻬــﺎ )اﻹدارة اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ ﻝﺘﻨظــﻴم اﻝﻤظــﺎﻫر‬
‫اﻝﺠﻐراﻓﻴــﺔ اﻝﺒﺸــرﻴﺔ‪ ،‬و اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝوﺴــط ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘـوازن ﺒــﻴن اﻷﻤــﺎﻜن و اﻝﺘﻨظــﻴم‬
‫اﻝﺸﻤوﻝﻲ اﻝﻤوﺠـﻪ ﻹﺴـﻌﺎد اﻝﺴـﻜﺎن‪ ،‬و ﺘـوﻓﻴر اﻝﺸـﻐل و اﻹﻴـواء و اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ ﻝﻬـم‬
‫ﻤن ﺨﻼل إﻨﺠﺎز اﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﻤﺘطﻠﺒﺔ و اﺴﺘﻐﻼل اﻝﺜـروات اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ اﻝﻤﺘـوﻓرة ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻨظﻴﻔﺔ‪.‬‬ ‫اﻝﺘراث اﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ اﻴﻜوﻝوﺠﻴﺔ‬
‫أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص أﻫداف اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪ ،‬و ﻓـﻲ ﻜـل اﻷﻨظﻤـﺔ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒـر وﺴـﻴﻠﺔ‬
‫ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ و اﻻ زدﻫــﺎر اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدى اﻝﺒﻌﻴــد‪ ،‬و ﻓــﻲ ﻜــل اﻷﺤ ـوال ﻴﻜــون‬
‫ﺘطﺒﻴــق اﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ ﻤــن طــرف اﻝﺴــﻠطﺎت اﻝﺴﻴﺎﺴــﻴﺔ ‪،‬و اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــوم ﺒوﻀــﻊ أﻫــداﻓﻬﺎ‬
‫وﺘﻘرر ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘوﺠﻴﻬﻬﺎ و ﺘﻤوﻴﻠﻬﺎ ﺒﻐﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴق أﻫداف ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﻨظﻴم ﺴﻠطﺔ اﻝدوﻝﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻨﺸر و ﺘوزﻴﻊ اﻝﻨﺸﺎطﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻜﺎﻤل اﻝﺠﻬوي و ﺘﻜوﻴن اﻝﻤﺤﻴط اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻝوطﻨﻲ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻝﺘﻴﺠﺎﻨﻲ ﺒﺸﻴر‪ :‬اﻝﺘﺤﻀﻴر و اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،2000 ،‬ص‪.84‬‬
‫)‪ (2‬اﻝﺘﻴﺠــﺎﻨﻲ ﺒﺸــﻴر‪ :‬ﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﺘ ـراب اﻝ ـوطﻨﻲ ﻓــﻲ أﺒﻌــﺎدﻩ اﻝﻘطرﻴــﺔ‪ ،‬اﻝﺠزاﺌــر‪ ،‬دار اﻝﻐــرب ﻝﻠﻨﺸــر و اﻝﺘوزﻴــﻊ‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.37‬‬

‫‪145‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬ﺘﻠﺒﻴﺔ رﻏﺒﺎت اﻝﺸﻌب‪.‬‬


‫‪ -‬ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝدﺨل اﻝﻘوﻤﻲ و اﻹ ﻨﺘﺎج اﻝداﺨﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﺤﻴط و اﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫و ﻫـذﻩ اﻷﻫــداف ﺘﺨــص اﻝﺴﻴﺎﺴــﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ‪ ،‬و ﻝﻜــن ﻫﻨــﺎك أﻫــداﻓﺎ ﻤﺤــدودة ﺘﺨــص‬
‫ﻤﻨﺎطق ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﺎﻝﻤﻨﺎطق اﻝﻤﺤروﻤﺔ و اﻝﺘﻲ ﺘﻜون أﻫداﻓﻬﺎ اﻝﺨروج ﻤن اﻝﻌزﻝﺔ‪ ،‬و ذﻝك ﻋـن‬
‫طرﻴق وﻀﻊ ﺒراﻤﺞ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺤﻴﺎن)‪.(1‬‬
‫أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ اﻝﻘول ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘوﺠد ﻫﻨﺎك وﺴﺎﺌل ﺘﺴـﺘﻌﻤل‬
‫ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺤﺎﻻت و ﻓﻲ ﻜل اﻝدول‪ ،‬ﺒـل ﻫـﻲ ﺘﺨﺘﻠـف ﻤـن ﺒﻠـد ﻵﺨـر و ذﻝـك ﺤﺴـب اﻝﻨظـﺎم‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻝﻤﺘﺒﻊ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﺨﺘﻠف ﻤن ﻤرﺤﻠﺔ ﻷﺨرى‪.‬‬
‫و ﻤن ﺒﻴن وﺴﺎﺌل و أدوات اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻴﻤﻜن أن ﻨذﻜر‪:‬‬
‫‪-‬اﻝدوﻝـــﺔ اﻝﺘـــﻲ ﻫـــﻲ اﻝﺴـــﻠطﺔ اﻝﻌﻠﻴـــﺎ ﻓـــﻲ اﻝـــﺒﻼد و اﻝﺘـــﻲ ﺘﺨﺘـــﺎر اﻝﺘوﺠﻴﻬـــﺎت اﻝﺴﻴﺎﺴـــﻴﺔ‬
‫واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ و اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻜﺒرى‪ ،‬ﺜم ﺒﻌد اﻝدوﻝﺔ ﺘﺄﺘﻲ اﻝوﺴﺎﺌل اﻷﺨرى و ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬رأس اﻝﻤﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺨططﺎت و اﻝﺒراﻤﺞ ﻜﺎﻝﻤﺨططﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ و اﻝوﻻﺌﻴﺔ و اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤراﻜز اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘوﺤﺎة ﻤن اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﺠﻬوﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ و اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻜﺒرى ﻝﻠﺘﺠﻬﻴزات اﻝوطﻨﻴﺔ و اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ و اﻝﺘﻲ ﺘﻌد ﻀرورﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤﻀـﻴر و ﺘطﺒﻴـق‬
‫اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺘﻔﻴـدﻨﺎ ﻓـﻲ ﻤﻌرﻓـﺔ ﺘﻤرﻜـز اﻝﺴـﻜﺎن‪ ،‬ﻨﺴـﺒﺔ اﻝﺴـﻜﺎن‪ ،‬ﺘطـور اﻝﻜﺜﺎﻓـﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫واﻝﻬﺠرة‪...‬‬

‫)‪ (1‬ﺒﺸﻴر ﺒﺎي ﻤﺤﻤد‪ :‬اﻝﺘﺨطﻴط اﻝﻤﺤﻠﻲ و اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ واﻗﻊ و آﻓﺎق ﺒﻠدﻴﺔ ﺴﻜﻴﻜدة‪ ،‬ﻤذﻜرة ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘرﺒص ﻝﻠﺴﻨﺔ‪4‬‬
‫اﻝﻤدرﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻺدارة‪ ،‬اﻝدﻓﻌﺔ‪ ،24‬اﻝﺠزاﺌر‪ ،1991 ،1990‬ص‪.18‬‬
‫)‪ (2‬ﻤﺤﻤد اﻝﻬﺎدي ﻝﻌروق‪ :‬اﻝﺘوﺴﻊ اﻝﺤﻀري و اﻨﺘﺎج اﻝﻤدن ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪ ،‬دورﻴﺔ دوﻝﻴﺔ‪ ،‬اﻝﻌدد‪ ،03‬ﻤﺎرس‪،1999‬‬
‫ص‪.110‬‬

‫‪146‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ :2‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬


‫ﻤرت ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم اﻝوطﻨﻲ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﺒﻤرﺤﻠﺘﻴن أﺴﺎﺴﻴﺘﻴن ﻫﻤﺎ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻷوﻝﻰ ‪:1978/1963‬‬
‫ﻴﻤﻜن اﺴﺘﺨﻼص ﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﺘراب اﻝوطﻨﻲ ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺘﺒﻨﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻤﺨططﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‪ ،‬و ﺒراﻤﺞ ﻜﺒرى ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ اﻝﻤرﻜزي اﻝﻤوﺠـﻪ‬
‫ذي اﻝطــﺎﺒﻊ اﻻﺸــﺘراﻜﻲ ﺒوﺴــﺎﺌﻠﻪ و ﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻪ اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ أو اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ‪ ،‬و ﻨﺨــص ﺒﺎﻝــذﻜر‬
‫اﻝﻤﺨططـــﺎت اﻻﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺔ اﻝوطﻨﻴـــﺔ ﻤﺜـــل اﻝﻤﺨطـــط اﻝﺜﻼ ﺜـــﻲ ‪ 1969/1967‬و اﻝﻤﺨطـــط‬
‫اﻝرﺒـﺎﻋﻲ ‪ 1979/1970‬و اﻝﻤﺨطـط اﻝرﺒـﺎﻋﻲ اﻝﺜـﺎﻨﻲ ‪ 1977/1974‬و اﻝﺒـراﻤﺞ اﻝﻜﺒـرى‬
‫ﻤﺜل ﻤﺸروع اﻝﺴد اﻷﺨﻀر ﻝﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻝﺘﺼﺤر ﺒواﺴطﺔ اﻝﺘﺸـﺠﻴر‪ ،‬و ﺒـراﻤﺞ ﺘـﺄﻤﻴم اﻷراﻀـﻲ‬
‫اﻝﻔﻼﺤﻴﺔ و ﻤﺸروع ﺒﻨﺎء ‪ 1000‬ﻗرﻴﺔ ﻓﻼﺤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ‪:2000/1980‬‬
‫أﻤــﺎ اﻝﺨطــﺔ اﻝوطﻨﻴــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻘطرﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ وﻀــﻌﺘﻬﺎ وزارة اﻝﺘﺨطــﻴط و اﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1979‬اﺴﺘﻤدت أﻫداﻓﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻤن اﻝﻤﻴﺜﺎق اﻝوطﻨﻲ و ﺘـزاﻤن ﻫـذا‬
‫ﻤﻊ وﻀـﻊ اﻝﻤﺨطـط اﻝﺨﻤﺎﺴـﻲ اﻷول ‪ 1985/1980‬و ﻫﻨـﺎ اﺴـﺘﺤدث ﺘﻘﺴـﻴم إداري ﺠدﻴـد‬
‫ﺴﻨﺔ ‪ 1984‬ﺤﻴث ارﺘﻔﻊ ﻋدد اﻝوﻻﻴﺎت ﻤن ‪ 26‬وﻻﻴﺔ ﺴﻨﺔ ‪ 1974‬إﻝﻰ ‪ 48‬وﻻﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺘزودت اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ‪12‬ﺠـﺎﻨﻔﻲ‪ 1987‬ﺒﻘـﺎﻨون اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ و اﻝﺘﻌﻤﻴـر‬
‫رﻗم‪ 03/87‬اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬ﻨـور اﻝـدﻴن زﻤـﺎم ‪ :‬اﻝﺴـﻠطﺔ اﻝﺤﺎﻜﻤـﺔ و اﻝﺨﻴـﺎرات اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﺒـﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺠزاﺌـري‪ ،‬دار اﻝﻜﺘـﺎب اﻝﻌرﺒـﻲ‪ ،‬ط‪،2002،1‬‬
‫ص‪،176‬ص‪.177‬‬

‫‪147‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -3‬آﻓﺎق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‪:‬‬


‫ﺒـﺎدرت وزارة اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر اﻝﺒرﻨـﺎﻤﺞ اﻝﻤوﺠـﻪ ﻝـدﻋم اﻝﻨﻤـو و ﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻹﻗﻠـﻴم ﺒﺘﺨﺼـﻴص‬
‫‪36.5‬ﻤﻠﻴــﺎر دﻴﻨــﺎر ﻜﻐــﻼف ﻤــﺎﻝﻲ ﻝــدﻋم اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤــن ﺨــﻼل إﻨﺠــﺎز اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸروع ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺴﺎﺤل‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸروع ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘﻨوع اﻝﺒﻴوﻝوﺠﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻨﺠﺎز ﻤﺸروع ﺨﺎص ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻀﻊ دراﺴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ وﺘﻬﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴم‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸﺎرﻴﻊ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘوﻓﻴر اﻝﻤﺎء اﻝﺸروب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺘﺤﺴﻴن اﻝﻤﺤﻴط اﻝﺤﻀري ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸروع ﻹﻋﺎدة ﺘﺼرﻴف اﻝﻔﻀﻼت اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺼـﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴـطﺔ ﻗـررت اﻝـوزارة إﻨﺸـﺎء ‪600‬أﻝـف ﻤؤﺴﺴـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫آﻓــﺎق ﺴــﻨﺔ ‪2020‬ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬــﺎ اﺴــﺘﻘطﺎب ﻤــﺎﻻ ﻴﻘــل ﻋــن ‪ 6‬ﻤﻼﻴــﻴن ﻤﻨﺼــب ﺸــﻐل ﻤــﻊ اﻷﺨــذ‬
‫ﺒﻌﻴن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﺎﻤل اﻝﻨوﻋﻴﺔ و اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ‪ ،‬و ﺘﺤدﻴد ﺒﻌـض اﻝﻔـروع اﻹﻨﺘﺎﺠﻴـﺔ ذات اﻝﻤﻴـزة‬
‫اﻝﻨﺴﺒﻴﺔ ﺒﻐرض إﻋدادﻫﺎ ﻝدﺨول اﻷﺴواق اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ إطﺎر ﺒرﻨـﺎﻤﺞ اﻹﻨﻌـﺎش اﻻﻗﺘﺼـﺎدي ‪ ،‬ﺘـم إﻨﺠـﺎز ﻋﻤﻠﻴـﺎت ﺘﺨـص إﻨﻬـﺎء أﺸـﻐﺎل أﻜﺜـر‬
‫ﻤن ‪10‬ﻤراﻜز دﻓن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت " ‪ "CET‬ﻓﻲ أﻫم اﻝﻤراﻜز اﻝﺤﻀرﻴﺔ ﻝﻠﺒﻼد‪.‬‬
‫إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻫذا ﻫﻨﺎك أﻋﻤﺎل ﻫﻲ ﻗﻴد اﻹﻨﺠﺎز ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘﺸﺨﻴص اﻝوﺤدات اﻝﻤﻠوﺜﺔ ﻗﺼد ﺘﺤوﻴﻠﻬﺎ ﻤن أﻤﺎﻜﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻀﻊ ﺠﻬﺎز ﻤراﻗﺒﺔ ﻝﻠﻬواء‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺸـروع إﻨﺠـﺎز اﻝﺤظﻴـرة اﻝطﺒﻴﻌﻴـﺔ " دﻨﻴـﺎ " واﻝﺘـﻲ ﺘﻤﺘـد ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺎﺤﺔ ﺘﻔـوق‪ 200‬ﻫﻜﺘـﺎر‬
‫ﺒﻴن اﻝﺠزاﺌر اﻝﻌﺎﺼﻤﺔ و اﻝﻤدﻴﻨﺔ اﻝﺠدﻴدة ﺴﻴدي ﻋﺒد اﷲ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋـداد ﻤﺨطـط ﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﺸـﺎطﺊ ﻓـﻲ إطـﺎر ﻤﺨطـط ﻋﻤـل ﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﺒﺤـر اﻷﺒـﻴض اﻝﻤﺘوﺴـط‬
‫" ‪"PAM‬و اﻝذي ﻴﻬدف إﻝﻰ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ واﻻﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻘﻼﻨﻲ و اﻝـداﺌم ﻝﻤـوارد اﻝﺸـواطﺊ ﻓـﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻤﻨطﻘﺔ اﻝﺠزاﺌر اﻝﻌﺎﺼﻤﺔ ‪.‬‬

‫‪11:0011-10-2009 http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970 1‬‬

‫‪148‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬ﺘﺴـﺠﻴل ‪ 26‬ﻤوﻗـﻊ ﻝﻠﻤﻨـﺎطق اﻝرطﺒـﺔ ذات أﻫﻤﻴـﺔ دوﻝﻴـﺔ ﺒﻌﻨـوان اﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ رام ﺴـﺎر‬
‫‪AMSAR‬ﻓـــــﻲ أﺤــــواض أﺒﻴـــــرة ‪ ،‬اﻝﻌﺼـــــﺎﻓﻴر ﻤــــﻼح ‪،‬و طوﻨﻘـــــﺎ ﺒوﻻﻴــــﺔ اﻝطـــــﺎرف‬
‫ﻜﻤﺎ ﺘم اﻝﺸروع ﻓﻲ ﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ‪ 7‬ﻤﻨﺎطق ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻏﺎﺒﺎت اﻷرز ﺒﺨﻨﺸﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬واﺤﺎت ﺘﻴوت ﺒﺎﻝﻨﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﺎﺒﺎت اﻝﺴﻨﺒﻠﺔ ﺒﺎﻝﺠﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻨطﻘﺔ واد اﻝطوﻴل ﺒﺘﻴﺎرت ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻨطﻘﺔ ﺘﻴن ﻫﻨﺎن ﺒﺘﻤﻨراﺴت‪.‬‬
‫أﻤﺎ اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤوﺠﻬﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘراث اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ اﻷﺜري ﻓﺘﺘﻌﻠق ﺒـ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺼﺒﺔ اﻝﺠزاﺌر ‪ ،‬ﻗﺼر اﻝداي ﺒوﻫران و ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﺤﻀﻴرة طﺎﺴﻴﻠﻲ و اﻷﻫﻘـﺎر ‪ ،‬ﻤﻨطﻘـﺔ‬
‫اﻝﻤﻴزاب ‪ ،‬ﻗﻠﻌﺔ ﺒﻨﻲ ﺤﻤﺎد ‪ ،‬ﻗﺼور ﺘﻤﻨطﻴط وﻤﺘﻠﻴﻠﻲ ‪.‬‬
‫إن ﻫــذا اﻝﻤﺴــﻌﻰ اﻝﺘﻨﻤــوي ﻴرﺘﻜــز ﻋﻠــﻰ ﻤﺒــﺎدئ اﻝﺘﻀــﺎﻤن و اﻝﺘﻨﺴــﻴق ‪ ،‬اﻝﺤﻜــم اﻝراﺸــد ‪،‬‬
‫واﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺘ ﻲ ﺘﺸﻜل اﻝﻌﻨﺎﺼر اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﻗﺼد دﻤـﺞ اﻝﻌـﺎﻝم اﻝرﻴﻔـﻲ ﻓـﻲ ﻤﺴـﻌﻰ ﺘﺠدﻴـدي ﻓـﻲ ﻤﺴـﺘوى ﺘطﻠﻌـﺎت اﻝﺴـﻜﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﻨـﻪ ﺘـم‬
‫إﻋـداد إﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝرﻴﻔﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ و ﻜﻤـﺎ ﺘـم إﻨﺠـﺎز اﻝﻜﺜﻴـر ﻤـن اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت ﻓـﻲ‬
‫ﻤﺨﺘﻠــف اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝرﻴﻔﻴــﺔ ﻝﻤﺤﺎرﺒــﺔ اﻻ ﻨﺠ ـراف‪ ،‬ﺘطــوﻴر زراﻋــﺔ اﻷﺸــﺠﺎر اﻝﻤﺜﻤــرة ‪ ،‬ﺘرﻗﻴــﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝرﻴﻔﻲ ﻤﻊ إﻨﺸﺎء ﻓرص ﺠدﻴدة ﻝﻠﺸﻐل ‪.‬‬
‫ﻫـذﻩ اﻹﺴــﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﻬــدف إﻝــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻤراﻓﻘــﺔ و ﻤوزﻋــﺔ ﺒﺎﻝﺘﺴــﺎوي ﻋﺒــر اﻝﺘـراب‬
‫اﻝوطﻨﻲ ‪ ،‬و ﺘرﺠﻤﺘﻬﺎ ﺘﺘم ﻋﺒر ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤـن اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت ﺘﻬـدف ﻋﻠـﻰ اﻝﺨﺼـوص إﻝـﻰ " دﻋـم‬
‫اﻷﻨﺸــطﺔ اﻝﻤﻨﺸــﺌﺔ ﻝﻠﺸــﻐل و اﻝﻤــداﺨﻴل و ﺘﻘوﻴــﺔ إﻤﻜﺎﻨﻴــﺔ وﺼــول ﺴــﻜﺎن اﻝرﻴــف ﻝﻠﺨــدﻤﺎت‬
‫اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤن ﻤﺎء و ﻜﻬرﺒﺎء و ﻏﺎز وﻜذا ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺒراﻤﺞ اﻝﺴﻜن اﻝرﻴﻔﻲ‪.‬‬
‫وﻫﻲ اﻝﻴوم ﺘﺠﺴد ﻋﺒر اﻝﻤﺌﺎت ﻤن اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺠوارﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝرﻴﻔﻴﺔ)‪.(1‬‬

‫‪(1) http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4093970#post4093970‬‬
‫‪11-10-2009‬‬ ‫‪11:00‬‬

‫‪149‬‬
‫التنميـة المحليــة المستدامـــة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ﺨﻼﺼﺔ ‪:‬‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻨﺴﺘﺨﻠص ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻔﺼل أن اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻫـﻲ ﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺎ واﻗﺘﺼـــﺎدﻴﺎ وﺜﻘﺎﻓﻴـــﺎ وﺒﻴﺌﻴـــﺎ ﺒﺤﻴـــث ﺘﺴـــﻌﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘداﻤﺔ‬
‫ﺒﺎﻝوﺼـــول إﻝـــﻰ اﻹﻨﺴـــﺎن إﻝـــﻰ ﺤﻴـــﺎة أﻓﻀـــل ﻤـــن ﺤﻴـــث اﻝﻤﺴـــﻜن واﻝﺼـــﺤﺔ ‪ ،‬وﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬
‫اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤــن ﺤﻴــث ﺘــوﻓﻴر اﻝﺤﺎﺠــﺎت اﻝﻤﺎدﻴــﺔ ﻤــن أﺠــل اﻝرﻓﺎﻫﻴــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫اﻝﻌﻘﻠﻨــﺔ واﻻﺴــﺘﻐﻼل اﻷﻤﺜــل ﻝﻠﻤــورد اﻝﺒﺸــري ﺤﺘــﻰ ﻴﻌــﻴش ﺤﻴــﺎة ﻓﺎﻀــﻠﺔ وﻴﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻻ ﻴدﻤرﻫﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬وذﻝك ﺒﺎﻝوﺼول ﺒﺎﻹﻨﺴـﺎن إﻝـﻰ‬
‫أن ﻴﻜــون واع ﺒﻤــﺎ ﻴــدور ﺤوﻝــﻪ ﻤــن ﻤﺘﻐﻴ ـرات ﻋﺎﻝﻤﻴــﺔ واﻝﺘــﺄﻗﻠم ﻤﻌﻬــﺎ وﻤﻌرﻓــﺔ ﺤﻘــوق‬
‫اﻹﻨﺴﺎن واﻝﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺤق ﻤن ﺤﻘوﻗﻪ وﺘﺤﻘق اﻝﻌداﻝﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وذﻝـك‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ وﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝﺨﺎﻤس‪ :‬ﻤﺠﺎﻻت اﻝدراﺴﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻤﻜﺎﻨﻲ ‪.‬‬


‫‪ -1‬اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ )‪.(2001-1965‬‬
‫‪ -3‬أﻫم اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ )‪.(2010 -2002‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝزﻤﺎﻨﻲ ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻷوﻝﻰ )اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻨظري(‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ )اﻝﻌﻤل اﻝﻤﻴداﻨﻲ (‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺒﺸري‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻤراﺤل ﻀﺒط اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻀﺒط اﻝﻌﻴﻨﺔ وﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ واﺠﻬت اﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫أوﻻ‪ -‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻤﻜﺎﻨﻲ‪:‬‬


‫اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠـﺔ ‪ :‬ﺘﺘرﺒـﻊ ﻤدﻴﻨـﺔ اﻝﻌﻘﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺎﺤﺔ ﺘﻘـدر ﺒــ ‪ 2325‬ﻜﻠـم‪ ، 2‬وﻋـدد‬
‫ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ‪ 17553‬ﻨﺴﻤﺔ إﻝﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺴـﺒﺘﻤﺒر ‪ ، 2010‬ﺘﻘـﻊ ﻓـﻲ اﻝﺠﻨـوب اﻝﻐرﺒـﻲ ﻝوﻻﻴـﺔ ﺘﺒﺴـﺔ‬
‫وﺘﺒﻌد ﻋن ﻤرﻜز اﻝوﻻﻴﺔ ﺒﺤواﻝﻲ ‪ 81‬ﻜﻠم ‪.‬‬
‫ﻴﺤدﻫﺎ ﻤن اﻝﺸﻤﺎل ﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺠن وﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪.‬‬
‫وﻴﺤدﻫﺎ ﻤن اﻝﺸرق ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻤزرﻋﺔ وﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ‪.‬‬
‫وﻴﺤدﻫﺎ ﻤن اﻝﺠﻨوب ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﺴطﺢ ﻗﻨﺘﻴس وﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪.‬‬
‫وﻴﺤدﻫﺎ ﻤن اﻝﻐرب ﺒﻠدﻴﺔ أوﻻد رﺸﺎش )زوي( وﻻﻴﺔ ﺨﻨﺸﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻫﻲ داﺌرة ﺘﺎﺒﻌﺔ إدارﻴﺎ ﻝوﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪ ،‬ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺒﻠدﻴﺎت وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﺴطﺢ ﻗﻨﺘﻴس‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻤزرﻋﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺠن‪.‬‬
‫اﻝﺤدود اﻹدارﻴﺔ ﻝداﺌرة اﻝﻌﻘﻠﺔ ‪:‬‬
‫ﺸﻤﺎﻻ‪ :‬داﺌرة ﻋﻴن اﻝطوﻴﻠﺔ وﻻﻴﺔ ﺨﻨﺸﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﺸرﻗﺎ‪ :‬داﺌرة اﻝﺸرﻴﻌﺔ وﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪.‬‬
‫ﺠﻨوﺒﺎ‪ :‬داﺌرة ﺸﺸﺎر وﻻﻴﺔ ﺨﻨﺸﻠﺔ‪ ،‬وداﺌرة ﺒﺌر اﻝﻌﺎﺘر وﻻﻴﺔ ﺘﺒﺴﺔ ‪.‬‬
‫ﻏرﺒﺎ‪ :‬داﺌرة أوﻻد رﺸﺎش وﻻﻴﺔ ﺨﻨﺸﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻴﺘﻜــون ﻤﺠﻠﺴــﻬﺎ اﻝﺒﻠــدي ﻤــن ﺘﺴــﻌﺔ أﻋﻀــﺎء ﺒﻤــﺎ ﻓــﻴﻬم رﺌــﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪،‬ﻜﻤــﺎ ﻴﻘــدر ﻋــدد‬
‫اﻝﻤوظﻔﻴن واﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒﻬﺎ ‪ 117‬ﻤﻨﻬم ‪ 82‬ﻤوظﻔﺎ داﺌﻤﺎ و‪ 35‬ﻤﺘﻌﺎﻗدا ‪ ،‬ﻫذا اﻝﻌدد إﻝﻰ ﻏﺎﻴـﺔ‬
‫‪ ، 2009-12-31‬وﻴﺘﺸﻜل اﻝﻬﻴﻜل اﻹداري ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﻤن ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻤﺎﻨﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺘﻨظﻴم واﻝﺸؤون واﻝﺘﻨﺸﻴط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺸؤون اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻝﺘﻨﺸﻴط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺘﻌﻤﻴر‪ :‬وﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺘب اﻻﺤﺘﻴﺎطﺎت اﻝﻌﻘﺎرﻴﺔ ‪،‬وﻤﻜﺘـب اﻝﺸـﺒﻜﺎت وﺼـﻴﺎﻨﺔ‬
‫وﺘﺴﻴﻴر اﻝﻌﺘﺎد ‪ ،‬وﻤﻜﺘب اﻝﻨظﺎﻓﺔ ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫‪ -2‬اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ )‪: (2001-1965‬‬


‫ﺒﺎﺸرت ﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ اﻝﻌﻤل ﻋﺎم ‪ 1965‬ﺒﻔﺘرة اﻨﺘﻘﺎﻝﻴﺔ داﻤت ﺴﻨﺘﻴن ‪،‬أﻴـن ﻋـﻴن أول رﺌـﻴس‬
‫ﺒﻠدﻴــﺔ ﻋــن طرﻴــق اﻻﻨﺘﺨﺎﺒــﺎت ‪ ،‬وﻜﺎﻨــت اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﺤــﻴن ذﻝــك ﺨﺎﻝﻴـﺔ ﺘﻤﺎﻤــﺎ ﻤــن اﻝﺴــﻜﺎن ‪،‬وﻻ‬
‫ﻴوﺠــد ﺒﻬــﺎ إﻻ ﺒﻴﺘـﺎ وﻀــﻌﻪ اﻝﻤﺴــﺘﻌﻤر ﻜــﺎن ﻴﺴــﻤﻰ دار اﻝطﺒﻴــب ‪ ،‬وﺒﺠﺎﻨﺒــﻪ ﺴــﺎﺤﺔ ) ﺴــوق‬
‫اﻝﻤﺎﺸﻴﺔ ( ﻓﺄﺘﺨذ ﻫذا اﻝﺒﻴـت ﻜﻤﻘـر ﻝﻠﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬وﺨـﻼل ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة اﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ داﻤـت ‪4‬‬
‫ﺴﻨوات ﺘﻤت إﻗﺎﻤﺔ أول ﺤﻲ اﻝﻤﺴﻤﻰ)‪ ( LACITE‬وﻫو ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺘﺠﻤﻊ ﺴـﻜﺎﻨﻲ ﻴﺤﺘـوي‬
‫ﻋﻠﻰ ‪ 120‬ﺴﻜن ﺒﺎﻝﻘرﻤﻴد ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺘـم اﻨﺠـﺎز ‪ 78‬ﻤﺤـﻼ ﺘﺠﺎرﻴـﺎ ﻤﻘﺎﺒـل ﻝﻠﺘﺠﻤـﻊ اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ ﻤـن‬
‫اﻝﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﻐرﺒﻴــﺔ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﺘ ـم إﻗﺎﻤــﺔ ﻤدرﺴــﺔ اﻝرﺤــل اﻝﻤﺴــﻤﺎة اﻝﻴــوم )ﻤدرﺴــﺔ اﻝﻌﻠﻤــﻲ أﺤﻤــد(‪،‬‬
‫وﺒــدأت ﺘظﻬــر ﻤﻼﻤــﺢ اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﺨــﻼل ﻫــذﻩ اﻝﻔﺘــرة إﻝــﻰ ﻏﺎﻴــﺔ ‪ 1971‬أﻴــن ﺘﺸــﻜل اﻝﻤﺠﻠــس‬
‫اﻝﺒﻠدي اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻌﻬدة اﻝﺘﻲ داﻤـت أرﺒـﻊ ﺴـﻨوات‪ ،‬ﺘـم ﻓﻴﻬـﺎ ﺘزوﻴـد اﻝﺘﺠﻤـﻊ اﻝﺴـﻜﺎﻨﻲ‬
‫ﺒﺼـﻴدﻝﻴﺔ وﻤرﻜــز ﺒرﻴــد وﺜﻼﺜــﺔ ﺴــﻜﻨﺎت اﺴــﺘﻌﻤﻠت ﻓﻴﻤــﺎ ﺒﻌــد ﻜﻤﻘــر ﻝﻠــدرك‪ ،‬واﻨطﻠﻘــت ﻋﻤﻠﻴــﺔ‬
‫اﻝﺘﺨﺼﻴص اﻝﻌﻤراﻨﻲ وذﻝك ﺒﺘوزﻴﻊ اﻝﻘطﻊ اﻷرﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤـواطﻨﻴن ﺴـﺎﻜﻨﻲ اﻝﺒـوادي وذﻝـك‬
‫ﻝﺘﺸﺠﻴﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻜن ﻓـﻲ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬وﺘـم ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة ﺘزوﻴـد اﻝﺴـﻜﺎن ﺒﺎﻝﻤـﺎء ٕواﻨﺸـﺎء‬
‫ﻗﻨوات اﻝﺼرف اﻝﺼـﺤﻲ وﺘﻜﻤﻠـﺔ ﺒﻌـض اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ ﻜﺒﻨـﺎء اﻝﻤـدارس ‪ ،‬وﻓـﻲ اﻝﻌﻬـدة اﻝﻤواﻝﻴـﺔ‬
‫ﻤن ﻋﺎم ‪ 1975‬إﻝـﻰ ‪ 1980‬ﺘﻤﻴـزت ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة ﺒﺈﻨﺸـﺎء اﻝﻤﺒـﺎﻨﻲ اﻝﺘـﻲ وﺼـﻠت إﻝـﻰ ﺤـواﻝﻲ‬
‫‪ 400‬ﺴــﻜن وﺘــم إﻨﺸــﺎء ﺨـزان ﻝﻠﻤــﺎء‪ ،‬وﺒﻨــﺎء ﺒﻌــض اﻝﻤــدارس وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ اﻝرﻴــف ﻜﻤــﺎ ﺘــم‬
‫إﻨﺸﺎء اﻝﻤﻠﻌب اﻝﺒﻠدي وﺒﻨﺎء ﻗﺎﻋﺔ ﻋﻼج ﺒﻤﻘـر اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬وﺘـم ﺘزوﻴـد اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﺒﺎﻝﻜﻬرﺒـﺎء ‪،‬‬
‫وﺘﻤﻴزت ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة ﺒﻜﺜرة اﻷﺸﻐﺎل ﺤﻴث ﺒﻠﻎ ﻋدد اﻝﻌﻤﺎل ﺒﺎﻝﻤﻨﺸﺌﺎت ﺤواﻝﻲ ‪ 600‬ﻋﺎﻤل ‪.‬‬
‫وﺘم ﻓﺘﺢ ﻓرع ﺒﻠدي وﻗﺎﻋﺔ ﻋﻼج ﺒـدوار اﻝﻤزرﻋـﺔ ودوار ﺒﺠـن ودوار ﻗﻨﺘـﻴس‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺘﺄﺴﺴـت‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ ﻝﺒﻨﺎء ﻤﻘرات ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﻤﻘر اﻝﺤـزب وﺴـوق ﻤﻐطـﻰ وﺒﻨـﺎءات ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺸﻜل اﻝﻤرﻜﺒﺎت اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ ‪.‬‬
‫أﻤـﺎ ﻓــﻲ اﻝﻌﻬـدة اﻝﺘــﻲ اﻤﺘـدت ﻤــن ‪ 1980‬إﻝـﻰ ‪ 1985‬ﺘــم ﻓﻴﻬـﺎ ﻤواﺼــﻠﺔ وﺘﻜﻤﻠـﺔ اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻜﺎﻝﻤراﻓق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝﻤدارس ‪ ،‬ﺘﻠﻴﻬﺎ اﻝﻔﺘرة ﻤـن ‪ 1985‬إﻝـﻰ ‪ 1990‬أﻴـن‬
‫ﺘــم إﻗﺎﻤــﺔ ﻤﺴﺘﺸــﻔﻰ ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻴﺘﺴــﻊ إﻝــﻰ أﻜﺜــر ﻤــن ‪ 40‬ﺴــرﻴرا‪ ،‬واﻨﺠــﺎز ﻤﺘوﺴــطﺔ وﺘﻬﻴﺌــﺔ‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ وﺘزوﻴدﻫﺎ ﺒﺎﻝﻤﻴﺎﻩ اﻝﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﺸرب وﻗﻨوات اﻝﺼرف اﻝﺼﺤﻲ ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻌﻬدة اﻝﻤواﻝﻴﺔ واﻝﺘﻲ اﻤﺘدت ﻤن ‪ 1990‬إﻝﻰ ‪ 1995‬ﻓﻘد ﺘﻤت ﻤواﺼﻠﺔ اﻨﺠﺎز‬
‫اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻤﺨطط ﻝﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻌﻬـدة اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺘـم اﻨﺠـﺎز ﻋﻤـﺎرة ﺘﺘﻜـون ﻤـن ‪ 24‬ﺴـﻜن‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬وﺘﻤﻴزت ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة ﻋﻤوﻤﺎ ﺒـﺎﻝرﻜود ﻓـﻲ إطـﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ إﻝـﻰ أن ﺠـﺎءت‬
‫اﻝﻤﻨدوﺒﻴــﺔ واﻝﺘــﻲ ﺴــﻴرت اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤــدة ﺜــﻼث ﺴــﻨوات ‪ ،‬وﻜــﺎن اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘــرة‬
‫ﺒﺎﻝﺘﻜﻔل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻝﻴن ﻓﻲ إطﺎر اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﻜﻔل ﺒﻀﺤﺎﻴﺎ اﻹ رﻫﺎب ‪ ،‬ﺤﻴث أﻨﺠز ﻓـﻲ‬
‫ﻫـــذﻩ اﻝﻔﺘـــرة اﻝﺒﻨـــﺎءات اﻝﺘطورﻴـــﺔ ﺒﺠﺎﻨـــب اﻝﻤﺨطـــط اﻝﻌﻤراﻨـــﻲ ‪ ،‬ﺘطـــوري ‪ 40) 1‬ﺴـــﻜن (‬
‫ﺘطوري ‪ 46 ) 2‬ﺴﻜن ( ‪ ،‬وﻓﻲ اﻝﻌﻬدة اﻝﻤواﻝﻴـﺔ واﻝﺘـﻲ اﻤﺘـدت ﻤـن ‪ 1998‬إﻝـﻰ ‪ 2002‬ﺘـم‬
‫ﻓﻴﻬﺎ اﻨﺠﺎز اﻝﺤﻲ اﻝﺘطوري )اﻝﺠرف( ‪ 40‬ﺴﻜن ‪ ،‬واﻝﺤﻲ اﻝﺘطوري )اﻝﺠرف ‪ 52 ( 2‬ﺴـﻜن‪،‬‬
‫وﺘم ﺒﻨﺎء ﺤواﻝﻲ ‪ 140‬ﺴﻜن اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺒﻌض اﻝﻤراﻓق ﻜﻤرﻜـز ﻝﻠﺒرﻴـد وﻤﻘـر‬
‫ﻝﻠداﺌرة وﺘوﺴﻴﻊ ﻤﻘر اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺒﻨﺎء ﺒﻌض اﻝﻤدارس‪.‬‬
‫‪ -3‬أﻫم اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ )‪:(2010-2002‬‬
‫‪ -‬ﻗطﺎع اﻝري‪ :‬ﻗﺎﻤت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒوﻀـﻊ ﻤﺨطـط ﻝﺘﺠدﻴـد وﺘوﺴـﻴﻊ ﺸـﺒﻜﺔ اﻝـري ‪ ،‬وﺒﻨـﺎء ﻋﻠـﻰ‬
‫دراﺴــﺔ ﺘﺸﺨﻴﺼــﻴﺔ أﻨﺠزﺘﻬــﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻋــن طرﻴــق ﻤﻜﺘــب دراﺴــﺎت ﻝﻠﻤﻴــﺎﻩ اﻝﺼــﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﺸــرب‬
‫واﻝﺼـــرف اﻝﺼـــﺤﻲ ‪ ،‬اﻨطﻠﻘـــت اﻷﺸـــﻐﺎل ﻤﻨـــذ ‪ 2004‬وأﻨﺠـــزت ﻋـــدة ﻤﺸـــﺎرﻴﻊ ﻋﺒـــر أﺤﻴـــﺎء‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ وﻨظ ار ﻷن اﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝﻤطﻠوب ﺤﺴـب ﺘﻘﻴـﻴم ﻤﻜﺘـب اﻝدراﺴـﺎت ﺴـﻨﺔ ‪ 2004‬وﺼـل إﻝـﻰ‬
‫‪ 60‬ﻤﻠﻴﺎروﻤﺎ زاﻝت اﻷﺸﻐﺎل ﺠﺎرﻴﺔ إﻝﻰ ﻴوﻤﻨﺎ ﻫذا وﻝم ﺘﻜﺘﻤل ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻏطت اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﻤﻨـﺎطق‬
‫اﻝرﻴﻔﻴﺔ ﺒﺸﺒﻜﺎت ﻤﻴﺎﻩ اﻝﺸرب ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪%90‬ﻋـن طرﻴـق اﻨﺠـﺎز ﻋـدة ﻤﺸـﺎرﻴﻊ ﺒﻠدﻴـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ )‪. (PCD‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤراﻓق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝرﻴﺎﻀﻴﺔ‪ :‬اﺴﺘﻔﺎدت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻤﻨـذ ‪ 2002‬إﻝـﻰ ﻴوﻤﻨـﺎ ﻫـذا‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ واﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻘطﺎﻋﻴـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ)‪(PSD‬‬
‫وﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﻬﻀﺎب اﻝﻌﻠﻴﺎ ﺒﺎﻝﻤراﻓق اﻵﺘﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻤﻜﺘﺒﺔ)ﻤﺸروع ﻗطﺎﻋﻲ( ﻤدﻴرﻴﺔ اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﻜﺘﺒﺔ)ﻫﻀﺎب ﻋﻠﻴﺎ(‪.‬‬
‫‪ -‬روﻀﺔ)‪.(PCD‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻋﺔ ﻋﻼج )‪.(PCD‬‬

‫‪154‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫‪ 3 -‬ﻤﻼﻋب ﺠوارﻴﺔ)‪. (PCD‬‬


‫‪ -‬ﻤرﻜب رﻴﺎﻀﻲ وﻤﻠﻌﺒﻴن ﺠوارﻴﻴن )‪. (PSD‬‬
‫وﺘــم ﺘوزﻴــﻊ اﻝﻤﻼﻋــب اﻝﺠوارﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﺤﻴــﺎء اﻵﺘﻴــﺔ ‪ - :‬ﺤــﻲ اﻷﻤــل‪ – .‬ﺤــﻲ دﻋــﺎس‬
‫ﻋﻤﺎرة‪ – .‬ﺤﻲ ﻫواري ﺒوﻤدﻴن‪.‬‬
‫أﻤﺎ اﻝﻤﻠﻌﺒﻴن اﻵﺨرﻴن ﺘم اﻨﺠﺎزﻫم ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎطق اﻝرﻴﻔﻴﺔ ) ﺒﺌر اﻝﺘراب‪ ،‬اﻝﻤﺴﺎﻋدﻴﺔ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻜﻤــﺎ ﺘــم ﺘﺠدﻴــد وﺘﺸــﺠﻴر اﻝﺤدﻴﻘــﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴــﺔ ٕواﻗﺎﻤــﺔ ﺴــﺎﺤﺎت ﺨﻀــراء ﺒوﺴــط‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ ‪ -‬ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ ‪ :‬ﺘﻤت ﺘﻬﻴﺌﺔ ﺸوارع ﺤﻲ اﻷﻤل ﻤﻨذ أرﺒـﻊ ﺴـﻨوات ‪،‬‬
‫وﻨظرا ﻝﺘﺠدﻴد وﺘوﺴﻴﻊ ﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝري وﻏﺎز اﻝﻤدﻴﻨﺔ اﻝﺘـﻲ ﻻ ازﻝـت اﻷﺸـﻐﺎل ﺠﺎرﻴـﺔ ﺒﻬـم إﻝـﻰ‬
‫ﻴوﻤﻨــﺎ ﻫــذا ﻝــم ﺘــﺘﻤﻜن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن ﺘﻬﻴﺌــﺔ ﺒﻘﻴــﺔ ﺸ ـوارع اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﺨــص اﻹ ﻨــﺎرة‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﻓﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻤﻐطﺎة ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪.%80‬‬
‫وﻏﺎز اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﻤﺸـروع ﻗطـﺎﻋﻲ ﻝـن ﻴﻐطـﻲ ‪ 7‬ﻜﻠـم ﻤـن اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﻝـذﻝك طﻠﺒـت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻐطﻴـﺔ‬
‫ﻫذا اﻝﻨﻘص ﻷن ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎء ﻝم ﻴﺘم رﺒطﻬﺎ ﺒﺎﻝﻐﺎز اﻝطﺒﻴﻌﻲ ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ اﻨﺠــﺎز وﻓــﺘﺢ اﻝﻌدﻴــد ﻤــن اﻝﻤﺴــﺎﻝك اﻝرﻴﻔﻴــﺔ ﻗﺼــد ﻓــك اﻝﻌزﻝــﺔ ﻋــن اﻝﻤ ـواطن‬
‫وﻤﻨﻬﺎ اﻝطرﻴق اﻝراﺒط ﺒﻴن اﻝﻌﻘﻠـﺔ و اﻝﻔﺎﻝﺘـﺔ ) ‪ 6‬ﻜﻠـم( وﻓـﺘﺢ ﻤﺴـﻠك رﻴﻔـﻲ ﻤـﺎ ﺒـﻴن اﻝطرﻴـق‬
‫اﻝـــوطﻨﻲ رﻗـــم ‪ 83‬ﺒﻤﻨطﻘـــﺔ أوﻻد ﺒوﺴـــﺎﻝم ‪ ،‬أوﻻد ﻋﺒـــد اﷲ ‪ ،‬واﻝﻤﺴـــﺎﻋدﻴﺔ ‪ ،‬وﻓـــﺘﺢ ﻤﺴـــﻠك‬
‫ﺒﻤﻨطﻘــﺔ اﻝﻔﺠــوج ‪ ،‬وﻓــﺘﺢ ﻤﺴــﻠك آﺨــر ﺒﻤﻨطﻘــﺔ ﺘﻤــروت ﻴــرﺒط ﺒــﻴن اﻝﺘﺠﻤﻌــﺎت اﻝﺴــﻜﺎﻨﻴﺔ‬
‫واﻝﻤﻨﺎطق اﻝﺠﺒﻠﻴﺔ اﻝﻤﺤﺎذﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻨظﺎﻓﺔ وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪:‬‬
‫دﻋﻤت اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﺤﻀﻴرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة ﺒﺎﻝﻌﺘﺎد اﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫ﺸﺎﺤﻨﺔ و‪) 2‬دﻨﺒﻴر( ‪ ،‬ﻓﺄﺼﺒﺢ اﻝﻌﺘﺎد اﻝﻤﺨﺼص ﻝﻠﻨظﺎﻓﺔ واﻝﺠـﺎﻫز ﻝﻼﺴـﺘﻌﻤﺎل‪ 3 ،‬ﺸـﺎﺤﻨﺎت‬
‫و‪ 3‬ﺠـــ اررات ﺒﻤﻘطـــورة وﺠـــرار ذو راﻓﻌـــﺔ وﻴﻌﻤـــل ﻋﻠـــﻰ ﺘﺴـــﻴﻴر ﻫﺎﺘـــﻪ اﻝوﺴـــﺎﺌل ‪ 11‬ﻋـــﺎﻤﻼ‬
‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻋﻤﺎل اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻤﻠت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﺼﻴص ‪ 3‬أﻤﺎﻜن ﻝرﻤﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﺒﺘﺤدﻴدﻫﺎ وﺘﺴﻴﻴﺠﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺴـﻜن ‪ :‬اﺴـﺘﻔﺎدت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة ب ‪ 80‬ﺴـﻜﻨﺎ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺎ و ‪650‬‬
‫ﺴﻜن رﻴﻔﻲ ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫ﻋدد اﻝﺴﻜﻨﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة وﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ‪:‬‬


‫‪ 60‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﻲ دﻋﺎس ﻋﻤﺎرة ‪ 54 ،‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﻲ دﻋﺎس ﻋﻤﺎرة ‪ 24 ، 2‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤـﻲ اﻝﻌرﺒـﻲ‬
‫اﻝﺘﺒﺴﻲ ‪ 24 ،‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﻲ اﻷﻤل ‪ 80 ،‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﻲ اﻝﺠرف ‪.‬‬
‫أي أن ﻤﺠﻤوع اﻝﺴﻜﻨﺎت ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻫو‪ 242‬ﺴﻜن اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻨﻬﺎ ‪ 80‬ﺴـﻜﻨﺎ اﻝﺘـﻲ اﺴـﺘﻔﺎدت‬
‫ﺒﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة و‪ 24‬ﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﻲ اﻷﻤل ﻤـن اﻝﻔﺘـرة اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ ﺸـﺎﻏرة وﻫـﻲ ﺠـﺎﻫزة‬
‫ﻝﻠﺘوزﻴﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻴﺎم )ﻨﻬﺎﻴﺔ ‪ (2010‬أي ﺒﻤﺠﻤوع ‪ 104‬ﺴﻜن أﻤﺎم ‪ 1700‬طﻠـب ﻤﺴـﺠل‬
‫ﺒﻤﻜﺘب اﻝﺴﻜن ﺒﻤﻘر اﻝداﺌرة‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ -‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝزﻤﺎﻨﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻷوﻝﻰ ‪ :‬وﻫﻲ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻨظري ‪:‬‬
‫داﻤت اﻝدراﺴﺔ اﻝﻨظرﻴﺔ ﻤدة ﺴﻨﺔ ﻤن ﺴﺒﺘﻤﺒر ‪ 2009‬إﻝﻰ دﻴﺴﻤﺒر ‪. 2010‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬اﻝﻌﻤل اﻝﻤﻴداﻨﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﺤﻠــﺔ اﻷوﻝــﻰ )اﻻﺴــﺘطﻼﻋﻴﺔ( ‪ :‬داﻤــت أﺴــﺒوﻋﻴن ‪ ،‬اﻷﺴــﺒوﻋﻴن اﻷول واﻝﺜــﺎﻨﻲ ﻤــن‬
‫أﻜﺘــوﺒر ‪ 2010‬ﺤﻴــث ﺘــم اﻝﺘﻌــرف ﻋﻠــﻰ اﻷﺤﻴــﺎء اﻝﻤﻘﺼــودة واﻻطــﻼع ﻋﻠــﻰ اﻝــدور اﻝﺘﻨﻤــوي‬
‫ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‪ ،‬ﻤن ﺨﻼل ﻤﻘﺎﺒﻼت ﻤﻊ رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻷﻤﻴن اﻝﻌﺎم ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ وﺒﻌض اﻝﻤواطﻨﻴن ‪.‬‬
‫ــﻬر وﻨﺼـــﻔﺎ ﺒﺘطﺒﻴـــق اﻻﺴـــﺘﻤﺎرة ﺒﻌـــد ﻋرﻀـــﻬﺎ ﻋﻠـــﻰ‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﺤﻠـــﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴـــﺔ ‪ :‬اﺴـــﺘﻐرﻗت ﺸـ ا‬
‫ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﻴن‪ ،‬وﻗﻴﺎﻤﻨﺎ ﺒﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻤﻊ ﺒﻌـض ﻤﺴـؤوﻝﻲ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬رﺌـﻴس اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫اﻷﻤﻴن اﻝﻌﺎم ﺒﻌض أﻋﻀﺎء اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪...‬‬
‫ـﻬر ‪،‬ﺘﻔرﻴــﻊ وﺘﺤﻠﻴــل اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت واﻨﺠــﺎز اﻝﻤــذﻜرة ﻓــﻲ ﺸــﻜﻠﻬﺎ‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﺤﻠــﺔ اﻝﺜﺎﻝﺜــﺔ‪ :‬داﻤــت ﺸـ ا‬
‫اﻝﻨﻬﺎﺌﻲ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ -‬اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺒﺸري‪ :‬ﻴﻤﺜل اﻝﻤﺠـﺎل اﻝﺒﺸـري ﻝدراﺴـﺘﻨﺎ ﻫـذﻩ ‪ ،‬ﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻝﺒﺤـث اﻝـذي ﻴﻀـم‬
‫ﻓﺌــﺔ اﻷﺴــر ﻓــﻲ اﻷﺤﻴــﺎء اﻝﺘــﻲ ﺘــم اﺨﺘﻴﺎرﻫــﺎ وﻗــد اﺨﺘﻠﻔــت ﻫــذﻩ اﻝﻔﺌــﺎت ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ أﻋﻤــﺎرﻫم‬
‫وﻤﺴﺘوﻴﺎﺘﻬم اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻗد ﺘم اﺨﺘﻴﺎر ﻫذﻩ اﻷﺴر ﻤن اﻷﺤﻴﺎء اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪156‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫اﻝﻨﺴﺒﺔ ‪%‬‬ ‫اﻝﺴﻜــﺎن‬ ‫اﻝﺤــــﻲ‬


‫‪5.97‬‬ ‫‪ 441‬أﺴرة‬ ‫ﻫواري ﺒوﻤدﻴن‬
‫‪2.38‬‬ ‫‪ 176‬أﺴرة‬ ‫دﻋﺎس ﻋﻤﺎرة‬
‫‪2.11‬‬ ‫‪ 156‬أﺴرة‬ ‫اﻝﻌرﺒﻲ اﻝﺘﺒﺴﻲ‬
‫‪2.03‬‬ ‫‪ 150‬أﺴرة‬ ‫اﻷﻤل‬
‫‪12.49‬‬ ‫‪923‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫وﻗد ﺘم اﺨﺘﻴﺎر ﻫذﻩ اﻷﺤﻴﺎء اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن اﻝﺘﻘﺴﻴم اﻝﻤﻘﺎطﻌﺎﺘﻲ ﻝﻤدﻴﻨﺔ اﻝﻌﻘﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻝﻘد ﺘم ﺘﺤدﻴد اﻝﻌﻴﻨﺔ وﻀﺒطﻬﺎ ﻋﺒر ﻋدة ﻤراﺤل ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻤراﺤل ﻀﺒط اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﺤﻠـــﺔ اﻷوﻝـــﻰ‪ :‬ﺘـــم اﻻﺘﺼـــﺎل ﺒﻤﻜﺘـــب اﻹﺤﺼـــﺎء ﻝﺒﻠدﻴـــﺔ اﻝﻌﻘﻠـــﺔ ﻝﻠﺘـــزود ﺒﺎﻝﻤﻌطﻴـــﺎت‬
‫اﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺤول ﻤﺠﺎل اﻝدراﺴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬ﺠرى اﺨﺘﻴﺎر اﻷﺤﻴﺎء اﻷرﺒﻌﺔ ‪،‬وﻗد روﻋـﻲ ﻋﺎﻤـل اﻝﺘﻤﺜﻴـل ﻓـﻲ اﻷﺤﻴـﺎء‬
‫) ﺘﻐطﻴﺔ اﻝﺠﻬﺎت اﻷرﺒﻌﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ( وﻜﺎن ذﻝك ﻋﺒر اﻝﺨطوات اﻵﺘﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬إﺤﻀﺎر ﺨﺎرطﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘظﻬر ﺠﻤﻴﻊ أﺤﻴﺎء اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘﻘﺴــم اﻝﺨﺎرطــﺔ ﺒﺨطــﻴن ﻤﺘﻌﺎﻤــدﻴن إﻝــﻰ أرﺒﻌــﺔ ﻤﻨــﺎطق ) ﺸــﻤﺎل ﺸــرق ‪ ،‬ﺸــﻤﺎل ﻏــرب‬
‫ﺠﻨوب ﺸرق ‪ ،‬ﺠﻨوب ﻏرب (‪.‬‬
‫‪ -‬ﺘم اﺨﺘﻴﺎر ﺤﻲ ﻋن ﻜل ﺠﻬﺔ وﻫو اﻝﺤﻲ اﻝذي ﻴﺤﺘوي ﻋﻠﻰ أﻜﺒر ﻋدد ﻤن اﻷﺴـر وذﻝـك‬
‫ﻝﺘﻤﺜﻴل ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺒﺤث أﻜﺜر‪.‬‬
‫وﻜﺎﻨت اﻷﺤﻴﺎء ﻜﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺤﻲ ﻫواري ﺒوﻤدﻴن ‪.441‬‬
‫‪ -‬ﺤﻲ دﻋﺎس ﻋﻤﺎرة ‪.176‬‬
‫‪ -‬ﺤﻲ اﻝﻌرﺒﻲ اﻝﺘﺒﺴﻲ ‪.156‬‬
‫‪ -‬ﺤﻲ اﻷﻤل ‪.150‬‬
‫وأﺨذﻨﺎ اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ %10‬ﻤن ﻫذﻩ اﻷﺴر ﻓﻜﺎن ﻋدد ﻤﻔردات اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻜﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫‪45 ~ 44.1= 10 × 441‬‬ ‫‪ -‬ﺤﻲ ﻫواري ﺒوﻤدﻴن‬
‫‪100‬‬

‫‪157‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫‪18 ~ 17.6 = 10 × 176‬‬ ‫‪ -‬ﺤﻲ دﻋﺎس ﻋﻤﺎرة‬


‫‪100‬‬
‫‪ -‬ﺤﻲ اﻝﻌرﺒﻲ اﻝﺘﺒﺴﻲ ‪16 ~ 15.6 = 10 × 156‬‬
‫‪100‬‬
‫‪15 = 10 × 150‬‬ ‫‪ -‬ﺤﻲ اﻷﻤل‬
‫‪100‬‬

‫ﻓﻜﺎن ﻤﺠﻤوع أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ 94 = 15 + 16+ 18+ 45‬ﻤﻔردة ‪ ،‬وﻝﻠﺘﻤﺜﻴل أﻜﺜـر وﻝﺘﺴـﻬﻴل‬
‫اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻌﻴﻨﺔ أﻀﻔﻨﺎ ‪ 06‬ﻤﻔردات ﻓﺄﺼﺒﺤت اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ 100‬ﻤﻔردة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻀﺒط اﻝﻌﻴﻨﺔ وﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﺘﻠﻌب اﻝﻌﻴﻨﺔ دو ار ﻜﺒﻴ ار ﻓﻲ ﻨﺠﺎح ودﻗﺔ اﻝﺒﺤث اﻷﻤﺒرﻴﻘﻲ‪ ،‬ﻝذﻝك ﻴﺠب أن ﻴﻜـون ﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫اﻝﺒﺤــث ﻤﻤــﺜﻼ وﻤﺘﺠﺎﻨﺴــﺎ ‪ ،‬ﻝﺘﺨــدم أﻏــراض وأﻫــداف اﻝﺒﺤــث ‪ ،‬وﻝﻘــد اﻗﺘﻀــﻰ ﻤﻨــﺎ ﻤﺠـــﺎل‬
‫اﻝدراﺴﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﻴﻨﺔ اﻝﻌﺸواﺌﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘظﻤﺔ ‪،‬ﻜذﻝك ﺘﺤﺴب اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤﺌوﻴﺔ ﻝﻠﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫) طــول اﻝﻤــدى‪ :‬ك ‪ ( k،‬أو ﻤﻌﺎﻤــل اﻝرﻓــﻊ ‪ :‬ن ÷ ‪) ν‬ﺒﺤﻴــث ن = ﻋــدد وﺤــدات اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫‪ .ν.‬ﻋــدد وﺤــدات اﻝﻌﻴﻨــﺔ ( ﺜــم ﻴﺨﺘــﺎر ﺒطرﻴﻘــﺔ ﻋﺸـواﺌﻴﺔ رﻗــم ﻻ ﻴﻔــوق ﻗﻴﻤــﺔ ﻫــذا اﻝﻤﻌﺎﻤــل‬
‫ﻝﻴﻜن ﻤﻤﺜﻼ ﻝﻠﻤﻔردة اﻷوﻝﻰ اﻝﻤﺨﺘﺎرة ‪ ،‬وﺒﺈﻀﺎﻓﺔ اﻝﻤﻌﺎﻤـل ﺒطرﻴﻘـﺔ ﻤﺘﺘﺎﻝﻴـﺔ إﻝـﻰ اﻝـرﻗم اﻷول‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻨﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوع اﻷرﻗﺎم اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ ﻝﻠﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﺒﻬذﻩ اﻝطرﻴﻘﺔ ﺘﺒﺴط ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺨﺘﻴﺎر‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا ﺘﻜون طرﻴﻘﺔ اﺨﺘﻴﺎرﻨﺎ ﻝﻤﻔردات اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫ﻤﺠﻤوع اﻷﺴر ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ = ‪ = 7378‬ن‬
‫= ‪923 = 150 + 156 + 176 + 441‬‬ ‫ﻤﺠﻤوع اﻷﺴر ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺒﺤث ‪ν‬‬
‫= ‪08 ~ 7. 99 = 7378‬‬ ‫اﻝﻤﻌﺎﻤل = ن‬
‫‪923‬‬ ‫‪ν‬‬
‫اﺨﺘرﻨﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻋﺸواﺌﻴﺔ رﻗم ‪ 05‬واﻨطﻠﻘﻨﺎ ﻤن ﺒﻴت اﻷﺴرة رﻗم ‪ 05‬ﻓﻲ ﺤﻲ ﻫواري ﺒوﻤدﻴن‬
‫وﺒﻌد ذﻝك ﻨطﺒق رﻗم ‪ 08‬ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ‪..37 ، 29 ، 21 ، 13 = 08 + 05‬‬
‫وﻜذا ﺒﻘﻴﺔ اﻷﺤﻴﺎء إﻝﻰ أن وﺼﻠﻨﺎ إﻝﻰ ﺘطﺒﻴق آﺨر اﺴﺘﻤﺎرة ﻤﻊ ﻤﻔردات اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫)‪ : (1‬د‪ .‬ﻓوﻀﻴل دﻝﻴو‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻏرﺒﻲ‪ :‬أﺴس اﻝﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪158‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪:01‬ﻴوﻀﺢ ﺘوزﻴﻊ اﻝﻌﻴﻨﺔ ﺤﺴب اﻝﺴن واﻝﺠﻨس ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ن‪%‬‬ ‫اﻹ ﻨﺎث‬ ‫ن‪%‬‬ ‫ذﻜور‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪35-30‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪40- 35‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪45- 40‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪50- 45‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪55- 50‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪60-55‬‬
‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪07 65 -60‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05 70-65‬‬
‫‪09‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪70‬ﻓﺄﻜﺒر‪75‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪87‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫‪52‬‬ ‫اﻝوﺴط اﻝﺤﺴﺎﺒﻲ‬
‫‪12.41‬‬ ‫اﻻﻨﺤراف اﻝﻤﻌﻴﺎري‬
‫ﻨﻼﺤظ ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪،‬ﺘﻤرﻜز ﺴن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨـد اﻝﻌﻤـر ‪ 50‬و‪ 60‬ﺴـﻨﺔ وﻫـذا ﻤـﺎ‬
‫ﻴؤﻜــدﻩ اﻝوﺴــط اﻝﺤﺴــﺎﺒﻲ ‪ ،‬وﻫﻨــﺎ ﺘﺒــرز أﻫﻤﻴــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺤﻴــﺎة اﻝﻔــرد ﻋﺎﻤــﺔ وﺤﻴــﺎة‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺨﺎﺼﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ ﻴﻜـون اﻝﻔـرد رب أﺴـرة ﻗـد ﺘﻤﺘـد إﻝـﻰ اﻷﺤﻔـﺎد وﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻓـﻲ ﻤﻨطﻘـﺔ اﻝدراﺴـﺔ ‪،‬وﻫـذا اﻝﺴــن ﻴﺴـﻤﺢ ﻝﻠﻔـرد أن ﻴﻜـون ﻓﻌــﺎﻻ ﻓـﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪ ،‬وﻗـد ﻴﺘﻘﻠــد‬
‫ﻤﺴــﺌوﻝﻴﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ وﻗــد ﺒﻠﻐــت اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻤــﺎ ﻴﻘــﺎرب ‪ %50‬ﻓــﻲ اﻝﻌﻤــر ﻤــﺎ ﺒــﻴن‬
‫‪50‬إﻝﻰ‪ 60‬ﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻨﻼﺤظ أن ‪ %17‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺒﻠـﻎ ﺴـﻨﻬم ﻤـن ‪ 40‬إﻝـﻰ‪ 45‬ﺴـﻨﺔ‬
‫وﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة إذا ﻨظرﻨﺎ إﻝﻰ ﻋدد أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ‪.‬‬
‫وﻫذا اﻝﻌﻤر ﻴﺴﻤﺢ ﻝﻠﻔرد أن ﻴﻜون أﻜﺜر ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬وأن ﻴﺴـﺎﻫم أﻜﺜـر ﻤـن ﻏﻴـرﻩ‬
‫ﻓـﻲ اﻝﺴــﻌﻲ إﻝــﻰ ﺘﺤﺴــﻴن ظــروف اﻝﺤﻴــﺎة ‪ ،‬وذﻝـك ﺒﺎﻝﻤﺸــﺎرﻜﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ وﻨظﺎﻓــﺔ‬

‫‪159‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫اﻝﻤﺤــﻴط واﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻝﻤــﺎ ﺘﻤﺘــﺎز ﺒــﻪ ﻫــذﻩ اﻝﻔﺌــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻤــن اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝﺘﻌﻠﻴﻤــﻲ‬
‫اﻝﻤﻘﺒول ووﻋﻲ اﻝﻤواطن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ أﻜﺜر ﻤن ﻏﻴرﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻴط ﺒﻪ ‪.‬‬
‫وﺒذﻝك ﻴﺴـﻌﻰ إﻝـﻰ اﻝﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﺒﺎﻻﺘﺼـﺎل واﻝﺘﻨﺴـﻴق ﻤـﻊ ﺴـﻜﺎن اﻝﺤـﻲ ﻤـن ﺠﻬـﺔ ‪،‬واﻻﺘﺼـﺎل‬
‫ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ‪ ،‬ﻤن أﺠل ﺤﻴﺎة أﻓﻀل ‪ ،‬ﻓﻬو ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ ﻴﺴـﻌﻰ أﻜﺜـر ﻤـن‬
‫ﻏﻴرﻩ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤزاﻴﺎ أﻜﺜر ﻤن ﺴـﻜن وﻤـدﺨول ‪ ،‬ﻓﻬـو ﻴﻨظـر إﻝـﻰ اﻝﻤﺴـﺘﻘﺒل أﻜﺜـر ﻤـن‬
‫ﻏﻴرﻩ ‪ ،‬ﺒذﻝك ﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻝﻔﺌﺔ اﻝﻌﻤرﻴﺔ ﻤﺤور ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ اﻝرﻜﻴـزة‬
‫اﻷﻜﺜر ﻓﻌﺎﻝﻴـﺔ وأﻜﺜـر ﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﻤـن ﻏﻴرﻫـﺎ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺘﻤﻴـل أﻜﺜـر إﻝـﻰ ﺘﻨﺴـﻴق اﻝﻤﺠﻬـودات ﺒـﻴن‬
‫اﻝﻤ ـواطﻨﻴن ﻤــن ﺠﻬــﺔ وﺒــﻴن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن ﺠﻬــﺔ أﺨــرى ‪ ،‬وذﻝــك ﺒﺎﻝطﻠﺒــﺎت واﻝﺸــﻜﺎوي وﻋــدم‬
‫اﻝﺴﻜوت ﻋﻠﻰ ﺘدﻫور اﻝوﻀﻊ اﻝﺒﻴﺌﻲ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺘﺒﻘﻲ اﻝﻨﺴب اﻷﺨرى ﻤوزﻋﺔ ﺒـﻴن ‪08‬‬
‫‪ %‬و ‪ % 05‬ﺒﻴن اﻝﻔﺌﺎت اﻝﻌﻤرﻴﺔ اﻝﻤوﻀﺤﺔ ﻓﻲ اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ ‪،‬ﻝﻜن ﻤﺎ ﻴﻠﻔـت اﻻﻨﺘﺒـﺎﻩ أن‬
‫‪ %09‬ﻤن اﻵﺒﺎء ﻜﺒﺎر اﻝﺴن اﺤﺘﻠوا ﺤﻴ از ﻻ ﺒﺄس ﺒﻪ ﻤن اﻝﻌﻴﻨـﺔ‪ ،‬وﻫـم ﺒـذﻝك ﻴﺘوزﻋـون ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺒﻬـذﻩ اﻝﻨﺴـﺒﺔ وﻫـذا ﻤـﺎ ﻨﻔﺴـرﻩ ﺒطـول اﻝﻌﻤـر‪ ،‬واﻝـذي ﻗـد ﻴﺘﺠـﺎوز‪ 75‬ﺴـﻨﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ ذات اﻷﺼول اﻝرﻴﻔﻴﺔ ‪ ،‬وﻜﻤﺎ ﻫو ﻤﻌروف أن ﺴﻜﺎن اﻝﺒوادي ﻴﺘﻤﻴـزون ﻋـن ﻏﻴـرﻫم‬
‫ﺒطول اﻝﻌﻤر واﻝﺼﺤﺔ‪ ،‬وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﻨﻔﺴر ﻏﻴﺎب اﻝﺸـﺒﺎب ﺒﻬﺠـرﺘﻬم ﻤـن اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﻝﻌـدم‬
‫وﺠود ﻓرص اﻝﻌﻤل ‪ .‬وأﺜﻨﺎء دراﺴﺘﻨﺎ اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ وﺠدﻨﺎﻫم أﻜﺜر ﻨﺸﺎطﺎ ﻤن ﻏﻴرﻫم وﻋﻠـﻰ ﺤـد‬
‫ﺘﻌﺒﻴرﻫم أن اﻝﺸﺒﺎب ﻫم ﺴﺒب ﺘﻌﺎﺴﺔ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬـذا اﻝﺠﻴـل ﻴـرى أﻨـﻪ أدى ﻤـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ وﻝﻜـن‬
‫أﺠﻴﺎل اﻝﻴوم ﺘﺨﻠت ﻋﻤﺎ ﻫو واﺠب‪ ،‬أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻓﻬـم ﻴﺘﻘﺒﻠـون ﻓﻘـط‬
‫ﻤﺼــطﻠﺢ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ وﻻ ﻴﻌﺘرﻓــون ﺒﺎﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ وﻻ ﻴﻔﻬﻤوﻨﻬــﺎ ‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﺴــﻴطرت ﻋﻠــﻰ اﻝﻔﺌــﺔ ﻓﺌــﺔ‬
‫اﻝذﻜور ﺒﻤﺠﻤوع ‪ %87‬وﻫذا راﺠـﻊ إﻝـﻰ طﺒﻴﻌـﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻨظـ ار ﻻﻨﻀـﻤﺎم اﻝﻤـرأة ﻷﻫﻠﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﺤﺎﻝﺔ اﻝطﻼق أو وﻓﺎة زوﺠﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺤﻴن ﺒﻠﻐت ﻨﺴﺒﺔ اﻹﻨﺎث ‪ % 13‬وﻫـﻲ ﻨﺴـﺒﺔ ﻻ ﻴﺴـﺘﻬﺎن ﺒﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺤـﺎﻓظ ﻤﺜـل‬
‫ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدراﺴﺔ ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ رﻏم ﻗﻠﺘﻬﺎ إﻻ أﻨﻬﺎ ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‬
‫وﺨﺎﺼﺔ اﻝﻤرأة اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ إطﺎر اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﺘﻘـوم ﺒﺘﻨظﻴـف وﺘـزﻴﻴن اﻝﻤﺤـﻴط‬
‫رﻏم ﻗﻠﺔ ﻤﺎ ﺘﺘﻘﺎﻀﺎﻩ ﻤن أﺠر زﻫﻴد‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ :02‬ﻴوﻀﺢ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات)ت(‬ ‫اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ‬
‫‪86‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ﻤﺘزوج‬
‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ﻤطﻠق‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أرﻤل‬
‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أﻋزب‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤـن ﺒﻴﺎﻨـﺎت اﻝﺠـدول أﻋـﻼﻩ ﺒـﺄن ‪ %86‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻤﺘـزوﺠﻴن‪ ،‬وﻴﻤﺜﻠـون أرﺒـﺎب‬
‫اﻷﺴر‪ ،‬وﻫذا ﻴرﺠﻊ ﺒﺎﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ إﻝﻰ طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺠزاﺌري‪ ،‬ﺤﻴث أن اﻝرﺠل ﻻ ﻴﺤﺒـذ‬
‫اﻝﺤﻴــﺎة دون زوﺠــﺔ وﺤﺘــﻰ ٕوان ﺘوﻓﻴــت زوﺠﺘــﻪ اﻷوﻝــﻰ ‪،‬أو طﻠﻘﻬــﺎ ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﻌﻴــد اﻝــزواج وﻫــذﻩ‬
‫ﻫــﻲ ﻋــﺎدات ﻤﺘﺄﺼــﻠﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﺠزاﺌــري ﻋﻤوﻤــﺎ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻝﺘﺒﺴــﻲ ﺨﺼوﺼــﺎ‬
‫وﺨﺎﺼﺔ اﻝرﺠﺎل ﻜﺒﺎر اﻝﺴن‪.‬‬
‫ﻜﻤـــﺎ ﻴوﺠـــد ‪ %10‬ﻤـــن اﻷراﻤـــل ‪،‬ﻏـــﺎب ﻋـــﻨﻬن رب اﻷﺴـــرة ‪،‬وﻫـــﻲ ﻨﺴـــﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒـــرة أﻓرزﺘﻬـــﺎ‬
‫اﻝظروف اﻝﻘﺎﺴـﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻤـرت ﺒﻬـﺎ اﻝﻤﻨطﻘـﺔ وﻓـﻲ أﻏﻠـب ﻫـذﻩ اﻝﻨﺴـﺒﺔ ﻀـﺤﺎﻴﺎ إرﻫـﺎب ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ‬
‫ﺘﻤﺜــل ‪ %3‬ﻨﺴــﺎء ﻤطﻠﻘــﺎت ﻴﻌﻤﻠــن ﻀــﻤن اﻝﺸــﺒﻜﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺤــﻴن ﺴــﺠﻠﻨﺎ‬
‫ﻨﺴﺒﺔ ‪ %1‬ﻤن اﻝﻌزاب ‪.‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ :03‬ﻴوﻀﺢ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝدراﺴﻲ )اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻲ( ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜرارت )ت(‬ ‫اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫أﻤﻲ‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ﻴﻘ أر وﻴﻜﺘب‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫إﺒﺘداﺌﻲ‬
‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬ ‫ﻤﺘوﺴط‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﺜﺎﻨوي‬
‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫ﺠﺎﻤﻌﻲ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫‪161‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫ﻤن ﺨﻼل اﻝﺠدول ﻨﺠد ‪ % 40‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻴﺠﻴـدون اﻝﻘـراءة واﻝﻜﺘﺎﺒـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫ﻤﻌﺘﺒرة ‪،‬ﻫذا راﺠﻊ إﻝﻰ وﺠود ﻤراﻜز ﻤﺤو اﻷﻤﻴﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬أﻀـف إﻝـﻰ ذﻝـك اﻝـذﻴن‬
‫درﺴوا ﻓﻲ اﻝﻜﺘﺎﺘﻴب ﻤن ﻜﺒـﺎر اﻝﺴـن ‪ ،‬ﺘﻠﻴﻬـﺎ ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %21‬ﻤـن اﻝـذﻴن دﺨﻠـوا اﻝﻤـدارس إﻝـﻰ‬
‫ﺠﺎﻨب ‪ % 08‬واﺼﻠوا ﺘﻌﻠﻴﻤﻬم ﺒﺎﻝﻤﺘوﺴط‪ ،‬و‪ % 11‬واﺼـﻠوا ﺘﻌﻠـﻴﻤﻬم ﺒﺎﻝﺜـﺎﻨوي ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﻴن‬
‫‪ % 05‬واﺼﻠوا ﺘﻌﻠﻴﻤﻬم ﺒﺎﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﻤﻠﻔت ﻝﻼﻨﺘﺒﺎﻩ ﻫو ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 15‬ﻤـن اﻷﻤﻴـﻴن‬
‫وﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ﻻ ﻴﺴﺘﻬﺎن ﺒﻬﺎ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ أﻤﺎم ﻤﺎ ﺘـوﻓرﻩ اﻝدوﻝـﺔ ﻤـن ﻤـدارس ﻤﺤـو اﻷﻤﻴـﺔ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ‪ ،‬واﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒـﺎﻝﻤرأة وﺘرﻗﻴﺘﻬـﺎ ﻷﻨﻨـﺎ ﺴـﺠﻠﻨﺎ اﻷﻤﻴـﺔ‬
‫ﻋﻨد اﻝﻨﺴﺎء اﻝﻤﺒﺤوﺜﺎت ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ‪،‬وﻻ ﺸك أن ﻏﻴﺎب اﻝﺘﻌﻠﻴم ﻴﻘف ﻜﺤﺎﺠز أﻤـﺎم اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫ﻜﻤﺎ ﻴرى أرﺜـر ﻝـوﻴس >> أن ﻓﺸـل أي ﻤﺤﺎوﻝـﺔ ﺘﻨﻤوﻴـﺔ أو أي ﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻴرﺠـﻊ إﻝـﻰ‬
‫ﻗﻠﺔ اﻝﺘﻌﻠﻴم‪. (1) << .‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ :04‬ﻴوﻀﺢ اﻝﻤوطن اﻷﺼﻠﻲ ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬

‫ن ‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻝﻤوطن اﻷﺼﻠﻲ‬


‫‪58‬‬ ‫‪58‬‬ ‫رﻴف‬
‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ﻤدﻴﻨﺔ‬
‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ﻤدﻴﻨﺔ أﺨرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘؤﻜد اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝواردة ﻓﻲ اﻝﺠدول رﻗم ‪ 04‬ﺒـﺄن ‪ % 58‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻜﺎﻨـت إﻗـﺎﻤﺘﻬم ﻓـﻲ‬
‫اﻝرﻴف أي ﻤوطﻨﻬم اﻷﺼﻠﻲ اﻝرﻴف‪ ،‬وﻗﺎﻤوا ﺒﺎﻝﻬﺠرة إﻝﻰ اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺒﺤﺜﺎ ﻋـن اﻝﻌﻤـل‪ ،‬واﻝﺤﻴـﺎة‬
‫اﻷﻓﻀل اﻝﻤﺘوﻓرة ﻓﻲ اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻫروﺒﺎ ﻤن اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻘﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻝرﻴـف وﺼـﻌوﺒﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﻴن‬
‫‪ % 39‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻜﺎﻨــت إﻗــﺎﻤﺘﻬم ﻓــﻲ اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن ﻏﺎﻝﺒﻴــﺔ اﻝﺴــﻜﺎن ذو‬
‫أﺼول رﻴﻔﻴﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺸك ﻓﻲ ذﻝك أﻨﻬم ﺴـﻴؤﺜرون ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺤـﻴط اﻝﺒﻴﺌـﻲ‪ ،‬واﻝﻌﻤراﻨـﻲ ﻝﻠﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫ﻝﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠوﻨـﻪ ﻤـن ﺼـﻔﺎت وﻋـﺎدات وﺴـﻠوﻜﺎت ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻨﺴـﺠل ﻫﺠـرة ‪ % 03‬ﻤـن ﻤـدن أﺨـرى‬
‫وﻫم ﺜﻼث أﺴر ﺠـﺎءوا ﻋﻠـﻰ اﻝﺘـواﻝﻲ ﻤـن ﻤدﻴﻨـﺔ اﻝﺠزاﺌـر اﻝﻌﺎﺼـﻤﺔ ‪،‬ووﻻﻴـﺔ ﺒﺴـﻜرة وﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫ﻋﻴن اﻝﺒﻴﻀﺎء وﻻﻴﺔ أم اﻝﺒواﻗﻲ‪ ،‬وﻫم رﺠل ﻤﺘﻘﺎﻋد ﻤن اﻝﺠزاﺌـر اﻝﻌﺎﺼـﻤﺔ واﻤـرأﺘﻴن أرﻤﻠﺘـﻴن‬

‫‪ 1‬ﻤرﻴم أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ‪ ،‬إﺤﺴﺎن ﺤﻔظﻲ‪ ،‬ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪162‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫ورﺠــوﻋﻬم إﻝــﻰ أﻫﻠﻬــم ﻝﻼﺴــﺘﺌﻨﺎس ‪ ،‬وﻨﺴــﺘﻨﺘﺞ ﻤــن ذﻝــك أن اﻝرﻴــف ﻴﻔﺘﻘــر ﻝظــروف اﻝﺤﻴــﺎة‬
‫اﻝﻜرﻴﻤﺔ‪ ،‬رﻏم ﻤـﺎ ﺘﺒذﻝـﻪ اﻝدوﻝـﺔ ﻤـن ﻤﺠﻬـودات ﻓـﻲ إطـﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ اﻝﻤﺴـﺘداﻤﺔ ﻤـن‬
‫إﻨﺠﺎز اﻝطرﻗﺎت واﻝﻜﻬرﺒﺎء‪ ،‬وﺘوﻓﻴر اﻝﻤﻴﺎﻩ إﻻ أن ﺸﺴﺎﻋﺔ اﻝرﻴف ﺤﺎﻝت دون ذﻝك‪...‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 05‬ﻴوﻀﺢ ﻨوع اﻝﻌﻤل ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬
‫ن ‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫ﻨوع اﻝﻌﻤل‬
‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫أﻋﻤﺎل ﺤرة‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﻋﺎﻤل ﻴوﻤﻲ‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﻤﺘﻘﺎﻋد‬
‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ﺸﺒﻜﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ﺒطﺎل‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﻝﺠدول ﻴوﻀﺢ أﻏﻠب اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن أﺼﺤﺎب أﻋﻤﺎل ﺤرة ‪،‬ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ % 38‬ﺤﻴـث أﻨـﻪ‬
‫ﺘﺒــﻴن ﻤــن ﺨــﻼل اﻝدراﺴــﺔ اﻝﻤﻴداﻨﻴــﺔ‪ ،‬أن أﻏﻠــب اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻝــدﻴﻬم ﻤﺤــﻼت ﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﻝﻠﻤ ـواد‬
‫اﻝﻐذاﺌﻴـــﺔ ﺒﺎﻝدرﺠـــﺔ اﻷوﻝـــﻰ‪ ،‬أﻀـــف إﻝـــﻰ ذﻝـــك ﺒﻌـــض ﻤﺤـــﻼت ﻝﻠﺤـــرف ﻜﺎﻝﺤـــدادة واﻝﺘﺠـــﺎرة‬
‫وﻤﺤﻼت ﺒﻴﻊ اﻝﻤﻼﺒس‪...‬‬
‫ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 25‬ﻤـن اﻝﺒطـﺎﻝﻴن ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﺘﻔﺸـﻲ ظـﺎﻫرة اﻝﺒطﺎﻝـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ‪ ،‬وﻴرﺠـﻊ ذﻝـك‬
‫إﻝﻰ ﺘدﻨﻲ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﺒطﺎﻝﻴن وﻜﺒر اﻝﺴن ﻤـن ﺠﻬـﺔ أﺨـرى‪ ،‬إﻻ أﻨﻬـم ﻓـﻲ اﻝﻐﺎﻝﺒﻴـﺔ‬
‫ﻴﺘﻘﺎﻀون ﻤﻨﺤﺔ ‪ 300‬دج رﻏـم أﻨﻬـﺎ ﻏﻴـر ﻜﺎﻓﻴـﺔ ﺤﺴـب رأﻴﻬـم ‪،‬أﻀـف إﻝـﻰ ذﻝـك أن ﻝـدﻴﻬم‬
‫ﻤﺼــﺎدر أﺨــرى ﻴﺨﻔوﻨﻬــﺎ ﻤﺜــل اﻝﺘﺠــﺎرة ﻓــﻲ اﻷﻏﻨــﺎم‪ ،‬ﻝﻤــﺎ ﻝــدﻴﻬم ﻤــن ﻋﻼﻗــﺔ وطﻴــدة ﺒﺤﻴــﺎة‬
‫اﻝرﻴف وﺘﺄﺘﻲ ﺒﻌد ذﻝك ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 22‬ﻤن اﻝﻌﻤﺎل ﺒﻤﺎ ﻓـﻴﻬم اﻝﻤـوظﻔﻴن ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﻴن ﻨﺴـﺠل‬
‫‪ % 12‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﻤﺘﻘﺎﻋـدﻴن وﻓـﻲ أﻏﻠـﺒﻬم ﻤﻨﺎﻀـﻠﻴن‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻨﺴـﺠل ﺜﻼﺜـﺔ ﻨﺴـﺎء أراﻤـل‬
‫ﻴﻌﻤﻠون ﻀﻤن اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻝﻨظﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ واﺠﻬت اﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻤن ﺠﻤﻠﺔ اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌرض ﻝﻬﺎ اﻝﺒﺎﺤث ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬رﻓض ﺒﻌض اﻝﻤواطﻨﻴن ﻤﻠﺊ اﻻﺴﺘﺒﻴﺎن ﻷﺴﺒﺎب ﻤﺘﻌددة‪ ،‬وﺨوﻓـﺎ ﻤـن إﻋطـﺎء اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت‬
‫ﻤﻤﺎ أدى ﺒﻨﺎ إﻝﻰ ﻤﻠﺊ اﻻﺴﺘﺒﻴﺎن ﻤﻊ أﺒﻨﺎﺌﻬم وﻫم ‪ 06‬ﻤواطﻨﻴن ) أﻓراد (‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫مجاالت الدراسة‬ ‫الفصــــــــــــــــل الخامس‬

‫‪ -‬وﺠــدﻨﺎ ‪ 09‬أﺴــر ﻏﺎﺌﺒــﺔ أي ﻤﻨﺎزﻝﻬــﺎ ﺸــﺎﻏرة‪ ،‬وﺘــم ﺘﻌوﻴﻀــﻬم ﺒﺎﻷﺴــر اﻝﺘــﻲ ﺘﻠــﻴﻬم وﻓﻘــﺎ‬
‫ﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺠدﻨﺎ ﺼﻌوﺒﺔ ﻤﻊ اﻝﻨﺴﺎء واﻝﺘﺠﺄﻨﺎ إﻝﻰ ﻤﻠﺊ اﻻﺴﺘﻤﺎرة ﻤﻊ أﺒﻨﺎﺌﻬم ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫اﻝﻔﺼل اﻝﺴﺎدس ‪ :‬ﺘﺤﻠﻴل وﺘﻔﺴﻴر اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺘﺤﻠﻴل وﺘﻔﺴﻴر اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ‪.‬‬


‫‪ -1‬اﻝوﻀﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻝﺜﻘﺎﻓﻲ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻝﻤراﻓق اﻝﻤﺘوﻓرة ﺒﺎﻝﺤﻲ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻝﻤراﻓق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -6‬ﻨظﺎﻓﺔ اﻝﻤدﻴﻨﺔ وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -7‬طﻠب اﻝﺨدﻤﺎت ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﻤدى ﺘﻠﺒﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪:‬اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺒﺤث‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺒﻴﺌﻲ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﺘوﺼﻴﺎت واﻻﻗﺘراﺤﺎت ‪.‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﺒﻌـــد ﺘطﺒﻴـــق اﻻﺴـــﺘﻤﺎرة ﺒﻐـــرض اﻹﺠﺎﺒـــﺔ ﻋـــن ﺘﺴـــﺎؤﻻت اﻝدراﺴـــﺔ‪،‬وﺠﻤﻌﻬﺎ واﻝﺘﺄﻜـــد ﻤـــن‬
‫اﺴﺘرﺠﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺸرع ﻓﻲ ﺘﻔرﻴـﻊ اﻻﺴـﺘﻤﺎرات ﻴـدوﻴﺎ ‪ٕ ،‬واﺜـر ذﻝـك ﺘﺠﻤﻌـت ﻝـدى اﻝﺒﺎﺤـث ﺒﻴﺎﻨـﺎت‬
‫ﺘم ﺘﺒوﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺠداول ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺴﻴط واﻵﺨر ﻤرﻜﺒﺎ ‪،‬ﺒﻐﻴﺔ ﻗراءﺘﻬﺎ وﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ وﺘﻔﺴﻴرﻫﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝﻨﺤو اﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺘﺤﻠﻴل وﺘﻔﺴﻴر اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -01‬اﻝوﻀﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪:‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 01‬ﺠدول اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﺴﻜن ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻋدم اﻻﺴﺘﻔﺎدة‬ ‫اﻻﺴﺘﻔﺎدة‬ ‫اﻝﺘﻜرارت‬
‫اﻝﺘﻜـــــ ار ارت ن‪%‬‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫)ت(‬
‫‪100‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪04‬‬ ‫إﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‬


‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫وظﻴﻔﻲ‬
‫‪04‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ﺘطوري‬
‫‪09‬‬ ‫‪09‬‬ ‫رﻴﻔﻲ‬
‫‪100‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﺸــﻴر اﻝﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﻤدوﻨــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﺠــدول إﻝــﻰ أن ‪ % 81‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻝــم ﻴﺴــﺘﻔﻴدوا‬
‫ﺒﺎﻝﺴــﻜن ﺒﻴﻨﻤــﺎ اﺴــﺘﻔﺎدت ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 19‬ﺒﺴــﻜﻨﺎت‪ ،‬ﻤﻨﻬــﺎ ‪ % 04‬ﺴــﻜﻨﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و‪02‬‬
‫‪%‬ﺴﻜﻨﺎت وظﻴﻔﻴﺔ و ‪ % 04‬ﺴﻜﻨﺎت ﺘطورﻴﺔ و ‪ % 09‬ﺴﻜﻨﺎت رﻴﻔﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻝذﻝك ﻓﺈن ﻨﺴﺒﺔ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻨﺴﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻤﻘﺎرﻨـﺔ ﺒﻌـدد أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻨﺴـﺒﺔ اﻻﺴـﺘﻔﺎدة‬
‫اﻝﻌظﻤﻰ ﻜﺎﻨت ‪ % 09‬ﻤن اﻝﺴﻜن اﻝرﻴﻔﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻴﻔﺴر اﻝﺘﺠﺎء اﻝﻤواطﻨﻴن إﻝﻰ اﻻﺴـﺘﻔﺎدة‬
‫أو طﻠــب اﻝﺒﻨــﺎءات اﻝرﻴﻔﻴــﺔ‪ ،‬واﻝﺘــﻲ اﻫﺘﻤــت ﺒﻬــﺎ اﻝدوﻝــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺴــﻨوات اﻷﺨﻴــرة‪ ،‬ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫اﻝﺒرﻨـــﺎﻤﺞ اﻝرﺌﺎﺴـــﻲ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝرﻴﻔﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘداﻤﺔ‪ ،‬واﺴـــﺘﻔﺎدت اﻝﺒﻠـــدﻴﺎت ﺒﻌـــدد ﻤﻌﺘﺒـــر ﻤـــن‬
‫اﻝﺒﻨــﺎءات اﻝرﻴﻔﻴــﺔ ‪،‬واﻝﺘــﻲ ﺠﻌﻠــت ﻤـواطﻨﻲ اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻴﻠﺘﺠﺌــون إﻝــﻰ ﻫــذا اﻝﻨــوع ﻤــن اﻝﺴــﻜﻨﺎت‬
‫‪،‬ﻝﺘوﻓرﻫﺎ وﺴﻬوﻝﺔ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﺒذﻝك أﺼﺒﺢ ﺴﻜﺎن اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻴﺴـﺘﻔﻴدون ﻤـن اﻝﺴـﻜﻨﺎت‬
‫اﻝرﻴﻔﻴﺔ اﻝﻤوﺠﻬﺔ ﺨﺼﻴﺼﺎ إﻝﻰ ﺴﻜﺎن اﻝرﻴف‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﻤﻌﻨﻰ ذﻝـك أن ﻨﺴـﺒﺔ اﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﺒـﻴن اﻝﺴـﻜن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ واﻝﺘطـوري ﺒﻠﻐـت ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ %08‬وﻫــﻲ ﻨﺴــﺒﺔ ﻀــﺌﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺒﻌــدد أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻜﻤــﺎ ﻨﺸــﻴر ﻫﻨــﺎ إﻝــﻰ أن اﻝﺴــﻜﻨﻴن‬
‫اﻝوظﻴﻔﻴﻴن وﻫﻤﺎ ﺴﻜن ﻷﺤد اﻷطﺒﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻝﺠـواري ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ‪،‬وﺴـﻜن وظﻴﻔـﻲ ﻝﻸﻤـﻴن‬
‫اﻝﻌﺎم ﻝﻠداﺌرة‪ ،‬وﻫﻲ ﺴﻜﻨﺎت ﻤﺤدودة ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫وﺒﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﻫــذﻩ اﻻﺴــﺘﻔﺎدات ﺒﻤــﺎ ﺘﻤﺘﻠﻜــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن ﺴــﻜﻨﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬وﺘطورﻴــﺔ ﻓــﺈن‬
‫اﻝﻤواطن ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء اﻝﺴﻜن ‪.‬‬
‫ﺘﺒﻘﻰ اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻜﺒﻴرة واﻝﺘﻲ ﺘﻘدر ﺒـ ‪%81‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻏﻴـر ﻤﺴـﺘﻔﻴدة ﺒﺴـﻜﻨﺎت‪ ،‬ﻤـﻨﻬم‬
‫‪ %78‬ﻝدﻴﻬم ﺴﻜﻨﺎت ﺨﺎﺼﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﺴﻜﻨﺎت ﻓردﻴﺔ ﻤن اﻝﺸﻜل اﻝﻌﺎدي ﻜﻤﺎ ﻫو ﻤوﻀـﺢ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﺠـدول رﻗــم ‪ ،07‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن ﻓــﺎرق ‪ 03‬ﺴـﻜﻨﺎت ﻤــن اﻝﺴـﻜﻨﺎت اﻝﻌﺎدﻴــﺔ ﻤــؤﺠرة أي ﻝــن‬
‫ﻨﺠــد ﻓﻴﻬــﺎ رب اﻷﺴــرة ‪ ،‬وﻋﻨــد اﺴﺘﻔﺴــﺎرﻨﺎ ﻋــﻨﻬم ﺘﺒــﻴن ﺒــﺄﻨﻬم أﺼــﺒﺤوا ﻴﺴــﻜﻨون ﺒــﺎﻝرﻴف‬
‫‪،‬ﻜذﻝك وﺠدت ﺴﻜﻨﺎت أﺨرى ﺸﺎﻏرة وﻤﻐﻠﻘﺔ ‪،‬وﻋﻨدﻤﺎ ﺴﺄﻝﻨﺎ ﻋن أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻗﻴل ﻝﻨﺎ أﻨﻬم ﻤـن‬
‫ﺴﻜﺎن اﻝﺒﺎدﻴـﺔ أو ﻴﺴـﻜﻨون ﻓـﻲ وﻻﻴـﺎت أﺨـرى ‪،‬وﻝـدﻴﻬم ﺴـﻜﻨﺎت ﻫﻨـﺎ ﻓﻘـط ‪ ،‬وﻴﻤﻜـن ﺘﻔﺴـﻴر‬
‫ﻋدم اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﺴﻜﻨﺎت ﺒﻐﻴﺎب أﻨواع ﻜﺜﻴرة ﻤن اﻝﺴﻜن ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻜﺎﻝﺒﻨـﺎء اﻝﺘﺴـﺎﻫﻤﻲ‬
‫واﻝﻘروض اﻝﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻠﺒﻨﺎء ‪ ،‬وﻻ ﻴوﺠد ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ إﻻ ﻨوﻋﻴن ﻤن اﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﻓﻘـط ﻓـﻲ وﻗﺘﻨـﺎ‬
‫اﻝﺤﺎﻝﻲ وﻫﻲ اﻝﺴﻜﻨﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺴﻜن اﻝرﻴﻔﻲ اﻝذي أﺨذ ﺤﺼﺔ اﻷﺴد ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪ :02‬ﻴوﻀﺢ طﺒﻴﻌﺔ اﻝﺴﻜن ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫طﺒﻴﻌﺔ اﻝﺴﻜن‬
‫‪78‬‬ ‫‪78‬‬ ‫ﻤﻠك ﺨﺎص‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﻤؤﺠر‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻨﻼﺤــظ ﻤــن اﻝﺠــدول أن ‪ %78‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻴﻤﻠﻜــون ﺴــﻜﻨﺎ ﺨﺎﺼــﺎ ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺤــﻴن ‪%22‬‬
‫ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﻤؤﺠرﻴن ﻝﻠﺴﻜن ‪ ،‬وﻤن ﺨﻼل اﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ﻴﺘﻀﺢ أن أﻏﻠـب اﻝﺴـﻜﻨﺎت‬
‫ﻤﻠك ﺨﺎص ﻷرﺒﺎب اﻷﺴر‪ ،‬إﻻ أﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻐﺎﻝب ﻤﻘﺴﻤﺔ إﻝﻰ ﻋدة ﺴﻜﻨﺎت‪ ،‬ﻓﻨﺠـد أن اﻝﺴـﻜن‬
‫ﻓـﻲ اﻝﻤﺨطـط‪16/16‬م ﻗﺴــﻤﺘﻪ اﻷﺴـرة إﻝــﻰ ﺴـﻜﻨﻴن‪ ،‬ﺒـل ﻴﺼــل ﻓـﻲ ﺒﻌــض اﻝﺴـﻜﻨﺎت إﻝــﻰ‪04‬‬
‫أو‪ 06‬ﺴﻜﻨﺎت ﻓﻲ اﻝطواﺒـق اﻝﻌﻠﻴـﺎ‪ ،‬وﻫـذا ﻴﺒـﻴن أن اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻴﻌـﺎﻨون ﻤـن أزﻤـﺔ ﺴـﻜن‪ ،‬إﻻ‬
‫أن ﻤــؤﺠري اﻝﺴــﻜن ﻴﺴــﺘﻘرون ﻓــﻲ اﻝﻐﺎﻝﺒﻴــﺔ ﺒﺎﻝﻌﻤــﺎرات‪ ،‬وﻴﺘﻤﻴــز اﻝطــﺎﺒﻊ اﻝﻌﻤراﻨــﻲ ﻝﻠﻤدﻴﻨــﺔ‬
‫ﺒﺴﻜﻨﺎت اﻝﺘﺨﺼﻴص اﻝﻔردي)‪.(16/16‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 03‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى ﻤﻼءﻤﺔ اﻝﺴﻜن‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات)ت(‬ ‫ﻤﻼءﻤﺔ اﻝﺴﻜن‬
‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ﻤﻼﺌم‬
‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ﻏﻴر ﻤﻼﺌم‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺒﻴن اﻝﺠـدول أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪%54‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻗـد ﺼـرﺤوا ﺒـﺄن ﺴـﻜﻨﺎﺘﻬم ﻏﻴـر ﻤﻼﺌﻤـﺔ ‪،‬‬
‫وﻫذا ﻤﺎ اﺘﻀﺢ ﻤن ﺨـﻼل اﻝدراﺴـﺔ اﻝﻤﻴداﻨﻴـﺔ ‪،‬ﺤﻴـث أن اﻷﺴـرة وﻤﻨـذ أن اﺴـﺘﻔﺎد اﻷب ﻤـن‬
‫ﻗطﻌــﺔ اﻝﺘــراب أو ﺸ ـراء اﻝﺴــﻜن ﻝــم ﻴﺴــﺘﻔﻴد أﺒﻨــﺎؤﻩ وأﺤﻔــﺎدﻩ ﻤــن أي ﺴــﻜن‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﻴﺴــﺘدﻋﻲ‬
‫ﺘﻘﺴﻴم اﻝﺴﻜن إﻝﻰ ﻋدة ﺴﻜﻨﺎت‪ ،‬ﻻ ﺘﻼﺌم أﻓراد اﻷﺴرة ﻜﻤـﺎ ﻴﻠﺠـﺄ ﺒﻌـض اﻷﺒﻨـﺎء اﻝﻤﺘـزوﺠﻴن‬
‫إﻝﻰ اﻝﻜراء‪ ،‬أو اﻝرﺠوع واﻝﻬﺠرة ﻤن ﺠدﻴد إﻝﻰ اﻝرﻴف واﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺴﻜن رﻴﻔﻲ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -2‬اﻝﻤراﻓق اﻝﻤﺘوﻓرة ﺒﺎﻝﺤﻲ‪:‬‬


‫اﻝﺠدول رﻗم‪ :04‬ﻴوﻀﺢ اﻝﻤراﻓق اﻝﻤوﺠودة ﺒﺎﻝﺤﻲ ﻷﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻨــﻌم‬ ‫ﺘوﻓر اﻝﻤراﻓق‬
‫ن‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫ن‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬
‫‪100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪84‬‬ ‫اﻹﻨﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻠﻌب‬
‫‪100‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫اﻝروﻀﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء ‪15‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪54.20‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪45.80‬‬ ‫‪229‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫‪ -‬اﻹ ﻨﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻴوﻀﺢ اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ أن ‪ % 84‬ﻤن ﻤﺠﻤوع أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ أﺠﺎﺒوا ﺒﺄن اﻝﺤـﻲ اﻝـذي ﻴﻘﻴﻤـون‬
‫ﺒــﻪ ﻴﺘــوﻓر ﻋﻠــﻰ اﻹﻨــﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ‪ ،‬وﻫــذا ﻴــدل ﻋﻠــﻰ أن أﻏﻠــب اﻷﺤﻴــﺎء ﺘﺘــوﻓر ﻋﻠــﻰ اﻹﻨــﺎرة‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌـد ﻤــن اﻝﻤﺘطﻠﺒــﺎت اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻓــﻲ ﺤﻴـﺎة اﻝﻤـواطن ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺤـﻴن ﻨﻔــت ﻨﺴــﺒﺔ‬
‫‪ % 16‬وﺠود اﻹﻨﺎرة ‪ ،‬وﻝﻜن ﻨﻔﺴر ذﻝك ﺒﺎﻨﻘطﺎع اﻝﻜﻬرﺒﺎء أو ﻋدم اﻝﺼﻴﺎﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻠﻌب ‪:‬‬
‫ﻨﺠد أن ‪ % 60‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﻴؤﻜدون وﺠود ﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻠﻌب ﺒـﺎﻝﺤﻲ اﻝـذي ﻴﺴـﻜﻨون ﺒـﻪ‬
‫إﻻ أن ﻫذﻩ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت ﺘﻔﺘﻘـر إﻝـﻰ اﻝﺘﺠﻬﻴـزات اﻝﺨﺎﺼـﺔ ﺒﺎﻝﻠﻌـب ﻝﻸطﻔـﺎل‪ ،‬وﺘﻌـﺎﻨﻲ ﻤـن ﻋـدم‬
‫اﻝﺼﻴﺎﻨﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴن ﺼرح ‪ % 40‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﺒﻌدم وﺠود ﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﻠﻌب ﻝﻸطﻔﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ‪:‬‬
‫أﺠﺎﺒت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 35‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﺒﻨﻌم ﻝوﺠود اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ ﺒﺤﻴﻬم ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴن ﺼـرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ % 65‬ﻋدم وﺠود اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ ﺒﺤـﻴﻬم‪ ،‬ﻴﻔﺴـر ذﻝـك ﺒﻌـدم وﺠـود اﻝﻤﻜﺘﺒـﺔ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴـﺔ اﻷﺤﻴـﺎء ﻷن‬
‫اﻝﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝوﺤﻴدة اﻝﺘﻲ ﺘﻘدم اﻝﺨدﻤﺎت ﻤوﺠودة ﺒوﺴط اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -‬اﻝروﻀﺔ‪:‬‬
‫ﺼرﺤت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 35‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﺒوﺠود اﻝروﻀﺔ ﻨﻔﺴر ذﻝـك ﺒـﺎﻨﺨراط أﺒﻨـﺎﺌﻬم ﻓﻴﻬـﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺤﻴن أﺠﺎﺒت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 65‬ﺒﻌدم وﺠود اﻝروﻀﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء‪:‬‬
‫ﺼرﺤت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 15‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﺒوﺠـود اﻝﻤﺴـﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـراء ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ أﺠﺎﺒـت ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ % 85‬ﺒﺄن أﺤﻴﺎءﻫم ﻻ ﺘﺘوﻓر ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء‪.‬‬
‫اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ : 05‬ﻴوﻀــﺢ اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻝﻤراﻓــق اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ وﻤــدى أﻫﻤﻴﺘﻬــﺎ ﻝــدى أﻓ ـراد‬
‫اﻝﻌﻴﻨﺔ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻋدم اﻻﺴﺘﻔﺎدة‬ ‫اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﻤراﻓق‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬

‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت‬


‫‪100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أﻫم اﻝﻤراﻓق‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﻤﻬم‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﻨوﻋﺎ ﻤﺎ‬
‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫ﻏﻴر ﻤﻬﻤﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫إن ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذا اﻝﺠـدول ﺘؤﻜـد اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻝﺘـﻲ أﻗرﻫـﺎ اﻝﺠـدول اﻝﺴـﺎﺒق ‪،‬ﺤﻴـث ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 60‬ﻝـم‬
‫ﺘﺴﺘﻔﻴد ﻤن اﻝﻤراﻓق ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ إﻤﺎ أﻨﻬـﺎ ﺘﻌﺒـر ﻋـن ﻋـدم ﺼـدق اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن أو ﺠﻬﻠﻬـم‬
‫ﻝــﻸدوار اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــوم ﺒﻬــﺎ اﻝﻤراﻓــق اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ ‪،‬ﻤﺜــل اﻝروﻀــﺔ واﻝﻤﻜﺘﺒــﺔ وﺒــﺎﻷﺤرى ﻓــﺈﻨﻬم ﻻ‬
‫ﻴﺴــﺘﻔﻴدون ﻤــن ﺨــدﻤﺎت اﻝﻤﻜﺘﺒــﺔ ﻝﻨﻔــورﻫم ﻤــن اﻝﻜﺘــﺎب ‪ ،‬إﻻ أﻨــﻪ ﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻤﻘــﺎﺒﻼت أﻨــﻪ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل ﻴﺴــﺘﻔﻴد أﺒﻨــﺎؤﻫم ﻤــن اﻝﻜﺘــﺎب ﻤــﺜﻼ ‪ .‬إﻻ أن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 40‬ﺼــرﺤوا ﺒــﺄن ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﻤراﻓــق ﻤﻬﻤــﺔ وﺘﺘــوزع ﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﺒــﻴن ‪ % 21‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻴؤﻜــدون أﻫﻤﻴــﺔ ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﻤراﻓق ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫و ‪ % 13‬ﻤن اﻝﻤراﻓق ﻤﻬﻤﺔ ﻨوﻋﺎ ﻤـﺎ أي ﻻ ﻴﻤﻜـن اﻻﺴـﺘﻐﻨﺎء ﻋـن ﺨـدﻤﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘؤﻜـد‬
‫ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 06‬أﻨﻬــم ﻴﺴــﺘﻔﻴدون ﻤــن ﺨــدﻤﺎت اﻝﻤراﻓــق اﻝﻌﺎﻤــﺔ‪ ،‬إﻻ أﻨﻬــﺎ ﻏﻴــر ﻤﻬﻤــﺔ ﻓﻠــدﻴﻬم‬
‫اﻨﺸﻐﺎﻻت أﺨرى أﻫم ﻜﺎﻝﺠري وراء ﻝﻘﻤﺔ اﻝﻌﻴش ﺤﺴب ﺘﻌﺒﻴرﻫم ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻝﻤراﻓق ﻤن ﻤﻜﺘﺒﺔ ودار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ وروﻀﺔ ‪،‬وﺤدﻴﻘﺔ ﻋﻤوﻤﻴﺔ ﻤوﺠـودة ﻓﻌـﻼ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪،‬‬
‫إﻻ أن اﻝﻤواطن ﻏﻴر ﻤﻬﺘم ﺒﺨدﻤﺎت ﻫذﻩ اﻝﻤراﻓق‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺼﺤﻴﺔ ‪:‬‬
‫اﻝﺠـدول رﻗـم ‪ : 06‬ﻴوﻀــﺢ اﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﻤـن اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺼـﺤﻴﺔ وﻨوﻋﻴـﺔ ﺨــدﻤﺎﺘﻬﺎ ﻋﻨـد أﻓـراد‬
‫اﻝﻌﻴﻨﺔ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴد‬ ‫ﻴﺴﺘﻔﻴد‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ﺠﻴدة‬
‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ﻤﺘوﺴطﺔ‬
‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﺴﻴﺌﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪95‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫ﺘوﻀﺢ ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺠدول أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 95‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻴﺴﺘﻔﻴدون ﻤـن اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﺼـﺤﻴﺔ‬
‫أﻤﺎ ﻤـن ﺤﻴـث ﻓﻌﺎﻝﻴـﺔ ﻫـذﻩ اﻝﺨـدﻤﺎت‪ ،‬ﻨﺠـد أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 20‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺘﺼـرح ﺒـﺄن‬
‫اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺼﺤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘدم ﻝﻠﻤرﻴض ﺠﻴدة ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘـرى ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 52‬أن ﻫـذﻩ اﻝﺨـدﻤﺎت‬
‫ﻤﺘوﺴطﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻤوم ‪ ،‬ﻜﻤﺎ أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 23‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻴؤﻜدون ﻋﻠـﻰ أن اﻝﺨـدﻤﺎت‬
‫اﻝﺼــﺤﻴﺔ ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﺴــﻴﺌﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻻ ﺘﻌﻜــس ﻤــﺎ ﻴﻘــوم ﺒــﻪ اﻝﻘطــﺎع اﻝﺼــﺤﻲ‬
‫ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻤن ﺨدﻤﺎت ﻝﻠﻤواطن ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻨﻔﺴر ذﻝك ﺒﺎﻝدور اﻝـذي ﻗﺎﻤـت وﺘﻘـوم ﺒـﻪ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫إطﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻜﺒﻨﺎء ﻋﻴﺎدة ﻤﺘﻌددة اﻝﺨدﻤﺎت ﻓﻲ أﻗﺼﻰ ﻨﻘطﺔ ﻓﻲ اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻝﺘﻘرﻴـب‬
‫اﻝﺨدﻤﺎت ﻝﻸﺤﻴﺎء اﻝﺒﻌﻴدة ﻋن اﻝﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻝﺠواري‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﻨﻼﺤظ أن ‪%5‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ أﻜدوا ﻋدم اﺴـﺘﻔﺎدﺘﻬم ﻤـن اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﺼـﺤﻴﺔ ‪ ،‬وأﺜﻨـﺎء‬
‫ﻤﻘــﺎﺒﻠﺘﻬم ﻜﺎﻨـــت ﺘﻔﺴـــﻴراﺘﻬم ﻤﺘﻀــﺎرﺒﺔ ﻜﺒﻌـــد اﻝﺒﻴـــت ﻋــن اﻝﻤﺴﺘﺸـــﻔﻰ‪ ،‬أو ﻋـــدم وﺠـــود أي‬
‫ﺨـــدﻤﺎت إﻻ اﻝﻬﻴﺎﻜـــل ﻓﻘـــط‪ ،‬واﻝﺘﻔﺴـــﻴر اﻷرﺠـــﺢ ﻝﻬـــذا اﻝﺘﻌﺒﻴـــر أن ﻫـــؤﻻء اﻷﻓـــراد ﻴـــرون أن‬

‫‪172‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻻﺴﺘﻘﺒﺎﻻت ﻓﻲ اﻝﻤراﻜز اﻻﺴﺘﺸﻔﺎﺌﻴﺔ ﻏﻴر ﻤرﻀﻴﺔ‪ ،‬وأن اﻝﺨـدﻤﺎت ﻤﺘﺤﻴـزة وﻫـذا ﻴﺒﻘـﻰ رأي‬
‫اﻷﻓراد ٕوارﻀﺎء اﻝﻨﺎس ﻏﺎﻴﺔ ﻻ ﺘدرك‪.‬‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪ : 07‬ﻴوﻀﺢ وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات)ت(‬ ‫وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل‬
‫‪34.4‬‬ ‫‪62‬‬ ‫اﻝﺤﺎﻓﻼت‬
‫‪35.50‬‬ ‫‪64‬‬ ‫اﻝﺤﺎﻓﻼت وﺴﻴﺎرات اﻷﺠرة‬
‫‪20‬‬ ‫‪36‬‬ ‫اﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺨﺎﺼﺔ‬
‫‪10‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وﺴﺎﺌل أﺨرى‬
‫‪180‬‬ ‫‪180‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﺒﻴن ﻤن اﻝﺠدول أن وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل اﻝﺘـﻲ ﻴﺴـﺘﻌﻤﻠﻬﺎ أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺒﻜﺜـرة ﺘﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ ﺴـﻴﺎرات‬
‫اﻷﺠرة‪ ،‬ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ ،% 35.5‬ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 34.4‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻴﺴـﺘﻌﻤﻠون اﻝﺤـﺎﻓﻼت‪ ،‬و‬
‫‪ %20‬ﻴﺴــﺘﻌﻤﻠون اﻝﺴــﻴﺎرات اﻝﺨﺎﺼــﺔ ) اﻝﻔــرود (‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﻋﺒــر ‪ %10‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﺒــﺄﻨﻬم‬
‫ﻴﺴﺘﻌﻤﻠون وﺴﺎﺌل أﺨرى ﻜﺎﻝدراﺠﺎت اﻝﻨﺎرﻴﺔ واﻝﺤﻴواﻨﺎت ‪.‬‬
‫إﻻ أن أﻏﻠﺒﻴــﺔ اﻝﻤ ـواطﻨﻴن ﻴﺴــﺘﻌﻤﻠون ﺴــﻴﺎرات اﻷﺠــرة‪ ،‬اﻝﺤــﺎﻓﻼت ﻓــﻲ اﻝﻨﻘــل ﺒــﻴن اﻝﻤدﻴﻨ ـﺔ‬
‫واﻝﻤــدن اﻝﻤﺠــﺎورة‪ ،‬ﻜﻤــﺎ ﻨﺠــد أن اﻝﺒﻘﻴــﺔ واﻝﻤﻘــدرة ﺒـــ‪ %20‬ﻤــن أﻓــراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻴﺴــﺘﻌﻤﻠون‬
‫اﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺨﺎﺼﺔ‪ ،‬ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻝﻬم أو ﻝﻐﻴـرﻫم ﻴـﺘم ﻜراؤﻫـﺎ ‪،‬وﻫـذا ﻝﻠﻨﻘـل ﻝﻸﻤـﺎﻜن اﻝﻤﺠـﺎورة‬
‫ﻝﻠﻤدﻴﻨﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﻨﻌدم ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻨﻘل اﻝﺤﻀري‪.‬‬
‫أي اﻝﺘﻨﻘل إﻝﻰ اﻝرﻴف ﻝﻘﻀﺎء ﺒﻌض اﻝﺤﺎﺠﺎت وﻤﺒﺎﺸرة ﺒﻌض اﻷﻋﻤﺎل ‪،‬وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻴـدان‬
‫اﻝﻔﻼﺤــﺔ وﺘرﺒﻴــﺔ اﻝﻤواﺸــﻲ‪،‬ﻜﻤﺎ ﻨﺠــد أن ﺒﻌــض اﻝﻤـواطﻨﻴن اﻝــذﻴن ﻴﺴــﻜﻨون اﻝﻤﻨــﺎطق اﻝــوﻋرة‬
‫)اﻝﺠﺒــﺎل ( ‪،‬ﻴﺴــﺘﻌﻤﻠون اﻝﺤﻤﻴــر ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻘــل وﻜــذﻝك اﻝــدراﺠﺎت اﻝﻨﺎرﻴــﺔ ‪ ،‬ورﻏــم أﻨﻬــﺎ ﻨﺴــﺒﺔ‬
‫ﻀــﺌﻴﻠﺔ واﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدر ﺒـــ ‪ %10‬إﻻ أﻨﻬــﺎ ﺘﻔﺴــر أن ﻫــذﻩ اﻝﻤﻨــﺎطق ﻝــم ﺘﻔــﺘﺢ ﻓﻴﻬــﺎ اﻝﻤﺴــﺎﻝك‬
‫اﻝرﻴﻔﻴﺔ‪ ،‬وﺘﺴﻬر اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨظـﻴم ﺤﻀـﻴرة اﻝﺴـﻴﺎرات واﻝﺤـﺎﻓﻼت ﻤـن أﺠـل ﺘـوﻓﻴر اﻝﻨﻘـل‬
‫ﻝﻠﻤــواطن‪ ،‬ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺨــدﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻝﻤﻨﻀــوﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ‬
‫وﺨﺎﺼﺔ اﻨﺠﺎز ﻤﺴﺎﻝك رﻴﻔﻴﺔ ﻝﻔك اﻝﻌزﻝﺔ ﻋن اﻝﻤواطﻨﻴن ‪،‬واﻝﺴـﻌﻲ ﻝﻠوﺼـول ﺒـﺎﻝﻤواطن إﻝـﻰ‬
‫ﺤﻴﺎة أﻓﻀل‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪ :08‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى ﻜﻔﺎﻴﺔ وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫ﻜﻔﺎﻴﺔ وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﻜﺎﻓﻴﺔ‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫ﻏﻴر ﻜﺎﻓﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘؤﻜد ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذا اﻝﺠدول ﻋـدم ﻜﻔﺎﻴـﺔ وﺴـﺎﺌل اﻝﻨﻘـل ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﺼـرح ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %74‬ﻤـن‬
‫أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬أي أن اﻝﻤواطن ﻴﻌـﺎﻨﻲ ﻤـن ﻤﺸـﻜل اﻝﻨﻘـل ‪ ،‬وأن ﺘـوﻓر اﻝﺤـﺎﻓﻼت ﺒﻌـدد ﻗﻠﻴـل‬
‫ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋن ﺤﺎﻓﻼت اﻝﻨﻘل اﻝﻤدرﺴﻲ )اﻝﺘﻀﺎﻤن(‪ ،‬ﻤن ﺠﻬﺔ وﺴﻴﺎرات اﻷﺠرة ﻤن ﺠﻬـﺔ‬
‫أﺨرى‪ ،‬ﺤﻴث ﺒﻠﻐت ﺴﻴﺎرات اﻷﺠرة ﺤواﻝﻲ ‪ 50‬ﺴﻴﺎرة ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﻤواطن ﻴﺸـﺘﻜﻲ وﻴؤﻜـد ﻋـدم‬
‫ﻜﻔﺎﻴﺘﻬﺎ أﺜﻨﺎء اﻝﻨﻘل‪ ،‬وﻫذا ﻨﻔﺴرﻩ ﺒﺄن ﺘﻨﻘل اﻝﻤـواطﻨﻴن إﻝـﻰ اﻝﻤـدن اﻝﻤﺠـﺎورة وﻤرﻜـز اﻝوﻻﻴـﺔ‬
‫ﻴﻜون ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ اﻷﺴﺒوع ﺒﻜﺜرة‪ ،‬وﺒﻘﻴﺔ اﻷﻴﺎم اﻷﺨـرى ﺘـرى اﻝﺴـﻴﺎرات ﻤﺼـطﻔﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨـﻰ ذﻝـك‬
‫أن ﻫذا اﻝﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﻋدم ﻜﻔﺎﻴﺔ اﻝﻨﻘـل ﻴﺒﻘـﻰ ﻤﺤـل ﺘﺴـﺎؤل ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﻨﺴـﺒﺔ اﻝﻤﺘﺒﻘﻴـﺔ واﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﻤﺜل ‪ % 26‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﺘﻘر ﺒﻜﻔﺎﻴﺔ وﺴﺎﺌل اﻝﻨﻘل ‪ ،‬وﻴﻤﻜن ﺘﻔﺴﻴر ذﻝك ﺒﻘﻠﺔ اﻝﺘـﻨﻘﻼت‬
‫ﺨــﺎرج اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻔﺌــﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻜﺒــﺎر اﻝﺴــن أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك أن ﻋــدم ﻜﻔﺎﻴــﺔ وﺴــﺎﺌل‬
‫اﻝﻨﻘــل ‪،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻘــرى اﻝﻤﺠ ـﺎورة ﻝﻠﻤدﻴﻨــﺔ واﻝﻤ ـزارع ﻗﻠﻴﻠــﺔ وﻀــﺌﻴﻠﺔ ﺠــدا ‪،‬وأن أﻏﻠــب‬
‫اﻝﻤواطﻨﻴن ﻤن اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻴﺨرﺠون ﻓﻲ اﻝﻨﻬـﺎر ﻝﻘﻀـﺎء ﺤﺎﺠـﺎﺘﻬم وﻤﺒﺎﺸـرة أﻋﻤـﺎﻝﻬم‪ ،‬وﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻓـﻲ ﻤﻴــدان اﻝﻔﻼﺤــﺔ واﻝرﻋــﻲ ﻓــﻲ اﻝﺒـوادي وﻴﺠـدون ﺼــﻌوﺒﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻘــل ﻤﻤــﺎ ﻴﻀــطرﻫم إﻝــﻰ‬
‫اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺨﺎﺼﺔ‪.‬‬
‫وﻫذا ﻻ ﻴؤﻜد اﻝدور اﻝذي ﺘﻘوم ﺒﻪ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺘـوﻓﻴر وﺘﻨظـﻴم وﺴـﺎﺌل اﻝﻨﻘـل‪ ،‬ﻗﺼـد إرﻀـﺎء‬
‫اﻝﻤواطن وﺘﺴﻬﻴل اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻴوﻤﻴﺔ ﻝﻪ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -04‬اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ‪:‬‬


‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 09‬ﻴوﻀﺢ ﻨظرة أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ إﻝﻰ اﻨﺠﺎز اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ وﻨوﻋﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻋدم إﻨﺠﺎز‬ ‫إﻨﺠﺎز‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻤﺸﺎرﻴﻊ‬
‫‪100‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ)اﻝﺨدﻤﻴﺔ( ‪26‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫اﻝﻔﻼﺤﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫ﻴﺸﻴر اﻝﺠدول أﻋـﻼﻩ ﺒـﺄن ﻏﺎﻝﺒﻴـﺔ أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺼـرﺤوا أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻘـوم ﺒﺈﻨﺠـﺎز اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ‬
‫ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ % 73‬ﻤوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ إﻨﺠـﺎز ﺜﻼﺜـﺔ ﻤﺸـﺎرﻴﻊ ﺒـﺄﻜﺒر ﻨﺴـﺒﺔ ‪ ، % 29‬اﻨﺠـﺎز اﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﻔﻼﺤﻴـﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‪ ،‬ﻤﺜــل اﻵﺒـﺎر واﻝﺴــدود ودﻋــم ﺘرﺒﻴــﺔ اﻝﻤواﺸــﻲ وﻏــرس‬
‫اﻷﺸــﺠﺎر اﻝﻤﺜﻤــرة ‪ ،‬أﻤــﺎ اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻓﻤﺜﻠــت ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 26‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن أن‬
‫اﻝﻤﺸــــﺎرﻴﻊ اﻝﺘــــﻲ ﺘﻨﺠزﻫــــﺎ اﻝﺒﻠدﻴــــﺔ ﻫــــﻲ ﻤﺸــــﺎرﻴﻊ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴــــﺔ ﺨدﻤﻴــــﺔ‪،‬ء ﻤﺜــــل اﻝﻤــــدارس‬
‫واﻝﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻝﻌﻤﺎرات ‪ ...‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘؤﻜـد ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 18‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﺒـﺄن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻨﺠـز‬
‫ﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ اﻝﺘــﻲ ﺘﻨﺠزﻫــﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻴﻐﻠــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻝطــﺎﺒﻊ‬
‫اﻝﻔﻼﺤﻲ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺘﻔﺘﻘر إﻝـﻰ ﺘﻨﺸـﻴط وﺘﻔﻌﻴـل اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ‪ ،‬وﺘﻌﺘﻤـد ﻓﻘـط‬
‫ﻋﻠﻰ ﻜراء ﺴوق اﻝﻤواﺸﻲ وﺠﻤﻊ اﻝﻀراﺌب اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 10‬ﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻨﺸﺎء اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺼﻐﻴرة وﺘﺸﻐﻴل اﻝﺸﺒﺎب‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺼﻐرة اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬
‫وﺘﺸﻐﻴل اﻝﺸﺒﺎب‬
‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ﺘﺸﺠﻴﻊ‬
‫‪66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ﻻ ﺘﺸﺠﻴﻊ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﺠدول أن اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒرة واﻝﻤﻘدرة ﺒـ ‪ % 66‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺘـرى‬
‫أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻻ ﺘﺸــﺠﻊ ﻋﻠــﻰ إﻨﺸــﺎء اﻝﻤؤﺴﺴــﺎت اﻝﺼــﻐﻴرة وﺘﺸــﻐﻴل اﻝﺸــﺒﺎب ‪ ،‬وﺒــﺎﻝﻨظر إﻝــﻰ‬
‫اﻝﻔﺌﺔ اﻝﻌﻤرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤرﻜزت ﺤوﻝﻬﺎ اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ اﻝﺠدول رﻗم ‪ 01‬ﻨﻼﺤـظ أن ﻓﺌـﺔ‬
‫اﻝﺸﺒﺎب ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺤﻴـث أﻨﻬـﺎ ﻻ ﺘﺘﺠـﺎوز ‪ 12‬ﻓـردا‪ ،‬إذا اﻋﺘﺒرﻨـﺎ أن اﻝﺸـﺎب ﻴﻘـل ﻋﻤـرﻩ ﻋـن ‪40‬‬
‫ﺴﻨﺔ وأن اﻝﻘروض واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺼﻐﻴرة ﻤوﺠﻬﺔ ﺨﺼﻴﺼـﺎ إﻝـﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺌـﺔ‪ ،‬ﻝـذﻝك ﻨﺠـد أن‬
‫اﻝﺘﻔﺴﻴر ﻝﻠﻌدد اﻝﻤﻌﺘﺒر ﻤن اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻝﻌدم ﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﺸـﺒﺎب واﻝﻤؤﺴﺴـﺎت اﻝﻤﺼـﻐرة ﻫـو‬
‫ﻋدم اطﻼع أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ وﻋدم اﻫﺘﻤﺎﻤﻬم واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺼﻐرة وﺘﺸﻐﻴل اﻝﺸﺒﺎب ‪.‬‬
‫وﺒذﻝك ﻓﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﺎﻨب اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬واﻝوﺼـول‬
‫ﺒﺎﻝﻤواطن إﻝﻰ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﺤﺎﺠﻴﺎﺘﻪ وﻤﺴﺘﺤﻘﺎﺘﻪ ﻝﺘﺤﺴﻴن ظروف ﺤﻴﺎﺘﻪ اﻝﻴوﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪-05‬اﻝﻤراﻓق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪:‬‬


‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 11‬ﻴوﻀﺢ وﺠود اﻝﻤراﻓق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻋﻨد أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪:‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻨــﻌم‬ ‫ﺘوﻓر اﻝﻤراﻜز‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬
‫ﻨوع اﻝﻤراﻓق‬
‫‪100‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ﻤرﻜز ﺜﻘﺎﻓﻲ‬
‫‪100‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70‬‬ ‫دار اﻝﺸﺒــــﺎب‬
‫‪100‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪79‬‬ ‫اﻝﻤـــﻜﺘﺒـﺎت‬
‫‪100‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫إن ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻫــذا اﻝﺠــدول ﺘؤﻜــد أن ‪ % 79‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ أﺠــﺎﺒوا ﺒوﺠــود اﻝﻤﻜﺘﺒــﺎت ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ‪ٕ ،‬واذا رﺠﻌﻨــﺎ إﻝــﻰ )اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ (04‬واﻝــذي ﻴﺘﻀــﺢ ﻤــن ﺨﻼﻝــﻪ أن ‪ % 35‬أﺠــﺎﺒوا‬
‫ﺒوﺠــود اﻝﻤﻜﺘﺒــﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أﻨــﻪ ﻻ ﺘوﺠــد ﻤﻜﺘﺒــﺔ ﻓــﻲ ﺒﻌــض أﺤﻴــﺎء اﻝﻤدﻴﻨــﺔ وﻝﻜــن ﻫــذا ﻻ‬
‫ﻴﻤــﺎﻨﻊ ﻓــﻲ اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن ﺨــدﻤﺎت اﻝﻤﻜﺘﺒــﺎت ﻝﻤـواطﻨﻲ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ أي ‪% 79‬‬
‫ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴن ﻨﺴﺠل ‪ % 21‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﻴﺠﻬﻠون وﺠـود‬
‫اﻝﻤﻜﺘﺒــﺎت ‪ ،‬ﻨﻔﺴــر ذﻝــك ﺒﻌــدم اﺴــﺘﻔﺎدﺘﻬم وﺘﻌــﺎﻤﻠﻬم ﺨﺎﺼــﺔ ﻤــﻊ اﻝﻜﺘــﺎب‪ ،‬وﻋــدم ﻤﺘــﺎﺒﻌﺘﻬم‬
‫ﻷﺒﻨﺎﺌﻬم أو ﺤﺘﻰ أﺤﻔﺎدﻫم إﻻ وأﻗروا ﺒوﺠود ﻫذﻩ اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻜﺘﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤـﻴن ﻨﺠـد ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ % 73‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻴﻘــرون ﺒوﺠــود ﻤرﻜــز ﺜﻘــﺎﻓﻲ ‪ ،‬وﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 70‬ﻴﻘــرون ﺒوﺠــود دار‬
‫ﻝﻠﺸﺒﺎب ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﺎرب ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 28‬ﻴﺠﻬﻠون وﺠود دار ﻝﻠﺸﺒﺎب وﻤرﻜز ﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ‬
‫ﻨﻔﺴرﻩ ﺒﻌدم ﺘﻌﺎﻤل ﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻀﺌﻴﻠﺔ ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻝﻤراﻜز ‪ ،‬أﻀف إﻝﻰ ذﻝك ﺘدﻨﻲ اﻝﻤﺴـﺘوى‬
‫اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻝﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫ورﻏــم ﻫــذا ﻓــﺈن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل وﻓــرت اﻝﻤراﻓــق واﻝﺒﻨﺎﻴــﺎت ﻓــﻲ إطــﺎر اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ‬
‫ﻝﺘﻠﺒﻴﺔ رﻏﺒﺎت ﻤواطﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺸراﺌﺢ وﺨﺎﺼﺔ اﻝﺸﺒﺎب‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 12‬ﻴوﻀﺢ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺨدﻤﺎت اﻝﻤراﻓق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻤدى أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ‪:‬‬


‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴد‬ ‫ﻴﺴﺘﻔﻴد‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻻﺴﺘﻔﺎدة‬
‫‪100‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬
‫أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ‬
‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ﻤﻬﻤﺔ‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻨوﻋﺎ ﻤﺎ‬
‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬ ‫ﻏﻴر ﻤﻬﻤﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫ﺠــﺎءت ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻫــذا اﻝﺠــدول ﻝﺘؤﻜــد ﺘﻘرﻴﺒــﺎ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻨﻔﺴــﻬﺎ اﻝﺘــﻲ ﻻ ﺘﺴــﺘﻔﻴد ﻤــن اﻝﻤراﻓــق‬
‫اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ إذ أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %65‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻴﻘـرون ﺒﻌـدم‬
‫اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﻤراﻓق ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﻴن ﻨﺠـد أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %35‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺘﻘـر ﺒﺎﻻﺴـﺘﻔﺎدة‬
‫ﻤــن ﺨــدﻤﺎت دار اﻝﺜﻘﺎﻓــﺔ ودار اﻝﺸــﺒﺎب واﻝﻤﻜﺘﺒــﺎت‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﺘوزﻋــت ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫اﻝﻨﺴب اﻵﺘﻴﺔ ﺤﺴب أﻫﻤﻴﺔ ﻫـذﻩ اﻝﻤراﻜـز أو اﻝـدﻴﺎر ﻓﻨﺠـد أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %17‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن‬
‫ﺘﻘر ﺒﺄن ﻫـذﻩ اﻝـدﻴﺎر واﻝﻤﻜﺘﺒـﺎت ﻤﻬﻤـﺔ ﺠـدا ‪ ،‬وأﻨـﻪ ﻻ ﻴﻤﻜـن اﻻﺴـﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬـﺎ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺘؤﻜـد‬
‫ﻨﺴــﺒﺔ‪ %10‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﺒــﺄﻨﻬم ﻴﺴــﺘﻔﻴدون ﻨوﻋــﺎ ﻤــﺎ ﻤــن ﺨــدﻤﺎت ﻫــذﻩ اﻝﻤراﻓــق‪ ،‬إﻻ أن‬
‫‪ % 08‬ﻴﺴــﺘﻔﻴدون ﻤــن ﺨــدﻤﺎت اﻝﻤراﻓــق إﻻ أﻨﻬــم ﻴــرون ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﻏﻴــر ﻤﻬﻤــﺔ ‪ ،‬وﻴﻔﺴــر ذﻝــك‬
‫ﺒﺄن اﻷﻓراد ﻻ ﻴﻌطون اﻷوﻝوﻴـﺔ ﻝﻼﺴـﺘﻔﺎدة ﻤـن اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﻤﻜﺘﺒﻴـﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‪ ،‬ﺒـل ﻋﻠـﻰ ﺤـد‬
‫ﺘﻌﺒﻴرﻫم ﻤن ﺨـﻼل اﻝﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ أن اﻷوﻝوﻴـﺔ ﻝﻠﻘﻤـﺔ اﻝﻌـﻴش واﻝﻜﺴـب واﻝﺠـري وراء اﻻﺴـﺘﻔﺎدات‬
‫اﻝﻤﺎدﻴــﺔ‪ ،‬وﺘﺒﻘــﻰ اﻝﻐﺎﻝﺒﻴــﺔ ﺘﻘــر ﺒﻌــدم اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻨظ ـ ار ﻝﺘــدﻨﻲ اﻝﻤﺴــﺘوى اﻝﺘﻌﻠﻴﻤــﻲ ﻤــن ﺠﻬــﺔ‬
‫وﻋدم وﻋﻲ اﻝﻤواطن ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى‪ ،‬وﻗﻠﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤراﻓق وﻋدم ﻝﻌب دورﻫﺎ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪ :13‬اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﻨﺸﺎط اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ﻨﻌم‬
‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ﻻ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴوﻀــﺢ اﻝﺠــدول أﻋــﻼﻩ أن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ %71‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ أﺠــﺎﺒوا ﺒــﺄن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻻ ﺘﺸــﺠﻊ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺤﻴﺎء وﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﺘراث اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ﻝﻠﻤﻨطﻘﺔ ‪ ،‬وﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ ﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻝﺠـدول رﻗـم ‪ 16‬ﻨﺠـد‬
‫أن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ %73‬ﺘﻘرﻴﺒــﺎ ﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻨﻔﺴــﻬﺎ ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﺘﻘــر ﺒوﺠــود اﻝﻤرﻜــز اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ‪،‬‬
‫واﻷﻜﻴد إذا ﻨظرﻨﺎ إﻝﻰ ﻨﺴﺒﺔ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺨدﻤﺎت اﻝﻤرﻜـز اﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ واﻝﺘـﻲ ﻻ ﺘﺘﻌـدى ‪%35‬‬
‫ﻓﻲ )اﻝﺠدول رﻗم ‪ (17‬ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻔﺴر ﻫذﻩ اﻹﺠﺎﺒﺔ ﺒﻌدم اطﻼع أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠـﻰ دور وأﻫﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤرﻜــــز اﻝﺜﻘــــﺎﻓﻲ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴــــﺔ ‪،‬وﻫــــذا ﺒــــﺎﻝطﺒﻊ ﻴرﺠــــﻊ ﺒﺎﻝدرﺠــــﺔ اﻷوﻝــــﻰ ﻝﻌــــدم اﻨﺸــــﻐﺎل ﻫــــذﻩ‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‪ %71‬ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻬﻨﺎك ﺒوادر ﻤﺜل إﺤﻴﺎء اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺎت وﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﻤـواطن ﻋﻠـﻰ‬
‫إﺤﻴــﺎء اﻝﺘ ـراث اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ ﻝﻠﻤﻨطﻘــﺔ ‪،‬وﻤــن ﺨــﻼل اﻝﻤﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻝــﺒﻌض اﻝﻨﺎﺸــطﺎت ﺒﻬــذا اﻝﻤﻴــدان )‬
‫ﺠﻤﻌﻴــﺔ اﻝﻤ ـرأة اﻝرﻴﻔﻴــﺔ( ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘﻨﺴــﻴق ﻤــﻊ اﻝﺘﻜــوﻴن اﻝﻤﻬﻨــﻲ ﻓﺈﻨﻨــﺎ ﻨﻼﺤــظ ﻋروﻀ ـﺎ ﻝﻠزراﺒــﻲ‬
‫وﺒﻌض اﻝﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝﻔﺨﺎرﻴﺔ‪ ،‬أﻀف إﻝـﻰ ذﻝـك إﺤﻴـﺎء ﺒﻌـض اﻝﻤﻨﺎﺴـﺒﺎت ﺒﻨـوع ﻤـن اﻷﻏـﺎﻨﻲ‬
‫ﻤن ﺘراث اﻝﻤﻨطﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻨﻔﺴر ﻫذﻩ اﻹﺠﺎﺒﺔ واﻝﺘﻲ ﻗدرت ﺒـ ‪ % 71‬ﺒﻌدم وﻋﻲ اﻝﻤواطن ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺤـد‬
‫ﺘﻌﺒﻴر أﻏﻠب أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻝﻤﻘـﺎﺒﻼت أن اﻝﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺘـﺄﺘﻲ ﺒﻌـد ﺤﺎﺠـﺎت ﻋدﻴـدة‪ ،‬وأﻨـﻪ‬
‫ﻴﻤﻜــن اﻻﺴــﺘﻐﻨﺎء ﻋــن ﻫــذﻩ اﻝﺘظــﺎﻫرات اﻝﺜﻘﺎﻓﻴــﺔ‪ ،‬واﺴــﺘﻐﻼل ﻤــﺎ ﺘﻨﻔﻘــﻪ اﻝدوﻝــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻠﺒﻴــﺔ‬
‫اﻝﺤﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻤواطن‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ ﺠﺎﻨـب اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ واﻹﺴـراع ﻓـﻲ ﺘوﺼـﻴل‬
‫ﻏﺎز اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤواطﻨﻴن‪...‬‬

‫‪179‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -06‬ﻨظﺎﻓﺔ اﻝﻤدﻴﻨﺔ وﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪:‬‬


‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 14‬ﻴوﻀﺢ ﻤداوﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻨظﻴف اﻝﺤﻲ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫داﺌــﻤﺎ‬
‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫أﺤــﻴﺎﻨﺎ‬
‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ﻨــﺎد ار‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠــﻤوع‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤـن اﻝﺠـدول رﻗـم ‪ 19‬أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 12‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴـرون أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻘـوم‬
‫ﺒﺘﻨظﻴف اﻝﺤﻲ داﺌﻤﺎ أي ﻴوﻤﻴﺎ‪ ،‬ﻤن طرف ﻋﻤﺎل اﻝﻨظﺎﻓـﺔ وﻫـذﻩ اﻝﻨﺴـﺒﺔ ﺘﻘطـن ﺒـﺎﻝﻘرب ﻤـن‬
‫ﻤﻘــر اﻝﺒﻠدﻴــﺔ واﻝــداﺌرة وﻤرﻜــز اﻝﺒرﻴــد أي وﺴــط اﻝﻤدﻴﻨــﺔ‪ ،‬أﻴــن ﺘﻘــوم اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻴوﻤﻴــﺎ ﺒﺘﻨظﻴــف‬
‫اﻝﺤــﻲ وﺠﻤــﻊ اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺨﺘﻼﻓﻬــﺎ وﻫــذا ﻤــﺎ ﺘﻤــت ﻤﻼﺤظﺘــﻪ ﻤﻴــداﻨﻴﺎ ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺤــﻴن إﺠﺎﺒــﺔ‬
‫ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 45‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﺒـﺄن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﻘـوم ﺒﺘﻨظﻴـف اﻝﺤـﻲ وﺠﻤـﻊ اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ أﺤﻴﺎﻨـﺎ أي‬
‫ﻝﻴس ﻴوﻤﻴﺎ ‪ ،‬وﺒذﻝك ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺤﻴﺎء رﺒﻤﺎ ﻝﻌـدة أﻴـﺎم ﻤﻤـﺎ ﻴـؤﺜر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﻴط اﻝﺒﻴﺌﻲ ﺴﻠﺒﻴﺎ‪ ،‬ﻤن ﺨـﻼل اﻨﺘﺸـﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ وﻋـدم ﻗﻴـﺎم اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒـدورﻫﺎ ‪ ،‬وﻫـذا‬
‫ﻤــﺎ ﻻﺤظﻨــﺎﻩ أﺜﻨــﺎء ﻤــلء اﻻﺴــﺘﻤﺎرات ﻤﻴــداﻨﻴﺎ أﻴــن ﺘﻨﺘﺸــر اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ اﻷﺤﻴــﺎء‬
‫اﻝﻤﺠﺎورة ﻝوﺴط اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﻴن ﺼرﺤت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 43‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻻ ﺘﻘوم‬
‫ﺒﺠﻤـــﻊ اﻝﻘﻤﺎﻤـــﺔ إﻻ ﻨـــﺎد ار وﻫـــذا ﻤـــﺎ ﻴـــؤدي إﻝـــﻰ اﻨﺘﺸـــﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤـــﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼـــﺔ ﻓـــﻲ اﻷﺤﻴـــﺎء‬
‫اﻝﻤوﺠودة ﻓﻲ أطراف اﻝﻤدﻴﻨﺔ أﻴن ﺘرﻤﻰ اﻝﻘﻤﺎﻤﺎت ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺸﺎﻏرة ﻋﺸواﺌﻴﺎ‪ ،‬وﺘﻘوم‬
‫اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒﺘﻨظﻴﻔﻬــﺎ أﺴــﺒوﻋﻴﺎ وﻫــذا ﻤــﺎ ﻻﺤظﻨــﺎﻩ ﻓــﻲ اﻝواﻗــﻊ ﻤﻤــﺎ ﻴــؤدي إﻝــﻰ ﺘــدﻫور اﻝﻤﺤــﻴط‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻲ ﻝﻠﺴﻜﺎن واﻝﺘﻠوث واﻨﺘﺸﺎر اﻷﻤراض ‪...‬‬

‫‪180‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 15‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى وﺠود ﻤﻨﺎطق ﻋﺸواﺌﻴﺔ ﻝرﻤﻲ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت ﺒﺎﻷﺤﻴﺎء‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ﻤوﺠودة‬
‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ﻏﻴر ﻤوﺠودة‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﻜﺸف ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ أن ‪ % 65‬ﻤن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺼـرﺤوا ﺒـﺄن اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ ﺘرﻤـﻰ ﻓـﻲ‬
‫ﺒﻌض اﻝﻤﻨـﺎطق ) اﻝﺸـﺎﻏرة ‪ ،‬اﻷرﺼـﻔﺔ ( ﺒطرﻴﻘـﺔ ﻋﺸـواﺌﻴﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﻤـﺎ ﺘﻤـت ﻤﻼﺤظﺘـﻪ ‪ ،‬إذ‬
‫ﺘﻨﺘﺸر اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺤﻴﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺸﺎﻏرة ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﻴن ﺘﻘـر ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 35‬ﻤـن‬
‫اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﺒﺄﻨــﻪ ﻻ ﺘوﺠــد ﻤﻨــﺎطق ﻋﺸـواﺌﻴﺔ ﻝرﻤــﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﺘﻔﺴــر ﻋﻠــﻰ أن‬
‫ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﻴﺴﻜﻨون وﺴط اﻝﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬أﻴـن ﻻ ﺘوﺠـد ﻤﺴـﺎﺤﺎت ﺸـﺎﻏرة إﻻ اﻝﺸـوارع ووﻀـﻊ‬
‫اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ أﻤﺎم اﻝﺴـﻜن ﻓـﻲ اﻷﻜﻴـﺎس وﺘﺴـﺎرع اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻝﺠﻤﻌﻬـﺎ ﻴوﻤﻴـﺎ‪ ،‬ﻝﻜـﻲ ﻻ ﺘﺤـدث ﻜـوارث‬
‫ﺒﻴﺌﻴﺔ ﻷن ﻏﻴﺎب اﻝﻨظﺎﻓﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤـﺎﻻت ﻴﺴـﺒب اﻝﻌدﻴـد ﻤـن اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﻓﻲ إطﺎر ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ واﻝﺴـﻌﻲ ﻷداء دورﺘﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺤـﻴط اﻝﺒﻴﺌـﻲ ﻤـن‬
‫ﺨﻼل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺘﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ﻨظﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺤـﻴط ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺤـد ﻴﻌﺘﺒـر اﻝﻤﺴـؤوﻝﻴن‬
‫اﻝﻤﻜﻠﻔﻴن ﺒﺎﻝﻨظﺎﻓﺔ وﻫم ﻴرﺠﻌون اﻝﺴﺒب ﻓﻲ اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ أطراف اﻝﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫إﻝـــﻰ اﻝﻤـــواطن اﻝـــذي ﻴرﻤﻴﻬـــﺎ ﻝـــﻴﻼ دون أي ﻤﺒـــﺎﻻة ‪ ،‬وﺴـــﻌت اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻤـــن ﺨـــﻼل ﺒﻌـــض‬
‫اﻝﻤﺸـــﺎرﻴﻊ ﻜﺎﻝﻤﻼﻋـــب اﻝﺠوارﻴـــﺔ‪ ،‬ﻻﺴـــﺘﺒدال اﻝﻤﺴـــﺎﺤﺎت اﻝﺸـــﺎﻏرة وﻤﺤﺎوﻝـــﺔ ﺘﻨظـــﻴم ﺒﻌـــض‬
‫اﻷﻤﺎﻜن ﻝرﻤﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ إﻻ أن اﻝﻤواطن ﻻ ﻴﺒﺎﻝﻲ ﺒذﻝك ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 16‬ﻴوﻀﺢ ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺘﺨﻠص ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻝﺘﺨﻠص ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت‬
‫‪79‬‬ ‫‪79‬‬ ‫أﻤﺎﻜن ﻤﻜﺸوﻓﺔ‬
‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬ ‫أﻤﺎﻜن ﻤﺤﻤﻴﺔ‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﺤرﻗﻬﺎ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘؤﻜد اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝواردة ﻓﻲ اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺒﺄن ‪ % 79‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن أﺠـﺎﺒوا ﺒـﺄن اﻝـﺘﺨﻠص‬
‫ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت واﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﻴﺘم ﺒرﻤﻴﻬﺎ ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ أﻤـﺎﻜن ﻤﻜﺸـوﻓﺔ ﻤﺠـﺎورة ﻝﻠﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫وﻝﻴﺴــت ﺒﻌﻴـــدة ﻋﻨﻬــﺎ ‪ ،‬وﻋﻠـــﻰ اﻝﻌﻤــوم ﻓـــﺈن اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ﻻ ﺘﺘﻌـــدى ﻓﻀــﻼت اﻝﻤـــواد اﻝﻐذاﺌﻴـــﺔ‬
‫واﻝﻔﻀــﻼت اﻝﻤﻨزﻝﻴــﺔ‪ ،‬واﻝﺠــدﻴر ﺒﺎﻝــذﻜر أﻨــﻪ ﻴــﺘم ﺠﻤــﻊ ﺒﻌــض أﻨ ـواع اﻝﻨﻔﺎﻴــﺎت ‪،‬ﻤﺜــل اﻝﻤ ـواد‬
‫اﻝﺒﻼﺴــﺘﻴﻜﻴﺔ اﻝﺼــﻠﺒﺔ واﻝﻤ ـواد اﻝﺤدﻴدﻴــﺔ ﻴوﻤﻴــﺎ ﻹﻋــﺎدة ﺒﻴﻌﻬــﺎ ﻝﻠﻤﺼــﺎﻨﻊ ‪،‬ﻤﻤــﺎ ﺴــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺘﻘﻠﻴل ﻤن ﺤﺠم اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت‪ ،‬وﻓـﻲ ذات اﻝوﻗـت ﺴـﺎﻫم ذﻝـك ﻓـﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻓـﻲ ﺤـﻴن ﻨﺠـد‬
‫أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 13‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﺘﻘر ﺒﺎﻝﺘﺨﻠص ﻤن اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﺒﺤرﻗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻤن ﺨﻼل ﻤﻼﺤظـﺔ‬
‫اﻝﺒﺎﺤــث ﻴــﺘم ﻓــﻲ اﻝﻐﺎﻝــب ﺤــرق اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ﻤــن طــرف اﻝﻤ ـواطﻨﻴن‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت‬
‫اﻝﻌﺸواﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ أطراف اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺼرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 08‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺒـﺄن اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ‬
‫ﺘرﻤﻰ ﻓﻲ أﻤـﺎﻜن ﻤﺤﻤﻴـﺔ ‪،‬ﻨﺴـﺘﻨﺘﺞ أن رﻤـﻲ اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت ﻻ ﻴـﺘم ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺘراﻋـﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‬
‫‪،‬وأن اﻝﺘﺨﻠص ﻤن اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت إذ أﻨﻬـﺎ ﺘﺤـرق ﻓـﻲ أﺤﻴـﺎء اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤـد ﺘﻌﺒﻴـر‪ %13‬ﻤـن‬
‫أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 17‬اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء وﺘﺸﺠﻴرﻫﺎ ‪:‬‬


‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻨﻌم‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬
‫‪100‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اﻝﺠﻬﺔ ﻏﻴر اﻝﻤﻬﺘﻤﺔ‬
‫‪53‬‬ ‫‪53‬‬ ‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ‬
‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اﻝﻤواطن‬
‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫أﺴﺒﺎب أﺨرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫أظﻬــرت ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﺠــدول أﻋــﻼﻩ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﻤﺤﺎﻓظــﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀ ـراء‬
‫وﺘﺸـــﺠﻴرﻫﺎ ‪ ،‬ﺒـــﺄن ﻨﺴـــﺒﺔ ‪ % 24‬ﺘﻘـــر ﺒـــﺄن اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ وﻤـــن ﺨـــﻼل ﻋﻤﺎﻝﻬـــﺎ ﺘﺤـــﺎﻓظ ﻋﻠـــﻰ‬
‫اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـراء وﺘﻘــوم ﺒﺘﺸــﺠﻴرﻫﺎ ‪،‬وﻫــذﻩ رﻏــم ﻗﻠﺘﻬــﺎ إﻻ أن اﻝواﻗــﻊ اﻝﻤﻴــداﻨﻲ ﻝﻠدراﺴــﺔ‬
‫ﻴﺒﻴن ﺒﺄن اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨﺔ ﺘﺘﻤرﻜز ﻓﻲ وﺴط اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺒﺠﺎﻨب اﻝﺒﻠدﻴـﺔ واﻝﻤرﻜـز‬
‫اﻝﺜﻘــﺎﻓﻲ واﻝﺒرﻴــد‪ ،‬أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك اﻝﺤدﻴﻘــﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ اﻫﺘﻤــت ﺒﻬــﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــؤﺨ ار‪،‬‬
‫ٕواﻋﺎدة ﺒﻨﺎء أﺴـوارﻫﺎ وﺘزﻴﻴﻨﻬـﺎ ‪ ،‬وﺒـذﻝك ﺘﻔﺴـر ﻫـذﻩ اﻹﺠﺎﺒـﺎت ﺒـﺄن ﻫـؤﻻء اﻷﻓـراد ﻴﺴـﻜﻨون‬
‫ﻓــﻲ وﺴــط اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ‪،‬وﻴﺠــﺎورون اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀ ـراء اﻝﺘــﻲ ﺘﻨﺘﺸــر ﻜﻤــﺎ أﺸــرﻨﺎ ﺴــﺎﻝﻔﺎ ﻓــﻲ‬
‫وﺴــط اﻝﻤدﻴﻨــﺔ ﻓــﻲ ﺤــﻴن ﺘﻘــر ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 76‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻻ ﺘﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء وﻻ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺸـﺠﻴرﻫﺎ‪ ،‬وﻴرﺠﻌـون اﻷﺴـﺒﺎب ﺤﺴـب اﻝﻨﺴـب اﻵﺘﻴـﺔ ‪:‬‬
‫ﺤﻴث أن ‪ % 53‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴؤﻜـدون ﻋﻠـﻰ ﻋـدم اﻫﺘﻤـﺎم اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﻬـذا اﻝﺠﺎﻨـب ‪ ،‬ﻓـﻲ‬
‫ﺤﻴن ﻨﺠد ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 17‬ﺘﻘـر ﺒـﺄن اﻝﻤـواطن ﻫـو اﻝـذي ﻻ ﻴﻬـﺘم ﺒﺘـزﻴﻴن اﻝﻤﺤـﻴط واﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀ ـراء‪ ،‬وﺘرﺠــﻊ ‪ % 06‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ أن أﺴــﺒﺎب أﺨــرى ﻜﺎﻨﺘﺸــﺎر‬
‫اﻝﺤﻴواﻨـــﺎت )اﻝﻤـــﺎﻋز( ﻫـــو اﻝﺴـــﺒب اﻝرﺌﻴﺴـــﻲ ﻓـــﻲ ﺘـــدﻫور اﻝﻤﺴـــﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀـــراء ‪،‬وﻋـــدم‬
‫اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺸﺠﺎر وﻋدم ﻗﻴﺎم ﻤﺴؤوﻝﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒردع ﻤرﺒﻲ اﻝﺤﻴواﻨﺎت داﺨـل اﻝﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫‪ ،‬وﻤﺎ ﻴزﻴـد ﻤـن ﺘﻠـوث اﻝﻤﺤـﻴط ﻋـدم وﺠـود ﺤﺎوﻴـﺎت ﺤﺘـﻰ ﻴﺘﺴـﻨﻰ ﻝﻠﻤـوطن رﻤـﻲ ﻤﻬﻤﻼﺘـﻪ‬
‫ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ ‪ٕ ،‬واﺤدى اﻝظواﻫر اﻝﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﺤﻴـث ﻻ ﻴﺠـد اﻝﻤـواطن وﺴـﻴﻠﺔ أو‬

‫‪183‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﺤﺎوﻴــﺔ‪،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠــﻪ ﻴرﻤــﻲ ﻤﻬﻤﻼﺘــﻪ ﻤﺜــل اﻝﺴــﻴﺠﺎرة أو اﻝورﻗــﺔ أو ﻋﻠﺒــﺔ ﻤﺸــروب أو ﺒﻘﺎﻴــﺎ‬
‫اﻷﻜل اﻝﺴرﻴﻊ ﻓﻲ أي ﻤﻜﺎن ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺎﻫم أﻜﺜر ﻓﻲ ﺘﻠوﻴث اﻝﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 18‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى اﻝﺘوﻋﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ﻝﻠﻤواطن ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻨﻌم‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜرار‬ ‫وﺴﺎﺌل اﻝﺘوﻋﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اﻝﻌﻼﻤﺎت اﻻﺸﻬﺎرﻴﺔ‬
‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫اﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤﺒﺎﺸر‬
‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫اﻝﻌﻘوﺒﺎت‬
‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ﺘداﺒﻴر أﺨرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬

‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤن اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ أن ‪ % 11‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻴﻘرون ﺒوﺠود ﻋﻼﻤﺎت إﺸﻬﺎرﻴﺔ‬
‫‪،‬ﺘﺤث اﻝﻤواطن ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻜﻌﻼﻤﺔ ) ﻤدﻴﻨﺔ ﻨظﻴﻔﺔ ﺘﺴﺎوي ﻤواطن ﻨظﻴـف(‬
‫‪،‬وأن ‪ % 06‬ﻴؤﻜدون ﻋﻠﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﻘوم ﺒﺘوﻋﻴﺔ اﻝﻤـواطن ﻝﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ واﻻﺘﺼـﺎل ﺒـﻪ‬
‫ﻤﺒﺎﺸــرة ‪،‬وذﻝــك ﺒﺘﻨظﻴــف اﻝﻤﺤــﻴط وﻋــدم رﻤــﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ﻋﺸ ـواﺌﻴﺎ ‪ ،‬أﻀــف إﻝــﻰ ذﻝــك ﺒﻌــض‬
‫اﻝﺠﻬــﺎت اﻷﺨــرى ﻜــﺎﻷﻓراد اﻝﻨﺸــطﻴن ﻀــﻤن اﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ‪،‬وﺨﺎﺼــﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌــﺔ‬
‫وﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﻤﺤــﻴط ‪ ،‬إﻻ أن ‪ % 02‬ﻤــن ﻫــؤﻻء ﻴﻘــرون ﺒﺎﻝﺘوﻋﻴــﺔ ﺒطــرق أﺨــرى وﻫــﻲ ﻨﺴــﺒﺔ‬
‫ﻀــﺌﻴﻠﺔ ﺠــدا وﻻ ﻴﻤﻜــن اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻓــﻲ اﻝﺘﻔﺴــﻴر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪،‬ﻓــﻲ ﺤــﻴن ﻨﺠــد ﻨﺴــﺒﺔ‪%01‬ﺼــرﺤت‬
‫ﺒوﺠــود ﻋﻘوﺒــﺎت ﻓــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ ﺘﻤــﺎدي اﻝﻤ ـواطن ﻓــﻲ رﻤــﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ﻋﺸ ـواﺌﻴﺎ إﻻ أن اﻝﻐﺎﻝﺒﻴــﺔ‬
‫اﻝﻌظﻤــﻰ واﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدر ﺒﻨﺴــﺒﺔ ‪580‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﻴﻘــرون ﺒﻌــدم وﺠــود ﻋﻼﻤــﺎت اﺸــﻬﺎرﻴﺔ‬
‫‪،‬وﻋــدم وﺠــود ﺘوﻋﻴــﺔ ﻻ ﻤــن طــرف اﻝﺒﻠدﻴــﺔ وﻻ ﻤــن أي ﺠﻬــﺔ أﺨــرى ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﻨظﺎﻓﺔ ‪ ،‬وﻫﻨﺎ ﻨﻔﺴر ذﻝك ﺒﻐﻴﺎب اﻝدور اﻝﺘوﻋوي وﺨﺎﺼﺔ دور اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻝﺤـﺎﻻت ﻷن ﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ اﻝﻨظﺎﻓــﺔ واﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺤــﻴط ﻫـﻲ ﻤﺴــؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻤﻴــﻊ‪ ،‬وﻤﻬﻤــﺎ‬
‫ﺴﺎﻫﻤت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﺈن دورﻫﺎ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ واﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻝـن ﻴﻜﺘﻤـل إﻻ‬
‫ﻤـن ﺨــﻼل ﻤﺸـﺎرﻜﺔ ودﻋــم اﻝﻤـواطن‪ ،‬ﻤـن ﺨــﻼل اﻝﺘﻨﺴـﻴق ﺒــﻴن ﺴــﻜﺎن اﻝﺤـﻲ واﻝﺘﻌــﺎون ﻤــن‬

‫‪184‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫أﺠل ﺘﺤﺴﻴن ظروف اﻝﺤﻴـﺎة ﻤـن ﺨـﻼل ﺘﺤﺴـﻴن اﻝﻤﺤـﻴط ﺒﺎﻝدرﺠـﺔ اﻷوﻝـﻰ واﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺒﻴﺌﺔ ﻨظﻴﻔﺔ ‪.‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 19‬ﻴوﻀﺢ وﺠود اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻬﺘم ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ واﻨﺨراط اﻝﻤواطن ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻨﻌم‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫وﺠود‬
‫‪100‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﻻﻨﺨراط‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﻋدم اﻻﻨﺨراط‬
‫‪100‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫إن ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذا اﻝﺠدول ﺘؤﻜد أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 28‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴﻘـرون ﺒوﺠـود ﺠﻤﻌﻴـﺎت‬
‫ﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﻬﺘم ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻴﻌﻨﻲ أن ﻫذﻩ اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت ﻝـﻴس ﻝﻬـﺎ أي دور ﻓـﻲ اﻝﻤﻴـدان ‪ ،‬أﻤـﺎ‬
‫ﻨﺴـــﺒﺔ اﻝﻤﻨﺨـــرطﻴن ﺒﻬـــذﻩ اﻝﺠﻤﻌﻴـــﺎت ﻗـــدر ﺒــــ ‪ ، % 10‬وﻴﻤﺜـــل ﻨﺴـــﺒﺔ ﻀـــﻌﻴﻔﺔ ﺒﻤـــﺎ ﻓﻴﻬـــﺎ‬
‫اﻝﻤﻨﺨرطﻴن ﻓـﻲ اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻝﻤﻬﺘﻤـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌـﺔ ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ ﻨﺠـد اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻏﻴـر اﻝﻤﻨﺨـرطﻴن ‪18‬‬
‫‪ %‬ﻤــن ﺒــﻴن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ اﻝــذﻴن أﺠــﺎﺒوا ﺒوﺠــود ﺠﻤﻌﻴــﺎت‪ ،‬ﻴﻔﺴــر ذﻝــك ﺒﺄﻨــﻪ ﻝــﻴس ﻝﻬــذﻩ‬
‫اﻝﺠﻤﻌﻴــﺔ أي دور أو ﺘــﺄﺜﻴر ﻋﻠــﻰ اﻝﻤـواطن ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻜــﺎن اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻏﻴــر ﻤﻨﺨــرط ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻴؤدي ذﻝك إﻝﻰ ﻓﺸل ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻝﻌدم ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴر أﺤواﻝﻬم إﻝـﻰ‬
‫اﻷﺤﺴـــن ‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒـــﺎر أن اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ واﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻫﻤـــﺎ أﺴـــﺎس اﻝﻌﻤـــل داﺨـــل ﻫـــذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴـــﺎت‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬واﻨطﻼﻗﺎ ﻤـن ذﻝـك ﺘﻜﻤـن أﻫﻤﻴـﺔ ﺘوﻋﻴـﺔ اﻷﻓـراد ﺒـدورﻫم وﻀـرورة ﻤﺴـﺎﻫﻤﺘﻬم ﻓـﻲ‬
‫ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺘﻬم اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ ‪ ،‬وﻴﻌﺘﺒـر ﻏﻴـﺎب اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻤـن أﻫـم ﻋواﻤـل ﻓﺸـل اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤــن‬
‫ﺠﻤﻴﻊ ﺠواﻨﺒﻬﺎ وﻋدم اﺴﺘﻤرارﻴﺘﻬﺎ )‪.(1‬‬

‫)‪ :(1‬ﺨﺎﻝد ﻤﺼطﻔﻰ ﻗﺎﺴم ‪ ،‬إدارة اﻝﺒﻴﺌﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻌوﻝﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﺼرة ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪185‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن ﻋدم اﻨﺨـراط اﻝﻤـواطن ﻓـﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴـﺔ ﻴـؤدي ﺤﺘﻤـﺎ إﻝـﻰ ﻓﺸـل اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ واﻝﻤﺘواﺼﻠﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ أﻜدﺘﻪ ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 72‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ اﻝـذﻴن ﻴﺠﻬﻠـون دور‬
‫اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝﺘﻨﻤوي‪ ،‬وﺨﺎﺼﺔ ﻓـﻲ ﺠﺎﻨـب اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ وﻨظﺎﻓـﺔ اﻝﻤﺤـﻴط‬
‫وﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﺘﻌﺎون ﻤﻌﻬﺎ ﻤن أﺠل ﺘﺤﺴﻴن أﺤوال اﻝﻤواطن‪.‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 20‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى وﺠود ﻤﺒﺎدرات ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ وﻨوﻋﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻨﻌم‬ ‫اﻹﺠﺎﺒﺔ‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫اﻝﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫ﻨوع اﻝﻤﺒﺎدرة‬
‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطﻨﻴن‬
‫‪31‬‬ ‫‪07‬‬ ‫ﻋدم ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطﻨﻴن‬
‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع اﻝﻜﻠﻲ‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤن اﻝﺠدول أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ %62‬ﻤن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴـرون ﺒﺄﻨـﻪ ﻝـﻴس ﻫﻨـﺎك أي ﻤﺒـﺎدرة‬
‫ﻤــن اﻝﺴــﻜﺎن‪ ،‬أو اﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت ﻝﻠﻌﻤــل اﻝﺘطــوﻋﻲ ﻝﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﺒﻴﺌــﺔ واﻝﻨظﺎﻓــﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﺘــرى ﻨﺴــﺒﺔ‬
‫‪ %38‬أن ﻫﻨﺎك ﻤﺒﺎدرة ﻤن اﻝﺴﻜﺎن واﻝﺠﻤﻌﻴﺎت ﺒﺎﻝﻌﻤـل اﻝﺘطـوﻋﻲ ﻝﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‪ ،‬واﻝﻨظﺎﻓـﺔ‬
‫وﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻤﺸﺎرﻜﺔ اﻝﻤواطﻨﻴن ‪ ،‬إذ أﻗر‪ %31‬ﺒﺄﻨﻬم ﺸﺎرﻜوا ﻓـﻲ اﻝﻌﻤـل اﻝﺘطـوﻋﻲ وﺘﻨظﻴـف‬
‫اﻝﻤﺤﻴط ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ‪ %07‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ أﻗروا ﺒﻌـدم اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ اﻝﻌﻤـل اﻝﺘطـوﻋﻲ ﻝﺤﻤﺎﻴـﺔ‬
‫اﻝﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬رﻏم أن ﻫﻨﺎك ﻤﺒﺎدرة ﻤـن اﻝﺴـﻜﺎن واﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت ﺤﺴـب رأﻴﻬـم ورﻏـم ذﻝـك ﻝـم ﻴﺸـﺎرﻜوا‬
‫ﻓــﻲ ﻨظﺎﻓــﺔ اﻝﻤﺤــﻴط ‪ ،‬ورﻏــم ﻗﻠــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ إﻻ أﻨﻬــﺎ ﺘــوﺤﻲ وﺘﻨــذر ﺒــﺎﻝﺨطر ﻨظـ ار ﻝﺠﻤــود‬
‫واﻨﺴﺤﺎب ﻫؤﻻء ﻤن اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴن ﻨﺠد ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %62‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴـرون‬
‫أﻨــﻪ ﻻ ﻴوﺠــد ﻋﻤــل ﺘطــوﻋﻲ ﻤــن اﻝﺴــﻜﺎن واﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت‪ ،‬وﻴﻔﺴــر ذﻝــك ﺒﻐﻴــﺎب اﻝــدور اﻝﻔﻌﻠــﻲ‬
‫ﻝﻠﺠﻤﻌﻴﺎت وﻏﻴﺎب ﺘوﻋﻴﺔ اﻝﻤواطن‪ ،‬رﻏم وﻋﻲ اﻝﻤـواطن اﻝـذي أﺼـﺒﺢ ﻻ ﻴﺘﺤـرك ﺤﺴـب رأﻴـﻪ‬
‫إﻻ ﻤــن ﺨــﻼل ﺘﻨظــﻴم ﻴﺤﻤﻴــﻪ ﻷن اﻝﻌﻤــل اﻝﺘطــوﻋﻲ ﻓــﻲ رأﻴــﻪ أﺼــﺒﺢ أﺴــطورة ‪،‬أﻜــل ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬
‫اﻝدﻫر وﺸرب‪ ،‬ورﻏم ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻘد أﺼﺒﺢ ﻏﻴر ﻜﺎف ﻝﻐﻴﺎب ﺘﻌـﺎون‬
‫اﻝﻤواطن ﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﻴﺌﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ‪....‬‬

‫‪186‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪ :21‬ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻤدى ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات)ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫ﻓﻌﺎﻝﺔ‬
‫‪94‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ﻏﻴر ﻓﻌﺎﻝﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﺸــﻴر ﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻝﺠــدول أن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 94‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻴــرون أن اﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت اﻝﻤﻬﺘﻤــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ﻏﻴر ﻓﻌﺎﻝﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ‪،‬ﻤﻌﻨﻰ ذﻝـك أن اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻝﻤﻬﺘﻤـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻻ ﺘﻘـوم‬
‫ﺒدورﻫﺎ ﻓﻲ ﻨظر ﻫذﻩ اﻝﻔﺌﺔ ﻤن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ‪،‬وﻫـﻲ ﻏﺎﺌﺒـﺔ ﺘﻤﺎﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ‬
‫وﻨظﺎﻓﺔ اﻝﻤﺤﻴط أي أﻨﻬـﺎ ﺘﻘـوم ﺒﺎﻝـدور اﻝﻤﻨـوط ﺒﻬـﺎ ﻤـن ﻨﺸـﺎطﺎت ﺘوﻋوﻴـﺔ وﺘطوﻋﻴـﺔ ‪ ،‬ﻓـﻲ‬
‫ﺤﻴن ﻨﺠد ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 06‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴـرون أن اﻝﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻝﻤﻬﺘﻤـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻓﻌﺎﻝـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﻴــدان ﻓﻬــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻀــﺌﻴﻠﺔ ﺠـدا ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺒﻌــدد ﻤﻔــردات اﻝﻌﻴﻨــﺔ ‪ ،‬وﻴﻔﺴــر ﺒوﺠــود ﺠﻤﻌﻴــﺔ‬
‫واﺤدة ﻤﻬﺘﻤﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ اﻝﻤدﻴﻨﺔ وﻫﻲ ﻏﺎﺌﺒﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻋن دورﻫـﺎ ‪ ،‬وﺘﺒﻘـﻰ ﺠﻤﻌﻴـﺎت اﻷﺤﻴـﺎء‬
‫ﺘﻨﺸط ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻝﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘدﻋوا إﻝﻰ اﻝﻌﻤل اﻝﺘطوﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺘطﻠب ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤﺜﻼ وﺴﺎﺌل‬
‫اﻝﻨظﺎﻓﺔ وﺘزﻴﻴن اﻝﻤﺤﻴط ‪ ،‬ﻓﻠن ﺘﺠد اﻝرد ﻝذﻝك ﻻ ﺘﻬـﺘم ﺒﻤﻬﺎﻤﻬـﺎ وﺘﻨﺸـﻐل ﺒﻤﻬـﺎم أﺨـرى ‪،‬إﻻ‬
‫أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﺨﻠﻰ ﻋن دورﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب ﺠﻤﻌﻴﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤدﻨﻲ‪ ،‬وﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻫـذا اﻝـدور‬
‫ﻹﺤداث ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ وﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺘﺤﻘق اﻝﻌﻴش اﻝﻜرﻴم واﻝرﻓﺎﻫﺔ ﻝﻠﻤواطن‪...‬‬

‫‪187‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -07‬طﻠب اﻝﺨدﻤﺎت ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﻤدى ﺘﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ‪:‬‬


‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 22‬ﻴوﻀﺢ طﻠب اﻝﺨدﻤﺎت ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪86‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ﻨﻌم‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ﻻ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ أن ‪ % 86‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻴطﻠﺒون اﻝﺨـدﻤﺎت ﻤـن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺤـﻴن ﻨﺴـﺠل ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 14‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻴﻘـرون ﺒﻌـدم طﻠـب أي ﺨدﻤـﺔ ﻤـن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫وﻤن ﺨﻼل إﺠﺎﺒﺘﻬم ﻝﻤﺎذا ﻻ ﻴطﻠﺒون اﻝﺨدﻤﺎت ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ،‬ﻴرﺠﻊ اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ذﻝك إﻝـﻰ أن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻻ ﺘﻠﺒﻲ طﻠﺒﺎﺘﻬم ﻓﺄﺼﺒﺤوا ﻻ ﻴﻌﺘﻤدون وﻻ ﻴﻠﺠﺌـون إﻝﻴﻬـﺎ ﻝﺘﻘـدﻴم أي طﻠـب ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫اﻝﻐﺎﻝﺒﻴﺔ ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ أﺠـﺎﺒوا أﻨـﻪ ﻻ ﻴﻤﻜـن اﻻﺴـﺘﻐﻨﺎء ﻋـن ﺨـدﻤﺎت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬ﻝﻤـﺎ ﺘﻤﺘﻠﻜـﻪ‬
‫ﻤن وﺴﺎﺌل ﻤﺎدﻴﺔ وﺒﺸرﻴﺔ ﻝﺼﻴﺎﻨﺔ اﻝﻤراﻓق وﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت‪.‬‬
‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 23‬ﻴوﻀﺢ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﻤﺴﺎﻋدة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻨﻌم‬
‫‪90‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ﻻ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﺸﻴر ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫذا اﻝﺠدول أن ‪ % 10‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﺘﻠﻘوا ﻤﺴـﺎﻋدة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻋـن طرﻴـق‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪،‬واﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺒـﺎت ﻷﺴـر ﻓﻘـ ارء أو إﻋﺎﻨـﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻝـﺒﻌض اﻷﺴـر اﻝﻤﺘﻀـررة ﻤﺜـل‬
‫ﻀــﺤﺎﻴﺎ اﻹرﻫــﺎب‪ ،‬أو اﻝــذﻴن ﺘﻌرﻀ ـوا ﻝﻜ ـوارث طﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻤﺜــل اﻝﺤرﻴــق ‪ ...‬إﻻ أﻨــﻪ ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫اﻻﺴﺘﻤﺎرة ﻝم ﻴذﻜروا ﻨوع اﻝﻤﺴﺎﻋدة ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴن أﺠﺎﺒت ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 90‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﺒـﺄﻨﻬم‬
‫ﻝـــم ﻴﺘﻠﻘـــوا أي ﻤﺴـــﺎﻋدة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـــﺔ‪ ،‬ورﻏـــم ﻗﻠـــﺔ اﻝﻨﺴـــﺒﺔ اﻝﺘـــﻲ اﺴـــﺘﻔﺎدت ﻤـــن اﻝﻤﺴـــﺎﻋدة‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻜذﻝك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻝﻤﺴﺎﻋدات ﻻ ﺘﻘدم إﻻ ﻝﻠﻔﺌﺎت اﻝﻤﻌوزة‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 24‬ﻴوﻀﺢ طﻠب ﺴﻜﺎن اﻝﺤﻲ ﺘدﺨل اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻻ‬ ‫ﻨــﻌم‬ ‫اﻹﺠﺎﺒﺔ‬
‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻨوع‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜرارت‬ ‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜرارت‬
‫طﻠب اﻝﺘدﺨل‬
‫‪100‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪16.30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫اﻹ ﻨﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ‬
‫‪27.17‬‬ ‫‪50‬‬ ‫طﻠب اﻝﺘزود ﺒﺎﻝﻐﺎز‬
‫‪17.39‬‬ ‫ﺘﺨﺼــــــﻴص ﻤﻜــــــﺎن ‪32‬‬
‫ﻝرﻤﻲ اﻝﻨﻔﺎﻴﺎت‬
‫‪35.32‬‬ ‫‪65‬‬ ‫طﻠب ﺘوﻓﻴر اﻝﻤﺎء‬
‫‪02.17‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ﺼﻴﺎﻨﺔ اﻝطرﻗﺎت‬
‫‪01.63‬‬ ‫‪03‬‬ ‫طﻠﺒﺎت أﺨرى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪184‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﺒﻴن ﻤن ﺨﻼل ﻫـذا اﻝﺠـدول أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %35.32‬طﻠﺒـت ﻤـن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘـوﻓﻴر اﻝﻤـﺎء‪ ،‬وﻫـﻲ‬
‫ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ‪ ،‬ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻨﺴﺒﺔ ‪ %27.17‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻗـدﻤوا طﻠﺒـﺎت ﻝﻠﺘـزود ﺒﻐـﺎز اﻝﻤدﻴﻨـﺔ‬
‫ﻷن اﻝﻐﺎز ﻝن ﻴﻐطﻲ ﻜـل اﻷﺤﻴـﺎء ‪ ،‬وأن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 32‬طﻠﺒـت ﻤـن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺘﺨﺼـﻴص ﻤﻜـﺎن‬
‫ﻝرﻤــﻲ اﻝﻘﻤﺎﻤــﺔ ‪ ،‬وأن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ %16.30‬طﻠﺒ ـوا اﻹ ﻨــﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴــﺔ ‪ ،‬و ﻨﺴــﺒﺔ ‪ %02.17‬ﻤــن‬
‫اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن طﻠﺒ ـوا ﻤــن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺼــﻴﺎﻨﺔ اﻝطرﻗــﺎت ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤــﺎ ‪ %01.63‬طﻠﺒ ـوا طﻠﺒــﺎت أﺨــرى‬
‫ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻨﻼﺤظ ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻨﺴب أن أﻏﻠب اﻝطﻠﺒﺎت ﻜﺎﻨـت ﺘـدور ﺤـول ﺘـوﻓﻴر اﻝﻤـﺎء‬
‫واﻝﺘــزود ﺒﻐــﺎز اﻝﻤدﻴﻨــﺔ‪ ،‬وﻫــذا راﺠــﻊ إﻝــﻰ وﺠــود اﻷﺸــﻐﺎل اﻝﺨﺎﺼــﺔ ﺒﺘﺠدﻴــد ﻗﻨ ـوات اﻝﻤﻴــﺎﻩ‬
‫اﻝﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻠﺸرب واﻝﺼرف اﻝﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺤﻴﺎء ‪ ،‬وﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻝﻤـواطن ﺒﺤﺎﺠـﺔ‬
‫إﻝــﻰ ﺘــدﺨﻼت اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن أﺠــل ﺘﻬﻴﺌــﺔ ظــروف ﺤﺴــﻨﺔ ﻝﺤﻴــﺎة أﻓﻀــل‪ ،‬ﻜﻠﻤــﺎ دﻋــت اﻝﻀــرورة‬
‫ﻝـــذﻝك ‪ ،‬وﻫﻨـــﺎ ﻴﺒــــرز اﻝـــدور اﻝﺘﻨﻤـــوي وﺨﺎﺼــــﺔ ﻓـــﻲ ﻤﺠـــﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌــــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـــﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴــــﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻝﺘدﺨﻼت اﻝﺘﻲ ﻴطﻠﺒﻬﺎ اﻝﻤواطن ﻤن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ،‬وﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ ﻨوع طﻠب اﻝﺘدﺨل ﻓﻬـﻲ ﻻ‬
‫ﺘﺨــرج ﻋــن دور اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ‪ ،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أﻨــﻪ ﻴوﺠــد ﺘﻘﺼــﻴر ﻤــن‬

‫‪189‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ وذﻝـك ﺒﻌـدم وﻀـﻊ أﻤـﺎﻜن ﺨﺎﺼـﺔ ﻝوﻀـﻊ اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ اﻝﺘـﻲ‬
‫أﺼﺒﺤت ﺘرﻤﻰ ﺒﺸﻜل ﻋﺸواﺌﻲ ﻤن طرف اﻝﻤواطﻨﻴن‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺼﻌب ﺤﺘﻰ دور ﻋﻤﺎل اﻝﻨظﺎﻓـﺔ‬
‫‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﻴؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﺒﻴﺌﻲ واﻝﻤﺤﻴط اﻝﻌﻤراﻨﻲ ﻝﻠﻤدﻴﻨﺔ وﻴﺴﺒب اﻨﺘﺸﺎر اﻷﻤـراض ‪،‬‬
‫أﻀف إﻝﻰ ذﻝك طﻠﺒﺎت اﻝﺘدﺨل ﻤـن أﺠـل اﻹﻨـﺎرة اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪ %16.30‬واﻝﺘـﻲ أﺼـﺒﺢ‬
‫اﻝﻤ ـواطن ﺒﺤﺎﺠــﺔ إﻝﻴﻬــﺎ أﻜﺜــر ﻤــن أي وﻗــت ﻤﻀــﻰ‪ ،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻝﺨروﺠــﻪ ﻓــﻲ اﻝﻠﻴــل ﻝﻘﻀــﺎء‬
‫ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ ‪،‬وﻨظ ار ﻝﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ اﻝﻤواطن ﻤن أﻤن وﺴﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻹﻨﺎرة ‪ ،‬ﻜﻤـﺎ‬
‫ﻨﻼﺤظ أن ﻫﻨـﺎك ﻨﺴـﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒـرة ﻤـن اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻗـدﻤت طﻠـب اﻝﺘـدﺨل ﻤـن أﺠـل اﻝﺘـزود ﺒﻐـﺎز‬
‫اﻝﻤدﻴﻨﺔ ‪ ،‬واﻨطﻼﻗﺎ ﻤن ﻤﻼﺤظﺔ اﻝﺒﺎﺤث وﻤن ﺨﻼل اﻝﻤﻘـﺎﺒﻼت‪ ،‬ﺘﺒـﻴن ﺒـﺄن ﺒﻌـض اﻝﺴـﻜﻨﺎت‬
‫ﻝن ﻴﺼل إﻝﻴﻬﺎ اﻝﻐﺎز اﻝطﺒﻴﻌـﻲ رﻏـم ﻤـرور اﻝﻘﻨـوات ﺒـﺎﻝﻘرب ﻤﻨﻬـﺎ ‪ ،‬وﻋﻨـدﻤﺎ اﺴﺘﻔﺴـرﻨﺎ ﻋـن‬
‫اﻝﺴﺒب ﻤﻊ ﺸـرﻜﺔ اﻹﻨﺠـﺎز ﻗﻴـل أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻫـﻲ اﻝﺴـﺒب ﻷن اﻝﺸـرﻜﺔ ﺘﻨﺠـز ﻤـﺎ ﻫـو ﻤوﺠـود‬
‫ﻓﻲ اﻝﻤﺨطط اﻝﺒﻠدي ﻤن ﻜﻴﻠوﻤﺘرات ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﺠﻌـل ﺒﻌـض اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻏﺎﻀـﺒﻴن ﻋـن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪،‬‬
‫وﻫذا ﻴﻔﺴر ﺒﻌدم ﻜﻔﺎءة ﻤﺴﺌوﻝﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ وﻀﻊ ﻤﺨطط ﻏﺎز اﻝﻤدﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫أﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘزود ﺒﺎﻝﻤﺎء ﻓﺈن ﻨﺴﺒﺔ ‪ %35.72‬ﻴطﻠﺒـون اﻝﺘـزود ‪ ،‬إﻻ أﻨـﻪ وأﺨﻴـ ار أﺜﻨـﺎء‬
‫وﻗوف اﻝﺒﺎﺤث ﻋﻠﻰ اﻷﺤﻴﺎء اﻝﺸرﻗﻴﺔ ﻝﻠﻤدﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻻﺤظﻨـﺎ اﻨﺠـﺎز ﺸـﺒﻜﺔ ﺠدﻴـدة ﻝﻠﺘـزود ﺒﺎﻝﻤـﺎء‬
‫ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ،‬وﻜذﻝك طﻠﺒﺎت إﺼﻼح اﻝطرﻗﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻋﺎﻝﻘـﺔ إﻝـﻰ اﻝﻴـوم واﻝﻤـواطن‬
‫ﻓﻲ اﻻﻨﺘظﺎر‪ ،‬رﻏم إﻗرار ﻤﺴﺌوﻝﻲ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺠﺎﻫزﻴﺔ ﻤزاﻨﻴﺘﻬﺎ وﺴﺘطﻠق اﻷﺸﻐﺎل ﻗرﻴﺒﺎ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 25‬ﻴوﻀﺢ اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝطﻠﺒﺎت اﻝﺘدﺨل ﻤن طرف اﻝﻤواطﻨﻴن ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ‬
‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ﻋدم اﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﺒﻴن اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤدى ﺘﻘﺼﻴر اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ اﺴـﺘﺠﺎﺒﺘﻬﺎ ﻝطﻠﺒـﺎت اﻝﺘـدﺨل ﻤـن طـرف اﻝﻤـواطﻨﻴن‬
‫ﺤﻴث ﺼرح ‪ % 73‬ﻤن اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن ﺒﻌدم اﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻝطﻠﺒـﺎت اﻝﺘـدﺨل اﻝﺘـﻲ ﻴﻘـدﻤوﻨﻬﺎ‬
‫ﻤن أﺠل ﺘﻘدﻴم ﺤﻠـول ﻝـﺒﻌض اﻝﻤﺸـﻜﻼت‪ ،‬وﺨﺎﺼـﺔ اﻝﻤﺸـﻜﻼت اﻝﺒﻴﺌﻴـﺔ اﻝﻨﺎﺘﺠـﺔ ﻋـن ﺘﺴـرب‬
‫اﻝﻤﻴﺎﻩ أو اﻨﻘطﺎع اﻝﺘﻴـﺎر اﻝﻜﻬرﺒـﺎﺌﻲ أو اﻨﻘطـﺎع اﻝﻤـﺎء ‪ ...‬وأﺜﻨـﺎء ﻤﻘﺎﺒﻠﺘﻨـﺎ ﻝـﺒﻌض ﻤﺴـﺌوﻝﻲ‬
‫اﻝﺒﻠدﻴــﺔ وﻋﻠــﻰ رأﺴــﻬم رﺌ ـﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‪ ،‬وطــرح ﻫــذا اﻻﻨﺸــﻐﺎل ﻋﻠﻴــﻪ أﺠــﺎب ﺒــﺄن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻝــن‬
‫ﺘﺘوﻗف ﻴوﻤﺎ وﻝن ﺘﺒﺨل ﺒﺘدﺨﻼﺘﻬﺎ ﻤن أﺠل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ اﻝﻤـواطن‪ ،‬ﻝﻜـن اﻝﻤـواطﻨﻴن‬
‫ﻻ ﻴﻘدرون ظروف ﻋﻤﺎل اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬وﻻ ﻴﻨﺘظـرون اﻝﺤﻠـول ﻷن اﻝﻤـواطن ﻋﻨـدﻤﺎ ﻴﻘـدم اﻝطﻠـب‬
‫ﻻ ﻴﻨﺘظر اﻝﺘدﺨل ﺤﺘﻰ ﻝﻴـوم واﺤـد ‪ ،‬ﻓـﻨﺤن ﻨﺴـﺠل طﻠﺒـﺎت اﻝﻤـواطﻨﻴن وﻨرﺘـب اﻷﻜﺜـر ﻀـر ار‬
‫وﺒﻌــد ذﻝـــك ﻨﺘـــدﺨل ﻋﻠـــﻰ ﻤراﺤـــل ‪،‬ﺤﺴـــب ﻤـــﺎ ﺘﻤﺘﻠﻜـــﻪ اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻤـــن ﻤـــوارد ﻤﺎدﻴـــﺔ وﺒﺸـــرﻴﺔ‬
‫واﻝﻤواطن ﻴﺠﻬل ﻫذﻩ اﻷﻤور‪.‬‬
‫ﻝذﻝك ﻴرى أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﺠﻴب ﻝطﻠﺒﺎﺘـﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻨـﺎك اﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ وﻝﻜـن ﺘﺤﺘـﺎج إﻝـﻰ اﻝوﻗـت ﻓﻘـط‬
‫ﻓــﻲ ﺤــﻴن ﻨﺠــد أن ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 27‬ﻤــن اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن ﺘﻘــر ﺒﺎﺴــﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻝطﻠﺒــﺎت اﻝﺘــدﺨل‪،‬‬
‫ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن ﻫﻨﺎك اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻤن طرف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺤﺴب ﺤﺠم اﻝﻤﺸﻜل اﻷﻜﺜر ﺘﺄﺜﻴ ار ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ : 26‬ﻴوﻀــﺢ اﻝﺘﻨﺴــﻴق ﺒــﻴن ﺴــﻜﺎن اﻝﺤــﻲ ﺒﺨﺼــوص اﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﺘــﻲ ﻴﻌــﺎﻨون‬
‫ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ﻤوﺠود‬
‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﻏﻴر ﻤوﺠود‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻤدوﻨﺔ ﻓﻲ اﻝﺠـدول ﻨﻼﺤـظ أن ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %67‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴﻘـرون‬
‫ﺒوﺠود ﺘﻨﺴﻴق ﺒﻴن ﺴﻜﺎن اﻝﺤﻲ ﺒﺨﺼوص اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨون ﻤﻨﻬـﺎ ‪ ،‬وﻻ ﺒـد أن ﻨﺸـﻴر‬
‫ﻫﻨــﺎ إﻝــﻰ أن اﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﺘــﻲ ﻴﻌــﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬــﺎ ﺴــﻜﺎن اﻝﺤــﻲ ﺘﺘﻌﻠــق ﺒﺠﺎﻨــب اﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ‬
‫وﺨﺎﺼﺔ ﻨظﺎﻓﺔ اﻝﻤﺤﻴط ‪ ،‬واﻝﻤﺸﻜل اﻷﺴﺎﺴﻲ اﻝذي ﻴﻌـﺎﻨﻲ ﻤﻨـﻪ اﻝﻤـواطن ﻓـﻲ وﻗﺘﻨـﺎ اﻝﺤـﺎﻝﻲ‬
‫ﻫو اﻝﻤﺸﻜل اﻝﺒﻴﺌﻲ ‪،‬ﻨظ ار ﻻﻨﺘﺸـﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤـﺔ ﺒطرﻴﻘـﺔ ﻋﺸـواﺌﻴﺔ ﻤـن طـرف اﻝﻤـواطﻨﻴن ‪ ،‬ﻓـﻲ‬
‫ﺤﻴن ﺼرﺤت ﻨﺴﺒﺔ ‪ %33‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻴـرون أﻨـﻪ ﻻ ﻴوﺠـد ﺘﻨﺴـﻴق ﺒـﻴن ﺴـﻜﺎن اﻝﺤـﻲ‬
‫‪،‬وﻫــﻲ ﻨﺴــﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠــﺔ أﻤــﺎم ﻤــﺎ ﺘﻘــرﻩ اﻷﻏﻠﺒﻴــﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن ﻫﺎﺘــﻪ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻏﻴــر ﻤﻬﺘﻤــﺔ‬
‫ﺒﺎﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻜﺎن اﻝﺤﻲ وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﺒﻴﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻜﺎن اﻝﻤواطن ﻫو اﻝذي ﻴﻠوث ﺒﻴﺌﺘﻪ‪ ،‬وﻴﺴﺘدﻋﻰ ﻤن طرف ﺴـﻜﺎن اﻝﺤـﻲ ﻓـﻼ ﻴﻠﺒـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻝطﻠــب ﺨوﻓــﺎ ﻤــن ﻝوﻤــﻪ ﻝــذﻝك ﻴﻨﺴــﺤب ﻤــن اﻝﺠﻤﺎﻋــﺔ ‪ٕ ،‬واذا اﻋﺘﺒرﻨــﺎ أن ﻫــذﻩ اﻝﻨﺴــﺒﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﻤواطﻨﻴن ﻏﻴر واﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﻏﻠﺒﻴـﺔ ﻤـن اﻝﻤـواطﻨﻴن ﻴﻘﻔـون ﺠﻨﺒـﺎ إﻝـﻰ ﺠﻨـب ‪ ،‬وﺒﺎﻝﺘﻌـﺎون‬
‫واﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻤﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻴﺼﻠون إﻝﻰ ﺘﻘدﻴم ﺤﻠول وﻝـو ظرﻓﻴـﺔ‪ ،‬وﻴﺒﻘـﻰ ﻤﺸـﻜل اﻝﺒﻴﺌـﺔ ﻤرﺘﺒطـﺎ‬
‫ﺒــﺎﻝﻤواطن ﻏﻴــر اﻝ ـواﻋﻲ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ اﻝﻌﻤــوم ﻴوﺠــد ﺘﻨﺴــﻴق ﺒــﻴن ﺴــﻜﺎن اﻝﺤــﻲ وﻫــو ﻨــوع ﻤــن‬
‫اﻝﺘﻀﺎﻤن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ واﻝﺘﻌﺎون ﻤن أﺠل اﻝﺴﻴر ﻨﺤو اﻷﺤﺴن ‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم‪:27‬ﻴوﻀﺢ ﻤدى اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت ﻝﻠﻤواطن ‪:‬‬


‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫داﺌﻤﺎ‬
‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ﻻ ﺘﺴﺘﺠﻴب‬
‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أﺤﻴﺎﻨﺎ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﺘﺒﻴن ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺠدول أﻋﻼﻩ أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﺴﺘﺠﻴب ﻝطﻠﺒـﺎت اﻝﻤـواطن ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪ ، % 40‬ﻤﻌﻨـﻰ‬
‫ذﻝك أن ﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒرة ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻗﺎﻤـت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﺒﺤـل ﻤﺸـﺎﻜﻠﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤﺨﺘﻠـف‬
‫أﻨواﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻤﻌﻨﻰ ذﻝك ﺘوﺠد اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻤﻌﺘﺒرة ﻝﺤل ﻤﺸﺎﻜل اﻝﻤـواطن ﻤـن طـرف اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬وﻫـذا‬
‫ﻤــﺎ أﻜــدﻩ رﺌــﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﻘﺎﺒﻠﺘــﻪ ) اﻨظــر ﺘﺤﻠﻴــل اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ ،(30‬ﻓــﻲ ﺤــﻴن‬
‫ﺼـــرﺤت ﻨﺴـــﺒﺔ‪ % 33‬ﻤـــن اﻝﻤﺒﺤـــوﺜﻴن ﺒـــﺄن اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﺘﻘـــدم ﺤﻠـــوﻻ أﺤﻴﺎﻨـــﺎ‪ ،‬أي ﻓـــﻲ ﺒﻌـــض‬
‫اﻝﺤــﺎﻻت ﻓﻘــط وﻝــن ﺘﻘــدم اﻝﺤﻠــول دوﻤــﺎ ‪،‬ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺘﻘــدم ﺤﻠــوﻻ وﺘﺴــﺘﺠﻴب‬
‫ﻝﻠﻤـواطن ﻝــﺒﻌض اﻝطﻠﺒــﺎت وﻻ ﺘﺴــﺘﺠﻴب ﻝــﺒﻌض اﻝطﻠﺒــﺎت اﻷﺨــرى ‪،‬وﻫــذا ﺸــﻲء ﻤﻌﻘــول ﻷن‬
‫ﺒﻌــض اﻝﻤــوطﻨﻴن ﻴﻘــدﻤون طﻠﺒــﺎت رﺒﻤــﺎ ﺘﻌﺠــز اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻋــن ﺘﺤﻘﻴﻘﻬــﺎ ‪،‬وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل‬
‫اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎج إﻝـﻰ وﻀـﻊ ﺨطـﺔ ﺴـﻨوﻴﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر ﺒرﻨـﺎﻤﺞ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪ ،‬وﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ وﻗت ﻜﺒﻴر ﻴﺠﻬﻠﻪ اﻝﻤواطن ‪ ،‬أﻤﺎ اﻝﻤﺒﺤوﺜﻴن اﻝذﻴن ﺼـرﺤوا ﺒﻌـدم‬
‫اﺴــﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓﻨﺴــﺒﺔ ‪ ، % 27‬وﻋﻠــﻰ اﻝﻌﻤــوم ﻓــﺈن اﻝﻨﺴــﺒﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒــرة ﺘﻘــر ﺒــﺄن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫ﺘﺴﺘﺠﻴب ﻝطﻠﺒﺎت اﻝﻤواطﻨﻴن‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ :28‬ﻴوﻀﺢ اﻝﺘواﺼل ﺒﻴن اﻝﻤواطن واﻝﺒﻠدﻴﺔ‪:‬‬


‫اﻝﻤﺠﻤوع‬ ‫ﻨﻌم‬ ‫ﻻ‬ ‫اﻝﻔﺌﺎت‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات‬ ‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ ار ارت‬
‫‪100 52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫اﻻﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪29‬‬ ‫ﻋــــــــــدم ﻗﻴــــــــــﺎم ‪29‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒدورﻫﺎ‬
‫‪19‬‬ ‫ﻋــــــــــدم ﻗﻴــــــــــﺎم ‪19‬‬
‫اﻝﻤواطن ﺒدورﻩ‬
‫‪100‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫إن ﻫذا اﻝﺠدول ﻴﺒﻴن ﺒوﻀـوح وﺠـود ﺘواﺼـل ﺒـﻴن اﻝﻤـواطﻨﻴن واﻝﺒﻠدﻴـﺔ ‪،‬ﻤـن ﺨـﻼل ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ %52‬ﻤــن أﻓــراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ‪ ،‬اﻝﺘــﻲ أﻗــرت ﺒوﺠــود ﻫــذا اﻝﺘواﺼــل‪ ،‬أي أن ﻫﻨــﺎك ﺘواﺼــﻼ ﺒــﻴن‬
‫اﻝﻤواطن واﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻴدل ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻝﻌـدد اﻝﻤﻌﺘﺒـر ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻫـو ﻓـﻲ ﺘواﺼـل‬
‫داﺌــم ﻤــﻊ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ‪ ،‬ﻨظـ ار ﻝﺤﺎﺠــﺔ اﻝﻤـواطن ﻝﺘــدﺨل اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤــن أﺠــل ﺤــل اﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﻴوﻤﻴــﺔ‬
‫ﻝﻠﻤواطن‪ ،‬ﻤﺜل ﺘوﻗف ﻤﻴـﺎﻩ اﻝﺸـرب أو ﺨﻠـل ﻓـﻲ ﻗﻨـوات ﺼـرف اﻝﻤﻴـﺎﻩ أو ﺒﻌـض اﻝﻤﺸـﻜﻼت‬
‫اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻷﺨرى ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺤﻴن ﻨﺠد ﻨﺴﺒﺔ ‪ %48‬أﻗروا ﺒﻌدم وﺠود ﺘواﺼل‪ ،‬وﻴرﺠﻌون اﻝﺴﺒب ﻓـﻲ ذﻝـك إﻝـﻰ ﻋـدم‬
‫ﻗﻴــﺎم اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒــدورﻫﺎ ﺒﻨﺴــﺒﺔ ‪ ،%29‬أي أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻻ ﺘﺴــﺘﻘﺒل اﻝﻤ ـواطن و‪%19‬أﻗــروا أن‬
‫اﻝﻤواطن ﻫو اﻝذي أراد اﻝﻌزﻝﺔ واﻻﺴﺘﻐﻨﺎء ﻋن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻨﻔﺴر ﻫذا ﺒﺘﻬرب ﺒﻌض اﻝﻤواطﻨﻴن ﻤن اﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺎت واﻝﻌﻤـل ﻝﻠﺼـﺎﻝﺢ اﻝﻌـﺎم‪ ،‬واﻝﺠـري ﻓﻘـط‬
‫وراء ﻤﺼﺎﻝﺤﻬم اﻝﺨﺎﺼﺔ ‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ : 29‬ﻴوﻀــﺢ ﻤــدى ﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ اﻝﻤ ـواطن ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴــﺔ ) اﻝﺘﻌــﺎون ﻤــﻊ‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ( ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﻨﻌم‬
‫‪69‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ﻻ‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺠدول‪ ،‬ﻨﻼﺤـظ ﺘﺴـﺠﻴل اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن ﻝﻐﻴـﺎب اﻝﺘﻌـﺎون‬
‫ﺒـــﻴن اﻝﻤـــواطن واﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ‪،‬ﻓﻘـــد ﺘﺒـــﻴن أن ﻨﺴـــﺒﺔ ‪ % 69‬أﺠـــﺎﺒوا ﺒﻌـــدم وﺠـــود اﻝﺘﻌـــﺎون ﺒـــﻴن‬
‫اﻝﻤواطن واﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪ ،‬وﻤﺎ ﻴؤﻜد ﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ ﻤﺎ ﻻﺤظﻪ اﻝﺒﺎﺤث ﻓﻲ اﻝﻤﻴدان ‪ ،‬ﻝم ﻨﺴﺠل طﻴﻠﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻝﻌﻬدة أي أﺜر ﻝﻠﺘﻌﺎون ‪،‬أﻀف إﻝﻰ ذﻝك اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺘـﻲ ﺠﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ ﻤـن ﺨـﻼل ﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ‬
‫ﺒﻌض اﻝﻤﺴؤوﻝﻴن ﻋﻠﻰ أن اﻝﻤواطن ﻴﺄﺘﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻼﺴﺘﻔﺎدة ﻓﻘط‪ ،‬وﻝن ﻴﻘدم أي ﺸﻲء وﻝو‬
‫اﻗﺘراح ﻨﺎﻓﻊ ‪ ،‬ﻝﻜن ﺒﺎﻝﻌودة إﻝﻰ اﻝذﻴن أﺠﺎﺒوا ﺒﻨﻌم ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪ % 31‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ‪ ،‬ﻴﻘـرون‬
‫ﺒﺄن ﻫﻨﺎك ﺘﻌﺎون ﻤﻊ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤن أﺠل إﺤداث ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺤﻠﻴـﺔ ‪ ،‬وﻤـن ﺨـﻼل اﻝﻤﻘـﺎﺒﻼت ﻴؤﻜـد‬
‫ﻫــؤﻻء اﻝﻤﺒﺤــوﺜﻴن أن اﻝﺠﻤﻌﻴ ـﺎت وﺒﻌــض اﻝرﺠــﺎل اﻝﻤﺨﻠﺼ ـﻴن ) اﻷﻋﻴــﺎن ( ﻴﺘﻌــﺎوﻨون ﻤــﻊ‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺤل اﻝﻤﺸﺎﻜل وﺘﺠﺎوزﻫﺎ ‪،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺸﺎﻜل اﻝﻨزاع ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻠﻜﻴـﺔ )اﻷراﻀـﻲ‬
‫( أو ﺒﻌض اﻝﻤﺸﺎﻜل اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﻤﺸﺎﺘﻲ واﻷﻋراش‪ ،‬ﻝﻜـن ﻫـذا اﻝﺘﻌـﺎون أﺼـﺒﺢ ﻴـزول اﻝﻴـوم‬
‫ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ‪ ،‬ورﻏم ﻗﻠﺔ ﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ إﻻ أﻨﻨﺎ ﻨﻘـر ﺒـﺄن ﻫﻨـﺎك ﻨـوع ﻤـن اﻝﺘﻌـﺎون ﻤـﻊ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‬
‫ﻤـن أﺠـل إﺤــداث ﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻤﺤﻠﻴــﺔ‪ ،‬ﺘﺴـﻌﻰ ﻤـن ﺨﻼﻝﻬــﺎ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻝﻠﻨﻬــوض ﺒـﺎﻝﻤواطن وﺘﺤﺴــﻴن‬
‫أﺤواﻝﻪ ‪،‬ورﻓـﻊ ﻤﺴـﺘوى ﻤﻌﻴﺸـﺘﻪ وﺘﺤﻘﻴـق ﺤﺎﺠﺎﺘـﻪ اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ‪،‬واﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻼﻤﺔ وأﻤـن‬
‫اﻝﻤواطن ﺒﻘدر اﻝﻤﺴﺘطﺎع ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫اﻝﺠدول رﻗم ‪ : 30‬ﻴوﻀﺢ ﺘﻘﻴﻴم اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﻤواطن ‪:‬‬
‫ن‪%‬‬ ‫اﻝﺘﻜ اررات )ت(‬ ‫اﻹﺤﺘﻤﺎﻻت‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﻤﻘﺒوﻝﺔ‬
‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ﻤﺘوﺴطﺔ‬
‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ردﻴﺌﺔ و ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﺒﺎة‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤﺠﻤوع‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﺨـﻼل اﻝﺠـدول أﻋـﻼﻩ أن ‪ % 12‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ أﻗـروا ﺒـﺄن اﻝﺨـدﻤﺎت اﻝﺘـﻲ‬
‫ﺘﻘدﻤﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻝﻠﻤـواطن ﻤﻘﺒوﻝـﺔ‪ ،‬وأن ﻫـذﻩ اﻝﺨـدﻤﺎت ﺘﻘﺘﺼـر ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌـﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴـﺔ‬
‫ﺒﺼـــﻔﺔ ﻋﺎﻤـــﺔ واﻝﻨظﺎﻓـــﺔ ﺒﺼـــﻔﺔ ﺨﺎﺼـــﺔ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤـــﺎ أﺠﺎﺒـــت ﻨﺴـــﺒﺔ ‪ % 34‬ﻋﻠـــﻰ أن اﻝﺨـــدﻤﺎت‬
‫اﻝﻤﻘدﻤﺔ ﻤن طـرف اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻤﺘوﺴـطﺔ ‪ ،‬وﻤﺠﻤـوع اﻝﻨﺴـﺒﺘﻴن أي أن ‪ % 54‬ﻤـن اﻝﻤﺒﺤـوﺜﻴن‬
‫ﻴؤﻜدون ﻋﻠﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﻘدم ﺨـدﻤﺎت ﺒـﻴن ﻤﻘﺒوﻝـﺔ وﻤﺘوﺴـطﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻨﺴـﺒﺔ ﻤﻘﺒوﻝـﺔ ‪ ،‬أﻤـﺎ‬
‫ﻨﺴــﺒﺔ ‪ % 54‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻴــرون أن اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدﻤﻬﺎ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺨــدﻤﺎت ردﻴﺌــﺔ‪،‬‬
‫وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺤﻠول ﺘرﻗﻴﻌﻴﺔ ﻻ أﻜﺜر‪ ،‬وأن اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﺒﺎة وﺘﻘدم اﻝﺨدﻤﺎت ﻝﻔﺌﺔ‬
‫ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﻜﺄﻋﻀــﺎء اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﺒﻠــدي‪ ،‬أو اﻝﻌﻤـــل ﺒﺎﻝﻌروﺸــﻴﺔ واﻝﻘراﺒــﺔ وﻫــذا اﻝــرأي ﻻ ﻴﻤﻜـــن‬
‫إﻫﻤﺎﻝﻪ ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻨﺎ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺒﺤث ‪:‬‬


‫ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ ﻴﻤﻜن اﻝوﺼول إﻝﻰ اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪:‬‬ ‫‪-01‬‬
‫ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺠﺎﻨب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤن أﻫم ﻤﺘﻐﻴرات اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪،‬وﺒﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻨوﻋﻴـﺔ‬
‫اﻝﺤﻴــﺎة اﻝﺘــﻲ ﻴﻌﻴﺸــﻬﺎ اﻹ ﻨﺴــﺎن وﺒﻤــدى ﻤــﺎ ﻴﺘــوﻓر ﻝــﻪ ﻤــن ﺨــدﻤﺎت‪ ،‬وﻗــد اﻋﺘﻤــدﻨﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻝﺒﺤث ﻋﻠﻰ ﺒﻌض اﻝﻤؤﺸرات ﻝﻠﻜﺸف ﻋن ﻫذا اﻝﺠﺎﻨب ‪.‬‬
‫اﻝﺴﻜن‪ :‬اﻝﺴﻜن اﻝﻤﻨﺠز ﻤن طرف اﻝدوﻝﺔ وﻴﺸﻤل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬اﻝﺴﻜن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻫذﻩ اﻝﺴﻜﻨﺎت ﻋددﻫﺎ ﻤﺤدود ﺤﻴث ﻴﻤﺜل ﻨﺴﺒﺔ ‪ %9‬ﻤن اﻝﻌدد‬
‫اﻹﺠﻤــﺎﻝﻲ ﻝﻠﺴــﻜﻨﺎت اﻝﻤوﺠــودة ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨــﺔ ‪،‬ﻤﻤــﺎ ﻴــدل ﻋﻠــﻰ أن اﻝﺴــﻜﺎن ﻴﻌــﺎﻨون ﻤــن أزﻤــﺔ‬
‫اﻝﺴﻜن وﻨﻔﺴر ذﻝك ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 81‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﻝـم ﻴﺴـﺘﻔﻴدوا ﺒﺎﻝﺴـﻜن أﻤـﺎم ﺒﻠـوغ ﻋـدد‬
‫اﻝطﻠﺒــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻝﺴــﻜن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ‪ 1700‬طﻠــب أﻤــﺎم ‪ 104‬ﺴــﻜن ﻗﺎﺒﻠــﺔ ﻝﻠﺘوزﻴــﻊ ‪ ،‬أي أن‬
‫ﻨﺴﺒﺔ اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﺘﻜون ‪ %16‬وﻫﻲ ﻨﺴﺒﺔ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ اﻝﺴـﻜﻨﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪،‬‬
‫ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﺒﻌض اﻝﻤواطﻨﻴن ﻴﻠﺠﺌون إﻝﻰ اﻝﺒﻨﺎءات اﻝﺨﺎﺼﺔ واﻝﺒﻨﺎء اﻝرﻴﻔﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻝﺴﻜن اﻝرﻴﻔﻲ ‪ :‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر اﻝﻤدﻴﻨﺔ ذات طﺎﺒﻊ رﻴﻔﻲ ﻨﺠد أن ﺒﻌض اﻝﻤواطﻨﻴن اﺴﺘﻔﺎدوا‬
‫ﺒﺎﻝﺴﻜن اﻝرﻴﻔـﻲ ﺒﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 9‬ﺨـﺎرج ﻋﻤـران اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﻨـﻰ ذﻝـك أن اﻝﺨـدﻤﺎت ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل‬
‫اﻹﺴﻜﺎن ﻤﺤدودة ﺠدا ‪،‬وﺘﻜﺎد ﺘﻜون ﻤﻨﻌدﻤﺔ أﻤﺎم ﻀﻐط اﻝﻤواطﻨﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻜن‪.‬‬
‫وﺘﺘوﻓر اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻜﻐﻴرﻫﺎ ﻤن ﺒﻠدﻴﺎت اﻝوطن ﻋﻠﻰ اﻝﻤراﻓق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪،‬وﺘﺘﻤﺜـل ﻫـذﻩ‬
‫اﻝﻤراﻓق ﻓـﻲ دار اﻝﺸـﺒﺎب واﻝﻤﻜﺘﺒـﺎت واﻝروﻀـﺔ واﻝﺤدﻴﻘـﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴـﺔ ‪ ،‬ورﻏـم وﺠـود اﻝﻤراﻓـق‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﻌﻲ اﻝﻤواطن ﺒوﺠودﻫﺎ ﻤن ﺨـﻼل اﻝﻨﺴـب اﻵﺘﻴـﺔ )ﻓـﻲ اﻝﺠـدول‬
‫رﻗم ‪ (11‬ﺤﻴـث ﺼـرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %79‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺒوﺠـود اﻝﻤﻜﺘﺒـﺎت و ‪ % 73‬ﺒوﺠـود‬
‫دار اﻝﺸﺒﺎب واﻝﻤرﻜز اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﻫذﻩ اﻝﻤراﻓق ﻝﻠﻤـواطن ﻀـﺌﻴﻠﺔ‬
‫وأن اﻝﻤواطن ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﺨدﻤﺎت ﻫذﻩ اﻝﻤراﻓق وﻓﻘـﺎ ﻝﻠﻨﺴـﺒﺔ ‪ ،% 65‬اﻝﺘـﻲ ﺼـرﺤت ﺒﻬـﺎ‬
‫أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻫو ﻤوﻀـﺢ ﻓـﻲ ) اﻝﺠـدول رﻗـم ‪ ، (12‬ﻜـذﻝك ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ إﻝـﻰ اﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﻤـن‬
‫ﺒﻌض اﻝﻤراﻓق اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷﺨرى ﻜﺎﻝروﻀﺔ واﻝﻤﻜﺘﺒﺔ واﻝﺘﻲ ﺼرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ ‪ % 60‬ﻤـن أﻓـراد‬
‫اﻝﻌﻴﻨﺔ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﻫـذﻩ اﻝﺨـدﻤﺎت ‪ ،‬وﻴﻤﻜـن ﺘﻔﺴـﻴر ذﻝـك ﺒـﺄن ﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺘرﻗﻰ إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -2‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي ‪:‬‬


‫ﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ )اﻝﺠدول رﻗم ‪ (05‬ﻤن اﻝﻔﺼل اﻝﺨﺎﻤس ‪ ،‬ﻨﻼﺤظ أن ﻨﺴﺒﺔ ‪ % 38‬ﻤن أﻓـراد‬
‫اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻴﻤﺎرﺴــون أﻋﻤــﺎل ﺤــرة أﻏﻠﺒﻬــﺎ اﻝﺘﺠــﺎرة ) اﻝﻤ ـواد اﻝﻐذاﺌﻴــﺔ (‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ﺒﻌــض‬
‫اﻝﺤرف ﻜﺎﻝﻨﺠـﺎرة واﻝﺤـدادة ‪ ،‬وﺘﺘﻤﻴـز ﻫـذﻩ اﻷﻨﺸـطﺔ ﺒﺎﻝﺒﺴـﺎطﺔ وﺒﻌـدم ﺠـدواﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼـﺎدي‪،‬‬
‫ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻘﺘﺼـر ﻋﻠـﻰ ﻨﺸـﺎطﺎت ﺒﺴـﻴطﺔ ﻻ ﺘﺴـﻤﺢ ﺒﺘـوﻓﻴر ﻓـرص اﻝﻌﻤـل ﻻﻨﻌـدام اﻝﻤؤﺴﺴـﺎت‬
‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‪ ،‬وﻝــذﻝك ﻨﺠــد أن ﻨﺴــﺒﺔ اﻝﺒطﺎﻝــﺔ ﺒﻠﻐــت ‪ %25‬ﻤــن أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ وﻫــﻲ ﺘﺘﺠــﺎوز‬
‫اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻝﺔ ‪.‬‬
‫ورﻏــم أن ﻨﺘــﺎﺌﺞ ) اﻝﺠــدول رﻗــم ‪ (04‬ﻤــن اﻝﻔﺼــل اﻝﺴــﺎدس ﺘﻘــر ﺒﺎﻨﺠــﺎز اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻝﻠﻤﺸــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ ﺒﻨﺴــﺒﺔ ‪ %73‬اﻝﺘــﻲ ﺘﻐﻠــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻝﻤﺸــﺎرﻴﻊ ذات اﻝطــﺎﺒﻊ اﻝﻔﻼﺤــﻲ ﻤﺜــل إﻨﺸــﺎء‬
‫اﻝﺴدود وﺤﻔر اﻵﺒـﺎر واﻨﺠـﺎز اﻷﺤـواض واﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر اﻝﻔﻼﺤـﻲ ﻝﻸﺸـﺠﺎر اﻝﻤﺜﻤـرة واﻝﻤﺸـﺎرﻴﻊ‬
‫اﻝﺨدﻤﺎﺘﻴــﺔ ‪ ،‬إﻻ أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻤﺎزاﻝــت ﺘﻌــﺎﻨﻲ ﻤــن اﻝﺘﺨﻠــف اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻝﻌــدم وﺠــود ﻤﺸــﺎرﻴﻊ‬
‫اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻌﺎﻝﺔ ﻻﻤﺘﺼﺎص اﻝﺒطﺎﻝﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺒﻴﺌﻲ‪:‬‬
‫ﺘﻌﺘﺒر اﻝﻤدﻴﻨﺔ ﻤﺤـل اﻝدراﺴـﺔ ﻤـن اﻝﻤﻨـﺎطق ﺸـﺒﻪ اﻝﺼـﺤراوﻴﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻤﻌرﻀـﺔ ﻝﻠﺘﺼـﺤر وﻗـد‬
‫اﺴــﺘﻔﺎدت ﻓــﻲ إطــﺎر ﺴﻴﺎﺴــﺔ ﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻹﻗﻠــﻴم و اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤــن اﻝﺤ ـزام اﻷﺨﻀــر‪،‬‬
‫اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﺘﺸﺠﻴر وزرع أﻋﺸﺎب )اﻝﻘطف( ‪.‬‬
‫أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻝﻨظﺎﻓﺔ داﺨـل اﻝﻤدﻴﻨـﺔ ﻓﻬـﻲ ﺘﻘﺘﺼـر ﻋﻠـﻰ ﻨظﺎﻓـﺔ اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴـﺔ‪ ،‬ﻨظـ ار‬
‫ﻝﻌدم وﺠود أﻨواع أﺨـرى ﻤـن اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت أو اﻝﻤﻠوﺜـﺎت ﻻﻨﻌـدام وﺠـود ﻤﺼـﺎﻨﻊ ﺒﺎﻝﻤدﻴﻨـﺔ‪ ،‬وﻤـﻊ‬
‫ذﻝك ﻓﺈن اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت اﻝﻤﻨزﻝﻴـﺔ ﻻ ﻴـﺘم ﺘﺴـﻴﻴرﻫﺎ ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺘراﻋـﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ اﻝﺒﻴﺌـﺔ ‪،‬وﻫـذا ﻤـﺎ أﻜدﺘـﻪ‬
‫ﻨﺴﺒﺔ ‪ %79‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ اﻝﻤوﻀﺤﺔ ﻓﻲ )اﻝﺠدول رﻗم ‪ ،( 16‬واﻝﺘﻲ ﺘﻘر ﺒـﺄن اﻝﻨﻔﺎﻴـﺎت‬
‫ﻴــﺘم رﻤﻴﻬــﺎ ﻓــﻲ أﻤــﺎﻜن ﻤﻜﺸــوﻓﺔ ﻤﺠــﺎورة ﻝﻠﻤدﻴﻨــﺔ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ ﻴﻌﻨــﻲ أن اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻻ ﺘﻘــوم ﺒﺎﻝــدور‬
‫اﻝــذي ﻴﺤﻤــﻲ وﻴﺤــﺎﻓظ ﻋﻠــﻰ ﺼــﺤﺔ ﻤواطﻨﻴﻬــﺎ‪ ،‬وﻝــم ﺘﺘﺒــﻊ اﻝﻤﻘــﺎﻴﻴس واﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر واﻻﺘﻔﺎﻗﻴــﺎت‬
‫اﻝﻤﻌﻤــول ﺒﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل ﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝﺒﻴﺌــﺔ وﻋــدم إﻝﺤــﺎق اﻝﻀــرر ﺒﻬــﺎ ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ اﻝــدور‬
‫اﻝﻤﻨوط ﺒﺎﻝﻤواطﻨﻴن ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل وﻴرﺠﻊ ذﻝك ﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ‪:‬‬

‫‪198‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫‪ -‬ﻋدم وﻋﻲ واﻫﺘﻤﺎم اﻝﻤواطن ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒﻴﺌﺔ‪:‬‬


‫ﺤﻴث ﻨﺠد اﻝﻤواطن ﻴرﺠﻊ اﻝﺴﺒب اﻝرﺌﻴﺴﻲ ﻝﺘﻠوث اﻝﺒﻴﺌـﺔ إﻝـﻰ أن اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻻ ﺘﻘـوم ﺒـﺄي دور‬
‫ﺘوﻋوي‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎ ﺼرﺤت ﺒﻪ ﻨﺴﺒﺔ ‪ %80‬ﻤن أﻓراد اﻝﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ أن دور اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤـدﻨﻲ‬
‫ﻴﻜﺎد ﻴﻜون ﻤﻨﻌدﻤﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل‪ ،‬وذﻝك ﻝﻌدم وﺠـود ﺠﻤﻌﻴـﺎت ﻨﺸـطﺔ ﻓﻘـد ﺼـرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ‬
‫‪ %78‬ﺒــﺄﻨﻬم ﻻ ﻴﻌﻠﻤــون ﺒﻌــدم وﺠــود ﺠﻤﻌﻴــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺤــد ﺘﻌﺒﻴــر أﻓ ـراد اﻝﻌﻴﻨــﺔ ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﻏﻴــر‬
‫ﻓﻌﺎﻝﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻤﺎ اﻝﻌﺎﻤل اﻝﺜـﺎﻨﻲ ﻤـن ﺤﻴـث دور اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘﻠﺒﻴـﺔ ﻤطﺎﻝـب اﻝﻤـواطﻨﻴن اﻝﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺒﺒﻌض اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻀرورﻴﺔ ﻜﺎﻨﻘطﺎع اﻝﻤﻴﺎﻩ ‪ ،‬اﻹ ﻨﺎرة ‪ ،‬اﻝﻨظﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺘﻠﺒﻴـﺔ ﻫـذﻩ اﻝﻤطﺎﻝـب‬
‫دون اﻝﻤﺴﺘوى ‪ ،‬إذ ﺼـرﺤت ﻨﺴـﺒﺔ ‪ %40‬ﻤـن أﻓـراد اﻝﻌﻴﻨـﺔ ﺒﺎﺴـﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﺒﻠدﻴـﺔ ﻝﺘﻘـدﻴم ﻫـذﻩ‬
‫اﻝﺨدﻤﺎت ‪ ،‬وﻴﻤﻜن ﺘﻔﺴﻴر ذﻝـك ﺒﻘﻠـﺔ إﻤﻜﺎﻨﻴـﺎت اﻝﺒﻠدﻴـﺔ‪ ،‬وﺘﻘﺼـﻴرﻫﺎ ﻓـﻲ ﺘﻘـدﻴم اﻝﺨـدﻤﺎت أو‬
‫ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﺒﺎة واﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻝــذﻝك ﻨﻨﺘﻬــﻲ إﻝــﻰ اﻝﻘــول أن ﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﺤﻘﻴــق ﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻤﺴــﺘداﻤﺔ ﻤﺤــدودة ﻓــﻲ‬
‫اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﺒﻴﺌﻴﺔ ‪.‬‬
‫وأﻨــﻪ ﻻ ﻴﺘــوﻓر اﻝــوﻋﻲ اﻝﻜــﺎﻓﻲ ﻝــدى اﻝﻤ ـواطﻨﻴن‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ وﺠــود ﺘﻘﺼــﻴر واﻀــﺢ ﻤــن‬
‫طــرف اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﺒﺎﻝﺠﻤﻌﻴــﺎت ﺨﺎﺼــﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺒﻴﺌــﺔ ‪ ،‬ﻤﻤــﺎ أدى‬
‫ﺒﺎﻝﻤواطن إﻝﻰ اﻝﻌزوف ‪،‬وﻋدم ﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﻜـوﻴن ﻤﺤﻴطـﻪ ﺒﻌﻜـس ﻤـﺎ ﻜـﺎن ﻴﻨﺘظـر ﻤﻨـﻪ ‪،‬‬
‫إذ أن اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ أﺼــﺒﺤت ﺘﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻘﺎرﺒــﺔ ﺘﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ اﻝﻤوازﻨــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤﺘﻐﻴـرات اﻝﺒﻴﺌﻴــﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ‪ ،‬ﺤﻴــث أن اﻝــدور اﻝــذي ﺘﻘدﻤــﻪ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺠﻤﻴــﻊ اﻝﻤﺠــﺎﻻت ﻻ‬
‫ﺘﻌﺒــر وﻻ ﺘﻌﻜــس اﻫﺘﻤــﺎم اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺒﻤﺸــﻜﻼت ﻤواطﻨﻴﻬــﺎ وﻗﻀــﺎﻴﺎﻫﺎ ﻤﻤــﺎ ﻴزﻴــد ﻓــﻲ اﻝﻬــوة ﺒــﻴن‬
‫اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﻤواطن‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ﻤن ﺨﻼل اﻝدراﺴﺔ اﻝﻨظرﻴﺔ واﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ﻝﻤوﻀوع اﻝﺒﻠدﻴﺔ واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﺘﻀﺢ ﻋدم ﺘوﻓر اﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎت اﻝﻼزﻤﺔ ﻹﺤداث ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺘداﻤﺔ‬
‫ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻨظ ار ﻝﻌدة ﻋواﻤل أﻫﻤﻬﺎ اﻝﺘﻘﻴﻴم اﻹداري اﻝذي ﻻ ﻴراﻋﻲ اﻝﻤوارد اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‬
‫وﺨﺎﺼﺔ اﻹﻤﻜﺎﻨﺎت اﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴؤدي ﺒﻬذا اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺤﻠﻲ إﻝﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻝﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻝدوﻝﺔ واﻝﻌﺠز اﻝداﺌم ﻤﻤﺎ أدى ﺒﻬذﻩ اﻝﺒﻠدﻴﺔ إﻝﻰ ﻋدم اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫إﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺘﻬﺎ اﻝذاﺘﻴﺔ وﺘﺘﻤﻴز ﺒﻌدم وﺠود ﻤداﺨﻴل ﻝﻔﻘداﻨﻬﺎ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﺎﺒﻌﺔ‬
‫ﻝﻬﺎ ﻗﺒل اﻝﺨﺼﺨﺼﺔ ‪ ،‬أﻀف إﻝﻰ ذﻝك ﺴوء اﻝﺘﺴﻴﻴر ﻝﺘدﻨﻲ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬
‫ﻷﻋﻀﺎء ﻫذﻩ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻗدرﺘﻬم ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻴﻌﺎب ﻤﺸﺎﻜل اﻝﻤواطﻨﻴن ﻤﻤﺎ أدى‬
‫ﺒﻬم إﻝﻰ اﻝﺠري وراء ﻤﺼﺎﻝﺤﻬم اﻝﺨﺎﺼﺔ واﻝﻌﻤل ) ﺒﺎﻝﻜوطﺔ( وﻴﺘﻤﻴز ﻫذا اﻝﻤﺠﻠس‬
‫ﺒرﺌﻴس ﺒﻠدﻴﺔ أﻤﻲ وﺜﻼﺜﺔ ﻤﻌﻠﻤﻴن وﻓﻼﺤﻴن وﺜﻼﺜﺔ ﺤراس ﻓﻲ ﻤؤﺴﺴﺎت ﻋﻤوﻤﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻬذﻩ اﻝﺘﺸﻜﻴﻠﺔ رﻏم أن أﺤزاب اﻻﺌﺘﻼف اﻝوطﻨﻲ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﻠس ﺒﺜﻼﺜﺔ‬
‫أﻋﻀﺎء ﻝﻜل ﺤزب ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬم رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤن ‪ RND‬إﻻ أن ﻫذا اﻝﻤﺠﻠس وﻗف‬
‫ﻋﺎﺠ از أﻤﺎم ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ اﻝﻤواطن ﻤن ﺨدﻤﺎت واﺠﺘﻤﺎﻋﺎت ‪.‬‬
‫وﻜﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝدراﺴﺎت اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ان اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﺘﺘطﻠب ادارة ﻜﻔؤة وﻓﻌﺎﻝﺔ‬
‫وﺠﻬﺎزﻓﻨﻲ ﻤؤﻫل وﻤدرب وﻤﺴﺎﻨدة ﺤﻜوﻤﻴﺔ وﺸﻌﺒﻴﺔ واﻋﻴﺔ وﻤﺨﻠﺼﺔ ‪ ،‬و ان اﻝﺤﻔﺎظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻴﻀﻤن اﺴﺘﻤرار اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ وان ﻋﺠز ﺒﻌض اﻝﺒﻠدﻴﺎت ﻴﻌود اﻝﻰ اﻝﺘﻼﻋب‬
‫ﺒﺄﻤوال اﻝﺠﻤﺎﻋﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤن طرف اﻝﻤﺄطرﻴن ﻝﻐﻴﺎب اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ و أن‬
‫اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺌﺔ ﻴﺴﺘﻠزم اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻨﺸر اﻝوﻋﻲ اﻝﺒﻴﺌﻲ ﻋن طرﻴق ﺘﻨظﻴم‬
‫اﻝﻤﻌﺎرض و اﻝﻨدوات و ﺘﻌﻠﻴق اﻝﻤﻠﺼﻘﺎت و ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﻬرﺠﺎﻨﺎت و اﻝﺘظﺎﻫرات و اﻹﻜﺜﺎر‬
‫ﻤن اﻝﻤﻨﺘزﻫﺎت و اﻝﺤداﺌق و اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت اﻝﺨﻀراء ﻹﻋﺎدة اﻝﺘوازن ﺒﻴن اﻝﻤﺴﺎﺤﺎت‬
‫اﻝﻤﺒﻨﻴﺔ و اﻷﺤﻴﺎء اﻝوظﻴﻔﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ﺘﺘطﻠب اﻨﺘﻬﺎج ﺴﻴﺎﺴﺔ وطﻨﻴﺔ ﻴﻜون ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺘﻤﺜﻴل اﻝﺸﻌﺒﻲ‬
‫ﺒطرﻴﻘﺔ دﻴﻤﻘراطﻴﺔ واﺨﺘﻴﺎر أﺸﺨﺎص ذوي ﻜﻔﺎءات ﻋن طرﻴق اﻻﺨﺘﻴﺎر اﻝﻨزﻴﻪ وأن‬
‫ﻴﻜون ﻫﻨﺎك رﻗﺎﺒﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤن طرف اﻝﻤواطﻨﻴن وﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ واﻝﺘﻌﺒﻴر ﻋن اﻨﺸﻐﺎﻻﺘﻪ‬
‫وﺒﺘﻌﺎون اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝرﺴﻤﻴﺔ واﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗد ﻴﺼل اﻝﻤواطن إﻝﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ واﻝﻨﻬوض ﺒﻪ‬
‫ﻤن وﻀﻊ اﻝﺘﺨﻠف إﻝﻰ وﻀﻊ أﺤﺴن ﻨﺤو اﻝﺘطور واﻹزدﻫﺎر واﻝﻨﻤو اﻝداﺌم ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫تحليـــل وتفسيـر البيــانــات‬ ‫الفصــــــــــــــــل السادس‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﻝﺘوﺼﻴﺎت واﻻﻗﺘراﺤﺎت ‪:‬‬


‫ﺒﻌد اﻝدراﺴـﺔ اﻝﻨظرﻴـﺔ و اﻝﻤﻴداﻨﻴـﺔ ﻝﻠﻤوﻀـوع ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻀـوء اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻝﻤﺘوﺼـل إﻝﻴﻬـﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨـﺎ‬
‫اﻝوﺼــول إﻝــﻰ ﺠﻤﻠــﺔ ﻤــن اﻝﺘوﺼــﻴﺎت واﻻﻗﺘراﺤــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻤــن ﺸــﺄﻨﻬﺎ أن ﺘﺴــﺎﻫم وﻝــو ﺒﻘــدر‬
‫ﻤﺤدود ﻓﻲ ﻨﺠﺎح اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ ‪.‬‬
‫إن ﻤﺴـــﺄﻝﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـــﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـــﺔ اﻝﻤﺴـــﺘداﻤﺔ ﻝﻴﺴـــت ﻤﺴـــؤوﻝﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ وﺤـــدﻫﺎ ٕواﻨﻤـــﺎ ﻫـــﻲ‬
‫ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل ‪ ،‬وﻋﻴﻪ ﻴﻤﻜن ﻋرض ﺒﻌض اﻝﺘوﺼﻴﺎت واﻻﻗﺘراﺤﺎت وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -01‬أن ﺘوﺴـــﻊ اﻝﺒﻠدﻴـــﺔ ﻤﺠـــﺎل اﻝﻤﺸـــﺎرﻜﺔ ﻝﻠﻤـــواطﻨﻴن وﺘﻌﻤـــل ﻋﻠـــﻰ ﺘﻨﺸـــﻴط اﻝﺠﻤﻌﻴـــﺎت‬
‫وﺘﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺸـﺎرﻜﺔ وﺨﺎﺼـﺔ أﺜﻨـﺎء وﻀـﻊ ﻤﺨطـط اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ واﻗﺘـراح ﻤـﺎ ﻴﻤﻜـن‬
‫اﻗﺘراﺤــﻪ ﻤــن طــرف اﻝﻤ ـواطﻨﻴن وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒﻴﺌــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘداﻤﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﻌﺘﺒر ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤواطن ﻤﺤور اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -02‬أن ﺘﺄﺨــذ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ اﻗﺘراﺤــﺎت وﺸــﻜﺎوي اﻝﻤ ـواطﻨﻴن ﺒﻌــﻴن اﻻﻋﺘﺒــﺎر وأن ﺘﻌﺘﻤــد اﻝﺒﻠدﻴــﺔ‬
‫أﺜﻨﺎء وﻀﻊ اﻝﻤﺨططـﺎت ﻋﻠـﻰ ﻤﻬﻨدﺴـﻴن ﻤﺨﺘﺼـﻴن دون اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ أﻋﻀـﺎء اﻝﻤﺠﻠـس‬
‫اﻝﺒﻠــدي اﻝــذﻴن ﻴﺠﻬﻠــون اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺘﻘﻨــﻲ ﻝﻠﻤﺨططــﺎت وﺨﺎﺼــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌــﺔ اﻝﻌﻤراﻨﻴــﺔ‬
‫وذﻝك ﻝﺼدق اﻝﺘﻘﻴﻴم ﺨﺎﺼﺔ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻤﺎﻝﻲ ‪.‬‬
‫‪ -03‬أن ﺘﻨﺸط اﻝﺒﻠدﻴﺔ وﺘﺸﺠﻊ ﺨﺎﺼﺔ اﻝﺠﻤﻌﻴﺎت اﻝﻤﻬﺘﻤـﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺌـﺔ وذﻝـك ﻝﺘوﻋﻴـﺔ اﻝﻤـواطن‬
‫ٕواﺸراﻜﻪ ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝﺘﻨﻤوي ‪.‬‬
‫‪ -04‬أن ﺘﻠﺠﺄ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻘﻤﺎﻤﺔ ﺒﺸﻜﻠﻬﺎ اﻝﺤﺎﻝﻲ إﻝﻰ أﺴﻠوب اﻝردع ﻓﻲ‬
‫ﺤدود ﻤﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻪ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻤن وﺴﻼﻤﺔ اﻝﻤوطن‬
‫‪ -05‬أن ﺘﺸــﻜل اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﺨﻠﻴــﺔ ﻻﺴــﺘﻘﺒﺎل ﻤﺸــﺎﻜل اﻝﻤـواطن وﻤﺤﺎوﻝــﺔ اﻹﻗﻨــﺎع وذﻝــك ﻹﺸـراك‬
‫وﺘﻌــﺎون اﻝﻤـواطن ﻤــﻊ اﻝﺒﻠدﻴــﺔ ﻷن اﻻﺴــﺘﻘﺒﺎﻻت اﻝروﺘﻴﻨﻴــﺔ ﻝــرﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴــﺔ أﺼــﺒﺢ اﻝﻤـواطن‬
‫ﻴﺎﺌس ﻤﻨﻬﺎ وﻤن اﻝوﻋود اﻝﺘﻲ ﺘﻘدم ﻝﻪ ‪.‬‬
‫‪ -06‬أن ﺘﻘوم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒوﻀﻊ ﻋﻼﻤـﺎت إﺸـﻬﺎرﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻝﺒﻴﺌـﺔ واﻝﻨظﺎﻓـﺔ وﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻤدﺨل اﻝﻤدﻴﻨﺔ وأطراﻓﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪201‬‬

You might also like